رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 11
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. يبدو أننا سنشاهد حبا داميا متملكا لم يحدث من قبل غيرة مشتعلة من البداية اعجبني ما فعله شكرا هافن لكن لا زال البارت قصير والأحداث بطيئة ❤️❤️

    ردحذف
    الردود
    1. تسلمي يا قلبي
      سوف تتسرع الأحداث من بارت 12
      وسأنشر بارتات طويلة قريبا

      حذف
  2. تكرهها وتغار عليها، كيف لو حبيتها يا آرثر😉؟

    ردحذف
  3. واضح أرثر بدأ يكن لها الاعجاب الشديد كمان الغيرة واضحه من الان ولكن هل سوف يحبها أثناء انتقامه أو بعد أن يكتشف الحقيقة ....
    تسلم ايدك ❤️❤️.

    ردحذف
    الردود
    1. كلامكِ صحيح
      بدأ آرثر يُعجب بها ولكنه سينكر مشاعره بكل قوته حتى تظهر الحقيقة
      سنرى قريبا ما سيحدث معهما

      حذف

رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 11

 

رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 11 - من قام بلمسها؟



من قام بلمسها؟







 

آرثر جيانو**


 

دخلت إلى الغرفة المظلمة بخطوات ثابتة وواثقة.. ضغطت على الزر في الحائط وفوراً أضيء النور داخل الغرفة بضوئه الدافئ.. تراقصت الظلال حولي على الجدران وكأنها تحتفل بعودة الضوء من عالمها القاتم..

 

اقتربت ببطء من وسط الغرفة وجلست على الكرسي المصنوع من الجلد الفاخر.. أنفاسي كانت ثقيلة بينما كنتُ أنظر أمامي حيث كانت سولينا تجلس على الكُرسي مُكبلة اليدين والساقين كما أمرت..  بدأت أتأملها من قدميها صعوداً إلى رأسها.. بينما عقلي كان يُراوغني بين كراهيتي لها ورغبتي الكبيرة بقتلها على الفور وعدم الانتقام منها..

 

عندما استقرت نظراتي على وجهها.. تبدلت مشاعري كلها في لحظة.. لم أكن أتوقع رؤية هذا الجمال الهادئ والمرهف الذي يتناقض مع الصورة الباردة التي كنتُ أحملها..

 

لقد تغيرت منذ أن رأيتها في المستشفى منذ سبع سنوات.. أصبحت أكثر فتنة وإغراء وجمالاً.. جمال صارخ يُرهق القلب قبل النظر..

 

انتابني شعور غريب بالإعجاب.. أصابتني الدهشة تجاه كيف يمكن لها أن تكون جميلة بهذا الشكل.. رغم أنها قضت سبع سنوات في السجن لكنها أصبحت أجمل من ذي قبل.. جميلة.. بل فاتنة لحد اللعنة.. ورغم معرفتي بأنها تسببت بموت شقيقتي غريس بطريقة مباشرة.. لكن كان قلبي يتراقص داخل صدري كالفراشة تبحث عن النور بينما كنتُ أنظر إليها..

 

وهي كانت ذلك النور لقلبي.. النور الذي جعلني الآن أشعر بالتوتر..

 

في هذه اللحظة.. وبينما كنتُ أتأمل وجهها.. أدركت أن هذا الشعور الجديد يختلف تمامًا عن الشعور بالانتقام الذي كان يسيطر عليّ من قبل.. هناك شيء فيها يجذبني بقوة.. وكأنها تُجبرني على رؤية أكثر من مجرد الظلام الذي تسببت به..

 

تجاوزت مشاعر الحقد والكراهية لتُغلِق دقات قلبي على أنغام الحيرة والإعجاب.. لاحظت في عينيها لون المحبة والبراءة المكبوتة.. لاحظتُها من خلف نظراتي  القاسية والصارمة التي كنتُ أتأملها بها أسفل غطاء الإعجاب والحيرة والذهول..

 

شعرت في هذه اللحظة أن هناك قصة معقدة ومليئة بالألم وراء تلك العيون العميقة.. وفي لحظة من التأمل.. أحست بها تصافح قلبي وروحي بشكل لم يحدث لي من قبل..

 

وعلى الرغم من أنني لم أنسى هدفي من الانتقام.. إلا أنني لم أستطع إزالة نظراتي عنها.. ولم أستطع منع نفسي من الإعجاب بها وبقوة..

 

هناك جمال يتجلى بوضوح أمامي.. وكما يٌقال.. الوردة البرية هي الأكثر روعة.. وعدوتي الأولى سولينا غران كانت تُشبه الوردة البرية بجمالها ونقائها..

 

ولكن عندما استقرت نظراتي على شعرها.. غضب أعمى عصف في كياني وفي روحي..

 

أفكار سيئة ومؤلمة أخذتني يميناً ويساراً.. أردت سحق سولينا غران الآن لأنها عبثت لدى خروجها من السجن..

 

شعرت بالقهر.. شعرت بالغضب.. شعرت بالغيرة تُحرقني.. وهذا الشعور لم يُعجبني بتاتاً..

 

 موجة غريبة من التمُلك عصفت بي.. وأفكار غريبة راودتني.. أريد سولينا غران لي.. لي وحدي..

 

وبسبب تلك المشاعر الغريبة التي تملكتني شعرت بالغضب وقررت معاملتها بقسوة..

 

وفي النهاية.. حاولت التحكم في تلك المشاعر المتضاربة.. مؤكدًا لنفسي أن هذا لا يُغيِّر من هدفي.. سأنتقم ولن أدع أحدًا يقف أمامي.. ولكن أعلم أنه ليس بمفرِّ من الشعور الغريب تجاه سولينا.. فقد أصبحت مثل عاصفة مدمرة تقتحم حياتي بقوة لا يمكنني التصدي لها..

 

وعندما أجابتني بجرأة مُعارضة كلامي.. اقتربت منها وجذبتُها بسرعة إلى الخلف حتى التصق جسدها بالحائط.. حاصرت جسدها الصغير بجسدي ونظرت إليها بغضب..

 

لكن قلبي نبض بسرعة غريبة عندما رأيت شفتيها قريبة جداً من شفتاي.. تجمد جسدي بالكامل.. وراقبت وجهها كأنني أنظر إلى عالمٍ آخر مليء بالسحر والغموض.. كانت هذه اللحظة كأن الزمن توقف والكون بأكمله تجمّد في هذا المشهد الجميل..

 

تصاعدت مشاعري بلا حدود.. ورأيت عينيها تنظران إلى فمي وتبدو كأنها مشغولة بذاتها.. وكأنها تُحاول فهم إن كنتُ سأقبلها أم.. وكأنها كانت تنتظر قبلتي لها..

 

واللعنة.. اشتعل جسدي في أتون من النار.. ورغبة حارقة سيطرت عليّ لأقبلها.. .. أنا لا أنكُر أن هناك جاذبية غريبة تسري بيننا.. لكن أعلم بأنني لا أستطيع أن أغيّر الحقائق المؤلمة التي تجمعنا..

 

حاول كبح تلك المشاعر الغريبة ومنع نفسي من تقبيلها بشغف وبتمُلك.. وأجبرت نفسي على التركيز على الانتقام الذي كان يشغل تفكيري طوال هذه الفترة.. وقررت أن أقف وأقوم بالتصدي أمام هذا الجمال المُعقد..

 

ولا أعرف كيف استطعت السيطرة على نفسي وعدم سحق شفتيها بقبلة غاضبة متملكة.. ولا أعرف كيف ابتعدت عنها.. لكن كل ما أعرفه بأنني أرد تعذيبها الآن كما تُعذب قلبي ومشاعري..

 

خرجت مُسرعا من الغرفة وأمرت رجالي بحدة بجلبها لي..

 

كنتُ أجلس ووجهي متجهم أراقب بفتور مناظر المدينة من خلال نافذة الليموزين..

 

تنهدت بقوة وفكرت بحيرة..


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 11 - من قام بلمسها؟

 

لماذا تضايقت عندما رأيت مارك يضع رأسه على عنقها وعرفت أنه اهتاج لقربه منها؟!.. لماذا غضبت بينما كنتُ أراه على وشك تقبيل جلدها الناعم والمثير والشهي؟!.. تبا فهي عاهرة.. لقد أرادت تقبيلي منذ قليل..

 

رأيت كيف كانت تنظر إلى شفتاي برغبة واضحة والغريب شعرت برغبة قوية لتقبيلها أيضا لذلك غضبت بشدة.. تبا لا يجب أن أنسى ما فعلته بشقيقتي..  تلك الفتاة المجهولة الهوية والتي اتصلت بي منذ سبع سنوات أخبرتني بأنّ سولينا هي من باعت الممنوعات لشقيقتي.. واخبرتني بأن سولينا غران هي من علمها على تعاطي تلك القذارة..

 

تلك الفتاة أكدت بذلك جميع شكوكي نحو تلك الحقيرة سولينا.. كما أخبرتني بأن سولينا كانت تسلم نفسها لكل شاب وسيم ترغبه في الجامعة ومنهم العميد.. لقد جعلتهُ مهوسا بها وبجسدها لدرجة أنه طلبها للزواج رغم عُهرها..

 

وبعد ذلك الاتصال بلغت الشرطة ولم أتفاجئ عندما علمت بأنهم أمسكوا بتلك اللعينة وهي تخبئ كمية كبيرة من الممنوعات في خزانتها داخل حرم الجامعة..

 

همست بحدة

 

" تبا.. "


إذ فكرت بتلك الفتاة المجهولة.. لو عرفت من هي الفتاة التي اتصلت بي في ذلك اليوم كنتُ جلبتها إلى المحكمة لتشهد وتخبرهم بكل ما قالته لي.. ولكن عندما طلبت من رجالي تتبعها هي وهاتفها لم يستطيعوا ذلك كأن الأرض انشقت وابتلعتها..

 

ثم تذكرت بغضب شعر سولينا المُبعثر.. اشتدت عروقي من جراء الاستياء وفكرت بغضب أعمى.. لقد لاحظت عدم وجود علامات وقبلات على جسدها.. هل خالف أوامري مارك اللعين؟!.. سأقتلهُ إن فعل ذلك..

 

كبست على زر على اللوح بجانبي و فتحت زجاج النافذة الفاصل بين السائق وبي.. وخاطبت سائقي بحدة

 

" ريك.. أطلب من الرجال بإرسالها إلى منزلي الجبلي الخاص في المقاطعة الأخرى.. وعليهم أن يحرسوا المنزل جيدا كي لا تهرب.. ولكن أبلغ مارك أنني أريده لدي في الشقة بأسرع وقت.. مفهوم؟ "

 

أجابني ريك باحترام كعادته

 

" حاضر سيدي "

 

أغلقت الزجاج الفاصل.. وبدأت أفكر بها.. بل لم أستطع التوقف عن التفكير بها منذ أن رأيتُها الليلة.. لقد تغيرت كثيرا عما كانت عليه في أخر مرة رأيتها بها في المستشفى.. لقد كبرت وأصبحت أكثر نُضجاً و فتنة و اغراء.. فكيف لي أن لا ألاحظ هذا الجمال الأخاذ..

 

أشعر أنني سأستمتع كثيرا بانتقامي منها..

 

ثم عاد تفكيري لينتقل إلى مارك.. إن لمس سولينا غران بأي طريقة سأجعلهُ يدفع الثمن غاليا لأنه خالف أوامري..

 

لم أكن أريد لأحد أن يقوم بأذيتها سواي.. هذا كان قراري بعد أن خرجت من غرفتها في المستشفى عندما كانت بغيبوبة..

 

ثم امتقع وجهي عندما تذكرت خطيبتي جوي.. يجب على خطيبتي جوي أن لا تعرف بوجود سولينا غران وانتقامي منها.. ومع أنه أخر شيء يهمني هو رأي جوي بما أفعله.. ليس من شأنها التدخل بخصوصياتي وهذا ما اتفقت عليه معها قبل أن ترتدي خاتمي.. وقمتُ بذلك فقط لإرضاء والدتي هايلي..

 

كما لا أريد من خطيبتي أن تُخبر والدتي إن رأت سولينا.. فأمي بعد مرور شهر على وفاة غريس أصبحت تعارض فكرة انتقامي من تلك المروجة الحقيرة.. ولا أدري السبب!.. مع أنها كانت أول من قالت لي أنه عليّ أن أنتقم لشقيقتي..

 

وقفت السيارة أمام المبنى الشاهق والمرموق والذي هو مُلكي.. ترجلت من السيارة بعد أن فتح الحارس لي الباب.. تقدمت نحو البوابة الزجاجية والتي فتحها الحارسين أمامي فور وصولي وتوجهت ناحية المصعد ودخلته..

 

قاطع تفكيري صوت انفتاح المصعد فخرجت متجها نحو شقتي والتي تحتل الطابق بأكمله.. نظرت إلى القفل الإلكتروني وضغطت الأرقام السرية عليه ثم دفعت الباب ودخلت..

 

مشيت بهدوء وجلست على الأريكة.. تنهدت بعمق وأنا أرفع رأسي إلى الخلف مفكرا بما تحولت له مجرى الأمور في حياتي بعد دخول تلك اللعينة إليها..

 

ولكن المهم الأن أن كل شيء يجري تماما وفق ما أريده.. أعمالي التي تزدهر يوما عن يوم.. وثروتي التي بات حجمها يُخيف كل الأقطاب التي تحاول مشاركتي أو منافستي..

 

لقد مرت عشر سنوات على وفاة والدي.. عندها وجدت نفسي مسؤولا عن شقيقتي الوحيدة غريس و أمي وبضع شريكات مثقلة بالديون وعلى حافة الإفلاس.. وأنا كنت فقط مُجرد شاب بمقتبل العمر.. كنتُ فقط أبلغ ثلاث وعشرين عامًا ونصف..

 

ولأصل لما أنا عليه الأن تطلب ذلك مني ألما وجهداً كبيراً لا يطاق.. لقد لقبوني بإمبراطور المال والتجارة الذي لا يرحم.. بسبب صرامتي باتخاذ قراراتي وبسبب أنني حاسم بالتعامل مع الجميع وخاصة مع موظفين والمدراء وأصحاب الشركات الأخرى.. وبسبب قلبي الذي ودع الحب والرحمة بعد موت شقيقتي غريس..

 

فشركة الطياران الكبرى والتي أمتلكها الأن وفنادقي الفارهة العالمية وشركاتي المُختصة بالأمن.. وشركة اليخوت التي تلقي فروعها في كل أقطاب العالم وما هذه إلا البداية بالنسبة لي..

 

وها هي عائلتي قد تحطمت منذ سبع سنوات بسبب تلك اللعينة سولينا غران..

 

وقفت وأرخيت ربطة عنقي ورميتُها على الأريكة ثم مشيت باتجاه البار.. أمسكت بكأس وبزجاجة ويسكي ثم مشيت بخطوات بطيئة وجلست على الكُرسي أنتظر قدوم ذلك اللعين مارك..


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 11 - من قام بلمسها؟


 

تنهدت بعمق وتذكرت بألم كيف توفيت غريس.. تألمت بشدة عندما توفيت.. وما زلتُ أتألم لغاية الآن.. الوجع نفسه وحرقة القلب نفسها رغم مرور سبع سنوات أليمة على ذكرى وفاتها..

 

الألم يطرق قلبي بحدة.. سبع سنوات مرت على وفاة شقيقتي غريس.. لكن الحنين إليها لا يُفارقني.. وكأن الزمن تجمّد في تلك اللحظة الأليمة..

 

فتحت زجاجة الويسكي وملأت الكأس.. أغمضت عيناي وكأنني أحاول تهدئة ألمي المستمر.. ارتفعت رائحة الويسكي في الهواء.. وارتشفت القليل منها علني أطفئ مع كل نقطة منها وجع قلبي.. وتذكرت بحزن ذكريات طفولتي مع غريس..

 

رفعت الكأس إلى شفتاي وشربت جرعة صغيرة.. شعرت بحرارة الويسكي تنساب في حلقي مثل النيران المُحترقة.. ولكن هذا الدفء الحار لم يضاهي برودة فراق غريس..

 

تذكرت طيبتها وضحكتها.. تذكرت عيونها الحنونة وحضنها الدافئ.. تذكرت بحزن كيف كانت تضحك بسعادة وكيف كانت دائمًا الشخص الذي يقف بجانبي في أوقات الحاجة..

 

تذكرت بحزن بصديقي روبرت وكيف عشق شقيقتي وأحبها بجنون..

 

ابتسمت برقة بينما كنتُ أتذكر ذلك اليوم عندما دخل إلى مكتبي في الشركة وطلب يد غريس للزواج وهو خائف من ردة فعلي..

 

كنتُ أعلم تمام المعرفة بأنهُ يعشق شقيقتي وهي تُبادلهُ المشاعر.. لكنني لزمت الصمت وانتظرت حتى يأتي ويعترف لي بمشاعرهُ نحو شقيقتي..

 

في ذلك اليوم تصنعت الغضب لأمزح معه.. ورفضت طلبهُ للزواج من شقيقتي ثم هددته بعدم الاقتراب منها ورؤيتها مرة أخرى وطردتهُ من المكتب.. وطبعا وسط ذهوله الكبير أمرت حُراسي برميه خارج الشركة..

 

وقفت بمرح أشاهدهُ وهو يقاوم حُراسي ويصرخ بهستيرية بأنهُ يعشق غريس بجنون ولن يتركها أبداً حتى لو طلبت منه ذلك..

 

وطبعا اقتربت منه وأبعدت رجالي عنه وحضنتهُ بقوة وبأخوية.. أتذكر جيداً كيف شهق بذهول عندما ابتعدت عنه وقلتُ له ضاحكا بأنني أعرف مُسبقا بأنهُ يعشق غريس.. وأخبرتهُ بأنني موافق ولن أجد من هو أفضل منه ليكون زوجاً وحبيباً لشقيقتي..

 

تنهدت بحزنٍ عميق عندما تذكرت حفلة خطوبة غريس.. كانت شقيقتي حزينة لأن صديقتها المُقربة سولينا لم تستطع القدوم إلى الحفلة لأنها كانت مريضة.. وحاولت جاهداً مع روبرت لجعلها تطمئن على صديقتها تلك وبأنها سوف تتحسن.. ونجحنا بصعوبة بجعلها تضحك وتنسى مرض صديقتها والتي أصابتها الحمى منذ يومين..

 

وبعد مرور ثلاثة أشهر على حفلة الخطوبة توفي روبرت بحادث سير مروع.. خسرت صديقي فجأة بسبب وقوف شاحنة مُعطلة في منتصف الطريق.. كان روبرت مُسرعاً ليذهب لرؤية غريس ودخل في ذلك المنعطف وتفاجئ بالشاحنة أمامه.. وفي تلك الليلة لم يصل إلى القصر.. بل خسرناه.. وخسرت غريس ضحكتها وحياتها معه..

 

الكأس أصبح فارغًا.. وكأنه شرب كل حزنه وألمه..

 

" أحبكِ غريس.. وسأظل أحبكِ إلى الأبد "


قال آرثر بهدوء وبرقة تلك الكلمات.. وكأنه يودعها مرة أخرى بعيونٍ ممتلئة بالدموع.. ثم قام عن الكرسي.. وخرج إلى شرفة الشقة ليشاهد النجوم التي تلمع في السماء.. علّها تحمل رسائله إلى سماء أخرى حيث تقبع روح غريس الجميلة..

 

بعد مرور وقتٍ طويل تنهدت بقوة ثم دخلت وجلست على الكرسي وسكبت ويسكي في كأسي.. وفكرت بها.. فكرت بـ سولينا غران..

 

لماذا أردت إبعاد مارك عنها وبسرعة بعد أن رأيت نظرة الرغبة بعينيه لها؟.. لماذا شعرت بالغضب الشديد عندما رأيته على وشك تقبيل عنقها؟!.. فهي عاهرة.. لماذا أهتم إن أرادها أحد من رجالي؟..

 

تنهدت بقوة ووبخت نفسي بداخلي.. ما بك آرثر؟!.. أنتَ تريد تدميرها وليس جلبها لتستمتع مع رجالك.. نعم هذا هو السبب لرغبتي بإبعاد مارك عنها.. فما فعلته في الغرفة الواقعة داخل مستودع شركتي ليس سوى لإخافتها ولترضخ لتهديدي لها.. مع أنني شككت أن عاهرة مثلها ستخاف.. ولكنها ارتعبت وبشدة.. ربما كل خوفها كان مجرد تمثيل..

 

بعد مرور ساعة ونصف رنين الهاتف أوقفني عن التفكير.. رفعت الهاتف وما أن سمعت الحارس يُكلمني حتى أجبته

 

" نعم.. حسناً.. دعهُ يصعد في الحال "

 

دقائق قليلة دخل مارك إلى شقتي ووقف أمامي بنظرةٍ شديدة الجدية.. وعلى وجهه لمحت أثر خوفٍ يختبئ وراء ثباته.. ومن لغة جسده عرفت بأنه متوتر.. هذا ليس بغريب.. فأنا لا أسمح لأحد بالدخول إلى شقتي الخاصة..

 

تأملني مارك باحترام وقال

 

وقف مارك أمام ، وعلى وجهه لمح أثر خوفٍ يختبئ وراء ثباته. اندلع آرثر بغضبه، لكنه حافظ على هدوئه. كانت عيونه تشتعل بالغضب، وفي كلماته ترتجف السلطة التي يتمتع بها.

 

" سيدي.. هل هناك شيء تريدني أن أقوم به؟ "

 

نظرت إليه ببرد

 

حافظت على هدوئي.. وسألتهُ بكلمات ترتجف السلطة التي أتمتع بها

 

" تكلم.. ماذا حدث عندما ذهبتم خلفها إلى ذلك الفندق الرخيص؟ "

 

بلع مارك ريقهُ بقوة وأجابني بهدوء

 

" سيدي بعد أن أعطانا عنوانها الحارس الذي أرسله السيد ماكس خلفها.. ذهبنا إلى ذلك الفندق وقمت  برشوة موظف الاستقبال لعدم التفوه بكلمة.. وقال لنا أنها في غرفتها.. وأخذنا منه النسخة الثانية لمفتاح غرفتها ولكن عندما دخلنا لم تكن موجودة.. فقمنا بتفتيش الغرفة ووجدنا نقودها كما أمرت.. وبعدها انتظرنا قدومها.. وعندما وصلت الأنسة غران كنا نختبئ ولم تلحظ وجودنا.. كانت تحمل أكياس بها ثياب جديدة وعرفنا أنها كانت تتسوق.. وذلك الموظف الغبي لم يلاحظ خروجها من الفندق "

 

اشتعل الغضب في عيناي وسيطر على كل خلية في جسدي.. وضعت كأسي على الطاولة أمامي ووقفت واقتربت منه وهتفت بوجهه

 

" من قام بلمسها؟.. تكلم واللعنة.. من قام بلمسها؟.. لماذا كان شعرها مُبعثر بذلك الشكل.. تكلم "

 

بدا الخوف على وجهه.. وأجابني القذر بخوف

 

" سيد جيانو.. أنا من اقترب منها بنية تخديرها.. لكنها بدأت تقاومني.. فأمسكتُها من شعرها ثم.. صفعتُها.. وقمت بتخديرها كما طلبت سيدي "

 

عند سماعي لما قاله غمرني الغضب العارم.. واشتعلت الجحيم أمام أنظاري.. حركت عنقي يميناً ويساراً حتى سُمع صوت طقطقة عظامها.. ثم نظرت إليه بحدة وهتفت بجنون

 

" صفعتهااااااااااااااا... "

 

رأيت جسدهُ ينتفض لكنه عاد ووقف أمامي بثبات.. اهتزت عضلات جسمي بقوة بينما كنتُ أحاول ضبط غضبي.. وقلتُ له بصوتٍ مُحمل بالقوة

 

" منذ متى أصبحت تُطيع أوامرك الخاصة وتتجاوز أوامري أيها اللعين؟.. لماذا صفعتها؟.. لماذا صفعتَ سولينا وخالفت أوامري؟.. تكلم أيها لقذر "

 

بقي مارك صامتًا.. بينما عيونه تتراقص مع توتر بالذنب.. عرف أنه ارتكب خطأً كبيرًا.. وعرف بأنني لن أتهاون في عقابه..

 

أزلت سترتي ورميتُها بعيدا.. ثم وقفت أنظر إلى مارك بنظرات قاتلة بينما كنتُ أرفع أكمام قميصي


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 11 - من قام بلمسها؟

 
 

اقتربت منه خطوة وهتفت بحدة

 

" أوامري لك كانت واضحة.. إياكم أن تلمسوا شعرة واحدة من رأسها.. ولكنك ببساطة خالفت أوامري وأمسكت شعرها وصفعتها.. والآن.. سألقنك درساً لن تنساه أيها القذر لأنك خالفت أوامري "

 

وقمت بلكمه لكمة قوية على وجهه جعلته يقع على الأرض وبدأ ينزف من أنفه الذي كُسرَ للتو.. ركلتهُ على معدته وهتفت بجنون

 

" سبق ونبهتُك شخصياً من عدم لمسها أيها الحقير.. قف بسرعة.. وأنا لم أطلب منك بمس شعرة منها.. قف أيها اللعين.. "

 

وقف بخوف أمامي ومسح بيده الدماء عن أنفه وقال بتوتر

 

" أسف سيدي.. لن يحصل ذلك مرة أخرى "

 

وما أن أنهى كلماته تلك لكمتهُ بكامل قوتي ليقع من جديد على الأرض.. انحنيت وأمسكت سترته وانهلت عليه باللكمات بينما كنتُ أشتمهُ بغضب أعمى..

 

وعندما شعرت بأنني اكتفيت من ضربه توقفت عن لكمه ثم استقمت.. استدرت ومشيت نحو المنضدة.. سحبت أوراق المحارم ومسحت دماء ذلك القذر عن يدي.. ثم استدرت وقلتُ له بحدة

 

" طبعا لن يتكرر ما فعلتهُ اليوم.. لأنك مطرود.. لم تعد من عناصر حرسي الشخصي.. ولا أريد رؤيتك مرة أخرى أمامي.. هيا أخرج.. ولا تدعني أرى وجهك اللعين مرة أخرى أمامي "

 

وبعد ثواني رأيته يخرج من جناحي بخوف.. فلا أحد يجرؤ على مُعارضة أوامري.. لا أحد....


انتهى الفصل



















فصول ذات الصلة
رواية حياتي سجن وعذاب

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©