الشرطة
آرثر جيانو**
في غرفة العناية المركزة وقفت بصمت محاطًا بأجهزة الرصد والأنابيب
الطبية.. كنتُ أنظر إلى شقيقتي الغالية غريس وهي تصارع الموت.. تلك الفتاة الشابة
التي كانت دائماً مصدر فرحتي ودعمي.. الآن تبدو هشة وهي تكافح بين طيات الوعي
واللاوعي..
كانت تلك الفتاة الشابة البريئة والطيبة التي أحبها واحتضنها طوال
حياته تصارع الموت الآن بسبب الخطوة الخاطئة التي اتخذتها..
منظر شقيقتي غريس وهي تصارع الموت في غرفة العناية المركزة كان مؤلماً
للغاية بالنسبة لي.. وقفت بصمت أنظر إليها بينما عيوني كانت ممتلئة بالدموع
المكبوتة وقلبي ينزف من الألم..
كنتُ أرى الحياة تفرغ من جسد شقيقتي الوحيدة ولم يكن بوسعي أن أفعل أي
شيء لإنقاذها.. وكنتُ أتمنى من كل قلبي لو كان بإمكاني أن أكون هنا على السرير
بدلا عنها وأتحمل عنها هذا الألم..
كان قلبي يتمزق لرؤيتي لها على هذا السرير ومحاطة بكل تلك الأجهزة
الطبية والأسلاك.. لم أتمكن من كبح دموعي المتأججة.. فسالت دموعي بكثرة على وجنتاي
الشاحبتين..
كانت ذكريات جميلة تُراودني في تلك اللحظات التي قضيتُها مع غريس..
كأنها صورة ضوئية مضيئة في عقلي.. تذكرت طفولتنا والمراهقة.. وكيف كنتُ أشعر
بالسعادة عندما أعود إلى القصر وأرى شقيقتي الجميلة.. وكيف كانت غريس دائمًا تضحك
وتملأ القصر بالبهجة.. لا أستطيع بتاتاً تصور الحياة من دونها..
لأول مرة في حياتي أنهار بهذا الشكل.. الأطباء فقدوا الأمل وأخبرونا
منذ قليل بأن قلب غريس لا ينبض وهي لا تتنفس سوى بسبب الأجهزة.. وأنا ماذا فعلت؟..
رفضت بتصميم قاطع إطفاء الأجهزة الطبية عنها..
والدتي هايلي تم نقلها إلى غرفة خاصة في المستشفى بعد أن فقدت وعيها
بعد تصريح الأطباء عن حالة شقيقتي الحرجة.. وها أنا هنا أقف بجانب شقيقتي الصغيرة
والوحيدة أنظر إليها بحزنٍ دفين وأتألم بألف ألم ووجع عليها..
رفضت أن أستسلم.. رفضت تقبُل الواقع.. رفضت الحقيقة.. ورفضت الاعتراف بأنني على وشك خسارة غريس..
وبينما كنتُ أتأمل شقيقتي.. بدأت أفكار معقدة تتسلل إلى ذهني.. ذكرى
صديقة غريس الوحيدة.. سولينا غران.. فشقيقتي لا أصدقاء لها سوى ابنة السيناتور
المُدللة و المدعوة بـ سولينا غران..
بدأت أفكر بحقد مُذهل بابنة السيناتور سيزار غران.. فهي صديقة غريس
الوحيدة..
هل من الممكن أن تكون سولينا قد زرعت هذه الأفكار السوداء في عقل
غريس؟!.. هل هي من جعلت شقيقتي الصغيرة تتعاطى المخدرات اللعينة؟!...
منذ بداية صداقة غريس مع ابنة السيناتور لم أرتح بتاتاً لهذه
العلاقة.. فالصحف كانت دائما تكتب عنها بأنها فتاة مدللة والابنة الذهبية للسيناتور
غران..
شقيقتي لا أصدقاء لها سوى تلك الفتاة المُدللة.. أنا متأكد بأن ابنة
السيناتور غران ورطت شقيقتي بتلك القذارات..
ما فكرت بهِ للتو كان كافياً ليُثير غضبي ويجعلني أُفكر بالنظر إليها
باعتبارها السبب وراء تدهور حياة شقيقتي..
وبينما كنتُ أواجه هذا الحزن العميق تصاعدت أفكار الانتقام من سولينا
غران في عقلي.. كنتُ أشعر بالحقد والغضب تجاهها.. فقد عرفت منذ فترة طويلة بأنها
ليست صديقةً حقيقية لشقيقتي.. فهي لم تقف بجانب
غريس عندما توفيّ روبرت.. أي صديقة هذه لا تأتي وتكون برفقة صديقتها المُقربة في
محنتها الأليمة؟!..
لقد شعرت أكثر من مرة بالتوتر والقلق بسبب ارتباط شقيقتي بعالم سولينا..
وشعرت بأنها تؤثر سلباً عليها..
أنا أعرف السيناتور جيداً وأعرف ابنتهُ الخبيثة لين.. إن كانت ابنتهُ
الكبرى بهذه الحقارة والخبث بالطبع أختها الصغيرة ستكون نسخة عنها.. لذلك لم أشعر
بالراحة بتاتاً على صداقة غريس مع تلك الفتاة سولينا..
في هذه اللحظة.. تجاوزت الأفكار السلبية عن سولينا حدود السيطرة عليّ..
لقد أصبحت متأكد بأن سولينا هي من علمت شقيقتي على طريق المخدرات.. وربما حتى
منحتها تلك الجرعة القاتلة.. ومع ذلك.. لم يكن لديّ دليل قاطع على ذلك..
أنا الآن في قمة حُزني و غضبي ومُشتت بالأفكار.. ولكن لن أتهاون
بتاتاً مع تلك السافلة إن كان لها يد بما حدث لـ غريس..
نظرت إلى شقيقتي بألم وهمست بعذاب
" لماذا فعلتِ ذلك وردتي الجميلة؟.. لماذا؟!.. يا ليتكِ لم تلمسي
تلك المُخدرات.. و يا ليتني عرفت بما تفعلينهُ... ولكن أعدُكِ شقيقتي.. سأجعل المُتسبب
في حالتكِ هذه يدفع الثمن غالياً "
وفي وسط هذه الأفكار المتشتتة بدأت أُفكر بأن سولينا هي من قد تكون
وراء مصير شقيقتي.. لا يوجد دليل قاطع على ذلك.. ولكن أصبحت شبه متأكد بأنها المُشتبه
بها الأولى بسبب التأثير الذي كانت تمارسه على غريس..
تخيلت أنها قد أقنعتها بتجربة المخدرات ومنحتها تلك الجرعة القاتلة..
كان هذا التفكير يجعلني غاضبًا ومحطمًا في نفس الوقت..
مسحت دموعي بعنف وهمست بحدة
" حان الوقت لأرى تلك الفاسقة.. وبعدها سأتحرى بنفسي عن
الموضوع.. ولن أرتاح حتى أنتقم.. لا أحد يؤذي شعرة واحدة من عائلتي وينجو بفعلته
"
خرجت من الغرفة وأزلت رداء الأبيض عن جسدي وسلمته للممرضة ثم نظرت إلى
رئيس حُراس أمني جيمس وأمرتهُ بحدة
" لا أحد مسموح له من الدخول إلى هذا الطابق ورؤية شقيقتي..
وأولهم سولينا غران.. أريد خمسة عشر حارساً ليظلوا هنا لحراسة شقيقتي ووالدتي..
وبعدها أريدُك أن ترافقني مع بعض الرجال.. لديّ حفلة عيد ميلاد لعينة يجب أن أذهب
إليها شخصياً "
غادرت المستشفى وبينما كنتُ أجلس على المقعد الخلفي في سيارتي
الليموزين أمرت جيمس ليتحرى لي وفي أسرع وقت عن جميع زملاء غريس في الجامعة وأولهم
سولينا غران.. سأحرق كل من هو متورط ببيع المخدرات لشقيقتي في حرم الجامعة..
وبعد مرور ساعة.. كنتُ أجلس على الكرسي خلف مكتبي الفخم داخل قصري..
دخل جيمس ووقف أمام المكتب وقال باحترام
" سيد جيانو.. لقد جلبت تقرير عن ابنة السيناتور وبعض زملاء
الأنسة غريس في الجامعة "
استلمت منه التقرير وفتحته بحذر كأنني أكشف عن أسرار العالم.. ولكن ما
أخذني بالصدمة والدهشة هو ما وجدته في داخل الملف.. فبدلًا من الوثائق المعتادة
اكتشف أن هناك صورة جميلة جدًا لفتاة تشبه الملائكة..
كانت عيناها كالنجوم المتلألئة في السماء اللامعة.. وجمالها الطبيعي
لا يوصف.. تنبض الصورة بالبراءة والرقة.. شعرت بأن هذه الفتاة مُختلفة عن أي شخص رأيتهُ
من قبل..
شعرت بقلبي يهتز ونبض بشكلٍ أسرع.. لم أستطع تفسير ما يحدث لي بينما
كنتُ أنظر إلى صورة هذه الفتاة.. ولكن الجمال الطبيعي لهذه الفتاة لم يتركني مستقرًا..
كانت عيناها الجذابتان وجمالها الأخاذ يجذبان انتباهي بقوة..
كان شعرها الطويل الذي يتدلى بحرية على كتفيها باتجاه خصرها يضفي
عليها جاذبية خاصة.. تخيلت كيف يتراقص شعرها عندما تمشي.. وكيف يتلألأ بأشعة الشمس
في النهار.. جميع تفاصيلها تبدو كأنها قد نزلت من السماء لتكون ملكة جمالها الخاصة..
توقفت الوقت عندما نظرت إلى صورتها.. وكأنها تأخذني بعيدًا عن الواقع
المحيط بي إلى عالم سحري مختلف..
كانت الفتاة بديهية جميلة بملامحها الرقيقة وعيونها الساحرة.. أدهشني
الجمال الذي يبث في صورتها بريقًا خاصًا يجعلها تبدو ملائكية بالفعل..
ولكن بعد لحظات عندما استقرت نظراتي على الاسم المكتوب أسفل الصورة حل
الغضب والتوتر على وجهي عندما اكتشفت بأن هذه الفتاة هي سولينا غران صديقة شقيقتي غريس..
وابنة السيناتور سيزار غران..
بمجرد أن اتضح لي الأمر ارتفعت درجة الغضب في داخلي.. لم أكن أعرف كيف
ولماذا قامت سولينا بمثل هذا الفعل الشنيع.. ولكنه كان واضحًا أنها تورطت في بيع
المخدرات لشقيقتي الحبيبة..
شعرت بالخيبة والغضب.. ولكن في الوقت نفسه شعرت بالألم والحزن لأنه
تصادف أن هذه الفتاة الجميلة هي سولينا غران..
استغربت كيف يمكن أن تكون هذه الفتاة مرتبطة بشيء سيء.. لم أستطع تصور
أن هذه الفتاة الجميلة والبريئة يمكن أن تكون وراء تجارة المخدرات أو أي أمر ضار بشقيقتي
غريس.. شعرت بالتردد والقلق..
بدأت بقراءة المعلومات القليلة المكتوبة عنها.. فتاة متفوقة بدراستها
وهادئة.. زملائها في الجامعة يصيفونها بالملاك الجميلة..
" اللعنة.. "
همست بتوتر وشعرت بالغيرة بسبب قراءتي لهذه المعلومة.. لا أدري لماذا
غضبت بسبب وصف زملائها لها في الجامعة بالملاك الجميلة؟!.. وتذكرت جيداً عندما
كانت غريس تُكلمني بسعادة عن صديقتها سولينا.. كانت تصفُها بصديقة الملاك..
بدأ الغضب يتصاعد في داخلي بينما بدأت الشكوك تتكشف أمامي.. لم أستطع
تصديق أن الفتاة الجميلة هذه هي سولينا غران.. صديقة غريس وابنة السيناتور سيزار
غران..
شعرت بالغضب يتملكني أكثر لأنني أدركت أنه قد يكون هناك صلة بين هذه
الفتاة والمشاكل التي واجهت غريس..
لماذا أنا غاضب لأن هذه الفتاة هي سولينا ؟!.. ولماذا أتمنى الآن بأن
لا تكون هذه الفتاة هي سولينا غران؟!!..
بدأت بقراءة كامل الملف.. وعندما انتهيت من قراءته الأفكار المتضاربة كانت
تحوم في ذهني.. وحاولت فهم السبب وراء تورط سولينا في شيء كهذا..
تكلمت مع جيمس بخصوص المعلومات القليلة والغير المُفيدة لي في الملف..
لكن غضبي لم يتلاشَ.. بل كان ينمو مع الوقت ويزيد من تصميمي على معرفة الحقيقة
ومحاولة إيجاد الفاعل.. وانتقامي سيبدأ من سولينا إن كانت فعلًا السبب وراء مصير
شقيقتي المأساوي..
وبعد ساعتين وصلت إلى قصر السيناتور سيزار غران.. دخلت إلى القصر
برفقة حُراس أمني.. ولكن ما أن دخلت إلى الصالة حتى تجمدت نظراتي بإعجابٍ كبير
عليها..
كنتُ سأفقد قلبي بسبب سرعة نبضاته.. هناك أمامي كانت تقف.. كانت تقف
بكل أناقة وسحر.. وكانت هالة غريبة مُشعة تنبعث منها..
كان جمالها مغريًا بلا شك.. ولكن أكثر ما أثار إعجابي كانت تلك
البراءة والرقة التي تنبعث منها.. وكأنها طفلة تسير في عالم الأحلام..
كانت تقف هناك.. تشع بجمالها وسحرها الخاص.. وكأنها ملاك قد نزل من
السماء لتنير العالم بحضورها.. وعيناها اللامعتان كانت تتألقان كالنجوم..
شعرت رغماً عني بانجذاب عميق نحو سولينا.. كما لو أن هناك قوة خفية تجذبني
نحوها بقوة لا يمكنني التحكم فيها.. كانت تلك اللحظة كافية لجعلي أنسى كل شيء حولي
وأُركز على جمال سولينا الساحر وشخصيتها الأنيقة..
كنتُ أعلم أن هذه الفتاة هي سولينا غران.. ولكن في هذه اللحظة لم يكن باستطاعتي
أن أجعل ذلك يؤثر على مشاعري.. شعرت بالخيانة تجاه شقيقتي غريس وبالغضب من نفسي
لأنني أحسست بتلك المشاعر الإيجابية نحو شخص جلب الألم والمصائب لعائلتي..
وهنا اشتعلت عيناي بنار الحقد والغضب والاشمئزاز..
ولم أستطع إزالة نظراتي الغاضبة عنها طيلة الوقت.. أردت سحقها بكلتا
يداي بينما كنتُ أنظر إليها وهي ترقص بهذا الشكل المثير مع ذلك السافل عميد
الجامعة فيكتور مارسن..
رغبت وبقوة الاقتراب منها وإبعادها عن ذلك الحقير.. شعرت بالغضب
يتملكني بينما كنتُ أرى كيف كان فيكتور يلمس ظهرها وخصرها وكتفيها..
واشتعلت غضبا على غضب بينما كنتُ أراقبها خلف الشجرة في الحديقة وهي
تتكلم مع ذلك السافل..
حتى العميد فيكتور لم يستطع مقاومة سحرها.. ذلك العميد المعروف
بعجرفته وبصداقته مع السيناتور.. اتضح لي بأنهُ مُعجب بـ سولينا..
وبسبب غضبي تكلمت معها بطريقة مُستفزة وحقودة.. أردت معاقبتها على كل
شيء.. حتى أردت معاقبتها على جمالها اللعين والذي خطف أنفاسي..
وعندما غادرت القصر برفقة حُراس أمني جلست بهدوء أنظر أمامي بشرود
داخل السيارة..
رغم شكوكي نحو سولينا أدركت أنني أحتاج إلى أن أقوم بالتوازن بين مشاعري
وواجبي.. كان عليّ التعامل بحذر مع سولينا وتجنب الوقوع في مصيدة الشعور الكاذب..
لذلك قررت أن أكتشف الحقيقة وأتحرى عن دور سولينا في مصير شقيقتي.. وأن
أُقدم لها فرصة لتوضيح وجهة نظرها قبل أن أتخذ أي خطوة نحوها..
ولكن ما حدث معي بعد مرور يومين تخطى جميع توقعاتي وآمالي...
سولينا**
كنتُ في قاعة المحاضرات منذ ما يقارب النصف ساعة شاردة بتفكيري ولم
أسمع كلمة مما يقولها الأستاذ لنا..
فجأة دخل العميد فيكتور إلى القاعة وقال بجدية
" عذرا للمقاطعة.. لكن لدينا حالة طارئة وعلى جميع الطلاب التوجه
إلى قاعة اجتماع الطلبة.. وكل من يُنده باسمه عليه الخروج.. فالشرطة حضرت اليوم
بداعي التفتيش"
نظرت إليه بتعجُب وبدأت همهمات تخرج من أفواه الطلبة.. فتابع العميد
فيكتور قائلا بحزم
" لا داعي للقلق.. إنه إجراء يحصل لسلامة الطلاب "
تلاقت نظراتنا ورأيت العميد يتأملني بنظرات غريبة حزينة.. تأملتهُ بدهشة
ثم هززت رأسي بعدم الاكتراث ووقفت وأمسكت بكتابي.. ولكن تجمدت نظراتي بذهول من
جديد على العميد
شعرت بالتوتر بسبب نظراتهِ الغريبة لي.. ولكن لم أهتم له.. ربما هو
حزين بسبب رفضي له منذ يومين..
حملت حقيبتي ووضعت بها كتابي وخرجت من قاعة المحاضرات..
بعد خروجنا توجهنا إلى قاعة استراحة الطلبة .. بدأ الجميع يتساءلون عن
سبب حضور الشرطة.. بينما أنا جلست على المقعد أتنهد بحزن وأُفكر بـ غريس..
دخل إلى القاعة ضابط مرموق وقال لنا
" لقد تلقينا مُكالمة عن وجود مروج خطير للمخدرات في هذه الجامعة..
سيبدأ التفتيش بانتظام وبشكل مجموعات وكل من يسمع اسمه عليه الخروج لتفتيشه
والتحقيق معه "
و بدأوا التفتيش بمجموعات مُقسمة.. وعندما حان دوري خرجت وتقدمت أمام
الشرطي الذي نده بإسمي.. تأملني بنظرات مُحترمة وسألني
" هل هذه حقيبتك ؟ "
أجبتهُ بهدوء وبصدق
" نعم سيدي "
سلمتها له وبعد أن فتشها سألني وهو يُسلمني حقيبتي
" هل ممكن أن تفتحي الخزانة المُخصصة لكِ؟ "
أجبته موافقة بكل ثقة وتوجهت
ناحية خزانتي وأخرجت المفتاح من حقيبتي وفتحتها... لأتفاجأ بأكياس بيضاء اللون بل
الكثير من الأكياس بداخلها..
الصمت سيد الموقف واختلطت مشاعر الفزع والقلق بداخلي عندما انكشفت
الأكياس البيضاء المخيفة أمام عيناي.. شعرت بالدموع تنساب ببطء على وجنتاي.. ولم
أعد قادرة على إخفاء ردة فعلي المؤلمة..
لأسمع الشرطي يتكلم بسرعة عبر جهاز الاتصال اللاسلكي.. تقدم
وهو يرتدي قفازات بلاستيكية أو مطاطية مثل قفازات الأطباء
وبدأ بإخراج الأكياس البيضاء من خزانتي.. بينما أنا كنتُ أرتجف وأتراجع إلى الخلف..
ليتقدم بقيه أفراد الشرطة مني و يصرخ أحدهم بينما أخرج مسدسه و صوبه ناحيتي
" ارفعي يديكِ إلى الأعلى و إياك أن تصدري أي حركه و إلا خسرتِ
حياتك.. وأي كلمة تنطقين بها من المحتمل أن تكون ضدكِ.. فالأفضل أن تلتزمين الصمت "
شعرت بالفزع والذعر عندما رأيت الأكياس البيضاء المليئة بالمخدرات..
لم أكن أعلم عن هذه الأكياس شيئًا.. وكيف دخلت هذه الأكياس إلى خزانتي..
كنتُ أرتجف من الخوف والصدمة.. وقفت برعب محاصرة من جميع الجهات من
رجال الشرطة..
اندفعت الدموع إلى عيوني بسرعة.. وشعور الانكسار اجتاح كياني.. وبرعب
لا يوصف فكرت.. كيف يمكن أن تكون الأكياس هذه في خزانتي؟!.. من وضعها هناك؟!.. من
يرغب بأذيتي؟!..
بدأت أنظر حولي بحيرة وبفزع.. والخوف ملأ قلبي.. ومع ذلك.. علمت أنه
يجب أن أثبت براءتي.. وأن أواجهه الظروف بشجاعة.. قررت التحدث مع الضابط والتوضيح
له بأنني لا أعرف عن هذه الأكياس شيئًا..
برغم صعوبة الكلام واضطراب مشاعري.. حاولت أن أكون قوية أمام هذا
الظرف الصعب...
نظرت إلى الضابط بفزع وقلتُ له بصوت مترجِّح
" أنا لم أشاهد هذه الأكياس من قبل.. لا أعلم كيف وصلت إلى هنا..
أنا بريئة.. هناك سوء فهم.. لا أعرف من وضع لي تلك الأكياس في خزانتي.. أرجوك
صدقني "
تأملني الضابط بنظرات باردة وقال بحدة
" سوف يتم التحقيق معكِ أنسة غران.. الأفضل أن تظلي صامتة "
نظرت إليه بفزع وعرفت بأن الأمور قد انقلبت رأسًا على عقب.. وأنني
وقعت في فخ لا أعرف عنه شيئًا..
كانت دموع العجز تنساب من عيوني بصمت..
اقتربوا مني رجال الشرطة وكبلوا يداي وقرأوا عليّ حقوقي وأنا واقعة
بصدمة كبيرة بسبب الذي يحصل..
أفقت من صدمتي وعلى الفور شحب وجهي من هول الخوف وهتفت بجنون
" لا!.. لا!.. هذه الأكياس ليست لي.. أرجوكم صدقوني.. لا فكرة
لديّ عنها وعن من وضعها في خزانتي.. هذه الأكياس ليست لي.. ليست لي.. صدقوني
أرجوكم "
تقدم ذلك الضابط الذي كلمنا في القاعة وحدثني بتهكم زادني خوفا ورعبا
إذ قال بحدة
" أنسة غران.. لا داعي للخوف ما دمتِ بريئة فالحقيقة ستنجلي بعد
تحقيقنا معكِ وتقنعينا كيف دخلت أربعة أكياس من الهرويين الصافي وثلاث أكياس من الكوكايين إلى خزانتك "
أحسست أنني سأنهار لا محال.. ثم انتابني دوار واتكأت على الشرطيين
اللذين يمسكان بذراعيّ.. رأيت العميد فيكتور ينظر نحوي ببرود تام ولغبائي توسلت
إليه قائلة ببكاء
" أرجوك عميد فيكتور.. اتصل بوالدي ليساعدني.. أرجوك.. أنا بريئة..
وهذه الأكياس ليست لي.. صدقني أرجوك "
ابتسم بشماتة وقال للضابط بحدة
" أخرجوها من جامعتي لو سمحتم.. فالطلاب لديهم محاضرات ينبغي عليهم
حضورها "
واستدار ببساطة وغادر.. انهرت بالكامل وبدأت أبكي وأنادي لأبي..
" اجلبوا لي أبي.. أرجوكم.. أريد أبي.. أبي ساعدني.. أبي أنا
أحتاجُك.. أريدُ أبي.. "
رافقوني رجال الشرطة خارج الجامعة وكنت محاطة بالكثير من الشرطيين
وخلال كل هذا الوقت كنت شبه ضائعة كأنني فقدت حواسي وإدراكي.. ثم تم إدخالي في المقعد الخلفي لسيارة الشرطة
أمام جميع الطلاب..
وبعد مدة وصلت السيارة إلى مركز الشرطة في الولاية حيث خضعت لتحقيق في غرفة منعزلة.. كنت صامتة طيلة
الوقت من جراء صدمتي وقبل خروج المحقق من الغرفة اقترب من وجهي وقال بحدة
" أنسة غران عليكِ أن
تجدي محاميا قويا يدافع عنكِ "
بعدها خرج المحقق ووجه إلى سولينا التهمة بصورة رسمية.. وتم أخذ
بصماتها ثم عاد وانهال عليها من جديد سيل من الأسئلة
" من زودكِ بالأكياس
أنسة غران؟.. لمن كنتِ سوف تسلمينها أو تبيعينها؟.. كم من المال جنيتِ لقاء ذلك؟....
"
جلست على المقعد دون أن أتحرك من مكاني وراقبته و هو يلتف من حول
المكتب الخشبي القديم ليجلس على الكرسي وكنت أسمع أسئلته لي ولكنني لم أستطع
التفوه بحرفٍ واحد من جراء خوفي وصدمتي الكبيرة..
فجأة انفتح الباب ودخل شرطي وطلب التكلم مع المُحقق في الخارج.. بعد
ذهابهم بدأت أرتجف و دموعي تسيل كالنهر وأتساءل أين والدي سيزار؟!!.. هل عرف بما
جرى لي؟.. هل أتى؟..
دقائق قليلة ودخل المحقق بغضب وأقفل باب الغرفة بقوة أفزعتني.. وهتف بوجهي
بنبرة صارمة خشنة لم اعتدها أبدا
" لقد تمّ إضافة تهمة أخرى لكِ يا أنسة غران.. وهي الشروع في قتل
غير متعمد "
انتفضت من مكاني ونظرت إليه برعب لم أستطع تحمله.. واستطعت القول بصوت
مُرتجف
" مممــ.. مــ.. ما.. هو قصدك.. سيــ.. سيدي؟ "
وضع كف يده على الطاولة أمامي وقال باحتقار
" المخدرات التي بعتها للأنسة غريس جيانو تسببت بقتلها.. وتم
اتهامك من قبل عائلتها بجريمة قتل غير متعمدة.. من خلال التحقيقات.. تبين أنها
تعاطت جرعة زائدة من المخدرات.. وخسرت حياتها بسببها.. لقد تم اتهامكِ رسمياً
بتوريطها وبيعها المخدرات التي تسببت في وفاتها "
تجمدت للحظة.. ونظرت إلى المُحقق بذهول وبصدمة كبيرة.. قلبي توقف عن
النبض للحظة.. تجمدت في مكاني.. وكانت الكلمات تتدحرج في رأسي بصدمة... لم أكن
أستطيع تصديق ما سمعته.. غريس.. صديقتي العزيزة.. ماتت بسبب المخدرات التي يُزعم بأنني
من أعطيتُها لها!!... قلبي انقبض بشدة.. وكانت دموعي تملأ عيناي وتسيل بحرقة..
لا أعرف كيف تحركت ووقفت وصرخت بأعلى صوت أمتلكهُ
" لااااااااااااااااااااااااااااا.. أنتَ تكذب.. غريس لم تمُت..
لااااااااااااااااااااااااااااا.. "
كنت أبكي بهيستيرية الأن على وفاة صديقتي المقربة وبسبب هذه الاتهامات
الظالمة.. وعاد المحق يسألني بحدة
" سولينا غران.. تكلمي.. من أعطاكِ تلك الأكياس؟.. ربما تُخففين
من عقوبتك.. والأنسة غريس جيانو توفيت اليوم بسببكِ.. لذلك من الأفضل لكِ أن
تعترفي بالحقيقة "
صرخت بصوتٍ مبحوح بينما دموعي ازدادت أضعافاً لتُبلل خدودي وعنقي
" أنا لا أعلم أي شيء عن تلك المُخدرات.. وأنا لا ذنب لي بموت
صديقتي غريس.. إلهي.. غريس ماتت!!.. لا.. لا.. ما يحدث ليس صحيحاً.. غريس لم
تمُت.. أنتَ تكذب عليّ "
سقطت جالسة على الكُرسي أبكي وأنتحب بجنون بينما جسدي كان يرتعش
بقوة.. سمعت بعذاب المُحقق يكلمني بنبرة حادة قائلا
" نحن لدينا أدلة تشير إلى أنكِ قمتِ ببيع المخدرات لغريس
جيانو.. لقد وجدت الشرطة في حقيبتها كيس ممتلئ من المخدرات.. وتم فحصها في
المُختبر وأظهرت النتيجة بأنها من نفس الصنف الذي تم إيجاده في خزانتكِ.. ودعيني
أذكركِ بأن غريس جيانو توفيت بجرعة زائدة.. هل تستطيعين أن تُقدمي دليلًا واحداً
على براءتكِ أنسة غران؟ "
انهمرت دموعي بحرقة.. وتملكتني الصدمة.. كنتُ أشعر بأن الأرض تنهار أسفل
قدماي.. كنتُ أعلم بأنني بريئة تمامًا ولم أقترف أي جريمة.. ولكن كنتُ أدرك بأنني أواجه
اتهامًا قاتمًا..
صرخت بصوتٍ مبحوح بينما كنتُ أحاول تجاوز الألم والصدمة التي كنتُ
أعيشُها
" لا.. لا.. لااااااااااااااااا.. لا يمكن أن يكون هذا حقيقيًا..
لم أقترف أي جريمة.. و غريس لم تمُت "
شهقت بقوة وتابعت بوجعٍ كبير هاتفة ببكاء
" لا.. لا أعرف من دسَ هذه الأكياس في خزانتي.. أرجوك صدقني.. و
أنا.. لم.. لم أقم ببيع غريس أي شيء.. صدقني.. أنا لم أفعل شيئًا من هذا.. لم أبع
مخدرات لغريس.. أنا بريئة تمامًا "
قلتها من بين شهقاتي وأنا أرتجف و أبكي بانكسار على موت غريس ووضعي..
ولفترة ساعتين رفضت سولينا الاعتراف بجريمة لم ترتكبها.. وكانت تصرخ
ببراءتها بكل قوة.. كانت تعرف أنه يجب أن تُقاتل من أجل إظهار الحقيقة وكشف الظلم
الذي حل بها.. بينما كانت تعيش أصعب أيام حياتها.. أصرت على عدم الاستسلام والمضي
قدمًا في معركتها لتوضيح براءتها..
ولكن ذلك المُحقق لم يصدقها بتاتا بسبب وجود أدلة تُدينها..
بعد مدة تم تدوين إفادتي وقال لي المحقق
" ستمضين الليلة هنا في ضيافتنا داخل زنزانة.. وغدا تمثلين أمام
قاضي التحقيق الذي سيعين الكفالة المطلوبة لإطلاق صراحك أو عدمه "
نظرت إليه بانهيار تام وهتفت بوجعٍ كبير وبذعر
" لا.. لا.. أرجوك سيدي.. لا أستطيع البقاء داخل زنزانة
كالمجرمين.. أرجوك اتصل بوالدي.. إنه السيناتور سيزار غران.. والدي يستطيع اثبات
براءتي.. أرجوك اتصل به "
تأملني المُحقق بنظرات غريبة ثم قال بهدوء
" أسف أنسة سولينا.. ستبقين هنا الليلة.. والآن سأخرج لأحاول الاتصال بعائلتك ليجلبوا محامٍ لكِ.. وإن لم يفعلوا ستقوم المحكمة بتعيين محامي خاص
لكِ "
مسحت دموعي وتأملتهُ بذعر وفكرت..
ماذا يقصد؟!!.. أبي سيأتي ويُخرجني من هنا.. نعم أبي قادم.. والدي سيزار لن يتخلى
عني.. هو الوحيد من يستطيع مُساعدتي..
بعد خروج المُحقق جاء شرطي و جردني من حقيبة يدي وقام بتفتيشي و اصطحبني
إلى زنزانة..
أقبل الليل ولم يأتي أبي بعد.. ما الذي يحصل؟!!.. فكرت بتعاسة وبوجعٍ
كبير بينما كنتُ ممددة على ذلك السرير الضيق في هذه الزنزانة الموحشة ودموعي قد جفت
فوق وجهي وعنقي لكنها لا تزال تبلل ثوبي فوق صدري..
ارتجفت من البرد.. حاوطت ذراعي حول صدري لأدفئه.. تذكرت صديقتي الحبيبة
والعزيزة غريس.. فارتجفت مرة أخرى وبكيت لكن دموعي لم تعد تسقط من عيناي..
سمعت صوتا يشبه النشيج وعرفت أنه صوتي.. وبعد برهة من الزمن سمعت صوت
قفل الزنزانة يُفتح.. ليدخل أحد عناصر الشرطة من الذين قاموا باعتقالي.. أخذني الشرطي
معه خارج زنزانتي..
نظرت إليه برجاء وسألته
" ما الذي يجري؟.. أرجوك أخبرني.. هل أتى والدي سيزار؟ "
نظر إليّ بشفقة وقال قبل أن يطرق على الباب
" لا تقلقي أنستي.. لديكِ زيارة.. وهذا الشخص مهم جدا "
ابتسمت بسعادة إذ ظننت والدي سيزار قد أتى أخيراً.. أبي هنا.. لقد أتى
أخيراً.. أتى ليُخرجني من هنا ويضمني إلى صدره الدافئ.. هذه الليلة سأنام بجانب
والدي.. ولن أبتعد عن حُضنهِ الدافئ والأمن أبداً..
دخلنا إلى غرفة كان بها مكتب لأحد الضباط والذي بدا الآمر والناهي
هنا.. كان يجلس أمام مكتبه شخص ولكن لم أعرف من هو فلم أرى سوى ظهره... ومع ذلك
عرفت على الفور أنه ليس والدي..
واختفت ابتسامتي فورا عن وجهي.. وشعرت بالخوف عندما وقف الضابط ونظر
ناحية الرجل الجالس أمام مكتبه وقال له باحترام
" سيد جيانو.. سأترك لك المكتب الأن لتتحدث على راحتك كما طلبت..
وتعازي الحارة لك مجددا لوفاة شقيقتك.. وطبعا هو شرفٌ كبير لي بالتعرف عليك شخصيا
رغم الظروف الأليمة التي تمر بها أنتَ و عائلتك الأن "
سمعت بذعر ذلك الرجل يُجيبه بنبرة باردة
" شكراً لك حضرة الضابط "
وتقدم الضابط ناحية الباب و خرج وأغلق الباب خلفه...
ارتعش جسدي بقوة عندما رأيت ذلك الرجل يقف عن كرسيه ثم استدار
ليواجهني..
توسعت عيناي برعب بينما كنتُ أنظر إلى عينيه والتي كانت تتأملني في
البداية ببرود تام ثم بحقد.. ثم بكراهية لا مُتناهية.. ثم باشمئزاز.. ثم بغضب
أعمى..
بلعت ريقي بقوة وهتفت بذعر بداخلي.. لا!.. لا!.. لا!.. هل هذا الرجل الغريب
هو شقيق غريس؟!!.. إلهي لا!...
بدأ يقترب مني ببطءٍ مُخيف حتى أصبحت وجها لوجه معه.. كان
الشرر يتطاير من عينيه.. تجمدت مكاني ولم أعرف ماذا أفعل؟.. هل أصرخ؟.. ولكن
من سوف يساعدني هنا؟!!..
أحسست أن حلقي جاف.. كانت الصرخة ستخرج ولكن حبالي الصوتية تكبلت.. لا
أعرف تماما ما منعني؟..
لكني وقفت كالحمقاء في مكاني أرتجف بالكامل من كثرة خوفي منه.. فأخفضت رأسي ونظرت إلى قدميه وفكرت بذعرٍ كبير.. ذلك الغريب يكون شقيق غريس!.. ذلك الرجل الغريب هو آرثر جيانو..
ارتعش جسدي بقوة وفكرت بفزع.. آرثر جيانو يقف أمامي.. وهو يظن بأنني جعلت
غريس تدمن على تلك اللعنة.. سيقتلني لا محال...
رفعت رأسي قليلا ونظرت بذعرٍ شديد إليه.. لو كانت النظرات تقتل لكنت
سقطت قتيلة من نظراته نحوي الأن.....
فعلا هذه القصة ستكون عذاب أكثر من أي رواية سابقة لكن كيف بهذه السهولة تم تصديق أنها الفاعلة أمر غير منطقي يثير الاعصاب يبدو أننا سننتظر كثيرا حتى نجد هذه الظلال السوداء التي تحوم حول الرواية من بدايتها قد انقشعت والبطلة ستعاني كثيرا وتنبذ من الجميع حتى والدها .. شكرا هافن
ردحذفكلامكِ صحيح يا قلبي
حذفللأسف تم ظلمها وتم إيجاد تلك الأكياس في خزانتها
لا يوجد دليل يثبت برائتها
الرواية أحداثها قاسية قليلا
لكن سأعوضكم بأحداث جميلة لاحقا
تسلمي ايدك ❤❤❤♥💕
ردحذفالله يسلمك حبيبتي سلمى
حذفاولا انتي كاتبه مبدعه وأسلوبك جميل أنا متبعاكي من زمان أنا قرأت الروايه قبل كده بس اسلوبك جبرني اني اتابعها تاني شكرا علي ابداعك وان شاء الله من نجاح الى نجاح هافن
ردحذفأشكرك من قلبي على رسالتك الحميلة لي
حذفوأشكرك على متابعة روايتي مرة أخرى
أتمنى من قلبي أن تعجبك رواياتي الجديدة القادمة
ليش كذااااا😭😭😭
ردحذفيا قلبي لا تحزني
حذفهافن عشت مع وصفك الرائع و لكن الفصل آنتهي للأسف.. أتشوق لقراءه الفصل القادم🌹🌹🌹
ردحذفحياتي أنتِ
حذفأتمنى أن تعجبكِ الفصول القادمة
ارثور بصراحه انت غبي اتهمتها بدون دليل يثبت ذلك ولكن ممكن فيكتور أو بيلا فعلو شيء جعلو يعتقد ذلك.
ردحذفولكن الغريب والدها لم يأتي لها ابدا كيف ذلك.....وهل فعلا غريس توفت.
واضح راح نشوف الم وعذاب كثيرا تتعرض له سولينا على يديه ويأتي وقت يندم على كل شي.
تسلم ايدك ❤️❤️.
الله يسلمك حبيبتي
ردحذفللأسف آرثر اتهمها وألقى اللوم عليها
ستعرفين أسبابه لاحقا
ونعم والدها لم يأتي وسنرى السبب