رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 8
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. سولينا خرجت من عذاب إلى عذاب جديد مسكينة ولا تستطيع حتى الدفاع عن نفسها لكن الى متى يبقى البارت قصير هكذا😥😥 حتى أن الأحداث لا تتحرك في الراوية هافن تعرفين كم احب رواياتك لكن اجعلي البارات كالسابق 💋💋💋❤️❤️❤️❤️

    ردحذف
    الردود
    1. من فصل 10 ستبدأ الأحداث بالاشتعال
      وقريبا سأكتب بارتات طويلة يا قلبي

      حذف
  2. شكرا وردتي ♥♥♥ علي البارت 🫶🏻

    ردحذف
  3. حقاً حياة سولينا سجن وعذاب، يا إلهي ماذا سيحل بهذه الفتاة... رغم ذلك احبتت عزيمتها.. واعتذر هافن لأنني تأخرت في قراءة البارتات الأربعة الأخيرة لأنني لم أكن على ما يرام، ومتحمسة جداً للبارت القادممم🦋🌼

    ردحذف
    الردود
    1. مرحبا يا قلبي
      لا تعتذري حبيبتي المهم أن تكوني بخير وبصحة جيدة

      حذف
  4. اوووف خرجت من عذاب لتدخل في عذاب اخر فعلا حياتها سجن وعذاب 😭😭😭😭 رغم الي عاشته لكنها لسانها لديها امل لتستمر بالحياة ولكن هذا الأمل هل سوف يبقى بوجود ارثور الغاضب.
    تسلم ايدك ❤️❤️.

    ردحذف
    الردود
    1. ما كتبته صحيح يا قلبي
      هي فقدت كل شيء وتبقى لها الامل فقط
      ولكن حتى الامل قد يأخذه منها آثر مع الاسف

      حذف
  5. يا الله يبدوا إن أرثر سيجعل حياتها جحيما.. مسكينه سولينا فقدت كل شئ 😢

    ردحذف

رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 8

 

رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 8 - أين أذهب



أين أذهب؟






 يتم نشر الرواية كذلك على موقع واتباد في حساب الكاتبة هافن الرسمي, انتقل إليه ᐸ

 


سولينا**

 

خرجت من المقبرة وأنا أحمل في قلبي خليطًا من المشاعر المؤلمة.. كانت الزيارة إلى مقبرة والداي وصديقتي تجربة مؤثرة جدًا.. شعرت بالحنين إلى الماضي وبالحزن العميق على فقدانهم.. كانت تلك الأرواح الغالية قد تركت وراءها فراغًا كبيرًا في حياتي.. وبينما كنتُ أبتعد عن المقابر غمرني شعور بالضياع..

 

سلكت الطريق الصغير المحاذي للمقبرة.. وعقلي كان ملبدًا بالأسئلة والتساؤلات..  إلى أين أذهب الآن؟.. أين أذهب؟.. وإلى أين؟.. تسألت بداخلي بينما كنتُ أراقب أقدامي تدوس على الطريق بثقل..

 

رفعت رأسي ونظرت إلى السماء الزرقاء.. تأملت الغيوم التي تمر بسرعة فوق رأسي.. شعرت وأنني وحيدة ومضطربة.. وتذكرت اللحظة التي وُجدت فيها داخل أروقة السجن وتلك القضبان الباردة والقاسية..

 

الشمس كانت تتدلى في طيات الغروب.. وكانت الأشجار المجاورة تلوح بأغصانها بلون الذهب.. كانت الطبيعة تبدو هادئة وساكنة في تلك اللحظة.. لكن قلبي لم يكن هادئًا.. اندفعت الذكريات المريرة لأيام السجن الطويلة في أفكاري.. والأحلام الذي اندثرت بفعل قسوة الظروف..

 

وقفت قليلا وتنهدت بحزن.. أين سأذهب الأن؟!.. هل أذهب الى بيت عمي بول؟.. مشيت ومشيت حتى تيبست مفاصل ركبتيّ.. و تورّمت قدماي.. ولكن تابعت المشي باتجاه قصر عمي بول..

 

توجهت بخطوات ثقيلة نحو قصر عمي بول.. قلبي ممتلئ بالحزن والقلق..

 

نسمات الهواء الباردة كانت تُلامس وجهي وأنا أمشي وحيدة على طريق.. رغم توتري كان قلبي ينبض بالفرح والشوق لرؤية عمي والذي لم أراه منذ سنين طويلة.. لقد اشتقت إليه وأردت أن أجد لديه الدعم والأمان بعد فترة طويلة من الغربة والبعد.. كما اشتقت لابن عمي.. زاك الوسيم..

 

ابتسمت بسعادة وهمست برقة بينما كنتُ أمشي

 

" هل تزوج زاك؟!.. هو وسيم جداً وحنون.. بالطبع تزوج وأصبح لديه أطفال.. ياه.. قريبا سأراه وسأتعرف على زوجته وأطفاله.. سأعشق أطفالهُ بجنون وأُدللهم وأكون خالة مُحبة لهم "

 

وبعد مرور ساعة.. أخيرا وصلت أمام قصر عمي.. كنتُ منهكة بالكامل وسأموت من كثرة الجوع والعطش..

 

وصلت أخيراً إلى بوابة القصر.. تقدمت من الباب الحديدي الكبير ونظرت إلى الداخل.. وعندما حاولت أن أتقدم للدخول أوقفني حارس الأمن بقوة محتشمة

 

" لا تقتربي أكثر يا أنسة "

 

اقترب مني أحد الحراس وتأملني بنظرات باردة.. كان وجهه معتمًا وقاسيًا.. استقرت نظراتهِ القاسية على وجهي وسألني بصوتٍ جامد

 

" من أنتِ؟ وماذا تريدين؟ "

 

أجبته بإرهاق

 

" هل عمي بول هنا؟.. أقصد السيد بول غران موجود؟ "

 

أجابني بسرعة وبحدة

 

" السيد غران خارج البلاد يا أنسة.. اذهبي لو سمحتِ..  فغير مسموح للغرباء بالدخول "

 

نظرت بإرهاق نحوه وقلتُ له بضعف

 

" أنا سولينا.. أنا ابنة شقيقه الراحل سيزار غران.. قادمة لزيارته وأريد أن أراه.. دعني أدخل.. هل زاك موجود؟ "

 

ومع ذلك.. لم يظهر الحارس أدنى علامة من الاعتراف بكلماتي.. إذ تأملني بنظرات حادة وأجابني ببرود

 

" لا يمكنني السماح لكِ بالدخول.. عفوًا "

 

قبل أن يستدير ويذهب هتفت بضعفٍ له

 

" لا تذهب أرجوك.. لو سمحت اتصل بابن عمي زاك.. وهو سيؤكد لك كلامي.. أنا ابنة عمه.. لو سمحت اسمح لي بالدخول.. أن لــ... "

 

حاولت التفسير له السبب بأنني بالفعل ابنة شقيق بول غران.. لكنه أوقفني قائلا

 

" لا داعي للكلام.. أنا لا أعرفكِ.. كما ليس للسيد بول أقارب.. وأنتِ لا تستطيعين الدخول إلى هنا "

 

تشنجت قلبي بالحزن والألم.. شعرت وكأن شيئًا ما قد نُزع مني بقسوة.. عيوني امتلأت بالدموع.. ولكن صممت على المحاولة مجدداً.. إذ قلتُ له برجاء

 

" اسمعني أرجوك.. أنا ابنة شقيق السيد بول غران.. أرجوك.. هل يمكنك أن تتصل به لتأكيد ذلك؟.. أو يمكنك الاتصال بابن عمي زاك.. وهو سيؤكد لك صحة كلامي "

 

نظر نحوي بشك وسألني

 

" ما هو اسمكِ الكامل يا أنسة؟ "

 

ابتسمت بضعف وأجبته

 

" سولينا سيزار غران.. أرجوك أخبر زاك أنني هنا.. زاك هنا!.. أليس كذلك؟.. أخبره لو سمحت بأنني هنا "

 

بدا الحارس متردداً لحظة قبل أن يوافق على طلبي.. تنهدت براحة عندما قال بهدوء

 

" حسنا.. انتظري يا أنسة "

 

راقبته يذهب ويمسك بهاتف مُعلق على الحائط  وبدأ يتكلم مع أحد عبره وينظر إليّ ويتفحصني.. لم أهتم المهم أن أدخل و أرتاح  قليلا..

 

استغرق الانتظار بضع لحظات.. وبينما كان الحارس يتحدث في الهاتف.. أصبحت أترقب بفارغ الصبر أن يؤكد زاك هويتي ويسمح لي بالدخول..

 

أنهى الاتصال واقترب وقال بحدة

 

" أسف يا أنسة.. غير مسموح لكِ بالدخول.. أرجو منكِ الذهاب قبل أن أتصل بالشرطة.. لو سمحتِ غادري الآن "

 

تحطم قلبي عندما سمعت ما تفوه به الحارس.. تأملتهُ بذهول وهتفت بصدمة كبيرة

 

" ماذاااااا؟!!!.. "

 

لا!.. لا يمكن؟.. زاك لا يريد استقبالي؟؟... زاك الذي لطالما اعتبرته شقيقا لي يفعل بي ذلك؟!!... زاك سيجلب الشرطة لإبعادي عن منزله؟...

 

وبعد سماعي بكلمة الشرطة شعرت بخوف شديد.. انكسر قلبي الصغيرة.. وكادت دموعي أن تنهمر بغزارة لكنني منعتُها بقوة.. لم أكن أرغب في أن يرى الحارس دموعي ويشعر بالشفقة نحوي لأنني شخص غير مرغوب فيه.. بدلاً من ذلك.. حاولت أن أظهر قوية أمامه وأُظهر احترامي للحارس.. إذ قلتُ له بصوت متماسك

 

" شكرًا على ردك.. سأغادر "

 

انصرفت بعيدًا عن بوابة القصر.. وعندما أصبحت في مكان بعيد بمفردي انهمرت دموعي بكثافة.. شعور الفراق والرفض كان يجتاحني.. وكنتُ أتمنى أن أكون قادرة على تحمل ما حدث بقوة أكبر..

 

شعرت بالصدمة والإحباط.. لم أكن أتوقع هذا الاستقبال البارد والقاسي من أقرب أقاربي.. وبالتحديد من زاك.. كان قلبي ينزف من ألم الرفض والإهانة التي تعرضت لها.. ثم قررت أن أبتعد عن القصر وأذهب بعيدًا عن هذا المكان الذي أصبح محطة لجروحي..

 

لقد رفض زاك استقبالي وأمر حارسه بترحيلي وإلا اتصل بالشرطة.. تصرفهُ كان صدمة كبيرة لي.. فقد كان لي أمل كبير بأنهُ سوف يستقبلني ويحتضنني ويواسيني.. ويقول لي بأنهُ يعرف تمام المعرفة بأنني بريئة.. ولكنني كنتُ مخطئة..

 

مسحت دموعي ونظرت إلى قصر عمي مرة أخيرة.. ثم ابتسمت بحزنٍ مرير وهمست بألمٍ شديد

 

" ربما القدر يخبئ لي خيرًا في المستقبل "

 

ثم توجهت نحو طريق جديد.. تاركة خلفي قصر عمي بول.. والذي لن أعود إليه مرة أخرى..

 

مشيت بخطوات بطيئة منكسة رأسي لا ادري أين سأذهب ولمن ألجأ.. إلى اين سأذهب؟.. لا يوجد مكان أذهب إليه لا يوجد من سيوافق على استقبالي.. أنا بالنسبة للجميع إنسانة سيئة وإنسانة قضت فترة طويلة في السجن.. إنسانة مجرمة و وسخة.. أين سأذهب؟..

 

عيوني احترقت بالدموع المكبوتة.. شعور الرفض والهجران كان يخنقني.. كانت الكلمات الحادة ترتطم في أذني كالسيوف.. لم يعد مرحب بي في عالم كنتُ أتمنى أن أجد فيه الدفء والمحبة.. شعور الألم تعاظم في قلبي لتصبح الدموع جارية على وجنتاي بكل حرية..

 

مشيت ومشيت حتى لم أعد قادرة على الوقوف.. جلست على الرصيف دافنة رأسي بين ركبتي أنتحب في حرقة.. أي ظلم وأي قهر أكثر من هذا.. لقد فقدت حياتي وأعز الأشخاص إلى قلبي بهذه السهولة.. ما هذا الوضع الذي وصلت إليه؟..

 

رفعت وجهي ونظرت إلى الخاتم الثمين.. إنه الهدية الوحيدة المتبقية لي من والدي الراحل سيزار غران.. وهو أعز ما أملك.. الخاتم كان يحمل قيمة عاطفية كبيرة.. فكلما نظرت إليه أتذكر والدي وابتسامتهُ الجميلة لي في ذلك الصباح عندما أهداني الخاتم.. ويملأ قلبي بالدفء..

 

ولكن في هذه اللحظة.. شعرت بألم عميق يمزق قلبي.. لم أكن أُعاني فقط من رفض ابن عمي لاستقبالي.. بل كنتُ أيضًا أُواجه صراعًا ماليًا كبيرًا بعد فترة طويلة قضيتُها في السجن.. كان عليّ مواجهة العديد من الصعوبات في إعادة بناء حياتي والتكيف مع الظروف الصعبة..

 

دموعي عادت من جديد تتساقط بغزارة بينما كنتُ أحتضن الخاتم بقوة.. تعبيرات الحزن والألم كانت واضحة في عيناي..

 

وبكلمات تتقطع بسبب البكاء همست قائلة بحرقة

 

" أنا أحب هذا الخاتم.. بالنسبة لي هو يساوي العالم كله.. ولكن... لكنني لا يمكنني الاحتفاظ به.. لا بد لي من بيعه لأجل البقاء على قيد الحياة ومواجهة مشاكلي.. أعلم أن هذا الخاتم يحمل ذكريات عزيزة.. ولكني بحاجة ماسة للمال لكي أبدأ من جديد وأعيش بكرامة.. لم يعد أمامي خيار آخر.. يجب عليّ أن أبيعه "

 

شهقت بقوة وهمست بوجعٍ كبير

 

" أسفة أبي.. هو كل ما تبقى لي منك.. ولكني مضطرة لبيعه.. لم يعُد أمامي سوى هذا الحل "

 

وقفت ومسحت دموعي بأكمام فستاني وتوجهت نحو شوارع المدينة بلا وجهة محددة.. كانت الأفكار تتدافع في عقلي.. وكل مشهد من الماضي يتلاشى ويظهر أمامي مرة أخرى.. الخوف والقلق يسكنان في قلبي.. ولكن لم أستطع التراجع عن قراري..

 

وتوجهت إلى أقرب محل لبيع المجوهرات..

 

خرجت منهارة فهذا المحل الثامن الذي يرفض شراء خاتمي الثمين لعدم امتلاكي للوصل الخاص به..

 

دخلت إلى متجر آخر لبيع المجوهرات الثمينة.. وعندما وقفت أمام البائع نظرت إليه بتوتر بينما كنتُ أحمل الخاتم في يدي بحذر.. سألت البائع عما إذا كان يمكنه شراء الخاتم مني.. لكن عندما رأى الخاتم شهق بإعجابٍ كبير لكنه أخبرني بأنه لا يستطيع ذلك دون شهادة الملكية والمصدر الخاص بالخاتم.. وطلب مني الشهادة لكن للأسف هي ليست بحوزتي..

 

اصطفت الأفكار في عقلي.. فأنا لم أكن أملك أي وثيقة تثبت مُلكيتي للخاتم.. كان الإحباط يغلب على مشاعري وتذكرت والدي مجددًا وكيف كان يهتم بتوفير كل ما هو جميل وثمين لي..

 

خرجت بإحباط من المتجر وقررت تجربة المحل الأخير الموجود بمنتصف شارع مرموق ويبدو عليه الفخامة.. ربما يقبل بشراء خاتمي ..

 

دخلته ويدي على قلبي فالمحلات ستغلق بعد قليل.. يجب أن يُحالفني الحظ هنا.. فهذا المحل هو أملي الوحيد وإلا سأنام في الشارع وسأموت من العطش والجوع ..

 

كان يوجد خمس زبائن غيري فاقتربت من إحدى الموظفات وما أن وقفت أمامها تأملتني باحترام وسألتني

 

" بماذا يمكنني مساعدتك أنستي؟ "

 

بلعت ريقي بقوة وأجبتُها بتلعثم

 

" مــ.. ممــ.. مرحبا.. أريد بيع خاتمي "

 

ابتسمت الموظفة ابتسامة عملية وأجابتني باحترام

 

" تفضلي أنستي.. هل ممكن أن أرى الخاتم؟ "

 

بلعت ريقي من كثرة توتري وأزلت الخاتم من أصبعي وسلمته لها..

 

نظرت إلى الخاتم ثم تأملتني بصدمة وقالت بتوتر

 

" عن إذنك لحظة "

 

وذهبت ودخلت من باب يؤدي إلى مكتب.. كنتُ أشعر بتوترٍ رهيب.. وبدأت أفرك يداي ببعضها بخوف..

 

وبعد مرور دقائق قليلة خرج رجل وسيم يرتدي بدلة بيضاء يبدو أنه صاحب هذا المحل واقترب ووقف أمامي

 

رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 8 - أين أذهب؟

 

ثم ابتسم بتهذيب وقال

 

" مرحبا أنستي.. أنا صاحب هذا المحل.. واسمي ماكس باين.. إن خاتمك مذهل للغاية أنستي.. هل تملكين الوصل الخاص به أنسة.... "

 

توقف عن التكلم وانتظرني لأخبره باسمي وجوابي إن كنتُ أملك وثيقة الملكية الخاصة بالخاتم.. بلعت ريقي بقوة وأجبته بصوتٍ مهزوز

 

" اسمي سولينا غران.. و أنا أسفة سيدي.. أنا لا أملك وثيقة الملكية للخاتم .. ولكن صدقني الخاتم لي.. أرجوك أنا بحاجة لهذا المال.. وأقسم لك الخاتم لي وليس مسروق "

 

كان ينظر بدهشة إلى وجهي وكأنه اكتشف المستور.. تأملتهُ بفزع خاصةً عندما حمحم برقة وقال بهدوء

 

" ممم.. أنسة غران.. أعذريني لدقائق.. سأعود "

 

رأيته يستدير ومشى عائداً إلى مكتبه ولكنه أخذ الخاتم معه.. هل سيتصل بالشرطة؟.. شعرت بتوترٍ كبير.. وبالخوف الشديد..

 

مضت أكثر من خمسُ دقائق.. وكنتُ ما زلت أقف بتوتر أنتظر ذلك الرجل صاحب المتجر.. كنتُ خائفة جداً.. يجب أن أهرب ولكنني أريد خاتمي..

 

كنتُ سأطلب من الفتاة أن تجلب الخاتم لي وأنني لم أعد أرغب ببيعه.. لكن في تلك اللحظة خرج السيد ماكس وبيده حفنة كبيرة من المال..

 

تنهدت براحة وهدأت بالكامل.. وقف أمام المكتب ثم ابتسم بعملية وقال

 

" أنسة غران.. خاتمك يساوي ثلاثمائة وخمسون ألف دولار.. ولأن أحجاره نادرة وهو قطعة فريدة من نوعها.. لذلك وافقت على شراء الخاتم منكِ ومن دون وجود وثيقة للمصدر له.. مع أنه ما أقوم به مخالف للقانون.. وأنا شخصيا لا أفعل ذلك مع أحد.. ولكن يبدو أنكِ بحاجة ماسة للمال.. لذلك سأخصم من ثمنه خمسة وسبعون بالمائة من سعره.. وهذا آخر عرض لي أنستي.. هل توافقين؟ "

 

تنهدت براحة مع أنه خصم الكثير ولكن مع ذلك سيكون معي مبلغ محترم من المال حاليا أستطيع التصرف به.. تنهدت براحة وأجبته

 

" حسنا.. أنا موافقة سيدي.. شكرا لك "

 

سلمني المبلغ بعد أن قام بعده أمامي بألة خاصة لعد النقود.. وضعت النقود في محفظتي وشكرته مجددا وخرجت بسعادة من المحل.. الآن يجب أن أكل وأجد مكان مناسب ورخيص لأنام به...

 

كان قلبي يؤلمني جداً..  لكن عزمت على مواجهة الحياة بقوة واستمرارية.. على الرغم من فقداني للخاتم كنتُ أعلم أن قوة ذكريات والدي سيزار وحبه لي ستظل معي دائمًا محفورة في قلبي وفي عقلي.. وسوف تساعدني هذه الذكريات على التغلب على الصعاب وبناء حياة جديدة مليئة بالأمل والإرادة..


 

آرثر جيانو**

 

 

دقات على باب مكتبي قاطعتني عن إكمال عملي.. إنه مارك بالتأكيد.. فقد نبهت مساعدتي إيما أن تدعه يدخل مكتبي عندما يأتي.. رفعت رأسي ونظرت باتجاه الباب


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 8 - أين أذهب؟

 

ثم هتفت بهدوء

 

" أدخل "

 

دخل مارك إلى المكتب ثم وقف أمامي وقال باحترام

 

" احترامي سيدي .. لقد تم الإفراج عنها صباح اليوم وقد خرجت من السجن.. ولكن لم أستطع جلبها.. لقد أضعتُها.. وهي الأن تتجول في المدينة بحرية "

 

وفقت وضربت بيدي المكتب بغضب هائل وصرخت بجنون


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 8 - أين أذهب؟


" كيف لم تخبرني بذلك قبل الآن؟.. سبق وحذرتُك بأخذها وجلبها لي حال خروجها من السجن؟.. تكلم واللعنة.. كيف فتاة لعينة حقيرة استطاعت الخروج من أمام أنظارك ولم تستطع اللحاق بها وجلبها لي كما أمرتُك.. تكلم قبل أقتلك بنفسي أيها الغبي "

 

بلع مارك ريقه بقوة وأجابني بخوف

 

" سيدي جيانو.. لقد طلبت مني جلبها بطريقة خفية دون أن يلاحظ أحد.. ولكنني لم أستطيع.. فعندما خرجت الفتاة من السجن كان أهالي السجناء في الخارج وعددهم كبير ينتظرون السماح لهم بالدخول إلى السجن لزيارة أقاربهم.. وعندما وصلت إلى الشارع العام لاحقتها دون أن تنتبه.. ولكنها أوقفت سيارة أجرة وصعدت بها.. وأضعتها في الازدحام.. لكنني دونت رقم سيارة الأجرة ورقم السائق على اللوحة.. وعرفت منه أين أوصلها.. كانت في مقابر العائلة سيدي.. ولكن عندما ذهبت إلى المقابر كانت قد غادرتها "

 

شعرت بدمي يغلي في عروقي من شدة غضبي.. فرفعت راسي و حدقت به بنظرة حادة تدخل الرعب في النفوس.. تقدمت ناحيته ثم أمسكته من ياقة قميصه و دفعته نحوي وهتفت مجددا بحدة وبغضب أعمى

 

" لا أهتم.. أريدُها أمامي واليوم.. اجلبوها لي.. أريد سولينا غران هنا وفي أسرع وقت.. ولكن إياكم و لمس شعرة واحدة من رأسها.. وإلا تعلم ماذا أستطيع فعلهُ بكم.. أتفهم؟.. أريدها أمامي اليوم .. إذا لم تجدها مارك.. فودع حياتك البائسة هذه إلى الأبد "

 

ثم نفضت يدي وأبعدته عني.. تأملني مارك بنظرات مُرتبكة وبخوف وقال

 

" حاضر سيدي.. سأجدُها وبسرعة "

 

جلست بهدوء على الكُرسي خلف مكتبي وحدقت إليه بغضبٍ بارد وقلتُ لهُ بحدة

 

" من الأفضل لك أن تجدها لي.. وإلا جعلت حياتك جحيم.. يمكنك الانصراف.. ولا تعُد إلا و سولينا غران معك "

 

ذهب مارك يرتجف مغلقا الباب خلفه وهو يتصل بجميع رجالي للبحث عنها..

 

كورت قبضتاي بقوة وهمست بفحيح

 

" اللعنة عليه.. لقد أضاعها الغبي.. سأقتلهُ إن لم يجدها لي.. سولينا غران يجب أن تكون في قبضتي بأي ثمن "

 

وقفت وبدأت أمشي بغضب ذهاباً وإياباً.. كنتُ أفكر بحقد أين من الممكن أن تكون تلك العاهرة.. هل ذهبت إلى أحد عشاقها؟.. لا.. لا أظن.. هل ذهبت إلى منزل عمها بول؟..

 

ابتسمت بخبث عندما فكرت بذلك الحقير بول غران وابنه زاك.. ذلك الفاشل زاك أنكر ابنة عمه فور سماعه بخبر اعتقالها في السجن..

 

أما بول غران شقيق السيناتور الراحل.. لدى سماعه بفضيحة ابنة شقيقه أنكر شقيقه وسافر إلى الخارج دون أن يحاول مساعدة بنات شقيقه.. وحتى لم يذهب لزيارة السيناتور عندما كان في المستشفى..

 

" عائلة أوغاد "

 

همست بحقد بتلك الكلمتين.. ثم ابتسمت بخبث.. سأحصل على سولينا غران.. ستكون لدي الليلة.. وحينها سأجعلها ترى الجحيم أمامها..

 

نظرت أمامي بحقد وهمست بحدة

 

" بدأ انتقامي الحقيقي منذ هذا اليوم "

 

اقترب آرثر من مكتبه ثم خلع سترته ووضعها على ظهر الكرسي وأخرج من علبة السجائر الفاخرة الموجودة عليه سيجارة وأشعلها.. ومضى مفكرا ينظر للبعيد من نافذة مكتبه الزجاجية العملاقة والتي تحتل جدارا كاملا..

 

كان باستطاعته أن يرى المدينة كلها من هذا العلو الشاهق.. كان يتنشق دخان سيجارته بقوة و ينفثه ببطء..

 

ظهرت ابتسامة خبيثة على وجهه لتخفي وسامته المفرطة وتظهر بشاعة ما يفكر به وما شغل باله لمدة سبع سنوات طويلة...

 

استدار وجلس خلف مكتبه الضخم.. عقد حاجبيه وضاقت عيناه بنظرة مرعبة.. وفكر بحقد.. لقد أضاعها الغبي!.. إن لم يجلبها اليوم لي لن يرى نور الصباح غدا.. لا بد أنها تحتفل الأن بحريتها.. فكر بكره نحوها.. حسنا فلتفعل.. فستكون أول وآخر ليلة لها للاحتفال..

 

اسود وجهه غيظا وحقدا واشتعل كرها نحو هذه المخلوقة.. أطفئ سيجارته ورماها في المنفضة أمامه.. نهض بحدة والتقط سترته وارتداها واتجه نحو الباب.. كان يقف أمام مدخل غرفة الاجتماعات بنظرات باردة قوية.. وهمس بحقد

 

" حقا سأستمتع بالتخطيط للانتقام من تلك القذرة.. ولكنني سأستمتع أكثر بتنفيذه.. والآن عليّ متابعة عملي بهدوء "

 

ودخل إلى قاعة الاجتماع بنظرات مليئة بالقوة والثقة وإرادة حديدية..

 

كنتُ في منتصف الاجتماع عندما رن هاتفي دون توقف هممت لإقفاله لكن تجمدت عندما رأيت المتصل.. صديقي ماكس.. ما به؟.. لماذا يتصل بي؟!.. لو لم يكن يريد إخباري بشيء ضروري لما اتصل بي في هذا الوقت..

 

أوقفت الاجتماع لدقائق وخرجت من القاعة لأكلمه.. وضعت الهاتف على أذني وقلتُ له بقلق

 

" ماكس.. أنتَ بخير؟ "

 

ولكن ما أن سمعت ما قالهُ لي حتى هتفت بحدة

 

" ماذااااا؟.. نعم إنها هي... لا تدعها تخرج من دون مراقبة.. دع أحد رجالك يتبعها.. نعم قم بإلهائها قليلا لأرسل رجالي أيضا.. اشتري الخاتم منها.. ماكس.. سأدفع لك ما يلزم والخاتم لي لا تعرضه للبيع..... شكرا صديقي.. أراك "

 

ابتسمت بخبث واتصلت بمدير أمني مارك.. لقد حان الوقت لتنفيذ انتقامي بعد كل هذه السنوات.. حان الوقت لكي أحطم عدوتي وأذيقها من نفس المرارة التي تجرعت منها سابقا.. وبعد أن أنهيت اتصالي أكملت الاجتماع براحة...

 

انتهى الفصل






















فصول ذات الصلة
رواية حياتي سجن وعذاب

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©