رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 12
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. تستحق بيلا ما حصل معها وأكثر من ذلك حقدها وغيرتها اعمتها وجعلت صديقتها تدفع ثمن حبها الفاشل لشخص سيء ارجوا لها العذاب أكثر لكن اين سولينا وارثر في بارت اليوم ...!! شكرا لك هافن سلمت الانامل الذهبية 💛💛💛💛

    ردحذف
    الردود
    1. تسلمي يا قلبي
      هذا البارت مُخصص لـ بيلا و فيكتور
      سنرى سولينا و آرثر قريبا

      حذف
  2. بصراحة لم احزن أو أشفق على بيلا ابدا بسبب حقدها وغباءها دمرت حياة الكثير بسببها مات شخصين وضاعت سنوات من حياه سولينا لذلك كل شخص عليه أن يتحمل ويدفع جزاء أفعاله.
    واضح فيكتور ماراح يسكت بعد ماعرف بخروج سولينا وواضح هوسه بها لن ينتهي بسلام.
    تسلم ايدك ❤️❤️.

    ردحذف
    الردود
    1. أحببت جدا ما كتبته يا قلبي
      ونعم بيلا تستحق ما حدث معها لأنها دمرت حياة عائلتين
      ونعم فيكتور هوسه بسولينا سوف يتفاقم أكثر قريبا

      حذف
  3. بيلا يا بيلا، تستحق الي صار لها، بس بنفس الوقت رحمتها شويتين لأنها حست بخطأها فالنهاية...
    فكتور الله يعين ويش ناوي يسوي هل حقير... شكلي بكرهه اكثر عن آرثر ههه...
    سولينااا أتمنى تجد السعادة فالنهاية😭🌼🖤

    ردحذف
    الردود
    1. ياه يا قلبي
      نعم سوف تكرهين فيكتور كثيرااااااااااا
      وسنرى قريبا كيف سوف تكون النهاية

      حذف

رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 12

 

رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 12 - فيكتور و بيلا



فيكتور و بيلا









 

 

 

بيلا**

 

دخلت إلى الجامعة بخطوات واثقة.. ولكن فجأة توقفت في مكاني عندما سمعت همسات بعض الطلاب..

 

" هل سمعتم الخبر؟.. غريس جيانو توفيت اليوم في المستشفى.. وهناك من يقول بأنها ماتت بجرعة زائدة من المخدرات... "

 

شحب وجهي بشدّة وركضت داخلة إلى حرم الجامعة وتوجهت إل مكتب العميد فيكتور مارسن..

 

دخلت إلى مكتب العميد فيكتور مارسن دون أن أطرق على الباب.. الغرفة كانت مملوءة بضوء النهار الدافئ الذي اخترق الستائر الرقيقة.. انعكس ضوء النافذة على وجه العميد الذي كان يجلس خلف مكتبه الضخم.. وجهه الصارم لم يبدو متأثرًا بظهوري..

 

كان يقرأ بتركيز شيئاً على حاسوبه.. ودون أن يرفع نظراته عن الحاسوب سألني بصوتٍ البارد

 

" مرحبًا بكِ بيلا.. ما الذي يمكنني مُساعدتكِ به اليوم؟ "

 

اقتربت من مكتبه وهمست بخوف قائلة له

 

" غريس ماتت.. غريس جيانو ماتت.. لقد سمعت بعض الطلاب يتكلمون عن خبر وفاتها بجرعة زائدة من المخدرات.. لقد هلكنا عميد.. لا أعرف إن كان الخبر صحيحاً!.. لكن إن فعلا ماتت سأضيع.. وبعد قليل الشرطة ستملأ حرم الجامعة و.... "

 

رفع فيكتور رأسه وتأملني بنظرات باردة وقاطعني قائلا بهدوء

 

" الخبر صحيح.. فأنا من أخبرت بعض الأساتذة والطلبة به منذ قليل "

 

سقطت جالسة على الكُرسي ونظرت إليه بفزع.. ثم قلتُ له بصوتٍ مخنوق

 

" لقد انتهينا عميد.. سوف يتم استجوابنا والبحث في الجامعة.. ماذا سأفعل الآن؟.. بل ماذا سنفعل؟.. ما زالت البضائع الجديدة في حوزتي.. و... "

 

قاطعني فيكتور قائلا بثقة

 

" اهدئي بيلا.. لا داعي للخوف "

 

ثم ابتسم برقة ووقف واقترب خلف الكرسي الذي أجلس عليه.. ثم وضع يديه على كتفاي وأحنى رأسه وهمس في أذني

 

" لقد أخذت الأكياس منذ قليل من خزانتكِ وخبأتها في خزنتي هنا.. لن يتم تفتيش مكتبي.. هذا إن أتت الشرطة إلى الجامعة.. ثقي بي بيلا.. كما لا أحد من الطلبة الذين تبيعينهم المخدرات هنا في الجامعة سيجرؤن على التكلم وفضحكِ.. حينها سيدخلون إلى السجن بتهمة تعاطي المخدرات.. لذلك استريحي.. أنتِ في أمان "

 

ابتعد عني وعاد وجلس على كرسيه خلف مكتبه وقال بهدوء

 

" أخرجي بسرعة من مكتبي.. وكوني على طبيعتكِ.. فلم يراكِ أحد مُسبقاً تبيعين غريس تلك الممنوعات.. إن أتت الشرطة لن تجد أي دليل.. خاصة لأنه لا وجود لكاميرات المراقبة في غرفة خزائن الطلبة.. وتذكري جيداً.. أنا أحميكِ بيلا.. فمن المستحيل أن أتخلى عنكِ "

 

نظرت إليه بتوتر.. ثم ابتسمت بخوف وأومأت له موافقة.. خرجت من مكتبه وخرجت أمشي شاردة الذهن.. كنتُ أتذكر بحزن كيف أصبحت مروجة للمخدرات لدى العميد فيكتور مارسن..

 

منذ سنتين مضت كنتُ طالبة هادئة وخجولة.. لا أصدقاء لي.. فلم يُحبني أحد بسبب فضيحة والدي.. لقد خسر أمواله وجميع ممتلكاته بسبب البورصة.. وأنتحر والدي بعدها وتركني وحيدة أتخبط في هذه الحياة بمفردي..

 

فقدت كل شيء في غمضة عين.. فقدت والدي وفقدت منزلي وكل شيء.. أما أمي بعد طلاقها من والدي منذ ستة سنوات تخلت عني وتزوجت رجل ثري آخر وسافرت معه خارج البلاد.. والآن بقيت بمفردي بلا أب وبلا منزل وبلا مال..

 

في عزاء والدي أتى العميد فيكتور وعرض عليّ المساعدة.. وأنا صدقته بسبب سذاجتي..

 

أخذني إلى شقة جميلة وسمح لي بالمبيت بها بدون مقابل.. كما اشترى لي سيارة وملابس جديدة.. حتى أنهُ دفع جميع أقساط جامعتي..

 

وأُغرمت به إذ ظننتهُ فارس أحلامي.. وقعت في عشقه لحد الجنون.. وبعد شهرين سلمتهُ نفسي وعذريتي..

 

ولكن في اليوم الثاني طلب مني فيكتور أن أعمل لديه.. ووافقت بسرعة.. ولكن أصابني الذهول عندما طلب مني أن أبيع له المخدرات للطلاب داخل حرم الجامعة.. وقال لي بأنهُ يصرف الكثير عليّ ولم يعد أمامه حل سوى بيع المخدرات حتى يعتني بي.. لأنني أعشقه وافقت.. ولم أهتم بأسبابه الحقيقية..

 

أنا أحبهُ بجنون.. ولم اهتم بمعرفة السبب الحقيقي خلف بيعه للمخدرات.. ولكن مع مرور الوقت بدأت أرى نظراته للطالبة سولينا غران..

 

الغيرة قتلتني خاصةً عندما بدأ فيكتور يتجنب زيارتي في شقتي ليلا.. وكنتُ أراقبه وأرى بوضوح مدى تأثير سولينا غران عليه..

 

لذلك تقربت منها وأصبحت صديقتها حتى أكتشف إن كانت تُبادل فيكتور المشاعر..

 

أما عن غريس جيانو.. بعد وفاة خطيبها تغيرت وأصبحت منطوية وحزينة.. وفيكتور هو من طلب مني بيعها المخدرات..

 

فعلت ذلك.. تقربت من غريس وفي يوم أعطيتها المخدرات وقلتُ لها لتجربها.. وأقنعتُها بأنها ستنسى حُزنها وألمها.. والغبية صدقتني.. كانت تريد فقط أن تنسى ألمها على خسارتها لحبيبها.. وأصبحت غريس مدمنة..

 

تنهدت بعمق وتذكرت ليلة عيد ميلاد سولينا منذ يومين.. وانتابني الغضب الشديد عندما تذكرت كيف رقص حبيبي مع سولينا..

 

رأيت سولينا تدخل إلى الجامعة.. فركضت وتكلمت معها لكنها كلمتني بحقارة وجعلتني أكرهها أكثر..

 

راقبتُها بحقد بينما كانت تقود سيارتها بسرعة بعيداً عن الجامعة.. وهنا اتخذت قرار لا رجعة عنه.. كنتُ أمتلك أدلة مدمرة أستطيع من خلالها إسقاط العميد مارسن.. لكن قررت استخدام هذه الأدلة بذكاء.. ابتسمت بخبث وهمست بحقد

 

" سأحصل عل ما أريدهُ مهما كان الثمن.. تحضر حبيبي.. فأنا لستُ غبية كما كنتَ تعتقد "

 

استدرت وركضت داخلة إلى الجامعة باتجاه مكتب العميد..

 

فتحت الباب ودخلت.. رأيت فيكتور يقف ويبدو عليه بأنه كان على وشك الخروج.. عدل سترته وتأملني بنظرات حادة


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 12 - فيكتور و بيلا

 

ثم قال بحدة

 

" ماذا تفعلين بيلا؟.. أخرجي بسرعة من مكتبي "

 

تأملته بنظرات متوعدة


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 12 - فيكتور و بيلا

 

ثم ابتسمت بخبث وقلتُ له بهدوء

 

" علينا التكلم أيها العميد "

 

عقد حاجبيه ونظر إليّ بنظرات غاضبة.. احتفظت بملامحي هادئة على وجهي بينما كنتُ أقترب وأجلس أمام المكتب.. وبين يداي محفظتي.. نظرت بثبات إلى العميد مارسن وقلتُ له بصوتٍ ثابت

 

" هل تحبني؟ "

 

تجمدت نظراتهِ على وجهي ثم ضحك بعنف.. ظللت هادئة أنظر ببرود إلى ضحكتهِ الساخرة بينما كان يجلس على الكُرسي خلف مكتبه..

 

عندما توقف عن الضحك تأملني بنظرات باردة وقال

 

" بالطبع لا.. فأنا أعشق امرأة واحدة في الكون.. وتلك المرأة اسمها سولينا غران "

 

اشتدت عروقي في جسمي كله بينما فيكتور تابع قائلا

 

" أنتِ عزيزتي أشفقت عليكِ وساعدتكِ عندما أفلس والدكِ وانتحر.. أنتِ تعلمين جيداً بأن ما يجمعنا هو مُجرد مصالح مُشتركة.. وطبعا أنتِ تعملين لدي حتى تدفعي ثمن ما فعلته من أجلكِ.. وتذكري بيلا.. إن غرقت سوف تغرقين معي "

 

نظرت إليه بحدة ثم قلتُ له بصوتٍ ثابت

 

" أنا لستُ غبية كما كنتَ تعتقد حضرة العميد.. هل ظننتَ فعلا بأنني صدقتُك عندما أخبرتني بأنك تريد بيع المخدرات في جامعتك حتى تستطيع الصرف عليّ؟.. لقد خانك ذكائك حبيبي.. أستطيع تدميرك وبسهولة إن أردت "

 

قهقه العميد بسخرية وقال بلا اهتمام

 

" لا أعتقد ذلك.. فلا يوجد دليلا واحدا ضدي بحوزتكِ.. والآن غادري مكتبي قبل أن أرميكِ خارجه وخارج حرم الجامعة "

 

نظرت إليه بسخرية ثم ابتسمت بخبث وقلتُ له بحدة

 

" لدي أدلة تثبت أنك تتاجر في المخدرات داخل الجامعة "

 

رأيت باستمتاع وجهه أصبح شاحباً.. والعروق في عنقه نفرت بقوة.. ابتسمت برقة وقلت بسخرية

 

" هل تعتقد أني لم أفكر في ذلك؟.. في اليوم الذي ستتخلى عني به.. حبيبي.. لدي تسجيل صوتي يدينك بالكامل.. سأعطيك نسخة منهُ الآن.. ولكن لدي نسخة سلمتُها لشخص أثق به ثقة عمياء.. إن أصابني أي مكروه سوف يُسلمه بنفسه للشرطة.. لذلك عزيزي عليك أن تتعاون معي وبهدوء "

 

فتحت محفظة يدي وأخرجت منها نسخة من تسجيل صوتي ملفوفة بإحكام.. وضعتها أمامه على المكتب وقلتُ له بثقة

 

" هذا التسجيل الصوتي يحتوي على دليل قوي يثبت أنك تتاجر في المخدرات داخل الجامعة.. وعليك أن تعرف صحيح أنني أعمل لديك وأبيع لك المخدرات داخل حرم الجامعة.. ولكن لن أتردد في تسليم هذا التسجيل للشرطة إذا لم تلبي مطالبي.. وإن حصل لي أي مكروه حياتُك سوف تنتهي "

 

احتقنت عينيه ورأيتهُ يكور يديه بقوة.. حاول المحافظة على ثباته وسألني بهدوء

 

" ما هو مطلبكِ الأول؟ "

 

نظرت إليه بتحدي وصرامة.. وأجبته

 

" أن تقوم باتهام سولينا غران بتجارة المخدرات في جامعتنا.. أريدك أن تتولى هذا الأمر بنفسك.. ستعطيني أكياس المخدرات.. لكن أولا عليك بإزالة البصمات عنها.. ثم سوف تسلمني مفتاح الاحتياطي لخزانتها لأضع الأكياس بداخلها "

 

شحب وجهه أكثر.. وشعور الإحباط والغضب كانا واضحين على ملامح وجهه وعينيه.. ولكنهُ كان عاجزاً عن الرفض..

 

ابتسمت له برقة وقلت بنعومة

 

" لا تقلق.. والدها السيناتور سوف يُخرجها بأقل من أسبوع من السجن.. وبعدها سوف يُخرجها من البلد لستر الفضيحة.. لذلك لا تقلق عليها حُبي.. لكن إن لم تلتزم بالشروط.. هل تتخيل ماذا سيحدث لك إذا اكتشفت الشرطة تجارتك المشبوهة؟ "

 

تأملني بنظرات مُخيفة وقال بفحيح

 

" حسناً.. موافق.. ما هو طلبكِ الآخر؟ "

 

ابتسمت بوسع وتأملتهُ بنظرات سعيدة وقلتُ له بفرحٍ كبير

 

" أن نتزوج بعد مرو شهر "

 

ساد الصمت للحظات.. ثم رأيت العميد يتأملني بنظرات متوعدة أخافتني.. ثم ابتسم بوسع وقال بصوت مُتزن

 

" لكِ ذلك.. سوف نتزوج بعد مرور شهر "

 

 شعرت بسعادة لا توصف في هذه اللحظة.. ولكن بسبب غبائي كنتُ أفكر بأن فيكتور سينسى سولينا ويحبني بسرعة..

 

ولكن لم أدرك بأنه ومنذ هذه اللحظة سوف تنقلب حياتي رأسًا على عقب.. وبأنني  ووقعت بين يدين شيطان لا يرحم... وبأنني ظلمت سولينا كثيراً بسبب حقدي وغيرتي...

 

 

فيكتور مارسن**

 

في الوقت الحالي**

 

كنت أجلس على كرسي خلف مكتبي في الجامعة أفكر بتلك اللعينة التي أصبحت زوجتي منذ ما يقارب السبع سنوات..


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 12 - فيكتور و بيلا

 

سبع سنوات من الجحيم عِشتُها مع تلك اللعينة بيلا.. فهي كانت من المروجين لدي في الجامعة وبعد رفض سولينا القاطع لي كانت كرامتي مجروحة وقبلت بالاتفاقية اللعينة التي اقترحتها عليّ تلك الحقيرة زوجتي فهي كانت تملك أدلة ضدي بأنني أتاجر بالممنوعات وقامت بتهديدي بطريقة مباشرة في ذلك اليوم اللعين إن لم أقبل بخطتها ستشي بي وتقدم الأدلة التي تملكها للشرطة..

 

ولكنني أذقتها المرّ في هذه السنوات.. تستحق ذلك تلك السافلة..

 

طرقات على الباب قاطعت تفكيري.. نظرت بملل إليه وأمرت بهدوء

 

" أدخل "

 

ودخلت مساعدتي سكارلت وهي تكون عشيقتي في نفس الوقت وقالت بتوتر

 

" فيكتور.. حبيبي.. لن تصدق من في الخارج يريد مقابلتك؟ "

 

قلبت عيناي بنفاذ صبر وقلت لها بلهجة جمدتها

 

" تكلمي يا امرأة.. فمزاجي ليس جيد اليوم لألاعيبكِ.. تكلمي.. من يريد رؤيتي؟ "

 

تأملتني بتوتر وقالت

 

" أسفة.. ولكنه مارك.. اليد اليمنى لمسؤول الحرس لدى امبراطور المال آرثر جيانو.. ما الذي يريده منك يا ترى؟ "

 

استقمت بسرعة في جلستي لدى سماعي بما قالت.. نظرت إليها بغضب أعمى وهمست من بين أسناني  بحدة

 

" ماذا تنتظرين يا حمقاء؟.. دعيه يدخل لأكتشف ماذا يريد.. هيا تحركي "

 

خرجت الحمقاء بسرعة.. أرخيت ربطة عنقي وجلست باسترخاء على مقعدي.. وبعد ثواني دخل ذلك الرجل وألقى التحية عليّ ثم جلس أمامي وقال

 

" مرحبا أيها العميد.. لا بُد أنك مستغرب من قدومي إلى مكتبك هنا في الجامعة وصباحا ومن دون موعد.. في الحقيقة أنا أعرف مدى كرهك لـ آرثر جيانو.. واعرف جيداً عن التنافس الشديد بينكما في التجارة.. ولكنني جئت خصيصا لأخبرك بأمر مهم ربما يفيدك قليلا "

 

رفعت حاجبي باستغراب وضحكت باستهزاء منه.. ثم قلتُ له بسخرية

 

" هل هذه مكيدة لي؟.. لماذا سيأتي مدير الحرس الشخصي لحوت المال آرثر جيانو إليّ ويشي به؟.. هااا!!!.. أجب؟.. "

 

نظرت إليه بحدة وتابعت قائلا

 

" يبدو من شكل أنفك المحطم أن موكب الإمبراطور تعرض لهجوم.. هل تريدون لصق التهمة بي؟.. طمئن حوت المال مديرك أنه ليس لي أي دخل بما حصل "

 

ابتسم مارك بوسع وأجابني بنبرة هادئة

 

" سيد فيكتور.. ذكائك الحاد خانك الآن.. فأنا لم أكن سأتواجد هنا لو كنتُ ما زلتُ أعمل لديه.. ولم يتعرض موكبه لهجوم من أي نوع "

 

جلست باستقامة في مقعدي وأنا أنظر إليه باستغراب.. ثم قلت بهدوء

 

" لقد حصلتَ على كامل انتباهي.. تكلم.. ماذا تريد لقاء المعلومات التي ستقولها لي؟ "

 

ابتسم مارك بخبث وقال

 

" حسب كم ستدفع.. فأنا أصبحت عاطلا عن العمل.. وبعد طرد آرثر جيانو لي لن يوظفني أحد.. فما هو عرضك لي سيد فيكتور؟"

 

سألته بعدم اهتمام

 

" وكيف سأعلم أنّ ما ستقوله سوف يفيدني؟ "

 

تأملني مارك بنظرات ثابتة وقال

 

" حسنا سيد مارسن.. سأعطيك معلومة صغيرة ومن دون مقابل.. وإن استحوذت على اهتمامك.. حينها قدم لي عرضك.. ما رأيك؟ "

 

ضحكت بخفة وقلت له بمرح

 

" أنتَ مُفاوض جيد مارك.. حسنا أقبل.. وإن كانت المعلومة تهمني سأجعلك رئيس حرسي.. وليس ذلك فقط.. بل سأعطيك مبلغ محترم من المال مقابل ما ستقوله "

 

ابتسم مارك بوسع وقال بنبرة هادئة

 

" هذا جيد سيد فيكتور.. حسنا هل يهمك سماع بما حصل لفتاة تدعى سولينا غران؟ "

 

لدى سماعي باسمها يخرج من بين شفتيه شحب وجهي بقوة وتوسعت عيناي على وسعها.. وتسارعت أنفاسي.. وتشنج جسدي بكامله..

 

لا أعرف كيف وقفت.. كل ما أعرفه أن جسدي تحرك وأنني هتفت بغضب وبملء صوتي

 

" سوليناااااااااااا.. سولينا خرجت من السجن؟!!!.. تكلم.. ما بها سولينا؟.. كيف تعرفها؟ وما صلتها بذلك اللعين آرثر جيانو؟!.. تكلم واللعنة "

 

اتسعت ابتسامة مارك الخبيثة أكثر.. وقال

 

" يبدو أننا سنتفق سيد فيكتور مارسن.. وسنعقد هذه الاتفاقية... "

 

 

بيلا مارسن**

 

 

كانت بيلا تجلس على طرف السرير و هي تبكي بكل حرقه.. حاولت إخفاء ضربات فيكتور بشتى وسائل وأدوات التجميل التي تملكها بعد ذهابه صباحا.. لكن اللون الأزرق كان واضحا على أكتافها وفخذيها وعنقها وخدها الأيسر وركن شفتيها..

 

استسلمت في آخر المطاف إلى بكاءٍ قوي و هي تندب حظها وتتذكر الماضي..

 

كنتُ أشعر بالندم العميق لأنني تسببت في سجن سولينا غران.. الفتاة البريئة التي كانت تعتبرني صديقة قريبة لها.. بكل غباء فعلت ذلك بها من أجل حماية نفسي والحصول على فيكتور مارسن القذر.. ولكن ثمن ما فعلته كان باهظًا جدًا..

 

مسحت دموعي وهمست بعذاب

 

"هذا جزاء ما فعلته بـ سولينا.. إلهي سامحني.. فأنا نادمة.. نادمة.. سامحني واخفر لي أرجوك "

 

وقفت ونظرت أمامي بمرارة وبتعاسة وبخوف..


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 12 - فيكتور و بيلا


لقد دمرت حياة سولينا ودمرت حياتي.. كم كنتُ غبية.. غبية وحمقاء.. يا ليتني أستطيع العودة بالزمن.. كنتُ فضلت السجن على أن أحيا يوماً واحداً مع فيكتور مارسن الشيطان..

 

ولكن الألم والندم لم يكتفيا بالاكتفاء بسجن صديقتي البريئة.. بل ذهبوا أبعد من ذلك.. تذكرت بألم تلك السنوات السبع الطويلة والمؤلمة التي قضيتُها في زواجي المرير مع فيكتور مارسن..

 

كان يُعاملني بقسوة ويسيطر عليّ.. مستغلاً دائمًا نقطة ضعفي.. ابنتي الجميلة سولي..

 

تعذبت طيلة تلك السنوات.. وتحملت الكثير من أجل ابنتي فقط.. لم أكن نفسي.. وضاعت حياتي بين جدران زواجي السجنية..

 

كنتُ أتساءل باستمرار عما إذا كان بإمكاني العودة للوراء وتفادي كل هذا الخراب الذي أحدثته.. لقد أصبحت أرى بوضوح أنني لم أُفكر في العواقب المحتملة لأفعالي.. وأنني قد جلبت المأساة إلى حياة شخص بريء..

 

لقد ظلمت سولينا بشكلٍ فظيع.. وظلمت نفسي بعدها...

 

بكيت بحرقة بينما كنتُ أنظر إلى المرآة أمامي.. كنتُ أرى وجه فيكتور في كل مرآة أمامي.. وأشعر بالقيود الخيالية التي زوّدني بها..

 

اشتقت للحرية والسعادة التي ضاعت مع الأيام القاسية.. وفي هذه اللحظات أصبحت أعترف بأنني لم أُفكر في عواقب قراراتي وأن انتقامي كان ثمنه الخيارات الخاطئة...

 

وبهذه الندوب النفسية ازددت يقينًا أنني لا أستحق السعادة التي فقدتها.. وبدأت أحلم الآن بالعثور على طريقة لاستعادة حريتي وإعادة العدالة لـ سولينا ولنفسي..

 

إحساس بالندم كان يراودني في كل لحظة.. يظهر وجه فيكتور مارسن أمامي ككابوس يطاردني دائمًا.. لقد قررت الزواج منه في يومٍ بائس بعد تهديداتي وابتزازي المستمر له.. فقدت حريتي وكرامتي وإنسانة رائعة مثل سولينا.. وطبعا غريس.. عرفت قيمتهم متأخرة.. والآن أصبحت ضحية لشخص لا يملك رحمة أو شفقة..

 

وفي كل يوم أتذكر به كيف أنني تسببت في موت غريس وفي سجن سولينا وجعلتُها تفقد والدها وحريتها وكرامتها وحياتها.. زادت أوجاعي النفسية أكثر...

 

تنهدت بحزن ومشيت باتجاه الحمام.. قررت أن أستحم لأريح عضلاتي من كثرة الضرب الذي تلقيته من فيكتور صباح اليوم.. فهذه حالي منذ سبع سنوات مؤلمة بعد أن سلمته وبغبائي الأدلة التي تدينه بعد زواجي به مباشرة..

 

رأيت الجحيم معه.. بل الجحيم ستكون أهون لي من فيكتور اللعين.. في كل مرة قام بمضاجعتي بها كان يناديني باسم سولينا.. حتى عندما حملت لأول مرة وعرف بجنس المولود أنه صبي جعلني أجهضه بالقوة عبر رشوته لذلك الطبيب الحقير..

 

لم أفهم لماذا فعل ذلك.. ظننت أنه لا يريد طفلا مني مع أنه من صلبه وقتله الحقير.. وعندما حملت مرة ثانية انتظر حتى عرف جنس الجنين وأيضا عندما عرف أنه صبي أجبرني على إجهاضه ذلك القاتل الحقير..

 

كنتُ أصلي كي لا أصبح حامل منه.. وحاولت أخذ حبوب لمنع الحمل.. ولكنه عندما علم بذلك قام بضربي بجنون ومن يومها لا يمر يوم دون أن يقوم بضربي به.. وعندما حملت مجددا حاولت الهروب منه ولكنه عرف بمكاني وسجنني أربعة أشهر حتى أخذني لذلك الطبيب وعرف أنّ الجنين هو فتاة..

 

ففرح فيكتور وبدأ يهتم بي وبحملي.. جعلني أستغرب تصرفاته المجنونة تلك.. ولكن عندما أنجبت طفلتي عرفت سبب اهتمامهُ الزائد بي.. كي يُسمي الطفلة سولينا..

 

إنه مهوس بـ سولينا غران.. بل مجنون بها.. كيف يحبها وقبل برميها في السجن؟.. ربما كي لا أرميه به أنا!...

 

ومع ذلك أنا صامدة من أجل طفلتي.. فأنا أحبها كثيراً.. ولم أملك الشجاعة أبدا لمناداتها سولينا.. فأنا دائما أناديها سولي.. أشعر أنه ليس من حقي مناداتها بسولينا... أنا السبب بما حصل لها ولعائلتها..

 

ففي حفلة عيد ميلاد سولينا الواحد والعشرون رأيتها تخرج برفقة فيكتور بعد رقصتهم تلك إلى الحديقة.. وتبعتهما خلسة..

 

كنتُ أشعر بالغيرة من كثرة غبائي في ذلك الوقت.. وسمعت حديثهم.. وبعد ذهابه رأيت ما حدث معها ومع آرثر جيانو.. وعرفت أنه يشك بها بشيء ويلومها وهو كاره لها وبشدة..

 

ونهار الإثنين عرفت على الفور السبب.. فهو يظن سولينا هي السبب بما حصل لشقيقته غريس.. ولشجعي وكرهي الأحمق لـ سولينا في ذلك الوقت.. ولأبعد الشبهات عني وعن ذلك اللعين فيكتور.. قمتُ بوضع خطة حقيرة أندم عليها أشد الندم كل يوم..

 

فبسببي توفي والد سولينا.. أنا السبب بموت والدها وسجنها.. لذلك لم أشهد ضدها كما اتفقت مع فيكتور.. كنتُ منهارة وخائفة مما حدث.. لقد أذيتها وكثيراً.. لم يكن في نيتي فعل ذلك بها.. ظننت بسذاجة والدها سوف يُخرجها من السجن وبسرعة..

 

أنا لستُ بقاتلة.. أنا حبي الغبي للقذر فيكتور في ذلك الوقت أعماني.. كيف سوف يسامحني الله؟.. وكيف سوف تُسامحني سولينا؟.. كيف؟!!!..

 


سمعت صوت الباب ينفتح بقوه فعلمت على الفور أن فيكتور قد أتى .. مسحت دموعي بسرعة و استقمت على الفور وخرجت من حوض الاستحمام.. جففت جسدي وارتديت روب الاستحمام الخاص بي..

 

تمالكت نفسي بسرعة و خرجت من الحمام الملحق بالغرفة.. لو رآني أبكي هذه المرة فسوف يبدأ بضربي مجددا و بتوبيخه وشتمه لي كالعادة..

 

كما توقعت كان فيكتور في الغرفة يجلس على السرير وشارد بتفكيره وجهه عابس كالعادة..


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 12 - فيكتور و بيلا

 

فتحت الخزانة كي أخرج شيئا أرتديه.. ارتديت ملابسي بسرعة وسمعت فيكتور يقول بدون مقدمات وبصوتٍ هادئ غريب

 

" أين هي سولينا صغيرتي؟ "


حاولت جاهده أن أجعل صوتي يبدوا ثابتا.. وأجبته بينما كنتُ أداري خوفي منه


 " انها في غرفتها مع نانا آني "

 

نعم.. فأنا وظفت نانا آني لطفلتي إكراما لـ سولينا.. فأنا أعرف مدى محبتها لمربيتها الخاصة.. وعرفت أن السيدة آني ستهتم بابنتي كما اهتمت بـ سولينا..

 

ولدهشتي الكبيرة ظل فيكتور صامتا.. ولم يلومني بسبب عدم تواجدي مع ابنتنا سولي والاهتمام بها شخصيا..

 

نظرت إليه بذهول


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 12 - فيكتور و بيلا

 

وفكرت بتعجُب.. ما به؟!!.. هناك شيء يشغل تفكيره!.. ذلك الحقير والخسيس.. فأنا بت أكرهه لدرجة الموت.. ولا أفهم كيف أحببته في يوم من الأيام.. كنت غبية.. غبية حمقاء مستهترة وأنانية.. ولكن الندم لن ينفعني الآن..

 


وليزيد فيكتور دهشتي أكثر خرج من الغرفة دون أن يوجه إليّ شتائمه المعتادة.. وأيقنت أن هناك سبب مهم لتصرفاته الغريبة تلك..

 

تنهدت براحة بعد خروجه وهمست بحقد

 

" أتمنى أن يموت حتى نستريح منه.. أتمنى أن يذهب إلى الجحيم السابعة.. لا يهمني أمرهُ بتاتاً.. المهم أن يبقى بعيدا عني "

 

ولكن لم أكن أعرف بأن ما تخبئهُ الأيام القادمة سيكون أكثر إيلاماً...

 

انتهى الفصل
















فصول ذات الصلة
رواية حياتي سجن وعذاب

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©