رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 5 - المحكمة
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. يا ألهي سبعة سنوات واكيد لن تكون سهلة مع حقد عائلة غريس لكن أين والدها هل خاف على مركزه الاجتماعي ولم يحضر حقا مأساة حياة هذه الفتاة وصديقتها الغيورة بيلا دمرت حياتها فقط لأنها تغار هل يعقل أن تصل إلى هذا الحد ... اتمنى أن يكون البارت القادم طويلا ولا تتاخري هافن شكرا لك مرة أخرى ❤️🌹

    ردحذف
    الردود
    1. حياتي أنتِ تسلمي
      للأسف بسبب غيرة فتاة دمرت حياة إنسانة وعائلة بكاملها
      غداً سأنشر هنا بارت 6

      حذف
  2. عاد الحقيره بيلا بعد اللي سوته كله استفادت بشي اقصد انو بعد عمايلهه كلهه وهم يرفضهه فيكتور فتصير كارثه

    ردحذف
  3. تحفه بجد تسلم ايدك يا قلبي

    ردحذف
  4. تسلمي ياقلبي 🔥♥♥♥♥

    ردحذف
  5. السوال المطروح الآن اين عائلتها والدها اين مستحيل لاياتي ويراها ابدا اكيد في سبب.
    اوووف سولينا كم سوف تتعذبين وتتألمين حتى يثبت برائتكي.
    تسلم ايدك ❤️❤️.

    ردحذف
    الردود
    1. طبعا يوجد سبب لعدم قدوم والدها او أحد من عائلتها سنراه قريبا
      ونعم طريق إظهار براءة سولينا طويلة جدا

      حذف
  6. حقاً... كم هو مؤلم رؤية نظرة الحزن في عين أحدهم حتى وأن كان غريب أو أذيت حتى حيوان، فكيف لهؤلاء القدرة على تدمير أحدهم؟ أين ضميرهم؟ لما الغيرة والحقد؟ لطالما تسألت.. ولكن هذا سيبقى أمر صادم بالنسبة لي للأبد❤️ مبدعة حبيبتي...

    ردحذف
    الردود
    1. للأسف يا قلبي يوجد ناس حقودة وقامت ببيع ضميرها
      وأشكركِ يا قلبي لأنكِ أحببتِ روايتي

      حذف

رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 5 - المحكمة

 

رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 5 - المحكمة



المحكمة




 

 

آرثر جيانو**

 

أشرقت شمس الصباح برقة على المدينة.. لكن داخل قلب آرثر جيانو كانت الظلمة الكاملة تسيطر عليه.. قرر أن يذهب إلى المستشفى لزيارة والدته هايلي.. التي كانت فضلت البقاء في المستشفى بجانب ابنتها غريس..

 

دخل آرثر إلى المستشفى برفقة حُراسه الشخصيين.. خطواته تتسم بالبطء والثقل.. وكأنه يحمل عبئًا ثقيلًا على كتفيه.. عندما وصل إلى الجناح الخاص بشقيقته غريس تجمد في مكانه عندما رأى طبيب وثلاث ممرضات يقفون أمام والدته هايلي وهم يحاولون تهدئتها..

 

وقفت أنظر إلى والدتي بجمودٍ مُخيف.. إذ كانت تبدو وكأن أحزان العالم تجتاح قلبها.. بدا وجهها باهتًا وعيناها مملوءتين بالدموع.. وكل خلية في جسدها تشكو الألم الذي لا يُطاق..

 

كانت والدتي تبكي وتصرخ وتُحاول ابعاد الممرضات والطبيب من أمامها.. ولكن عندما رأتني توقفت عن المقاومة والحركة ونظرت إليّ بوجعٍ كبير.. وأصدرت صوتًا هيستيرياً من بين شهقاتها المتكرِّر هاتفة بوجعٍ كبير

 

" آرثر.. لقد خسرنا غريس.. لقد خسرناها.. غريس رحلت.. ابنتي الوحيدة ماتت.. غريس ماتت.. لقد خسرت ابنتي.. لقد خسرت غريس إلى الأبد "

 

كانت تكرر هذه الجملة بصوت مكسور وهستيري ودموعها تنهمر دون توقف من عينيها..

 

كنتُ أراقب والدتي بعيون مشتتة يائسة..


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 5 - المحكمة

 

ثم بلغتني الصدمة حين قالت والدتي هايلي بصوتٍ يرتجف

 

" آرثر.. أنت فقدتَ شقيقتك غريس..  لقد حدث ما كنا نخشاه.. غريس رحلت إلى الأبد "

 

كانت هذه الكلمات كالسكين تخترق قلبي و روحي.. لقد فقدت شقيقتي الغالية.. لقد خسرت صديقتي ورفيقة دربي.. والآن وفي هذه اللحظات الأليمة أخيراً أدركت بأنني لن أراها مرة أخرى..

 

ركضت والدتي وعانقتني بقوة وأجهشت بالبكاء المرير على صدري.. أغمضت عيناي بقوة واحتضنت جسد والدتي المرتعش..

 

حاولت أن أتنفس.. حاولت تهدئة نبضات قلبي وذلك الألم الذي فتك بروحي وكياني.. حاولت أن أكون قوياً أمام والدتي حتى لا تنهار أكثر.. وحاولت السيطرة على دموعي ومنعها من السيل على وجنتاي..

 

أبعدت والدتي عني وبقوة عجيبة مسحت دموعها عن وجنتيها وقلتُ لها بنبرة هادئة

 

" الدفن سيكون اليوم.. سأتكفل بكل شيء أمي "

 

عُدت وحضنت والدتي وشهقت بقوة أسحب الهواء إلى رئتاي.. كنتُ أختنق.. أختنق بقوة.. وقلبي كان يحترق في أتون من النار..

 

ابتعدت عن والدتي ثم أمسكت بيدها وطلبت من الطبيب أن يسمح لنا بتوديع غريس قبل أن يتم نقلها إلى الثلاجات الخاصة بالموتى..

 

قوة عجيبة تملكتني بينما كنتُ أقف بهدوء بجانب سرير غريس أنظر إليها وإلى والدتي المنهارة والتي كانت تجهش بالبكاء المرير وهي تحتضن بقوة جسد شقيقتي..

 

وبعد مدة خرجت برفقة والدتي وحُراسي بعد أن أجريت اتصالات عديدة لتحضير الجنازة..

 

ارتديت بدلتي الرسمية السوداء ووقفت أمام المرآة أنظر إلى انعكاس صورتي بها.. انهمرت الدموع من عيناي دون أن أستطيع إيقافها.. كنتُ أحتاج للبكاء والبكاء بحرية لتخفيف الألم الهائل الذي أشعر به.. شعرت بألم غير مسبوق وفقدت القدرة على التحكم في مشاعري..

 

تعلقت أنفاسي وأصبحت دموعي تنهمر بلا حدود.. انهرت جالساً على الأرض وأمسكت رأسي بيداي.. شعر بحزن عميق يعصف بقلبي.. ولم أستطع تقبُل الواقع.. لقد فقد غريس.. لقد فقدت شخص عزيز عليّ أكثر من أي شيء في العالم.. والألم الذي انتابني كان لا يوصف..

 

عرفت بأنه لا يوجد شيء يمكن أن يُعدّل الألم الذي أُعانيه..

 

وبينما كنتُ أبكي بانهيار سمعت صوت رنين هاتفي.. سحبتهُ من جيب سترتي ونظرت إلى الشاشة بتعجُب.. الرقم محظور ولا يظهر على الشاشة..

 

لم أكن أرغب بالتكلم مع أحد ولكن فكرت بأن المُتصل قد يكون من أحد معارفي المهمين.. وهو يريد تقديم التعازي لي..

 

ضغطت على الشاشة وما أن وضعت الهاتف على أذني سمعت صوت فتاة تُقدم لي التعازي بوفاة شقيقتي.. كنتُ سأنهي المكالمة ولكن تجمدت يدي وتخشب جسدي عندما سمعت تلك الفتاة المجهولة تطلب مني أن لا أُنهي المكالمة وقالت بأن لديها معلومات عن من باع تلك المخدرات لشقيقتي..

 

وهنا قفزت واقفاً وهتفت بحدة

 

" من أنتِ؟.. تكلمي.. "

 

سمعتُها تُجيبني ببرود

 

( يمكنك القول بأنني فاعلة خير.. سولينا غران هي من باعت المخدرات لشقيقتك غريس.. أنا اكتشفت الحقيقة وأريدك أن تعلم بذلك..... )

 

وبصدمة كبيرة سمعتُها تُخبرني بأن سولينا غران ابنة السيناتور سيزار غران هي مروجة المخدرات في الجامعة.. وهي من علمت غريس على تعاطي المخدرات.. وبأنها عاهرة تغوي جميع الرجال لتُرضي نزواتها...

 

وعندما ركضت خارج جناحي لأطلب من جيمس تتبع المكالمة كانت الفتاة قد انهت المكالمة بعد أن نصحتني بإرسال الشرطة إلى الجامعة والقبض على سولينا غران..

 

هتفت بغضب أعمى بينما كنتُ أنظر إلى هاتفي

 

" اللعنة عليكِ.. لا تنهي المكالمة.. تباً.. "

 

كنتُ أتنفس بسرعةٍ كبيرة والغضب أشعل كل خلية في جسدي.. خرجت بعاصفة إلى ساحة القصر وأمرت جيمس ليحاول اكتشاف الرقم وهوية الفتاة التي اتصلت بي..

 

ثم اتصلت بالكولونيل ليون وطلبت منه أن يُرسل دورية وفي أسرع وقت إلى جامعة هارفي ويُلقي القبض على أي طالب يجدون بحوزته مخدرات..

 

طبعاً لم أصدق تلك الفتاة التي اتصلت بي.. فأنا لفترة يومين كنتُ أفكر بابنة السيناتور.. وأبعدت الشبهات عنها.. فلماذا فتاة ثرية ومُدللة ستبيع المخدرات في الجامعة؟.. بالطبع الفكرة سخيفة وغير واردة..

 

ربما هي فتاة مُستهترة ومدللة جداً.. ولكنها ليست بحاجة للنقود.. لذلك طلبت من رجالي أن يتحروا عن كل طالب في الجامعة حتى أجد الفاعل وأنتقم منه..

 

" بُني.. أنتَ بخير؟ "

 

سمعت والدتي تُكلمني بنبرة صوتها الضعيفة.. استدرت ونظرت إليها برقة ثم اقترت منها وأمسكت بيدها وقلتُ لها بنبرة حزينة

 

" أنا بخير.. لا تقلقي "

 

رفعت والدتي رأسها وقالت بتعاسة

 

" يجب أن نذهب إلى الكنيسة.. لقد حان الوقت "

 

أومأت لها موافقا.. ثم احتضنت يدها بيدي ومشيت برفقتها باتجاه سيارتي الليموزين...

 

وبعد انتهاء مراسم الجنازة.. انتظرت خروج الجميع من الكنيسة ووقفت بألمٍ شديد أنظر إلى التابوت..


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 5 - المحكمة

 

كانت مأساة رحيلها محفورة بألم طاحن في قلبي.. وفي هذا اليوم الذي أُقيم فيه جنازتها الحزينة واجهت تجربة عاطفية تجاوزت كلّ التوقعات..

 

وقفت للحظات طويلة أُراقب الصندوق الخشبي الذي يحتضن جسدها البريء الراحل.. وتذكرت بألمٍ شديد أجمل اللحظات التي عُشتها معها.. بدا الزمان كأنه يتبخر أمامي.. وكأن الحياة قد أصبحت بلا طعم..

 

ثم بقلب يملأهُ الحزن والغضب أخذت أتحدث بصوت متهدِّج وكأنني أتحدث مع غريس بنفسها

 

" غريس.. أعدكِ شقيقتي.. أعدُكِ بأنني لن أسمح للشخص الذي تسبب في رحيلكِ بأن ينعم بالسلام للحظة واحدة.. سأنتقم منه بكل قوتي وعزيمتي.. سيدفع ثمن جريمته هذه بأقصى درجات القسوة.. لن يمر يوم دون أن أفكر في الانتقام من الوحش الذي أخذكِ منا "

 

تساقطت دموعي كالأمطار على وجنتاي.. رفعت رأسي عالياً وهتفت بوجعٍ كبير وبغضب أعمى

 

" لن يبقى ذلك الوحش طليقًا لفترة أطول.. سأجدهُ وسأجعلهُ يدفع الثمن غالياً.. سأفعل ما هو ضروري لكشف الحقيقة والعثور على الجاني والانتقام منه شر انتقام "

 

سالت الدموع بكثرة على وجنتيه ولكنه لم يدعها تُبدد قوته وعزمه.. انكمشت يديه في قبضة قوية.. وكأنه كان يحمل رمزًا لقوته واستعداده لمواجهة العالم بأسره.. كانت وعوده لغريس واضحة في قلبه وروحه.. وكان يعلم أنه لن يهدأ حتى يحصل على العدالة التي تستحقها روحها الطيبة..

 

أخفضت رأسي ونظرت إلى التابوت من بين دموعي وصرخت بعذابٍ كبير

 

" إن كانت هناك طريقة للعودة من بين الأموات.. فسأعيدكِ إلينا غريس.. حبيبتي الجميلة وصغيرتي.. سامحيني.. سامحيني لأنني لم أستطع حمايتكِ.. ستبقي روحك حية في قلبي.. وأعدُكِ بأنني سأفعل ما هو ضروري لإنقاذ باقي الأرواح البريئة التي قد يهددها ذلك الوحش.. سأجده.. وسأدمرهُ بنفسي "

 

واقفًا أمام تابوت غريس.. واعدًا إياها بالانتقام.. بدت نيران القسوة والحزن تتسع في عيون آرثر.. كانت هذه اللحظة التي ستصبح بداية رحلته في البحث عن الحقيقة والانتقام.. وأخذ آرثر عهداً على نفسه حتى يحقق ما وعدها به.. ولن يوقفه شيء عن هذا الانتقام...

 

وعندما خرجت من الكنيسة وتم دفن التابوت في مقبرة العائلة تلقيت التعازي من الأقارب والأصدقاء وأهم رجال الأعمال في البلد..

 

وعندما أصبحت الساعة السادسة طلبت من جيمس بمرافقة والدتي إلى قصر العائلة.. ولكن قبل أن أخرج من الصالة رأيت الكولونيل ليون يدخل برفقة بعض من عناصر الشرطة وأرفع الضباط في البلد..

 

تلقيت التعازي منهم ولكن نظراتي تجمدت على ليون عندما جلس بجانبي وقال بجدية

 

" سيد جيانو.. أنا أعلم مدى حُزنك اليوم والألم الذي تشعُر به بسبب خسارتك لشقيقتك الوحيدة.. ولكن أردت إخبارك بنفسي بأننا ألقينا القبض على مُروج المخدرات في جامعة هارفي العريقة.. وجدنا عدد كبير من أكياس المخدرات في خزانتها و... "

 

قاطعتهُ هامساً بدهشة كبيرة

 

" خزانتها؟!!.. المروج هو فتاة؟.. من هي؟!.. وأين هي الآن؟ "

 

تأملني بنظرات جادة وأجابني

 

" إنها سولينا غران ابنة السيناتور سيزار غران.. وهي الآن محجوزة في مركز الشرطة في المقاطعة "

 

لم أكن مستعدًا لهذا الخبر الصادم.. انكمشت عيوني بينما كنتُ أحاول تصديق ما سمعته.. كان عقلي يتحدى الحقيقة ويرفض الاعتراف بالواقع..

 

كان يعلم أنه شك بسولينا منذ البداية.. لكنه لم يتوقع أن تكون هي المسببة في كل هذا الدمار.. ولكن لماذا؟!.. لماذا فعلت ذلك؟!!.. ماذا كان ينقسها؟!.. لماذا دمرت عائلتي؟!...

 

سمعت ليون يُخبرني عن التحقيقات والتي جرت خاصةً مع سولينا غران.. وأن المخدرات التي وجدوها في خزانتها كانت مُطابقة لنفس المخدرات التي كانت في حقيبة غريس.. ثم أخبرني كيف جرى التحقيق معها وما قالته وبأنها ما زالت تنكر تورطها بالقضية..

 

تأملت ليون بنظرات حادة وقلتُ له بتصميم

 

" أريدُ رؤيتها.. الليلة "

 

أجابني باحترام قائلا

 

" هذا سهل جداً.. سأُجري اتصالا وبعدها يمكنك رؤيتها سيد جيانو "

 

شكرتهُ ووقفت وخرجت مُسرعا من الصالة وتوجهت إلى قصر والدتي.. اتصلت بالمحامي الخاص بي وطلبت منه رفع دعوى قضائية بحق سولينا غران وبأنها المتسببة الرئيسية بمقتل غريس..

 

لا أعر ف لماذا شعرت بالقهر لأنها من تسببت بوفاة شقيقتي.. شعرت بأنني أختنق بينما كنتُ أجلس في المقعد الخلفي في سيارتي الرباعية الدفع والمُصفحة.. 

 

أرخيت قليلا ربطة عنقي ونظرت إلى السائق بينما كان يقود السيارة باتجاه مركز الشرطة في المقاطعة..

 

نظرت أمامي بغضب وهمست بحدة

 

" سولينا غران.. سأجعلكِ تدفعين ثمن جريمتكِ.. سأكون الشيطان الذي يجلب الجحيم إليكِ لأنكِ تسببتِ في موت ورحيل غريس المؤلم.. لن أجعلكِ ترتاحين ليومٍ واحد أيتُها المجرمة.. سأحول حياتكِ إلى جحيم حقيقي "

 

في هذه اللحظة.. أصبح آرثر مُصَمِّمًا على أن يكون الشيطان الذي سيقود سولينا غران إلى الجحيم...


 

 

سولينا**

 

وقفت أرتعش بخوفٍ كبير أمام آرثر جيانو.. وبذعرٍ كبير سمعتهُ يقول بنبرة صوتهِ المُخيفة والحاقدة

 

  " لطالما كنتُ أقلق على حديث غريس المستمر عنكِ.. كانت الشكوك دائما تراودني فلا يوجد شخص طيب ونقي إلى هذه الدرجة في هذه الحياة.. ونهار السبت بعد معرفتي أن شقيقتي مدمنة وتموت جراء جرعة زائدة من المخدرات... علمت على الفور من المتورط بهذا العمل الشنيع.. ابنة السيناتور المدللة.. "

 

توقف عن التكلم وتأملني بازدراء وتابع قائلا بحدة وبغضب

 

" هاه... ذهبت إلى حفلتكِ الغبية بعد دعوة والدكِ لي.. وذلك خصيصا لأرى الفاسقة والمُسببة الوحيدة بما حصل لشقيقتي غريس.. كانت شقيقتي على فراش الموت بينما أنتِ تحتفلين بعيد ميلادك وترقصين مثل الفاجرات "

 

ابتسم بخبث وتابع بحقد قائلا

 

" سأطلب صباحا من كل الصحف أن تنشر اسمكِ وفضيحتكِ في الصفحة الأولى.. وهذا بالنسبة لي سهل لأنني ذو نفوذ وسطوة.. سأفعل ذلك قبل أن يتحرك والدكِ ويمنع حدوثه "

 

كنتُ أرتجف وشعرت بقدمي تخوران.. رفعت رأسي ببطء ونظرت إليه بذهول وذعر بسبب نظاراته الكارهة لي وكلماته المخيفة.. انتفضت بفزع واغرورقت عيناي بالدموع عندما هتف بوجي بقوة

 

" من هو؟ "

 

أجبته بخوف وبتلعثم

 

" أنــ.. أنا.. لا.. أفــ.. أفهم.. مممـــ.. ما تقول "

 

قال بصراخ و بلهجة مستهزئة

 

" صحيح؟... أنا أسئلكِ عن من زوّدكِ بهذه البضائع؟.. هل هو والدك الشريف؟.. أم أحد زملائكِ في الجامعة؟.. لأنني سأنتقم منكم جميعا على موت شقيقتي.. جميعا.. هل تفهمين"

 

عند سماعي لكلماته وذكر والدي بدأت أشهق وأبكي سيلا من الدموع.. ورغم رعبي الكبير منه هتفت بجنون

 

" والدي.. أشـ.. أشرف الشرفاء.. لا تذكر اسمه بذلك.. فأنا بريئة.. أنا لا أعرف شيئاً عن تلك المخدرات.. لا دخل لي بكل الذي حصل مع غريس.. لستُ مذنبة.. لا!.. لا!.. أنا لستُ السبب بإدمانها وموتها "

 

تأملني بنظرات جعلتني ارتعش بقوة من الخوف وهتف بجنون

 

" كفى... "

 

جُنّ جنونه وصرخ بي بغضب هائل وأمسك بمعصمي بشدة لدرجة شعرت أنه أزاحه من مكانه.. و تابع كلماتهِ السامة هاتفاً بغضبٍ شديد

 

" لا تلفظي اسم شقيقتي الطاهرة على لسانكِ يا عاهرة... سأجعلكِ تمضين كامل حياتكِ القذرة في السجن أنتِ وكل من هو متورط بجعل شقيقتي تدمن للموت.. وإن كان والدكِ له يد بذلك.. سأجعلهُ يخسر كل شيء عمل له في حياته وأسجنهُ بعد ذلك "

 

نفض يده عن معصمي بقرف كما فعل سابقا في الحفلة.. وابتعد واتجه ناحية الباب وفتحه.. وقبل خروجه التفت نحوي وقال بحقدٍ مُخيف

 

" تأكدي من شيءٍ واحد فقط.. من يُخطئ مع آرثر جيانو وعائلته لن يرى سوى الجحيم على الأرض.. وهذا ما سيحصل لكِ "

 

بعد ذهابه وإعادتي إلى تلك الزنزانة.. شعرت بالعجز وبالضياع وبألم لا حدود له.. وشعرت بمرارة الظُلم..

 

لماذا انقلبت حياتي رأساً على عقب؟.. ما الذي فعلته لأستحق كل ما يحصل معي؟.. من فعل هذا بي؟!!..

 

ولم أجد حلا سوى إغراق وجهي بالوسادة والبكاء طيلة الليل.. فهذه أسوأ ليلة قضيتُها في حياتي..

 

في الصباح تمّ أخذي إلى المحكمة وأبي لم يأتي بعد مع محامي العائلة.. سألت الضابط إذ اتصلوا به.. نظر بشفقة إليّ وكل ما قاله لي أنهم عينوا لي محامي ليمثلني ولم يقل شيئاً أخر..

 

أحسست بالريبة.. هناك شيء حدث ولا يريدونني أن أعرفه.. هل والدي صدق ما حصل معي ولا يريد رؤيتي؟!!.. لا مستحيل.. والدي سيزار لن يُصدق بتاتاً بأنني مروجة مخدرات.. أبي لن يتبرأ مني..

 

قاطع تفكيري دخول المحامي الذي وكلوه ليُدافع عني.. وطلب مني الدخول إلى المحكمة.. لم يطل الاستجواب أمام قاضي التحقيق أكثر من عشر دقائق.. وبعدها طلب المحامي إخلاء سبيلي لقاء كفالة مالية..

 

رفض القاضي طلبه ولم يقبل بإخلاء سبيلي وذلك بسبب خطورة التهمتين الموجهتين إليّ.. خرجت منهارة من المحكمة وأنا أصرخ وأبكي أمام عدسات الصحافيين التي لم ترحمني

 

" أريد أبي.. أين أبي؟!!.. أنا بريئة.. بريئة "

 

لم أقدر أن أسمع أي من أسئلتهم الموجهة إليّ بسبب تشوش عقلي وخوفي وأعادوني إلى الزنزانة...

 

لم تدم المحاكمة بالقضيتين أكثر من أسبوع.. ولم يحضرها والد سولينا ولا شقيقتها ولا حتى نانا آني.. وفي أخر جلسة حددها القاضي.. جلست  سولينا في القاعة تتفحصها علها ترى والدها.. ولكنه لم يأتي ولم يُكلف نفسه حتى عناء إرسال محاميهم الخاص..

 

أبي ما الذي يحصل؟؟.. أين أنت؟!!.. أحتاجُك وبشدة أرجوك تعال... كنتُ أفكر بضياع عندما انفتح باب قاعة المحكمة ودخل آرثر جيانو بهيبته مع جيش من المحامين..

 

نظرت إليه بفزع وفكرت بخوف.. إلهي.. سيجعلني أتعفن في السجن بينما أنا بريئة بالكامل من هذه التُهم..

 

أحسست بنبضات قلبي تتسارع ويداي ترتجفان.. أشحت بنظراتي عنه فأنا كنتُ خائفة منه وبشدة.. فمحاميه طلب من القاضي إصدار الحكم النهائي بالتهمتين الموجهتين إليّ في هذه الجلسة..

 

استدعت النيابة العامة عدداً من الشهود بينهم خبير في الممنوعات ومفتش الشرطة والشرطي الذي وجد البضائع في خزانتي.. بعد ذلك جاء دور الدفاع فرافع المحامي عني باذلا أقصى جهوده بالرغم من قلة البراهين التي ستقنع المحكمة ببراءتي..

 

وبدأ يستدعي الشهود فاستدعى بعض من زملائي في الجامعة ومن بينهم بيلا.. و جميعهم شهدوا بأنهم لم يرونني أبدا أبيع هذه البضائع وخاصة لصديقتي غريس..

 

وعندما حان دور بيلا.. جلست في المقعد المخصص للشهود وبعد استجوابها.. قالت

 

" أنا لم أرى سولينا تعطي غريس مخدرات أو لأحد الطلبة طوال فترة معرفتي بها "

 

نظرت بيلا نحوي


رواية حياتي سجن وعذاب - فصل 5 - المحكمة


وبدأت تبكي بكثرة وتمتمت بكلمة آسفة لي قبل أن تطلب الإذن من القاضي بالخروج بسبب انهيارها..

 

وقبل انتهاء دور الدفاع أدليت بإفادة قصيرة أصريت بها على نفي كل التهم الموجهة إليّ وأنني بريئة منها..

 

بعدها رفعت الجلسة عند الظهر للغداء.. خرجت من المحكمة محاطة بالحراس ووضعوني بغرفة لانتظار مرور الوقت.. بعد استئناف الجلسة أعيدت تلاوة قرار الاتهام ومُلخص الوقائع ومُطالعة النيابة العامة...

 

ثم بدأ القاضي الرئيسي بقراءة حيثيات الحكم مشدداً على أهمية هذه الجرائم وخطورتها ومبررا ضرورة المعاقبة عليها بحزم لمنع تفشيها ولردع مرتكبيها عن جعل الأخرين مدمنين وجعلهم يذهبون إلى الموت بأيديهم..

 

وأشار القاضي إلى جهود الدفاع لتبرئة موكلته ولكن هذه الجهود لا ترتكز إلى دليل قاطع في حين كل الأدلة والوقائع تدعو إلى تجريم سولينا غران..

 

في النهاية دعا القاضي هيئة المُحلفين إلى الانسحاب للتشاور وإصدار الحكم النهائي.. ولم يتفاجأ أحد عندما عاد أعضاء هيئة المحلفين بعد مرور ثلاثون دقيقة وأعلنوا تجريم سولينا بالتهمة الأولى لحيازتها المخدرات وترويجها وبيعها في الجامعة.. أما التهمة الثانية وهي أنها المسببة الرئيسية لمقتل غريس جيانو بجرعة زائدة فقد تم تبرئتها منها لعدم وجود شهود أو أدلة على بيعها هذه الممنوعات للفتاة المتوفاة غريس جيانو..

 

بعدها نظر القاضي إلى وجهي وقال بنبرة خطابية

 

" سولينا غران.. لقد تمّ تثبيت التهمة الأولى لكِ بجرم حيازة الممنوعات بغية بيعها والمتاجرة بها.. وبما أن هذا الجُرم خطير.. ونظرا لرفضكِ التعاون مع قوى السلطة لكشف من أعطاكِ هذه البضائع ومن هم شركائكِ.. قررت هذه المحكمة أن تنزل بكِ عقوبة السجن لمدة سبع سنوات.. ومن دون إطلاق صراح مشروط.. أما للتهمة الثانية ولعدم وجود إثباتات أو شهود على بيعكِ الممنوعات للمرحومة غريس جيانو والتي تسببت بقتلها.. قررت هذه المحكمة إعلان براءتكِ من هذه التهمة.. رفعت الجلسة "

 

انتهى الفصل

























فصول ذات الصلة
رواية حياتي سجن وعذاب

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©