الرعب
آرثر**
هتفت بغضب أعمى
" ستيف.. أُدخل بسرعة.. "
تسارعت أنفاسي أضعافاً بينما كنتُ أفكر بحقدٍ كبير.. لم يعد لدي مكان
للرحمة.. فالخيانة التي تعرضت لها لا يمكن أن تمر مرور الكرام.. سأضمن أن أجعلهم
يعيشوا في جحيمهم الخاص.. يشعرون بألمه وندمه..
أما سولينا غران.. سأريها الجحيم على طريقتي الخاصة تلك الحقيرة..
دخل ستيف ووقف أمامي قائلا
" أمرك سيدي.. "
وقف ليو بسرعة ثم اقترب من آرثر بحذر.. كان وجه آرثر يعبر عن غضب عميق..
ولكن ليو حاول بكل جهده أن يُلطف من هذا الغضب الذي يبدو أنه يهدد بالتصاعد..
تأملني ليو بنظرات قلقة ووضع يدهُ على كتفي قائلا بصوتٍ هادئ
" آرثر.. اهدأ من فضلك.. لا تدع الغضب يتحكم بك ويُسيطر عليك "
حاولت السيطرة على غضبي.. لكن فشلت.. لم أستطع بتاتاً التحكم بغضبي..
تنهد ليو بقوة ثم سألني بتعجُب
" لماذا انفعلتَ بهذا الشكل عندما سمعتَ باسم هيندا وصديقتها سولينا
وحبيبها ديفيد؟ "
ابتسمت بحقارة وهتفت بغضب
" سولينا.. هي نفسها مروجة المخدرات التي تسببت بموت شقيقتي غريس.. ولكن هذا ليس كل شيء.. هيندا.. الفتاة التي أُعجبتَ بها.. هي ابنة موظف لدي في جزيرتي فينوس.. هيندا هي ابنة نوح رئيس العُمال في فينوس "
ابتلع ليو ريقه بصعوبة وشعر بصدمة كبيرة.. ثم قال بصوت مرتجف
" لا أُصدق!.. كيف؟ "
أغمضت عيناي ثم فتحتُها وأجبتهُ بنبرة غاضبة
" ما سمعتهُ هو الحقيقة.. هيندا ستالو.. هي ابنة نوح رئيس العمال
في جزيرتي.. و ديفيد لاكر هو الشيف في القصر.. و سولينا غران هي المروجة التي باعت
شقيقتي تلك الممنوعات وجعلت غريس تُدمن عليها للموت.. وكما تعلم أنا أرسلت سولينا
إلى الجزيرة لأتفرغ لها قريبا.. لأنني أريد تعذيبها والانتقام منها "
أزال ليو يده عن كتفي وهتف بصدمة كبيرة
" تبا.. واللعنة الملعونة على اللعينة تلك.. كيف لم أعرفها؟!..
كيف لم أتذكر أن ديفيد هو ابن دياس والآن يعمل لديك في فينوس؟ "
توقف ليو عن التكلم وتأملني بنظرات حزينة.. ثم قال
" آسف صديقي.. وأسف لأنني لم أتعرف عليها.. فهي بدت مختلفة جدا بثوبها
الفاضح و.. "
فتحت عيوني على وسعها وهتفت بصدمة وبغضبٍ مُميت
" ماذا قلت؟!!.. تلك العاهرة.. اوه لا.. لا.. سأنتقم منها ومن
الجميع على مُخالفتهم لأوامري.. وتلك العجوز ليلي.. ستعرف قريبا ما سأفعله بالجميع..
لن أرحمهم جميعا.. يستغفلونني في غيابي!.. سأريهم الجحيم "
نظرت إلى ستيف وقلت لهُ بأمر
" ستيف.. أرسل حارسين إلى مرفأ الجزيرة.. أريد معرفة بأي زورق أو
يخت أتوا إلى هنا ويريدون العودة به إلى فينوس.. ودع الحار سين يدفعان الأجرة لصاحبه
كي يُغادر.. وإذا تركوا بعض الأغراض الخاصة بهم أريدهم أن يستلموا مقتنياتهم من صاحب الزورق هل كلامي
واضح؟ "
أجابني باحترام
" نعم سيدي "
ابتسمت بخبث وتابعت قائلا بأمر
" وأريدُك بعد ذلك أن تحجز ملهى وايت ستار بكاملهِ لي.. ولا أريد
أن يدخلهُ الليلة سواهم فقط.. ورافقني مع جميع الحُراس إلى الملهى.. سأحتاجكم
"
أجابني ستيف باحترام
" حاضر سيدي "
وبعد خروجه من الجناح.. نظر ليو بقلق إليّ وسألني بتوتر
" آرثر.. ما الذي تنوي فعله؟.. أنت لن تؤذي فتاتي.. صحيح؟!
"
بدأت أمشي ذهابا وإيابا من دون توقف بسبب غضبي الهائل.. نظرت إلى ليو
بنظرات حادة.. وأجبته
" لا تقلق لن أؤذيها.. هي لك بالكامل.. سأُعاقب الجميع الليلة
على طريقتي الخاصة.. يمكنك أخذ هيندا.. لن أهتم.. ولكن لا تقسو عليها أيها
المنحرف.. وحسابي سيكون أليم جداً مع الجميع.. وخاصة مع تلك العاهرة سولينا غان
"
بعد مغادرة ليو.. شعرت بأنني أختنق.. خلعت قميصي ورميتُها على
الأريكة.. مشيت بهدوء ووقفت أمام واجهة الزجاجية العملاقة ونظرت بشرود إلى
الخارج..
وجهي كان مليء بالغضب والاستياء.. كنتُ أُفكر بشكل متزايد في كيفية
الانتقام من سولينا والخونة الذين يعملون لدي.. حتى مربيتي ليلي خدعتني.. لقد
خالفوا أوامري وأخرجوا سولينا من جزيرة فينوس دون علمي..
في عقلي كانت تدور الأفكار كالأمواج الهائجة.. تخيلت كل تلك الطرق
المختلفة التي يمكنني استخدامها لجعل حياة سولينا مثل الجحيم... تخيلت ما سأفعلهُ
بها وكيف ستتلقى عقوباتي القاسية.. سأجعلها تعيش في سجنها الخاص على جزيرتي..
وتخيلت نفسي وأنا أُحطم كل شيء تحبه.. وكيف سأُدمرها ببطء وأجعلها تُعاني..
الغضب كان يتجمع في كياني.. وقلبي ينبض بسرعة.. ورغم كل محاولاتي
للتفكير بوضوح.. إلا أن الحقد والرغبة في الانتقام كانا يسيطران على كل تفكيري.. وقفت
أراقب البحر الذي يبدو هادئًا من النافذة.. لكن كنتُ أعرف أن بداخلي غضب كان ينمو
بسرعة مُخيفة ويغلي..
لكن هناك شيئًا آخر يؤرق تفكيري بعمق.. تذكرت كلمات ليو عن سولينا..
كلمات سبقت الصراع القائم بداخلي.. ليو قد قال لي بأن سولينا لديها حبيب.. اسمه
ديفيد.. ديفيد اللعين والذي يعمل في قصري على الجزيرة..
هذا الخبر كان كمسمار في قلبي.. شعرت بالغيرة تتسلل إلى قلبي تدريجيًا.. كانت تنمو بينما كنتُ أتخيل
بغضب أعمى صورة ديفيد الوديع يقضي وقتًا ممتعاً مع سولينا.. تخيّلتهما معًا..
تخيّلتُهما يتبادلان الضحكات والأسرار والقبلات.. تخيلتهما يمارسان الجنس داخل
قصري..
وهنا رفعت رأسي عاليا وصرخت بجنون
" ااااااااااااااااااااعععععععععع.. سأقتلهما بيدي الليلة..
سأقتلهما.... تلك العاهرة كانت تستمتع على جزيرتي برفقة عشيقها.. سأجعلها ترى
الجحيم أولا أمامها ثم سأقتلها "
الغيرة والحقد والغضب تصاعدوا في قلبي بينما كنتُ أُفكر في كيفية
الانتقام من سولينا ومن ديفيد أيضًا.. ثم من الجميع.. لقد كان هذا الشعور بالخيانة
والفقدان يجعلني أكرههم أكثر ويزيد من عزيمتي على إعادة الجزيرة إلى سيطرتي وفرض
العقوبات على كل من خالفني..
في هذه اللحظة.. أصبح قراري واضحًا.. سأجعلهم يدفعون ثمن كل ما فعلوه..
وسأنتقم بلا رحمة.. وبينما تصاعدت أفكار الانتقام في عقلي.. قسمت لنفسي بأنني لن
أسمح لأحد بالخروج الليلة بدون دفع الثمن..
سولينا**
ابتسمت بسعادة بينما كنا ندخل إلى ملهى وايت ستار.. دخلت برفقة الحُراس
الخمسة و هيندا وديفيد طبعا.. كنا نضحك على منظر ديفيد وهو يقفز من الفرحة إذ صاحبة
اللسان الطويل هيندا أخبرته سبب قدومنا إلى هنا.. وهو أننا سنحتفل بعيد ميلاده..
كنتُ أشعر بالحماس وببهجة في هذه الليلة المميزة التي كنا على وشك
قضائها.. لكن حينما دخلنا الملهى.. غابت الإشراقة من وجهي وتبدلت ابتسامتي إلى
تعبيرٍ من الدهشة والتساؤل..
وقفنا ونظرنا بذهول عندما رأينا المكان هادئ ومُعتم.. فقط ضوء واحد في
السقف فوق رؤوسنا مضاء.. ويبدو أنه لا يوجد أحد غيرنا..
كان المكان مُظلمًا تمامًا.. خاليًا من الزبائن.. وصمتاً غريباً يخيم
في الأرجاء.. لم تكن هناك أي أضواء ملونة ترقص على الأرضية.. ولم يكن هناك موسيقى
تعزف لتعبّر عن الحياة..
كان الملهى فارغًا تمامًا.. ولم يكن هناك زبائن يملؤون الطاولات أو
يرقصون على الأرضية.. لم تكن هناك أي أصوات موسيقية تعزف لتخفف من هذا الصمت
المريب..
نظرت حولي بتعجب.. وقلبي ينبض بسرعة من القلق والريبة.. هل حدث شيء
ما؟..
سمعت ديفيد يهتف بحماس بينما كنتُ أنظر إلى الجميع بدهشة وبتعجُب
" ما الذي يحصل هنا؟.. هل هناك مفاجئة أخرى لي؟! "
بدأت أتساءل بخوف عن السبب وراء هذا الهدوء الغريب.. ولكن لم أستطع أن
أجزم بأي شيء.. وفي لحظة من الاضطراب والحيرة.. وبينما كنا ننظر إلى بعضنا البعض
بقلق وبتوتر.. فجأة حدث شيء لم يكن في الحسبان..
انكسر الظلام.. واشتعلت الأضواء ببهجة.. تلك الأضواء التي كانت مختبئة
حتى اللحظة.. وبينما انبعثت الأضواء كالفيضان في وسط الملهى.. تركزت على شخصٍ واحد يجلس على كُرسي..
ظهرت الملامح الصارخة لوجه آرثر جيانو أمامي.. وجدت نفسي أنظر إلى
عينيه الغاضبتين وجهاً لوجه..
ولكن ما أشعل نيران الرعب في عيناي كان ظهوره ورؤيتي له.. آرثر جيانو..
سيدي.. كان جالسًا على طاولة في وسط قاعة الملهى.. وجهه القوي كان يعبس بالغضب..
وعيناه كانت تلتقطان نظراتي بكل حدة... لم تكن هناك أي كلمات أستطيع قولها.. فالخوف والترقب سيطران على كامل جسدي.. وشعرت بالرعب الحقيقي..
كان آرثر جيانو يتأملني بغضب أعمى.. وكل ما شعرت به في هذه اللحظات هو الرعب الشديد..
اقشعر جسدي من تلك النظرة التي رماني بها.. نظرة امتزجت بالغضب
المكتوم والقسوة والقوة والوعيد.. هتفت بخوف دون أن أشعر
" سيدي!!.. سيد آرثر!!... "
وأعقبت صرختي لحظات صمت..
هناك.. على طاولة وحيدة في وسط الملهى.. كان آرثر جيانو يجلس وحده..
وجهه الذي اعتدت عليه أن يكون مليء بالسيطرة والقوة.. كان الآن ينقشع بالغضب
العميق.. عيناه الحادتين كانتا تتجه نحوي بشكل مشدد.. وكأنهما يتجمدان على ملامحي..
شعرت بالرعب ينساب في عروقي بينما كنتُ أنظر إلى السيد آرثر.. هذا
الرجل الذي تعلمت أن أخشاه وأحترمهُ في نفس الوقت.. كنتُ أعلم أن هذا اللقاء سيكون
مختلفًا تمامًا عما مررت به في الماضي.. وأن الأمور ستصبح أكثر تعقيدًا وخطورة..
عرفت من نظراتهِ المُخيفة والمُسلطة عليّ بأنهُ سيحرق الأرض أسفلي...
شعرت بقلبي ينبض بسرعة ورجلي ترتجفان.. لم يكن هذا ما كنتُ أتوقعهُ..
لم أتوقع أن أراه هنا.. لم أخيل للحظة واحدة بأنني سأراه الليلة.. وهنا الرعب سيطر
عليّ بالكامل..
التفت لأرى الأخرين واقفون بصدمة ووجوههم شاحبة.. و هيندا سقطت
محفظتها على الأرض من هول الصدمة ولم تلتقطها.. تنقلت نظاراتي المُرتاعة بينهم علا
أحدهم يخبرني أنني أهلوس والسيد آرثر ليس هنا.. ولكن خوفهم الشديد أثبت لي صحة ما
رأيت فبدأ جسدي يرتعش من الخوف والرعب أكثر..
شعرت برعب يفوق التصور.. قشعريرة باردة سارت في جسدي.. عضضت على شفتي
لأكبح دموعي.. وساد سكون مخيف لحظة من الزمن..
انحبست أنفاسنا جميعا بانتظار ما سيفعلهُ السيد وما سيقوله.. واهتزت
أجسادنا برعب عندما تأملنا بنظراتهِ الغاضبة والمُرعبة واحداً تلو الآخر..
ثم رأيتهُ ينظر إلى ديفيد بنظرات أرعبتني أنا بالذات
ثم حرك بؤبؤ عينيه لتستقر نظراته عليّ.. ووجهه مليء بالغضب والاستياء..
قفزت برعب وارتعش جسدي بجنون عندما صرخ السيد بصوتٍ مُخيف
" كما أرى بوضوح أنتم
هنا جميعكم على جزيرة تايلي.. وبرفقة من؟.. سولينا غران "
وجهه الجذاب الذي اعتادت النساء أن يراه بالهدوء والسيطرة.. كان الآن
يتحول إلى قنبلة من الغضب..
ارتعش فكي بقوة واصطكت أسناني بعنف.. نظرت إلى الجميع بطرف عيناي
ورأيتهم يتأملون الأرض بعيون مليئة بالندم والاعتذار والخوف الشديد..
آرثر لم يكن قادرًا على كبح غضبه العارم.. صوته اهتز بالغضب وصدحت
كلماته بقوة في القاعة
" كيف تجرؤون! "
ثم ضرب قبضتهُ بعنف على سطح الطاولة جعلنا نقفز برعب في مكاننا ونرتجف
بخوفٍ شديد..
شعرت بالأرض تهتز أسفل أقدامي بسبب وزن كلماته وغضبهِ العارم.. ارتعشت
بعنف عندما صرخ من جديد بغضب مُدمر
" لقد عصيتم كلمتي وانتهزتم فرصة غيابي عن الجزيرة لتخرجوها
وتجلبوها معكم لتحتفلوا...فكرة من كانت أن تخرجوا من فينوس وتجلبوها معكم؟..
تكلموااااااا... "
لم يتجرأ أحد على الرد عليه.. انفجر آرثر مجددًا.. وكأنه يُخرج كل ذلك
الغضب المكبوت من داخله
" أنتم لا تدركون مدى حجم الخطأ الذي ارتكبتموه؟.. لقد اعتبرتكم
عائلتي.. ولكنكم خذلتموني بهذه الطريقة الخائنة "
لم يتفوه أحد بكلمة.. كنا نرتعش بخوف أمامهُ.. كنا نرتعش بخوف وبرعب
دمر أجسادنا وأرواحنا..
صرخ آرثر بصوت يعبق بالسخط.. وكل كلمة أطلقها كأنها سهم من الغضب يخترق
قلوب مَن حوله
" كيف تجرؤون على فعل ذلك بي؟.. خالفتم أوامري وكذبتم عليّ.. كيف
تجرؤون على مُخالفة أوامري وتأخذوا بهذا القرار بمفردكم؟ "
لم يتجرأ أحد على الرد عليه.. فصرخ بنا مجددا
" أجيبواااااااا... "
شعرت بـ ديفيد يقترب ليقف بجانبي.. وقال بصوت مُرتجف وبتلعثم و بخوف
واضح
" سيـ.. سيد آرثر.. نحـ.. نحن لم.. "
صرخ السيد آرثر باسم شخص وقطع حديث ديفيد له وجعلنا جميعنا نرتعب
" ستيف.... "
توسعت عيناي برعب عندما رأيت عددا كبيراً من الحراس نحو العشرين يدخلون وحاوطوا الجميع باستثنائي.. وذلك بعد أن
أبعدوني عنهم..
ورأيت رجل وسيم يقترب بخطوات بطيئة ويقف أمام هيندا
عرفت على الفور من يكون فمستحيل أن أخطئ به.. إنه ليو.. ماذا يفعل هنا
مع حراس السيد آرثر؟!!..
توسعت عيناي برعبٍ أكبر عندما انقشعت الحقيقة أمامي.. يا إلهي
مستحيل!!.. هل ليو يكون صديق السيد آرثر؟!.. السيد آرثر هو الصديق الذي أخبرنا عنه
ليو؟..
سمعت بذهول السيد آرثر يأمر حُراسهُ بحدة هاتفاً
" أخرجوهم من هنا.. وبسرعة "
نظرت إليه بسرعة وأنا مصدومة بالكامل.. ماذا سيفعل بنا؟!!.. سمعت صيحة
باكية وبدأ جسدي يرتجف.. فالتفت ورأيت هيندا تجهش بالبكاء وجسدها يهتز بقوة بعد أن
حملها ليو على كتفه وهو يضحك بقوة..
اقتربت من الحراس وأنا أحاول جاهدة إزاحتهم من أمامي كي أمر وأمنع ليو
من أخذ هيندا.. بينما ديفيد والبقية تم إخراجهم بالقوة من الملهى قبلها بعد أن تم تهديدهم
بعدم التفوه بكلمة..
حاولت دفع الحُراس من أمامي وأنا أصرخ برعب
" دعهاااااااااااااا... أرجوك لا تؤذي هيندا.. دعها.. لا ذنب لها..
أرجوك أتركها "
بدأت بالبكاء وأنا أُحاول الوصول إلى هيندا.. ثم هتفت بخوف دمر روحي
" أرجوكم لا تدعوه يأخذها.. لا.. دعوها.. دعوهم.. ليس ذنبهم... ماذا
ستفعلون بهم؟!!.. "
أمسكني حارسين بذراعي وسحبوني بالقوة وجعلوني أقف أمام آرثر ووقفوا
خلفي بعدها..
نظرت إلى وجه السيد ورأيت نظراته التي تتسم بالكره ولازدراء تتجول
بالكامل على جسدي ببطء مخيف من رأسي إلى أخمص قدماي.. ثم صعودا إلى أن التقت
نظراتنا ببعض..
أصبح ذهني مشتتا وأصابتني حالة من الرهبة والجزع والرعب الهائل.. ارتعدت
فرائصي بالكامل عندما قال بفحيحٍ مُرعب
" كان يجب أن أتوقع أن عاهرة مثلكِ ستجعل من ديفيد والجميع لعبة
بين يديها.. وأصبح لديكِ حبيب وعشيق أيضا؟.. أليس ذلك رائعاً "
وقف وبدأ يُصفق بيديه بخفة ثم أوقف التصفيق.. كانت عيناه ثابتتين مثل
جسده وبدأ يخطو نحوي بخطوات بطيئة واثقة ومُخيفة كانت تجعل دقات قلبي تتسارع بعنف..
تجمد جسدي بالكامل وكأنه تحنّط.. بدأ الرعب يسري في أوصالي على وقع
خطواته الثقيلة التي أخذت تعلو وتقترب حتى أطل بقامته الطويلة وهيئته المُخيفة
ووقف على بُعد خطوة واحدة مني.. بينما أنا كنتُ ثابتة في مكاني بذهول ورعب
كبيرين..
كانت نظرات آرثر اللامعة والنارية والمُسلطة عليّ بجبروت وازدراء
تصعقني وجعلت أحشائي تنكمش وتمنيت فورا لو أن الأرض تنشق أسفلي وتبتلعُني..
كان جسدي يهتز بالكامل من جراء خوفي منه.. بينما آرثر كان واقف أمامي
بكبرياء وثبات أسطوري.. ولم يتحرك قيد شعرة ولا اهتز له رمش.. بل ظلت عينيه
مصوبتين إلى عيناي..
بلعت ريقي بقوة وهمست بتلعثم وبصوتٍ مهزوز
" سيـ.. سيد.. آرثــ.. آرثر.. أنــ.. أنا.. "
وقبل أن أُكمل جملتي صفعة قوية توجهت كالبرق على وجنتي اليمنى جعلت
رأسي يترنّح وطنين هائل أصاب أذني اليمنى..
لمست بأناملي المُرتجفة مكان صفعته بينما دموعي بدأت تسيل كالنهر على
وجنتاي وأنا أحاول جاهدة كتم شهقاتي.. نظرت إليه برعب وقبل حتى أن أصرخ من الألم
كنتُ تلقيت صفعة أخرى على خدي الأيسر جعلتني أقع على الأرض بقوة..
" أععععععععههه.. "
صرخت بقوة وبألمٍ شديد عندما أمسك خصلات شعري بعنف وجعلني أقف.. بيده
الثانية أمسك فكي بقوة ألمتني كثيرا.. شعرت أسناني ستزاح من مكانها.. بينما كنتُ
أنتحب وأبكي..
قرب وجهه مني وهمس بفحيح مُرعب
" تريدين أحدا ليضاجعكِ.. صحيح؟.. ولم تختاري سوى ديفيد؟!.. تكلمي..
هل مارس معكِ بعنف وأشبع رغباتكِ اللعينة والوسخة وانحرافكِ القذر؟ "
بكيت بذعر ولم أفهم سبب تفكيرهُ بأنني فعلت تلك الأشياء المُخجلة مع
ديفيد.. لم أستطع فتح فمي والاعتراض بسبب عنف وضغط قبضتهِ على فكي..
ارتعشت بعنف عندما تابع قائلا بغضب أعمى
" إذاً.. يجب على الأمور أن تتغير.. أرسخي بعقلكِ المُغفل أنني لن أسمح لكِ بالاستمتاع مع أحد سواي عقاباً لكِ.. ولن يُشبع رغباتكِ اللعينة سواي.. وسأبدأ من
الأن "
هجم على شفاهي بوحشية فائقة.. وضعت يدي على صدره وبدأت أضربه كي يتوقف
عن تقبيلي بعنف وإيلامي..
إلهي أول قبلة لي تكون معه وبهذه الطريقة الوحشية.. ضغط بيده على فكي
بقوة جعلني أفتح فمي فأحسست بلسانه يتذوقني فعضضته له بأسناني كي يُخرجه..
أخرج لسانه ونظر إليّ بعيون حمراء ومليئة بالغضب وشرٍ كبير.. وبيده
الممسكة بشعري رفع بها رأسي عاليا وبدأت أتلقى صفعات متتالية على خداي وهو يصرخ
بوحشية
" سأقتلكِ أيتُها القذرة على فعلتكِ تلك "
كنتُ أصرخ وأبكي بقوة رهيبة ودموعي تتساقط كالمطر على وجهي.. وبدأت
أتوسل إليه ليتوقف عن صفعي.. ربما يشفق قلبه عليّ.. ولكن يبدو أنهُ لا يملك قلبا
من الأساس.. وما من نتيجة لتوسلاتي له..
بدأت أشعر بدوار رهيب عندما فجأة أوقف صفعهُ لي.. وأحسست مجددا بشفتيه
تسحق خاصتي.. وأدخل لسانه مجددا داخل فمي وسحب لساني بقوة لداخل فمه وبدأ يمتصه
بقوة رهيبة..
حاولت ردعه.. ولكنني شعرت بجسدي يرتخي.. وعيناي بدأت تنغلق لوحدها..
حتى لم أعد أشعر بشيء أخر..
شكرا يا هافن ❤❤♥♥♥♥♥
ردحذفحياتي سلمى
حذفالغيره هي ما تحرك أرثر و ليس الإنتقام أرثر كل ما يشغل تفكيره كيف إن يمتلك سولينا.. حزنت علي سولينا كثيرا. أرثر ضربها بوحشيه.. من الصعب إن تنسي تلك الليله المؤلمه 😢
ردحذفكلامكِ صحيح حياتي
حذفالآن الغيرة هي من تتحكم بـ آرثر وسوف تكون تداعياتها مؤلمة
ولكن بعدها سنرى آرثر جديد وأحداث كثيرة وتشويق لن ينتهي سنراه قريبا
قمة الوحشية أن يضربها بهذه الطريقة وانعدام للأخلاق لا يمكن للحب أن يجتمع مع الأذى بهذا الشكل حتى لو كانت الغيرة سببه فهي ليست عبدة وهو لا يمتلك رجولة مادام سمح لنفسه بضربها بهذا الشكل الذي لا يبرره اي سبب سوا أنه شخص لا يستحق الاحترام أو الحب من لديه القدرة على ضرب امرأة بهذا الشكل لديه القدرة على كل شيء اعتذر هافن لكن مايحصل سيء جدا تطاول على فتاة ضعيفة ليست من شيم الرجال وغير مقبول ابدا فكيف للحب أن ينشأ بين ظالم مستبد مع ملاك يعيش بالفطرة صعب جدا
ردحذفكلامكِ صحيح طبعا يا قلبي
حذفولكن حاليا ما ترينه هو غيرة آرثر وليس انتقامه
سنكرهه كثيرا بعد بارتين ولكن بعدها سنرى آرثر الحقيقي وأحداث كثيرة قادمة وتشويق لن ينتهي
يا قلبي الله يسلمك
ردحذفللأسف سنرى قسوة آرثر في ثلاثة بارتات
سوف تكرهينه جدا ولكن بعدها سنرى آرثر أخر
بسرعه البارت اللي وراه انتي مبدعه هافان رغم اني قراءات الروايه من قبل ولكن متشوقه للبارت القادم أو ال ٣ بارتات القادمين كان أول مره اقرأ الروايه
ردحذفياااه قلبييي😔💔💔💔
ردحذف