رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 22
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. جوي دعني اقول لكي نصيحه لاتكوني عديمه الكرامه مع شخص لايحبك 😁.
    ارثر ههههههههه لقد ذبت وغرقت بالعشق ولكن سوف تكابر كثيرا حتى تعترف لنفسك بحبها من اول لقاء لكم.
    ليو وهيندا قصه حب جديده ❤️❤️.
    مع الاسف نجحت ايفلين في خطتها وجعلت ارثر مثل الثور الهائج لن يوقفه أحد عن أذيه سولي ولكن أتمنى أن لا يفعلها معها ( الاغتصاب) بسبب غضبه لانه وقتها لن يشفع له شي.
    تسلم ايدك ❤️❤️.

    ردحذف
    الردود
    1. تسلمي يا قلبي
      أحببت كثيرا ما كتبته
      وأمور كثيرة ستحدث وتشويق لن ينتهي

      حذف
  2. لا أعلم ماذا أقول... حقاً أنا عاجزة عن وصف روعة ما تكتبه اناملكِ الجميلة... عالمكِ الساحر لا رغبة لي بالخروج منه.. البارت في قمة الروعة، ثم اتمنى ان تظهر الحقيقة قريباً قبل أن تعمي آرثر، وليو كيف كيوتتتتت🖤😭 بس صراحة يعني سولي شوي غبية يعني كل حدا تحسبه طيب زيها... احس هل مرة وحدها جلبت المشكلة لفوق رأسها..

    ردحذف
    الردود
    1. أشكركِ يا قلبي لأنكِ أحببتِ الأحداث
      ونعم سولينا بسبب طيبة قلبها تظن الجميع مثلها

      حذف
  3. اعتقد انا عاصفة غيرة ستقتحم سولينا وتجعلها تدفع ثمن غبائها وتصديقها لايفلين وارى أن ارثر سيكون اعمى لدرجة تدمي القلب وتؤذي سولينا في الصميم وربما للاغتصاب الذي سيكون ربما شراره لحب كبير فيما بعد وكاتبتنا الجميلة هافن أدرى بما سيحدث ❤️❤️❤️

    ردحذف
    الردود
    1. يا قلبي أنتِ
      للأسف ستحدث أمور كثيرة وسنرى تشويق لا مثيل له
      أحداث كثيرة بانتظاركم قريبا وأتمنى أن تنال اعجابكِ.

      حذف
  4. آرثر خلاص سولينا ملكت قلبو وروحو وكيانو صعب جدا إنو يسيطر على نفسو بعد كده مستنياك أيام هيعيشها بجنون ورغبه قاتله 💖💋💖
    البارت روعه ياقلبي تسلم ايدك دايما مبدعه ومتألقه والأحداث الجديده نااااااااااار💘❣💘❣💘❣💘

    ردحذف
  5. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  6. البارت أكثر من رائع 🌹🌹🌹 أنا متشوقه لمعرفه رد فعل أرثر تجاه خروج سولينا من جزيرته.. من حسن حظي إنك قمت بنشر البارت التالي منذ قليل لأعرف الأاااااااان باقي الاحداث🔥🔥🔥

    ردحذف

رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 22

 

رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 22 - ليو تومسون



ليو تومسون








 

 

آرثر جيانو**

 

ثلاثة أيام مضت على مغادرتي لجزيرتي فينوس.. ثلاثة أيام مضت دونَ أن أستطيع التوقف للحظة واحدة عن التفكير بـ سولينا غران..

 

تنهدت بقوة ثم شتمت بغضب.. سأفقد عقلي بسبب تفكري المُستمر بتلك المُروجة.. يجب أن أتوقف عن التفكير بها بأي طريقة..

 

أمسكت هاتفي واتصلت بخطيبتي جوي وطلبت منها أن تأتي إلى قصري قرب الشاطئ في كاليفورنيا.. ثم أخبرت ستيف حتى يسمحوا الحُراس لها بالدخول عندما تصل..

 

بعد مرور ساعة*

 

داخل قصر آرثر جيانو.. امتلأت الغرفة الواسعة بأجواء من الفخامة والدفء.. كانت شموع اللهب الهادئة تنعكس على الأثاث الفاخر وتضفي لمسة سحرية على الديكور الرائع..

 

جلس آرثر على الأريكة باسترخاء وكان يحمل كأس الويسكي بين يديه.. إلى جانبه وبتألق ساحر.. كانت خطيبته جوي ترتدي فستانًا أحمرًا يلتف حول جسدها بأناقة..

 

وضعت جوي كأس الويسكي على الطاولة ثم وقفت ونظرت إلى آرثر بنظرات مُغرية.. ثم استدارت ومشت بخطوات بطيئة مثيرة.. وبعدها وقفت في وسط الغرفة ونظرت إلى آرثر بإغراء وبدأت بالرقص ببطء وبإثارة أمام آرثر..

 

رقصت جوي بطريقة مثيرة جداً مع نغمات الأغنية الهادئة.. انسابت حركاتها برشاقة.. وكأنها تنساب على لحن الإغواء نفسه.. تأرجح شعرها الأسود بلطف مع كل خطوة.. وكانت عيونها الزرقاء تتلألأ بالشوق والرغبة..

 

حركاتها كانت تجمع بين الجاذبية والرشاقة والإغواء.. وعيونها اللامعة برقة كانت تلقي بالغمزات نحو آرثر..

 

رفع آرثر نظراته لتستقر على جوي بينما كان يرتشف الويسكي ببطء.. وهنا تذكر سولينا.. تذكر كيف رقصت له منذ أيام.. كيف أشعلت الرغبة في جسده.. وكيف كانت لمحة عابرة من شفتيها تقلب عالمه رأسًا على عقب.. كيف يمكن أن ينسى تلك اللحظات الساحرة التي قضاها مع سولينا؟..

 

كل نفس كان يتنفسهُ الآن كان يُذكرهُ بها وكيف رقصت سولينا له.. انغمس في ذكرياته المشتعلة وكيف أشعلت سولينا النار في جسده.. وتذكر كيف شعر بالرغبة العميقة ليحصل عليها وبأي ثمن.. لقد أرادها بقوة.. أراد أن يمتلكها بكامل جوارحه..

 

عقد آرثر حاجبيه عندما نظر إلى عيون جوي العاكستين للرغبة.. تذكر بوضوح سولينا.. تذكر نظراتها والتي تشع بالبراءة والتي تقتله.. تذكر كيف رقصت له بأنوثة وجاذبية لا تضاهى.. تذكر كيف كان قلبه ينبض بشدة في وجودها وكيف كان يرغب في لمسها بشوق غامر.. لا.. جوي لم تكن سوى ظل بالنسبة لـ سولينا.. وهذا ما جعله يعيش في عالم مختلف في هذه اللحظات..

 

إذ آرثر فجأة بدأ يتخيل جوي سولينا أمامه.. رأى سولينا الآن أمامهُ.. وعادت الرغبة لتعصف بجسده بجنون..

 

كانت جوي تحاول بكل مهارتها إغواء آرثر.. اقتربت منه برقة وجلست في حضنه.. ومررت أصابعها بشكل مثير على ذراعه.. وبدأت بالتلاعب بخصلات شعرهِ السوداء بين أصابعها.. قربت شفتيها من أذنه بحساسية.. وقالت بصوت مغري

 

" آرثر.. حبيبي.. أنت كل شيء بالنسبة لي.. أريدُك.. أريدُك أن تمارس معي الحُب الآن "

 

أغمضت عيناي بقوة وفقد قلبي نبضة من نبضاته.. ثم بدأ قلبي ينبض بجنون.. شعرت بأنني أحلم عندما همست سولينا بتلك الكلمات في أذني الآن..

 

شعرت بشفتيها تُقبلان عنقي بقبلات نارية أشعلتني بجنون.. أمسكت خصرها بكلتا يداي وتركتُها تعبث بجسدي وبقلبي كما يحلو لها في هذه اللحظات الجميلة..

 

شعرت بيديها تلمس صدري فوق القميص.. توقفت سولينا عن تقبيل عنقي وبدأت بفك أزرار قميصي.. سمحت لها بإزالته.. ثم شهقت بمتعة بينما كنتُ مُغمض العينين عندما شعرت بشفتيها تُقبل عضلات صدري ويديها تلمس معدتي..

 

انتصبت بجنون وفقدت السيطرة على نفسي.. فتحت عيوني قليلا وبسبب شهوتي ورغبتي الكبيرة رأيت بشكل ضبابي.. أمسكت فكها بقبضتي وجعلتُها تتوقف عن تقبيل صدري.. رفعت رأسها عاليا ومزجت شفتاي بشفتيها الساحرتين..

 

قبلتُها برغبة عميقة.. قبلتُها بشغفٍ كبير.. قبلتُها بلهفة كبيرة.. كنتُ حرفياً ألتهم شفتيها بجنون.. وعندما سمعتُها تتأوه بمتعة أمامي عمقت القبلة أكثر..

 

أمسكت خصرها الصغير بإحكام ورفعتُها قليلا لتبتعد عني.. توقفت عن تقبيلها حتى أسحب الهواء إلى رئتاي.. وقفت أمامها.. أردت أن أحملها وأركض بها إلى غرفة نومي وأمارس معها الجنس بجنون..

 

لكن سولينا اقتربت مني وبدأت تلمس وجهي بأناملها الساحرة وقربت شفتيها من شفتاي.. أغمضت عيناي واحترق جسدي بعنف من الرغبة..


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 22 - ليو تومسون

 

ولكن فجأة تخشب جسدي عندما سمعت نبرة صوت ليست لـ سولينا

 

" حبيبي.. أريدُك بجنون.. أريدُك أن تمارس معي الحب وبجنون مُطلق "

 

فتحت عيناي على وسعها ونظرت إلى وجهها.. لأرى بامتعاض وجه جوي أمامي.. بدأت جوي بتقبيل شفتاي لكن حركت رأسي بسرعة إلى الخلف وهمست بصوت هادئ ولكنهُ مليء بالغضب

 

" يكفي جوي.. لا أريد "

 

تراجعت جوي خطوتين إلى الخلف وتأملتني بنظرات مندهشة.. ثم قالت برقة

 

" حبيبي.. أنتَ بخير؟ "

 

اقتربت خطوة ووضعت يدها على خدي ولمستهُ بطريقة مثيرة.. ثم قالت بإغواء

 

" أريدُك بجنون حبيبي.. إن كنتَ مُرهق فلا بأس.. سأتكفل بإزالة الإرهاق عن جسدك المثير.. اشتقتُ لك بجنون.. فمنذ شهرين لم تلمسني.. جسدي يحترق للشعور بك "

 

قلبت عيناي وتأملتُها بنظرات حادة ثم أمسكت معصمها وأبعدت يدها عن وجهي وقلتُ لها بحدة وبغضب وبأمر

 

" لقد قلتُ لكِ يكفي.. غادري قصري وبسرعة "

 

تأملتني بنظرات مذهولة وهمست

 

" آرثر.. مــ.. "

 

قاطعتُها هاتفاً بغضب أعمى

 

" غادري المكان وبسرعة.. اتركي القصر الآن.. تحركي "

 

ترقرقت الدموع في عينيها لكن لم أهتم.. رأيتُها تستدير وحملت حقيبة يدها وغادرت مُسرعة المكان..

 

تنهدت براحة ثم جلست على الأريكة أغمضت عيناي وبدأت أستمع إلى دقات قلبي السريعة.. لقد تخيلت سولينا منذ قليل أمامي.. ما الذي يحدث لي؟.. يجب أن أتوقف عن التفكير بها واللعنة..

 

فتحت عيناي ونظرت أمامي بتفكيرٍ عميق.. صحيح.. أنا لم ألمس جوي منذ أن أصبحت سولينا في قبضتي.. بل أصبحت أكره جوي أكثر.. تباً.. يجب أن أتخلص منها وبسرعة.. لقد أصبحت تشكل عبئاً ثقيلا عليّ.. مللت منها ومن غبائها المُستمر..

 

من أجل والدتي فقط ارتبطت بتلك الغبية.. حتى أجعل والدتي تتوقف عن قلقها عليّ.. وحتى أجعلها تتوقف عن التذمر بأنني أصبحت في الرابعة والثلاثين ولم أتزوج.. من أجل والدتي هايلي فقط قررت التزوج.. وكانت جوي عشيقتي الوحيدة في تلك الأثناء..

 

لكن الآن لم يعُد باستطاعتي تحملها.. يجب أن أنهي قريباً هذه المهزلة..

 

أغمضت عيناي واتجه تفكيري فوراً نحو سولينا غران.. واستسلمت لأفكاري.. استسلمت وسمحت لنفسي بالتفكير بها.. وسمحت لنفسي بتذكر كل لحظة قضيتُها معها على جزيرة فينوس منذ ثلاثة أيام..

 

وبعد مرور خمسة عشر يوماً على مغادرتي لجزيرة فينوس.. دخل ليو إلى مكتبي في الشركة بحماس حاملاً معه روحًا منعشة من الخارج..

 

كنتُ أجلس بهدوء أنظر إلى شاشة الحاسوب بتركيز.. لكن انقض ليو على المكتب بسرعة وجلس على سطحه بجانبي وقال بحماس مفرط وبابتسامة ساطعة

 

" آرثر.. يجب أن نفعل شيئاً مختلفاً اليوم.. ما رأيك؟ "

 

تنهدت بقوة وأبعدت نظراتي عن شاشة حاسوبي وقلتُ له بسخرية

 

" يجب أن أطلب من مساعدتي إيما أن لا تسمح لك بعد اليوم بالدخول إلى مكتبي بهذه الطريقة ومن دون إذني "

 

ابتسم ليو بخبث وتأملني بنظرات مرحة قائلا

 

" لا يمكنك فعل ذلك بي.. تذكر جيداً بأنني شريكك في إحدى شركاتك.. كما أنا صديق طفولتك.. ويحق لي الدخول إلى مكتبك ساعة ما أشاء "

 

ابتسمت برقة عندما غمزني ليو وكتف يديه على صدره وهو يتأملني بنظرات عابثة..

 

استقمت في جلستي وكتفت يداي وتأملتهُ بجدية قائلا

 

" ماذا تقترح؟ "

 

ابتسم ليو بوسع وقال بحماس

 

" آرثر.. لدي اقتراح رائع لنقضي بهِ هذا اليوم.. ما رأيك في الذهاب إلى جزيرة تايلي؟.. نقضي وقتاً ممتعاً هناك.. ثم في المساء نذهب إلى ملهى وايت ستار  "

 

فكرت للحظة بكلام ليو بينما كنتُ أنظر إليه بدهشة.. كما لو أنني لم أكن أتوقع هذا الاقتراح الغريب.. بل فعلا لم أكن أتوقعه.. كان اليوم يوم عمل مزدحم.. لدي العديد من القرارات والمهام لإنهائها.. لكن حماس ليو كان مُعدًلا بالفعل.. بدا ليو مختلفًا اليوم.. أكثر حيوية وإصرارًا على الاستمتاع بالحياة..

 

لكن تذكرت جميع الأعباء العالقة في شركاتي.. وكميات العمل الكبيرة التي كان ينبغي أن أُنجزها وبسرعة..

 

ابتسمت بخفة وقلتُ له باعتذار

 

" آسف ليو.. لدي الكثير من الأعمال.. هل تفكر جديًا في ما تقترح؟.. هناك الكثير من الأعمال والأمور التي يتعين علينا إنجازها اليوم .. يمكننا الذهب في يوم آخر.. ربما بعد يومين "

 

ولدهشتي الكبيرة انحنى ليو قليلا وتأملني بنظرات مُتعجبة وبتكشيرة


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 22 - ليو تومسون

 

ثم استقام وبدأ يضحك.. ولم يتوقف عن الضحك.. بل أخذ يضحك بصوت عالٍ.. ووسطت نظراتي المندهشة توقف عن الضحك وقال بمرح

 

" بالطبع أعرف كم لدينا من الأعمال.. هذا هو السبب الذي يجعل الفكرة رائعة.. نحتاج إلى قضاء يوم بعيدًا عن الأعمال والارتباطات والصفقات.. نحتاج إلى الترفيه عن أنفسنا قليلًا "

 

أدركت أن ليو كان يُقدم لي فرصة للهروب من ضغوط العمل والاستمتاع بالحياة.. وهذا كان شيئًا لا يمكن تجاهله.. أجبتهُ بابتسامة رقيقة

 

" حسنًا.. لنفعل ذلك "

 

قفز ليو من مكانه وهتف بسعادة

 

" أخيراً وافقت.. كنتُ سوف أستسلم لو اعترضت على فكرتي "

 

هززت رأسي بعجز ثم تأملتهُ بنظرات جادة قائلا

 

" سأذهب.. ولكن بشرط.. ستذهب بمفردك في يختك الخاص.. وأنا سأذهب في يختي جيانو "

 

تأملني ليو بنظرات الشك.. ثم قال بجدية

 

" اوه.. لا صديقي.. لن أثق بك.. قد تُغير رأيك فجأة وتذهب دون علمي وتعود إلى هنا.. لذلك سأتصل بقبطان يختي وأطلب منهُ أن يُبحر إلى جزيرة تايلي وينتظرني مع الطاقم هناك.. أما أنا سوف أرافقك في يختك الجميل.. لن أتركك أبداً أيها الخسيس "

 

قهقهت بمرح بينما كنتُ أنظر إليه بعدم التصديق.. وقفت وقلتُ له بينما كنتُ أُطفئ حاسوبي وأضع الملفات الهامة في دُرج مكتبي

 

" هيا بنا لنذهب قبل أن أُغير رأيي "

 

ضحك ليو بسعادة ثم قال بمرح

 

" لن أسمح لك بتغيير رأيك إمبراطور المال والتجارة.. هيا بنا لنذهب "

 

تركت مكتبي برفقة ليو واتصلت بـ ستيف وأمرته بالتوجه برفقة جميع حُراسي الشخصيين إلى المرفأ.. وانطلقنا سويًا إلى الميناء حيث كان ينتظرني يختي جيانو.. والذي كان يتلألأ تحت أشعة الشمس الساطعة..

 

اجتمعت بحُراسي على الرصيف وأمرتهم بمرافقتي إلى اليخت.. وبينما كنا نتوجه نحو اليخت أدركت بأننا كنا على وشك قضاء يوم لا يُنسى يمتزج فيه الاسترخاء بالمغامرة والترفيه والراحة...

 

صعدنا إلى اليخت ودخلنا إلى مقصورة الواسعة والمريحة.. شعرت بالضغط والأمور المعلقة تختفي تدريجيًا من عقلي.. كنتُ أشعر بالحرية والاسترخاء.. وكان لدي الآن فرصة للاستراحة والاستمتاع بالحياة بعيدًا عن شاشة الحاسوب وأرقام العمل..

 

ليو كان يسير في المقصورة بحماس يستعرض الخدمات والأماكن التي يمكننا أن نستمتع بها على الجزيرة.. ثم جهز لنا الطاقم المشروبات المنعشة والمأكولات اللذيذة.. واستقرينا جميعًا على متن اليخت مستعدين لهذا اليوم الاستثنائي..

 

كانت البحر يمتد أمامنا.. والشمس تسطع بسطوع في سماء صافية... حينما تحرك اليخت ببطء من الميناء.. بدأت الرياح تلطف الأجواء.. وانغمست مع ليو في هذا المشهد الخلاب وتمتعنا بنسمات الهواء العليلة..

 

بينما كنا نُبحر باتجاه جزيرة تايلي.. بدأت مع ليو في التخطيط لأنشطتنا.. سيكون لدينا الكثير من الوقت للاستمتاع بالسباحة في المياه الزرقاء واستكشاف الشواطئ الرملية وركوب الأمواج.. سيكون يومًا مثاليًا للاسترخاء والترفيه عن أنفسنا..

 

 

سولينا**

 

كانت الساعة السادسة عندما كنتُ برفقة عجوزي الجميلة ليلي مع إيفلين في غرفتها.. المسكينة إيفلين كانت ما زالت تتألم من معدتها وكانت تدخل إلى الحمام كل عشر دقائق..

 

وضعت لها كيس المحلول كي لا يجف جسدها وأعطيتها بعض الأدوية المفيدة لحالتها تلك مع ببعض الفيتامينات.. شعرت بالحزن عندما قالت لي بأنها لن تستطيع الذهاب برفقتنا.. ووجهها كان شاحب جدا..

 

ولكن الغريب في الأمر عجوزي ليلي لم تشفق عليها.. كانت تنظر إلى إيفلين بنظرات عدم التصديق وبشكٍ واضح..

 

دخلت هيندا إلى الغرفة وأخبرتنا أنه يجب عليّ الذهاب الأن فالجميع بانتظاري.. خرجت برفقتها مع عجوزي بعد أن قبلت إيفلين وشكرتها وتأسفت لها لعدم مجيئها معنا..

 

وقفت ليلي أمام الزورق الذي سنذهب به إلى اليخت الصغير والذي استأجرتهُ بنفسها لنا بعد معارضتها لنا وعدم قبولها بذهابنا بيخت التابع للسيد آرثر من أجل الموظفين.. إذ قالت لنا بتصميم

 

" لن نتصل بالقبطان لوكا ليُحضر اليخت.. قد يُخبر السيد بذلك.. لذلك من الأفضل أن نستأجر زورق لتذهبوا به إلى جزيرة تايلي "

 

وافقها الجميع على ذلك.. وها أنا أقف أمام عجوزي الجميلة على الشاطئ برفقة الجميع.. نظرت ليلي إلى ديفيد وقالت لهُ بمرح

 

" انزع عينيك عن سولينا صغيرتي.. فأنتَ تلتهمها بنظراتك يا ولد.. لا تمتلك أي خجل؟.. لقد جعلتَ صغيرتي تشعر بالخجل العميق بسبب نظراتك "

 

ضحك الجميع بينما أنا أحسست بخدودي تلتهب من شدة الخجل.. اقتربت ليلي ووقفت أمامي وتأملتني بنظرات قلقة


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 22 - ليو تومسون

 

ثم قالت بتوتر وبقلقٍ واضح

 

" سولينا.. حبيبتي.. انتبهي على نفسكِ جيداً..  وإذا شعرتِ بشيءٍ غريب أُطلبي من الجميع الذهاب فورا والعودة إلى هنا.. ولا تهتمي فالجميع سيقبلون بالعودة.. فهم يعشقونكِ.. أنا لستُ مرتاحة.. لا أدري السبب؟.. ولكنني خائفة.. ولستُ مرتاحة من إيفلين تلك "

 

اقتربت منها وحاوطها بكلتا يداي وأنا أضحك.. قبلت خدها برقة وقلتُ لها بثقة

 

" عجوزي الجميلة.. لا تقلقي عليّ.. لن يحدث أي شيء.. سأكون بخير.. ثم إيفلين لا تستطيع تمثيل مرضها.. إنها حقا تعاني من إسهال حاد.. لا تكوني قاسية عليها.. لأجلي عجوزي "

 

تنهدت ليلي بقوة بينما كانت تتأملني بحنان.. ثم قالت برقة وبعاطفة

 

" كم أنتِ طيبة ونقية القلب صغيرتي.. حسنا اذهبوا واستمتعوا.. لا تُشغلي بالكِ بي.. ولا تقلقي على إيفلين.. سأهتم بها مع أنها لا تستحق "

 

قهقهت بخفة.. ثم اقتربت ليلي وقبلتني على وجنتي ثم ابتعدت عني ونظرت إلى ديفيد وقالت له بنبرة حنونة

 

" ديفيد.. بني.. لن أوصيك.. اهتم بالفتيات مفهوم.. فهم أمانة لديك.. وإذا شعرت بشيءٍ غريب عودوا بسرعة إلى هنا.. فهمت؟ "

 

اقترب ديفيد من ليلي وقبلها على خدها بينما كان يضحك بمرح.. ثم قال لها بثقة

 

" لا تخافي أيتها العجوز.. فأنا سأحمي بدمي حوريات البحر.. فهما برفقتي.. ولن يحدث لهما شيء.. لا تقلقي "

 

قمنا بتوديع ليلي والسيد نوح وزوجتهُ ستيلا وصعدنا جميعاً إلى اليخت الصغير الذي استأجرتهُ لنا ليلي الرائعة..

 

وقفت على سطح اليخت في الساعة السادسة مساءً.. الشمس ما زالت مشرقة.. ترسم أشعتها الذهبية على وجهي وتلمع على مياه البحر الهادئ.. كانت لحظة ساحرة في عالمي الخاص..

 

وقفت بهدوء أنظر إلى البحر شاردة الذهن..


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 22 - ليو تومسون

 

كلام العجوز ليلي أقلقني قليلا.. كان في قلبي يوجد غصة صغيرة.. وكأن شيء يقول لي بأنني أرتكب أكبر خطأ في حياتي..

 

ولكنني فكرت لماذا أقلق.. فالسيد آرثر  لن يعلم بخروجي من الجزيرة.. ولن يعرف بأننا ذهبنا اليوم إلى جزيرة تايلي.. ولا أحد هناك في الجزيرة يعرفني في الأصل.. لذا لا داعي لكل ذلك الخوف..

 

تنهدت برقة وفكرت بذلك الوسيم الذي امتلك أفكاري وأحلامي..

 

بدأت أُفكر بـ آرثر جيانو.. ذلك الرجل الذي أسر قلبي دون استئذان.. تذكرت لقائنا الأول عندما التقينا في حفل عيد ميلادي.. كان ذلك اللقاء بداية كارثية ومغامرة جديدة ومؤلمة في حياتي.. ورغم أن لقائي به الأول كان كارثياً إلا أنني لم أستطع عدم الانجذاب له وبقوة..

 

أغمضت عيناي وارتعش جسدي برقة عندما تذكرت كيف قبلني على عنقي وكتفي وترقوتي.. تذكرت لماستهِ التي أحرقتني بشدة.. وتذكرت بسعادة كيف اعتنى بقدمي..

 

في تلك اللحظات تلألأت فيها الشرارة بيننا.. قبلني آرثر بطريقة مُتملكة على عنقي.. قبلاته كانت وكأنها أغنية تمزق الصمت.. وتذكرت كيف انزلقت يديه بلمسات جريئة على كتفي ثم خصري.. وكيف شعرت بقلبي ينبض بقوة..

 

وفي هذه اللحظة تذكرت بخجلٍ عميق أحلامي الجريئة عن آرثر.. كنتُ أتخيلهُ في أحلامي يقترب مني بشغف متجدد.. وهو يُقبلني بشغف ويعترف لي بحبه الصادق والعميق.. وبعدها يأخذني برفق إلى عالم من الإثارة والحب... يمتلكني ونُصبح جسداً واحداً وإلى الأبد..

 

تنهدت بعمق وفتحت عيناي ونظرت إلى البحر اللامتناهي أمامي.. ابتسمت ابتسامة حزينة وهمست قائلة بأمل

 

" آرثر.. لا تؤلمني أكثر.. أتمنى أن تنسى انتقامك مني.. فأنا بريئة.. صدقني أرجوك.. أنا بريئة.. افتح عينيك الجميلتين واسمح لهما برؤية براءتي.. لن أتحمل المزيد من قسوتك عليّ.. قلبي لم يعد يستطيع تحمُلها "

 

فتحت عيناي ونظرت إلى البحر.. ظهر آرثر أمامي في تلك اللحظة الجميلة.. وكأنه ملاك حامي يريد أن يحملني بعيدًا عن عذابي والظلم الذي تعرضت لهُ في حياتي.. وكان يأخذني إلى عالم ساحر من الحب والسعادة..

 

 

ومع كل نسمة هواء لطيفة.. كنتُ أشعر بأن قلبي ينبض بقوة لأنني أعرف أن آرثر سيكون دائمًا في أحلامي وفي خيالي..

 

استغرقت الرحلة ساعة وربع حتى وصلنا إلى جزيرة تايلي.. وكان الوقت لا زال مبكراً لنذهب إلى الملهى.. فقرر ديفيد مع الجميع أن نذهب في جولة على الجزيرة..

 

 

كنتُ أكتم ضحكاتي الخجولة بينما كان ديفيد يلتقط لي ولـ هيندا الكثير من الصور.. بينما الأخرون فضلوا أن يذهبوا للتسوق..

 

كنتُ أقف أمام مبنى أثري و ديفيد يلتقط لي العديد من الصور بالكاميرا التي ابتاعها منذ قليل لأنه ترك هاتفه الخلوي على اليخت دون أن ينتبه..


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 22 - ليو تومسون

 

" رائعة.. جميلة جداً "

 

هتف ديفيد بحماس بتلك الكلمات وجعلني أشعر بالخجل.. نظرت إليه بحياء ورأيتهُ يقترب مني ثم أمسك بمعصمي وجذبني خلفه.. وقف أمام مبنى زجاجي وقال بحماس

 

" أريد أخذ صور لكِ أمام هذا المبنى الجميل.. ولكن أريد أخذ صور جريئة لكِ "

 

تأملتهُ بتوتر وهمست بذعر

 

" صور جريئة؟.. ماذا تقصد ديفيد؟ "

 

غمزني وتأملني بمرح وقال بنبرة جادة

 

" أريد إظهار جمالكِ الأخاذ عزيزتي.. لا تخجلي بتاتاً من إظهار جمالكِ.. ثم لا تقلقي لن يرى أحد هذه الصور.. فقط أنتِ.. اسمحي لي بأخذها لكِ لتبقى ذكرى جميلة في هذا اليوم المميز "

 

بسبب طيبة قلبي.. ولأنهُ عيد ميلاد ديفيد قررت أن لا أعترض على طلبه.. وسمحت لهُ رغماً عني بأن يُلقي أوامرهُ عليّ ويجعلني أقف أمامهُ بطريقة مغرية جداً ليلتقط صورة لي..

 

تنفست بعمق وفكرت بجدية.. اهدئي سولينا.. إنها مُجرد صورة.. لن يراها أحد سواي.. لا داعي لتوتري وخوفي..

 

وقفت أمام ديفيد في الوضعية المثيرة التي أمرني بفعلها.. وبدأ يلتقط لي الصور.. لأول مرة في حياتي أتحكم في خجلي وأقف بهذا الشكل المُغري أمام أحد..


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 22 - ليو تومسون

 

تنهدت براحة عندما هتف ديفيد بسعادة

 

" أنتِ رائعة عزيزتي.. وساحرة جداً "

 

نظرت إليه بجدية بينما كنتُ أقترب منه.. وما أن كنتُ على وشك القول له بأنني لن أسمح لهُ بأن يلتقط المزيد من الصور لي تجمدت عندما رأيت من بعيد رجل وسيم جداً يقترب من هيندا وسلمها وردة بيضاء وبدأ يتكلم معها..

 

ابتسمت بسعادة وأشرت لـ ديفيد بعيني نحوهما.. ليستدير بسرعة وينظر بصدمة إلى هيندا والرجل الوسيم والذي يقف بجانبها..

 

أمسك ديفيد بيدي وقال بحدة

 

" واللعنة لا.. لن يتحرش أحد بالجميلة هيندا أثناء وجودي.. تعالي سولي.. "

 

قهقهت بخفة بينما كنا نتجه نحوهما.. وقف ديفيد أمامهم وقال بنبرة غاضبة

 

" احم.. عذرًا لمقاطعة حديثكم.. ولكن من تكون يا سيد؟.. ولماذا تتكلم مع هيندا؟ "

 

كتمت ضحكتي عندما نظرت إلينا هيندا بذهولٍ شديد ثم بتوتر.. وضعت يدي على فمي لكي أكتم ضحكتي.. ورأيت ذلك الرجل الوسيم بجانبها ينظر إلينا بصدمة.. ثم استقرت نظراتهِ عليّ..

 

رأيتهُ ينظر إليّ بإعجابٍ واضح.. ونظراته أربكتني.. ويبدو أنني لستُ الوحيدة التي انتبهت لنظراته إذ ديفيد وضع يده على كتفي وجذبني إليه وسمعتهُ بذهول يقول بينما كان يرفع يدهُ ليُصافح ذلك الرجل

 

" عذرا لمقاطعة حديثكم.. ولكن أنا وحبيبتي سولينا قررنا أن نكتشف من يكون الشخص الذي يتكلم مع صديقتنا هيندا "

 

نظرت بسرعة إلى وجه ديفيد وتأملتهُ بصدمة كبيرة.. ثم نظرت بطرف عيناي إلى هيندا ورأيتُها كذلك تتأمل ديفيد بدهشة كبيرة.. ولكننا لم نتفوه بحرف.. التزمت الصمت ولكن شعرت بالغضب بسبب كذبة ديفيد..

 

رفع ذلك الغريب يده وصافح ديفيد قائلا وهو يبتسم باحترام

 

" مرحبا.. أُدعى ليو تومسون.. وأنا هنا في الجزيرة برفقة صديقي.. ولكنه كسول.. شعر بالإرهاق وقرر البقاء في الفندق ليستريح قليلا.. ولكنني شعرت برغبة بالخروج.. وهذا لحسن حظي.. إذ رأيت حورية سمراء جميلة جدا واقفة بمفردها.. وقررت جلب وردة لها لأتعرف عليها.. أنا آسف إذا أزعجتكم بشيء "

 

ضحك ديفيد بقوة ثم ربتَ على كتف ليو قائلا بمرح

 

" كنت أمزح يا رجل.. ولكن بما أنك تُحب مثلي الحوريات الجميلات سوف نتفق.. وتشرفت بمعرفتك ليو.. إن أردت يمكنك مرافقتنا والتعرف على هيندا.. ليس لدينا أنا وحبيبتي أي اعتراض.. بالمناسبة أدعى ديفيد لاكر.. وهذه حبيبتي سولينا.. وبالطبع تعرفتَ على الحورية الجميلة هيندا "

 

لم يُعجبني بتاتا ما قالهُ ديفيد عني بأنني حبيبته.. ليس لشيء.. ولكنني لا أحب خداع الناس.. نظرت إلى ديفيد بحدة بينما هيندا كانت تقف جامدة وجهها أحمر كالطماطم من كثرة الخجل..

 

تنفست بقوة وأمسكت بذراع ديفيد وقلتُ لهُ بجدية

 

" ديفيد.. أريد التكلم معك على انفراد لو سمحت؟ "

 

نظر إلى وجهي بتوتر لكنني لم أسمح لهُ بفتح فمه إذ نظرت ناحية لوي و هيندا وقلتُ لهما

 

" تشرفت بمعرفتك سيد لوي.. وعذرًا للإزعاج.. يمكنكم التحدث براحة.. هيندا.. عزيزتي.. سوف أنتظركِ برفقة ديفيد في المقهى القريب من هنا "

 

أمسكت بذراع ديفيد بإحكام وجذبتهُ خلفي حتى وقفنا بعيدا جدا عنهما..  حررت ذراعهُ وكتفت يداي على صدري ونظرت بغضب إلى ديفيد قائلة

 

" هل من الممكن أن تشرح لي سبب قولك بأنني حبيبتك أمامه؟.. ما هو عذرك ديفيد؟.. تكلم "

 

تأملني بنظرات حزينة وأردف قائلا

 

" أنا آسف.. ولكنني رأيت كيف كان ليو و هيندا ينظران إلى بعضهما البعض بإعجابٍ شديد.. ولكن عزيزتي عندما استقرت نظرات ليو عليكِ شعرت أن اهتمامه بـ هيندا سيذهب مع الريح أمام سحركِ.. لذلك.. قلتُ لهُ بأنكِ حبيبتي حتى لا يُفكر بإبعاد نظراتهِ عن هيندا "

 

رقت نظراتي واختفى غضبي بسرعة عندما سمعت تبرير ديفيد.. ابتسمت برقة قائلة

 

" أوه ديفيد.. أنا آسفة لأنني غضبت منك.. ولكن لا تقل عني بأنني حبيبتُك مرة أخرى أمام أحد.. فقط اليوم سمحت لك بفعل ذلك.. تعال لنجلس قليلا في المقهى القريب ثم نذهب لندعو ليو ليأتي برفقتنا إلى الملهى وايت ستار الذي سنذهب إليه الليلة "

 

تجمد ديفيد في مكانه وقال بسعادة

 

" مهلا لحظة.. سولينا.. لماذا لم تخبروني بأننا سنذهب الليلة إلى ملهى وايت ستار؟ "

 

شتمت نفسي بداخلي وأجبتهُ بسرعة

 

" كنت ستعرف عندما نذهب "

 

تباً لغبائي.. كدت أن أفسد المفاجأة.. جلسنا في المقهى واحتسيت عصير البرتقال الطازج.. عندما انتهينا وقفت وأمسكت بذراع ديفيد وجذبتهُ بسرعة ومشينا باتجاه ليو و هيندا..

 

وقفنا أمامهم وكلمت ليو باحترام قائلة

 

" سيد ليو.. "

 

نظر إليّ وقاطعني قائلا

 

" لا أحب كلمة سيد.. ليو تكفي.. وإذا سمحتِ لي هل يمكنني مناداتكِ بـ سولينا فقط؟  "

 

ابتسمت برقة وفكرت بسعادة.. إنهُ رجل مهذب ولبق.. سيكون من الرائع أن تجمعهُ علاقة مع هيندا.. فهي تبدو غارقة به..

 

أجبته بسعادة

 

" بالطبع ليو.. لا مانع لدي.. ثم ما رأيك أن تأتي برفقتنا الليلة إلى ملهى وايت ستار بعد ساعتين ؟ "

 

توسعت عينيه وقال بسعادة

 

" يا للصدفة الجميلة.. فأنا حجزت في هذا الملهى لأسهر برفقة صديقي الليلة.. كما لقد طلبت مني هيندا ذلك منذ قليل.. إذن سنلتقي هناك "

 

 

وهكذا ذهبنا بعد توديعنا له وعاودنا السير والتجول في الجزيرة الجميلة..

 

 

ليو**

 

كنتُ أمشي على الرصيف في جزيرة فينوس.. وأنا أستمتع بمشهد البحر الجميل والمناظر الخلابة التي تحيط به.. الهواء العليل وصوت أمواج البحر كانا يمنحاني السلام والاسترخاء..

 

ابتسمت بسخرية عندما تذكرت ما حدث منذ قليل مع آرثر.. كنا نجلس أمام حوض السباحة الخاص بالفندق والذي حجزنا به جناح خاص بنا.. اقتربت امرأة جميلة وتعثرت ووقعت على حُضن آرثر..

 

طبعاً تلك المرأة الغبية فعلت ذلك عن قصد.. ضحكت من أعماق قلبي عندما شتمها آرثر وهو يُبعدها عنه بقرف وطلب منها أن تتوقف عن التحرش بالرجال بهذه الطريقة السخيفة.. ثم أمرها بلؤم لتبتعد عنه ولا تجعلهُ يرى وجهها القبيح أمامه مرة أخرى..

 

في الحقيقة كانت المرأة جميلة جداً.. وطبعا كان واضحاً للجميع بأنها فعلت تلك الحركة عن قصد.. ولكن آرثر جعلها تنكمش على نفسها خوفاً منه ولأنهُ فضحها..

 

لم أستطع التوقف عن الضحك.. فوقف آرثر وقال بحدة بأنهُ سيصعد إلى الجناح ليستحم ويستريح قليلا.. رافقتهُ طبعا واستحممت وقررت أن أتمشى قليلا في الجزيرة..

 

بينما كنتُ أتذكر ما حدث مع آرثر.. فجأة.. توقفت عن التفكير وتجمدت في مكاني.. إذ لاحظت حركة غير عادية على الرصيف المقابل للطريق أمامي..

 

أطلقت صفير استحسان.. ثم رفعت يدي ووضعتُها على فكي أتأمل بإعجاب كبير تلك الفتاة الحسناء


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 22 - ليو تومسون

 

شعرت بانجذابٍ قوي نحو تلك الفتاة منذ اللحظة الأولى.. لم يكن يمكنني تجاوز جمالها وسحرها بسهولة.. عيناها كانت مشرقتين كالنجوم في السماء.. وشعرها الأسود.. اوه ما أجمله.. تمنيت أن أضم شعرها بكلتا يداي وأستنشق رائحتهُ الساحرة.. أنا متأكد بأن رائحة شعرها سوف تُسحرني كما سحرني جمالها.. ببساطة.. كانت ملامحها تشع بالأنوثة والجاذبية والبراءة..

 

قررت أن أفعل شيئًا يلفت انتباهها وللتعبير عن إعجابي بها.. سارعت إلى إحضار وردة بيضاء جميلة من أحد المحال القريبة.. لأنني أدركت أن هذه الفتاة تستحق الأفضل..

 

مشيت بخطوات ثابتة نحو البائع واشتريت أجمل وردة بيضاء ووضعتُها بعناية في يدي..

 

ثم اتجهت نحو تلك الفتاة بخطوات متناغمة وواثقة.. عندما وصلت إليها.. لم تكن إلا بضع خطوات تفصل بيننا.. ولكنها كانت كافية لإحساسي بقلبي ينبض بسرعة..

 

فجأة.. انتبهت لقربي منها.. رأيتُها بسعادة تبتسم وتتأملني بنظرات خجولة جداً


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 22 - ليو تومسون

 

ثم أخفضت نظراتها إلى الأسفل.. رقص قلبي بسعادة كبيرة إذ بخبرتي كرجل عرفت بأنها بريئة جداً.. اقتربت خطوة منها وقلتُ لها بلطف

 

" مرحبًا،.. أردت أن أهديكِ هذه الوردة البيضاء.. إنها جميلة تمامًا مثلكِ.. هل تسمحين لي أن أُقدم لكِ هذه الوردة؟.. لأنكِ تبدين كأنكِ تستحقين أجمل الأشياء في العالم.. وهذا لأنكِ حورية جميلة جداً "

 

رفعت نظراتها وتأملتني بخجل وهي تميل رأسها قليلا


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 22 - ليو تومسون

 

ابتسمَت بخجل ورفعت يدها لتستلم الوردة مني وهي تقول بصوتٍ رقيق سحرني

 

" شكراً لك.. إنها رائعة فعلا "

 

اقتربت خطوة أخرى منها وقلتُ لها بابتسامة واسعة

 

" اسمي ليو تومسون.. تشرفت بمعرفتكِ آنسة!.... "

 

رفعت الوردة إلى أنفها واستنشقت عبيرها وسمعتُها تُجيبني بخجل

 

" هيندا ستالو.. تشرفت بمعرفتك سيد ليو "

 

ما أجمل اسمها.. فكرت بسعادة بذلك بينما كنتُ أطلب منها أن تناديني بـ ليو فقط.. وبدأت أتحدث معها.. اكتشفت أنها تقضي إجازتها اليوم على جزيرة تايلي مع أصدقائها ليحتفلوا الليلة بعيد ميلاد ديفيد..

 

وبينما كنا نتكلم قاطع حديثي لها صوت رجل يتكلم معي بنبرة غاضبة.. وعرفت بسرعة بأنهُ أحد أصدقاء هيندا..

 

وما أن استدرت رأيت رجل وسيم يقف أمامي برفقته فتاة جميلة جداً تُسحر القلوب قبل العيون.. ولكن رغم جمالها الأخاذ هي ليست من نوعي بل جميلتي هيندا.. ثم اكتشفت بأن سولينا هي حبيبة ديفيد..

 

أحببت أصدقاء هيندا.. وبعد ذهابهم تكلمت مع هيندا وقمتُ بعزيمتها إلى أحد المقاهي ولكنها اعتذرت بتهذيب.. ثم طلبت مني بخجل أن أرافقها وأصدقائها إلى ملهى وايت ستار..

 

شعرت بسعادة لا توصف وهتفت بدهشة كبيرة

 

" يا للصُدف الجميلة.. سأذهب الليلة برفقة صديقي إلى ذلك الملهى.. إذا.. نلتقي هناك "

 

أومأت هيندا موافقة بخجل.. ثم تبادلنا أرقام هواتفنا وبعدها عادت صديقتها برفقة حبيبها..

 

ودعت جميلتي هيندا وركضت مُسرعاً إلى الفندق لأُخبر آرثر بأنني التقيت أخيراً بفتاة أحلامي...

 

 

آرثر**

 

كنتُ أجلس على الأريكة في غرفة الجلوس داخل جناحي الفاخر في الفندق الفخم في جزيرة تايلي.. كنتُ أُدخن السيجارة بهدوء وأفكر بشرود بالذهاب إلى جزيرتي وعدم الذهاب الليلة إلى الملهى برفقة ليو..

 

لا أعلم لماذا أصر عليّ بالمجيء إلى هنا والسهر.. حسب رأيه هو يريد أن نغير من الروتين الممل قليلا.. قاطع تفكيري دخول ليو إلى الغرفة بعاصفة وهو يصرخ بفرح وبلهفة وبحماس

 

" آرثر.. آرثر.. لن تصدق ما حدث لي منذ قليل؟.. ثم لماذا حرسك المصون يحرسون مدخل الفندق والجناح هنا؟.. لن تحتاجهم صديقي "

 

تأملتهُ بنظرات باردة وأمسكت كأس النبيذ بيدي وارتشفت القليل منه


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 22 - ليو تومسون


ثم قلتُ له بسخرية

 

" دعني أُخمِن ما حدثَ معك منذ قليل.. لقد التقيتَ بفتاة وأحببتها من أول نظرة.. وعرفتَ أنك وجدتَ حُب حياتك وفتاة أحلامك.. وحرسي عليهم أن يتواجدوا في أي مكان أذهب إليه وأتواجد به "

 

لكن نظراتي الساخرة اختفت كلياً وتجمدت نظراتي بدهشة كبيرة على ليو عندما نظر إليّ بوسع وهتف وهو يجلس بجانبي

 

" ياه.. كيف عرفتَ بذلك صديقي؟.. هل بدأتَ ترى المستقبل؟ "

 

عقدت حاجبي باستغراب ثم وضعت الكأس على الطاولة وأطفأت السيجارة.. وقلت له بدهشة كبيرة

 

" ليو.. هل أنتَ جاد فعلا؟.. كنتُ أمزح.. هل حقا التقيت بفتاة أحلامك؟.. هذا خبر رائع صديقي.. أخبرني عنها ليو وكيف التقيتَ بها "

 

ابتسم ليو بوسع وسمعتهُ بابتسامة لطيفة يقول بنبرة حالمة

 

" إنها رائعة مع أنها صغيرة قليلا.. فأنا أكبر منها ما يقارب ثلاثة عشر سنة  فهي عمرها عشرون سنة.. وهي خجولة وجميلة جدا.. وأخبرتني أنها ذاهبة وستحتفل الليلة في ملهى وايت ستار الذي سنذهب إليه..  ستذهب برفقة صديقتها وحبيبها.. يريدون الاحتفال بعيد ميلاده الليلة.. وهم يعملون له مفاجأة "

 

ابتسمت بوسع وتابع ليو قائلا بسعادة

 

" لو ترى صديقتها.. فهي  فائقة الجمال.. ولكنها ليست من نوعي.. بل هيندا "

 

اختفت ابتسامتي بسرعة ونبض قلبي بعنف عندما سمعت باسم هيندا.. وقفت ونظرت إلى ليو بعدم التصديق وسألتهُ بحدة

 

" ما هو اسمها الكامل؟.. وما هو اسم صديقتها وحبيبها؟ "

 

نظر ليو إلى وجهي بنظرات مُتعجبة وقال

 

" اسمها هيندا ستالو.. وصديقتها اسمها سولينا.. ولكنها لم تذكر لي اسمها الكامل.. وحبيب سولينا اسمه ديفيد لاكر.. لو ترى كيف كان يتفاخر أمامي بأن سولينا هي حبيبته.. في الحقيقة يحق له.. فحبيبتهُ جميلة جداً.. ثم.. لحظة واحدة.. على فكرة أليس اسم تلك مروجة المخدرات الحقيرة سولينا أيضا و.... "

 

انتفضت في مكاني بغضب وهتفت بجنون هائل مُقاطعا حديث ليو

 

" سولينا غران؟!.. حبيبُهااااااااا؟!... سولينا خارج جزيرتي اللعينة.. وهي هنا برفقة هؤلاء الخونة.. وهي حبيبة ديفيد!!.. ااااااععععععععععععععععع.... "

 

صرخت بغضب أعمى في النهاية بينما جسدي كان يرتجف بانفعال شديد.. تجمدت نظرات ليو على وجهي بصدمة كبيرة.. ولكن شعرت بالغضب يندفع بداخلي بشكلٍ مُرعب.. هذا الغضب الشديد أخذ يتسرب إلى كل خلية في جسمي..

 

سيطر الغضب عليّ.. وقد بدا وكأن لهيبهُ يتصاعد من جسدي.. شعرت بالخيانة والسخرية التي أُلقي بها عليّ من قبل ليلي وجميع عمالي وبالأخص من تلك الحقيرة سولينا غران..

 

وكل ما كان يتردد في عقلي.. ديفيد هو حبيب سولينا وهي هنا معه على هذه الجزيرة..

 

غمرني الغضب بجنون عندما تأكدت من أن الجميع كذبوا عليّ وأخرجوا سولينا من جزيرتي فينوس وجلبوها إلى جزيرة تايلي.. كان قلبي ينزف من الخيانة والغدر.. وعيوني تنبضان بالغضب المطلق.. هذه الحقيقة القاسية اجتاحتني مثل عاصفة هائلة.. تهدم كل شيء أراه أمامي..

 

تسارعت أنفاسي بشكل مُخيف وخرج صوتي كزئير من أعماقي

 

" كيف استطاعوا ؟!.. كيف استطاعوا خداعي بهذا الشكل؟ "

 

تحولت ملامح وجهه إلى صرخة من الغضب المطلق.. وبدا وكأن النيران تخرج من عينيه..

 

كان ليو يتأملني بصدمة كبيرة وهو لا يفهم ما حدث معي.. بلعت ريقي بقوة وهمست بقسوة

 

" سولينا.. سولينا.. سأجعلكِ ترين الجحيم الآن "

 

بدأت أفقد السيطرة على نفسي.. والغضب اكتسحني بشكل مُدمر.. وبدأت أتوعد بالانتقام بكل قوة وعزم

 

" سأجعلهم يدفعون ثمن كذبتهم.. سأحطمهم وأجعلهم يندمون على اليوم الذي قاموا فيه بالكذب عليّ "

 

ثم نظرت بشرٍ كبير أمام وهمست بحدة وبقسوة وبكرهٍ مُميت وعيوني تتلألأ بلهيب الانتقام

 

" لن تمر فعلتهم هذه مرور الكرام.. أبداً لن أسمح بذلك.. سأجعلهم يدفعون الثمن غالياً.. لا أحد تجرأ سابقاً على الكذب عليّ.. سأريهم الليلة من هو آرثر جيانو "

 

كورت قبضتاي بقوة رهيبة وهتفت بغضب جنوني

 

" ستيف.. أُدخل بسرعة.. "

 

تسارعت أنفاسي أضعافاً بينما كنتُ أفكر بحقدٍ كبير.. لم يعد لدي مكان للرحمة.. فالخيانة التي تعرضت لها لا يمكن أن تمر مرور الكرام.. سأضمن أن أجعلهم يعيشوا في جحيمهم الخاص.. يشعرون بألمه وندمه..

 

أما سولينا غران.. سأريها الجحيم على طريقتي الخاصة تلك الحقيرة..

 

انتهى الفصل
















فصول ذات الصلة
رواية حياتي سجن وعذاب

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©