رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 32
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. أرثر يغير بشده علي سولينا و يخشي إن تحب طوني.. ضحكت كثيرا عندما حاول إن يقلد طوني و يسبح معها اعتقد إن ذلك التنافس بينهم سيخلق مواقف كوميديه.. اعتقد إن الطريق طويل وصعب حتي تسامحه سولينا.. اتمني إن يبذل الكثير و الكثير لينول مسامحتها فقد ظلمها كثيرا.. سلمت يداكي هافن علي البارت الرائع💗

    ردحذف
    الردود
    1. تسلمي يا قلبي
      أنا سعيدة جداً لأنكِ أحببتِ الأحداث
      آرثر غيرته جميلة جدا
      وسيبدأ التشويق من البارت القادم في الرواية

      حذف
  2. جميل جدا البارت هافن ارثر أظهر حبا كبيرا لها وتمسك وغيرة غير عادية ستجلب المشاكل لكل من يقترب منها وخاصة فيكتور أرى أنه دخل عرين الاسد برجليه وسيدفع ثمن مافعله بها على يد ارثر وارى انا سولينا شتسفى على يد ارثر وليس طوني فحبيبها هو الطبيب المعالج أره استطاع استرجاع ثقتها وحبها له وستشفى قريبا لكن اعدائهم سيكثرون وسيدفعون الثمن غاليا على يد ارثر المحب المجنون .

    ردحذف
    الردود
    1. تسلمي يا قلبي
      نعم آرثر استسلم أخيرا لمشاعره
      سنرى آرثر جديد الآن
      أما فيكتور, للأسف سيفعل الكثير
      أتمنى أن تنال الأحداث القادمة اعجابكِ يا قلبي

      حذف
  3. طوني سولي امانه لديك ساعدها لتشفى....ولكن اعذرنا قلبها لن يكون لك ولن تكون لك.
    مايكل هههههههههههه صديقك مجنون وسوف ينفجر من الغيره على ملاكه نبه طوني يلتزم بالشروط لا نريده أن يموت.
    فتحت عينك وقلبك اخيرا ارثر وعرفت انها ملاك فعلا...اعرف الان انك سوف تحميها من الجميع وخاصة منك ولكن لن اسامحك حتى تسامحك سولي.
    سولي 😭😭😭😭😭😭😭.....لو نركز ونرى سوف نعرف أنه ارثر هو الوحيد الذي سوف يساعد سولي على الشفاء.
    فيكتور سوف اخيب لك املك سولي لن تكون لك حتى في الاحلام لن ارثر لن يسمح لك حتى أن تحلم بها حقير.
    تسلم ايدك ❤️❤️.

    ردحذف
    الردود
    1. ياه يا قلبي
      أحببت رسالتكِ جداً
      جميل جدا ما كتبته عن الابطال
      أتمنى أن تنال الأحداث القادمة اعجابكِ الكامل.

      حذف
  4. أخيييييرًا رجعت، اشتقت لك هافنننن، كيفك؟ بتمنى تكوني بخير وعيلتك،، اعتذر ع القطعة بس انضغطت حيل بالجامعة وقربوا اختبارات المنتصف بس ان شاء الله بحاول اقرأ باقي البارتات عشان اكون معكم ع الخط... البارت يجنن حيل،آرثر كيوت وضحكني،طوني مدري احس كرهته لأن ما التزم بالشروط واحس انه بيرتكب غلط لاحقًا... روعة كالعادة❤️❤️❤️

    ردحذف
    الردود
    1. نورتي يا قلبي المدونة بوجودكِ
      اشتقت اليكِ كثيرا

      حذف
    2. هافونتييييييي، ااااااااااء سأبكي لقد اشتقت لكِ جدًا جدًا جدًا فوق قدرتي على الوصف، اسفة حبيبتي والله اعتذر بشدة، امر بأيام جد صعبة، نفسيتي ليست جيدة أبدًا والدراسة والضغط والمهام والكثير من الأشياء لكن لم تغادري تفكيري أبدًا، قبل أن انام اقول لنفسي من سأعود لعالم هافن، دون اي مبالغة، رسالتكِ الصغيرة هذه فجرت قدرتي على التحمل هافن جميلتي ارجوكِ كوني بخير، اخاف ان يكون قد اصابكِ شيء في ظل هذه الظروف الصعبة جدًا وأعدكِ سأعود قريبًا وسأكمل باقي الرواية،انتي الحياة بالنسبة لي يا هافن، احبكِ جدًا وكوني بخير، حقًا سأبكي😭💔

      حذف
    3. يا قلبي اشتقت لكِ أكثر, والله هو الحامي,
      خذي راحتكِ حياتي
      أحبكِ جدا.

      حذف

رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 32

 

رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 32 - دموع المطر



دموع المطر











 

مايكل**

 

خرج مايكل من قصر آرثر في الجزيرة في تلك اللحظة الساحرة من الصباح.. حيث تلألأت أشعة الشمس بأنوارها  على الجزيرة وواجهة القصر الرائع.. كانت الجزيرة مكانًا خلابًا بمناظرها الطبيعية الساحرة والمحيط الهادئ الذي يتلألأ تحت أشعة الشمس المنخفضة..

 

بينما كان مايكل يتجه نحو منزل نوح.. لاحظ حُراسًا يقفون أمام بوابته بعناية مشددة.. وكان قد تعرف على أحدهم جيدًا.. الحارس طوني.. صديق مايكل منذ الطفولة.. كان يقف هناك وملامح جادة على وجهه.. وكان متأهبًا لأي زائر غير مرغوب فيه..

 

اقتربت ببطء من طوني.. وعندما وصلت إلى مسافة قريبة.. سألتهُ بلطف

 

" طوني.. هل يمكننا التحدث على انفراد لحظة؟ "

 

وهنا رأيت طوني يتأملني بنظرات مُتعجبة وغريبة

 

رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 32 - دموع المطر


 

ثم ابتسم طوني بلطف وأومأ برأسه موافقاً.. بدأنا نسير معًا بصمت نحو شاطئ البحر الهادئ.. المحيط كان يرسم خطوطًا لامعة على ساحل الجزيرة.. والأمواج تتلوى بلطف على الرمال..

 

وقفت بجانب طوني على شاطئ البحر في جزيرة فينوس.. حيث كانت الأمواج تلامس بلطف سواحل الجزيرة وترسم لوحة هادئة من الجمال البحري.. مما أضاف للمكان سحرًا خاصًا..

 

بدأت أتحدث بحذر بينما كنتُ أنظر إلى المحيط

 

" طوني.. أعلم أنك تثق بي وأنني أثق بك.. فأنتَ صديقي منذ الطفولة.. أحتاج لمساعدتك.. وأتمنى أن لا ترفض طلبي ومساعدتي.. لدي طلب كبير جدًا منك.. وأنا أتمنى أن تستمع إليه حتى النهاية "

 

تأملني طوني بنظرات قلقة قائلا

 

" جعلتني أقلق مايكل.. هل وقعتَ في مشكلة؟.. بالطبع سوف أساعدك.. أخبرني فقط كيف يمكنني فعل ذلك من أجلك "

 

تأملتهُ بنظرات متوترة.. ثم أجبته بنبرة هادئة

 

" أنا بحاجة إلى مساعدتك كطبيب نفسي.. وأنتَ الوحيد القادر علـــ... "

 

تأملني طوني بنظرات متفاجئة.. ثم قاطعني قائلا بقلق وبحزن

 

" تحتاج لطبيب نفسي؟.. تباً مايكل.. ما الذي تشكو منه؟.. ثم صديقي أنتَ تعرف جيداً بأنني توقفت عن مزاولة مهنة الطب.. أستطيع اعطائك رقم طبيب نفسي أعرفه.. سوف يساعدُك "

 

تنهدت بعمق وأجبتهُ بجدية

 

" طوني.. اسمعني أولا لو سمحت.. الطبيب ليس من أجلي.. أنتَ تعرف سولينا غران.. ولماذا جلبها آرثر إلى جزيرته.. ولكنك لا تعرف السبب الحقيقي وراء فعلته..... "

 

بدأت أُخبرهُ منذ البداية عن قصة غريس وما حدث معها ومع سولينا.. جلسنا على الرمال وتابعت سرد كل شيء لصديقي.. كان طوني يستمع إلى حديثي بتركيز تام..

 

وعندما انتهيت من سرد ما حدث مع سولينا رأيتهُ يتأملني بتلك النظرات الغريبة..


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 32 - دموع المطر

 

نظراتهِ أقلقتني.. شعرت بالتوتر بأن يرفض مساعدة سولينا.. فقررت أن أُتابع قائلا له

 

" آرثر أعماه الانتقام.. وجلبها إلى هنا ليجعلها سجينته وخادمة عنده لمدى العمر.. ولكنهُ أذاها.. لقد.. لقد.. "

 

لم أستطع إخباره الحقيقة بأن صديقي آرثر اغتصب سولينا بوحشية.. كنتُ أعلم إن أخبرت طوني بذلك سيرفض مساعدتها وسيرفض حتى أن يبقى في العمل لدى آرثر.. لذلك قررت أن أكذب عليه.. لا لن أكذب بل أُخفي عنه جزء مما حصل مع سولينا..

 

نظرت إلى البحر وتابعت قائلا له بحزن

 

" لقد ضربها لأنها خالفت أوامره بعدم الخروج من القصر والجزيرة.. وأنتَ تعرف الباقي وما فعلهُ آرثر بالجميع.. وسولينا لم تتحمل ما حدث معها.. حالتها النفسية تضاعفت.. وهي الآن فقدت الشعور بساقيها.. بخبرتي كطبيب عرفت بسرعة ما حدث لها.. لقد أُصيبت بالشلل النفسي.. وهي الآن في حاجة ماسة إلى مساعدة محترفة.. وأنتَ الوحيد والشخص المناسب الذي يستطيع مساعدتها الآن "

 

ساد الصمت للحظات طويلة بيننا.. نظرت إلى طوني بتوتر وشعرت بأنهُ لن يوافق على مساعدة سولينا.. تأملتهُ برجاء قائلا

 

" لو سمحتَ طوني.. لا ترفض مساعدة تلك المسكينة.. لقد تلقت صفعات كثيرة ومؤلمة جداً في حياتها.. وأنا متأكد من براءتها.. لا تسمح لذلك الشلل أن يُسيطر عليها.. أنتَ أملها الوحيد لتُشفى من هذا المرض.. و آرثر سيدفع لك المبلغ الذي تطلبه "

 

تأملني طوني بنظرات حادة قائلا

 

" أنا لا يهمني المال.. وأنتَ أدرى الناس بذلك مايكل "

 

أومأت لهُ موافقا وقلت بجدية تامة

 

" أعلم طوني.. أنا أعرف جيداً بأن المال ليس من اهتماماتك.. وأعرف جيداً بأنك تمتلك منهُ الكثير.. لقد ورثتَ الملايين من عائلتك.. ولكن آرثر لا يعلم بذلك.. لقد اضطررت لأخبره بأنك طبيب نفسي وبأنك صديقي.. لا تغضب مني طوني.. فعلت ذلك لمساعدة سولينا "

 

عقد طوني حاجبيه وسألني بتوتر

 

" أخبرتَ السيد آرثر بأنني طبيب نفسي؟.. هل اكتشف بأنني وريث المليونير ديمر؟ "

 

أجبته بسرعة قائلا

 

" لم أخبره.. ولا أظنهُ يعرف بأنك ابن المرحوم المليونير ديمر.. ولكنني أخبرته عن سبب عدم مزاولتك لمهنة الطب.. أتمنى أن لا تغضب مني لأنني أخبرته "

 

رأيت طوني يتأملني بنظرات حزينة.. ثم أشاح نظراتهِ وتأمل البحر بهدوء.. لزمت الصمت وانتظرت ردهُ بفارغ الصبر...

 

كنتُ متوتراً وخائف من أن يرفض مساعدة سولينا..

 

فجأة.. سمعت طوني يتنهد بقوة.. ثم قال بجدية

 

" موافق.. سوف أُعالجها "

 

ابتسمت بوسع لدى سماعي ما تفوه به.. قفزت وعانقتهُ بقوة بأخوية ثم ابتعدت عنه وقلت بسعادة

 

" شكرًا جزيلاً لك صديقي.. أنا ممتن لأنك وافقت.. سأقدر ذلك كثيرًا.. وأعتقد أن سولينا ستكون أيضًا.. أشكرك طوني "

 

تأملني طوني بنظرات غريبة وقل بهدوء تام

 

" صحيح بأنني وافقت.. ولكن لدي شروطي.. وعلى آرثر جيانو أن يوافق عليها "

 

اختفت ابتسامتي بسرعة ونظرت إليه بتوتر.. رفع طوني حاجبيه عالياً وقال بهدوء

 

" ماذا؟.. لماذا شعرتَ بالصدمة؟.. نعم لدي شروط.. وعلى السيد آرثر أن يوافق عليها كلها.. وإن رفض لن أُعالج سولينا "

 

أجبتهُ بتوتر

 

" بالطبع.. هذا من حقك.. ما هي شروطك؟ "

 

ابتسم طوني برقة وبدأ يُخبرني بهدوء عن شروطه.. توسعت عيناي بينما كنتُ أتأمل وجهه.. وهتفت بداخلي برعب.. اللعنة.. آرثر سيفقد عقلهُ تماماً عندما يسمع شروط طوني.. الحياة هنا على هذه الجزيرة لن تكون مملة أبداً بعد هذا اليوم...

 

 

آرثر جيانو**

 

 

" لديه شروط؟!!.. ما هي شروطه؟ "

 

نظر مايكل مُباشرةً في عمق عيني.. لأعقد حاجبي إذ شعرت أن ما سيقوله لي الآن لن يُعجبني بتاتاً....

 

وكما توقعت.. سمعت مايكل يُجيبني بغصة

 

" أول شرط لهُ هو.. طوني سيتوقف عن العمل لديك كحارس أمن.. حتى يبدأ بمُعالجة سولينا و... "

 

قاطعتهُ براحة قائلا

 

" كنتُ أتوقع ذلك منه.. لا بأس.. موافق.. كنتُ شخصياً سأطلب منه أن يتوقف عن العمل لدي كحارس حتى يُعالج سولينا.. وما هو شرطهُ الثاني؟ "

 

عندما تأملني مايكل بتلك النظرات التي يتأملني بها الآن عرفت بسرعة بأن شرط طوني الثاني لن يُعجبني بتاتاً.. وبذهولٍ كبير وبغضب أعمى سمعت مايكل يقول بغصة

 

" شرطهُ الثاني.. أن تدعهُ يُكلمها ويكون معها بمفرده.. دون تدخل من أي أحد.. و.. وخاصةً منك.. لا يريدُك أن تتدخل.. ولن يسمح لك بالتواجد أثناء علاجهِ لها "

 

جحظت عيناي واحمر وجهي بعنف من جراء الغضب.. ونار مُشتعلة اندلعت في عروق جسدي بكامله.. كورت قبضتاي بجانبي بعنف وهتفت بغضب أعمى

 

" ما اللعنة!!!.. لماذا يريد ذلك؟!.. مستحيل.. لا.. لا لن أوافق.. أريد أن أكون متواجدا في جلساتهِ معها.. لن أسمح له بأن يكون مع سولينا بمفرده أبدا.. هذا ما كان ينقص.. لن أوافق على هذا الشرط اللعين أبداً.. ليذهب إلى الجحيم.. لن أدعهُ يبقى مع سولينا بمفرده "

 

هتفت بغيظ وبغيرة عمياء في النهاية.. لم تُعجبني أبدا فكرة أن يكون معها في الغرفة وبمفردهما.. تبا لماذا أشعر هكذا؟!!.. أفاقني من شرودي مايكل عندما هتف بوجهي بغضب

 

" آرثر.. تمالك نفسك.. لماذا كل هذا الرفض؟!.. هممم.. أجبني؟.. اللعنة.. ثم أنا لم أبقى لأكثر من أربعين دقيقة أقنعهُ حتى يوافق على مساعدتها.. كي تقول لي الآن بأنك لستَ موافق.. سوف تدعه يراها وتقبل بشروطه حتى تتحسن سولينا.. هو شخص يمكنك أن تثق به.. "

 

نظرت إلى مايكل بدهشة كبيرة.. لأول مرة يُكلمني بتلك الطريقة وبغضب.. تنهد مايكل بقوة وتابع قائلا

 

" آرثر.. عليك أن تعلم بأن طوني هو الوحيد من تستطيع أن تثق به لمُعالجة سولينا.. ثم هو لن يشتكِ عليك أبدا أو يتفوه بحرف أمام أحد.. وحتى يوافق اضطررت لإخباره كامل الحقيقة وما حصل معها باختصار.. ولكن لم أستطع إخباره بما فعلتهُ بتلك المسكينة.. ربما يكتشف ذلك أثناء معالجتهِ لها.. حينها أتمنى أن لا يوقف علاجهُ لها.. "

 

توقف مايكل عن التكلم.. ولكن عندما رأى نظراتي الرافضة والغاضبة.. تابع قائلا بحدة

 

" توقف عن النظر إليّ وكأنني قتلت والدتك.. ما المانع إن كان سيبقى طوني مع سولينا  بمفردهما؟!.. فهو لن يأكلها.. وأيضا هل رأيت في حياتك أحدا يذهب إلى طبيب نفسي ويأخذ معه رفقة؟.. هذا لا يحدث.. كما عليه أن يكون معها وبمفرده ويكلمها حتى تثق به وترتاح له ويعالجها حتى تشفى وفي أسرع وقت.. أيها العنيد والغيور.. عليك أن تُخفف قليلا من غيرتك القاتلة عليها "

 

ضغطت على أسناني بعنف وهتفت بإنكار تام

 

" أنا لا أشعر بالغيرة عليها.. تباً لك مايكل.. "

 

رأيتهُ يتأملني بنظرات عدم التصديق.. تفاقم غضبي أضعافاً وهتفت بملء صوتي

 

" اللعنة.. أنا لا أشعر بالغيرة عليها.. أنا فقط قلق من أنها قد تخاف إن تركتُها برفقة رجل لا تعرفه.. تفهم ما أقصده؟.. هل فهمت؟ "

 

تأملني مايكل بنظرات ساخرة قائلا

 

" لم أفهم.. اشرح لي أكثر آرثر "

 

شتمت بداخلي بقهر.. ورغماً عني أجبته

 

" حسناً.. سأقبل.. ولكن لدي شرطين له.. أخبره بهما لذلك الطبيب اللعين "

 

ضحك مايكل بخفة ونظر في عمق عيني باستهزاء وسألني

 

" اها.. أخبرني آرثر جيانو.. ما هي شروطك له؟ "

 

زفرت بغضب وقلت بجدية وقررت أن أذهب قبل أن أفقد أعصابي نهائياً

 

" الشرط الأول.. أن لا يلمسها بأي طريقة.. إن لمسها سأقتله.. وشرطي الثاني.. سأقتلهُ إن أغرم بها "

 

تأملني مايكل بنظرات مصدومة.. وسقط فكهُ إلى الأسفل.. نظرت إليه بتحدي.. وهتفت بتصميم

 

" هذه هي شروطي له.. إن لم يوافق عليها.. أو خالفها.. سأقتلهُ بنفسي "

 

استدرت ومشيت بخطوات غاضبة وسريعة.. سمعت مايكل يهتف

 

" آرثر.. أيها الوغد.. هذه ليست شروط.. بل تهديد واضح "

 

توقفت عن السير وأدرت رأسي إلى الخلف.. وهتفت بغضب قبل أن أدخل غرفة التدريب الخاصة بي

 

" فليكن.. إنه تهديد.. وتهديد مُباشر لهُ بالقتل.. إن لمس ملاكي أو أحبها سأقتله "

 

وقبل أن أغلق الباب سمعت ضحكة مايكل المرحة تصدح عاليا.. تبا له.. هل يظنني أمزح؟.. إن أُغرم بها طوني سوف أقتله..

 

أغلقت الباب ونظرت أمامي بعجز.. تملكت جسدي نوبة غضب شديدة.. غضبت بسبب شروطه اللعينة.. غضبت بسبب شعوري بالعجز بسبب ما ألت إليه الأمور.. وفقدت أعصابي بينما كنتُ أتخيل طوني برفقة ملاكي بمفردهما.. ماذا يجب أن أفعله لكي أخرج من هذه الحالة؟!..

 

لا أستطيع رفض مساعدة طوني لـ سولينا.. هي عليها أن تُشفى من هذا الشلل وبسرعة.. تأنيب ضميري جعلني أشعر بالضعف.. وتلك المشاعر الغريبة بداخلي تحرقني.. لا أستطيع تقبل وجود أي رجل مع ملاكي.. أشعر بمشاعر التمُلك نحوها.. والغيرة القاتلة.. تباً.. أنا فعلا أغار عليها وبقوة..

 

تنهدت بأسى وخلعت قميصي ورميتُها على الأريكة.. تنهدت بقوة بينما كنتُ أنظر أمامي بشرود


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 32 - دموع المطر

 

لا أفهم ما الذي يحدث لي.. ولا أفهم لماذا أشعر بالتملك نحو سولينا غران.. ولا أفهم سبب غيرتي القاتلة عليها..

 

منذ لقائي الأول بها منذ سبع سنوات تقريباً.. شعرت بتلك المشاعر نحوها.. تذكرت بوضوح كيف تملكني غضب عنيف عندما رقصت مع فيكتور القذر.. وتذكرت بوضوح كم رغبت بقتل ذلك العاهر فيكتور لأنهُ لمسها ورقص معها تلك الرقصة المثيرة..

 

تنهدت بقوة وأبعدت تلك الأفكار عن رأسي.. ارتديت قفازين وظللت ألكم كيس الملاكمة بقوة حتي مرت ساعتين..

 

كان آرثر يلكم كيس الملاكمة وكأنه يلكم شخصا ما وبقوة.. كان أمرا غير محتمل.. كان يبدو الغضب جليا في عينيه…

 

كان آرثر يشعر بالغضب العميق من طوني.. وبالغيرة.. لم يحتمل فكرة أن يظل أنطونيو معها وبمفرده أيضا.. حتى لو كان طبيبا نفسيا لم يتقبل آرثر ذلك..

 

ولم يعرف ما الذي يحصل معه.. وذلك أربكهُ جداً.. فبين ليلة وضحاها تغيرت مشاعره اتجاهها.. فعندما رآها في غرفته تبكي وتصرخ كأنها تناشد أحدا كي ينقذها حطمت حصون قلبه وشعر بنفسه ضعيف ولأول مرة في حياته..

 

ولم يعرف آرثر ما يجب عليه فعله.. تملكتهُ رغبة عميقة أن يفتح الباب ويذهب لرؤية سولينا ليأخذها في حضنه وينسيها ألمها ويهدئ من وجع قلبه الذي هي السبب به..

 

لكمت كيس الملاكمة بعنف بينما قطرات العرق كانت تسيل بسرعة من جبيني وتبلل وجهي بكامله وصدري.. لم أستطع التوقف عن التفكير بها..

 

سولينا احتلت عقلي وأفكاري..

 

شتمت بغضب ولكمت بقوة كيس الملاكمة.. تذكرت بألمٍ شديد كيف رأيتُها مُحطمة منذ ساعتين.. لم أستطع رؤيتها مكسورة ومُحطمة وعاجزة عن تحريك قدميها بسببي..

 

أنا أعرف جيدا أنها هشة... وضعيفة.. ورقيقة.. وأعلم الآن أنه من المستحيل على فتاة مثلها أن تكون مروجة للمخدرات.. وأعرف أنها تشعر بالوحدة وأنها الأن بدون أهلها عاريه وبدون حماية.. ولكن أنا من سيحميها من الجميع وخاصة من نفسي..

 

 

 انتفضت بعنف وتوقفت عن اللكم عندما سمعت مايكل يهتف باستمتاع وبسخرية

 

" آرثر.. ارحم هذا الكيس المسكين.. أتمنى أنك لا تتخيله وجهي أو وجه ذلك المسكين طوني.. هههههههه "

 

نظرت إليه بغضب بينما كنتُ أتنفس بصعوبة وألهث.. لم أجاوبه وعاودت لكم الكيس..

 

تأملني مايكل بنظرات حزينة واقترب ليقف بجانبي بهدوء و هو يراني أتصبب عرقا و ما زالت ألكم وأركل كيس الملاكمة المتدلي من سقف الغرفة ..

 

تنهد مايكل بقوة وقال بنبرة صوت مُنخفضة

 

" آرثر.. توقف.. يجب أن نتكلم.. هناك ما يجب أن تعرفه "

 

لكمت الكيس بقوة أعنف هذه المرة وابتعدت بعدها وأنا ألهث.. وقفت جامداً أتأمل مايكل بنظرات باردة.. هز مايكل رأسهُ بأسف وقال

 

" لقد استيقظت سولينا منذ نصف ساعة وذهب طوني ليراها ولكنها خافت منه ولم تتفوه بحرف.. وهي رفضت كليا التحدث معه.. قال لي طوني أن ذلك بسبب صدمتها.. لذلك هو يريد أن يخبرك أنه سيبقى معها طيلة الوقت إذا أردته أن يساعدها لأنها تحتاج لتثق به وتكلمه على راحتها.. لذلك.. مممم.. لذلك قال لها أنك عينته كمرافقٍ لها.. ولم يقل لها بأنهُ طبيب نفسي.. وهو يريد قضاء المزيد من الوقت برفقتها حتى يكسب ثقتها ويستطيع علاجها "

 

تشنجت عروقي من الغضب وهتفت بعنف وبقوة وبرفضٍ قاطع

 

" واللعنة لا.. قطعاً لااااااااااا... "

 

لقد كنتُ رافض فكرة أن يقضي معها القليل من الوقت بمفرده فكيف الآن يريد قضاء الوقت كله معها... لا وآلف لا.. لن أسمح بذلك..

 

نظرت بغضب أعمى إلى مايكل لأراه يحاول كبت ضحكته.. وقال بمرح وهو يحاول جاهداً عدم الضحك

 

" اهدأ آرثر.. لماذا الدخان يتصاعد من رأسك اليابس الآن؟.. ثم طوني مُحق.. إن كنتَ تريدها أن تُشفى وبسرعة عليك بالسماح له أن يظل برفقتها.. وأيضا طلب مني أن تجلب لها كرسي متحرك وأن تجهز لها غرفة في الطابق السفلي حتى تستطيع الخروج على راحتها.. وطلب أن تجلب لها فتاة حتى تساعدها بالاستحمام وارتداء الملابس لأن ليلي العجوزة لن تستطيع مساعدتها "

 

اشتعلت النار في عروقي وفي جسدي بكامله.. شعرت بالنار تتصاعد من قلبي وتحرق شراييني.. تصلبت جسدي بعنف وهتفت بجنون مُطلق

 

" ودع أنطونيو صديقك هذا فورا لأنني سوف أقتله.. هل يظنني الأحمق أعمل لديه؟.. من يظن نفسهُ حتى يملي عليّ ما يجب أن أفعله وما يجب أن أجلبه؟.. هو ميت لا محال "

 

خلعت القفزات ورميتُها بعيداً.. ثم مشيت بسرعة باتجاه الباب ولكن قبل أن أفتحه أمسك مايكل بذراعي وقال بغضب

 

" أنتَ لستَ منطقي أبدا... هي في الأصل سوف تحتاج إلى كرسي متحرك.. وتحتاج لفتاة لتساعدها.. أم أنك تريده أن يحملها ويغير لها ملابسها ويُدخلها إلى الحمام بنفسه عند حاجتها لذلك؟ "

 

تجمدت بصدمة ما إن تخيلته يفعل ذلك لها.. ونار الجحيم أشعلت شرايين قلبي.. مستحيل أن أسمح له بذلك.. تبا ما الذي أصابني الآن؟!!.. مجرد التفكير أو التخيل بأنه يلمسها احترق قلبي.. تبا واللعنة الملعونة على ذلك..

 

هدأت قليلا ونظرت إلى الباب بشرود.. حرر مايكل ذراعي من قبضته وقال بنبرة هادئة

 

" لا يجب أن تستاء بسبب ما طلبهُ منك..  فكر بالمسكينة سولينا أولا.. إن كنتَ تريدها أن تشفى وفي أسرع وقت افعل كل ما يطلبهُ منك أنطونيو.. في النهاية أنطونيو طبيب ممتاز.. سوف يساعدها "

 

تنهدت بقوة.. وهمست رغماً عني قائلا

 

" حسناً.. فليكن.. سأذهب إلى غرفتي لكي أراها وأستحم.. وبعدها سأتصل بـ سكرتيرتي حتى تؤمن لي مستلزمات سولينا الضرورية وترسل لي ممرضة لتهتم بها.. ذلك أفضل لـ سولينا "

 

استدرت لأخرج من غرفة الرياضة ولكن مايكل هتف بقوة جعلني أقف في مكاني بجمود تام

 

" انتظر آرثر.. لا تخرج دون أن ترتدي قميص عليك.. لا نريد لـ سولينا أن تخاف وتقع في صدمة أخرى.. رؤيتها لك عاري الصدر قد تصدمها "

 

تنفست بقوة بينما كنتُ ألتقط قميصي التي رماها مايكل باتجاهي.. تأملتهُ بنظرات غاضبة بينما كنتُ أرتدي القميص.. رأيتهُ بقهر يبتسم بخبث وهو يتأملني بنظرات التسلية..

 

عندما انتهيت نظرت إليه بغضب وسألتهُ بسخرية

 

" هل استرحتَ الآن؟ "

 

كتف مايكل يديه على صدره وقال بمرح

 

" نعم.. شكراً لسؤالك.. "

 

وغرق بالضحك بعنف.. تأملتهُ بغيظ ثم هتفت بغضب

 

" إن ارتديت قميص أو حتى لو كنتُ عارياً.. ستظل خائفة مني ملاكي.. تباً "

 

قهقه مايكل بمرح وهتف بسعادة

 

" الأفضل أن لا تجعلها تراك عاريا... على الأقل حالياً.. "

 

تأملتهُ بغضب وهمست بحدة

 

" غبي "

 

خرجت وذهبت مباشرةً نحو غرفتي.. بينما صوت ضحكات مايكل ملأت أرجاء القصر...

 

 

سولينا**

 

استيقظت ونظرت حولي.. وفوراً تجمدت نظراتي بذعر أمامي.. إذ رأيت شاب ضخم البنية يقف أمام النافذة العملاقة.. من هو؟!.. لماذا كلما استيقظت اليوم أرى رجال غرباء أمامي؟!..

 

تأوهت بينما كنت أحاول جاهدة الجلوس.. ولكن تجمدت بذعر عندما سمعت ذلك الرجل يقول بنبرة قلقة

 

" هل أنتِ بخير؟ "

 

رفعت رأسي لأرى أنه استدار واقترب ليقف أمام السرير وكان ينظر بقلق إليّ..


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 32 - دموع المطر

 

لكن عندما تلاقت نظراتنا تحولت نظراتهِ القلقة إلى نظرات مُندهشة وغريبة.. كان يبدو عليه وكأنهُ رأى ساحرة أمامه.. بكل تأكيد شكلي يبدو فظيعاً..

 

تأملتهُ بنظرات باردة كالثلج.. وفكرت بسرعة.. لا يهمني كيف أبدو.. وإن لم يعجبه شكلي فهذه مشكلته..

 

اقترب ذلك الرجل خطوتين من السرير وهنا انتفضت برعب بسبب ذلك وتأملتهُ بنظرات خائفة.. رأيته يقف بجمود ثم قال برقة

 

" اسمي أنطونيو ديمر.. والجميع ينادونني باسم طوني.. يمكنك فعل ذلك أيضا.. كيف تشعرين؟.. هل تريدين أن أساعدكِ بشيء؟ "

 

أمعنت النظر إليه وفكرت بدهشة.. ماذا يفعل حارس آرثر جيانو في غرفته داخل جناحه الخاص؟!.. ظننت أنه لا يسمح لأحد بدخول جناحه..

 

لم أجب عليه.. نظرت إلى ساقاي وشعرت بالاكتئاب والحزن.. ماذا فعلت في حياتي حتى أستحق كل ما يحصل معي؟!.. لماذا أنا؟!.. لماذا أنا بالذات يحصل معي كل ما هو مُحزن ومؤلم؟..

 

أفقت من أفكاري الحزينة عندما سمعت طوني يقول

 

" ألا تريدين التكلم معي؟ "

 

نظرت إليه بشرود وكالعادة لم أجبه.. تنهد وتابع حديثه قائلا

 

" أرجو أن لا تخافي مني.. فأنا لن أفعل شيء قد يضايقكِ.. وبالمناسبة السيد عينني لأكون مرافقا لكِ.. أي حارسكِ الشخصي "

 

وما أن تفوه بكلمة سيد سالت دموعي على وجنتاي وشهقت بألم.. أغمضت عيناي وتسطحت وأدرت رأسي حتى لا يرى انكساري وتفتُت روحي..

 

سمعتهُ يتهد بخفة ثم قال بنبرة حزينة

 

" لا تخافي مني أنسة سولينا.. لن أؤذيكِ "

 

بكيت بصمت بينما كنتُ أُخفي رأسي في الوسادة.. وبألم كبير فكرت.. لقد عين لي حارس شخصي.. هل يستطيع هذا الحارس حمايتي من آرثر جيانو؟!.. لا أظن ذلك... ما النفع أن يضع لي حارس شخصي!!.. لن يحميني أحد من آرثر جيانو وانتقامهُ الدموي...

 

 

سمعت خطوات طوني تبتعد ليفتح الباب ويغلقه بخفة.. وعرفت أنه خرج من الغرفة.. جلست مجددا وأرحت ظهري على الوسائد وتنهدت بحزن.. مسحت دموعي ونظرت أمامي بوجعٍ كبير.. لقد انتهت حياتي.. لم يعد لدي سبب يجعلني أرغب بالعيش..

 

آرثر جيانو هو السبب بما حصل معي.. أكرهك آرثر جيانو.. أكرهك لدرجة أنني أتمنى لك الموت.. لأول مرة في حياتي أشعر بالكره تجاه أحد.. ولأول مرة في حياتي أتمنى الموت لأحد..

 

لكنه أذاني بقوة.. جعلني عاهرة ومُقعدة.. كيف لي أن أسامحه؟.. لا أستطيع مسامحته.. هو ظن أنني السبب بموت غريس.. ولكنه جعلني أموت كل يوم خلال سبع سنوات.. جعلني أرى الجحيم وأعيشها في كل يوم..

 

بكيت شفقة على حالي.. بكيت ألما على كل ما حصل لي.. بكيت وبكيت حتى هدأت بعد مدة إذ شعرت بالجوع وحاجة ماسة للدخول إلى الحمام..

 

نظرت أمامي بعجز وفكرت بأسى.. كيف سأذهب لقضاء حاجتي الأن؟!..

 

بكيت بقوة وبدأت أهمس برجاء إلى عجوزتي الجميلة ليلي علها تسمعني وتأتي.. توقفت بسرعة عن البكاء ونظرت بدهشة عندما انفتح الباب ودخل آرثر جيانو إلى الغرفة..

 

نظرت إليه برعب وبذعرٍ شديد.. لأنني كنتُ خائفة منه لدرجة الموت.. كان ينظر إليّ بنظرات قلقة.. اقترب وسألني بقلق واضح

 

" لماذا تبكين سولينا؟.. هل تتألمين؟.. هل أطلب من مايكل القدوم؟.. سولينا.. أخبريني من ماذا تشكين؟ "

 

نظرت إلى عينيه وفجأة بدأت أضحك بشدة وبعدها شرعت أبكي وأضحك بجنون بينما كان يقف وينظر إليّ بدهشة كبيرة..

 

عندما هدأت قليلا تأملتهُ بوجعٍ كبير وهمست بمرارة قائلة

 

" الآن أصبحتَ تناديني باسمي.. سولينا.. لم تعد تريد مناداتي بعاهرة.. هاهاهاهااااههههه.. لم أعُد عاهرة الآن.. ههههههههاهاهاهاههههه... "

 

ضحكت بعنف.. وتابعت قائلة بهيسترية

 

" طبعا لم تعُد تريد مناداتي بعاهرة.. لأنك أخذتَ أيها القذر عذريتي وبوحشية مُطلقة.. لم تعد تريد مناداتي بعاهرة لأنك عرفتَ بأنه لم يلمسني أو يقبلني أحد مُسبقا.. أنا أكرهك.. أكرهك.. هل سمعتني؟.. أكرهك.. وأتمنى لك الموت.. وأتمنى أن تتعفن في الجحيم "

 

أخفضت رأسي وبدأت أبكي بشدة لأشهق برعب عندما شعرت بيدين تحاوطني برقة بينما رأسي كان يستريح على صدره..

 

انتفضت بقوة وحاولت الابتعاد وحاولت مقاومته ولكنه حاوطني بقوة بذراعيه.. فاستسلمت ولم أعد أقاومه.. وشرعت أبكي بألم بينما كان آرثر يهمس بنبرة حزينة

 

" هش.. اهدئي.. كل شيء سوف يكون على ما يرام.. سوف تتحسنين.. أعدُكِ بذلك.. سوف أُصلح كل شيء.. أنا آسف سولينا.. سامحيني "

 

لم أتفوه بحرف.. فلم أرى نفعا لذلك.. بكيت وبكيت حتى هدأت.. أبعدني عنه قليلا.. وهنا نظرت إليه بخوف.. ليس منه بل بسبب نبضات قلبي المتسارعة وارتعاش جسدي بسبب قربه الشديد مني..

 

نظرت إلى شفتيه وتذكرت عندما خطفني وقام بوضعي في المستودع.. تذكرت عندما ضحك بشدة عليّ عندما عرف برغبتي لتقبيله..

 

أشحت نظراتي بعيدا عنه وشعرت بألمٍ شديد لهذه الذكرى.. نظرت باتجاه الحمام وبلعت ريقي بصعوبة..

 

ارتعشت بخوف وهمست قائلة

 

" أرجوك سيدي.. هل يمكنك أن تطلب من السيدة ليلي أن تأتي.. فأنا أحتاج إليها "

 

ابتعد آرثر عني قليلا وهمس بنبرة رقيقة

 

" ناديني آرثر.. ولماذا تريدين ليلي؟.. هل تشعرين بالجوع؟ "

 

احمرت وجنتاي بسبب الإحراج الذي شعرت به.. همست قائلة بصوت بالكاد خرج من فمي

 

" أنا جائعة.. ولكن.. أريد دخول الحمام "

 

رأيتهُ بدهشة كبيرة يبتسم بوسع.. ثم همس برقة

 

"اوه.. حسناً.. سوف أساعدكِ بنفسي "

 

لم أفهم ما قصده بكلماته تلك.. فجأة وقف آرثر وأبعد غطاء السرير عن جسدي ووضع يد أسفل ساقاي وأخرى على ظهري ورفعني بسرعة لأتشبث برعب برقبته.. نظرت إليه بفزعٍ شديد وهتفت بخوف أحرق جسدي

 

" سيدي.. ما الذي تفعله؟!.. أنزلني أرجوك.. أنزلني "

 

حرك رأسه قليلا باتجاهي ونظر إليّ بنظرات ناعمة.. تباً نظراتهِ هذه أخافتني من نظراتهِ الغاضبة التي تعودت على رؤيتها دائماً..

 

ولدهشتي الكبيرة ابتسم برقة أخافتني أكثر وقال بنبرة حنونة أرعبتني أكثر

 

" آرثر.. اسمي هو آرثر وليس سيدي.. لن تُناديني سيدي بعد الآن.. وأيضا ألا تريدين الدخول إلى الحمام؟.. سوف أساعدكِ "

 

نظرت بدهشة كبيرة إليه.. ثم توسعت عيناي برعب وهتفت بخوف

 

" لا سيدي.. لكن.. لا يجوز.. أرجوك.. أرجوك أرسل خلف السيدة ليلي.. هي سوف تساعدني "

 

قهقه بخفة بينما كان يمشي باتجاه الحمام وقال بنبرة حازمة أرعبتني

 

" سولينا.. أنتِ تعلمين جيداً بأن ليلي لا تستطيع السير ولن تستطيع مساعدتكِ.. فكيف تريدينها أن تحملكِ وتدخلكِ إلى الحمام؟.. أنا من سيفعل ذلك.. لا تخجلي مني.. فأنا سبق لي ورأيت كل شيء.. لذلك لا داعي للخجل.. كما أنا أعدُكِ بأنني لن أنظر إليكِ.. سأغمض عيناي "

 

سقط فكي إلى الأسفل من هول الصدمة.. هل هو جاد؟!.. غبي وأحمق.. تأملتهُ بنظرات غاضبة وفكرت بغيظ.. حتى عندما يريد المساعدة يظل مغرورا بطبعه وأحمق.. هل كان من الضروري أن يذكرني بأنه رأى كل شيء؟.. أحمق ومغرور وغبي وسافل..

 

دخلنا إلى الحمام ورفعني فجأة على كتفه ليصبح رأسي مواجها لظهره.. لأرى بصدمة عضلاته وبنية ظهره القوية واستنشقت رائحة عرقه والممزوجة براحة عطرهِ الرائعة.. تباً له.. حتى رائحة عرقه مثيرة وجميلة.. أكرهه..

 

" اعععععععععع.. ماذا تفعل؟! "

 

صرخت برعب عندما أحسست به يرفع القميص التي كنتُ أرتديها إلى خصري وأخفض سروالي الداخلي إلى الأسفل..

 

ضربت ظهره بكلتا يداي إذ شعرت بالرعب منه.. ولكنه فجأة رفع جسدي وجعلني أجلس على كرسي الحمام..

 

احمرت خدودي بشدة.. وأخفضت نظراتي إلى الأسفل.. وهمست بخوف

 

" أُخرج لو سمحت "

 

عندما لم يُجيبني.. رفعت نظراتي إلى وجهه وتأملتهُ بخجل.. لأراه يبتسم برقة وهو يتأملني بنظرات غريبة لم أفهمها.. ثم خرج وهو يقهقه بمرح..

 

" لعين.. ومنحرف.. "

 

همست بتلك الكلمات بينما كنتُ أبتسم كالحمقاء.. لتتسع ابتسامتي أكثر عندما سمعته يقول من خلف الباب

 

" لقد سمعتكِ سولينا "

 

نظرت باتجاه الباب وهمست بغيظ

 

" وأيضا يمتلك أذنين خارقة السمع كالأرانب "

 

لأسمعه يقول بمرح من خلف الباب

 

" ليست أذناي الوحيدة الخارقة بي "

 

احمر وجهي بقوة.. وفكرت بخجلٍ شديد.. تبا كم هو منحرف..

 

عندما انتهيت من قضاء حاجتي ونظفت نفسي شعرت برغبة كبيرة لأستحم.. تنهدت بقوة وهمست بخجل قائلة

 

" لو سمحتَ سيدي.. أريد الاستحمام.. هل تستطيع السيدة ليلي مساعدتي؟ "

 

شهقت برعب عندما دخل آرثر إلى الحمام.. نظرت إليه بصدمة كبيرة وصرخت برعب

 

" كيف تدخل دون استئذان؟.. أُخرج.. أرجوك.. "

 

لم يُعرني أي اهتمام بل اقترب من الخزانة وبدأ يُخرج مناشف وأغراض منها.. ثم اتجه نحو حوض الاستحمام وملأه بالمياه الدافئة ووضع عطورا بها.. ثم اتجه نحوي وحملني بخفة وقام بوضعي داخل الحوض.. وكل ذلك الوقت كنتُ أنظر إليه بدهشة كبيرة وبخوف..

 

تأملني بنظرات حنونة وقال قبل أن يخرج

 

" اخلعي قميصي واستحمي.. سأجلب لكِ قميص نظيفة.. وإن اردتِ أن أساعدكِ بشيء فقط اندهي لي.. سأكون هنا بانتظارك "

 

وخرج بهدوء وأقفل الباب خلفه.. رمشت بقوة إذ لم يستوعب عقلي تصرفات آرثر جيانو الغريبة..

 

عندما استفقت من ذهولي خلعت القميص وتنهدت براحة مُستمتعة بالمياه الدافئة.. عندما انتهيت من الاستحمام نظرت باتجاه المناشف.. تبا هي بعيدة جدا كيف سأجلبها؟!..

 

بدأت أحاول تحريك ساقاي لكن من دون جدوى.. وعندما استسلمت بدأت بالبكاء مثل طفلة صغيرة.. لأنني أصبحت عاجزة وعالة على الأخرين.. وأنا لا استطيع أن أهتف له ليجلب لي تلك المناشف ويساعدني بالخروج من هنا.. حينها سوف يراني عارية..

 

كنتُ أبكي وأشهق عندما انفتح الباب فجأة ودخل آرثر بعاصفة إلى الحمام وهو يهتف بقلق

 

" سولينا.. ما الذي حصل؟.. لماذا تبكين؟.. أنتِ بخير؟.. هل يؤلمكِ شيء؟.. هل أذيتِ نفسكِ؟.. "

 

نظرت إليه بعجز من بين دموعي وهتفت ببكاء

 

" أريد منشفة لو سمحت.. لقد وضعتها بعيداً عني.. لا أستطيع جلبها "

 

رأيتهُ يتأملني بنظرات حنونة.. ثم ابتسم برقة وتنهد براحة واقترب مني وحملني من الحوض.. صرخت برعب وخبأت صدري بكلتا يداي.. وبدأت أهتف بذعرٍ كبير

 

" ماذا تفعل سيدي؟.. أرجوك أعدني إلى الحوض.. لا يجوز.. لا تفعل أرجوك "

 

تنهد آرثر برقة ونظر في عمق عيناي الخائفة وقال بنبرة حنونة

 

" لا تخافي.. أنا فقط أساعدكِ.. أعدُكِ لن أنظر إلى جسدكِ.. استرخي قليلا "

 

وضعني على كرسي صغيرة وجلب منشفتين وسلمني إياهم.. ثم خرج ودخل بعد دقائق وسلمني ملابس داخلية وردية اللون وقميص رجالية.. أظنها له.. أدار ظهره لي وقال قبل أن يخرج

 

" عندما تنتهين أعلميني بذلك "

 

شعرت بالإحراج قليلا ولكن بدأت بتجفيف جسدي وشعري.. وبعدها ارتديت قميصه.. كانت واسعة جدا ولكن لم أكترث.. أما الملابس الداخلية لم أستطع ارتدائها.. لم أستطع ارتداء سروال الداخلي..

 

وضعت بخجل السروال بجيب القميص حتى لا يكتشف ذلك المنحرف بأنني لم أرتديه.. حينها قد يفعل ذلك بنفسه ويُلبسني إياه..

 

نظرت إلى الباب بتوتر وهتفت بخجل

 

" سيدي.. لقد انتهيت "

 

وما أن لفظتها دخل آرثر مبتسما وقام بحملي كالعروسة بين يديه ووضعني برفق على السرير.. ولكن قبل أن يستقيم حرك يدهُ اليمنى وسحب السروال الداخلي من جيب القميص وتأملني بنظرات أخافتني جداً رغم أنها كانت حنونة..

 

سمعتهُ بذعر يهمس بنعومة قائلا

 

" سوف أساعدكِ بنفسي لترتدينه "

 

تأملتهُ برعب وهتفت بخوف شلني من بالكامل

 

" لا سيدي.. لا.. لا تفعل.. لا يجوز ذلك.. لا... "

 

ولكنهُ لم يستمع إليّ.. رأيته بصدمة كبيرة يرفع ساقي بلطف وأدخل السروال بها.. ثم رفع ساقي الثانية وأدخل السروال بها..

 

تصاعدت نبضات قلبي بعنف عندما رأيتهُ يرفع السروال ببطء إلى فخذي.. ثم حاوط خصري بذراعه اليسرى ورفعني عاليا بسهولة.. وبيده الثانية رفع السروال الداخلي إلى الأعلى..

 

شعرت بالخوف والفزع.. حركت يداي بسرعة ورفعت السروال.. ثم همست بخوف

 

" شكراً لك.. يمكنك الابتعاد سيدي "

 

تجمدت نظراتهِ على وجهي.. وسمعتهُ يهمس برقة

 

" إن ناديتني سيدي مرة أخرى سوف أقبلكِ في المكان الذي يحلو لي "

 

توسعت عيناي بذعر وهمست بفزع

 

" ماذا قلتَ سيدي؟.. أتمــــ...  "

 

جحظت عيناي ونظرت بصدمة كبيرة أمامي عندما قرب آرثر وجهه من وجهي وقبل خدي بنعومة.. قلبي كان على وشك التوقف عن النبض بسبب الخوف الذي شعرت به..

 

أبعد آرثر شفتيه عن خدي ثم همس في أذني بنبرة رقيقة

 

" لقد أخبرتكِ.. إن ناديتني بـ سيدي سوف أُقبلكِ وفي المكان الذي أريده "

 

أبعد وجهه قليلا وتأملني بنظرات مرحة وحنونة.. أخفضت نظراتي وهمست بحزن

 

" ما تفعله لا يجوز.. أنا لستُ لعبة بين يديك تُحركها كما يحلو لك.. ولــ... "

 

قاطعني قائلا بنبرة جادة

 

" صحيح سولينا.. أنتِ لستِ لعبة.. بل أنتِ ملاكي "

 

نظرت بسرعة إليه وتأملتهُ بدهشة كبيرة.. لم أستطع فهمه.. لم أستطع النفور منه ومن قبلته.. لم أستطع فهم نفسي.. ولم أستطع فهم لماذا قال عني بأنني ملاكه..

 

رأيتهُ يبتعد ووقف أمام المنضدة.. حمل صينية بيديه ثم اقترب من السرير ووضع لي صينية تحتوي على الكثير من الطعام الشهي..

 

كنتُ كل هذا الوقت أنظر إليه كطفلة ضائعة.. ما سبب كل هذا التغير المُفاجئ؟!.. هل يظنني سوف أسامحه إن عاملني بهذه الطريقة؟!.. في أحلامه.. لن أستطيع مسامحته مهما فعل..

 

دخل آرثر إلى الحمام وسمعت صوت المياه وعرفت بأنه يستحم.. تنهدت براحة وبدأت أتناول كل ما هو موجود أمامي من طعام....

 

 

أنطونيو ديمر**

 

كنتُ أجلس على  الأريكة في غرفة نومي داخل المبنى الخاص لغرف الحراس.. كنتُ أنظر بشرود تام أمامي وأنا أُفكر بعمق بما حصل معي اليوم..


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 32 - دموع المطر


بحكم عملي مع السيد آرثر جيانو كان ممنوعاً علينا كحُراس أمنه أن نُعارض أوامره أو حتى السؤال أو التفكير بمناقشته عن السبب أو عدم تلبية أوامره بحذافيرها.. كان علينا أن ننفذ طلباته وأوامره فقط..

 

عندما ذهبنا برفقته إلى ذلك الملهى الليلي شاهدت كل ما فعلهُ بتلك المسكينة.. لم أنظر إليها ولو للمحة واحدة بسيطة.. لأنه ممنوع علينا جميعا النظر إلى نسائه.. وما قاله لي مايكل عنها صدمني بالكامل..

 

السيد آرثر وتلك الفتاة تم خداعهم وخاصةً سولينا.. المسكينة كم تألمت.. عندما طلب مني مايكل مساعدتها قررت الرفض في بادئ الأمر لأنني بعد أن فقدت والدتي قمت بلوم نفسي لأنني كنتُ بعيدا عنها..

 

القيت اللوم على نفسي لأنني لم أستطع مساعدة والدتي.. ولذلك تخليت عن مهنتي.. وهربت من البلد ومن ذكرياتي الحزينة.. وبعد مرور ثلاث سنوات عُدت إلى البلد وقررت أن أُشغل نفسي بأي شيء حتى لا أتذكر أوجاعي..

 

وبالصدفة وجدت إعلان في صحيفة عن طلب حُراس أمن يمتلكون مهارات قتالية ودفاعية.. وقررت أن أتوظف كحارس شخصي حتى أتوقف عن التفكير بوالدتي وأنسى حُزني.. رغم أنني لا أحتاج للمال ولكن أردت أن أنشغل بأي شيء حتى أنسى..

 

وعندما اكتشفت بأنه تم توظيفي لدى آرثر جيانو تمنيت إن لا يكتشف هويتي لأنني لا أريد رؤية الشفقة في عيون أحد..

 

ولكن اليوم اكتشف بأنني طبيب نفسي.. عندما سمعت حكاية سولينا من صديقي مايكل شعرت بالشفقة والحزن عليها.. ووافقت على مُساعدتها.. لأنني بحكم خبرتي كطبيب نفسي عرفت على الفور بأنها بريئة..

 

صحيح أنني وافقت ولكن كان لدي شرطين لإمبراطور المال والتجارة.. وعلى السيد أن يقبل بهما أو عليه أن يستعين بطبيب آخر..

 

ولكن لدهشتي الكبيرة.. بعد مرور نصف ساعة أتى مايكل وأخبرني أن السيد قد وافق على شروطي.. وقررت أن أبدأ بمعالجتها فورا..

 

صعدت إلى غرفة السيد.. طرقت على الباب لكن لم أسمع أي رد.. دخلت ونظرت ناحية السرير لأراها ما زالت نائمة.. اقتربت ببطء ووقفت أمام النافذة العملاقة ونظرت إلى المحيط بشرود وقررت أن أنتظرها حتى تستيقظ...

 

تأوهات خفيفة أيقظتني من شرودي.. استدرت بسرعة واقتربت من السرير وسألتها بقلق إن كانت بخير.. ولكن فجأة تجمدت في مكاني وقشعريرة باردة اجتاحت جسدي بكامله عندما رأيت وجهها الملائكي.. ارتعش جسدي بخفة عندما تلاقت نظراتي بنظراتها.. تأملت عيونها الساحرة الزرقاء كالمحيط.. تأملتُها بإعجابٍ كبير.. عيونها أكثر من خلابة.. عيونها سحرتني بشدة وجعلت دقات قلبي تنبض بجنون.. إلهي ما أجملها.. إنها ملاك....

 

لم استطع منع نفسي من الاعجاب بها.. وقررت أن أتقرب منها وأفعل المستحيل لمساعدتها.. وخاصةً لأنها أعجبتني وبجنون..

 

لأول مرة تُعجبني امرأة إلى هذه الدرجة.. سولينا كانت مُختلفة.. مُختلفة عن كل النساء اللواتي عرفتهم في حياتي..

 

ابتسمت برقة.. وهمست بتصميم

 

" سوف أجعلها تُشفى من هذا الشلل مهما كلفني ذلك "

 

ابتسمت بوسع بينما كنتُ أتذكر كيف خرجت من غرفة نوم السيد وذهبت لرؤية مايكل وطلبت منهُ أن يُخبر صديقه آرثر بأنني أحتاج لقضاء وقت طويل برفقة سولينا.. وأنني سأتوقف عن العمل كحارس لدى آرثر جيانو..

 

شحب وجه مايكل بشدة وهتف بذعر بأن آرثر من المستحيل أن يوافق على مطالبي..

 

ابتسمت بوسع عندما تذكرت كيف أخبرني مايكل عن شرط آرثر جيانو ليسمح لي بمعالجة سولينا.. سيقتلني إن لمستُها ووقعت في حُبها..

 

تنهدت بعمق.. وهمست بصوت بالكاد خرج من فمي

 

" ماذا سيفعل آرثر جيانو إن اكتشف بأنني فعلا وقعت في حُب سولينا ومن النظرة الأولى؟.. "

 

تهديداته لا تهمني بتاتاً.. سأفعل المستحيل لأجعل سولينا تُشفى من هذا الشلل وبسرعة.. وبعدها سأحصل على قلبها..

 

سولينا ستكون لي...

 

 

آرثر جيانو**

 

عندما انتهيت من الاستحمام خرجت من الحمام ولم أكن أرتدي سوى منشفة بيضاء حول خصري.. وداخل غرفة نومي الشاسعة رأيت سولينا جالسة على  سريري وهي تحاول أن تُظهر هدوءً على وجهها.. لكن عيونها خانتها بالخوف الذي لا يمكنها إخفاؤه..

 

لاحظت توترها وخوفها الكبير مني.. اقتربت منها بحذر خطوة بعد أخرى ووجهي ينبض بالقلق.. وقفت بجانب السرير وكلمتُها بنبرة هادئة ورقيقة حتى تثق بي وتتوقف عن خوفها مني نهائياً

 

"سولينا.. من فضلك.. لا تخافي مني بعد الآن.. أنا لن أؤذيكِ مرة أخرى.. أنا آسف.. أعتذر عن خطفي لكِ وضربكِ و.. وممارسة الجنس معكِ بالقوة ورغماً عن إرادتكِ.. سامحيني ملاكي.. وأعدُكِ بأن كل شيء سيتغير منذ هذا اليوم.. ثقي بي لو سمحتِ "

 

نظرت سولينا إليّ بعينيها الزرقاوين المليئتين بالحيرة والخوف.. وهمست بصوت خافت

 

" لا أستطيع مُسامحتك.. لذلك توقف عن طلب السماح مني.. وتوقف عن إخافتي.. أنتّ تُخيفني.. وتجعلني أتذكر دائما ما فعلتهُ بي.. إن كنتَ تريديني أن أسامحك اسمح لي بالابتعاد عنك ومُغادرة هذه الجزيرة إلى الأبد "

 

تبتعد عني وإلى الأبد!!!... لم أستطع حتى السماح لنفسي بالتفكير بذلك.. مستحيل أن أسمح لها بالابتعاد عني.. تباً.. لماذا أشعر بأنني على وشك فقدان أعصابي بسبب ما طلبتهُ مني الآن؟..

 

لا أعرف كيف تحكمت بنفسي وبأعصابي أمامها حتى لا أجعلها تخاف مني أكثر.. اقتربت وجلست على طرف السرير ولكن سولينا شحب وجهها بشدة وبدأت تتأملني بنظرات مُرتعبة..

 

تنهدت برقة وكلمتُها بنبرة حنونة وهادئة

 

" إلى أين ستذهبين وأنتِ لا تستطيعين السير؟.. ولا تمتلكين دولاراً واحداً في جيبكِ.. وليس لديكِ أحد ليسندكِ ويهتم بكِ.. كيف ستهتمين بنفسكِ سولينا وأنتِ في هذا الوضع؟ "

 

ترقرقت الدموع في عينيها وأخفضت نظراتها إلى الأسفل وسمعتُها تُجيبني بصوتٍ مُختنق

 

" سأذهب إلى قصر عمي بول.. أنا متأكدة بأنهُ سوف يستقبلني ويهتم بي "

 

رفعت حاجبي عالياً وتأملتُها بنظرات حنونة.. عرفت بأنها تكذب عليّ حتى أسمح لها بالابتعاد عني ومغادرة جزيرتي..

 

ورغم أنني قررت عدم جعلها تخاف مني.. غصباً عني تكلمت معها بنبرة صارمة وبتملُك

 

" لا تكذبي سولينا عليّ.. أكثر ما أكرههُ في هذه الحياة أن يتم الكذب عليّ.. كلانا نعلم جيداً بأن عمكِ المصون بول تبرأ منكِ.. وابنهُ الغبي زاك طردكِ من قصره عندما خرجتِ من السجن وذهبتِ لطلب مساعدته.. كلاهما عمكِ وابنه يستحقان الموت والجحيم "

 

رفعت سولينا عينيها وتأملتني بذهولٍ شديد.. ثم سألتني بدهشة كبيرة

 

" كيف عرفتَ بأن زاك طردني من قصره عندما ذهبت لأطلب منهُ المساعدة؟ "

 

تأملتُها بنظرات جادة وأجبتُها بصدق

 

" أرسلت رجالي خلفكِ بعد خروجكِ من السجن.. وطلبت منهم بعد يوم أن يجلبوا لي معلومات دقيقة إن ذهبتِ لرؤية ابن عمكِ الغبي زاك.. وطبعا حارسهُ اعترف بسرعة بما حصل بعد أن سلمهُ ستيف ظرف بداخله مبلغاً كبيراً من المال "

 

كانت سولينا تتأملني بنظرات مذهولة.. ابتسمت بغرور وتابعت قائلا ببرود أعصاب

 

" لم يُعجبني بتاتاً ما فعلهُ بكِ زاك.. لو كنتِ ابنة عمي.. وحتى لو كنتِ مذنبة وتم سجنكِ لفترة سبع سنوات.. كنتُ سوف أساعدكِ إن لجأتِ إليّ.. الحقير طلب من حارسه بأن يطردكِ وإلا اتصل بالشرطة.. لذلك انتقمت منه على طريقتي الخاصة "

 

فتحت سولينا فمها وتأملتني بصدمة كبيرة.. ثم همست بذعر

 

" هل أذيته؟.. أرجوك قل لي بأنك لم تؤذيه.. لديه عائلة وأطفال.. عرفت بالصدفة بأنهُ تزوج وأصبح لديه طفلين.. هيندا جعلتني أرى على هاتفها حسابهُ الشخصي على أحد المواقع التواصل الاجتماعية "

 

نظرت إليها بدهشة كبيرة.. هل هي فعلا خائفة على ابن عمها الحقير رغم كل ما فعلهُ بها؟.. إلهي.. هي فعلا ملاك..

 

تأملتُها بنظرات حنونة وأجبتُها بصدق

 

" لا تقلقي.. لم أؤذيه جسدياً.. أنا لستُ بقاتل.. كان يحاول عقد صفقة كبيرة مع احدى شركاتي.. ولأنتقم منه بسبب ما فعلهُ بكِ رفضت توقيع العقد مع شركته.. وخسر الملايين بسبب رفضي للتعامل معه "

 

تجمدت نظرات سولينا على عيناي.. وساد الصمت بيننا لوقتٍ طويل.. فجأة سمعتُها تسألني بصوتٍ مُنخفض

 

" لماذا انتقمتَ منه؟.. ما فعلهُ بي زاك كان خدمة كبيرة لك.. فذلك ساعدك على اختطافي والانتقام مني؟ "

 

تجمدت نظراتي في عمق عينيها الساحرتين.. وهنا سألت نفسي بصدق.. فعلا!!.. لماذا انتقمت من زاك ودمرت شركتهُ وجعلتهُ يخسر الملايين بسبب رفضي التعامل معه؟..

 

في ذلك الوقت شعرت بالغضب لأنهُ ألقى بابنة عمه على الطريق ورفض مساعدتها.. ورغم غضبي وحقدي على سولينا في ذلك الوقت انتقمت من زاك.. ودمرته.. قريباً جداً سيُعلن إفلاسهُ الغبي.. حتى والده اللعين رفض مساعدته.. عائلة نجسة..

 

لم أجد إجابة واضحة لأعترف بها أمام سولينا.. لذلك أجبتُها بهدوء

 

" كيف تريدين مني أن أتعامل مع شخص ينكر قريبته وعاملها بطريقة سيئة جداً عندما التجأت إليه؟.. هكذا شخص قد يغدر بي في أي وقت ويجعلني أخسر الملايين "

 

في الحقيقة المال لا يهمني.. كل ما فعلتهُ في حياتي كان فقط من أجل عائلتي وإسعادهم..

 

رأيت خصلة من شعرها تتحرر وتسقط بطريقة مثيرة على وجنتها.. أملت جسدي قليلاً نحوها ورفعت يدي لألمس تلك الخصلة المُتمردة وأُثبتها خلف أذنها.. ولكن تجمدت يدي عندما لاحظ شيئًا آخر على صدر سولينا.. زر قميصي والذي كانت سولينا ترتديه.. كان مفتوحًا بشكل عرضي.. وكشف عن جزء صغير من صدرها..

 

اشتعلت النار في عروقي بينما كنتُ أنظر إلى ما كشفته القميص.. حافظت على هدوئي.. وبدل أن أمسك بخصلة شعرها أخفضت يدي وأمسكت بذلك الزر..

 

وهذا كان أكبر خطأ فعلتهُ اليوم.. إذ صرخت سولينا بذعر وبدأت تضربني بيديها وهي تصرخ بجنون

 

" لااااااااااااااااا.. توقف.. أرجوك.. لا تلمسني.. ابتعد.. ابتعد عني... "

 

أغلقت الزر بسرعة وأمسكت بذراعيها بإحكام وهتفت حتى تسمعني وسط صرخاتها المُرتعبة

 

" لقد أغلقته.. كان الزر مفتوحاً.. سولينا.. اهدئي.. لن ألمسكِ رغماً عن إرادتكِ.. صدقيني لو سمحتِ "

 

دفعتني بعيداً عنها ثم رفعت غطاء السرير إلى أسفل ذقنها وقالت بذعر

 

" ابتعد عني لو سمحت "

 

أومأت موافقاً ووقفت بسرعة.. نظرت إليها بنظرات حزينة وقلتُ لها بصدق

 

" أحلف لكِ بدمي بأنني لن أؤذيكِ بعد الآن.. فقط ثقي بذلك "

 

استدرت ودخلت إلى غرفة ملابسي.. سمعتُها تبكي.. وتألمت بسبب ذلك.. رفعت كلتا يداي ووضعتُهما على رأسي ثم أغمضت عيناي وسمعت بحزن شهقاتها المتألمة والحزينة

 

رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 32 - دموع المطر


أصبحت دموعها وشهقاتها سبب عذابي ووجع قلبي.. ارتديت ملابسي وخرجت من الغرفة بسرعة..

 

بعد مرور أسبوع**

 

وقفت أمام الواجهة الزجاجية العملاقة في قصري أنظر إلى سولينا وأُراقبها وهي تجلس بجوار حوض السباحة بهدوء..


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 32 - دموع المطر

 

كانت سولينا تبدو مسترخية وهادئة تنظر إلى المياه الزرقاء بانتباه..

 

تنهدت بقوة بينما كنتُ أتذكر ما حدث خلال هذا الأسبوع.. العُمال الجُدد والحُراس كانوا قد وصلوا إلى جزيرتي بعد يوم من حادث سولينا.. وبرفقتهم الممرضة إريكا..

 

مايكل أقنعني بجلب الممرضة إريكا إلى جزيرتي.. فهي تعمل في المستشفى الذي أمتلكه.. ومايكل يثق بها ويعرفها جيداً.. كما أنها كتومة ولن تتفوه بحرف أمام أحد عن ما يحصل في جزيرتي..

 

أما سولينا.. كانت حكاية أخرى.. خوفها مني لم يخف ولو قليلا.. حاولت كثيراً طلب السماح منها والعفو.. ولكنها لم تفعل.. يحق لها ذلك.. فما فعلتهُ بها والضرر الذي ألحقتهُ بها لا يمكن المُسامحة عليه بسهولة..

 

أهملت عملي قليلا وأجلت سفري والعودة إلى الوطن لأبقى معها وأعتني بها بنفسي..

 

ابتسمت برقة بينما كنتُ أتذكر كيف دخلت في الأمس إلى غرفة نومي ورأيت الممرضة إريكا تُسرح شعر سولينا.. طردت إريكا بشكلٍ لبق وأمسكت بفرشاة الشعر وبدأت أُسرح شعر سولينا الجميل بنفسي رغم اعتراضها على ذلك..

 

في الحقيقة رفضت ما اقترحهُ ذلك الوقح طوني بأن أضع سولينا في غرفة في الطابق الأرضي.. وأجبته بغرور وبوقاحة بأنني السيد هنا وأنني الوحيد من يحق له اتخاذ القرارات..

 

وبوقاحة تامة وبغضب قلت له بأن سولينا غران ستبقى في جناحي وفي غرفة نومي.. تأملني طوني بنظرات غريبة ووافق على كلامي رغما عنه..

 

ولكنني لاحظت نظراته لملاكي.. هذا الحقير طوني وضع عينيه على ملاكي.. إن لمسها أو حتى عرفت أنهُ أحبها.. سأقتله...

 

في ذلك اليوم الذي سمحت به لحارسي طوني بأن يقترب من ملاكي ويُعالجها.. تشاجرت معهُ بعنف وهددته بالقتل إن أُغرمَ بـ سولينا..

 

على طوني ديمر أن يأخذ تهديدي له بجدية.. لأنني فعلا سأقتله إن لمسها وأحبها..

 

بينما كنتُ أتأمل في جمال سولينا وأُراقبها بحزن.. فجأة.. شعرت بحركة مفاجئة في حوض السباحة.. التفت بسرعة ورأيت بصدمة كبيرة حارسي الوفي طوني وهو يُخرج رأسه من المياه بطريقة طريفة.. ثم يخرج بسرعة من حوض السباحة ويقف أمام سولينا..

 

توسعت عيناي ونظرت إليه بغضبٍ قاتل عندما رأيتهُ يرتدي شورت السباحة.. وكان يُظهر عضلات جسده أمام سولينا..

 

سولينا أصيبت بصدمة صغيرة عندما رأت طوني يخرج من الماء بتلك الطريقة المثيرة.. الحقير.. سأقتله.. من سمح له بالسباحة في حوضي؟.. ومن سمح له بأن يقف أمام سولينا بشورت السباحة فقط؟.. سأقتل ذلك الحقير..

 

نظرت إلى سولينا ولكنها لم تبدي أي انزعاج أو خوف أو ردة فعل عصبية كما تفعل معي.. بدلاً من ذلك.. قامت بإطلاق ضحكة خفيفة..

 

توسعت عيناي بذهول وهمست بحقد وبغضب أعمى

 

" وتضحك له!!.. هي تضحك لذلك الحقير؟.. تباً.. لماذا ليست خائفة منه كما تخاف مني؟.. تباً.. سأقتل أنطونيو ديمر.. سأقتله "

 

لم أكن قادرًا على كبح غضبي وعصبيتي.. شعرت بالغيرة تتسلل إلى قلبي وسط نظراتي الحادة.. ضغطت على يدي بقوة وبدأت في فقدان أعصابي..

 

استدرت وركضت بسرعة خارجاً من القصر باتجاه حوض السباحة.. وقبل أن أصل إليهما هتفت بغضب أعمى

 

" أنطونيو... "

 

رأيت سولينا تنتفض بخوف وبدأت تتأملني بتلك النظرات اللعينة الخائفة.. أما طوني التفتَ وتأملني بنظرات هادئة..

 

ما أن اقتربت منهما تجمدت في مكاني بصدمة كبيرة عندما رأيت بوضوح لباس البحر الذي ترتديه سولينا..

 

إن كنتُ ولو قليلا أحاول السيطرة على نفسي الآن فقدت تماماً تلك السيطرة..

 

ضغطت على أسناني بعنف.. ومشيت ووقفت أمام سولينا.. ثم حملتُها بذراعي وسط دهشتها الكبيرة ونظرت إلى طوني بغضب.. وقلتُ له بحدة

 

" اليوم أنتَ في إجازة.. أريدُك خارج قصري "

 

ثم استدرت ومشيت بخطوات سريعة داخلا إلى القصر وصعدت إلى جناحي..

 

كانت سولينا ترتعش من الخوف بين ذراعاي.. تنهدت بعمق ووضعتُها على السرير... استقمت بوقفتي وسألتُها بحدة

 

" من أين لكِ بهذا الثوب الفاضح؟.. تكلمي "

 

تأملتني بنظرات خائفة كعادتها وأجابتني بصوتٍ مُرتعش

 

" إنه.. لقد تم إرسالهُ لي مع الملابس منذ أسبوع "

 

شتمت سكرتيرتي إيما بداخلي إذ عرفت بأنها أرسلت هذا البيكيني الفاضح مع الثياب التي طلبت منها بإرسالها من أجل سولينا..

 

نظرت إلى سولينا بحدة وحاولت تمالك أعصابي أمامها حتى لا أُخيفها.. تنهدت بقوة وأمرتُها قائلا بتصميم

 

" لن ترتدي هذا الثوب بعد اليوم.. هل كلامي واضح؟ "

 

أومأت بخوف موافقة.. وهنا لا أدري ما حدث لي إذ قلتُ لها بنبرة هادئة

 

" الليلة سوف تتناولين وجبة العشاء برفقتي خارج القصر.. سأطلب من إريكا لتساعدكِ.. وغير مسموح لكِ بالرفض.. هذا أمر "

 

لعنت نفسي لأنني أجبرتُها على تناول العشاء برفقتي الليلة.. ولكن يجب أن أقضي معها المزيد من الوقت بدلا من ذلك الغبي طوني..

 

رأيت سولينا تتأملني بنظرات خائفة ومتوترة.. تنهدت بعمق وقلتُ لها بنبرة حنونة

 

" سأطلب من إريكا لتصعد وتساعدكِ على الاستحمام.. و ليلي ستبقى برفقتكِ للمساء "

 

دخلت إلى غرفة ملابسي وبدلت ثيابي ثم خرجت من الغرفة مُسرعاً قبل أن أفقد السيطرة على نفسي وأقبلها بجنون.. نزلت إلى الطابق الأرضي وأمرت الخدم والشيف بتحضير عشاء رومانسي الليلة بجانب حوض السباحة.. ثم ذهبت إلى مكتبي لأعمل...

 

في الساعة الرابعة بعد الظهر.. نزلت لأتفقد المكان.. جلست بهدوء ووضعت نظراتي الشمسية ونظرت أمامي بشرود..


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 32 - دموع المطر

 

كنتُ أُفكر بها مثل عادتي.. وفكرت بحزن بمدى خوفها مني.. شعرت بالإحباط الشديد لأنها لم تعُد تخاف من طوني.. بل هي لا تخاف من أحد سواي..

 

حاولت المستحيل لجعلها خلال هذا الأسبوع أن تنسى خوفها مني وتسامحني.. ولكنها لم تفعل..

 

مايكل طلب مني في الأمس أن أصبر عليها قليلا.. وهذا ما سأفعله..

 

أزلت نظراتي الشمسية ووضعتُها على الطاولة وفكرت بما حدث اليوم.. غيرتي على سولينا غريبة.. أصبحت تُسيطر عليّ كلما رأيتُها برفقة طوني..

 

كنتُ أتألم كلما رأيتُها تبتسم له.. كنتُ أحترق كلما راقبتهما من بعيد وهما يجلسان ويتكلمان بهدوء أمام شاطئ البحر..

 

تنهدت بقوة ووقفت وقررت أن أذهب وأتكلم مع مايكل قليلا..

 

في المساء**

 

صعدت ببطء إلى جناحي.. وبينما كنتُ أتقدم عبر الردهة الواسعة.. لم أتمالك نفسي وابتسمت بوسع.. إذ كنتُ متلهفاً لرؤيتها وقضاء ليلة هادئة برفقتها..

 

عندما فتحت باب غرفتي.. تجمدت في مكاني عندما رأيتُها.. لم أتمالك نفسي من الشعور بالانجذاب القوي نحو سولينا.. كانت تنتظرني بأناقتها وجمالها الرائع.. كانت جالسة على السرير.. تتألق بفستان أنيق أسود اللون ومُذهل.. وكانت عيونها تشع نورًا خاصًا عندما نظرت إليّ.. ونظراتها تلك كانت كافية لإشعال قلبي..


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 32 - دموع المطر

 

بلعت ريقي بقوة وهمست قائلا

 

" تبدين جميلة جداً الليلة "

 

احمرت وجنتيها من جراء الخجل وأجابتني بحياء

 

" شكراً لك "

 

ابتسمت بوسع وقلتُ لها برقة

 

" سوف أستحم وأرتدي ملابسي بسرعة.. لن أتأخر عليكِ "

 

ركضت باتجاه الحمام واستحممت بسرعة ثم دخلت إلى غرفة ملابسي.. ارتديت بدلة رسمية بلون أسود غامق تناسبت مع أناقة المناسبة.. ثم خرجت من الغرفة  واقتربت من سولينا بسرعة.. أمسكت يدها برفق وقبلتُها بنعومة.. ثم حملتُها بذراعي وخرجت من جناحي..

 

ونزلت بها السلالم باتجاه حوض السباحة.. وعندما وصلنا.. وجدنا طاولة عشاء رومانسية مجهزة بشكل جميل بجوار حوض السباحة.. الشموع اللامعة والورود الحمراء أعطت المكان أجواءً ساحرة..

 

نظرت سولينا حولها بدهشة وأعربت بسعادة قائلة

 

" هذا جميل حقًا.. المكان يبدو ساحراً "

 

ابتسمت برقة وأجبتُها بصدق

 

" أنتِ تستحقين أكثر من ذلك.. كما جمالكِ الليلة جعل هذا المكان ساحراً "

 

تأملتني سولينا بنظرات مُندهشة ثم احمرت وجنتيها من الخجل وأخفضت نظراتها بعيداً عن نظراتي..

 

تنهدت برقة ووضعت سولينا برفق على الكُرسي ثم جلست على الكرسي المُقابل لها..

 

بدأنا بتناول الطعام بصمت وهدوء.. بينما الموسيقى الهادئة كان تُلطف الأجواء.. عندما بدأت معزوفة جديدة.. توقفت سولينا عن تناول طعامها وخرقت الصمت بيننا قائلة بحزن

 

" هذه الموسيقى.. تذكرني بوالدي.. كنتُ دائما أرقص معه على أنغامها الساحرة.. ولكنني خسرته وخسرت كل شيء جميل في حياتي "

 

تجمدت نظراتي عليها بحزنٍ شديد.. وضعت الشوكة والسكين بهدوء في الطبق.. ثم وقفت واقتربت منها.. لا أري ما أصابني.. إذ رأيت نفسي أرفع يدي أمامها وأسألها بلطف

 

" هل تسمحين لي بهذه الرقصة أنستي؟ "

 

تأملتني سولينا بنظرات مذهولة في البداية.. ثم بحزن.. وقالت بصوت بالكاد خرج من حُنجرتها

 

" لا أستطيع.. هل نسيتَ بأنني فقدت الشعور بساقي؟ "

 

تأملتُها بحزن وأمسكت يدها قائلا بثقة

 

" معي.. لن أسمح بأن تفقدي أي إحساس "

 

أمسكت خصرها ورفعتُها عالياً.. شهقت سولينا بذهول عندما أخفضت قدميها وثبتُهما على قدماي.. وبذراعي اليسرى حملت وثبت جسدها بإحكام من ظهرها.. ثم بيدي اليمنى أمسكت يدها ورفعتُها قليلا وحضنت كف يدها بنعومة..

 

وبدأت أتمايل بهدوء على أنغام تلك الموسيقى الساحرة..

 

لم أستطع التوقف عن النظر إلى وجهها الجميل وعينيها الساحرتين.. أغمضت سولينا عينها وتجاوبت معي بهدوء وسمحت لي بمراقصتها..

 

شعرت في هذه اللحظة بأنني أطير في السماء مع ملاكي الجميلة..

 

أغمضت عيناي وهمست برقة

 

" ملاكي.. "

 

لا أعرف إن سمعتني سولينا أتفوه بتلك الكلمة.. لكنني لن أمل من قولها لها.. لأنها ملاكي.. سولينا هي ملاك سقطت في حضن الشيطان حتى تجعله يتغير من أجلها...

 

عندما انتهت المعزوفة وقفت جامداً بينما كنتُ أحتضنُها بذراعي.. لم أتوقف عن النظر في عمق عينيها.. فقد سحرتني بتعويذة غريبة..

 

" سيدي!.. أنتَ بخير؟ "

 

أفقت من شرودي في سحر عينيها عندما سمعتُها تهمس بتلك الكلمات.. ابتسمت برقة ثم قربت وجهي منها وقبلت خدها بنعومة..

 

أبعدت وجهي قليلا ونظرت باستمتاع إلى نظراتها الخجولة واحمرار وجهها.. غمزتُها وهمست قائلا

 

" سبق وقلتُ لكِ.. كلما ناديتني بسيدي سوف أُقبلكِ في المكان الذي أرغبه "

 

أشاحت نظراتها بعيداً عني وقالت بتلعثم

 

" ظهــ.. ظهري يــ.. يؤلمني.. هـ.. هل يمكننا الجلوس؟ "

 

حملتُها بسرعة ووضعتُها برفق على الكُرسي.. عاودنا تناول العشاء اللذيذ بصمت.. فجأة رفعت سولينا نظراتها إلى السماء وقالت بحزن

 

" السماء مُلبدة بالغيوم الليلة.. هل ستمطر؟ "

 

لم أنظر إلى السماء.. بل ظللت أتأمل بهدوء وجه سولينا وملامحها البريئة والجميلة.. كنتُ أعرف بخبرتي كرجل بأنها تشعر بالارتباك والخوف مني..

 

أجبتُها بنبرة حنونة دونَ أن أُبعد نظراتي عنها

 

" أحيانا تُمطر هنا على جزيرة فينوس قبل فصل الشتاء.. ولكنها لا تمطر بغزارة "

 

نظرت سولينا إليّ بارتباك.. وهنا سألتُها دونَ أن أنتبه لنفسي

 

" سولينا.. هل يمكنكِ أن تُخبريني بالتفصيل الممل بما حدث معكِ منذ سبع سنوات؟.. إن كان ذلك لا يُزعجكِ طبعاً "

 

تجمدت نظراتها في عمق عيناي ورأيت الدموع تترقرق في عينيها الجميلتين.. لم أرغب بجعلها تبكي.. لذلك ما أن فتحت فمي لأقول لها لتنسى ذلك تجمدت الكلمات في حُنجرتي عندما قالت سولينا بنبرة متألمة وحزينة

 

" أنا بريئة تماماً مما حصل لـ غريس.. وتلك الأكياس التي وجدوها في خزانتي ليست لي.. ولا أعرف من وضعها في خزانتي.... "

 

صدقتُها بسرعة.. ليس لأنني أريد ذلك.. بل لأنها كانت صادقة تماماً وهي تتفوه بتلك الكلمات.. شعرت بوجعٍ كبير وبألم لا يُحتمل في صدري بينما كنتُ أسمعها تُخبرني بما حصل معها بدقة..

 

كرهت نفسي بعنف.. وكرهت الظلم.. وكرهت من تسبب لها ولشقيقتي بتلك المُعاناة..

 

وعندما انتهت سولينا من سرد ما حصل معها رأيتُها تبكي بصمت.. ودموعها قتلتني..

 

ترقرقت الدموع في عيناي.. وقبل أن تسقط على وجهي وقفت بسرعة ونظرت حولي بتوتر.. رأيت على الطاولة أمامي نظراتي الشمسية التي نسيتُها هناك اليوم..

 

مشيت بسرعة وسحبتُها ووضعت النظرات لأُخفي الدموع التي تجمعت في عيناي وكانت تُهدد في أي لحظة بالسقوط...

 

اقتربت من سولينا وجلست قرفصاء أمامها ومسحت الدموع برقة مُتناهية عن وجنتيها الناعمتين.. وهمست لها بحزن

 

" لا تبكي ملاكي.. رجاءً لا تفعلي "

 

توقفت سولينا بسرعة عن البكاء وتأملتني بنظرات مُندهشة.. ثم سألتني من بين شهقاتها

 

" لماذا ترتدي نظرات شمسية؟ "

 

تساقطت دموعي من أسفل النظرات وسالت بسرعة على وجنتاي.. كنتُ أبكي ندماً أمامها على الظلم الذي ارتكبتهُ بحقها.. كنتُ أبكي لأنني لأول مرة في حياتي أظلم إنسان بريء وأحرق روحه بيدي.. كنتُ أبكي من الألم على الظلم الذي تعرضت له لسبع سنوات مؤلمة..

 

سمعت سولينا تسألني بدهشة كبيرة وبهمس

 

" أنتَ تبكي سيدي؟ "

 

فجأة لمع البرق في السماء وتساقطت قطرات المطر على الجزيرة.. وهنا أجبت سولينا برقة

 

" إنها دموع المطر "

 

رفعت يدها وقبلتُها برقة ثم رفعت رأسي ونظرت إليها بحزن وتابعت قائلا

 

" إنها.. دموع المطر ملاكي.. شيطان مثلي لا تتساقط الدموع من عينيه وتغسل ذنوبه "

 

تساقطت الأمطار بلطف علينا.. لكن ظللنا جامدين نتأمل بعضنا بصمت وبحزن.. رفعت يدي ومسحت قطرات المطر عن وجهها بلطف.. ابتسمت برقة وسألتُها

 

" هل تسبحين معي الأن؟ "

 

تأملتني سولينا بذهول ثم سألتني بدهشة كبيرة

 

" نسبح؟.. الآن!!.. وفي هذا الوقت؟.. إنها تُمطر سيدي.. كما أنا لا أستطيع السباحة "

 

ابتسمت بوسع وقربت وجهي منها وقبلتها على خدها المُبتل بقطرات المطر ثم استقمت ووقفت وحملتُها بذراعي.. ومشيت بهدوء نحو حوض السباحة..

 

شهقت سولينا بذهول عندما وضعتُها على حافة الحوض.. تأملتني بنظرات مُتعجبة.. ثم ضحكت بمرح عندما رميت نفسي في المياه وبدأت أسبح أمامها..

 

لأول مرة أرى سولينا تضحك بسعادة.. كانت تضحك بمرحٍ شديد بينما كنتُ أسبح بهدوء أمامها.. اقتربت ووقفت أمامها ونظرت إليها بحنان


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 32 - دموع المطر

 

خلعت نظراتي ورميتُها بعيداً ثم أمسكت بخصرها ورفعتُها عالياً ثم حضنت جسدها بقوة داخل المياه.. شهقت سولينا بقوة وهمست بدهشة كبيرة

 

" سيدي.. ماذا فعلت؟.. إنها تُمطر!.. كما لقد تبللنا بالكامل.. يجب أن نعود إلى القصر "

 

تأملتُها بنظرات هائمة وهمست برقة

 

" استمتعي بهذه اللحظة ملاكي.. وحاولي أن تثقي بي ولو قليلا "

 

تجمدت نظراتها في عمق عيناي ورأيتُها تُحرك رأسها ببطء موافقة.. حضنتُها أكثر إلى صدري.. ثم قبلت جبينها برقة وهمست قائلا

 

" هذه القبلة لأنكِ ناديتني من جديد بسيدي.. ناديني دائماً بها وسوف تحصلين على قبلة مني "

 

تنهدت سولينا برقة وتشبثت بكتفي ولم تتفوه بكلمة.. بدأت أسبح بهدوء بينما كنتُ أحتضن سولينا بذراعي وبذراعي الأخرى أحركها مع ساقاي.. لم أبتعد كثيراً عن الحافة حتى لا تخاف سولينا..

 

سمعتُها بسعادة تضحك بسعادة.. وقالت بفرحٍ كبير

 

" كم اشتقت للسباحة.. منذ زمنٍ طويل لم أسبح "

 

ابتسمت بوسع على كلماتها العفوية والسعيدة.. ولم أتخيل أن تكون الأمسية جميلة إلى هذه الدرجة..

 

في هذه الليلة.. عندما تساقطت دموع المطر.. في هذه اللحظات الجميلة والرومانسية.. اندمجت أرواحنا وتشابكت مشاعرنا.. وسط تجربة فريدة من نوعها..

 

مع دموع المطر.. أخيراً سمحت لي سولينا بقضاء ولو ساعات قليلة معها بسعادة..

 

ومع دموع المطر.. تشابكت ضحكات سولينا مع ضحكاتي السعيدة..

 

في هذه الليلة.. مع دموع المطر.. عرفت بأنني لن أتخلى أبداً عن ملاكي.. وأنني سأفعل المستحيل لأجعلها تُسامحني.. وسأفعل المستحيل لأُظهر براءتها....

 

 

في مكتب شركة مارسن**

 

في الساعة الواحدة ظهراً**

 

صرخة قوية وعنيفة هزت المكان بأكمله.. وجعلت ذلك الحارس ترتعش يديه وقدميه من الخوف

 

" كيف أيها الحقير لم تجدها حتى الآن؟.. أريدها وفي أسرع وقت أيها القذر.. أنا أريدهااااااا.. لم أعد أستطيع الصبر أكثر.. أريدها لي.. ومعي.. كان آرثر جيانو مُحقا بطردك.. لأنك عديم النفع فعلا.. اشرح لي وعلى الفور.. كيف سولينا غران ليست موجودة في أي مكان يمتلكهُ ذلك القذر في هذا البلد؟ "

 

أجابه مارك برعب

 

" سيدي لقد راقبنا لأسابيع جميع قصوره وجميع ممتلكاته بما فيها شركاته.. لكن صدقني لا أثر لها بتاتاً.. ذلك القذر ستيف شدد الحراسة ومواقع جميع الحراس.. وزاد عدد كاميرات المراقبة في كل مكان يمتلكه آرثر جيانو.. ولذلك أخذنا الكثير من الوقت حتى علمنا بعدم تواجدها في البلد.. و... "

 

قاطعه فيكتور وهو يصرخ عليه بغضب أعمى

 

" أيها الحقير.. أنا أريد سولينا غران بأي ثمن.. اجلبها لي فورا وإلا قتلتك بيدي.. أنا أريدُك أن تجلب لي سولينا غران خلال أسبوع كحدٍ أقصى.. وإلا قطعتُك لأشلاء وأطعمت أشلائك لكلابي أيها اللعين.. الأفضل لك أن لا تجعلني أرى وجهك القذر حتى تعثر عليها.. هل فهمت؟ "

 

أجابني مارك بسرعة

 

" نعم سيدي.. لقد فهمت "

 

تأملتهُ بنظرات غاضبة وهتفت بحنق

 

" ماذا تنتظر أيها الغبي؟.. اذهب وابحث عنها.. أريدها أمامي في أقل من أسبوع "

 

أجابني مارك بسرعة موافقاً ولكن قبل أن يتحرك ويخرج من مكتبي.. تجمد فجأة في مكانه وبدت على ملامحهُ نظرات سعيدة.. إذ يبدو بأنهُ تذكر شيئا مهما..

 

تأملتُه بدقة وسمعتهُ يهتف بنبرة سعيدة وبانتصار

 

" سيد فيكتور.. أظن بأنني أعرف إلى أين أرسل آرثر جيانو سولينا غران "

 

اقتربت منهُ بسرعة وأمسكته من ياقة قميصه بشدة وجذبتهُ نحوي وهتفت بوجهه قائلا بلهفة كبيرة وبغضب

 

" انطق أيها الأحمق.. أين أرسلها ذلك القذر؟.. أين هي امرأتي؟ "

 

ابتسم مارك بخبث وأجابني بهدوء

 

" إلى جزيرته فينوس.. الجزيرة هي المكان الوحيد الذي لم نذهب إليه لغاية الآن.. سأحتاج إلى خمسة عشر حارس.. لأن آرثر جيانو يضع أفضل حراسه هناك على الجزيرة.. سوف أُراقب الجزيرة لأسبوع كامل من بعيد.. وأعدك سيدي سأجلب لك سولينا غران.. سيد فيكتور.. فقط أمهلني المزيد من الوقت لأفعل ذلك.. سأحتاج لأسبوعين فقط.. وسأجلبها لك سيدي "

 

حررت ياقة قميصه من قبضتي وابتسمت بخبث.. ثم قلتُ له بأمر

 

" ستذهب إلى تلك الجزيرة اللعينة فينوس.. ولكن أمامك عشرة أيام فقط حتى تجلب لي سولينا.. ويمكنك أخذ العدد الذي تريده من حُراسي.. وإياك أن تعود من دونها.. وإلا قتلتك وقتلت جميع أفراد عائلتك.. هل فهمت؟ "

 

أجابني مارك موافقا برعب.. تأملتُه بسعادة وتابعت حديثي له قائلا

 

" اذهب فورا واجلبها لي.. حتى لو اضطررتَ لقتل الجميع هناك.. أو كل من يقف في دربك.. لا يهمني كيف وماذا ستفعل.. أريد سولينا.. أريدُها أمامي.. يختي الخاص سيكون تحت تصرفك مع رجالي "

 

أومأ مارك موافقا وهنا تابعت قائلا له بسرعة

 

" سأعطيك مهلة عشرة أيام فقط ابتدأً من الغد.. هيا اذهب فورا وتجهز للمهمة "

 

ولكن قبل أن يُغادر مارك.. هتفت بعنف

 

" انتظر لحظة.. لا تذهب "

 

عاد مارك ووقف أمامي وتأملني بنظرات قلقة.. ابتسمت بوسع ونظرت بخبث إليه.. وقلت بنبرة هادئة

 

" غيرت الخطة.. أريدُك أن تذهب برفقة رجالي وتُراقب الجزيرة من بعيد دون أن يلاحظكم أحد.. إن رأيتَ سولينا على تلك الجزيرة.. اتصل بي بسرعة.. سأذهب بنفسي وأجلب حبيبتي.. لن أسمح لكم بلمسها.. فأنا دمائي حارة جداً.. وقد أقتل كل من يلمس ما هو لي.. وحبيبتي سولينا من أملاكي.. لذلك لن أسمح لأحدٍ منكم بلمسها وإلا قتلته "

 

تأملني مارك بدهشة ثم همس موافقا.. ابتسمت بوسع وأشرت لهُ بيدي بقرف ليخرج من مكتبي..

 

بعد خروج مارك من المكتب.. وقفت في مكاني ونظرت أمامي بحدة بينما كنتُ أُعدل سترتي


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 32 - دموع المطر

 

ابتسمت بسعادة وهمست بحلم

 

" سوف تكونين لي أخيرا.. سولينا.. حبيبتي.. أخيراً سأحصل عليكِ.. سوف أضمكِ أخيراً إلى صدري وفي أحضاني.. وسأجعلكِ ترين مدى حُبي الكبير لكِ.. سوف تكونين لي بكل ما للكلمة من معنى حتى لو بالقوة "

 

نظرت بحقد أمامي وتابعت قائلا بشرٍ مُخيف

 

" سوف تكونين لي بأي ثمن.. حتى لو اضطررت لقتل آرثر جيانو.. بل سأقتلهُ بكل سعادة إن لمس شعرة واحدة من رأسك "

 

أغمضت عيناي وهمست بسعادة لا توصف

 

" أخيراً حبيبتي سأحصل عليكِ.. ولن يُبعدني عنكِ هذه المرة أي أحد "

 

انتهى الفصل


















فصول ذات الصلة
رواية حياتي سجن وعذاب

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©