رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 27
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. مسكينة غابي حقا لقد عانت كثيرا ويبدو أن عائلة ماكس متورطة في تفريقهم لكن لماذا البارات قصيرة جدا هافن لم نعلم ماحدث مع ارثر

    ردحذف
  2. شكرا حبيبتي ❤❤♥♥♥

    ردحذف
  3. غاني المسكينه يبدو أنها عانت كثيرا من عائلة ماكس وهو مع الاسف يفكر أنه عائلته جيدا 🥺🥺...فعلا كنت سوف تسلمها بيدك إلى النار.
    هل هذا الحقير هو من اغتص*بها.
    تسلم ايدك ❤️❤️.

    ردحذف
  4. بدأت الأمور تتضح الآن🦋🦋🦋

    ردحذف

رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 27

 

رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 27 - لا تعرف



لا تعرف








 

 

ماكس باين**

 

داخل مكتبه الرئيسي الفاخر لبيع المجوهرات.. كان ماكس باين يجلس وجهه مشدوداً إلى واحدة من أعظم إبداعاته.. قلادة من الألماس النقي.. كان يعمل بتركيز شديد.. معبراً عن حبه الشديد للفن والجمال الذي يمكن أن تتجلى به المجوهرات..

 

لكن في العمق.. كان قلبه يتعب للحظات معدودة حينما يفكر في غابرييلا.. حبيبته التي تركته في يوم زفافهم قبل خمس سنوات.. كان يتذكر طريقة ابتسامتها الدافئة وعيونها السوداء الساحرة.. وكيف كان قلبه ينبض بقوة عندما يكون معها..

 

بينما كان يُنهي العمل على تلك القلادة.. بدأت الأفكار تجتاحه بقوة.. كان يعلم أنه تعامل مع غابرييلا بصرامة وقساوة منذ اللحظة الأولى التي وجدها بها بعد طيلة تلك السنوات.. فهي قد حطمت قلبهُ العاشق لها بعد هجرها له دون تفسير واضح.. وهذا الأمر كان يؤلمه عميقاً.. لم يكن يعلم السبب الحقيقي الذي دفعها للرحيل.. ولكنه كان مستعداً الآن لفهم الحقيقة وتصحيح الأمور..

 

بينما كان يغلق القفل على الصندوق الذي يحتوي على القلادة، قرر ماكس أن يتخذ قراراً جديداً.. قرر أن ينهي انتقامه ويعامل غابرييلا بكل محبة واحترام.. كما تستحق.. لأنه كان يدرك أن قلبه لا يزال ينبض بحبها بجنون.. وأنه لا يمكنه أن يسمح للألم القديم بالسيطرة على علاقتهما مرة أخرى..

 

نظرت أمامي بشرود


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 27 - لا تعرف

 

وفكرت بحزن.. حان الوقت لأكتشف منها سبب ما فعلتهُ بي في الماضي.. ومهما كان السبب سأتقبلهُ.. وهذه المرة سأجعلها تحبني من أعماق قلبها..

 

ابتسمت برقة ووقفت وغادرت مكتبي.. كنتُ أقود سيارتي بسرعة على الطريق المؤدي إلى مزرعة آرثر.. كانت الأفكار تدور في عقلي بسرعة.. وكنتُ أحاول تصور كيف سيكون لقاؤنا وكيف ستعترف لي غابي بالحقيقة.. وعندما اقتربت من المزرعة شعرت بقلبي ينبض بقوة وأمل كبير..

 

وقفت أمام باب القصر في المزرعة.. مكان احتجاز غابرييلا منذ شهرين كاملين.. كان قلبي ينبض بشدة وعيوني تلمع بالقلق والحماس.. دخلت بسرعة نحو الباب الأمامي للقصر والذي فتحه لي الحارسين.. أطل رئيس الخدم روبرت ووقف أمامي باحترام قائلا

 

" مساء النور سيد باين "

 

نظرت إليه بسعادة وقلتُ له بينما كنتُ أركض باتجاه الدرج

 

" مساء الخير روبيرت.. لا أرغب بتناول وجبة العشاء حالياً.. ولا تسمح لأحد بالصعود إلى غرفة غابي "

 

سمعتهُ يهتف بمرح قائلا

 

" كما ترغب سيد ماكس.. لن نُزعجك بتاتاً "

 

صعدت إلى الطابق العلوي بخطوات سريعة.. وصلت إلى الباب المغلق لغرفة غابرييلا.. وأخيرًا فتحه بعناية بالمفتاح الذي كنتُ أحمل نسخة عنه..

 

رأيت غابرييلا جالسة على السرير.. وعيونها تتأمل النافذة بنظرات شاردة.. عندما لاحظت وجودي.. انقضت بذعر ورأيتُها بحزن ترتعش وهي تتأملني بخوف وأخذت تبكي بصمت..

 

تنهدت برقة واقتربت منها وجلست القرفصاء أمامها.. ثم أمسكت يدها المُرتعشة بلطف وضغطت عليها برقة.. نظرت إليها بنظرات حنونة جعلتها تتوقف عن البكاء وتتأملني بدهشة كبيرة..

 

ابتسمت برقة وقلتُ لها بنبرة صوت جادة وهادئة

 

" غابرييلا.. لقد حان الوقت حتى نتكلم.. لقد مضت خمس سنوات طويلة منذ أن تركتني في يوم زفافنا.. ولم أكن أعرف السبب الحقيقي.. وما زلتُ لغاية الآن لا أعرفه.. أنا أريد أن أعرف الحقيقة.. أريد أن أفهم ما حدث ولماذا قررتِ الرحيل.. أخبريني الحقيقة غابي.. توقفي عن صمتكِ هذا والذي يقتلني "

 

نظرت غابرييلا إليّ بعيون مليئة بالدموع.. وأجابت بصوت مرتجف

 

" ماكس.. أنا آسفة حقًا على ما فعلته.. ولكن في ذلك اليوم كنتُ مضطرة لاتخاذ قرار صعب.. لا يمكنني شرح كل شيء الآن.. ولكن عليك أن تعلم أنني لم أكن سعيدة في تلك اللحظة "

 

نظرت إليها بقلق وبتوتر.. بدأ قلبي ينبض بجنون في هذه الحظة.. كنتُ أعرف بأنها لم تتخلى عني بإرادتها.. كنتُ أعلم بأنها لم تتركني بإرادتها..

 

تأملتُها برجاء وقلتُ لها بصوتٍ هادئ

 

" أخبريني غابي.. لا تلتزمين الصمت.. ماذا حصل في ذلك اليوم؟.. من أجبركِ على تركي؟.. أنا لا يهمني لأنكِ لستِ عذراء.. لا يهمني بتاتاً ذلك.. صحيح غضبت وانفعلت عندما اكتشفت بأن لستِ كذلك.. ربما كن لديكِ حبيب في المراهقة.. لا يهم.. ما يهمني الآن أن أعرف الحقيقة منكِ بالذات.. أرجوكِ أخبريني بها.. أعدُكِ كل شيء سيتغير.. ســ... "

 

سحبت غابرييلا يدها من قبضتي ثم وقفت ونظرت إليّ بعيون مليئة بالحزن والألم.. وقاطعتني قائلة بصوت مرتجف

 

" أنتَ تريد معرفة الحقيقة الآن.. حسناً لك ذلك.. ببساطة لقد اكتشفت أنني لا أحبك حقًا.. لذلك قررت تركك في ذلك اليوم.. هذا هو السبب "

 

ساد الصمت في الغرفة للحظات طويلة.. كنتُ أنظر إليها بصدمة كبيرة وبعدم الاستيعاب.. استقمت بوقفتي ونظرت إليها بذهولٍ شديد.. ثم شعرت بالغضب يتفجر بداخلي.. ونظرت إليها بوجه مليء بالغضب والألم..

 

تسارعت أنفاسي وصرخت بعنف وبرفضٍ قاطع

 

" كذب!.. كذب.. أنتِ تكذبين.. غابرييلا.. لا تكذبي عليّ.. لا يمكن أن تكون هذه هي الحقيقة.. لقد عشنا لحظات جميلة معًا.. وكان حبنا حقيقيًا. قولي لي ما هو السبب الحقيقي.. أريد الحقيقة الكاملة "

 

ولكن عندما لم تتفوه غابرييلا بكلمة واحدة.. اقتربت منها وأمسكتُها بكتفيها وهززتُها بعنف وأنا أصرخ بجنون

 

" تكلمي.. ما هو السبب؟.. لماذا تخليتِ عني في يوم زفافنا؟.. ما هي الحقيقة؟.. أجيبيني "

 

توقفت عن هزها وتجمدت نظراتي الغاضبة والمتألمة على وجهها.. رأيت عيونها تملأها الدموع.. رمشت بقوة وقالت غابي بصوتٍ مُختنق

 

" أنا آسفة.. لكن هذه هي الحقيقة.. عليك أن تتقبلها ماكس.. وعليك أن تسمح لي بمغادرة هذه المزرعة.. عليك أن تنسى الماضي وتُكمل حياتك بعيداً عني "

 

بدأت دموعها تتساقط ببطء على وجنتيها.. كنتُ أنظر إليها بصدمة كبيرة.. عرفت بأنها تكذب.. فهي ما زالت تُحبني.. استسلامها لي لمدة شهرين وتقبلها للمساتي وقبلاتي كانا الدليل على حُبها لي..

 

" اااااااعععععععععع.. كذب.. كذب.. هذا كذب... "

 

صرخت بجنون بتلك الكلمات.. ثم جذبتُها بعنف إلى صدري وعانقتُها بقوة.. أمسكت عظام فكها بقبضتي ورفعت رأسها عالياً وهتفت بأمر وبغضب

 

" أنظري إلى عيناي وأخبريني عن سبب ترككِ لي الحقيقي.. هيا أنظري إليّ واعترفي "

 

تساقطت دموعها أضعافاً على وجنتيها الشاحبتين.. ولزمت غابرييلا الصمت.. نظرت إليها بعذاب وهتفت بغضب أعمى

 

" سأعرف الحقيقة قريباً غابرييلا بلوم.. سأعرفها.. ولكن الآن سأُثبت لكِ بأنكِ تُحبينني "

 

شهقت غابي بخوف عندما مزجت شفتيها بشفتي.. وقبلتُها برغبة عميقة وبجنون..

 

ومثل العادة استسلمت لي.. استسلمت للمساتي وقبلاتي.. مارست معها الحب هذه الليلة.. وتأكدت من استجابة جسدها لي بأنها تُحبني.. وقررت أن أكتشف الحقيقة منها قريبا جداً.. لن تستطيع غابرييلا المقاومة أكثر والكذب.. قريباً سأعرف الحقيقة ومنها بالذات...

 

بعد مرور خمسة أيام**

 

بينما كنتُ أعمل في مكتبي.. سمعت رنين هاتفي الخلوي يصدح عاليا.. أمسكته ونظرت إلى الشاشة بدهشة.. فالمُتصل لم يكن سوى روبيرت رئيس الخدم في قصر آرثر في المزرعة..

 

شعرت بالقلق وفكرت بخوف.. هل غابي بخير؟.. لماذا يتصل بي الآن روبيرت؟..

 

ضغطت بسرعة على الشاشة ورفعت الهاتف على أذني.. سمعت روبيرت يقول بصوتٍ مُرتجف

 

( سيد ماكس.. آسف لأنني أتصل بك في هذا الوقت.. ولكن لدينا مُشكلة كبيرة )

 

تسارعت نبضات قلبي وتعرق جبيني.. نظرت أمامي بخوف وهتفت بتوتر

 

" تكلم روبيرت.. ماذا حدث؟.. هل غابي بخير؟.. هل هي مريضة؟.. تكلم يا رجل "

 

سمعتهُ يُجيبني بسرعة قائلا وبتوتر

 

( السيدة غابرييلا بخير سيدي.. لا تقلق عليها.. ولكن منذ قليل اتصلت السيدة هايلي بي.. وطلبت مني أن أُجهز لها جناحها الخاص في القصر.. لأنها ستأتي إلى المزرعة في الغد )

 

أغمضت عيناي وتنهدت بقوة براحة.. فتحت عيناي ونظرت أمامي بتفكير.. ثم أجبته

 

" لا بأس.. شكراً لك روبيرت.. سأتصرف بسرعة وأجد مكان آخر لأضع به غابي "

 

ودعني باحترام وأنهى المُكالمة.. نظرت إلى هاتفي بشرود وبدأت أفكر بحل سريع لمشكلتي.. فجأة ابتسمت بسعادة وضغطت على الشاشة واتصلت بابن خالتي رودولف..

 

تلقى مُكالمتي بسرعة.. إذ سمعتهُ يهتف بمرح قائلا

 

( ماكس باين.. أخيراً اتصلتَ بابن خالتك المسكين.. لماذا لم تُجب سابقاً على مُكالماتي لك أيها الحقير الوسيم؟ )

 

ابتسمت برقة وأجبته

 

" مرحباً رودولف.. كيف حالك؟.. آسف لأنني لم أتلقى مكالماتك لي.. كنتُ مُنهمك في أعمالي "

 

سمعتهُ يضحك.. ثم قال بنبرة جادة

 

( يبدو بأنك لستَ مُنهمك الآن بعملك.. ماذا تريد مني ماكس؟.. اعترف.. أنا متأكد بأنك تحتاج لمساعدتي بشيء الآن.. اعترف ماكس )

 

نظرت أمامي بتوتر وأجبته

 

" اسمعني جيداً رودولف.. أريد طلب خدمة كبيرة منك "

 

أجابني بسرعة وبجدية تامة

 

( بالطبع ماكس.. سأفعل أي شيء لمساعدتك.. ما هي الخدمة التي تريدها مني؟ )

 

أجبتهُ براحة

 

" ما سأطلبهُ منك الآن لا أريد لمخلوق أن يعرف به.. سيبقى سراً بيننا.. أريدُك أن تذهب الليلة برفقتي إلى مزرعة آرثر جيانو.. أريدُك أن تأخذ فتاتي من المزرعة وتضعها في منزلك.. عليك أن تُبقيها تحت حراسة مُشددة من قبل حُراسك.. ولا تسمح لها بمغادرة قصرك "

 

هتف رودولف بسعادة

 

( واوو.. لديك حبيبة أيها اللعين!.. هذا خبر رائع.. هل هي جميلة ومثيرة؟.. من تكون فتاتك؟.. ها.. أخبرني.. ولماذا تريد مراقبتها ومنعها من الخروج من قصري؟ )

 

تنهدت بقوة وأجبته

 

" ستعرف لاحقا كل شيء.. لدي الكثير من الأعمال اليوم.. لذلك أريدُك أن تُرافقني الليلة في الساعة التاسعة مساءً إلى مزرعة آرثر.. وبعدها ستفهم كل شيء.. ولكن لا تنسى.. لا أريد لأحد أن يعرف.. خاصةً والداي.. اتفقنا؟ "

 

أجابني رودولف بجدية

 

( بالطبع ماكس.. لا تقلق.. لن أتفوه بحرف أمام أحد.. خاصةً أمام خالتي.. أراك الليلة )

 

انهيت المكالمة وتنهدت براحة.. رودولف سوف يساعدني.. سأضع غابرييلا في قصره لعدة أيام حتى أجد مكاناً آخر لها..

 

تابعت عملي براحة.. وفي المساء قدتُ سيارتي باتجاه مزرعة آرثر وخلفي كان رودولف يقود سيارته..

 

 

 

غابرييلا**

 

 

كانت الشمس قد غابت وغابرييلا لا تزال محتجزة داخل القصر في مزرعة جيانو منذ شهرين وأسبوعين تقريباً..

 

تنهدت غابرييلا بحزن وهي تتذكر كل ما مرت به في هذه الأسابيع المؤلمة والقاسية عليها نفسيا.. مع أن ماكس أصبحت لمساته وقبلاته لها أكثر رقة وحنية في هذا الأسبوع.. كما أنهُ أمر روبيرت منذ يومين بعدم إقفال باب غرفتها بالمفتاح.. إلا أنها تشعر بألمٍ فظيع في قلبها لتفكيره بها بأنها عاهرة وهربت مع رجل آخر..

 

واليوم اتصل ماكس وكلمني من هاتف روبيرت الخلوي.. لقد قال لي بأنهُ سوف ينقلني إلى مكان آخر بعيداً عن مزرعة جيانو.. فالسيدة هايلي ستأتي غداً إلى المزرعة..

 

ولكن كنتُ خائفة من شيءٍ واحد.. أن يمل مني ماكس بسرعة ويرميني بعيداً عنه كما سبق وقال لي.. فأنا ما زلتُ أحبهُ بجنون..

 

لقد سامحته على كل شيء.. كنتُ أعرف بأنهُ امتلكني بسبب غضبه ووجعه.. ومنذ خمسة أيام تقريباً أتى وتكلم معي وأراد أن يكتشف الحقيقة مني..

 

لم أستطع إخباره بالحقيقة.. كنتُ خائفة منهم.. وخائفة على شقيقتي شنتال.. والآن أنا خائفة إن عرفوا هؤلاء الملاعين بوجودي مع ماكس.. حينها سوف ينفذون ما وعدوني به إن اقتربت مجددا من ماكس ورأيته..

 

تنهدت بحزن وتمنت من أعماق قلبي أن لا يعرفوا بأنني برفقة ماكس..

 

نظرت أمامي بألمٍ كبير وفكرت بأسى.. ماكس ساعدني.. لا تجعلهم يقتربون من شنتال شقيقتي..

 

ولساعات طويلة انتظرت أن يأتي ماكس.. بل ظللت جالسة بهدوء في غرفتي أنتظره..

 

كانت الساعة العاشرة والنصف ليلا.. وقفت أمام النافذة وابتسمت برقة بينما كنتُ أتذكر ما حدث في الأمس.. لقد مارس ماكس معي الحب وليس الجنس في الأمس.. بل كان يفعل ذلك منذ أسبوع تقريباً.. وما حيرني أكثر ما فعله اليوم.. لقد أرسل روز إليّ في الظهيرة وطلب منها ان تجهزني وأرسلني إلى المدينة مع جيش من الحراس..

 

العودة إلى وقت الظهيرة**

 

في البداية شعرت بالرعب.. هل شعر بالملل مني ويريد أن يتركني في الشارع؟!.. ولكن لدهشتي توقفنا امام مكتب لكاتب العدل لأراه بانتظاري هناك أمام المدخل..

 

وقفت أمامه بخوف بينما كان يبتسم بسعادة قائلا

 

" سوف تدخلين معي بهدوء إلى المكتب وتوافقين على كل ما يقوله لكِ كاتب العدل.. وتوقعين على الأوراق بهدوء.. وإياكِ أن تتفوهي بكلمة وإلا قتلتكِ.. عندما ننتهي من الإجراءات سوف تعودين برفقة رجالي إلى المزرعة.. هل كلامي واضح؟ "

 

أجبتهُ بسرعة خوفاً منه

 

" نعم.. واضح "

 

كان تفكيري مشوش.. وتساءلت بداخلي.. لماذا جلبني ماكس إلى هنا؟!..

 

دخلنا إلى المبنى واستقبلنا الكاتب العدلي شخصيا ودخلنا بعدها برفقته إلى مكتبه.. جلست بهدوء على الكرسي وشبكت أصابعي ببعضها بتوتر واضح.. لأرفع رأسي وأنظر إلى الكاتب العدلي عندما قال اسمي بالكامل وسألني

 

" أنسة غابرييلا بلوم.. لقد كلمني السيد ماكس في الأمس وقال لي بأنكِ تريدين إعادة ملكية القصر إليه.. والذي كتبه لكِ منذ خمس سنوات باسمك كهدية للزفاف.. إذن.. هل أنتِ موافقة ومستعدة لإمضاء جميع الأوراق وتتنازلي عن القصر بصالح السيد ماكس جيمس باين؟ "

 

نظرت إلى وجه ماكس بصدمة لم أكن أعرف بفعلتهِ تلك.. إذن هذه هي المفاجأة التي قال لي عنها أنها تنتظرني بعد زفافنا... شعرت بقلبي يعتصر من الألم.. حبيبي كم هو طيب ورائع.. سامحني حُبي لم يكن بيدي.. لم أستطع منعهم عن فعل ذلك بي وبك..

 

جاهدت كي لا أبكي ونظرت إلى الكاتب العدلي وأجبته بوضوح وبثقة

 

" نعم.. أنا موافقة سيدي "

 

ليبتسم ويمرر لي ملف.. فتحهُ أمامي وبدأ يُشير لي حيث يجب أن أضع توقيعي.. عندما انتهيت طلب من ماكس ليوقع أيضا.. وبعدها وقف ماكس وشكره لأقف وأنتظر إليه بحزن..

 

خرجنا ووقفنا أمام السيارة لأسمع ماكس يهمس في أذني قائلا

 

" لقد أحسنتِ التصرف.. وتذكري غابي.. الليلة سوف أتي برفقة شخص أثق به لأنقلكِ إلى مكان أخر.. لقد اتصل بي آرثر منذ ساعة وأكد لي بأن والدته سوف تأتي غدا إلى المزرعة.. لذلك روز سوف تقوم بتوضيب أغراضكِ.. وأريدكِ جاهزة لدى وصولنا.. مفهوم "

 

نظرت إليه بحزن لأهمس قائلة

 

" نعم.. مفهوم "

 

لدهشتي الكبيرة قرب وجهه مني وقبلني قبلة رقيقة جداً على شفتاي.. ارتعش جسدي بسبب هذه القبلة الجميلة.. أبعد ماكس وجهه قليلا وتأملني بنظرات حنونة وهمس برقة

 

" أراكِ الليلة غابي "

 

نظرت إليه بسعادة.. فأنا لم أرى هذه النظرات الحنونة منه منذ زمنٍ طويل.. سمعتهُ يأمر رجاله بالذهاب إلى المزرعة ويتجهزوا في المساء...

 

العودة إلى الوقت الحالي في المساء**

 

تنهدت بعمق وفكرت بقلق.. لقد تأخر ماكس بالقدوم.. يا ترى مع من سوف يأتي؟!.. وإلى أين سوف يأخذني؟!.. أتمنى أن لا يتأخر لقد اشتقت إليه..

 

نظرت إلى البعيد وفكرت بألم.. يا لي من غبية.. بعد كل ما فعلهُ بي في تلك الأسابيع لم أستطع أن أكرهه.. ولو قليلا.. بل أصبح عشقي له أضعافاً عن السابق..

 

كم أنا غبية.. أظن ماكس قد لاحظ عدم مقاومتي له بعد مرور أسبوعاً واحداً فقط على وجودي في المزرعة.. بل كنتُ مثل الحمقاء أنتظر قدومه على أحر من الجمر.. واستسلم له كليا من أول لمسة..

 

تنهدت بقوة وهمست بحسرة

 

" غبية غابرييلا.. غبية.. غبية.. بفعلتي تلك جعلته يُصدق بأنني عاهرة.. يا ليته يعلم بأنه بالنسبة لي عالمي وشمسي.. يا ليته يعلم بأنه الهواء الذي أتنفسه "

 

تنهدت بألم ونظرت إلى ملابسي كنت أرتدي أكثر فستان محتشم وجدته من بين جميع الملابس التي أرسلها لي.. مع أنه قصير جدا ويلتصق بجسدي بشدة ولكنه يظل أفضل من البقية..

 

سمعت صوت سيارة تقترب لأقترب أكثر وأخرجت رأسي من النافذة لأرى إن كان الواصل هو ماكس.. ابتسمت برقة عندما رأيته يركن سيارته الـ فراري ويخرج منها.. ولكن كان خلفه سيارة أخرى توقفت ولم أنتظر لأرى من هو الرجل الذي ترجل منها..

 

استدرت بسرعة وأمسكت بروب منامتي وارتديته فوق فستاني.. كنتُ خجلة من الخروج به خارج غرفتي..

 

ركضت وفتحت الباب ونزلت مُسرعة على الدرج.. لكن فجأة توقفت على درجة في وسط السلالم وتجمدت نظراتي برعبٍ شديد إلى الأسفل..


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 27 - لا تعرف

 

لقد رأيت أخر شخص أتمنى أن أراه مجددا في هذه الحياة.. تجمد جسدي من الرعب ورجعت خطوتين إلى الوراء بصدمة بينما جسدي بدأ يهتز بالكامل من جراء الرعب الذي شعرت به..

 

سمعت صوت ضحكاتهِ الكريهة في الأسفل وهنا أغمضت عيناي وتذكرت بعذاب سماعي لتلك الضحكات الكريهة من سنوات..

 

شهقت بقوة وركضت صاعدة إلى غرفتي.. أغلقت الباب ومشيت ببطء لأقف في وسط الغرفة.. نظرت أمامي بفزع وهمست برعبٍ شديد

 

" هو ليس هنا.. هو ليس هنا.. أنا عقلي يتخيله.. نعم.. ذلك الحقير ليس هنا.. أنا أتخيل ذلك.. "

 

انفتح باب غرفتي ولكنني لم أستدر لأرى من الذي دخل.. كنتُ مشلولة من الخوف.. أحسست بقلبي سوف يخرج من مكانه بسبب سرعة نبضاته..

 

انتفض جسدي بالكامل عندما شعرت بيد تمسك ذراعي وتديرني.. لأنظر برعبٍ مخيف إليه..


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 27 - لا تعرف

 

لقد كان ماكس هو من يقف أمامي.. تأملني بنظرات قلقة


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 27 - لا تعرف

 

ثم سألني

 

" أنتِ بخير غابي؟.. لماذا لم ترتدي ملابسكِ؟ "

 

أطلقت العنان لدموعي بينما كنتُ  انظر إليه برعب أكل جسدي بأكمله.. سمعت ماكس يُكلمني بنبرة قلقة

 

" غابرييلا.. ماذا حدث؟.. لماذا تبكين؟.. لقد أتيت برفقة ابن خالتي رودولف ليأخذكِ معه من هنا.. فهو لا يعرف الطريق إلى المزرعة.. قلت له بأنني سوف أسلمه فتاة ويأخذها إلى قصره في المدينة.. هو لم يعرف لغاية الآن بأن تلك الفتاة هي أنتِ.. ولكنني أثق به.. لذلك سوف تذهبين معه الأن برضاكِ.. واياك أن تقاوميه أو تحاولي الهروب "

 

هنا بدأ جسدي يرتجف حرفياً من الرعب.. شعرت بكل خلية في جدي ترتجف من الرعب.. هززت رأسي بقوة بالرفض.. ولكن بسبب خوفي الكبير لم أستطع التكلم..

 

اقترب ماكس مني خطوة وأمسك بيدي المُرتعشة وقال بقلقٍ واضح

 

" غابي.. ماذا حدث لكِ؟.. أنتِ تعرفين جيداً بأن السيدة هايلي ستأتي غداً إلى هنا.. لذلك يجب أن تذهبي الليلة.. سوف يرافقكم بعض من حُراسي لحمايتكِ.. لا تخافي من رودولف.. أنتِ تتذكرينهُ أليس كذلك.. هو رجل جيد.. سوف يهتم بكِ لعدة أيام.. "

 

توقف ماكس عن التكلم عندما شاهد ارتعاش جسدي والذي أصبح واضحا له.. تأملني بنظرات خائفة وسألني بقلقٍ شديد

 

" أنتِ بخير؟!!.. لماذا تبكين؟!.. غابرييلا.. هل أنتِ مريضة؟.. لماذا ترتجفين بهذا الشكل؟.. غابي!!.. "

 

كان القلق واضحاً في عينيه ونبرة صوته.. لأبدأ بالبكاء بشكلٍ هستيري.. وارتعش جسدي أضعافاً بين يديه وبقوة أكبر..

 

ضمني ماكس لى صدره بقوة وحاوطني بذراعيه.. وبينما كنتُ أبكي بذعر سمعتهُ يقول بنبرة حنونة

 

" غابرييلا.. اهدئي قليلا حتى أفهم ما الذي يحدث معكِ؟.. لقد أتيت برفقة رودولف ابن خالتي ليأخذكِ معه إلى قصره في المدينة.. فهو لا يعرف الطريق إلى مزرعة جيانو.. لقد طلبت منه مرافقتي ووافق ولكنني لم أخبره بأنكِ هنا وأنكِ الفتاة التي أريده أن يستقبلها في قصره.. لا داعي لكل هذا الخوف جميلتي "

 

رفعت رأسي ونظرت إلى وجه ماكس بعذاب من بين دموعي.. شهقت بقوة وهمست ببكاء

 

" لا.. أرجوك.. لا أريد.. لا أريد.. أنتَ لا تعرف.. لا تعرف.. لا تعرف... "

 

أبعدني ماكس عنه قليلا بينما كان يضع كلتا يديه على كتفي.. تأملني بنظرات مُتعجبة وسألني بدهشة

 

" ما الذي لا أعرفهُ غابي؟.. تكلمي "

 

لم أستطع إجابته بسبب خوفي الكبير.. هزني ماكس بخفة وسألني من جديد

 

" تكلمي غابي.. ما الذي لا أعرفه؟.. لماذا أنتِ خائفة؟ "

 

وعندما لم يتلقى مني رداً.. تنهد ماكس بقوة وقال بنبرة جادة

 

" توقفي عن التمثيل غابي.. لقد مللت.. سوف تذهبين الآن برفقة رودولف.. تعالي "

 

أمسك معصمي بقبضته وجذبني باتجاه الباب.. سيطر الخوف على جسدي و روحي.. بدأت بمقاومة ماكس بجنون بينما كنتُ أصرخ بشكلٍ هستيري

 

" لاااااااااااااا.. لااااااااااااااااااا.. لا ماكس.. أنتَ لا تعرف.. لا تعرف شيئاً.. لا أريد.. لا ترغمني على ذلك أرجوك.. لا أريد الذهاب.. "

 

وقف ماكس أمام الباب ونظر إليّ بنظرات مُخيفة.. وهتف بغضب

 

" توقفي عن مقاومتي واللعنة.. ماذا جرى لكِ غابي؟.. تتصرفين بطريقة غريبة وكأنني على وشك رميكِ في النار "

 

بدأت أرى أمامي الغرفة تدور بي.. وبينما كان جسدي يترنح ودموعي تنهمر دون توقف.. همست له بعذاب وبوجعٍ كبير

 

" ماكس باين.. أنتَ سترميني فعلا إلى النار.. نار الجحيم.. "

 

وأخر ما سمعتهُ قبل أسقط فاقدة الوعي بين ذراعيه صرخة ماكس وهو يهتف باسمي بخوفٍ شديد...

 

انتهى الفصل
















فصول ذات الصلة
رواية حياتي سجن وعذاب

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©