رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 14
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. اوووووووه أخيرا رجعت اعرف انزل تعليقاتي في المدونه مبسوطه بيها جدا💖😍💖😍💖
    مبدعه دايما ياهافن ⚘♥️⚘♥️⚘♥️⚘♥️⚘♥️⚘♥️⚘♥️⚘♥️⚘♥️

    ردحذف
  2. هل رواية خلتني اعشق البطلة حرفياً اكثر من البطل، حبيت الأمل الي دوم متمسكه فيه رغم الي يصير معها، ابدعتي هافن، بانتظاركِ على أحر من الجمر🖤🌼😭

    ردحذف
  3. جميله جدا شكرا ليكي انك اعدتي نشر هذه الروايه الرائعه

    ردحذف
  4. جميله جدا ❤️... تسلم ايدك ❤️❤️.

    ردحذف

رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 14

 

رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 14 - سجينة في الجنة



سجينة في الجنة









 


 

ستيف**


 

وفي ليلة هادئة ومليئة بالغموض.. كان ستيف يراقب اليخت الفاخر وهو يتقدم ببطء في أعماق المحيط المظلم..


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 14 - سجينة في الجنة

 

لم يكن هناك سوى أضواء اليخت التي ترسم مساره على سطح الماء المتلاطم.. تمايلت الأمواج بلطف حوله وكأنها تهمس له أسرار البحار..

 

السماء الليلية كانت مزينة بالنجوم اللامعة التي تلمع كالألماس في الليل الساحر.. انعكس نور القمر على الماء الهادئ وكأنه طريق لليخت ليسبح فيه إلى عوالم الأحلام والخيال..

 

وقف ستيف على سطح اليخت..  وركز على المشهد المذهل أمامه وقلبه ينغمر بالسكينة.. كانت لحظاته الوحيدة للتأمل والاسترخاء بعيدًا عن ضغوط الحياة اليومية.. راقب الأضواء الذهبية التي تراقصت على الماء.. مما أضفى رونقًا خاصًا على هذه الرحلة الليلية..


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 14 - سجينة في الجنة

 

وكان المساء هادئًا.. وتأوهات الأمواج المتلاطمة كانت كل ما يُسمع في ذلك الوقت الساحر.. تطلّع ستيف إلى الأفق البعيد حيث اندمجت السماء مع البحر.. وقد خفت الأضواء في السماء.. مما أعطى نجوم الليل مجالًا للظهور بألمع بريق..

 

كنتُ أتأمل المحيط وبدأت الأفكار تتدفق في عقلي.. حيث بدأت أتأمل في رحلة  حياتي الحافلة بالتحديات والمغامرات التي مررت بها كحارس لدى آرثر جيانو.. كانت تلك الرحلة مليئة بالمعارك الداخلية والخارجية.. ولكنها جعلتني أقوى وأكثر ثباتًا..

 

وفجأة راودتني أفكار كئيبة بخصوص مهمتي الليلة..

 

بعد أن تولّيت مهمة حماية العائلة المرموقة لآرثر جيانو لم أكن أتوقع أبدًا أن تأخذ الأمور منعطفًا بهذا الشكل.. فأنا أحترم آرثر بشدة وأثق به كسيدي.. ولكن عندما أمرني آرثر بأن أخذ الحسناء سولينا إلى جزيرته النائية فينوس.. شعرت بالقلق والحيرة.. لم أكن أعلم عن الأسباب وراء هذا القرار.. وكنتُ أشعر أن هناك أمرًا غامضًا يحيط بهذا الأمر..

 

بينما كنتُ أنظر إلى المحيط اللامع تذكرت كيف كنتُ أفكر بأسباب السيد.. لماذا يريد سجنها في جزيرة منعزلة؟.. ما الجرم الذي اقترفته لتستحق هذا العقاب القاسي؟..

 

لذلك اتصلت بشقيقي جيمس وهو رئيس الحرس بالسيد آرثر.. وأخبرني جيمس بأن سولينا غران هي الفتاة المروجة للمخدرات التي تسببت بوفاة شقيقة السيد.. وحينها فهمت أسباب السيد آرثر..

 

اقتربت من حافة اليخت ووجدت نفسي أُفكر بحزن بتلك الفتاة الحسناء.. وجدت صعوبة بتصديق بأن فتاة مثلها تمتلك ملامح بريئة قد تكون مروجة للمخدرات وقامت بأذية صديقتها.. وإن كان ذلك صحيحًا.. فما هي الأسباب وراء هذه الخطوة القاسية التي فعلتها؟..

 

راودتني الشكوك والتساؤلات حول حقيقة سولينا غران.. ولكن حتى لو كانت بريئة من تلك الاتهامات كنتُ ملتزمًا بواجبي كحارس وعلى استعداد للقيام بما أمرني به السيد آرثر..

 

قام القمر بالظهور على المدى.. مرسلًا أشعته الفضية ليلامس وجه ستيف ويلقي نورًا مليئًا بالسحر على البحر المتلألئ..

 

وفي هذه اللحظة وقف بجانبي القبطان تيو وسألني بصوتٍ هادئ

 

" ستيف.. لماذا تقف هنا وحيداً؟.. ما الذي يُشغل بالك؟ "

 

نظرت إليه بطرف عيناي ثم نظرت إلى البعيد وكلمتهُ بصوتٍ هامس

 

" لا شيء مهم تيو.. أفكر في جمال هذه الليلة والمحيط الساحر أمامنا.. كم هو رائع وجميل.. وكنتُ أفكر كم سوف تستغرق الرحلة لنصل إلى جزيرة فينوس "

 

سمعتهُ يُجيبني

 

" هل هذا ما يُشغل بالك صديقي؟.. الأمر بسيط.. كان يمكنك أن تسألني بكل بساطة عن ذلك.. سوف نصل بعد ساعة إلى الجزيرة "

 

ثم وضع القبطان تيو يدهُ على كتفي وقال

 

" تعال ستيف.. دعنا نحتسي كوبين من البيرة.. استمتع في الوقت الحالي ولا تدع أي شيء يُعكر مزاجك.. نحن هنا في مهمة صغيرة.. بعد قليل سوف تنتهي مهمتنا ونعود بسلام "

 

أومأت له موافقا ورافقته إلى الداخل..

 

كان الوقت منتصف اليل عندما وصل يخت جيانو إلى جزيرة فينوس الساحرة.. دخل ستيف إلى الغرفة التي وضع بها سولينا.. وكانت مازالت نائمة..

 

تأملتُها بنظرات هادئة وهمست

 

" يبدو أن مفعول المنوم عليها جيد "

 

حملتُها بخفة وخرجت لأنقلها من اليخت إلى القارب الصغير ثم إلى الجزيرة وأخيرا إلى الغرفة الخاصة بها داخل القصر....

 

وهنا انتهت مهمتي التي أوكلني بها السيد آرثر وغادرت الجزيرة...

 

 

سولينا**

 

عندما استدركت سولينا وجودها في عالم اليقظة.. شعرت أولاً بوهج الحرارة الشديد يلامس بشرتها.. كأنه أشعة الشمس الذهبية تحاول اختراق نافذة أحلامها.. فتحت عينيها ببطء وكأنها تخشى مواجهة مفاجأة غير مألوفة..

 

تنهدت ببطء وهمست بنُعاس

 

" أوه رأسي... تبا.. لماذا أشعر بالحر الشديد؟!!.. هذا غريب!! "

 

لم تكن ذاكرتي تشير إلى المكان الذي أتواجد فيه.. انقشع النوم تدريجياً من عقلي وظهرت تفاصيل الغرفة أمامي.. كانت الغرفة صغيرة وبسيطة.. أرضيتها رمادية باهتة تعكس الضوء المنعكس من الجُدران المحيطة.. كان الأثاث متواضعاً وكأنه يحمل طابع العمر والزمن المرتسمين على سطحه..

 

حاولت تصفية أفكاري لأكتشف أين أنا وكيف وصلت إلى هذا المكان.. جلست على حافة السرير وفكرت بذهول.. كيف ولماذا وصلت إلى هنا؟.. ما هذا المكان؟.. أسئلة كثيرة كانت تدور في دائرة لا نهاية لها في رأسي..

 

نهضت ونظرت باستغراب وبتعجُب أمامي.. لقد كنتُ نائمة على سرير متوسط الحجم داخل غرفة صغيرة وهي قليلة الأثاث وكل شيء بها رمادي اللون.. يوجد بها فقط خزانة ومنضدة للزينة عليها مرآة صغيرة وكرسي واحد ونافذة أسدلت عليها ستائر رمادية اللون تمنيت أن تكون تطل على منظر الحديقة كالغرفة السابقة..

 

ورغم بساطة هذه الغرفة فهي بالنسبة لي رائعة.. ضحكت بخفة بينما كنتُ أفكر بمرح.. لقد نقلني إلى غرفة أخرى ذلك المغرور.. إذا عرف بأنها أعجبتني سيجعلني أنام في العراء..

 

وقفت وشعرت بدوخة خفيفة.. فركت جبيني بتعب وفكرت بقلق.. غريب!!.. لماذا أشعر بالحر والدوخة؟!.. ما الذي يحصل لي؟!..

 

أخر ما أتذكره هو دخول ذلك المغرور إلى الغرفة وشاهدني شبه عارية.. وتذكرت بمرارة كيف رماني على السرير وارتعبت منه..

 

حتى صوتي يُزعجهُ لذلك المغرور آرثر جيانو.. لو امتلكت الجرأة كنتُ سأهتف أمام وجهه ليذهب إلى الجحيم.. لكنني أخافه.. كما هو يمتلك سلطة وسحر غريب عليّ.. لا أستطيع التحرك عندما أنظر إلى عينيه..

 

هززت رأسي بخفة وتذكرت كذلك بأنه بعد ذهاب ذلك المغرور دخلت خادمة بعد أن فتح لها الباب أحد الحراس ووضعت على المنضدة صينية عليها وجبة الفطور.. وبعد أن أنتهيت من أكل وجبتي الشهية وعصير البرتقال الطازج شعرت بنعاس شديد وغرقت بنوم عميق..

 

نظرت أمامي بحدة وفكرت بغضب.. هل وضعوا لي منوم في الطعام؟!.. ذلك المغرور والحقير.. لماذا طلب منهم فعل ذلك؟!!.. هل جعلني أنام فقط لينقلوني إلى غرفة أخرى؟!.. حمقى..

 

اقتربت من النافذة وأزحت الستائر جانبا.. و.. وفجأة تجمدت ملامحي وتوسعت عيوني بذهولٍ شديد بسبب ما رأيته..


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 14 - سجينة في الجنة


 

" ماذاااااااااااا؟؟!!!..."

 

صرخت بصدمة  كبيرة بعد أن رأيت غابة وأشجار استوائية كثيرة وزرقة السماء الصافية التي كما لو أنها انعكاس للون عيني..

 

وهناك.. في كل اتساع نافذتي الصغيرة.. امتد البحر المتلألئ إلى أبعد حدود الأفق.. لم يكن مجرد إطلالة عادية.. بل كانت لوحة فنية مدهشة.. المياه الزرقاء اللامتناهية تندفع بلطف إلى الشاطئ.. وأمواجها ترقص بأناقة على إيقاع الرياح..

 

في هذه اللحظة.. انفصلت عني الشكوك والتساؤلات.. واستسلمت لجمال المنظر.. امتلئ قلبي بسعادة غامرة وإحساس بالحرية.. استدرجتني همسات البحر إلى عالم من السكون والتأمل.. حيث تأوهت الأمواج كأنها تحكي قصة الزمن والحياة..

 

ثم بلطف دفعت النافذة قليلاً لأترك مساحة لأنغام البحر تملأ الغرفة.. لتصبح هذه الغرفة الآن جزءًا من هذا المشهد الساحر.. جزءًا من هذه الجزيرة المحاطة بألوان البحر وروح الحياة..

 

رمشت بقوة وهمست بطريقة حالمة

 

" هل أنا فعلا في جزيرة؟ "

 

تشوشت أفكاري وفكرت بحزن.. ما الذي يحصل؟!!.. أين أنا؟!.. هل يريدني أن أفقد عقلي ذلك المخبول؟.. إلى أين أخذني؟!..

 

صوت الباب ينفتح ودخول أحد إلى الغرفة قاطع شرودي وصدمتي.. التفت لأرى امرأة كبيرة في السن تبدو في عقدها السادس من العُمر.. شعرها كستنائي اللون وعيونها السوداء المحاطة بالتجاعيد القليلة مليئة بالكره والغضب..

 

ما بها؟!.. من هذه المرأة؟.. ولماذا تتأملني بتلك النظرات الكارهة؟!..

 

ابتسمت لها باحترام وبادرتها قائلة

 

" مرحبا سيدتي "

 

توسعت عينيها بحقدٍ أكبر وقالت بكرهٍ واضح

 

" هذا ليس وقت الترحيب.. خذي.. "

 

ورمت على السرير ثيابا وبعض الملابس الداخلية ومنشفة.. ثم تأملتني من أخمص قدماي صعودا إلى رأسي واستقرت نظراتها الكارهة على وجهي وقالت بحدة

 

" هيا تحركي.. اذهبي واستحمي وغيري ملابسكِ لزي العمل الخاص بكِ.. فلقد تأخرتِ على مهامك.. هل ظننتِ أنكِ بإجازة هنا على جزيرة فينوس؟.. هيا تحركي.. الحمام في الخارج.. فغرفة الخدم هذه الوحيدة التي لا يوجد بها حمام خاص.. وعليكِ الخروج من الغرفة فالحمام بابه ملاصق لغرفتك هذه "

 

ووسط ذهولي الشديد ابتسمت بخبث تلك المرأة وتابعت قائلة بحدة

 

" معكِ مُهلة  خمسة عشر دقيقة فقط لتتجهزي.. وإلا تم معاقبتكِ.. هذه هي أوامر السيد جيانو..هيا تحركي "

 

" حسنا سيدتي "

 

أجبتها بسرعة ونظرت إليها بصدمة.. إذن أنا موجودة على جزيرته الخاصة فينوس.. وهو يريدني خادمة هنا..

 

ابتسمت بحزن عندما اكتشفت أين أنا وما يريدهُ مني ذلك المغرور.. وفكرت بحزن بينما كنتُ أنظر إلى تلك السيدة.. لا بأس سأظل صابرة.. فالله يعاقبني لأنني كنتُ السبب بموت والداي..

 

خرجت من الغرفة ورأيت باب الحمام من جهة اليمين فتحته ودخلت.. حسنا الحمام عادي وليس فخم ولكنه جيد.. يظل أفضل من حمام السجن..

 

بعد انتهائي من الاستحمام ارتديت ملابسي وبدأت بالشتم

 

" ما الذي يحاول فعلهُ ذلك المتعجرف والحقير؟!.. فالزي قصير جداً.. تبا له كم هو أحمق "

 

خرجت من الحمام ورأيت تلك المرأة بانتظاري وعينيها تقدح شرراً.. بلعت ريقي بقوة خوفا من أن تكون قد سمعتني وأنا أشتم سيدها.. ابتسمت لها ابتسامة صغيرة خجولة وسألتها

 

" سيدتي.. أنا جاهزة الآن.. وبالمناسبة لا أعرف اسمك بعد؟! "

 

تأملتني بنظرات غاضبة وهتفت بحنق

 

" كل هذا الوقت لتتجهزي!!.. هيا امشي أمامي حتى أقول لكِ ما هو عملكِ.. وليس من شأنك ما هو اسمي.. تحركِ هيا "

 

مشيت بتوتر أمامها وصعدت على السلالم ووقفت مندهشة من جمال الديكور أمامي.. كل شيء فخم وعصري من الأثاث إلى التحف و الثريا الكريستالية العملاقة..

 

قمت معها بجولة في كامل القصر.. فهو يتكون من أربع طوابق بالإضافة إلى مسبح كبير أمام مدخله الخلفي ومسبح داخلي أيضا.. الطابق الأرضي يحتوي على حمام الساونا.. وغرفة للاسترخاء وقاعة الرقص والسينما.. وطاولة بليار ضخمة..

 

في الطابق الأول توجد غرفة المعيشة والصالون والمطبخ وغرفة الطعام وحمام السباحة المغلق وصالة الألعاب الرياضية.. وغرفة خاصة بها طاولة قمار ضخمة وفخمة...

 

تتميز القاعات الداخلية بأسقف مزخرفة بأعمال فنية رائعة تصور مشاهد من التاريخ والأساطير المحلية.. تسمح النوافذ الكبيرة بتدفق الضوء الطبيعي والإطلالات الرائعة على المناظر الطبيعية المحيطة..

 

كما يوجد مكتبة ضخمة تحمل في طياتها كنوزًا من الكتب والمخطوطات القديمة..


اما الطابق الثاني فهو طابق خاص حيث توجد سبع غرف وكلها مع حمامات داخلية مع أربع غرف نوم للضيوف في اليسار وثلاثة في الجناح الأيمن توفر جميعها خصوصية مثالية وإطلالات على المحيط الخاص بها..

 

تقع غرفة النوم الرئيسية لذلك المتعجرف في الجزء العلوي وتوفر إطلالة بانورامية خلابة على البحر وللجزيرة كلها مع حمام داخلي و جاكوزي ومكتب كبير وأنيق وغرفة ملاكمة وجيم مجهز بالكامل له وعلمت بأن الطابق الرابع هو جناحه الخاص وممنوع علينا صعوده بوجود جلالته...

 

وطبعا مع الطابق المخصص لغرف الخدم.. باختصار مفيد.. جمال.. أناقة.. فخامة وابتكار.. بهذه الصفات الرائعة يمكننا وصف هذا القصر الجميل..

 

لحماقته ذلك المغرور جعلني سجينة في الجنة..

 

لاحظت وجود موظفتين ترتديان مثل الزي الذي أرتديه ولكنه أكثر حشمة.. ورأيت خمس رجال حراسة وشيف ورئيس للعمال يدعى نوح و يبدو من سكان الجزيرة.. ولم تسمح لي تلك العجوز الجميلة بمكالمتهم.. وأمرتني بتنظيف جناح السيد بالكامل دون حتى أن أتناول وجبة فطوري لأنني استيقظت متأخرة.. وكأن ذلك كان بيدي..

 

وسلمتني تلك السيدة عربة بيضاء عليها جميع أدوات التنظيف وشراشف نظيفة...

 

كنتُ  أنظف غرفته عندما اقتربت من سريره.. أغمضت عيناي وأنا أستنشق رائحة عطره الفريد من نوعه والذي ملئ أرجاء المكان..

 

كانت دقات قلبي تتصاعد ولا أعلم لماذا؟.. أحسست بخجل مفاجئ.. ما الذي يحدث معي؟!... لا بد أن السبب هو لأنني جائعة وجدا..

 

أكملت عملي وقررت تنظيف المنضدة الكبيرة وترتيبها.. كان يوجد عليها أمام المصباح الذهبي إطار من الذهب وبه صورة لذلك المغرور مع والدته هايلي..

 

نظرت إلى وجه السيدة هايلي في الصورة وهمست بحزن

 

" اشتقتُ إليكِ سيدة هايلي.. لقد تألمت كثيراً عندما توفيت غريس.. وتألمت لأنني فكرت بكِ وبمدى عمق حزنكِ ووجعكِ على فُراق غريس.. أتمنى أن تكوني بخير.. وأن يكون حُزنكِ قد خف قليلا.. مع أنني أعلم بأنهُ لن يخف بتاتا "

 

تنهدت بحزن وأمسكت بإطار الصورة وحملته وبدأت بأناملي ألمس مكان وجه ذلك المغرور الوسيم.. ومن دون أن أشعر قربت وجهي وقبلت وجهه برقة..

 

توسعت عيناي بصدمة كبيرة وأبعدت وجهي ونظرت أمامي بذهولٍ شديد.. ما الذي فعلته للتو؟!!.. ما الذي يحدث معي؟!!..

 

قربت الصورة من وجهي من جديد ووضعت أنفي على وجهه وأغمضت عيناي.. كم هو جميل.. إنه الوحيد الذي جعل قلبي ينبض له بقوة منذ اللحظة الأولى التي رأيته بها وذلك منذ سبع سنوات..

 

لقد أحسست بجاذبيته الطاغية ما أن وقع نظري عليه.. وأحسست بالانجذاب إليه من دون تحفظ.. غريب ما يحصل معي!.. أنا أخافه.. ولكنني خائفة أكثر من سحره ومن وسامته.. فهي تجعل دمائي ساخنة في عروقي..

 

بل خائفة أكثر من الطريقة التي ينظر بها إليّ.. فهو يراني من دون ريب امرأة مستهترة تبحث عن المتعة مع أي رجل..

 

" أه.. لو يعرف فقط.. "

 

تمتمت بحسرة وفكرت بحزن لو يعرف أنني لم أحصل حتى الأن على قبلتي الأولى.. هل سوف يُصدق ذلك؟!... هل سوف يصدق أنني أبلغ الآن من العمر الثامنة والعشرين ولم يتم لمسي من رجل مسبقا.. فأبي كان محافظ جدا.. لم يكن بقاسي ولكنه كان دائما يقول لي أن أجمل هدية تعطيها المرأة لزوجها في ليلة زفافهم عذريتها..

 

وأنا كنتُ دائما أهتم بدراستي.. لذلك لم أعطي الوقت لأغرم أو يصبح لي صديق.. وبعد دخولي إلى السجن لم أعد أهتم لشيء.. فالظلم الذي لف حياتي جعلني أنسى أمور الحياة ومعنى السعادة.. فحياتي أصبحت فقط سجن و عذاب...

 

مسحت دمعة فرت من عيني ونظرت إلى الصورة وابتسامة حزينة رسمتها شفتي.. تنهدت بحزن ونظفت الإطار وقمت بوضعه في مكانه ثم فتحت أول جارور لأكمل التنظيف.. كان فقط يوجد به ألبوم صور كبير مصنوع يدويا باحتراف بغطاء خشبي أنيق..

 

رفعته وفتحته لأرى صورا جميلة لعائلته في الحفلات والمناسبات والكثير من الصور لصديقتي غريس..

 

أدمعت عيناي لرؤيتها سعيدة برفقة خطيبها وعائلتها.. أخرجت صورة لها وخبأتها أسفل ردائي.. فذلك المغرور آرثر لن يلاحظ اختفائها.. أغلقت الألبوم وأعدته لمكانه بعد أن نظفت الجارور.. وتابعت مهامي..

 

لا أدري كم من الوقت مضى لكنني أحسست بجوعٍ رهيب وبإرهاق.. كيف تريدني تلك العجوز أن أنظف الجناح بأكمله وأنا ما زلتُ أعمل بغرفته والتي هي في الأساس تلمع من نظافتها..

 

" أنتِ؟.. "

 

انتفضت بخوف والتفت لأرى من في الغرفة وأنا أرتجف...

 

انتهى الفصل




















فصول ذات الصلة
رواية حياتي سجن وعذاب

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©