رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 36
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. جالسة اتخيل منظر الثلاثه في القسم وهم يحضنون مونرو واتخيل منظر مونرو وهي تطلب منه أن يعمل في خدمتها 😂 اعتقد أننا سنرى مواقف مضحكة كثيرة ولكنها ستكون مفيدة ومونرو سوف يستغل الوضع بشكل جيد . لكن اعتقد انها تبالغ فهو ليس المسؤول عن ماحدث هي كانت متسرعة في الأمر ولم تنتظر حتى تسمع وتصرفت بطفولية المهم انت رائعة هافن .

    ردحذف
    الردود
    1. حياتي أشكركِ من قلبي لأنكِ أحببته
      ونعم سنرى مواقف جدا مضحكة ومسلية وحزينة قليلا
      أتمنى أن تعجبكِ النهاية

      حذف
    2. موفقة رووووووووووععععععة بانتظار الفصل القادم على نار 👏💯💯💌♥️♥️😃🌹🪻💝🩷

      حذف
  2. وربي مونرو ماله ذنب😭 بالعكس هي كانت شوي متسرعة، يربي تقطع قلبي عليه، بس نفس الوقت الأحداث منطقية وخلت مونرو يكون شخص أفضل وبانبي أقوى... وباغو قلبي أكثر شخص مسكين وكيوتتتت فالرواية ما يستاهل وربي، وانتقامه كان جدا طبيعي بعد ما عرف حقيقتها، ابي كاتلينا تعرف قدره اكثر من كذا، بس شخصيتها بعد حلوة لكن لو تبطل تغازل الرايح والجاي افضل عن يسمعها باغو هههه.... وبانتظار النهاية... واتمنى ان تتحسني بسرعة لا تجهدي نفسكِ كثيرا حبيبتي🖤✨

    ردحذف
    الردود
    1. أشكركِ من أعماق قلبي على رسالتكِ الجميلة حياتي
      وفعلا مونرو ليس له ذنب لكن للأسف بانبلينا تسرعت قليلا وحصل الحادث
      أما باغو معكِ حق لا يستحق ما تفعلهُ به الكابوس هههه لكنهم أجمل ثنائي
      أشكركِ حبيبتي على تمنياتكِ لي بالشفاء السريع أتمنى فعلا ذلك لأن التشنجات جدا مؤلمة
      أحبكِ كثيرا يا قلبي.

      حذف
  3. تحفه تسلم ايدك يا قمر 👏🏻👏🏻👏🏻

    ردحذف
  4. 👏🏻👏🏻👏🏻👏🏻👏🏻👏🏻👏🏻

    ردحذف
  5. ايثان وبابلو ونعم الصديق الحقيقي❤.
    ههههههه 🤣🤣🤣🤣🤣 كاتي وتصرفاتها العجيبه فعلا مجنونه ....باغو عليك ان تتحملها وهذا عقاب على مافعلته 🤣🤣🤣🤣.
    دائما نحس ونفتقد الاشخاص عندما نكون على وشك خسارتهم 😥 مونرو ليس له ذنب بما حدث فقط لو تكلم وقتها ولم تتسرع بابني وتتعرض للحادث وتخسر طفلها وتصبح نسبه الانجاب ضئيله جدا....هو الان لن يسامح نفسه بسهوله لانه سوف يشعر هو السبب في كل هذا...حزنت على مونرو وقلبه الي تألمه لصغيرته
    بابني 😥😥😥😥 ليس سهلا ان تتحمل كل هذا حياتها كان عذاب والان خسرت طفلها واكيد بسبب حزنها سوف تلقي اللوم على مونرو ولن تتقبل وضعها بكل سهوله تحتاج للوقت ...وطريقتها هذه وانتقامها فقط لتشعر انها اصبحت بخير ومونرو سوف يفعل اي شي لتسامحه من جديد❤❤.
    تسلم ايدك البارت يجنن وتحفه ❤❤.

    ردحذف
    الردود
    1. أود أن أعبر لك عن امتناني العميق وشكري الحار على متابعتك الدائمة لروايتي "جحيم قلب آل بيلاتشو"
      يسعدني أن تكون قد استمتعت بالفصل الجديد الذي تم نشره حديثًا
      أشكركِ من قلبي حياتي
      وأتمنى أن تنال إعجابكِ النهاية قريباً.

      حذف
  6. رواياتك رائعه امته الفصل ال 37

    ردحذف
    الردود
    1. تسلمي عزيزتي
      سأنشر الليلة بارت 37

      حذف
  7. 😂😂😂 أتخيل مونرو و ما ستفعله به بانبي.. سلمت اناملك هافن

    ردحذف
  8. 😂😂😂 أتخيل مونرو و ما ستفعله به بانبي.. سلمت اناملك هافن

    ردحذف

رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 36

 

رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 36 - أكرهُك



أكرهُك










إيثان بوربون**

 

كنتُ أجلس بجانب مونرو أنظر إليه بحزنٍ عميق عندما دخل اللواء هنري إلى غرفة الانتظار ووقف أمامنا..

 

تأملني هنري بتوتر ثم نظر إلى مونرو وقال له بنبرة حزينة

 

" آسف صديقي بسبب ما حدث مع زوجتك.. بإذن الله سوف تتحسن "

 

تنهد هنري بعمق عندما التزم الصمت ولم يرفع مونرو رأسه وينظر إليه.. تابع هنري قائلا

 

" لقد منعت أن يتسرب الخبر للصحافة.. كما لقد ألقيت القبض على ذلك السائق وهو الآن محجوز في قسم الشرطة "

 

نظرت إلى مونرو وتعجبت من ردة فعله الغريبة إذ لم يتفوه بحرف ولم يرفع رأسه حتى لينظر إلى هنري.. كنتُ أتوقع أن يقف ويخرج مُسرعاً ليقتل ذلك السائق.. لكن مونرو ظل رأسهُ مُنخفضاً إلى الأسفل وكان يفرك يديه ببعضها بتوتر.. ولم يتفوه بحرفٍ واحد.. أظن بسبب صدمتهِ!!...

 

نظرت إلى هنري وأشرت لهُ بعينيّ ليجلس على المقعد المجاور وفعل ذلك بسرعة..

 

جلسنا بهدوء لنحو الساعة والنصف ونحن ننتظر بتوتر خروج ماركو من غرفة العمليات.. وما أن خرج ماركو انتفض مونرو واقفا وركض ووقف أمامه وسأله بخوف عن بانبلينا..

 

وقفت بهدوء ونظرت إلى شقيقي بصدمة كبيرة عندما سمعتهُ يقول بأن بانبلينا فارقت الحياة.. وهنا سالت دموعي على وجنتاي واحترق قلبي بألم حُزناً على خسارتي لصديقتي بانبي وعلى صديقي مونرو...

 

اقترب هنري ووقف بجانبي وهمس بحزن قائلا

 

" إلهي.. لقد توفيت زوجة مونرو.. مسكين مونرو لن يتحمل خسارتها.. سيحرق الزعيم إيطاليا الآن بسبب خسارتهِ لها "

 

نظرت إليه بأسى وأجبتهُ بهمس بينما كان مونرو يصرخ بجنون أمامنا

 

" أبواب الجحيم انفتحت على مصراعيها الآن في إيطاليا.. أظن يجب أن تتصل بعناصر الشرطة داخل المركز وتُنبههم بأن إعصار مُدمر على وشك الوصول إليهم "

 

أومأ هنري موافقا ورأيتهُ يرفع هاتفه واتصل برجاله.. اقتربت من مونرو وحاولت مُساعدتهُ ليقف لكنهُ دفعني بعيداً هنا وصرخ بشكل هستيري

 

" لا تقتربوا مني.. لا أحد يلمسني.. بانبي لم تموت.. حبيبتي لن تموت.. يجب أن أراها الآن..... "

 

وقفت جامدا في مكاني أنظر إلى مونرو وهو يصرخ ويبكي بمرارة باسم زوجته.. مسحت دموعي ونظرت إليه بحزنٍ عميق..

 

مونرو لن يتخطى بتاتا وفاة بانبلينا.. يجب أن أبقى بجانبه مهما حدث...

 

 

كتالينا بيلاتشو**


 

وقفت خارج الفندق أودع الجميع برفقة زوجي الوسيم باغو.. اقترب بابلو ووقف أمامي وتأملني بنظرات حنونة وقال برقة

 

" مبروك أنستي الصغيرة.. أتمنى لكِ السعادة الأبدية في حياتكِ الزوجية.. وإن أحزنكِ ذلك المعتوه ولو قليلا سأقتلهُ بنفسي "

 

قهقهت بخفة ثم اقتربت وعانقت بابلو بأخوية.. أبعدت وجهي عنه ونظرت إليه بحنان وقلتُ له بهمس حتى لا يسمعني باغو

 

" طبعاً لن أسمح لك بقتل زوجي عزيزي بابلو.. "

 

توقفت عن التكلم ثم همست بأذنهِ

 

" ستبقى حُبي الأول والجميل بابلو ليغوريا.. وأنا لستُ نادمة لأنني فقدت عذريتي معك أيها الوسيم "

 

شهق بابلو بصدمة كبيرة وما أن ابتعدت عنه رأيت وجنتيه تحمران من الخجل.. ضحكت بمرح ثم قرصت وجنتهُ بأصابعي وقلتُ له بدلال

 

" أنا سعيدة لأنك كنتَ دائماً في حياتي وفي حياة مونرو.. لن أقول بأنني أعتبرك كأخٍ لي بل أنتَ بالنسبة لي صديق عمري وطفولتي.. أحبك جدا بابلو "

 

ابتسم بابلو برقة ثم أمسك يدي وجذبني إليه قليلا وهمس بأذني قائلا

 

" لقد وضعت لكِ هدية صغيرة في حقيبة ملابسكِ.. صدقيني سوف تعجبكِ جداً هديتي لكِ.. لكن لا تفتحيها أمام باغو.. ستفهمين لاحقاً السبب "

 

شعرت بالتعجُب بسبب طلبهِ الغريب لكن قررت أن أنتظر حتى نصل إلى جزيرة موريشيوس.. حينها سأرى هدية بابلو السرية..

 

ودعت شقيقي وحاولت جاهدة عدم البكاء ولكن ما أن جلست بجانب باغو داخل السيارة حتى تساقطت دموعي على وجنتاي..

 

عانقني باغو بحنان ثم قبل يدي برقة وقال

 

" لا تبكي حوريتي.. فدموعكِ تقتلني.. "

 

ابتسمت لهُ برقة بينما كان يمسح دموعي عن وجنتي.. ثم قبلني باغو على جبيني بلطف وقال بنبرة حنونة

 

" لا تعلمي كم أحبكِ كتالينا.. أنتِ تضيئين حياتي بالألوان والمشاعر الجميلة.. سأبذل قصارى جهدي لجعلكِ سعيدة ولأحميكِ وأكون رفيقكِ الدائم.. فرحتي لا توصف بكلمات.. بل تنبع من عمق قلبي الذي ينبض بحبكِ حوريتي الجميلة "

 

اتسعت ابتسامتي ونظرت إلى حبيبي باغو بعشقٍ كبير وشعرت بالسعادة والأمان.. تنهدت برقة وأجبتهُ بهمس

 

" أنا أيضًا أحبك بكل ما أوتيت من قوة في قلبي.. أنتَ رفيق الروح وصديق العمر الذي لم أكن أعرف أنني أبحث عنه.. معك.. أشعر بالتكامل والتوازن.. وكأننا قد تم تجميعنا لنكون واحدًا.. سأعشقك وأهتم بك كل يوم.. وسأسعى جاهدة لجعل حياتنا مليئة بالسعادة والحب "

 

قبلني باغو قبلة حنونة وعاطفية على شفتاي ثم احتضنني برفق وعبّر عن مشاعرهُ بطريقة رومانسية قائلا لي بنبرة صوتهِ الجميلة والحنونة

 

" أعدكِ أن أكون دعامة قوية لكِ حوريتي الجميلة.. سنواجه الصعاب معًا وسنحقق أحلامنا المشتركة.. لنجعل هذا اليوم الذي يمثل بداية حياتنا الجديدة يبقى خالدًا في قلوبنا.. ولنعيش كل لحظة معًا بكل حب وانسجام.. خاصةً مع طفلنا القادم.. سأحبكما بجنون وسأحميكما حتى آخر نفس لي في الحياة "

 

نبض قلبي بسرعة وتبادلت قبلة رومانسية مع زوجي الحبيب.. تنهدت بعمق ثم وضعت رأسي على كتف باغو وعانقتهُ بقوة وقلتُ له بصدق

 

" شكرًا لك حبيبي على كلماتك الجميلة وعلى وجودك في حياتي.. سأحافظ على حبك وسأكون معك في كل زمان ومكان.. فلنجعل هذا الحب يستمر للأبد.. يملأ الحب والفرح حياتنا مع طفلنا.. وأشكرك لأنك لم تتخلى عني حبيبي "

 

قبلني باغو على جبيني وقال برقة

 

" مستحيل أن أتخلى عنكِ للحظة واحدة حوريتي الجميلة.. أحبكِ كتالينا بالوفا "

 

ابتسمت بوسع وتنهدت براحة ثم أغلقت عيناي واستمتعت بهذه اللحظات بين أحضان زوجي وحبيبي باغو..

 

عندما وصلنا إلى المطار ساعدني باغو لأترجل من السيارة ثم صعدنا إلى الطائرة الخاصة..

 

وقف باغو أمامي وقال برقة

 

" لقد وضعوا المضيفات حقيبة السفر في غرفة النوم.. يمكنكِ تبديل فستان زفافكِ.. "

 

ثم اقترب وهمس بإذني بنبرة مثيرة جعلتني أرتعش بمتعة

 

" سامحيني حوريتي لن أستطيع مساعدتكِ بارتداء ملابسكِ.. لأنني لن أستطيع السيطرة على نفسي.. أرغب بجنون بممارسة الحُب معكِ لكن ليس في طائرة شقيقكِ وعلى سريره.. سنفعل ذلك عندما نصل إلى الجزيرة "

 

نظرت إليه بنظرات مُنحرفة وقلتُ له بصدق بينما كنتُ أُداعب بأصابعي ربطة عنقه

 

" خُسارة.. كنتُ سأستمتع جدا بامتصاص عضوك الذكري الجميل حبيبي.. ولكن بما أنك لا ترغب بممارسة الحُب سوف نؤجل ذلك لحين وصولنا إلى الجزيرة "

 

تأملني باغو بنظرات مصدومة فضحكت بقوة ثم ركضت باتجاه غرفة النوم وأغلقت الباب وأقفلتهُ بالمفتاح.. ضحكت بجنون عندما سمعت باغو يطرق على الباب وهو يهتف بحزن

 

" حوريتي.. افتحي الباب.. لا تُعذبيني حبيبتي.. تباً.. أنا أسحب كلامي حوريتي.. افتحي لي الباب حبيبتي "

 

خلعت فستان زفافي وهتفت لهُ بمرح

 

" لا.. لن أفتح لك الباب.. لقد خسرت عزيزي.. عليك أن تتحمل نتيجة قرارك "

 

قهقهت بخفة عندما سمعت باغو يشتُم بقهر ثم بدأ يتوسل لأفتح لهُ الباب لكنني أعشق تعذيبهُ بجنون لذلك قررت أن أنام على السرير بمفردي..

 

فتحت حقيبتي وأول ما رأيتهُ هو علبة مربعة الشكل وصغيرة الحجم كانت ملفوفة بقطعة قماش حمراء جميلة.. وعرفت فوراً بأنها هدية بابلو..

 

بسبب فضولي لم أنتظر حتى نصل إلى الجزيرة لأفتحها.. أمسكتُها بسرعة وفتحتُها.. نظرت بدهشة إلى الحقنة الغريبة الموضوعة داخل العلبة..

 

نظرت إلى الحقنة بدهشة وهمست بذهول

 

" ما هذه الحقنة؟.. بابلو أيها الغبي هل تريدني أن أقتل زوجي؟!!... "

 

ولكن قبل أن أرمي الحقنة رأيت أسفلها ورقة صغيرة مطوية بشكلٍ أنيق.. أمسكت الورقة وفتحتُها وبدأت أقرأ رسالة بابلو الصغيرة بصوتٍ مُنخفض

 

" عزيزتي كتالينا.. زوجكِ الغبي حاول منذ ثلاثة أيام أن يخطفكِ من القصر.. وجلب معه هذه الحقنة ليقوم بتخديركِ بها كما فعل سابقاً اللعين في تلك الليلة.. بالطبع حجزت هذه الحقنة وقررت أن أُهديها لكِ في ليلة زفافكِ حتى تنتقمي بطريقة جميلة من زوجكِ الغبي.. "

 

توقف عن قراءة الرسالة وضحكت بمرح بسبب فكرة بابلو الشريرة والتي أعجبتني بجنون..

 

توقفت عن الضحك وتابعت قراءة الرسالة بابتسامة شريرة

 

" سامحيني أنستي الصغيرة لأنني أصف زوجكِ بالغبي.. ولكنهُ غبي بنظري لأنهُ ألمكِ.. ومع ذلك أتمنى لكِ حياة جميلة وسعيدة معه ومع طفلكما القادم.. سأكون دائماً بجانبكِ وأحميكِ.. وأريد أن أعترف لكِ بسر أخفيتهُ عنكِ لسنوات طويلة جداً.. لقد أحببتكِ بصدق ومن أعماق قلبي.. ولكن لم أستطع البوح والاعتراف لكِ بذلك.. صحيح ما زلت أعشق زوجتي بجنون ولكنكِ ملكتِ نصف قلبي.. وفي تلك الليلة التي خدرتني بها كانت أجمل ليلة في حياتي.. سامحيني لأنني رفضت حُبي لكِ.. ولكنكِ ستظلين نجمة ساطعة في حياتي.. ونصيحة مني تخلصي من رسالتي قبل أن يراها زوجكِ الغبي ويحاول قتلي.. كوني سعيدة.. إن كنتِ سعيدة أنستي سأكون سعيداً.. المُخلص بابلو ليغوريا "

 

نظرت إلى الرسالة بسعادة ثم حضنتُها إلى قلبي وهمست برقة

 

" اوه بابلو.. ستظل أنبل و أعظم إنسان تعرفت عليه في حياتي.. وشكراً على هديتك الجميلة "

 

مع أنني كنتُ أتمنى أن أحتفظ برسالة بابلو إلا أنني قررت أن أتخلص منها كما طلب مني..

 

نظرت إلى الحقنة بنظرات شريرة وخططت بطريقة شريرة جداً.. ارتديت فستان جميل وطبعا مثير جدا ثم خرجت من الغرفة ونظرت إلى زوجي المسكين بنظرات بريئة..

 

تأملني باغو بحزن ثم اقترب مني ووضع يده على خدي وقال بنبرة حزينة متألمة

 

" كيف طاوعكِ قلبكِ ولم تفتحي لي الباب حوريتي الجميلة؟ "

 

قبلت خدهُ برقة وقلتُ له بحنان

 

" لا تحزن حبيبي.. سوف أعوضك عندما نصل إلى الجزيرة "

 

ابتسمت بخبث عندما رأيت عيونه تلمع بالسعادة.. أخفيت ابتسامتي الشريرة وأمسكت بيد باغو ومشيت بطريقة مثيرة أمامه وجلست على المقعد وجلس باغو بجانبي..

 

وطيلة الرحلة كنتُ أفكر بطريقة شريرة جداً بما سأفعلهُ بزوجي المسكين.. ياه ليس ذنبي فأنا أعشق تعذيبهُ بطريقة رائعة..

 

وصلنا بعد مرور أربع ساعات إلى جزيرة موريشيوس.. وما أن خرجنا من الطائرة حتى رأيت رجال شقيقي بانتظارنا..


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 36 - أكرهُك

 

مونرو تكفل بكل شيء.. أعشق شقيقي بجنون.. فهو يتذكر أدق التفاصيل ولا ينسى شيء..

 

جلست في المعقد الخلفي داخل السيارة الرباعية الدفع والمُصفحة.. جلس باغو بجانبي وسألني بدهشة

 

" ماذا يفعلون رجال شقيقكِ في الجزيرة؟ "

 

قهقهت بخفة وأجبته بغرور

 

" مونرو زعيم المافيا الإيطالية حبيبي.. وأنتَ أدرى الناس بأن لديه رجال في جميع أنحاء العالم.. ثم شقيقي يمتلك فندق بلاس مور هنا.. ونحن ذاهبين إليه "

 

أمسك باغو يدي ثم رفعها وقبلها برقة.. تأملني بنظرات مُغرية وقال بسعادة

 

" لا أستطيع الانتظار حتى نصل إلى الفندق.. سأحبكِ بجنون هذه الليلة "

 

تأملتهُ بنظرات بريئة وقلتُ له برقة

 

" وأنا لا أستطيع الانتظار حتى نصل إلى الفندق حبيبي.. لن تتخيل ما سأفعلهُ في غرفة النوم "

 

بلع باغو ريقهُ بقوة وقال بصوتٍ مبحوح

 

" إلهي.. حوريتي ارحميني قليلا "

 

قهقهت برقة وفكرة بطريقة شريرة بينما كنتُ أبتسم لحبيبي ابتسامة ناعمة جميلة.. سوف أعشق ما سأفعلهُ بك يا حبيبي المسكين.. ولكن الليلة سأنتقم منك بطريقة مثيرة حبيبي.. ياه حبيبي المسكين لا يعرف ما ينتظره..

 

عندما وصلنا إلى الفندق حملني باغو بذراعيه وقال بسعادة

 

" سأحملك حوريتي حتى نصل إلى غرفة النوم.. أريدُكِ بجنون حوريتي "

 

ضحكت بسعادة عندما دخل باغو إلى الفندق وهو يحملني أمام الجميع..

 

رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 36 - أكرهُك

 

استقبلنا مدير الفندق بنفسه ورافقنا إلى المصعد الكهربائي بعد أن أعطى باغو بطاقة الجناح الملوكي والذي أمر مونرو بحجزه لنا لفترة شهرٍ كامل..

 

دخلنا إلى الجناح ورأيت بسعادة بأنهُ تم تزين الجناح الملكي بالورود والشموع المُعطرة بطريقة رومانسية.. خاصة غرفة النوم والسرير الملكي الكبير..

 

وضعني باغو على السرير وحاصرني بجسدهِ الضخم.. نظر في عمق عيناي وهمس بنبرة عاشقة

 

" أحبكِ زوجتي.. أعدُكِ كاتي سأفعل المستحيل لأجعلكِ سعيدة "

 

ابتسمت برقة وأجبته

 

" وأنا أحبك دون باغو بالوفا "

 

أخفض باغو رأسهُ وقبلني قبلة عاشقة.. بادلتهُ القبلة بشغف ولكن عندما شعرت بيدين باغو على صدري توقفت عن تقبيله ثم حركت رأسي ودفعت باغو إلى الأعلى وقلتُ له بدلال

 

" أصبر قليلا حبيبي.. لدي مفاجأة لك "

 

جلس باغو على طرف السرير وتأملني بنظرات سعيدة وقال بلهفة وهو يخلع سترته وربطة عنقه ويرميهما بعيداً

 

" أعشق المفاجآت.. خاصة إن كانت منكِ حبيبتي "

 

نظرت إليه بنظرات ماكرة وقلتُ له ببراءة مصطنعة

 

" صدقني حبيبي سوف تعشق مفاجئتي لك الليلة "

 

وقفت ومشيت بهدوء وأمسكت بحقيبة يدي والتي كنتُ رميتُها على الأريكة فور دخول باغو إلى الغرفة.. دخلت إلى الحمام وأقفلت الباب بالمفتاح..

 

فتحت حقيبتي وأخرجت رداء النوم المثير.. ثم نظرت إلى الحقنة بنظرات شريرة وهمست بخبث

 

" دون باغو.. لن تتخيل كم سأستمتع الليلة.. سامحني حبيبي لكنني الكابوس بنفسه.. سوف أنتقم منك بطريقة جميلة الليلة.. هههههه.. أعشق تعذيبك حبيبي.. ودائما ما تُرضيني رغم تعذيبي لك.. لذلك أحبك بجنون "

 

استحممت ثم جففت شعري وسرحتهُ وبعدها ارتديت قميص النوم السوداء والمثيرة.. كانت القميص من الحرير وقصيرة جداً بالكاد تستر مؤخرتي الجميلة.. وكانت بحمالتين رفيعتين جداً على الكتف وبفتحة مثيرة جداً على الصدر.. وثدياي كانا يظهران بوضوح من خلف قماش الدانتيل على الصدر..

 

وطبعا ارتديت سروال داخلي من الدانتيل وأسود اللون بخيط رفيع جدا.. وضعت من عطري المُفضل ثم أمسكت الحقنة وثبتُها بخيط سروالي الداخلي ثم خرجت من الغرفة..

 

رأيت باغو يجلس على السرير وهو عارٍ تماماً.. وانتصاب عضوه الذكري كان واضحاً..

 

تأملني باغو بنظرات هائمة وهمس بإعجاب وبإثارة

 

" إلهي.. حوريتي تبدين جميلة ومثيرة جداً.. تعالي إلى هنا في الحال "

 

ابتسمت ببراءة واقتربت من السرير ثم صعدت عليه ومشيت على ركبتاي وجلست على عضوه الذكري المنتصب لحبيبي..

 

تأوه باغو بقوة ثم أمسك ذراعي وجذبني إلى الأسفل وقبلني قبلة نارية.. بادلتهُ القبلة بشغف وبحب.. ثم حركت يدي على صدره نزولا إلى خصره ثم رفعتُها على فخذي وبخفة رفعت قميص نومي قليلا وسحبت الحقنة..

 

وبينما كنتُ أُقبل باغو قبلة أفقدتنا أنفاسنا رفعت ذراعي بسرعة وحقنت باغو في عنقه..

 

توقف باغو بسرعة عن تقبيلي وهتف بدهشة وهو ينظر إليّ بنظرات مُتعجبة

 

" ما اللعنة!!.. ما هذا حبيبتي؟!... "

 

سحبت الحقنة ثم أشرت بها أمام عينيه وقلتُ له بخبث

 

" هذا انتقام صغير من الكابوس بسبب ما فعلتهُ بي في تلك الليلة.. لا تقلق حبيبي سوف يزول مفعولها بعد مرور ساعتين.. أو ساعتين ونصف.. وخلال هذه الساعتين سوف أستمتع بك حبيبي "

 

مفعول المُخدر كان سريعاً إذ ارتخى جسد باغو أسفلي ورأيتهُ يتأملني بنظرات مصدومة..

 

رميت الحقنة بعيداً ثم وقفت ودخلت إلى الحمام.. أخرجت الخاتم من حقيبة يدي والأصفاد الحديدية وعُدت ودخلت إلى غرفة النوم..

 

نظرت بسعادة إلى حبيبي بينما كنتُ أجلس بجانبه على السرير.. تأملتهُ بنظرات شريرة ورفعت الأصفاد والخاتم أمام وجهه وقلتُ لهُ بنبرة شريرة

 

" لا تقلق حبيبي لن أجعلك تتألم في ليلة زفافنا.. حسناً أعترف سوف تتألم ولكن ليس كثيراً.. سوف أُكبل يديك كما فعلتَ بي سابقاً.. وهذا الخاتم الجميل أخذته من غرفة مونرو الحمراء.. كان موجود بين أدواتهِ الساديّة قبل أن يتخلص منها منذ أسبوعين "

 

قهقهت بمرح عندما رأيت باغو ينظر إلى الخاتم بذعر.. أخفضت رأسي وقبلت شفتيه برقة ثم رفعت رأسي قليلا ونظرت في عمق عينيه المصدومة وقلتُ لهُ ببراءة

 

" هذه الليلة سوف أستمتع بك دون باغو بالوفا.. ولكن لن أسمح لك بأن تبلغ نشوتك حبيبي.. هذا هو عقابك وانتقام الكابوس منك.. ولكن عندما يزول مفعول المُخدر قد أسمح لك عزيزي بلمسي.. والآن حان الوقت لأبدأ بانتقامي الصغير "

 

قبلت شفتيه بقبلة سريعة ثم همست بأذنهِ بنبرة مثيرة

 

" ما سأفعلهُ الآن هو فقط حتى أجعلك تتذكر بأنني الكابوس بنفسهِ عزيزي.. حان الوقت لأستمتع "

 

 

انتباه مشهد جريء**

 

 

رفعت ذراعيه لفوق رأسه وكبلت معصميه بالأصفاد الحديدية.. جلست على ساقية ونظرت بمتعة إلى عضوه الذكري المنتصب..

 

رفعت حاجبي وتأملت باستمتاع كيف كان ينتفض عضوه بعنف بينما كنتُ أُداعب خصيتيه بأصابعي برقة..

 

أنين خفيف خرج من حُنجرة باغو عندما أخفضت رأسي وقبلت برقة رأس عضوه الذكري.. استطعت الشعور بارتعاش جسد زوجي الجميل.. ابتسمت بخبث ولعقت عضوه بلساني..

 

ارتعش جسد باغو أكثر وتحجر عضوه الذكري أكثر.. وأنين خفيف خرج من حُنجرته عندما بدأت أمتص عضوه مثل الحلوى..

 

وعندما شعرت بأنهُ على وشك قذف سائلهُ المنوي أخرجت عضوه من فمي ثم مسحت شفتاي بمحرمة ووضعت الخاتم على عضوه الذكري لأمنعهُ من القذف..

 

أنين متألم خرج من حُنجرة باغو بينما كان يتأملني بنظرات حزينة متألمة.. نظرت إليه بحنان وقلتُ له برقة

 

" اوه.. زوجي يتألم.. لا تحزن حبيبي فأنتَ جعلتني أتألم أضعافاً في تلك الليلة "

 

خلعت قميص نومي أمامه بطريقة مثيرة ثم خلعت سروالي الداخلي ورميتهُ على وجه باغو.. قهقهت بمرح عندما رأيت عضوه الذكري أصبح أحمر اللون وكان ينتفض بقوة ويحاول إطلاق صراح سائلهُ المنوي بأي طريقة لكن الخاتم الجميل الذهبي كان يمنعهُ من فعل ذلك..

 

أمسكت سروالي الداخلي ورفعتهُ عن وجه باغو قليلا.. نظرت إلى عينيهِ الحزينة والمتألمة.. تنهدت بعمق ثم قبلت شفتيه بقبلة شرسة.. عضضت شفتيه بقوة حتى استطعمت بطعم الدماء..

 

تذوقت دماء حبيبي بلذة ثم تنهدت باستمتاع وقلتُ له بصراحة

 

" الساديّة أحياناً ممتعة.. ولكنني لا أحبُها عزيزي.. لذلك لا تقلق لن أكون عنيفة جداً معك "

 

كان باغو يحاول فتح فمه والتكلم ولكن بفضل المُخدر لم يستطع.. جلست على معدته وأمسكت يدهُ اليمنى ورفعتُها من فوق رأسه ووضعتُها على صدري..

 

تأوهت بمتعة بينما كنتُ أُمرر يد باغو على صدري وأصابعه أمررها على حلمة صدري..

 

أخفضت يده إلى بطني وقلتُ له بنبرة مثيرة

 

" طفلنا هنا حبيبي.. وهو يستمتع بانتقام أمهِ على أبيه.. في تلك الليلة التي اغتصبتني بها جعلتني أحمل بطفلك.. وبسبب طفلنا لم أقتلك.. ولكنني لا أنسى بسهولة أيها الدون.. لذلك قررت أن أنتقم منك قليلا في ليلة زفافنا.. يجب أن تعوضني عندما يزول مفعول المُخدر.. فأنا أحترق للشعور بك حبيبي بداخلي.. ولكن ليس قبل أن ينتهي انتقامي منك أولا "

 

بدأت بتقبيل عنقه وعضه.. استمتعت كثيراً بينما كنتُ أسمع أنين باغو المتألم..

 

قبلت صدره وحلمتيه ووزعت عضات الحُب على صدره وعنقه وكتفيه.. وعندما نظرت إلى عضوه الذكري توسعت عيناي بذهول عندما رأيتهُ على وشك الانفجار..

 

نظرت إلى حبيبي برقة وقلتُ لهُ بنبرة حنونة

 

" ياه حبيبي.. أنتَ تتألم كثيراً.. لا بأس.. تحمل من أجلي يا زوجي الحبيب "

 

وتابعت تعذيب باغو بقبلاتي ولمساتي له لفترة ساعتين ونصف كاملتين.. وعندما انتهى مفعول المُخدر سمعت باغو يهمس بنبرة مبحوحة وبألمٍ شديد

 

" كــ.. كتالينا.. حوريــ.. حوريتي.. توقفي أرجوكِ.. أنا أموت هنا.. أزيلي هذا الخاتم اللعين عن عضوي الذكري.. سوف ينفجر.. "

 

كان باغو ضعيفاً بعد انتهاء مفعول المُخدر لذلك لم يستطع ابعادي عنه بينما كنتُ أُداعي خصيته بيدي..

 

أزلت الخاتم برقة عن عضوهِ الجميل ثم أمسكتهُ بيدي وأدخلتهُ برقة داخل فتحة مهبلي..

 

شهق باغو بقوة ثم تأوه باستمتاع عندما بدأت أتحرك بسرعة على عضوه.. وما هي سوى ثواني معدودة حتى قذف سائلهُ بداخلي..


 

انتهى المشهد الجريء**


 

قمتُ بفك الأصفاد عن معصميه ثم نظرت إلى حبيبي المُرهق والذي كان يتأوه بقوة وصدره يعلو ويهبط بجنون..

 

عندما هدأت أنفاسه تأملني بنظرات حزينة وقال

 

" إنها المرة الأولى التي تغتصبني بها امرأة.. ولكن بما أنكِ تلك المرأة لن أنتقم منكِ حوريتي.. ثم أنا أستحق ما فعلتهِ بي.. لكن أرجوكِ لا تعيدي تكرار فعلتكِ معي مرة أخرى.. لن أتحمل كاتي "

 

قهقهت بمرح ثم قبلت خدهُ بقوة وقلتُ له برقة

 

" لن أُكرر فعلتي مرة أخرى.. والآن هل تستطيع ممارسة الحُب معي بطريقة جميلة؟ "

 

في الحقيقة لقد كذبت.. لقد أحببت ما فعلتهُ بحبيبي.. قد أُكرر ما فعلتهُ به قريباً.. لكن أولا يجب أن أذهب إلى شركته وأسرق عدد قليل من حقنة ذلك المُخدر.. وهذا سهل بالنسبة لي.. ههههه...

 

تأملني باغو بنظرات حنونة وقال

 

" لا أستطيع تحريك جسدي بشكلٍ جيد.. ما رأيكِ حبيبتي أن نشرب النبيذ ونأكل وجبة لذيذة ثم نمارس الحُب؟ "

 

أومأت له موافقة وساعدته ليجلس على السرير ثم ارتديت قميص نومي..

 

أمضيت ليلة ساحرة برفقة باغو.. ومارسنا الحُب لساعات.. ومع أول ساعات الفجر غرقت بنومٍ عميق بينما باغو كان يحتضنني بقوة...

 

 

مونرو بيلاتشو**

 

 

" لاااااااااااااااااااااااااااااااا.. حبيبتي لم تمُت.. لااااااااااااااااااااا..... "

 

الألم في قلبي كان يقتلني.. لم أستطع تحمُل الألم.. شعرت بأنني أختنق.. شعرت بروحي تحترق..

 

لمسة خفيفة على كتفي شعرت بها وسمعت إيثان يقول بحزن

 

" مونرو.. اهدأ صديقي.. دعني أُساعدك لتقف و... "

 

دفعتهُ بعيداً عني وهتفت بجنون

 

" لا تقتربوا مني.. لا أحد يلمسني.. بانبي لم تموت.. حبيبتي لن تموت.. يجب أن أراها الآن... هي تحتاجُني.. يجب أن أكون بجانبها.. بانبلينااااا.. حبيبتي لا تتركيني.. بانبلينااااااااااا.. "

 

هزني البكاء العميق بعنف.. كنتُ أُصارع بين الأمل واليأس.. أدركت بأنني لا أستطيع السيطرة على القدر والظروف.. ولكنني رفضت التخلي عن حبيبتي بانبلينا.. توسلت الله.. توسلت الأقدار.. وتوسلت لأي شيء يمكنهُ أن يعيدها إليّ..

 

وسط صرخاتي القاتلة انقطع الهمس والتنفس في الغرفة.. ويبدو الزمن كأنه قد توقف.. وقف الطبيب ماركو مكبّلًا بالأسف لا يعلم أنه لا يمكنه أن يقدم المزيد من الأخبار المطمئنة..

 

ساعدني لأقف وتأملني بنظرات حزينة جداً..

 

وفجأة.. اندفع أحد الأطباء من داخل غرفة العمليات بخطوات سريعة.. وقف الطبيب المساعد أمامنا وهتف بصوت متوتر

 

" دكتور ماركو.. هناك تحسن في حالة السيدة بانبلينا.. نجحنا في استقرار وظيفة الأعضاء الحيوية.. لقد أعدنا النبض إلى قلبها.. قلبها عاد ينبض من جديد حضرة الطبيب.. يجب أن تدخل بسرعة وتُشرف عليها بسرعة برفقة الأطباء "

 

كلماتهِ ترددت بخفة في الغرفة.. وأصوات الأنفاس المكسورة تعود للتدفق ببطء..

 

رفعت رأسي بصدمة والتقطت أنفاسي بشكل مُتقطع.. وحاولت أن أفهم ما يحدث وما قالهُ الطبيب المُساعد للتو..

 

 نظرت إلى الطبيب وسألتهُ بصوتٍ مهزوز 

 

" مــ... ماذا قلت؟.. عاد قلبها ينبض من جديد؟.. بانبلينا؟.. حبيبتي بخير؟ "

 

وما أن أومأ الطبيب موافقاً بسعادة هتف ماركو بحدة

 

" لندخل بسرعة إلى غرفة العمليات.. تحرك "

 

سقطت بانهيار على ركبتاي على الأرض وتساقطت دموع الفرح من عيناي.. بكيت بكثرة بينما كنتُ أبتسم مثل الأحمق..

 

حبيبتي لم تمُت.. حبيبتي بخير.. بانبلينا بخير.. طفلتي الجميلة بخير..

 

سمعت إيثان يقول وهو يقترب مني

 

" إنها بخير صديقي.. تعال مونرو لنجلس وننتظر.. تعال صديقي "

 

رفعت رأسي وابتسمت لهُ بسعادة وسمحت له بمساعدتي لأقف.. تأملني إيثان بنظرات سعيدة ثم ربتَ على خدي وقال

 

" لقد أخبرتُك.. بانبلينا قوية.. وهي لا تتخلى عن من تُحبهم "

 

أومأت لهُ موافقا ثم مسحت دموعي وهمست بسعادة

 

" حبيبتي بخير.. نعم.. هي بخير.. بانبي بخير "

 

ساعدني إيثان بالجلوس وانتظرنا معا بفارغ الصبر خروج ماركو من الغرفة برفقة الأطباء.. بعد مرور ساعة.. وقفت بسرعة ما أن رأيت باب غرفة العمليات ينفتح..

 

رأيت بذهول الأطباء يخرجون من الغرفة ثم ألقوا التحية عليّ بحزن وغادروا..

 

بلعت ريقي بخوف وانتظرت بترقب خروج ماركو..

 

ما أن خرج ماركو من غرفة العمليات ركضت بسرعة ووقفت أمامه.. 

 

ينظر الطبيب ماركو إلى مونرو بنظرة مبللة بالتأثر والأمل.. يعرف أن هذه هي الفرصة الأخيرة لإعطائه قسطًا من الأمل..

 

سألتهُ بسرعة بخوف وبتوتر

 

" هل هي بخير؟.. أخبرني الحقيقة لو سمحت.. بانبلينا بخير؟ "

 

تأملني ماركو بنظرات هادئة وقال بصوت مليء بالتفاؤل

 

" نعم مونرو.. هناك تحسن في حالتها.. بانبلينا تقاوم بقوة.. والأطباء بذلوا قصارى جهدهم لإعادتها إليك.. هي قوية.. لقد تجاوزت المرحلة الحرجة وقريباً سوف تستعيد ببطء وعيها "

 

تسلل الأمل برفق إلى قلبي المكسور.. تساقطت دموعي بسعادة على وجنتاي.. ووجهي ابتسم من بين الدموع.. شعرت بالامتنان والسعادة المختلطة بالخوف والحزن..

 

تنهدت براحة ونظرت إلى ماركو بسعادة وقلتُ له بصوت مهزوز ومليء بالامتنان

 

" شكراً لك ماركو.. شكراً لكم... شكراً لكم جميعًا "

 

لكن اختفت ابتسامتي السعيدة بسرعة عندما رأيت نظرات ماركو المتوترة والحزينة.. تأملتهُ بنظرات مُتعجبة وسألتهُ بصوتٍ مُنخفض

 

" لماذا تنظر إليّ بتلك الطريقة ماركو؟.. لقد قلتَ لي بأن بانبي بخير.. أنتَ لا تكذب عليّ.. أليس كذلك؟.. أنتَ لم تكذب؟ "

 

رأيت ماركو ينظر إلى إيثان بتوتر.. ثم حرك نظراتهِ باتجاهي وتأملني بارتباك.. وبصدمة كبيرة سمعت ماركو يقول

 

" مونرو... أعتذر لأنني سأكون صريحًا معك.. تعرضت زوجتك بانبلينا لإصابات خطيرة.. ورغم كل جهودنا.. فإن الإصابات الداخلية التي تعاني منها تسببت في فقدان الجنين.. و.. و.. بانبلينا.. بانبلينا لن تستطيع الإنجاب مرة أخرى.. آسف "

 

تجمد العالم أمامي عندما سمعت ما قالهُ ماركو للتو.. ظننت نفسي سمعت بشكلٍ خاطئ.. ابتسمت بغباء وسألته بصوتٍ مهزوز

 

" لم.. لم أفهم بشكلٍ جيد ما قلتهُ لي ماركو.. أعد لي لو سمحت ما قلتهُ لي "

 

تأملني ماركو بملامح وجه حزينة.. بلع ريقهُ بقوة وقال بأسف

 

" أعتذر لأني سأقول لك شيئًا صعبًا جدًا.. بانبلينا لن تستطيع الحمل مرة أخرى.. الحادث الذي تعرضت له تسبب في إصابات داخلية خطيرة.. وقد تأثرت بشكل كبير في قدرتها على الإنجاب.. لقد تأثر رحمها بشكل كبير.. مما يعني فقدان قدرتها على الإنجاب.. نسبة الحمل لديها الآن لا تتعدى الخمسة بالمائة.. بانبلينا لن تستطيع الحمل مرة أخرى.. آسف مونرو "

 

كلمات الطبيب ماركو تسللت إلى أذني كصواعق كهربائية.. شعرت بكلمة " لن تستطيع الحمل " تتراقص في عقلي مرارًا وتكرارًا.. أغمضت عيناي بقوة وكأنني أريد أن أستدرج نفسي من هذا الكابوس المفاجئ..

 

نظرت إلى ماركو بصدمة كبيرة وقلتُ له بصوت مكسور ومكتوم

 

" لا... لا يمكن.. هذا غير ممكن.. بانبي... لا يمكنها أن تتحمل مزيدًا من الألم.. بانبلينا لن تتحمل هذا الخبر عندما تستيقظ.. أرجوك ماركو قُل لي بأن ذلك غير صحيح..  كيف يمكن أن نخسر أملاً آخر في بناء عائلتنا؟.. لن تتحمل بانبي الخبر.. وأنا كنتُ أتمنى منذ مدة أن يكون لي طفل من زوجتي.. أرجوك ارحمني وأرحم زوجتي.. أرجوك ماركو لا تقل لي بأن بانبلينا لن تستطيع الحمل مرة أخرى "

 

الصدمة تسللت إلى جسمي.. شعرت بالألم الحاد يتسلل إلى قلبي.. ممزوجًا بالحزن العميق والخيبة والندم.. يبدو وكأن العالم بأكمله قد انهار حولي..

 

تساقطت دموعي من جديد على وجنتاي بتعاسة وبألمٍ فظيع.. أنا السبب.. أنا السبب بما حصل لحبيبتي..

 

حاولت أن أتنفس ببطء للسيطرة على انهياري الداخلي.. شعرت بقسوة الحقيقة والقدر والألم اللافت لهما..

 

نظرت إلى ماركو بتعاسة وبصوت مكسور ومرتجف قلتُ له

 

" أنا لا أصدق ذلك... هل تعني أن حُلمنا بالأسرة الصغيرة قد انتهى؟.. أنا متأكد بأن بانبي كانت تحلم ببناء أسرة سعيدة وإنجاب الأطفال.. لا يمكنك تحطيم حُلمها.. هل تعني أن بانبلينا ستعيش حياتها بدون أن تشعر بضحكات أطفالنا؟ "

 

نظر ماركو إليّ بنظرة مملؤة بالتعاطف والحب.. وضع يدهُ بلطف على كتفي في محاولة لتقديم الدعم لي.. وقال بصوت مليء بالرقة والتعاطف

 

" أنا أدرك بأن هذا الخبر يُشكل صدمة كبيرة وألم لا يُوصف بالنسبة لك.. وستكون صدمة كبيرة بالنسبة لزوجتك.. لكن يجب أن تعلم أن الأمل لا ينتهي.. ربما تكون هناك طرق أخرى لتحقيق أحلامكما.. ربما تكون هناك خيارات للأبوة البديلة أو تبني الأطفال.. لا تفقد الأمل.. فمع كل نهاية يبدأ باب جديد وحياة جديدة.. المهم الآن بأن بانبلينا بخير "

 

تدفقت دموعي أكثر على وجنتاي بينما كنتُ أنظر إلى ماركو بيأس.. شهقت بقوة وأجبتهُ بصوتٍ مهزوز

 

" لن تتحمل حبيبتي هذا الخبر.. سوف تكرهني بانبلينا.. أنا السبب.. أنا السبب.. لقد دمرت حبيبتي بنفسي.. أنا السبب "

 

انتابني الألم كأمواج مدٍّ وجزر.. شعرت بالضيق والتوتر ينتشر في كل خلية من جسدي.. وجدت صعوبة في التنفس وشعرت بالصدمة العميقة تتسلل إلى كل زاوية وخلية في جسدي..

 

نظرت بحزن إلى باب غرفة العمليات حيث توجد زوجتي بداخلها وهي تقاوم وتُصارع الموت.. وجدت صعوبة في تصديق بأننا لن نشعر بأحضان طفلنا الخاص بعد الآن.. شعرت بالألم يتسلل إلى عمق روحي.. لكن في قلبي تعلقت بخيط ضئيل من الأمل.. قد يتحقق يومًا ما بطريقة قد لا نتوقعها..

 

استأذن ماركو وخرج بهدوء من الغرفة بعد أن قال لي بأنهُ سيسمح لي برؤية بانبي بعد قليل.. ووسط دموعي وحالتي المُنهارة اقترب إيثان ووقف أمامي..  احتضنني برفق وداعب ظهري ليعبر عن مشاعره الصادقة.. ثم ابتعد عني وقال بحزن

 

" لا تُفكر بسلبية مونرو.. عليك أن تكون قوياً لتقف بجانب بانبلينا في هذه المرحلة الصعبة.. يجب أن تكون بجانبها وتدعمها في هذه المرحلة.. ربما الله لاحقاً يُرزقكما بطفل.. تحلى بالإيمان والصبر.. لن يكون الطريق سهلا أمامك.. لكن إياك أن تستلم.. إن كنتَ فعلا تُحب بانبلينا عليك أن تكون قوياً من أجلها "

 

انهرت أمام إيثان وبكيت مثل الطفل أمامه.. احتضنني إيثان بأخوية وساعدني لأجلس وربتَ على كتفي برقة وقال بنبرة حزينة

 

" تماسك صديقي.. أتفهم مدى أوجاعك وحُزنك الآن.. لكن عليك أن تكون قوياً صديقي "

 

مسحت دموعي وهتفت بغصة أليمة

 

" ما حصل مع حبيبتي كلهُ بسببي.. لو اعترفت لها بصدق مشاعري نحوها كانت ستكون هي وطفلنا بخير.. أنا السبب.. أنا... "

 

كان فعلاً صعباً عليّ أن أتقبل هذا الواقع المرير.. أنا عن نفسي لم أستطع تحمل الخبر.. فكيف سوف تتقبل الخبر حبيبتي؟...

 

بعد مرور نصف ساعة سمح لي ماركو برؤية بانبي.. دخلت إلى غرفة العمليات الباردة ونظرت بألم وبحزنٍ عميق إلى حبيبتي..

 

اقتربت من السرير ونظرت إليها بندمٍ كبير.. جلست على ركبتاي على الأرض ونظرت إلى وجهها الشاحب..

 

غرق وجهي بالدموع بينما كنتُ أنظر بحنان وبندم إلى وجه بانبلينا..

 

أمسكت يدها برقة وهمست بصوتٍ مهزوز قائلا لها بندمٍ كبير

 

" سامحيني طفلتي.. سامحيني أرجوكِ.. بسببي أنا تعرضتِ لذلك الحادث.. وبسببي أنا خسرنا طفلنا ولم يعُد باستطاعتكِ الإنجاب.. "

 

توقفت عن التكلم وقبلت يدها بقبلات كثيرة بينما دموعي لم تتوقف للحظة عن الهطول من عيناي..

 

رفعت رأسي ونظرت إلى وجهها الشاحب وقلتُ لها بعذاب

 

" أعدُكِ حبيبتي بأنني سأفعل المُستحيل حتى أجعلكِ سعيدة.. سأجلب لكِ جميع أطباء العالم حتى نستطيع أن نُرزق بطفلٍ آخر.. سأفعل كل ما تطلبينهُ مني.. ولن أسمح للحزن بأن يغلبنا.. سوف أعوضكِ عن كل ما مضى.. وسوف أعترف لكِ في كل لحظة عن مدى حُبي وعشقي الكبير لكِ.. كل ما أريدهُ منكِ أن تسامحيني طفلتي.. وأعدكِ بأنني سأتغير.. سأتغير من أجلكِ حبيبتي.. "

 

دخل ماركو إلى الغرفة وقال بصوتٍ هادئ

 

" سيد مونرو.. حان الوقت لتخرج.. لقد سمحت لك برؤيتها لخمس دقائق.. ثم يجب أن ننقلها إلى غرفة العناية المُركزة حتى نراقبها الليلة "

 

وقفت ومسحت دموعي ثم شكرت ماركو وخرجت من الغرفة.. رأيت إيثان بانتظاري.. وقفت أمامهُ وسألتهُ بجدية

 

" أين هو هنري؟ "

 

تأملني إيثان بنظرات قلقة لكنهُ أجابني

 

" لقد ذهب لاستجواب ذلك السائق في مركز الشرطة القريب من المطعم.. فقد تم القبض عليه و... "

 

استدرت وغادرت الغرفة مُسرعاً.. ركض إيثان خلفي وهتف بقلق

 

" مونرو.. إلى أين تذهب؟ "

 

هتفت بحدة بينما كنتُ أمشي بخطوات سريعة وغاضبة في ممرات المستشفى

 

" سأذهب لأقتل ذلك السائق السافل.. ولن يوقفني أحد "

 

صرخ إيثان بذهول

 

" ماذاااااااااا؟!!.. أنتَ تمزح!.. مونرو توقف.. إياك أن تفعل.. اللعنة توقف "

 

خرجت من المستشفى ورأيت رجالي بانتظاري.. أشرت لهم بيدي ليتبعوني ثم صعدت في سيارتي التي جلبوها وقدتُ بسرعة جنونية باتجاه مركز الشرطة..

 

أوقفت سيارتي بعنف أمام المدخل الرئيسي لمركز الشرطة ثم سحبت مسدسي من التابلو وترجلت من السيارة وأشرت لرجالي ليتبعوني..

 

ما أن دخلت إلى المركز حتى رأيت هنري يقف أمامي وهو يتأملني بنظرات متوترة..

 

وقفت أمامه بعنفوان وأمرتهُ بحدة قائلا

 

" ابتعد من أمامي هنري وإلا أطلقت النار عليك "

 

تأملني هنري بنظرات هادئة وقال

 

" اهدأ مونرو.. إن قتلته لن تُصلح شيئاً.. لقد اتصل بي إيثان وأخبرني بأنك ستأتي و... "

 

قاطعتهُ هاتفاً بحدة وأنا أرفع مسدسي أمام وجهه

 

" ابتعد هنري وفي الحال "

 

ركضوا عناصر الشرطة ورفعوا أسلحتهم باتجاهي.. هتف هنري بغضب عليهم حتى يبتعدوا عندما دخلوا رجالي المسلحين وحاصروهم..

 

اقتربت من هنري خطوة وسألته بغضب

 

" أين هو ذلك العاهر؟.. تكلم "

 

حاول أن يتكلم معي إذ قال بهدوء

 

" مونرو اســ.. "

 

قاطعتهُ هاتفاً بغضب أعمى

 

" أين هو؟ "

 

تأملني بنظرات مهزومة وهمس قائلا باستسلام

 

" في أول زنزانة في الغرفة الشمالية داخل الممر الثاني "

 

أخفضت المسدس وركضت مُسرعاً بذلك الاتجاه.. ما أن وصلت إلى الزنزانة رأيت شرطي يقف أمامها.. رفعت مسدسي أمام وجهه وأمرته بحدة

 

" افتح الباب بسرعة "

 

تأملني الشرطي بنظرات مذعورة وتحرك بسرعة وفتح لي باب الزنزانة ثم ركض هارباً من أمامي عندما صرخت بوجهه ليبتعد..

 

دخلت إلى الزنزانة ورأيت ذلك العاهر يقف في زاوية الحائط وهو يبكي بفزع.. اقتربت منهُ بسرعة ووضعت فوهة المُسدس على رأسه وهتفت بغضب وبحقد أعمى

 

" أيها اللعين.. سأقتلك لأنك دهستَ زوجتي أيها القذر "

 

ولكن قبل أن أضغط على الزناد تجمدت يدي عندما هتف ذلك الرجل ببكاء

 

" أرجوك لا تقتلني سيدي.. أنا آسف لم أقصد.. لكن صدقني لم أرى زوجتك وهي تقف في وسط الطريق.. زوجتي في المستشفى وهي مريضة جداً.. لقد اتصلوا بي وأخبروني بأنها ليست بخير و.. أرجوك سيدي صدقني.. كنتُ فقط أقود بسرعة لأصل إلى المستشفى.. أتوسل إليك لا تقتلني.. لدي ثلاثة أطفال وزوجتي دخلت إلى المستشفى منذ أسبوع.. فقلبها ضعيف وهي تحتاج لإجراء عملية زرع قلب.. ونحن ننتظر مُتبرع.. أرجوك سيدي لا تقتلني.. هي وأطفالي يحتاجون إليّ "

 

اختفت ملاح الغضب من وجهي كليلا.. نظرت إلى ذلك الرجل بنظرات هادئة.. عرفت بأنهُ صادق.. عرفت بأنهُ لا يكذب ليُخلص نفسهُ من الموت..

 

وبسبب وعدي لزوجتي قررت أن لا أقتله.. أبعدت المسدس عن رأسه ونظرت إليه بحدة ثم قلتُ له بنبرة متألمة غاضبة

 

" من أجل زوجتي فقط لن أقتلك.. هل تعلم لماذا؟.. لأنني وعدتُها منذ قليل بأنني سأتغير من أجلها وهي نائمة على ذلك السرير البارد.. من أجل أطفالك لن أقتلك.. ولكن مصيرك مرهون بقرار زوجتي عندما تستيقظ.. إن تمنت لك الموت سأقتلك.. وإن طلب مني تحريرك سأفعل ذلك "

 

تأملني الرجل بنظرات مذهولة ومُرتعبة.. نظرت إليه بحدة وتابعت قائلا له

 

" لكنك ستبقى هنا حتى تستيقظ زوجتي وتُحدد مصيرك.. أما زوجتُك سأهتم بأن تتم عملية زرع قلب لها قريبا "

 

أمسك الرجل يدي وبدأ يُقبلها لكنني سحبتُها بعنف وهتفت بغضب بوجهه حتى لا يُكرر فعلته.. وقف أمامي وقال ببكاء وبسعادة

 

" سأفعل أي شيء تطلبهُ مني سيدي.. حتى لو كان الثمن موتي المهم أن تتحسن زوجتي.. أشكرك سيدي.. شكراً لك "

 

استدرت وغادرت الزنزانة وما أن دخلت إلى غرفة الاستعلامات حتى رأيت بابلو و إيثان يركضان برفقة هنري ووقفوا أمامي وتأملوني بنظرات قلقة ومتوترة..

 

نظرت إليهم بغضب وهتفت بسخرية

 

" لم أقتله "

 

تنهدوا براحة ثم تأملونني بنظرات الشك.. زفرت بقوة وقلتُ لهم بحدة

 

" يمكنكم التأكد بأنفسكم بأنني لم أقتله "

 

سألني بابلو بسرعة

 

" سيد بيلاتشو.. أنتَ متأكد بأنك لم تُحطم عنقهُ أو عظام جسده أو.... آسف "

 

همس في النهاية بكلمة آسفة بعد أن رأى نظرتي الغاضبة له.. أما هنري و إيثان ركضا باتجاه الزنزانة ليتأكدا بأنني لم أقتل ذلك الرجل الغبي..

 

نظرت بملل إلى عناصر الشرطة والذين كانوا يقفون أمام الحائط وينظرون إليّ بنظرات خائفة مُرتعبة.. نظرت إليهم بحدة وكشرت بغضب فأشاحوا نظراتهم بسرعة بعيداً عني بخوف..

 

" أغبياء.. "

 

همست بسخرية بتلك الكلمة وما هي سوى ثواني رأيت هنري و إيثان يقفان أمامي.. تأملني هنري بنظرات غريبة


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 36 - أكرهُك

 

ثم سألني بدهشة كبيرة

 

" لماذا لم تقتله؟ "

 

أجبتهُ بسخرية

 

" إن كنتَ لستَ راضياً على تركي له على قيد الحياة يمكنني أن أقتلهُ من أجلك "

 

" لااااااااااااااااا.. لاااااااااااااااا "

 

صرخ بابلو ثم إيثان بالرفض.. نظرت إليهما بحدة وهتفت بغضب

 

" لم أقتله.. هل هذا غريب؟ "

 

" نعم.. نعم.. نعم.. "

 

أجابوني ثلاثتهم موافقين بسرعة.. قلبت عيناي بملل ثم قلتُ لهم بحدة

 

" ماذا فعلت في حياتي حتى يكون لي أصدقاء مثلكم؟.. ما هذا العذاب؟.. و.. اوووه.. ماذا تفعلون واللعنة؟ "

 

هتفت بذهول في النهاية عندما عانقوني ثلاثتهم بقوة.. تنهدت بقوة ولكن عندما رأيت نظرات عناصر الشرطة المُستمتعة دفعت أصدقائي بعيداً عني وهتفت بغضب مُصطنع

 

" إياكم أن تكرروا هذا العناق مرة أخرى وإلا قطعت لكم عضوكم الذكري  "

 

وغادرت مقر الشرطة وأنا ابتسم برقة وقدت سيارتي باتجاه المستشفى وطبعاً تبعوني أصدقائي الأغبياء ورجال أمني...

 

رفضت الذهاب إلى قصري لفترة يومين.. لا أعرف كيف تحملت عدم الاستحمام طيلة هذه الفترة القياسية.. ولا أعرف كيف لم أقرف من نفسي وينتابني الهلع بسبب وسواس النظافة لديّ.. كان كل همي أن أبقى بجانب بانبلينا..

 

رفضت تركها رغم أنها تحسنت واستيقظت في اليوم الثاني.. ولكن ماركو لم يسمح لي اللعين بالدخول ورؤيتها رغم تهديدي لهُ بالسلاح..

 

ولكن ذهبت إلى قصري واستحممت وارتديت ثياب عادية وذهبت إلى المستشفى..

 

وأخيراً رق قلب ماركو عليّ وسمح لي بالدخول ورؤية زوجتي بعد أن هددتهُ بقتل زوجته وابنته فالنتينا.. ونجح تهديدي الكاذب عليه.. فأنا من المستحيل أن أؤذي ماركو وعائلته.. خاصةً من أجل صديقي إيثان والذي لم يتركني للحظة واحدة طيلة هذين اليومين المريرين..

 

دخلت أخيراً إلى غرفة العناية المركزة وسالت دموعي الحارقة على وجنتاي عندما رأيت طفلتي بانبلينا نائمة على ذلك السرير والأسلاك والمعدات تحاوطها..

 

وقفت بجانبها وبكيت بحرقة بينما كنتُ أنظر إليها وهي نائمة.. جلست بهدوء وبخفة على طرف السرير ثم رفعت يدي وداعبت وجنتها برقة


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 36 - أكرهُك


شهقت بقوة وهمست لها بحزن

 

" تحسني بسرعة طفلتي.. لا أستطيع رؤيتكِ على هذا السرير.. تحسني حبيبتي وسامحيني لأنني السبب في مُعاناتكِ.. يجب أن تعرفي بأنني أحبكِ بجنون.. لم أُحب امرأة بهذه الدرجة.. حتى رالبيكا.. يجب أن تعرفي بأنني نادم على كل شيء.. وأنني أتمنى في كل لحظة لو كنتُ هنا بدلا عنكِ.. أحبكِ بانبلينا "

 

ظللت برفقتها لبعض الوقت ثم دخلت ممرضة وقالت لي وهي تبتسم

 

" سيد بيلاتشو.. لقد انتهت الزيارة.. ثم لديّ أخبار سارة لك.. سوف يتم نقل السيدة بانبلينا إلى غرفة خاصة في الطابق الأول.. لقد تحسنت وهي الآن فقط نائمة بسبب مفعول المنوم "

 

ابتسمت بسعادة وشكرتُها ثم خرجت من الغرفة.. رأيت ماركو يقف بجانب إيثان بانتظاري.. اقتربت منهما وفوراً قال ماركو بنبرة جادة

 

" مونرو.. سيتم نقل بانبلينا إلى غرفة خاصة.. من أجل سلامتها الأفضل أن تبقى في المستشفى تحتَ إشرافي الخاص لأتأكد تماماً بأنها أصبحت بخير.. وبعدها يمكنها الخروج من المستشفى.. لكن أريدُك أن تلتزم الصمت ولا تُخبرها بأنها خسرت الجنين وبأنها لم يعُد باستطاعتها الإنجاب.. يجب أن أخبرها بذلك بنفسي وأشرح لها الأسباب والمُضاعفات التي حدثت معها "

 

أومأت لهُ موافقا بحزن.. وبعد مرور نصف ساعة تم نقل بانبلينا إلى الغرفة الخاصة..

 

جلست بجانبها لساعات وأنا أمسك يديها بلطف.. وفي الساعة السادسة مساءً وبينما كنتُ شبه نائماً شعرت بيد بانبلينا تضغط على يدي..

 

شهقت بقوة وفتحت عيناي ونظرت إليها بعدم التصديق.. سالت دموعي على وجنتاي بكثرة عندما رأيت زوجتي الجميلة تتأملني بنظرات حنونة دافئة..

 

سمعتُها بدهشة كبيرة تهمس برقة

 

" لماذا تبكي مونرو؟ "

 

لم أستطع تمالك نفسي أكثر.. أخفضت جسدي وعانقتُها بشدّة ثم دفنت رأسي في صدرها وبكيت بانهيار أمامها..

 

تركتني بانبي أبكي على صدرها بينما كانت تُداعب خصلات شعري بأناملها الناعمة.. عندما هدأت أخيراً من موجة البكاء رفعت رأسي ونظرت إليها بسعادة وبعشقٍ كبير..

 

ابتسمت بانبي ابتسامة حنونة وقالت برقة وهي تمسح دموعي عن وجنتاي

 

" لماذا كل هذا البكاء؟.. لا تبكي.. لو سمحت "

 

أومأت لها موافقا وقلتُ لها بسرعة

 

" لن أبكي حبيبتي.. أعدُكِ.. لن أبكي حُبي.. فقط لا تحزني "

 

تجمدت يدها على خدي وتأملتني بانبي بنظرات مذهولة.. رمشت بقوة وسألتني بهمس

 

" ماذا قُلت؟.. أنا حبيبتُك؟ "

 

أمسكت يدها وأبعدتُها عن خدي ثم قبلتُها برقة وحضنتُها بكلتا يداي ووضعتُها على صدري باتجاه قلبي وقلتُ لها بحنان

 

" نعم حبيبتي.. أنتِ حُبي و قلبي و حبيبتي و حياتي و عالمي و عشقي الأبدي و أنفاسي.. أنا لا أستطيع العيش من دونكِ بانبلينا.. أحبكِ بجنون بانبلينا بيلاتشو "

 

رأيت دمعة تسيل من ركن عينيها بينما كانت تتأملني بنظرات سعيدة.. مسحت دمعتها بسرعة ثم قبلت شفتيها برقة وقلتُ لها بحنان

 

" لا تبكي طفلتي.. أعدكِ طالما أنا أتنفس لن أسمح لدمعة واحدة من أن تسيل من عينيكِ الجميلتين "

 

ابتسمت بانبي بوسع وسألتني ببراءة

 

" هل أنا أحلم؟.. هل فعلا اعترفتَ لي أخيراً بأنك تُحبني؟.. أم أنا أتخيل ذلك؟ "

 

ابتسمت بوسع وقبلت يديها وحضنتُهما إلى قلبي.. ثم أجبتُها بنبرة حنونة

 

" أنتِ لا تحلمين حبيبتي.. أنا أحبكِ بجنون طفلتي الجميلة "

 

ابتسمت بانبي بوسع وقالت برقة

 

" وأنا أحبك مونرو.. كما أنا حامل بطفلنا "

 

اختفت ابتسامتي بسرعة وتجمدت نظراتي في عمق عينيها.. ارتعش جسدي عندما تابعت بانبي قائلة بنبرة حنونة

 

" أنا حامل بطفلنا الأول.. أتمنى أن يكون صبي يُشبُهك.. وأريد تسميتهُ باسم والدي رافاييلي.. "

 

قهقهت بسعادة ولم تنتبه لشحوب وجهي ونظراتي المصدومة بل تابعت بانبي قائلة بسعادة

 

" لقد رأيت حُلماً غريباً.. رأيت والدي رافاييلي يقف أمامي في صالون الشرف في قصره.. وكان يحمل طفلا صغيراً بين ذراعيه.. وأخبرني بأنني سأكون بخير.. وقال لي بأنهُ سيحميني دائما.. ولكن عندما سألتهُ من يكون الطفل بين ذراعيه لزم الصمت وبعدها اختفى.. هل رأيت حبيبي؟.. والدي يشعر بالسعادة لأنني سعيدة معك.. "

 

توقفت بانبي فجأة عن التكلم ثم نظرت حولها وسألتني بتعجُب

 

" أين أنا؟ "

 

بلعت ريقي بقوة وأجبتُها بهمس

 

" في مستشفى بوربون "

 

نظرت بانبي بسرعة إلى وجهي وسألتني

 

" مونرو.. هل أنتَ سعيد لأنني حامل بطفلك؟.. ثم لماذا أنا في المستشفى؟ "

 

حاولت أن أفتح فمي وأجيبُها لكنني لم أستطع.. أشحت بنظراتي عن وجهها ونظرت إلى يديها بين قبضتاي.. حاولت السيطرة على رعشة جسدي حتى لا تُلاحظها بانبي ولكنها أحست بارتعاش يداي..

 

فسألتني من جديد

 

" مونرو.. أنتَ بخير؟.. لماذا لا تُجيبني؟.. لماذا أنا في المستشفى؟.. وهل أنتَ سعيد بخبر حملي؟ "

 

حاربت بقوة حتى لا أبكي أمامها.. وسمعتُها تسألني بنبرة خائفة

 

" لماذا لا تنظر إليّ مونرو؟ "

 

حركت بؤبؤ عيناي ورفعتهما ونظرت إلى وجهها بتوتر ولكن قبل أن أفتح فمي وأتكلم دخل ماركو إلى الغرفة وقال بنبرة سعيدة

 

" أخيراً استيقظتِ سيدة بانبلينا.. جعلتِ الجميع يقلقون عليكِ.. خاصةً زوجكِ العاشق.. لم يفارق المستشفى للحظة واحدة "

 

حررت يديها من قبضتاي ووقفت جانباً وسمحت لـ ماركو ليقف أمام السرير ويتكلم مع بانبي.. شرح لها عن الحادث ثم قال لها بسرعة بأنها أصبحت بصحة جيدة ولكنهُ لن يسمح لها بمغادرة المستشفى قبل أسبوع..

 

سمعت بألمٍ شديد بانبي تسألهُ بخوف

 

" وطفلي!.. هل هو بخير؟ "

 

ساد الصمت للحظات في الغرفة.. لكن عندما رأيت نظرات بانبلينا تتحول إلى خوف همست بسرعة

 

" هو بخير حبيبتي.. ســ.. سأذهب إلى الحمام.. لن أتأخر "

 

مشيت باتجاه الحمام وما أن دخلته أغلقت الباب وسقطت على الأرض أبكي بصمت وبعذاب كبير.. لم  أستطع تحمُل رؤية الخوف والقلق في عينيها الجميلتين.. شعرت بقلبي يحترق.. كنتُ أتعذب من أجلها.. روحي كانت تحترق على حبيبتي وخسارتنا لطفلنا..

 

بعد مرور دقائق.. مسحت دموعي ووقفت.. غسلت وجهي وخرجت من الحمام واضطررت لابتسم بسعادة أمامها بينما كان ماركو يُشجعها على تناول الطعام بعد أن جلبتهُ لها احدى الممرضات..

 

جلست بجانبها وأطعمتُها بنفسي.. وسمعت بحرقة بانبي تتكلم بسعادة عن طفلنا وكم هي متشوقة لتراه بين ذراعيها..

 

نظرت إلى ماركو ورأيتهُ يُشير لي بعينيه لأخرج..

 

عندما انتهت بانبلينا من تناول كامل وجبتها قبلت خدها برقة وقلتُ لها بأنني سأخرج لأجري عدة مكالمات هاتفية..

 

ما أن خرجت من الغرفة وقفت بجانب الباب ومسحت وجهي بتوتر بكلتا يداي.. ثواني قليلة خرج ماركو ووقف أمامي وقال بنبرة مُعاتبة

 

" كُدتَ أن تفضح نفسك مونرو.. يجب أن تتمالك نفسك أكثر أمامها.. لو لم أصل في الوقت المناسب كانت بانبي عرفت الحقيقة "

 

نظرت إليه بتعاسة وسألتهُ بمرارة

 

" ولكنها ستعرف.. لا يمكننا أن نُخفي عنها ما حدث لوقتٍ طويل "

 

تنهد ماركو بقوة وقال بتفهُم

 

" كلامُك صحيح.. سأخبرها قبل خروجها من المستشفى.. يجب أن تتحسن بسرعة وتتغذى.. لذلك أصبر عليها قليلا مونرو "

 

أومأت له موافقا ثم دخلت إلى غرفتها وأنا أبتسم لطفلتي بحنان...

 

 

 

بعد مرور أسبوع**

 

بانبلينا**

 

كنتُ سعيدة جداً رغم وجودي في المستشفى.. أخيراً مونرو اعترف بحبهُ لي..

 

كان يعاملني كالأميرة.. لم يسمح للمرضة بمساعدتي بالاستحمام بل فعل ذلك بنفسه في كل يوم.. كما كان يُطعمني بنفسه.. ويجعلني أضحك بسعادة طيلة الوقت..

 

أتى صديقي بابلو وصديقي إيثان لزيارتي في كل يوم.. كما أتى ماثيو برفقة شقيقتهِ الماركيزة ماريسا و زوجها الماركيز الوسيم..

 

وكم ضحكت بسبب غيرة مونرو الجنونية عندما قلتُ أمامه بأن الماركيز وسيم جداً.. إذ أصبح وجهه لونهُ أحمر وقال بغيرة بأنه لا يسمح لي بوصف أي رجل بأنهُ وسيم أمامهُ وإلا قتله..

 

كنتُ أعلم بأنهُ يقول ذلك بسبب غيرتهِ العمياء الجميلة.. ولكن عندما تصنعت الحُزن توتر مونرو ولم يعرف كيف يُرضيني.. في النهاية اتصل وأمر بجلب باقات كثيرة من الورود البيضاء والحمراء الجميلة.. وجلب لي قالب حلوى.. والكثير من البالونات الجميلة..

 

واليوم هو يومي الأخير في المستشفى.. ولكن قبل خروجي من المستشفى أتى الطبيب ماركو وطلب مني ومن مونرو لنرافقه إلى مكتبهِ الخاص..

 

شعرت بتوتر مونرو بينما كنا نجلس أمام مكتب الطبيب.. نظرت إليه ولكنهُ أشاح نظراتهِ بعيداً عني.. انتابني شعور قوي بأنهُ يُخفي عني شيئاً.. لكنني قررت أن لا أضغط عليه حتى يبوح لي بنفسهِ..

 

نظرت إلى الطبيب ماركو ولدهشتي رأيتهُ متوتراً.. كان يتأملني بنظرات غريبة وهو يفرك يديه ببعضها بتوترٍ ملحوظ..

 

وسمعتهُ يقول بارتباك

 

" بانبلينا.. كطبيب سأطلب منكِ أن تسمعيني حتى أنتهي من حديثي بكامله.. "

 

عقدت حاجباي ونظرت إليه بعدم الفهم.. رأيتهُ ينظر إلى مونرو بارتباك وتابع قائلا

 

" وكصديق لزوجكِ أريدُكِ أن تتفهمي أسبابي لأنني لم أُخبركِ عن وضعكِ الصحي منذ البداية بصدق.. "

 

نبض قلبي بسرعة وتجمدت نظراتي على وجه الطبيب وسمعتهُ بصدمة كبيرة يقول

 

" لا أعرف كيف يمكنني أن أُخبركِ عن ما حدث معكِ ليلة وقوع الحادث.. أنا آسف جدًا لأنني سأقول لكِ بأنكِ فقدتِ الجنين بسب الحادث ولن تستطيعي الحمل مرة أخرى.. الحادث الذي تعرضتِ له ألحق بكِ إصابات خطيرة جداً.. وتأثر رحمكِ بشكل كبير.. مما يعني فقدان قدرتكِ على الإنجاب "

 

عندما سمعت الأخبار المروعة من الطبيب ماركو.. إنهار العالم من حولي.. شعرت بالدوار يضرب رأسي وكأن الأرض تتحرك أسفل قدماي.. أصبحت الكلمات مجرد ضجيج في آذناي.. واختفت الحقيقة خلف غيمة سوداء من الألم..

 

نظرت إلى ماركو بصدمة كبيرة وتجمعت الدموع في عيناي..


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 36 - أكرهُك

 

وبصوتٍ مبحوح وضعيف قلتُ له

 

" لا... لا يمكن... لا يمكن أن يكون هذا صحيحًا!.. لا يمكن أن أكون قد خسرت طفلي وقدرتي على الإنجاب؟.. "

 

توقفت عن التكلم وحضنت بطني بكلتا يداي ثم وقفت وهتفت بشكلٍ هستيري

 

" أنتَ تكذب عليّ.. عارٌ عليك بأن تكون طبيباً.. الطبيب لا يكذب على مُرضاه ويخدعهم.. لماذا تريد أذيتي؟.. ماذا فعلت لك؟.. ابني بخير.. هو بخير.. ابني بخير.. هل سمعتني؟ "

 

وقف مونرو وقال بهدوء

 

" بانبلينا.. اهدئي حبيبتي.. أرجوكِ لا تنفعلي.. ماركو أخبركِ بالحقيقة و.. "

 

توقف مونرو عن التكلم عندما أدرت رأسي ونظرت إليه بمرارة.. رأيت الحزن في عينيه ونظرات الندم.. شهقت بقوة ونظرت إلى الطبيب ماركو والذي وقف لتوه واقترب قليلا ليقف أمامي.. نظرت إليه بعذاب وفقدت السيطرة على أعصابي ودموعي


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 36 - أكرهُك

 

أجهشت بالبكاء المرير وهتفت بوجعٍ كبير

 

" لا يمكن أن يكون ما تقولهُ صحيحاً.. ابني بخير.. طفلي بخير.. "

 

ثم نظرت إلى مونرو من بين دموعي وهتفت بهستيرية

 

" أنا لم أخسر طفلنا.. أخبرهُ بذلك مونرو.. أخبره بأنني وطفلنا بخير.. أخبره بأنني سأنجب طفلي.. أخبره بذلك.. لا يمكنني تصور حياتي بدون أن أكون أمًا.. بدون أن يكون لي طفل لأربيه وأحبه... لقد خذلتني مونرو.. أنتَ السبب في كل هذه المعاناة والألم "

 

هنا فقدت أعصابي نهائياً عندما رأيت الدموع في عيون مونرو وعرفت بأن ما قالهُ لي الطبيب ليس سوى الحقيقة..

 

انتحبت بقوة وهتفت ببكاءٍ هستيري

 

" أكرهُك مونرو بيلاتشو.. كلهُ بسببك أيها اللعين.. لقد خسرت طفلي.. خسرت طفلي بسببك.. "

 

توسعت عيون مونرو بذهول والصدمة اكتسحت ملامح وجهه.. رأيت دموعه تسيل على وجنتيه بكثرة ورأيتهُ يحاول الوصول إليّ وإمساك كتفي.. لكنني تجنبت لمستهُ ورفضت النظر إليه..

 

" اسمعيني حبيبتي أرجوكِ.. دعيني أشرح لكِ ســ.. "

 

قاطعتهُ هاتفة بجنون

 

" يكفي.. لا أريد سماع أكاذيبك بعد الآن.. "

 

شعرت بأنني أغرق في بحر من الألم والغضب.. نظرت إلى مونرو بعينين مليئتين بالدموع والخيبة.. وهتفت بغضبٍ جنوني

 

" اعترفتَ لي بحبك حتى أُسامحك لأنك السبب في خسارتنا لطفلنا.. لا تناديني بحبيبتي بعد الآن أيها الكاذب.. كلامك لا يعني شيئًا بالنسبة لي الآن.. لقد فقدت الثقة بك تمامًا.. كيف يمكنك أن تحبني وتفشل في حمايتنا؟.. كنتُ أعتقد أننا سنبني حياة جميلة معًا ومع طفلنا.. ولكن الآن... الآن أشعر بأنني وحيدة ومحطمة "

 

بدأت أضرب مونرو على صدرهِ بكلتا يداي وأنا أهتف بهستيرية

 

" لقد حطمتني أيها الكاذب.. بسببك خسرت طفلي وأصبحت شبه امرأة.. أصبحت امرأة معاقة بسببك.. أكرهُك.. أنا أكرهُك بجنون مونرو بيلاتشو.. أكرهُك.. أكرهُك... "

 

أمسك مونرو ذراعيّ وجذبني إليه وضمني بقوة.. سمعتهُ يقول ببكاء

 

" أنا آسف بانبلينا.. حقًا آسف.. لا يوجد كلام يمكن أن يُعبر عن أسفي وألمي العميق.. فشلت في حمايتكِ وطفلنا.. سامحيني حبيبتي.. أرجوكِ اسمعيني.. أنا أحبكِ بكل ما أملك وأنا لا أتحمل فقدانكِ.. أعلم أن كلامي لا يكفي لإصلاح ما تعانينهُ الآن.. لكن أرجوكِ اسمعيني.. أحبكِ بصدق وأنا هنا لدعمكِ ولأكون إلى جانبكِ في كل زمان ومكان.. أنا أعلم أننا سنتجاوز هذه المحنة معًا و.. "

 

دفعتهُ بكامل قوتي ليبتعد عني وصرخت بألم وحُزن لا يمكن وصفه

 

" لماذا؟.. لماذا يحدث هذا لي؟.. لماذا لا يستطيع جسدي أن يصنع حياة جديدة؟.. بسببك فقدت طفلي.. بسببك فقدت أمومتي.. بسببك فقدت كل شيء... حلمي بأن أكون أمًا.. حُلمي بأن أحتضن ابني إلى صدري وأشُم رائحتهُ.. بسببك فقدت حُلمي بسماع كلمة أمي من طفلي.. كل ذلك ذهب بسببك أنت "

 

شهقت بقوة وتابعت هاتفة بصوتٍ مبحوح

 

" لقد فقدت الأمل.. كل أحلامي وتطلعاتي قد انهارت بسببك.. لا يمكنني تصور الحياة بدون أن أكون أمًا.. أشعر بأنني ناقصة ومعاقة.. "

 

توقفت عن الصراخ ونظرت إلى مونرو بحقدٍ كبير.. ثم اقتربت منه وصفعتهُ بكامل قوتي على وجنته.. التف رأسه بقوة باتجاه اليمين ولكنهُ حرك رأسهُ ببطء وتأملني بعيونهِ الدامعة ووقف جامداً أمامي بصمت..

 

فقدت أعصابي بسبب صمته الذي قتلني.. صفعتهُ من جديد.. ثم صفعته.. وصفعتهُ لكنهُ ظل جامداً أمامي يبكي بصمت هو يتأملني بحبٍ كبير وبأسف..

 

كرهت نظراتهِ تلك.. كرهت دموعه.. وكرهتهُ أكثر.. عاودت صفعهُ من جديد وأنا أهتف بهستيرية

 

" أكرهُك.. أكرهُك.. أكرهُك.. أكرهُك.. أكرهُك... "

 

أبعدني ماركو بقوة عن مونرو وهتف بحدة

 

" مونرو انده للمرضة بسرعة.. واطلب منها أن تجلب حقنة مُهدئ معها.. بسرعة تحرك "

 

قاومت ماركو وركلت وتخبطت بين يديه بينما كنتُ أصرخ بشكلٍ هستيري..

 

كان ماركو يهتف لي حتى أهدأ لكنني لم أستطع.. خسارتي لطفلي وحقيقة عدم استطاعتي أن أنجب مرة أخرى كانت صدمة كبيرة بالنسبة لي.. ولم أستطع هذه المرة أن أتحمل هذه الصدمة بالتحديد..

 

ركضوا الممرضات وحاولوا تثبيت حركة جسدي الهستيرية لكنني ركلتهم وضربتهم رغم أن ماركو كان يمسك ذراعاي من الخلف..

 

فجأة أبعد مونرو الممرضات من أمامي وهتف للطبيب ماركو ليتركني.. وما أن حررني ماركو حتى هجمت على مونرو وبدأت أضربهُ.. لكنهُ ضمني إليه بقوة وسمعتهُ يبكي وهو يهمس في أذني

 

" سامحيني حبيبتي.. أرجوكِ اهدئي.. اهدئي حبيبتي.. "

 

شعرت بوخزة في ذراعي اليمنى وبعد لحظات قليلة توقفت عن المقاومة ورأيت بشكلٍ ضبابي أمامي ثم رأيت السواد أمامي..

 

استيقظت بعد وقتٍ طويل.. رأيت نفسي داخل غرفة بيضاء جميلة.. حاولت أن أتذكر ما حدث لي وسبب وجودي هنا..

 

وبينما كنتُ أحاول التذكر وقفت ومشيت حافية القدمين أبحث عن الحمام.. وجدتهُ بسرعة ولكن قبل أن أفتح الباب رأيت باب الغرفة ينفتح ورأيت مونرو يدخل إلى الغرفة وهو يحمل باقة كبيرة من الورود البيضاء..

 

اقترب ووضعها على المنضدة ثم وقف وتأملني بنظرات حنونة..


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 36 - أكرهُك

 
 

لكن ما أن رأيت نظراتهِ تلك تذكرت بسرعة ما حدث معي.. ضممت بطني بكلتا يداي وهتفت بجنون ما أن حاول مونرو أن يقترب مني

 

" لا تقترب مني.. أُخرج من هنااااااااااا.. لا أريد رؤيتك أمامي بعد الآن.. ارحل من هنااااااااا.. بسببك خسرت طفلي وأصبحت امرأة ناقصة.. أكرهُك.. لا أريد رؤيتك أمامي مرة أخرى.. ارحل من هنا  "

 

بدأت أبكي بشكلٍ هستيري.. وقف مونرو جامداً في مكانه وكان ينظر إليّ بحزن وبألمٍ شديد.. بلع ريقهُ بقوة وقال بصوتٍ مُرتعش

 

" أنتِ لستِ ناقصة بانبلينا.. أنتِ امرأة قوية وجميلة.. ولديكِ الكثير لتقدميه في هذه الحياة.. الأمومة ليست الوحيدة المعيار للسعادة والإكمال.. هناك طرق أخرى لتحقيق السعــ.. "

 

أمسكت مزهرية بجانبي ورميتُها عليه لتتحطم بعنف على ذراعه اليسرى.. إذ رفعها بسرعة ليحمي وجههُ منها..

 

بكيت بجنون وهتفت بملء صوتي

 

" توقف عن قول أكاذيبك اللعينة.. لقد فقدت نهائياً ثقتي بك.. أنتَ لا تستحق حُبي لك ولا تستحق بأن أسامحك.. أكرهُك.. أُخرج من هنااااااااااااا... "

 

حاولت أن أقترب منه لأضربه لكن مونرو هتف بذعر

 

" لا حبيبتي.. لا تتحركِ.. يوجد زجاج على الأرض.. قد تؤذين نفسكِ "

 

ركض وعانقني بقوة حتى يمنعني من أن أدوس على الزجاج المُحطم.. قاومتهُ بجنون وضربتهُ بكلتا يداي وصرخت بهستيرية حتى يتركني.. لكنهُ لم يفعل..

 

فجأة دخل ماركو برفقة ممرضتين وهتف لـ مونرو حتى يضعني على السرير.. رفعني مونرو عاليا وحملني ومشى باتجاه السرير..

 

لم أتوقف للحظة واحدة عن الصراخ بجنون حتى يرحل.. ومثلما حدث معي في السابق تم حقني بمنوم أو مهدئ لعين وغرقت بعدها بالظلام..

 

لفترة شهرٍ كامل لم أرى مونرو بيلاتشو..

 

مضى على وجودي في المستشفى شهر بكامله.. كنتُ مُحطمة وأصابني انهيار عصبي.. اهتم ماركو بي وجلب لي أفضل طبيب نفسي في إيطاليا ليُعالجني..

 

تحسنت كثيراً.. ولكن ذلك الألم في قلبي وفي كياني لم يخف ولو قليلا..

 

كنتُ أبكي بمفردي في الليل.. أبكي بحزن على خسارتي لطفلي وقدرتي على الإنجاب.. أصبحت امرأة ناقصة بسبب الرجل الذي أحببتهُ بغباء..

 

ولكن الآن أصبحت أكرههُ بجنون..

 

أتى إيثان لزيارتي عدة مرات عندما كان يسمح لهُ ماركو بزيارتي.. وأتت السيدة ماري لزيارتي.. وكذلك أتى صديقي بابلو..

 

حاول بابلو أن يخبرني عن حالة مونرو التعيسة لكنني منعته وطلبت منهُ عدم زيارتي إن كان سيتكلم عن صديقه.. احترم بابلو قراري وأخبرني بأنهُ لن يتحدث أمامي عنه مرة أخرى..

 

وفي الأمس أتى إيثان لزيارتي وأخبرتهُ بقراري النهائي.. طلبت منهُ أن يجلب لي مفتاح قصر والدي.. وطلبت منهُ أن يوظف لي حُراس أمن بعددٍ كبير.. كما طلبت منهُ أن يجلب لي رقم أشهر مُحامي طلاق في البلد.. إذ اتخذت قراري.. سأطلب الطلاق من ذلك اللعين بيلاتشو.. فلن أعيش بعد اليوم في جحيم قلب آل بيلاتشو.. انتهى كل شيء في ليلة الحادث..

 

كانت الساعة الرابعة بعد الظهر عندما وقفت بهدوء أمام الطبيب ماركو والطبيب النفسي.. ودعتهما وشكرتهما على كل شيء ثم خرجت من المستشفى برفقة إيثان..

 

رأيت سيارتي البورش الحمراء التي قدمها لي كهدية زوجي القذر.. نظرت إلى إيثان بحدة فابتسم بوسع وقال بهدوء

 

" إنها لكِ في النهاية "

 

أخذت المفتاح منه وقلتُ بحدة

 

" طبعاً هي لي.. فقد ابتاعها ذلك القذر بأموال والدي "

 

تأملني إيثان بنظرات حزينة وقال

 

" بانبي.. أنا أتفهم سبب غضبكِ.. ولكن مونرو يتعذب بشدة.. فهو كذلك خسر طفله و... "

 

قاطعتهُ قائلة بغضب

 

" لا أريد أن أسمع أي شيء عنه.. حتى اسمهُ لا أريد أسمعهُ "

 

تنهد إيثان بقوة وقال بهدوء

 

" حسناً.. كما ترغبين بانبي.. سوف أرافقكِ إلى قصر البروفيسور.. فسيارتي هناك "

 

قدتُ السيارة بهدوء في شوارع دي فالكوني.. وعندما وصلت إلى القصر شهقت بقوة إذ رأيت عمال البناء بعددٍ كبير يعملون على ترميم القصر..

 

ترجلت من سيارتي وهتفت بحدة

 

" ما الذي يحدث هنا؟ "

 

اقترب حارس أمن مني وقال باحترام

 

" سيدتي.. السيد مونرو أمر بترميم القصر منذ الأمس.. فهو كان مهجوراً لسنوات طويلة ويحتاج للصيانة و... "

 

قاطعتهُ هاتفة بغضب

 

" هذا قصري.. لقد ورثتهُ عن والدي المرحوم.. لا يحق لذلك الرجل بأن يتصرف به على هواه "

 

اقترب إيثان ووقف بجانبي وقال بهدوء

 

" الصراخ وتأنيب الحارس لن ينفعكِ بانبي بشيء.. كما ترين القصر لا يُصلح لتسكني به.. و.. "

 

توقف عن التكلم وحمحم بتوتر وتابع قائلا

 

" مونرو.. منذ فترة اشترى قصر من أجل أن يقدمهُ لكِ كهدية بمناسبة عيد زواجكم.. إن أردتِ يمكننا أن نذهب إليه الآن.. لقد تم ارسال جميع أغراضكِ إليه.. يمكنكِ أن تسكُني به لحين الانتهاء من ترميم القصر "

 

رأيتهُ يسحب مفتاح من جيب سترته ورفعهُ أمام وجهي.. سحبت المفتاح من يده وقلتُ له بغرور

 

" بالطبع سأذهب إلى ذلك القصر.. فقدت اشتراه لي بأموال والدي.. وهذا يعني بأنهُ مُلكي "

 

تأملني إيثان بنظرات مذهولة ثم همس بحدة

 

" الصبر إلهي.. أعطني نعمة الصبر "

 

رفعت حاجبي عاليا وقلت

 

" إنها الحقيقة إيثان.. فلا تحزن صديقي.. أموال ذلك الرجل كلها تعود لوالدي المرحوم.. وسوف أحرص قريباً على استرداد أملاك والدي وأموالهُ كلها من ذلك اللعين "

 

كل ما قاله إيثان بأنهُ سيقود سيارتهُ أولا وأتبعه..

 

قدتُ سيارتي خلف سيارة إيثان.. وعندما وصلنا شهقت بإعجابٍ كبير عندما رأيت القصر الجميل أمامي..

 

رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 36 - أكرهُك

 

أعجبني جداً القصر وابتسمت رغماً عني برقة.. ترجلت من سيارتي ورأيت إيثان يقترب مني وسألني بمرح

 

" هل أعجبكِ القصر بانبي؟ "

 

أجبتهُ كاذبة

 

" إنهُ مقرف.. يدل على مدى قباحة ذوق من اشتراه "

 

تنهد إيثان بقوة ورافقني إلى القصر.. عرفني على حُراس الأمن والموظفون ثم رافقني بجولة سريعة داخل القصر..

 

أحببت كل شيء به ولكنني لم أُظهر ذلك أمام إيثان.. كما أحببت غرفة نومي بشدة..

 

بعد مغادرة إيثان جلست على السرير ونظرت أمامي بحزنٍ عميق.. حياتي تدمرت بكاملها بسبب ما حدث في تلك الليلة..

 

شعرت بأنني فارغة من الداخل.. كنتُ أعلم بأنني أتحمل جزء كبير مما حصل.. لكنني القيت اللوم كله على مونرو..

 

هو بالفعل حطمني.. ودمر حياتي بكاملها.. وحان الوقت حتى أخرجهُ من حياتي..

 

 

في الصباح استيقظت وقررت أن أذهب للتسوق.. ارتديت ملابسي وما أن خرجت من القصر حتى وقف ثلاثة حُراس أمامي..

 

نظرت إليهم بحدة وأمرتهم

 

" ابتعدوا من أمامي.. أريد الخروج.. جهزوا لي سيارتي بسرعة "

 

تأملني حارس يدعى جوزيبي وهو المسؤول عن حُراس أمني.. وقال لي باحترام

 

" آسف سيدتي.. لكن لدي تعليمات من السيد بيلاتشو بأن لا نسمح لكِ بالخروج من دون موافقته "

 

توسعت عيناي بذهولٍ شديد ثم تملكني غضب أعمى وأشعل جسدي بحمحم بركانية مُشتعلة..

 

اقتربت من جوزيبي وصفعتهُ بكامل قوتي وهتفت بغضب

 

" أنا الوحيد هنا من تلقي بالأوامر.. أنا بانبلينا بيلوني لن أسمح لمرافق قذر كان يعمل لدى والدي بأن يتحكم في حياتي.. وأنتم سوف تسمعون أوامري وتنفذونها بسرعة وإلا سأطردكم جميعكم "

 

تأملني جوزيبي بنظرات مذهولة لكنهُ أجابني باحترام

 

" آسفة سيدتي.. لا أستطيع مخالفة تعليمات الزعيم.. لا يمكنكِ الخروج "

 

اشتعلت غضباً على غضب ولا أعرف كيف تحركت وسحبت المسدس من على خصر جوزيبي ورفعتهُ بوجهه..

 

نظرت إلى الجميع بغضب وهتفت بحدة

 

" ابتعدوا جميعكم من أمامي في الحال وإلا قتلته.. تحركوا "

 

ما أن ابتعدوا عني أمرت حارس بجلب سيارتي.. وما أن أوقفها أمامي ركضت ووقفت بجانب باب السائق وهتفت بغضب

 

" ان تبعتوني سأقتلكم.. هل كلامي واضح؟.. وأخبروا ذلك الزعيم بأن يذهب إلى الجحيم هو وأوامرهُ اللعينة "

 

جلست على المقعد وأدرت المُحرك ثم قدتُ سيارتي مُسرعة على الطريق.. وضعت المسدس في حقيبة يدي وبدأت أضحك بجنون بينما كنتُ أقود سيارتي ببطء الآن..

 

شعرت بأنني حرة بينما كنتُ أتجول بسعادة في الشوارع وأبتاع ملابس جديدة لي مثيرة جداً..

 

منذ زمنٍ طويل لم أشعر بهذه الحرية..

 

كل الملابس الجديدة التي اشتريتُها طلبت من أصحاب المتاجر أن يُرسلوها إلى قصري بعد أن أعطيتهم العنوان ودفعت ببطاقتي المصرفية التكاليف..

 

ذهبت إلى متجر تجاري كبير.. ركنت سيارتي في الموقف السفلي وما أن خرجت منها وقفت جامدة في مكاني عندما رأيت مونرو بيلاتشو يقف أمامي وهو يُكتف يديه على صدره..

 

نظرت إليه بغضب وحاولت أن أتخطاه لكنهُ وقف بسرعة كالجدار أمامي.. تأملتهُ بنظرات غاضبة وكارهة وهتفت بحدة

 

" ماذا تريد؟.. الأفضل لك أن تبتعد من أمامي وفي الحال.. وإلا... "

 

ابتسم برقة وسألني بسخرية

 

" وإلا ماذا طفلتي؟.. سوف تصفعيني كما صفعتِ المسكين جوزيبي.. وبعدها سوف تسحبين سلاحي عن خصري و تُهددينني به.. أليس كذلك؟ "

 

تأملتهُ بنظرات حاقدة وهتفت بغضب

 

" هل وضعت هؤلاء الحُراس حتى يتجسسوا عليّ؟.. سوف أطردهم جميعهم لدى وصولي إلى القصر "

 

ابتسم مونرو بمرح وقال بنبرة حنونة

 

" لا يمكنكِ طردهم حبيبتي.. فهم يعملون في خدمتي.. ولن توافق أي شركة أمن تلجئين إليها لتوظيف حُراس أمن لديكِ.. فأنتِ زوجة مونرو بيلاتشو.. تذكري ذلك جيداً "

 

اشتعل بي الغضب أضعافاً فاقتربت من مونرو ورفعت ساقي عاليا بسرعة وضربت خصيتيه بركبتي.. شهق مونرو بذهول وانحنى ظهره إلى الأمام وسمعتهُ يشتُم بألم..

 

ضحكت بمرح وقلتُ له بحدة

 

" هذا حتى تتعلم وتتوقف عن التجسس عليّ.. في المرة القادمة سأقتلك إن رأيتُك أمامي "

 

ركضت باتجاه المدخل ثم دخلت في المصعد الكهربائي..

 

ولفترة أسبوعين كاملين لم يتوقف مونرو بيلاتشو عن مراقبتي وملاحقتي في كل مكان.. كنتُ أراه أمامي أينما ذهبت.. وذلك أغضبني فعلا.. كيف سوف أنساه إن كنتُ أراه أمامي أينما ذهبت..

 

جلست في المقهى ووضعت حقيبتي على المقعد بجانبي.. تنهدت بقوة عندما رأيت مونرو يقترب من طاولتي ويجلس على الكرسي المقابل لي..

 

نظرت إليه بحدة وسألتهُ بملل

 

" متى سوف تتوقف عن ملاحقتي في كل مكان مونرو بيلاتشو؟ "

 

لدهشتي الكبيرة أجابني بنبرة حنونة

 

" أحبُكِ بانبلينا.. أحبُكِ أكثر من حياتي "

 

تجمدت نظراتي في عمق عينيه وسمعتهُ يُتابع قائلا

 

" سأفعل أي شيء لأجعلكِ تصدقين بأنني أحبُكِ بصدق.. لن أتوقف عن مراقبتكِ وحمايتكِ مهما قلتِ ومهما فعلتِ.. وعلى فكرة حبيبتي.. محامي الطلاق الخاص بكِ سافر منذ ساعة إلى أميركا.. لقد وافق أن يتخلى عن جميع قضياه وخاصةً دعوة الطلاق التي رفعتها ضدي.. فمبلغ خمسين مليون يورو ليس بمبلغ صغير.. ما أن رأى حقيبة النقود حتى وافق بسرعة وغادر البلد كما أمرته "

 

نظرت إليه بقهر وهتفت

 

" هل قدمتَ له رشوة لذلك الغبي؟.. تباً.. لن أهتم.. سأقوم بتعيين محامٍ آخر "

 

ابتسم مونرو بوسع وقال بهدوء

 

" سوف أدفع بسخاء لكل محامي طلاق في إيطاليا.. وإن تطلب مني الأمر سأفعل ذلك مع كل محامٍ تطلبين منهُ أن يرفع قضية الطلاق.. أنتِ زوجتي وإلى الأبد.. سأفعل أي شيء حتى تعودي إليّ حبيبتي "

 

شعرت بالقهر الشديد وتمنيت أن أنتقم من مونرو وبقوة.. وعندما سمعت كلماتهِ الأخيرة لي لمعت فكرة شريرة جداً في رأسي..

 

ابتسمت بخبث ثم كتفت يداي وسألتهُ

 

" هل فعلا ستفعل أي شيء أطلبهُ منك مونرو حتى أعود إليك؟ "

 

تأملني بنظرات غريبة وأجابني

 

" نعم.. سأفعل أي شيء حتى أستعيد زوجتي وحبيبتي "

 

ابتسمت بوسع وقلتُ له بهدوء

 

" أريدُك أن تكون خادمي لفترة ستة أشهر كاملة "

 

وهنا تجمدت نظرات مونرو بصدمة كبيرة على وجهي وسمعتهُ يهمس بذهول

 

" كيف؟!! "

 

قربت وجهي فوق الطاولة ونظرت في عمق عينيه المصدومة وقلتُ له

 

" عليك أن تعمل لدي وتكون خادمي الخاص لفترة ستة أشهر كاملة.. إن لم توافق لا أريد رؤية وجهك أمامي مرة أخرى.. وسوف توقع غداً على أوراق الطلاق "

 

جلست عارمة وبشموخ على الكرسي بينما كنتُ أنظر بسعادة إلى ردة فعل مونرو المصدومة....


انتهى الفصل



















فصول ذات الصلة
رواية جحيم قلب آل بيلاتشو

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©