رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 37
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. عزيزتي هافن، أشتقت كثيراً لكِ... وكالعادة أفكاركِ الشريرة الرائعة لا نهاية لها.. لكن حقاً أرغب بأن أصفع بانبي لتستفيق.. صحيح مونرو كان سيء ولكن لم يكن السبب فيما حدث في الفترة الأخيرة، حقاً آلمني قلبي عليه، وكم أحببت صداقته وبابلو وإيثان الكيوت... بانتظارك بفارغ الصبر... كيف سنتحمل غيابكِ متحمسة جداً لبارت النهاية... أتمنى أن تكوني بخير الآن... أحبكِ جداااااا🖤

    ردحذف
    الردود
    1. حياتي, شكرا لكِ من القلب على هذه الرسالة الجميلة
      اشتقتُ لكِ كذلك وآسفة هذه الفترة أتأخر برؤية التعليقات والردود لأنني مُتعبة قليلا
      أتمنى أن تكوني بخير كذلك, وأتمنى أن تعجبُكِ النهاية حياتي
      أحبكِ جداااااااااااااااااا.

      حذف
  2. بابلو دا عسل عسل حقيقي زوج واب محب وصديق مخلص لن تجدو مثله واخيرا سوف يعيش بسعادة مع عائلته.
    مونرو حبيبي لاتحزن ولاتلم نفسك على كل ماحدث القدر احيانا لاياتي في صالحنا يجعلنا نقع ونتأذى لاننهض ونكون اقوياء من جديد ....اخخخخ مونرو انت تملك احلى صديقين في العالم بابلو وايثان فدوه لهم كيف يراعون صديقهم ويدعمونه.
    تخيلتهم وهو يضحكون على مونرو 🤣🤣🤣🤣🤣 ياحبيبي المسكين بدل مايقفون معه يضحكون عليه 😂😂😂.
    ههههههه بانبي هل كنتي تتأملين ان لايوافق مونرو ....لا ياحبيبتي هو لن يسمح ان يخسرك ابدا.....قلبك ينبض من اجله بانبي كنتي سوف تموتين من الغيره على الاسد الغاضب.
    بانبي لن نستطيع ان ننكر ألمها ابدا لقد تعذبت وفقدت طفلها واملها بالانجاب ضعيف فكانت فقط بحاجة لتفرغ كل هذا الالم في شخص وكانت مونرو نفسه ولكن هي تعرف جيدا انه ليس له ذنب وهي تحبه ولن تستطبع العيش بدونه ولكن لن تدرك هذا الا بعد فوات الاوان.
    لا اكيد في شي ناقص اكيد مونرو خرج من القبو ولم يحدث له شي اتمنى فقط.
    حبيبتي تسلم ايدك البارت اكثر من رائع تحفه فعلا ❤❤.

    ردحذف
    الردود
    1. أشكركِ من أعماق قلبي على رسالتكِ الجميلة يا قلبي, وأشكركِ لأنكِ أحببتِ الأحداث
      أحببت جدا ما كتبتهِ عن أبطال الرواية
      سيكون بارت النهاية جدا طويل لأنني لن أختصر به
      وأتمنى أن تنال النهاية إعجابكِ يا قلبي.

      حذف
  3. دائما تفاجئنا بالاحداث هافن وتجعلها تسير بشكل غير متوقع كيف حدث هذا انا متاكدة انا مونرو بخير لكن هي تلقت صدمة عمرها عندما أحست أنها خسرته وهو كل شي بالنسبة لها وأنها السبب في ذلك ربما هو درس لها كي لا تتمادى في العقاب وتعلم أنها ايضا مخطئة في تصرفاتها حقا مسكين مونرو وحظه في الحب قليل ... شكرا لك هافن ولا تتأخري علينا ❤️🌷❤️🌷❤️

    ردحذف
    الردود
    1. أشكركِ من أعماق قلبي عزيزتي مجدولين على رسالتكِ الجميلة
      وفعلا أعترف بأنني لأخر لحظة في الرواية سأترك لكم مفاجآت كثيرة جميلة
      أتمنى من قلبي أن تعجبكِ النهاية يا قلبي.
      وشكراً لكِ حياتي على محبتكِ الكبيرة لروايتي

      حذف
  4. عزيزتي هافن متى موعد تنزيل البارت ال 38

    ردحذف
  5. هو انتى موقفه الروايه ليه

    ردحذف
    الردود
    1. تبقى فصل النهاية
      سوف أنشره مساء الأحد

      حذف
  6. منتظرة البارت ع نار شوكت ينزل

    ردحذف

رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 37

 

رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 37 - الخادم والنار



الخادم والنار







بابلو**


 

بعد توديعي للأنسة كتالينا عانقت زوجتي ليديا ونظرت بحنان إليها.. قبلتُها برقة على جبينها ثم نظرت بعشقٍ كبير إليها وهمست برقة

 

" أحبكِ ليديا "

 

تأملتني زوجتي بنظرات هائمة وقالت

 

" لطالما أحببتُك بابلو.. وسأظل أحبُك إلى الأبد "

 

ابتسمت بوسع ثم ضحكت بمرح عندما ركضت ابنتي صوفي وعانقتنا بقوة وهتفت بسعادة

 

" أمي.. أبي.. حان الوقت حتى تتوقفا عن التغزل ببعضكما ونذهب إلى منزلنا "

 

ضحكت ليديا بمرح وابتعدت عني وعانقت ابنتنا وقالت لها بمرح

 

" أيتُها المُشاغبة.. توقفي عن الشعور بالغيرة نحو والدكِ.. إنهُ زوجي كما هو والدكِ "

 

قهقهت بسعادة ثم اقتربت وعانقت ابنتي صوفي بعاطفة وهمست بأذنها بنبرة حنونة

 

" أحبكِ بجنون ابنتي.. لم أتوقف للحظة واحدة عن التفكير بكِ طيلة فترة غيابي عنكِ.. أنا فخور لأنكِ ابنتي.. وسوف أُعوضكِ عن غيابي.. لن أبتعد عنكما مرة أخرى صغيرتي "

 

تأملتني صوفي بنظرات حنونة وقالت بصوتٍ مُنخفض

 

" أنا محظوظة جداً لأنك والدي.. أحبك جداً "

 

قبلتُها على وجنتها ومشينا باتجاه سيارتي بعد أن أمرت رجالي ليتبعوا الزعيم بيلاتشو وزوجته..

 

وصلنا إلى القصر الذي قدمهُ لي السيد مونرو كهدية فور خروجي من المستشفى.. صعدت إلى غرفة النوم برفقة ليديا.. وما أن دخلناها حتى اقتربت ليديا وقبلتني بشغف على شفتاي..

 

بينما كنتُ أُبادُلها القبلات بدأت بخلع سترتي ثم ربطة عنقي وقميصي.. ساعدت ليديا بإزالة فستانها ثم حملتُها ووضعتُها برقة على السرير..

 

نظرت إليها بحنان وهمست بسعادة

 

" أنتِ أجمل امرأة رأيتُها في حياتي.. سامحيني حبيبتي لأنني اخترت البقاء مع البروفيسور وابتعدت عنكِ و.. "

 

وضعت ليديا يدها على فمي وقالت برقة بينما كانت تنظر بحنان في عمق عيناي

 

" لا تعتذر حبيبي.. كنتُ صغيرة في العمر ولم أفهم سبب اختيارك البقاء مع البروفيسور.. السيد مونرو عندما وجدني شرح لي كل شيء.. أخبرني ما حدث معك ومع عائلتك.. وأخبرني ما فعلهُ البروفيسور من أجلك.. "

 

توقفت ليديا عن التكلم ورأيت بحزن الدموع تلمع في عينيها الجميلتين.. أبعدت يدها عن فمي وتابعت ليديا قائلة بغصة

 

" تأخرت كثيراً حتى فهمت كم أنتَ رجل مُحترم ومُخلص جداً لمن تحبهم.. سامحني بابلو.. سامحني حبيبي لأنني ضغطت عليك كثيراً في تلك الفترة وتركتُك وسافرت.. أبعدتُك عني وعن طفلتنا ظنناً مني بأنني سأجعلك تلتزم بشروطي وتتخلى عن عملك الخطير "

 

نظرت إليها بحنان ولكن قبل أن أفتح فمي وأتكلم معها تابعت ليديا قائلة بحزن

 

" وعندما وجدني السيد مونرو وأخبرني بالحقيقة.. عُدت معه برفقة ابنتي إلى إيطاليا.. ولكن طلب مني السيد أن أنتظرك.. وهو اهتم بي وبابنتنا جيداً.. صوفي تعشق السيد مونرو كثيراً.. فهي تعتبرهُ بمثابة عمها.. وأنا أعتبرهُ كأخٍ لي.. لولاه لما صبرت كل تلك السنوات.. لولاه لما فهمت كم أنتَ إنسان عظيم "

 

ابتسمت برقة ومسحت دموعها عن وجنتيها برقة وهمست بحزن

 

" لا تبكي حبيبتي.. أنا هنا معكِ ومع ابنتنا.. لن أتخلى عنكما مرة أخرى "

 

ابتسمت ليديا برقة وقالت

 

" أعلم.. وأنا لن أبتعد عنك مرة أخرى.. سامحني بابلو "

 

عانقتُها بقوة ووضعت رأسها على قلبي وقلتُ لها بحنان

 

" لقد سامحتكِ منذ زمنٍ بعيد حبيبتي.. انتظرتكِ لتعودي إليّ.. ولم أتوقف عن التفكير بكِ وبـ صوفي.. والسيد مونرو لم يُخبرني بما فعلهُ.. كنتُ أظن بأنهُ لم يكتشف بأنني رجل متزوج ولدي ابنة.. بعد وفاة البروفيسور ظللت برفقة مونرو إخلاصا له وللسيد رافاييلي بيلوني "

 

رفعت رأسها وقبلتُها بشغف ثم نظرت في عمق عينيها الجميلتين وقلتُ لها برقة

 

" لا تفكري بالماضي بعد اليوم.. أعدكِ حبيبتي سوف أعوضكِ عن ما مضى.. ولن أفترق عنكِ وعن ابنتنا مرة أخرى "

 

أخفضت رأسي وقبلتُها بعاطفة وبعشقٍ كبير.. ولكن بينما كنتُ على وشك ممارسة الحُب معها سمعت صوت رنين هاتفي الخلوي.. تجاهلتهُ وتابعت تقبيل زوجتي.. ولكن عندما استمر الهاتف بإطلاق تلك الرنة المُزعجة توقفت ليديا عن تقبيلي وتأملتني بنظرات قلقة وقالت

 

" بابلو.. ربما من الأفضل أن تُجيب على تلك المكالمة "

 

نظرت إليها بجمود ثم فكرت بخوف.. هل تعرض مونرو وزوجته لحادث؟!!..

 

ابتعدت عن زوجتي ووقفت وركضت باتجاه الأريكة.. سحبت هاتفي ونظرت إلى شاشتهِ بتوتر عندما رأيت اسم إيثان بوربون..

 

نظرت بتوتر إلى هاتفي وهمست بخوف

 

" تباً.. لماذا السيد بوربون يتصل بي؟!.. اللعنة.. مونرو و بانبي في خطر "

 

بلعت ريقي بقوة ثم ضغطت على الشاشة وما أن وضعت الهاتف على أذني حتى سمعت إيثان يهتف بتوتر وهو يُخبرني بالحادث الذي وقع للسيدة بانبلينا..

 

توسعت عيناي ونظرت أمامي بصدمة كبيرة بينما كان إيثان يُخبرني بالتفصيل بما حدث.. شتمت بعصبية وهتفت قائلا له

 

" لماذا واللعنة لم يتصلوا بي رجالي الأغبياء!.. إلهي.. مونرو لن يتحمل إن حدث أي مكروه لزوجته.. أين أنتَ الآن سيد بوربون؟.. وأين هو الزعيم؟ "

 

سمعت إيثان يُخبرني بأنهُ منع رجال مونرو بأن يتصلوا بي ويظلوا برفقة الزعيم.. ثم سمعتهُ بصدمة كبيرة يُخبرني بأن مونرو ذهب إلى مقر الشرطة حتى يقتل ذلك السائق..

 

أنهيت المكالمة معه ولا أعرف كيف ارتديت بدلتي بسرعة.. وقبل أن أغادر قبلت ليديا وأخبرتُها بما حدث ثم قلتُ لها بأنني لن أتأخر وذهبت مسرعاً إلى مقر الشرطة...

 

 

مونرو بيلاتشو**

 

 

بعد انهيار بانبلينا في المستشفى وطردها لي من حياتها شعرت بإحباطٍ شديد وبالندم.. كان قلبي حرفياً يحترق من الألم عليها وعلى طفلنا الذي خسرناه..

 

القيت اللوم على نفسي.. لم أتوقف للحظة واحدة عن لوم نفسي والبكاء على حبيبتي وطفلنا الذي خسرناه..

 

أمرني ماركو لأخرج من غرفتها بينما كنتُ أبكي وأنا أنظر إلى حبيبتي وهي تصرخ بأنها تكرهني ولا تريد رؤيتي بعد اليوم..

 

تفهمت سبب انهيارها.. معها حق بأن تكرهني.. يحق لها أن تكرهني وبقوة.. أنا وكرهت نفسي..

 

خرجت من الغرفة وسقطت على الأرض أبكي بألمٍ شديد.. لقد دمرت المرأة التي أحببتُها من أعماق قلبي.. دمرت زوجتي.. ودمرت حياتها بيدي..

 

بعد مرور دقائق خرج ماركو من الغرفة ورأيتهُ يقف وهو يتأملني بنظرات مذهولة


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 37 - الخادم والنار

 

مسحت دموعي بسرعة ووقفت أمامهُ وسألتهُ بسرعة

 

" هل هي بخير؟.. أرجوك ماركو أخبرني بصدق ما بها زوجتي "

 

تنهد ماركو بقوة واقترب ووقف أمامي وقال بنبرة حزينة

 

" آسف مونرو.. حدث كما توقعت.. بانبلينا لم تتحمل الخبر بسهولة.. لقد أصابها انهيار عصبي.. وهي تحتاج لطبيب نفسي وبسرعة.. ومن الأفضل أن لا تراها و.... "

 

قاطعتهُ هاتفا بغضب وبحرقة قلب

 

" كيف؟!.. كيف تريديني أن لا أراها؟.. مستحيل أن أتركها.. هي تحتاجُني.. أنا أعرف بانبلينا جيداً.. هي تحتاجُني بجانبها.. لن أتخلى عنها مهما قالت.. أنا أحبُها بجنون ماركو.. كيف تريدني أن أبتعد عن زوجتي وخاصةً الآن؟ "

 

تأملني ماركو بنظرات مُتفهمة.. وضع يدهُ على كتفي وقال بنبرة حزينة

 

" أنا لا أطلبُ منك أن تتخلى عنها مونرو.. هذه الفترة ستكون صعبة جداً عليها.. يجب أن نُعالجها وبسرعة.. على الأقل في فترة علاجها لا تجعلها تراك.. وعندما تتحسن سأسمح لك برؤيتها "

 

أبعدت يدهُ عن كتفي ونظرت إليه بغضب وهمست بفحيح

 

" لن أبتعد عنها حضرة الطبيب.. هي زوجتي وحبيبتي.. لن أتخلى عنها لثانية واحدة.. عليك أن تجد طريقة لتجعلها تُشفى من انهيارها.. كما سأراها متى يحلو لي.. فهمت؟ "

 

لدهشتي الكبيرة أمسكني ماركو بمرفقي وسحبني خلفهُ باتجاه المصعد الكهربائي ثم دفعني بداخله وبعدها سحبني خلفه باتجاه مكتبهِ الخاص..

 

وقف ماركو أمامي وكتف يديه على صدره وقال بحدة

 

" أنتَ هنا في المستشفى الخاصة بي.. وزوجتُك تتعالج عندي.. أي هي من مسؤوليتي الخاصة وتحتَ حمايتي ومُراقبتي.. لن أسمح لك بتهديدي هنا سيد بيلاتشو "

 

ثم تأملني بنظرات مُستمتعة عندما شاهد دهشتي الكبيرة بسبب ما تفوه بهِ للتو.. ابتسم بكبرياء وتابع قائلا بنبرة عملية

 

" تهديداتك معي هنا لن تنفع.. لذلك سوف تُنفذ وبالحرف الواحد ما سأطلبهُ منك.. لن ترى زوجتك طيلة فترة علاجها حتى تتحسن.. ولكن من أجل صداقتك مع شقيقي إيثان سأسمح لك برؤية زوجتُك عندما تكون نائمة.. وهذا كرم مني.. فأنا لا أريد إشعال الحرب داخل مُستشفاي الخاص "

 

توسعت عيناي بذهول بينما كنتُ أنظر بدهشة كبيرة إلى ماركو بسبب جرأتهِ الغربية الزائدة..

 

ابتسم ماركو بوسع وتابع قائلا وسط نظراتي المذهولة

 

" سأجلب لزوجتك أفضل طبيب نفسي في إيطاليا.. وأعدُك بأنها سوف تتحسن بسرعة.. فقط ثق بي ولن تندم "

 

نظرت إلى ماركو بتفهُم ثم أومأت لهُ موافقا وهمست بصوتٍ ضعيف ومهزوم

 

" موافق.. أنا أثق بك ماركو.. فقط ساعدها.. ساعدها لو سمحت.. وإن تطلب الأمر اجلب لها أهم طبيب نفسي في العالم ولا تهتم بالتكاليف "

 

تأملني ماركو بنظرات غريبة ثم ابتسم برقة وقال بهدوء

 

" لدينا هنا في إيطاليا أهم طبيب نفسي في العالم.. لا تقلق مونرو.. سوف أُساعد زوجتك لتشفى وبسرعة من انهيارها العصبي.. فقط عليك أن تلتزم بما أقولهُ لك "

 

أجبتهُ موافقاً ثم شكرتهُ وغادرت المستشفى بينما قلبي كان يحترق بنار الندم والخوف على حبيبتي بانبلينا..

 

مضت ثلاثة أسابيع على وجود بانبي في المستشفى وهي تتعالج نفسياً.. كنتُ أذهب في كل مساء وأدخل إلى غرفتها بعد أن يسمح لي ماركو بذلك..

 

كنتُ أجلس بجانبها على طرف السرير وأنظر إليها بحزن وهي نائمة..

 

كنتُ أعترف لها بأخطائي وأطلب منها السماح في كل ليلة.. وقبل أن أذهب كنتُ أقبلها برقة على شفتيها..

 

والليلة فعلت ذلك.. قبلتُها برقة على شفتيها ثم همست بحزن قائلا لها قبل أن أُغادر غرفتها

 

"  أعتذر منكِ بانبلينا.. ولكل الألم الذي شعرتِ به بسببي... كنتُ مشغولًا في عالمي الخاص.. غارقًا في أنانيتي وانتقامي اللعين.. ولم أرى ما كنتِ تمرين بهِ وحدكِ.. أنا أدرك الآن أن حُبي لكِ يتطلب الاهتمام والرعاية.. وأنني كنت قاسٍ جدًا عليكِ.. سامحيني حبيبتي.. ولكنني أعدُكِ بأنني سأتغير للأفضل من أجلكِ.. أحبكِ جداً طفلتي الجميلة "

 

خرجت من غرفتها وتوجهت إلى قصري لأدفن نفسي كالعادة بالحزن والندم..

 

جلست على الأريكة في الصالون داخل قصري.. تنهدت بقوة ونظرت بحزنٍ عميق إلى الأسفل


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 37 - الخادم والنار

 

سمعت رجال أمني في الخارج يتأهلون بشخصين قادمين لزيارتي.. ثم سمعت ماري تفتح الباب وتتكلم مع الزائرين..

 

ثواني قليلة رأيت إيثان بوربون و بابلو يدخلان إلى الصالون.. جلسا على الأريكة المُقابلة لي ونظرا إليّ بحزن..

 

تأملني إيثان بنظرات حزينة جداً


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 37 - الخادم والنار

 

ثم قال بنبرة صوتهِ الحزينة

 

" شرب الكحول لن يجعلك تنسى ما حدث صديقي.. عليك أن تتوقف عن ما تفعلهُ بنفسك.. يجب أن تكون أقوى من أجلها.. لن تستطيع تغيير الماضي مونرو.. فلا تلوم نفسك.. يجب أن تقاوم وتكون قوياً من أجلها "

 

لمعت الدموع في عيوني وعكست الحزن العميق على وجهي.. نظرت إلى أصدقائي بعيون مشحونة بالألم.. إذ كنتُ أعرف بأنهما يعرفان جيداً الحقيقة القاسية التي لا يمكن تغييرها..

 

وبصوتٍ مُرتجف قلتُ لهما

 

" أنا أعلم أنني لا أستطيع تغيير الماضي.. ولكن لا أستطيع إلا أن ألوم نفسي.. إيثان.. بابلو... لقد فقدت بانبلينا وطفلنا.. وهي فقدت قدرتها على الإنجاب بسببي "

 

إيثان وبابلو كانا يبدوان منزعجين ولكنهما أظهرا التعاطف والدعم لي بنظراتهما ووجودهما الآن بجانبي..

 

تأملني إيثان بنظرات مُتفهمة وقال بصوتٍ هادئ

 

" مونرو.. لا يمكنك أن تحمل كل اللوم وحده.. الحياة مُعقدة.. والأشياء تحدث خارج إرادتنا "

 

وقال بابلو بنبرة مليئة بالحنان

 

" نحن جميعًا نشعر بحزنك ونتألم لما حدث.. لكن لا يمكننا أن نلومك بأي شكل من الأشكال.. أنتَ لستَ وحدك في هذا "

 

القيت نظرة حزينة نحو الأرض وحاولت إدراك كلام أصدقائي.. تنهدت بعمق وقلتُ لهما بغصة

 

" لكن لا يمكننا إنكار الحقيقة.. لو لم أكن مشغولًا بعملي.. لو لم أنتقم منها بسبب غبائي.. لو كنتُ أكثر اهتمامًا ورعايةً لطفلتي بانبلينا.. لو فهمت بسرعة مشاعري نحوها.. لو اعترفت بحبي الكبير لها.. ربما لم يحدث هذا الحادث المأساوي.. ربما كان يمكنني حمايتها بشكلٍ أفضل.. لو فعلت ذلك كنا سنكون سُعداء ونحن ننتظر ولادة طفلنا.. لا أستطيع سوى لوم نفسي لأنني السبب في مُعاناة حبيبتي "

 

تنهد إيثان بقوة وقال بحزن

 

" لا تضع كل اللوم على عاتقك مونرو.. للأسف بانبلينا تسرعت وركضت خارجة من المطعم ولم تنتبه للسيارة المُسرعة باتجاهها.. هذا قدرها.. ليس لك ذنب بما حدث "

 

حاولت استيعاب كلام إيثان.. رفعت رأسي ونظرت إليهما بعيون ممتلئة بالحزن والندم.. حاولت حبس دموعي والتي كانت تُهدد في أي لحظة بالسقوط من عيناي.. تنهدت بقوة وقلتُ لهما بألمٍ شديد

 

" أشعر بالألم الشديد.. لا أستطيع التخلص من هذا الشعور بأنني خذلتُها.. كنتُ الشخص الذي كان عليه أن يحميها ويدعمها.. ولكنني فشلت.. فقدَت بانبلينا بسببي الجنين الذي تحمله.. ولم يعُد باستطاعتها الإنجاب بسببي.. وأنا لا أستطيع أن أغير ذلك.. لقد دمرتُها بنفسي.. وهذا يقتلني من الصميم "

 

وقف بابلو وتقدم ليقف أمامي.. وضع يدهُ على كتفي وقال بجدية

 

" أنتَ لستَ السبب الوحيد في ما حدث.. الحياة لديها طُرق غامضة لتُصاعد الأحداث.. ولا يمكننا التحكم فيها بالكامل.. لا تحمل كل العبء على عاتقك وحدك.. نحن هنا لندعمك ونكون بجانبك.. لا يمكننا تغيير الماضي.. ولكن يمكننا تعلم الدروس منه.. تأكد أن بانبلينا تعرف بأنك تأسف وتحاول تغيير نفسك للأفضل "

 

وقف إيثان واقترب ليقف بجانب بابلو.. تأملني بمحبة وقال

 

" لا أستطيع رؤيتك بهذا الشكل مونرو.. أنتَ صديقي.. والأخ الثالث لي.. سأبقى بجانبك في محنتك حتى تتخطاها أنتَ و بانبلينا.. لن أتخلى عنك وعن دعمك طالما أنتَ بحاجةٍ لي.. عليك أن تُصدق بأنك تستحق السعادة أيضًا.. قد تكون هناك فرصة للشفاء وبناء مستقبل أفضل لك ولزوجتك بانبلينا "

 

وقفت ونظرت إليهما بسعادة.. شعرت بمشاعر المحبة والدعم التي يُقدمانها لي أصدقائي.. جذبتهما إليّ و حضنتُهما بقوة.. وهنا دموعي انهمرت بحرية على وجنتاي..

 

ابتعدت عنهما وتأملتهما بامتنان وقلتُ لهما بصدق

 

" شكرًا لكما إيثان و بابلو.. أنتما أروع أصدقاء يمكن أن يمتلكهما أحد.. سأعمل بجد على التغيير وإصلاح ما أفسدته.. سأكون أفضل زوج وصديق لحبيبتي.. وسأقدم لها كل الدعم والحب الذي تستحقه "

 

وهذه المرة شعرت بالأمل والقوة المتجددة.. وأدركت أن الطريق للشفاء قد يكون طويلًا.. ولكنني صممت على إعادة بانبلينا إليّ وتحبني من جديد مهما كلفني ذلك..

 

وبعد مرور أسبوع طلب ماركو رؤيتي برفقة الطبيب النفسي الذي يُعالج زوجتي.. ذهبت إلى المستشفى وجلست على الكرسي أمام مكتب ماركو..

 

تأملتهُ بنظرات متوترة ولكن تنهدت براحة عندما قال ماركو بنبرة سعيدة

 

" طلبت رؤيتك اليوم حتى أُخبرك بنفسي بأنني والطبيب ألبيرتو سنسمح لزوجتك غداً بمغادرة المستشفى "

 

وقفت بسرعة وهتفت بسعادة

 

" حقاً!!.. بانبلينا شُفيت بالكامل؟.. إلهي.. هذا رائع.. سأطلب من ماري لتزين القصر لها بالورود و... "

 

قاطعني ماركو قائلا بحزن

 

" لا مونرو.. لن تعود بانبلينا معك.. يجب أن توافق على القرار الذي اتخذتهُ هي اليوم.. أظن إيثان ذهب إلى قصرك وأخبرك بما طلبتهُ منهُ بانبلينا "

 

اختفت ابتسامتي بسرعة وشحب وجهي بشدة بينما كنتُ أنظر إلى ماركو بصدمة كبيرة..

 

سقطت بانهيار جالسا على الكُرسي وهمست باعتراض

 

" لكن.. لكن.. كيف تُريديني ماركو أن أسمح لزوجتي بأن تبتعد عني؟.. لا أستطيع.. بالكاد تحملت بُعدها عني طيلة هذا الشهر رغم أنني كنتُ أذهب مثل اللصوص لرؤيتها وهي نائمة.. لن أسمح لها بالابتعاد عني.. سوف تتقبل رؤيتي وتنسى ما حدث.. إن ابتعدت عنها ستظن بأنني تخليت عنها بسبب.. بسبب.. عدم استطاعتها الإنجاب من جديد.. لا ماركو.. لن أوافق على قرارها "

 

هنا تدخل الطبيب النفسي ألبيرتو وشرح لي حالة بانبلينا الحالية.. سمعتهُ بحزن يُخبرني بأنها تحسنت من انهيارها العصبي ولكنها لم تتقبل لغاية الآن خسارتها لطفلها والإنجاب.. وطلب مني أن أُمهلها المزيد من الوقت حتى تنسى ألامها..

 

رفضت رفضاً قاطعاً أن أتخلى عنها.. في النهاية رضخت عندما نبهني ماركو لخطورة وضع بانبلينا.. لم أستطع سوى الموافقة على بُعدها عني..

 

خرجت من المستشفى شبه مُنهار.. وذهبت إلى قصر البروفيسور..

 

وقفت بحزن أنظر إلى القصر المهجور بحزنٍ دفين.. اتصلت بصديقي بابلو وطلبت منه أن يُرسل على الفور عُمال لترميم القصر..

 

دخلت إلى القصر ونظرت إلى اللوحة الزيتية العملاقة لوالدي الروحي رافاييلي..

 

وقفت أمام اللوحة الزيتية الضخمة ونظرت إلى وجه والدي الروحي رافاييلي بيلوني الذي فارق الحياة..

 

الألوان الداكنة والتفاصيل الواقعية على اللوحة كانت تعكس روحًا مثالية للرجل الذي كان له تأثيراً عميقاً في حياتي..

 

نظرت إلى اللوحة بعينين ممتلئتين بالحزن والندم وهمست بحزنٍ دفين قائلا

 

" أبي.. أنا أعتذر.. أعتذر على كل الألم الذي تكبدتهُ بسببي.. لقد أذيت ابنتك بانبلينا.. لقد أذيتُها بطريقةٍ لم يكن يجب أن تحدث.. أشعر بالندم العميق وألوم نفسي على كل ما حدث.. أنا أعتذر على كل شيء.. أنا ألوم نفسي بشدة على ما حدث مع بانبلينا.. ابنتك والتي كنتَ تحبها بكل قوة... ابنتك التي طلبتَ مني حمايتها قمتُ بأذيتها.. أنا آسف لأنني أذيتها "

 

توقفت عن التكلم واقتربت قليلا من اللوحة.. تأملت وجه والدي الروحي بحزنٍ شديد وتابعت هامساً بندمٍ كبير

 

" أرجوك أبي سامحني.. أعطني السماح.. أعلم أنك لستَ هنا بالجسد.. لكن روحك ما زالت حاضرة.. أريد أن تعلم أنني أشعر بالألم العميق لما حدث.. وأنني عازم على التغيير والتحسن.. بانبلينا كانت مصدر سعادتي ورمزًا للحب والأمل.. ولكن بسبب تصرفاتي الخاطئة.. أصبتُها بالألم والجُرح.. بسببي خسرت بانبي جنينها وقدرتها على الإنجاب مرة أخرى.. أنا أعلم أن الأمر لا يمكن تصحيحه.. لكن أنا هنا لأطلب السماح ولأعلن لك بأنني سأتغير "

 

أخذت نفساً عميقاً وواصلت التكلم مع اللوحة قائلا

 

" والدي الحبيب.. أرجوك سامحني.. أعدُك بأنني سأكون رجلًا أفضل.. سأتعلم من أخطائي وأعمل بجد على أن أكون زوجًا يستحق ابنتكَ بانبلينا.. سأعطيها الدعم والحب الذي تستحقه.. ولن أتركها وحدها في محنتها "

 

ترقرقت الدموع في عيناي وتابعت هامسا لهُ بألمٍ شديد

 

" أنا أعلم بأن ابني معك الآن.. أخبره بأنني ووالدتهُ نحبهُ كثيراً.. كما أريدك أن تعرف أنني سأعتني بابنتك كما لو أنها كنز لا يُقدر بثمن.. سأكون الرجل الذي تعلمت منك أن يكون.. سأضع قلبي وروحي في كل تفاصيل حياتنا المشتركة.. وسأسعى جاهدًا لأجعلها تشعر بالأمان والسعادة "

 

دموع الندم والألم تساقطت من عيوني.. واستمريت في الحديث إلى اللوحة قائلا

 

" أتمنى أن تستطيع رؤية تغيُري وتحولي الحقيقي.. وأن تشعر بأن قلبي ينبض بالحب والتوبة.. لقد كانت بانبلينا مصدر الفرح والضوء في حياتي.. وأنا لن أسمح لما حدث أن يدمر ذلك.. و أعدك أنني لن أُخيب آمالك.. وسأكون رجلًا يستحق ثقة ومحبة بانبلينا "

 

وضعت يدي على إطار اللوحة ونظرت بندم إلى وجه والدي الروحي.. بلعت ريقي بقوة وتابعت قائلا بحزن

 

" لقد تعلمت من أخطائي.. والآن فهمت قيمة الحب والاحترام.. أعدك أنني سأكون رجلاً يضع بانبلينا في الأولوية القصوى.. وأنني سأحميها وأسعى لسعادتها.. ومنذ هذه اللحظة سأقوم بتنفيذ وصيتك بكاملها.. لا أريد في هذه الحياة سوى بانبلينا.. أنا أحبُها بجنون أبي.. وسأفعل المستحيل حتى أجعلها سعيدة وتُحبني من جديد "

 

أغمضت عيناي وتابعت الحديث أنقل أحاسيسي بكل صدق وندم إلى اللوحة

 

" أنا أشعر بالأسف العميق على كل لحظة ألمت بها بانبلينا.. كل دمعة سقطت من عينيها بسببي.. كنتُ السبب في هذا الجرح الذي لن يلتئم.. أشعر بالألم الحاد في صدري وأتوجع لحظة تلو الأخرى.. لأنني فقدت الأمل في نفسي كزوج وكرجل يعشق لحد الجنون زوجته "

 

رفعت يدي ومسحت دمعة ساخنة عن خدي.. وتابعت قائلا بتصميم

 

" لكنني هنا لأقول لك أبي.. أنني لن أستسلم.. سأبذل كل ما في وسعي لأعيد الحياة إلى قلب بانبلينا.. سأقوم بالتغيير.. سأنمو وأتعلم من أخطائي.. وسأكون رجلاً يستحق حبها وثقتها.. أعلم أنني لا أستطيع استعادة ما فقدناه.. لكنني سأعمل بجد لبناء مستقبلٍ جديدٍ لنا.. سأجعل حياتنا مليئة بالسعادة والسلام.. وسأكون ركيزة قوية في حياة بانبلينا "

 

بينما كنتُ أتحدث أمام اللوحة شعرت براحة نفسية تغمرني تدريجيًا.. وكأنني قد فتحت قلبي و روحي للتغيير والنمو..

 

ابتسمت برقة وتابعت قائلا بتصميم

 

" أرجوك والدي رافاييلي.. اسمح لي بأن أبدأ من جديد مع ابنتك... أنا هنا أمام لوحتك.. أُعلن السماح والتغيير.. سأكون رجلاً أفضل لأجل بانبلينا.. ولأجل عائلتنا المحطمة.. سأستخدم هذا الألم كدافع للتحول والتطور.. ولأجعل الحب يسود في حياتنا "

 

ابتعدت خطوتين عن اللوحة ونظرت إلى وجه والدي الروحي المُبتسم في اللوحة.. ابتسمت بسعادة وقلتُ له بتصميم

 

" أعدُك بأنني لن أخذلُك هذه المرة.. سأفعل أي شيء حتى أجعل بانبلينا تُسامحني وتكون سعيدة.. سأفعل المُستحيل لإسعادها.. تمنى لي التوفيق والدي "

 

استدرت وغادرت القصر ثم اتصلت بصديقي إيثان وطلبت منهُ أن يأتي بسرعة إلى قصري في دي فالكوني..

 

وعندما وصل إيثان إلى قصري سلمتهُ مفتاح القصر الذي اشتريته كهدية لزوجتي ذكرى مرور سنة على زواجنا.. وطلبت منهُ أن يأخذها غداً إلى قصر البروفيسور حتى ترى أعمال الترميم القائمة به.. وطلبت من إيثان أن يُقنعها بالذهاب إلى قصرها الجديد..

 

وهذا ما فعلهُ إيثان..

 

شعرت بالراحة عندما اتصل بي وأخبرني بأن بانبلينا أصبحت داخل قصرها الجديد.. كنتُ أراقبها من بعيد بالمنظار وهي تقف على شرفتها في المساء وتنظر بشرود أمامها..

 

اضطررت لمراقبتها من بعيد حتى لا تراني وتنهار أو تغضب.. وبينما كنتُ أراقبها داخل سيارتي انتفضت بفزع عندما سمعت طرقات خفيفة على زجاج النافذة.. أخفضت المنظار بسرعة ونظرت إلى النافذة ورأيت بذهول إيثان و بابلو يقفان أمام الباب وهما يضحكان بمرح وينظران إليّ بتسلية..

 

نظرت إليهما بقهر وهمست بغيظ

 

" اللعنة.. ماذا يفعلان هنا هذين الأحمقين؟.. لقد اكتشفا سري.. تباً.. وهما يضحكان عليّ.. تبا لهما "

 

أخفضت الزجاج ونظرت إليهما بغضب وهتفت بحدة

 

" ماذا تفعلان هنا واللعنة؟.. توقفا عن الضحك "

 

ضحك إيثان بقوة وغرق بابلو بالضحك بقوة.. نظرت إليهما بغضب وهتفت

 

" تباً لكما.. لماذا تضحكان؟ "

 

حاول إيثان التوقف عن الضحك بصعوبة.. تأملني بنظرات مرحة وقال وهو يحاول السيطرة على نفسه وعدم الضحك

 

" اتصل بي بابلو وقال لي بأنك اختفيت فجأة ولا يستطيع أن يجدك في أي مكان.. وحاول البحث عنك ولكن لا أثر لك.. فكرت ماليا بالموضوع وقلتُ له أن نبحث عنك بجانب قصر بانبلينا.. وبالفعل وجدناك هنا تختبئ داخل سيارتك وتُراقب زوجتُك مثل المهوسين.. هاهاهاههههه.. إلهي.. لو رأيت منظرك عندما طرقت على الزجاج.. هاهاهاههه.. "

 

تأملتهُ بنظرات حادة غاضبة ثم فتحت الباب وترجلت من السيارة.. وقفت أمامهما وهتفت بغيظ

 

" تباً لكما.. إنها زوجتي.. وهي لا تريد رؤيتي.. من الطبيعي أن أُراقبها "

 

كتم بابلو ضحكاتهِ وقال بمرح

 

" نعم سيدي.. شيء طبيعي أن تقوم بمراقبة زوجتُك... ممممممــ.. هاهاهاهاههههه... "

 

دفعتهُ بكتفهِ وهتفت بغضب

 

" تبا لك.. هي زوجتي.. توقف عن الضحك "

 

لم يستطع بابلو التوقف عن الضحك بينما كنتُ أنظر إليه بغضب.. أما إيثان تابع الضحك ثم سألني بمرح

 

" هل كنتَ تراقبها فور خروجها من المستشفى برفقتي؟ "

 

أجبتهُ بصدق موافقاً.. فسقط إيثان جالساً على الأرض وهو يضحك بجنون.. نظرت إليه بقهر وهتفت بحدة

 

" توقف عن الضحك أيها اللعين.. بدل أن تضحك عليّ عليك أن تساعدني حتى أراها.. كيف تقول بأنك صديقي أيها القذر؟.. تباً لك "

 

توقف إيثان عن الضحك ثم وقف ونفض الأتربة عن سرواله ثم نظر إليّ بمرح قائلا

 

" لا تغضب مونرو.. بالطبع أنا صديقُك.. وطبعاً سوف أساعدُك حتى تراها.. لكن أولا يجب أن تتوقف عن مراقبتها مثل المريض النفسي "

 

أجبتهُ بصدق وبهزيمة

 

" أنا يائس "

 

ضحك الملعون بمرح ثم ربتَ على كتفي وقال بجدية

 

" لا تيأس صديقي.. سوف نساعدُك.. والآن توقف عن مراقبتها ودعنا نذهب من هنا "

 

نظرت إليه برجاء وسألته

 

" هل يمكننا الذهاب بعد أن أتأكد بأن بانبي نائمة؟ "

 

نظر إيثان إليّ بذهول ثم غرق بالضحك اللعين هو و بابلو.. نظرت إليهما بحدة وهتفت بغيظ

 

" أكرهكما.. وبشدة "

 

ضحكا بمرحٍ أكبر وهنا شتمتهم بكل الشتائم التي أعرفها ثم فتحت باب سيارتي وجلست على المقعد ورفعت المنظار الليلي وراقبت بانبلينا وسط ضحكات بابلو و إيثان..

 

وعندما تأكدت بأنها نامت غادرت موقعي السري برفقة أصدقائي الحمقى إيثان و بابلو..

 

لم أتوقف عن مراقبة بانبلينا لفترة أسبوعين كاملين.. وتملكني غضب أعمى بسبب رؤيتي لها ترتدي ملابس مثيرة جداً..

 

كانت تُغيظني بارتدائها لتلك الملابس المثيرة.. وبوقاحة كانت تقترب مني وتطلب مني التوقف عن مراقبتها.. وكأنني سأفعل ذلك.. في أحلامها حتى لن أتوقف عن مُراقبتها..

 

شعرت بغضب أعمى منذ أربعة أيام عندما اتصل بي المحامي الخاص بي وقال لي بأنهُ استلم من محامي زوجتي أوراق الطلاق..

 

شتمتهُ بغضب وهددتهُ بالقتل إن حاول الاتصال بي مرة أخرى والتكلم معي بخصوص الطلاق.. ثم سألته عن اسم محامي زوجتي الجميلة وعندما أخبرني ذهبت لأقتلهُ..

 

ولكن بسبب وعدي لزوجتي قررت عدم قتله.. بل خطرت فكرة جُهنمية في رأسي.. قررت رشوته.. واللعين وافق بسرعة على عرضي له عندما فتحت حقيبة النقود أمامه..

 

رافقوه رجالي إلى المطار وعندما تأكدت بأنهُ سافر نهائياً قررت مواجهة حبيبتي العنيدة..

 

راقبتُها اليوم وهي تذهب إلى المتاجر.. وعندما دخلت بانبي إلى المطعم قررت أن أنزل وأتناول وجبة الغداء برفقتها..

 

دخلت إلى المطعم واقتربت من الطاولة.. جلست على الكُرسي المقابل لها ورأيت بانبي تتأملني بنظرات حادة ثم سألتني بملل

 

" متى سوف تتوقف عن ملاحقتي في كل مكان مونرو بيلاتشو؟ "

 

وبدل أن أُجيبها عن سؤالها قلتُ لها بحنان

 

" أحبُكِ بانبلينا.. أحبكِ أكثر من حياتي "

 

واعترفت لها بصدق بأنني سأفعل أي شيء حتى تُسامحني وتعود إليّ.. وأخبرتُها ما فعلتهُ بمحامي الطلاق الغبي الذي عينته..

 

رأيت باستمتاع حبيبتي تشتعل من الغضب.. فقلتُ لها بصدق بأنني لن أتخلى عنها وبأنها ستظل زوجتي إلى الأبد.. وسأفعل المستحيل حتى تبقى بجانبي وتسامحني..

 

ولكن شعرت بصدمة كبيرة عندما ابتسمت بانبي بخبث وقالت

 

" أريدُك أن تكون خادمي لفترة ستة أشهر كاملة "

 

تجمد جسدي وتوسعت عيناي ونظرت إلى بانبي بصدمة كبيرة.. ظننت نفسي لم أسمعها جيداً فسألتُها بذهول

 

" كيف؟!! "

 

قربت بانبي وجهها فوق الطاولة ونظرت في عمق عيناي المصدومة وقالت

 

" عليك أن تعمل لدي وتكون خادمي الخاصة لفترة ستة أشهر كاملة.. إن لم توافق لا أريد رؤية وجهك أمامي مرة أخرى.. وسوف توقع غداً على أوراق الطلاق "

 

بلعت ريقي بوقة وعرفت بسرعة ما تُحاول بانبلينا فعلهُ بي.. هي تريد الانتقام مني وإذلالي.. ولكن لن أستسلم.. مهما طلبت مني وفعلت بي لن أستسلم..

 

جلست بانبي عارمة وبشموخ على الكرسي ونظرت بسعادة إلى ردة فعلي المصدومة....

 

احمر وجهي بشدّة وارتعشت يداي بقوة.. كورت قبضتاي بشدة ونظرت إليها بجدية قائلا

 

" أنا لا أستطيع العيش بدونكِ.. أشعر بفراغٍ عميق في حياتي بعدم وجودكِ بجانبي.. وعلى الرغم من الأخطاء التي ارتكبتها.. أريدكِ أن تعلمي أنني سأفعل المستحيل لأعيدكِ إليّ.. لذلك أنا موافق.. سأكون خادمكِ لفترة ستة أشهر كاملة "

 

وهنا رأيت ردة فعل بانبلينا المصدومة.. إذ انتفضت في مكانها وهتفت بذهول

 

" ماذاااااااا؟!.. لقد وافقت؟.. هل أنتَ جاد؟ "

 

ابتسمت بسعادة وأجبتُها

 

" نعم حبيبتي.. لقد وافقت "

 

 

بانبلينا**

 

ما أن سمعت مونرو بيلاتشو يقول لي.. " نعم حبيبتي.. لقد وافقت ".. وقعت تحتَ تأثير صدمة كبيرة..

 

سقط فكي إلى الأسفل ونظرت إليه بغباء.. اللعين ابتسم بسعادة وسألني ببرود أعصاب

 

" لماذا أنتِ متفاجئة حبيبتي؟.. بالطبع كنتِ تتوقعين موافقتي على عرضكِ السخي.. وأنا لن أتوانى عن رفض مثل هذا العرض "

 

زممت شفتاي بقوة واشتعل الغضب في كياني.. وقبل أن أقول له ليذهب إلى الجحيم هو وعرضي له رأيتهُ يرفع يدهُ عالياً وأشار للنادل ليأتي..

 

وبوقاحة تامة اختار مونرو أطباق طعامي ثم اختار لنفسه.. بعد ذهاب النادل قربت وجهي من فوق الطاولة وهمست بفحيح من بين أسناني

 

" كيف تتجرأ على طلب وجبة طعامي دونَ أن تسألني؟.. إن كنتَ ستعمل كخادمٍ لي عليك أن تعتاد على أوامري منذ هذه اللحظة.. لذلك انده للنادل وألغي طلبيتك وأطلب لي بيتزا مارغريتا.. أريدُها رقيقة مع صلصة الطماطم وجبن الموتزاريلا وأوراق الريحان "

 

تأملني مونرو بنظرات غريبة وسألني برقة

 

" تريدين تناول البيتزا في هذا المطعم الفخم؟ "

 

نظرت إليه بحدة وأجبته

 

" نعم "

 

لدهشتي الكبيرة ابتسم بوسع ونده للنادل.. تأملت مونرو بصدمة كبيرة عندما قام بإلغاء كامل طلبيتهُ السابقة وطلب بيتزا لي وأخرى له..

 

وعندما أخبرهُ النادل بخوف بأنهم لا يقدمون البيتزا في المطعم أجابه مونرو بهدوء

 

" أريد مدير المطعم.. فليأتي على الفور "

 

وبصدمة كبيرة رأيت مونرو يجلس باسترخاء على كرسيه وهو يتأملني باستمتاع.. ثم غمزني وقال برقة

 

" لا تقلقي حبيبتي.. إن كنتِ ترغبين بتناول البيتزا سوف يُجهزونها لكِ على الفور "

 

نظرت إليه بغضب وهتفت بحدة

 

" توقف عن مُناداتي بحبيبتي.. أنا لستُ حبيبتُك "

 

تجمدت عيناي بذهول عندما ثبتَ ذراعيه على الطاولة ورفع وسطهُ فوق الطاولة وقرب وجهه أمام وجهي وقال برقة وهو ينظر في عمق عيناي الغاضبة

 

" بل أنتِ حبيبتي.. شئتِ أم أبيتِ "

 

نبض قلبي بسرعةٍ رهيبة وارتعشت قدماي.. بلعت ريقي وأجبتهُ ببرود أعصاب

 

" حتى في أحلامك لن أكون حبيبتُك.. عليك أن تفهم مونرو.. لقد انتهينا.. أنا وأنتَ لم يعُد يجمعنا أي شيء.. سوى الكُره طبعا "

 

ابتسم اللعين بسعادة وقال بهدوء

 

" سنرى حبيبتي.. سنرى.. "

 

ثم عاد وجلس باسترخاء على كُرسيه ورأيت مدير المطعم يمشي برفقة النادل باتجاه طاولتنا.. وقفا أمامنا وقال المدير بنبرة عملية

 

" سيدي.. لقد أخبرني النادل بأنك طلبتَ بيتزا.. أعتذر منك لكن ما طلبتهُ ليس موجوداً في قائمة المطعم لدينا.. نحن لا نُقدم البيتزا و... "

 

تأملهُ مونرو بنظرات باردة وقال له بنبرة جادة

 

" أنا لم أسأل إن كانت البيتزا موجودة في قائمة مطعمكم الفخم.. الأفضل لك أن تستدير الآن وتذهب إلى المطبخ وتتكلم مع الشيف الرئيسي وتقول له بأن مونرو بيلاتشو يريد أفضل وألذ بيتزا مارغريتا لزوجته وله.. وهو سيتصرف بسرعة "

 

رأيت المدير المسكين جسدهُ يرتعش بخوف ما أن سمعَ باسم مونرو بيلاتشو.. شحب وجهه بشدة وتوسعت عينيه بخوف.. بلع ريقهُ بقوة وقال بصوتٍ مهزوز

 

" سيد بيلاتشو.. أعتذر منك.. لم أتعرف على حضرتك.. إنهُ لشرف كبير لنا أن تتناول وجبة الغداء برفقة زوجتُك في مطعمنا المتواضع.. وطلبك موجود سيدي.. أعتذر من حضرتك سيد بيلاتشو.. وإن رغبت يمكننا تقديم بيتزا نابوليتانا أو بيتزا كابريتشوزا أو بيتزا كواترو فورماجي أو.... "

 

رفع مونرو يدهُ عالياً أمام وجه المدير ليصمت.. وتوقف المدير المسكين عن التكلم ونظر إلى مونرو بذعر.. تأملهُ مونرو ببرود وقال لهُ

 

" بيتزا مارغريتا تفي بالغرض.. والآن يمكنك الانصراف "

 

عندما ابتعد المدير مُسرعاً بخوف برفقة النادل نظرت إلى مونرو بحدة وسألتهُ بصوتٍ مُنخفض

 

" هل كان من الضروري أن تُخيفهُ للمسكين؟ "

 

تأملني مونرو بنظرات بريئة وقال

 

" أنا لم أُخيفهُ حبيبتي.. ما ذنبي إن شعرَ هو بالخوف عندما اكتشف من أكون؟ "

 

وحرك كتفيه بطريقة بريئة جعلتني أشتعل من الغضب.. أنا طبعاً لم أكن أرغب بتناول البيتزا.. أردت فقط أن أتحداه حتى يُغادر ويتركني بسلام.. لكنهُ أحمق وعنيد..

 

ساد الصمت بيننا لدقائق ولدهشتي الكبيرة رأيت مدير المطعم يركض برفقة رجل يرتدي ملابس الشيف.. وقفا أمام طاولتنا وتكلم الشيف باحترام قائلا

 

" سيد وسيدة بيلاتشو.. أنا الشيف ماسيمو بوتورا.. سأقدم لك ولزوجتك الجميلة ألذ وأشهى بيتزا مارغريتا تم صنعها في إيطاليا.. دقائق قليلة وسأُشرف شخصياً على تقديمها لكما.. أتمنى أن تستمتعا بوجبتكما في مطعم أوستريا فرانشيسكانا.. والآن أستأذن منكما "

 

بعد ابتعادهما عن طاولتنا نظرت إلى مونرو بغضب وكلمتهُ بصوتٍ مُنخفض

 

" حتى الشيف المسكين شعر بالخوف بسببك "

 

تأملني مونرو بنظرات مُستمتعة ورأيتهُ يرفع كوب الماء وشرب المياه باستمتاع بينما كان يتأملني بنظرات سعيدة ومُستمتعة..

 

تم تقديم البيتزا لنا.. وبينما كنتُ أتناولها بشهية كبيرة رأيت امرأة جميلة جداً في عقدها الرابع ترتدي فستان أنيق جداً تقترب من طاولتنا..

 

وقفت أمام مونرو وقالت باحترام لنا

 

" مرحباً سيد وسيدة بيلاتشو.. أنا صاحبة هذا المطعم.. فاليريا ماركوني.. حضوركما إلى مطعمي المتواضع هو شرف كبير لي "

 

ثم تجاهلتني الوقحة ونظرت إلى مونرو بنظرات الإعجاب.. كانت تلتهمهُ الحقيرة بنظراتها اللعينة.. والغبي زوجي ابتسم لها باستمتاع وكل تركيزهُ انصب عليها وعلى حوارها السخيف معهُ..

 

توقفت عن تناول الطعام واشتعلت الغيرة في كامل أنحاء جسدي بينما كنتُ أُراقبهما بنظرات حادة وغاضبة وقاتلة..

 

رأيت الأحمق مونرو يبتسم لها باستماع وهو يتأملها بنظرات الإعجاب


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 37 - الخادم والنار

 

كورت قبضتاي بشدة وتمنيت أن أقتلهُ في هذه اللحظة.. كيف يقول بأنهُ يُحبني الحقير بينما هو الآن يتجاهل وجودي بجانبه وينظر إلى تلك الوقحة بتلك النظرات المُعجبة؟.. سأقتله...

 

ارتعشت قبضاتي بشدة عندما رأيت تلك اللعينة تعطي مونرو بطاقة صغيرة وقالت له بنبرة ساحرة قذرة

 

" تشرفت بمعرفتك سيد بيلاتشو.. أتمنى أن تتصل بي إن أردت القدوم إلى مطعمي المتواضع.. سأكون أكثر من سعيدة بأن أستقبلك شخصياً وأهتم براحتك.. و.. اوه طبعا.. وبزوجتك "

 

نظرت إليها بغضب وهمست بصوت لا يمكنها سماعه

 

" عاهرة "

 

رأيت مونرو ينظر إليّ بسرعة وتأملني بنظرات غريبة.. رمشت بقوة وبلعت ريقي وفكرت بذعر.. هو طبعا لم يسمعني.. لا تخافي بانبي.. مستحيل أن يكون سمعني..

 

رفعت حاجبي عاليا ونظرت إليه بعدم مبالات وتابعت تناول البيتزا بدون شهية.. لقد أفقدتني شهيتي تلك الوقحة والعاهرة وهي تتغزل بزوجي وأمامي دون أن تُعير أي أهمية لوجودي.. إنها عاهرة فعلا..

 

سمعت بغضب مونرو يشكرها.. رفعت نظراتي ورأيتهُ يضع البطاقة في جيب سترته..

 

ضغطت على أسناني بعنف وفكرت بحقد.. سأقتلهُ.. أكرهه.. وقح وقذر وسافل.. أتمنى أن يموت.. أوه لا.. سأنتقم منه أشد انتقام الآن.. سيرى..

 

عندما أخيرا ابتعدت تلك اللعينة عن طاولتنا نظر مونرو إليّ وسألني بنبرة هادئة

 

" لماذا نعتِ فاليريا بالعاهرة؟ "

 

نظرت إليه بذعر وبلعت لقمتي بسرعة وبدأت أسعُل بشدة.. شربت المياه وتنفست بسرعة بينما كنتُ أنظر إلى مونرو ببراءة..

 

عندما هدأت أنفاسي أجبتهُ بملل مُصطنع

 

" أنا قلتُ عنها عاهرة؟.. بالطبع لم أفعل.. سمعتني بطريقة خاطئة.. لقد قلت هرة.. فهي مثل الهرة الوديعة.. فهي تتمتع بطبيعة ودية ومُحبة "

 

رفع مونرو حاجبه عالياً وقال بسخرية

 

" هممم.. فعلا.. هي مُحبة جداً ولطيفة.. وجميلة.. وجذابة جداً "

 

تأملتهُ بنظرات حادة ثم شهقت بذهول عندما بدأ مونرو يضحك باستمتاع القذر..

 

جلست بقهر أنظر إليه وهو يضحك بمرح.. حقير.. يبدو وسيماً جداً عندما يضحك.. أكرهه..

 

وحتى أنتقم منه.. لمعت فكرة شريرة في رأسي.. ابتسمت ابتسامة شريرة وأكملت تناول البيتزا خاصتي باستمتاع..

 

توقف مونرو عن الضحك وتأملني بنظرات مصدومة.. رمش بقوة وسألني بصوتٍ مُنخفض

 

" لماذا تبتسمين هذه الابتسامة الغريبة؟ "

 

نظرت إليه ببراءة وأجبته

 

" بخصوص عملك لديّ كخادم.. لقد فكرت.. بما أنك وافقت على أن تكون خادمي الخاص لفترة ستة أشهر.. غداً سنذهب إلى المحامي الخاص بي والذي عينتهُ حتى أسترد جميع أموال ومُمتلكات والدي التي ورثتُها منه.. سوف نقوم بالتوقيع على اتفاقية سرية بيننا.. سأضع بنود وشروط حتى أسمح لك بالعمل لديّ كخادم "

 

اتسعت ابتسامتي أكثر عندما رأيت وجه مونرو يتجهم.. تأملني بنظرات جامدة ثم تابع تناول طعامه وقال دونَ أن ينظر إليّ

 

" كما ترغبين.. غداً في الساعة العاشرة صباحاً سنذهب لتوقيع الاتفاقية "

 

ابتسمت بخبث وقلت بهدوء

 

" اتفقنا "

 

عندما انتهيت من تناول وجبتي وقفت وارتديت معطفي ووقفت أمام مونرو أتأملهُ باستمتاع بينما كان ينظر إلى ملابسي بذهولٍ شديد


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 37 - الخادم والنار

 

ابتسمت بسخرية وقلتُ له بحدة

 

" أنتَ من ستدفع وجبة الغداء اليوم.. لقد أفسدتها عليّ بحضورك.. ولا تتأخر في الغد سأنتظرك أمام مبنى لامور في الساعة العاشرة صباحاً.. الوداع خادمي "

 

غادرت المطعم وأنا أضحك بمرح.. سأجعل مونرو بيلاتشو يرى الجحيم أمامهُ كما فعل بي سابقاً.. سأجعلهُ يتذوق المُرّ..

 

وبينما كنتُ أقود سيارتي البورش الحمراء رأيتهُ بقهر يتبعني بسيارتهِ بوغاتي لا فويتور نوار..

 

أسرعت أكثر بقيادة سيارتي ولكن رأيت عبر المرآة الأمامية مونرو يتبعني.. شهقت بذهول عندما رأيتهُ يقود سيارتهُ بمُساواة سيارتي وكان يُشير لي بيده لأُخفض الزجاج..

 

أخفضت الزجاج وهتفت بقوة وبغضب

 

" هل تريد قتلي أيها اللعين؟.. ابتعد عن طريقي وتوقف عن مُراقبتي أيها الأحمق "

 

تأملني مونرو بنظرات غاضبة وهتف بقوة حتى أسمعهُ

 

" خففي من سرعة سيارتكِ واللعنة.. أنتِ هي من تقود باتجاه الموت.. لا أريد خسارتكِ بانبي.. ما زلتِ مبتدئة بالقيادة "

 

اشتعلت من الغضب ونظرت إليهِ بكرهٍ كبير وهتفت بغضب جنوني

 

" أنتَ لستَ خائفاً عليّ أيها الحقير.. بل أنتَ خائف على السيارة التي أهديتني إياها من أموال والدي "

 

تأملني مونرو بنظرات مصدومة وهتف بغضب وبذهول

 

" ماذاااااااااااااا؟!... "

 

رفعت لهُ أصبعي الوسطى أمام وجهه وهتفت بملء صوتي حتى يسمعني

 

" سترى الآن ما سأفعلهُ بهذه السيارة اللعينة مونرو بيلاتشو "

 

دُست بقوة على دواسة الوقود وسيارتي طارت بالحرف الواحد على الطريق السريع..

 

" اااااااااععععععععععععععععععههه "

 

صرخت بفزع وحاولت تخفيف سُرعة سيارتي.. في النهاية نجحت وأوقفت السيارة أمام محطة الوقود..

 

ترجلت من السيارة ورأيت الحقير مونرو يوقف سيارتهُ خلف سيارتي.. نظرت إليهِ بنظرات حاقدة ثم استدرت وتكلمت مع الموظف..

 

طلبت منه بأن يضع لي عبوة مليئة بالوقود في الصندوق ثم دفعت لهُ ثمنها وغادرت باتجاه قصري الجديد..

 

أوقفت سيارتي بعيداً عن قصري بمسافة الكيلو متر تقريباً.. ترجلت منها ثم حملت عبوة الوقود وبدأت أُفرغ الوقود بداخلها وعلى سقف السيارة..

 

" بانبليناااااا.. ماذا تفعلين؟.. حبيبتي توقفي... "

 

سمعت مونرو يهتف بفزع خلفي.. التفت ورأيتهُ يركض باتجاهي.. رميت العبوة الفارغة بعيداً ثم سحبت المسدس من حقيبة يدي وبعدها ركضت بعيداً وقبل أن يصل مونرو باتجاهي وقفت ثابتة في مكاني وأطلقت رصاصة ثم أخرى على سيارتي وما هي سوى ثواني قليلة اشتعلت النيران بكامل السيارة..


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 37 - الخادم والنار

 

وقفت باستمتاع أُشاهد هدية الحقير تحترق أمامي.. ولكن فجأة سمعت مونرو يهتف بجنون

 

" حبيبتي.. سوف تنفجر السياااااااااارة... ابتعدي.... "

 

التفت باتجاهه ونظرت إليه بذعر.. رأيتهُ يركض بسرعة غريبة باتجاهي ثم أمسكني بكتفي ورفعني عاليا ورماني على كتفه وبدأ يركض باتجاه القصر وهو يصرخ لرجاله

 

" لا أحد يقترب.. وابتعدوا عن النوافذ الزجاجية بسرعة... احتموا بسرعة... "

 

وبعدها أوقفني مونرو أمامهُ ثم عانقني بقوة وبعدها شعرت بجسدينا يطيران عاليا.. ثم سقطنا بقوة على الأرض وتدحرجنا قليلا وبعدها استقر جسدي فوق جسد مونرو.. وصوت انفجار مُخيف ملء أرجاء السماء..

 

كان جسدي يرتعش بعنف ثم ارتعش أكثر عندما أمسك مونرو بكلتا وجنتاي ورفع رأسي عن صدره وهتف بخوف

 

" أنتِ بخير حبيبتي؟.. هل أصبتِ؟.. أنتِ بخير؟ "

 

أومأت لهُ موافقة.. وفجأة انتفض مونرو وأبعدني عنه ثم وقف وجعلني أقف وصرخ بغضب أعمى وهو يفحص كل إنش في جسدي

 

" هل فقدتِ عقلكِ حتى تقومي بتفجير سيارتكِ؟.. بماذا كنتِ تفكرين واللعنة؟.. كدتِ أن تموتِ واللعنة.. لم تفكري بنفسكِ؟.. لم تفكري بأنكِ قد تؤذين نفسكِ؟.. تباً.. "

 

أبعدت يديهِ عن كتفي وهتفت بوجهه

 

" إياك أن تصرخ بوجهي مرة أخرى أو تتبعني.. حينها سأقتلك "

 

شهقت بذعر عندما أمسكني من جديد بكتفيّ وهزني بقوة وهتف بحدة

 

" أقتليني الآن إن أردتِ.. لأنني لن أستطيع تحمُل رؤيتكِ وأنتِ ترمين نفسكِ أمام الموت بغباء.. هيا أقتليني "

 

أبعد يدهُ عن كتفي وسحب سلاحهُ ووضعهُ بكف يدي ثم وضع فوهة المسدس على صدره باتجاه القلب وهتف بغضب

 

" هيااااااااااا.. أقتليني الآن.. ماذا تنتظرين؟.. أطلقي الرصاصة اللعينة الآن في وسط قلبي اللعين الذي يُحبكِ بجنون.. هياااااااااااااااا.. افعليها "

 

ارتعشت يدي بقوة ولم أستطع فعل ما طلبهُ مني رغم أنني أكرهه.. تساقطت دموع الألم والعذاب من عيناي.. ورميت المسدس ثم صفعت مونرو صفعة قوية على وجنتهِ اليمنى وهتفت ببكاء

 

" أكرهُك.. كلهُ بسببك أنت.. أنتَ السبب في مُعاناتي منذ البداية.. لو كنتَ حاضراً عندما هجموا على قصر والدي لقتله في تلك الليلة ومنعتهم من قتله ومن اختطافي كان كل شيء قد تغير.. لكنك لم تأتي.. ولم تحميني.. وعندما وجدتني قمتَ بتعذيبي أيها القذر.. والآن بسببك فقدت طفلي.. وفقدت سعادتي وقلبي.. أنا بسببك أصبحت شبه امرأة.. أكرهُك مونرو بيلاتشو وبجنون... "

 

توقفت عن الصُراخ عندما رأيت نظراتهِ المذهولة.. رفعت يدي ولكزتهُ بعنف على صدره بأصبعي السبابة وهتفت بحرقة قلب وبكرهٍ شديد

 

" لن أقتلك بهذه السهولة مونرو بيلاتشو.. بل سأقتلك ببطءٍ شديد.. سترى بانبلينا بيلاتشو ما تستطيع فعلهُ بك قريباً "

 

ركضت باتجاه القصر وشعرت بالراحة عندما رأيت بأنهُ لم يتعرض لأي شيء بسبب انفجار سيارتي.. صعدت إلى غرفتي ثم أقفلت الباب بالمفتاح ثم رميت نفسي على السرير أبكي بتعاسة لا توصف..

 

في الصباح ذهبت برفقة الحراس إلى مكتب المحامي فينشنزو  جوماني.. وهو المُحامي الذي عينته حتى أستعيد جميع أملاك والدي لي..

 

استقبلني المحامي بسعادة وجلست على الكُرسي أنتظر وصول خادمي الجديد مونرو بيلاتشو..

 

بعد مرور ربع ساعة وبينما كنتُ أحتسي فنجان من القهوة دخل خادمي إلى المكتب برفقة محاميه الخاص..


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 37 - الخادم والنار


نظرت إليه ببرود ورأيتهُ يجلس على الكرسي المُقابل لي..

 

تأملني مونرو بنظرات غريبة.. ولم يتوقف عن التحديق إليّ عندما بدأ المحامي فينشنزو  جوماني يتكلم عن عقد العمل..

 

سمعت باستمتاع محامي مونرو يعترض على الكثير من البنود لكن مونرو قاطعهُ بملل قائلا

 

" موافق على شروطها.. سأوقع العقد "

 

" كيف؟!!.. لكن سيد بيلاتشو يجــ.. "

 

حاول المحامي الاعتراض لكن مونرو قاطعهُ قائلا بجدية

 

" انتهى النقاش.. سوف أوقع العقد "

 

ابتسمت بانتصار عندما طلب مونرو من المحامي فينشنزو  جوماني ليسلمهُ العقد ورأيتهُ يُوقع عليه ثم وضع العقد أمامي على الطاولة وسلمني القلم وقال بهدوء

 

" وقعي بانبي على العقد "

 

نظرت إليه بكبرياء وقلتُ لهُ بغرور

 

" السيدة بانبلينا.. عليك أن تنادني بالسيدة بانبلينا منذ هذه اللحظة.. وهذا من أحد شروطي وهو موجود في العقد "

 

تنهد مونرو بعمق وأشار لي بعينيه حتى أوقع على العقد.. عندما انتهيت وقفت وشكرت المحامي وأخذت نسخة من العقد حتى أقهر مونرو به..

 

نظرت إلى خادمي الجديد وقلتُ له بغرور

 

" اتبعني الآن.. وعلى فكرة لن تحتاج ارتداء بدلة بعد اليوم.. لقد أمرت بخياطة بدلة خاصة لك تناسب الخدم "

 

رأيت فكهُ يرتعش وعرفت بأنهُ يُحاول السيطرة على غضبه.. قهقهت بمرح وخرجت من الشركة.. ابتسمت بسعادة عندما سمعت مونرو يسألني بدهشة

 

" لماذا تقفين بجانب سيارة أجرة بانبلينا؟ "

 

ابتسمت بوسع وقلتُ له بدلال

 

" لأنها من أجلك عزيزي.. من الآن وصاعداً سوف تتنقل بسيارات الأجرة.. لن تستخدم بتاتا أي من مجموعة السيارات التي تمتلكها "

 

سقط فك مونرو إلى الأسفل بينما كنتُ أُشير له بيدي مودعة وصعدت داخل سيارتي الجديدة الرباعية الدفع التي أرسلها من أجلي مونرو في الأمس..

 

وصلت إلى القصر وانتظرت بفارغ الصبر وصول الزعيم..

 

ما أن دخل مونرو إلى قصري حتى أمرته بحدة

 

" سوف يُرشدُك رامو إلى غرفتك الخاصة.. أتمنى أن تُعجبُك.. ولكن ما يهمني الآن أن تقوم بتبديل ملابسك ثم أريدُك أن تصعد إلى جناحي وتُنظفه بنفسك "

 

لدهشتي الكبيرة ابتسم مونرو بوسع وأجابني بمرح

 

" طلباتكِ أوامر بالنسبة لي حبيبتي.. أقصد سيدة بانبلينا "

 

تأملتهُ بغضب وصعدت إلى جناحي مُسرعة.. ارتديت قميص نوم سوداء مثيرة جداً وانتظرت وصول مونرو..

 

ثواني قليلة سمعت صوت خطوات كثيرة تقترب من جناحي.. ارتديت الروب والخفين وركضت باتجاه باب جناحي الرئيسي.. وقفت في مكاني بصدمة كبيرة عندما رأيت مونرو يدخل وخلفهُ خمسة عشر خادمة يرتدون ملابس مُحتشمة وهم يحملون أدوات التنظيف بأيديهم..

 

نظرت ببلاهة إلى مونرو وهتفت بذهولٍ شديد

 

" ما الذي يحدث هنا؟ "

 

اقترب مونرو ووقف أمامي وقال بمرح

 

" حبيبتي بانبي.. هل فعلا ظننتِ بأنني سأنظف لكِ وبنفسي القصر؟ "

 

قهقه بمرح وتابع قائلا بتسلية

 

" في الأمس ذهبت إلى منزل مُحاميكِ فينشنزو  جوماني.. ورشوتهُ بملغ ضخم للغاية.. لذلك حبيبتي هو لم يكتب الشروط التي طلبتِها منه ليضعها في العقد "

 

توسعت عيناي بذعر وهمست بذهول

 

" كيف؟!!.. لم أفهم... "

 

رأيت بفزع مونرو يُقرب وجههُ مني ثم قرص وجنتي برقة بأصابعه وقال بمرح

 

" نصيحة مني لكِ حبيبتي.. في المرة القادمة لا تثقي بأي محامي.. قومي بقراءة العقد بكامله قبل أن توقعي عليه "

 

ووسط ذهولي الشديد أمسكني مونرو من معصمي وجذبني باتجاه غرفة نومي.. أغلق الباب وحاصرني بينهُ وبين الحائط..

 

وضع كلتا يديه على خصري واقترب مني أكثر.. تأملني بنظرات هائمة وهمس برقة

 

" أحبكِ بانبلينا.. متى سوف تُريحينني من عذابي حبيبتي؟ "

 

رأيتهُ يُغمض عينيه وما أن كان على وشك تقبيلي أدرت رأسي بسرعة عكسيا ثم رفعت ساقي ووجهت ضربة قوية بركبتي على خصيتيه..

 

ابتعد مونرو عني بسرعة وهو يشهق بألمٍ شديد.. ثم شتم بغضب وهتف بألم

 

" تبا حبيبتي.. توقفي عن ضرب خصيتاي.. إنها تؤلمني بجنون "

 

ابتسمت بكبرياء ثم أمسكتهُ من ذراعه وفتحت الباب ودفعت مونرو خارج غرفتي.. نظرت إليه بحدة قائلة

 

" إن حاولت لمسي مرة أخرى سأقطع خصيتيك من مكانها.. والأن يا خادمي العزيز.. مع عقد أو بدونه سوف تُنفذ أوامري كلها.. انزل إلى الأسفل واطلب من الشيف بنفسك بأن يقوم بتحضير وجبة لذيذة لي "

 

ثم صفعت الباب أمام وجهه وسقطت على الأرض أبكي بمرارة..

 

كنتُ بغباء على وشك أن أستسلم له.. حتى أنني لم أغضب منه لأنهُ خدعني بالعقد..

 

مسحت دموعي وقررت أن أستحم وأُفكر بطريقة جديدة لأنتقم بها من مونرو بيلاتشو..

 

مضى شهرين منذ أن بدأ مونرو بيلاتشو يعمل كخادمي الخاص في قصري..

 

في الحقيقة مونرو لم يكن خادماً.. كان اللعين أشبه بألم في الرأس بالنسبة لي.. كان يحاول إغاظتي طيلة الوقت وهو يتغزل بي ويحاول التقرب مني..

 

كما أنهُ كان يمنعني من الخروج من القصر بمفردي.. وفي يوم حملني على كتفه أمام الجميع عندما عاندتهُ وحاولت الخروج بمفردي..

 

أكبر خطأ فعلتهُ في حياتي بأنني طلبت منهُ أن يكون خادمي الخاص..

 

الغبي كان يُطعمني بنفسه دائما رغم اعتراضي وغضبي الشديد منه.. كان يُجبرني على الجلوس في حضنه ويُطعمني بنفسه.. وأنا أحببت ذلك جداً رغم إظهاري عكس ذلك وتصنُعي الغضب والنفور منه..

 

والأحمق كان ينام على الأريكة في الصالون داخل جناحي الخاص.. كان قلبي يذوب حرفياً في كل ليلة كلما دخل مونرو إلى غرفتي وهو لا يرتدي سوى سروال منامته.. كان يُقبلني برقة على خدي ويتمنى لي أحلام سعيدة..

 

كنتُ أبكي بصمت بعد خروجهِ من غرفتي في كل ليلة.. كنتُ أبكي لأنني تمنيت لو أنهُ عاملني بتلك الطريقة واعترف بحبهُ لي قبل وقوع ذلك الحادث..

 

واليوم وقفت أمام طاولة الطعام أنظر إلى الورود التي وضعها مونرو.. وأصناف الكثيرة للأطعمة الفاخرة الموجودة.. نظرت إلى الطاولة ثم نظرت إلى مونرو وسألتهُ

 

" أولا أين الجميع؟.. وثانياً من سيتناول وجبة الغداء برفقتي؟ "

 

اقترب مونرو وأمسك بيدي وقبلها برقة ثم قال بنبرة حنونة

 

" لقد صرفت جميع الخدم والحُراس.. اليوم هو يوم مميز بالنسبة لي.. أريد أن أتناول وجبة الغداء والعشاء برفقتكِ حبيبتي.. وأنا من سيخدمكِ بنفسي طفلتي الجميلة "

 

رفعت حاجبي عالياً وسألتهُ بملل

 

" ولماذا اليوم هو يوم مميز بالنسبة لك؟ "

 

ابتسم مونرو بوسع ثم قال بسعادة

 

" لقد وجدت طبيبًا متخصصًا في علاج العقم.. وهو أهم طبيب في العالم في مجال تخصصه.. وأنا استطعت أن أتواصل معه.. اسمهُ دانيال ميلير.. أرسلت لهُ تقريركِ الطُبي حبيبتي.. والطبيب دانيال اتصل بي وشرح لي بأنهُ يستطيع مُعالجة رحمكِ حبيبتي.. نحن يمكننا أن نُرزق بأطفال.. الطبيب دانيال لديه تقنية جديدة يمكنها أن تساعد في إعادة الأمل إلى حياتنا.. لقد وصل منذ ساعة إلى إيطاليا وهو في ضيافتي في قصري.. سنذهب غداً إلى مستشفى ماركو.. وهناك سوف يراكِ الطبيب دانيال حبيبتي "

 

شحب وجهي بشدة وارتعش جسدي بعنف عندما سمعت ما تفوه به مونرو..

 

لمعت الدموع  المكبوتة في عيناي.. وعرفت أن هذا الحديث سيقلب حياتي رأسًا على عقب.. شعرت بالخوف واليأس يتسللان إلى قلبي المثقل بالألم والعذاب والهموم..

 

أجبتهُ بصوتٍ مُرتجف

 

" لا مونرو.. أرجوك.. لا تفعل هذا.. لا تفتح باب الأمل أمامي فقط لتُغلقه مرة أخرى.. ما مررت بهِ سابقاً أعتقد بأنهُ كافي.. لا أستطيع تحمل المزيد من الوهم والخيبات.. لا أستطيع "

 

تأملني مونرو بنظرات حزينة وقال بصوتٍ مهزوز

 

" أنا آسف بانبلينا.. أنا لا أريد أن أُسبب لكِ المزيد من الألم.. لكنني لم أتمكن من السكوت بعد أن وجدت الطبيب دانيال.. أعلم أنه قد يكون هناك آمال ضئيلة.. ولكن هناك فرصة صغيرة جدًا لتحقيق حلمنا بالأبوة والأمومة "

 

نظرت إلى مونرو بغضب مُحتقن.. تقدمت خطوة منه ووقفت بثبات أمامهُ ثم رفعت يدي أمام وجهه بغضب ولوحت بأصبعي السبابة وهتفت بحدة

 

" كفى.. كفى.. كفى بأن تلعب بمشاعري وآمالي.. أتعلم ماذا يعني لي أن أعيش في هذا العالم الذي يخيب فيه كل شيء؟.. هل تظن أن الأمومة هي كل شيء في الحياة؟.. هل تظن أنها تعوضني عن الألم الذي يشقي قلبي كل يوم بسببك؟ "

 

وبقوة صفعت وجه مونرو بقسوة.. الألم كان ينعكس على وجهه.. حاول مونرو استعادة توازنه.. ولكنهُ وقف أمامي منكسرًا ومحطمًا..

 

وبصوت هادئ ومليء بالتأنيب قال مونرو

 

"  أنا أعلم بأن الألم الذي تشعرين به لا يمكن أن يزول بسهولة.. لكني فقط أردت أن أعطينا فرصة أخرى للأمل.. حتى ولو كانت ضئيلة.. لستُ قادرًا على تغيير ماضينا.. ولكن يمكننا أن نبني مستقبلًا مشتركًا حبيبتي.. أنا أحبُكِ بانبلينا.. ولا أستطيع تصور حياتي من دونكِ.. ربما... ربما يمكن أن نستكشف هذا العلاج معًا.. ليس من أجل أن أصبح أبًا فقط.. ولكن لأننا نستحق أن نجرب كل ما هو ممكن لتحقيق السعادة التي نبحث عنها.. نحن نستحق السعادة حبيبتي "

 

اقتربت منهُ ودفعتهُ بقوة على صدره وهتفت بهستيرية

 

" نحن؟.. نحن؟.. لا يوجد أي شيء اسمهُ نحن.. أنا وأنت لقد انتهينا.. عليك أن تتقبل ذلك مونرو.. لقد انتهينا.. صحيح بأنك تتسلى هنا داخل قصري وتوهمني بأنك تعمل كخادم.. ولكن كلينا نعلم جيداً بأننا انتهينا.. لقد قمتَ بتحطيم قلبي و روحي.. لقد ألمتني كثيراً مونرو بيلاتشو.. "

 

توقفت عن الصُراخ.. شهقت بقوة ثم مسحت دموعي وتابعت قائلة بهزيمة

 

" لا يمكنني أن أتخلى عن الألم مونرو.. إنهُ جزء مني.. ولو تمكنت من الحمل فإن ذلك لن يمحو الألم الذي مررت به بسببك.. أنا تعبت من محاولة إصلاح الجروح العميقة في داخلي.. لا يمكنني أن أقدم على خطوة جديدة معك.. انتهينا مونرو.. وإلى الأبد "

 

حاول مونرو الاعتراض لكن صرخت بوجهه بغضب ثم امسكت بذراعه وجذبته إلى الطابق السفلي..

 

فتحت باب القبو ودفعتهُ إلى داخل الغرفة الخالية من الأثاث.. وقف مونور في مكانه يتأملني بدهشة وبحزن.. حاول أن يقترب مني لكن هتفت بحدة

 

" من الجيد بأنهُ يوجد قبو في هذا القصر.. كنتُ أفكر بتحويله إلى غرفة تعذيب ونوم من أجلك.. لأرد لك الجميل بسبب ما فعلتهُ بي سابقاً "

 

أغلقت الباب ثم أقفلتهُ بالمفتاح.. سمعت مونرو يهتف بألم من داخل الغرفة

 

" أرجوكِ حبيبتي اسمعيني.. لا تخافي طفلتي الجميلة.. سوف أعوضكِ عن ما مضى.. فقط لو سمحتِ ثقي بي وافتحي الباب واسمحي لي بأن أتكلم معكِ بهدوء "

 

نظرت إلى الباب بحقد ثم هتفت بكرهٍ شديد

 

" لا أريد التكلم معك.. لقد انتهينا مونرو.. سأفتح لك الباب في الغد.. استمتع في إقامتكِ هنا "

 

صعدت إلى الطابق الأرضي ودخلت إلى غرفة الطعام.. نظرت إلى الورود والشموع والأطباق على الطاولة.. بدأت أبكي بتعاسة ثم صرخت بهستيرية وأمسكت بغطاء الطاولة الحريري وسحبتهُ بكامل قوتي حتى وقع كل شيء على الأرض وتحطمت الأطباق كلها..

 

ركضت خارجة من القصر.. رأيت سيارة مونرو متوقفة أمام المدخل الرئيسي.. ركضت وفتحت الباب ورأيت بسعادة المفتاح بداخلها..

 

كنتُ أقود السيارة وأنا أبكي بمرارة.. لفترة ساعة كاملة قدتُ السيارة في شوارع دي فالكوني.. وفكرت.. فكرت بكل ما حدث معي منذ بداية عذابي مع أولاد عمي..

 

أدرت المقود وتوجهت مُسرعة باتجاه قصري..

 

كنتُ أقود السيارة بسرعة عالية على الطريق المؤدي إلى القصر.. قلبي مليء بالغضب والانتقام.. لكن لم أكن أدرك حجم الكارثة التي تنتظرني لدى وصولي..

 

فجأة.. ظهرت أمامي أعمدة الدخان الأسود تتصاعد في السماء مصحوبة بألسنة النار..

 

اهتزت يداي على عجلة القيادة.. وشعرت بالقلق والخوف يسيطران على كل خلية في جسدي.. أوقفت السيارة قرب القصر المشتعل.. ترجلت منها وتجمدت في مكاني أنظر بفزعٍ شديد إلى قصري المُحترق..

 

" لا!!.. ماذا يحدث هنا؟!!.. لا يمكن!!!... "

 

هتفت بيأس وبهلع بتلك الكلمات وعلى الفور تجمع حولي رجال الإطفاء والشرطة بسرعة ومنعوني من الاقتراب من القصر المُشتعل كأنهُ قطعة من الجحيم..

 

اقترب رجل الإطفاء مني وقال بهدوء

 

" سيدتي.. من فضلك ابقي هنا.. الحريق قوي جدًا وخطير.. ونحن نعمل على إخماده والتأكد من عدم وجود أحد في الداخل "

 

قاومت رجل الشرطة الذي كان يمسك كتفي وهتفت بعذاب وبوجعٍ كبير

 

" لاااااااااااااااااااا.. مونرو في الداخل.. حبيبي في الداخل.. زوجي في القبو.. أخرجوه من هنااااااااااااك.. لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا....... "

 

توقفت عن الصراخ عندما رأيت بذعر رجال من الشرطة يخرجون من القصر وهم يدفعون بابلو خارج القصر المُشتعل..

 

ثم سمعت بذعر أحد رجال الإطفاء يشرح بحزن قائلا لي

 

" الحريق بدأ من غرفة الطعام.. لا نعرف لغاية هذه اللحظة إن كان مفتعلا.. لكن سنكتشف ذلك قريباً.. كما سيدة بيلاتشو من الصعب جداً أن نصل إلى الطابق السفلي.. النار التهمت كل شيء.. وأعمدت القصر على وشك الانهيار "

 

تراجعت خلف السيارة وانهرت على الأرض أبكي بحرقة وأصرخ  بألم وصدمة

 

" لااااااا الشموع!!.. أنا السبب.. أنااااااااااا.. مونرو.. أين أنتَ حبيبي؟.. أرجوك.. لا تتركني وحيدة.. لم أكن أقصد أن يحدث هذا.. أنا آسفة.. أرجوك حبيبي لا تموت.. لن أستطيع العيش من دونك "

 

ركض بابلو باتجاهي وأبعد الجميع عني.. رأيت في عينيه الحنان والحزن العميق.. احتضنني بقوة وهتف ببكاء

 

" كنتُ أبحث عنكِ في كل مكان وأنا أتصل بالسيد.. ولكن رأيت بفزع من النافذة بأنكِ وصلتِ.. وهنا عرفت بأن السيد بيلاتشو ليس برفقتكِ.. لم أستطع الوصول إلى القبو.. بحثت عنه في كل مكان ولكن لم أجده.. ولكن النار منعتني من الذهاب إلى القبو.. أنا آسفة سيدتي.. لم أستطع إنقاذ صديقي "

 

عانقت بابلو واهتز جسدي بقوة بسبب بكائي العنيف.. رفعت رأسي ونظرت حولي.. رأيت عناصر الشرطة ورجال الإطفاء يحاولون السيطرة على الحريق ومنع تمدده.. سمعت صرخات الناس الذين تجمعوا حول المكان.. لكن شعرت بأنني معزولة في عالم من اليأس والألم..

 

أمسكت بكتف بابلو وهززتهُ بكامل قوتي وهتفت بهستيرية وبصوت مكسور ومبحوح

 

" لا بابلو.. عليك أن تنقذ صديقك.. أنا السبب في الحريق.. لقد سحبت غطاء طاولة الطعام ورميت بكل شيء على الأرض.. لم أنتبه للشموع.. مونرو في الأسفل في القبو.. لقد أقفلت الباب بالمفتاح عليه.. حبيبي سيموت.. "

 

ثم نظرت إلى رجال الإسعاف والشرطة وهتفت بانهيار

 

" أرجوكم... ابحثوا عنه.. لا تدعوا شيئًا يحدث له.. إنه كل شيء بالنسبة لي.. أنا أحبه وأحتاجه أكثر مما يعلم "

 

ابتعد بابلو عني بسرعة وحاول الدخول إلى القصر لكن تجمدت في مكاني عندما رأيت رجال الإسعاف يركضون خارج القصر وهم يهتفون بذعر

 

" سينهار سقف القصر والأعمدة الأساسية.. ابتعدوا بسرعة "

 

توقفت عن البكاء ونظرت بغباء إلى قصري المُشتعل.. فجأة رأيت السقف ينهار ثم الطابق الثالث والثاني والأول.. اختفى القصر بكاملهِ أمامي ولم يتبقى سوى رُكام مُشتعل بنار الجحيم..

 

بدأت أرى أمامي بغباشة.. ودمعة ساخنة سقطت على خدي..

 

سحبت أنفاسي وهمست بعذاب

 

" حبيبي مات.. لقد قتلته.. "

 

وأخر شيء سمعتهُ قبل أن يُغمى عليّ صوت صديقي إيثان وهو يهتف بخوف

 

" بانبليناااااااااااااااا.... "


انتهى الفصل





















فصول ذات الصلة
رواية جحيم قلب آل بيلاتشو

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©