رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 35
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. لا لا لا مستحيل ماتت معقولة لا يمكن أن تكون هذه نهاية قصتهم مع بعض ومونرو هل يعقل يخسر حبيبته للمرة الثانية لا اصدق انت تكون هذه نهايتهم ... هافن ماذا فعلتي بنا صدمة حقيقية غير متوقعه أرجو أن يكون هناك خطأ أو تستفيق فيما بعد

    ردحذف
    الردود
    1. يا قلبي لا تحزني
      سنرى ما سيحدث في بارت 36 قريبا

      حذف
  2. حرامممممممممم هافن كيف كيف بالله عليك كيف سياتينا النوم هذه الليلة ارچوك ما تتاخريي بالفصل اللي يلي مانا ناقصين suspense

    ردحذف
  3. لقد اصبحت انا في جحيم قلب البيلاتشو انتابتني صدمة عمري اليوم 💔

    ردحذف
  4. انه حلم اليس كذلك 🙂💔🥺
    هو لم ينهض بعد من الضربة في رأسه 🙂🥹
    ارجوكي قولي انه حلم 🥺🥺🥺💔💔💔💔💔

    ردحذف
  5. بارت صادم بصراحة ... لا تتأخري علينا هافن التشويق بلغ حده في تكملة مصير من احببنا 🤔🌺

    ردحذف
  6. بابني دي مامكتوب الها السعادة لماذا 😭😭😭😭😭 كانت تتعذب وتتألم فقط وعندما وجدت الحب وانها سوف تصبح امنا خسرته بسرعة...قلبي وجعني عليها جدا....اوف يامونرو لماذا سكت وتوترت ولم تتكلم.....هل سوف تقدر ان تنسى خسارة طفلها لانه متاكدة انه بانبي قويه ولن تترك مونرو وحده.
    كلام ايثان عن مونرو اوه كم هو معبر جدا فعلا يصف مونرو كما هو.
    قلبي وجعني على مونرو فعلا حالته تقطع القلب فعلا لانعرف قيمه الشخص حتى تاتي لحظه على وشك خسارته وهو لن يسامح نغسه ابدا على موت الجنين وانه فعلا قد يخسر حبيبته الى الابد.
    تسلم ايدك البارت يجنن رغم الحزن الي فيه ❤❤.

    ردحذف
    الردود
    1. يا قلبي لا تحزني
      آسفة لأنني أحزنتكِ وألمت قلبكِ الجميل حياتي
      وبالفعل كلام إيثان عن مونرو كان صحيح
      أتمنى أن تعجبكِ النهاية قريبا حياتي

      حذف
  7. يا هافن يا حبيبتي يا قلبي... اكيد هذا حلم صح او اي شي ثاني اوكي نتقبل موت الجنين بس مو بانبي، وربي مونرو شهل عذاب الي يعيشه... هااافن لا تجننينا معاكِ😭😭😭 كذلك لقد علقت على البارت السابق ولم تشاهدي تعليقي... حقاً عجزت وأنا أول أنكِ ملكة الإبداع، والإبداع دائماً يجد طريقه إلى حروفكِ والعكس.... 😭🖤

    ردحذف
    الردود
    1. رأيتها الآن يا قلبي أشكركِ من قلبي على رسائلكِ الجميلة لي حبيبتي
      ولا تحزني انتظري بارت 36
      أتمنى أن تعجبكِ النهاية وهي قريبة جدا

      حذف
  8. لا اكيد القصه ما راح تنتهى هيك بليز هافن مو للمره الثانيه🥺

    ردحذف
    الردود
    1. يا قلبي لا تحزني
      سنرى ما سيحدث في بارت 36 مساء الأحد

      حذف
  9. قلبي متى تنزلين البارت منتظرته على ناز بليزززز نزلي اليوم

    ردحذف

رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 35

 

رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 35 - أنا السبب



أنا السبب








بانبلينا**


 

استيقظت على صوت السيدة ماري وهي تدخل إلى الغرفة وتقول بسعادة

 

" سيدتي الجميلة.. هيا استيقظي.. لقد أصبحت الساعة العاشرة صباحاً ولم تستيقظي سيدتي.. لقد جلبت لكِ وجبة فطور شهية جداً.. هيا ابنتي استيقظي "

 

تململت في السرير ثم تنهدت بقوة ورفعت غطاء السرير عن جسدي وجلست.. نظرت إلى السيدة ماري ثم فركت عيناي وقلتُ لها بنُعاس

 

" نانا ماري توقفي عن مُناداتي بسيدتي.. ثم أنا أشعر بالنُعاس الشديد.. أريد أن أنام.. أريدُ النوم ولا رغبة لي بتناول الطعام "

 

وقفت ماري أمام السرير وهي تحمل بيدها مسند خشبي صغير وضعت عليه صينية الطعام.. تأملتني بنظرات حنونة وقالت برقة

 

" صباح الخير عزيزتي.. لا تحزني مني عندما أُناديكِ بسيدتي.. فأنتِ سيدة هذا القصر.. ثم أصبحتِ تنامين كثيراً في الآونة الأخيرة يا ابنتي.. هل أنتِ مريضة؟ "

 

نظرت إليها بنظرات حنونة وأجبتُها بصوتٍ مبحوح

 

" أنا بخير.. لا تقلقي نانا.. ثم لا أعرف فعلا سبب رغبتي الكبيرة هذه الفترة بالنوم!!.. ربما بسبب تفكيري الدائم بحفيدتكِ كتالينا وزوجي "

 

ابتسمت ماري ابتسامة حنونة ثم جلست على طرف السرير بجانبي ووضعت المسند الخشبي الجميل أمامي وقالت برقة

 

" لن أتحرك من هنا قبل أن تتناولين فطوركِ.. لقد انتبهت بأنكِ هذه الفترة لا تأكلين جيداً.. يجب أن تهتمي بغذائكِ وبصحتكِ ابنتي.. لا نريدُكِ أن تمرضي.. ثم لا تقلقي على حفيدتي كتالينا.. السيد بيلاتشو من المُستحيل أن يُحزنها "

 

نظرت إلى ماري بنظرات الشك إذ انتابني إحساس بأنها تُخفي عني شيئاً مهما.. لكن قبل أن أسألها ما تُخفيه عني التقط أنفي رائحة البيض المسلوق.. نظرت بسرعة إلى صينية الطعام وعلى الفور شعرت بأنني سأتقيأ..

 

رفعت يدي وغطيت بها فمي ثم تحركت بسرعة ووقفة وركضت مُسرعة إلى الحمام.. بدأت أتقيأ ما تناولتهُ في الأمس على العشاء..

 

كنتُ أبكي وأنا جالسة على ركبتاي أمام كُرسي المرحاض وأتقيأ.. سمعت ماري تهتف بخوف باسمي ثم دخلت إلى الحمام وجلست بجانبي وبدأت تجمع خصلات شعري وتبعدها عن وجهي..

 

عندما أفرغت ما تبقى في معدتي ساعدتني ماري لأقف ثم بدأت تغسل لي وجهي وفمي..

 

احتضنتني برقة ومشت بخطوات بطيئة ثم أوقفتني بجانب السرير.. ابتعدت عني قليلا وتأملتني بنظرات غريبة وجادة..


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 35 - أنا السبب

 

جلست على السرير وجلبت ماري كوب من الماء وساعدتني لأشربه.. عندما شربت الكوب بكامله وقبل أن أشكر ماري سمعتُها تسألني

 

" بانبلينا.. منذ متى وأنتِ تشعرين بغثيان الصباح؟ "

 

نظرت إليها بنظرات مُتعجبة ثم أجبتُها بإرهاق

 

" منذ أسبوعين تقريباً.. لكن لا تقلقي نانا.. أظن ما يحدث معي بسبب إرهاقي الجسدي.. أنا بخير صدقاً "

 

جلست ماري القرفصاء أمامي ثم أمسكت بكلتا يداي وتأملتني بنظرات سعيدة ثم سألتني بنبرة جادة

 

"  متى هو موعد دورتكِ الشهرية سيدتي؟ "

 

نظرت إليها بتعجُب ثم بدأت أحسب في رأسي متى أتت دورتي الشهرية الأخيرة.. شهقت بدهشة وأجبت ماري بخوف

 

" كان يجب أن يكون موعد دورتي الشهرية منذ ثلاثة أسابيع.. لماذا تأخرت دورتي الشهرية؟ "

 

ابتسمت ماري وهتفت بسعادة

 

" إلهي سيدتي.. أنتِ حامل.. أنتِ حامل بانبلينا.. السيد سيطير من كثرة الفرح عندما يعلم بحملكِ.. يجب أن تُخبريه وبسرعة و.. "

 

توسعت عيناي وتأملت ماري بنظرات مصدومة ثم قاطعتُها عن تكملة حديثها قائلة بذهولٍ شديد

 

" أنا حامل؟!!!.. لكن.. لكن.. كيف؟!!.. أعني.. كيف عرفتي نانا؟ "

 

قهقهت ماري برقة ثم رفعت يدها ومسحت وجنتي برقة وقالت بنبرة حنونة

 

" المرأة الحامل ابنتي تتوقف دورتها الشهرية نهائياً عن موعدها لفترة تسعة أشهر.. وأنتِ تأخرت دورتكِ الشهرية يا ابنتي.. كما بعض الأعراض قد تظهر خلال فترة الحمل.. إلا أن الأعراض التي ستظهر قد تختلف من امرأة لأخرى ومن حمل إلى حمل.. "

 

نظرت إلى ماري بذهول ولكنها تابعت بحماسٍ شديد قائلة

 

" قد تُعاني بعض النساء من غثيان وقيء صباحي خلال الأشهر الأولى من الحمل.. قد يحدث هذا في أي وقت خلال اليوم وليس فقط في الصباح.. وهذا يحدث معكِ "

 

شهقت بذهول وسمعت ماري تتابع قائلة بسعادة

 

" كما ستشعرين بتورم الثديين.. قد تشعر المرأة بزيادة حجم وحساسية في الثديين.. قد يكون الثديان أكبر حجمًا وأثقل "

 

رفعت بسرعة يداي ووضعتُهما على ثديي.. شهقت بذهول عندما شعرت بأنهما مُتحجرين وحجمهما فعلا قد ازداد قليلا..

 

نظرت إلى ماري بصدمة كبيرة عندما تابعت قائلة

 

" وسوف تحدث معكِ تغيرات في الهرمونات.. يمكن أن تسبب الهرمونات التغيرات الجسدية والعاطفية أثناء الحمل.. قد تشعرين بتقلبات المزاج والتعب والاكتئاب والقلق وترغبين بالنوم بشكلٍ دائم.. وقد تُعانين من آلام في منطقة الظهر بسبب زيادة وزن الرحم وتغيرات في محور الثقل "

 

تأملتُها بنظرات مذهولة إذ فعلا منذ فترة أسبوعين بدأت أشعر بالتعب والإرهاق الشديد ورغبة كبيرة بالنوم.. وبألمٍ فظيع أسفل ظهري..

 

شهقت بقوة وهمست بصدمة كبيرة

 

" أنا حامل؟!!!... "

 

ضحكت ماري بسعادة وهي تقف وقالت بنبرة حنونة

 

" نعم صغيرتي أنتِ حامل.. لا تخافي سوف أعتني بكِ جيداً.. كما السيد سيكون في قمة السعادة عندما يعلم بأنكِ حامل و... "

 

ابتسمت بسعادة بينما كنتُ أضع يدي على بطني وألمسهُ برقة.. نظرت إلى ماري وقاطعتُها قائلة

 

" ماري.. لا تُخبري أحداً بحملي.. تبقى خمسة أيام على زفاف كتالينا.. لا أريد أن أسرق منها الأضواء.. ثم أولا يجب أن أتأكد بأنني فعلا حامل وبعدها سأخبر مونرو.. لكن عندما ينتهي زفاف كتالينا "

 

أومأت ماري موافقة ثم قالت بجدية

 

" سأذهب بنفسي وأبتاع لكِ اختباراً للحمل.. ولن أُخبر أحد.. ولكن لا يجب أن تتأخري بإعلام السيد.. سيفرح كثيراً بهذا الخبر السعيد.. أنتِ لا تعرفين كم السيد حنون ويعشق الأطفال.. عندما بحث عني وأخبرني عن حفيدتي وطلب مني أن أكون معها.. رأيت مدى حنية السيد مع حفيدتي وحُبه لها.. كان يُعاملها كأنها أثمن كنز في حياته.. سيد مونرو يعشق الأطفال كثيراً "

 

شعرت بغصة أليمة في صدري وتمنيت أن يشعر مونرو بالسعادة عندما أخبره بنبأ حملي بطفله..

 

خرجت ماري من غرفتي بعد أن أخبرتني بأنها ستذهب الآن لتشتري لي اختباراً للحمل..

 

نظرت أمامي بشرود بينما كنتُ أفكر


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 35 - أنا السبب

 

طغى على قلبي مزيج من الفرح والخوف والترقب.. ولكن عشقت فكرة أن هذا الصغير الحبيب سيكون جزءًا مني.. وسيُجسد الحب العميق الذي يربطني بـ مونرو..

 

لم أستطع منع دموع السعادة من الانسكاب على وجنتاي.. تخيلت أيامًا قادمة مليئة بالحنان والعطف والضحكات البريئة..

 

ابتسمت بلهفة وهمست برقة

 

" أنا حامل.. أنا حامل "

 

الآن سيأتي مع طفلي مفتاح جديد للحب والسعادة..

 

فكرت في كيفية مواجهة هذا التحدي الجديد.. في كيفية أن أكون أمًا رائعة وشريكة مُحبة لـ مونرو.. وتخيلت رحلة الأبوة والأمومة كما لو كانت مغامرة ساحرة لاكتشاف جوانب جديدة عن نفسي و مونرو..

 

تنهدت برقة وهمست بحنان

 

" أتمنى أن يُحبني مونرو قريباً.. إن كان اختبار الحمل إيجابي سأخبرهُ بحملي عندما ينتهي زفاف كتالينا "

 

أدركت أن حملي يمثل تحولًا كبيرًا في حياتي وحياة مونرو.. وأنه سيتطلب مني الكثير من الصبر والاستعداد والحب.. وتعهدت في قلبي أن أكون قوية وعاطفية في الوقت نفسه.. أن أمنح طفلي الدعم والحماية والحب الذي يحتاجه..

 

وبينما تمطر الأفكار والخطط في عقلي وجدت الطمأنينة في حقيقة أنني لستُ بمفردي في هذه الرحلة مع وجود مونرو بجانبي..

 

نظرت بسعادة أمامي وهمست برقة

 

" مونرو سيعود إلى القصر معي عندما يكتشف حملي.. سأجعلهُ يُحبني وينسى الماضي وآلامه.. أنا متأكدة بأن مونرو سيكون بجانبي وبجانب طفلنا "

 

ابتسمت ابتسامة تفيض بالحُب والتفاؤل.. كانت تجربة لا تُنسى لاكتشافي أن بداخلي تنبض حياة جديدة.. حياة تُجسد رابطي العميق مع مونرو وتعبيرًا عن حُبي لهُ الكبير..

 

وقفت أمام المرآة ونظرت إلى نفسي.. شاهدت التغيرات التي بدأت تظهر على جسدي الذي يحمل في خفاياه معجزة الحياة.. لم أكن أستطيع إيقاف الابتسامة العريضة عندما وجدت نفسي أُعانق بطني الصغير وألمس طفلي الذي ينمو تحت قلبي..

 

في تلك اللحظة المميزة بدأت أفكر في مستقبلي كأم.. وكيف ستصبح هذه الرحلة الجديدة التي أمامي.. تأملت في القيم والمبادئ التي أرغب في تعليمها لطفلي.. وكيف ستحمل معها بصمات الحب والحنان والتقدير في كل تفاصيل الحياة اليومية..

 

قهقهت برقة ثم هتفت بسعادة مُخاطبة روح والدي في السماء

 

" أبي.. سوف تُصبح جد.. سوف أُعامل طفلي كما عاملتني.. سأغرقهُ بعطفي وحناني وحُبي الكبير له.. وإن كان صبي سوف أسميه رافاييلي على اسمك.. لا أظن مونرو سوف يُمانع رغبتي بتسمية طفلنا على اسمك.. أنا سعيدة.. سعيدة جداً "

 

في لحظات الهدوء والصمت تأملت في ماضيي وتحدياته وكيف أنني تمكنت من تجاوزه والنمو كشخص.. فأنا علمت أن الأمومة ستكون تحديًا جديدًا ورائعًا في نفس الوقت..  وستُعلمني الأمومة أن أكون قوية وأصبر على زوجي وأجعلهُ يبادلني الحُب..

 

رأيت أمامي مستقبل مليء بالأمل والإلهام والحُب.. وخططت لتكوين عائلة مفعمة بالحب والسعادة..

 

ركضت نحو السرير وأمسكت بطبق البيض وأبعدته جانبا ثم جلست وبدأت بتناول الطعام حتى أُغذي طفلي..

 

عندما انتهيت من تناول وجبتي رأيت ماري تدخل إلى غرفة النوم وهي تهتف بسعادة

 

" لقد جلبت الاختبار.. هيا ابنتي خذيه بسرعة وادخلي إلى الحمام.. سأشرح لكِ كيف تستخدمينه "

 

أخبرتني ماري كيف أستخدم اختبار الحمل ثم ركضت باتجاه الحمام وفتحت علبة الاختبار..

 

نظرت إليه بشرود إذ لم أفهم ماذا تعني تلك الخطوط التي ظهرت في الاختبار.. فتحت باب الحمام وهتفت لنانا ماري لتأتي..

 

ثواني وقفت نانا ماري أمامي وأخذت اختبار الحمل ونظرت إليه.. تأملتُها بنظرات قلقة وبتوتر.. رفعت نانا ماري نظراتها وتأملت وجهي بجمود ثم ضحكت بسعادة وعانقتني بقوة وقالت بفرحٍ كبير

 

" أنتِ حامل طفلتي.. حامل.. أنتِ حامل.. "

 

ضحكت بسعادة وابتعدت عنها قليلا.. تأملتني ماري بنظرات سعيدة وقالت بجدية

 

" يجب أن تُخبري السيد بعد انتهاء زفاف حفيدتي.. وبعدها يجب أن تذهبي برفقته إلى الطبيب حتى تتأكدي من نمو الطفل بشكل سليم.. أنا سعيدة من أجلكِ بانبلينا ومن أجل السيد.. أخيراً القصر سيملأ بضحكات سعيدة "

 

شكرت ماري بسعادة ثم رأيتُها تحمل صينية الطعام وقالت برقة

 

" سأعتني بكِ وبالطفل جيداً.. سيكون لي حفيدين عن قريب.. ابن كاتي وابنكِ سيدتي.. والآن استريحي ولا تُرهقي نفسكِ "

 

بعد خروجها جلست على الأريكة وبدأت أُفكر كيف سأخبر مونرو بحملي.. وقررت أن أفعل ذلك بعد انتهاء زفاف كتالينا..

 

بعد مرور يومين ذهبت برفقة كتالينا إلى الفندق حيث ستقام حفلة وداع العزوبية.. عندما مارس مونرو معي الحُب في الحمام شعرت بإرهاقٍ شديد.. كنتُ خائفة على طفلي ولكنني لم أستطع إخبار مونرو..

 

وفي يوم الزفاف كنتُ متحمسة جداً وسعيدة.. صعدت برفقة مونرو في سيارته وتوجهنا إلى الكنيسة..

 

عندما دخلت إلى الكنيسة رأيت بابلو يقف بجانب باغو أمام المذبح.. شهقت بدهشة كبيرة وركضت وعانقت بابلو بقوة وهتفت بسعادة

 

" بابلو.. أنتَ بخير.. إلهي.. أنتَ بخير صديقي.. ما هذه المفاجأة الجميلة.. الحمدُ الله على سلامتك.. أنا سعيدة.. سعيدة جداً لأنك هنا وبخير "

 

ضحك بابلو برقة ثم أبعدني عنه قليلا وأمسك بيدي وقال بحنان

 

" أحببت مفاجئة الجميع اليوم بحضوري.. كيف حالكِ سيدتي؟.. لقد اشتقت لكِ كثيراً "

 

ابتسمت برقة وأجبته

 

" اشتقت لك أكثر.. لا تعرف كم صليت وتمنيت أن تشفى وبسرعة.. لقد أنقذتَ حياتي بابلو وأنا مدينة لك بذلك "

 

رفع بابلو يدي وقبلها برقة ثم قال بنبرة حنونة

 

" هذا واجبي سيدتي الصغيرة.. ثم أنتِ زوجة صديقي وابنة والدي الروحي رافاييلي بيلوني.. سوف أحميكِ بروحي لمدى العُمر.. والآن أريدُكِ أن تتعرفي على زوجتي و ابنتي "

 

شهقت بسعادة وأومأت لهُ موافقة.. تعرفت على ليديا زوجته وابنتهُ الجميلة صوفي.. شعرت بالسعادة عندما رأيت نظرات ليديا لزوجها بابلو.. هي ما زالت تحبهُ وبجنون وهذا واضح من نظراتها العاشقة له.. أما ابنته كانت جميلة جداً وخجولة.. أحببتُها بسرعة وطلبت من ليديا و صوفي ليأتيا ويسكنان معنا في القصر..

 

ابتسمت ليديا بوسع وقالت برقة

 

" في الحقيقة السيد مونرو طلب منا فعل ذلك.. ولكن قررت أنا و بابلو أن نسكن في منزل جديد قريب من قصر السيد بيلاتشو "

 

فجأة سمعت صوت الموسيقى تصدح عاليا وعرفت بأن كتالينا على وشك الدخول إلى الكنيسة.. اقتربت من بابلو وهمست بأذنه

 

" لماذا ماثيو يجلس على المقعد الأول و باغو يقف أمام المذبح؟ "

 

غمزني بابلو وأجابني بمرح

 

" السبب واضح سيدتي الصغيرة.. دون باغو بالوفا هو العريس "

 

شهقت بسعادة إذ فهمت ما فعلهُ مونرو من أجل شقيقته كتالينا.. وقفت أمام المذبح بانتظار دخول العروس.. كنتُ أشعر بالفخر بزوجي الحنون.. لقد تخطى جميع توقعاتي عنه بسبب ما فعلهُ من أجل كتالينا..

 

وقلبي الصغير كان يطير من الفرحة الآن.. كان لدي أمل كبير بأن يعترف لي اليوم بحبهُ الكبير لي.. وبعدها سأخبره عن حملي..

 

أخيراً سنكون عائلة سعيدة ومُحبة إلى الأبد..

 

في حفلة الزفاف جلس بجانبي مونرو على طاولة بجانب طاولة العروسين.. احمرت وجنتاي بشدة عندما رأيت مونرو يتأملني بنظرات غريبة وهو يبتسم برقة..

 

أخفضت نظراتي وتأملت الطبق أمامي وسألت مونرو بخجل

 

" لماذا تتأملني بتلك الطريقة؟.. هل يوجد شيء على وجهي؟ "

 

قال مونرو بصوت هامس يحمل في طياته كل الإعجاب

 

" أنتِ أجمل ما رأيت في حياتي كلها طفلتي "

 

شهقت بذهول ورفعت نظراتي بسرعة وتأملت وجهه بدهشة كبيرة.. ابتسم مونرو بلطف وتابع قائلا بنبرة حنونة

 

" عيونكِ الزرقاء تشبه بحرًا لا نهاية له.. يأسر قلبي وروحي في كل لحظة أنظر إليها.. عيونكِ طفلتي تحمل فيها القوة والعذوبة والجمال "

 

تجمدت عيناي في عمق عينيه وارتعش جسدي عندما تابع مونرو قائلا بحنان

 

" جمالكِ ليس فقط في مظهركِ الخارجي بل في كل شيء فيكِ.. في طريقة تفكيركِ.. في قوتكِ الداخلية.. في الحنان الذي تملكينهُ في قلبكِ.. أنتِ تضيئين عالمي.. وأنا ممتن لكل لحظة أقضيها إلى جانبكِ.. لأنني أجد فيكِ السعادة والسلام والإلهام "

 

أصابني الذهول الشديد إذ بداخلي شعرت بأن مونرو يعترف بحبهُ لي.. ولكنني أردت المزيد منه.. أردتهُ أن ينطق بكلمة أحبكِ.. ولأشجعهُ على فعل ذلك قلتُ له بخجل

 

" أنا أيضًا محظوظة لأنك في حياتي مونرو.. أنتَ الشخص الذي يجعلني أشعر بالأمان والسعادة في كل لحظة.. عيونك تعكس لي العالم بأكمله.. وأنا أجد فيها الدفء والثقة "

 

وبسبب خجلي تابعت قائلة بداخلي.. أنتَ تتغزل بجمالي.. ولكن لا تدرك أن بجمالك أنت تجمع الكون بأكمله.. روحك النبيلة وقلبك الكبير يجعلانني أحبك أكثر في كل يوم.. أنتَ الرفيق الذي أعرف أنني يمكنني الاعتماد عليه في كل المحن والأفراح.. وأنتَ والد طفلنا القادم..

 

تمنيت لو استطعت التفوه بتلك الكلمات أمامه ولكن لم أفعل ذلك لآن مونرو لم يعترف بحبهُ لي.. ولكنني أصبحت الآن متأكدة بأنهُ يُحبني ولكنهُ يحتاج لبعض التشجيع ليعترف بتلك الكلمة..

 

وبينما كنا نتناول الطعام تواصلت المحادثة العاطفية بيننا.. إذ قال مونرو بنبرةٍ مليئة بالإعجاب

 

" جمالكِ الخارجي لا يضاهى.. ولكن ما يجذبني إليكِ أكثر هو الجمال الداخلي الذي تمتلكينه.. أنتِ تتسمين باللطف والذكاء والقوة.. وهذا ما يجعلكِ امرأة استثنائية بانبلينا "

 

لم أفهم فعلا لماذا كان يتغزل بي مونرو بهذا الشكل.. إذ لأول مرة يفعلها أمامي.. احمرت وجنتاي وشعرت بقلبي ينبض بنبضات سريعة سعيدة..

 

انحنى مونرو وقبل يدي بلطف ثم قال بصوتٍ هامس ومليء بالعاطفة

 

" أنا لا أملك كلمات تُعبر عن مدى سعادتي الآن.. ولكن أعدكِ بأنني سأكون دائمًا بجانبكِ.. لنمضي معًا في رحلة الحياة "

 

نظرت إليه بعشق لا يوصف.. كنتُ أستمتع بهذه اللحظة الساحرة.. غمرتني مشاعر عميقة والأمل في مستقبلٍ مشرق..

 

كانت الأنوار المتلألئة والأجواء الرومانسية تعزز من جمال اللحظة.. حيث غرقت حتى أذناي بعشق أسدي مونرو بيلاتشو..

 

بينما الأضواء المتلألئة تتساقط من الثريات الفاخرة والموسيقى الهادئة تغمر المكان فجأة وقف مونرو أمام الحضور وركض نادل وسلمهُ ميكروفونًا في يده..  

 

بدت عيون مونرو مليئة بالفخر والسعادة وهو ينظر إلى شقيقته الجميلة التي تستعد للخطوة الكبيرة في حياتها.. صمت الحضور عندما بدأ مونرو يتحدث.. صوته يملأ المكان بحنانه وودّه

 

" أعزاءي.. أنا هنا اليوم لأعبر عن سعادتي الغامرة وفرحتي العارمة لحضور هذه المناسبة الخاصة.. زفاف شقيقتي الغالية كتالينا وحبيبها باغو "

 

ثم قال بصوتٍ واضح ومليء بالعاطفة

 

" تلك اللحظة التي ننتظرها جميعًا.. عندما يلتقي الحبيبان ويُتممان عهدهما أمامنا جميعًا.. لا يمكنني إلا أن أشعر بالامتنان العميق لكل واحد منكم هنا اليوم.. الذين شاركونا هذه الفرحة وهذا الحب "

 

توقف للحظة ونظر حوله ثم نظر إلى شقيقتهِ كتالينا بعاطفة وبفخر.. وابتسم بصدق قائلاً

 

" كتالينا.. أختي الغالية.. لقد رأيتكِ تكبرين وتنضجين إلى امرأةٍ رائعة وجميلة من الداخل والخارج.. واليوم.. أنتِ تُخطين خطوة مهمة في حياتكِ لتكوني إلى جانب حبيبكِ الدون باغو بالوفا.. أنا فخور بكِ وبالقرار الذي اتخذتِه.. وأتمنى لكِ حياة مليئة بالحب والسعادة "

 

وتابع بكلماته النابعة من القلب قائلا

 

" دون باغو.. أُرحب بك في عائلتنا بذراعين مفتوحين.. تمكنتَ من سرقة قلب كتالينا وإضفاء السعادة والابتسامة على وجهها في كل لحظة.. وبالنظر إلى الطريقة التي تنظران بها إلى بعضكما البعض.. يتضح لنا بوضوح أنكما فريق لا يُقهر "

 

وبعد لحظة من الصمت العميق.. استأنف مونرو كلمته وهو يحاول السيطرة على صوته المرتجف بسبب العاطفة

 

" كتالينا.. أنتِ تعرفين أنكِ تعنين الكثير بالنسبة لي.. أنا فخور جدًا بكِ وبشخصيتكِ القوية والجميلة التي أصبحتِ عليها.. لقد رأيتكِ تكبرين أمامي منذ الطفولة.. واليوم أراكِ تبدئين رحلة حياتكِ الجديدة مع باغو "

 

وتابع بصوتٍ مليء بالحنان والحب

 

" أتمنى لكِ السعادة الأبدية والحب العميق مع باغو.. أنتِ تستحقين كل الخير والنجاح في حياتكِ.. وأنا واثق تمامًا أن زوجكِ باغو سيكون رفيقًا مثاليًا لكِ في رحلتكما المشتركة "

 

وأكمل مونرو قائلاً بلطف

 

" أشكركم جميعًا على حضوركم اليوم ومشاركتنا فرحتنا.. إن وجودكم هنا يضفي الدفء والحب على هذه المناسبة الخاصة.. أتمنى أن تمتلئ قلوبكم بالسعادة والفرح كما يمتلئ قلبي في هذا اليوم المميز "

 

ترقرقت الدموع في عيناي بينما كنتُ أنظر بفخر وبعشقٍ كبير إلى زوجي الوسيم والرائع..

 

تصاعدت التصفيقات الحارة والهتافات التهنئة وكانت تعبيرًا عن التقدير والتأثر بما قدمه مونرو.. اندفع الحضور ليقدم التهاني لمونرو وكتالينا وباغو.. وبينما يعانقه أفراد العائلة وأصدقاؤه بفرح.. اتجه مونرو بحنان إلى كتالينا وباغو وعانقهما بدفء..

 

انطلقت موسيقى رومانسية تملأ المكان.. وكما تقتضي التقاليد.. بدأت كتالينا وباغو بالاقتراب من ساحة الرقص المركزية..

 

اقترب مونرو وجلس بجانبي وابتسم بسعادة بينما كان ينظر إليّ بنظرات سعيدة.. ابتسمت برقة ونظرت إلى العروسين بسعادة..

 

وسط التصفيق الحار والتشجيع من الحضور بدأ الزوجان الحبيبان رقصتهما الأولى كزوجين حديثي الزواج.. تواصلوا بحركات ناعمة وأنيقة تعكس حبهما وانسجامهما العميق..

 

كانت عيون كتالينا تضيء بالسعادة وهي تنظر إلى باغو بثقة وحب.. وفي كل خطوة راقصة كانوا ينغمسون في عالمهما الخاص كأنهما لا يوجد سوى الحب والانسجام بينهما..

 

وبينما يرقص الزوجان بأناقة وعفوية لاحظ جميع الحضور اللحظات الساحرة التي تجمعهما..

 

نظرت إلى مونرو  ورأيت عينيه ممتلئة بالفرح والفخر وهو يتابع رقصتهما بإعجاب متزايد..

 

استمر العرض الراقص في إحداث لمسة من السحر والرومانسية في الجو.. ومع نهاية الرقصة صفق الحاضرون بحماس كبير لتحية هذه اللحظة الخاصة في حياة العروسين..

 

وبعد انتهاء الرقصة رأيت  مونرو يقف ومشى باتجاه العروسين.. احتضن كتالينا وباغو بحب وفرح ثم نظر إلى الحضور وقال بصوتٍ مرتفع

 

" لنرفع أكوابنا ونحتفل بحب وسعادة كتالينا وباغو.. ولنتمنى لهما حياة مليئة بالسعادة والمغامرات "

 

رفع الجميع أكوابهم وهتفوا بسعادة للعروسين لينعما بحياة سعيدة وهانئة ومليئة بالمغامرات..

 

نظرت إلى زوجي مونرو بفخر وحب عميق.. وغمر عيوني الزرقاء الدفء والإعجاب لهذا الرجل الذي أحبهُ بكل قوة..

 

كنتُ متأثرة بما فعلهُ مونرو من أجل شقيقته وكلماته الصادقة والمُعبرة التي ألقاها منذ قليل.. والآن هو طلب من جميع الحضور رفع نخب العروسين..

 

رفعت كأسي تحيةً للعروسين.. كانت هذه اللحظة تعبيرًا عن فرحتي وتهنئتي لصديقتي كتالينا وزوجها باغو..

 

وفي هذا الوقت.. وسط هتافات الحضور وتصفيقهم الحار.. تبادلت مع مونرو نظرات معبرة تحمل في طياتها عمق العاطفة والاتصال الروحي الذي يجمعنا.. كانت تلك اللحظة الصامتة تقول أكثر مما يمكن أن تقوله الكلمات..

 

رأيت مونرو يقترب من طاولتنا ثم وقف أمامي وتأملني بعيون مفعمة بالشغف.. وبصوت هامس قال

 

" أعلم أن هذه الليلة مخصصة للاحتفال بزواج كتالينا و باغو.. ولكن هل تسمحين لي بأن أتشرف برقصة معكِ زوجتي الجميلة؟ "

 

نظرت إليه بسعادة ثم ابتسمت بلطف وأجبتهُ برقة

 

" بالطبع.. أنا لا أستطيع أن أتخيل أجمل من أن أرقص معك في ليلة بهذه الروعة "

 

بينما الموسيقى الهادئة تغمر المكان وضعت يدي بكف يده ومشيت بجانب مونرو  ووقفنا في وسط ساحة الرقص الفسيحة.. أمسك مونرو برفق بيدي وسحبني بلطف إلى حضنه وسط أنظار الحاضرين الذين بدأوا يهمسون ويبتسمون تعجبًا..

 

وضع مونرو كلتا يداي على كتفيه ثم احتضن خصري بيديه وجذبني إلى صرده حتى التصق صدري بصدرهُ العريض.. وضعت رأسي على صدره وسمعت بسعادة صوت دقات قلبهِ السريعة.. وبدأت أتمايل برقة على أنغام الموسيقى الساحرة..

 

وأثناء الرقصة احتضنني مونرو بلطف وهنا رفعت رأسي عن صدره وتقابلنا وجهاً لوجه.. كانت عيوننا تنطق بالعاطفة والرغبة.. وكلما اقتربت وجوهنا من بعضها ازدادت نبضات قلبي.. الزمان تلاشى والمكان انغمس في بحر من العاطفة الغامرة..

 

كل حركة كانت انسجامًا تامًا بيننا.. وكأننا نترقب حركة بعضنا بدقة..

 

كانت أجسادهما تنساب بأناقة ورقة.. وقد اختلطت أنفاسهما في سيناريو رقصة مثالية وساحرة..

 

ومع كل تمايله ولمسة.. كانت تتناغم قلوبهما بشكل أعمق... كانا غارقين في عالم خاص بهما.. حيث يُعبران عن حبهما وتعاطفهما بكل حركة راقصة..

 

قربت وجهي أكثر من مونرو  ورأيتهُ يُخفض رأسه وهنا أغمضت عيناي وشعرت بشفتيه تلمسان شفتاي بقبلة رقيقة وناعمة..

 

بادلتهُ القبلة الحميمة بشغف ثم تنهدت بسعادة وأرحت رأسي على صدره..

 

سعيدة وغارقة حتى أذناي بعشق أسدي الوسيم مونرو بيلاتشو.. وكم تمنيت أن لا تنتهي هذه الرقصة أبداً..

 

وفي اللحظة الأخيرة بينما الموسيقى تتلاشى وتتلاشى.. احتضنني مونرو بقوة ونظر إليّ بعيون مليئة بالعشق... نعم استطعت أن أرى العشق في عينيه الجميلتين والساحرتين..

 

همس حبيبي بكلمات حميمة

 

" شكرًا لأنكِ معي ولأنكِ تملئين حياتي بالسعادة والجمال "

 

ابتسمت له بسعادة ثم ابتعدنا عن بعضنا قليلا.. حضن مونرو يدي بقبضته ثم مشينا باتجاه طاولتنا..

 

كانت الحفلة ناجحة جداً.. شعرت بالسعادة بسبب مفاجأة مونرو الجميلة لشقيقتهِ كتالينا.. إذ دعا أهم وأشهر المطربين العالميين والذين أحيوا الحفلة بنجاح..

 

عندما انتهت حفلة زفاف كتالينا وباغو.. تجمع الأصدقاء لتوديعهما وتمنوا لهما حياة سعيدة معًا.. وفيما كان مونرو يستعد لوداع كتالينا وقفت بجانبهِ أتأملهُ بنظرات حنونة وعاشقة..

 

رأيتهُ يضم كتالينا بقوة وسمعتهُ يقول لها بنبرة حنونة

 

" سوف أفتقدك كثيرًا أختي الحبيبة.. لكن أعلم أنكِ قد وجدتِ حبكِ الحقيقي في باغو.. وأنا سعيد لكما.. أتمنى لكِ حياة رائعة مليئة بالحب والسعادة.. ولا تنسي أنني هنا دائمًا إذا احتجتِ إلى أي شيء "

 

ثم ابتعد عنها ورأيت باغو يقترب من كتالينا ثم أمسك بيدها وغادرا المكان وسط هُتافات السعيدة من الأصدقاء..

 

نظرت إلى مونرو وطلبت منه أن نُكمل السهرة في مكان آخر.. إذ حان الوقت لأعترف له عن حملي..

 

قاد مونرو سيارته باتجاه أشهر مطعم في إيطاليا وتحديداً إلى مطعم روما كافور باليسو والذي يُعتبر واحدًا من أشهر وأكثر المطاعم تميزًا في المدينة..

 

جلسنا في ذلك المطعم الهادئ حيث الأضواء الدافئة والأجواء الرومانسية.. نظرنا إلى بعضنا البعض بابتسامة وعيون مليئة بالشوق..

 

تأملت مونرو بنظرات سعيدة وقلتُ له برقة

 

" أشكرك مونرو لأنك كنتَ عادلا مع كتالينا.. كانت حزينة وتتألم جداً رغم محاولتها الكبيرة لإخفاء ذلك.. ظننت فعلا بأنها سوف تتزوج من ماثيو.. لكنني سعيدة الآن جداً لأنها تزوجت من الرجل الذي تحبه.. وأنا سعيدة جداً لأن بابلو تحسن وعاد لزوجته وابنته "

 

ابتسم مونرو برقة وأجابني

 

" طبعا لن أسمح لنفسي بأن أكون السبب خلف تعاسة شقيقتي.. كل ما أريدهُ في هذه الحياة أن تكون كاتي سعيدة.. فأنا أحبُها جداً "

 

تأملته بنظرات متوترة ثم أخذت نفسًا عميقًا إذ حانت اللحظة الحاسمة.. قلتُ له بهمس

 

" مونرو.. أريد أن أسألك شيئًا مهمًا "

 

ابتسم ابتسامة ناعمة وأجابني موافقا.. بلعت ريقي بقوة وسألتهُ بصوتٍ مُنخفض

 

" هل تحبني؟ "

 

رأيت بذعر نظراتهِ تتجمد في عيناي.. استطعت رؤية الذهول والتردد في عينيه وهذا أخافني.. لن أتحمل رفضهُ لي واعترافهُ لي بأنهُ لا يُحبني..

 

تصاعدت نبضات قلبي بينما كنتُ أرى ردة فعلهِ المصدومة.. ترقرقت الدموع في عيناي وسألتهُ بصوتٍ مُرتعش

 

" مونرو.. هل تُحبني؟.. أخبرني بصدق لو سمحت "

 

شعرت بأنني أختنق عندما أجابني بتردد

 

" بانبلينا.. أنا... أنا.. أنا..... "

 

عرفت بأنه لا يُحبني.. عرفت بأن مونرو بيلاتشو لن يُبادلني مشاعر الحُب في حياته.. نظرت إليه بنظرات حزينة وبخيبة أمل كبيرة..

 

لم أستطع السيطرة على ذلك الوجع الذي فتك في قلبي.. وقفت وركضت هاربة منه.. أردت الهروب منه والبقاء بمفردي لأبكي على راحتي..

 

رأيت حُراس أمن مونرو يقتربون مني لكنني هربت منهم باتجاه الطريق.. أردت أن أبتعد عن الجميع وأبكي بتعاسة بمفردي..

 

وبينما كنتُ أقطع الطريق رأيت ضوء قوي أمامي.. وقفت جامدة في مكاني وشاهدت من بين دموعي سيارة مُسرعة باتجاهي..

 

صرخت بذعرٍ شديد ولكن قبل أن أحتضن بطني وأحمي طفلي وأتحرك راكضة دهستني السيارة بقوة..

 

رأيت ضوء أبيض أمامي.. وشهقة قوية خرجت من حُنجرتي عندما شعرت بألمٍ فظيع في بطني.. شعرت بجسدي يرتفع عالياً.. كنتُ أطير.. نعم كنتُ أطير بينما دموعي كانت تتساقط على وجنتاي..

 

ثم ارتطم جسدي بعنف على الأرض وتلقيت ضربة قوية على جبهتي وبعدها رأيت الظلام أمامي..

 

 

إيثان بوربون**


 

كنتُ أقف بجانب زوجتي شارلي خارج الفندق وأنا أبتسم بسعادة بسبب تعليق الماركيز المرح عن صديقي مونرو


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 35 - أنا السبب

 

غمزت الماركيز وقلتُ له بصدق

 

" مونرو يعشق زوجته بجنون.. الجميع الليلة لاحظوا مدى اهتمامه بها ورقصاتهِ معها والطريقة التي كان ينظر إليها.. لقد أصبح عاشق والهان مثل حكايتنا ماركيز "

 

ضحك رومانوس بمرح وعانق ماريسا إلى صدره وقال بجدية

 

" لا يوجد ما هو أجمل من الحُب "

 

اقترب شقيقي ماركو وهو يمسك بيد زوجتهِ فيليا ووقف بجانبي وقال

 

" أنا أتفهم تمامًا ما تقصدهُ ماركيز.. الحب هو لغة عميقة وجميلة تنبثق من القلوب وتتجاوز الكلمات والأقوال.. عندما يكون الحب حقيقيًا.. فإنه يعبّر عن نفسه بطرق لا تحصى.. وليس فقط من خلال الكلام.. إنه يعبر عن نفسه بالنظرات العميقة.. واللمسات الرقيقة.. والاهتمام المتبادل.. وتضحيات العاطفة.. والحماية والدعم.. العشق الحقيقي يتكلم بجماله الخاص ويصمت الكلام أحيانًا لأنه يعرف أن اللغة العاطفية تتجاوز الحروف والكلمات.. وأنا رأيت كل ذلك في نظرات مونرو بيلاتشو لزوجتهِ بانبلينا "

 

نظرت إلى شقيقي بدهشة ثم قلتُ له بسخرية

 

" ياه ماركو.. أصبحتَ شاعراً أخي.. يبدو بأن فيليا علمتك الرومانسية على أصولها "

 

تأملني ماركو بنظرات غاضبة ولكن قبل أن يُجيبني سمعت صوت رنة هاتفي تصدح عاليا.. سحبت هاتفي من جيب سترتي ونظرت بدهشة عندما رأيت رقم اللواء هنري..

 

لقد كان في حفل زفاف كتالينا بيلاتشو وغادر منذ دقائق عندما انتهت الحفلة..

 

نظرت بقلق إلى شاشة هاتفي ثم ضغطت عليها ووضعت الهاتف على أذني وفوراً سمعت هنري يهتف بقلق

 

( إيثان.. أين أنت؟ )

 

أجبتهُ بقلق

 

" ما زلتُ أمام الفندق.. ما بك هنري؟... أنتَ بخير؟ "

 

سمعتهُ يُجيبني بتوتر

 

( كارثة حدثت.. تعرضت زوجة مونرو إلى حادث دهس.. ورجال الشرطة الأغبياء ضربوا مونروا على رأسه.. والآن عناصر الشرطة اشتبكوا مع رجال مونرو )

 

توسعت عيناي بذهول وهتفت بصدمة كبيرة

 

" ما الذي قلته؟!!.. ما بها بانبي؟!.. ماذا حدث لها ولصديقي مونرو؟.. تكلم واللعنة "

 

سمعت هنري يقول

 

( اسمعني جيداً إيثان.. عليك أن تأتي وبسرعة برفقة ماركو إلى مطعم روما كافور باليسو.. هو قريب من الفندق.. لقد وصلت للتو أمام المطعم.. سأحاول تهدئة رجال مونرو وعناصر الشرطة لحين وصولك.. لا تتأخر.. وعندما تصل ستفهم ما حدث )

 

انهى هنري المُكالمة وهنا سمعت الماركيز يسألني بنبرة قلقة

 

" ماذا حدث لصديقك وزوجته؟.. هل هما بخير؟ "

 

نظرت إلى رومانوس بتوتر ثم قلتُ له بجدية

 

" ماركيز.. هل يمكنك أخذ شارلي و فيليا إلى قصرك؟.. يجب أن أذهب برفقة ماركو وفي الحال.. بيلاتشو يحتاج إلى مساعدتنا "

 

أجابني الماركيز موافقا بينما كنتُ أنظر إلى شقيقي بقلق.. أمسكت بذراع ماركو ثم استدرت ونظرت إلى زوجتي بحنان.. قبلت شفتيها بقبلة سريعة ثم قلتُ لها بنبرة جادة

 

" لا تقلقي حبيبتي.. سأعود فور أن أطمئن على صحة بانبي ومونرو.. لن أتأخر "

 

سحبت ماركو خلفي ومشيت مُسرعاً باتجاه سيارتي.. أشرت لرجالي ليرافقوا الماركيز ثم قدتُ سيارتي بسرعة باتجاه مطعم  روما كافور باليسو..

 

نظر ماركو إليّ وهتف بقلق

 

" إل أين نحنُ ذاهبان إيثان؟.. تكلم.. هل تعرض مونرو لحادث سيارة؟ "

 

تابعت القيادة بسرعة وأجبته

 

" بكل صُدق.. لم أفهم كلمة واحدة من هنري اللعين.. كل ما أعرفه بأن مونرو و بانبلينا ليسا بخير بتاتا.. ويجب أن أكون بجانبهما الآن "

 

تنهد ماركو برقة ثم قال بنبرة حنونة

 

" أنتَ فعلا أصبحتَ صديقاً مُقرباً لذلك المجنون مونرو.. صدقاتكم غريبة.. فبعد أن كنتَ تكرهه بجنون أصبحتَ تعتبره كأخٍ لك "

 

نظرت أمامي بحزن إذ تذكرت كيف كانت علاقتي سيئة بـ مونرو في البداية.. تنهدت بعمق وأجبت ماركو

 

" كنتُ أكره مونرو لحد اللعنة.. وأيام كثيرة تمنيت أن أقتله.. ولكن عندما ماتت حبيبته رالبيكا تعرفت على مونرو الحقيقي.. صحيح هو زعيم مافيا لكنهُ رجل نزيه.. في عمق الظلام ينبض قلب نزيه.. مونرو رجل القوة والقيادة في ثوبه الأسود.. هو مافيا يتربع على عرش السلطة.. لكنه يحمل في طياته العدل والعفو.. قد يشتهر بشهرته الرهيبة وقسوته التي تُرهب الأرواح الضعيفة.. ولكنه لا يُميز بين صغيرٍ وكبيرٍ.. كلوحة العدل ترسمها أفعالهُ العظيمة "

 

سمعت ماركو يشهق بدهشة لكنني تابعت قائلا مُعبراً بصدق عن شخصية صديقي مونرو

 

" مونرو لا يسمح للظلم بأن ينسج قصته.. يقف بصمت ويعلو صوت الحق.. وعندما تخفوا الأصوات وتعتزل الأنظار يدخل العدل إلى الساحة ويسطع كالشمس.. ربما يكون رمز الخوف للجميع.. ولكن للعاقلين هو رمز الأمان.. بيلاتشو يحمل مسؤولية العديد من الأرواح ويحرص على حمايتها والحفاظ على سلامتهم.. في قراراته يرى الحكمة والتفكير العقلاني.. لا يدع الانفعال يتحكم في أفعاله.. فهو رجل يحمل مسؤولية الكثيرين.. ويعلم أن القوة تكمن في الحكمة والعدل.. فلتنظر إلى هذا الزعيم النزيه كيف يتراقص العدل في خطواته.. هو قوة تتجلى في صمته الثابت.. رجل مافيا لا يظلم أحد ويبقى نزيهًا حتى النهاية "

 

" اوه... "

 

سمعت ماركو يهمس بذهول ثم قال بدهشة كبيرة

 

" ألهذه الدرجة تعرف مونرو؟ "

 

أجبت ماركو بسرعة قائلا

 

" أعرفهُ أكثر من نفسه.. مونرو حالة فريدة من نوعها.. فهو يعيش بين نار الظلمة ونور النزاهة.. ويدرك أن القوة ليست مجرد قوة العضلات بل هي القوة الروحية التي تنبع من النزاهة.. وكل من يُحاول أذية من يُحبهم خاصةً عائلتهُ يبعث برسالةٍ واضحة للجميع بأنه لا يساوم على قيمهُ وعائلتهُ.. وأن القوة الحقيقية تكمن في رفض الظلم والفساد "

 

تابعت القيادة مُسرعا باتجاه المطعم وتابعت قائلا

 

" في حروب العصابات والصراعات المستمرة.. يدير مونرو الأوراق بحكمة ويختار السلام.. وكل من يحاول طعنهُ في ظهره يُشعل الجحيم به "

 

ساد الصمت في السيارة للحظات ثم همست برقة لشقيقي

 

" أنا لديّ أربعة إخوة.. أنتَ و الماركيز رومانوس و مونرو بيلاتشو وذلك الأحمق هنري "

 

أوقفت السيارة بعنف في وسط الطريق عندما رأيت أمامي سيارتين للإسعاف وعشرات السيارات التابعة للشرطة..

 

ترجلت من سيارتي وركضت مُسرعاً باتجاه هنري.. وقفت بجانبه ونظرت بصدمة كبيرة أمامي عندما رأيت رجال الإسعاف يرفعون جسد بانبلينا على سرير نقال ثم وضعوها في سيارة إسعاف..

 

رأيت ماركو يركض باتجاه سيارة الإسعاف التي وضعوا بها بانبي ثم تكلم مع رجال الإسعاف وبعدها سمحوا له بالدخول إلى السيارة..

 

نظرت إلى هنري بصدمة كبيرة وسألتهُ بقلقٍ شديد

 

" ماذا حدث لصديقتي بانبي؟.. وأين هو مونرو؟ "

 

تأملني هنري بنظرات حزينة وقال

 

" لقد دهستها سيارة مُسرعة.. والسائق تلقى ضرباً مُبرحاً من رجال أمن مونرو بيلاتشو.. الفوضى انتشرت بسرعة إذ اتصلوا الناس بالشرطة وبلغوا عن وجود رجال مُسلحين بقرب المطعم.. والبعض اتصلوا وأخبروا الشرطة عن حادث دهس امرأة ووجود رجال مُسلحين يهددون الناس بأسلحتهم ليبتعدوا عن الطريق.. "

 

نظرت إلى سيارة الإسعاف الثانية ورأيت بخوف رجال الإسعاف يضعون مونرو على سرير نقال وبدأوا بفحص رأسه..

 

قبل أن أسأل هنري عن مونرو سمعتهُ يقول

 

" شرطي أحمق ضربهُ بالعصا على رأسه.. مونرو فقد أعصابه عندما وصلوا رجال الإسعاف والشرطة إلى الموقع وحاولوا ابعاده عن زوجته.. بدأ يضربهم بعنف ويُقاومهم.. لكنهُ بخير فإصابتهُ طفيفة.. فور وصولي إلى هنا أمرت عناصر الشرطة ليتركوا رجال الزعيم.. ثم تأكدت بنفسي من إصابته.. ولكن زوجتهُ ليست بخير "

 

شكرت هنري ثم ركضت باتجاه سيارتي لأتبع سيارات الإسعاف والتي توجهت إلى مستشفى بوربون....

 


 

مونرو بيلاتشو**


 

صرخت بعذاب بينما كنتُ أقاوم سبعة رجال أمسكوا بي

 

" دعوني.. أريد حبيبتي.. أنقذوهااااااااااا.. أرجوكم.. لا أريد الابتعاد عنهااااااااا.. زوجتي.. حبيبتي.. دعوني يا ملاعين.. أريد زوجتي.. حبيبتي.. ابتعدوا عني.. "

 

ثم فجأة تلقيت ضربة قوية على رأسي من الخلف وبعدها سقطت بجانب جسد حبيبتي المُضرج بالدماء..

 

تساقطت دموعي بينما كانت الرؤية أمامي تتحول لسواد.. حركت يدي اليسرى وأمسكت بيد بانبي ثم أغمضت عيناي ورأيت نفسي في الظلام.......

 

استيقظت ورأيت نفسي نائما على سرير داخل غرفة في المستشفى.. تأوهت بألم عندما حركت رأسي قليلا.. رفعت ذراعي ولمست رأسي من الخلف.. سمعت صوت إيثان في أذنياي وهو يقول بنبرة حزينة

 

" لا تلمس رأسك مونرو.. من حُسن حظك الجُرح ليس عميقاً.. ستيفانو طبيب الطوارق اهتم بجُرحك.. "

 

رغم الألم الفظيع في رأسي تحركت ببطء وجلست على السرير ونظرت إلى إيثان بنظرات ضائعة..

 

غمرتني مشاعر الحيرة والرعب.. شعرت بالألم الجسدي ولكن الألم الأكبر كان ينبعث من داخلي الآن عندما تذكرت ما حدث لحبيبتي العزيزة بانبلينا...

 

تلونَ العالم في عينيّ باللون الأسود.. والقلق اقتحم قلبي بلا رحمة.وبصوتٍ هامس تحول إلى صرخة جنونية صرخت باسم زوجتي

 

" بانبلينااااااااااااااااااااااا.. بانبليناااااااااااااااا... "

 

تعالى صوتي وارتفع بشكل مذهل.. حاولت أن يصل صوتي إلى عالم آخر في أمل ضئيل أن يستجيب لي أحدهم

 

" بانبلينا.. أين أنتِ؟.. أرجوكِ عودي إليّ.. لا يمكنني أن أفقدكِ.. أنا السبب.. أنا السبب.. بسببي دهستها سيارة "

 

وقفت على قدماي ثم ركضت ودفعت إيثان من أمامي عندما حاول منعي من الخروج من الغرفة.. ركضت في ممرات المستشفى وأنا أهتف بجنون باسم حبيبتي بانبلينا..

 

اجتاحني الحزن واليأس.. كنتُ غير قادراً على تصور الحياة بدونها.. بدون الابتسامة الدافئة على وجهها والنظرة العميقة في عينيها الزرقاء الجميلة..

 

رأيت ستيفانو يركض باتجاهي.. ركضت ووقفت أمامه ثم أمسكت بكتفيه بقوة وهتفت بذعر

 

" أين هي زوجتي؟.. هل هي بخير؟.. أخبرني أرجوك.. أين هي حبيبتي بانبلينا؟ "

 

حاولت إبعاد الألم والفزع الذي تملكني.. تلوى جسدي مع كل ضربة من الألم والشوق الحارق.. صرخت مرة أخرى.. ولكن هذه المرة بصوت مكسور ومبحوح بالدموع

 

" أين هي زوجتي؟.. تكلم واللعنة "

 

تأملني الطبيب ستيفانو بنظرات حزينة وقال

 

" سيد بيلاتشو.. يجب أن تستريح قليلا.. لقد أُصبتَ بــ.. "

 

قاطعتهُ هاتفاً بجنون

 

" لا أهتم.. أريد زوجتي.. أين هي؟.. أرجوك أخبرني بأنها بخير.. أرجوك قُل لي بأن زوجتي بخير "

 

غرقت في بحر من الخوف والذعر عندما سمعت الطبيب ستيفانو يُجيبني بحزن

 

" زوجتُك في غرفة العمليات الآن.. حالتها خطرة جداً.. الطبيب ماركو برفقة أفضل أطباء في إيطاليا داخل غرفة العمليات يحاولون إنقاذها "

 

وقفت في حالة صمت قاتل بينما كنتُ أنظر إلى الطبيب ستيفانو بصدمة كبيرة.. عبست عيناي وعكست ملامح وجهي الهول والخوف العميق..

 

كان جداً صعباً عليّ تصور حالة بانبلينا في غرفة العمليات.. إذ كنتُ عاجزاً عن فعل أي شيء لحمايتها..

 

ارتجف جسدي بشدة وحاولت كبح دموع القلق التي تساقطت من عيناي..

 

نظرت بذعر إلى الطبيب وهمست بصوتٍ مُرتجف

 

" ماذا تقول؟!.. حالتها خطرة جدًا؟!.. لا... لا يمكن... لا يجب أن تتركوها تموت.. يجب عليكم إنقاذها.. أرجوكم.. أين هي؟.. أريد أن أكون معها.. يجب أن تعرف بانبلينا بأنني أحبها ولن أتركها أبداً.. أين هي؟.. أخبرني أرجوك "

 

كنتُ أتوسل إليه بمرارة.. أردت أن أذهب بسرعة لأكون معها وأعترف بعشقي الكبير لها وأُخبرها بأنها ستكون بخير..

 

سمعت الطبيب ستيفانو يُرشدني إلى غرفة العمليات.. وما أن انتهى حتى استدرت وبدأت أركض وأنا أهتف بجنون

 

" بانبلينا.. حبيبتي أنا أتٍ إليكِ.. لا تتركيني حبيبتي.. ابتعدوا من أمامي.. ابتعدوا.. "

 

صدح صوتي عالياً في ممرات المستشفى ملأ المكان بالرعب والحزن..

 

شعرت بكلمات الطبيب كالصاعقة الكهربائية تنهال عليّ بينما كنتُ أُكافح للسيطرة على ردود فعلي المصدومة.. لكن القلق والخوف غلباني..

 

كنتُ أجري نحو غرفة العمليات بأقصى سرعتي.. دفعت الناس من أمامي وحطمت كل شيء في طريقي..

 

وفي اللحظة التي وصلت بها أمام باب الغرفة وضعت كلتا يداي على الباب وبدأت أطرق عليه بقوة وصرخت بصوتٍ مُفجع

 

" لا.. لا تتركوها تموت.. أنا هنا حبيبتي.. بجانبكِ.. هل تسمعينني؟.. أنا هنا حبيبتي.. لن أترككِ أبداً.. أنا أحبكِ بانبلينا.. أحبُكِ طفلتي.. أرجوكم افتحوا لي الباب.. يجب أن أكون بجانبها.. أرجوكم.. أنقذوا حياتها.. ماركو أنقذ زوجتي أرجوك.. لا تدعها تموت.. سأموت إن تركتني بانبلينا.. "

 

صدى صوته ملأ الغرفة البيضاء العازلة.. يتردد وكأنه استغاثة مريرة تصدح في كل زاوية.. ينقبض قلب مونرو بشدة.. يصعب عليه التنفس وهو ينتظر أي خبر عن حبيبته الغالية.. كل شيء يبدو غامضًا وبطيئًا.. لحظات المعاناة تتمدد بصعوبة..

 

دخل أطباء وممرضات مسرعين لمحاولة تهدئته.. لكن لا شيء يستطيع أن يخفف من ألمه النفسي وشوقه العميق.. قاومهم مونرو بجنون ولكم طبيبان ثم دفع الممرضات بعيداً عنه ولكن قبل أن يستدير ويُحطم الباب الفاصل بينهُ وبين حبيبته وقف إيثان أمامه وهتف بغضب

 

" توقف مونرو.. هل فقدتَ عقلك؟.. لا يمكنك الدخول إلى غرفة العمليات.. عليك أن تهدأ حتى يستطيع ماركو برفقة أطبائه إنقاذ بانبلينا "

 

تجمدت في مكاني ونظرت إليه بعذاب وغشت الدموع عيناي.. وانهمر الألم والحزن من داخلي واعتصرا قلبي بقسوة..

 

سقطت على ركبتاي أمام إيثان وبكيت بانهيار أمامه.. جلس إيثان قرفصاء أمامي وأمسك كتفاي وقال بنبرة حزينة

 

" عليك أن تكونَ قوياً من أجلها.. تمالك نفسك صديقي.. اهدأ لو سمحت "

 

نظرت إليه بعيون غارقة بالدموع وقلتُ له بصوتٍ مُرتعش

 

" من في داخل تلك الغرفة حبيبتي بانبلينا.. أنتَ لا تفهم إيثان ما يحدث لي الآن.. أشعر بأنني أختنق.. طفلتي وحبيبة قلبي وعشقي تُصارع الموت الآن بداخل تلك الغرفة.. أنا لا أستطيع العيش بدونها.. بانبلينا هي كل شيء بالنسبة لي.. كيف يمكنني مواجهة العالم بدونها؟.. إن ماتت سأقتل نفسي.. فهمتني إيثان؟.. إن ماتت بانبلينا سأقتل نفسي "

 

وقف إيثان ثم ساعدني لأقف وأمر الجميع بالانصراف ثم ساعدني لأجلس على المقعد وجلس بجانبي.. تنهد إيثان بقوة وقال

 

" لا تفقد الأمل مونرو.. بانبلينا لن تموت.. هي قوية.. ثم ماركو معها في الداخل ومعهُ أفضل أطباء في إيطاليا كلها.. سوف يُنقذوها "

 

أومأت لهُ موافقا.. ثم شكرتهُ بهدوء.. ابتسم إيثان وقال بجدية

 

" تكلمت مع هنري منذ قليل.. لن يسمح بانتشار خبر الحادث في وسائل الإعلان والصُحف.. سوف يتكفل بكل شيء بنفسه.. ثم إن أردت يمكنني أن أتصل بشقيقتك كتالينا لتأتي و.. "

 

قاطعتهُ قائلا بصوتٍ مُنخفض

 

" لا تتصل بشقيقتي.. لا أريدُها أن تحزن في ليلة زفافها "

 

نظرت إلى باب غرفة العمليات وسمعت بحزن إيثان يقول بأسى

 

" لا أفهم فعلا لماذا في ليلة زفاف الناس المُقربين لي تحدث المصائب!!.. آسفة مونرو بسبب ما حدث معك ومع بانبي الليلة "

 

تأملت باب الغرفة بوجعٍ كبير بينما كانت دموعي تنهمر على وجنتاي بكثرة..

 

مع كل دقة من عقارب الساعة شعرت بأنني أعيش عامًا من الألم والانتظار في ثوانٍ محدودة.. أصبحت الغرفة مليئة بالصمت المشحون بالتوتر.. حيث كنتُ أنتظر برفقة إيثان و هنري  بفارغ الصبر أخبارًا عن حالة بانبلينا..

 

فجأة انفتح باب الغرفة وظهر الطبيب ماركو..  وقفت بسرعة وركضت ووقفت أمامه.. نظرت بتوتر إلى وجهه والذي كان يعكس تعبًا وتوترًا ملحوظًا..

 

نظر ماركو إليّ بتعاطف وشعرت بأنهُ يحاول أن يجد الكلمات المناسبة لنقل الأخبار لي..

 

تأملتهُ بنظرات خائفة وسألتهُ بصوتٍ مُرتعش

 

" هل هي بخير؟.. زوجتي بخير؟.. أخبرني ماركو أرجوك.. حبيبتي بخير؟ "

 

بلع ماركو ريقهُ بقوة وقال بنبرة حزينة

 

" لقد أجهضت الجنين و خسرت الكثير من الدماء و... "

 

توسعت عيناي بذهول وهتفت بصدمة كبيرة

 

" أجهضت الجنين؟!.. عن أي جنين تتكلم ماركو؟.. أنا لا أفهم.. "

 

تأملني ماركو بنظرات حزينة وقال

 

" بانبلينا كانت حامل.. لقد فقدت الجنين وخسرت كمية كبيرة من الدماء.. و... "

 

توقف ماركو عن التكلم عندما صرخت بألمٍ كبير وبكيت أمامهُ مثل طفلٍ صغير بينما جسدي كان يرتعش بكامله..

 

النار أحرقت قلبي.. نار الألم.. نار الخوف.. نار الندم.. نار العذاب.. جميعها اجتمعت بداخل قلبي وأحرقتهُ بشدة..

 

شعرت بأنني أموت بسبب كمية الوجع التي كنتُ أشعر بهِ الآن.. طفلتي كانت حامل بطفلي وخسرته بسببي..

 

شهقت بقوة ثم هتفت بعذابٍ كبير

 

" أنا السبب.. أنا السبب.. أنا السبب بما حدث مع حبيبتي وطفلي.. أنا السبب.. "

 

أنا السبب بما حدث لحبيبتي الجميلة.. بسببي أنا بانبي خسرت الجنين وهي الآن في داخل تلك الغرفة لا أعرف إن كانت بخير..

 

شهقت بقوة ثم مسحت دموعي وسألت بخوف الطبيب ماركو

 

" و بانبلينا.. هل هي بخير؟ "

 

سمعت الطبيب ماركو يقول بصوت هادئ وحزين

 

" مونرو... أنا آسف.. لقد بذلنا كل جهدنا.. لكن حالة بانبلينا كانت مُعقدة للغاية.. نجحنا في استعادة نبضها وإجراء العملية.. ولكن حالتها كانت خطيرة جدًا.. ووضعها كان غير مستقرة.. للأسف بانبلينا.. لقد فقدناها "

 

 

شعرت بأنني أتحطم بداخلي.. شعرت بالألم يتسلل إلى كل خلية في جسدي.. رفعت كلتا يداي وأمسكت كتفيه ثم هززت ماركو بقوة وبكيت بحرقة  ثم صرخت بهستيرية

 

" لا... لا يمكن... بانبلينا بخير.. لا يمكن.. لا يمكن.. أنا لا أستطيع أن أخسرها.. أرجوك ماركو اجعلها تستفيق.. هي لن تموت.. مستحيل أن تموت وتتركني هنا أتمزق وأحترق بجنون.. لن أسمح للموت بأن يأخذها مني.. لا تأخذوها مني.. "

 

انخفضت على ركبتاي وهزني البكاء العميق.. رفعت رأسي عاليا وهتفت بجنون

 

" لاااااااااااااااااااااااااااااااا.. حبيبتي لم تمُت.. لااااااااااااااااااااا..... "


انتهى الفصل


















فصول ذات الصلة
رواية جحيم قلب آل بيلاتشو

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©