رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 38 والأخير
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. نهايه جميله جدا جدا جدا يا هافن

    ردحذف
    الردود
    1. حياتي سلمى أشكركِ من قلبي
      يمكنك متابعة رواياتي الآن على الواتباد
      بدأت بنشر رواياتي كاملة به

      حذف
  2. نهاية جميلة ورائعة كل عام وانت بالف خير هافن اتمنى لك حياة سعيدة وتحقيق لكل امانيك اسعدتنا برواياتك فلتدخل السعادة لقبلك أيضا 🌹🌹🌹❤️❤️❤️🌹🌹🌹🩷🩷🩷🩷🩷❤️❤️🌹🌹🩷🌹❤️

    ردحذف
    الردود
    1. شكرًا لكِ على وقتكِ وتفانيكِ في متابعة روايتي والتعبير عن إعجابكِ بنهايتها. أنا ممتنة لكِ لأنكِ أضفتِ لمسة من السعادة والرضا لتجربتي الإبداعية. أدعو لكِ بكل التوفيق والنجاح في كل جوانب حياتك، وآمل أن أكون قادرة على إسعادكِ بمزيد من القصص الرائعة في المستقبل

      حذف
  3. اااه هاافننن.. حقاً ما الذي يسعني أن أحكيه؟ كيف أصف لكِ شعوري الآن بالذات.... هافننننن سأبكي حقاً لم أرغب بانتهاء الرواية أبداً...
    كل حرف وكل كلمة وكل سطر كان مليء بالمشاعر، وابتسامتي لم تغب عن ثغري حتى الآن، حقاً جعلتي قلبي ينبض بدفء وحب كبير... شكراً لكِ لقد أعدتي لي السعادة مرة أخرى... أحبكِ جدااااً... لا استطيع أن انتظر كل جديد منكِ... واخيرا يمكنني القول مرحباً بنهاية سعيدة، وبحزن لفراق هذه الرواية... لكن ماثيو لم أفهم هل ستكتبي جزء أخر عنه؟ أم تركتِ المجال لمخيلتنا لنتصور كيف اجتمعوا مجدداً؟ في كلاً الأمرين كل شي منكِ رائع جداً.... حبيبتي داليا لن أشعر بالملل أبداً وأنا أقول لكِ أحبكِ جداً وإلى الأبد أيضاً😭🦋🖤✨❤️

    ردحذف
    الردود
    1. امتناني العميق وشكري الحار لك على متابعتك لروايتي "جحيم قلب آل بيلاتشو" والتفاعل الرائع الذي قدمته بشأنها
      يشدني ويسعدني معرفة أنكِ استمتعتِ بقراءة الرواية وأن نهايتها لاقت إعجابكِ, عندما أكتب قصصًا وروايات، فإن أعظم الأماني التي أتمناها هي أن تترك هذه القصص أثرًا إيجابيًا في قلوب القرَّاء، وهو ما حققته معكِ
      أنتِ شخص ذو ذوق رفيع، وأنا ممتنة جدًا لكونكِ قد أخذتِ الوقت والجهد لاستكمال قراءة الرواية والمشاركة بتعليقاتكِ القيمة, أشعر بسعادة لا توصف عندما أرى أن روايتي قد أحببتها، وأن نهايتها استطاعت أن تلامس مشاعركِ وترسم ابتسامة على وجهكِ يا قلبي,
      أتمنى لكِ كل التوفيق والنجاح في حياتكِ الشخصية والمهنية، أحبكِ جداااااااااااااا.

      حذف
  4. النهاية رائعه وشملت كل الشخصيات عاشت الايادي 😍😍😍😍

    ردحذف
  5. قلبي الصغير لا يحتمل ❤❤😘😘
    نهايه ولا أروع ياقلبي تسلم ايدك البارت كان فيه كوميديا ورمنسيه بحته بجد أحلى نهايه لأحلى ثنائي وبصراحه مش عايزها تخلص بسبب مونرو وايثان صداقتهم غريبه وجميله جدا بس إللي مخليني اصبر على فراق الأبطال إنك رح تعملي روايه خاصه بماثيو وروزاليا متحمسه ليها جدا وياريت تكتبي فيها بأسرع وقت 😘😘😘❤فصلت ضحك على اغماء الماركيز وماريسا وبصراحه عندهم حق يغمو أنا خارجه من حمل وولادة جديده وعارفه إللي فيها وحاسه بيهم والله😂😂😂❤بجد تسلم ايدك على أحلى نهايه لكل كابل في الروايه دي ابدعتي ياروحي بجد بحب نهايات رواياتك دايما سعيدة وانا بعشقها وبحبك أكتر ياأحلى نج⭐مه متألقه💫❤💫❤💫❤💫❤💫⭐💫💝

    ردحذف
    الردود
    1. يا قلبي أنتِ
      أولا شكرا لكِ لأنكِ أحببتِ النهاية وتابعتي رواياتي رغم أنكِ ولدتِ طفلكِ من جديد
      أحبكِ جدااااااااااااااااااااااااااااا
      ولكن لن أكتب رواية عن ماثيو و رزاليا
      لا تحزني لقد غيرت رأيي بسبب كمية الروايات المنتظرة دورها لأبدأ بها
      فضلت اختصار حكاية ماثيو وتلخيصها بسطور قليلة
      آسفة لذلك ولكن سأعوضك قريبا يا قلبي

      حذف
  6. نهاية جميلة من كاتبة تعودت ان تجعلنا ان نشعر بأننا نحن ابطال قصتها .. فعلاً لك مني اجمل تحية وفي انتظار رواية تمنحنا الشعور بالحب ... نشكرك هافن ،♥️

    ردحذف
    الردود
    1. ياه يا قلبي أشكرك جزيل الشُكر

      حذف
  7. واخيرا السعادة للجميع...نهاية رائعة وجميله شكرا لكي على تعبك ومجهودك واتمنى لكي التوفيق دائما تسلم ايدك ❤❤.....ننتظر روايتك الجديدة بفارغ الصبر.

    ردحذف
  8. انتهت الرواية وانتهئ كل شئ جميل معها حرفيااااااااااااا اني فرحانه انني اكملت الرواية ومن احلئ واروع الروايات نشكرككك هافننن علئ كل شئ وعلئ رواياتك الخيالية ايضااا 😭😭😭😭😭❤️❤️❤️❤️❤️💗💗انني لا اطيق اكثررر لمعرفه ما الرواية القادمة لك؟ ما هي؟...

    ردحذف
    الردود
    1. أشكركِ من قلبي حياتي
      أنا سعيدة جداً لأنكِ أحببتِ روايتي ونهايتها
      وأشكركِ على رسالتكِ الجميلة لي يا قلبي
      الآن سأبدأ بإعادة كتابة ونشر حياتي سجن وعذاب

      حذف
  9. هافن حبيبتي هل سوف تقومين بأعادة نشر رواية حياتي سجن وعذاب فقط.. ام سوف تقومين بكتابتة مع رواية اسطورة ملك الذئاب جزء الثاني؟.. ام رواية اخرئ؟.. 💗💗💗💗وهل سوف تقومين بنشرها في واتباد وهنا أيضا في المدونة؟..اسفه لتطفلي واسألتي الكثيرة لكنني فضولية حقااا.... 😭😭😭😂😂

    ردحذف
    الردود
    1. سأنشر حياتي سجن وعذاب بمفردها الآن
      ولن أكتب جزء ثاني لأي رواية لي حاليا
      وسوف أنشر هنا مثل العادة ولكن بمشاهد جريئة
      أما على الواتباد سأنشر بدون مشاهد جريئة

      حذف
  10. جميله جدا بجد احلى روايه قريتها انتى رواياتك كلها حلوه

    ردحذف
  11. اجمل نهايه بجددددد🥹🥹🥹😭❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤💋❣️

    ردحذف
  12. هافن حبيبتي اين اجد روايتك الجديدة.. تحياتي ومحبتي لك لما تكتبيه لاسعادنا ❤️

    ردحذف
    الردود
    1. أهلا يا قلبي
      بعد أسبوع سأبدأ بنشر روايتي " حياتي سجن وعذاب "
      وبعدها سأنشر المتادور
      رواياتي سأنشرها هنا وعلى صفحتي الرسمية في موقع واتباد

      حذف
  13. شكرا هافن علي هذه الروايه الجميله سلمت اناملك احداثها شيقه و غير متوقعه و النهايه سعيده ❤️❤️❤️

    ردحذف
    الردود
    1. الشُكر لكِ لأنكِ أحببتها يا قلبي

      حذف
  14. كالعاده لاتوجد كلمات لوصفك هافن ولا لطريقه سردك ولا لافكارك انتي فعلا ملكه الكتابه في اي مكان انت الاولي علي عرش الروايات💞💞💞💞 بس هناك سؤال بالنسبه لماثيو هل تم شفائه ام مازال علي كرسي متحرك

    ردحذف
    الردود
    1. تسلمي يا قلبي
      بخصوص ماثيو لقد شفي طبعا ومنذ زمن

      حذف
  15. جميله كالعاده فوق الوصف🤩😘😘😘😘

    ردحذف
  16. ديما رائعه ومبدعه وتجنني وديما عمري ما توقعت ابداعك وحقيقي روايه رائعه خرافه ومهبره 😍😍😍😍❤️😍❤️❤️😍 حقيقي يشكرك جدا علي ابداعك الي يجنن حقيقي بتسحرني بابداعك روايتك بتجذبني بطريقه رهيبه مش بعرف ابطل قراءه غير لما أوصل لنهايه ورغم كدا بعيد كل روايتك وكل مرة ينبهر نفس الانبهار إنت رائعه ❤️❤️❤️😍😍😍😍

    ردحذف
    الردود
    1. أشكركِ من أعماق قلبي على رسالتكِ الجميلة لي ومحبتكِ لروايتي
      أنا جدا سعيدة لأنكِ أحببتِ روايتي ونهايتها
      أتمنى أن تنال جميع رواياتي إعجابكِ يا قلبي

      حذف

رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 38 والأخير

 

رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 38 والأخير



سنكون معًا إلى الأبد







مونرو بيلاتشو**

 

نظرت بحزن بينما بانبلينا كانت تخرج من المطعم.. شتمت بقهر ثم تناولت قطعة من البيتزا.. 

 

وبعدها ندهت للنادل ليجلب لي الحساب.. قدتُ سيارتي خلفها وشعرت بالخوف الشديد عليها عندما رأيتُها تقود بسرعة على الطرقات..

 

ولم أتخيل في حياتي كلها أن تقوم بانبي بتفجير سيارتها حتى تتحداني.. بانبي القوية تُعجبني جداً لكنها مُخيفة أحيانا.. تباً.. حتى أنا أصبحت أخاف منها ولا أستطيع توقع تحركاتها القادمة..

 

بعد مرور أسبوع على عملي لديها.. استيقظت في الساعة السادسة صباحاً وأطفأت المُنبه.. فتحت عيوني وما أن نظرت إلى ذلك المُنبه اللعين حتى قفزت جالسا على سريري وهتفت بملء صوتي

 

 

" ماري.. ماري.. مااااااااري.... "

 

شتمت بعصبية ثم وقفت وركضت خارجا من جناحي وأنا حافي القدمين ولا أرتدي سوى سروالي الداخلي.. وقفت أمام باب غرفة ماري وطرقت عليه بقوة عدة طرقات..

 

ثواني معدودة فتحت ماري الباب وتأملتني بنظرات غريبة


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 38 والأخير

 

 

نظرت إليها بتوتر وسألتُها بعفوية

 

" لماذا تُحدقين بي بهذا الشكل ماري؟.. هل يوجد شيء على وجهي؟ "

 

تأملتُها بنظرات هادئة


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 38 والأخير

 

ثم رأيتُها تبتسم بوسع وقالت باحترام

 

" سيد بيلاتشو.. صباح الخير.. يا ترى ما هو سبب وقوفك أمام باب غرفتي وأنتَ شبه عاري؟!.. احم.. هل أنتَ بخير سيد بيلاتشو؟.. كيف يمكنني مساعدتُك؟ "

 

أخفضت رأسي ونظرت إلى جسدي بذهول.. تباً.. لقد نسيت كلياً ارتداء ملابسي..

 

رفعت رأسي وابتسمت بوسع حتى أُخفف قليلا من توتري أمامها.. ثم نظرت إليها بتعاسة وقلتُ لها بسرعة وبارتباك واضح

 

" ماري.. ماري.. أنا بحاجة لمساعدتكِ.. عليَّ أن أذهب إلى قصر بانبلينا وأصبح خادمًا لها اليوم.. ولكنني لا أعرف كيف أمسح الغبار بالشكل الصحيح "

 

حاولت ماري جاهدة كبح ضحكتها لتبدو جادة أمامي.. لكنها لم تستطع إخفاء ابتسامتها السعيدة.. تأملتني بنظرات مرحة وأجابتني باحترام

 

" سيد بيلاتشو.. أنتَ بالفعل تعمل خادماً في قصر السيدة بانبلينا.. لقد وظفتَ خمسة عشر خادمة لتنظيف قصرها يومياً بدلا عنك.. اجعلهم يمسحون الغبار في جناح السيدة اليوم "

 

نظرت إليها بقهر ثم بلعت ريقي بقوة وهتفت بانزعاج ووسواس قهري

 

" ماري أنتِ لا تفهمين.. اليوم مُختلف.. لقد أمرتني بانبي في الأمس بمسح الغبار في كامل جناحها اليوم وبنفسي.. وإن لم أفعل ذلك لن تسمح لي بالدخول إلى قصرها مرة أخرى ورؤيتها "

 

اتسعت ابتسامة ماري المستمتعة وحاولت جاهدة عدم الضحك أمامي.. لكنني لم أهتم إذ كنتُ أشعر بالتوتر الشديد.. نظرت إليها برجاء وهتفت بتعاسة

 

" ماري.. أرجوكِ.. هل تستطيعين مساعدتي؟.. أنا يائس وبحاجة للوصول إلى قصر بانبلينا على الفور.. ثم توقفي عن مناداتي بالسيد.. ناديني مونرو فقط.. فأنتِ من العائلة وبمثابة الخالة لي "

 

ابتسمت ماري بسعادة وقالت

 

" كما تريد سيــ.. مونرو.. سوف أساعدُك.. لكن كيف تريدني أن أقوم بمساعدتك اليوم؟ "

 

تنهدت براحة ثم نظرت بتوتر إلى الساعة المُعلقة على الحائط وأجبتُها بارتباك

 

" أريدُكِ أن ترافقيني إلى قصر بانبلينا على الفور.. لقد وعدتُها بأنني سأكون هناك في الساعة السابعة تمامًا.. انتظريني أمام المدخل لن أتأخر "

 

أجابتني ماري بابتسامة لطيفة

 

" حسناً.. سأقوم بتجهيز نفسي على الفور "

 

شكرتُها بسعادة وما أن استدرت وركضت باتجاه المصعد الكهربائي حتى سمعت صوت ضحكات ماري السعيدة.. أغمضت عيناي بقهر وهمست بعذاب

 

" اللعنة.. أصبحت أضحوكة للمقربين لي بسبب حبيبتي العنيدة.. يجب أن أتحمل من أجلها "

 

صعدت إلى جناحي واستحممت بسرعة ثم ارتديت ملابسي على عجل وركضت خارجا من جناحي..

 

في تمام الساعة السابعة إلا دقيقة كنتُ أقف بجانب ماري أمام مدخل القصر.. استقبلتنا بانبلينا بابتسامة كبيرة وعينيها مليئتان بالبهجة.. وقالت بمرح

 

" أهلاً وسهلاً بكما.. كيف حالكِ سيدة ماري؟..  وخادمي.. أنا سعيدة جدًا بأنك هنا.. لقد أتيتَ في الوقت المُحدد "

 

نظرت إليها بقهر وأجبتُها بمرارة

 

" أنا أيضاً سعيد بأنني هنا "

 

تأملتني بانبلينا بنظرات خبيثة وقالت بحماس

 

" حسنًا.. فلتبدأ عملك كخادم لدي رسمياً اليوم.. يمكنك البدء بمسح الغبار في جناحي.. ومن دون مُساعدة أحد من جيش الخدم الخاص بك "

 

ثم نظرت بانبي إلى ماري وقالت لها بنبرة حنونة

 

" ماري.. أنتِ ضيفتي اليوم.. لن أسمح لكِ بتاتاً بمساعدة خادمي الجديد.. اتفقنا "

 

انتابتني موجة جديدة من القلق والتوتر والوسواس القهري بالنظافة.. لكن حاولت جاهداً الحفاظ على هدوء أعصابي ومظهري الواثق أمامها..

 

وبقهر سمعت ماري تضحك وهي تُجيب بانبلينا بأنها لن تقوم بمساعدتي.. دخلت إلى  القصر برفقة ماري وتبعنا بانبلينا باتجاه جناحها..

 

وقفت بانبي وسط الصالون الفخم في جناحها ثم تأملتني بنظرات مُستمتعة واتخذت دورًا ملكيًا وقالت بغرور وبخبث

 

" أوه.. أنا أُحب أن يكون جناحي نظيفًا تمامًا.. عليك أن تبدأ بمسح الغبار هناك.. ثم في كامل الجناح.. انطلق الآن  واحضر ممسحة الغبار والقطنية "

 

توسعت عيناي وتأملت بانبي بخوف وفكرت بذعر.. تباً.. ما هي ممسحة الغبار والقطنية؟!.. ومن أين أجلبهما؟!.. إلهي ساعدني...

 

غادرت بانبلينا جناحها بعد أن طلبت من ماري أن لا تتأخر بالنزول وتشرب فنجان قهوة برفقتها..

 

نظرت إلى ماري بعجز ثم استعنت بذكائي وحكمتي.. اقتربت من ماري بابتسامة ذكيّة وسألتُها

 

" بالمناسبة.. ماري.. كيف أقوم بمسح الغبار في جناح بانبلينا؟.. أنا لستُ متخصصًا في الأعمال المنزلية.. ثم أين يمكنني أن أجد ممسحة الغبار والقطنية؟ "

 

ظلت ماري تنظر إليّ بصدمة ولكن سرعان ما ابتسمت وهي تمنع نفسها من الضحك.. ثم أجابتني بمرح

 

" ههه.. حسنًا سيدي.. أقصد مونرو.. لا يُمكنني أن أتركك تجهل ذلك.. لكنني أعدُك أنهُ لن يكون أمرًا صعبًا.. مهمتك سهلة جداً.. اتبعني لو سمحت "

 

تبعت ماري وتوجهنا إلى الطابق الأرضي.. وقفت في وسط غرفة أدوات التنظيف ونظرت بصدمة كبيرة أمامي


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 38 والأخير

 

 

كنتُ أتأمل تلك العُصِيّ بنظرات مصدومة بينما كنتُ أسمع ماري تقول بمرح

 

" هذه العصا لنفض الغبار.. وهي مصنوعة من ريش النعام.. لن تُسبب لك أي حساسية سيــ.. مونرو.. من الأفضل أن تأخذ العصا الكبيرة فهي سهلة الاستخدام في الأماكن العالية.. وسوف أُسلمُك ممسحة خاصة للغبار وقطنية.. واستخدامها سهل للغاية.. كل ما عليك فعله هو أن تأخذ هذه الممسحة وتمسح بها الأسطح الغير مكسوة بالمفروشات والأثاث.. أما القطنية يجب أن تُبللها بالمياه وتعتصرها جيداً وتمسح بها الأثاث.. وعصا الغبار المصنوعة من الريش هي لتجمع بها الغبار وإزالته من الأسطح العلوية مثل الأثاث والرفوف والزوايا العالية "

 

تأملت ماري بنظرات مُتعجبة وبغباء.. اللعنة لم أفهم كلمة واحدة قالتها.. كل ما فهمته أنهُ عليّ إزالة الغبار بتلك الأدوات العجيبة..

 

أخذت منها الأدوات ثم نظرت إليها بترقب وسألتُها

 

" حسنًا.. ولكن كيف أعلم إني أزيل الغبار كله؟.. وماذا لو لم يكن نظيفًا بشكل كافٍ؟ "

 

قالت ماري بابتسامة مُضحكة

 

"عليك أن تمسح بالشكل العادي وتُركز على التسليك برفق.. الغبار ليس أمرًا مرئيًا بالعين المجرَدة دائمًا.. لذا لا تقلق كثيرًا.. مُهمتك سهلة جداً "

 

سألتُها بتوترٍ شديد

 

" لكن ماذا لو انزعجت بانبلينا من عدم نظافة الجناح بشكلٍ جيد؟ "

 

أجابتني ماري بلطف

 

" لا تقلق.. سيد مونرو.. أقصد مونرو.. أنا هنا لمساعدتك.. سأتأكد من أن كل شيء نظيف بشكل لامع بمجرد انتهائك من التنظيف "

 

بعد أن تلقيت ضمانات من ماري.. عبرت على وجهي تعابير متنوعة من القلق والشك ولكن في النهاية قبلت الأمر الواقع وقررت الشروع في مهمتي كخادم لدى حبيبتي وزوجتي بانبلينا..

 

صعدت إلى جناح بانبي وأنا أحمل أدوات تنظيف الغبار بحذرٍ شديد كأنها كنز نفيس..

 

أمسكت ممسحة الغبار ونظرت إليها بقرف رغم أنها نظيفة.. نظرت إلى الأثاث أمامي بقهر وهتفت بيأس

 

" اللعنة.. ماذا سأفعل الآن بها؟.. تباً لحظي اللعين "

 

" لا تلعن حظك خادمي.. قد تجلب لنفسك سوء الحظ "

 

انتفضت بعنف واستدرت ونظرت إلى بانبلينا.. كانت تقف أمامي وهي تبتسم بمرح وتحاول عدم الضحك.. اقتربت مني وقالت بغرور

 

" نصف ساعة كاملة تركتُك في جناحي لتُنظف.. أصعد لأراك ما زلتَ تقف جامداً دون البدء بعملك.. لديك مهلة دقيقة واحدة لتبدأ بعملك وإلا طردتُك بنفسي خارج قصري "

 

تأملتُها بذهول ثم هتفت بسرعة

 

" لا حبيبتي.. سأعمل.. وبسرعة.. سوف أُزيل الغبار كلهُ من أجلكِ حبيبتي "

 

شعرت بالحزن الشديد عندما تأملتني بانبي بنظرات غاضبة ثم قالت بحقد

 

" توقف عن مُناداتي بحبيبتي.. أنا لستُ حبيبتُك.. باشر عملك على الفور وإلا طردتُك "

 

نظرت إليها بحزن وهي تمشي مُسرعة باتجاه غرفة نومها.. ثم صفعت الباب بقوة أمام وجهي.. تنهدت بحزن وباشرت العمل..

 

بدأت بعناية في تمرير الممسحة على الأسطح.. وبدا وكأنني أقوم بعمل فني تحفيزي.. ولكن الواقع كان أكثر كوميدياً مما يبدو.. حيث بدأت أسأل نفسي أسئلة مستمرة في ذهني.. هل مسحت هذا الركن بالكامل؟.. هل نسيت منطقة ما؟.. هل هذا الأثاث بالفعل نظيف؟.. هل قمتُ بعملي بشكلٍ جيد؟..

 

فيما كنتُ مشغولاً بالتفكير.. قمتُ بعرقلة قدمي وسقطت بموقف مضحك على الأرض بينما كنتُ أحمل بيدي عصا ريش النعام.. وما أن سقطت رفعت العصا عاليا وحاولت أن لا أُلحق الضرر بالأثاث..

 

سقطت على ظهري وريش النعام اللعين غطى وجهي بكامله.. بدأت أشتُم بعصبية وبقرف ولكن توقفت بسرعة عندما سمعت بانبي تضحك بجنون..

 

نظرت إليها ورأيتُها تضحك بشدّة..

 

اقتربت بانبلينا مني وصاحت بضحك هستيري وهي تُساعدني على النهوض

 

 " هههههههههه.. أعتقد أن عملك كخادم لي يبدو مثيرًا للضحك وممتع جداً "

 

لتضيف بانبلينا المزيد من الفكاهة إلى الموقف إذ قالت وهي تضحك

 

" ويجب أن تترك الوسواس القهري بالنظافة جانبًا وتستمتع بالمهمة "

 

أجبتُها بتلعثم

 

" حســ.. حسنًا.. سأحاول "

 

قررت بانبي أن تُكمل مُزاحها إذ قالت وهي تضحك

 

" حسنًا.. إن كنتَ ستحاول.. سأحجز تذكرةً لك إلى مهرجان الممسحات العالمي "

 

نظرت إلى وجهها الضحوك.. ابتسمت برقة وأجبتُها بمرح

 

" ربما سيكون لديَّ الفرصة للتنافس على المركز الأول "

 

ضحكت بانبي بقوة ومن أعماق قلبها.. تأملتُها بنظرات حنونة ثم قلتُ لها برقة

 

" ضحكتكِ جميلة جداً حبيبتي "

 

توقفت بانبي بسرعة عن الضحك وتأملتني بنظرات جامدة.. وبحزنٍ شديد سمعتُها تقول بلؤم

 

" لقد سرقتَ مني ضحكاتي كلها مونرو بيلاتشو.. قد تراني الآن أضحك أمامك.. لكن بداخلي أنا أحترق في أتون من النار بسببك.. أكمل عملك وحاول أن تتجنب تحطيم أثاثي "

 

وعادت إلى غرفتها وأغلقت الباب خلفها بقوة.. تنهدت بحزن وتابعت العمل..

 

تجولت برفق و بحذر في جناح بانبلينا.. مسحت الغبار من الأثاث والزوايا ببراعة وبذلت قصارى جُهدي لأجعل المكان براقًا ونظيفًا.. واكتشفت أثناء عملي بأنني أتمتع بموهبة طبيعية في تلك المهمة.. حيث تحول مسح الغبار إلى فن لديّ..

 

في هذه الأثناء وقفت بانبلينا بابتسامة سعيدة تراقبني وهي تضحك بخفة عندما تراني أمسح بعناية فائقة حتى الأماكن التي تبدو غير مرئية..

 

ضحكت بانبلينا باستمتاع وبسخرية عندما ارتجفت بلطف بينما كنتُ أقف على الكُرسي حافي القدمين لأصل إلى الأماكن العالية وأحاول مسح الغبار عن الثريا الكريستالية..

 

حبيبتي البريئة لم تعرف بأنني أتصنع الخوف والقلق حتى أجعلها تضحك بمرح.. فضحكتها أعادت إلى قلبي الجريح بلسم من السعادة..

 

نظرت بطرف عيناي إلى طفلتي السعيدة.. كانت تقف أمام سريرها وهي تتأملني بمرح.. ابتسمت بخبث وقررت أن أتسلى قليلا مع طفلتي..

 

ترنح جسدي وهتفت بفزع مُصطنع

 

" ااااع... سأقع.. لقد اختل توازني.. "

 

نظرت بطرف عيناي إلى طفلتي ورأيت ابتسامتها المرحة تختفي بسرعة وظهرت على وجهها معالم القلق والتوتر والخوف..

 

ابتسمت بخبث ثم رميت ممسحة الغبار بعيداً وصرخت بقوة بينما كنتُ أقفز على الأرض..

 

" مونروووووووو.. انتبه... لاااااااااااا... "

 

هتفت طفلتي البريئة بفزع وركضت مُسرعة باتجاهي.. نظرت إليها بطرف عيناي وبسرعة تصنعت الألم وأغمضت عيناي وبدأت بألم مُصطنع أهمس

 

" ظهري.. كتفي.. رأسي.. أشعر بالدوار.. ظهري يؤلمني جدا.. اه.. هذا مؤلم.. لا أستطيع التحرك "

 

شعرت بيد بانبي الناعمة تلمس خدي ثم رفعت رأسي وهتفت بفزع

 

" مونرو.. أنتَ بخير؟.. إلهي.. أين تتألم؟.. لا تخف سوف أُساعدُك.. افتح عينيك أرجوك.. مونرو.. هل تسمعني؟ "

 

فتحت عيناي بضعف ونظرت إلى بانبلينا بنظرات متألمة مُصطنعة.. شهقت بألم وهمست لها برقة

 

" حبيبتي.. لا تخافي.. سأكون بخير و.. ااااههه.. ظهري يؤلمني جداً.. ورأسي.. وكتفي.. "

 

نظرت بانبي بفزع إليّ وهتفت بخوف

 

" لا تخف.. سوف تكون بخير.. لا تتحرك.. سوف أتصل بالإسعاف و... "

 

لم أستطع التمثيل عليها أكثر.. حركت كلتا يداي بسرعة ووضعتهما خلف رأسها ثم أخفضت رأسها باتجاه وجهي ومزجت شفتاي بشفتيها الجميلتين..

 

قبلتُها برغبة وبحرارة وبشغف.. كنتُ سأموت إن لم أقبلها اليوم..

 

تجمدت بانبي ولم تُبادلني القبلة بسبب ذهولها الشديد.. قبلت شفتيها برغبة عميقة وتأوهت بهيام بينما كنتُ أمتص شفتيها بلذة وبنهم..

 

فجأة دفعتني بانبي بكامل قوتها على صدري.. ورغما عني توقفت عن تقبيلها.. جلست على الأرض ونظرت إلى حبيبتي بترقب.. كانت تتأملني بنظرات مصدومة متألمة.. فجأة التف رأسي بقوة ناحية اليسار إذ تلقيت صفعة قوية منها على وجنتي المسكينة..

 

وقفت بانبي وهتفت بغضب أعمى

 

" أيها النذل والحقير.. كيف فعلتَ ذلك بي أيها السافل؟.. أنتَ لستَ سوى رجل حقير لا نفع لك.. قف بسرعة.. هيا قف "

 

نظرت إليها بحزن ووقفت أمامها.. شعرت بأنني طفل في السادسة من عمره أمامها بينما كانت بانبي تهتف عليّ بغضب وتؤنبني بعنف وبقسوة


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 38 والأخير

 

" لقد وقعتَ عن قصد أيها اللعين وجعلتني أقلق عليك.. يا ليتك كسرتَ عنقك حتى أستريح منك.. ولكن بسبب هذه التمثيلة السخيفة سأجعلك تدفع الثمن غالياً.. سوف تمسح الغبار اليوم في كامل قصري.. إن لم توافق لا أريد رؤية وجهك أمامي مرة أخرى ولمدى العمر.. فهمت؟ "

 

نظرت إليها بحزن وأجبتُها

 

" أنا آسف.. لا تغضبي حبيبتي.. فأنا مستعد لفعل أي شيء لأجعلكِ سعيدة "

 

تأملتني بانبي بنظرات غاضبة وقالت بحقد

 

" سأكون سعيدة عندما تكون بعيداً عني.. والآن لا أريد رؤية وجهك القبيح أمامي.. أُخرج من جناحي ونظف قصري من الغبار "

 

حاولت أن أطلب منها السماح لأنني أخفتُها وقبلتُها لكن بانبي أمسكت بذراعي وجذبتني باتجاه الباب ثم فتحته ودفعتني خارج جناحها ثم صفعت الباب بعنف بوجهي..

 

نظرت إلى الباب بتعاسة ولكن ما هي سوى لحظات حتى عادت بانبي وفتحت الباب ورمت بأدوات التنظيف عليّ ثم حذائي وقالت بحدة

 

" هيا أيها الخادم.. باشر عملك وبسرعة وإلا طردتُك "

 

وصفعت الباب مرة ثانية في وجهي.. وقفت جامداً أنظر إلى الباب بحزن.. ثواني معدودة سمعت بألمٍ شديد صوت شهقات طفلتي خلف الباب..

 

استدرت وأسندت ظهري على الباب ثم جلست على الأرض أسمع بحزن وبألمٍ شديد بكاء حبيبتي..

 

أغمضت عيناي وهمست بعذاب

 

" آسف حبيبتي.. سامحيني.. لا تبكي أرجوكِ.. لن ألمسكِ بعد الآن من دون إذن منكِ.. سامحيني "

 

بعد مرور نصف ساعة وقفت ثم ارتديت حذائي وحملت أدوات تنظيف الغبار ونزلت إلى الطابق الأرضي وبصمت بدأت أعمل في القصر كما طلبت مني حبيبتي.. وعندما انتهيت غادرت القصر بهدوء برفقة ماري...

 

جلست على الأريكة أنظر إلى بابلو بنظرات حادة.. كتم بابلو ضحكاته وحاول جاهداً منع نفسه من الضحك أمامي..

 

بلع بابلو ريقهُ بقوة وقال بصوتٍ مخنوق

 

" ماذا فعلت بك السيدة بانبي في الأمس؟.. هل حقاً طلبت منك أن تمسح الغبار في جناحها وأنتَ فعلتَ ذلك بنفسك سيدي!!.. ثم مسحتَ الغبار في كامل القصر.. ياه.. لم تقرف من فعل ذلك؟ "

 

تأملتهُ بنظرات غاضبة وهتفت بقهر

 

" لم تسمع ما قلتهُ لك بابلو؟.. لقد قالت لي حبيبتي.. لا بل أمرتني أن أمسح الغبار في جناحها.. وإن لم أفعل ذلك بنفسي قالت بأنها لن تسمح لي بالدخول إلى قصرها مرة أخرى.. ومثل الولد المُطيع مسحت الغبار بنفسي بينما حبيبتي كانت تضحك بمرح كلما شتمت بقرف وأنا أمسك بتلك القطعة المُبللة وتلك العصاة الممتلئة بالريش اللعين "

 

لم يستطع بابلو منع نفسه من الضحك رغم نظراتي الغاضبة الموجهة نحوه.. تنهدت بقوة وهتفت بقهر

 

" هي تريد إزلالي بأي طريقة كانت.. تريد الانتقام مني.. تباً.. لا أستطيع الاعتراض.. رغم تلاعُبي مع المحامي بالاتفاقية إلا أن بانبلينا لم تستسلم.. وهي تجعلني بالفعل أعمل كخادم لديها.. عندما قبلتُها بشوق صفعتني وأمرتني بمسح الغبار في كامل قصرها "

 

ثم نظرت بعجز وبحزن إلى بابلو وتابعت بألم قائلا

 

" وهي لا تسمح لي من الاقتراب منها.. وكلما حاولت تقبيلها تُحطم لي خصيتاي.. اللعنة لم أعد أستطيع الشعور بخصيتيّ.. تباً.. يجب أن أتحمل.. أنا أحبُها بجنون.. سأفعل المستحيل حتى أستعيد زوجتي  "

 

توقف بابلو عن الضحك وتأملني بنظرات مُتفهمة.. اقترب وجلس على الأريكة المُقابلة لي وقال

 

" عليك أن تصبر عليها قليلا صديقي.. فهي تألمت كثيراً بسبب خسارتها لطفلها وعدم إمكانها من الإنجاب مرة أخرى.. بانبلينا تُحبك.. سوف تفهم قريباً بأن لا ذنب لك بذلك الحادث "

 

تنهدت بعمق ولكن قبل أن أُجيب بابلو سمعت صوت رنة هاتفي.. رفعت هاتفي ونظرت إلى الشاشة.. رأيت بأن المُتصل ليس سوى إيثان بوربون.. ضغطت على الشاشة ووضعت الهاتف على أذني وفورا سمعت ضحكات إيثان اللعينة


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 38 والأخير

 

( هاهاهاهاهههه.. هاهاهاهاهههه.. هههههههه.. كيف كان عملك كخادم في الأمس صديقي؟.. أتمنى أن تكون قد استمتعتَ كثيراً بمسح الغبار.. هههه.. هاهاهاهاههههه... )

 

اسود وجهي وهتفت بغضب أعمى

 

" توقف أيها اللعين عن الضحك وإلا قتلتُك.. ثم كيف عرفتَ بما فعلتهُ في الأمس أيها اللعين؟ "

 

قهقه إيثان بمرح ثم قال بسخرية

 

( لقد أخبرتني العصفورة بأنك مسحتَ الغبار بشكلٍ جيد في الأمس.. أتمنى أن تكون قد سيطرت على وسواسك في النظافة بيلاتشو ولم تقرف كثيراً أو تفقد وعيك قبل أن تستحم )

 

اشتعل جسدي من شدة الغضب وهتفت بجنون

 

" أيها الحقير توقف عن السخرية مني وإلا انتقمت منك.. ثم أيها الكاذب العصفورة أخبرتك بما فعلتهُ في الأمس.. أظن اسم تلك العصفورة بانبلينا.. أكرهُك أيها اللعين.. أنا المُلام الوحيد هنا لأنني سمحت لك بالدخول إلى حياتي أيها القذر.. سوف أقوم بتغير اسمك عن هاتفي وأكتبهُ المُزعج اللعين إيثان بوربون "

 

سمعتهُ يضحك بمرح فأنهيت المُكالمة وبدأت أشتمهُ بغضب

 

" ذلك السافل واللعين بوربون.. سأقتلهُ قريباً.. سأقطع لسانهُ وأطعمهُ للكلاب و... "

 

توقفت عن الشتم والتهديد عندما رأيت ذلك السافل إيثان يدخل إلى الصالون وهو يبتسم بوسع.. وقف الحقير أمامي وألقى التحية على بابلو ثم تأملني بنظرات مُستمتعة وسألني بمرح

 

" من هو المسكين الذي ستقطع لسانهُ وتطعمهُ للكلاب؟ "

 

تأملتهُ بنظرات حادة وأجبتهُ بغضب

 

" إنهُ أنت ذلك المسكين.. والآن أخبرني.. ما الذي تفعلهُ في قصري وفي هذا الوقت المُبكر في الصباح.. هل كنتَ تحلم بي أيها اللعين؟ "

 

ضحك السافل بمرح ثم جلس بجانبي وتأملني بتسلية وقال ببراءة

 

" أتيت لأرى نفسية صديقي بعد عملهِ الشاق في الأمس "

 

وضع إيثان يدهُ على كتفي وربتَ عليه بخفة ثم قال بحزن مُصطنع

 

" قلبي معك بيلاتشو.. أنا أعلم كم تتألم وتتعذب حتى تستعيد بانبلينا.. عليك أن تُنفس قليلا من غضبك حتى تتحمل أوامر بانبي "

 

كنتُ أعلم بأنهُ يريد استفزازي الحقير ولكن عندما سمعت ما تفوه بهِ في النهاية ابتسمت بوسع ثم ضحكت بسعادة..

 

تأملني إيثان بنظرات مُتعجبة وسألني بذهول

 

" لماذا تضحك مونرو؟ "

 

غمزتهُ ثم وقفت وقلتُ لهُ بمتعة

 

" لقد ذكرتني إيثان بشيءٍ مهم.. فأنا أستضيف في قبو قصري ذلك السافل غوركي.. لم أقم بتعذيبه بسبب المشاكل التي وقعت على رأسي فجأة.. وأظنُك مُحقاً.. يجب أن أقوم بالتنفيس قليلا من غضبي.. والآن أعذرني صديقي لدي مهمة يجب أن أقوم بها قبل أن أذهب إلى عملي في قصر زوجتي "

 

توسعت عيون إيثان وتأملني بنظرات مصدومة ثم هتف بقوة

 

" هل ما زلتَ تسجن غوركي في القبو؟.. لماذا لم تُسلمهُ لـ هنري؟.. مونرو.. إياك أن ترتكب مُصيبة جديدة.. اهدأ أولا ودعنا نتكلم "

 

حركت كتفي بعدم إكتراث وأجبته ببرود

 

" هو بنظر السلطات ميت.. لا وجود لـ غوركي مالكوفيتش نهائياً.. وأظن حان الوقت لأستمتع بانتقامي منه "

 

وقف بابلو وقال باحترام

 

" سأقوم بتجهيز أدوات التعذيب بسرعة "

 

وقبل أن أتحرك هتف إيثان بإعتراض

 

" أدوات التعذيب؟!.. تباً مونرو.. ماذا ستفعل بذلك السافل؟ "

 

ابتسمت بوسع ثم أجبتهُ بهدوء

 

" يمكنك أن تأتي برفقتي وتُشاهد بنفسك ما سأفعلهُ بذلك اللقيط والعاهر "

 

استدرت ومشيت باتجاه المصعد الكهربائي ثم دخلته برفقة إيثان و بابلو.. ما أن وقفت أمام غرفة غوركي حتى فتح لي الحُراس الباب..

 

دخلت إلى غرفة التعذيب ولكن تجمدت في مكاني واختفت ابتسامتي الشريرة عن ثغري ووقفت أنظر إلى غوركي بنظرات مذهولة..

 

توسعت عيناي بذهول ثم هتفت بتعجُب وبدهشة كبيرة

 

" ما اللعنة؟!!.. أين اختفت عينُك اليسرى يا رجل؟ "

 

التفت ونظرت إلى بابلو وسألتهُ بدهشة وبغضب

 

" من اقتلع لهُ عينهُ اليسرى؟.. من فعل ذلك به؟ "

 

تأملني بابلو بنظرات متوترة


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 38 والأخير

 

ثم حمحم وأجابني بهدوء

 

" أنا سيدي من اقتلع لهُ عينه.. لقد فعلت ذلك منذ أسبوع.. لقد شتمني وشتمك عندما دخلتْ لأتفقده.. فلم أتحمل شتائمهُ فإقتلعت له عينهُ اليسرى "

 

توسعت عيناي أكثر بذهول وتأملتهُ بنظرات مصدومة.. فجأة غرقت بالضحك ورفعت يدي وربت بها على كتف بابلو.. عندما توقفت عن الضحك تأملتهُ بنظرات مُستمتعة ثم اقتربت منهُ وهمست بأذنه

 

" هل يمكنك أن تقتلع لسان إيثان؟.. سوف أقوم بمكافئتك بشكلٍ جيد إن فعلتَ ذلك من أجلي "

 

سمعت إيثان يتذمر خلفي هاتفاً بغضب

 

" تباً لك بيلاتشو.. لسانك هو من سأقتلعهُ بيدي الآن أيها القذر وعديم الأخلاق والحقير "

 

ضحكت بمرح ونظرت إلى الخلف نحو إيثان وقلتُ لهُ ضاحكاً

 

" كنتُ أمزح صديقي.. هههههه.. لا تغضب.. ههاهاهاهااا.. "

 

شتمني إيثان بغضب بينما بابلو قال بمرح موجهاً حديثهُ لـ إيثان

 

" بالطبع لن أقتلع لسانك بوربون.. حينها لن يضحك الزعيم بمرح.. وأنا لن يتسنى لي رؤية مشاجراتكم الممتعة والمُسلية والغريبة "

 

نظرت إلى إيثان بتقدير ثم تنهدت بعمق واقتربت من غوركي.. سحبت شريط اللاصق عن فمه ورميته ثم نظرت في عمق عينيه الخائفة والمُرتعبة..

 

ابتسمت ابتسامة شريرة وكلمت الحقير غوركي بحقد قائلا

 

" أهلا وسهلا بك في غرفة التعذيب الخاصة بي داخل قصري الجميل "

 

رأيتهُ يبكي بفزع والدموع تساقطت بكثرة على وجنتيه من عينهِ اليُمنى السليمة.. تأملني بنظرات مُرتعبة ثم همسَ بذعر

 

" سيد بيلاتشو.. إرحمني أرجوك.. لا تقتلني.. سامحني سيدي.. سامحني.. لقد أخطأت.. أتوسل إليك سامحني "

 

نظرت إليه بنظرات ساخرة وقلتُ له بفحيح

 

" لقد هاجمتَ قصري وعرضتَ عائلتي للخطر.. كنتُ سأخسر في ذلك اليوم عائلتي وزوجتي.. ناهيك عن رجالي المساكين الذين فقدوا حياتهم بسببك في ذلك اليوم.. والآن وبكل بساطة تبكي أمامي وتطلب مني أن أُسامحُك "

 

نظرت إلى الخلف وأشرت لحارسي جوفاني ليجلب لي كُرسي.. ركض جوفاني بسرعة ووضع الكرسي أمامي.. جلست عليها بهدوء أمام غوركي ثم كتفت كلتا يداي وقلتُ لهُ بحقد

 

" هل تعرف ما ينتظرُك اليوم على يدي؟.. بل ما ينتظرُك حتى أخر نفسٍ لك في حياتك على يدي.. "

 

توقفت عن التكلم ثم ابتسمت بكُره وتابعت قائلا

 

" ستعرف الآن ما ينتظرُك على يدي غوركي.. ولكن أولا إسمح لي بأن أعترف لك بشيء.. صحيح لقد قتلت شقيقك الحقير لوديس.. بل استمتعت جداً في تعذيبه حتى مات.. هل تريد أن تعرف كيف مات أخاك؟ "

 

لأنهُ جبان لعين أشار لي برأسه علامة الرفض.. ضحكت بسخرية ثم صفعت خدهُ بصفعات خفيفة مُزلة له وتابعت قائلا بحقد

 

" سأخبركُ أيها الأرنب الجبان كيف قمت بتعذيب شقيقك الصغير حتى مات لأنهُ عصى أوامري.. أولا جردتهُ من ملابسهِ كلها.. وبعدها رميت مياه مغلية على جسده ثم مياه باردة لفترة يومٍ كامل.. هل تتخيل كم تألم وكم بكى وطلب مني الرحمة؟.. ههه.. "

 

ضحكت بمرح ثم تابعت قائلا

 

" بعدها أمرت رجالي بسحب خصيتيه بملقط حديدي.. وبعدها ثبت يديه عاليا وقدميه بالسلاسل الحديدة وصعقت جسدهُ بشحنات كهربائية.. كان الأمر جداً ممتعا لي.. لا أنكر ذلك.. وبعدها أمرت رجالي بإغراق رأسه في مياه باردة لفترة ساعات.. كانوا يرفعون رأسهُ في أخر لحظة حتى يتنفس.. في الحقيقة لم أكن أرغب بقتلهِ بسرعة.. ولكن في اليوم الأخير له مات للأسف بعد أن جلدتهُ وضربتهُ بمضارب محشوة بالمسامير.. ضربتهُ بالخطأ على رأسه وكانت الضربة قاتلة فمات بسرعة.. وانتهى عذابهُ للأسف ببساطة.. مؤسف فعلا كنتُ أستمتع جداً بتعذيبه "

 

رأيت غوركي يبكي بخوف أمامي.. تنهدت بقوة ثم تابعت قائلا

 

" وعندما مات شعرت بالغضب.. أوه فعلا.. لقد غضبت كثيراً لأنهُ مات.. كنتُ أريد تعذيبهُ أكثر.. لذلك أمرت رجالي بتقطيع جسدهِ ورميها في الغابة القريبة من قصري لتأكلها الذئاب.. أما الرأس كنتُ أرغب بإرسالهُ لك لكن كنتُ مشغولا في ذلك الوقت لذلك رجالي دفنوه في الغابة "

 

توقفت عن التكلم وقربت وجهي منه.. نظرت إلى عينه السليمة وقلتُ له بفحيح

 

" أما أنت.. لن أسمح لك بالموت بهذه السهولة.. سأجعلك تتعذب في كل لحظة وتتمنى الموت ولن تناله.. سأفعل بك أكثر بكثير مما فعلتهُ بشقيقك.. وعذابك سيبدأ منذ هذه اللحظة "

 

وقفت وأشرت بيدي لـ جوفاني  ليُبعد الكُرسي ثم أمرت رجالي بحدة

 

" جردوه للقذر من ملابسهُ.. أريدهُ عارياً أمامي.. وجهزوا لي المياه الساخنة.. أريدُها بحرارة البراكين.. تحركوا بسرعة "

 

بدأ غوركي يبكي ويصرخ بخوف لأرحمه.. أمسكت بشريط لاصق ووضعته على فمه ثم نظرت إلى إيثان بتعجُب.. كان يقف وهو يتأملني بنظرات مصدومة.. اقترب وهمس بذهول

 

" هل فعلا قمتَ بتعذيب لوديس مالكوفيتش بتلك الطريقة المُخيفة؟ "

 

ابتسمت بوسع ثم قربت وجهي منه وهمست بأذنه بغرور

 

" بل فعلت أكثر من ذلك بكثير.. لقد اقتلعت بالخطأ خصيتيه قبل أن يموت.. وفعلت أشياء كثيرة أخرى سيكتشفها غوركي قريباً "

 

أبعدت وجهي عن إيثان وسمعتهُ يشتم

 

" اللعنة مونرو.. هذا كثير.. رصاصة واحدة في وسط جبينه تكفي "

 

قهقهت بمرح وأجبته بسخرية

 

" وأين المُتعة في ذلك؟.. رصاصتي سوف تُريحه.. وهذا ما لا أريدهُ له "

 

قلب إيثان عينيه بغيظ ثم هتف بغضب

 

" سأذهب من هنا.. لا أريد رؤية حفلة التعذيب هذه.. إستمتع بمفردك بيلاتشو.. أراك قريبا "

 

بعد ذهاب إيثان استمتعت كثيراً بتعذيب غوركي القذر.. ولكن عندما أصبحت الساعة العاشرة قررت أن أذهب إلى قصر حبيبتي بانبي..

 

وبسبب شتائمها لي وتصرفاتها المُذلة لي قررت أن أنام في قصرها لأبقى بجانبها رغماً عنها.. في الحقيقة كنتُ أستمتع كثيراً في قصر حبيبتي..

 

كنتُ أُطعمها بنفسي وأحاول طلب السماح منها في كل يوم.. ثم بانبي حطمت لي خصيتاي عندما قررت النوم في جناحها.. ولكن لم أستسلم.. ولن أستسلم أبداً.. سأعيد زوجتي إليّ وسأجعلها تُحبني من جديد..

 

بعد مرور شهرين**

 

ذهبت بسعادة إلى مطار دي فالكوني لأستقبل الطبيب دانيال ميلير.. لقد تواصلت معه منذ أسبوع عندما جلب لي رقمه الطبيب ماركو..

 

ماركو كان قد تكلم مع الطبيب دانيال وشرح لهُ حالة بانبي.. ووافق الطبيب بأن يأتي إلى إيطاليا بعد أن عرضت عليه مبلغ ضخم جداً من المال..

 

استقبلت الطبيب دانيال وأخذتهُ إلى قصري.. ثم ذهبت إلى قصر بانبي وقررت مفاجئتها..

 

صرفت جميع الخدم والحُراس ثم إستعنت بصديقتي شارلي عبر الهاتف حتى تساعدني بتجهيز طاولة رومانسية لحبيبتي..

 

طبعاً إيثان إستشاط من الغضب عندما إكتشف بأنني حصلت على رقم زوجته وهددني بالقتل لأنني اتصلت واستعنت بها لكن لم أهتم..

 

كنتُ أظن بأن مفاجئتي سوف تُسعد بانبي لكن كنتُ مُخطئا.. لقد غضبت حبيبتي وأقفلت باب القبو عليّ..

 

وقفت أنظر إلى الباب بحزن ثم ابتسمت بوسع وهمست بعدم التصديق

 

" لقد تركتني في القبو وأغلقت الباب عليّ بالمفتاح.. هههه.. إنها رائعة.. أحبُها.. بانبي القوية تُعجبني جداً "

 

استدرت ونظرت إلى القبو الخالي من أي أثاث.. تنهدت بعمق ثم همست بتفكير

 

" هل أبقى هنا أم أُحطم ذلك الباب السخيف؟.. مسكينة حبيبتي لا تعرف بأنني أستطيع الخروج من هنا وبسهولة تامة.. همممم.. أظن يجب أن أبقى.. لا أريد إغضابها مني أكثر "

 

وهكذا قررت البقاء حتى يحن قلب حبيبتي وتأتي إليّ..

 

 

بابلو**

 

كنتُ أشعر بالتوتر وبشيءٍ يُثقل على قلبي.. نظرت إلى الحُراس وفكرت.. ما كان يجب أن أدع السيد يخرج بمفردهِ اليوم.. حتى لو كان برفقة السيدة بانبلينا.. هما بمفردهما الآن في القصر.. ربما يجب أن أذهب وأبقى بعيداً لحمايتهما..

 

نظرت إلى الحُراس وأمرتهم بحراس القصر جيداً ثم طلبت من ماري حتى تهتم جيداً بضيف السيد وغادرت مُسرعاً باتجاه قصر السيدة..

 

ارتعشت يداي بقوة على المقود عندما رأيت الدُخان الأسود يتصاعد عالياً في السماء من فوق قصر بانبلينا.. نبض قلبي بعنف وقدتُ سيارتي بسرعة ثم أوقفتُها بعنف خلف سيارات الإطفاء والشرطة..

 

ترجلت بسرعة وهتفت بفزع

 

" سيد مونرو و بانبلينا في الداخل "

 

ركضت ودفعت رجال الشرطة من أمامي ودخلت إلى القصر المشتعل.. كنتُ أبحث عنهما بفزع وأنا أصرخ بقوة

 

" مونرووووووووووو.. بانبلينااااااااااااا.. أين أنتما؟.. "

 

حاولوا رجال الإطفاء إبعادي لكن دفعتهم بعيداً عني وهنا رأيت من النافذة المُحطمة بانبي تترجل من السيارة.. وهنا عرفت بأن السيد ليس برفقتها بل هو هنا..

 

ارتعش جسدي بعنف وهتفت بجنون

 

" أخي.. مونرووووووووووووووو... "

 

كنتُ قد بحثت في الطوابق ولم أجد أحداً.. حاولت النزول إلى الطابق السفلي لكن النار كانت قد التهمت كل شيء.. لم أستطع الوصول إلى الطوابق السفلية.. سحبت هاتفي واتصلت برقم مونرو لكن هاتفه كان مُغلق..

 

دب الرعب في أوصالي وحاولت عبور الحريق والنار ولكن رجال الشرطة والإطفاء أمسكوا بي ودفعوني خارج القصر المُحترق..

 

كنتُ أبكي بألمٍ شديد عندما انهار القصر بكامله.. حضنت بانبي بقوة ولم أتوقف عن الهمس بمرارة وبتعاسة

 

" لقد خسرناه.. خسرنا مونرو.. صديق عمري مات "

 

رأيت إيثان يقف أمامي وهتف بذعر

 

" ماذا يحدث بابلو؟.. ما بها بانبي؟.. وأين هو مونرو؟.. أين هو مونرو؟.. تكلم واللعنة "

 

رفعت رأسي عالياً ونظرت إليه بتعاسة وأجبته بهمس

 

" مونرو في الداخل.. لقد كان هنا.. إيثان.. لقد خسرنا مونرو.. بانبي أقفلت عليه في القبو واشتعل القصر.. لقد مات صديقنا "

 

شحب وجه إيثان بشدّة ثم هتف لرجال الإسعاف ليهتموا بـ بانبي.. أبعدني عنها ثم حملها ووضعها على سرير نقال.. وبعدها رأيتهُ بحزنٍ شديد يركض باتجاه القصر المُدمر والمُشتعل وهو يصرخ بجنون باسم مونرو..

 

شعرت بأنني فقدت جزءًا كبيراً من روحي.. كنتُ أختنق فعلياً.. خسارتي لصديقي مونرو لن أستطيع تحمُلها..

 

نظرت بألمٍ شديد إلى إيثان عندما أجبروه عناصر الشرطة بالابتعاد عن الحُطام والركام.. وقفت بانهيار ومشيت باتجاه سيارة الإسعاف.. كانت دموعي تنهمر بغزارة على وجنتاي عندما عانقني إيثان بقوة وقال ببكاء

 

" كيف حدث ذلك؟.. لا يمكن بابلو.. لا يمكن أن يموت مونرو وبهذه الطريقة.. حاولت أن أتصل به لكن هاتفهُ مُغلق.. أنتَ متأكد بأنهُ كان في داخل القصر عندما اشتعل؟.. أرجوك قُل لي بأنهُ لم يكن "

 

مسحت دموعي وأجبته بألمٍ شديد وبحرقة قلب ينزف بمرارة

 

" إنهُ في الداخل "

 

شهق إيثان بقوة ثم رأيتهُ يبكي.. نظرت إلى بانبلينا ورأيت رجال الإسعاف يحاولون إيقاظها.. حركت جفونها ببطء ثم فتحت عينيها.. وعندما استقرت عينيها عليّ وعلى إيثان سألتنا بتعجُب

 

" بابلو... إيثان.. ماذا يحدث؟ "

 

كانت صوتها ضعيفًا وهي تحاول التحدث.. ثم سألتنا من جديد

 

" لماذا أنتما تبكيان؟.. وأين نحن؟ "

 

ولكن قبل أن نُجيبها حركت رأسها باتجاه القصر وهنا أغمضت عينيها وهتفت بهستيرية

 

" لاااااااااااااااااااااااااااا... حبيبي مات.. مات.. لقد مات... "

 

ركضنا أنا و  إيثان ووقفنا بجانب سريرها النقال وحاولنا مواساتها وجعلها تتوقف عن البقاء ومقاومة رجل الإسعاف..

 

رؤيتي لها بهذا الشكل ألمتني جداً.. كنتُ الآن أعيش أتعس لحظات حياتي حرفياً.. وأمرُها...

 

 

بانبلينا**

 

أخيراً استطاع رجل الإسعاف إيقاظ بانبلينا من الإغماء.. بدأت تستعيد تدريجيا وعيها.. كانت عيناها تفتحان ببطء.. لم تكن قادرة على التحرك في البداية.. فكان جسدها يشعر بالضعف والتعب الشديد..

 

وحينما بدأت أرى بشكل أوضح.. اكتشفت بأنني لستُ في القصر.. كان بابلو.. يقف بجواري ويبكي بصمت.. وبجانبه.. كان إيثان.. صديق طفولتي كان يقف بجانب بابلو وهو يمسح دموعه بكف يده

 

كلمتُهما بضعف

 

" بابلو... إيثان.. ماذا يحدث؟ "

 

كان صوتي ضعيفًا وبالكاد استطعت رفع رأسي قليلاً.. نظرت إليهما بقلق وسألتُهما من جديد

 

" لماذا أنتما تبكيان؟.. وأين نحن؟ "

 

لم أتلقى إجابة منهما سوى الدموع.. ظهرت على وجهي تعابير من الذهول والذكريات الضبابية.. ثم تذكرت الحادث المروع الذي حدث قبل أن أفقد الوعي..

 

أدرت رأسي ببطء باتجاه القصر وهنا أغمضت عيناي وصرخت بجنون

 

" لاااااااااااااااااااااااااااا... حبيبي مات.. مات.. لقد مات... "

 

بكيت بشكلٍ هستيري وانتحبت وصرخت و قاومت.. رفضت تصديق بأن حبيبي قد مات..

 

لقد قتلت مونرو.. قتلت الرجل الوحيد الذي أحببتهُ في حياتي.. وحاولت تصور كيف سأعيش دونه.. كيف سأُواجه الحياة دونَ مونرو.. لن أستطيع الحياة من دونه..

 

ركلت وصفعت الأيادي التي كانت تحاول الإمساك بي.. ثم دفعت رجل الإسعاف بعيداً عني واستقمت بسرعة ثم قفزت عن السرير ووقفت وركضت باتجاه القصر المُدمر..

 

سالت دموعي كالنهر على وجنتاي بينما كنتُ أركض.. شهقت بقوة وهتفت بهستيرية

 

" مونرووووووو.. حبيبي.. لاااااااااااااااااااااااااا.. لا تتركني حبيبي.. إن أنتَ مُت فسأموت معك "

 

بدأت أشعر باليأس والرغبة في الموت.. صرخت بصوتٍ مكتوم بينما كنتُ أركض باتجاه قصري المُدمر

 

" مونرو..  مونرو.. حبيبي.. أريد أن أكون معك.. أنا آتية إليك حبيبي "

 

ولكن فجأة يدين قويتين أمسكتا بكتفي ثم جمدتني في مكاني وبعدها رأيت رأسي يغرق في صدر صلب.. حاولت مقاومة من أمسكني لكن دمائي تجمدت في شراييني عندما سمعت صوتهُ المألوف والحنون..

 

وفي هذه اللحظة المؤثرة.. سمعت صوته المألوف يهمس في أذني

 

" أنا هنا بانبلينا.. أنا حي وبجانبكِ.. أنا هنا حبيبتي "

 

ظننت نفسي أهلوس.. هززت رأسي بقوة وهتفت بمرارة وبقلبٍ مُحترق

 

" لا.. أنتَ لستَ هو.. حبيبي مات بسببي.. مونرو مات.. أسدي الجميل قد مات "

 

احتضنني بقوة وهمس بصوتهِ الحنون والدافئ

 

" حبيبتي.. هذا أنا طفلتي.. لا تخافي.. إنهُ أنا.. أنا هنا حبيبتي.. لا تخافي.. اهدئي طفلتي الجميلة.. أنا هنا بانبلينا.. أنا لم أمُت حبيبتي "

 

وهنا رفعت رأسي ببطء ونظرت بصدمة كبيرة إلى وجه أسدي الحبيب.. كان ينظر إليّ بعيون مليئة بالحب والرعاية..

 

ارتفعت نبضات قلبي بسرعة بينما كنتُ أنظر إلى الرجل الذي أحبهُ بجنون والذي ظننت أنه قد غادر إلى الأبد..

 

نظراتهِ الحنونة والجميلة والعاشقة بثت بداخلي الراحة والحنان..

 

وقبل أن أتمكن من قول أي شيء.. تكلم مونرو بصوت ناعم

 

" لا تخافي حبيبتي.. أنا هنا.. وأنا لم أمُت "

 

لم أستطع تصديق ما تراه عيناي.. كانت دموع الفرح تملأ عيوني.. وتساقط دموعي بغزارة على وجنتاي.. وكان قلبي ينبض بشدة..

 

وقفت جامدة أمامهُ للحظات.. ثم رميت نفسي عليه واحتضنت  مونرو بقوة.. احتضنتهُ بقوة وكأنني أريد أن أتأكد من وجوده بنفسي..

 

شهقت بقوة وقبلت صدرهُ بقبلات عديدة ثم رفعت رأسي ونظرت إليه بعشق وهمست بهيام

 

" حبيبي.. وأسدي.. ورجُلي.. أحبُك بجنون.. أحبُك بجنون مونرو بيلاتشو "

 

ابتسم مونرو بسعادة ثم رفع يدهُ وأخذ يمسح دموعي الهاربة برفق بأصابعه على وجنتاي.. ثم سمعتهُ بسعادة يهمس بحنان وبنبرة صوتهِ الحنونة

 

" وأنا أحبكِ بجنون بانبلينا بيلاتشو "

 

 

مونرو بيلاتشو**

 

نظرت إلى القبو بملل ثم أمسكت هاتفي.. شتمت بغضب إذ كان هاتفي مُغلق فقد نسيت شحنهُ في الصباح.. رفعت رأسي ونظرت باتجاه الباب ثم هتفت بتصميم

 

" لا.. لن أبقى هنا.. ربما حان الوقت لأُقدم هديتي الجميلة لحبيبتي "

 

ابتسمت بسعادة ثم استدرت وركلت الباب بعنف فانفتح بسرعة وتحطم.. خرجت من القبو وتوجهت إلى الموقف السفلي حيث وضعت هديتي الجديدة لحبيبتي منذ أسبوعين..

 

كنتُ قد اشتريت لها سيارة فيراري جديدة حمراء كهدية.. أردت تقديمها لها عندما تُسامحني.. ولكن بما أنها عنيدة جداً وترفض مُسامحتي سأُقدم لها هديتي اليوم..

 

جلست خلف المقود وابتسمت بسعادة.. أدرت المُحرك وهمست برقة

 

" حتى لو أحرقتها سأشتري لها سيارة أخرى.. المهم أن تكون سعيدة حبيبتي.. حتى لو شعرت بانبي بالفرح وهي تُحرق الهدايا التي أُقدمها لها.. لن أتوقف عن تقديم الهدايا والسيارات لها "

 

خرجت من الموقف السفلي ولكن توسعت عيناي بذهول عندما لم أرى سيارتي الجميلة في الموقف الخاص بها..

 

شتمت بغضب إذ عرفت بأن بانبي أخذتها.. شعرت بالقلق الشديد عليها إذ بانبي لن تستطيع السيطرة على سيارتي إن قادتها بسرعة.. فقررت البحث عن بانبلينا وبسرعة..

 

وهكذا غادر مونرو ليبحث عن بانبي ولم ينتبه للحريق الذي بدأ يلتهم غرفة الطعام..

 

لفترة ساعة ونصف قدتُ سيارة بانبي الجديدة على الطرقات.. لكن لا أثر لطفلتي وسيارتي.. فقررت العودة إلى قصر بانبي وأنتظرها..

 

ولكن ما أن اقتربت من القصر شحب وجهي بشدّة وارتعش جسدي بعنف عندما رأيت سيارات الإسعاف والإطفاء والشرطة أمامي والقصر أصبح مُجرد رُكام مُحترق.. رأيت سيارتي مركونة جانب الطريق لكن لا أثر لحبيبتي..

 

تسارعت أنفاسي ونبض قلبي بجنون.. شعرت بالخوف العميق على بانبلينا.. لا أعرف كيف أوقفت السيارة وكيف ترجلت منها..

 

ركضت مُسرعاً باتجاه ما تبقى من القصر.. لكن وقفت في مكاني فجأة عندما رأيت بابلو و إيثان يبكيان وهما ينظران باتجاه القصر..

 

تابعت نظراتهما ورأيت بسعادة حبيبتي تركض باتجاه الحُطام.. وهنا تحركت بسرعة وركضت خلفها.. وبذهول سمعتُها تهتف باسمي وبأنها تريد الموت لتكون معي..

 

بانبلينا ما زالت تُحبني..

 

شعرت بسعادة لا مثيل لها بينما كنتُ أُعانقها بقوة إلى صدري.. حاولت جعلها تهدأ وأجعلها تطمئن بأنني لم أمُت..

 

وعندما اعترفت بحبها لي شعرت بأنني في الجنة.. امتلكت العالم الآن كله بسبب إعترافها الجميل..

 

مسحت دموعها برقة وقلتُ لها بعشقٍ كبير

 

" لن أسمح للموت بأن يُفرقني عنكِ حبيبتي.. سأبقى دائماً بجانبكِ ومعكِ.. "

 

أخفضت رأسي وقبلتُها من أعماق قلبي العاشق لها.. بادلتني بانبلينا القبلة ولم نهتم لهُتافات رجال الشرطة والإسعاف والإطفاء السعيدة وتصفيقهم الحار لنا..

 

كنتُ و بانبلينا في عالم خاص بنا فقط..

 

قبلتُها بشوق و بحب و بعشق.. قبلتُها من أعماق قلبي والذي كان ينبض بجنون من أجلها فقط..

 

توقفت عن تقبيلها ونظرت في عمق عينيها الساحرتين وهمست برقة

 

" أحبكِ طفلتي "

 

ابتسمت بانبي بوسع ثم همست برقة

 

" أحبُك أسدي الوسيم "

 

ابتسمت بسعادة واحتضنتُها بقوة.. شعرت بالسعادة والأمل يملأن قلبي وكياني و روحي.. قبلت رأسها بنعومة وهمست بسعادة

 

" لن أفترق عنكِ أبداً حبيبتي.. سنكون معًا إلى الأبد "

 

سمعت بسعادة بانبي تهمس برقة

 

" نعم أسدي.. سنكون معًا إلى الأبد "

 

ثم رفعت بانبلينا رأسها وتأملتني بنظرات هائمة وسألتني

 

" كيف نجوتَ حبيبي من الحريق؟ "

 

داعبت وجنتيها بأصابعي برقة ثم أخبرتُها بما حدث.. تأملتني بانبي بنظرات نادمة وقالت

 

" آسفة مونرو.. لقد تصرفت بغباء.. كنتُ حزينة ومجروحة وغاضبة ومتألمة.. أنا أعرف جيداً بأن لا ذنب لك بخسارتنا لطفلنا وبما حدث لي.. لكن كنتُ غاضبة وألقيت اللوم عليك.. سامحني حبيبي "

 

قبلت جبينها برقة ثم أمسكت بكلتا وجنتيها ونظرت في عمق عينيها وقلتُ لها بصدق

 

" كنتُ أستحق كل ما فعلتهِ بي طفلتي.. فقد ألمتُكِ جداً.. أنا من عليه طلب السماح منكِ ليلا نهاراً.. سامحيني حبيبتي.. وأعدُكِ بأنني سأتغير من أجلكِ فقط "

 

قبلت شفتيها بقبلة رقيقة ثم تابعت قائلا بقلب متأجج بالحُب

 

" سنكون معًا إلى الأبد.. وسوف تتحسنين ويكون لنا العديد من الأطفال.. أريد طفلة جميلة تشبهكِ.. تشبهكِ في كل شيء.. وأعدُكِ سوف ننجح بتربية أطفالنا.. وسوف نكون سُعداء دائماً.. لن أسمح للحزن من الاقتراب منكِ ومن أطفالنا.. ولن نفترق مُجدداً مهما طال الزمن "

 

ابتسمت بانبلينا بوسع ثم قالت برقة

 

" أنا أثق بك.. ومتأكدة بأنك ستفي بوعودك لي.. ومعك سأكون في أمان وسعيدة.. أنتَ أسدي الوسيم الذي أعشقهُ بجنون.. ومعك سأبني عائلة مُحبة وسعيدة "

 

لا أدري ما أصابني إذ سالت الدموع على وجنتاي.. مسحتها بانبلينا بسرعة وقالت بقلق

 

" لا تبكي أسدي.. أرجوك لا تبكي.. "

 

نظرت إليها بسعادة ثم أمسكت كلتا يديها ورفعتهما وقبلتهما بعشق ثم قلتُ لها بحنان

 

" إنها دموع الفرح حبيبتي "

 

رفعت بانبي رأسها وقبلتني قبلة أذابتني على شفتاي.. تنهدت بسعادة وبادلتُها القبلة.. أبعدت رأسي قليلا ونظرت إليها بعشق.. ابتسمت بانبي بخجل ونظرت باتجاه القصر ثم تنهدت بقوة ونظرت إليّ بأسف وقالت بخجل

 

" آسفة أحرقت القصر دونَ قصد.. لقد أحببته جداً لأنهُ هدية خاصة منك.. كما أحببت سيارتي القديمة وجميع هداياك "

 

نظرت في عمق عينيها والتي كانت تلمع بلمعان الحُب.. ابتسمت برقة وأجبتُها بصدق

 

" أنا لا أهتم للقصر ولا لأي قصر أمتلكهُ ولا حتى لجميع ممتلكاتي.. لآن منزلي الحقيقي هو بجانبكِ.. أنتِ كنزي الحقيقي بانبي "

 

نظرت إلى ركام وحُطام القصر المُحترق ثم عُدت لأنظر إلى بانبلينا وأنا أبتسم بحنان.. وقلتُ لها بصدق وبدفء

 

" أنتِ كل شيء بالنسبة لي.. والقصر هو مجرد مكان بلا روح.. لدينا الحب والأمل والعزيمة لنبني حياة أفضل سويًا.. سنكون معًا إلى الأبد حبيبتي.. سوف نبدأ من جديد.. بعيدًا عن الحطام والماضي الأليم.. ونبني حياة جديدة.. مليئة بالسعادة والحب "

 

بانبلينا عبرت عن موافقتها بابتسامة رائعة.. وكأنها فتحت قلبها بالكامل لي.. قبلت وجنتي برقة وقالت بحنان

 

" نعم.. أنا مستعدة للبدء من جديد معك مونرو.. سأكون إلى جانبك دائمًا.. وسأسمح للطبيب دانيال بمساعدتي.. أريد أن أنجب أطفالك مونرو.. ونبني معًا حياة سعيدة.. أحبُك أسدي "

 

أغمضت عيناي وهتفت بسعادة

 

" وأنا أحبكِ بجنون بانبلينا بيلوني بيلاتشو "

 

رفعتُها عاليا بذراعيها ثم حملتُها كالعروسة بين يداي ومشيت باتجاه أصدقائي..

 

خبأت بانبلينا وجهها في صدري بخجل عندما ضحك إيثان بمرح وهتف بسعادة

 

" هل يمكنني قول مبروك لكما الرجعة يا عصافير الحُب؟ "

 

ابتسمت بوسع وأجبته

 

" نعم.. لقد سامحتني طفلتي الجميلة "

 

اقترب إيثان وعانقنا معا ثم ابتعد عني ولكمني بخفة على كتفي.. نظرت إليه بغضب وهتفت بحدة

 

" تباً لك إيثان.. لماذا لكمت كتفي؟.. لو لم أكن أحمل بانبي كنتُ سألقنك درساً لن تنساه "

 

قهقه إيثان بمرح وقال بسخرية

 

" هذه اللكمة لأنك أخفــ.. لأنك مثل القرد خرجتَ من القصر قبل أن يحترق بكامله.. كنتُ سأستريح منك.. مع الأسف يجب أن أتحملك بيلاتشو وأتحمل غلاظتك "

 

سمعت بانبي تضحك بمرح.. تأملت إيثان بنظرات ماكرة واجبتهُ بخبث

 

" واضح فعلا كم تشعر بالانزعاج لأنني لم أمُت أيها القذر.. لذلك رأيتُك تبكي عندما وصلت إلى هنا "

 

ضحك بابلو بسعادة بينما إيثان تأملني بنظرات غاضبة ثم قال بغرور

 

" لم أكن أبكي.. دموعي سالت بسبب الدُخان والحريق "

 

تأملتهُ بنظرات حنونة ثم قلتُ له بحنان

 

" أنا محظوظ جداً لأنك صديقي بوربون "

 

ثم نظرت إلى بابلو ورأيتهُ يمسح دموعه وهو ينظر إليّ بسعادة.. اقترب وعانقني بأخوية ثم ابتعد عني وقال باحترام

 

" أخي.. شكراً لأنك بخير.. أنا و إيثان محظوظان جداً لأنك صديق وفي لنا "

 

فجأة شهقت بذهول ثم ضحكت بسعادة وضحكت بانبي بسعادة عندما اقترب إيثان وعانقنا ثم اقترب بابلو وعانقنا..

 

فجأة توقفت عن الضحك عندما سمعت الكابوس تهتف بسعادة

 

" واوووو.. عناق جماعي أمام قصر مُهدم.. ما الذي فاتني مومو؟.. ثم أنا أعشق العناق الجماعي.. وكما يبدو لي لقد تصالحتَ مع بانبي.. هذا اليوم رائع فعلاً "

 

رفعت رأسي ورأيت شقيقتي كاتي تقترب برفقة زوجها باغو..


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 38 والأخير

 

انتهى العناق الجماعي وابتعدا بابلو وإيثان عني وعن بانبي ولكن لحظي العكر وقفت كاتي وعانقتني بقوة ثم هتفت لزوجها بمرح

 

" حبيبي.. تعال وعانق الزعيم.. لن يقتلك أمامي "

 

قلبت عيناي ونظرت أمامي بتعاسة عندما اقترب باغو وغمزني ثم عانقني وهمس بأذني

 

" لا تغضب زعيم.. مُستحيل أن لا أقوم بتنفيذ ما تريدهُ حوريتي الجميلة "

 

زممت شفتاي بقرف وهمست بغضب بأذنه

 

" ابتعد عني باغو وإلا فجرت لك رأسك اللعين أمام شقيقتي.. أكرهُك "

 

ضحك باغو بمرح ثم همس بأذني

 

" لا زعيم.. أنتَ لا تكرهني.. ثم أنا صهرك العزيز.. كما لقد وجدت ما طلبتهُ مني منذ أسبوع.. سأضع لك المفتاح في جيب سروالك الآن "

 

عندما سمعت ما قاله ابتسمت بوسع وهمست بسعادة للدون

 

" أحبُك يا رجل.. أحسنت.. هل فعلا وجدتَ ما طلبتهُ منك؟.. وبالمواصفات التي أخبرتُك بها؟ "

 

وضع باغو شيئاً في جيب بنطالي ثم ابتعد عني وغمزني وقال بمرح

 

" نعم زعيم.. لا تقلق سوف يُعجبُك.. وضعت لك ورقة بالعنوان.. ستجدهُ بسهولة "

 

ابتعدت كاتي عني والفضولية سألتني بمرح

 

" مومو.. ماذا طلبتَ من زوجي؟ "

 

نظرت إليها بغضب وأشرت لها بعينيّ نحو بانبي.. قهقهت كاتي بنعومة وقالت وهي تضع يدها على بطنها المُنتفخة قليلا

 

" لا بأس.. سأكتشف السر بعد قليل.. والآن لديّ نبأ سعيد للجميع.. لقد ذهبت اليوم برفقة زوجي لرؤية الطبيب وعرفنا جنس الطفل "

 

رفعت بانبلينا رأسها ونظرت إلى كاتي وسألتها بلهفة

 

" هل هي فتاة؟.. ياه أنا متحمسة لمعرفة جنس الطفل "

 

قبلت جبين بانبي برقة ثم قلتُ بغرور

 

" بالتأكيد هو صبي.. سيكون قوي ووسيم مثل خاله "

 

قهقهت كتالينا وهي تُعانق زوجها اللعين أمامي.. نظرت إلى باغو ببرود فما زلتُ غاضباً منه بسبب ما فعلهُ بشقيقتي.. قد أسامحهُ في يوم ولكن ليس بالسهولة التي يتخيلها باغو.. رغم جهودهِ الجبارة التي يفعلها حتى أعفو عنه..

 

رأيت بقهر كتالينا تُقبل زوجها على فمه ثم نظرت إلينا وقالت بسعادة

 

" إنها فتاة.. سوف نُرزق بفتاة.. وقرر باغو أن نُسميها كاتلين.. وأنا وافقت "

 

ابتسمت بسعادة وقمتُ بتهنئة شقيقتي وباغو بالخبر السعيد.. ولكن عندما نظرت إلى بابني رأيتها تتأمل كتالينا بغصة وبألم..

 

كنتُ ما زلتُ أقف وأنا أحمل بانبي بذراعيّ.. لذلك نظرت إلى الجميع وقبل أن أتفوه بحرف أتى رجل الإطفاء ووقف أمامنا وقال باحترام

 

" سيد بيلاتشو.. لقد تم إخماد الحريق أخيراً.. طبعاً القصر لم يعُد صالحاً للسكن فقد تهدم.. الأضرار مالية فقط.. الحمدُ الله على سلامتكم "

 

شكرته ثم نظرت إلى الجميع وطلبت من بابلو ليقود سيارتي ثم يُرسل من يأخذ سيارته.. وبعدها ودعتهم ومشيت باتجاه سيارة بانبي الجديدة..

 

وضعت بانبي على المقعد ثم وضعت لها حزام الأمان.. تأملتني بنظرات حنونة وقالت

 

" لمن هذه السيارة الجميلة أسدي؟.. فهي تُشبه كثيراً سيارتي التي أحرقتُها "

 

داعبت خدها بأصابعي ثم أجبتُها بحنان

 

" إنها لكِ طفلتي.. لقد اشتريتُها منذ فترة وقررت أن أُهديها لكِ.. حتى لو أحرقتها لم أكن سأحزن "

 

شهقت بانبي بذهول ولكن ابتعدت عنها وأغلقت الباب ثم مشيت ووقفت أمام باب السائق.. وضعت يدي بجيب سروالي وأخرجت ما وضعهُ باغو.. رأيت مفتاح ذهبي وورقة صغيرة..

 

فتحت الورقة وقرأت العنوان.. ابتسمت بسعادة ثم فتحت الباب وجلست وقدتُ السيارة.. أمسكت بيد بانبي بيدي اليمنى بينما كنتُ أمسك المقود بيدي اليسرى..

 

سمعت بانبي تسألني

 

" مونرو.. إلى أين نحن ذاهبان؟.. ألن نذهب إلى قصرك؟ "

 

ضغطت برقة على يدها وأجبتُها

 

" إنها مفاجأة.. ستعرفين بعد قليل حبيبتي "

 

وبعد مرور ساعة شهقت بانبي بإعجاب وهتفت بحماس

 

" ياه ما أجمل هذا المنظر.. أين نحن حبيبي؟ "

 

أجبتُها بلطف

 

" نحنُ الآن في  منطقة لومبارديا شمال إيطاليا "

 

قدتُ السيارة باتجاه المارينا ثم أوقفتُها أمام اليخت الخاص بالدون باغو بالوفا.. فقد جهز لي كل شيء كما طلبت منهُ سابقاً..

 

ترجلت من السيارة ثم فتحت الباب وحملت بانبي بذراعيّ.. احتجت بخجل قائلة

 

" أسدي.. الجميع ينظرون إلينا بنظرات غريبة.. أنتَ تعلم بأنني أستطيع السير على قدماي.. أنزلني حبيبي "

 

ابتسمت بوسع وأجبتُها بصدق

 

" لا يهمني كيف ينظرون إلينا الناس حبيبتي.. طالما أنتِ سعيدة لن أهتم لشيء.. ثم اليوم هو يوم مميز جداً لنا.. لذلك سوف أُدللكِ به بجنون "

 

ابتسمت بانبي بخجل وأغرقت رأسها في صدري عندما اقترب فيليبو رئيس حارس الآمن التابع لرجال باغو وقال باحترام

 

" سيد بيلاتشو..  لقد اتصل بي دون باغو منذ ساعة وطلب مني أن أهتم براحتك وبراحة زوجتك بنفسي.. اليخت جاهز وتحت تصرفك سيدي "

 

شكرته وتبعته وصعدت إلى اليخت.. جعلت بانبي تجلس في حُضني ولم أتركها طيلة فترة الرحلة في اليخت والتي استغرقت ربع ساعة حتى وصلنا إلى وجهتنا..

 

كانت بانبي طيلة الوقت تسألني إلى أين سنذهب لكن امتنعت عن إخبارها وكل ما قلتهُ لها بأنها مفاجأة..

 

عندما اقتربنا من وجهتنا شهقت بانبي بقوة وهتفت بذهول وبإعجابٍ كبير

 

" مونرو.. أنظر.. ما أجمل هذا القصر.. إنهُ رائع "

 

نظرت إلى القصر


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 38 والأخير

 

ثم ابتسمت بسعادة وسألتُها برقة

 

" هل أعجبكِ القصر طفلتي؟ "

 

هتفت بانبي بحماس

 

" إنهُ مُدهش.. لم يُعجبني فقط بل لقد أُغرمتُ به "

 

قرصت بخفة خدها وقلتُ لها بغيرة

 

" لن أسمح لكِ بأن تغرمي سوى بي أنا فقط.. ثم هذا القصر هو هدية صغيرة مني لكِ حبيبتي "

 

شهقت بانبي بقوة وتأملتني بنظرات مصدومة.. ثم صاحت بحماس

 

" أنتَ تمزح!.. هذا القصر لي أنا؟.. حقاً؟ "

 

رفعت يدها وقبلتُها برقة ثم نظرت إلى عينيها السعيدة وأجبتُها بصدق

 

" نعم حبيبتي.. إنهُ لكِ.. لقد طلبت من باغو بأن يبحث لي عن قصر جميل يكون على ضفاف إحدى بحيرات إيطاليا الساحرة.. و باغو نجح في مهمته.. لقد وجد لي أجمل قصر يقع على بحيرة كومو والتي تقع في منطقة لومبارديا شمال إيطاليا.. القصر كان معروضاً للبيع في المزاد العلني ولكن لم أستطع شرائه لأنني كنتُ مشغولاً بالعمل لديكِ كخادم.. وعندما طلبت من باغو أن يشتريه لي كان قد تم بيعه.. فوكلتهُ بمهمة مُستحيلة بأن يشتري لي القصر بأي ثمن وبأي طريقة.. ونجح بفعل ذلك "

 

توقفت عن التكلم ثم تابعت بحنان قائلا

 

" كنتُ أرغب بتقديم القصر لكِ كهدية.. وها قد حققت ذلك.. تتميز بحيرة كومو بجبالها الجذابة المحيطة والقرى الساحرة التي توجد على ضفافها.. تحتضن البحيرة العديد من المدن الجميلة مثل كومو وبيلاغيو وفارينا وتريميزو وغيرها.. وتوفر مجموعة متنوعة من الفعاليات والأنشطة الترفيهية مثل ركوب القوارب والتجديف والمشي لمسافات طويلة والاستمتاع بالمناظر الطبيعية الساحرة.. سيكون هذا القصر لكِ فقط طفلتي "

 

رأيت الدموع تترقرق في عينيها فحضنتُها بقوة إلى صدري وقلتُ لها برقة

 

" لا تبكي بانبلينا.. قلبي يحترق عندما أرى دموعكِ.. أريدُكِ أن تكوني سعيدة دائماً "

 

عانقتني بانبي بقوة وقالت

 

" أنا سعيدة طالما أنتَ معي.. سأكون معك إلى الأبد حبيبي "

 

تنهدت بسعادة وأغمضت عيناي.. ولم أتوقف عن احتضان طفلتي بطريقة مُتملكة حتى وصلنا إلى القصر..

 

ضحكات بانبلينا السعيدة جعلتني أسعد رجل في الكون..

 

أحبت بانبي القصر جداً.. وفي المساء كنتُ أجلس بجانبها أمام طاولة الطعام والتي تم تزينها بطريقة رومانسية بالشموع والورود الحمراء..

 

وقفت وأمسكت بيدي بانبي وساعدتُها لتقف.. نظرت إليها بهيام وقلتُ لها بحنان

 

" رافقيني حبيبتي.. لدي مفاجأة لكِ "

 

شبكت أصابعي بأصابع يدها ومشيت بهدوء برفقتها باتجاه قاعة الرقص الفخمة.. أوقفت بانبي في وسط ساحة الرقص ثم مشيت بهدوء وأدرت جهاز الموسيقى وصدحت أنغام موسيقى ساحرة في القاعة..

 

استدرت ومشيت باتجاه بانبي.. وقفت أمامها وأمسكت بيدها اليمنى وسألتُها

 

" هل تسمحين لي سيدتي الجميلة بهذه الرقصة؟ "

 

أومأت بانبلينا موافقة بسعادة.. فابتسمت بلطف ووضعت يدي اليسرى على خصرها وجذبتُها برقة إليّ..

 

وفي اللحظة الحاسمة تعانقنا بلطف.. وتلاشت الحدود بيننا.. كانت أجسادنا تتأرجح بنغمات الموسيقى.. واندمجت أرواحنا في رقصة رومانسية لا تنسى..

 

وكلما اقتربنا من بعضنا تعمق الشغف والمشاعر بيننا.. كانت حركاتنا تحكي قصة حُب عميقة.. وبكل لمسة تبادلنا الحنان والحب الذي يجمعنا..

 

وبينما كنا ندور حول الساحة بانسيابية.. كانت أعيننا تلتقطان تفاصيل بعضنا البعض.. كأنهما ينقلان رسالات عاطفية بصمت..

 

وكلما اشتد الإحساس.. كلما زادت تبادلات النظرات والابتسامات العاطفية بيننا.. ومع كل خطوة.. كنا نشعر بالترابط الروحي العميق الذي يجمعنا..

 

كانت الرقصة تتحول إلى تعبير عن حُبنا الصادق والشغف الذي يملئ قلبينا..

 

وفي اللحظة الأخيرة.. بينما الموسيقى تتلاشى وتتلاشى.. احتضنت بانبلينا بقوة ونظرت إليها بعيون مليئة بالعشق.. وهمست بكلمات حميمة

 

" أنتِ حياتي وحبي الأبدي.. شكرًا لأنكِ معي ولأنكِ تملئين حياتي بالسعادة والجمال "

 

رفعت بانبلينا رأسها وتأملتني بنظرات عاشقة وأجابتني بابتسامة مؤكدة وبحنان

 

" أنت كل شيء بالنسبة لي حبيبي.. أشعر بالأمان والسعادة بجانبك.. وأعدك أنني سأكون دائمًا هنا بجانبك.. مشاركة كل لحظة من حياتنا.. لن أسمح لشيء بأن يفرقنا عن بعض بعد اليوم "

 

توقفت الموسيقى ولكننا لم نبتعد عن بعضنا.. وقفنا لوقتٍ طويل نتأمل بعضنا بنظرات عاشقة والهانة..

 

فجأة ابتعدت عن بانبي وانحنيت قليلا ثم جلست على ركبتي اليمنى أمامها.. وسط نظرات بانبي المُندهشة أمسكت بيدها اليسرى ثم رفعت رأسي ونظرت إليها بعشق وسألتُها بر قة

 

" بانبلينا بيلوني.. هل توافقين على الزواج مني؟ "

 

توسعت عينيها بذهول ثم ضحكت بخفة وقالت بمرح

 

" لكن حبيبي أنا بالفعل زوجتُك.. هل نسيتَ ذلك مونرو بيلاتشو؟ "

 

ضممت يدها بكلتا يداي وقلتُ لها بحنان

 

" بالطبع لم أنسى.. ولكن زفافنا كان كارثياً وفي المدافن.. أنتِ تستحقين أكثر من ذلك بكثير.. لذلك قررت أن أطلب منكِ الزواج بطريقة رومانسية.. وإن وافقتِ حبيبتي.. سأقيم بعد أسبوع زفاف ضخم يليق بكِ "

 

تنهدت بعمق وتابعت قائلا بحنان

 

" هل توافقين على الزواج مني؟.. هل ترغبين بأن تقضي العُمر بجانبي وتكونين أم أطفالي؟.. هل توافقين على مسامحتي وإعطائي فرصة جديدة لأكون معكِ وأحبكِ بجنون وأجعلكِ سعيدة؟.. أرجوكِ وافقي.. إن لم تفعلي سأخطفكِ وأجعلكِ تُحبيني بجنون كما أنا أحبكِ بجنون "

 

قهقهت بانبي بخفة ثم قالت بشرود

 

" لقد أفسدتَ في النهاية طلبك للزواج مني مونرو بيلاتشو.. ولكن... "

 

توقفت عن التكلم ثم تأملتني بانبي بنظرات مصدومة ثم رأيت الدموع تسيل على وجنتيها.. ولكن قبل أن أقف وأعانقها وأطلب منها السماح والعفو عن ما مضى هتفت بانبي بسعادة وهي تجلس القرفصاء أمامي

 

" نعم... نعم.. نعم.. أنا موافقة حبيبي.. موافقة.. سأكون زوجتُك لمدى العُمر.. وأم اطفالك.. وحبيبتُك.. حتى لو لم أستطع الإنجاب سوف نتبنى الكثير من الأطفال ونحبهم بجنون.. سنكون معًا إلى الأبد "

 

وقفت وساعدت بانبي لتقف.. وبخطواتٍ هادئة ومتأنية اقتربت منها.. كنتُ أشعر بالتوتّر والإثارة الشديدة في آنٍ واحد.. وعندما ضممت جسد حبيبتي إليّ بقوة رفعت بانبي رأسها ونظرت إليّ بابتسامةٍ رقيقةٍ وجميلة..

 

فرأيت في هذه الابتسامة كلّ ما أحلمُ به في هذا العالم..

 

أمسكت بأصابعي بطرف ذقنها ورفعت رأسها برقة.. نظرت في عمق عينيها الزرقاوين والساحرتين وبصوتٍ مرهفٍ وحنونٍ قلتُ لها

 

" لقد تغيرت حياتي كلها منذ أن التقيت بكِ.. وأريد فقط أن تعرفي أنّكِ الأجمل في عينيّ.. وأنّي سأحبكِ إلى الأبد "

 

وبعدها قرّبت شفتاي من شفتيها وقبلتُها بلطفٍ وعاطفة.. وكانت هذه اللّحظة التي انتظرتُها طويلًا.. والتي غيّرت حياتي إلى الأبد..

 

 

كتالينا**

 

نظرت إلى شقيقي بعاطفة بينما كان يضع بانبي برفق لتجلس في مقعد السيارة.. نظرت إلى باغو بدلال ثم أمسكت بيده وقلتُ له بنعومة

 

" حبيبي.. بما أن الجميع سُعداء اليوم.. فقد تصالح أخي مع زوجته وأنا سأنجب لك طفلة كما تمنيت.. ما رأيك أن تطلب من بابلو ليلتقط لنا صور أمام حُطام القصر؟ "

 

تأملني باغو بذهول وهمس بدهشة كبيرة

 

" ماذا تريدين حوريتي؟.. ترغبين بأن نلتقط صور لنا أمام الحطام؟.. لكن حبيبتي... "

 

نظرت إليه بحزن وقاطعتهُ هاتفة بطفولية

 

" نعم.. لماذا تشعر بالدهشة؟.. بسبب طفلتك التي تنمو في أحشائي هرموناتي تتلاعب بي يميناً ويساراً "

 

ابتسم باغو بوسع ثم أمسك بيدي وجذبني إليه واحتضنني برقة وهمس بأذني

 

" أنا أعشقكِ حوريتي وأعشق هرموناتكِ وأعشق جنونكِ.. سأفعل أي شيء تطلبينهُ مني "

 

ابتسمت بانتصار لكن أخفيت ابتسامتي بسرعة عندما ابتعد باغو عني فنظرت إليه ببراءة.. ياه كم أعشق جعلهُ يفقد عقله وأعصابه بسببي.. ولكن باغو لا يرفض لي طلباً واحداً مهما كان جنونياً..

 

أمسكت بيده ووقفت أمام الحُطام وأخذ بابلو لنا عدة صور..


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 38 والأخير

 

في النهاية سلمني بابلو هاتفي ثم حملني باغو وهمس بأذني بطريقة مثيرة

 

" ما رأيكِ حوريتي أن نذهب الآن إلى قصر النجمة ونمارس الحُب بجنون؟ "

 

اشتعلت الحرارة في جسدي وارتعش بلذة بين يديه.. ابتسمت بوسع وأجبته بدلال

 

" هممم.. موافقة حبيبي "

 

قبلني باغو بشغف ومشى باتجاه سيارته.. وفي قصر النجمة وقفت بطريقة مغرية أمام باغو والذي كان يستلقي على السرير عارياً..

 

تأملني بنظرات الرغبة والحُب والإعجاب.. ثم هتف بصوت مُختنق

 

" تعالي إلى هنا حبيبتي.. أريدُكِ بجنون "

 

قهقهت بنعومة ثم اقتربت من السرير وصعدت عليه ومشيت على ركبتاي ثم جلست على معدة باغو ونظرت إليه بإغراء.. انحنيت قليلا وهمست بأذنه بطريقة مثيرة

 

" حبيبي.. هل تتذكر ليلة زفافنا؟.. هممم!!.. "

 

بلع باغو ريقهُ بقوة وأجابني بهمس

 

" نعم حوريتي.. أتذكر ليلتنا تلك.. لماذا تسأليني عنها؟ "

 

تأملني بنظرات متوترة خاصة عندما شاهد ابتسامتي الشريرة والتي لم أستطع مع الأسف إخفائها.. قربت وجهي من وجهه ثم حركت يدي اليمنى بسرعة وحقنتهُ في عنقه..

 

توسعت عيون باغو وتأملني بصدمة كبيرة ثم أغمض عينيه وهمس بعذاب

 

" لا حوريتي.. ليس مُجدداً "

 

قهقهت برقة ونظرت في عمق عينيه الحزينة وقلتُ له بدلال

 

" آسفة حبيبي.. لكن هرموناتي تطلب مني فعل ذلك "

 

قبلت شفتيه بقسوة ثم أبعدت وجهي قليلا عنه وكان المُخدر قد بدأ مفعوله بسرعة على باغو إذ لم يعد باستطاعته التكلم والحركة..

 

سحبت الحقنة ووضعتها على المنضدة.. ثم خلعت قميص نومي ونظرت إلى حبيبي بسعادة.. لمست صدرهُ العاري بكلتا يداي وهتفت بمرح وبسعادة

 

" أخيراً سأُعيد ما فعلتهُ بك في ليلة زفافنا.. صدقاً حبيبي لم أكن أنام كلما فكرت بليلة زفافنا الجميلة.. وأردت أن أُكررها.. لذلك حبيبي تحضر.. سأضع لك الخاتم ولن أسمح لك بقذف سائلك المنوي حتى أسمح لك بذلك "

 

تأملني باغو بنظرات خائفة فضحكت بسعادة ثم انحنيت وقبلت عنقه وقلتُ له بدلال

 

" سامحني حبيبي.. إنها هرموناتي.. لا تخف لن أكون قاسية جداً "

 

ولكن طبعا قسوت عليه وجداً.. فأنا هي الكابوس.. وعلى حبيبي أن يتحملني..

 

استمتعت كثيراً بتعذيب باغو كما فعلت به في ليلة زفافنا.. ثم عندما بدأ مفعول المُخدر يزول قررت أن أريحهُ من عذابه..

 

 

ولكن دون باغو بالوفا.. زوجي الحنون والرائع.. لم يُعاقبني بتاتاً بسبب ما فعلتهُ به.. بل جعلني باغو أغرق بين يديه بينما كان يمارس معي الحُب بعاطفة وبعشق وبرقة.. وكانت هذه الليلة أجمل من ليلة زفافي بكثير..

 

وبينما كنتُ نائمة عانقني باغو بقوة ووضع رأسي على صدره.. ثم قبلني على رأسي وهمس برقة

 

" أحبكِ حوريتي الجميلة "

 

تنهدت بعمق وأجبته بهمس بينما كنتُ أبتسم بسعادة

 

" وأنا أعشقك باغو بالوفا.. وسأظل أعشق الدون الوسيم إلى الأبد "

 

 

بانبلينا**

 

عندما توقفنا عن الرقص فعل مونرو ما لم أكن أتوقع منه فعلهُ أبداً.. لقد طلبني للزواج منه.. وبالطبع وافقت..

 

فعندما ظننت بأن حبيبي قد مات أردت أن أموت.. فلا حياة لي من دونه..

 

أمسك مونرو بأصابعه بطرف ذقني ورفع رأسي برقة.. نظرت في عمق عينيها الزرقاوين والساحرتين وبصوتٍ مرهفٍ وحنون قال

 

" لقد تغيرت حياتي كلها منذ أن التقيت بكِ.. وأريد فقط أن تعرفي أنّكِ الأجمل في عينيّ.. وأنّي سأحبكِ إلى الأبد "

 

وبعدها قرّب شفتيه من شفتاي وقبلني بلطف وعاطفة..

 

ثم حملني بذراعيه كالعروسة ودونَ أن يتوقف عن تقبيلي صعد السلالم باتجاه غرفة النوم الرئيسية في القصر..

 

وضعني على السرير بلطف وتوقف عن تقبيلي.. تأملني مونرو بنظرات حنونة وبعيون مليئة بالحُب والعاطفة ثم كلمني بلطف

 

" أنتِ تعلمين أنكِ أهم شيء في حياتي.. كل لحظة أقضيها معك تعطيني السعادة والمعنى.. أنا ممتن للغاية لأنكِ جزء من حياتي بانبي.. سبق وعدت نفسي بأنني لن ألمسكِ بتاتاً من دون طلب الإذن منكِ أولا.. فهل توافقين حبيبتي بأن أمارس معكِ الحُب الليلة؟ "

 

تأوهت بلطف واحتضنته بدفء وقلتُ له برقة

 

" وأنا أيضًا ممتنة لكونكَ إلى جانبي مونرو.. أنتَ السند الذي أعتمد عليه.. والقلب الذي يجعلني أشعر بالأمان.. ونعم حبيبي.. أنا موافقة.. أريدُك أن تمارس معي الحُب.. فأنا لك وإلى الأبد "

 

ابتعد مونرو عني وأشعلت شمعة أخرى في الغرفة لتعزز الجو الرومانسي والدافئ الذي يجمعنا.. ثم صب لنا كأسين من النبيذ الأحمر الفاخر وجلس بجانبي على السرير.. استلمت منهُ كأس وشربت القليل منه ثم وضعته على المنضدة بجانب السرير..

 

سألني مونرو بابتسامة ودفء في عينيه

 

" هل تتذكرين لقائنا الأول حبيبتي؟ "

 

ضحكت بخفة وأجبته بسخرية

 

" هل تقصد ذلك اليوم عندما أنقذتني من ابن عمي اللعين وجعلتني أسيرتك؟.. نعم أتذكرهُ جيداً "

 

شرب مونرو كأسه دفعة واحدة ثم وضعه على المنضدة.. تأملني بنظرات حنونة ثم أمسك بكلتا يداي وقال بحزن

 

" في ذلك اليوم كان الانتقام يتحكم بي.. ولم أنتبه لبراءتك ورقتكِ وجمالكِ وجمال روحك.. ولكن رغم غضبي قلبي شعر بالدفء بسببك.. أحببتُكِ مع مرور الأيام ولكن رفضت الإعتراف لنفسي بذلك.. كنتُ خائف بأن أحبكِ وأخسركِ.. ولكنكِ دخلتِ إلى قلبي دون إستئذان.. وجعلتني أغرق في عشقك.. أحبكِ بانبلينا "

 

تأملتهُ بنظرات هائمة وسمحت له بإزالة ملابسي كلها.. ثم مارسنا الحُب في هذه الليلة بعاطفة جياشة..

 

بعد مرور أسبوع**

 

وقفت بارتباك أمام كتالينا وسألتُها بقلق

 

" كيف أبدو؟.. هل أبدو جميلة؟.. هل سيحب مونرو فستاني و... "

 

قاطعتني كاتي قائلة وهي تقترب لتقف أمامي

 

" تبدين مُذهلة وجميلة جداً.. مونرو سوف يسيح قلبهُ عندما يراكِ صديقتي "

 

ابتسمت لها بوسع ثم سمحت لها بمعانقتي وبادلتُها العناق.. ابتعدت كتالينا عني ورأيتُها تمسح طرف عينها.. سألتُها بدهشة كبيرة

 

" هل تبكين كاتي؟ "

 

تأملتني بنظرات حنونة وأجابتني بمرح

 

" لا بالطبع.. فأنا الكابوس.. لا أبكي أبداً "

 

قهقهت بخفة وقلتُ لها بمرح

 

" هذا جيد.. إن كنتُ السبب في دموعكِ سوف يقتلني زوجكِ العاشق دون باغو "

 

ضحكت كتالنيا بمرح ثم غمزتني وقالت

 

" لن يتجرأ على فعل ذلك.. سيقتلهُ مومو لو حاول فقط النظر إليك "

 

ضحكنا بسعادة ثم دخلت نانا ماري إلى الغرفة وهتفت بسعادة

 

" هيا بنات لقد تأخرنا.. لا نريد إغضاب الزعيم.. لقد اتصل منذ قليل وسألني عنكِ بانبلينا.. السيد يحترق بشوق "

 

أمسكت نانا ماري بيدي وخرجت برفقتها و برفقة كاتي.. وقفت أمام سيارة الليموزين البيضاء والتي كانت مزينة بالورود والأشرطة البيضاء.. اقترب بابلو وتأملني بنظرات سعيدة ثم أمسك بيدي وقبلها برقة وقال بنبرة حنونة

 

" تبدين فاتنة جداً بانبلينا.. لو كان البروفيسور على قيد الحياة كان سيكون فخوراً بكِ جداً "

 

شكرتهُ بخجل ثم قبلت خدهُ وسمحت له بمساعدتي بالجلوس داخل الليموزين..

 

كنتُ سعيدة جداً في هذا اليوم المميز.. فاليوم هو يوم زفافي على أسدي الوسيم.. مونرو فعل كما أخبرني.. لم يسمح لي سوى باختيار فستان زفافي وهو تكفل بكل ما يختص بالزفاف..

 

وها أنا وبعد دقائق معدودة سأتزوج بحبيبي مونرو.. والذي هو في الأصل زوجي.. ولكن هذه المرة سوف نتزوج في الكنيسة وبعدها سوف تقام حفلة زفاف ضخمة في أحد فنادق الماركيز رومانوس دي فالكوني..

 

وصلت إلى الكنيسة وساعدني بابلو لأخرج من السيارة.. رأيت مونرو ينظرني أمام باب الكنيسة برفقة إيثان.. نظرت إلى أسدي بنظرات عاشقة


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 38 والأخير

 

كان يبدو وسيماً جداً ببدلتهِ الرسمية


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 38 والأخير

 

ابتسم بسعادة عندما رآني ثم سطعت عينيه ببريق من الفرح والسعادة والإعجاب.. سلمني بابلو له ودخلنا إلى الكنيسة.. وعندما أعللنا الكاهن زوجاً وزوجة قبلني مونرو قبلة ساحرة على شفتاي.. ثم أبعد وجهه عني وقال برقة

 

" أحبكِ بانبلينا.. طفلتي الجميلة أعشقكِ بجنون.. سأكون دائماً إلى جانبكِ وأحبكِ وأحميكِ "

 

وسط التصفيق الحار للحضور أجبته بسعادة

 

" وأنا أيضاً أحبك.. وسأكون دائماً إلى جانبك.. فأنتَ مصدر قوتي وسعادتي "

 

 ابتسمنا لبعضنا البعض بسعادة وتبادلنا قبلة حميمة وعاطفية وذوبا في بعضنا بين الحنان والأشواق.. وارتعدت أجسادنا من شدة المشاعر المتبادلة.. كانت تلك اللحظة تحمل في طياتها كل ما نحتاجهُ في هذا العالم.. وكأن الزمن توقف ليعطينا فرصة أبدية للتمتع ببعضنا البعض..

 

وسافرنا في رحلة شهر العسل إلى جزيرة هاواي..

 

وعندما انتهت مراسم الزفاف ذهبنا إلى الفندق.. وهناك داخل الفندق في جزيرة هاواي وفي هذه الغرفة الهادئة.. بين أضواء الشموع ورقصة النجوم في السماء.. وقلبينا الذين ينبضان بنغمة واحدة.. شعرنا بالاندماج الروحي العميق والحب الحقيقي الذي لا يعرف النهاية..

 

في هذه الليلة غمرهما شعور بالالتصاق والانسجام وهما يتبادلان القبلات العاطفية التي تُعبر عن أعمق مشاعرهما.. زادت العاطفة والشغف بينهما.. وتلاشت الحدود بين أنفسهما ليصبحا جسدًا واحدًا وروحًا واحدة.. كانت كل تفاصيل الغرفة تختفي أمامهما ولم يبقى سوى حبهما الذي أصبح يملكهما بشكلٍ مُطلق..

 

استقرا في ذلك اللحظة في بريق القمر.. وكأنهما أغنية رومانسية تنساب في الهواء.. وقف الزمن مجددًا ليمنحهما اللحظة الأبدية.. لم يكن هناك شيء آخر يهم سوى وجودهما معًا في ذلك اللحظة المقدسة..

 

بعد مرور أربعة أشهر**

 

كنتُ أجلس على المقعد وأنا أنظر باستمتاع إلى كتالينا وهي تضحك بشدّة بسبب خوف باغو عليها ومحاولته لمنعها من السباحة


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 38 والأخير

 

كتالينا الآن في شهرها التاسع.. وهي على وشك الولادة في أي لحظة.. والمسكين دون باغو كان يحاول جاهداً منعها من السباحة وكاتي ببساطة رمتهُ في حوض السباحة ثم نزلت بهدوء لتسبح..

 

ضحكت بخفة ووقفت واقتربت من الحوض ولكن قبل أنزل في المياه الدافئة تجمد جسدي بسرعة عندما سمعت مونرو يهتف بخوفٍ شديد

 

" لاااااااااااااا.. لا حبيبتي توقفي.. لن أسمح لكِ بالنزول والسباحة بمفردكِ "

 

تنهدت بقوة ونظرت إليه بأسى وهتفت بمرارة

 

" كيف بحق السماء أنتَ هنا؟!.. لم تذهب إلى الشركة؟ "

 

اقترب مونرو ووقف أمامي وقال بحنان

 

" لقد ذهبت إلى الشركة لكن وردتني مكالمة هامة من جوفاني صديقك وأخبرني بأنك اليوم ترغبين بالسباحة.. فأتيت بسرعة لأمنعكِ "

 

نظرت بسرعة باتجاه اليسار ونظرت بحقد إلى جوفاني.. تأملني بنظرات حزينة ثم استدار وغادر المكان هربا من نظراتي الغاضبة..

 

أمسك مونرو بطرف ذقني وأدار رأسي بخفة ونظر في عمق عيناي وقال بحنان

 

" أنتِ حامل حبيبتي في شهركِ الثالث.. لا أريدُكِ أن تتأذي وطفلنا "

 

صفعت يدهُ بعيداً وهتفت بقهر

 

" أنا حامل مونرو.. لستُ مريضة.. ثم الطبيب دانيال أخبرك للمرة المليون بأن حملي جيد وطفلنا ينمو بشكلٍ جيد.. والسباحة مفيدة لي.. فلا داعي لخوفك هذا.. أريد أن أسبح "

 

تأملني مونرو بنظرات متوترة وقال بحزن

 

" ولكن طفلتي ماذا لو تعرضتِ لتشنُج في قدميكِ؟.. أو ألمكِ ظهركِ.. أو... "

 

لمعت فكرة شريرة في رأسي وقبل أن يُكمل كلامه دفعتهُ بكامل قوتي ليسقط مونرو في حوض السباحة.. ثم نزلت بهدوء وبدأت أسبح بحرية..

 

ضحكت بشدة عندما شتم مونرو بذهول ثم أمسكني بذراعي وقال بحزن

 

" بانبي.. لقد بللتِ بدلتي الجديدة وحذائي.. لقد تفوقتِ عليّ اليوم.. ولكن أنا من سيسبح وأنتِ تشبثي بعنقي "

 

نظرت إليه بنظرات ساخرة ولكن قبل أن أجيبه سمعنا بذعر صوت صرخات كاتي المتألمة

 

" اااااااااااعععععععععع.. بطني.. سألد طفلتي الآن.. اااااااعععععععع... "

 

صرخ باغو بذعر ثم صرخ أسدي بذعر وبمرح رأيتهما يتخبطان داخل المياه ويحاولان حمل كتالينا والتي كانت تُهدد باغو بالقتل لأنها تتألم بسببه..

 

ضحكت بسعادة وخرجت من الحوض وشاهدت بمرح مونرو بملابسهِ المبللة يحمل كتالينا بينما باغو يركض خلفهما وهو لا يرتدي سوى شورت السباحة..

 

قررت أن أستحم أولا ثم أذهب للاطمئنان على كتالينا وطفلتها..

 

أنجبت كاتي طفلة جميلة جداً وطبعا مونرو لفترة شهرٍ كامل كان يتشاجر مع باغو و بابلو ويقول لهما بأن الطفلة تشببه.. في الحقيقة الطفلة كاتلين كانت نسخة عن والدتها..

 

أما أنا كنتُ أعيش أجمل أيام حياتي برفقة أسدي الوسيم.. فبعد زفافنا وانتهاء شهر العسل عالجني الطبيب دانيال وحملت بطفلي..

 

لقد عرفنا جنس طفلنا في الأمس.. أنا حامل بصبي.. فرحتي وفرحة مونرو كانت كبيرة جداً.. وعرفت بأن أسدي سيعتني بي جيداً وبأطفالنا.. وبأننا سنبقى معًا إلى الأبد..

 

 

الشمس تغيب ببطء في الأفق.. وتتحول السماء إلى درجات من اللون الأحمر والبرتقالي الجميل.. جلس الزوجان على شاطئ البحر  يتابعان غروب الشمس المذهل.. تحيط بهما أصوات الأمواج والرياح الخفيفة التي تلطف الجو..

 

نظرت إلى مونرو بعيون حنونة وهو يضع ذراعه حول كتفي.. شعرنا بالدفء والراحة النفسية العميقة.. تحدثنا بصوت منخفض عن أحلامنا وآمالنا.. وكلما قربت الشمس من الأفق.. كلما ازداد احتضاننا لبعضنا البعض..

 

عندما غابت الشمس تمامًا.. نظر مونرو إليّ وتحدث بصوتٍ خافت

 

" أنتِ كل ما يحتاجه قلبي.. أحبكِ طفلتي "

 

نظرت إليه وشعرت بالسعادة والرضا والأمان.. وهمست برقة

 

" أحبُك أسدي "

 

وضع مونرو يدهُ على وجنتي ورفع رأسي ليقبل شفتاي برفق وبشغف.. شعرنا بالشغف والحنان والاندماج في نفس الوقت. وعندما انتهت القبلة نظرنا إلى بعضنا البعض بعشقٍ كبير.. وهنا كنا نعلم بأننا سنكون دائمًا معًا في الحب والحياة..

 

استمرت الأمواج في التلطيف والريح في اللعب مع أوراق الأشجار المحيطة بنا.. تماسكت أيدينا ببعضها البعض بشدة.. وعرفنا بأننا لن نكون أبدًا وحيدين..

 

مونرو أخذني إلى جزيرة تاهيتي.. رحلتهُ كانت رحلة عمل ولكنهُ لم يرغب بتركي بمفردي في القصر رغم أن كاتي تأتي يومياً لزيارتي..

 

فجأة سألني مونرو

 

" هل أنتِ سعيدة طفلتي؟ "

 

ابتسمت بسعادة بينما كنتُ أنظر في عمق عينيه.. تنهدت برقة

 

" أنا سعيدة مونرو.. أنتَ الشخص الوحيد الذي يستطيع إسعادي وإدخال السعادة إلى حياتي "

 

وضعت يدي على خده وتابعت قائلة

 

 " أنتَ الأفضل بالنسبة لي.. وأنا أحبك بكل ما فيني.. دونك.. حياتي لن تكون كاملة "

 

تأملني مونرو بنظرات عاشقة ثم تبادلنا القبلات الحميمة وسط الناس الذين يشاهدوننا ويتفاجئون بالمشهد الرومانسي الجميل الذي يحدث أمام أعينهم..

 

وبعد مرور أسبوع*

 

 

وقفت على الشرفة التابعة لجناحنا في قصر مونرو في دي فالكوني.. نظرت إلى الليل الساحر الذي يمتد أمامي.. شعرت بالحزن والوحدة.. ولكن في ذات الوقت شعرت بالسعادة لأنني أعرف جيداً أن الشخص الذي أحبهُ بجنون سوف يأتي قريبًا..

 

فجأة.. سمعت خطوات من الخلف.. نظرت إلى الوراء ورأيت أسدي الوسيم يتقدم نحوي بخطوات ثابتة.. وهو يحمل باقة من الزهور الجميلة في يده.. اقترب ووقف أمامي وقال بابتسامة سعيدة

 

" لا يمكن أن أترككِ تكونين وحيدة في هذا الليل الجميل.. آسف حبيبتي تأخرت قليلا.. كان لدي عشاء عمل مهم برفقة إيثان و باغو "

 

تأملني مونرو بحب وبنظرة دافئة ومحبة.. وتابع قائلا بحنان

 

" هذه الزهور تعبر عن حبي لكِ.. وأنتِ تعنين لي الكثير. لا يمكنني التفكير في حياتي بدونكِ.. فأنتِ جزءًا من حياتي للأبد.. أنتِ القمر الذي يضيء ليلي.. وأنتِ النجمة التي تهديني السعادة والسرور.. أتمنى أن أبقى بجانبك إلى الأبد وأن نتشارك كل لحظة في حياتنا سويًا "

 

نظرت إليه بعينين ممتلئتين بالدموع.. وشعت يدي على صدره وشعرت بدفء قلبه وبالحب الذي يغمرني.. وأجبته بهيام

 

" أنا أيضًا أحبك.. وأنتَ تعني لي العالم بأكمله.. لن يكون لدى قلبي سوى مكانًا واحدًا.. وهو مكانك.. وأنا ممتنة لكل لحظة أعيشها بجانبك "

 

أمسكت بانبلينا باقة الزهور ثم وضعتها على الطاولة.. احتضنا بعضهما البعض بلطف وتبادلنا القبلات الحميمة.. محاطين بأشعة القمر ونجوم الليل.. لم يكن هناك سوى همس الهواء وصوت خفقات قلوبهما المتسارعة.. وهما يغوصان في عالمهما الخاص المليء بالعشق والعاطفة..

 

توقفت القبلة و نظرا في بعضهما مجددًا.. وكأنهما يقولان بصمت: " أنتِ/أنتَ ملك حياتي وأنا لك إلى الأبد ".. ولم يكن هناك حاجة للكلمات الآن.. فقلوبهما تنطق بالحب بلا كلل..

 

وفي لحظة سحرية.. اندمجت شفتيهما في قبلة مثيرة للغاية.. كانت قبلة تحمل بين طياتها وعودًا لحب أبدي وسعادة لا تنتهي.. كانت تلك اللحظة هي ختام روايتهما الرومانسية.. وبداية لمغامرة الحب التي لا تعرف النهاية..

 

وهنا تنتهي حكاية الأسد مونرو بيلاتشو وحبيبتهُ بانبلينا...

 

رومانوس دي فالكوني**

 

  كنتُ أقف بجانب السرير داخل غرفة خاصة بالطبيب ماركو وأنا أمسك بيد ملكتي ماريسا.. رأيت ماركو ينظر إلى شاشة جهاز السونار وهو جامد كلياً..

 

نظرت إلى الشاشة دون أن أفهم ما الذي يحدث..

 

بلعت ريقي بقوة وسألت ماركو بتوتر

 

" لماذا أنتَ جامد ماركو؟.. كم طفلا تحمل ملكتي؟.. أقصد أنتَ تعلم لدينا ستة أطفال.. وملكتي دائماً ما تُنجب التوائم.. أخبرني بصدق لو سمحت "

 

شعرت بنظرات ملكتي عليّ.. فحركت عيناي ونظرت إليها بحنان.. ابتسمت لها بوسع وضغطت قبضتي بلطف على يدها..

 

ابتسمت ماريسا برقة وقالت

 

" أنا متحمسة جداً لأعرف إن كنتُ حامل بتوأم أو بطفلٍ واحد "

 

وهنا سمعت ماركو يسعُل بقوة ثم هتف بذهول

 

" ماريسا.. أنتِ حامل بثلاثة أطفال "

 

توسعت عيناي بذعر ثم نظرت إلى ماركو بصدمة كبيرة وهتفت بذهولٍ شديد

 

" ماذاااااااااااااااااا؟!.. ثلاثة أطفال!!!.. اه رأسي "

 

وهنا فعلا شعرت بالدوار الشديد.. إذ سيصبح لي تسعة أطفال من ملكتي.. أغمضت عيناي وسقطت غائباً عن الوعي من الصدمة..

 

وطبعاً لم يسمع الماركيز ماركو يقول

 

" إنهم ثلاث فتيات.. مبروك لكما "

 

ثم هتفت ماريسا بذعر عندما رأت زوجها يسقط على الأرض غائباً عن الوعي..

 

" رومانوس.. حبيبي.. لقد غاب عن الوعي.. و.. مهلا لحظة!!.. أنا حامل بثلاثة أطفال؟!!!.. اوه رأسي... "

 

سقط رأس ماريسا على الوسادة وغابت عن الوعي.. ضحك ماركو بمرح وقال بهدوء

 

" سيكون لهما قريبا فريق خاص لكرة القدم.. الماركيز محظوظ جداً.. والآن سأنده للممرضين ليساعدوني بإيقاظهما "

 

وقف ماركو وابتسم بسعادة ثم خرج لينده للممرضين..

 

 

بعد مرور ثمانية عشر سنة**

 

بانبلينا**

 

كنتُ أركض في القصر خلف طفلي الشقي جوانو والذي يبلغ من العمر ثماني سنوات..

 

فرغم مرور ثمانية عشر سنة إلا أنني و أسدي الوسيم مونرو ما زلنا نعشق بعضنا بجنون.. أنجبت له صبيان وفتاتين.. ونحن عائلة سعيدة جداً..

 

ابني البكر رافاييلي أصبح في الثامنة عشر الآن.. أما ابنتي كالا والتي أسميناها على اسم والدة مونرو المرحومة.. ستبلغ من العمر قريبا ستة عشر سنة..

 

أما ابنتي الوسطى رالبيكا فهي في الثالثة عشر من عمرها.. وابني الأخير والشقي جوانو في الثامنة من عمره.. وهو شقي جداً مثل والده..

 

توقفت عن الركض خلف ابني عندما سمعت صوت صرخات مونرو الغاضبة تصدح في أرجاء القصر.. حملت ابني وأعطيته لنانا ماري لتهتم به ثم نزلت إلى الأسفل..

 

وقفت جامدة في مكاني عندما رأيت أسدي يتشاجر بعنف مع صديقي إيثان.. وكان يقف أمامه ويصرخ بجنون وبغضب أعمى

 

" اسمع إيثان جيداً.. أبعد ابنك دانيلو عن ابنتي كالا وإلا قتلته.. هل كلامي واضح؟ "

 

تأملهُ إيثان بنظرات غاضبة وهتف بحدة

 

" إن لمستَ شعرة واحدة من رأس ابني سأقتلك بيلاتشو "

 

اقتربت شارلي مني وأمسكت بيدي ثم همست بمرح

 

" تعالي بانبي.. دعيهما يتشاجران مثل عادتهما.. لقد مللت منهما ومن صداقتهما الغريبة "

 

ابتسمت برقة وأجبتُها بمرح

 

" فعلا.. صداقة مونرو و إيثان غريبة جداً.. والآن أخبريني.. لماذا مونرو غاضب؟ "

 

قهقهت شارلي بمرح وأجابتني بينما كنا نجلس في غرفة الجلوس ونسمع صوت مشاجرة مونرو و إيثان العنيفة

 

" لقد خرجت كالا في موعد برفقة ابني الوسيم.. و مونرو لم يُعجبهُ ذلك.. وكالعادة يتشاجر مع إيثان بخصوصها.. وبعدها يهدأ ويتصالحان "

 

ابتسمت بسعادة وأجبتُها بصدق

 

" مونرو يشعر بالغيرة على ابنتنا كالا.. لا يريدها أن تبتعد عنه.. ولكنهُ يُحب ويحترم ابنك دانيلو.. هو فقط عندما يفكر بأن ابنتهُ كبرت وقد تتزوج بعد مرور كم سنة يعشق التشاجر مع إيثان "

 

ضحكت شارلي بسعادة ثم قالت بحنان

 

" الأسبوع القادم سيأتي ماثيو برفقة زوجته روزاليا وأطفالهم الثلاثة لزيارتنا.. سنقيم حفلة استقبال لهما في قصر الماركيز رومانوس.. وأنتِ و مونرو والأطفال مدعوون للحفلة "

 

نظرت إليها بسعادة وسألتُها

 

" هل قرر ماثيو العودة إلى إيطاليا نهائياً؟.. أم سيبقى في إنجلترا؟ "

 

تنهدت شارلي بقوة وأجابتني

 

" أظن بأنه سيبقى.. فقد سمعت إيثان يتكلم مع الماركيز في الأمس.. والماركيز رومانوس أخبره بأن ماثيو قرر بيع شركته في إنجلترا.. أظن بأن ماثيو و روزاليا وأطفالهم سيظلون في إيطاليا "

 

نظرت باتجاه الصالون ورأيت مونرو يعانق إيثان بأخوية ثم جلسا وبدأ يتحدثان بسعادة..

 

نظرت إلى أسدي بعشقٍ كبير وهمست بسعادة

 

" أخيراً.. الجميع سُعداء.. وأنا وأسدي الوسيم سنكون معًا إلى الأبد "


فقصة حُبنا لا نهاية لها.

 

النهاية















فصول ذات الصلة
رواية جحيم قلب آل بيلاتشو

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©