رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 16
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. مؤسف حقا أن يعيش الانسان مظلوما غير قادر على الدفاع عن نفسه مسكينة الأذى الذي تعرضت له كبير جدا ومؤلم حقا دفعت ثمنا باهض لجريمة لم تقم بها سنوات طويلة من عمرها ولم يكن ذلك كافيا لتكمل عذابها مع شخص ظالم لا اعترف مطلقا برجل يضرب امرأة هنا تنتهي الرجولة والحب وكل المبادئ هكذا شخص لا يستحق الاحترام أو الحب مهما كانت أسبابه ...

    ردحذف
    الردود
    1. أنا نعكِ بذلك
      وطبعا العنف ضد المرأة غير مسموح بتاتا
      عندما كتبت هذه الرواية أردت أن أُظهر حجم الظلم الذي تتعرض له معظم النساء
      يوجد رسائل عديدة في روايتي
      في النهاية هي من واقع الخيال ولا مجال لمقارنتها بالواقع الحقيقي

      حذف
  2. 😭😭😭😭😭😭😭😭😭 هذا المرة تجاوز أرثر كل الحدود فعلا قلبي وجعني على سولي جدا كيف استطاع ضربها بتلك الطريقة البشعه...ماذنبها أنها بريئه ذنبها فقط أنها لاتستطيع مساعده وتبرئه نفسها.....سوف تندم ياارثر وكثيرا وقتها سوف تفعل كل شي حتى تجعلها تنسى ماذا فعلت ولن تنسى ابدا.
    ليلي انا احبك جدا جدا ❤️❤️.
    تسلم ايدك ❤️❤️.

    ردحذف
    الردود
    1. يا قلبي لا تحزني
      الجميع سيأخذون جزاء أفعالهم في النهاية

      حذف
  3. البارت رائع 🌹 توقعت إن أرثر سيؤذي سولينا الرقيقه و لكن ليس بهذه الدرجه وصفك للمشهد أكثر من رائع و كأنني أراه.. تعاطفت مع سولينا😢 و اعتقد إحساسها بالظلم و الخوف من تهديداته آلمها أكثر من ضرباته لها.. أعجبني تعاطف ليلي و هيندا و نوح معها❤️

    ردحذف
    الردود
    1. حياتي أشكركِ من قلبي لأنكِ أحببتِ البارت
      وأنتِ أول من استطاعت فهم ما تشعر به سولينا
      أشكركِ على رسالتكِ الجميلة وأتمنى أن تنال إعجابكِ الأحداث القادمة.

      حذف
  4. عشت احساس كل كلمة فالبارت، احس كأني انا الي انضربت مو سولي الجميلة، حبيت ليلي وهاندا ونوح جداً جداً جداً... وآرثر أعمت نار الإنتقام عينيه عن الحقيقة، ولكن أين المفر من ظهورها؟

    ردحذف
    الردود
    1. لا مفر يا قلبي
      الحقيقة دائما ما تظهر

      حذف

رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 16

 

رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 16 - حاولت أن أكرهه



حاولت أن أكرهه









يتم نشر الرواية كذلك على موقع واتباد في حساب الكاتبة هافن الرسمي, انتقل إليه ᐸ 

 

 

 

السيدة ليلي**

 

تنهدت بقوة بينما كنتُ أدخل إلى غرفة النوم المُخصصة لي.. بل إلى الجناح الصغير الذي خصصهُ السيد آرثر لي في قصره..

 

اقتربت من المنضدة وفتحت أول جارور بها ونظرت إلى عُلب الأدوية الخاصة بي.. رفعت نظراتي على سطح المنضدة وأمسكت بإبريق المياه ثم أمسكت الكأس وسكبت المياه بداخله..

 

حملت الكوب  بيدي وما أن كنتُ على وشك أخذ حبة دواء الضغط سمعت طُرقات عديدة على باب جناحي.. استدرت ونظرت باتجاه الباب وسألت بهدوء

 

" من هناك؟ "

 

سمعت بدهشة كبيرة صوت ناعم ورقيق يُجيب

 

" سيدة ليلي.. إنها أنا.. سولينا "

 

نظرت إلى الباب بذهولٍ شديد إذ لم أكن أتوقع أن تطرق سولينا غران باب جناحي في هذا الوقت في المساء


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 16 - حاولت أن أكرهه

 

وفكرت بقلق.. هل فعلت لها إيفلين شيء؟.. هل حاولت أذيتها؟..

 

انتابني القلق وأجبتُها بسرعة

 

" أدخلي سولينا "

 

دخلت سولينا إلى جناحي ووقفت في وسط الغرفة أمامي.. نظرت حولها بتوتر ثم تأملتني بنظرات قلقة.. كانت الأجواء مليئة بالهدوء والدفء الخافت.. حيث تسلل ضوء القمر من خلال الستائر الرقيقة مضيفاً لمسة ساحرة على الديكور الأنيق..

 

" سيدة ليلي... "

 

قالت سولينا بصوتٍ خافت وبدأت تنظر إليّ بعيون مليئة بالاحترام والترقب.. وتابعت قائلة بارتباك

 

" أنا... أنا أريد.. أريد.. التحدث معكِ بموضوع بالغ الأهمية "

 

رفعت نظراتي ببطء إلى عينيها ثم تأملت وجهها باهتمام.. لاحظت وجه سولينا المشوب بالتوتر.. ولاحظت كيف كانت سولينا تفرك كلتا يديها ببعضهما بتوترٍ شديد..

 

عُدت ورفعت نظراتي إلى وجهها وقلتُ لها بهدوء

 

" تكلمي سولينا.. ما هو هذا الموضوع المهم والذي يبدو واضحاً بأنهُ يجعلكِ متوترة "

 

بلعت سولينا ريقها بقوة وقالت بصوتٍ هامس مُرهف وكأنهُ نسيم الليل

 

" أُريد.. أُريد.. أُريد أن أخبركِ الحقيقة عن ما حصل معي ومع صديقتي غريس "

 

توسعت عيناي بصدمة كبيرة وبدأ جسدي يرتعش بقوة.. بالكاد استطع الإمساك بكوب الماء في يدي بينما كل خلية في جسدي كانت تنتفض بعنف بعد سماعي باسم صغيرتي المرحومة غريس..

 

كأن تلك الكلمات كانت قنبلة تم انفجارها أمام وجهي.. لم أتوقع بتاتاً أن تأتي سولينا إلى جناحي لتتكلم معي عن ما فعلته بحبيبتي الجميلة غريس..

 

اشتد الغضب بداخلي فجأة.. فانتفضت بعنف من مكاني ووجهي تلوّن بالاحمرار والضيق.. ضغطت قبضتي بقوة على الكوب وصرخت بألمٍ كبير

 

" غريس؟!.. غريس؟!!.. غريس ماتت بسببكِ.. بسببكِ أنتِ.. أنتِ السبب في موتهاااااااا.... "

 

صرخت بصوتٍ مرتفع مليء بالاستنكار والغضب.. تسارعت نبضات قلبي وصرخت بحرقة قلب وبعذاب وبغضب أعمى

 

" لا يحق لكِ بتاتاً لفظ اسم صغيرتي غريس.. لن أسمح لكِ بالتكلم عنها ونشر أكاذيبكِ عليّ.. أنتِ قاتلة وعديمة الشرف.. بسببكِ.. وبسبب تلك المخدرات التي قمتِ ببيعها لها غريس ماتت.. أنتِ السبب في موتها "

 

وبينما كنتُ أرتعش بجنون من فعل الغضب رأيت سولينا تتأملني بصدمة وهي تشعر بموجة من الذهول من ردة فعلي.. لم تكن تتوقع هذا الانفجار الغاضب.. وبينما حاولت سولينا تلميح لسبب حديثها معي لاحظت نظرة الاشمئزاز على وجهي وبدأت أصرخ بينما رفعت يدي عاليا وأشرت بها بالرفض القاطع أمام وجه سولينا

 

" لا!.. لا أريد سماع أي شيء عنها.. تلك المسكينة غريس التي ماتت منذ سبع سنوات بسبب جرعة زائدة من المخدرات.. تلك المسكينة ماتت بسببكِ أنتِ سولينا غران.. أنتِ لستِ سوى قاتلة ومروجة للمخدرات لعينة لا رحمة في قلبها.. صحيح تمتلكين ملامح بريئة لكنكِ الشيطان بنفسه "

 

بدأت أنفاسي تنقطع وحاولت التنفس بينما كنتُ أصرخ بعذاب

 

" غريس الحبيبة رحلت بسببكِ.. خسرت حياتها وشبابها بسببكِ.. غريس.. غريس.. مـــ.. ماتت بــ.. بسببكِ "

 

في هذه اللحظة.. تساقطت قطرات دموعي على الأرض بينما كنتُ أشهق ببكاء هستيري.. انحنى جسدي إلى الأمام بينما كان جسدي يرتجف من الشهقات المُتتالية.. سقط كوب الماء من يدي وتحطم على الأرض ثم بعدها سقطت على الأرض بصمت.. كأن كلماتي الصاخبة سحبت مني ومن روحي آخر شظايا قوتي..

 

" لاااااااا.. سيدة ليلي.. سيدة ليلي... "

 

سمعت سولينا تصرخ بفزع باسمي بينما كنتُ أُجاهد لأتنفس.. وعلى الفور ركضت سولينا وجلست على ركبتيها بجانبي ثم أمسكت رأسي من الخلف ورفعتهُ قليلا وصرخت بفزع

 

" سيدة ليلي.. هل أنتِ بخير؟!.. أرجوكِ أنظري إليّ.. لا تبكي سيدتي.. سوف أساعدكِ.. لن أترككِ أبداً.. لا تخافي سيدتي "

 

فتحت عيناي بضعف ونظرت إلى وجه سولينا.. تجاوبًا مع دموعي رأيت سولينا تبكي وهي تتأملني بذعرٍ شديد وبقلق.. فجأة وضعت سولينا رأسي برفق على الأرض ثم استقامت وركضت خارج الغرفة وسمعتُها تصرخ طلبا للنجدة..

 

ثواني معدودة سمعت صوت خطوات كثيرة تقترب مني.. وبعدها رأيت نوح يتأملني بنظرات قلقة ثم حملني ووضعني على السرير.. أغمضت عيناي بإرهاق وسمعت إيفلين تصرخ بصوتها المُزعج

 

" أيتُها القاتلة.. لقد قتلتِ السيدة ليلي.. أنتِ لعنة على الجميع.. سيقتلكِ السيد آرثر لأنكِ قمتِ بأذية السيدة ليلي.. لعينة وحقودة وقاتلة.. ماذا فعلتِ لها؟! "

 

فتحت عيناي بضعف ونظرت باتجاه الباب لأرى تلك اللعينة إيفلين تحاول مُهاجمة سولينا وضربها.. ولكن نوح و هيندا والحارس منعوها من الاقتراب من سولينا..

 

حاولت رفع جسدي ولكن لم أستطع.. نظرت بإرهاق إليهم وهمست بأنفاس مُختنقة

 

" نوح.. نوح.. أبعدها من هنا.. أريدُ دوائي.. "

 

لكن لم يسمعني أحد.. ومع ذلك استطعت رؤية سولينا تنظر إليّ بقلق بينما الجميع كانوا يتشاجرون مع إيفلين ويطلبون منها التوقف عن الصراخ..

 

فجأة صرخت سولينا بملء صوتها

 

" توقفوااااااااا.. يجب أن نُساعد أولا السيدة ليلي.. أنا أستطيع مساعدتها.. كنتُ أدرس الطب في السنة الثالثة.. أستطيع مساعدتها.. سيد نوح.. اجلب لي مكنة قياس الضغط ومكنة لقياس نسبة السكري في الدم.. ولا بدُ بأن السيدة ليلي تأخذ أدوية خاصة.. يجب أن أعرف بسرعة ما هي تلك الأدوية "

 

أمر نوح الحارس برمي إيفلين خارج الغرفة ثم وافق على كلام سولينا وسمح لها بأن تقترب مني..

 

جلست سولينا على طرف السرير وأمسكت بيدي بلطف وقالت بحزن

 

" أنا آسفة سيدة ليلي.. لم أقصد.. ما كان يجب أن أتكلم معكِ الليلة بخصوصها.. سامحيني سيدتي "

 

أمسكت بقبضة سولينا بيد ترتجف.. وعلى وجهي ظهرت ملامح الإرهاق والحزن والترقب.. أخفضت سولينا وجهها وقبلت وجنتي برقة ثم رفعت رأسها ونظرت إليّ بنظرات حنونة وقالت بنبرة حنونة

 

" لا تخافي.. سوف أهتم بكِ جيداً.. ثقي بي لو سمحتِ.. لن أسمح بأن يُصيبكِ أي مكروه بسببي "

 

وهنا رأيت هيندا ووالدها نوح يقفان بجانب السرير وبدأ نوح يُخبر سولينا عن الأدوية التي أتناولها يومياً.. و هيندا سلمت سولينا معدات الطبية الصغيرة التي طلبتها..

 

بعد مرور ساعة كنتُ مغمضة العنين أستمع براحة إلى حديث سولينا و هيندا و نوح بصوتٍ مُنخفض.. سمعت خطواتهم تبتعد ولكن لدهشتي شعرت بحركة بجانبي وعرفت بأن سولينا قررت البقاء برفقتي الليلة..

 

شعرت بها تجلس بجانبي ثم شعرت بيدها تُداعب وجنتي الشاحبة برقة.. وبصدمة كبيرة سمعتُها تقول بصوتٍ هامس حزين

 

" أنا أعلم بأنكِ نائمة ولن تسمعيني.. ولكنني أريد الاعتذار منكِ لأنني تسببت لكِ بهذه الوعكة.. لم يكن في نيتي أذيتكِ سيدتي.. كل ما أردتهُ أن أعترف لكِ بأنني بريئة.. أنا بريئة ومظلومة.. لقد ظلموني سيدتي "

 

بدأت سولينا تتحدث بصوتٍ هامس وكأنها تُخاطب نفسها أكثر من أي شخص آخر.. سمعتُها بصدمة كبيرة تقول

 

" سيدة ليلي.. أنا أعرف بأنكِ لا تستطيعين سماعي الآن.. لكنني بحاجة للتكلم.. لم أعد قادرة على الصمت.. أشعر بأن الحياة قد ضاقت عليّ وأنني بحاجة للقول ما بداخلي "

 

توقفت قليلًا عن التكلم.. لكنها تركت الكلمات تتسرب من شفتيها مجددًا قائلة بحزنٍ دفين

 

" أعلم أنكِ اعتبرتني مسؤولة عن موت غريس.. الجميع اتهموني بذلك.. ولكني بريئة.. لم أكن أنا من باعت تلك المخدرات لها.. ولم أكن أنا من وضعتها في خزانتي في الجامعة.. أعلم أنه يصعب تصديقي.. ولكني حقًا لا أعرف شيئًا عن تلك البضائع.. ولم أكن أعرف بأن غريس كانت مُدمنة على المخدرات "

 

أخذت سولينا نفسًا عميقًا.. وسمعتُها بصدمة كبيرة تتابع قائلة وقد امتلأ صوتها بالعاطفة والحزن

 

" غريس كانت صديقتي الوحيدة.. وأنا لا أستطيع أن أتخيل حياتي من دونها... لا يوجد لدي أي دافع لجعلها تعاني.. لا يوجد لدي ذنب بموتها.. أرجوكِ.. حتى وإن كنتِ نائمة الآن اسمعي كلماتي.. أنا بريئة.. أنا مظلومة.. "

 

شهقت سولينا بقوة بينما كنتُ أحاول السيطرة على جسدي ومنعه من الارتجاف.. وسمعت بذهول سولينا تتابع قائلة ببكاءٍ مرير

 

" غريس كانت بالنسبة لي شقيقتي.. هل تعرفين سيدتي عندما كنتُ في السجن كم بكيت وكم ألقيت اللوم على نفسي لأنني لم أنتبه على غريس جيداً.. لو عرفت بإدمانها كنتُ أنقذتُها منه.. كنتُ سأفعل المستحيل لأساعدها.. ولكنني لم أعرف سوى متأخرة... "

 

تدفقت دموع سولينا بصمت على يدي التي تحتضنها بيدها.. وعلى الرغم من أنها تعلم بأنني لستُ مستيقظة إلا أنها شعرت أنها بحاجة إلى إخراج كلماتها وأنها تحتاج للاعتراف ببراءتها أمامي الليلة..

 

كنتُ أُحارب دموعي بينما كنتُ أستمع بألمٍ شديد إلى سولينا وهي تُخبرني بالتفصيل الممل ما حدث معها منذ ليلة عيد ميلادها الواحد والعشرين لغاية خروجها من السجن ووجودها هنا على جزيرة فينوس..

 

كنتُ أشعر بذلك.. كنتُ أعرف بأنها بريئة..

 

هتفت بداخلي بحرقة وتساقطت دموعي كالنهر على وجنتاي بينما سولينا كانت تمسكت يدي بلطف وهي تقول بصوتٍ هامس وببكاء

 

" أعلم أنه قد يكون من الصعب أن تصدقيني.. أو يصدقني أي شخص آخر.. لكن كل ما قلته الآن ليس سوى الحقيقة.. وهذا كل ما لدي.. أنا بريئة ولا ذنب لي بكل تلك التُهم.. أنا أحتاج لأن تعرفي الحقيقة.. لذلك أتيت الليلة لأتكلم معكِ.. لكنكِ لم تستمعي إليّ سيدة ليلي.. بل تسببت لكِ بالألم.. سامحيني سيدتي الجميلة "

 

سمعت سولينا تشهق بقوة وقالت ببكاءٍ مرير

 

" أنا لا أعرف من أساء إليّ.. وأقسم لكِ أنني لا أعرف شيئًا عن هذا الوضع.. يجب أن تعلمي بأني بريئة.. وأن قلبي يئن من الألم لما حدث مع صديقتي غريس.. لقد فقدتها أيضًا.. وفقدت والدي.. وفقدت معهما حياتي كلها.. ولم يعد لدي أحد سوى نفسي "

 

وهنا انطلقت شهقتي بصوتٍ مُرتفع.. بكيت بعنف بينما كنتُ أضغط عل يد سولينا.. فجأة احتضنتني سولينا بقوة ووضعت رأسها على صدري وبكت بعنف عليه.. حركت يداي وحاوطت ظهرها واحتضنتُها بلطف.. وبكينا معاً لوقتٍ طويل..

 

لقد صدقتُها...

 

نعم لقد صدقت.. لقد صدقت كل كلمة تفوهت بها سولينا غران الآن أمامي.. صدقت براءتها..

 

شعرت بالذنب يحرقني لأنني كرهت هذه الفتاة البريئة لسنوات طويلة.. شعرت بالذنب لأنني عاملتُها بطريقة شنيعة..

 

بكيت.. وبكيت.. وبكيت.. بكيت بكثرة بينما كنتُ احتضننها.. ولم أستطع التفوه بكلمة واحدة بسبب الذنب الذي أكل روحي..

 

وبعد وقتٍ طويل غرقت بالنوم دونَ أن أنتبه..

 

عندما استيقظت باكراً نظرت في الغرفة ولم أجد سولينا.. ابتسمت برقة وقررت النهوض والذهاب إلى المطبخ لأُحضر بنفسي وجبة الفطور للجميع وخاصة للجميلة سولينا..

 

عندما نهضت من السرير ترنح جسدي قليلا فقررت أن أمسك بتلك العصا والتي كنتُ أستخدمها دائما عندما أشعر بالإرهاق الشديد أو بالمرض..

 

ولكن ما أن خرجت من الغرفة حتى تجمدت في مكاني عندما رأيت بقلق هيندا تركض باتجاهي وهي تصرخ بفزع

 

" سيدة ليلي.. سيدة ليلي.. ساعديها أرجوكِ.. سيقتلها السيد آرثر "

 

شحب وجهي بعنف وما أن وقفت هيندا أمامي حتى امسكت بذراعها وهتفت بذعر

 

" أُساعد من؟!.. تكلمي.. هل السيد آرثر هنا؟!.. أين هي سولينا؟.. تكلمي هيندا "

 

رأيت هيندا تبكي بفزع وقالت ببكاء

 

" السيد وصل للتو إلى الجزيرة ورأى سولينا خارج القصر.. و.. وهو يضربها الآن.. و.. وعرف بما حصل لكِ في الأمس ويظن سولينا هي السبب.. السيد غاضب جداً.. أخبرت والدي وأتيت لأخبركِ حتى تُساعدينها "

 

شعرت بالخوف يُمزق أحشائي.. نظرت إلى هيندا بذعر وهتفت

 

" ساعديني بسرعة.. يجب أن أوقفه عن أذية سولينا "

 

ولكنني تأخرت.. تأخرت كثيراً.. عرفت بأن تلك اللعينة إيفلين اتصلت بالسيد آرثر ونشرت أكاذيبها مثل العادة.. ولكن لم أستطع منع السيد من ضرب تلك الملاك..

 

كنتُ أبكي وأنا أحاول الركض خلفه ومنعهُ من أذية سولينا.. لكن السيد كان غاضب جداً.. حتى الحُراس لم يتجرأوا من الاقتراب منه..

 

تبعتهما إلى الأعلى وانهارت أعصابي بالكامل عندما سمعت صوت صرخات سولينا المتألمة.. بكيت وتوسلت منه ليرحمها.. لكن للأسف السيد آرثر غابت عنه الرحمة ولم يفتح لنا الباب.. وبعذابٍ كبير كنتُ أطرق على الباب وأنا أبكي وأتوسل منه ليرحمها.. لكن لا حياة لمن تُنادي...

 

 

هيندا**


 

ابتسمت بحنان عندما غادرت سولينا وصعدت إلى جناح السيد لتُنظفه.. خرجت من المطبخ ومشيت باتجاه الصالون ولكن فجأة وقف والدي أمامي وكتف يديه على صدره وتأملني بنظرات غاضبة..

 

وقف والدي أمامي بوجه يعكس التوتر والقلق والغضب.. نظرت إلى والدي نوح بدهشة.. لا أدرك حقًا ماذا يمكن أن يكون السبب وراء تصرفه الغير المُعتاد..

 

لكن نظرت إليه بذهولٍ شديد عندما كلمني بنبرة جادة وحازمة

 

" هيندا.. لا أريدُكِ أن تتكلمي مع تلك الفتاة مرة أخرى.. ابتعدي عنها وتجنبيها تماما.. هل كلامي واضح؟ "

 

سقط فكي إلى الأسفل من هول الصدمة.. شعرت بالذهول بينما كنتُ أنظر إلى والدي وهو يُوجِّه  إليّ تلك الأوامر الغير متوقعة.. لم أستوعب سبب رفض والدي بأن أتحدث مع سولينا غران..

 

اعترضت بتهذيب وعيناي تعكس الارتباك والاستغراب

 

" لكن أبي.. لماذا؟.. ما الذي حدث؟.. لماذا يجب ألا نتحدث مع سولينا؟ "

 

نفخ والدي بعمق قبل أن يقرر التحدث وهو يحاول بكل قوته أن يخفي الألم الذي يخترق قلبه

 

" هيندا.. عزيزتي.. لا تحاولي أن تفهمي الآن.. ما يهمُّ الآن هو أن تتجنَّبي التكلم مع سولينا والابتعاد عنها "

 

همست بتوتر بينما كنتُ أنظر إليه بعدم الفهم

 

" لكن لماذا أبي؟.. لماذا تأمرني بذلك؟.. سولينا تبدو طيبة القلب.. لقد أحببتُها "

 

وهنا نظر والدي نوح إلى عيني بنظرة حزن عميقة.. ثم أخذ يتحدث ببطء وبألم

 

" ابنتي.. تلك الفتاة سيئة جداً.. فعلت أمورًا لا يمكن أن تتخيليها.. سولينا غران هي الفتاة التي بسببها ماتت الأنسة غريس جيانو.. وهي مروجة للمخدرات ودخلت إلى السجن لمدة سبع سنوات بسبب أفعالها الشنيعة.. لذلك لا أريدُكِ بالقرب منها "

 

استمريت  في النظر إلى والدي بذهولٍ شديد وأنا لا أُصدق ما سمعته..


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 16 - حاولت أن أكرهه

 

أخذت أُترجم وأُحلل الكلمات في ذهني.. ورفضت قطعاً تصديق ما قاله.. ابتسمت بتهذيب وقلت

 

" لا أبي.. لا يمكن أن يكون ما قلتهُ عنها صحيحاً.. سولينا لا تبدو كمروجة للمخدرات وإنسانة سيئة "

 

نظر والدي إليّ بعبوس.. ثم قال بصوتٍ حزين

 

" أنا آسف يا ابنتي.. لكن هذا هو الواقع.. تم اكتشاف أن سولينا هي الشخص الذي باع مخدرات أودت بحياة الأنسة غريس شقيقة السيد آرثر.. هذه الفتاة خطيرة ولا يُناسبنا أن تكون صديقة لكِ "

 

لم أستطع تصديق ما قالهُ والدي عن سولينا رغم أنني أعرف بما جرى مع شقيقة السيد آرثر الوحيدة.. منذ سنوات سمعت بما جرى مع الأنسة غريس وبأن المتهمة الوحيدة بموتها ليست سوى صديقتها المُقربة.. لكن كنتُ صغيرة في السن ولم أهتم بالتفاصيل بدقة رغم حُزني الكبير على موت شقيقة السيد آرثر...

 

لكن أن تكون تلك الفتاة المروجة للمخدرات هي سولينا.. لم أستطع تصديق ذلك..

 

نظرت إلى والدي بعيون مليئة بالإصرار قائلة

 

" أبي.. أنا متأكدة بأن هناك سوء تفاهم كبير.. سولينا لا تستطيع فعل ذلك.. أنا متأكدة من براءتها "

 

غضب والدي بشدة وهتف بحدة بوجهي

 

" يكفي هيندا.. إياكِ أن تُدافعي وأمامي عن تلك الفتاة.. لن تتكلمي معها وهذا أمر.. والآن عودي إلى المنزل وساعدي والدتكِ "

 

حاولت الاعتراض ولكن فجأة وقفت السيدة ليلي أمامنا وقالت بنبرة صارمة

 

" نوح.. لا تصرخ على ابنتك داخل قصر السيد "

 

ثم نظرت السيدة ليلي إليّ بنظرات حنونة وقالت برقة

 

" عملكِ انتهى اليوم هيندا.. اذهبي إلى المنزل واستريحي قليلا "

 

شكرتُها وركضت خارجة من القصر.. دخلت إلى المنزل والذي تم بنائه بجوار القصر.. القيت التحية على أشقائي ثم قبلت أمي على خدها وركضت إلى غرفة نومي..

 

جلست على السرير أنظر أمامي بصدمة كبيرة.. لم أتوقع بتاتاً أن تكون سولينا غران هي الفتاة التي يتهمها السيد آرثر والجميع بالتسبب في موت الأنسة غريس.. الآن حتى فهمت سبب كُره الجميع لها.. مسكينة سولينا..

 

شعرت بداخلي بأن سولينا بريئة.. وقررت أن لا ألتزم بأوامر والدي.. سأكون صديقة لها.. وسوف أتصرف معها على طبيعتي.. ولن أدعها تكتشف بأنني أعرف عن ماضيها..

 

وهذا ما حصل فعلا.. فبعد مرور أسبوع كامل على وجود سولينا في جزيرة فينوس.. أصبحت صديقة مُقربة منها.. أحببتُها جداً.. كما أصبحت متأكدة أكثر من براءتها..

 

ولكن اليوم استيقظت باكرا من النوم.. وبينما كنتُ أمشي باتجاه القصر رأيت بذعر السيد آرثر يقف أمام سولينا.. وعرفت بأن مصيبة ستحدث..

 

شعرت بالذعر الشديد.. وبسبب خوفي ركضت إلى منزلي وطلبت المساعدة من والدي.. ثم ركضت داخلة إلى القصر وذهبت لأطلب من السيدة ليلي حتى تساعد سولينا وبسرعة..

 

ولكن ما حدث بعدها جعلني أبكي حزناً وألماً شديداً على صديقتي المسكينة...

 

 

آرثر جيانو**


 

في المساء.. كنتُ أجلس باسترخاء وبهدوء على الأريكة أُفكر مثل عادتي بتلك الحقيرة سولينا غران..

 

ابتسمت بخبث عندما تذكرت كيف اتصلت بـ ليلي العزيزة وطلبت منها بأن تمنع تلك الحقيرة سولينا غران من الخروج من القصر.. وأخبرتها بأنني سأطرد الجميع إن سمحوا لها بالتجول في الجزيرة..

 

بالطبع لم أستطع تخيل سولينا غران تتجول براحتها على جزيرتي.. ولم أستطع تخيلها تسبح في مياه البحر أمام حُراسي..

 

" اللعنة... تباً.. "

 

شتمت بغضب عندما بدأت أتخيلُها وهي ترتدي ملابس البحر وتمشي بطريقة مُغرية أمام حُراسي وجميع العُمال في الجزيرة..

 

كورت قبضتاي بعنف واشتد فكي بقوة بينما كنتُ أتخيل سولينا تسبح وتمرح بحرية على جزيرتي فينوس..

 

نظرت أمامي بحقدٍ شديد وهمست بفحيح وبغضب أعمى

 

" واللعنة لا.. لن أسمح بحدوث ذلك بتاتاً.. سأقتلها إن خرجت من القصر.. هي سجيني.. وهذا يعني بأنها مُلكي أنا.. هي من أملاكي الخاصة الآن.. وسأفعل بها ما أريده وأرغبه "

 

ابتسمت بخبث وبدأت أُفكر بطريقة شريرة لتعذيبها.. فهي لن تكون مُجرد خادمة فقط.. بل سأسحق روحها بيدي وأجعلها تتمنى الموت ولا تجده..

 

انتشلني من أفكاري الشريرة صوت رنين أحد هواتفي الخلوية.. نظرت إلى الطاولة الصغيرة أمامي ورأيت هاتفي الخاص بالحرس والعمال هو الذي يُطلق تلك الرنة المُزعجة..

 

أمسكت هاتفي ونظرت بذهولٍ شديد إليه ثم عقدت حاجباي ونظرت بحدة إلى الشاشة عندما رأيت رقم إيفلين..


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 16 - حاولت أن أكرهه

 

ماذا تريد تلك الحمقاء؟.. لماذا تتصل بي في هذا الوقت؟.. هل حدث شيء على الجزيرة؟.. اللعنة....

 

فكرت بتوتر ثم ضغطت على الشاشة ووضعت الصوت على المُكبر وأردفت قائلا بحدة

 

" ماذا تريدين؟.. تكلمي "

 

سمعت صوتها المُقرف وهي تقول بنبرة متوترة لاحظتُها بسرعة

 

( سيد آرثر.. كوارث حدثت في الجزيرة بسبب تلك السجينة سولينا غران )

 

استقمت في جلستي وهتفت بغضب أعمى

 

" عن أي كوارث تتكلمين أيتها اللعينة؟.. تكلمي "

 

أجابتني بسرعة قائلة وبثرثرتها اللعينة

 

( اليوم.. سولينا حطمت تحفة الأثرية الثمينة في القصر بسبب شعرها الوسخ.. والسيدة ليلي أمرت السيد نوح ليجلب لها مقص حتى تقص شعر تلك المستهترة وعديمة الأخلاق و... )

 

لم أهتم للتحفة اللعينة التي تحطمت.. لكن عندما سمعت بأن ليلي أرادت قص شعر سولينا الجميل تملكني غضب لا حدود له.. وتسارعت نبضات قلبي وأنفاسي.. ووقفت بسرعة ونظرت بشر إلى الهاتف وصرخت بجنون مُقاطعا حديث تلك اللعينة إيفلين

 

" هل قصتهُ لهاااااااااا؟.. تكلمي واللعنة.. هل قصت ليلي شعر سولينا؟ "

 

سمعتُها تُجيبني بقهر

 

( لا سيدي.. مع الأسف لم تفعل السيدة ليلي ذلك.. لم تقص شعر سولينا )

 

تنهدت براحة ورميت جسدي على الأريكة وقلت بملل قاتل لتلك الغبية

 

" تابعي.. ماذا حدث من كوارث بعدها؟ "

 

سمعتُها تُخبرني كيف سولينا لا تستمع إلى أوامر ليلي.. وبأن سولينا ترفض العمل.. وكيف تتجول براحتها في الجزيرة وتستمتع على راحتها..

 

تملكني غضب أعمى لا يمكن تحمله فأنهيت المُكالمة دونَ أن أستمع لباقي حديثها.. رميت الهاتف جانباً ونظرت أمامي بحدة وفكرت بكُره.. سوف أقوم بتربية تلك العاهرة من جديد.. سوف أريها كيف تُخالف أوامري.. لكن ليس الآن.. قريباً جداً..

 

نظرت أمامي بحقد وهمست بفحيح

 

" قريباً جداً.. بعد حفلة افتتاح شركتي الجديدة لليخوت سأذهب إلى جزيرتي وسوف أستمتع بترويض تلك العاهرة وتربيتها من جديد.. والأهم.. سوف أستمتع بانتقامي منها "

 

ولكن بعد مرور أيام عديدة.. الليلة وبينما كنت أحتفل بشراكتي الجديدة مع صديقي ليو تومسون بإنشاء مصنع جديد لتصنيع اليخوت العالمية والعالية الجودة والفخامة وردني اتصال من الجزيرة وكانت إيفلين هي المتصلة..

 

ولكن هذه المرة لم أحتمل ما بلغتني عنه.. فتلك العاهرة قامت بأذية عزيزتي ليلي.. و ليلي كادت أن تموت بسبب سولينا غران..

 

ومثل الإعصار غادرت وتوجهت مُسرعا إلى الميناء.. وعلى ظهر مركبي جيانو وقفت أتوعد بالجحيم الحارقة لتلك العاهرة سولينا...

 

 

سولينا**


 

دخل آرثر إلى غرفة نومه وأوصد الباب خلفه بالمفتاح.. ثم دفعني بقوة نحو الداخل .. فتعثرت قدماي وسقطت علي الأرض بقوة

 

" أاااه.. "

 

تأوهت بألم ونظرت إليه بخوفٍ عميق.. ولا إراديا زحفت بجسدي إلى الخلف بعيدا عنه مُرتعبة وخائفة منه..

 

نظر إلى وجهي الملتهب من صفعاته بملامح جامدة مليئة بالشر وغضبٍ هائل..

 

فقلتُ له بتوتر وبخوف مزق أحشائي وهز جسدي

 

" انا أسفة سيدي ...سامحني ... لن أتكلم أو أقترب من السيدة ليلي مرة أخرى.. أعدك سيدي.. أتوسل إليك سامحني.. "

 

لكنه بدأ يقترب مني بخطوات بطيئة ومخيفة وشكله يوحي بأنه سيقتلني.. خلع سترته ورماها على السرير وبدأ ببطءٍ مخيف يرفع أكمام قميصه..

 

كان جسدي يرتعش بقوة خوفا وهلعا.. وأناملي تهتز بعنف.. وتنفسي كان ثقيلا وشعرت بنبضات قلبي تتسارع بين صدري... وفكرت برعب.. ماذا سوف يفعل بي؟!!!.. شعرت بهستيرية ومرارة لم أشعر بها مسبقا وأغرقت نفسي في البكاء.. فأنا لا أعرف ما ينتظرني وماذا سوف يفعل بي آرثر الأن..

 
وتعالت أصوات بكائي بينما كنتُ أنظر إليه برعب.. ولم يبالي بحالتي وأصبح عقله مغيبا عن صراخات ودقات الباب المستمرة من السيدة ليلي والسيد نوح و هيندا في الخارج..

 

فصدح صوت ليلي من الخارج وهي تصرخ بفزع

 

" سيدي ارحمها.. أتوسل إليك.. أنا بخير.. ليس لها ذنب بما حدث لي.. دعها أرجوك.. ارحمها سيدي "

 

بينما هيندا سمعتُها تبكي وتتوسل إليه بإخراجي من الغرفة.. والسيد نوح كان يتوسل لسيده ليفتح الباب الغرفة ويرحمني..

 

لم يبالي آرثر بتوسلات الجميع ولا بصرخات السيدة ليلي.. رأيته يقترب أكثر ويقف أمامي.. ثم نزع عنه حزامه ورأيت ابتسامة شريرة ترسمها شفتيه.. وقام بلف مقدمة الحزام تلقائيا حول يده وتطاير الشر من عينيه..

 

شهقت بفزع إذ عرفت ما سيفعله بي..  فارتعدت أوصالي وتسارعت أنفاسي ودقات قلبي برعبٍ مخيف.. تراجعت إلى الخلف أكثر حتى لامس ظهري الحائط.. وهتفت بذعر سيطر عليّ بالكامل

 

" لا.. أرجوك.. أتوسل إليك سيدي.. لن أتكلم مع السيدة ليلي مرة أخرى.. ولن أقترب منها مرة أخرى.. أعدك.. أرجوك "

 

اقترب مني بملامح غاضبة وشرع في ضربي به بقوة..

 

" ااااااااااااااععععععععععععه... لا أرجوك.. توقف.. توقف.. أنا آسفة سيدي.. آسفة... لااااااا... اااااااااعععععععععه.... "

 

صرخت عاليا وحاوطت وجهي بذراعي لحماية نفسي.. وصاح هو بغضب وتابع ضرباته لي هاتفا بجنون

 

" أيتها اللعينة والساقطة.. لم تكتفي بقتلكِ لشقيقتي... هاااااا..  والآن أتى دور أمي الثانية ليلي.. واضح أنني تساهلت معكِ كثيرا.. وواضح أنكِ أكلتِ عقولهم هنا ببراءتكِ المزيفة.. وأصبحتِ تتجولين براحتك خارج المكان.. سوف أروضكِ من جديد يا عاهرة "

 

صرخت بعنف و بصوت أعلي إثر ضرباته المتتالية على جسدي الصغير.. فقد كان يهوي بحزامة علي جسدي بقوة وبغير رحمة.. ولم يبالي بي وبدموعي وتوسلاتي له بتركي..

 

كان كالجلاد الذي يقوم بمهمته..

 

تعالت صراختي.. وأنين كان يُقطع القلوب.. والدماء تنزف مني بغزارة وداهمت أطرافي رجفة عجيبة.. ولم يبالي علي منظري المذري.. واستمر في ضربي بقوة و أنا أئن بشدة من الألم..


انفجع الجميع على صرخاتي وطرقوا الباب بعنف.. وصاح نوح بعصبية مفرطة

 

" دعها سيدي.. ستقتلها.. أرجوك دعها.. "

 

وهتفت السيدة ليلي ببكاء

 

" سيدي لأجلي دعها.. أتوسل إليك.. توقف.. ارحمها أرجوك.. "

 

 تقطعت قلوبهم من صراخات سولينا العنيفة.. واضحت قسوة آرثر عليها هي المسيطرة..

 

بدأت قوتي تخور وقل صُراخي وصوت ضعيف متألم وأنين مُحزن خرج من حُنجرتي إثر الحريق الهائل الذي أشعر به في كامل أنحاء جسدي..

 

كانت دمائي تسيل وقميص نومي تمزقت بالكامل إثر ضرباته بحزامه.. وشعرت بالمكان يدور من حولي..

 

توقف أخيراً آرثر جيانو عن ضربه لي.. وأخذ يلتقط أنفاسه.. ثم أقترب مني أكثر ووجدني شبه فاقده للوعي..  لم يبالي بي إذ أمسك خصلات شعري بقوة أحسسته سيقتلعه من جذوره..

 

تأوهت بألم بينما كنتُ أشعر بأنني سأغيب عن الوعي في أي لحظة..  سمعته يقول بنبرة غاضبة وحادة

 

" قومي بأذية أحد يخصني مرة أخرى وحينها لن أرحمك يا حثالة.. واخرجي من غير إذن مني خارج هذا القصر وسترين ما سيحصل لكِ بعدها أيتها المخلوقة المثيرة للاشمئزاز والقرف.. "

 

أوقف كلامه الجارح ونظر باحتقار إليّ وأكمل ببرود ممزوج بغضب شديد بينما كل كلمة ينطقها تمزق قلبي و تزيدني رعبًا

 

" من الآن فصاعدًا أنتِ تحت رحمتي.. أقسم ستعيشين أسوأ سنين عمركِ هنا ومعي وفي أي مكان أرميكِ به.. سأجعلكِ كل يوم وفي كل لحظة تتمنين الموت "

 

ثم تركني بعنف ونهض متجها إلى الخارج.. ارتطم رأسي على الأرضية بعنف وشعرت بصداعٍ رهيب وسائل دافئ يخرج من رأسي وحاوطني السواد من جميع الجهات.. ولم أعد أشعر بشيء بعدها..

 

 

السيدة ليلي**

 

 

فتح السيد آرثر باب غرفته ورأى وجوه الجميع مصدومة وعلى ملامحهم الخوف شديد..

 

اقتربت منه وأمسكت بيده وسألتهُ بخوف مزق أحشائي وأحرق روحي

 

" ماذا فعلت للفتاة المسكينة سيدي؟!.. أرجوك.. قُل لي بأنك لم تقتلها.. أرجوك سيدي أرح قلبي.. ماذا فعلتَ بالمسكينة؟ "

 

لم يجب السيد عليّ بل أبعد يدهُ عن قبضتي بعنف وذهب تاركاً المكان بغضبٍ شديد.. فهرعت راكضة بما تبقى لي من قوة برفقة نوح و هيندا إلى داخل غرفة نوم السيد..

 

وقفت فجأة وتوسعت عيناي برعبٍ شديد عندما رأيت حال صغيرتي سولينا.. ارتعش فكي بقوة وبكيت بصمت وبألمٍ شديد عليها..

 

كان مغمى عليها والدماء تسيل من رأسها ومن أنحاء جسدها الممزق بفعل ضربات السيد..

 

أردت أن أصرخ.. أردت أن أصرخ بجنون.. لكن لم أستطع..

 

جثي نوح علي ركبتيه بجانب سولينا ليصل لمستواها وتساءل بقلق واضح

 

 " سيدة ليلي.. ما بها الفتاة ؟!!.. إنها غائبة عن الوعي.. رأسها ينزف و.. هي ليست بخير "

 

مسحت دموعي وتنهدت بحسرة وأجبته بألمٍ كبير

 

" نوح.. إنها بخير.. فجرح رأسها سطحي.. أُخرج قليلا من الغرفة حتى أستر عُريها.. فثيابها ممزقة "

 

التفت إلى الخلف ورأيت هيندا تنظر إلى سولينا وهي تبكي بحرقة قلب وبحزنٍ شيدي.. بلعت ريقي بقوة وقلتُ لها بأمر

 

" هيندا.. اجلبي رداء لنلبسه للمسكينة سولينا.. وبعدها نطلب من والدكِ أن يحملها إلى غرفتها حتى نداوي جراحها هناك.. بسرعة تحركي.. إنها تنزف "

 

أومأت هيندا موافقة ثم مسحت دموعها وركضت خارجة من الغرفة.. بعد خروج هيندا و نوح.. اقتربت من سولينا وأنا تبكي على حالها.. انحنيت وبدأت ألمس وجهها الجميل المُلتهب من صفعات السيد..

 

خرج أنين متألم من بين شفتاي وتساقطت دموعي بكثرة على وجنتاي..

 

شهقت بقوة وهمست بحرقة قلب وبحزنٍ دفين

 

" آسفة يا ابنتي.. لم أستطع حمايتكِ من السيد.. لو يعرف الحقيقة لتغير بالكامل.. ولكن كيف سنجعله يُصدقها؟!.. أنا متأكدة لو عرف حقيقة كل ما قلتهِ لي لكان صدقكِ وأحبكِ.. كيف طاوعه قلبه القاسي على ضربكِ بهذا الشكل.. "

 

أبعدت خصلات شعرها الطويل عن وجهها ثم فحصت بهدوء الجرح في رأسها.. تنهدت براحة لأنني تأكدت بأنهُ ليس عميقاً..

 

مسحت بعض الدماء عن ركن شفتيها وقلتُ لها بحنان

 

" سيأتي يوم ويرى السيد آرثر ما رأيتهُ في عيوني.. وسيندم أشد الندم على ما فعلهُ بكِ يا ابنتي.. وأنا متأكدة بأنهُ سيحبكِ.. وسوف يحميكِ من العالم بأسره..

 

أخرجت منديلي من جيب قميصي وبدأت أمسح أثار الدموع عن خديها ووجنتيها.. شهقت بحزن وتابعت قائلة بتصميم وبثقة

 

" سأنتقم لكِ من تلك اللعينة إيفلين.. أنا متأكدة بأنها من اتصلت بالسيد آرثر وأخبرته بما حصل لي في الأمس.. وطبعا مع بعض الأكاذيب.. بل أخبرته الكثير من الأكاذيب.. سأجعلها تدفع الثمن غاليا على ما فعلتهُ بكِ و.. "

 

توقفت عن التكلم عندما دخلت هيندا وهي تحمل بعض الملابس.. ساعدتني بتغير ثوب نوم سولينا الممزقة بواحدٍ جديد.. بينما سولينا كانت تُخرج أنيناً يُمزق القلب من الألم وهي ما زالت غائبة عن الوعي..

 

سمحت لنوح بالدخول إلى غرفة نوم السيد وطلبت منه أن يحمل سولينا على أقل من مهله وبحذرٍ شديد حتى لا أجعلها تتألم أكثر رغم أنها فاقدة الوعي.. ومشيت برفقة هيندا خلفه باتجاه غرفة سولينا..

 

وضع نوح سولينا بحذر على سريرها وخرج.. بدأت بمساعدة هيندا بمعالجة جراحها... وكنا نبكي بصمت ونحن نُداوي جروحها...

 

 

سولينا**

 

استيقظت في وقت الظهيرة ورأيت السيدة ليلي تجلس بجانبي على السرير وهي تمسك يدي وتُداعب وجنتي بيدها الثانية بحنية..

 

نظرت إليها بأعين حزينة مُحتقنه من شده البكاء.. فابتسمت لي العجوز ليلي الجميلة بحنان وقالت برقة

 

" الحمد الله علي سلامتكِ يا ابنتي.. كنتُ خائفة بأن لن تستيقظي بسهولة "

 

لم أجب عليها فقد كنتُ أشعر بحريق كبير وألم عظيم في أكتافي وظهري وذراعاي وساقاي.. ودموعي بدأت تتساقط بغزارة وأنا أحاول جاهدة كتم تأوهاتي بسبب الألم الفظيع الذي أشعر به في كامل أنحاء جسدي.. فكل خلية فيه كانت تصرخ من الألم..

 

سمعت السيدة ليلي تقول بحسرة

 

" احمدي الله يا ابنتي لآن السيد آرثر لم يفعل بكِ أكثر من ذلك.. السيد طيب القلب وحنون جداً.. ولكنه عندما يغضب يغدو شرساً.. ولا يستطيع أحد ارداعه عما سيفعله.. "

 

توقفت عجوزي الجميلة عن التكلم ثم مسحت دموعي عن وجنتي وقالت بحزن

 

" لماذا كنتِ في الخارج يا ابنتي؟!.. لقد صدق ما قالته له تلك الحقيرة إيفلين بأنكِ تتجولين على راحتكِ في الجزيرة.. وقام بتأنيبي منذ ساعة ولم يصدق كلمة واحدة قلتها له ... فبعد أن شاهدكِ في الخارج وشاهد تعبي لم يصدقني.. أسفة طفلتي "

 

أدمعت عينيها وقامت بمسح دموعي بمنديلها وتابعت بحزن

 

" يكفي سولينا.. لا تبكي .. هو فعل ذلك لأنه كان في قمة غضبه.. ولكن سيدي يمتلك قلب رائع وحنون جداً.. ربما قد يعرف الحقيقة قريبا.. و بأنكِ لستِ مذنبة لما حصل لشقيقته غريس.. فملاك مثلكِ لا يمكنها أن تمتلك قلب أسود.. "

 

رفعت عجوزي الجميلة يدي وقبلتها برقة ثم قالت بلطف وبعاطفة

 

" لطالما كنتُ أسأل نفسي وأقول منذ أن رأيتكِ.. أن هناك خطأ.. فمستحيل لفتاة مثلكِ أن تتاجر بالممنوعات وتجعل صديقتها المقربة تدمن عليها.. لذلك صدقتكِ عندما أخبرتني بكل الذي حصل وأنتِ تظنين أنني كنتُ نائمة.. "

 

طرقات على الباب ودخول هيندا أوقف حديثها معي.. وقفت هيندا بجانب سريري وقالت بحزن بينما كانت تتأملني بنظرات متألمة

 

" لقد جلبت المرهم للجروح العميقة سيدة ليلي "

 

أخذته ليلي منها وبدأت هيندا بمساعدتها بوضعه على جراحي الملتهبة.. وبينما هي تدهن تألمت بشدة.. ومررت ليلي يدها على جراحي بحذر واردفت قائلة بحنان

 

" استحملي قليلا.. سوف تتحسنين بعد قليل.. السيد أرثر أرسل بنفسه نوح خصيصًا لجلب هذا الدواء من الجزيرة القريبة من فينوس حتى تُشفى جراحكِ بسرعة.. وهناك جرح بسيط على رأسكِ.. لقد عالجته بنفسي.. لا تخافي لن يترك أي أثر "

 

كنتُ نائمة بهدوء أبكي بصمت وأنا أستمِع إليها.. ابتسمت ليلي برقة وقالت موجهة حديثها لـ هيندا

 

" هيندا.. اجلبي لها وجبة لذيذة.. فهي لم تأكل منذ الصباح "

 

ركضت هيندا خارجة من الغرفة وظلت عجوزي الجميلة تضع على جراحي من ذلك المرهم الحارق.. لم أتكلم.. شعرت بأن حنجرتي ترفض اخراج الكلمات منها..

 

بكت ليلي بصمت بينما كانت تساعدني على ارتداء قميص نوم يعود لـ هيندا.. ثم جلست بجانبي وساعدتني لأجلس..

 

مسحت ليلي دموعي للمرة المليون عن وجنتي.. وضعت يدها على خدي برقة وقالت بحزن

 

" سأفعل المستحيل وأحميكِ من الجميع يا ابنتي.. لن أسمح بأن يؤذكِ أحد طالما أنا موجودة.. حتى لو كان السيد آرثر.. لن أسمح لهُ بأذيتكِ بعد اليوم "

 

كنتُ أعر ف بأنها صادقة في كلامها.. ولكنني عرفت بداخلي بأنها لن تستطيع الوفاء بوعدها لي.. فمن يستطيع الوقوف أمام غضب السيد؟.. لا أحد..

 

دخلت هيندا إلى غرفتي الصغيرة وهي تحمل صينية الطعام.. وقفت بجانب السرير وتأملتني بنظرات حنونة وقالت بمرح

 

" لقد جلبت لكِ وجبة خاصة ومميزة جداً.. مع تحيات الشاف داس لكِ.. وتمنياته لكِ بالشفاء السريع "

 

لم أجيبها كذلك.. فضلت الالتزام بالصمت..

 

بعد أن انتهيت من تناول طعامي وخرجوا من غرفتي.. لم أتفوه بكلمة أمامهم.. فأنا كنتُ منكسرة الروح.. ومُحطمة.. ولا أعلم كم سأظل صامدة أمام انتقام آرثر جيانو.. والذي لن يرحمني..

 

فكرت كثيراً بما فعلهُ بي اليوم.. وحاولت أن أكرهه.. أردت أن أكرهه.. ولكن لم أستطع ببساطة.. لم أستطع.. لم أستطع فعل ذلك.. وكأن قوة بداخلي تمنعني من كُرهه..

 

وضعت رأسي على الوسادة وأخذت أبكي بصمت.. فبعد خروجي من السجن لم أتمنى الكثير.. فقط حياة هادئة وعمل بسيط لأكمل حياتي.. ولكن يبدو بأن الحياة لا ترغب بوجودي......

 

انتهى الفصل
















فصول ذات الصلة
رواية حياتي سجن وعذاب

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©