رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 19
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. مايكل معك حق لديك صديقين اغبياء يفعلون اشياء بشعه دون أن يبحثون عن الحقيقة وفعلا سوف يندمون بعد فوات الاوان.
    تسلم ايدك ❤️❤️.

    ردحذف
    الردود
    1. حياتي أنتِ تسلمي
      ونعم مايكل لديه صديقين غبين فعلا

      حذف
  2. مبدعة دوم، مرحباً بمايكل، أحببت شخصيته... دوم الأطباء كيوتين ياخي برواياتك، تذكرت اخو ايثان😥😥😥يالله نسيت اسمه😭😭😭🖤

    ردحذف
    الردود
    1. كان اسمه ماركو
      ونعم يا قلبي مايكل رائع جدا

      حذف

رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 19

 

رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 19 - المواجهة



المواجهة









 

 

 

 

الطبيب مايكل جونز**


 

مايكل جونز.. الطبيب الوسيم وذو الجاذبية الساحرة.. والصديق المُقرب من آرثر جيانو.. مشى بخطوات واثقة باتجاه موقف السفلي الخاص بمجموعة سياراته الفخمة داخل قصره.. نظر بسعادة إلى سيارتهِ المميزة فيراري مونزا..


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 19 - المواجهة

 

ثم ركض وقفز عاليا وجلس على المقعد خلف المقود ثم قام بتثبيت نظارته الشمسية وابتسم لنفسه مستعدًا ليوم مليء بالتحديات والإنجازات الطبية..

 

ادار المُحرك وقاد سيارتهُ باستمتاع.. كان يسير بسيارته ذات السقف المكشوف عبر شوارع المدينة.. الرياح اللطيفة تعبث بشعره البني الغامق.. ووجهه المشدود يعكس تفاؤله وحماسه لبداية يوم جديد.. تلألأت أشعة الشمس على بشرته.. مما أضفى عليها لمعانًا مذهلاً..

 

سالت أنغام الموسيقى الهادئة من نظام الصوت في سيارة مايكل.. كانت الشمس تبث الدفء والضوء عبر السماء الصافية.. وكأنها تحفة فنية مبهرة تضيء طريقه.. مع كل منعطف يأخذه.. يشعر مايكل بالحرية والنشوة التي تملأ قلبه..

 

بينما كان يستمتع بقيادته.. فكر بصديقه آرثر جيانو.. صديقه المُقرب ومالك المستشفى الذي يعمل به... آرثر كان رمزًا للإلهام والعطاء.. وكان دائمًا مصدر إلهام لمايكل في مجالهِ الطبي.. تربطهما علاقة صداقة قوية تجاوزت حدود الزمان والمكان..

 

فبعد وفاة غريس اشترى آرثر المستشفى التي تم وضع شقيقتهِ بها قبل وفاتها.. وشجع مايكل بإكمال دراسته في كلية الطب.. وبعد تخرجه جعلهُ آرثر مدير عام المستشفى ومدير قسم العمليات.. وأصبح اسم المستشفى ( مستشفى غريس جيانو  ).. ويوجد بها قسم خاص لمعالجة المدمنين على المخدرات مجاناً..

 

عندما وصل إلى المستشفى أوقفت سيارته في الموقف المُخصص لها.. لكن حينما ارتفعت نظراته من أرضية الموقف.. تجمدت تلك الابتسامة على شفتيه.. إذا به يشهد مشهدًا يأخذ أنفاسه.. ممرضة جميلة كانت تخرج من سيارة برفقة صديقتها.. كانت تضحك بحبور ومرح.. وهذا المشهد أشبه بلوحة فنية تجمع بين الجمال والبهجة..

 

بلعت ريقي بقوة وأمسكت بنظارتي الشمسية لأرفعها عن وجهي وأرى جمال تلك الممرضة..


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 19 - المواجهة

 

تجمدت في مكاني بينما عيوني كانت تلاحقان كل تلك اللحظات المتألقة.. لم أستطع إلا أن أستمتع بمشاهدة هذه اللحظة الجميلة التي طالما انتظرتُها بلا وعي.. بينما كنتُ أتأمل تلك الابتسامة المشرقة وضحكاتها الخفيفة والناعمة.. شعرت بقلبي ينبض بإيقاع أسرار الحب والجمال..

 

وعندما استأنفت الممرضتان خطواتهما نحو المستشفى.. استمريت في مشاهدة ذلك المشهد من بعيد.. وفي هذه اللحظة شعرت بأن العالم أصبح أكثر إشراقًا وجمالًا من أي وقت مضى.. رؤيتي لوجهها الجميل والناعم يجعلني أشعر بالنشاط والسعادة طيلة النهار..

 

رنين هاتفي الخلوي المزعج انتشلني من أفكاري.. شتمت بغيظ بينما كنتُ أسحب هاتفي.. نظرت بدهشة إلى شاشة الهاتف عندما رأيت رقم الهاتف الأرضي لمزرعة آرثر..

 

نظرت بتعجُب إلى هاتفي وهمست بدهشة كبيرة

 

" من يتصل بي من المزرعة؟.. حسب معلوماتي آرثر ليس في مزرعته.. هذا غريب... "

 

ضغطت على الشاشة وما أن وضعت الهاتف على أذني حتى سمعت صوت روبير وهو رئيس العُمال في مزرعة آرثر.. سمعتهُ بذهول يُكلمني بصوتٍ مُرتعش وبخوف..

 

توسعت عيناي بصدمة كبيرة وهتفت بذهولٍ شديد

 

" ماكس!!!.. إلهي.. لا تقلق روبير.. سآتي على الفور.. لن أتأخر "

 

نبض قلبي بعنف وأدرت مُحرك سيارتي وقدتُها بسرعة باتجاه الطريق السريع.. كنتُ خائف وقلق جداً على صديقي ماكس..

 

في الحقيقة روبير لم يشرح لي بالتحديد ما به ماكس.. فقد كان خائف وبالكاد فهمت منه بضع كلمات واسم ماكس منه.. لكنني عرفت بأن صديقي ليس بخير..

 

تنهدت بحزن وفكرت بألمٍ شديد بصديقي ماكس.. خمس سنوات مؤلمة مضت وما زال يتألم.. لطالما كنتُ أذهب إلى مزرعة آرثر حتى أهتم بـ ماكس بعد حدوث تلك النوبات له..

 

لقد تعذب كثيراً وما زال يتعذب المسكين بسبب تلك الحقيرة غابرييلا.. أتمنى أن ينساها في يوم..

 

ولكن بداخلي كنتُ أعرف جيداً بأن صديقي ماكس لن ينسى للحظة واحدة حُب حياته غابرييلا بلوم...

 

 

غابرييلا**

 

 

كنت أجلس على السرير شاردة الذهن وأفكر كيف سأكون قوية عندما يأتي ماكس و يواجهني.. وما السبب الذي سأقوله لتركي له في نهار زفافنا..

 

الهمسات الصامتة للساعة تعكس مرور الزمن ببطءٍ شديد.. دموعي تساقطت على وجنتي.. والخوف تسلل إلى عيناي كلما اقتربت اللحظة القادمة.. تلك اللحظة التي سأكون فيها مضطرة لتجاوز مخاوفي ومواجهة ماكس بين..

 

ماكس.. حب حياتي.. سيأتي قريبًا و يواجهني بالماضي.. لكن قلبي ممزق بين حُبي لـ ماكس وبين الأسرار التي أحملها والتي تهدد بتدمير كل شيء..

 

فكرت بجدية في كيفية إقناع ماكس بكذبة تجعله يُصدقني.. على الرغم من ألمي وحزني لا أريد أن أُحمل ماكس هذا الألم أيضًا.. تفكيري كان يسبق خطواتي.. وقررت أن أبتكر قصة تبدو مُقنعة لأخفي وراءها الحقيقة المؤلمة..

 

مسحت دموعي وهمست بخوف

 

" لا يجب أن يعرف الحقيقة ماكس.. لا يجب أن يعرفها.. مهما فعل بي لن أكرهه.. ولن أتفوه بالحقيقة أمامه أبداً "

 

ولكن مهما فكرت لم أستطع أن أجد كذبة مُقنعة..

 

كيف سوف أخبره بالذي حصل لي ولشقيقتي في ذلك اليوم؟.. كيف؟!..

 

نظرت أمامي بحزنٍ عميق وهمست بتعاسة

 

" ربما الصمت هو الحل.. نعم.. الأفضل لي أن ألتزم بالصمت.. وسأتحمل.. سأتحمل رؤية نظرات الكُره من عيون حبيبي.. سأتحمل ألم العالم بأسره من أجله "

 

ووسط أفكاري الحزينة وذكريات الماضي التعيسة سمعت بذعر شل روحي قفل الباب ينفتح وشخص يدخل إلى الغرفة..

 

مضت خمس سنوات طويلة من الفراق المؤلم.. ولكن اللحظة التي دخل فيها ماكس إلى الغرفة لم تكن مماثلة لأي لحظة في تلك الفترة الزمنية.. كنتُ أجلس على السرير وقلبي ينبض بسرعة لا توصف.. وبينما كنتُ أنظر إلى الأرض.. سمعت وقع خطواته وأحسست بوجوده بدون أن أرفع رأسي..

 

عرفت بأن من دخل إلى الغرفة هو حبيبي ماكس.. كنتُ مرعوبة من لحظة المواجهة.. ولكن يجب أن أكون قوية وأتحمل ما ينتظرني..

 

رفعت نظراتي ببطءٍ شديد.. وجدت نفسي في مواجهة عيون ماكس..


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 19 - المواجهة

 

كانت هذه اللحظة كافية لتُشعرني بأن الزمن قد توقف.. القليل من الألم تعاقبته ثواني من الصمت.. حيث كنتُ أراقبه وهو يقترب بخطوات ثقيلة مُر عبة..

 

تملكني شعور بالخوف والرهبة.. كان جسدي يرتعد عندما نظرت إلى وجهه الرائع والذي أعشقه بقوة.. يا إلهي كم تمنيت وحلمت أن أراه بهذا القرب من جديد.. لم أكن أعرف كيف أصف مشاعري.. كان هناك شعور غامض يمزج بين الحزن والسعادة والقلق والشوق والخوف.. كان قلبها يرفض النبض للحظة.. ثم يعود للعمل بشدة بمجرد أن اجتمعت نظراتنا..

 

ولكن حينما نظرت في عمق عيون ماكس.. لم أجد سوى الحقد في تلك العيون التي كنتُ أعرفها جيدًا.. كانت نظراته مليئة بالحقد والكره..

 

في هذه اللحظة.. شعرت وكأنني تحطمت من الداخل.. لم أكن أستطيع تصديق ما أراه؟؟ كيف يمكن لماكس.. الذي كان يمثل لي الحب والأمان.. أن ينظر إليّ بتلك النظرة؟.. كيف يمكن أن تتغير مشاعره تجاهي بهذا الشكل؟..

 

ولكن معه حق أن يكرهني ويتأملني بنظرات حاقدة وكارهة وغاضبة.. معه كل الحق بأن يتأملني بتلك النظرات القاتلة..

 

كانت أشعر بألم حقيقي في قلبي.. بينما كنتُ أنظر بخوفٍ عميق إلى ماكس.. أدركت أنني أواجه الرجل الذي أعشقهُ بجنون.. ولكنه ليس هو نفسه.. ليست هذه هي العيون التي كنتُ أغرق فيها..

 

وقف ماكس أمامي وارتعدت أوصالي بالكامل عندما سمعت ما قاله

 

" أخيرا وجدتكِ يا قذرة.. هل ظننتِ أنكِ ستهربين من انتقامي طيلة العمر؟... هاههههههه...غبية صحيح.. جحيمكِ قد بدأ غابرييلا.. ومنذ هذه اللحظة "

 

هدير أنفاسه العالية أرعبني.. ورأيته يحكم قبضته على يده حتى ابيضت.. وعيونه أصبح لونها أحمر من الغضب..

 

التزمت الصمت كما سبق وقررت فعل ذلك أثناء مواجهتي له.. تأملني ماكس بنظرات حادة وتحدث بشراسة مجنونة وهو يتقدم نحوي

 

" أخبريني أيتها اللعينة.. من هو الرجل الذي تركتني من أجله؟.. تكلمي يا عاهرة؟.. من هو ذلك الرجل اللعين؟.. تركتني بسببه وجعلتني أقف أمام الكاهن والضيوف بغباء من أجله.. تكلمي... جعلتِ الجميع يشمتون ويتكلمون عني بالسوء.. والصحف لم تتوقف عن نشر هذه الفضيحة لأيام وشهور... أنا.. ماكس باين.. تفعلين بي ذلك أيتها الساقطة.. من هو الرجل الذي هربتِ معه؟!!... تكلمي واللعنة "

 

أغمضت عيوني بخوف على وقع كلماته عليّ.. هو يظن أنني هربت مع رجل آخر..

 

انتفضت بذعر وبألم عندما أحكم قبضتيه على ذراعي وأوقفني بقوة وأخذ يحركني ويهزني بعنف وبدأ يصرخ بجنون

 

" أيتها العاهرة الحقيرة.. لعبتِ بي وبعواطفي يا فاسقة لفترة ست سنوات كاملة.. كل ما أردتهِ مني هو المال.. لعبتِ بقلبي من أجل أموالي.. بينما كان لديكِ عشيق من وراء ظهري طيلة الوقت.. كنتِ تضحكين عليّ وعلى قلبي... لن أرحمكِ "

 

أوقف هزه لي وصوت صفعة قوية دوى في الغرفة.. جعلتني صفعته أصرخ من الألم وأقع على السرير بقوة.. وضعت يدي على خدي مكان صفعته وأنا أبكي وأرتجف بكثرة.. بينما فضلت الصمت وعدم التكلم معه..

 

استشاط ماكس غيظا وغضبا على صمتي.. فجذبني من خصلات شعري بقوة وجعلني أقف.. تأوهت من ألمي الكبير وبدأ يصفعني وأخذ يقوم بضربي كأنه مصراع..

 

صراخاتي دوت في المكان ولم أعد أشعر بوجهي أو معدتي وذراعي من كثرة ضرباتهِ لي..

 

أحسست بالدماء تخرج من فمي وأنفي بكثرة.. أوقف ضربهُ لي وألقاني أرضا بعنف.. كنتُ أحارب فقدان الوعي الذي سيطر عليّ ولكن قوتي كانت قد تلاشت وسمعت صوت صفير مزعج يدوي في أذناي وأصبحت الدنيا سوداء أمامي بالكامل....

 

 

ماكس باين**



دخل ماكس إلى الغرفة بخطوات واثقة.. عيناه تبحث بتوتر في كل زاوية.. وقلبه ينبض بشكل متسارع عندما رأى غابرييلا تجلس على السرير.. شعر بالشوق والحنين يتدفقان في عروقه..

 

كان يتذكر كيف كانوا يقضون أوقاتهم سويًا.. كان يتذكر ضحكاتها وابتسامتها التي كانت تضيء يومه.. وكان يحاول أن يخفي تلك المشاعر والذكريات القوية التي غمرته..

 

لكن حينما تذكر بأنها خدعته وهربت في يوم زفافهما مع رجل آخر.. غمرته مشاعر الغضب والخيبة.. ابتعدت عيناه قليلاً عن وجهها وانطفأ بريق الشوق الذي كان يتلألأ فيهما.. تذكر تلك اللحظة اللعينة عندما غادرته في يوم زفافهما مع رجل آخر.. خذلته بكل معاني الخيانة والخذلان..

 

شعر باندفاع غضب غير مسبوق يسيطر على كل تفكيره.. تلك اللحظة كانت كفيلة بأن تجعل الدم يغلي في عروقه وعيناه تلتهب من الغضب..

 

وقف ماكس يلقي نظرة غاضبة على غابرييلا التي كانت جالسة على السرير.. والدموع تتساقط من عينيها الملتهبتين.. كانت المشاعر المتضاربة تضربه بقوة.. بين الغضب والخوف والأسف والخذلان والحزن والكراهية.. كان يرفض أن يدع نفسه يعود إلى مشهد ذلك اليوم المؤلم.. يوم زفافهما.. عندما تركته ورحلت مع رجل غريب..

 

أراد أن يعرف من هو ذلك الرجل الذي سرق منه حياته وكيانه وقلبه.. ولكن غابرييلا لزمت الصمت ولم تتفوه بحرف.. وصمتها قتلهُ مرة أخرى وأشعل فتيل غضبه..

 

مع كل صفعة كان يوجهها نحوها.. كان يشعر بالغضب يتفجر من داخله.. يجره إلى حدودهُ القصوى.. كان يريد منها أن تشعر بالألم الذي تسببت به له.. أراد أن تشعر بالذنب والندم.. ولكن بدلاً من ذلك.. كانت تبكي وتتضرع بعينيها الملتهبتين.. ولزمت الصمت..

 

وقف ماكس يلهث ويلتقط أنفاسه بقوة وهو ينظر إليها غائبة عن الوعي ووجهها متورم من كثرة صفعاته.. والدماء كانت تسيل بغزارة من فمها وأنفها..

 

عندما رأى بأنها فقدت الوعي بسبب صفعته الأخيرة.. شعر بصدمة وبالرعب يجتاحه.. شعر بأنه قد ذهب بعيدًا في غضبه وعدوانية..

 

اندفع نحوها بسرعة.. ترك الغضب خلفه واستبدله بالقلق والخوف.. انكمش على ركبتيه بجوارها وجذبها برفق إلى صدره متمنيًا من القلب أن تستعيد وعيها.. كانت عيونه يملأها القلق والانزعاج من نفسه.. كيف أنه وصل إلى هذا الحد.. كيف أنه ضربها بهذه القسوة دون تفكير..

 

ارتعش جسدي بقوة بينما كنتُ أنظر إلى وجهها المتورم بسبب صفعاتي.. رفعت يدي ومسحت دموعها عن وجنتها المتورمة وهمست بقلق

 

" غابي!.. غابي.. تباااااااااااا.. "

 

حملتُها برقة ووضعتُها بعناية على السرير ثم جلست على طرف السرير وهتفت بملء صوتي

 

" روبير.. تعال بسرعة "

 

 دقائق قليلة ودخل رئس الخدم العجوز روبير ونظر بصدمة إلى جسد ودماء غابرييلا على السرير.. تأملني بذهول وسألني بذعر

 

" هل ماتت سيدي؟ "

 

نظرت إليه بعدم التصديق ثم هتفت بحدة

 

" روبير.. بالطبع هي لم تمُت.. اتصل بسرعة بالطبيب مايكل.. واطلب منه أن يأتي على جناح السرعة إلى المزرعة.. هيا تحرك "

 

أجابني بذعر وبسرعة

 

" حاضر سيدي.. سأتصل به في الحال "

 

بعد خروجه من الغرفة جلست قرب جسدها الهزيل والأشبه بجسد الأموات وبدأت أمسح بمنديلي دمائها وأحاول أن أوقف نزيف أنفها..

 

نظرت إليها بألمٍ شديد وفكرت بندم وبمرارة.. كيف فقدت السيطرة وضربتها بعنف بهذا الشكل؟... ولكن صمتها وعدم نفيها لقولي بأنها هربت مع رجل آخر جعل شياطيني تخرج من قبورها..

 

قلبي المجروح وغيرتي أعموني عن رؤية ما أفعلهُ بها..

 

مسحت أنفها برقة وهمست بمرارة

 

" لماذا؟.. لماذا لم تحبيني كما أحببتكِ غابي؟.. غابي صغيرتي.. حُب حياتي.. حبيبة قلبي و مُدللتي.. كل ما فعلتهُ من أجلكِ لم تقدريه ولم تحبيني.. ألا أستحق حبكِ لي مدللتي؟.. لقد قتلتني.. قتلتني حبيبتي.. أحرقت روحي وقلبي بسبب ما فعلتهِ بي "

 

تنهدت بقوة وعاد الغضب ليتحكم بي.. فهمست بحقد وبألمٍ شديد

 

" لا أستطيع مسامحتكِ.. مستحيل أن أسامحكِ.. الآن سترين ماكس آخر.. وليس ذلك العاشق الولهان الذي عرفته سابقا "

 

بعد مرور بعض الوقت انفتح الباب ودخل مايكل جونز صديقي وطبيب العائلة وهو يهتف بقلق

 

" ماكس.. أنتَ بخير؟.. صـــ.. أوه.."

 

عندما انتبه لجسد غابرييلا على السرير وقف في وسط الغرفة وهو يتأملها بصدمة كبيرة.. ثم تحركت نظراته إلى وجهي وتأملني بذهولٍ شديد.. ثم ركض وجلس على طرف السرير وتابع حديثه بينما كان يفحص جسد غابرييلا في عينيه بحزن


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 19 - المواجهة

 

" لقد قلقت عندما اتصل بي العجوز روبير وأخبرني أن أتي على جناح السرعة إلى مزرعة آرثر وأنك تحتاجني وبسرعة.. قلقت جداً وشعرت بالخوف الشديد عليك.. وظننت أنك.. أنك فعلتها مجددا ودخلت بنوبة انهيار أخرى "

 

تنهد مايكل بحسرة وتابع وهو يخرج أدواته من الحقيبة

 

" أرى أنك وجدتها أخيراً.. ما الذي تخطط لفعله بها الآن ماكس؟.. أتمنى أن لا تتهور أكثر.. فالمسكينة ملامح وجهها غير واضحة الآن.. أرجوك كن أكثر حذراً.. مما أرى كدتَ أن تقتلها "

 

رأيت مايكل يمسح الدماء عن وجه غابرييلا وبدأ يداوي جراح وجهها.. نظرت إليه بحزن وهمست بأسف

 

" مايكل.. أنا آسف لجعلك تقلق عليّ.. ولكنني لم أستطع كبتَ غضبي.. أردت أن أعرف منها من هو الرجل الذي تخلت عني من اجله.. وأنت أدرى الناس مما عانيته بسبب ما فعلته بي.. كنتُ غاضب و.. ولم أتحكم بغضبي "

 

نظر مايكل إلى وجهي بأسف وقال

 

" أعرف صديقي.. فأنتَ عانيتَ الكثير.. ولذلك أعذرك لما فعلتهُ بها الآن.. ومع ذلك أنا ضد العنف.. عاقبها بطريقة أخرى.. ومن الجيد أنني جلبت حقيبتي معي... فهذه المسكينة تحتاج لمغذي.. لقد فقدت الكثير من الدماء.. قميصها ابتلت بالكامل من دمائها.. سأزيل ملابسها حتى أفحصها وأتأكد بأنها لن تصاب بنزيف داخلي.. "

 

توقف مايكل عن التكلم وتأملني بنظرات جادة وقال

 

" هل تريد البقاء هنا أم تفضل الخروج؟ "

 

بلعت ريقي بقوة وأجبته بتصميم

 

" سأبقى "

 

أومأ بتفهم وشاهدتهُ بتوتر بينما كان يُزيل عنها ملابسها.. لتبقى أمامنا بملابسها الداخلية فقط.. نظرت إلى جسدها بشوقٍ كبير وبألم بسبب الرضوض الواضحة عليه..

 

تأملت جسدها بحزن وتذكرت كيف منعتني غابرييلا من لمسها لسنوات بحجة أنها تُفضل أن تفقد عذريتها في ليلة زفافنا.. وأنا بغباء احترمت قرارها وصبرت بشوق طيلة ست سنوات.. كم كنت أحمق وأعمى حينها وصدقت طهارتها وعذرها الغبي ذاك.. ولكن الآن لن يمنعني أحد عنها.. لا أحد..

 

بعد مرور بعض الوقت تنهد مايكل براحة ونظر إلى وجهي بعد أن ضمد لها جراحها وانتهى من وضع المحاليل في يدها وقال

 

" من الجيد لا يوجد كسور ولا نزيف داخلي.. ولكنها لن تستطيع الحركة لفترة بسبب الرضوض.. سأعطيك بعض من المسكنات للألم لها.. وعليها بأخذهم بعد تناولها للطعام.. كما سأعطيك بعض من الفيتامينات الضرورية.. فهي ستحتاجهم.. فجسدها هزيل جدا.. يبدو أنها لم تكن تتغذى بشكلٍ جيد.. "

 

توقف مايكل عن التكلم ثم وقف ووضع يده على كتفي وقال بهدوء

 

" ماكس.. أظن حان الوقت لنتركها تنام بهدوء.. دعها تستريح قليلا.. فأنا أعطيتها حقنة لن تستيقظ إلا لوقت متأخر بفعلها "

 

أومأت له موافقاً وخرجنا من غرفتها بعد أن أقفلت الباب بالمفتاح.. وذهبنا وجلسنا أمام الشرفة الأمامية  في الطابق الأول..

 

كنتُ أرتشف من العصير وغارق بأفكاري عندما سمعت مايكل يسألني

 

" هل ستخبرني كيف حالفك الحظ وأين وجدتها بعد مرور كل تلك السنوات؟ "

 

تنهدت بعمق وأخبرته بالتفصيل ما حصل منذ دخول تلك المروجة اللعينة إلى متجري وصولا لضربي لـ غابرييلا.. وعندما انتهيت تأملني مايكل بدهشة وهتف بذهولٍ شديد

 

" ماذاااااااا؟.. سولينا غران خرجت من السجن وهي الآن في قبضة آرثر؟.. فاليكن الله في عونها.. وليساعدني الله.. فأنا لدي صديقين أغبياء يعميهم الانتقام "

 

تأملتهُ بنظرات غاضبة.. وهتفت قائلا بعتاب

 

" مايكل.. من هم الأغبياء أيها المعتوه؟.. أولا آرثر لديه كل الحق لينتقم مثلي تماما.. ولن يردعنا شيء عن فعل ذلك "

 

نظر مايكل بحزن إلى وجهي وأردف قائلا

 

" أنا فقط خائف وبشدة عليكما..  فأنتما أعز صديقين لي.. أنا خائف أن يرتد انتقامكم الأعمى عليكما.. عندها لن ينفعكما الندم.. أشكر الله بأنه يوجد أحد من أصدقائي عاقل.. فصديقي ليو ليس مثلكما يريد الانتقام من إحدى الفتيات أيضا "

 

نظرت إليه بغضب لكنهُ ابتسم بحزن ثم تنهد وتابع حديثهُ قائلا بجدية

 

" أما بخصوص سولينا غران.. ما زلتُ على شكوكي بصحة ما حصل لها.. صحيح هي لم تكن في دفعتي في الجامعة.. فأنا كنتُ في السنة التاسعة وهي في الثالثة.. ولكنني أتذكر جيدا بأنها كانت فتاة جيدة ومهذبة وخجولة ومرحة ولم تكن مغرورة.. كانت نقية ومتفوقة في دراستها وفتاة أحلام لكل شاب في الجامعة.. فالجميع كانوا يتهافتون للحصول على نظرة واحدة منها.. وأولهم العميد فيكتور مارسن... "

 

عقدت حاجباي وتأملت مايكل بدهشة.. هز رأسهُ بحسرة وتابع قائلا بثقة

 

" عميد الجامعة كان غارق في حبها.. والغريب أنه تزوج بصديقتها الحمقاء بيلا بعد مرور شهر على محاكمة سولينا.. وهذا ما زاد من حيرتي وشكوكي.. أما آرثر لم يستمع إليّ أبداً.. ولم يسمح لي بلفظ اسم سولينا أمامه "

 

نظر إليّ بجدية وقال

 

" هناك حلقة مفقودة لما جرى مع سولينا.. وخاصة مع غابرييلا.. أنا متأكد بأنها كانت تحبك وبجنون.. لماذا تخلت عنك غابرييلا؟.. هناك سبب قوي حتى تفعل ذلك بك.. فأنا لا زلتُ غير مُصدق بأنها تركتك بإرادتها صديقي وهربت مع رجل آخر"

 

تجمدت الدماء في عروقي عندما تابع مايكل قائلا بثقة

 

" من المستحيل أن تكون غابرييلا قد تخلت عنك في يوم زفافكم بسبب رجل آخر.. اسمع نصيحتي لك.. ابحث عن الماضي قبل فوات الأوان.. تكلم معها.. اكتشف ما حدث معها.. وسترى بأنني على حق "

 

نظرت إلى مايكل وأنا أضحك بمرارة.. ثم أجبته بتعاسة

 

" لا مايكل.. أنتَ مخطئ.. أنا و آرثر ابتلينا بأسوأ فتاتين على وجه الأرض.. سولينا و غابرييلا هما أسوأ فتاتين على وجه الأرض "

 

تأملني مايكل بأسف.. وقال بثقة

 

" سترى قريباً أنتَ و آرثر.. الأيام ستثبتُ لكما صحة كلامي.. ولكن أتمنى أن لا يحدث ذلك بعد فوات الأوان "

 

 

غابرييلا**

 

 

كنت أقف أمام النافذة أنظر إلى المناظر الطبيعية الرائعة أمامي فالشمس بدأت تغيب مودعةً الأفق الجميل.. تودعه بلهفةٍ وخجل..

 

تنهدت برقة وفكرت بحزن.. أسبوع كامل وأنا أتألم من جراحي ولم أتوقف عن البكاء بسبب ألامي وحظي التعس..

 

ماكس حبيبي وروح قلبي والذي كان يخاف عليّ من نسمة الهواء قام بضربي بوحشية فائقة.. ما زلت لا أستطيع تصديق ما فعلهُ بي..

 

تنهدت بأسف على حالي فأنا لغاية هذا اليوم حتى استطعت النهوض من الفراش بمفردي دون مساعدة روز لي..

 

ماكس جعل روز تهتم بي وتطعمني وتساعدني بالاستحمام وكل شيء.. وأنا لم أراه مرة أخرى بعد ضربه لي منذ ذلك اليوم.. غريب!!.. أين هو؟.. ماذا يخطط لفعلهُ بي؟!!...

 

ففي اليوم الثاني على وجودي هنا رأيت روز في المساء تدخل إلى الغرفة وهي تحمل بيديها مع خادمتين الكثير من الأكياس والتي كانت ممتلئة بالكثير من الثياب الفاخرة.. نظرت إليهم بغرابة ولكن روز قالت لي  بينما كانت تبتسم بأن ماكس هو من أرسلهم من أجلي خصيصا..

 

وعرفت منها لاحقا بأنني في مزرعة آرثر جيانو.. لم أستغرب ذلك.. فـ آرثر و ماكس هما أعز الأصدقاء منذ الطفولة..

 

نظرت إلى الخارج بحزن وهمست بألم

 

" ماكس.. حبيبي.. وحُبي الوحيد.. فاذا ستفعل بي؟!.. ارحمني وارحم دموعي.. لا تجعلني أتألم أضعافاً.. قسوتك معي تقتلني أكثر من ذكريات الماضي الأليم "

 

تنهدت بحسرة واستدرت ووقفت أمام المرآة أمامي ونظرت بحزن إليها.. لقد كانت الرضوض مخيفة في جسدي وظاهرة بوضوح في كامل أنحاء جسدي الهش من خلال قميص النوم الفاضح الذي أرتديه.. ضممت الرداء إلى صدري وتنفست بعمق..

 

لقد تكرم وجلب لي ثيابا تليق بالعاهرات.. جميعها كذلك.. حتى الملابس الداخلية لم تكن محتشمة.. هل أنا بنظره مُجرد عاهرة الأن؟!.. ربما معه حق.. اوه لو يعرف... لو يعرف فقط ما فعلهُ بي ذلك الحقير.. أتمنى أن أكون مخطئة.. أتمنى ذلك...

 

" إذا لقد استيقظتِ.. وأصبح بإمكانك الوقوف بمفردكِ.. هذا جيد... "

 

استدرت بسرعة ونظرت بفزعٍ شديد إلى ماكس..


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 19 - المواجهة


 

ورعشة خوف اجتاحت جسدي بالكامل بينما كنتُ أنظر إليه برعب كبيرٍ...

 

انتهى الفصل


















فصول ذات الصلة
رواية حياتي سجن وعذاب

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©