رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 30
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. مؤسف حقا ما حصل مع سولينا مسكينة عانت الكثير وارثر الاحمق الان اصبح نادما على مافعل بها الصدمة كبيرة عليها وهو حقا في موقف لا يحسد عليه ويستحقه ولا يستحق أن تسامحه ابدا جعلها تعاني الكثير من سجن وضرب وعذاب والان الاغتصاب بوحشية حقا الراوية مؤلمة لكن الظلم لا يدوم وعلى ارثر أن يدفع الثمن لما فعله بها فهو لا يقل ظلما عن ذاك العميد الحقير وصديقتها بيلا جميعهم كانوا شركاء في اذيتها ويستحقون العقاب ... شكرا لك هافن ❤️❤️

    ردحذف
    الردود
    1. أحببت رسالتكِ جدا وكل كلمة كتبتها
      وفعلا الظلم لا يدوم ودائما كل ظالم ما يدفع الثمن غاليا
      وشكر ا لكِ لأنكِ أحببتِ روايتي
      وآسفة على القساوة بها.

      حذف
  2. اسف مع الاسف هذه الكلمه لا تصلح كل شي ينكسر بالعكس اسفك الان سوف يؤذيها أكثر فقط..وأجل لن تستطيع ابدا ان تتخيل ماذا تشعر به الان لانك لن تعيش ماعاشته هي لذلك ياارثر انت الان في وضع لا يحسد عليه ابدا الندم سوف ياكلك حتى لو سامحتك سولي سوف تبقى هذا الذكرى في راسك.
    ارثر انا معك في انتقامك من هولاء الحقراء. اجعلهم يدفعون الثمن غاليا واكيد ايفلين معهم الحقيرة هي السبب في حدوث ذلك.
    سولي 😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭 مافي اي كلمه تستطيع أن توصف شعورها ولكنها تحتاج إلى الوقت حتى تشفى جسديا ونفسيا بعد الي حدث.
    مايكل انت رائع جدا والوحيد الي يفهم واصدقائك هههههه اغبياء مع الاسف 😂😂😂😂.
    ليلي حبيبتي كانت عليك صفعه أكثر ....سولي الان بحاجتك ليس لديها أحد......واضح انها فقدت القدره عن المشي بسبب الصدمه😭😭.
    تسلم ايدك ❤️❤️.

    ردحذف
    الردود
    1. حياتي شكرا جزيلا لكِ على رسالتكِ الجميلة وكل كلمة كتبته
      الرسالة رائعة
      أتمنى أن تنال الحداث القادمة اعجابكِ يا قلبي

      حذف
  3. آسف بعد أيش يا آرثر؟؟؟ 😔😔😔💔🔥🔥

    ردحذف

رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 30

 

رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 30 - أنا آسف





أنا آسف








 

 

 

آرثر جيانو**

 

 

دخلت إلى الغرفة التي وضعها بها مايكل.. لأقترب بخطوات بطيئة ناحية السرير لأقف بجمود وأنا أنظر إليها بحزن.. كانت نائمة كالملاك وتبدو جميلة جدا رغم شحوب وجهها الواضح وعلامات صفعاتي عليه.. نظرت إلى عينة الدماء الموصول بذراعها لأتنهد بحزن..

 

وقفت بصمت أتأملها.. وطبعاً كان أول ما لفت انتباهي وجه سولينا الشاحب وقلبي الذي تملكته الأوجاع والذنوب..

 

كانت سولينا غارقة في عالم الأحلام.. ربما عالم الكوابيس.. وتركت الواقع وراءها.. وقفت بهدوء أراقبها بعيون ممتلئة بالألم والحزن..

 

وقفت بصمت بجوار السرير.. حيث كانت سولينا نائمة بسكون.. ورغم أن عينيها كانت مغلقة ولا يمكنها سماعي.. إلا أنني لم أستطع كبت الكلمات التي أدفنها في قلبي..

 

بدأت أتحدث بصوتٍ هامس وهادئ.. بينما كنتُ أنظر إلى وجهها الشاحب بحزنٍ شديد

 

" سولينا.. أنا آسف.. لو كنتُ أعرف بأنكِ نقية وطاهرة مثل الملاك لما تجرأت على لمس شعرة واحدة من رأسك.. في حياتي كلها لم ألمس امرأة ضد إرادتها.. الندم يقتلني حرفياً الآن.. وأشعر بالعذاب كلما فكرت بأنه لا يمكنني أن أتخيل كيف تشعرين الآن.. لقد مررتِ بأوقات عصيبة جدًا ومؤلمة جداً الليلة.. وكلهُ بسببي "

 

نظرت إلى سولينا النائمة بعيون مليئة بالندم والألم.. بدأت أتحدث بصوت منخفض.. وكانت كل كلمة تخرج من فمي كالجمر تحت رماد الذنب الذي كنتُ أحملهُ في روحي وكياني وفي قلبي.. إذ قلتُ لها بصوتٍ هامس يعكس ألمي وندمي

 

" أنا آسف للغاية.. آسف لأني تصرفت بشكل أناني وغير مسؤول وبوحشية.. أعلم أني جرحتكِ وألمتكِ كثيراً.. وأني قد سرقت منكِ شيئًا لا يمكن استرداده "

 

تنفست سولينا ببطء وظلت نائمة.. ولكن لم أتوقف.. واصلت توجيه كلماتي إليها وكأنه كان يفترض بأن تسمعني حتى في عالم الأحلام

 

" أعلم بأنني لن أستطيع تعويض ما فعلته.. لكن أردت أن أخبركِ بأن قلبي نادم ويتألم.. أنتِ لا تستحقين ما فعلتهُ بكِ.. كان يجب أن أُسيطر على نفسي.. لكن لم أستطع.. آسف "

 

تابعت الهمس بألم وبعذاب.. على أمل أن تصل كلماتي إلى سولينا حتى وإن كانت نائمة

 

" سأعترف لكِ بكل شيء.. فهناك أسرار كثيرة عليّ أن أخبركِ بها "

 

تنهدت بقوة وهمست بوجعٍ كبير

 

" عندما رحلت شقيقتي غريس.. شعرت بألم لا يمكن وصفه... كانت روحًا جميلة وطيبة.. وفقدانها كان صدمة كبيرة بالنسبة لي.. لم يكن لدي أبدًا فكرة عن كمية الألم التي يمكن أن يسببه فقدان شخص تحبه بعمق "

 

بدأت أبوح ما في قلبي وكأنني أخبرها بأعمق أسراري

 

" عندما فارقتنا غريس.. شعرت بألم لا يوصف.. كانت كنزًا في حياتي.. وفقدانها كان كصدمة تمزقت بها روحي.. وبعد وفاتها عرفت بأنني لن أعود كما كنتُ من قبل.. وكل ما شغل عقلي في ذلك الوقت أن أنتقم منكِ لأنكِ تسببتِ في موتها "

 

بدأت أتكلم ببطء وبحزن عميق.. وكأنني أحاول تحميل سولينا بعضاً من ألمي الخاص

 

" في اليوم الذي توفيت به غريس كانت السماء تبكي معنا.. كانت لحظة لا تنسى من الألم والفقدان.. كما أننا فقدنا شمعة من ضوء حياتنا.. لقد كانت تلك اللحظة تمزق القلب وتركت وراءها أثراً يستمر للأبد "

 

تابعت قائلا بألمٍ شديد

 

" في ذلك اليوم تلقيت مكالمة من فتاة مجهولة.. أخبرتني بأنكِ من علمتِ غريس على تعاطي المخدرات.. وبأنكِ قمتِ ببيعها تلك الممنوعات.. وقالت لي بأنكِ عاهرة.. وأنا بغباء صدقت كلماتها عندما اكتشفت بأنهُ تم القبض عليكِ في الجامعة "

 

نظرت إلى سولينا بعيون ممتلئة بالحزن والأسى.. وتحدثت إليها بصوتٍ هامس يعكس حالتي النفسية الهشة

 

" بعد مرور أسبوع على وفاتها.. تجرأت و ذهبت إلى قصر العائلة.. ودخلت إلى غرفة غريس.. عندما دخلتُها.. كان الهدوء يخيم في الجو.. والهمسات الصامتة للذكريات تعبق بالغرفة.. كانت أغراضها متراصة بدقة ورقة.. وكأنها لم تكن قد رحلت أبدًا.. كانت قطع الأثاث تنظر إليّ بعيون تعبس وتروي قصصًا صامتة عن ماضٍ جميل.. "

 

توقفت عن التكلم وأغمضت عيناي وتابعت قائلا بحرقة قلب

 

" عندما دخلت غرفة غريس بعد رحيلها.. كان الهدوء يخيم في الجو كالعزلة النهائية.. كانت الأشياء في مكانها كما تركتها غريس.. والأثاث يبدو وكأنه شاهد على عمر كامل من اللحظات الجميلة والحزينة.. كانت قطع الأثاث تشعر بالحنين.. والوسائد تحتضن ذكريات مضت "

 

فتحت عيناي ونظرت بألمٍ شديد إلى سولينا وتابعت بوجعٍ كبير قائلا

 

" غرفة غريس كانت مميزة بأشيائها الخاصة.. الستائر الرقيقة كانت تسمح بدخول أشعة الشمس الدافئة على فراشها.. وكانت أمسياتها تمضي وهي تقرأ هناك... الكتب مكدسة على الرفوف.. وكانت ترفض أن تتخلى عن أي كتاب من مجموعتها.. وعلى المنضدة بجانب سريرها كانت تضع مذكرات خاصة بها.. تحتفظ بها بعناية كبيرة.. تروي فيها قصة حياتها وأحلامها "

 

ابتسمت بحزن وتابعت قائلا بمرارة

 

" غرفة غريس كانت مميزة بالفعل.. الجدران مطلية باللون الزهري الداكن.. والستائر كانت تمنح الغرفة طابعًا رومانسيًا.. وكانت هناك صور فنية رائعة على الجدران.. تُعبر عن اهتمامها بالفن.. أثاث الغرفة كان قطعًا فنية بحد ذاته.. من الأثاث الخشبي الجميل إلى السجاد الفاخر على الأرض.. وكانت هناك صورها على الجدران.. صور تجمعها بلحظات سعيدة.. وحتى الزهور الجافة التي جمعتها من حديقة القصر لا تزال هناك.. تضيف لمسة من الجمال على غرفتها الصامتة "

 

تنهدت بضعف وتابعت بغصة قائلا

 

" أغراض غريس الصغيرة ظلت في مكانها كما هي.. ملابسها.. الكتب.. والورود الجافة.. كانت أمي قد حفظت كل شيء بعناية.. حتى زجاجات العطور الفاخرة والأقلام الخاصة بها.. وأخيراً الروزنامة المعلقة على الحائط.. "

 

توقفت عن التكلم وبلعت ريقي بقوة وتابعت بألمٍ شديد قائلا

 

" تلك الروزنامة المعلقة على الحائط..  توقفت عن الحركة في تاريخ يوم وفاة غريس.. كما لو أنها تريد أن توقف الزمن نفسه وتحتضن لحظاتها الأخيرة.. توقفت على تاريخ يوم وفاة غريس.. وكانت تلك الروزنامة تذكرني دائمًا باللحظة الأليمة.. والروزنامة ظلت متوقفة على ذلك التاريخ بعناد.. كما لو أن الزمن نفسه تجمد في تلك اللحظة المؤلمة عند رحيلها "

 

تحركت وجلست على طرف السرير بجانب سولينا.. نظرت إلى وجهها بحزن وهمست بألم

 

" وكانت تلك المرة الأخيرة التي أدخل بها إلى غرفة غريس.. لم أستطع طيلة تلك السنوات دخولها من جديد.. "

 

توقفت عن التكلم وأغمضت عيناي بهدوء وتابعت بألم وبندم كبير قائلا

 

" في ذلك الوقت بسبب غضبي وحقدي قررت الانتقام منكِ رغم أنهُ تم الحُكم عليكِ لفترة سبع سنوات في السجن.. أرسلت المحامي الخاص بي وقام برشوة مسؤولة السجن وبعض السجينات حتى يقوموا بتعذيبك.. ولكن عندما دخلتِ إلى المستشفى ودخلتِ في غيبوبة بسبب ضربهم لكِ شعرت بغضبٍ شديد.. لم أريدهم أن يضربوكِ.. لم أكن أريد أذيتكِ جسدياً.. شعرت بالندم وفعلت المستحيل لأنقلكِ إلى سجن للنساء آخر.. وهناك قمت برشوة مديرة السجن وأمرتُها بمنع أي سجينة من الاقتراب منكِ وأذيتكِ "

 

فتحت عيناي ونظرت إليها بندم وتابعت بغصة قائلا

 

" سامحيني.. لقد أعماني الحزن والغضب في ذلك الوقت.. "

 

ثم ساد الصمت في الغرفة لدقائق طويلة جداً.. وبعدها همست قائلا

 

" هل من المعقول أن يكون مايكل مُحق بشكوكه؟!.. إن كان صحيح ما قاله مايكل.. تبا سأكون ملعونا حينها لأنني ظلمتكِ.. "

 

فكرت بعذابٍ شديد.. لقد شعرت بالجنة بينما كنتُ أضاجعها.. تبا لي.. لقد مارست معها بعنف كالحيوان.. رفعت كلتا يداي ومسحت وجهي بقوة من شدة الغضب الذي أكل قلبي أكلا.. ما الذي يحصل معي؟!.. لأول مرة أتصرف نحو أنثى بهذا العنف.. ولأول مرة أشعر بالذنب يمزق أحشائي..

 

كنت أراقب شفتيها وتنفسها المنتظم وجهها الجميل فأنا لم أرى جمالا يضاهيه حتى الأن..

 

وبصوتٍ مُرتعش سألتُها

 

" هل صحيح لم يقبلكِ رجلا من قبل؟!.. يبدو أنكِ لا تكذبين.. لأن عذريتكِ تثبت أنكِ بريئة.. أنا آسف لأنني فعلت ذلك.. سأعرف الحقيقة قريبا.. وإن كنتِ بريئة.. لا أريد التفكير حالياً بما سأشعر به... لا أريد التفكير بمدى الظلم الذي رافقكِ.. تبا حتى أنا نفسي شككت بالأمر بعد اتصال تلك الملعونة بي.. أخبرت الشرطة عن وجود مروج للمخدرات في الجامعة ولم أذكر اسمكِ.. ولكن عندما علمت بأنهم امسكوا بكِ وبحوزتك كمية كبيرة من الممنوعات تأكدت من شكوكي وصدقت ما قالته لي تلك الحقيرة.. "

 

تنفست بعمق وهمست بندم

 

" اللعنة.. كيف كان لي أن أعرف بأنه تم التلاعب بكِ وبي؟!!.. سأعرف الحقيقة قريبا وإن كنتِ بريئة .. لا أعرف كيف سوف أعوضكِ عن كل الذي حصل معكِ.. ولكن الذي أعرفه بأنني لن أرحم كل من هو متورط بقتل شقيقتي وسجنكِ.. أعدكِ بذلك "

 

وقفت وقبلت جبينها برقة وخرجت من الغرفة.. شعرت بغضب كبير من مجرى الأمور ومن نفسي.. توجهت إلى قمرة القيادة وطلبت من رجالي بتجهيز القارب.. وبمساعدة ستيف نقلت سولينا وتحديدا إلى غرفتي في القصر.. ثم عُدت إلى يختي جيانو وطلبت من الطاقم أن لا يزعجوا مايكل حتى يستفيق..

 

أمسكت هاتفي واتصلت بـ إيما مجددا لترد على اتصالي بنعاس لأتأسف لها مجددا وأطلب منها أن ترسل إلى الجزيرة ملابس وثياب داخلية نسائية.. لتسألني عن المقاس لأخبرها بدقة عن مقاس سولينا.. فأنا أعرف كل شيء عن سولينا مسبقا..

 

أنهيت المكالمة ودخلت إلى غرفة نومي.. نظرت بحزن ناحية السرير لأغمض عيناي بعجز.. كيف سأنام عليه دون أن أتذكر فعلتي الشنيعة تلك؟!!.. جلست على الأريكة ولم أتوقف عن التفكير..

 

كانت الأحداث تتوالى عليّ كمطارق كادت تقضي على عقلي وقلبي.. شعرت بخنجر يغرس في صدري.. حتى لم أعد أحتمل هذا العذاب أكثر.. تنهدت بحسرة على ما وصلت إليه من دنوٍ و حقارة.. لقد اغتصبتها.. والجحيم فعلت.. تبا ما الذي فعلته؟؟!!.. كيف يمكنني أن أعوضها؟!!..

 

إن كان فيكتور وزوجته متورطين بذلك سوف أدمرهما.. ولكن واللعنة كيف عرفوا بشكوكي نحو سولينا؟!.. لن أسمح لهما بأن ينجوان بفعلتهم تلك.. جعلوني أخسر شقيقتي وجعلوا مني مغتصب حقير وجعلوا سولينا تخسر حياتها ووالدها والآن عذريتها.. سوف أريهم كيف سيكون انتقام آرثر جيانو لهذين القذرين.. لا أحد يتلاعب بي وبمن يخصني.. لا أحد.. وقفت بغضب لأزيل ملابسي وأنام بعدها على الأريكة..

 

 

سولينا**

 

فتحت عيوني ببطء وأول ما رأيته هو الظلام.. رمشت بقوة وعندما اعتادت عيناي على ذلك الظلام استطعت الرؤية بوضوح بسبب ضوء القمر الذي تسلل بنعومة من النافذة.. نظرت حولي وجدت نفسي مستلقية على سرير غريب في غرفة مجهولة..

 

لم أستطع في البداية فهم ما كان يحدث.. لم أفهم أين أنا ولماذا أنا نائمة في غرفة غريبة.. نظرت حول الغرفة بحيرة من الارتباك والقلق..

 

وبينما كنتُ أحاول تذكر ما حدث.. بدأت الذكريات الصادمة تتدفق إليّ بحزن شديد.. ابتلعت بصعوبة.. وعقلي بدأ يتنقل ببطء في عرض أحداث ما حدث معي منذ ساعات.. تذكرت بذعر تلك اللحظة المروعة عندما تعرضت للاعتداء من قبل آرثر جيانو.. الرجل الذي سيطر وأمتلك أحلامي منذ أسابيع.. الرجل الذي كنتُ أحلم به في كل ليلة..

 

توسعت عيناي برعب وتذكرت بعذاب أحرقني ما فعلهُ بي وبوحشية آرثر جيانو.. وعندما كان الألم يبلغ ذروته في كياني.. وقبل أن أفقد السيطرة وأنهار بالبكاء.. انفتح الباب ببطء ودخل شخص إلى الغرفة..

 

عرفت بسرعة أنهُ هو من دون أن أنظر إليه.. فأغمضت عيناي بإحكام وتظاهرت بالنوم.. كنتُ قلقة بشدة ومشاعري متقلبة بين الخوف والغضب..

 

سمعت صوت آرثر وهو يتحدث بصوتٍ هامس.. كان يعترف بما فعله ويطلب السماح مني.. كان يعتقد بأنني نائمة ولا أستطيع سماعه.. لكن كنتُ أسمع كل كلمة تفوه بها بألمٍ شديد.. تجمعت الدموع في عيناي.. لكن استمريت في التظاهر بالنوم..

 

بعد خروج آرثر جيانو من الغرفة.. بدأ الألم والعذاب يتصاعدان داخل قلبي و روحي المحطمة.. كنتُ أشعر بألم لا يمكن وصفه.. وكأنني فقدت جزءًا كبيرًا من نفسي.. وشعرت بأنني أغرق تحت ضغط الأحداث الصادمة التي حدثت معي..

 

بدأت الدموع تتساقط من عيناي بحرية.. كانت تنساب ببطء على وجهي.. تاركة آثاراً مالحة على وجنتاي.. صدري ارتفع بسرعة.. وعلى جسمي تجاوبت موجات من الرجافات.. مما أضاف لمعاناً آخر في عيوني الممزقة..

 

عندما شعرت بالألم النفسي الذي اجتاحني.. بدأت أبكي بصوت مكتوم.. همسات من الألم والحزن تتسلل إلى الغرفة المظلمة... تذكرت الأمور الجميلة التي مرت  في حياتي.. وكيف انقلبت كل هذه الذكريات الجميلة إلى كوابيس مروعة ومُرعبة جداً..

 

في هذه اللحظة شعرت بأنني فقدت الثقة في الناس وفي العالم من حولي..  كنتُ أعيش في عالم مليء بالخيبة والخداع والظلم.. انهمرت دموعي بغزارة.. وبدأت أبكي بقوة.. كأنني أُحاول التخلص من كل تلك المشاعر السلبية التي اجتاحتني..

 

كان البكاء بوابة تسمح لي بالتعبير عن الألم الذي أحملهُ في داخلي.. لم أكن أعلم كيف سأتعامل مع هذا الألم الهائل الذي ترك آثارًا عميقة في روحي وجسدي..

 

وعرفت بعذاب بأنني هذه المرة لن أستطيع التغلب على هذه التجربة المروعة وبناء حياة جديدة بعيدًا عن الألم الذي عشته.. عرفت بأنني لن أتخطى هذه المرة ما فعله بي آرثر جيانو..

 

مسحت دموعي بيد مُرتعشة وهمست بعذاب

 

" لماذا؟.. لماذا أنا؟... "

 

وبسبب إجهادي الكبير غرقت بالنوم دون شعور مني..

 

فتحت جفوني بثقل.. حاولت رفع يدي لكنني لم أستطع لأنظر وأرى عينة من الدماء موصولة بها.. نظرت حولي لأرى أنني في غرفة نوم السيد آرثر في قصره في الجزيرة.. لتخرج شهقة خوف ضعيفة من بين شفتاي وأخذ قلبي ينبض بعنف مسترجعة كل ما حدث معي في الليلة الماضية..

 

تتساقط دموعي دون إرادة مني.. وهمست بحزن وبتعاسة وبوجعٍ كبير

 

" سامحني أبي.. لقد ناضلت بيأس لأمنعه عن فعل ذلك بي.. لكنني ضعيفة.. لم أستطع مُقاومته.. سامحني لأنني أصبحت عاهرة رخيصة.. أصبحت عاهرة ملوثة لا قيمة لي.. ربما أستحق ما يحصل معي.. أستحق كل ما حدث لي.. لأنني تسببت بموتك وبموت والدتي.. سامحني.. "

 

كانت كل خلية في جسدي تؤلمني.. رفعت غطاء السرير ورأيت بأنني أرتدي قميص رجالية سوداء.. حاولت تحريك قدماي لكن لم أستطع.. تبا لماذا لا أشعر بهما؟!!.. ولكنني شعرت بألمٍ شديد في أسفلي.. تنهدت بحزن وبكيت بمرارة بينما كنتُ أتذكر كل ما حصل معي في الأمس.. تذكرت بعذاب وبوجعٍ كبير اللحظات المروعة التي مررت بها..

 

كنتُ أحلم بأن أفقد عذريتي في ليلة زفافي مع الرجل الذي أعشقه.. آرثر جيانو أحرق حياتي وأحرق روحي.. لقد قتلني في الأمس ودمر كياني وحياتي كلها..

 

بكيت بتعاسة.. سعادتي انتهت للأبد.. فأنا لا أعرف متى سوف ينتهي كابوسي الذي عانيت منه منذ سبع سنوات..

 

أغمضت عيوني بشدة وتشنج جسدي برعب عندما سمعت صوت الباب ينفتح ثم ينغلق بخفة.. وسمعت بذعر صوت خطوات بطيئة تقترب من السرير.. لأشعر بثقل شخص يجلس بجانبي على السرير من جهة الشمال.. حركت رأسي إلى اليمين ونظرت بفزعٍ شديد إليه.. وبدأت أبكي برعب مزق أحشائي..

 

كانت نظراتي مشدودة بشكل متوتر نحوه.. وكنتُ أبحث بذعر عن مؤشرات في ملامحه تدل على التهديد..

 

أصبحت أخافه بجنون.. ولا أريد رؤيته أمامي أبداً.. أصبحت أكرهه لأنهُ دمرني ودمر روحي البريئة..

 

بسبب خوفي الكبير منه بكيت برعبٍ كبير.. ولم أستطع السيطرة على رعشة جسدي..

 

رأيتهُ يتأملني بنظرات حزينة


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 30 - أنا آسف

 

لكن حتى نظراتهِ تلك أشعلت الخوف في كياني.. سمعتهُ بذعر يتنهد بقوة وهمس بنبرة رقيقة

 

" أتمنى أن تتوقفي عن البكاء "

 

لينبض قلبي بسرعة بسبب الرقة الغير معهودة منه.. هل هذه حيلة منه؟!!.. لم أجب عليه.. وازداد بكائي أضعافا من جراء خوفي منه.. لأسمعه يهمس برقة وبنبرة حنونة

 

" سولينا.. توقفي عن البكاء لو سمحتِ.. انظري إليّ.. أنا لن أؤذيكِ بعد الآن.. لقد أخطأت بشكلٍ كبير. لا تخافي مني.. لو سمحتِ.. أريد أن أتحدث معكِ.. فقط "

 

لم أكن قادرة على التحرك أو التحدث بسبب الخوف الذي تسلل إلى كل خلية في جسدي.. كنتُ أتأرجح بين الرغبة في الهروب وبين الخوف من ما قد يفعله آرثر إذا شعر بالرفض.. هل سيكرر ما فعلهُ بي في الأمس؟..

 

بدأت أبكي بشكلٍ هستيري.. وعندما رأيتهُ يُحرك يدهُ باتجاهي صرخت بذعر وأغمضت عيناي بقوة وهتفت بفزعٍ كبير

 

" لا أرجوك.. لا تلمسني.. لا أريد.. ابتعد عني.. أرجوك "

 

سمعتهُ يتنهد بقوة.. ثم لدهشتي الكبيرة سمعتهُ يقول بنبرة متألمة وحزينة

 

" أنا آسف.. آسف.. لن ألمسكِ رغما عنكِ بعد الآن.. فقط لو سمحتِ توقفي عن البكاء.. أريد التكلم معكِ "

 

توقفت عن البكاء بصدمة وأجبته وأنا أشهق وخائفة من أن يعاقبني إن لم أفعل

 

" ماذا تريد؟.. لم تكتفي بما فعلتهُ بي؟.. لم تكتفي؟.. ماذا تريد؟.. لقد.. لقد... اههههه.. "

 

تأوهت بخوف إذ أمسك بكتفي برقة ورفعني بخفة ليعانقني.. لأهتف بخوف وأنا أتلوى بين يديه بضعف

 

" لا.. أرجــ.. أرجوك.. أتركني.. لا تفعل.. أتوسل إليك.. لا تؤذيني.. ابتعد عني.. "

 

قاومتهُ بجنون وضربت صدره بكلتا يداي.. لكنه كان يهمس بحزن وهو يضمني بقوة إلى صدره

 

" أنا آسف.. سامحيني.. آسف.. لم أكن في كامل وعي.. آسف.. "

 

لأشعر بيده تمسح على رأسي بخفة وهو يهمس بأذني

 

" شششش.. اهدئي.. أنا لن أؤذيكِ.. أعدك.. فقط اهدئي.. لا يمكنني تغيير ما فعلته.. لكني هنا لأسمعكِ ولأطلب السماح منكِ.. أعلم أنكِ تشعرين بالألم وبالخوف.. ولكن من فضلك.. اسمعيني "

 

لم أهتم بما قاله.. ولم أصدقه.. كان صعباً عليّ تصديقه.. صرخت بعذاب ولم أتوقف عن ضرب صدره.. دفنت رأسي في صدره وبكيت بألم.. وبعذاب.. وبوجع.. بكيت بحرقة قلب ينزف من الأوجاع والظلم..

 

بكيت ألمي.. بكيت وجعي.. بكيت الظلم الذي لازمني منذ سبع سنوات.. بكيت حنيني لوالدي.. بكيت فراقه المفاجئ.. وفراق غريس.. بكيت خوفي من شعوري الآن بالأمان في أحضان الرجل الذي دمرني..

 

كيف لقلبي أن يشعر بذلك نحوه؟.. كيف لي أن أرتاح في أحضانه؟!!.. يجب أن أكون خائفة ومرتعبة منه.. بكيت وبكيت حتى فقدت الوعي.. وسقطت في ذلك العالم الهادئ...

 

 

آرثر**

 

 

أبعدتها قليلا عني عندما توقفت عن البكاء وسمعت انتظام أنفاسها.. أمسكت رأسها من الخلف برقة ونظرت إلى وجهها بحزن وبندمٍ كبير..

 

أرحت جبيني فوق جبينها وأغمضت عيني بألم.. كان قميصي قد تبلل بالكامل من دموعها.. شعرت بالعجز والغضب من نفسي على فعلتي الدنيئة تلك..

 

أنا في حياتي كلها لم ألمس امرأة غصبا عنها.. لكنني ظننتها عاهرة.. صدقت تلك اللعينة بغباء.. وبفورة غضب وغيرة عمياء سرقت براءتها بوحشية مُقرفة..

 

وجع الضمير مؤلم جداً.. وكن صعباً جداً أن أتحملهُ.. لأول مرة أشعر بهذا الألم الموجع.. فهذا الألم يختلف تماما عن ما شعرت به عندما توفيت شقيقتي..

 

قبلت جبينها برقة وهمست بحزن بينما كنتُ أمسح أثار الدموع عن وجنتيها الشاحبة..

 

" سامحيني ملاكي.. ارتكبت خطأ كبيراً بحقكِ.. أعدُكِ سأفعل المستحيل لأجعلكِ تُسامحينني.. لكن أرجوكِ اسمحي لي بالتقرب منكِ.. لا تُبعديني عنكِ.. أعدكِ بأنني سأبحث عن الحقيقة.. سأجد تلك الفتاة التي اتصلت بي.. وسأجعلها تدفع الثمن غاليا.. "

 

رغم ندمي الكبير بسبب ما فعلته بـ سولينا إلا أنني بعذاب فكرت.. أنا لا أستطيع أن أنكر عندما رأيت سولينا لأول مرة في حفلة عيد ميلادها.. أردت مطارحتها الفراش وبشدة.. فلقد أبهرتني بجمالها الأخاذ.. حتى خطيبتي اللعينة جوي والتي تدير الرؤوس بجمالها وجسدها الرائع لم تستطع أن توقظ في جسدي الرغبة التي تحرقني وتحرق قلبي كلما نظرت إلى سولينا..

 

أبعدت رأسي عنها وفتحت عيوني ونظرت بألم إلى وجهها البريء.. وضعتها برفق على السرير وأنا ما زلت أنظر إليها بأسف وبألم..

 

شعرتُ لأول مرة في حياتي بشعور الحماية يتملكني بقوة.. و في الوقت نفسه شعرت بالخوف بسبب ما فعلته بها..

 

هناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتقي.. أن أكتشف وأُظهر الحقيقة الكاملة لما حصل لشقيقتي و سولينا.. لكنني لم أعد أثق في نفسي بعد الآن وأنا بقربها.. بدأت أشعر أنني أخسر جزء كبير من قلبي ونفسي كلما كنتُ قريباً منها.. لا أدري إن كنتُ سأقدر على حماية سولينا من بشاعة نفسي أم لا.. لكنني سأفعل المستحيل لحمايتها..

 

لا أعرف كم مضى من الوقت بينما كنتُ أجلس بجانبها وأنظر إليها وأنتظرها حتى تستيقظ..

 

صوت طرقات خفيفة على الباب انتشلني من شرودي.. التفت نحو الباب ورأيت مايكل يدخل إلى الغرفة


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 30 - أنا آسف

 

ووقف بجانبي.. وقال بصوتٍ مُنخفض

 

" ما زالت نائمة!.. الأفضل أن تذهب قبل أن تستيقظ وتراك وتنهار "

 

لأنظر إليه بحدة.. وأهمس بغضب

 

" لا تقلق.. لقد استيقظت ورأتني.. وشعرت بالخوف.. قليلا.. حسناً.. كثيراً.. لقد ارتعبت مني.. وكانت ترتجف برعبٍ كبير بسببي.. اللعنة.. لن أنكر ذلك.. لكنها هدأت في النهاية.. و.. نامت وهي تبكي "

 

تأملني مايكل بنظرات الشك.. وقال بسخرية

 

" لا أظنها نامت.. أظن المسكينة.. لا بل أنا متأكد بأن المسكينة فقدت وعيها بسبب خوفها الكبير منك "

 

نظرت إليه بقهر وهمست بغضب بصوت بالكاد خرج من فمي

 

" وغد.. "

 

رفع مايكل حاجبه عاليا وقال بسخرية

 

" سمعتُك.. وكلانا نعلم من هو الوغد الحقيقي حالياً صديقي "

 

كشرت بعصبية ونظرت إليه بغضب.. تأملني مايكل بنظرات خبيثة وقال بمرح

 

" أخيراً جعلت إمبراطور المال والتجارة يخرس.. هذا جميل "

 

قلبت عيناي وتأملتهُ بنظرات حادة.. غمزني مايكل بمرح ومشى بخطوات بطيئة وجلس في الجهة الثانية على طرف السرير وبدأ يفحص سولينا بعناية..

 

أزال عينة الدماء عن ذراعها ورأيتهُ يُخرج مكنة الضغط وبدأ يقيص ضغطها.. بعد دقائق همس قائلا بحزن

 

" ضغطها جيد.. ولكن لا أعرف.. قد تفعل ردة عكسية عندما تستيقظ وتجدُك بجانبها.. لذلك من الأفضل أن تخرج.. وأنا سأبقى برفقتها.. لا تقلق آرثر.. سأعتني بها جيداً.. "

 

تأملتهُ بنظرات حزينة.. وقلت بألم

 

" كنتُ أريد فقط أن أعتذر منها بصدق.. وأردت أن أتكلم معها بخصوص الماضي.. أريد أن أعرف ما حدث معها بالفعل منذ سبع سنوات.. يجب أن أكتشف الحقيقة منها حتى أعرف ما يتوجب عليّ فعله "

 

كتف مايكل يديه وتأملني بنظرات جادة قائلا

 

" حقاً آرثر!.. هذا ما تريدهُ الآن؟.. هذا ليس الوقت المناسب لتتكلم معها عن الماضي.. عليك أن تصبر قليلا.. كما ترى هي تحت تأثير الصدمة.. ما فعلتهُ بها لا يمكنها بتاتاً أن تنساه.. حتى لو أرادت سولينا نسيانه لن يكون بتلك السهولة التي تتخيلها "

 

نظرت بألمٍ شديد إلى سولينا وهمست بندم وبحزن عميق

 

" أعلم.. أعلم جيداً بأنها لن تستطيع نسيان ما فعلتهُ بها.. ولن تسامحني بسهولة.. لكن من أجلها يجب أن أتكلم معها عن الماضي "

 

تنهد مايكل بقوة وقال بجدية

 

" اسمع كلامي لمرة واحدة في حياتك.. حاول على الأقل لعدة أيام أن تتجنب رؤية سولينا و.. "

 

قاطعتهُ قائلا بحدة وبغضب

 

" لا.. لن أبتعد عنها.. أقصد.. سأراها وسأتكلم معها.. أريد أن أعرف منها حقيقة ما حصل معها منذ سبع سنوات "

 

ابتسم مايكل بخبث وقال بنبرة ماكرة

 

" لا تريد الابتعاد عنها الآن!!.. هممم.. لقد فهمت.. "

 

نظرت إليه بحدة وسألتهُ بتوتر وبغضب

 

" ماذا فهمت؟ "

 

تأملني بنظرات ماكرة وقال ببراءة

 

" ستعرف قريباً جداً ما فهمته.. أما الآن أُخرج من الغرفة واطلب من الشيف في يختك أن يجهز لها وجبة الإفطار ويتم إرسالهُ إلى هنا بسرعة.. فهي ستكون جائعة.. ويجب عليها أن تأكل قبل أن أُعطيها أدويتها "

 

نظرت إليه بغيظ وهمست بقهر وبغضب

 

" أنت تطردني!.. ومن غرفتي! "

 

ليضحك مايكل بخفة ويقول

 

" حسنا أيها الطفل الباكي.. تقبل طردي لك المؤقت من غرفتك حاليا.. ودعني أعتني بها.. عندما تستيقظ أريد أن أشرح لها ما يجب أن تفعله.. وقبل أن أنسى أخبرني ستيف أن مربيتك ليلي لم تتوقف طيلة الليل عن البكاء والصراخ ليسمحوا لها بمساعدة سولينا.. و ستيف يشعر بالقلق على العجوز.. ويفضل أن تذهب لتطمئن عليها بنفسك "

 

تأففت بضيق بينما كنتُ أقف وخرجت من غرفة نومي غصباً عن إرادتي..

 

تنهد مايكل بحزن بينما كان يجلس على طرف السرير وهو ينظر إلى سولينا.. ليهمس قائلا بحزن

 

" أصبري على صديقي قليلا.. أتمنى أن لا تكرهينه كثيراً بسبب ما فعلهُ بكِ.. فأنتِ لم ترين ولم تسمعي كم كان خائفا عليكِ دون أن يشعر بذلك.. وهذه أول مرة في حياتي أرى صديقي آرثر خائف إلى تلك الدرجة.. لو لم تكوني مهمة بالنسبة له لما كان سأل عنكِ أو اهتم بكِ.. أتمنى أن تسامحيه ويلين له قلبك "

 

تابع آرثر**

 

شعرت بالقلق على مربيتي ليلي.. ففي النهاية هي من ربتني.. وأنا أحبها جدا.. خرجت من القصر وذهبت باتجاه منزل نوح.. وما أن اقتربت من المنزل حتى فتحوا حُراسي الباب بسرعة..

 

دخلت إلى المنزل لأقف بجمود في وسط غرفة المعيشة ونظرت بحزن إلى مُربيتي ليلي.. شعرت بقلبي ينفطر ألما عليها.. كانت تجلس على الأريكة منحنية الرأس والجسد وتغطي عينيها بكفوف يديها وهي تبكي وتنتحب وتشهق بأسى..

 

ثم رأيتُها تُبعد يديها عن عينيها.. ورأيت بحزن دموعها تسيل على وجنتيها الشاحبتين


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 30 - أنا آسف

 

" ليلي.. "

 

همست باسمها برقة لأراها تنتفض برعب لتنظر بدهشة إليّ.. لأرى بحزن عيونها المنتفخة والحمراء كالدم من كثرة البكاء..

 

وقفت ليلي بصعوبة وبإرهاق ومشت بخطوات بطيئة وثقيلة لتقف أمامي... أمسكت بكلتا يداي وضغطت عليهما بخفة وقالت برجاء وبتوسل

 

" سيدي الجميل.. لقد أتيتَ أخيراً.. أرجوك أرح قلبي من عذابه.. قل لي بأن سولينا بخير.. أتوسل إليك سيدي الجميل.. قل لي بأنها بخير.. وأنك لم تمسها بمكروه.. قل لي بأنك لم تؤذي سولينا.. أرجوك سيدي.. أنا أعرف بأنك تمتلك قلباً أبيض وحنون.. أنتَ لم تؤذي سولينا.. أنتَ لم تؤذي أحد في حياتك كلها.. لذلك أنا متأكدة بأنك لم تؤذيها.. ربما أخفتها قليلا.. لا بأس.. المهم بأنك لم تؤذي سولينا.. أرجوك قل لي بأنك لم تفعل.. أليس كذلك؟ "

 

شعرت بالعجز وقلبي أحرقته نيران تأنيب الضمير.. كيف سأعترف لها بفعلتي الشنيعة تلك؟!!.. لا أستطيع أن أعترف لها.. بل لا أستطيع أن فتح فمي وإخبارها بأنني أذيت سولينا وبعنف..

 

بلعت ر يقي بقوة ونظرت إليها بندمٍ كبير.. وهنا تلاقت نظراتنا.. واجهت عينيها بعينين كساهما الأسى و الحزن..

 

ارتعشت يديها بعنف وسحبتهما بسرعة.. شحب وجهها بشدة ورأيت فمها يرتعش بينما كانت تتأملني بذعرٍ شديد وبصدمة كبيرة..

 

وهنا على الفور عرفت بأنها اكتشفت ما اقترفته بحق سولينا.. وخاصةً لأنني كنتُ أنظر إليها بندم نهش عقلي وجسدي وروحي نهشا..

 

ابتسمت ليلي بوسع وقالت بإنكار

 

" لا.. لا سيدي الجميل.. أنتَ لم تفعلها.. نعم.. لم تفعل ذلك بـ سولينا البريئة.. لقد أحسنت تربيتُك أنا ووالدتك.. أنتَ رجل شهم ذو أخلاق نبيلة.. ومُحترم.. أنتَ في حياتك كلها لم تظلم شخص.. حتى أنني أتذكر جيداً صديقتك عندما كنتَ في سن المراهقة.. رفضتَ لمسها لأنها كانت عذراء.. أخلاقك النبيلة تمنعك عن فعل ذلك.. "

 

بلعت ريقي بقوة وتأملت وجه ليلي بندمٍ كبير.. لم أستطع النطق أمامها بحرفٍ واحد.. كنتُ مُذنباً كالشيطان.. لا يوجد أي طريقة أستطيع من خلالها الدفاع عن نفسي وإيجاد مُبرر واحد لفعلتي المُقرفة..

 

وضعت كلتا يداي بجيب سروالي لأُخفي رعشتهما من أمام نظرات ليلي المصدومة..

 

هزت ليلي رأسها بالرفض بقوة.. وهمست بإنكار تام

 

" لا!!.. لا.. أنتَ لم تفعل بها ذلك.. مستحيل أن تكون قد فعلتَ ذلك بها.. مستحيل... "

 

كانت مربيتي ترتجف بعنف والدموع تجمعت في عينها.. بينما كانت تتأملني بنظرات خائفة ومصدومة بالكامل..

 

لم أستطع الاعتراف لها.. كان جداً صعباً عليّ أن أفعل ذلك أمامها.. أخفضت رأسي ونظرت إلى الأرض بحزن وبندم كبير..


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 30 - أنا آسف

 

سمعت ليلي تشهق بقوة.. ثم همست بذعر

 

" لا.. غير صحيح.. أنتَ لم تفعل ذلك بـ سولينا.. فهي بريئة جداً.. "

 

اقتربت ليلي وأمسكت بطرف ذقني ورفعت رأسي ونظرت في عمق عيناي برجاء.. وسألتني بخوف

 

" تكلم سيدي.. أنتَ لم تفعل بها ذلك.. لم تلمسها.. أليس كذلك؟.. أجبني أرجوك "

 

وعندما لم تتلقى إجابة مني نظرت ليلي بعمق إلى عيناي.. ووجهها أصبح أبيض اللون.. وعرفت بأنها شاهدت  بوضوح الندم والأسف في نظراتي لها.. والتي أكدت لها شكوكها كلها..

 

انتفضت ليلي بعنف وسحبت يدها عن ذقني وصرخت برعب وبدأت تهز رأسها بقوة علامة الرفض

 

" لااااااااااااااااااا.. أنتَ لم تغتصبها.. لم تفعل ذلك بها.. لم تفعل... "

 

لتجمد فجأة وتنظر إليّ بشر.. وصرخت بأعلى صوتها

 

" لاااااااااا.. لا أنتَ لم.. لم.. لم تفعلها.. صحيح؟!.. أجبني؟! "

 

لم أستطع النظر إلى وجهها فنظرت بعيدا وبلعت ريقي بصعوبة.. لم أستطع أن أُجيبها ليس خوفاً منها.. بل لأنني كنت نادم للموت على فعلتي تلك..

 

فجأة ودون سابق إنذار شعرت بوجهي يلتف بسبب الصفعة القوية التي تلقيتها على وجنتي..

 

نظرت بصدمة كبيرة إلى مربيتي لأراها تبكي بألم وهي تنظر إلى كف يدها.. لتنظر بعدها إلى وجهي وتصرخ بشكلٍ هستيري

 

" هذه الصفعة لأنني لم أقم بتربيتك أنا وأمك هايلي لتصبح إنسان ظالم ومغتصب "

 

شهقت بذهول لأنني تلقيت صفعة ثانية منها على خدي.. نظرت إليها بدهشة كبيرة لأسمعها تصرخ قائلة بعنف

 

" وهذه لأنك اغتصبت طفلتي البريئة سولينا.. لن أُسامحك لآخر يوم في حياتي.. لن أسامحك أبداً على فعلتك القذرة والمُشينة.. يمكنك قتلي أو طردي لأنني تجرأت وصفعتك.. ولكنني لستُ نادمة.. هذه أول مرة أرفع يدي عليك.. وأول مرة أُقلل من احترامي لك.. ولكنك تستحق أكثر من ذلك.. وتستحق أكثر من صفعة.. إلهي.. لقد دمرتَ الفتاة المسكينة.. دمرتها.. ألا يكفيها الظلم الذي رافقها لفترة سبع سنوات مؤلمة؟.. ألا يكفيها أنها خسرت والدها.. دراستها.. حياتها.. والآن اغتصبتها!!!.. أه يا فتاتي المسكينة.. ما الذي سيحصل لكِ الآن؟!!.. كيف ستكون حالكِ؟!.. "

 

كنتُ أستحق منها ألف صفعة الآن.. بل مليون صفعة..

 

لزمت الصمت.. لم أستطع الدفاع عن نفسي.. لم يكن يحق لي أن أفعل ذلك.. لأنني فعلا قد أخطأت..

 

تأملتني ليلي بنظرات قاتلة وهتفت بحدة

 

" سأذهب لأرى سولينا فورا.. ولن يمنعني أحد.. أين هي؟  "

 

نظرت إليها بحزن حطم قلبي لشظايا.. وأجبتُها بهمس

 

" إنها في غرفتي في القصر "

 

تجاوزتني بسرعة وقبل أن تصل إلى الباب.. قلتُ لها بأمر

 

" لن تخرجي من المنزل قبل أن تخبريني كيف عرفتِ بأن سولينا بريئة "

 

استدرت لأرى مُربيتي جامدة أمام الباب.. التفتت ليلي وتأملتني بخيبة أمل كبيرة وبغضب.. وقالت بحزن

 

" الآن تريد معرفة حقيقة كل ما حصل معها.. للأسف لقد فات الأوان سيدي.. لقد حاولت وتوسلت إليك لتسمعني.. ولكنك للأسف أصريت أن لا تسمع كلمة واحدة.. ولم تسمح لي بقول الحقيقة لك.. والآن لن أخبرك.. إن أردتَ أن تعرف الحقيقة اسأل ملاكي سولينا عنها "

 

وقفت بجمود في مكاني أنظر إليها بدهشة كبيرة وهي تخرج من المنزل ثم قامت بتوبيخ حُراسي وذهبت إلى القصر..

 

تنهدت بعمق وفكرت بأسى.. أي جحيم هذا؟!.. ماذا فعلت؟!..

 

نظرت أمامي بحدة وهمست بغضب

 

" فيكتور مارسن.. ستندم على اليوم الذي ولدتَ به إن كنتَ السبب بموت غريس وظلم سولينا.. وعلى خداعك لي.. أُقسم بدمي بأنك لن تنجو أنتَ وزوجتك إن كنتما السبب.. أُقسم بذلك "

 

خرجت بغضب ومشيت بخطوات سريعة.. ولكن ما أن دخلت إلى القصر تجمدت برعب في مكاني عندما سمعت صرخة ليلي المُرتعبة

 

" لاااااااااااا.. سولينا.. طفلتي "

 

شعرت بالخوف الشديد وركضت مُسرعاً باتجاه جناحي الخاص.. وما سمعته.. وما رأيته.. جعلني أقع تحت تأثير صدمة لا مثيل لها...

 

انتهى الفصل















فصول ذات الصلة
رواية حياتي سجن وعذاب

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©