رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 17
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. ارثر غيرتك العميان من جعلتك تفعل بها هذا وانت ليس لك اي حق عليها وانت عم ترفض وسوف ترفض أنك احببتها من اول مرة وهذا الشي سوف يجعلك ترتكب المزيد من الاخطاء اتجاه سولي وبعدها لن تحصل على مسامحتها بسهوله ابدا.
    ليلي حبيبي 😘😘 لقد ارحتي قلبي عندما صفعتي تلك الحقيرة...وانت ايفلين هههههههههه ما احلام العصر تلك احلامي كما تريدين وسوف تجديد نفسك بالنهاية في الشارع عندما يرميكي ارثر.
    سولي حبيبتي تعجبني أنها تملك أملا كبيرا تتمسك به وأنه الأمور سوف تتصلح بالاخير.
    ديفيد أنصحك أن تبعد عينيك على سولي حتى لا يخرجهم ارثر الغضبان من مكانهم ههههههه انظر لها كاخ فقط.
    تسلم ايدك ❤️❤️.

    ردحذف
    الردود
    1. تسلم يا قلبي
      أحببت كل كلمة كتبتها عن الأبطال في الرواية
      ونصيحتكِ لـ ديفيد في محلها
      أتمنى أن تعجبكِ الأحداث القادمة حبيبتي

      حذف
  2. ياااه هافن، جعلتني اغوص في عالم جميل خاص بكِ أنتِ فقط كالعادة، حقيقة عشت جميع المشاعر، البارت يدخل للقلب وجداً، شخصية آرثر جميلة أعجبتني منذ البداية، واحيانا لا الومه لان شعور فقد شخص عزيز من قِبل احد امر صعب نسيانه، بل كيف يحب ذلك الشخص الذي يظنه السبب خلف كل شيء، طبيعي سيظهر بهذا الاضطراب ويمنع نفسه من خيانه نفسه... لكن ألومه على شيء واحد فقط وهو انه غبي هههه، ثم حقاً الكثير من الوجوه البريئة تحمل بداخلها الشر، نحن كقراء نعلم من هي سولي ومن هو آرثر ونغضب لأننا نعلم ماذا حدث بالضبط، ولكن من زاوية أخرى لو كنا مكان آرثر مثلاً هنا يمكنني القول أنكِ أحسنتي وابدعتي كالعادة في صياغة الأحداث وإيصال المشاعر لنا والتي هي في محلها، فقط اتمنى ان يفهم القراء ان ما يحدث هو طبيعي جداً كون لا أحد في الرواية يعلم ما حدث فعلاً لأنهم لا يعلمون الغيب، اتمنى وصلت الفكرة، واحبك كثير هافن الجميلة🖤🌼🖤

    ردحذف
    الردود
    1. ياه يا قلبي ما أجمل رسالتكِ.. أحببت كل كلمة كتبتها..
      أشكركِ من أعماق قلبي على رسالتكِ الجميلة لي وصدق كلماتكِ
      أنا شخصياً وصلتني بوضوح فكرتكِ.. وأنا شاكرة بعمق لكِ لأنكِ تفكرين بهذه الطريقة الرائعة
      أتمنى لو الجميع يفكرون مثلكِ حبيبتي
      شكرا لكِ مرة أخرى حياتي.

      حذف
  3. الروايه جميله جداً
    أفضل من الأول ❤❤❤❤

    ردحذف

رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 17

 

رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 17 - يخت جيانو



يخت جيانو









 


 

آرثر جيانو**


 

مع صبيحة فينوس الهادئة والساحرة.. وقف آرثر جيانو على شاطئ البحر ينظر أمامهُ بحزنٍ عميق


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 17 - يخت جيانو

 

حيث اندمج صوت أمواج البحر مع أفكاره المتناثرة.. كانت الشمس تشرق بلطف.. ترسل أشعتها الذهبية لترقص على سطح المياه المتلألئ.. ومع ذلك.. لم تكن هذه الجمالية الطبيعية كافية لتشتت انتباهه عن ما فعلهُ منذ قليل بـ سولينا غران...

 

في عقل آرثر.. تجمعت لحظاته مع سولينا كالظلال المظلمة.. تذكر كيف ضربها بغضب.. تلك اللحظة التي اندلع فيها غضبه واستخدم حزامه لإيذائها.. لم تكن تلك هي هوية آرثر التي يعرفها جيدًا.. ولكنه اندفع نحو تلك العدوانية بقوة لم يكن يحتكرها طوال حياته..

 

فهو في حياتهِ كلها لم يضرب امرأة.. بل يرى المرأة رمزاً للجمال والرقة والحنان.. ولا يليق بها سوى الدلال..

 

وها هو الآن ينظر إلى الأفق.. ويجد نفسه يتذكر ويتأمل صورة سولينا في عقله.. وهي تقف خارج القصر على شاطئ البحر.. يبدو أنها ترقص مع أشعة الشمس.. كانت ترتدي قميص النوم البسيط.. وكأنها جزء من الطبيعة المحيطة بها.. مثل آلهة مُشتعلة بروح البحر بنفسها..

 

آرثر شعر بمشاعر متناقضة تتجاوز الحزن.. غيرة قوية تسري في عروقه.. غيرة عمياء يرفض الاعتراف بها..

 

كان يعلم أن جمال سولينا لا يمكن أن يمر دون أن يلاحظه أحد.. ولكنه لم يتوقع أن يكون ذلك بهذه الطريقة.. اندفعت المشاعر المعقدة داخله كالأمواج الهائجة.. وهو يتأرجح بين اعترافات الغضب والأسف..

 

بينما كان يتأمل ويحتار في أفكاره.. شعر بثقل الذنب يثقل كتفيه.. بدأ يلوم نفسه على تلك اللحظة اللعينة.. على تلك القرارات الغاضبة التي لم تكن تليق بروحه النبيلة.. صحيح هو يرغب بالانتقام منها.. لكن لم يفكر في يوم بأن يؤذيها جسدياً..

 

كان يطارد نفسه بالأسئلة والشكوك.. يتساءل كيف يمكنه أن يقترف مثل تلك الفعلة المروعة تجاه أحب واحدة من الكائنات الأكثر ضعفًا وجمالًا..

 

في هذا المكان الهادئ حيث يلتقي صوت أمواج البحر مع صرخات آرثر الصامتة.. بدأ يتكبد همسات الندم والأسف.. ومع كل نسيم يحمل عطر الملح والبحر.. بدأ يقرر بصمت أن يجعل هذا اليوم هو بداية تغييره.. وأن يجد وسيلة ليتحكم بغضبه ومشاعرهِ الجديدة نحو سولينا غران التي بدأت تُقلقه...

 

خلعت سترتي السوداء وأمسكتُها ومشيت بهدوء ثم جلست على الرمال الدافئة أنظر بحزنٍ عميق أمامي.. فكرت بعمق بتلك البغيضة وقسوتي عليها منذ قليل.. فأنا لم أقم بضرب امرأة مسبقا.. فقط هي.. تنهدت بغضب لدى تذكري كيف دافعت عنها ليلي رغم ما فعلته بها..

 

لقد انشغلت بأعمالي لكثرتها لمدة أسبوع.. وفي الامس كنتُ أحتفل بشراكتي الجديدة مع صديقي ليو تومسون بإنشاء مصنع جديد لتصنيع اليخوت العالمية والعالية الجودة والفخامة.. عندما وردني اتصال من الجزيرة.. وكانت إيفلين هي المتصلة..

 

عادة أتجاهل اتصالاتها اللعينة لي.. لكن بسبب وجود سولينا على جزيرتي بدأت أتلقى اتصالات تلك الغبية.. شعرت بأنني أتلهف لسماع ولو خبر صغير عنها.. ولهفتي تلك أخافتني..

 

أخبرتني إيفلين طبعا عن سولينا.. أخبرتني بالتفصيل بما فعلته سولينا بعزيزتي ليلي مربيتي أنا وشقيقتي منذ الصغر.. فأنا أعتبرها أمي الثانية وأحترمها وأقدرها..

 

وقالت لي إيفلين بأن سولينا كانت تتجول على راحتها في جزيرتي وتمتنع عن العمل ولا تحترم ليلي ورغباتها.. وبأنها منذ قليل ضربت ليلي وشتمتها داخل غرفتها وتسببت بوعكة صحية لها.. مما جعلني أفقد أعصابي وخرجت من الحفلة دون توديع أحد..

 

وأخذت يختي بأسرع وقت لأصل فجرا وأرى تلك الحقيرة تقف أمام القصر بقميص نومها البسيط والجميل وهي تستمتع بمنظر شروق الشمس..

 

فهي لم ترى يختي يرسو ولم تسمع صوت الزورق لأنها كانت تنظر من الجهة المُعاكسة.. ولم أستطع التحكم بغضبي خاصةً عندما نبض قلبي بقوة لدى رؤيتي لها.. 

 

هناك كانت.. أمام القصر.. كانت تقف وتشع بأنوثة لا تقاوم بقميص النوم البسيط الذي لفت الأنظار إليها بطريقة لا يمكن أن تكون غير ساحرة.. وخصلات شعرها الطويلة كانت تطير بحرية على ظهرها وخصرها بشكلٍ ساحر.. كانت تبدو كلوحة فنية صنعها آلهة لتُبهر العيون والقلوب.. وهذا لم يعجبني أبدا..

 

تأججت الغيرة في قلبي مثل نار مشتعلة.. همساتها كانت تشتعل في كل زاوية من وجداني.. وقلبي يندفع بكل قوة تجاهها.. هذا الجمال.. هذا التألق الطبيعي.. كيف يمكن لأحد آخر أن يراها بهذه الطريقة؟.. هل شاهدها أحد؟.. هل هناك شخص ما شاهد هذه اللحظة الخاصة التي لم أشهدها حتى أنا بنفسي؟..

 

لن أسمح بأن يراها أحد سواي.. لن أسمح بأن يرى أحد هذا الجمال.. هي مُلكي.. لي.. لي أنا فقط..

 

لا أعرف ما أصابني.. رأيت كل شيء أمامي يتحول إلى اللون الأحمر ما أن فكرت بأن أحد غيري سبق له ورأى هذا الجمال.. ولا أعرف ما أصابني.. إذ جُن جنوني بالكامل لأنها تجرأت وخرجت من القصر وهي لا ترتدي سوى قميص نوم.. و يا إلهي كم بدت جميلة بتلك القميص البسيطة.. وهذا جعلني أفقد أعصابي أكثر...

 

فركضت ووقفت خلفها أتنفس بغضبٍ مُخيف..

 

وبدأت بصفعها بقوة.. فقدت أعصابي عندما رأيت البراءة تشع من عينيها الخائفتين.. وتفاقم غضبي أكثر لدى رؤيتي لتعب وإرهاق مربيتي ليلي أمامي ومحاولتها للدفاع عن سولينا.. مما جعلني أفقد أعصابي أكثر وأقوم بجر تلك اللعينة وضربها بقوة ومن دون رحمة في غرفتي..

 

نظرت إلى البحر بحزن وبتفكيرٍ عميق


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 17 - يخت جيانو

 

أنا ضائع حاليا.. مشوش الأفكار والمشاعر.. سولينا تُربك تفكيري وقلبي وهذا ما لا يعجبني.. لا يجب أن أنسى ما فعلته بشقيقتي.. ولا يجب أن أنسى بأنها دمرت عائلتي وكل من يحب غريس..

 

ومع ذلك عندما دخلت منذ قليل إلى غرفتها ورأيت ما فعلت يداي بجسدها الرقيق بينما العجوز ليلي و هيندا يداوون جراحها.. خرجت بسرعة لأرسل نوح على جناح السرعة ليجلب لها دواء خاص لها..

 

شعرت بغضبٍ شديد.. فلم أفهم لماذا راودني الخوف والقلق عليها.. تبا لا يجب أن أشفق عليها.. عليّ أن لا أنسى ما فعلته بشقيقتي.. إنها مجرد عاهرة ومروجة لعينة للمخدرات..

 

تنهدت بقوة وتذكرت إيما مساعدتي والعمل الكثير الذي تركتهُ على عاتقها.. أمسكت سترتي وسحبت هاتفي وبدأت أسمع المكلمات الصوتية المسجلة.. فتحت مكالمات إيما واستمعت لهم وتنهدت براحة فكل شيء بخير في الشركات ويسير بشكل جيد..

 

ثم فتحت مكالمة خطيبتي جوي واستمعت إليها بحنق

 

( آرثر.. حبيبي.. أين أنت؟..  كيف تركتني في الحفلة أمس بمفردي وذهبت دونَ أخذي معك؟.. ولماذا لم تعد تُجيب على مكالماتي لك؟.. أين أنتَ عزيزي؟.. أريد رؤيتك.. كلمني بسرعة بعد سماعك لتسجيلي هذا.. موااااه.. أحبك )

 

" في أحلامك.. "

 

تمتمت بتلك الكلمتين بغيظ وبغضب.. سمعت بعدها مكالمة صديقي ليو

 

( آرثر.. يا رجل.. أين اختفيتَ في الأمس؟.. هل خرجتَ برفقة إحدى الفتيات الجميلات ورميتَ خلف ظهرك خطيبتك المصون تلك؟.. هيههه.. لو رأيتَ وجهها عندما عرفت بأنك اختفيت.. لا أصدق كيف لك أن تتحملها؟.. اختنقت من الضحك أنا والعاشق الولهان ماكس.. ذلك العاشق لقد خرج بسرعة بعد اختفائك ليذهب ويستمتع بانتقامه من تلك الفتاة المسكينة... هو ما زال عاشقاً لها.. أؤكد لك ذلك.. والعمل يسير بوتيرة جيدة.. لدينا الكثير من الطلبات لتجهيز اليخوت.. حسنا صديقي طمئني عنك.. لا تنسى.. وداعا )

 

فركت جبيني من شدة التعب فأنا لم أنم منذ الأمس.. وقفت وقمت بنفض الرمال التي كانت معلقة على سروالي وقررت الذهاب لأستحم وأنام بعدها...

 

 

السيدة ليلي**

 

وقفت السيدة ليلي أمام إيفلين الشريرة المكبوتة في قاعة القصر الكبيرة والمضاءة بضوء هادئ.. لمعت عيونها القوية ببريق مميز من الغضب والاستياء.. وكأنها تستعد لإشعال لهيب العقاب على إيفلين...

 

وقفت إيفلين مذعورة أمامي في وسط القاعة والمزينة بالأثاث الفخم.. نظرت إليها بحقد وبغضب أعمى ولم أهتم بتاتاً لرجفة جسدها الواضحة أمامي.. هتفت بملء صوتي وأنا أحاول السيطرة على نفسي وعدم مُهاجمتها وضربها بجنون بسبب ما فعلته

 

" كيف تجرأتِ أيتُها اللعينة على فعل ذلك؟ "

 

تأملتني إيفلين بنظراتها البريئة المُصطنعة وقالت بصوت يرتجف

 

" ماذا فعلت سيدة ليلي حتى تغضبي مني بهذا الشكل؟ "

 

لم أتحكم بنفسي عندما سمعت ما قالته تلك الأفعى.. رفعت يدي عالياً وهويت بها بكامل قوتي على وجهها القذر.. وصوت صفعة قوية ملء أرجاء القاعة والقصر..

 

شهقت إيفلين بصدمة وبألم بينما كان رأسها يلتف بكامله جانباً إثر صفعتي القوية.. تأملتُها بحقد وهمست بحدة

 

" ولكِ الجرأة بسؤالي أيتها الوقحة وعديمة الشرف والأخلاق "

 

حركت إيفلين رأسها وتأملتني بنظرات بريئة كاذبة بينما كانت تضع يدها على خدها المُلتهب.. تأملتُها بحقد وهمست بصوت يحمل الغضب والكُره

 

 "هل فقدتِ كل شيء من ضميركِ وأخلاقكِ؟.. كيف تتصلين بالسيد وتخبرينه أكاذيبكِ اللعينة؟.. هل ظننتِ بأن فعلتكِ هذه ستمر مرور الكرام؟.. سوف تندمين أشد الندم على ما فعلته "

 

وصوت صفعة قوية ثانية سُمع في أرجاء القصر.. وتليه صوتي الغاضب وأنا أهتف بحدة

 

" أيتها اللعينة ما الذي قلته للسيد آرثر عن سولينا وزرعتِ سمومكِ برأسه؟... تكلمي؟ "

 

كانت تبكي إيفلين بكثرة ولكن دموعها لم تجعلني أتأثر.. فأنا أعرف جيداً أن دموعها هي دموع التماسيح.. وسمعتُها بدهشة تُجيبني من بين شهقاتها الكاذبة

 

" لم أقل.. له سوى أنها.. جعلتكِ تتوعكين فقط.. كنتُ خائفة عليكِ سيدة ليلي "

 

لم أصدقها طبعاً ولم أشفق عليها.. فأنا أعرف جيداً نواياها السيئة.. ابتسمت بسخرية وهتفت بغضب

 

" لن تخدعيني بدموع التماسيح تلك إيفلين.. فأنا أعرف نواياك القذرة نحو السيد آرثر.. وهو يسمح لكِ بالبقاء هنا بسبب توصية السيدة هايلي بكِ.. ولأنكِ قريبة لصديقه السيد ليو.. هل تتوقعين السيد سينظر إليكِ؟.. من سوف تعجبه إنسانة حقودة مثلكِ؟.. لا أحد "

 

توقفت إيفلين عن البكاء وقالت ببرود

 

" لا أسمح لكِ بالتكلم معي بهذه الطريقة و... "

 

توقفت إيفلين عن التكلم حينما رفعت يدي عاليا وصفعتها بقوة مرة ثالثة.. صدح صوت الصفعة في الهواء وكأنها صفعة مدوية تحطم أوهامها..

 

نظرت إليها بحقد بينما كانت تتأملني بذهولٍ شديد وهي تضع يدها على وجنتها الملتهبة.. أردت أن أفعل بها ما فعلهُ السيد بصغيرتي سولينا.. لكن رغم كُرهي الكبير لها لم أستطع مع الأسف فعل ذلك بها.. ولكنني انتقمت لـ سولينا بصفعي لتلك العاهرة الآن..

 

تأملتُها بغضب وقلت بنبرة صارمة

 

" عليكِ أن تتوقفي عن محاولة إغواء السيد آرثر.. فهو سئم من إغوائكِ له ومحاولاتكِ الفاشلة من التقرب منه.. وأرسلكِ إلى هنا كي يستريح منكِ.. ثم السيد مُرتبط بعلاقة.. تذكري جيداً بأن لديه خطيبة.. كما السيد آرثر لم يقم بطردكِ من أجل والدته وصديقه.. لا أعرف كيف جعلتِ السيدة هايلي تُصدق براءتكِ المزيفة تلك ... وأنا أعرف جيداً ما يدور داخل رأسكِ اللعين هذا.. وأعرف مدى غيرتكِ من سولينا "

 

رأيت إيفلين تتأملني بذهولٍ شديد وبتوتر.. ابتسمت بخبث وتابعت قائلة بصوت يحمل التصميم والتهديد الذي لا يقاوم

 

" لطالما عرفت أنكِ قذرة وماكرة.. ولكن ما فعلتهِ تجاوز حدود الإنسانية.. إذا تجرأتِ مرة أخرى على الاقتراب من سولينا أو نشر الشائعات الكاذبة عنها.. فسوف تكون عواقب ذلك أكثر مما يمكنكِ تحمله.. وصفعي لكِ الآن ليس سوى البداية.. يا إيفلين "

 

نظرت إليها بكرهٍ شديد وتابعت قائلة بنبرة هادئة تحمل كمية مُرعبة من التهديد الصادق

 

" غلطة أخرى وسأقوم بطردك بنفسي.. اعتبري هذه اللحظة تحذيرًا أخيرًا لكِ.. فلتكن لديكِ خياراتكِ.. وعليكِ أن تختاريها منذ هذه اللحظة بحكمة.. وإلا فلا تظني أني سأقف مكتوفة الأيدي.. سأجعلكِ تندمين أشد الندم.. وبعدها سأركلكِ خارج هذه الجزيرة وخارج حياتنا وحياة السيدة آرثر إلى الأبد "

 

ولم أهتم لسماع جوابها.. استدرت وغادرت القاعة بهدوء وبسعادة.. فقد انتقمت لصغيرتي سولينا من تلك العاهرة إيفلين..

 

ولكن بعد خروج العجوز ليلي من القاعة.. خرجت إيفلين إلى الحديقة وهي تتحسس وجنتيها بغيظ وبغضب بعد أن مسحت دموع التمثيل تلك.. وقفت ونظرت أمامها بحقدٍ كبير وقالت بفحيح وبحقدٍ شديد

 

" سأتخلص منكِ أيتها العجوز الشمطاء.. وسوف أتخلص من تلك القذرة سولينا وخطيبته اللعينة جوي.. و آرثر جيانو سيصبح لي.. لي وحدي أنا فقط.. وسأصبح المالكة والسيدة على كل شيء.. سأريكم جميعاً من تكون إيفلين "

 

 

آرثر جيانو**

 

استيقظت في المساء وقررت أن أنزل وأرى سولينا.. لا أعرف ما بي.. ولكن أردت رؤيتها والاطمئنان عنها..

 

وقفت جامدا في مكاني عندما فكرت بذلك.. هززت رأسي بالرفض وفكرت.. لا.. لا أريد الاطمئنان عليها.. فقط أريد رؤيتها لأتأكد بأنها تتنفس ولم ينتهي انتقامي منها.. نعم هذا هو السبب لرغبتي المُلحة برؤيتها..

 

خرجت من المسعد الكهربائي وتوجهت إلى غرفتها.. وقفت أمام الباب ولكن ما أن كنتُ على وشك فتحه تجمدت يدي على المقبض عندما سمعت صوت مربيتي ليلي من داخل الغرفة وهي تقول بحزن

 

" توقفي عن البكاء يا ابنتي.. سوف تمرضين.. هل تريدين قتل نفسكِ؟ "

 

عقدت حاجباي عندما سمعت ليلي تنادي سولينا بـ ابنتي.. وبذهولٍ شديد سمعت ليلي تقول بحزنٍ شديد

 

" أرجوكِ تكلمي معي.. سولينا.. لو سمحتِ قولي أي شيء.. صمتكِ يُخيفني.. لم تتفوهي بكلمة واحدة طيلة هذا اليوم.. أشعر بالخوف بسبب صمتكِ الغريب.. تكلمي.. اصرخي.. اعترضي.. لكن لا تلتزمين الصمت "

 

توسعت عيناي بدهشة كبيرة ونظرت إلى الباب بحزن.. تألمت عندما سمعت ليلي تبكي الآن.. صوت شهقاتها ألمني جداً..

 

تنفست بعمق وفتحت الباب ودخلت إلى الغرفة الصغيرة والتي بالكاد كانت تساع لذلك السرير الصغير..

 

نظرت سولينا إليّ برعب عندما رأتني أمامها.. توقفت عن البكاء ورأيت بوضوح جسدها يرتعش.. التفتت ليلي وتأملتني بخوف ثم بقلق وبتوتر..

 

وقفت ليلي بسرعة ومسحت دموعها وقالت بارتباك

 

" سيد آرثر.. أنتَ هنا!!.. أعني.. بماذا يمكنني مساعدتك؟ "

 

اقتربت خطوة منها ووقفت أمامها ونظرت في عمق عينيها وسألتها بنبرة باردة لا تعكس مدى التوتر والقلق بداخلي

 

" ماذا يحدث هنا ليلي؟.. لماذا كنتِ تبكين؟ "

 

تأملتني ليلي بحزن وقالت بصوتٍ مُنكسر

 

" سولينا لم تتفوه بكلمة واحدة طيلة اليوم.. أشعر بالقلق عليها.. ماذا لو.. لو.. فقدت النطق بسبب ما حصل معها اليوم!.. أنا خائفة عليها سيدي "

 

لا أدري لماذا شعرت بالغضب من نفسي.. لكن غضبت من نفسي بقوة عندما سمعت ما تفوهت بهِ ليلي..

 

وبدهشة رأيت نفسي أقترب من السرير ثم أمسكت بغطاء السرير الرقيق وأبعدته بعنف عن جسد سولينا والتي بدأت تبكي بفزع وهي تحتضن كلتا يديها إلى صدرها..

 

سمعت ليلي تهتف بخوفٍ عنيف

 

" سيد آرثر.. ماذا تفعل؟.. أرجوك لا تؤذيها.. سيدي.. أرجوك توقف.. ماذا تفعل؟ "

 

حملت سولينا بذراعي واستدرت ونظرت إلى ليلي وقلتُ لها بهدوء

 

" سأجعلها تتكلم.. لا تخافي عليها "

 

مشيت خارجاً من الغرفة وتبعتني ليلي وهي تهتف بخوف

 

" أرجوك سيدي.. لا تؤذيها.. يكفي ما فعلتهُ بها اليوم.. رجاءً سيدي أعدها إلى غرفتها.. أرجوك سيد آرثر توقف.. إلى أين تأخذها؟.. سيدي.... "

 

وقفت أمام مدخل القصر ونظرت إلى ليلي بغضب وهتفت بحدة

 

" ابتعدي ليلي.. لا دخل لكِ بما سأفعله.. ولا تخافي.. لن أقتلها "

 

رأيت بحزن ليلي تبكي بحسرة وبخوف.. استدرت ورأيت جميع حراسي على الجزيرة يقفون أمامي وهم ينظرون إليّ بذهول وإلى سولينا بين ذراعاي..

 

تأملتهم بغضب وأمرتهم بحدة

 

" ابتعدوا من أمامي بسرعة.. هياااااااااااا... "

 

ابتعدوا بسرعة من أمامي لكن نظرت إلى نوح وأمرته بحدة

 

" جهز بسرعة القارب.. تحرك "

 

أومأ نوح موافقا بخوف وركض أمامي.. مشيت بخطوات هادئة نحو شاطئ البحر.. كنتُ أسمع بحزن صوت شهقات سولينا.. وطبعا كنتُ أشعر بجسدها الصغير يرتعش بين ذراعاي بقوة..

 

نظرت إلى وجهها بطرف عيناي وقلتُ لها بنبرة باردة

 

" توقفي عن البكاء.. لن أقتلكِ.. لا تخافي "

 

ولكنها بكت بخوف أكثر وارتعش جسدها أكثر من ذي قبل.. تنهدت بقوة وتابعت السير باتجاه القارب.. رغم أنني أحمل سولينا إلا أنني قفزت بخفة وبمهارة داخل القارب ثم جلست على المقعد وأمرت نوح بقيادة القارب باتجاه يختي جيانو..

 

في الحقيقة بينما كنتُ أجلس و سولينا في حضني شعرت برغبة عميقة لحمايتها من نفسي ومن انتقامي.. تضاربت مشاعري بين كرهي لها وشيء آخر لم أستطع تفسيره.. ربما الشفقة!...

 

عندما وصلنا إلى يختي.. تذكرت بأنني لم أجلب مرهم الخاص لجروح سولينا.. في الحقيقة أنا في الأصل لم أكن أعرف ما أفعله وسبب رغبتي بجلبها إلى يختي..

 

أمرت نوح بالعودة إلى الجزيرة وبجلب ذلك المرهم لـ سولينا.. ثم صعدت إلى اليخت وأنا أحملها..

 

لم تتوقف سولينا عن البكاء بينما كنتُ أضعها على السرير في غرفة خاصة للضيوف.. وقفت أتأملها بنظرات هادئة بينما كانت تتراجع إلى الخلف بخوف وهي تتأملني بفزعٍ شديد..

 

تنهدت بقوة وقلتُ لها بتصميم

 

" لا تخافي.. لن أعيدكِ إلى الجزيرة حتى تتكلمي وتتوقف ليلي عن البكاء بسببكِ.. يمكنكِ أن تنامي الآن "

 

استدرت وغادرت بهدوء.. صعدت إلى سطح اليخت ووقفت أنظر بشرود أمامي.. تباً.. لماذا فعلت ذلك؟!.. لماذا جلبتُها إلى يختي ووضعتُها في غرفة الضيوف؟..

 

وبينما كنتُ أُحلل سبب تصرفي الغريب سمعت القبطان تيو يُكلمني باحترام قائلا

 

" مساء الخير سيد آرثر.. هل ترغب بأن أبحر في اليخت إلى مكان مُعين الآن؟.. آسف سيدي.. ولكن لم تصلني تعليمات مُسبقة منك عن وجهتنا "

 

نظرت إليه بهدوء وأجبته

 

" لا بأس تيو.. إن أردت يمكنك أن تُبحر بنا باتجاه جزيرة تايلي.. لكن لا تقترب منها.. أعطي تعليماتك عن مكان وجهتنا وأبحر بعدها "

 

أجابني موافقاً وذهب باتجاه قمرة القيادة..

 

نظرت من جديد إلى البحر بشرود أُفكر عن سبب تصرفي الغريب.. ربما ما فعلته حتى أجعل تلك الحمقاء تتكلم ولا تُخيف ليلي..

 

نظرت بقهر أمامي وهمست بغيظ

 

" لا أفهم كيف جعلت سولينا مربيتي ليلي تُحبها وبهذه السرعة!.. هل القت عليها نوعاً من السحر؟.. تباً.. هي تفعل ذلك مع الجميع.. يجب أن أتخذ حذري منها.. اللعنة.. ما الذي أتكلم عنه الآن؟.. لقد فقدت عقلي... "

 

جلست على  الأريكة أنظر بشرود أمامي وأُفكر بما يجب أن أفعله بتلك الفتاة.. بعد مرور ربع ساعة عاد نوح وسلمني المرهم ثم غادر..

 

نظرت إلى عبوة المرهم بشرود وقررت أن أن أذهب بنفسي وأسلمها العبوة..

 

دخل آرثر إلى غرفة الضيوف في يخته بخطوات خفيفة.. يحمل بيده عبوة من المرهم.. وكان الضوء الهادئ في الغرفة ينعكس على وجهه ويضفي لمعانًا على شعره الأسود.. وجد هناك سولينا مستلقية على السرير وتحاول برعشة خفيفة أن تجمع شجاعتها لتواجهه..

 

وضعت العبوة على الطاولة بجوار السرير ونظرت إليها بنظرات جامدة.. تقدمت نحوها وأمسكت بغطاء السرير بأصابعي.. كانت تتنفس بسرعة وعيناها الكبيرتان تبدوان كمن تراقب مفترسًا قد اقترب منها ليلتهمها..

 

أبعدت الغطاء عن السرير إذ فجأة قررت أن أضع لها بنفسي من المرهم على جسدها..

 

خرج أنين مُرتعب من بين شفتيها ورأيتُها تتكور على نفسها وتُخبئ وجهها بكلتا يديها.. نظرت إليها بدهشة وفكرت.. هل تظنني أريد ضربها تلك الغبية؟.. اللعنة..

 

أبعدت الغطاء عن جسدها ثم قلتُ لها بصوتٍ هادئ

 

" لا تخافي "

 

ولكن عندما رأيت جسدها يرتعش أكثر رفعت حاجبي وقلتُ لها بسخرية

 

" أنظري.. لا أحمل سكيناً أو مسدساً في يدي.. لن أقتلكِ.. إنه مجرد مرهم للجروح.. سأساعدك في وضعه على جُروحكِ "

 

أبعدت سولينا يديها عن وجهها وحدقت إليّ بترقب وبخوف.. عيناها تتبادلان النظر بيني وبين العبوة على الطاولة..

 

ولكن ما أن حملت العبوة حتى ارتعش جسد سولينا بكامله من الفزع.. نظرت إلى العبوة بتعجُب.. عبوة صغيرة من المرهم تبدو بريئة بشكل غريب في يدي.. لكنها كانت كفيلة بإثارة خوف سولينا..

 

شعرت بتوترها وخوفها الكبير من.. في الحقيقة ذلك أعجبني..

 

ابتسمت بخبث وجلست بجانبها على طرف السرير.. لكن سولينا تحركت بسرعة ورغم ألمها قفزت قليلًا من مكانها وتجمّدت وهي تتأملني بفزعٍ كبير.. انقطعت أنفاسها وعيناها اشتعلت من الخوف.. ولكنها لم تتحدث..

 

أمسكت بقدمها وسحبتُها بخفة وبسرعة ناحيتي.. صوت شهقتها المُرتعبة ملء أرجاء الغرفة.. وبدهشة رأيت قدم سولينا تركلني على معدتي.. شتمت بحدة وتحركت بسرعة وأمسكت بذراعيها لكنها ركلتني على معدتي بقدمها الصغيرة اللعينة وهنا وقعت فوقها..

 

سمعتُها تشهق بذعر بينما أنا كنتُ أشتم بغضب.. رفعت رأسي وثبت حركة رأسها بقبضتي على فكها وهتفت بحدة بوجهها

 

" توقفي أيتها الغبية.. وكأنني سأخذ عذريتكِ منكِ في هذه اللحظة.. من يراكِ الآن يظنكِ عذراء غبية خائفة على عذريتها الثمينة.. أيتها الحمقاء لن أضربكِ وطبعاً لن ألمسكِ مُطلقاً لأنني لا أحب مضاجعة العاهرات.. والآن اجمدي حتى لا تتألمي.. سأضع لكِ من المرهم على كتفيكِ وظهركِ.. فهمتِ؟ "

 

واللعنة.. رأيتها تبكي مثل عادتها كلما اقتربت منها.. نظرت إليها بغضب أعمى فتوقفت عن البكاء وأغمضت عينيها وهزت رأسها موافقة بخوف..

 

ابتسمت بانتصار واستقمت في جلستِ ونظرت إلى جسدها.. نبض قلبي بعنف عندما رأيت فخذيها وساقيها الجميلتين قد.. أثار الحزام كان مطبوعا على كامل ساقيها وفخذيها..

 

أمسكت بطرف قميص نومها ورفعتها بسرعة إلى الأعلى أكثر فصرخت سولينا بذعر وأمسكت بطرف قميصها وبدأت تحاول خفضها إلى الأسفل.. لكن عندما شاهدت نظراتي الغاضبة والقاتلة لها أغمضت عينيها وبكت بخوف من جديد..

 

دفعتُها من كتفها لتستلقي على ظهرها.. رأيتُها بغضب تضم يديها ببعضهما وتُصلي الحمقاء.. قلبت عيناي ونظرت إلى الأسفل..

 

تجمدت عيناي على سروالها الداخلي الأسود والمحتشم.. ورغم أنه محتشم لم أستطع إبعاد نظراتي عن منطقتها السفلية..

 

بلعت ريقي بقوة ثم تنهدت برقة وأخفضت قميص نومها قليلا لأستر منطقتها الحميمة.. أمسكت العبوة وبهدوء بدأت بوضع المرهم بلطف على الجروح وأثار ضربات الحزام على ساقيها وفخذيها..

 

ارتعشت يدي بخفة بينما كنتُ أضع لها على فخذها الأيسر.. شعرت بمدى حرارة بشرتها الملتهبة.. ولكن الأهم استطعت الشعور بنعومة بشرتها..

 

عندما انتهيت أمسكتُها من كتفها وجعلتها تجلس.. نظرت إلى شعرها وتأملتهُ بنظرات لطيفة وبإعجاب.. أمسكت شعرها الطويل والساحر بيدي وقلتُ لها بصوتٍ مبحوح

 

" أمسكيه وأبعديه عن ظهرك قليلا "

 

سحبت سولينا شعرها الطويل بسرعة بيديها المرتعشتين وضمتهُ بقوة إلى صدرها..

 

ابتسمت برقة دون انتباه مني ثم نظرت إلى ظهرها.. أخفضت حمالة القميص على كتفها وبدأت بوضع القليل من المرهم على كتفها وظهرها.. وما أن وضعت يدي على كتفها حتى ارتعشت أناملي..

 

لا أدري ما أصابني.. لكن تجمدت يدي اليمنى على كتفها وبيدي اليسرى أمسك بذقنها وأدرت رأسها قليلا لأنظر إلى عينيها الباكية..

 

رأيت الدموع تتساقط من عينيها وتسيل على وجنتيها بسرعة.. نظرت في عمق عينيها وهمست برقة دونَ شعور مني

 

" لا تخافي مني.. ستكون هذه المرة الأولى والأخيرة التي تمتد بها يدي عليكِ وأضربكِ.. عادةً أنا أُقدر الأنثى.. ولكنكِ.... "

 

توقفت عن التكلم عندما انتبهت لنفسي وبأنني كنتُ على وشك الاعتراف لها بأنها استفزتني عندما رأيتها خارج القصر بقميص نومها البسيط والذي زادها جمالا وبراءة..

 

أزلت يدي عن ذقنها وتابعت وضع المرهم لها على كتفيها وذراعيها ثم ظهرها.. وعندما انتهيت وضعت العبوة على الطاولة ووقفت وقلتُ لها بنبرة باردة لا تُعبر عن العاصفة الحرارية التي اجتاحت جسدي

 

" يمكنكِ أن تستريحي الآن وتنامي "

 

وغادرت غرفتها بسرعة وصعدت إلى جناحي الخاص في يخت جيانو.. غسلت يداي ثم جلست على الأريكة أنظر بضياع أمامي..

 

لم أفهم سبب تصرفي الغريب معها الليلة.. ربما لأنني شعرت بالشفقة عليها...

 

تنهدت بعمق ثم وقفت وخلعت ملابسي وقررت أن أستحم ثم أنام بهدوء..

 

في الصباح الباكر.. استيقظ آرثر على وقع همسات الصباح الهادئة.. وهو يتمتع بلحظات من السكون في غرفة نومه على متن يختهِ جيانو..

 

شعور الراحة الناعمة والدفء الخفيف يلفه.. وقد تسلل ضوء الصباح من خلال الستائر الرقيقة.. يرتفع ببطء لينسجم مع ألوان الأثاث الجميلة..

 

رفع آرثر يديه لتمدد عظامه قبل أن يستدعي نفسه للجلوس على سريره للحظات قبل أن يقوم.. عيناه لامست تفاصيل الغرفة.. تتجول في الزوايا وتراقب اللمسات الأنيقة واللوحات الجدارية الثمينة الملونة التي تجمع بين العراقة والعصرية..

 

لم يكن يومًا عاديًا.. فقد كانت هناك ضيفة خاصة على متن يختهِ جيانو.. سولينا غران.. عدوته.. والفتاة التي غيرت مجرى حياته بألوان حزينة قاتمة..

 

اندفع من سريره بلطف وتوجه إلى النافذة.. حيث يمكنه رؤية البحر الهادئ يمتد أمامه ويبدو وكأنه قطعة من السماء تلاعبها الأمواج.. تنفس عميقًا من الهواء المنعش وأغلق عينيه للحظات للاستمتاع باللحظة الهادئة والسلام..

 

بعد ذلك.. قرر آرثر أنه حان وقت الاستيقاظ بشكلٍ كامل.. توجه إلى الحمام الخاص به حيث أجرى غسيل وجه منعشًا.. ثم ارتدى شورت السباحة وذهب إلى الخارج ليتجه إلى المطبخ..

 

كان الشيف ومساعده يقومان بترتيبات الإفطار.. لكن آرثر أراد أن يتدخل شخصيًا في هذا الأمر.. قام بفتح باب المطبخ برفق وقد ابتسم للشيف ومساعده الذي كان يقوم بترتيب أواني الطهي..

 

نظر الشيف إليّ باحترام وبدهشة.. فهذه المرة الأولى التي أدخل بها شخصياً إلى المطبخ.. ثم قال مبتسماً

 

" صباح الخير سيد آرثر.. كيف يمكنكِ أن اخدمك سيدي؟ "

 

أجبتهُ بلطف

 

" صباح الخير.. أود أن أطلب طلبًا خاصًا اليوم.. أنا أرغب أن تقوم بتحضير وجبة فطور خاصة لي ولضيفتي.. عندما تنتهي أرسلها إلى سطح اليخت.. سوف أتناول وجبة الفطور هناك برفقة ضيفتي "

 

أجابني باحترام موافقا وما أن خرجت أمرت العمال في اليخت بعدم ازعاجي اليوم وصعدت إلى سطح اليخت.. ولكن بعد مرور نصف ساعة.. عندما لم تصعد سولينا قررت أن أنزل وأرى إن استيقظت وإن كانت بخير..

 

مشيت مسرعا باتجاه غرفتها وما أن فتحت الباب ودخلت حتى ارتطم جسد صغير بجسدي بقوة وسمعت صوت تأوهات متألمة..

 

وقبل أن تقع على الأرض تلك الغبية تحركت بسرعة وضممتُها بقوة إليّ..

 

وقفت جامداً في مكاني أنظر أمامي بدهشة كبيرة عندما شعرت بجسد سولينا يرتعش في أحضاني.. لم أنتبه بأنني كنتُ أضمها بقوة وبطريقة متملكة.. ولكن لتعجُبي لم أرغب بإبعادها عني..

 

لكنها عندما بدأت تتحرك وتحاول الابتعاد عني حررتُها ورجعت خطوة إلى الخلف ونظرت إليها بإعجابٍ كبير..

 

كانت ترتدي روب الحمام الخاص بضيفاتي.. حسناً لقد وضعت سولينا في غرفة خاصة لضيوفي النساء..

 

ولكن عندما رأيت الروب مكشوف قليلا على صدرها تجمدت ولم أستطع إبعاد نظراتي عن تلك البقعة بالتحديد..

 

رأيتُها ترفع يديها وتضم الروب بقوة إلى صدرها.. هنا رفعت نظراتي لتستقر على عينيها الخائفتين.. حمحمت بخفة وقلتُ لها بأمر

 

" لقد تأخرتِ.. كنتُ أنتظركِ على سطح المركب حتى نتناول وجبة الفطور معاً.. و.. احممم.. بخصوص الملابس.. إن أردتِ يوجد ملابس جديدة في تلك الخزانة.. ستجدين ما هو مناسب لكِ لترتدينه.. لا تتأخري.. لديكِ مهلة عشر دقائق فقط "

 

رأيتُها تهز رأسها بالرفض فاشتعل جسدي من الغضب وهتفت بحدة وبأمر

 

" لن أسمح لكِ بالاعتراض.. سوف تتناولين وجبة الفطور معي وهذا أمر.. لا أريد أن تتهمني ليلي بأنني موتكِ من الجوع يا غبية "

 

استدرت وغادرت غرفتها وصفعت الباب خلفي بعنف.. تباً لقد تنازلت وأتيت بنفسي لأطلب منها أن تصعد وتتناول وجبة الفطور برفقتي..

 

صعدت إلى الأعلى وأنا أشتم بغضب

 

" تلك الحمقاء.. من تظن نفسها حتى ترفض أوامري؟.. لقد تسامحت معها كثيراً.. إن لم تنفذ أوامري سوف أعاقبها "

 

 

سولينا غران**

 

شعرت بالخوف والرعب الشديد عندما دخل السيد آرثر إلى غرفتي وحملني ومشى خارج القصر.. كنتُ أبكي بفزعٍ شديد إذ ظننتهُ يريد قتلي..

 

صحيح أخبرني بأنهُ لن يقتلني لكنه مجنون وقد يفعلها لينتقم مني.. ولكن شعرت بالدهشة عندما رأيت نفسي أجلس بحضنه داخل المركب وكنا نتجه باتجاه يخت جيانو..

 

صحيح كنتُ خائفة وأبكي.. ولكن تشوشت أفكاري بالكامل عندما صعد بي إلى اليخت ووضعني على سرير داخل غرفة جميلة..

 

عندما غادر الغرفة نظرت بذهول أمامي.. لم أفهم سبب ما فعلهُ.. بل لماذا جلبني إلى يخته؟.. تشوشت أفكاري بالكامل ولكنني قررت أن أنام وأستريح طالما يسمح لي بذلك..

 

ولكن عندما شعرت باليخت يتحرك أحسست بالخوف.. وبدأت أسأل نفسي إلى أين يأخذني.. وماذا يريد فعلهُ بي...

 

وبعد مرور بعض الوقت رأيت بفزع الباب ينفتح ويدخل آرثر إلى الغرفة.. بدأت دموعي تسيل على وجنتاي وجسدي كان يرتعش بجنون عندما أبعد غطاء السرير عن جسدي..

 

في البداية ظننتهُ يريد ضربي من جديد لكن شعرت بالصدمة عندما قال لي بأنه يريد وضع من ذلك المرهم على رضوضي وجروحي..

 

احترق جسدي بكامله بسبب لمساته.. وقلبي نبض بعنف.. وارتعشت كل خلية في جسدي بسبب لمسات يديه اللطيفة على جسدي..

 

لم أستطع الاعتراض خوفاً منه.. ولأول مرة في حياتي يلمسني رجل بتلك الطريقة..

 

عندما غادر الغرفة ظللت مستيقظة لوقتٍ طويل أنظر إلى الباب بذهولٍ شديد.. لم أفهم سبب تصرفهِ الغريب معي الآن.. ولم أفهم كلماتهِ الأخيرة لي.. هل كان يعتذر مني بسبب ما فعلهُ بي في الصباح؟!..

 

حركت كتفي بعدم اكتراث.. صحيح أنا لم أستطع كرهه بسبب ما فعلهُ بي في الصباح.. ولكن أنا لم أسامحه.. فقد كسرني وحطم روحي البريئة بفعلتهِ الشنيعة..

 

وبعد وقتٍ طويل أغمضت عيناي وذهبت في نوم عميق...

 

استيقظت في الصباح وقررت أن أستحم أولا.. نظرت إلى الغرفة الجميلة وقررت أن أفتح الخزانة أمامي..

 

تجمدت بذهولٍ شديد عندما رأيت عدد كبير من الملابس الثمينة أمامي.. فساتين مثيرة جداً بألوان عديدة كانت مصفوفة أمامي بشكلٍ أنيق.. وكانت تبدو جديدة ولم يتم استخدامها سابقاً..

 

عرفت هنا بأنني موجودة داخل غرفة خاصة لنسائه في يخته جيانو..

 

" أحمق وزير نساء كذلك "

 

همست بحدة ولم أهتم بتلك الفساتين.. فتحت جارور وتوسعت عيناي بذهولٍ شديد ثم احمر وجهي بشدة عندما رأيت الكثير والكثير من الملابس الداخلية النسائية المثيرة وكانت كلها جديدة إذ بطاقة الماركة العالمية كانت ما زالت مُعلقة بها.. شعرت بالخجل الشديد عندما رأيتُها.. فأنا لم أرتدي رغم ثرائي السابق من هذه الملابس الداخلية المثيرة..

 

بلعت ريقي بقوة وتخيلت احدى نسائه ترتدي له من هذه القطع المثيرة.. احمر وجهي أكثر ثم أغلقت بغضب الجارور وهمست بحدة

 

" مُنحرف لعين.. "

 

تنهدت بعمق ونظرت باتجاه الحمام.. قررت أن أستحم ثم سأرتدي من جديد ملابسي الداخلية و قميص نومي المحتشم..

 

عندما انتهيت من الاستحمام سرحت شعري بهدوء وتجنبت تسريح المنطقة مكان الجرح في رأسي.. ثم ارتديت الروب الأبيض الجميل وخرجت من الحمام..

 

أخفضت رأسي لأربط الرباط على خصري.. ولكن بينما كنتُ أمشي وأُعدل الروب على صدري ارتطم جسدي بجسد صلب كالصخر..

 

شهقت بألمٍ شديد فالرضوض في جسدي كانت تؤلمني في الأصل ولكن مع هذا الارتطام القوي ألمتني أكثر..

 

تجمد جسدي ثم ارتعشت بقوة عندما استنشقت رائحة عطره.. وبذعر رأيت كلتا يداي تستريحان على صدره العريض..

 

نظرت إلى صدرهِ الممتلئ بالعضلات وشعرت بالفزع الشديد.. حاولت ابعاده عني لكنه فجأة ابتعد عني ورأيتهُ ينظر إلى الأسفل باتجاه... صدري!!!...

 

أخفضت رأسي ونظرت بذعر إلى صدري عندما رأيت الروب يكشف القليل منه.. سترتهُ بسرعة وضممت روب الحمام بقوة ونظرت إلى ذلك المنحرف وعديم التهذيب..

 

بكل وقاحة كان يتأمل مفاتن صدري اللعين.. وقح.. كم أرغب بصفعه وتأديبه الآن.. ولكنني لا أتجرأ على فعل ذلك..

 

وبكل وقاحة أمرني لأصعد وأتناول وجبة الفطور معه.. من يظن نفسه آرثر جيانو؟.. ليس سوى أحمق..

 

ولكن للأسف الشديد لا أستطيع مُعارضة أوامره.. كنتُ خائفة أن أفعل ذلك ويأتي ويُعيد ما فعلهُ بي في الأمس..

 

لذلك وبقهر فتحت تلك الخزانة وبدأت أبحث عن أكثر فستان محتشم.. لحسن حظي وجدت فستان يصل طوله إلى الركبة وهو ضيق على الصدر بحمالة رفيعة.. صحيح لم يكن الفستان يخفي أثار ضربات ذلك المعتوه.. ولكنه يفي بالغرض.. وغصبا عني ارتديت من تلك الملابس الداخلية المثيرة..

 

خرجت من غرفتي وأنا أتأوه بألم عندما دخل الخيط الرفيع لسروالي الداخلي في مؤخرتي.. تنهدت بحزن وحاولت من فوق الفستان تعديله ونجحت..

 

صعدت إلى سطح المركب بحذر وأنا أشتم بداخلي آرثر جيانو.. ولكن ما أن وصلت تجمدت في مكاني عندما رأيت آرثر يقف وهو لا يرتدي سوى شورت السباحة.. وكان يتأمل أفق البحر الرائع..

 

أشعة الشمس كانت تلمع على جسده.. مكشوفًا أمامي بكل سحره وجاذبيته.. ألقت نظرة خجولة على جسده الرياضي.. واحمرت وجنتاي بشدة عندما شعرت بكلتا يداي تتعرق وأنا أنظر إلى كل إنش من جسدهِ الرياضي الجميل..

 

وكأنهُ شعر بي.. إذ دون أن يستدير قال بأمر وبنبرة جافة

 

" اجلسي وتناولي وجبتكِ بسرعة "

 

تنهدت بقوة ومشيت باتجاه الطاولة.. جلست ونظرت إلى أصناف الأطباق الموجودة أمامي.. ابتسمت برقة عندما تذكرت كيف كنتُ أتناول وجبات الفطور دائما برفقة والدي..

 

انتظرت ذلك الغبي حتى يأتي ولكنه لم يفعل.. ظل واقفا بهدوء يوليني ظهره وهو يتأمل البحر.. نظرت بسرعة إلى صحنه وابتسمت بحزن..

 

لقد تناول وجبة فطوره بمفرده.. وماذا كنتُ أتوقع!.. بالطبع لن يجلس بجانب متهمة وفتاة يظنها تسببت في موت شقيقته ويتناول معها وجبة لذيذة على ظهر يخته..

 

عندما بدأت في تناول الفطور.. شعرت بسحرٍ غريب يجذبني لأنظر إلى آرثر.. وذلك السحر كان يتصاعد بشكل لا يمكنني التحكم به..

 

كانت نظراتي تنتقل بين الأطباق ووجهه.. ولاحظت نفسي أتبع كل حركة يفعلها بإعجاب.. أصبحت عيوني مغناطيس يجذبني نحوه.. وكنتُ أشعر بقلبي يرقص بإيقاعه الخاص على أنغام ساحرة..

 

بلعت ريقي بقوة وتابعت تناول فطوري ومنعت نفسي من النظر إليه.. صحيح هو وسيم جداً.. لكنهُ مُخيف وزير نساء و.. وهو يُخيفني جداً.. أنا أخافه.. بل أصبحت أخافهُ أكثر بسبب ما فعلهُ بي في الأمس..

 

انتهيت من تناول وجبتي وشهقت بفزع عندما سمعتهُ يأمرني بنبرة جافة

 

" أخيراً انتهيتِ من تناول وجبتكِ.. أنتِ أبطئ من السلحفاة.. اذهبي إلى الغرفة التي كنتِ بها.. يوجد العديد من أثواب السباحة.. اختاري واحدا وارتديه.. لا تتأخري "

 

هل فقد عقله هذا الغبي؟!!.. يريدني أن ألبس ثوب سباحة وجسدي ممتلئ بالرضوض وعلامات حزامهِ...

 

رفعت رأسي ونظرت باتجاهه لأشهق بدهشة عندما رأيته يستلقي أمامي بهذا الشكل المثير..


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 17 - يخت جيانو

 

احمر وجهي من شدة الخجل وأشهت نظراتي عنه بسرعة وتأملت البحر بارتباك.. سمعتهُ يضحك بمرح ثم هتف بقوة قائلا وبسخرية

 

" عاهرة تخجل.. أنتِ بارعة بالتمثيل.. أهنئكِ على موهبتكِ تلك "

 

شعرت بالألم يفتك في قلبي.. كنتُ أحزن وبشدة وأتألم جداً عندما يُلقبني بالعاهرة.. لكن لزمت الصمت.. الأفضل أن يفكر بأنني عاهرة.. هكذا لن يحاول لمسي كما أخبرني في الأمس..

 

عندما لم يسمع أي رد مني سمعتهُ يصرخ بغضبٍ شديد لدرجة أن جسدي انفض بعنف من مكانه

 

" تحركي.. نفذي أوامري اللعينة في الحال "

 

نظرت إليه بفزع ورأيته يقف وهو يقترب مني بخطوات بطيئة أرعبتني.. وقفت بسرعة ورغم ألم جسدي إلا أنني حاولت الركض والفرار منه..

 

" ااااااااااااعععععععععههههه... "

 

صرخت برعبٍ كبير عندما أمسك ذراعي وجذبني إليه وكاد أن يُحطم عظامي وصدري بعناقه القاسي لي..

 

شهقت بألمٍ شديد عندما أمسك خصلات شعري ورفع رأسي عاليا وهتف بغضب

 

" أنظري إليّ أيتُها العاهرة.. أنتِ أصبحتِ سجينتي.. ومن واجباتكِ تنفيذ جميع أوامري.. وإلا عاقبتكِ.. فهمتِ؟ "

 

سالت دموعي بخوف على وجنتاي وحتى أجعلهُ يبتعد عني أومأت له موافقة.. رأيتهُ يتأملني بنظرات غريبة.. ثم شاهدت عينيه تستقر على شفتاي..

 

ارتعشت شفتاي بقوة وتسارعت أنفاسي.. كنتُ أتأملهُ بخوف وبذعرٍ شديد.. شعرت بأنهُ يرغب بتقبيلي.. وهذا الشعور جعلني أغرق ببحر من الخوف..

 

ما أن رأيت وجهه ينخفض قليلا حتى دفعتهُ بكامل قوتي على صدره وابتعدت عنه وأنا أتنفس بسرعة جنونية..

 

وقف أمامي يتأملني بدهشة كبيرة.. ثم رأيت عينيه تشتعل بنار الغضب والحقد.. رفع ذراعه عاليا وأشار بأصبعه السبابة باتجاه غرف اليخت الداخلية وهتف بحدة

 

" اذهبي وارتدي اللعنة التي طلبتها منكِ وعودي إلى هنا في الحال.. هيا تحركي "

 

لا أعلم من أين تملكتني الشجاعة إذ نظرت إليه بعنفوان وقلتُ له بإصرار وبتصميم

 

" لن أرتدي تلك الملابس الفاضحة.. أُفضل أن أرمي نفسي في البحر هنا.. وأعود سباحة إلى الجزيرة "

 

توسعت عينيه ورأيتهُ يتأملني بطريقة غريبة أرعبتني.. وبسرعة الفهد اقترب مني وأمسكني من ذراعاي وهزني بعنف وهو يهتف بغضب جنوني

 

" إذا لقد تكلمتِ.. هذا رائع أيتها اللعينة.. هل لزمتِ الصمت في الأمس أمام ليلي حتى تلفتِ انتباهي لكِ؟.. اوه.. حركة جيدة منكِ.. لقد نجحتِ أيتها اللعينة.. والآن ظهرت لكِ مخالب كذلك.. لكنني سأقطع تلك المخالب بيدي "

 

حاولت مقاومتهُ وأنا أصرخ بألم لأنهُ ألم جروحي.. فجأة حملني وركض بي ثم وقف على حافة اليخت ونظر إليّ بشر وقال بخبث وبنبرة حقودة

 

" أنا من سوف يرميكِ في البحر حتى تذهبي سباحة إلى الجزيرة.. رحلة موفقة لكِ "

 

" اععععععععععععععععععه... لاااااااااااااااااااااا.. هممممممممممممممممغغغغغغ...... "

 

صرخت بفزعٍ شديد عندما رماني في البحر وارتطم جسدي بعنف في المياه وسقط جسدي في عمق البحر...

 

بدأت بذعر أحاول السباحة ورفع جسدي.. ولكن بسبب ألم جسدي وعضلاتي وجروحي لم أستطع السباحة مع أنني أُجيدها..

 

بدأت أنفاسي تنقطع.. وسالت دموعي وضاعت في عمق المحيط..

 

ولكن فجأة شعرت بقبضة قوية تمسك ذراعي وتم سحبي عاليا..

 

" هاااااااااااااااااااااااااااااه...... "

 

شهقت بقوة طلبا للهواء عندما خرج رأسي من المياه.. شعرت بالضعف وخارت قواي تماما وسقط رأسي على كتف ذلك المغرور والغبي آرثر جيانو والذي كان يشتم بغضب..

 

وبينما كان يحملني ويصعد بي إلى اليخت فتحت عيوني بضعف وهمست بإرهاق

 

" أنتَ لا تجيد سوى الشتم سيدي.. أحمق... "

 

ثم أغمضت عيناي وظننت نفسي سمعتهُ يقهقه بخفة.. بالطبع تخيلت ذلك.. كان سيقتلني لو سمعني أقول له ذلك.. فهو غبي وأحمق و.. وسيم.. و مغرور جداً.. وأحمق.. ياه.. لقد قلتُ عنه أحمق مرتين...

 

سمعتهُ يأمر القبطان بغضب ليُبحر عائداً إلى جزيرة فينوس.. وبعد لحظات شعرت بجسدي يستلقي على فراش ناعم..

 

ولكن عندما أحسست بيدين تمسك رباط فستاني حركت رأسي بالرفض وهمست بإرهاق وبرجاء

 

" لا سيدي.. أرجوك لا تفعل.. عندما نصل إلى فينوس السيدة ليلي ستهتم بي.. لا تلمسني.. أرجوك "

 

استطعت سماع صوت أنفاسهِ المتسارعة وسمعته يشتم قائلا بغضب وبصوتٍ مُنخفض

 

" اللعنة.. لم أعد أفهمكِ.. تبا "

 

وبينما كنتُ على وشك الذهاب إلى عالم النوم والاسترخاء أجبته بصوتٍ ضعيف

 

" لا تشتم سيدي.. فمن قلة الأدب أن تشتم "

 

" هذا ما كان ينقصني.. درس في الأخلاق.. ومِن مَن؟.. من سولينا غران.. اللعنة "

 

سمعت ما قاله فهمست برقة قبل أن أستسلم للنوم

 

" لا تلعن... سيدي... "

 

وبعدها ذهبت في نومٍ عميق بسبب إرهاقي وألام جسدي....

 

 

آرثر جيانو**

 

جلست أنظر إليها بذهول عندما قالت لي حتى لا ألعن.. تأملت وجهها البريء وشعرت بالإحباط الشديد...

 

لم أعد أفهم هذه المرأة.. ما هي حقيقتها؟.. لماذا أرى دائما بأنها بريئة جداً رغم أنني أعلم جيداً بأنها مُجرد قاتلة وعاهرة..

 

تنهدت بقوة ومسحت وجهها من قطرات المياه وهمست برقة

 

" ما كان يجب أن أرميكِ في البحر.. آسف.. أردت فقط إخافتكِ.. لكن أنتِ من جعلتني أخاف.. "

 

فعلا.. لأول مرة أشعر بالخوف بسبب سولينا غران.. فعندما رميتها بالبحر كنتُ أضحك بمرحٍ شديد أنتظرها لتخرج رأسها من المياه.. لكن توقفت عن الضحك عندما مرت ثواني كثيرة ولم تظهر أمامي..

 

شعرت بالتوتر وبدأت أصرخ بقلق باسمها.. ثم صرخت بجنون لرجالي لينزلوا السلالم لي وقفزت خلفها في البحر..

 

شعرت بالخوف عندما لم أستطع رؤيتها أمامي في البداية.. لكن فجأة رأيت خيوط تلمع أسفلي.. وعرفت بأن تلك الخيوط ليست سوى شعر سولينا الجميل...

 

وفي اللحظة الأخيرة أنقذتها من الغرق ثم حملتها وصعدت بها إلى يختي جيانو..

 

نظرت إليها بحيرة ثم مسحت وجهي من قطرات المياه المالحة والتي كانت تتساقط من شعري..

 

وقفت وقررت أن أحترم رغبتها بعدم إزالة ثوبها عن جسدها.. خرجت من الغرفة وذهب إلى جناحي الخاص لاستحم..

 

عندما وصلنا إلى فينوس كانت سولينا ما زالت نائمة.. لففت غطاء السرير على جسدها لأنني لم أرغب أن يروا رجالي جسدها بذلك الفستان المثير..

 

وضعت عبوة المرهم في جيب سروالي ثم حملت سولينا ومشيت باتجاه قصري.. رأيت ليلي تركض خارجة من القصر ثم وقفت أمامي وبدأت تبكي وتلطم خدها بيدها وهي تهتف بفزعٍ شديد

 

" إلهي.. ما بها سولينا؟.. ماذا فعلت لها سيدي؟.. أرجوك.. قل لي بأنها بخير.. أتوسل إليك "

 

وبدل أن أغضب ابتسمت برقة وأجبتُها

 

" هي بخير.. لا تخافي عليها ليلي.. ثم هي نطقت.. حُنجرتها لا تشكو من شيء.. كما أصبح لديها مخالب "

 

تأملتني ليلي بنظرات عدم الفهم فضحكت بخفة ومشيت داخلا إلى القصر باتجاه غرفة سولينا.. تبعتني ليلي وعندما وضعت ملاكي.. أقصد سولينا.. عندما وضعتُها على السرير أخرجت عبوة المرهم وسلمتُها لمربيتي وقلتُ لها

 

" اجعليها تستيقظ وساعديها لتستحم ثم ضعي لها من هذا المرهم حتى تُشفى رضوضها وجراحها بسرعة... سوف أغادر الجزيرة الآن.. ولكن لا أريد أن يتم مخالفة أي من أوامري السابقة.. سولينا غير مسموح لها بتاتاً من الخروج من القصر.. وإن عرفت بأنكِ خالفتِ أوامري ليلي.. سأعيدكِ بنفسي إلى قصري في المدينة.. هل كلامي واضح؟ "

 

أجابتني ليلي موافقة.. وهنا استدرت وغادرت الغرفة ثم الجزيرة...

 

 

سولينا**

 

 بعد مرور أسبوعين من ضربه لي وأخذي إلى يخته جيانو وذهابه في نفس اليوم من الجزيرة.. بدأت جراحي تتحسن ولم تجعلني السيدة ليلي أقوم بأي عمل حتى تشفى جراحي رغم اعتراضي الكبير..

 

كانت ليلي قد سمحت لي بالتجول في الجزيرة براحة بعد أن هددت إيفلين بعدم إعلام السيد  آرثر بذلك.. وأصبحت علاقتي جيدة مع الجميع هنا في الجزيرة عدا إيفلين طبعا.. لا أعلم لماذا لا تحبني؟..

 

ولكن في هذين الأسبوعين قضيت أوقات رائعة.. إذ عقدت صدقات مع الجميع هنا على الجزيرة.. وخاصة مع الشيف دياس لاكر.. اعتبرته بمثابة والدي.. فهو يذكرني به جدا..

 

ومنذ يومين وبعد أن أخبرته بما حصل معي في الماضي صدقني وصدق براءتي.. وبدأ يناديني طيلة الوقت بابنتي.. مما جعلني سعيدة جداً.. ولكنني أشعر بالحزن الشديد الآن.. فهو يريد التقاعد والذهاب اليوم من الجزيرة ليرتاح في منزله.. وابنه  ديفيد سيأتي ويعمل هنا..

 

فالسيد آرثر عينه كشيف رئيسي مكان والده.. أتمنى أن يكون طيب القلب كوالده دياس...

 

في الظهيرة خرجنا جميعا لتوديع الشيف دياس.. بدأت أبكي بحضنه وقلت له أنني سأشتاق له كثيرا.. حضنني بقوة وقال بحنان

 

" لا بأس ابنتي.. لا تحزني.. سأوصي ابني ديفيد ليهتم بكِ جيداً.. أنا متأكد أنكما ستصبحان مثل الأخوة.. سأكلمك دائما لأطمئن عليك وعلى الجميع هنا.. وسأشتاق إليكِ كثيراً أميرتي  "

 

مسح دموعي بعد تقبيله لجبيني وقام بتوديع الجميع وذهب.. كنتُ أنظر إلى اليخت حتى اختفي من أمام ناظراي.. وذهبت بعدها إلى منزل هيندا الخاص في الجزيرة لأزور والدتها ستيلا وأخواتها الصغار فأنا أصبحت أعشقهم..

 

بدأت الشمس تغيب وأشعتها تختفي تدريجياً عن كامل الجزيرة.. قمت بتوديعهم بسرعة فأنا لا أريد للعجوز الجميلة والحبيبة ليلي أن تقلق بسبب تأخري..

 

خرجت وبدأت أتمشى على الشاطئ.. خلعت حذائي ووضعته جانبا على الرمال ثم وقفت أمام البحر أتأمل أمواجه وسحره الأخاذ..

 

جلست على ركبتاي على الرمال بسكينة وهدوء.. أتأمل منظر غروب الشمس الخلاب.. كانت  السماء قد تلونت بألوان ذهبية وبرتقالية رائعة.. مع انعكاسها على سطح المياه الهادئة كأنها لوحة فنية تأخذ العيون إلى عالم آخر..


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 17 - يخت جيانو

 

الرمال اللطيفة تحت ساقاي كانت تندرج بلطف ونسمات الهواء البحرية تلعب بخصلات شعري.. كانت الأمواج تهمس لي بلغة خاصة بها.. تحمل معها أسرار البحر والأحلام البعيد..

 

تأملت الشمس وهي تتجه نحو الأفق.. تغرب ببطء مثل موسيقى هادئة.. شعاع الشمس الأخير أرسل لمعة ذهبية على الماء.. وكأنها قبلة أخيرة قبل أن تغمر البحر وراء الأفق..

 

الهدوء الذي يحيط بي جعلني أشعر بالتواصل مع الطبيعة.. وكأنني جزء من هذا المشهد الساحر.. البحر كان يغني لي أغنية هادئة.. والرياح تلمس وجهي بلطف.. كما لو أنها تريد أن تخبرني بأنني لستُ وحيدة..

 

وقفت وحاولت إزالة الرمالة الملتصقة على ساقاي.. رفعت فستاني قليلا من الأسفل وبدأت بيدي اليمنى مع مياه الأمواج اللطيفة أزيل الرمال عن ساقاي..

 

فجأة تجمدت بذهول عندما سمعت صوت رجولي يقول

 

" لم أتخيل أبدا أنه سيأتي يوم وأرى في حياتي أجمل وأروع حورية البحر وهي تتمشى على الشاطئ خارجه.. كنتُ أظن أن الحوريات مجرد خرافة "

 

استدرت بسرعة ونظرت بصدمة


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 17 - يخت جيانو
 

رأيت أمامي شاب جميل بشعره الكستنائي بقصة عصرية جميلة وعيونه الزرقاء والتي كانت تلمع باستحسان.. ووجه مرسوم بدقة ذو جاذبية رائعة.. وكان يتأملني بنظرات الإعجاب وهو يبتسم بسعادة.. وكان يرتدي بدلة أنيقة كحلية اللون


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 17 - يخت جيانو

 

أخفضت فستاني بسرعة ورفعت الحمالة الرفيعة على كتفي ونظرت إليه بترقب وتساءلت بدهشة كبيرة.. من هو؟.. ولماذا يرتدي بدلة أنيقة في هذا الطقس الحار؟...

 

ابتسم برقة وتقدم باتجاهي ورفع يده ليصافحني.. ابتسمت بخجل ووضعت يدي بكف يده لأصافحه لكنه أمسكها وقبلها بعد أن انحنى لي كأنني أميرة.. وقال بنبرة جميلة لطيفة

 

" تشرفت بمعرفتك أيتها الحورية الجميلة.. هل ستخبرينني باسمك ومن أي محيط أتيتِ؟ "

 

قهقهت بخفة وسحبت يدي من قبضته وأجبته

 

" لا.. للأسف.. لستُ حورية البحر.. وأنا أدعى سولينا.. لا بُد أنك ديفيد ابن السيد دياس.. صحيح؟!! "

 

ظهرت على وجهه خيبة الأمل ومسح بطريقة مسرحية دموع غير ظاهرة على وجهه وقال بحزن

 

" يا لحظي التعيس.. ظننت لوهلة أنني سأصبح مشهوراً.. وأول من اكتشف حورية البحر.. هذا حظي.. ونعم أنا هو ديفيد والشيف الجديد في جزيرة فينوس الرائعة.. ووالدي هو الشيف دياس.. تشرفت بمعرفتكِ أنستي الجميلة "

 

ابتسمت برقة وأجبتهُ بمرح

 

" الشرف لي ديفيد "

 

بدأ يمزح معي وهو يخلع سترته قائلا

 

" الحر قتلني عندما رأيتكِ أنستي الجميلة.. كيف لي أن أتحمل هذا الحر الشديد؟ "

 

إنهُ يتغزل بي.. قهقهت بخجل وأجبته بأن بدلته غير مناسبة لطقس الجزيرة الحار.. فنظر إليّ بإحباط ثم بدأنا نتمشى جنباً إلى جنب على شاطئ البحر وبدأ ديفيد يُخبرني دعابات ليست مُضحكة إطلاقاً.. ولكنني ضحكت من أعماق قلبي على سخافتها وعلى نظراته وتعابير وجهه المضحكة..

 

كشر بطفولية وقال بحزن مُصطنع

 

" لا تقولي دعاباتي سخيفة.. فلقد جعلتكِ تضحكين "

 

نظرت إليه وأنا ابتسم برقة وأجبته بصدق

 

" شكرا لك ديفيد.. فأنا لم أضحك منذ زمنٍ بعيد بهذا الشكل.. لقد نسيت كيف هو صوت ضحكاتي.. وها أنتَ قد  ذكرتني بها.. شكراً لك "

 

تغيرت نظراته من المرحة إلى الجدية.. وعقد حاجبيه قليلا وأردف قائلا

 

" لماذا سولينا؟.. ما هي حكايتك؟.. أبي أوصاني بكِ جيدا.. لكنه لم يذكر لي ما هو عملكِ هنا أو أي شيء آخر.. يمكنكِ أن تثقي بي.. سأكون موجود لسماع حكايتك صديقتي "

 

نظرت إليه بامتنان وأجبته بنبرة حزينة

 

" سأفعل ديفيد.. يوماً ما سأخبرك بحكايتي.. ولكن ليس الأن.. وأنا أعمل هنا كخادمة.. ويجب أن نذهب إلى القصر على الفور.. لا بُد أن العجوز ليلي قلقة على غيابي "

 

وهكذا مع الأيام تعمقت علاقتي بالشيف الجديد ديفيد لاكر.. فهو أصبح أكثر من صديق لي.. أصبح أخ بالنسبة لي..

 

ولكن لم أنسى طيلة هذه الفترة اليوم الذي أخذني به السيد آرثر إلى يخته جيانو.. وجعلني أرى جانب آخر منه بعيداً عن كرهه لي وانتقامه....

 

انتهى الفصل


















فصول ذات الصلة
رواية حياتي سجن وعذاب

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©