هايلي جيانو
سولينا**
داخل السيارة المظلمة.. كنتُ أجلس على المقعد الخلفي بحذر وأنا أرتعش
بخوف بينما كنتُ أُراقب الطريق بعيون مليئة بالخوف والقلق.. كنتُ أراقب الطريق من
خارج النافذة.. كان قلبي ينبض بسرعة وتنفسي متقطعًا بسبب التوتر والخوف الذي
يُسيطر عليّ.. وكلما تقدمت السيارة بعيدًا عن المدينة زادت حدة قلقي وخوفي..
بدأت أتساءل في صمت عن المكان الذي سيأخذونني إليه حُراس آرثر جيانو.. وما
سيفعلهُ بي ذلك المجنون آرثر لاحقاً.. كنتُ محاطة بالظلام وعدم اليقين.. ولم أكن
أعلم ما إذا كنتُ سأستعيد حريتي وحياتي يومًا ما أم أنني فقدتُها إلى الأبد..
عقلي كان يعمل بسرعة لكن لم أجد إجابات عن المكان الذي سأذهب إليه وما
سيفعل بي لاحقا آرثر جيانو.. في حالة من الحيرة والتوتر لم أكن أدري إلى أين ستأخذني
هذه الرحلة المرعبة..
فجأة.. قاطع تفكيري وشعوري بالخوف سماعي لصوت احتكاك الفرامل وتوقف
السيارة بشكلٍ مفاجئ بانعطاف حاد.. انتابني الخوف والذعر وارتعشت أوصالي من الفزع
عندما رأيت الحارس والذي كان يجلس في المقعد الأمامي بجانب السائق يترجل من
السيارة.. وسمعت خطواته تقترب من الباب الخلفي للسيارة بجانبي.. ثم فتح الحارس
الباب بقوة.. وعندها شعرت بيد قوية تمسك بذراعي وتُجبرني على الاقتراب باتجاه
الباب..
صرخت بفزع وحاولت مقاومة الحارس لكنهُ هتف بحدة وبقسوة بوجهي جعلني
أرتجف بقوة من الخوف
" لا تقاومي يا أنسة.. هذا أفضل لكِ "
لم أكن أملك القوة لمقاومته.. كنتُ خائفة جداً.. ومع ذلك حاولت مقاومة
الحارس ولكنهُ كان أقوى مني.. وبينما كنتُ أحاول الصراخ والتخلص من قبضته لم يكن لدي
القوة للمقاومة وشعرت بأنني فقدت توازني..
فسقطت نائمة على ظهري على المقعد ورأيت بفزع وجه الحارس فوقي.. بكيت
بذعر إذ ظننتهُ يريد التحرش بي.. فصفعتهُ على وجنته بما تبقى لي من قوة وصرخت
بشكلٍ هستيري
" ابتعد عني أيها الحيوان والقذر.. إياك أن تلمسني.. ابتعد
عني.... "
شتم الحارس بغضب وجعلني أبكي بعنف بينما كان يمسك معصماي بقبضة يدهِ
اليسرى وثبتهما فوق رأسي..
وقبل أن أتمكن من تحريك جسدي وركله شعرت بأنبوبة باردة تلامس أنفي..
واستنشقت رائحة كريهة قليلا تحمل مادة تخديرية.. سريعًا ما تبددت حواسي وتلاشت
الرؤية أمامي وشعرت بالخدر ينتشر في جسدي.. وخضعت للنوم رغما عن إرادتي...
عندما استعادت وعيها.. فتحت سولينا عينيها الزرقاوين بصعوبة وتمتمت
بكسل
" يا إلهي.. لا أدري كيف غطيت بنومٍ عميق بهذا الشكل؟! "
نهضت من فراشي بتثاقل.. ثم وقفت بخوف وارتجاف عندما رأيت أنني داخل غرفة
جديدة وغريبة عليّ..
بلعت ريقي بقوة وفكرت بذعر.. أين أنا؟!!.. ما الذي حصل معي في الأمس؟؟!...
هذه ليست غرفتي في الفندق...
نظرت حولي أتفحص الغرفة.. كانت الغرفة مضاءة بإضاءة هادئة وجذابة..
وألوان الجدران تبعث على الهدوء والراحة ..
لقد كانت غرفة جميلة مربّعة الشّكل واسعة يتوسطها سرير متوسط الحجم
ومن الخشب الأسود الرفيع وخلفه نافذتان كبيرتان من الزجاج وبيضاء اللون أُسدلت
عليها ستائر بيضاء شفافة.. ويحيط بالسرير خزانتان صغيرتان وأيضا سوداء اللون
وفوقهما مزهريتان .. من جهة الشمال خزانة كبيرة من الخشب داخل الجدار متعدّدة
الأدراج ذات مصراعين.. ويتوسّط الجدار المقابل لها نافذة كبيرة من الزجاج..
شعرت بالدهشة والتعجب بسبب ما رأيتهُ أمامي.. لم أتوقع أن أجد نفسي في
مكان بهذا الجمال والرقي..
في هذه اللحظة.. شعرت بمزيج من الغموض والحيرة.. تساءلت عن سبب وجودي
في هذا المكان الفخم.. وهل هذا هو المكان الذي سأعيش فيه؟.. أم أن هذا مكان
احتجازي مؤقتةً؟.. كانت مشاعري متناقضة بين الخوف والعجب والتساؤل..
وهنا تذكرت ما حصل معي في الأمس.. تنهدت بعمق وهمست بحزن وبسخرية
" ياه.. هل جلبوني إلى قصر آرثر جيانو الخاص؟.. كنتُ أتوقع أن
يرميني داخل زنانة أخرى في قبو ويجعلني أتعفن بداخلها إلى الأبد.. يجب أن أشكرهُ
على كرمهِ عندما أراه "
ثم تذكرت بغضب ما فعلهُ بي في الأمس ذلك الحارس...
ذلك الخسيس الحارس أوقف السيارة وقام بتخديري مجددا كي لا أعرف إلى
أين يأخذونني.. حمقى.. وكأنني سأهرب.. إلى أين سوف أهرب؟!.. فلم أعد أملك المال
الذي قبضته من بيع خاتمي.. كل ما تبقى لي هو سلسلة والدتي وثيابي التي أرتديها..
و آرثر جيانو هددني إن تجرأت فقط وحاولت الهروب أو فعلتها وهربت سيجعل
رجاله يقومون باغتصابي بعد أن يجدني.. وأنا أعلم بأنه سيجدني..
ابتسمت برقة إذ لم أكن أُصدق ما أراه أمامي.. فكل شيء كان أجمل بكثير
مما كنتُ أتوقعه..
انتشرت على وجهي ابتسامة بريئة وسعيدة.. وقلبي ملأتهُ السعادة والدهشة..
بدأت أفحص الغرفة وأكتشف كل تفاصيلها الراقية.. مستمتعة بجمالها الفائق..
رأيت سريري الفاخر الذي كان يبدو وكأنه منحوتة فنية.. وأغطية الأسرَّة
الناعمة والملوَّنة تضفي عليه جواً دافئًا وأنيقًا.. وكانت التحف الفنية تزين
الجدران.. والنافذة الكبيرة تسمح بدخول أشعة الشمس الدافئة.. مما أضاف إلى رونق
الغرفة..
بعد مرور كل تلك السنوات التي قضيتُها في تلك الزنزانة المُظلمة في
السجن شعرت الآن بأنني في قصر خيالي.. حيث الأحلام تتحقق والأمان يعم المكان.. كنتُ
أشعر بالسعادة الغامرة.. وأنا أعلم بأنني سأعيش هنا أيامًا سعيدة وجميلة في هذا
المكان.. حتى لو جعلني آرثر جيانو خادمته..
فهذه الغرفة بالنسبة لي أعتبرها الجنة مُقارنة بزنزانة الجحيم التي
قضيت بها أسوأ أيام حياتي..
ضحكت بسعادة لا توصف ثم رفعت ذراعاي عاليا وبدأت أدور حول نفسي وأنا
أضحك بفرحٍ طفولي..
كانت سعادتي لا تُصدَّق.. فقد وجدت نفسي في مكان لم أكن أتخيلهُ في
أحلامي لسبع سنوات مؤلمة.. هذه الغرفة الجميلة أعادت لي الأمل والبهجة.. وكأنها
تنبعث بحياة جديدة.. كنتُ أشعر بأنني على وشك بدء فصل جديد في حياتي.. حيث سأكتشف
الجمال والسعادة والحب في عالم لم أكن أعرفهُ من قبل..
توقفت عن الدواران وتنهدت بقوة ثم همست بسعادة
" أنا الآن مُستعدة لمواجهة ما تحمله الأيام المقبلة بكل قوة
وثقة.. فأنا سولينا غران.. ابنة سيزار غران المُناضلة.. من أجلك أبي تحملت الظلم..
ومن أجلك سأعيش.. سأعيش وأثبت براءتي في يوم.. والجميع سيعرفون بأنهم ظلموني
"
تقدمت باتجاه النافذة الكبيرة ونظرت إلى الخارج
" ياه.. ما أجملها "
هتفت بإعجابٍ كبير بتلك الكلمات.. فقد كنتُ أنظر إلى حديقة تُسحر
العينين... فالأشجار تغطيها من بعيد بشكل جميل.. والأرض الخضراء قد لبست ثوبا من
الزهور الملونة والتي امتلأت بقطرات الندى البراقة وقد لاحظت أن هذه الورود
والنباتات دائمة الخضرة صيفا وشتاءً فهي شبيه بالتي كانت في حديقة قصر والدي..
من ناحية اليمين كانت توجد بركة مياه كبيرة مع نافورة.. وما زاد الحديقة
جمالا هو أشعة الشمس الذهبية التي تعكس أشعتها على كل بقعة بها أبرزت جمال الحديقة
ورونقها.. كل شيء بها كان مصمم ومنسق بطريقة مدروسة وفي غاية الجمال...
وطبعا لاحظت منزل الخاص بالضيوف أمامي.. تصميمهُ جميل جداً..
تنهدت بسعادة وهمست بفرحٍ شديد
" إن كانت هذه الغرفة لي فأنا شاكرة لذلك المغرور.. فالمنظر المُطل
من هنا في غاية الروعة.. سأعشق الاستيقاظ في كل صباح على هذا المنظر.. ولن أمل منه
أبدا.. فأنا أعشق الريف جدا "
تنهدت براحة وذهبت إلى الحمام التابع للغرفة.. شهقت بذهول وهتفت
بسعادة لا توصف
" أخيراً حمام فخم.. وحوض للاستحمام رائع جداً.. هل هذا عقابه
لي؟!.. أحمق.. فأنا كنتُ أحلم بالسنوات الفائتة التي قضيتها في السجن بغرفة وحمام
أقل فخامة من هذه بكثير "
رقصت بسعادة بينما كنتُ أتأمل بدقة حوض الاستحمام الرائع أمامي
والمناشف النظيفة المُعلقة.. والأهم شامبو الشعر والبلسم والعطور التي افتقدت
استخدامها لسنوات.. ففي السجن كنتُ اضطر لغسل شعري بالصابون.. ولحُسن حظي لم يتلف
الصابون شعري الذي أعشقه بجنون..
توقفت عن الرقص وتنفست براحة لأول مرة منذ سنوات.. ابتسمت بوسع وكلمت
الحمام ببراءة
" مرحبا أيها الغالي.. لقد أحببتُك جداً.. فأنت تشبه حمامي في
قصر والدي.. هل مسموحاً لي بأن أستحم داخل حوضك الجميل؟.. هههه.. أتمنى ذلك.. كم
أرغب بأن أستحم الآن لساعات داخل حوضك الرائع "
قهقهت بمرح وفكرت بسعادة..
أوه سولينا.. أصبحتِ تكلمين نفسكِ والحمام مثل المجانين.. في الحقيقة هذه
عادة اكتسبتها من السجن.. كنتُ دائما أتكلم مع نفسي قبل أن أنام.. وأتكلم مع والدي
وأخبره كم اشتقت إليه وكم أحبه..
أزلت الأفكار الحزينة من رأسي وقررت أن أستمتع في هذه اللحظة.. فعلت
روتيني الصباحي واستعملت فرشات أسنان جديدة موجودة.. ولكنني لم أستحم فليس لدي
ملابس أخرى.. ربما أستحم بعد قليل..
وقفت في وسط الغرفة أنظر أمامي بتفكيرٍ عميق.. والآن ماذا أفعل!!؟..
هل أجرؤ على الخروج من الغرفة!.. فأنا جائعة وجدا... أم استحم أولا!!!...
اقتربت من الباب وأمسكت المقبض بخوف وحركته... شهقت بذهول وهتفت بدهشة
كبيرة
" ماذاااااا؟!!... إنه مغلق.. تبا لك آرثر جيانو.. أنا حبيسة هذه
الغرفة.. وجائعة.. ولا أعرف كم الساعة الآن!!... ما الذي يريد فعلهُ بي ذلك
المغرور؟!!.. أوف.. أحمق "
ذهبت وجلست على السرير وكتفت يداي بغيظ أنتظر قدوم أحد ما لأعرف
مصيري.. ولكن بعد مرور وقتٍ طويل قررت أن أدخل إلى الحمام وأسترخي داخل ذلك الحوض
الجميل لبعض الوقت..
هايلي جيانو**
في قاعة القصر الفخم.. كانت هايلي جيانو تجلس على كرسي بالقرب من
نافذة واسعة.. كانت عيونها تحدق بالمدى البعيد وهي تعبس شفتيها بتوتر وقلق.. كانت
تعلم أن موعد خروج سولينا غران من السجن أصبح قريباً جداً.. وهذا كان يثير فيها
الكثير من الخوف والاضطراب..
في محاولة لتهدئة نفسي وإيجاد إجابات اتصلت بأحد معارفي الموثوق به في
الدولة وطلبت منه أن يتصل بي بسرعة ما أن يعرف موعد المُحدد لخروج سولينا غران من
السجن..
كنتُ خائفة عليها من ابني آرثر.. أنا أعرف ابني جيداً.. لقد أقسم
أمامي في يوم دفن ابنتي غريس بأنهُ سينتقم من مَن تسبب في موتها.. وبأنهُ سينتقم
حتى لو تبقى لو نفساً واحداً..
كنتُ أعلم بأنهُ سيتحرك ما أن يكتشف خروج سولينا غران من السجن.. وكان
يجب عليّ أن أجدها قبله حتى لا يؤذيها ويؤذي نفسهُ لاحقاً..
يجب أن أسبق ابني آرثر بخطوة.. يجب أن أرى سولينا غران قبل أن يفعل
هو.. من واجبي كأم يجب أن أحميهُ من انتقامه وأحمي سولينا منه..
سمعت صوت رنين هاتفي والذي قاطعني عن التفكير.. وبقلب ينبض بسرعة
أمسكت الهاتف وأنا ألوي أصابعي بتوتر.. وضعت الهاتف على أذني وقلت بسرعة وبلهفة
" نعم حضرة العميد.. هل عرفت تاريخ خروجها من السجن؟ "
وانتظرت إجابتهُ على أحر من الجمر.. شحب وجهي بشدة عندما سمعت العميد
يُجيبني
( نعم سيدة هايلي.. سولينا غران خرجت من السجن في الأمس )
ارتعشت أناملي وتعرق جبيني عندما سمعت ما تفوه به.. لقد تأخرت.. تأخرت
كثيراً على انقاذها..
شكرت العميد وانهيت المُكالمة.. سقطت دمعة واحدة من عيني وسالت ببطءٍ
شديد على وجنتي قبل أن أستطيع التحكم في مشاعري..
كانت الكلمات كالصاعقة بالنسبة لي.. وشعرت بالرعب والخوف ينتابني.. كيف
يمكن أن تكون سولينا قد خرجت دون أن يكون لي أية فكرة عن مكان تواجدها؟.. وماذا
سيفعل آرثر عندما يعلم بخروج سولينا؟.. كانت هذه الأسئلة توترني أكثر.. وكل مشهد
محتمل كان يراودني..
شعرت بالصدمة والخوف يتسلل إلى قلبي.. لم أكن أتوقع أن تخرج سولينا في
الأمس.. وخوفي من أن ينتقم ابني آرثر من سولينا بدأ ينمو بسرعة كبيرة بداخلي..
نظرت أمامي بتوتر وهمست بخوف
" أرجوك إلهي.. لا تسمح لابني بأن يكون قد وجد سولينا قبلي..
أتمنى أن يكون آرثر قد أزال فكرة الانتقام منها كما وعدني سابقاً "
لكن بداخلي وبقلب الأم الذي لا يُخطئ أبداً عرفت بأنهُ كان يكذب عليّ
عندما وعدني بعدم الانتقام من سولينا غران..
بينما كنتُ أحاول السيطرة على تلك العاصفة من المشاعر المتضاربة
بداخلي.. قررت الاتصال بابني آرثر للتأكد من وضعه والتأكد من أنه بخير وبأنهُ لا
يعلم عن خروج سولينا من السجن..
أمسكت بالهاتف مجددًا وطلبت رقم ابني.. انتظرت وانتظرت وانتظرت.. ولكن
للأسف.. لم يكن هناك رد.. حاولت مرارًا وتكرارًا الاتصال به لكن دون جدوى.. بدا
وكأن الهاتف مغلقًا أو أنه قد تم تجاهل مُكالماتي له..
وهنا شعرت بالخوف الحقيقي على ابني آرثر وعلى سولينا.. لم أكن أعلم ما
ستكون عواقب هذه الأحداث.. وكيف ستتشابك الأقدار المختلفة لهما..
وفي هذه اللحظة عرفت.. عرفت بأن ابني يتجاهل مُكالماتي لأول مرة في
حياته والسبب.. لأنهُ وجد سولينا غران ولا يريدني أن أعلم بذلك..
شعرت بالقلق والتوتر.. وعلقت في هذه المرحلة الحرجة بينما كنتُ أستعد
نفسياً لمواجهة الظروف القادمة بقوة وتصميم..
أدركت أن آرثر هو الشخص الوحيد الذي يعلم مكان سولينا حالياً..
وسط التوتر والقلق قررت أن أحاول البحث عن سولينا بنفسي.. لم يعد هناك
وقت للانتظار.. كنتُ أشعر بأنني بحاجة للتأكد من سلامة ابني وكذلك سولينا.. يجب أن
أتأكد بنفسي بأن سولينا ليست في قبضة ابني..
وقفت وبدأت أتجول في قاعات القصر بخطوات متسارعة.. وعقلي مليء
بالتفكير في كل الاحتمالات.. كنتُ أتساءل عن مكان وجود سولينا وماذا يمكن أن يحدث
بينها وبين ابني آرثر لو كانت معه الآن..
وقفت في مكاني وهمست بخوف
" أرجوك إلهي.. لا تسمح لابني بأن يجد سولينا.. لا تسمح له
بالانتقام.. لا أريد أن أخسر ابني كما خسرت غريس "
أصبحت عاجزة عن التحمل وفي حالة من الذعر.. أخذت هاتفي مرة أخرى وبدأت
باتصالاتي المتكررة لابني آرثر.. لكنه لم يجب على أي منها.. بدت عليّ ملامح
الاستغراب والقلق.. وظللت أحاول الاتصال مرارًا وتكرارًا.. ولكن دون جدوى..
وقفت جامدة في مكاني وهمست بفزعٍ كبير
" سولينا معه.. سولينا غران في قبضة ابني الآن "
حاولت التماس الهدوء وتنظيم أفكاري.. ولكن الخوف والتوتر كانا يسيطران
عليّ.. كنتُ أعلم أنني بحاجة إلى التحرك بسرعة لكشف مكان سولينا ولمنع ابني آرثر
من اذيتها..
بينما ينقض الوقت تتسارع نبضات قلبي وأنا أتخيل أسوأ الاحتمالات.. يجب
أن أعرف وبسرعة أين وضع آرثر سولينا.. فكري هايلي.. فكري مالياً.. أين من الممكن
أن يكون ابني خبأ سولينا؟!!...
فجأة.. وقفت ونظرت أمامي بسعادة وهتفت بثقة
" الريف.. لا بُد أنهُ أخذها إلى هناك.. "
استدرت وركضت صاعدة إلى جناحي لأستعد بسرعة وأذهب إلى القصر في
الريف...
آرثر جيانو**
رنين الهاتف المستمر أيقظني من غفوتي... لم أنم سوى فجراً بسبب تفكيري
المستمر بتلك اللعينة.. لذلك قررت اليوم عدم الذهاب إلى مقر شركتي الأساسية
والعمل.. بل رغبت بالنوم بهدوء وبراحة وبعدها سأذهب لأرى تلك اللعينة سولينا
غران..
ولكن رنين أحد هواتفي الخلوية أزعجني وجعلني أستيقظ.. فتحت عيناي
ونظرت إلى المنضدة لكن لم أرى هواتفي عليها.. استقمت بهدوء ونهضت عن السرير ومشيت
باتجاه الأريكة وسحبت سترتي وأمسكت بهاتفين لي..
رميت الأول على الأريكة وأمسكت هاتفي الثاني الخاص بحُراسي.. ورأيت أن
المتصل هو ستيف حارسي الشخصي الجديد.. لقد عينته في الأمس بعد طردي للحقير مارك..
فأنا أثق بـ ستيف ثقة عمياء.. فهو شقيق رئيس حرسي جيمس.. وهو مؤهل
لأخذ هذا المنصب.. لا بد أن تلك العاهرة قامت بإزعاجهم لذلك يتصل بي في هذا
الوقت..
ضغطت على شاشة هاتفي وتلقيت المُكالمة.. وضعت الهاتف على أذني وكلمته
بهدوء في البداية
" نعم ستيف.. ما الذي تريده؟... مممم.. حقا؟!!.. إذا لقد استيقظت
تلك اللعينة؟.. ماذاااا!!.. أمي هناك؟؟.. لماذاااااااا؟!!!.... لماذا أمي في قصري
في الريف؟.. لا تعرف؟.. تبا... حسنا لا تدعها تعرف بوجود تلك الفتاة هناك.. أنا
قادم وبسرعة.. إياك أن تدع والدتي تعلم بوجودها.. مفهوم؟.. نبه جميع الخدم وجميع
الحُراس بعدم التفوه بكلمة واحدة عن تلك الفتاة أمام أمي.. وإلا عقابهم سيكون معي
شخصيا.. نفذ أوامري اللعينة في الحال.. ولا أريد أي أخطاء.. إن اكتشفت أمي وجود
تلك الفتاة في قصري.. أنتَ أول من سأقتله "
انهيت المكالمة بسرعة وشتمت بعصبية عندما رأيت في هاتفي الخاص الثاني
والدتي قد اتصلت بي عشرات المرات منذ ساعة.. ولم أسمعه لأنه على خاصية الصمت..
تبا.. بدأت بالشتم بغضب.. ولم أتصل بوالدتي.. دخلت بغضب إلى الحمام
وبدأت أستحم وأنا أفكر.. ما الذي جلب والدتي إلى منزلي في الريف الخاص؟!!... لا
بُد أنها عرفت بخروج سولينا غران من السجن...
" اللعنة... "
لا أحب الكذب خاصةً على والدتي.. ولكن بسبب طلبها الغريب مني والمستمر
بعدم الانتقام من تلك الفتاة قررت أن أكذب عليها حتى تستريح وتتوقف عن الطلب مني
بفعل ذلك..
في البداية استغربت تصرفات والدتي الغريبة بعد مرور شهر على وفاة
شقيقتي.. واستغربت عندما طلبت مني أن أعدها بأنني لن أنتقم من تلك المُروجة
العاهرة.. كذبت لأول مرة في حياتي ووعدتُها بأنني لن أنتقم..
وفي كل سنة في ذكرى وفاة غريس كانت أمي تُكلمني وتتأكد بأنني لن أنتقم
من تلك الفتاة عندما تخرج من السجن..
إلحاحها الغريب جعلني أفكر ماليا بأسبابها الحقيقية.. وعندما سألت
والدتي هايلي عن السبب أخبرتني ببساطة أن سولينا دفعت ثمن أفعالها السيئة.. وأنها
لا تريد خسارتي بسبب انتقام لا نفع له..
ولم أُصدقها.. ربما والدتي ما زالت تشفق على تلك الأفعى سولينا لذلك
لا تريدني أن أنتقم منها..
بعد دقائق خرجت من الحمام
وارتديت ملابسي وقررت التوجه إلى قصري في الريف بأقصى سرعة..
بعد مرور ساعة.. ما أن اقتربت من قصري أمسكت بجهاز التحكم عن يُعد وفتحت
البوابة الخارجية وأوقفت سيارتي اللمبرغيني بقوة في موقفي الخاص قرب سيارة والدتي
وأنا أشتم..
ترجلت من السيارة ودخلت إلى القصر وتوجهت ناحية المصعد.. وقبل أن أدخل
إلى المصعد رأيت ستيف بانتظاري أمامه.. تأملني باحترام وقال
" سيد آرثر.. والدتك السيدة هايلي في جناحها الخاص ترتاح.. ولم
تكتشف وجود تلك الفتاة في القصر.. والحارس جوان والذي كان يحرس غرفة الفتاة قبل
وصول السيدة هايلي أخبرني بأن سولينا قد استيقظت من النوم ولكنها ظلت هادئة.. ولم
يتم جلب وجبة الفطور لها بانتظار أوامرك سيدي "
" جيد "
أجبتهُ باقتضاب وأشرت له بيدي ليتبعني ودخلت إلى المصعد الكهربائي..
وقفت أمام باب الغرفة التي أمرت سابقا رجالي بوضع سولينا غران
بداخلها.. كلمت ستيف بصوت مُنخفض
" افتح الباب وانتظرني هنا "
فتح ستيف القفل بالمفتاح ثم وقف جانبا.. فتحت الباب ودخلت بسرعة ثم
أغلقته بهدوء.. ولكن ما أن استدرت تجمدت في مكاني عندما رأيت سولينا غران تخرج من
الحمام وهي لا تلف على جسدها سوى منشفة كبيرة الحجم..
ظللت جامدًا في مكاني.. حيث تأثرت بجمالها وأنوثتها الطاغية.. كانت
سولينا كالملاك المحاط بنورٍ ساحر.. وبينما تنساب خصلات شعرها البنية الطويلة على
كتفيها ارتعشت يداي تلقائيًا.. مُشْتَاقًا لمُعانقة تلك الأنوثة المغرية أمامي..
كانت سولينا تنظر إلى الأسفل وهي تحاول تثبيت طرف المنشفة على صدرها..
ولم تنتبه بأنني أقف أمامها وأتأملها بذهول وبإعجابٍ كبير..
شعرت بقلبي ينبض بسرعة.. فكل تفصيل فيها أبدعه الخالق لتجتمع في هذه
اللحظة المُثيرة..
يبدو أن الزمن يتباطأ حولنا.. وأن الأشياء الأخرى في العالم قد تلاشت..
كانت سولينا متوهجة بنورها الخاص.. وشعرت كأنني أمام لوحة فنية لا يمكنني التحرك
من أمامها.. لأن كل حركة قد أفعلها قد تفسد هذه اللحظة الجميلة..
رفعت سولينا رأسها ببطء وتلاقت نظراتنا.. شهقت بفزع عندما شاهدتني أقف
أمامها.. ورأيت بوضوح فكها يرتعش بقوة..
حاولت التحكم في تلك الرغبة الشديدة من الاقتراب منها واحتضانها..
كانت كل تفاصيل جسدها ووجهها تلهب حواسي وتُشعل شغفي.. حاولت أن أُخفي نظرات
الإعجاب وأن أظهر أمامها كما لو كنتُ لم أتأثر بهذا المشهد الجميل.. لكن لم أستطع
إخفاء دهشتي بجمالها..
" اععععععععععععهههههههههههههههــــ... ممممممــــــ..... "
صدحت صرخة فزع من فم سولينا بينما كانت تحاول أن تستر نفسها بسرعة
بينما كانت تتراقص قلقًا في محاولة لإخفاء جسدها.. هياج ورعب كبير غمرا وجهها
وعينيها تبحث عن طريقة للهروب من هذا الموقف المحرج..
لكن ما أن صرخت سولينا بفزع حتى ركضت بسرعة وأمسكت ذراعها بيد وبيدي
الأخرى وضعتُها على فمها محاولًا كبح صرختها اللعينة.. وقد بدت علامات الرعب
والصدمة واضحة على وجهها..
جذبتُها إلى الخلف وألقيتُها بعنف على السرير وحاصرتُها بجسدي دونَ أن
أزيل يدي عن فمها.. واحتويت رأسها بذراعي الثانية.. نظرت في عمق عينيها وهمست بحدة
" إياكِ أن تصرخي.. لا أريد سماع صوتكِ اللعين "
رأيتُها تتأملني بفزع وبدأت الغبية تقاومني وهي تحاول تحريك جسدها أسفلي
لتُبعدني عنها.. تأملتُها بنظرات غاضبة وهمست بحدة
" توقفي عن المقاومة أيتُها الغبية.. اجمدي.. لا تتحركِ.. "
رفعت جسدي عنها قليلا وتابعت قائلا بهدوء
" سأبتعد.. ولكن لا أريد سماع صوتكِ اللعين "
أومأت برأسها موافقة بفزع.. قلبت عيناي بنفاذ الصبر ثم جلست على طرف
السرير ورفعت يدي عن فمها..
وبسرعة البرق ابتعدت الغبية إلى الطرف الآخر من السرير ثم سحبت غطاء
السرير وسترت به جسدها.. وبدأت سولينا تتأملني بنظرات فزعة..
وقفت ونظرت إلى وجهها بحقد وقلتُ لها بحدة
" التزمي الصمت التام.. سأطلب من الخدم بإرسال وجبة الفطور لكِ
"
استدرت وفتحت الباب.. رأيت ستيف يقف جانبا بانتظاري.. اقتربت منه
وأمرتهُ بصوتٍ مُنخفض
" أرسل لها وجبة الفطور.. وضع لها حبة منوم في العصير.. لا تتأخر
"
عدت إلى الغرفة ونظرت إلى تلك القذرة بنظرات غاضبة
" جلست على الأريكة وتأملت باستمتاع كيف كان جسدها يرتجف بوضوح
أمامي أسفل غطاء السرير والذي كانت الحمقاء تضمهُ بقوة على جسدها.. ابتسمت بخبث
وقلتُ بنبرة صارمة
" أرى بأنكِ كنتِ تستمتعين في الحمام.. لا تشعري بالسعادة
كثيراً.. فلن تظلي هنا حتى تستمتعي بهذه الرفاهية.. لديكِ مُهلة خمس دقائق فقط حتى
تدخلي إلى الحمام وترتدين ملابسكِ.. تحركِ "
ابتسمت بسخرية عندما رأيتُها تقف وهي تلف الشرشف على جسدها بإحكام
وركضت بخطوات متعثرة إلى الحمام.. وبأقل من أربع دقائق خرجت سولينا من الحمام
ووقفت بجانب منضدة الزينة تتأملني بترقُب وبخوف..
وقفت بهدوء وقلتُ لها بنبرة باردة
" حتى أنفاسكِ لا أريد سماع صوتها اليوم.. اجلسي بهدوء تام
وانتظري وجبة فطوركِ "
خرجت من الغرفة وأمرت ستيف بإقفال الباب بالمفتاح وطلبت منه أن يراقب
سولينا وفور تناولها لوجبتها عليه أن يُخبرني بذلك..
ولم أنتظر رده وتوجهت إلى جناح والدتي..
دخلت بخطواتٍ هادئة إلى جناح والدتي هايلي في قصري الكبير.. وعندما فتحت
الباب شاهدتُها تقف على الشرفة التي تطل على حدائق القصر.. توقفت للحظة أنظر إليها
بعيونٍ ممتلئة بالفخر والحنان.. تأملت جمالها الذي لا يضاهى وهي تواجه أشعة الشمس
الدافئة..
وقفت بجانبها بهدوء وراقبتُها بعيون مليئة بالاحترام والتقدير والحُب..
والدتي كانت دائماً شخصًا رائعًا و حكيمًا و طيبة القلب.. وكنتُ أتمنى دائمًا أن
يكون لدي المزيد من الوقت لقضائه معها..
سمعت والدتي تتنهد بحسرة وقالت برقة
" لقد قررت وأتيت صباحا
إلى قصرك الخاص هنا في الريف حتى أُريح تفكيري وأعصابي.. ولم أظن أنه من الضروري
إعلامك بقدومي إلى هنا.. لقد ظننت أنك ستكون منشغلا بشركاتك بُني.. ولكنك هنا أمامي
وحراسك جميعهم هنا.. يا ترى لماذا؟؟!! "
أردت أن أكون صادقاً مع والدتي وأُعبر لها عن مشاعري الحقيقية.. ولكن
شعرت بالتقيد.. بداخلي رغبة قوية تحثُني على الانتقام من سولينا غران.. وكنتُ
أُخفي عن والدتي ألمي وحقدي نحو سولينا والذي يعتمل في داخلي.. كنتُ أخشى أن أجعل والدتي
تقلق أكثر أو تتدخل في حياتي وقرارتي بطريقةٍ لا أرغب بها..
تنهدت برقة واجبتُها بنبرة هادئة
" مرحباً أمي.. لقد أرسلت حراس أمني مساء الأمس إلى هنا لأنني
رغبت بالقدوم اليوم كي أرتاح قليلا من ضغوطات العمل "
تكلمت والدتي بهدوء وهي تلتقف نحوي
" همممممممم.. أرى ذلك.. "
استدارت ودخلت إلى صالون الجناح ثم التفتت و تأملتني وهي تبتسم برقة
وتابعت قائلة
" ظننت بأن حُراسك هنا قد أعلموك بقدومي إلى هذا القصر.. ولذلك استغربت
لوجودك هنا وفي هذه السرعة... هل هناك شيء تريدني أن أعرفه أو تخبئه عني آرثر؟؟! "
نظرت إليها بنظرات هادئة.. ثم ابتسمت بدفء وسألتُها ببراءة مصطنعة
" ما هذا الشيء الذي سأخبئه عنكِ أمي؟! "
تنهدت والدتي برقة وقالت بحزن
" آرثر.. بُني.. أريد منك أن تعدني بشيء مهم.. أريد أن أريح قلبي
بسماع وعدك لي مرة أخرى "
نظرت إليها بقلق وأجبتُها بصدق
" أمي.. أنتِ تعرفين جيداً بأنني سأفعل لكِ ما تريدين.. لا أحب
رؤيتكِ مهمومة هكذا.. ما الذي يشغل بالك حبيبتي؟ "
اقتربت من والدتي هايلي ونظرت إليها بغصة عندما أجابتني بحزن
" تلك الفتاة صديقة غريس.. لقد مرّ على سجنها سبع سنوات.. ولا
أعرف متى ستخرج من السجن.. ربما اقترب موعد إفراجها.. لذلك أريدك أن تعدني بأنك لن
تفعل أي شيء غبي وتنتقم منها بُني "
اسود وجهي من الغضب عندما تابعت والدتي قائلة
" آرثر.. عزيزي.. أنا أعلم أنك لا تزال تشعر بالحزن على وفاة
غريس.. وأعلم جيداً بأنك لا تزال تشعر بالغضب وترغب بالانتقام من سولينا غران..
ولكن يجب أن تسمع كلماتي بانفتاح قلب.. إن خرجت سولينا من السجن لا يجب أن تسمح
للكراهية أن تسيطر عليك.. أتمنى أن تفتح قلبك للتسامح وتدع النسيان يُغلِب الماضي..
لا أريدُك أن تنتقم من تلك الفتاة عندما تخرج من السجن "
اشتعل الغضب بداخلي أضعافاً بينما كنتُ أفكر بيأس.. لماذا والدتي تريد
حماية تلك اللعينة من انتقامي؟!.. لدي شكوك بأنها تُخفي عني شيئاً مهماً..
سأكتشفهُ قريباً..
بالحزن الخفي لأنني سأكذب عليها.. أجبتُها بصوتٍ هامس
" أمي.. ما الذي ذكركِ بها الآن؟!.. أنا... أنا لن أنتقم من
سولينا.. هناك أسباب شخصية تدفعني للبقاء بعيدًا عنها.. موضوعها انتهى بالنسبة لي..
لا تقلقي "
لم أرغب بالكذب على والدتي.. وكنتُ أشعر بالندم على ذلك الكذب.. لكنه شعرت
أن هذا الكذب سيحميها من المزيد من القلق والتوتر..
اللعنة كم أكره الكذب على والدتي ولكنني لدي أسبابي.. فلا شيء سيردعني
عن الانتقام لشقيقتي غريس.. حتى لو كان ذلك الشخص هي والدتي هايلي..
هايلي وقفت للحظة تنظر إلى وجه ابنها بعيونٍ حنونة.. وشعرت بأن هناك
شيئًا مختبئًا خلف كلماته.. لكنها لم ترغب في الضغط عليه أكثر.. فهي تعلم أن الوقت
سيكشف الحقيقة.. وتمنت هايلي أن يكون احساسها خاطئاً.. وأن ابنها صادق بكلماتهِ
ووعدهِ لها..
تأملتني والدتي بنظرات حنونة وقالت برقة
" آرثر.. أتمنى أن تجد السلام والسعادة في قلبك.. وأن تدرك أنني
أحبك بلا قيود "
ثم اقتربت مني خطوة ووضعت كف يدها على خدي وقالت
" لكن لا تخلف بوعدك لي.. سوف تُحرق قلبي إن فعلتَ ذلك "
وقبل أن أجيبها أنقذني من هذا الموقف رنين هاتفي.. ابتعدت عن والدتي
وسحبت هاتفي الخلوي من جيب سترتي السوداء ورأيت أن المتصل هو صديقي ماكس..
تنهدت براحة ونظرت إلى والدتي بحنان قائلا
" ارتاحي أمي قليلا.. لدي بعض الأعمال المهمة.. أراكِ لاحقا
"
وخرجت من غرفتها بسرعة بعد أن قبلتها على جبينها.. وضغطت على شاشة هاتفي
لقبول المكالمة.. وبينما كنتُ أمشي مُسرعاً خارجاً من القصر تكلمت مع ماكس قائلا
" نعم ماكس... نعم هي لدي... ماذا؟.. أمسكتَ بتلك الحقيرة
أيضا؟!!..... هذا جيد.... بعد مرور كل تلك السنوات وجدتها أخيراً.... أصبح حظنا
جيد لننتقم صديقي... إلى أين أخذتها؟!... هممم... جيد لا مانع لديّ بأن تستخدم
مزرعتي لذلك... ما رأيك أن أجلب تلك القذرة أيضا إلى هناك وأخذ أيضا إجازة من
العمل ونستمتع بانتقامنا صديقي؟!!... ههههه... المشكلة أن والدتي أتت صباحا إلى قصري
في الريف وأنا جلبت تلك القذرة إليه.... استمتع صديقي بانتقامك.... ماذا سأفعل
بها؟.. سأخبرك.. سأجعل رجالي يأخذونها إلى جزيرتي الخاصة فهذا أنسب لي.. واعتبر
المزرعة لك.. ورجالي هناك تحتَ تصرفك.. سوف أكلمهم لينفذوا رغباتك ويتكتموا على
الموضوع فلا تقلق.... حسنا أراك قريباً ماكس "
انهيت المكالمة وما أن خرجت من القصر رأيت ستيف ينتظرني أمام سيارتي
وقفت أمامه قائلا
" ستيف.."
نظر إليّ بقلق قائلا
" نعم سيدي "
سألته بسرعة
" ما الجديد؟ "
فهمني على الفور وأجابني باحترام قائلا
" لقد أرسلنا للفتاة وجبة الفطور.. وطبعا وضعت بالعصير حبة منوم
كي تنام.. فذلك أمن لنا وكي لا تعلم بوجودها السيدة هايلي.. والفتاة نائمة بعمق
في غرفتها.. فلن تشعر بها السيدة.. فلا تقلق سيدي "
تنهدتُ براحة وأمرته
" ستيف.. نبه الخدم لعدم التفوه بكلمة واحدة أمام والدتي.. وإلا
سيواجهون غضبي.. وليفتحوا أعينهم وأذانهم جيدا فأنا لا أريد لأمي أن تعرف بوجود
تلك الحقير هنا.. هل كلامي واضح؟ "
" نعم سيدي.. ولا تقلق لقد قمت بتنبيههم جميعا بعد أن رأيت سيارة
والدتك تقترب من القصر سيدي "
تنهدت براحة وسمعت ستيف يُتابع قائلا
" كما يجب أن أُعلمك سيد جيانو بأنني قمت بوضع المزيد من
الكاميرات في كافة الأماكن التي تمتلكها.. وغيرت أوقات الحراسة والتخطيط بعد أن استلمت
مكان مارك.. فأنا لا أثق به سيدي "
تنهدت براحة واجبته
" أحسنتَ التصرف.. والآن اسمعني جيداً.. أريد منك اخراج سولينا غران
من القصر وفي أسرع وقت.. ومن دون أن تراكم والدتي.. وتأخذها إلى يختي الخاص وتذهب
بها إلى جزيرتي فينوس.. سأتبعكم لاحقا.. ربما غدا "
أجابني ستيف باحترام
" حاضر سيدي.. سأتكفل بكل شيء "
" جيد "
أجبته براحة ثم ابتسمت بخبث وقررت الذهاب إلى شركتي كي أنهي بعض
الأعمال الضرورية لأتفرغ قليلا لتلك العاهرة..
وبينما كنتُ أقود سيارتي باتجاه المدينة ابتسمت بشر وهمست بوعيد
" تحضري سولينا غران.. جحيمُكِ الخاص قد بدأ "
ياترى هايلي تعرف أن سولينا بريئه أو لديها سبب اخر يجعلها تطلب من أرثر عدم الانتقام منها...
ردحذفمن امسك ماكس هل ياترى يتكلم عن بيلا هل عرفة انها من أعطت المعلومات....ياترى هل سوف يكونو بيلا وماكس كوبل سوا.
واضح الانتقام قد بدأ الان سولينا وانت أرثر سوف تندم في النهاية
تسلم ايدك ❤️❤️...
الله يسلمك حبيبتي
حذفسنرى قريبا ما سيحدث مع الجميع
احس ان الأم تعرف ان سولينا بريئة بس في شي يمنعها تقول، ويمكن في سبب أخر😭😭 آرثر واقع حد النخاع بس عامل فيها صعب المنال
ردحذفإحساسكِ رائع يا قلبي
حذفونعم آرثر وقع لحد النخاع وسينطر ذلك بكامل قوته