رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 21
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. ماكس لساتو مصر على ارتكاب الأخطاء بحق غابي المسكينه سوف تتحطم فعلا بأفعاله.
    ايفلين انت فعلا معدومه الكرامه نهائيا بس شكلها سوف تنجح في إشعال غضب ارثر اتجاه سولي....ولكن اعلمي جيدا ايفلين ارثر لن يكون لكي حتى في احلامك ههههههههه.
    ارثر ههههههههه انت عشقان....حاليا هو يعيش صراع القلب والعقل الحب والكره ومع الأسف سوف يرفض هذا الحب في البداية ولكن لن يقاومه في النهايه....انا فقط اتمنى أن لا تأتي لحظه غضب ويأخذ براءتها بالاجبار (الاغتصاب).
    تسلم ايدك ❤️❤️.

    ردحذف
    الردود
    1. حياتي أشكركِ من قلبي على رسالتكِ الجميلة والرائعة
      للأسف ماكس عاند نفسه وقرر أن يتابع الانتقام من حبيبته
      ولكن دائما مصير الحقيقة أن تظهر
      وإيفيلن لا نفع منها سوى جلب المشاكل للأسف ما ستفعلهُ لاحقا سينجح بإشعال النار على البنزين
      و آرثر صراعه مؤلم جداً ليس سهلا عليه أن يشعر بتلك المشاعر مع فتاة يظنها السبب في موت شقيقته
      للأسف غيرته الكبيرة وغضبه سوف يتحكمان به قريبا جدا

      حذف
  2. تسلميلي يا هافونتي♥♥♥♥♥♥

    ردحذف
  3. لم تختفي الابتسامة التي زينت ثغري منذ بداية قراءتي للبارت، هناك شعور جميل يعصف بقلبي الآن، مثلما تفعلين دائماً، هافن أنت شيء لن اتمكن من أن اتجاوزه في يوم🖤🌼🦋

    ردحذف
    الردود
    1. حبيبة قلبي تسلمي
      أنا سعيدة لأنكِ أحببتِ البارت

      حذف
  4. انت جميلة ومبدعة دوما هافن ورواياتك تجلب السعادة لقلوبنا وتنقلنا من واقعنا المتعب المشوه إلى عالم آخر جميل ينتصر فيه الحق والحب ويخسر الظالم دمتي ودامت أناملك الجميلة ❤️❤️❤️❤️

    ردحذف
  5. حبيبتي هافن شكرا علي هذا البارت الرائع ❤️❤️❤️ اتمني إن يكتشف ماكس الحقيقه قريبا حتي لا يدمر غابي أكثر من ذلك.. أثق في رواياتك التي دائما ترد للمظلوم حقه لكنني اتمني إن أجد ذلك قريبا لسولينا و غابريلا❤️❤️❤️في انتظار البارت القادم 🌹🌹🌹

    ردحذف

رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 21

 

رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 21 - الرغبة



الرغبة








 

 

ماكس**

 

وقف ماكس وحيدًا في الظلام الكامل أمام النافذة.. كانت غرفته مليئة بالصمت الذي لا يُفسر.. وكأن الليل نفسه يشاركه في حزنه العميق.. بعد منتصف الليل كانت النجوم تلمع بأضواء بعيدة في السماء.. وكان الصمت يبدو كأنه يشكل لحنًا حزينًا..

 

أمام النافذة في الليل الساكن في غرفة الضيوف في مزرعة الصديق الوحيد الذي لم يتخلى عنه للحظة واحدة.. وقف ماكس ينظر إلى الخارج بوجعٍ كبير.. كانت الليلة مظلمة وهادئة.. ورؤية النجوم تلألأ في السماء كانت تذكيرًا مؤلمًا باللحظات التي قضاها منذ قليل مع غابرييلا..

 

فكرت بحزنٍ شديد في غابرييلا.. الفتاة التي وعدتني بالحب الأبدي والوفاء.. لقد كنا نُخطط لحياة سعيدة معًا.. وكانت علاقتنا قائمة على الثقة والحب والاحترام المُتبادل.. لكن في يوم زفافنا تخلت عني.. هجرتني المرأة الوحيدة التي عشقتُها من أعماق روحي..

 

رفضت بعنف تصديق كلام والدتي ووالدي بأن غابرييلا هجرتني بسبب رجل.. رجل ثروته أضخم من ثروتي..

 

وبغباء بحثت عنها لأفهم منها ما حدث ولماذا تخلت عني في يوم زفافنا.. ولكن مع الأيام بدأت كلمات والدتي ترسخ في عقلي.. وصدقت بأن غابرييلا هجرتني لتهرب برفقة رجل ثري آخر..

 

تذكرت بوجعٍ كبير أحرق روحي كلمات غابرييلا الحميمة ووعودها بالولاء والحب الأبدي لي.. كل ذلك كان مُجرد خداع..

 

أمسكت بإطار النافذة بكلتا يداي المرتجفتين ونظرت إلى الليل المظلم.. لم أكن أستطيع رؤية أي شيء خارج النافذة.. كما أنه لم يكن باستطاعتي فهم كيف يمكن لـ غابرييلا أن تفعل ذلك بي.. ضغطت الدموع على عيناي.. وأحسست بألم حاد في صدري..

 

خمس سنوات كنتُ غاضب وناقم عليها وأردت بجنون أن أنتقم منها.. لكن الليلة تمنيت من أعماق قلبي أن أجدها عذراء وأطلب منها المغفرة..

 

تمنيت بألم أن يكون قد تم إجبارها بالقوة على التخلي عني في يوم زفافنا.. أردت تصديق قلبي وليس عقلي..

 

ومثل الغبي أجبرتُها بالقوة على ممارسة الحُب..

 

خمس سنوات حلمت بهذه اللحظة وكيف ستكون تجربتي الأولى معها بممارسة الحُب.. أردت أن أكون رقيقا معها وحنون.. ولكن غضب جنوني تملكني عندما قاومتني في البداية واكتشفت بأنها ليست عذراء.. ورغم اكتشافي المؤلم لم أستطع التوقف.. امتلكتُها بقوة وبعنف رغما عن إرادتي.. فغضبي وحقدي أعموني وتحولت إلى وحش كريه معها..

 

شعرت بالحزن والكرب.. لم يكن الأمر سهلا عليّ لأتقبلهُ بسهولة.. أنا لستُ برجعي ولكن خداعها لي لفترة ستة سنوات وقولها لي بأنها عذراء وتريد إهداء عذريتها لي في ليلة زفافنا أغضبتني بجنون.. وخاصة كيف لعبت بي وبمشاعري واستغفلتني..

 

انتابني إحساس بالمرارة وشعرت بأنني أحمق.. إحدى عشر سنة خلت أرغمتني على مواجهة الحقيقة المرة.. لقد خدعتني بطريقة بشعة.. وحبها لي كان مجرد كذبة جوفاء لا قيمة لها..

 

بينما كنتُ أقف في الظلام.. شعرت بألم كبير يندرج في صدري.. لقد خانتني المرأة الوحيدة التي كنتُ أعشقها بجنون وما زلتُ أعشقها لغاية هذه اللحظة.. غابرييلا حطمت آمالي وأحلامي.. وعلى الرغم من أن الليل كان هادئًا.. إلا أن بداخلي كان يوجد عاصفة من الألم والحزن لأنني فقدت غابرييلا وفقدت ثقتي في الحب والوفاء..

 

سارعت دموع الحزن والخيبة بالتدفق من عيوني.. وبينما كنتُ أنظر إلى الليل المظلم بلا هدف.. شعرت بألم شديد في قلبي.. كما لو أنه انقسم إلى أجزاء صغيرة.. وشعرت كأنني مُلقى على هامش العالم.. متروكًا وحيدًا في هذا الليل الساكن..

 

في هذه اللحظة المظلمة.. أدركت أن حياتي قد انقلبت رأسًا على عقب.. وأنها لا يمكن أن تعود أبدًا إلى ما كانت عليه.. أدركت بتعاسة بأن غابرييلا لم تُحبني في يوم.. وهذا قتلني..

 

أخفضت رأسي ونظرت بحزن إلى يدي الممسكة بخاتم الخطوبة والذي تزينه فصوص كبيرة من الماس والياقوت الأزرق.. هذا الخاتم صممتهُ بنفسي لحبيبتي الغالية.. وفي كل يوم كنتُ أضع هذا الخاتم في جيبي على أمل أن أضعهُ مرة أخرى في أصبع حبيبتي..

 

ولكن الليلة احترق الأمل.. واحترقت أحلامي.. واحترقت روحي.. فأنا لن أستطيع جعل غابرييلا تحبني مهما فعلت من أجلها.. وبعد هذه الليلة لن تُسامحني أبداً..

 

 

ابتسمت بحزن وفكرت بمرارة  أنني مُصمم على تعذيبها كما عذبتني.. أردت أن أنتقم منها لأنها لم ترفض حُبي لها منذ البداية.. بل جعلتني أعشقها في كل يوم أكثر عن سابقه..

 

ثم بألم فكرت.. كنتُ أتمنى أن تكون عذراء ولكنها لم تكن.. ضممت قبضتي الممسكة بالخاتم بشدة وهمست بغضب وبحقد

 

" لن أرحمكِ غابرييلا.. لا أحد يستغفلني وينجو بفعلته.. لن أرحمكِ لأنكِ خدعتني وجعلتني مثل الغبي أعشقكِ.. لقد حطمتِ قلبي والذي اختاركِ من بين ملايين الفتيات.. حطمتِ روحي التي عشقت أنفاسكِ.. وحطمتِ كبريائي معهما.. وحطمتِ رجولتي.. حولتني إلى مُغتصب حقير لا قيمة له "

 

ارتعش جسدي بعذاب وفكرت بحزن.. كيف بحق الجحيم ما زالتُ أحبُها بعد كل ما فعلتهُ به؟!!... كيف قلبي ما زال ينبض من أجلها فقط؟!..

 

اكتشافي الليلة بأنها ليست عذراء وكأنها سخرية قاسية منها.. انهمرت دموعي بلا توقف وصرخت في صمت داخل الغرفة.. بكيت بعذاب لأنني فقدت غابرييلا وفقدت أملي في الحب وفي نيل السعادة..

 

مسحت دموعي ووضعت الخاتم في جيب سترتي ومشيت باتجاه الحمام لاستحم..  وعندما انتهيت اقتربت من السرير وتسطحت عليه لأنام وأستريح قليلا من عذابي وأُريح رأسي من كثرة التفكير...

 

في صباح الباكر كانت المياه الدافئة تنزلق كالحرير على جسده العضلي.. كان ماكس يقطع بحركات رشيقة صفحة المياه الزرقاء المتلألئة للبحيرة الموجودة خلف مزرعة جيانو والتي هي من تابعة لأملاك آرثر..

 

وبينما كان ماكس يسبح شمس الصباح غمرت ظهره بأشعتها اللطيفة.. شعر ماكس بصفاء في ذهنه لم يشعر به منذ زمن.. فهو لم ينم جيدا الليلة الماضية.. فقد كانت هي تشغل باله وأمور رهيبة أقلقته.. لذا شعر بارتياح عندما نهض في الصباح الباكر قبل الساعة السابعة بقليل وارتدى ثوب السباحة وأخذ منشفة من الحمام وغادر المزرعة والتي ما زال الهدوء مخيما عليها رغم عدد الحراس الذين يحرسونها... مر من أمامهم واتجه إلى الناحية الخلفية من المزرعة ليصل إلى البحيرة ليأخذ حمام سباحة...

 

كان يسبح باستمتاع.. لطالما أتى إلى المزرعة ليهدئ أعصابه.. خمس سنوات أهلك نفسه وأصدقائهُ معه.. كيف سوف يكافئهم على تعبهم ودعمهم له طيلة خمس سنوات مؤلمة.. خاصة مايكل.. لطالما أتى على جناح السرعة ليداويه ويبقى بجانبه عندما كانت تداهمه نوبة الغضب والحزن والاكتئاب..

 

كان يصبح كالمجنون يُحطم ويضرب كل ما تراه عيناه ويبكي بوجعٍ كبير.. ولا يهدأ إلا عندما يأتي مايكل بعد أن يتصل به روبير ليأتي على جناح السرعة..

 

أما آرثر لم يلومه أبدا وكان يأمر بإرسال وتغير أثاث وديكور جديد للغرفة التي ينام بها ماكس وفي كل مرة بعد تحطيمه لهم..

 

نوبات الحزن والغضب والألم كانت تُصيبه مرة أو مرتين في الشهر..  ولكن منذ سنة ماكس لم يتحملها وأدخله مايكل إلى المستشفى ليتعالج.. وظل لشهر كامل في المستشفى حتى تحسن..

 

رفع ماكس رأسه ونظر باتجاه شرفة غرفة غابرييلا


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 21 - الرغبة

 

شعر بالألم وبالحزن.. وبالندم.. كره نفسهُ بينما كان يتذكر ما فعلهُ بها في ليلة الأمس.. كره نفسهُ بعمق وكره غابرييلا أكثر..

 

تنهد ماكس بعمق ثم رفع رأسه نحو أشعة الشمس المنبعثة وقال بكره

 

" اللعنة عليكِ غابرييلا.. لتحل عليكِ اللعنة أيتها القذرة والمُخادعة.. كم أكرهكِ.. ولكن ذلك لن يمنعني أن أستمتع بانتقامي منكِ.. فلم تدخل في حياتي امرأة أخرى بعد ما فعلتهِ بي.. وعليكِ تسديد دينكِ لي حتى أشبع منكِ وبعدها أرميكِ للقذارة التي أتيتِ منها "

 

ولكن شيء بداخله كان يُخبره بأنه لن يمل منها وبأنهُ لا يكرهها..

 

استدار على ظهره واسترخى وأخذ يطفو ويتمايل على وجه الماء بخفة.. يجب أن يذهب بعد قليل إلى المدينة وينهي بعض من أعماله وبعدها يتجهز لحفلة الافتتاح..

 

استدار على صدره مرة أخرى وأخذ يسبح بهدوء.. كان جسمه المتناسق مشدوداً وهو يشق المياه الصافية الزرقاء.. خرج من المياه وهو يستنشق الهواء بعمق.. وفي غرفته أخذ ماكس دوشا سريعا ثم ارتدى بدلة جديدة وانتعل حذائه الرسمي وبعد دقيقتين كان ينزل السلالم إلى الطابق السفلي وقد شعر بجوع شديد.. رأى روبير أمامه والذي أحنى رأسه ثم رفعه وقال باحترام

 

" صباح الخير سيد ماكس.. مائدة الإفطار جاهزة سيدي.. مع قهوتك المعتادة "

 

ابتسمت له بوسع وشكرتهُ قائلا

 

" شكرا لك روبير "

 

جلست إلى المائدة وبدأت أتناول ما أريده من فطائر وكعك محلى بينما كان روبير بنفسه يسكب لي قهوتي.. ذلك العجوز يحبني جدا رغم أنني كنت أتعبتهُ جدا معي..

 

سمعت روبير يسألني بينما كان يضع فنجان القهوة أمامي

 

" هل نمتَ جيدا سيدي؟ "

 

أجبتهُ بصدق مثل عادتي

 

" بما يكفي كي أرتاح "

 

تأملني بنظرات حزينة وأردف قائلا

 

" أتمنى أن تجد السعادة قريباً سيدي.. وجميع همومك تختفي.. هل تريد أي شيء آخر سيد ماكس؟ "

نظرت إليه بتقدير ثم ابتسمت بوسع وأجبته

 

" لا روبير.. لا أحتاج لشيء.. أشكرك.. يمكنك الانصراف "

 

بعد خروجه من غرفة الطعام  تناولت بهدوء وجبتي وحاولت جاهدا أن لا أفكر بتلك القذرة الموجودة في غرفتها حاليا.. ومنعت نفسي من التفكير بكلماتها الأخيرة لي.. وما قصدتهُ بقولها بأنها خسرتني وخسرت نفسها في ذلك اليوم المشؤم..

 

خرجت من مزرعة جيانو في هذا الصباح المشمس.. وأنا أحمل معي ذكريات ليلة الأمس الحزينة مع غابرييلا.. كانت أشعة الشمس تتسلل من خلال الأشجار وتلمع على نوافذ سيارتي وأنا أقود باتجاه المدينة.. الهواء النقي والمنعش أتنفسه بهدوء.. لكن لم أكن قادرًا على التفكير في أي شيء سوى بـ غابرييلا..

 

أمس كانت ليلة لن تنسى.. لم أكن أعلم ما يجب عليّ أن أشعر به بالضبط.. رغم كُرهي لها إلا أنني كنتُ أعلم بأنني ما زلتُ أحبُها وأنني أريدُها.. كيف لي أن أكرهها وأعشقها بنفس الوقت؟...

 

ولكن رغم مشاعري الحاقدة نحوها لم أكن أتوقع أن أشعر بهذا الحزن والألم بعد ليلة كهذه..  لقد أجبرت غابرييلا على شيء لم أكن أُريدُها أبدًا أن تفعله.. فكيف يمكن لشخص يحب شخصًا آخر أن يضعه في مثل هذا الوضع؟.. ولكن غضبي تحكم بي وجعلني أنسى مبادئي وعشقي واحترامي لها..

 

بينما كنتُ أقود سيارتي بدأت أُفكر فيما إذا كنتُ أستحق في يوم حب غابرييلا بعد ما فعلتهُ بها.. كان لدي شكوك أنها ليست عذراء.. ولكن عندما تأكدت من ذلك شعرت بالألم العميق والحزن.. ورغم ما فعلتهُ بها تمنيت لو كنتُ تصرفت معها بشكل مختلف.. لم أكن أرغب أن تخسر غابرييلا شيئًا من نفسها بسببي..

 

لكنها جعلتني أخسر قلبي وحياتي و روحي وكياني ومبادئي...

 

أثناء قيادته إلى المدينة.. لم تتركه ذكريات ليلة الأمس.. كان يتألم بشدة لأنه أجبر غابرييلا على خوض هذه التجربة معه.. وعلى تقاسمها هذه اللحظات الصعبة معه.. شعر بالذنب والحزن يعتصر قلبه.. كان يتمنى لو استطاع التفكير بحكمة واتخاذ قرارات أفضل.. ولكن غيرته وحزنه وغضبه وألمه سيطروا عليه..

 

 

بعد وصوله إلى متجر المجوهرات الخاص به في المدينة.. دخل إلى مكتبه الذي كان مكانًا له للهروب من العالم الخارجي.. جلس أمام حاسوبه وبدأ بتصميم المجوهرات كما كان يفعل دائمًا.. ولكن هذه المرة كانت أفكاره مشوشة بالحزن والاضطراب.. كل تصميم كان يحمل فيه لمحات من مشاعره.. وكأنه يحاول التعبير عنها بطريقته الخاصة..

 

مع كل ضغطة على لوحة المفاتيح وكل خط يرسمه على الشاشة.. شعر ماكس أنه يقترب من فهم أعمق لمشاعره والعلاقة التي تربطه بـ غابرييلا.. كانت المجوهرات التي يبدأ في تصميمها تعكس تحوله الداخلي..

 

وبعد وقتٍ طويل.. عندما رفع نظره من الشاشة.. رأى أحد تصاميمه المشرقة ينعكس على المرآة في مكتبه.. كان تصميمًا يجمع بين الألوان الجميلة والأحجار الكريمة الثمينة بأسلوب فريد من نوعه.. كان هذا التصميم يشبه علاقته مع غابرييلا.. جميل ومعقد.. وفيه تفاصيل صغيرة تجمع بين مشاعره وابداعه..

 

أغلق ماكس حاسوبه وخرج من مكتبه بخطوات ثابتة وواثقة.. كان يحمل في قلبه قرارًا قاسياً ومؤلماً.. أن يستمر بانتقامه من غابرييلا ويتجاهل حبهُ لها.. وكانت هذه القرارات ستؤثر على حياته وعلى حياة غابرييلا..

 

بينما خرج من المتجر.. الشمس بدأت تغرب ببطء في الأفق.. وكأنها تُعلن عن بداية جديدة ومؤلمة لهما ولعلاقتهما.. في الزمن الجديد الذي سيأتي..

 

 

كان ماكس يقف في شرفة الفندق في المساء يُفكر.. عندما سمع صوت ليو خلفه

 

" ماكس.. أنتَ بخير؟ "

 

استدرت ورأيتهُ يقترب مني وهو يتأملني بنظرات قلقة


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 21 - الرغبة

 

ابتسمت برقة وأجبته

 

" نعم ليو.. أنا بخير.. لا تقلق "

 

اقترب ليو ووقف أمامي ووضع يده على كتفي وقال

 

" جيد.. آرثر كان يبحث عنك.. هو يريدُك أن تكون برفقته لتستقبلوا الضيوف.. هل ترغب بفعل ذلك؟ "

 

أجبتهُ بسرعة وبثقة

 

" نعم بالطبع.. هيا بنا ندخل "

 

كنتُ أجلس على طاولة الشرف مع ليو والسيدة هايلي و آرثر.. وتلك اللعينة خطيبتهُ جوي كانت تجلس بجانبه.. كنا نتحدث مع بعض رجال الأعمال  في حفل الافتتاح عندما فجأة وقف آرثر ثم ليو واستأذنوا كي يذهبا إلى المنصة ليلقوا خطابهم..

 

كنتُ أستمع إلى خطاب آرثر عندما نظرت إلى جوي.. عقدت حاجباي وتأملتهُا بنظرات مُتعجبة إذ رأيتها تنظر إلى هاتفها وهي تراسل أحد..

 

راقبتُها بنظرات حادة ولكن عندما انتبهت لنظراتي رأيت بريقا من الخوف يلمع لثواني في عيونها ثم يختفي لتبتسم بعدها بتوتر..

 

تأملتُها بنظرات كارهة ثم أشحت نظراتي عنها.. كم أكرهها.. فأنا لم أرتح لها أبدا.. لا أدري كيف اختارها آرثر لتكون زوجتهُ المُستقبلية..

 

والليلة شعرت بأنها تُخفي شيئاً عنه.. سأخبر ليو بذلك كي نتحرى عنها أكثر.. ربما لديها عشيق.. فأنا لم أعُد أثق بجنسهم.. وخاصة جوي.. فهي تتدخل كثيرا في أعمال آرثر.. وتسأله الكثير من الأسئلة.. وتحب الذهاب بشكل دائم إلى شركاته..

 

مع أن آرثر يضعها دائماً عند حدها ويُخرسها بكلماته الجارحة.. إلا أنها تتصنع الغباء ولا تبالي لمعاملتهِ القاسية معها.. هناك شيئا تخفيه.. عليّ اكتشافه بسرعة.. فأنا و ليو و مايكل لا نرتاح لها أبدا..

 

كانت الحفلة رائعة وناجحة.. وكان هناك الكثير من الصحافيين ينقلون الحدث المهم والافتتاحية..

 

كنتُ أقف برفقة أصدقائي نودع ونشكر الضيوف عندما أطلق هاتف آرثر صوت رنة خاصة.. رأيته يعقد حاجبيه وهو ينظر إلى هاتفه ثم ابتعد وبدأ يتكلم..

 

رأيت وجهه يسود وجسده يتشنج.. لقد كان غاضب وجدا.. بعدها رأيتهُ ينظر باتجاه ستيف بنظرات حادة..


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 21 - الرغبة

 

ثم تحرك آرثر بسرعة وتبعهُ ستيف برفقة الحُراس.. وشاهدت بدهشة كبيرة آرثر يُغادر الفندق دونَ توديعنا وحتى لم يبالي بخطيبتهُ اللعينة جوي..

 

عقدت حاجبي ونظرت أمامي بغرابة.. أتمنى أن لا يكون هناك مشاكل تخص العمل..

 

فجأة فكرت بـ غابرييلا وابتسمت بشر.. حان الوقت لأستمتع بانتقامي.. سوف أذهب إلى المزرعة وأمارس الجنس مع تلك اللعينة فأنا لم أشبع منها.. أريدها.. أريدُها بجنون.. لقد أحسست بالنعيم بينما كنتُ أُضاجعها.. أخيرا هي مُلكي..

 

استدرت ونظرت إلى ليو والذي لم ينتبه مطلقاً لخروج آرثر من الفندق.. اقتربت منهُ وهمست قائلا

 

" ليو.. آرثر خرج من الفندق منذ قليل "

 

سمعت الحقيرة جوي حديثي إذ بدأت بسرعة تهتف بعتاب وبحزن وتندب حظها كيف تركها آرثر بمفردها هنا ولم يكترث لها.. فضحكنا عليها أنا و ليو و مايكل بمرح مما أغضبها بشدة وجعلها تذهب..

 

ضحكنا أكثر على منظرها المُضحك.. وعندما غادرت اللعينة الفندق نظرت إلى أصدقائي ورأيت مايكل يغادر وهو يُشير لنا بيدهُ مودعا.. نظرت إلى ليو وقلتُ له

 

" تومسون.. أنا ذاهب.. أراك لاحقا "

 

تأملني ليو بذهول وأردف قائلا

 

" إلى أين أنتَ ذاهب ماكس؟ "

 

ابتسمت بوسع وقلتُ له قبل أن أستدير وأغادر بسرعة

 

" إلى مزرعة جيانو "

 

وهكذا ذهبت إلى المزرعة وعندما دخلت إلى غرفتها كاد أن يغمى عليها من الخوف.. وطبعا جعلتها ترضخ لرغباتي وتستسلم لي بالكامل بعد أن أعطيتها حبة الدواء..

 

وفي كل يوم كنتُ أنتهي من عملي وأذهب إلى المزرعة وأُمتع نفسي بجسدها الشهي..

 

 

سولينا**

 

 

كنتُ أبكي بخوف وبفزع وأنا أحاول إبعاد السيد آرثر عني.. شهقت بقوة عندما توقف عن تقبيل ترقوتي ورفع رأسهُ ونظر في عمق عيناي بعيونهِ المُخيفة..

 

كان يتنفس بسرعة وهو يتأملني بنظراتهِ المُخيفة.. ثم ابتسم بشر وقال بصوتٍ مبحوح

 

" توقفي عن المقاومة والبكاء.. أنا و أنتِ نعلم جيداً بأنكِ مُجرد عاهرة.. و... "

 

لا أعرف ما حدث لي.. إذ توقفت عن البكاء ونظرت إليه بثقة وكذبت كذبة بيضاء إذ قاطعت حديثهُ وأجبتهُ بهدوء

 

" لا أستطيع سيدي.. فأنا في دورتي الشهرية.. ثم لا تنسى من أكون.. فأنتَ تكرهني "

 

رأيت نظراتهِ تتحول من الشهوة إلى غضبٍ مُخيف.. شهقت بألمٍ شديد عندما أمسك خصلات شعري ورفع رأسي عالياً.. حدق في عمق عيناي وقال من بين أسنانهِ بحدة

 

" أنا لا أكرهكِ فقط.. بل أقرف منكِ أيتها العاهرة والقاتلة.. وأرغب بقتلكِ وبقوة.. ولكن الموت سيكون بمثابة الراحة لكِ.. وأنا أريدُكِ أن تعيشي داخل الجحيم هنا قبل أن تذهبي إليها بعد موتكِ اللعين "

 

ثم حرر خصلات شعري من قبضته وقفز واقفا وتأملني بنظرات كارهة.. شهقت برعب عندما أمسك معصمي وسحبني لأقف أمامه وجذبني بعنف حتى التصق جسدي بجسده..

 

كنتُ خائفة جداً منه بأن يكتشف كذبتي البيضاء.. فأنا دورتي الشهرية انتهت منذ أسبوع.. ولكنني كذبت عليه حتى أُخلص نفسي منه..

 

" هاااااااه.... "

 

شهقت بخوف عندما أمسك فكي بقبضته ورفع رأسي عالياً.. حدق في عمق عيناي بغضب وقال بنبرة مُخيفة أرعبتني

 

" هذا الزي اللعين قد تمزق.. ولن ترتدي زي آخر شبيهاً له هنا وإلا قتلتكِ.. وإن عرفت بأنكِ تكلمتِ مع أي حارس هنا أو مع الشيف ديفيد سأقتلهم أمامكِ وبعدها سأقتلكِ "

 

مجنون.. إنهُ مجنون.. فكرت بذعر بذلك ثم أغمضت عيناي بقوة عندما قرب وجهه مني وقبل خدي قبلة قاسية مؤلمة..

 

شعرت بأنفاسهِ الحارة تحرق شفتاي.. ارتعشت بعنف وشعرت بالخوف من أن يُقبلني.. إن فعل ذلك ستكون قبلتي الأولى.. ومع من؟.. مع آرثر جيانو..

 

شهقت بذعر عندما هتف بحدة وهو يهز رأسي

 

" افتحي عينيكِ وانظري إليّ.. افتحيهااااااااااااا... "

 

فتحت عيوني بسرعة وتأملتهُ بفزعٍ شديد.. ابتسم بخبث وداعب شفتاي بإبهامه.. ثم قرب شفتيه من أذني وهمس بحدة وبتهديد

 

" إن رقصتي مرة أخرى أمام أحد غيري.. سأحرق جسدكِ ثم سأحطم ساقيكِ.. ثم سأقتلكِ.. فما هو لي يبقى لي.. وأنتِ سولينا غران من أملاكي.. فهمتِ؟ "

 

رفع رأسهُ ونظر في عمق عيناي بتحدٍ.. بلعت ريقي بقوة وهمست بخوف

 

" نعم سيدي.. لقد فهمت "

 

شهقت بذعر عندما حاوط ظهري بذراعه وجعلني التصق به أكثر.. شعرت بكل عضلة من عضلات صدره وساقيه على جسدي..

 

أغمضت عياني بذعر وخرج أنين مُرتعب من بين شفتاي عندما أخفض آرثر جيانو رأسه وقبل كتفي بقبلات قاسية مؤلمة جداً..

 

شفتيه تحركت بسرعة نحو عنقي.. صرخت بفزع عندما أمسك خصلات شعري وحرك رأسي بعنف جانباً وبدأ بتقبيل عنقي بقبلات مثيرة..

 

شفتيه أحرقت بشرتي الناعمة وجعلت جسدي يرتعش بعنف.. كنتُ خائفة جداً منه.. لماذا يُقبل عنقي بتلك الطريقة؟.. لماذا هددني منذ قليل؟.. لماذا يهتم بي؟..

 

لكن كنتُ أعرف السبب.. فهو يظن بأنني عاهرة.. ولم أفهم سبب ظنهِ السيء بي والغريب.. وأنا بغباء لم أُدافع عن نفسي ولم أخبره بأنني لستُ عاهرة.. ولم أخبره بأنني ما زلتُ عذراء.. ظننت إن تركتهُ على تفكيرهُ السيء بي لن يلمسني.. ولكن ها هو الآن يفعل عكس ما قالهُ لي سابقاً...

 

بكيت بخوف عندما شعرت بشفتيه تستقر على ترقوتي.. ارتعشت بعنف وهمست ببكاء

 

" أرجوك سيدي.. توقف "

 

توقف عن تقبيل ترقوتي وهنا فتحت عيناي ونظرت إليه بخوف.. رأيت نار الرغبة في عينيه.. وهذه النار جعلتني أرتعش بجنون وبخوف..

 

شهقت بذعر عندما أمسك وجنتاي بيديه وقرب وجهه مني ونظر في عمق عيناي وهو يبتسم بشر..

 

توسعت عيناي بفزعٍ شديد عندما قال بنبرة خبيثة

 

" لماذا تبكين سولينا؟.. يا ترى هل السبب لأنني لن أضاجعكِ الآن!.. قد أُغير رأيي وأضاجعكِ رغم أنكِ في دورتكِ الشهرية.. لا بُد أنكِ فعلتها سابقا مع أحد عُشاقكِ الكُثر.. أخبريني.. هل مارستِ الجنس سابقا وأنتِ في دورتكِ الشهرية؟ "

 

هززت رأسي برعب رفضاً.. فضحك بمرح.. ثم فجأة أبعدني عنهُ بعنف وبقرف وهتف بحدة

 

" أخرجي من هنا قبل أن أغير رأيي.. أخرجي واللعنة.. هيااااااااااااا.. أخرجي.. "

 

ركضت خارجة من غرفته وأنا أبكي بفزعٍ شديد.. دخلت إلى غرفتي وأخذت نفسًا عميقًا.. نظرت إلى نفسي في المرآة المعلقة على الجدار.. كان وجهي شاحب وعيوني كانت تعكس الخوف الذي يسكن في قلبي.. وشعري الكستنائي الطويل كان ينهال حول وجهي كستار أسود يحاول إخفاء مشهد ما..

 

بدأت بترتيب شعري بأصابعي المُرتعشة.. وقد  غمرتني أفكار مختلطة.. أن أجد نفسي هنا في هذا المكان البعيد على هذه الجزيرة النائية مع آرثر جيانو.. كان كابوسًا أصبح حقيقة..

 

تذكرت النصائح التي كنتُ أتلقاها من والدي في صغري.. تلك النصائح التي تقول لي دائمًا أن أكون حذرة من الرجال الذين ألتقي بهم... لم أكن أتوقع أبدًا أن أجد نفسي في موقف مثل هذا..

 

آرثر جيانو كان على وشك الحصول عليّ لو لم اكذب عليه كذبة بيضاء..

 

شعرت بالخوف يتسلل إلى قلبي ويتعاظم ببطء.. بينما كنتُ أقف في ظلام غرفتي الصغيرة.. لم أكن أستطيع إبعاد ما حصل منذ لحظات قليلة عن ذهني.. كان آرثر جيانو.. سيدي.. يتسلل إلى قلبي بطريقة لم أستطع مقاومتها بما يكفي..

 

كانت مشاعري مُرتبكة.. فأنا لم أكن قادرة على فهم كيف وصلت إلى هذا الوضع.. منذ اللحظة الأولى التي أطل فيها آرثر جيانو إلى حياتي شعرت بنفسي أنجذب نحوه رغم كُرههُ الكبير لي.. وكُرههُ لي ومعاملته القاسية معي وتحرشهُ بي يؤلموني بشدة..

 

صحيح بأنني أخاف منه.. ولكن في الوقت نفسه أشعر بالضعف أمامه.. كانت مشاعري الغريبة تجاهه تربطني بسلاسل لم أشعر بها من قبل..

 

اقتربت من المرأة ونظرت إلى عنقي وكتفي وترقوتي حيث وزع قبلاتهِ القاسية والحارة منذ قليل عليهم.. رفعت يدي ولمست برقة أثار قبلاته.. ارتعش جسدي بقوة بينما كنتُ أبكي بصمت وبخوف..

 

قبل دخولي إلى السجن لطالما رأيت نظرات الرغبة والإعجاب من الرجال ومن زملائي في الجامعة.. ولكن لم أهتم لها بتاتاً..

 

ولكن مع آرثر جيانو وشعوري منذ قليل بأنني مرغوبة من قبله.. هذا الشعور كان جذابًا بشكل لم أستطع تجاوزه..

 

كنتُ خائفة بسبب استسلام جسدي له.. رفض جسدي مقاومته.. فكل خلية فيه كانت تشتعل بعنف بسبب لمساته وقبلاته..

 

في الحقيقة كنتُ خائفة من نفسي أكثر من خوفي منه..

 

ولكن الخوف.. الخوف من الآثار السلبية المحتملة لهذه المشاعر كان ينمو بداخلي.. كنتُ أعلم أنني أحتاج إلى الهروب.. للابتعاد عن ذلك الرجل الجذاب الذي قد يكون مصدرًا للخطر.. بل هو مصدر كبير للخطر بالنسبة لي.. أنا لستُ قادرة على مقاومة مشاعري نحوه.. لكن منذ قليل كنتُ قوية بما يكفي للتخلص من هذا الوضع الخطير قبل فوات الأوان..

 

نظرت إلى المرآة ورأيت وجهي الشاحب والمشدود وعيوني الممتلئتين بالدموع.. شهقت بخوف بينما توقفت أناملي على خدي المُلتهب مكان قبلة آرثر له..

 

تنهدت بقوة وفكرت بذعر.. كيف يمكن لفتاة مثلي أن تواجه هذا الوضع المُربك؟.. كيف يمكن لقلبي أن يتحمل هذه المشاعر المتضاربة؟..

 

شعرت بالحاجة الماسة إلى الهروب.. إلى الهروب من هذه الجزيرة ومن هذا الرجل الجذاب.. والبحث عن مكان آمن حيث أستعيد حياتي وأجد قوتي من جديد..

 

لكن عرفت بتعاسة بأن ما أريدهُ وأتمناه من المستحيل أن يتحقق..

 

ركضت ورميت نفسي على السرير أبكي بخوف وبألم وبتعاسة.. وبعد وقتٍ طويل وقفت وتخلصت من الزي الممزق وقررت أن أستحم حتى أُزيل جميع أثار قبلات آرثر جيانو على جسدي..

 

عندما انتهيت.. تسطحت على السرير.. وما أن أغمضت عيوني حتى غرقت بالنوم ورأيت في أحلامي آرثر جيانو وهو يقبلني بحنان ويعترف بحبهُ الكبير لي...

 

أشرقت الشمس ببطء حيث انعكست أشعتها الذهبية على البحر الساكن في جزيرة فينوس.. كان الصباح هنا يأتي دائمًا بشكلٍ هادئ وجميل.. لكن هذا الصباح لم يكن هادئًا بالنسبة لـ سولينا..

 

جلست على سريري أنظر بصدمة كبيرة أمامي بسبب الحلم الذي حلمتهُ.. إنهُ كابوس وليس مُجرد حلم عادي..

 

نظرت أمامي بشرود وابتسمت ابتسامة حزينة جداً.. وفكرت بمرارة.. صعب جداً أن يُحب رجل مثل آرثر جيانو فتاة مثلي.. فتاة قضت فترة سبع سنوات داخل السجن.. فتاة منبوذة.. فتاة يتهمُها الجميع بأنها كانت مروجة مخدرات.. والأهم.. من المستحيل أن يُحبني آرثر كما رأيتهُ في حلمي.. والسبب بسيط.. فهو يراني مُتهمة.. والقاتلة التي تسببت بموت شقيقته.. كما هو يظنني عاهرة..

 

تنهدت بقوة وهمست بألمٍ شديد

 

" لو كانت غريس على قيد الحياة.. كان كل شيء تغير "

 

تخيلت بألمٍ عميق لو لم تمُت غريس.. كنتُ الآن تخرجت من كلية الطب وقررت متابعة دراستي لأحصل على شهادة دكتوراه فخرية.. كما كنتُ أحلم دائماً..

 

تخيلت الماضي.. تخيلت كم كان سيكون جميلا لو لم تمت غريس ويتم وضع تلك الأكياس في خزانتي..

 

تخيلت الماضي كم كان سيكون جميلا مع حاضري.. والدي سيزار ما كان سيموت بسببي.. وشقيقتي لين لم تكن ستُهاجر البلد مع عائلتها.. وتخيلت ليلة عيد ميلادي الواحد والعشرين كيف كان يجب أن تكون..

 

تخيلت غريس تدخل برفقة شقيقها آرثر إلى قصر والدي.. تخيلت كيف وقف آرثر أمامي وهو يبتسم ابتسامة ساحرة بينما غريس تُخبرني بسعادة بأنه شقيقها الوحيد آرثر جيانو والذي لطالما كلمتني عنه..

 

تخيلت نفسي أرقص معه الرقصة الأولى.. وعندما انتهت الرقصة خرجت برفقتهِ إلى حديقة القصر.. وهناك تلقيت قبلتي الأولى منه بطريقة رومانسية..

 

توقف عن التخيُل وهمست بحزن

 

" لا يمكنني إعادة الماضي وتغيير أحداثه.. يجب أن أتوقف عن التفكير بتلك الطريقة.. يجب أن أتخطى تلك المشاعر الغريبة نحو آرثر جيانو.. ثم سأنتظر حتى ينتهي انتقامهُ مني.. وبعدها سأذهب إلى مكان بعيد وأبدأ حياة جديدة بعيداً عن الماضي وآلامه.. "

 

خرجت من غرفتي وركضت عبر الممرات في القصر.. قلبي كان ينبض بسرعة مذهلة.. لم يكن لدي سوى هدف واحد.. الوصول إلى جناح السيد وأخذ صينية الطعام التي تركتُها في الأمس على الطاولة في الصالون.. وأهرب بسرعة إلى المطبخ لأنظف الأطباق قبل وصول الجميع إلى الجزيرة...

 

 

آرثر جيانو**

 

في وسط غرفة النوم الفخمة في قصره الفاخر.. وقف آرثر جيانو.. الرجل الذي تتجلى روعته وقوته في ملامح وجهه.. ينظر بذهول وتوتر إلى الباب الذي أغلقتهُ سولينا خلفها منذ لحظات بعد هروبها منه مثل الأرنبة المذعورة.. كانت عيناه تفحصان الفراغ حيث كانت سولينا قبل لحظات قليلة..

 

شعر آرثر برغبة عميقة تتصاعد داخله.. كان يتذكر زي العمل الفاضح الذي ارتدته سولينا الليلة.. الزي الذي أمر مُربيتهُ ليلي لتسلمهُ لها وجعلها ترتديهُ في قصره بسخرية ليجعل الجميع يراها على أنها عاهرة.. كان يشعر بأنه أخطأ بشدة بفعلتهِ تلك.. الآن حتى شعر بأنه أخطأ بشكلٍ فادح.. لم يكن هذا الزي إلا أداة لإبراز جمالها وسحرها بدلًا من الإذلال..

 

وبينما كان يتذكر رقصتها له.. شعر آرثر بالشهوة والرغبة تشتعل بداخله.. كانت سولينا ترقص أمامه بأنوثة ساحرة.. وهو الذي أمرها بقسوة أن ترقص له كي يُذلها.. لكن مشهدها الجذاب لم يُخفف من شدة الرغبة التي شعر بها نحوها..

 

تذكر بذهول بينما كان يُشاهد سولينا وهي ترقص بسحرها المغري أمامه.. شعر آرثر بالشهوة تنمو داخله بشكل لا يمكن تجاهله في تلك اللحظات.. كانت حركاتها مثيرة وساحرة.. وسببت اندفاعًا من الرغبة الجامحة بداخله..

 

مع كل حركة من جسدها اندمج فيها مع جمالها وسحرها.. شعر آرثر بمرارة تتدفق في عروقه.. على الرغم من أنها كانت تأتي إليه بسبب أوامرهُ القاسية.. وعلى الرغم بأنها رقصت له بسبب أمره القاسي حتى يذلها.. إلا أنها قامت بالعكس تمامًا.. كانت تأخذ السيطرة وتسحره بشكلٍ يفوق التوقعات..

 

وفي هذه اللحظة.. تذكر آرثر كيف أراد أن يمتلك سولينا بكل إرادته منذ لحظات قليلة.. كيف كان يشعر بأنه يريدها له وحده.. كيف كانت رغبته العميقة تغلب على كل شيء آخر..

 

شعر آرثر بمزيج من المرارة والشوق.. كيف أنه كان يريد سولينا بقوة قبل لحظات.. كيف أنه كان يتمنى أن يمتلكها بشكل مطلق..

 

ثم تذكر ما شعر به عندما قبل عنقها بقسوة واندفعت شفتيه إلى جلدها الناعم.. شعر بدفء جسدها ورائحتها الساحرة.. كانت هذه اللحظة تأخذه إلى عالم آخر من الشهوة والإغواء..  وكلما زادت قبلاتهِ لها وتذوق نعومة وجمال جلدها الناعم.. كلما زادت رغبته في تذوق المزيد منها..

 

لم يعرف آرثر ماذا يفعل بكل هذه المشاعر.. كان يشعر بأنه قد أشعل رغباتٍ ساكنةٍ داخله بسبب سولينا.. وكان يعلم أنه لا يمكن أن يتراجع الآن.. أرادها وبقوة.. ولكنها واللعنة في دورتها الشهرية..

 

ابتسمت بمرح بينما كنتُ أُمرر أصابعي بين خصلات شعري.. وهمست بألمٍ شديد بسبب انتصابي والذي كان يؤلمني كالجحيم

 

" تباً.. لقد أشعلت رغباتي وشهوتي بجنون.. والحقيرة رفضتني.. كما هي في دورتها الشهرية.. تباً.. والآن يجب أن أتخلص من انتصابي اللعين "

 

شتمت بعصبية وخلعت ملابسي وركضت باتجاه الحمام.. وبينما كنتُ أستحم بمياه باردة.. ابتسمت برقة بينما كنتُ أُفكر بـ سولينا..

 

لقد أشعلت نيران الرغبة بداخلي بشكل لم يُسبق لي أن شعرت به من قبل.. كنتُ أريد أن أمتلكها بقوة.. وأرى كل تفصيله من جسدها الجذاب.. وشعرت بأنني أريدها لي وحدي.. وكانت هذه الرغبة تُحركني بشكل لا يمكنني تفسيره..

 

لم أعرف ماذا سأفعل بكل هذه المشاعر الجارفة.. لكن كنتُ على يقين بأنها ستغير مسار حياتي بالكامل..

 

ولكن مهما حدث.. لا يجب أن أنسى بأن سولينا غران هي من تسببت بموت شقيقتي.. لا يجب أن أنسى ذلك أبداً..

 

أغلقت صنوبر المياه ثم جففت شعري وجسدي وبعدها خرجت من الحمام وارتديت سروال داخلي ثم جلست على الأريكة في غرفة الجلوس وأدرت التلفاز.. ولكن عقلي وتفكيري كله كان مع سولينا غران..

 

وبعدها غرقت بنومٍ عميق دونَ شعور مني..

 

فتحت عيناي بسرعة عندما سمعت صوت سولينا وهي تنده بخوف وبتوتر من خلف الباب باسمي.. انتفضت وجلست على الأريكة وبينما كنتُ أمسح عنقي وأحاول فهم لماذا غرقت بالنوم على الأريكة.. سمعت سولينا تطرق برقة على الباب وهي تنده بخوف

 

" سيد آرثر.. هل أنتَ مُستيقظ؟ "

 

نظرت باتجاه الطاولة وابتسمت بخبث عندما رأيت الصينية والأطباق ما زالوا على الطاولة.. وهنا تذكرت ما فعلتهُ بي سولينا في الأمس..

 

وقفت وما أن كنتُ على وشك الطلب منها لتدخل سمعتُها باستمتاع تهمس خلف الباب بارتياح

 

" هو نائم.. لحُسن حظي.. "

 

عرفت بسرعة ماذا ترغب بفعلهِ.. فركضت ووقفت خلف الباب وابتسمت بخبث أنتظر دخولها إلى جناحي..

 

ثواني قليلة فتحت سولينا الباب بهدوء ورأيتُها تسترق النظر داخل الغرفة.. كتمت ضحكتي وراقبتُها وهي تدخل على رؤوس أصابعها.. اقتربت بخفة ووقفت أمام الطاولة المستديرة المتوسطة الحجم.. ولكن ما أن انحنت لتحمل الصينية استقرت نظراتي بإعجابٍ كبير على مؤخرتها الجميلة..

 

بلعت ريقي بقوة وبسرعة خرجت من مخبأي ووقفت خلف سولينا.. وقبل أن تحمل الصينية ابتسمت بخبث وكلمُتها بنبرة حادة وقوية

 

" ماذا تفعلين هنا؟ "

 

" ااااااعععععععععععهههههههه.... "

 

صرخت سولينا بفزعٍ شديد وهي تقفز بقوة.. ثم استدارت ونظرت إليّ بذعر عندما التصق جسدها بجسدي الشبه العاري..

 

رأيتُها تتأملني بذعرٍ شديد وهي تتمسك دونَ انتباه بصدري حتى لا تقع إلى الخلف.. ويدها الناعمة أحرقت صدري بعنف وأشعلتهُ بقوة..

 

نظرت إليها بنظرات جامدة.. فجأة صرخت سولينا بفزع وأبعدت يدها عن صدري والحمقاء رجعت بخطواتها إلى الخلف وكادت أن تقع على الطاولة لو لم أتحرك بسرعة وأمسك بخصرها بثبات وجذبتُها بقوة حتى التصقت تماما بجسدي..

 

أنفاسها أحرقت صدري بكامله وجعلتني أحترق بنار الرغبة..

 

بدأت سولينا تقاومني وتحاول دفعي بعيداً عنها.. وصرخت بفزع عندما الصقت جسدها بي أكثر بذراعي اليسرى والتي كانت تُحاوط ظهرها بثبات

 

" سيدي.. ابتعد لو سمحت "

 

شعرت برغبة عميقة لأُسيطر عليها وأُخضعها لي.. أردتُها الآن وبأي ثمن كان..

 

أمسكت رأسها من الخلف ورفعتهُ عالياً.. نظرت في عمق عينيها الجميلتين بنظرات حارقة وراغبة.. ابتسمت بخبث ثم أخفضت رأسي وهمست لها بنبرة مبحوحة من الرغبة

 

" ولماذا سأبتعد عنكِ عاهرتي؟.. فأنتِ لي.. وأستطيع فعل ما أريدهُ بكِ "

 

شهقت سولينا بذعر وبدأت تضربني بقبضتيها الصغيرتين على صدري بينما كنتُ أُقبل عنقها بقبلات همجية..

 

قبلت كتفها وعنقها بشهوة بينما هي كانت تصرخ بفزع وتبكي.. توقفت عن تقبيلها وأمسكت ذراعيها بإحكام وثبتهما خلف ظهرها ثم حملتُها بسهولة بذراعي الثانية من خصرها ورميتُها على الأريكة بجانبي..

 

ولكن قبل أن أقترب منها جلست سولينا بسرعة وصرخت ببكاء

 

" لا تلمسني.. كيف تجرؤ؟.. حتى لو كنتُ عاهرة فأنتَ الرجل الوحيد الذي لن أرضى بــ.. بأن يلمسني "

 

وقفت جامداً أمامها بينما نار الغضب والحقد كانت تتصاعد بداخلي.. وقفت سولينا أمامي ومسحت دموعها وقالت كأنها تؤنب طفل صغير

 

" لا يحق لك لمسي والتحرش بي.. في النهاية لا تنسى من أكون.. كما لا تنسى سيدي بأنهُ لديك خطيبة.. أنتَ على وشك الزواج من فتاة تحبها بينما تحاول الآن التحرش بقاتلة تكرهها.. هذه التصرفات لا تليق برجل مثلك "

 

تأملتُها بغضب أعمى وحاولت السيطرة على نفسي حتى لا أصفعها.. سبق ووعدت نفسي بأنني لن أضربها..

 

دفعتُها بعيداً عني لتقع على الأريكة بقوة.. وقت جامداً أتأملها بنظرات حادة وكارهة.. ثم هتفت بغضب

 

" إياكِ أن تدخلي إلى جناحي مرة أخرى دون إذن مني مُسبق.. وإياكِ أن تتكلمي معي بوقاحة وإلا عاقبتكِ.. والآن اذهبي وحضري لي وجبة فطور.. ومن الأفضل لكِ بأن تكون وجبة كاملة ولذيذة.. هيا.. اذهبي "

 

رأيتُها باستمتاع تقفز واقفة ثم حملت صينية الطعام بكلتا يديها وركضت خارجة من غرفتي..

 

ابتسمت بمرح ثم نظرت أمامي وابتسمت ابتسامة شريرة.. مشيت بهدوء باتجاه غرفة نومي ثم أمسكت هاتفي الخلوي واتصلت بقبطان يختي الثاني والخاص بعمالي هنا..

 

ما أن تلقى مكالمتي حتى أمرتهُ بنبرة حاسمة وحازمة

 

" لوكا.. ستخلق عذراً سريعاً لموظفين لدي.. أخبرهم بأن اليخت قد تعطل.. ولا تُعيدهم إلى جزيرتي فينوس اليوم.. بل غداً.. استمتعوا بيوم إجازة إضافي على جزيرة تايلي "

 

أجابني باحترام موافقا ثم أنهيت المُكالمة.. رفعت يدي ولمست ذقني مُفكراً بخبث بما سأفعلهُ بتلك المثيرة سولينا غران اليوم..

 

 

سولينا غران**

 

دخلت إلى المطبخ وبدأت بنفسي أغسل الأطباق وأنا أهمس بغضب وبحدة

 

" ذلك المعتوه.. إنهُ مجنون.. لا.. ليس مجنوناً فقط.. بل هو مُنحرف.. بل ملك الانحراق.. هو يستغلني اللعين.. ويستغل ضعفي أمامه ووجودي بمفردي معه في الجزيرة.. لكن لن أضعف.. لن أضعف.. "

 

تنهدت بعمق وفكرت بأسى.. هو يستغلني.. يريد إذلالي وإهانتي.. لا يجب أن أضعف أمامهُ..

 

حدقت أمامي بحزنٍ عميق وهمست بيأس

 

" لكنهُ وسيم جداً وجذاب بشكل جنوني.. الآن حتى فهمت ما كانت تقصدهُ غريس عندما كانت تُكلمني عن مدى جاذبية شقيقها وكيف كانوا الفتيات يتهافتون للحصول على نظرة واحدة منه.. أفهم ما عانوه بصدق.. الوغد اللعين "

 

" من هو وغد ولعين؟ "

 

توسعت عيناي بذعرٍ شديد وانتفضت بفزع واستدرت لأرى أمامي ذلك الوغد الوسيم يقف أمامي فقط وهو لا يرتدي سوى سروالهُ الداخلي الأسود والمثير.. تباً له...

 

ولكن بسبب صدمتي برؤيته ولأنه سمع كلماتي الأخيرة وقع الطبق من يدي.. نظرت بذعر إلى الأسفل ورأيت الطبق يتحطم على قدمي..

 

شحب لوني بشدة عندما رأيت الدماء تسيل ببطء من قدمي على الأرض لتًشكل بقعة كبيرة..

 

لم أتألم ولم أشعر بشيء.. كنتُ فقط أنظر إلى الدماء بخوفٍ شديد..

 

" لا تتحركِ.. لا تقومي بأي حركة "

 

رفعت نظراتي ببطء وتأملتهُ بخوف.. ثم همست لهُ ببكاء

 

" قدمي.. قدمي.. يوجد دماء.. دماء كثيرة... "

 

لدهشتي الكبيرة اقترب آرثر جيانو مني ووقف أمامي ثم وضع كلتا يديه على وجنتاي ورفع رأسي ونظر إلى وجهي الشاحب وقال برقة وبنبرة هادئة

 

" لا تخافي.. أنظري إليّ ولا تنظري إلى الأسفل.. اتفقنا؟ "

 

أومأت لهُ موافقة.. وشهقة خفيفة خرجت من فمي عندما انحنى قليلا ولكنهُ ظل ينظر إليّ.. شعرت بيده تلمس قدمي ثم سحب قطعة الزجاج عن قدمي ورماها جانباً.. وبعدها استقام بسرعة وحملني بذراعيه وركض صاعداً إلى جناحه..

 

كنتُ أبكي بخوف إذ بدأت أشعر بلسعات حارة ومؤلمة في قدمي.. وضعني السيد على الأريكة ثم نظر إلى عيوني الباكية وقال بنبرة حنونة جعلتني أبكي بسببها أكثر

 

" لا تخافي.. سأعتني بجرحكِ "

 

لم يكن لدي خيار سوى الجلوس على الأريكة.. حيث وضع السيد قدمي المجروحة بحذر على الوسادة..

 

استقام آرثر وركض باتجاه الحمام.. أغمضت عيناي وتذكرت بألم ما حدث لي في السجن عندما قاموا السجينات بضربي بعنف.. أصبحت أخاف من منظر الدماء منذ تلك الليلة..

 

سمعت خطوات السيد تقترب.. فتحت عيناي ورأيتهُ يجلس على ركبتيه بجانب الأريكة.. كانت عينيه تعبسان من القلق والاهتمام.. ووجهه الوسيم كان يعكس قلقهِ ورعايته.. وضع يده بلطف على  كاحلي المتورم وأخذ يفحص الجرح بعناية..

 

أشحت بنظراتي عن وجهه وتشجعت ونظرت إلى قدمي..

 

تجمدت عيناي بذعر في البداية عندما رأيت قدمي وحذائي قد امتلأ بالدماء.. اصفر وجهي بعنف وشعرت بأنهُ سيغمى عليّ.. لكن السيد نظر إليّ وهتف بقوة

 

" لا تنظري إليها.. اسمعي كلامي ولو لمرة واحدة في حياتكِ.. لا تخافي.. الجُرح سطحي "

 

أومأت لهُ موافقة.. ولم أستطع منع نفسي من مشاهدة وجهه الجذاب وهو مُنهمك في الاهتمام بجُرحي.. لاحظت خصلات شعره الداكنة وعيونه العميقة التي كانت تنظر إلى قدمي برقة.. شعرت بدفء ينبعث من لمساته اللطيفة واهتمامه الصادق..

 

أغمضت عيناي بقوة.. كنتُ أشعر بلمساتهِ على قدمي.. أزال أولا حذائي ثم جوربي الصغير وبعدها شعرت بهِ يسكب شيئاً بارداً على قدمي.. وبدأ يمسحُها برقة بلمسات ناعمة ورقيقة...

 

سمعت السيد آرثر يسألني بصوت هادئ ومهتم

 

" هل أنتِ بخير؟.. هل تشعرين بالألم؟ "

 

أجبتهُ بصوتٍ مُنخفض وخجول

 

" نعم.. أنا بخير سيدي.. شكراً لك "

 

بدأ خوفي تدريجياً يزول.. فتحت عيناي وتجمدت نظراتي على وجهه.. لم أستطع إبعاد نظراتي عنه بينما سيدي كان مُنهمك بتطهير قدمي..

 

نظرت إلى ذقنه ثم إلى شفتيه.. شفتيه الجميلة والقاسية والمرسومة بشكلٍ مثير.. رفعت نظراتي ببطء إلى أنفه.. ثم إلى عينيه..

 

رموشهُ طويلة جداً.. أحسدهُ عليها.. هو وسيم بشكل مُدمر لقلبي..

 

لم أستطع إخفاء اهتمامي بوجه السيد آرثر أثناء معالجته لجُرحي.. كانت يديه تعبث بلطف بالقسم المصاب.. وكل لمسة منه كانت تُشعرني بالراحة والاطمئنان.. وكنتُ أتأمل ملامح وجهه القوي والجذاب بكل انتباه..

 

سمعت السيد آرثر يقول وهو يلتفت ليبحث في حقيبة الإسعافات عن غرض

 

" سأحتاج إلى تنظيف الجرح وتضميده بعناية... يجب عليك أن تتحلي بالصبر قليلا.. إن ألمتكِ أخبريني بسرعة "

 

نظرت إليه بحزن وفكرت.. لقد ألمتني منذ تلك الليلة.. ليلة عيد ميلادي.. وما زلتَ تؤلمني لغاية الآن سيدي..

 

عندما انتهى السيد من تجهيز ما كان يحتاجه.. بدأ برفق في تنظيف الجرح من جديد.. شعرت بالألم الخفيف ولكن تركت نفسي أتأمل في وجهه مرة أخرى..

 

وفيما يستمر آرثر في علاج الجرح.. لاحظت كيف يعبّر وجهه عن الاهتمام والرعاية.. وكيف تنطلق النضارة من عيونه.. ابتسمت برقة مُدركة أن هذه اللحظات تجعلني أشعر بأنني في عالم من الحب والرعاية.. عالم افتقدتهُ منذ زمنٍ بعيد.. وعرفت أن علاقتي بالسيد آرثر تنمو بشكل أعمق وغريب مع مرور الوقت..

 

وفي هذه الحظة.. تمنيت لو أنهُ ينسى انتقامهُ السخيف مني.. لو ينسى.. لو ينسى فقط الماضي.. لو ينسى أحزان الماضي وجراحه..

 

شعرت الآن بأن اهتمامهُ وحضوره يُخففان من ألمي.. أسمع نفسي أتنفس بسهولة وشعرت بأنني في مكان آمن بجواره..

 

تأملت عينيه العميقتين والتي تبدو وكأنهما نافذتان إلى عالمه الداخلي.. تحمل عيونه ذلك اللمعان الخاص الذي يجعلني أشعر بالأمان والدفء.. رغم أن عينيه كان دائما تتأملني بقسوة وبحقد ولكن الآن هي مُختلفة..

 

فجأة رأيت نظراتهِ ترتفع والتقت نظراتهِ مع نظراتي.. احمري وجهي بشدة عندما رأيت نظراتهِ الخبيثة.. ثم قفز واقفا وقال بسخرية

 

" هل كنتِ تقومين بعد رموشي رمشاً رمشاً؟ "

 

إلهي.. ما هذا الاحراج؟.. فكرت بحياء بينما كنتُ أنظر إلى قدمي المصابة وأرى كيف اعتنى بها بشكلٍ جيد..

 

سمعتهُ بخجلٍ شديد يُتابع قائلا

 

" سأعطيكِ صورة لي لاحقا حتى تقومي بعد رموشي.. أما الآن انتبهي جيداً لما سأقولهُ لكِ.. أولا لن تستحمي اليوم حتى لا يتأذى جُرحكِ.. ثانياً.. لن تعملي اليوم أيتُها الكسولة.. ثالثاً.. لن تحملي أي لعنة في قصري حتى لا تُحطميها.. أصبحت عادة لديكِ بتحطيم كل ما تحملبنهُ داخل قصري "

 

توسعت عيناي بذهول ونظرت إليه بدهشة كبيرة.. رأيتهُ يبتسم بسخرية بينما كان يتأملني بنظرات مُستمتعة وغاضبة بطريقة مُضحكة وجميلة..

 

احمرت وجنتاي أكثر إذ عرفت بأن السيد قد عرف بأنني حطمت لهُ تحفة غالية الثمن منذ قدومي.. ولكن لماذا لم يعاقبني على ذلك؟.. هذا غريب؟..

 

سمعتهُ بدهشة يُتابع قائلا بنبرة جادة وحازمة

 

" استريحي اليوم.. ولكن غداً عندما تصل ليلي أطلبي منها أن تهتم بجُرحكِ.. وإياكِ أن تدخلي إلى المطبخ مرة أخرى.. سأعطي تعليماتي بذلك لاحقا لمربيتي.. والآن... "

 

توقف عن التكلم ورأيتهُ يحمل حقيبة الإسعافات ودخل إلى الحمام.. نظرت بدهشة أمامي وهمست بتعجُب

 

" لماذا طلب مني أن أطلب من عجوزي الجميلة غداً بأن تهتم بجُرحي؟.. لماذا ليس اليوم؟.. فهي والجميع سيأتون بعد قليل إلى الجزيرة "

 

لم أهتم لتحليل أسبابه.. وبعد لحظات خرج السيد من الحمام واقترب من الأريكة وحملني..

 

توسعت عيناي ونظرت إليه بتوتر ثم أخفضت نظراتي إلى الأسفل وهمست بخجل

 

" سيدي.. أنزلني.. يمكنني السير بمفردي "

 

سمعتهُ يتنهد بقوة واجابني بنبرة باردة

 

" توقفي عن التذمر.. لا تجعليني أغضب أكثر "

 

التزمت الصمت وتركتهُ يحملني.. خرج من جناحه ولكن بدلا أن يتجه إلى غرفة نومي رأيتهُ بذهول يمشي باتجاه المسبح الداخلي الزجاجي في قصره الفاخر. كانت أشعة الشمس الذهبية تتسلل من خلال النوافذ الضخمة.. تلامس الماء الزرقاء الفيروزية للمسبح..

 

نظرت بدهشة كبيرة أمامي عندما وضعني السيد آرثر بعناية على الكرسي بجانب المسبح ثم وضع وسادة أسفل قدمي ووقف يتأملني بنظرات غريبة..

 

رمشت بقوة وتأملتهُ بضياع.. إذ لم أفهم لماذا جلبني إلى هنا.. وشعرت بالخوف من أن اسألهُ عن السبب..

 

رأيتهُ يتأملني بتلك النظرات الغريبة.. ثم قال بهدوء

 

" سوف أجلب لكِ ما تأكلينهُ أيتُها الكسولة.. لا تحاولي التحرك من مكانكِ والذهاب إلى غرفتكِ.. فهمتِ؟ "

 

أومأت لهُ موافقة.. ورأيتهُ يُغادر المكان بسرعة.. تنهدت براحة ونظرت بإعجاب حولي.. كانت أشعة الشمس المشرقة تنساب بلطف عبر النوافذ الزجاجية الممتدة على جدران المسبح الداخلي في قصر فينوس.. كان المكان ممتلئ بزهور اللوتس ولأوركيد.. والماء الزرقاء الفيروزية تتلألأ تحت أشعة الشمس..

 

أغمضت عيناي وتنهدت براحة.. ثم همست برقة

 

" كم هي ساحرة هذه الجزيرة.. وكم هو جميل هذا المكان "

 

شهقت بذعر عندما شعرت بيدين تمسكان كتفي وترفعني عاليا.. صرخت بفزع عندما أمسك السيد آرثر فكي ورفع رأسي عاليا لأنظر إلى عينيه.. وبصدمة كبيرة سمعتهُ يهمس بنبرة صوت مبحوحة أخافتني

 

" أنتِ أجمل من هذا المكان.. سولينا.. غريب فعلا.. كيف لم أنتبه سابقا لهذا الجمال الخلاب والساحر؟.. أنتِ شيطانة بجمالكِ.. ولا عجب بأنكِ جعلتِ الرجال يفقدون عقولهم بسببكِ "

 

عن ماذا يتكلم هذا السخيف.. حاولت دفعهُ بكلتا يداي عن صدره.. لكن صرخة رعب خرجت من فمي عندما جعلني آرثر جيانو أستلقي على ظهري على الأريكة ثم حاصرني بجسده الضخم..

 

كنتُ خائفة للموت منه ومن نظراتهِ الشهوانية الواضحة.. ورغم الإصابة في قدمي بدأت أركله حتى يبتعد عني.. لكنهُ كان يتأملني بنظرات مُرعبة..

 

ابتسم آرثر بخبث وثبت ذراعاي فوق رأسي وقال بتلك النبرة المُخيفة الشهوانية

 

" لماذا أمنع نفسي من الاستمتاع بجسدكِ؟.. فأنا أمتلككِ الآن.. ويحق لي أن أفعل ما أريدهُ بكِ.. صحيح سبق للكثير من الرجال بأن استمتعوا بجسدكِ.. ولكن الآن أنتِ من أملاكي الخاصة.. ولن أسمح لأحد بلمسكِ سواي حتى أشعر بالملل منكِ "

 

توسعت عيناي بذعر ورأيته يُخفض رأسهُ وكان على وشك تقبيلي على فمي.. ضممت شفتاي ببعضها بقوة وأدرت رأسي جانبا لتستقر شفتيهِ على خدي..

 

قاومتهُ بكل ما أمتلك من قوة بينما هو كان يضحك ضحكات شريرة وهو يمتص خدي وعنقي بهمجية بشفتيه القاسية..

 

لا أدري كيف رفعت ساقي وضربتهُ بكامل قوتي على منطقتهِ السفلية

 

هتف آرثر جيانو بالشتائم وبألم وهو يبتعد عني ويجلس على ركبتيه على الأرض ويضع كلتا يديه على ذكورتهِ في الأسفل

 

" ااااععععععععههه.. اللعنة.. تباً لكِ أيتُها الشيطانة.. سأقتلكِ "

 

رغم الألم الذي شعرت به في قدمي المُصابة إلا أنني تحركت بسرعة ووقفت وبدأت أركض بخطوات عرجاء هاربة منه..

 

لكن قبضة قوية أمسكت بذراعي بقوة وسحبتني إلى الخلف.. التصق ظهري بصدره الممتلئ بالعضلات.. حاوط خصري بكلتا يديه وهمس في أذني بأنفاس سريعة

 

" ما يعجبني بكِ هو تصرفاتكِ هذه.. تُجيدين التمثيل عاهرتي الجميلة.. فمن يراكِ الآن يظنكِ عذراء مُرتعبة من خوض تجربتها الأولى في ممارسة الجنس.. تُعجبني تصرفاتكِ وتثيرني بقوة.. ولكن انتهى وقت التمثيل.. سأنال منكِ الآن "

 

أدارني لأواجهه وهنا دفعتهُ بكامل قوتي بعيداً عني.. لكن نظرت إليه بذعرٍ شديد عندما ترنح جسدي وسقطت في حوض السباحة وأنا أصرخ بفزع..

 

ومثلما حدث معي على يخته.. سقط جسدي في قاع المسبح ودخلت المياه في فمي ولم أستطع السباحة بسبب ساقي المُصابة..

 

أمسكني آرثر من خصري ورفعني عاليا.. بصقت المياه من فمي وبدأت أسعُل بقوة بينما كنتُ أضع رأسي على كتفه وأبكي..

 

ضم آرثر جسدي بكلتا يديه وسمعتهُ يشتُم بعصبية

 

" أيتُها الحمقاء والغبية.. لماذا تسقطين دائما في المياه؟.. غبية.. "

 

حملني وخرج من المسبح ثم وضعني على الأريكة البيضاء وذهب.. كان جسدي يرتعش بقوة.. ليس من البرد طبعاً.. بل من التجربة المُخيفة التي مررت بها منذ لحظات..

 

هو يُخيفني كثيراً.. بدأ يراني بطريقة مُرعبة ويحاول التحرش بي.. سبق وقال لي بأنهُ لن يلمسني لأنني عاهرة.. ولكنهُ كذب..

 

ثواني قليلة رأيتهُ يجلس بجانبي وبدأ بتجفيف قدمي المُصابة.. ثم أزال الضمادة المبلولة ورماها في سلة المهملات.. ثم أمسك بمنشفة نظيفة وبدأ يُجفف شعري ثم وجهي ثم جسدي..

 

كنتُ أجلس بخوف أنظر إلى وجهه الغاضب.. لم يُحاول التكلم معي بينما كان يحملني ويتجه إلى غرفة نومي.. دخل إلى الحمام الصغير بجانب غرفتي وساعدني لأقف.. ثم استدار وقال بنبرة باردة

 

" استحمي.. لديكِ فترة ربع ساعة فقط حتى تنتهي من الاستحمام وترتدي ملابسكِ.. سأنتظركِ في الخارج "

 

وأغلق الباب بهدوء وتركني مشوشة الأفكار بسبب تصرفاته الغريبة معي..

 

أزلت ثيابي المُبللة واستحممت بسرعة.. وضعت روب الحمام على جسدي وفتحت الباب قليلا واسترقت النظر إلى الخارج..

 

تنهدت براحة عندما لم أجده.. خرجت من غرفتي أقفز على قدم واحدة وأستند بذراعي على الحائط.. لكن ما أن فتحت باب غرفتي ودخلت رأيت آرثر جيانو يقف أمامي وهو يُكتف ذراعيه على صدره..

 

ارتعشت بخوف عندما بدأ يتأملني بنظراتهِ المُخيفة.. ثم اقترب وحملني ووضعني على السرير.. جلس على طرف السرير وأمسك بطرف ذقني ورفع رأسي لأنظر إلى عينيهِ بخوف عندما قال بحدة وبغضب

 

" كما أرى أنتِ لستِ في دورتكِ الشهرية كما ادعيتِ "

 

توسعت عيناي بذعر وشحب وجهي بشدة.. تأملني آرثر بنظرات قاتلة وقال بنبرة غاضبة

 

" هذه المرة سوف أسامحكِ على كذبتكِ اللعينة.. لكن إياكِ أن تكذبي عليّ مرة أخرى.. حينها لن أرحمكِ.. فهمتِ؟ "

 

أومأت لهُ موافقة بذعر.. حرر ذقني من أصابعه ثم بصمت بدأ يُطهر قدمي ويُضمدها من جديد.. عندما انتهى وقف وقال بنبرة باردة

 

" جلبت لكِ بعض من الخبز والأجبان.. تناولي وجبة فطوركِ واستريحي بعدها "

 

وغادر غرفتي بهدوء وسط نظراتي المذهولة والمُتعجبة.. نظرت باتجاه المنضدة الصغيرة بجانب السرير ورأيت صينية الطعام عليها..

 

ابتسمت برقة بينما كنتُ أتناول بشهية كبيرة فطوري اللذيذ.. تعجبت عندما رأيت كوب من عصير البرتقال الطازج مع فطوري.. هل عصر البرتقال من أجلي؟..

 

ابتسمت بسعادة واحمرت وجنتاي بخجل.. فالسيد اعتنى بي اليوم بشكل جميل رغم أنهُ أخافني بانحرافه..

 

ولدهشتي عاد السيد آرثر إلى غرفتي وأخذ صينية الطعام ثم عاد وحملني ووضعني على الأريكة في غرفة الجلوس الفخمة..

 

كنتُ أجلس بجانبه بصمت وبهدوء أتأملهُ كطفلة ضائعة بينما كان يعمل على حاسوبه النقال.. وفي فترة الظهيرة جلب صينية عليها أطباق عديدة..

 

وبينما كنا نتناول الطعام بهدوء.. سألتهُ ببراءة

 

" سيدي.. لماذا لم يصلوا لغاية الآن إلى الجزيرة؟.. أقصد السيدة ليلي والجميع.. كان يجب أن يصلوا منذ الصباح.. هل يمكنك لو سمحت أن تتصل بهم؟.. ربما حصل معهم حــ.. "

 

قاطعني قائلا بنبرة صارمة

 

" توقفي عن التكلم.. أكملي تناول طعامكِ بهدوء "

 

نظرت إليه بخوف وأجبته

 

" لكن سيدي.. ماذا لو حصل معهم حادث أو مــ... هاااااااااااااااه...... "

 

شهقت بذعر عندما اقترب مني بسرعة وأمسك بكتفي وهزني بقوة ثم هتف بحدة

 

" لماذا تُعصين أوامري اللعينة دائماً؟.. قلتُ لكِ لا تتكلمي واللعنة "

 

بلعت ريقي بخوف عندما أمسك فكي بقبضته ورفع رأسي ونظر في عمق عيناي وتابع بغضب قائلا

 

" لماذا تسألين عنهم؟.. هممم.. هل أصبحتِ تُحبينهم سولينا؟ "

 

نظرت إلى عينيه الغاضبة بخوف.. ارتعش جسدي بقوة عندما قال السيد بتهديد

 

" اسمعي جيداً ما سأقولهُ لكِ سولينا غران.. إن عرفت بأنكِ تقربتِ من الحُراس أو من أي خادم أو من الشيف ديفيد.. سأدفنكِ وأنتِ على قيد الحياة.. هل كلامي واضح؟ "

 

أومأت لهُ بفزع موافقة.. ابتسم ابتسامة مُخيفة وتابع بتهديد قائلا

 

" غداً في الصباح سوف يصلون إلى فينوس.. إن تفوهتِ بحرف أمامهم بأنني كنتُ هنا سأقتلكِ.. لا أريد لأحد منهم خاصة مربيتي ليلي أن يعلموا بأنني كنتُ هنا "

 

توقف عن التكلم وحرر فكي من قبضته ثم بدأ يُمرر أصابعه على خدي برقة وتابع قائلا بنبرة مُخيفة وبتهديد

 

" إن تفوهتِ بكلمة واحدة أمام أحد عن ما حصل في الأمس واليوم.. سوف أعاقبكِ.. فهمتِ؟ "

 

أومأت لهُ موافقة بفزع.. ابتسم برضا تام وأبعد أصابعه عن خدي وقال بأمر

 

" تابعي الأكل.. وبصمت.. لا أريد سماع صوتكِ "

 

أحمق ومغرور و مُنحرف و معتوه.. نظرت إليه بحدة وتابعت تناول الطعام بصمت.. لماذا جلبني إلى هنا إن كان لا يريد سماع صوتي؟.. هو فعلا غبي.. لا يعرف سوى القاء الأوامر وإخافتي والتحرش بي.. أحمق..

 

ولكن لدهشتي الكبيرة تركني السيد آرثر أجلس بجانبه على الأريكة للمساء.. والغريب لم يذهب ويتركني.. في الصباح الجميع سيرونه ويعرفون بأنهُ كان معي في جزيرته..

 

التزمت الصمت طيلة الوقت.. ولا أنكر كنتُ مستمتعة بمراقبة السيد وهو يعمل بتركيز على حاسوبه.. كما أنهُ اعتنى بي.. إذ كان قد وضع وسادة أسفل ساقي وجلب لي عصير الفاكهة.. ثم جلب وجبة العشاء..

 

وبينما كنتُ أراقبهُ أغمضت عيناي وذهبت في نومٍ عميق..

 

 

آرثر جيانو**

 

في منتصف الليل.. أغلقت حاسوبي ونظرت إلى سولينا النائمة على الأريكة في غرفة الجلوس بجانبي.. بوجهها الهادئ والبريء وشعرها الكستنائي المبعثر.. أصبح قلبي مليئًا بمشاعر متضاربة من الحزن والشوق والقلق والكُره والغضب...

 

تأملتُها بنظرات حزينة وهمست دونَ انتباه مني

 

" يا ليتكِ لم تكوني السبب في موت شقيقتي "

 

تنهدت بقوة ووقفت.. حملتُها ومشيت بخطوات هادئة باتجاه غرفة نومها.. بينما كنتُ أضعها برفق على سريرها في منتصف الليل.. عرف أنني لن أستطيع تركها بمفردها في جزيرتي.. كنتُ أريد التأكد من سلامتها وراحتها.. ولهذا السبب قررت مغادرة الجزيرة قبل شروق الشمس..

 

انحنيت ببطء ووضعت سولينا برفق على سريرها.. رفعت قدمها المُصابة بحذر ووضعت وسادة صغيرة أسفلها.. ثم رفعت البطانية على جسدها.. وأعدت شعرها إلى الوراء عن وجهها البريء..

 

احترت.. وشعرت بالتشوش بينما كنتُ أتأملها وهي نائمة.. تبدو بريئة جداً وهي نائمة.. تشبه الملاك..

 

هززت رأسي بأسف وهمست بحزن

 

" أحيانا كثيرة تكون المظاهر مُخادعة "

 

استدرت وخرجت من غرفتها بهدوء وتوجهت إلى الصالون..

 

وقفت على شرفة القصر ونظرت إلى البحر اللامتناهي الذي امتد أمامي.. كانت هبات الرياح تلامس وجهي بلطف.. وعيوني تلألأت كالنجوم في الليل الصافي.. وفكرت بـ سولينا بكل لحظة مضت ومرت من ليلة الأمس لغاية هذه اللحظة..

 

كان هناك قوة سحرية في حضورها.. في كل تلك اللحظات التي قضيتُها بجانبها.. كنتُ أراقبها طيلة الوقت وهي تجلس بهدوء وبصمت بجانبي على الأريكة بينما كنتُ أعمل على حاسوبي النقال.. وجدت في نظراتها البريئة والخائفة شيئًا مميزًا يعكس تلك الروح النقية التي تسكنها..

 

هل هي فعلا نقية؟.. طبعاً لا.. للأسف هي ليست كذلك.. هي مروجة للمخدرات وقاتلة وعاهرة.. كنتُ أعرف بأنها ليست مجرد امرأة عادية.. بل كانت روحًا تحمل في داخلها أمورًا عميقة ومعقدة.. هي إنسانة سيئة ومؤذية جداً..

 

تنهدت بقوة وتذكرت بأسى كيف كنتُ على وشك النيل منها لأكثر من مرة.. لكن ببساطة نظراتها اللعينة تلك منعتني عن فعل ذلك.. كان هناك  شيئًا واحدًا يثير ترددي ومنعني عن امتلاكها.. وهي نظرات سولينا البريئة والخائفة.. كانت تلك النظرات توقفني عن الاندفاع بسرعة نحو ما أشعرُ به من رغبة وتمُلك..

 

تنهدت بقوة ونظرت أمامي بشرود مُفكراً.. كانت الشرفة مكانًا هادئًا وجميلًا.. حيث يمكن للأمواج اللطيفة للبحر أن تهمس لي أسرارها وتأخذني في رحلة عميقة للتأمل.. كان يمكنني رؤية البحر يتلألأ تحت ضوء القمر.. وكأنه قطعة من قماش مطويّة برفق..

 

نظرت إلى هذا المنظر الساحر.. لكن عقلي كان يغوص في آفاق أعمق..


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 21 - الرغبة

 

كنتُ أفكر في سولينا.. وكيف دخلت حياتي مثل الرياح والأمواج الهائجة..

 

سولينا كانت لغزًا جميلًا.. كانت نظراتها البريئة والخائفة تجذبني دائمًا إليها.. هذه النظرات كانت تشوش تفكيري وتجعلني أقع في حيرة عميقة.. كيف يمكن لعاهرة أن تمتلك تلك النظرات البريئة؟.. بخبرتي كرجل مع النساء لم أرى في حياتي كلها امرأة مثل سولينا غران..

 

ربما تتصنع البراءة أمامي من أجل مصلحتها..

 

بعد وقتٍ طويل أمسكت هاتفي الخلوي واتصلت بالقبطان تيو وطلبت منه التجهز للإبحار قبل شروق الشمس..

 

مشيت في الممر بخطوات هادئة ومتوترة.. والملامح العميقة لليل الهادئ انعكست على وجهي.. غالباً ما كنتُ أرى شروق الشمس من نافذة غرفتي هنا.. ولكن هذه المرة لم يكن لدي المزيد من الوقت.. كان يجب عليّ مغادرة الجزيرة قبل أن يصلوا الموظفون..

 

كنتُ في الحقيقة أهرب.. أهرب من جزيرتي وبالأخص من سولينا ومشاعري الغريبة نحوها..

 

جلست باسترخاء على الأريكة على سطح يختي جيانو.. كانت الساعة الثامنة والنصف صباحاً.. قررت أن أتصل بمربيتي ليلي لأتكلم معها..

 

عندما تلقت مُكالمتي سمعتُها تقول بنبرة حنونة

 

( سيدي الجميل.. كيف حالك اليوم؟ )

 

ابتسمت برقة عندما نادتني ليلي بسيدي الجميل.. لطالما منذ صغري كانت تُناديني بذلك اللقب والذي أعشقهُ منها.. تنهدت برقة وأجبتُها

 

" أنا بخير ليلي.. أين أنتِ؟ "

 

سمعتُها براحة تقول

 

( لقد وصلنا للتو إلى الجزيرة.. ياه سيدي.. نسيت أن أُخبرك بأننا ذهبنا منذ يومين إلى جزيرة تايلي في إجازتنا المعتادة.. سامحني سيدي الجميل.. نسيت إعلامك بذلك قبل ذهابنا.. ولكن تأخرنا بالعودة إذ اليخت تعطل وكان يتم تصحيح العطل به في الأمس.. لذلك وصلنا الآن إلى فينوس )

 

تصنعت الغضب وسألتُها بحدة

 

" هل ذهبت برفقتكم سولينا؟ "

 

سمعت ليلي تُجيبني بنبرة متوترة

 

( لا سيد.. طبعا هي لم تذهب.. ظلت على الجزيرة بمفردها )

 

وهنا قررت اصدار أوامري الجديدة والتي اتخذتُها سابقا.. إذ قلت بجدية لمربيتي

 

" سولينا غران.. لن يتم تركها للحظة واحدة في الجزيرة.. في المرة القادمة سيبقى حارسين برفقتها وأنتِ.. إن عرفت بأنها ظلت في الجزيرة بمفردها سأطرد الجميع.. كما لا أريدُها أن تخرج من القصر بتاتاً.. ولن أسامحكِ ليلي إن سمحتِ لها بالخروج "

 

سمعت ليلي تُجيبني بتوتر

 

( بالطبع سيدي لن أفعل.. ولا تقلق سأبقى معها دائما.. لن أتركها بمفردها هنا مرة أخرى )

 

ابتسمت براحة وتابعت قائلا لها بأمر

 

" جيد.. واسمعيني جيداً ليلي.. إن عرفت بأن سولينا قد تكلمت مع أي خادم أو حارس أو مع الشيف ديفيد.. سيكون حسابي كبيراً معكِ أولا.. هل كلامي واضح؟ "

 

( واضح سيدي )

 

أجابتني ليلي بصوتٍ مُرتعش بتلك الكلمتين.. ابتسمت برضا تام وقلتُ لها بأمر

 

" سلمي الهاتف لـ سولينا.. أريد التكلم معها "

 

أجابتني موافقة وسمعت عبر الهاتف وقع خطواتها على الأرض.. ثم سمعتُها تهمس بصوتٍ مُنخفض لشخص.. وبعدها سمعت نبرة صوت ناعمة ورقيقة وحنونة وخجولة

 

( نعم سيدي )

 

ابتسمت بوسع ثم حمحمت وسألتُها بنبرة جافة

 

" هل اكتشفت ليلي بأنني كنتُ على الجزيرة؟ "

 

أجابتني بصوتٍ مُنخفض

 

( لا سيدي )

 

ابتسمت بخبث وسألتُها

 

" كيف أصبحت قدمكِ؟ "

 

أجابتني سولينا بكلمة واحدة.. بخير.. فقلتُ لها بجدية

 

" أطلبي من ليلي حتى تعتني بكِ جيداً.. أقصد بقدمكِ.. وإياكِ أن تنسي ما أمرتكِ به.. مفهوم؟ "

 

سمعت صوت أنفاسها عبر هاتفي وشعرت بأنني أحترق لتنفسها.. وبعدها أجابتني سولينا بصوتٍ رقيق

 

( نعم سيدي.. لن أنسى )

 

أجبتُها بكلمة واحدة قبل أن أُنهي المكالمة

 

" جيد "

 

نظرت إلى هاتفي بشرود وقررت أن أتوقف عن التفكير بـ سولينا غران.. لكن كانت مهمة مستحيلة....

 

 

سولينا**

 

كان قد مضى خمسة عشر يوماً على رحيل السيد آرثر من الجزيرة.. خمسة عشر يوماً مضوا بسرعة دونَ أن يكتشف أحد بأن السيد آرثر كان هنا برفقتي على جزيرة فينوس.. فأنا لم أُخبر أحد بذلك.. حتى السيدة ليلي..

 

كانت قدمي قد شفيت بالكامل.. وأكملت عملي في القصر رغم اعتراض عجوزي الجميلة ليلي.. أصبحت أناديها بذلك اللقب الجميل منذ فترة..

 

ولكن الغريب.. بعد عودة الجميع من إجازتهم إلى جزيرة فينوس أصبحت إيفلين تتقرب مني بشكل واضح بعد أن اعتذرت مني لأنها اتصلت بالسيد آرثر عندما توعكت السيدة ليلي..

 

ولطيبة قلبي سامحتها واعتبرتها صديقة.. فهي بدت نادمة..

 

ولكن لا أدري لماذا نبهتني منها عجوزي الجميلة ليلي.. وكانت رافضة كليا أن أتقرب من إيفلين.. ونصحتني بالابتعاد عنها..  حتى الشيف ديفيد قال لي أنه لا يرتاح لها ويُفضل أن أبقى بعيدة عنها.. وكذلك هيندا.. مسكينة إيفلين إنهم يظلمونها كثيراً.. جميعنا نُخطئ ولكن المهم أن نعترف بالخطأ الذي نرتكبه ولا نُكرره مرة أخرى..

 

كنت أفكر بذلك وأنا أنظف الطابق الثالث عندما دخلت هيندا وهي تصرخ بسعادة

 

" سولينا.. احذري؟.. هيا احذري.. احذري.. احذري صديقتي "

 

قهقهت بمرح وقلتُ لها وأنا أبتسم بسعادة

 

" هيندا.. اهدئي.. ماذا هناك؟.. وما الذي يجب أن أحذره؟ "

 

أمسكت هيندا بكلتا يداي وهي تقفز بسعادة جعلتني أضحك أكثر معها.. ثم هتفت بلهفة وبسعادة

 

" اليوم عيد ميلاد ديفيد.. أخبرني والدي بذلك.. فهو عرف من أوراقه الثبوتية عندما كان يُخلص له إجراءات مجيئه إلى هنا.. فاقترحت على السيدة ليلي منذ قليل أن نذهب إلى الجزيرة القريبة ونحتفل في أحد الملاهي الليلية بعيد ميلاده.. ستكون مفاجئة سعيدة له.. والسيدة ليلي وافقت.. سوف تسمح لنا بالذهاب والعودة دون عِلم السيد.. يجب أن نتجهز في الساعة السابعة مساءً.. الجميع وافقوا على الذهاب "

 

تجمدت هيندا عندما اختفت ابتسامتي ورأت الحزن على ملامح وجهي.. عقدت هيندا حاجبيها وسألتني بقلق

 

" سولينا.. لماذا أنتِ حزينة؟.. إنه عيد ميلاد ديفيد.. وسنخرج من الجزيرة لنحتفل به.. عليكِ أن تكوني سعيدة.. ما الذي أحزنكِ؟ "

 

تنهدت بقوة وأجبتُها بحزن

 

"هيندا.. أنتِ تعلمين السبب جيداً.. لن أستطيع الذهاب برفقتكم.. إن عرف السيد آرثر بأنني خرجت من الجزيرة سيقتلني.. ولا أريد توريطكم.. لا أريدكم أن تقعوا بسببي في مُشكلة أنتم في غنى عنها.. احتفلوا من دوني.. هذا أفضل "

 

تأملتني هيندا بدهشة كبيرة ثم هتفت بثقة

 

" لن يعرف السيد آرثر بخروجكِ من الجزيرة.. بل لن يكتشف خروج أي أحد منا.. لا أحد سيُخبره.. لقد اتفقنا على ذلك.. لا تخافي سولينا.. تأكدي بأن السيد آرثر لن يكتشف ما سنفعلهُ الليلة.. أرجوكِ وافقي "

 

هززت رأسي بالرفض وأجبتُها بحزن

 

" آسفة هيندا.. لن أذهب برفقتكم.. لا تحزني.. سأقوم بتهنئة ديفيد بعد عودتكم.. كي لا أُفسد المفاجأة "

 

قالت هيندا بإصرار

 

" لا مستحيل.. لن يعرف السيد.. حتى إيفلين ذاهبة برفقتنا.. ولن تفتح فمها بكلمة.. وهي لن تجرؤ وتتورط وتُخبر السيد بما سنفعله.. حينها سوف تقتلها ليلي.. ستذهبين وهذا آمر "

 

وخرجت هيندا راكضة من الغرفة دونَ أن تسمع جوابي.. تنهدت بقوة وتابعت عملي بهدوء.. للأسف لن أذهب.. لا أريد المزيد من المشاكل مع الرجل والذي اقتحم حياتي وأحلامي دونَ سابق إنذار..

 

طيلة هذا الأسبوع لم أتوقف عن الحُلم به.. أحلامي كانت مُخجلة.. كنتُ أحلمُ به وهو يقبلني ويلمسني و.. إلهي.. يا ليتَ هذه الأحلام تنتهي.. أصبحت أخاف منها بسبب المشاعر التي أغرق بها عندما أستيقظ..

 

يجب أن أتوقف عن التفكير به.. والأهم يجب أن أتوقف عن الحُلم به.. لكن بداخلي كنتُ أعلم بأن ذلك مستحيل...

 

 

إيفلين**

 

 

وقفت أمام المسبح الداخلي ثم أخرجت هاتفي من زي عملي ونظرت بحذر حولي.. يجب أن تنجح خطتي اليوم كي أتخلص من تلك الغبية سولينا..

 

لقد حالفني الحظ.. اليوم عيد ميلاد ذلك الغبي الشيف ديفيد.. فهو جعل نفسه ملاكا حارسا لتك الغبية.. وكان يُصعب عليّ مهمتي للنيل منها.. ولكنني جعلت تلك الغبية تظن بأنني نادمة وأريد صداقتها..

 

وتلك الحمقاء هيندا أعطتني فكرة رهيبة لأضع خطة مُحكمة لأتخلص من تلك القذرة سولينا غران..

 

كم هي غبية.. سولينا تشكل خطراً عليّ.. فلقد رأيت نظارات السيد آرثر لها عندما أتى إلى الجزيرة وضربها.. إنها تعجبه.. أنا متأكدة.. ولذلك يجب أن أتخلص منها وللأبد.. وبعدها سأضع خطة أخرى كي أعود إلى القصر في العاصمة قرب آرثر وأتخلص من خطيبته القذرة تلك..

 

ضغطت على الشاشة واتصلت بخالي الحبيب ليو.. ثواني سمعتهُ يُجيبني بنبرة حنونة

 

( إيف.. كيف حالكِ صغيرتي؟.. هل استسلمتِ أخيراً وترغبين بالعودة إلى المدينة؟.. أتمنى أن تكوني قد تخلصتِ من هوسكِ اللعين بصديقي.. عملكِ كخادمة لديه لا يُعجبني بتاتاً )

 

قلبت عيناي ثم نظرت أمامي بامتعاض وأجبته

 

" مرحبًا خالي الوسيم.. لا تقلق عليّ لو سمحت.. لقد تخلصت من هوسي نحو صديقك.. انتهى.. وطبعا لن أترك العمل هنا.. فأنا أعتبر نفسي في إجازة على هذه الجزيرة الجميلة "

 

طبعاً كذبت عليه.. فـ آرثر جيانو سيكون لي قريباً.. سمعت بقهر خالي يهتف بسعادة

 

( هذا خبر رائع صغيرتي.. أخيراً عاد عقلكِ يعمل.. عندما تشعرين بالملل على جزيرة فينوس اتصلي بي بسرعة )

 

قهقهت بخفة.. وكأنني سأفعل ذلك.. أجبتهُ بجدية قائلة

 

" سأتصل بك.. لا تقلق.. والآن أين أنتَ خالي الحبيب؟ "

 

سمعتهُ بسعاد يُخبرني بأنهُ في الشركة برفقة السيد آرثر.. ابتسمت بوسع وقلتُ له برجاء

 

" هذا جيد.. أريد منك خدمة خالي... هل يمكنك الليلة أن تعزم آرثر على الجزيرة القريبة من فينوس وبالتحديد إلى ملهى يُدعى وايت ستار.... لا خالي.. طبعاً لا أُخطط لفعل شيء.... لا أدري.... جد له عذرًا مُقنعاً.... فهو يعتبرك بمثابة شقيقه.. ثم أنتَ صديقه المقرب ولديكم عمل مشترك "

 

سمعت بقهر خالي يُجيبني بحدة

 

( لا إيفلين.. لا أعرف ما تُخططين لفعله.. لكن لن أطلب من آرثر بأن يأتي برفقتي إلى جزيرة تايلي ونذهب معا إلى ذلك الملهى )

 

نظرت بإحباطٍ شديد أمامي وقلتُ له برجاء

 

 " أرجوك.. خالي ليو.. أنا لا أخطط لفعل شيء.. صدقني.. ولا أريد ترك العمل هنا.. هذه الجزيرة كالجنة بالنسبة لي.... صدقني اقترحت عليك ذلك لأنك تتعب كثيرا في عملك ويحق لك بعض من الترفيه.... حقاً خالي!!.. ستذهب برفقته؟... هذا رائع... سوف تستمتعان كثيراً... شكرا خالي... أحبك جدا.. أنتَ الأفضل.. حسنا أعدك سأفكر بعرضك لي لأعمل في شركتك... شكرا خالي... الوداع "

 

قفزت بفرح بينما كنتُ أضم الهاتف إلى صدري.. فخالي ليو لا يرفض لي أي طلب.. وهو يعرف بمدى هوسي بصديقه.. وكان دائما يستنكر عملي لديهم كخادمة ويطلب مني أن أقبل مساعدته والعمل في شركته الخاصة.. وأن أتخلى عن حلمي بصديقهُ آرثر.. ولكنني دائما كنتُ أرفض..

 

طبعا كنتُ أرفض عرضهُ.. ليس لحبي لهذا العمل الحقير هنا.. بل لأنني أريد آرثر لي منذ اللحظة الأولى التي رأيتهُ بها.. أردتهُ لي وحدي.. وطبعا بعدها أردت نفوذه وماله ..

 

منذ أن فتحت عيوني على هذه الحياة البائسة كنا فقراء جدا ولا نمتلك شيء.. وخالي ليو كدح وتعب جدا وسهر الليالي حتى أصبح لديه بعض من المال.. كان يُكمل دراستهُ الجامعية ويعمل في ثلاث وظائف في الوقت نفسه.. وكان يساعد الجميع.. وجعلني أُكمل تعليمي.. وفي أخر سنة لي في الجامعة أخذني برفقته إلى حفلة صديقه المقرب من أيام الجامعة.. الإمبراطور آرثر جيانو..

 

وعندما رأيته كدتُ أن أموت من خفقان قلبي.. فقد أُغرمت به من النظرة الأولى.. ولكنهُ لم يعرني أي اهتمام.. وشعرت بالصدمة عندما عرفت أن لديه خطيبة..

 

وحاولت في شتى الطُرق جذب انتباهه.. ولكن لم ينفع شيء.. وبعدها فعلت المستحيل لأعمل في قصره في العاصمة لأظل قريبة منه وأوقعه بحبي.. ولكنهُ كان يعاملني باحترام ولا يهتم لحركاتي المثيرة.. وأصبح يتجنب رؤيتي.. ثم أرسلني إلى قصر والدتهِ حتى يتخلص مني.. لكن لم أستسلم..

 

في يوم أتى لزيارة والدتهُ الحمقاء ووافق أن ينام في غرفتهِ القديمة.. لكنه غضب وجُن جنونه عندما رآني برداء النوم الفاضح في غرفته بانتظاره على سريره..  أمسكني من ذراعي ورماني خارج الغرفة..

 

وفي الصباح طلب رؤيتي وطردني.. ولكن أمه الغبية دافعت عني.. فأنا كنتُ أتقرب منها وأُجاملها في حال احتجت لها كما حصل في ذلك اليوم..

 

فمن أجل والدته آرثر تخلى عن فكرة طردهُ لي.. ولكنه أرسلني إلى جزيرتهِ فينوس.. وقال لي بكبرياء وبحدة إذا رفضت الذهاب يمكنني تقديم استقالتي.. في أحلامه لن يبعدني عنه مهما فعل..

 

ولكن لحظي السعيد هو لم يُخبر خالي ليو بما فعلتهُ في تلك الليلة.. بل أخبرهُ بأنني من طلبت منهُ إرسالي لأعمل في الجزيرة..

 

لو حبيبي آرثر أخبر خالي ليو بما فعلته.. كان قتلني.. أو كان أجبرني بالقوة على ترك العمل لدى آرثر..

 

والآن أنا هنا منذ ما يقارب الأربعة أشهر في هذا المنفى الحقير.. فأنا أكره هذه الجزيرة.. وأكره الجميع هنا.. يجب أن أعود إلى القصر مهما كلفني ذلك...

 

وتلك اللعينة سولينا غران.. هي ابنة السيناتور الراحل سيزار غران والذي توفي بعد فضيحتها الشنعاء.. تلك الحقيرة المروجة هي السبب بمقتل شقيقة حبيبي آرثر..

 

آرثر جلبها إلى هنا حتى ينتقم منها.. هذا رائع.. ولكنني أشعر بأنها بدأت تُعجبه.. لذلك سأتخلص منها الليلة..

 

خبأت هاتفي وهمست بسعادة

 

" ستكون هذه الليلة جحيما لكِ سولينا غران.. تحضري لها جيداً "

 

ذهبت إلى غرفتي الحقيرة وأمسكت بحبتين من ذلك الدواء وابتلعتها.. سوف تساعدني هذه الحبوب على إكمال ما خططت لفعله..

 

 

سولينا**

 

كانت الساعة الرابعة بعد الظهر عندما دخلت إيفلين إلى غرفتي وهي تبتسم بسعادة.. اقتربت ووقفت أمامي وقالت بنبرة حنونة

 

" ماذا سترتدين سولينا من أجل الحفلة الليلة؟ "

 

ابتسمت بحزن وأجبتُها

 

" لا أمتلك شيء لأرتديه.. فعجوزي ليلي و هيندا لم ينتبهوا لذلك.. لذلك لن أذهب "

 

تأملتني إيفلين بذهول ثم هتفت بثقة وبتصميم

 

" مستحيل.. سوف تذهبين برفقتنا.. سوف أُعيركِ من ملابسي.. هيا تعالي "

 

نظرت إلى إيفلين بذهول بينما كانت تمسك يدي وجعلتني أقف.. ثم جذبتني خلفها وجعلتني أدخل إلى غرفتها.. ثم جعلتني أجلس على طرف سريرها.. ثم ركضت إلى خزانتها وفتحتها...

 

كنتُ أضحك بسعادة على حماسها وهي تُخرج الكثير من الفساتين الجميلة من الخزانة وتتأملها قطعة قطعة.. استغربت لذلك.. فهي تمتلك مجموعة كبيرة من فساتين السهرة والغالية الثمن.. من أين لها تلك الملابس الثمينة؟..

 

والعجيب لماذا تريدهم على جزيرة نائية كهذه؟.. قاطعت تفكيري إيفلين عندما هتفت بسعادة وسلمتني فستان طويل رائع أسود اللون ولكنه مكشوف جدا على الظهر والصدر

 

" هذا الفستان سيبدو رائعاً عليكِ.. جربيه بسرعة "

 

 نظرت إلى الفستان وعرفت بخبرتي القديمة بأنهُ جديد ولم ترتديهُ إيفلين سابقاً.. نظرت إليها بحنان قائلة

 

" آسفة إيفلين.. لا أستطيع استعارة هذا الفستان الرائع والجديد.. ثم هو مكشوف جداً على الظهر و الصدر والخصر "

 

عندما اعترضت عليه رفضت إيفلين وقالت أنني سأبدو خلابة به.. وأدخلتني إلى الحمام التابع لغرفتها وطلبت مني أن أرتديه بسرعة كي تُصفف شعري وتضع لي مساحيق التجميل.. وبعدها سوف تُجهز نفسها.. ثم أعطتني سروال داخلي أسود من الدانتيل الرقيق وكان جديد.. وقالت أن الفستان يجب أن أرتديه من دون حمالة صدر..

 

تنهدت باستسلام.. وهنا وفي هذه اللحظة قررت أن أذهب معهم كي لا أجعلهم يحزنون.. وبدأت بارتداء الفستان..

 

خرجت من الحمام وأنا أشعر بالغرابة.. لقد مضى زمن طويل منذ أن ارتديت به فستان سهرة جميل وفاخر كهذا.. وخاصة هو ضيق ويفصل جسدي بالكامل.. نظرت إلى المرآة أمامي وقلت بتردد

 

" إيفلين.. أنا أشعر بالغرابة في هذا الفستان.. لا تسيئي الفهم.. فهو رائع.. ولكن إذا كان لديكِ فستان بسيط سأكتفي به "

 

اقتربت إيفلين ووقفت أمامي وقالت بسعادة وبتصميم

 

" لا.. لن ترتدي سوى هذا الفستان.. فأنتِ صديقتي تبدين مذهلة به ولن ترتدي غيره.. مفهوم؟.. هيا اجلسي على الكرسي حتى أصفف شعركِ وأضع لكِ بعض من مساحيق التجميل وأحمر الشفاه "

 

تنهدت باستسلام وامتثلت لأوامرها.. وبعد مرو ساعة هتفت إيفاين بحماس

 

" لقد انتهيت.. ياه.. تبدين جميلة جداً صديقتي "

 

صرخت بفرح في النهاية وهي تدير الكرسي لأرى نفسي في المرأة... ابتسمت بسعادة بينما كنتُ أنظر إليها من خلال المرآة..

 

ثم تأملت وجهي.. لقد نسيت كليا كيف يبدو شكلي مع مساحيق التجميل وأحمر الشفاه.. وشعري كان رائع.. جعلته مسترسل على ظهري مع بعض التجعيدات به.. وهذا جيد فهو يخفي ظهري العاري..

 

انتشلتني إيفلين من شرودي وأفكاري عندما هتفت بحماس

 

" أوه.. كيف نسيت؟.. تبقى الحذاء "

 

ركضت باتجاه الخزانة وأخرجت جوز حذاء أسود ذو كعب رفيع وعليه بعض حبوب الكريستال وهو رائع وفاخر ويناسب جدا الفستان الذي أعارتني إياه..

 

سلمتني الحذاء وهي تقول بمرح

 

" أظن أنه سيناسب مقاس قدمكِ.. فأنا لاحظت ذلك.. جربيه "

 

كان معها حق فهو كان مناسب جدا.. وقفت وهممت لأقبلها وأشكرها.. ولكن فجأة شحب وجهها بشدة وصرخت إيفلين بألمٍ رهيب وهي تمسك بطنها بكلتا يديها وتركض إلى الحمام..

 

تبعتُها ووقفت خلف الباب وهتفت بقلق

 

" إيفلين.. ما الذي يحدث معكِ؟.. هل أنتِ بخير؟.. أخبريني أين تتألمين؟.. قد أستطيع مساعدتكِ "

 

سمعتُها بحزن تهتف بألم

 

" سولينا.. ااااااااهههه.. أنا أتألم كثيراً من بطني.. اندهي للسيدة ليلي.. اههه.. أرجوكِ "

 

نظرت بقلق إلى الباب وهتفت بحزن

 

" لا تخافي.. تحملي صديقتي.. انا كنتُ أدرس الطب.. أستطيع مساعدتكِ.. ما الذي يؤلمكِ بالتحديد؟ "

 

سمعتُها تهتف بألم من داخل الحمام

 

" أنا أعاني من إسهال حاد "

 

نظرت بدهشة إلى الباب ثم بحزنٍ شديد.. تنهدت برقة وقلتُ لها بنبرة حنونة

 

" لا تقلقي.. سوف أساعدكِ.. سأجلب لكِ دواء.. انتظريني.. لا تخافي حبيبتي.. سوف تتحسنين "

 

ولكن بعد خروج سولينا من الغرفة لم تسمع إيفلين تهمس بحقد رغم ألمها

 

" سوف أتحسن عندما أتخلص منكِ نهائياً أيتُها الحمقاء والعاهرة.. نهايتُكِ اقتربت "

 

انتهى الفصل














فصول ذات الصلة
رواية حياتي سجن وعذاب

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©