رواية ماركيز الشيطان - فصل 38 والأخير - ملاكي الحارس
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. هي دي إللي بيقولو عليها أجمل النهايات بجد مفيش أروع من كده ومش ممكن تكون في نهايه أحلى من دي نهايه بجد مكنتش عايزها تخلص بس متحمسه اشوفهم في روايه البيلاتشو 🔥🔥🔥🔥🔥ووقتها هعرف ماريسا جابت سته ولا اكتفت بواحد😉 بس من الواضح إن إللي زي روم ومارسي مش بيكتفو بواحد دول لازم يطرحو بالجمله 😉😂😂😂تسلم ايدك ياروحي على أحلى نهايه لأحلى روايه بعشقها 💋♥️💋♥️💋♥️💋♥️💋♥️💋♥️ 💋♥️💋♥️💋💋

    ردحذف
    الردود
    1. جميلة قلبي أشكركِ لأنكِ أحببتِ النهاية ولأنكِ تابعتِ الرواية معي للمرة الثانية
      و بخصوص ماريسا و رومانوس هما من المستحيل حبيبتي أن يكتفوا بواحد ههههههههه
      طبعا سنراهما قليلا في رواية بيلاتشو

      حذف
  2. جمال وعظمة وابداع وفن رواية تهبل ونهاية ولا اروع

    ردحذف
  3. روعة روعة روعة كتير حبيبتي

    ردحذف
    الردود
    1. أشكركِ من قلبي لأنكِ أحببتِ روايتي والنهاية
      تسلمي حبيبتي

      حذف
  4. مو مصدقة أني أنهيت أحد أفضل الروايات التي قرأتها في حياتي😔 أنا سعيدة جداً وكذلك حزينة جداً لأنني سأشتاق لكل أبطال هذه الرواية... النهاية جميلة جداً وكذلك جعلتني اشعر تارة بالحزن والألم وتارة أبتسم أو اضحك🖤 حقاً ما أجمل الحب، لكن كل من يقع فيه سيعيش في الكثير من الآلام، لذا اتمنى لكل حبيبين حياة سعيدة كروم ومارسي وشارلي وإيثان وماركو وفيليا ولن اقول نهاية لأن لا نهاية للحب الحقيقي، وأخيراً اشكرك على ما قدمتي لنا ولي من سعادة بين حروف روايتكِ التي لن امل في القول بأن لا مثيل لها🖤✨ وأتمنى أن يجمع الله بيني وبين قدري الذي أحبه ويساعدنا لتخطي المصاعب كلها🖤😘 شكرا لكِ هافن مرة اخرى✨

    ردحذف
    الردود
    1. حياتي أشكركِ من أعماق قلبي على رسالتكِ الجميلة
      جعلتني أبتسم بسعادة بكل كلمة كتبتها لي
      أشكركِ من القلب لأنكِ أحببتِ روايتي ونهايتها وأتمنى لكِ من أعماق قلبي بأن تلتقي بشريك حياتكِ والذي سيحبكِ كنفسه ويحميكِ ويجعلكِ ملكة على عرش قلبه.

      حذف
  5. قصة روعه ونهاية جميله ومنتظرين على نار رواياتك الجديده ❤️❤️❤️❤️😍

    ردحذف
    الردود
    1. عمري ربيكا
      لكِ معزة خاصة جداً في قلبي
      أنتِ عزيزة على قلبي رغم أنني لا أعرفكِ شخصيا لكنني أحبكِ كثيرا
      مونرو سيدخل إلى قلوب الجميع رغم غضبه وحزنه الجنوني أتمنى من قلبي أن تُعجبكِ روايته.

      حذف
  6. تسلمى حبيبتى ♥♥♥😘😘😘😘😘

    ردحذف
  7. ما أجملها من نهاية رغم كل الآلام التي عاشها أبطال القصة لكنها كانت رائعة حقا وانت مبدعة هافن تصلين الى القلب وتدخلينه بسرعة رائعة حقا اتمنى لك كل التوفيق وشكرا على الإحساس الجميل الذي جعلتنا نعيشه مع روايتك ومتاكدة ان الرواية القادمة ستكون جميلة ايضا مع مونرو بيلاتشو شكرا لك هافن اتمنى لك السعادة ❤🧡💙💚❤💋💋💋💕😘😘😘😘😘

    ردحذف
    الردود
    1. أشكركِ جزيل الشكر حبيبتي على رسالتكِ الرائعة لي ومحبتكِ لروايتي

      حذف
  8. قصه جميله جدا 👏👏👏👏👏👏

    ردحذف
  9. الراوية جميلة جدآ ❤️ تسلم إيديك على المجهود الجميل 💕
    إستمتعت كثير و انا بقراها
    المشاعر الي فيها حلوة ❤️
    و إنك عوضتي كل شخص بنهاية جميلة ❤️
    من أجمل الروايات و امتعها
    شكراً 🌸🌸🌸

    ردحذف
    الردود
    1. الشُكر لكِ حياتي لأنكِ أحببتِ روايتي ونهايتها

      حذف
  10. رواية ررررررررائعة وجمييييييييييلة جدا جدا جدا

    ردحذف
  11. تسلم ايدك حبي على الرواية الجميلة وعلى تعبك معانا ممكن نعرف اي رواية حتكملي فيها لان مكاعد يوصلني اشعار بتحديث منك😭

    ردحذف
    الردود
    1. تسلمي يا قلبي
      سأبدأ برواية وحش الجبل و رواية جحيم قلب آل بيلاتشو

      حذف
  12. قراتها ثلاث مرات وكل مره احسن أنها الاولي تحفه وروعه بجد

    ردحذف
  13. روايه أكثر من رائعه 👌 أول روايه اقرأ لك و لن تكون الاخيره ❤️ لأن الروايه أعجبتني جدا سأعيد قرأتها مره أخري 🌹🌹🌹 سلمت يداك و اتمني لكي دوام الابداع

    ردحذف
    الردود
    1. أشكركِ من قلبي لأنكِ أحببتِ روايتي
      وأشكركِ حياتي على رسالتك الجميلة لي

      حذف

رواية ماركيز الشيطان - فصل 38 والأخير - ملاكي الحارس

 

رواية ماركيز الشيطان - فصل 38 - ملاكي الحارس



ملاكي الحارس


النهاية




الرواية موجودة كاملة بدون مشاهد جريئة على حسابي الرسمي في الواتباد, انتقل إليها ᐸ



فيليا**



كنتُ خائفة ومتوترة جداً عندما وصلنا إلى مطار ريفيزو.. أردت أن أعترض عندما طلب مني ماركو أن أبقى برفقة شارلي و بيترو.. كنتُ أرغب أن أرافقه حتى أمنعه من أذية نفسه..

 

كان لدي شعور قوي بأن شيئا سيئا سيحدث.. ولفترة ربع ساعة كنتُ أراقب المطار وأنظر باتجاه ماركو برعب و بخوفٍ شديد..

 

شارلي لم تتوقف عن البكاء هي و بيترو.. التفت إلى الخلف وأشرت لها بتوتر

 

( أرجوكِ شارلي توقفي عن البكاء.. أنا خائفة جداً.. و بيترو المسكين خائف بسبب بُكائكِ المُستمر )

 

نظرت إليّ بأسف ثم فكت حزام كُرسي الأطفال وسحبت بيترو واحتضنته ومسحت دموعها وقالت لي بأسف

 

" أعتذر فيليا.. ليس بيدي.. أنا خائفة للموت على ماريسا و الأطفال.. ماذا لو أذاهم ذلك الرجل؟ "

 

ثم تنهدت بعمق وتابعت قائلة بخوف

 

" اذهبي خلف ماركو وتأكدي بأنهُ بخير.. سأكون بخير هنا برفقة ابني بيترو "

 

أشرت لها بسعادة قائلة

 

( أنتِ متأكدة؟ )

 

ابتسمت برقة وأجابتني

 

" نعم فيليا.. اذهبي وكوني مع ماركو.. سأكون بخير هنا مع طفلي "

 

أومأت لها موافقة وخرجت من السيارة وركضت باتجاه المطار.. لدهشتي لم يعترض طريقي الرجال المسلحين عندما دخلت إلى المطار إذ سمعت رجل يرتدي نظرات شمسية سوداء يأمرهم قائلا

 

" دعوها تدخل.. إنها زوجة ماركو بوربون.. يبدو بأن جميع أفراد العائلة الكريمة هنا "

 

تقدمت ووقفت بجانبه ورأيت بحزن الماركيز يركض باتجاه الطائرة بينما إيثان يمنعه من الاقتراب منها.. شاهدت برعب كل ما حصل ولكن تجمدت بصدمة بأرضي عندما رأيت الماركيز يحاول الاقتراب من السلالم وشاهدت رجل من رجال ذلك السفير الحقير يصوب مسدسه نحو..

 

لحظات مُخيفة مرت أمامي ببطءٍ مُخيف بينما كنتُ أرى بصدمة كبيرة ماركو ينظر برعب إلى الماركيز ثم ركض بسرعة ودفعه بعيدا بكلتا يديه وسمعت صوت طلقة نارية.. وبرعب فاق احتمالي رأيت جسد ماركو ينتفض بقوة ليقع بعد لحظات بعنف على الأرض..

 

ارتعش جسدي بجنون وسالت دموعي بكثرة على وجنتاي ولم أشعُر بنفسي إلا وأنا أركض باتجاه ماركو وفتحت فمي وصرخت بملء صوتي ودون أن أنتبه

 

" ماركووووووووووووووووووووو.. لاااااااااااااااااااااااااااااااااااااا.. "

 

وقف رجلين من رجال الشرطة أمامي لمنعي من الاقتراب لكن لا أعلم من أين أتتني القوة ودفعتهما بعيداً عني وتابعت الركض نحو ماركو بينما كان عناصر الشرطة ورجال ذلك الرجل الذي كلمني يهجمون على رجال ذلك السفير القذر..

 

" ماركوووووووووو..... "

 

هتفت بجنون وأن أجلس على ركبتاي أمام جسد ماركو وسط تبادل النيران بين رجال الشرطة ورجال ذلك السفير.. كان الماركيز يحتضن ماركو بين يديه وهو يهتف لرجال الإسعاف بمساعدته بينما إيثان كان أول من صعد السلالم وبدأ بتحطيم وجوه وأجساد رجال السفير وهو يهتف بجنون

 

" قتلتم أخي أيها الملاعييييييييييين.. سأقتلكممممممممممم... "

 

نظرت برعب إلى وجه ماركو الشاحب وهتفت له بحرقة وبألمٍ شديد

 

" حبيبي افتح عينيك أرجوك.. ماركو حبيبي لا تتركني أتوسل إليك.. لا تتركني أنا وطفلك "

 

كنتُ ألمس وجنتيه بيداي وأنا أبكي بتعاسة وبخوفٍ شديد عليه.. فجأة شهقت بقوة عندما رأيتهُ يفتح عينيه بضعف ونظر إليّ بحنان وفتح فمه وهمس قائلا لي بصوتٍ مُرتعش مُتألم

 

" فيليا... أنتِ.. أنتِ.. صوتكِ!!.. لقد تكلمتِ!!!.. حبيبتي.. صوتكِ جميل جداً كصوت الملائكة.. أخيراً سمعتهُ بـ أذناي.. أخيراً حبيبتي "

 

تجمدت بصدمة ونظرت بذهول إلى عيون ماركو والتي كانت تتأملني بعاطفة و بحنان شديدين رغم الألم الواضح بهما.. سقط فكي إلى الأسفل من هول الصدمة إذ لم أنتبه بأن صوتي عاد من جديد.. سالت دموع الفرح من عيناي وهمست قائلة له ببكاء

 

" ماركو بوربون أنا أحبُك للموت "

 

شهقت بقوة وانتحبت وبكيت بهستيرية وأنا أضمهُ إلى صدري وأدفن رأسي أسفل عنقه.. وسمعتهُ بسعادة يقول بألمٍ شديد

 

" وأنا أحبُكِ للموت صغيرتي "

 

فجأة شعرت بيدين تمسكان بكتفي وسمعت رجل الإسعاف يهتف قائلا

 

" يا آنسة ابتعدي لو سمحتِ.. يجب أن نفحص إصابتهُ بسرعة "

 

رفعت رأسي وسمعت ماركو يقول لرجل الإسعاف بألم وبغيرة

 

" إنها سيدة وليست آنسة.. إنها زوجتي الجميلة وحبيبة قلبي ووالدة طفلي "

 

خفق قلبي بعنف ونظرت إليه بسعادة لا توصف إذ انتبهت بأنه اعترف لي بحبهِ الآن.. وقفت وأفسحت لرجال الإسعاف ليبدأوا بمساعدة ماركو دون أن أبتعد عنه بل ظللت واقفة بجانبه وتنهدت براحة عندما سمعت رجل الإسعاف يقول

 

" الحمدُ اللّه إصابتك ليست خطيرة سيد بوربون.. الرصاصة دخلت في كتفك الأيمن وخرجت.. لكن يجب أن ننقلك بسرعة إلى المستشفى حتى يتم مُعالجة إصابتك من قبل طبيب مُختص "

 

تنهد الماركيز بسعادة ثم شكر ماركو لأنه أنقذ حياته وتوجه نحو الطائرة.. أمسكت بيد ماركو السليمة وضغطت عليها بخفة وتم رفع جسده ووضعه على نقالة وحملوه رجال الإسعاف نحو سيارتهم ومشيت معهم وأنا أبتسم بسعادة لحبيبي...

 

تم وضع ماركو داخل سيارة الإسعاف ورأيت إيثان يركض ويدخلها وهو يهتف بقلقٍ جنوني

 

" أخي!!!!.. ماركو أنتَ بخير؟!!!!... "

 

ابتسم ماركو بوسع وهو يحتضن يدي وقال له بصوتٍ مُختنق مُتألم

 

" لا تقلق.. أنا بخير كما ترى "

 

ابتسم إيثان بسعادة وهنا فتحت فمي ووجهت حديثي له قائلة بهدوء

 

" إيثان.. سيارة ماركو متوقفة خلف المطار من الناحية الشمال.. شارلي و بيترو بها.. أرجوك اذهب واطمئن عليهما "

 

سقط فك إيثان إلى الأسفل وهو ينظر إليّ بصدمة شديدة.. ثم سألني بذهول

 

" أنتِ.. هو.. لقد تكلمتِ؟!!! "

 

ابتسمت له بوسع وأجبته

 

" نعم فعلت "

 

سمعت ماركو يقول له بألم

 

" أليس صوتها جميلا؟.. إنه جميل مثلها تماما.. حتى أجمل مما تخيلت "

 

ابتسم إيثان بحنان له ثم نظر إليّ قائلا

 

" أشعر بالسعادة من أجلكِ لأنكِ استعدتِ صوتكِ.. اهتمي بأخي لو سمحتِ.. سأذهب لأرى شارلي و بيترو.. و.. شكراً لكِ فيليا لأنكِ سامحتني عما فعلته بــ... "

 

قاطعته قائلة برقة

 

" لا بأس.. اذهب واطمئن عليهما سأبقى برفقة ماركو "

 

بعد ذهاب إيثان أغلقوا الباب وتوجهت سيارة الإسعاف إلى أقرب مُستشفى.. كنتُ أنظر إلى وجه زوجي الحبيب بعشقٍ كبير دون أن أنتبه بأنني كنتُ أبكي.. كان رجل الإسعاف يحاول إيقاف نزيف كتفه ولكن أنا و ماركو كنا في عالم خاص بنا.. عينيه كانت تتأملني بعشقٍ كبير وعيناي لم تبخل عليه وبادلته تلك النظرات..

 

سمعت بفرحٍ شديد ماركو يهمس قائلا رغم ألمهِ الشديد

 

"أحبُكِ فيليا.. لطالما فعلت "

 

ابتسمت له وسط دموعي الفرحة وأجبتهُ بسعادة

 

" وأنا أحبُكَ ماركو.. و لطالما فعلت ذلك.. حتى قبل أن أراك للمرة الأولى شخصياً.. أحببتُك من صورتك في الصحيفة عندما كنتُ في السادسة عشر.. أحببتُك وتمنيت أن ألتقي بك في يوم من الأيام وتُبالدني المشاعر.. ولم أهتم ليومٍ واحد بفارق العمر بيننا.. حُبي لك أكبر بكثير من تلك السنوات و.. "

 

سمعت رجل الإسعاف يشهق بسعادة ثم يقول

 

" أوووووه.. هذا جميل... "

 

توسعت عيناي بدهشة ثم نظرت إليه بغضب ورأيتهُ يُحدق إليّ بخجل ثم همس قائلا

 

" امممم.. أعتذر عن مُقاطعتكِ سيدة بوربون.. يمكنكِ متابعة الاعتراف لزوجكِ عن مشاعركِ و.. اااممممم.. آسف فــ... "

 

" أصمُت لقد أفسدتَ اللحظة و.. اااااخخخ اللعنة... "

 

هتف ماركو بغضب وبغيرة عليه ثم شهق بألم وأغمض عينيه.. شعرت بالخوف وهتفت بقلق

 

" حبيبي.. أنتَ بخير؟ "

 

كنتُ أمسح وجنتيه برقة بكلتا يداي وأنا أتأملهُ بذعر.. فتح عينيه ببطء ونظر في عمق عيناي وهمس قائلا بنبرة هائمة

 

" هل تعلمين بأن هذا اليوم هو أجمل يوم في حياتي كلها "

 

ابتسمت له بسعادة وتابع ماركو قائلا وهو يتأملني بحنان وبرقة وبعاطفة

 

" هذا اليوم هو أجمل يوم في حياتي كلها رغم أنني أُصبتُ برصاصة في كتفي.. ولكن هذا اليوم مميز جداً بالنسبة لي والسبب.. أولا لأنني اكتشفت محبتكِ لي.. وثانياً لأنني أخيراً سمعت صوتكِ الجميل حبيبتي.. وثالثاً لأنني اكتشف كم أنا محظوظ لأنكِ زوجتي وأم طفلي القادم "

 

سالت دموع الفرح على وجنتاي وقبلت جبينه برقة ثم رفعت رأسي ونظرت إلى عينيه بمحبة كبيرة وهمست قائلة له

 

" بل أنا المحظوظة لأنك زوجي وأب طفلي "

 

تبادلنا نظرات العشق ونحن نبتسم برقة لبعضنا.. فما يجمعني مع ماركو هو الحُب الحقيقي.. حُب تخطى ألام الماضي وتخطى فارق العمر وأعاد لي صوتي من جديد.. هذا الحُب سيجمعُنا مع بعضنا إلى الأبد وإلى اللانهاية وما بعدها....

 

 

رومانوس***

 

توقف قلبي لثواني عن النبض ثم بدأ ينبض بجنون حتى كاد أن يُفجر ضلوعي.. جلست على ركبتاي على الأرض ورفعت ماركو من وسطه وحضنتهُ بشدة إليّ.. ووسط طلقات الرصاص وصرخات إيثان الغاضبة وصرخات هنري الجنونية نظرت إلى ماثيو بصدمة ورأيت الدماء تسيل من كتفه الأيمن..

 

" ماركو... ماركو!!!... "

 

همست باسمهِ بلوعة بينما كنتُ أُحرك رأسه بيدي لكي يفتح عينيه.. سمعت براحة أنينه المتألم وهتفت له بألم

 

" لماذا؟.. لماذا رميتَ نفسك أيها المجنون أمام تلك الرصاصة؟ "

 

لم أعرف إن كان يسمعني لكنني حضنتهُ بشدة إلى صدري ونظرت إلى الخلف نحو سيارات الإسعاف وهتفت بجنون

 

" ساعدووووووووه.. بسرعة أرجوكم.... "

 

شاهدت رجلين من الإسعاف يركضان باتجاهنا ولكن فجأة تجمدت بالكامل عندما رأيت زوجة ماركو أمامنا.. لقد تكلمت!!!... اندهشت بسبب ذلك وشعرت بالراحة عندما أخبرنا رجل الإسعاف بأن ماركو إصابتهُ طفيفة...

 

تركت ماركو برفقة زوجته بعد أن اطمأننت عنه ونظرت نحو الطائرة بحقدٍ شديد.. نظرت بإعجاب بسبب ما رأيته.. لم يترك إيثان أحد من رجال ذلك النذل لم يوسعه ضربا لدرجة أنه حطم كل عظمة بأجسادهم.. ولكن ذلك السفير الحقير فر داخلا إلى الطائرة...

 

وهنا ركضت بكامل قوتي وصعدت على السلالم وقبل أن يُغلق السفير الباب بنفسه دفعتهُ بكامل قوتي من صدره ليقع على الأرض وهو يشهق بألم..

 

وقفت أمامه أتأمله بحقد وبكراهية لا حدود لهما.. نظر إليّ بخوف ثم بغضب وما أن حاول التحرُك رفعت قدمي وركلته على رأسه ثم وضعت قدمي على عنقه وضغطت بكامل قوتي عليها...

 

أمسك قدمي بكلتا يديه وحاول بكامل قوته إبعادها لكنني دُستُ عنقه بحذائي أكثر وانحنيت قليلا ونظرت مباشرةً إلى عينيه وكلمتهُ بفحيحٍ مُخيف من بين أسناني وبغضبٍ قاتل

 

" سأقتلك دهساً بحذائي أيها القذر.. لا أحد يجرؤ على لمس ما هو لي ومُلكي.. ماريسا هي زوجتي وحياتي وأنتَ أيها السافل وضعت عينيك القذرة عليها ولمستها.. سأقتلك لأنك لمستها أيها العاهر القذر.. ونهايتك ستكون على يدي رامون أراغون "

 

توسعت عينيه برعب وأصبح وجهه أحمر وتورم بشدة دليلا على اختناقه الحاد.. لم أستطع البقاء جامدا ولكمته على وجهه بعنف حتى سالت الدماء من أنفه وهتفت بوجهه بجنون

 

" عليك أن تموت أيها اللعين.. والأن... "

 

ارتخت يديه وشاهدت عينيه بدأت تنغلق ببطء ولكن فجأة تم سحبي بعيداً عنه.. انتفضت بغضب ونظرت إلى الخلف ورأيت إيثان و هنري يمسكان بذراعاي وهما يُشيران لي برأسيهما بالرفض.. ثم قال هنري بهدوء

 

" هو لا يستحق أن تدخل إلى السجن بسببه.. لقد انتهى.. سيمضي ما تبقى من عمره في السجن "

 

سحبت ذراعي من قبضتهما ورأيت إيثان يوقف السفير على قدميه ثم عدل له سترته على كتفيه قائلا للسفير

 

" كنتُ أرغب برؤيتك تموت بحذاء الماركيز لكن ليس قبل أن أفعل هذا... "

 

فجأة رأيت إيثان يكور قبضتيه وانهال على السفير يلكمه بلكمات مُتتالية على وجهه.. ابتسمت برضا تام بينما كنتُ أرى رامون يسقط على الأرض بينما إيثان يُتابع لكمهُ وركلهُ.. هجم هنري وسحب إيثان بعيدا عن رامون وهتف بغضب

 

" هل جُننت إيثان؟.. كُدتَ أن تقتل ذلك العاهر "

 

عدل إيثان ثيابه ثم بصق على وجه السفير وقال بهدوء

 

" يستحق القذر.. لعِبَ بقذارة مع رومانوس وتم إصابة أخي برصاصة بسببه "

 

حدق إيثان إليّ قائلا بقلق

 

" سأذهب لأرى أخي.. أخرِج الماركيزة بنفسك "

 

قبل أن أتحرك لكي أبحث عن ماريسا رأيت هنري مع شرطيين يوقفون رامون ويكبلون يديه خلف ظهره وهم يتلون عليه حقوقه..

 

ركضت داخل الطائرة أبحث عن ماريسا وأنا أهتف بقلق

 

" ماريساااااا... ملكتي أين أنتِ؟... ماريسااااااا... "

 

سمعت صوتها تنده لي برعب

 

" رومانووووووس.. أنا هناااااااااا.. رومانوووووووووس.... "

 

نبض قلبي بجنون عندما وقفت أمام ذلك الباب.. حاولت فتحه لكنه كان مُقفل.. نظرت إلى الباب وهتفت بقوة

 

" ابتعدي عن الباب ماريسا سوف أحطمه "

 

رجعت خطوة إلى الخلف وركلت الباب بكامل قوتي لينفتح بعنف ويرتطم بالحائط ويتحطم إلى جزئيين.. دخلت بسرعة إلى الغرفة وتجمدت بأرضي عندما رأيت ماريسا تقف أمام السرير وهي تبكي بشكلٍ جنوني.. لكن ما جمدني رؤيتي لها بهذا الشكل..

 

كان يوجد كدمات في وجهها وفي ركن شفتيها كان يوجد دماء جافة.. ولكن ما صدمني أكثر رؤيتي لثوبها ممزق عن أكتافها..

 

كانت تقف أمامي وهي ترتعش بجنون وتحاول ستر صدرها بيديها وهي تبكي بشكلٍ هستيري..

 

اشتعلت دمائي بداخلي وشعرت بشياطين الأرض كلها تتملكني.. تصلبت كل عضلاتي وتشجنت عروقي بكاملها.. واهتز جسدي بعنف بسبب غضبي القاتل.. ابن العاهرة لقد لمس ملكتي..

 

انتفضت بقوة واستدرت وهتفت بجنون وأنا أركض خارجاً من الغرفة نحو ذلك الحقير رامون

 

" رااااااااااامون.. سأقتلك أيها اللعين "

 

" لاااااااااااااااا.. رومانوووووووس... "

 

سمعت ماريسا تصرخ برعب بتلك الكلمات لكنني تابعت الركض ورأيت هنري يدفع رامون نحو السلالم.. ركضت وسحبت رامون من سترته إلى الخلف ورميته بعنف إلى الداخل ليسقط على ظهره بقوة على الأرض.. ودون أي تردد انهلتُ عليه أضربه بجنون وألكمهُ لدرجة أن ملامح وجهه لم تعُد واضحة أمامي..

 

أمسكته من قميصه ورفعتهُ قليلا وبدأت ألكمه بيدي اليمنى وأنا أهتف بوجهه بجنون

 

" أيها القذررررررررر.. أيها اللعين والخسيس... سأقتلُك.. سأقتُلك لأنك لمستهااااااااااااا.. سأقتُلك.. "

 

تجمدت فجأة عندما أمسكت مارسيا بيدي اليمنى ومنعتني عن لكم ذلك الحقير من جديد وقالت لي وهي تشهق

 

" لا تفعل أرجوك.. لا تقتله بسببي.. لا تفعل.. لا تفعل أرجوك "

 

نظرت إليها بغضبٍ جنوني ورأيتُها تتأملني بخوف وبفزعٍ شديد.. كان رامون قد أغمى عليه بسبب ضربي المُبرح له.. لكن نظرات ماريسا الخائفة جعلتني أهدأ قليلا..

 

كنتُ أتنفس بسرعةٍ جنونية وأنا أتأملها بانكسار.. لقد كسرتني... أنهت ما تبقى بداخلي من أمل ومقاومة من أجلها..

 

سحبت يدي من قبضتها ثم مسحت يدي من دماء ذلك القذر بقميصه واستقمت ثم أمسكت بذراع ماريسا وسحبتُها خلفي مُتجها نحو تلك الغرفة التي كانت بها.. وقفت بوسط الغرفة وأوقفت ماريسا أمامي وأفلت ذراعها ونظرت إليها بألمٍ شديد.. 


لقد تعبت.. تعبت واستسلمت ولم يعُد بيدي أن أتحمل المزيد من الألم والعذاب.. وهنا اتخذت قراري النهائي والذي لا رجوع عنه..

 

لم تتوقف ماريسا عن البكاء و الارتجاف للحظة واحدة.. تأملتُها بوجع وسألتُها بهمسٍ متألم

 

" هل.. هل استطاع النيل منكِ؟ "

 

شهقت ماريسا بقوة وأشارت لي برأسها بالرفض ثم فتحت فمها وقالت ببكاء

 

" لا.. لــ.. لقد قاومته.. لم.. لم أسمح له بــ.. بــ.... "

 

رفعت يدي وأشرت لها لكي تصمت وفعلت.. قلبي أصبح رماداً فلقد أحرقتهُ بنفسها ودمرتني من الداخل.. كان جداً صعب عليّ أن أتحمل المزيد.. شعرت بالتعب وبالخواء بداخلي.. لكن فجأة سمعتُها تهمس بألم قائلة

 

" آسفة.. ما كان يجب أن أهرُب وأُعرض أطفالنا و ماثيو إلى الخطر.. أنا أعتذر... سامحني رومانوس أرجــ... "

 

أشرت لها بسرعة بيدي لكي تصمُت وفعلت ذلك.. تأملتُها بحزنٍ شديد وأجبتُها بمرارة وبوجعٍ كبير

 

" هو سهل الاعتذار أليس كذلك!.. سهل أن تعتذري مني بعد أن جرحتني في الصميم وعرضتِ نفسكِ وأطفالنا وشقيقكِ إلى الخطر "

 

أغمضت عيناي بشدة ثم فتحتُها وتابعت قائلا لها بألم لا حدود له

 

" طبعاً هو سهل جداً أن تعتذري.. لنفترض أنني قبلت اعتذاركِ ماذا سيحدث بعد ذلك؟.. هل ستعود الثقة بيننا من جديد!!.. لا أظن ذلك... في الأصل لم يكن بيننا أي ثقة "

 

شهقت ماريسا بألم دون أن تتوقف عن البكاء بينما هي تتأملني بفزع وبصدمة شديدة.. تنهدت بقوة ثم مشيت مُنحني الظهر أمامها وجلست بانهيار على طرف السرير و أحنيت رأسي إلى الأسفل وقلتُ لها بهدوء

 

" أخطأت.. أخطأت سابقا وانتقمت منكِ بسبب شيء أنتِ لم يكن لكِ ذنباً به.. أخطأت أعترف بذلك ومن أعماق قلبي.. لكنني تألمت أضعافاً عنكِ.. تألمت و توجعت واحترقت بداخلي و تعذبت روحي من أجلكِ لأنني أحببتُكِ بكل جوارحي.. وحاولت أن أفعل المستحيل حتى أعوضكِ عما فعلتهُ بكِ.. حاولت.. وحاولت.. وحاولت.. ثم اعتذرت لكِ واعتذرت واعتذرت واعتذرت منكِ عندما اكتشفتِ الحقيقة... "

 

رفعت رأسي قليلا ونظرت إليها بانكسار وتابعت قائلا لها بمرارة

 

" لكنكِ لم تُسامحيني.. حتى أنني عذرتُكِ ولم ألومكِ لأنكِ ترغبين بالفرار مني.. لكنكِ كسرتني الآن.. كسرتني لأنكِ طلبتِ المساعدة من رامون و.. و لأنكِ سمحتِ لعدو زوجكِ بأن.. "

 

توقفت عن التكلم ثم شهقت بوجعٍ شديد وقلتُ لها بحرقة

 

" سمحتِ له أن يفعل بكِ ما فعله.. وبعد أن دمرتِ قلبي بالكامل بسبب هروبكِ مع أقذر رجل عرفه التاريخ تعتذرين مني.. عليكِ أن تعلمي أنه كان لدي العِلم بكل ما تفعلينه.. لستُ غبياً ماريسا "

 

شهقت ماريسا بصدمة وهنا أخفضت نظراتي ونظرت إلى يداي المرتعشتين.. كورت قبضتاي بشدة على حضني قائلا لها بتعاسة

 

" كان لدي العِلم بكل ما تفعلينه.. لكني فضلت الصمت وانتظرتكِ أن تأتي وتُخبريني بنفسكِ.. انتظرتُكِ وتمنيت أن تتراجعي عن فكرة الهروب في آخر لحظة.. أتحت لكِ المجال عدة مرات لتفعلي ذلك لكنكِ حطمتِ قلبي بإصراركِ على الهروب مني.. استغبيتني وقررتِ أن تضعي يدكِ بيد عدوي اللدود "

 

توقفت عن التكلم وسمعت ماريسا تنتحب بقوة.. وقفت ومشيت لوسط الغرفة وأوليتُها ظهري قائلا بمرارة

 

" أنا الآن أعيش أقسى أنواع الخذلان والوجع والعذاب.. لأنني فهمت أخيراً بأنني جعلتكِ تعيشين حياة كنتِ مُجبرة عليها.. ما كان يجب أن أستمِع إلى إيثان منذ البداية.. كان يجب أن أترككِ ترحلين كما طلبتِ مني.. وأنا لن أُجبركِ على البقاء معي ورغماً عنكِ بعد الآن "

 

استدرت ونظرت إليها باستسلام قائلا رغم أن روحي كانت تحترق

 

" أنتِ حرة.. يمكنكِ الذهاب إلى أي مكان تريدينهُ ومنذ هذه اللحظة و.. ويمكنكِ أخذ الأطفال معكِ لأنني لن أحرمكِ منهم من جديد.. حتى صغيرتي إيلينا يمكنها أن تذهب برفقة والدها.. اذهبي ماريسا وانسي الشيطان.. امحيه.. أزليه من رأسكِ نهائيا.. أصبحتِ حرة الآن "

 

جحظت عينيها وحدقت إليّ بصدمة مهولة.. وقفنا جامدين نتأمل بعضنا البعض.. أنا بحزن وباستسلام وهي بصدمة وبعدم التصديق..

 

توقفت ماريسا عن البكاء وسألتني بعذاب

 

" تريدني أن أرحل و أنساك وأنسى الشيطان؟.. كيف؟.. كيف سأفعل ذلك وأنا حامل منك؟.. سنرزق بطفلٍ جديد "

 

تأملتُها بانكسار قائلا

 

" أعلم بأنكِ حامل بطفلي.. لذلك لن أمنعُكِ عن فعل ما تريدينه.. اهتمي به وأحبيه كما تحبين جيف و مابيلا و... "

 

قاطعتني قائلة ببكاء

 

" هل تتخلى عنـ.. عن أطفالك الآن وبهذه السهولة!!!... "

 

نظرت إلى البعيد وأجبتُها بحزن

 

" من المُستحيل أن أتخلى عنهم.. سوف أزورهم عندما يتسنى لي الوقت بفعل ذلك "

 

خلعت سترتي واقتربت منها ووضعت سترتي على كتفيها ثم أمسكت بطرف ذقنها بأصابعي ورفعت رأسها برقة عاليا وحدقت إلى عينيها بألمٍ قاتل وقلتُ لها بصوتٍ مبحوح وبغصة

 

" سأطلب من المحامي ليوناردو لكي يبدأ بتجهيز أوراق الطلاق.. و طائرتي الخاصة في مطار دي فالكوني ستكون جاهزة فوراً وتحت تصرفكِ.. ستعودين إلى ديفون برفقة أطفالنا و ماثيو.. سأطلب من لوكاس حتى يأخذكم بنفسه إلى المطار.. الوداع ماريسا "

 

أفلت ذقنها وجاهدت لكي لا أبكي بانهيار أمامها.. استدرت ببطء وخرجت من الغرفة وسط نظراتها الذاهلة والمصدومة من ماريسا.. خرجت من الطائرة وانصدم كل من لوكاس و هنري و إيثان عندما أمرت لوكاس باصطحاب ماريسا و ماثيو والأطفال إلى مطار دي فالكوني.. ثم سألت عن مكان الأطفال وعندما أجابني بيلاتشو عن مكانهم توجهت مُسرعا نحوهم..

 

ما أن رأيت الأطفال حتى صرخوا باسمي وهم يبكون وعانقوني بشدة.. عانقتهم إلى صدري بقوة وأغمضت عيناي وأنا أقبلهم بجنون.. سمعت ماثيو يسألني بقلق

 

" ماركيز.. أين هي ماريسا؟.. أين هي شقيقتي؟.. هل هي بخير؟! "

 

فتحت عيناي ونظرت باتجاهه قائلا بنبرة باردة

 

" هي بخير.. ستأتي بعد قليل ثم ستذهبون إلى المطار برفقة لوكاس "

 

توسعت عينيه بذهول وسألني بصدمة

 

" لم أفهم!!.. ماذا تقصد بكلامك بــ... "

 

قاطعته قائلا وأنا أنظر إلى إيلينا

 

" عليكم أن تعودوا إلى إنجلترا.. و إيلينا هي ابنتك ماثيو.. اهتم بها جيداً واحميها واحمي أطفالي و.. ماريسا "

 

رفعت نظراتي باتجاهه وتابعت قائلا له بغصة

 

" عليك أن تتحسن بسرعة لأنهم بحاجة ماسة إليك "

 

شهق ماثيو بقوة وهتف بذهول وبغضب

 

" بهذه السهولة تتخلى عن حُب حياتك وعن أطفالك؟.. ماريسا حامل منك.. رومانوس أنتَ و ماريسا سوف تُرزقان بطفلٍ جديد بعد عدة أشهر.. لا يمكنكَ أن تتخلى عنهم.. كما كيف سمحتَ لي بأخذ إيلينا!!.. أنا.. أنا أعلم بأنها ابنتي.. ماريسا أخبرتني بذلك عندما وصلنا إلى هنا.. لكن... "

 

بدأ يبكي بعذاب وهتف ببكاء قائلا

 

" أنا لا أستحق ما تفعلهُ من أجلي.. لدي ابنة نتيجة اغتصــ... أنا لا أستحق أن أكون أباً لها و.. "

 

قاطعتهُ قائلا بحنان بينما كنتُ أنظر إلى الأطفال بعاطفة

 

" ستكون أب جيد لها ماثيو.. أنا أثقُ بك.. ماريسا وأطفالنا و إيلينا أمانة بين يديك "

 

ثم أشرت له بيدي لكي يصمت ونظرت إلى أطفالي وابتسمت لهم بوسع وتكلمت مع إيلينا قائلا بنبرة حنونة

 

" صغيرتي.. بعد قليل ستذهبين برفقة والدكِ و عمتكِ إلى المطار.. سوف تسافرون إلى إنجلترا و.. "

 

قاطعتني إيلينا قائلة بحزن

 

" خالي ألن تأتي معنا؟ "

 

ابتسمت لها برقة وداعبت وجنتها بأصابعي وقلتُ لها بحنان

 

" لا صغيرتي.. لدي الكثير والكثير من العمل لذلك لن أستطيع القدوم معكم.. ولكن عندما أنتهي من أعمالي سأذهب لرؤيتكم.. لذلك أريدُكِ في فترة غيابي أن تهتمي جيداً بـ مابيلا و جيف و بعمتكِ و بوالدكِ.. اتفقنا صغيرتي؟ "

 

ابتسمت لي بحزن ثم عانقتني وقبلتني على خدي وقالت

 

" اتفقنا خالي روم.. لكن عدني بأنك ستأتي فور انتهائك من عملك "

 

قبلتُها على وجنتيها بحنان وأجبتُها بغصة

 

" أعدكِ صغيرتي "

 

ثم ابتعدت عنها وعانقت التوأم وقبلتهما بجنون وطلبت منهما أن يُحسنا التصرف ولا يُرهقا ماريسا.. ورغما عني ابتعدت عنهما واستدرت وتوجهت نحو الهليكوبتر..

 

ألم.. حُزن.. وجع.. عذاب.. دمار نفسي.. قلب مُحطم ومُدمر.. هذه الكلمات لا تصف ما أعيشهُ في هذه اللحظات وما أشعرُ به..

 

اتصلت بـ ماريتا وأمرتُها بإخراج جوازات سفر الجميع وإرسالها بسرعة إلى المطار وتسليمهم إلى لوكاس...

 

ما أن أقلعت الطائرة حتى سالت دموعي بعذاب على وجنتاي.. لم أستطع النظر إلى الأسفل ورؤيتهم ورؤية ماريسا.. يجب أن أتحمل ما جنيتهُ بنفسي بسبب أفعالي السابقة...

 

وهكذا وبقلبٍ مُحطم ذهبت إلى الشركة برفقة ليوناردو.. اجتمعت معه وطلبت منه أن يبدأ بإجراءات مُعاملات الطلاق بسرعة وأن لا يبخل بشيء على ماريسا والأطفال ويصرف لها نفقة كبيرة في كل شهر.. ثم تكلمنا عن مُحاكمة ورفع دعوة قضائية ضد ذلك الحقير السفير رامون...

 

في المساء اقتحم إيثان مكتبي في الشركة وهو يهتف بغضب

 

" ما هي لعنتُك رومانوس؟.. كيف سمحتَ لها بالذهاب هي والأطفال؟.. وكيف واللعنة طلبتَ من ليوناردو بتجهيز مُعاملات الطلاق في أسرع وقت؟.. أنتَ بذلك تُدمر نفسك وتُدمرها.. ماريسا تُحبكَ بجنون يا رجل.. عليكً أن تُعيدها إليك و... "

 

نظرت إليه بحزن وقاطعتهُ قائلا بغصة أليمة

 

" تعبت إيثان.. لقد تعبت.. ماريسا مُستحيل أن تُسامحني... لذلك استسلمت فلا نفع لي أن أقاوم بشراسة من أجل حُبي لها.. ربما هذا أفضل لي ولها.. ربما حينها قد تنسى وتسامحني.. سأكون هنا بانتظارها إلى الأبد إن قررت أن تعود إليّ "

 

تقدم إيثان وخبط قبضتيه بقوة على ظهر مكتبي هاتفا بعنف وبغضب

 

" اللعنة رومانوس.. تبا لكبريائك ولكبريائها.. هي تعشقك بجنون ولكن بسبب كبريائها لن تعود إليك.. لذلك عليك أن تذهب بنفسك إلى ديفون وتُعيدها إليك مهما كان الثمن.. أنتَ مدين لها بذلك "

 

لزمت الصمت بينما كنتُ أنظر إلى إيثان بعجز.. اشتعل الغضب به وشتمني بكل الشتائم التي يعرفها ثم قال لي بغضب

 

" إذا ستترك نفسك تتعذب للموت بعيداً عنها؟.. أنتَ صديقي أحمق من ما كنتُ أظن.. إذا دمر نفسك بيديك لكن إياك أن تأتي إليّ في يوم وتبكي ندماً على ذلك "

 

وخرج بعاصفة من مكتبي.. نظرت أمامي بتعاسة ثم وقفت وركلت الكرسي بعنف وخرجت من مكتبي وتوجهت إلى السطح وصعدت إلى طائرتي وطلبت من الطيار بالعودة إلى القصر..

 

بعد مرور يومين.. كنتُ أجلس على المقد في طائرتي الخاصة متوجها إلى اليابان.. اشتقتُ لها ولأطفالي بجنون.. صحيح بأنني كنتُ أتكلم مع أطفالي على الهاتف أكثر من عشر مرات يومياً لكنني أشتاقُ إليهم وبشدة.. حزنت أكثر عندما أخبرتني إيلينا عن حال ماريسا.. لقد قالت لي بأن ماريسا لم تترك غرفتها منذ وصولهم إلى ديفون.. و أخبرتني إيلينا بأن عمتها ماريسا كانت تبكي طيلة الوقت..

 

تألمت بشدة لدى معرفتي بذلك ولكن هي تحتاج لكي تكون بعيدة عني هذه الفترة.. لقد فعلت الصواب باتخاذي لهذا القرار.. وإن أرادت أن تعود إليّ من جديد سأكون بانتظارها..

 

ولكن هل يستطيع إنسان أن يعيش من دون روح؟.. هل يستطيع إنسان أن يعيش من دون قلب؟.. ماريسا هي روحي وقلبي وصعب جداً أن أعيش من دونها وبعيداً عنها..

 

 

ماريسا**

 

صدمة لا مثيل لها ضربت كياني وعصفت بروحي عندما قال لي رومانوس بأنني حرة.. صحيح بأنني كنتُ أرغب بالفرار منه ولكن بسبب ما فعلهُ بي السفير عُدتُ إلى رشدي واكتشف قيمة رومانوس..

 

خسرتهُ.. نعم بسبب حماقتي خسرت الرجل الذي أعشقهُ بحجم السماء والبحر.. خسرت ملاكي الحارس وحبيبي..

 

عد خروجه من الطائرة سقطت على الأرض وبكيت بتعاسة لا مثيل لها.. الندم أكلني ونهش روحي.. ندمت أشد الندم على ما فعلته.. شعرت بالذنب القاتل وبكيت بمرارة..

 

كان يعرف بأنني سأهرب.. وكان يعرف بحملي منه.. ورغم ذلك تركني أُقرر بغباء مصيري.. يا ليتني تراجعت عن فكرة الهروب.. يا ليتني سمعت كلام ماثيو ولم أهرب..

 

انتحبت وبكيت بهستيرية.. وبعد ثواني سمعت خطوات تقترب من الغرفة.. رفعت رأسي ومسحت عيناي ونظرت بلهفة باتجاه الباب إذ ظننت رومانوس قد عاد إليّ.. لكن خاب أملي عندما رأيت إيثان يدخل إلى الغرفة..

 

وقف أمامي وتأملني بحزن ثم ساعدني بالوقوف.. تشبثت بسترة رومانوس التي وضعها على كتفي ثم فاجأت إيثان عندما اقتربت منه ووضعت رأسي على صدره وبكيت بتعاسة قائلة له من بين شهقاتي

 

" لقد خسرته.. خسرت الرجل الذي أعشقه.. خسرت أب أطفالي "

 

رفع إيثان يدهُ وربتَ بخفة على كتفي وقال لي بحزن

 

" لقد حطمتِ قلبهُ ماريسا.. رومانوس أحبكِ لدرجة لا توصف.. لا أعتقد بأنني سأرى في يوم من الأيام رجلا يُحب كما أحبكِ الماركيز.. اذهبي وتصالحي معه و... "

 

رفعت رأسي وابتعدت عنه ونظرت إليه بتعاسة وأجبته بيأس

 

" لقد تركني.. لقد استسلم وتخلى عني.. أنا أعلم بأنهُ فعل ذلك بسبب تصرفاتي المتهورة لكن كان يمكنهُ أن يتفهمني أكثر و.. وأنا أيضا مجروحة.. لقد جرحني عندما كذب عليّ منذ البداية "

 

شهقت بقوة وسألته بمرارة

 

" إيثان.. ما هو الجحيم في نظرك؟ "

 

حدق إليّ بدهشة ثم أجابني بحزن

 

" الجحيم!!.. هو أن نعرف الحقيقة لكن بعد فوات الأوان "

 

شهقت بألم وأجبته بدمار

 

" وهذا ما حصل لي.. عندما اكتشفت حقيقة من هو زوجي الذي أعشقهُ بجنون رأيت نفسي في الجحيم.. هو لم يتفهمني.. لم يفهم ما كنتُ أعيشهُ من دمار نفسي وألم وعذاب.. كان جداً صعباً عليّ أن أتقبل فكرة أنه نفسهُ ذلك الشيطان.. كان جدا صعباً عليّ أن أُسامحهُ بسهولة عندما عرفت بأنه ذلك الشيطان الذي دمرني... "

 

شهقت بقوة وتابعت بحرقة قائلة

 

" والآن أنا الخاسرة الوحيدة.. أنا الآن في الجحيم.. أنا في الجحيم الأن بعد أن عرفت قيمته و أنني خسرته.. لقد كسرته وحطمت قلبه.. انقلبت الأدوار الآن وأصبح هو من الذي لن يُسامحني.. رومانوس لن يسامحني أبداً بسبب ما فعلته.. لقد انتهينا.. انتهت حكايتنا هنا.. انتهى كل شيء بيننا "

 

بكيت بتعاسة وتركت إيثان يحتضنني برقة بينما كان يحاول تهدئتي لكي أتوقف عن البكاء.. الآن حتى فهمت ما عاناه رومانوس منذ البداية.. الآن حتى فهمت أسباب انتقامه..

 

والآن فهمت كم ألمتهُ وجرحتهُ بعدم مُسامحتي له وهروبي منه مع عدوه اللدود...

 

لقد خسرت.... 

 

تركني إيثان ابكي بمرارة على كتفه ثم أبعدني عنه قائلا برقة

 

" ماركيزة.. أظن حان الوقت حتى تذهبي لرؤية أطفالك "

 

أومأت له بتعاسة موافقة ثم حاولت أن أتوقف عن البكاء ومشيت خلفه خارجة من الطائرة.. وقف أمامنا هنري وتأملني بحزن ووجه حديثهُ إليّ قائلا برقة

 

" حمدُ اللّه على سلامتكِ ماركيزة.. أتفهم جيداً ما تعرضتِ له اليوم ولذلك لن يتم استجوابكِ من قبل الشرطة.. الماركيز رومانوس سيتكفل بنفسهِ بكل شيء ولن يتم منعكِ من قبل السلطات عن السفر خارج البلد.. كما طائرة الماركيز الخاصة جاهزة للإقلاع "

 

شكرتهُ بخجل ولكن تجمدت برعب عندما سمعت صوت مراوح طائرة الهليكوبتر.. نظرت باتجاهها وشعرت بالهواء ينسحب من رئتاي.. شحب وجهي بقوة بينما كنتُ أرى الطائرة ترتفع ببطء لتحلق بعدها عاليا وتختفي رويداً رويداً من أمام أنظاري..

 

" رومانوس... "

 

همست بوجعٍ كبير باسمه وشعرت بجسدي يميل...

 

" ماركيزة احترسي "

 

هتف هنري برعب وشعرت بيدين تمسكان بي بإحكام من ذراعاي.. رفعت رأسي ورأيت من بين دموعي إيثان ينظر إليّ بقلق.. سالت دموع الألم على وجنتاي وهمست بحرقة وبدمار كُلي

 

" لقد رحل.. رحل وتركني.. لقد كرهني "

 

تأملني إيثان بحزنٍ شديد ثم همس قائلا لي وهو يجذبني برقة ويساعدني بالنزول على السلالم

 

" لقد حان وقت الذهاب ماركيزة "

 

بكيت بوجعٍ كبير خاصة عندما رأيت أطفالي.. حضنتهم إلى صدري وأجهشت بالبكاء المرير.. كنتُ جداً حزينة ومحطمة من الداخل.. وكم رغبت بضرب نفسي بسبب غبائي وتصرفي المتهور.. ماثيو كان حزيناً وغاضباً مني وبشدة لذلك لم يتكلم معي طيلة مسافة الطريق نحو مطار دي فالكوني..

 

رافقنا لوكاس بسيارة مونرو بيلاتشو وعندما وصلنا إلى المطار وصعدت برفقة أطفالي و ماثيو إلى الطائرة عرفت بأن حكايتي مع رومانوس انتهت.. انتهت إلى الأبد..

 

لدهشتي رافقنا لوكاس إلى إنجلترا وتحديداً إلى ديفون.. ولدى وصولنا كان يوجد سيارة ليموزين سوداء بانتظارنا.. لم أتفاجأ عندما توقفت سيارة الليموزين أمام الفيلا الخاصة بنا.. منزلي القديم.. 


ترجلت من السيارة وأنا أحمل مابيلا النائمة إلى صدري بينما إيلينا كانت تجلس في حضن ماثيو على الكرسي المتحرك و لوكاس حمل جيف بين يديه ووقف أمامي وسلمني مفتاح الفيلا وقال لي بهدوء

 

" الماركيز نقل مُلكية الفيلا باسمكِ.. حتى أنه غير أثاثها وطلب مني اليوم بأن أسلمكِ المفتاح بنفسي "

 

نظرت إلى المفتاح بجمود ثم رفعت نظراتي وحدقت إلى الفيلا بهدوء.. تقدمت لأقف أمام الباب ثم فتحت القفل بالمفتاح وبعدها أمسكت بالمقبض.. فتحت الباب بهدوء وسمعت صدى صريره في كامل أنحاء الفيلا.. وقفت جامدة أنظر إلى الداخل بغرابة..

 

شعرت بأن هذه الفيلا لم تعُد منزلي.. أنا لم أعُد أنتمي إليها.. ومع ذلك دخلت ونظرت في الأرجاء بهدوء.. كان كل شيء نظيف ومُرتب ورغم آلام رأسي القاتلة إلا أنني لم أتوقف عن تأمل الأثاث الجديد ثم السلالم.. توجهت نحو السلالم وصعدت إليه.. سمعت خطوات لوكاس خلفي وتابعت السير نحو غرفتي..

 

دخلت إلى غرفة نومي السابقة ورأيت أثاثها قد تغير بالكامل.. سرير بحجم ملكي أبيض قد توسط الغرفة وأريكة ضخمة مع منضدة للزينة وكُرسي هزاز بيضاء اللون نحو اليسار ولكن ما لفتَ نظري رؤيتي لدفتر زهري اللون على المنضدة..

 

تقدمت ووضعت مابيلا في وسط السرير ثم أشرت لـ لوكاس ليضع جيف النائم بجانبها ثم رفعت غطاء السرير عليهما وسمعت لوكاس يقول لي بهمس

 

" سأذهب لمساعدة ماثيو.. وبخصوص الفيلا الماركيز سبق وكان قد عين شركة مُختصة بإرسال عاملات للتنظيف ثلاث مرات في الأسبوع.. لذلك لن تحتاجي للقلق بهذا الخصوص.. وأنا سأتكفل بنفسي بشراء كل ما تحتاجون إليه حاليا و.. "

 

سحب هاتف من سترته وسلمني إياه قائلا بتهذيب

 

" وهذا هاتفكِ القديم ماركيزة.. لقد طلب مني رومانوس بأن أسلمكِ إياه.. إن أردتِ أي شيء اتصلي بي في أي وقت.. أنا حاليا سأبقى في ديفون لفترة أسبوع "

 

شكرته بهدوء وبعد خروجه استدرت ونظرت إلى المنضدة.. اقتربت ببطء منها ووضعت هاتفي عليها ثم وقفت جامدة بصدمة أتأمل دفتر مذكراتي الزهري.. فتحته ببطء ولكن لفتَ نظري رؤيتي لظرف صغير تم تعليقهُ بأول صفحة..

 

سحبت الظرف وفتحته وأخرجت منه رسالة.. سالت دموعي بصمتٍ مؤلم على وجنتاي الشاحبتين بينما كنتُ اقرأ رسالة رومانوس لي...

 

( ملكتي الجميلة.. إن كنتِ تقرئين الرسالة الآن فهذا يعني بأنكِ عرفتِ بحقيقتي ومن أكون.. ما أتمناه هو أن أكون واقفا بجانبكِ وأنتِ تقرئين هذه الرسالة.. وإن لم أكن فهذا يعني بأنكِ لم تُسامحيني وبأنكِ فضلتِ تركي والعودة إلى ديفون.. لن ألومكِ أبداً على عدم مُسامحتكِ لي لأنني أستحق ذلك.. فما فعلتهُ بكِ لا يُغتفر..

 

أنا أعلم جيداً وأعترف بأنني جرحتُكِ و آلمتكِ.. ولذلك أريدُ أن أطلب منكِ السماح لآخر مرة.. سامحيني لأنني انتقمت منكِ وأنتِ بريئة ولا ذنب لكِ.. سامحيني لأنني كنتُ قاسياً معكِ.. سامحيني لأنني ألمتكِ وعذبتكِ.. وسامحيني لأنني أبعدت الأطفال عنكِ..

 

ربما الآن أنتِ تعلمين سبب إبعادي للتوأم عنكِ وإرسالكِ إلى تلك المصحة.. لكن تذكري بأنني فعلت ذلك حتى تتحسني.. وكذلك حتى أُتابع الخضوع إلى تلك العمليات التجميلية وأعود إليكِ كما كنتُ عليه قبل الحادث وأعوضكِ عن كل ما اقترفته بحقكِ من ظلم..

 

أنا آسف لأنني جعلتكِ تشعرين بالتعاسة.. لا أصدق بأنني قد تسببت لكِ بكل هذا الأذى.. أفهم أنه حتى لو قلت لكِ آسف فلن يتغير أي شيء.. و أعلم أنكِ غاضبة مني الآن لأنني كذبت عليكِ وأخفيت حقيقة جيف و مابيلا عنكِ وأجبرتكِ على الزواج مني..

 

و أدرك أنني أصبحت أنانيا ولم أفكر في سعادتكِ.. وأدرك أكثر أنني لا أستطيع أن أكون سعيدًا إلا إذا جعلتكِ سعيدة يا حُبي.. أمنيتي الوحيدة في الحياة أن أستعيد كل الألم الذي سببتهُ لكِ.. لكن للأسف هذه الأمنية لن تتحقق..

 

للحياة طريقة خاصة تجعلنا ندرك أخطاءنا.. وهذه المرة كنتِ أنتِ من جعلني أرى خطأي.. أنتِ من قتلتِ ذلك الشيطان الذي كنتُ عليه.. وأنتِ من جعلتني أعود إلى سابق عهدي.. بفضلكِ نسيت الانتقام وغرقت حتى النخاع بعشقكِ..

 

كتبت لكِ هذه الرسالة في زفاف شارلي و إيثان وسلمتُها إلى صديقي ليوناردو وطلبت منه لكي يسافر إلى ديفون ويُعيد جميع ممتلكات ماثيو إليه وأن يكتب الفيلا باسمكِ ويُغير جميع الأثاث.. ثم سلمته دفتر مذكراتكِ..

 

نعم كان دفتر مذكراتكِ بحوزتي منذ البداية.. أعتذر لأنني تطفلت على خصوصياتك وقرأت مُذكراتك.. لكن كنتُ أتلهف وبشدة لكي أعرف أدق التفاصيل في حياتكِ ومنذ البداية..

 

أعلم بأنكِ مستاءة مني الآن لكن عُذري الوحيد هو عشقي الكبير لكِ..

 

أتمنى أن أكون واقفا بجانبكِ في اللحظة التي تقرئين بها هذه الرسالة وإن لم أكن فهذا يعني بأنني تركتكِ غصباً عني ترحلين بعيداً عني.. لكن عليكِ أن تعلمي بأنني فعلت ذلك لأنني لن أُرغمكِ على البقاء معي رغماً عن إرادتكِ..

 

وجودكِ هنا في ديفون يعني بأنني فشلت من جعلكِ تحبيني وتسامحيني.. وأيضا يعني بأنكِ اكتشفتِ وجود شقيقكِ ماثيو.. ولذلك سأطلب منكِ أن تكوني سعيدة.. عليكِ أن تكوني سعيدة لكي أستطيع العيش.. إن كنتِ ستكونين سعيدة بعيداً عني فليكن ذلك..

 

لن أعترض لأني أحبكِ بجنون ولا أريد أن أراكِ تتعذبين وتتألمين بسببي.. أريدُكِ أن تكوني سعيدة دائما..

 

ماريسا يا حُبي الأول والأخير.. سأظل أحبُكِ لآخر نفس في حياتي... سامحيني يا مالكة قلبي وعيشي بسعادة.. الوداع.  )

 

كانت يدي ترتعش بقوة ولم أنتبه بأنني كنتُ أبكي.. سقطت على ركبتاي وضممت رسالته إلى صدري وهمست بدمار كُلي

 

" لن أكون سعيدة بعيداً عنك ماركيزي الوسيم.. لن أعيش بسعادة بعيداً عن ملاكي الحارس "

 

شهقت بقوة وبكيت بتعاسة لا حدود لها.. لقد عرفت قيمة رومانوس بعد أن خسرتُه..

 

مضت الأيام ببطءٍ شديد ولم أتوقف عن البكاء للحظة.. حتى الأطفال اشتاقوا لوالدهم ولم يتوقفوا عن الطلب برؤيته رغم اتصالهِ والتكلم معهم أكثر من ستة مرات يومياً..

 

وبعد مرور ثلاث أسابيع على وجودنا في ديفون.. كنتُ أجلس على الكرسي الهزاز في غرفتي وأنا أقرأ للمرة المليون رسالة رومانوس وأنا أبكي بتعاسة وأرتدي سترته التي وضعها على كتفي بعد أن أنقذني من السفير.. فهذه السترة هي كل ما لدي منه..


أنام وأنا أرتديها في كل ليلة حتى أشعر به وأستنشق رائحته.. هذه السترة والرسالة هما الونيس الوحيد لي الآن.. سمعت طرقات خفيفة على باب غرفتي ثم ماثيو يقول

 

" ماريسا.. هل ما زلتِ مستيقظة؟ "

 

وقفت بسرعة وخبأت الرسالة أسفل وسادتي ثم خلعت سترة رومانوس وخبأتُها أسفل اللحاف على السرير ثم مسحت دموعي وركضت وفتحت الباب ورأيت ماثيو يجلس على الكرسي المتحرك وهو يتأملني بحزن.. ابتسمت له بخفة وأفسحت له الطريق ليدخل قائلة له بصوتٍ مبحوح

 

" تفضل.. هل تريدني أن أساعدُك؟ "

 

أشار لي بالرفض وكبس على زر بالكرسي لتتحرك إلى الداخل ثم أدارها باتجاهي وأوقفها.. أغلقت الباب ووقفت أمام ماثيو أنظر إليه بترقب وأنا أفرك قبضتاي ببعضها بتوتر.. كان يتأملني بعدم الرضا ثم تنهد بقوة وقال بصوتٍ جامد

 

" لقد خسرتِ الكثير من وزنكِ والشحوب لا يفارق وجهكِ.. حتى أن هالات السوداء أسفل عينيكِ أصبح منظرها يُرعب الأطفال.. هل تريدين قتل نفسكِ ماريسا؟.. أجيبي؟ "

 

نظرت إليه بانكسار وأجبته بهمس

 

" طبعاً لا أريد "

 

رفع حاجبيه وتابع قائلا بعدم الرضا

 

" حقاً!!.. إذا عليكِ أن تُذكري نفسكِ بذلك.. أولا أنتِ أم لطفلين وكذلك أنتِ حامل.. ثانياً الأطفال يسمعون بكاءكِ المستمر في كل يوم.. أنتِ حزينة والأطفال كذلك.. عليكِ أن تُنهي هذا العذاب وتعودي إليه "

 

شهقت بدهشة ونظرت إليه بصدمة بينما نظرات ماثيو الجامدة لم تتغير.. أشار لي بيده لكي أقترب منه وفعلت.. وقفت أمام كرسيه وأمسك ماثيو بيدي اليمنى ونظر بحزن إليّ قائلا

 

" عودي إليه ماريسا.. سامحيه وعودي إليه.. أنتِ والأطفال تنتمون إليه.. عليكِ أن تسافري غداً إلى إيطاليا مع الأطفال و.. "

 

سالت دموعي بسرعة على وجنتاي وقاطعتهُ قائلة ببكاء وبعذاب

 

" هو لم يعُد يريدُني.. لقد تخلى عني وتركني.. أنا.. أنا ألمتهُ بشدة وحطمت قلبه.. أنا سامحته.. لقد سامحته.. و.. وأنا أموت ألف مرة في اليوم بعيداً عنه.. لكنهُ كرهني و لم يعُد يرغــ.. "

 

توقفت عن التكلم ونظرت باتجاه الباب عندما سمعت صوت قرع الجرس في الفيلا.. سحبت يدي من يد ماثيو وركضت نحو الشرفة ورغم برودة الجو خرجت ونظرت لأرى سيارة الليموزين الخاصة بالماركيز تقف أمام الفيلا.. حاولت رؤية من يطرق على الباب لكنني لم أستطع رؤية سوى معطفه الأسود..

 

هذه السيارة هي نفسها التي أتينا بها لقد استطعت تمييزها على الفور.. إنه حبيبي.. رومانوس أتى.. رومانوس هنا!!!.. لقد عاد إليّ..

 

هتفت بسعادة بداخلي وأشرق وجهي واستدرت داخلة إلى الغرفة وأنا أهتف بفرحٍ جنوني

 

" إنه هنا.. رومانوس هنا.. لقد أتى... "

 

ابتسم ماثيو بسعادة قائلا

 

" انزلي حبيبتي إليه وتصالحي معه.. لقد أتى من أجلكِ.. هيا اذهبي "

 

أشرت له موافقة وخرجت مُسرعة ونزلت السلالم وركضت بجنون نحو باب المدخل وفتحته...

 

 

ماثيو**

 

كان جو الفيلا كئيباً جداً.. الجميع حزين.. حتى الأطفال لم أسمع ضحكاتهم السعيدة إلا عندما كان يتصل رومانوس ويتكلم معهم..

 

لكن وجود أميرتي إيلينا خفف عليّ الكثير من الألم والحزن رغم أنني لم أسامح نفسي لغاية الآن.. رؤيتي لها تُخفف من أوجاع روحي وضميري.. ومع ذلك كلما رأيتُها أتذكر والدتها وما فعلتهُ بها..


ابتسمت برقة بينما كنتُ أتأمل ابنتي تلعب برفقة التوأم في غرفتي


رواية ماركيز الشيطان - فصل 38 الأخير - ملاكي الحارس


بكيت بعذاب لأيام وليالي كثيرة بسبب ما فعلته ولأن ابنتي أتت إلى هذه الحياة نتيجة اغتصابي لوالدتها.. مؤلمة جداً هذه الحقيقة ولكنني أحاول مُسامحة نفسي من أجل طفلتي و ماريسا..

 

كنتُ أشعر بالاختناق وأنا أرى شقيقتي ماريسا تذبُل يوما عن يوم أمام عيناي وأنا لا أستطيع مساعدتها.. أصبحت ماريسا جسداً بلا روح.. كنتُ غاضبا منها ولم أتكلم معها عن ما حصل لغاية الآن.. لم أرِد أن أزيد من وجعها أكثر إن عاتبتُها والقيت اللوم عليها بسبب تعاستها الحالية..

 

ولكن وبعد مرور ثلاثة أسابيع على وجودنا في ديفون قررت أنه حان الوقت لكي أتدخل لأنه لم يعُد باستطاعتي رؤيتها بهذا الشكل..

 

رفعت سماعة الهاتف الداخلي واتصلت بالمربية لتصعد وتأخذ الأطفال إلى غرفتهم.. ذهبت إلى غرفة ماريسا وتحدثت معها ولكن بينما كانت تُكلمني وصل زائر إلى الفيلا.. شعرت بالراحة وبالسعادة عندما سمعتُها تهتف لي بفرحٍ كبير بأن الماركيز قد أتى..

 

أخيراً سامحها على هروبها منه وتنازل عن كبريائه اللعين وأتى ليُعيد زوجته وأطفاله إليه.. تبعت ماريسا و أوقفت الكرسي المُتحرك أمام السلالم وشاهدتُها تفتح باب الفيلا.. نظراتي السعيدة اختفت فجأة عندما رأيت بأن الطارق ليس سوى المحامي ليوناردو..

 

رأيت بحزن ملامح ماريسا تتجهم ثم أفسحت له الطريق وسمحَتْ للمحامي بالدخول.. جلسا على الأريكة في الصالون وسمعت حديثهما جيداً

 

" ماركيزة.. أعتذر لأنني أتيت في هذا الوقت المتأخر في الليل.. لكن كان من الضروري أن آتي لأنني يجب أن أسلمكِ بنفسي أوراق مهمة جداً قبل عودتي إلى إيطاليا.. فطائرتي ستقلع بعد ساعة "

 

ثم رأيته يفتح حقيبته وأخرج منها ظرف بُني اللون متوسط الحجم وسلمه لشقيقتي.. نظرت ماريسا إلى الظرف بيدها وسألته بتوتر

 

" ماذا يوجد بداخل الظرف؟ "

 

تأملها المحامي بحزن ثم وقف وقال لها بهدوء

 

" ستعرفين فور رؤيتكِ لها.. إن لم تُعجبكِ البنود أو كان لديكِ أي اعتراض عليها اتصلي بي وسوف أُعدلها على الفور.. فالماركيز لن يُمانع على أي شيء تريدينه.. وإن كنتِ موافقة على البنود عليكِ أن توقعي جميع الأوراق ثم ارسليها إلى العنوان المكتوب في الظرف.. والآن أستأذن منكِ يجب أن أذهب إلى المطار "

 

كانت ماريسا جامدة في جلستها واستطعت رؤية وجهها الشاحب والذي أصبح أبيض مثل بياض الثلج.. وضعت الظرف على الأريكة ورافقت المحامي لغاية الباب ثم عادت ورأيتُها بقلق تفتح الظرف وتُخرج ما بداخله..

 

كنتُ خائف.. بل شعرت بالرعب عندما رأيت جسدها يميل وهي تبكي بينما كانت تقرأ تلك الأوراق بين يديها.. فجأة سقطت الأوراق من يدها وبرعب نهش عظامي رأيتُها تسقطت على الأرض غائبة عن الوعي

 

" ماريساااااااااااااااا.... "

 

صرخت بفزعٍ شديد وبسبب خوفي الشديد عليها لم أنتبه لنفسي أنني وقفت عن الكُرسي المتحرك.. ثواني قليلة لم تستطع قدماي أن تتحمل رفع ثقل جسدي فوقعت على الأرض بعنف..

 

شهقت بألم ولكن لم أهتم إذ كان كل تفكيري مُنحصر بالوصول إلى ماريسا ومُساعدتها.. زحفت بكامل قوتي ونزلت درجات السلالم حتى وصلت إلى الأسفل.. تابعت الزحف حتى أصبحت بجانب ماريسا.. نظرت إليها بفزع وجاهدت بكامل قوتي لأجلس على الأرض ثم رفعت جسد ماريسا وحضنتُها إلى صدري وبدأت أهتف لها بخوف وبقلقٍ شديد

 

" مارسي!!.. أختي افتحي عينيكِ لو سمحتِ.. لا تُخفيني هكذا أرجوكِ.. ماريسا!!.. ماريسااااا.... "

 

هززت رأسها بخفة لكنها لم تستجب لي.. كنتُ أبكي رعباً عليها وأنا عاجز كلياً عن مُساعدتها.. نظرت في الأرجاء بعجز ثم استقرت نظراتي على الملف الذي كان على الأرض.. أمسكتهُ بيدي ونظرت إليه وبدأت بقراءته..

 

شحب وجهي بشدة وأصابتني الصدمة.. فهذه الأوراق ليست سوى أوراق الطلاق...

 

" لماذا ماركيز!!.. لماذا فعلتَ ذلك؟!.. لماذا استسلمت؟!!!... "

 

همست بحزنٍ شديد فأوراق الطلاق كانت موقعة كلها بخط يده.. وليتم الطلاق نهائياً لا ينقص سوى توقيع ماريسا عليها..

 

تألمت بشدة من أجلهما ومن أجل أطفالهم.. بسببي أنا تعذبا جداً.. أنا كنتُ السبب في بداية عذابهما.. وضعت الأوراق على الأريكة وعدتُ لمحاولة جعل ماريسا تستفيق.. بعد دقائق طويلة تنهدت براحة عندما فتحت عينها ونظرت إليّ بغرابة في البداية ثم بحزن وبتعاسة وغرقت بموجة من البكاء المرير..

 

وضعت رأسها على صدري وحضنتُها إليّ وبدأت أهمس لها برقة لكي تهدأ لكنها لم تفعل بل أجهشت بالبكاء المرير أكثر وقالت لي بحرقة

 

" ماثيووو.. أنا أموت حاليا.. هناك ألم كبير يُمزق قلبي وأحشائي.. لقد أرسل لي أوراق الطلاق.. هو لم يعُد يريدني.. لقد خسرته.. خسرته إلى الأبد "

 

حاولت مواساتها قائلا بحنان وأنا أمسح بخفة على ظهرها

 

" أنتِ لم تخسريه يا قلبي فما زالت هذه الأوراق تحتاج إلى توقعاتكِ حتى يتم الطلاق بينكما.. أنتِ ما زلتِ زوجته.. هل سمعتِ؟.. ما زلتِ زوجته.. توقفي عن البكاء ودعينا نتكلم بهدوء "

 

وهنا تصلب جسد ماريسا بين يداي وتوقفت عن البكاء ثم رفعت رأسها ونظرت إليّ بجمود لثواني ثم أشرقت عينيها وقالت لي بأمل

 

" نعم.. نعم ماثيو.. نعم.. ما زال لدي أمل.. إن استسلمَ هو بسببي أنا لن أفعل ذلك.. لن أستسلم "

 

ابتسمَت بوسع ثم تأملتني وشهقت بقوة واستقامت ووقفت وهتفت بذعر

 

" ماثيووووو.. إلهي أخي!.. أنتَ على الأرض!!.. كيف وصلتَ إلى هنا؟.. دعني أساعدُك "

 

انحنت وبدأت تحاول رفع جسدي لكنني شعرت بالخوف عليها وهتفت بذعر

 

" توقفي مارسي أنتِ حامل.. سأرفع نفسي لا تخافي "

 

لكنها عنيدة ولم توافق وساعدتني برفع جسدي والجلوس على الأريكة.. نظرنا معا نحو أوراق الطلاق ورأيت ماريسا تمسكُها وهي تقول بهمس

 

" لن أوقع هذه الأوراق أبداً.. على جُثتي لن أفعل ذلك.. زواجنا أبدي ولن أستسلم أبداً.. لقد حان الوقت حتى أستعيد زوجي وأب أطفالي إليّ "

 

ابتسمت لها بسعادة وشجعتُها على ذلك ثم استمعت بفرحٍ كبير إلى حماسها وإخبارها لي بخطتها وما ستفعله.. شقيقتي امرأة مناضلة وذكية.. سوف تستعيد زوجها رغما عن أنفه...

 

 

رومانوس**

 

بعد مرور أسبوعين ويومين.. كنتُ أجلس خلف مكتبي الخاص في شركتي في دي فالكوني أوقع أوراق الطلاق بوجعٍ كبير.. كنتُ قد عُدت من اليابان منذ خمسة أيام وتشاجرت مع الجميع بسبب اتخاذي القرار النهائي بالتوقيع على أوراق الطلاق..

 

إيثان.. ماركو.. لوكاس.. و ليوناردو عارضوا وبشدة على هذا القرار حتى شارلي اتصلت بي وطلبت مني أن أعدل عن هذا القرار الجنوني.. لكنني لم أفعل..

 

ماريسا جرحتني في صميم قلبي.. لقد أدخلت مسمارا به وتركته بداخله لكي ينزف إلى الأبد..

 

القيت اللوم على نفسي لأنني تركتُها تهرب مع السفير ظنا مني بأنني سأستطيع إنقاذها دون أن تتعرض للأذية هي وأطفالي و ماثيو.. لكنني أخطأت.. أنا لم أستطع حمايتها وحماية عائلتي.. لذلك من الأنسب لنا الابتعاد عن بعضنا...

 

سلمت أوراق الطلاق بألمٍ شديد إلى ليوناردو وطلبت منه السفر إلى ديفون وتسليمهم بنفسه إلى ماريسا.. وكذلك طلبت منه أن ينقل مُلكية الفندق والقصر الذين أمتلكهما في ديفون باسم ماريسا..

 

ثم تناقشت معه في قضية السفير وطلبت منه أن يفعل المستحيل حتى لا يتم استدعاء ماريسا إلى المحكمة لأنني لا أريدُ تعريضها إلى أي نوع من المهانة ولا أريدُها أن تكون في موقف مُحرج في المحكمة..

 

بعد ذهاب ليوناردو نظرت بحزنٍ شديد إلى الإطار الموضوع على المنضدة بجانب مكتبي


رواية ماركيز الشيطان - فصل 38 الأخير - ملاكي الحارس

 
 

تأملت بحزنٍ شديد تلك الصور التي تم التقاطها لنا بعد انتهاء شهر عسلنا.. كنتُ سعيداً في تلك الفترة.. كنتُ أعيش أجمل أيام حياتي برفقة ملكتي.. تنهدت بأسى وقررت العودة إلى قصري فبعد ستة أيام يجب أن أسافر إلى نيويورك لمدة ثلاثة أشهر في رحلة عمل..

 

وبعد مرور خمسة أيام تلقيت مكالمة هاتفية من ليوناردو وأخبرني بأنه سلمَ أوراق الطلاق لعشقي الأبدي.. شعرت بحرقة في صدري وسألته بغصة كبيرة

 

" ما هي أحوالها؟.. و.. كيف كانت ردة فعلها عندما استلمت منك الأوراق؟.. هل قامت بتوقيع الأوراق؟! "

 

سمعتهُ بحزن يُجيبني بهدوء

 

( هي ليست بخير رومانوس.. وأنا لم أستطع إخبارها بأن هذه الأوراق هي أوراق الطلاق.. لذلك سلمتُها الملف وطلبت منها بأن توقعها وتُرسلها لي على عنوان مكتبي في إيطاليا وخرجت من المنزل وأنا حاليا أتجه إلى المطار.. بعد ساعتين ونصف سأصل إلى إيطاليا )

 

شكرته بهدوء وانهيت المكالمة ثم جلست على الكرسي ونظرت بحزنٍ دفين أمامي وأنا أتخيلها بوجعٍ كبير تُوقع على أوراق الطلاق..

 

تنهدت بأسى وقررت أن أصعد إلى غرفتي حتى أستريح قليلا فغداً طائرتي ستقلع في الساعة التاسعة صباحاً متوجهة إلى نيويورك...

 

 

ماريسا**

 

احترق قلبي لدى رؤيتي لأوراق الطلاق موقعة كلها مع البنود بخط يده.. ولم أشعُر بعدها سوى بالظلام يحاوطني.. وعندما استفقت من إغمائي بكيت بدمار كلي على صدر ماثيو.. ولكن كلماتهِ لي أعادت لي الأمل من جديد.. لذلك قررت السفر في الحال إلى إيطاليا.. لن أستسلم أبداً.. أنا لن أعود إلى ديفون إلا برفقة ملاكي الحارس وحبيبي ماركيزي الوسيم..

 

انتفضت واقفة وقلتُ بحماس لـ ماثيو

 

" سأتصل فوراً بالمطار وأحجز تذكرة إلى إيطاليا.. ثم سأطلب من الممرضة تينا أن تأتي لتهتم بك و بأطفالي لحين عودتي.. أنا لن أستطيع أخذ التوأم معي و أتركك برفقة إيلينا هنا لذلك سأتركهما برفقتك وأعود مع زوجي رومانوس.. حبيبي سيهتم بكل شيء هنا وسنعود جميعاً كعائلة واحدة إلى إيطاليا "

 

ابتسم ماثيو بسعادة وقال بفرحٍ كبير

 

" اذهبي مارسي و أعيدي رجلكِ إليكِ.. سأكون بخير هنا برفقة الأطفال.. اصعدي وجهزي حقيبة صغيرة وأنا سأتصل بالممرضة تينا لتأتي وسأطلب لكِ سيارة أجرة لتنقلكِ إلى المطار "

 

ابتسمت له بوسع وأخرجت هاتفي واتصلت بالمطار.. شعرت بالقهر لأن موعد الطائرة المتجهة من ديفون إلى إيطاليا في الساعة الخامسة صباحا ولا يوجد رحلات غيرها في وقتٍ أبكر.. ولكن لم يكن أمامي الاعتراض لذلك حجزت مقعدا لي وصعدت راكضة إلى غرفتي..

 

كنتُ متوترة جداً وأنا أجلس على المقعد في الطائرة.. لقد حطت الطائرة في الساعة السابعة والنصف بالتحديد في مطار دي فالكوني.. سمعت السيدة العجوز بجانبي تسألني بحنية وبالإنجليزية

 

" تبدين متوترة يا ابنتي.. هل تخافين من الطائرة؟.. لا داعي لذلك إذ وصلنا بسلام إلى إيطاليا "

 

نظرت إليها بسعادة لا توصف وأنا أمسك بيدي حقيبة يدي البيضاء


رواية ماركيز الشيطان - فصل 38 الأخير - ملاكي الحارس

 

ثم أجبتُها بلهفة وبسعادة لا توصف

 

" لا سيدتي.. أنا فقط أتحرق شوقاً لرؤية زوجي "

 

ابتسمت بسعادة ثم سمعت صوت مضيفة الطيران تطلب من الجميع النزول بالدور من الطائرة.. بعد مرور أربعين دقيقة كنتُ أجلس في المقعد الخلفي في سيارة الأجرة المتوجهة نحو قصر ماركيزي الوسيم..

 

وما أن اقتربت سيارة الأجرة من القصر حتى سمعت برعب صوت مراوح الهليكوبتر.. نظرت من النافذة ورأيت بفزع الطائرة تُحلق بعيداً..

 

" أسرع أرجوك.. "

 

هتفت بفزع إلى السائق والذي لحسن حظي يتكلم الإنجليزية وفعل فوراً ما طلبت منه.. قاد السيارة بسرعة نحو القصر وما أن توقف أخرجت المال من حقيبتي وسلمته إياه وشكرته وخرجت من السيارة أمسك حقيبة يدي الوحيدة التي جلبتُها معي وركضت لأقف أمام بوابة القصر..

 

ما أن شاهدوني الحراس حتى فتحوا لي البوابة وأحنوا لي رؤوسهم باحترام.. ركضت داخلة إلى القصر وأنا أهتف بجنون

 

" رومانوس... رومانوس.... "

 

كنتُ أدعو بداخلي بأن يكون في القصر وليس في الهليكوبتر.. رأيت نانا ماريتا تركض لتقف أمامي ومعالم الصدمة على ملامح وجهها.. ثم تقدمت لتقف أمامي وهي تبتسم بسعادة قائلة

 

" أخيراً أتيتِ ماركيزة "

 

عانقتني بشدة ثم ابتعدت عنها وسألتُها بلهفة

 

" أين هو رومانوس؟ "

 

توسعت عينيها برعب وقالت بفزع

 

" يا إلهي لقد تأخرتِ.. الماركيز ذهب إلى المطار.. سوف يسافر إلى نيويورك لفترة ثلاثة أشهر "

 

شحب وجهي بشدة وشعرت بألمٍ حاد في قلبي.. لقد تأخرت..

 

كنتُ جامدة بصدمة بينما دموعي تسيل على وجنتاي.. سمعت نانا ماريتا تهتف للسائق وتكلمه بالإيطالية ثم حضنت كلتا يداي بيديها وقالت لي بحماس

 

" سيدتي سوف يوصلكِ السائق بسرعة إلى المطار.. اذهبي خلف الماركيز وامنعيه عن السفر.. هيا ابنتي اذهبي "

 

أفقت من صدمتي وابتسمت لها بسعادة ثم قبلت وجنتها وركضت خارجة من القصر وجلست في المقعد الخلفي في الليموزين.. حاولت طيلة الوقت الاتصال برقم رومانوس لكنه كان مُغلق.. مسافة الطريق تجاوزها السائق بسرعة جنونية ولكنني كنتُ يائسة..

 

بعد مرور عشرين دقيقة أوقف السائق السيارة أمام مدخل المطار وترجلت مُسرعة منها راكضة إلى الداخل.. وقفت أمام مكتب الاستعلامات وسألت الموظفة بأنفاس لاهثة

 

" أرجوكِ هل أقلعت طائرة الماركيز رومانوس دي فالكوني؟ "

 

نظرت الموظفة إليّ ببرود وقالت لي بتهذيب

 

" آسفة.. أنا لا أستطيع إعطائكِ معلومات عــ... "

 

قاطعتُها بيأس قائلة

 

" أنا زوجته.. لو سمحتِ أخبريني.. أرجوكِ أخبريني.. هل أقلعت طائرة الماركيز الخاصة؟ "

 

نظرت إليّ باحترام ثم تنهدت بقوة ونظرت إلى شاشة الحاسوب أمامها وقالت

 

" ماركيزة الطائرة... أوه إنها تُقلع في هذه اللحظات بالذات و... "

 

لم أستمع إليها أكثر بل ركضت بجنون باتجاه الجدار الزجاجي العملاق داخل المبنى ووقفت بصدمة أنظر إلى طائرة حبيبي تُحلق عالياً نحو السماء..

 

تمجدت برعب وأنا أبكي بتعاسة أنظر باتجاه الطائرة حتى اختفت من أمامي.. شهقت بقوة وشعرت بألمٍ حاد بداخلي.. لقد تأخرت.. تأخرت كثيراً..

 

بكيت بألمٍ شديد وأنا أجلس على أحد المقاعد بانهيار.. لم أستطع الوصول إليه في الوقت المناسب.. وها هو حبيبي قد سافر..

 

تمزق قلبي من الألم.. هذه علامة لي بأنني خسرته.. لذلك استسلمت كلياً وبانهيار فتحت حقيبتي وسحبت أوراق الطلاق منها ثم أخرجت قلم ووقعت على أول ورقة ثم وقفت وذهبت إلى مكتب الاستعلامات وسألت الموظف عن مكتب البريد في المطار وذهبت وأرسلت تلك الأوراق إلى عنوان مكتب المحامي..

 

ثم بانهيار كلي حجزت مقعد في أقرب رحلة عائدة إلى ديفون وجلست أنتظر بحزنٍ دفين رحلتي وأنا أبكي بصمت..

 

عُدت إلى منزلي في ديفون وما أن دخلته رأيت الأطفال برفقة ماثيو يشاهدون فيلم كارتوني في غرفة الجلوس.. ما أن رآني ماثيو حتى تجمدت ملامحه ثم تأملني بحزن..

 

ركض الأطفال الثلاثة وعانقوني بسعادة.. حضنتهم بشدة إليّ ثم جلست بجانبهم أنظر بتعاسة إلى التلفاز..

 

" ماذا حصل مارسي؟.. لماذا عُدتِ إلى هنا بمفردكِ؟ "

 

سمعت ماثيو يسألني بنبرة حزينة.. لم أنظر إليه لكنني أجبته بهدوء

 

" لقد تأخرت وانتهى كل شيء "

 

أغمضت عيناي بشدة وتابعت قائلة له بهمس

 

" لقد قمتُ بالتوقيع على أوراق الطلاق وأرسلتُها إلى مكتب المحامي "

 

شهق ماثيو بقوة وهنا شعرت بأنني لم أعُد أستطيع التحمل أكثر فوقفت وصعدت راكضة إلى غرفتي ورميت نفسي على السرير أبكي بتعاسة...

 

 

رومانوس**

 

أطفأت هاتفي وصعدت إلى الهليكوبتر.. نظرت أمامي بحزن وشعرت بقلبي يعتصر دون أن أفهم السبب.. ربما أعرف السبب ولكنني أحاول تجاهله إذ تعودت على هذا الألم في قلبي..

 

عندما أقلعت طائرتي الخاصة باتجاه نيويورك.. أخرجت صورة ماريسا من حقيبة ملفاتي وتأملتها بحزن.. هذه الصورة هي نفسها التي جلبها لي إيثان عندما كنتُ في المستشفى بعد وقوع الحادث.. لقد احتفظت بها لغاية الآن في حقيبة ملفاتي الخاصة وفي خزنتي الخاصة بعيداً عن الجميع سواي..

 

لقد أُغرمت بـ ماريسا منذ رؤيتي للمرة الأولى لهذه الصورة.. في ذلك الوقت لم أفهم مشاعري بسبب الحقد الذي كان يشتعل بداخلي..

 

عندما وصلت إلى نيويورك توجهت إلى جناحي الخاص الذي حجزه لي لوكاس في الفندق.. سحبت هاتفي ورميت سترتي بإهمال على الأريكة.. ولكن ما ان أدرت الهاتف حتى وصلني إشعار برسالة من ماريتا ورسالة أخرى من ليوناردو..

 

شحب وجهي بشدة عندما قرأت رسالة ماريتا

 

( سيدي الماركيز.. حاولت كثيراً الاتصال بك وبالحُراس الذين كانوا برفقتك لكن هواتفكم كلها كانت مغلقة وخارج الخدمة.. الماركيزة أتت اليوم إلى القصر لرؤيتك لكنك كنتَ قد ذهبت )

 

لم أستطع التصديق بأن ملكتي أتت إليّ أخيراً لكنني شعرت بالألم لأنها تأخرت.. شتمت بغضب ثم قرأت رسالة ليوناردو وتجمدت الدماء في شراييني

 

( رومانوس.. الماركيزة أرسلت إلى مكتبي صباح اليوم أوراق الطلاق.. ماريسا قامت بالتوقيع على... )

 

لم أستطع متابعة قراءة رسالته إذ انتابني وجع لا يمكن احتماله في قلبي و روحي.. صرخت بجنون وبغضب وبألمٍ شديد.. صرخت بعذاب دمر كياني بالكامل.. ماريسا أتت بنفسها لكي تُسلمني أوراق الطلاق وليس من أجلي كما توقعت..

 

لقد أتت لكي تُشاهد دماري الكامل بنفسها.. تمزقت روحي من الألم وتركت نفسي أغرق في بحر من التعاسة والعذاب..

 

بعد مرور أسبوع أتى ليوناردو ليكون برفقتي لعقد صفقة جديدة لشراء معدات لمصنعي الجديد.. ما أن دخل جناحي حاول فتح حديث معي بخصوص ماريسا لكنني أمرته بغضب بعدم لفظ اسمها أمامي تحت أي ظرفٍ كان..

 

اندهش بسبب طلبي وحاول الاعتراض لكنني هتفت بحدة بوجهه قائلا بمرارة

 

" لا أريدُ سماع اسمها بعد اليوم أمامي.. هل كلامي واضح؟ "

 

إنها المرة الأولى التي أهتف بها بوجه صديقي لكنه لم يعترض وأجابني موافقا وترك ظرف بني أمامي وخرج من جناحي.. عرفت على الفور ما بداخل هذا الظرف.. أوراق الطلاق اللعينة..

 

تركت الظرف على المنضدة في مكانه ولم ألمسهُ أبداً...

 

بعد مرور شهر كانت فترة الأعياد قد أتت.. عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة.. كنتُ أتكلم يومياً مع أطفالي ووعدتهم بإرسال هدايا كثيرة لهم في عيد الميلاد.. وعرفت من ماثيو بأن ماريسا كانت تذهب إلى الشركة لإدارتها لحين تحسنه..

 

طبعا كان ماثيو والمحامي الذي عينته في الشركة يساعدونها في إدارة الشركة وعقد الصفقات.. أرسلت الكثير والكثير من الهدايا للأطفال في عيد الميلاد وكذلك أرسلت هدية خاصة إلى ملكتي.. ابتسمت بحزن عندما تكلمت معهم عبر الهاتف وبدأوا يخبروني بما سلمهم إياه بابا نويل من هدايا..

 

ابتسمت بفخر وبحنان بينما كنتُ أسمع صغيرتي إيلينا تقول لي بسعادة

 

( هل تعلم خالي روم بأن بابا نويل هي عمتي ماريسا؟.. لقد عرفتُها من عينيها رغم أنها كانت ترتدي نظارات كبيرة ولحية بيضاء وثياب بابا نويل.. وعندما أخبرتُها بذلك أنكرت وقالت لي بأنها مساعدة بابا نويل لكنني لم أصدقها فلا تُخبرها بذلك خالي.. عمتي ماريسا هي بابا نويل بنفسها )

 

قهقهت بخفة ووعدتُها بعدم إخبار ماريسا بأن صغيرتي الذكية كشفت سرها.. انهيت المكالمة ونظرت بحزن أمامي.. كنتُ وحيدا في ليلة عيد الميلاد.. بمفردي وليس مع عائلتي كما كنتُ أتخيل..

 

استقرت نظراتي على الملف والذي ما زال في مكانه على المنضدة كما تركهُ ليوناردو.. حتى عاملات التنظيف لم يبعدوه من مكانه.. كان ذلك الظرف موجود في مكانه وكأنه يتحداني ويريدني أن أتألم كلما رأيته..

 

وقفت بغضب وتوجهت نحو تلك المنضدة وسحبت الظرف.. فتحه ورأيت بتعاسة أول ورقة به موقعة بخط يد ملكتي.. ربما كنتُ أرغب بتعذيب نفسي أكثر لذلك قلبت الصفحة الأولى لأرى توقيعاتها لكن..

 

ارتعشت يداي بكاملها عندما لم أرى توقيع ماريسا على الصفحة الثانية.. بدأت بسعادة أقلب الأوراق ووجدت بأنها لم توقعها.. ماريسا لم توقع سوى ورقة واحدة تعود لأول اتفاقية من الطلاق.. أما الورقة الرسمية للطلاق والتي هي الأخيرة لم توقعها وهذا يعني..

 

" يا إلهي!!!.. "

 

همست بسعادة لا توصف.. سعادة لا مثيل لها وابتسمت كطفلٍ صغير وأنا أُعاود الهُتاف بفرحٍ لا يوصف

 

" هي لم توقعها!!.. ملكتي ما زالت زوجتي رسميا.. ملكتي لم توقع ورقة الطلاق "

 

استدرت حول نفسي بغباء وأنا أهتف بسعادة لا توصف بأنها ما زالت زوجتي.. فجأة توقفت عن الدوران حول نفسي وهمست بقهر

 

" اللعنة.. ليوناردو!!.. هذا ما كان يحاول قوله لي وأنا بغباء هتفت بوجهه بغضب.. تبا لي "

 

خرجت راكضا من جناحي وتوجهت نحو جناح ليوناردو.. طرقت الباب بقوة وأنا أهتف باسمه بحدة.. ما ان فتح الباب حتى عانقته بشدة ثم دخلت إلى الغرفة وسط نظراتهِ الذاهلة.. رفعت يدي الممسكة بملف الطلاق وقلتُ له بسعادة لا توصف

 

" هي لم توقعها... هي ما زالت زوجتي.. زوجتي أنا "

 

وقف ليوناردو أمامي وكتف يديه أمام صدره وتأملني ببرود قائلا

 

" أخيراً قررت النظر إلى تلك الأوراق.. و أخيراً عرفت ما كنتُ أحاول جاهداً إخبارك إياه.. مُعاملات الطلاق توقفت نهائيا لأن الماركيزة لم توقعها.. لقد قامت بالتوقيع فقط على البند الأول والذي يتمحور عن حضانة الأطفال لها والسماح لك برؤيتهم مرة في كل أسبوع "

 

كنتُ أطير من شدة الفرح بسبب اكتشافي لذلك وأجبته بلهفة

 

" يجب أن أذهب إليها.. كنتُ مغفلا وتركتها ترحل بعيداً عني.. أريدُ أن أستعيد زوجتي و أطفالي.. ماريسا سامحتني.. لقد سامحتني وأتت إلى إيطاليا لتعود إليّ.. سأطلب من لوكاس بتجهيز طائرتي الخاصة.. أنا سأعود لأحتضن ملكتي وأطفالي إلى الأبد.. سأذهب لكي أعيد عائلتي إليّ من جديد "

 

وهكذا خرجت من جناح ليوناردو وتوجهت نحو جناحي واتصلت بـ لوكاس.. ثم اتصلت بـ إيثان وأخبرته بالمستجدات.. سمعته يهتف بسعادة قائلا

 

( وأخيرا عُدتَ إلى رُشدك.. أنا قادم لن أفوت على نفسي ذلك.. سألتقي بك في ديفون )

 

توسعت عيناي وهتفت بذهول

 

" كيف؟!.. ماذا ستفعل أيها المجنون؟ "

 

قهقه بخفة ثم قال بنبرة جادة

 

( رأس السنة سيحل علينا بعد أيام قليلة ولذلك يجب أن أُرفه عن حبيبتي شارلي قليلا.. سنلتقي بك في ديفون وفي قصرك الذي تريد نقل ملكيته إلى ملكتك.. أراك قريبا )

 

وانهى المُكالمة قبل أن أعترض.. حسنا لا بأس إن أتى برفقة شارلي المهم أنني سأرى ملكتي أخيراً....

 

 

ماريسا**

 

بعد مرور شهر وتحديدا في يوم عيد الميلاد.. كنتُ أجلس على الأريكة في غرفة الجلوس منذ ساعة كاملة أنظر بجمود إلى باقة الورود البيضاء التي أرسلها لي رومانوس كهدية في ليلة الميلاد.. وكذلك أرسل معها علبة مربعة صغيرة الحجم..


رواية ماركيز الشيطان - فصل 38 الأخير - ملاكي الحارس

 

رأيت ظرف كبير على الباقة ولكنني بسبب دهشتي لم أتجرأ على لمسها مع الهدية الصغيرة.. وبعد مرور وقتٍ طويل قررت أن أفتح الظرف.. أمسكته بيدٍ مرتعشة وسحبته وأخرجت الورقة منه

 

( إلى ملكة و مالكة قلبي.. أتمنى أن تكوني أمضيتِ عيد ميلاد سعيد مع أطفالنا والصغيرة إيلينا وشقيقكِ.. لم أستطع منع نفسي من إرسال هدية خاصة لكِ في أول عيد ميلاد لنا معاً رغم أننا انفصلنا رسمياً عن بعض..

 

أتمنى أن تُعجبكِ هديتي المتواضعة لكِ.. كل ما أريدهُ في الحياة أن أعلم بأنكِ سعيدة مع الأطفال.. رومانوس. )

 

بكيت بصمت مثل عادتي وحضنت رسالتهُ إلى قلبي.. شهقت بألم وتمنيت لو أنني لم أقم بتوقيع ورقة الطلاق.. كنتُ غبية وخسرت حبيبي إلى الأبد.. وبعد فوات الأوان ها أنا نادمة وبشدة على ما فعلته..

 

رفعت الرسالة وقبلتُها برقة ثم طويتُها ووضعتُها على الطاولة وأمسكت بالعلبة الصغيرة.. فتحتُها وتجمدت بصدمة عندما رأيت قلادة من ذهب يتدلى منها قلب رائع الجمال.. شهقت بإعجاب بينما كنتُ ألمس ذلك القلب بأناملي برقة.. شهقت بدهشة عندما انفتح وشاهدت بصدمة مكتوب بداخل القلب بالإنجليزية.. أحبكِ ملكتي..

 

رفعت السلسلة وحضنتُها إلى قلبي وهمست بحرقة

 

" وأنا أيضاً أحبُكَ ملاكي الحارس "

 

بكيت بألمٍ شديد وانتحبت وأنا أُغلق القلب ثم وضعت السلسلة على عنقي


رواية ماركيز الشيطان - فصل 38 الأخير - ملاكي الحارس

 

هديتهُ المتواضعة لي كانت من أجمل الهدايا وأثمنها على قلبي.. وقفت وأمسكت برسالة رومانوس وتوجهت نحو غرفتي.. في هذا اليوم لم أستطع التوقف عن البكاء بسبب حزني الشديد..

 

بعد مرور أربعة أيام.. كنتُ أجلس على الكرسي أمام منضدة الزينة في الغرفة المجاورة لغرفة نومي وأنا أضع القليل من الكُحل على عيناي.. انفتح الباب ورأيت ماثيو يقف وهو يتكئ على العكازات ويبتسم لي برقة..

 

كان قد تحسن بسرعة بشكلٍ غير متوقع وذلك بفضل الطبيب الذي أرسله رمانوس لمتابعة علاجه.. أصبح بإمكانه الوقوف والمشي ولكن حاليا بمساعدة العكازات.. كنتُ قد وظفت سيدة لتعمل بدوام كامل في الفيلا و مربية للأطفال بدوام كامل لأنني بدأت أذهب إلى شركة ماثيو وأُديرُها بنفسي حتى يتحسن ويستلم الإدارة بنفسه..

 

اقترب ماثيو ووقف في وسط الغرفة وقال لي بحنان

 

" غداً رأس السنة ولذلك أريدُ أن اصطحبكِ إلى حفلة مميزة جداً.. ستبقى المربية ميمي مع الأطفال لذلك لا أريد أي اعتراض منكِ "

 

استقمت في جلستي ووضعت مرفقي على مسند الكُرسي ثم وضعت ساقا فوق الأخرى ونظرت بتفكير وبحنان إلى ماثيو


رواية ماركيز الشيطان - فصل 38 الأخير - ملاكي الحارس

 

" هل سترفضين دعوتي مارسي؟.. إياكِ أن تحاولي لأنني لن أتقبل أي أعذار منكِ.. ستذهبين برفقتي وانتهى الموضوع "

 

ابتسمت برقة ثم تنهدت بخفة قائلة له بإرهاق

 

" أنا مرهقة جداً ماثيو فأعمال الشركة كثيرة ولا أستطيع ترك الأطفال بمفردهم مع المربية و كذلك الأحوال الجوية سيئة جداً فهي ما زالت تُثلج منذ ليلة الميلاد و... "

 

قاطعني ماثيو قائلا بجدية

 

" لا للأعذار شقيقتي.. ثم لا تتحججي بالأعمال لأنني أساعدكِ بإدارة الشركة وأديرها من هنا في مكتبي الخاص.. وفري التبريرات لأنكِ ستذهبين معي.. كما لقد اشتريت لكِ بنفسي فستان جميل جداً عبر موقع لمصمم معروف.. والفستان تم توصيله منذ قليل "

 

وقفت بحماس وقلتُ له بسعادة كطفلة صغيرة

 

" حقا ماثيو؟!!.. أين هو؟ "

 

الملعون يعلم جيداً كم أحب مفاجأتهِ لي.. ابتسم لي بعذوبة قائلا

 

" وضعته الخادمة في غرفة نومك "

 

ركضت داخلة إلى غرفة النوم ورأيت أجمل فستان أمامي... كان قد تم تعليقه على المسند الخاص للمعاطف وعلى الأرض رأيت علبة أحذية وعلبة مجوهرات.. شهقت بإعجابٍ شديد عندما رأيت الحذاء الجميل وطقم من الماس رائع الجمال بداخل علبته.. ثم سمعت صوت العكازات فالتفت إلى الخلف وركضت واحتضنت ماثيو بقوة..

 

قبلت خديه وقلتُ له بحنان

 

" شكراً على الهدية أخي.. أحببت الفستان جداً وخاصة طقم الألماس والحذاء.. سأذهب مساء الغد برفقتك "

 

ابتسم لي بوسع وقال برقة

 

" هيا اذهبي إلى العمل وقودي السيارة على مهل.. إن احتجتِ لأي مساعدة ارسلي لي الملف عبر البريد الالكتروني وسأراه على حاسوبي "

 

أجبته موافقة ثم ارتديت المعطف وذهبت لتوديع أطفالي وتوجهت بعدها إلى الشركة.. بعد الظهيرة كنتُ أجلس خلف المكتب وأنا انظر بشرود إلى الحاسوب أمامي.. كنتُ أتأمل الصور التي التقطناها في شهر العسل وفي الفترة التي قضيتُها معه بسعادة قبل اكتشافي للحقيقة


رواية ماركيز الشيطان - فصل 38 الأخير - ملاكي الحارس


كنتُ قد حَمَلتْ الصور على حاسوبي من هاتفي الذي أعادهُ لي رومانوس.. تأملت الصور بحزنٍ شديد وسالت دموعي بصمت على وجنتاي.. كم اشتقتُ إليه.. اشتقتُ إليه بجنون.. اشتقت لسماع صوته وضمه إليّ وتقبيله.. اشتقت إلى ملاكي الحارس بشدة..

 

أغلقت الحاسوب وقررت العودة إلى المنزل...

 

كنتُ أضع القليل من عطري المفضل الذي جلبهُ لي رومانوس خصيصا لي كهدية في شهر العسل.. تم صنع هذا العطر من أجلي وسماه رومانوس باسم ملكتي..

 

أغمضت عيناي وتذكرت بحزن ليالينا الجميلة في رحلة شهر العسل.. فتحت عيناي وتأملت نفسي في المرأة ثم ابتسمت بمرارة.. لماذا أرتدي هذا الفستان الجميل وهذا العقد الذي كلف شقيقي ثروة كبيرة؟.. لماذا تبرجت ووضعت من عطري المفضل بينما حبيبي بعيداً عني!!!...

 

لا أرغب بأن يراني سواه بهذا الشكل.. لا أريد أن أكون جميلة سوى له هو وحده.. تنهدت بقوة ثم وضعت أحمر الشفاه وأمسكت بحقيبة يدي الصغيرة وحملت معطفي وخرت من الغرفة.. توجهت أولا نحو غرفة الأطفال وشعرت بالراحة عندما رأيتهم ينامون بعمق والمربية تجلس على الكرسي بجانبهم..

 

شكرتُها بهمس وخرجت بهدوء من الغرفة بعد أن قبلت صغاري.. انتظرت ماثيو في الصالون لنحو نصف ساعة.. نظرت بملل نحو الساعة ورأيت بأنها أصبحت الساعة التاسعة ليلا..

 

توسعت عيناي بذهول وصعدت إلى غرفة ماثيو.. طرقت على الباب بنفاذ صبر ثم فتحت الباب ورأيت بصدمة ماثيو يجلس على كرسيه المتحرك أمام النافذة وهو يرتدي منامة..

 

" ماثيو!!!.. ما زلتَ لم ترتدي ملابسك!!.. إنها الساعة التاسعة.. ألن نذهب إلى تلك الحفلة؟!... "

 

انتفض برعب ونظر إليّ بوجهٍ شاحب ثم أمسك بالعكازات ووقف عن كرسيه وقال لي بتلعثم واضح

 

" يااااه.. آسف مارسي لم أنتبه للوقت ســ.. هو.. أنا.. تأخرـــ ت.. حسنا أخرجي من غرفتي وسأرتدي بسرعة ملابسي "

 

تأملته باستغراب كلي ثم ابتسمت بحنان وقلتُ له برقة

 

" خذ وقتك ولا تؤذي نفسك.. سأنتظرُك في الأسفل "

 

أغلقت الباب ورفعت كتفي بعدم اكتراث وأنا أنزل على السلالم.. تصرفات ماثيو غريبة اليوم!.. يبدو شاردا و متوترا.. تنهدت بقوة ونظرت من النافذة نحو الخارج.. كان الثلج يتساقط بهدوء وافترش الأرض بكاملها في الخارج.. المنظر جعلني أشعر بالطمأنينة..

 

بهدوءٍ غريب أزلت عقد الماس عن عنقي ووضعته على المنضدة ثم استدرت وتوجهت نحو باب الفيلا وفتحته وخرجت.. مشيت ببطء في الحديقة وأنا أنظر بسعادة إلى حُبيبات الثلج المتساقطة.. كانت تتناثر بهدوء وبرقة وكأنها تهمس في أذني بصوتٍ خفيف قائلة.. تفاءلي الحياة جميلة..

 

رغم شعوري بالبرد إلا أنني تابعت المشي بخطوات بطيئة.. انحنيت أمام مقعد حجري في الحديقة ونفضت بيدي الثلج عنه ثم جلست عليه ونظرت بشرود إلى البعيد..

 

فكرت بملاكي الحارس وأنا أتنهدت بقوة.. لم أشعُر بالبرد ولم أهتم للثلج الذي بدأ يُبلل ملابسي وشعري.. فكرت بـ ماركيزي وبالأيام الجميلة التي قضيناها معاً.. فجأة سمعت صوت صفير بعيد ولكن تدرجياً بدأ ذلك الصوت يتوضح لي إنه صوت بوق سيارة كان يُطلق بشكلٍ مستمر وهو يُصدر صوتا يُزعج هدوء المكان..

 

نظرت نحو اليسار ورأيت أضواء ساطعة لسيارة رباعية الدفع تقترب..


رواية ماركيز الشيطان - فصل 38 الأخير - ملاكي الحارس


فجأة توقفت السيارة أمامي ورأيت باب السائق ينفتح.. توقف الزمن أمامي وارتعش جسدي بعنف ليس من البرد بل عندما رأيت بصدمة كبيرة سائق السيارة يترجل منها ليقف وينظر باتجاهي بنظرات جعلت روحي تتجمد...

 

 

رومانوس**

 

بسبب سوء حالة الطقس في ديفون وتساقط الثلوج المستمر تأخرت بالوصول إلى ديفون قبل يومٍ واحد من ليلة رأس السنة.. كنتُ متحمس وأشعر بالتوتر كمراهق شاب سيذهب في أول موعد غرامي مع حبيبته.. سمعت شارلي تُقهقه بخفة ثم وجهت حديثها لي قائلة بنبرة حنونة

 

" ماركيز.. عليك أن تتحلى ببعض من الصبر سترى ماريسا في الغد كما اتفقتَ مع ماثيو.. لقد أرسلت أنا و فيليا الفستان و العقد والحذاء إلى منزلها.. كما أشرفت بنفسي على التحضيرات للمفاجأة من أجل ليلة الغد "

 

نظرت إليها بامتنان ثم سمعت بغيظ ماركو يقول

 

" سيد عاشق مستحيل أن يتحلى ببعض من الصبر عندما يتعلق الأمر بملكته.. فهو يتحرق شوقاً لرؤية زوجته وأطفاله "

 

نظرت إلى إيثان بغضب وهتفت بوجهه

 

" أخبرني من جديد لماذا أتيت برفقة ماركو و فيليا إلى ديفون!!.. كنتَ ستأتي برفقة شارلي و بيترو فقط "

 

قهقه إيثان بخفة ثم حمحم وقال لي بهدوء

 

" في الحقيقة لقد اتصلت بأخي وأخبرته بسعادة بأنك أخيراً استفقت من حماقتــ.. أعني أنك أخيراً قررت أن تُعيد زوجتك إليك و بأنني سأذهب برفقة شارلي و ابني إلى ديفون لمنعك من العدول عن فكرتك في حال فكرت بفعل ذلك.. وببساطة قرر أن يأتي أيضا برفقة زوجته "

 

رفعت حاجبي ونظرت إليه باستهزاء وأجبته بغضب

 

" في الحقيقة أنا لا أُمانع بأنكم هنا إن أغلقتم أفواهكم والتزمتم الصمت.. و بحق الجحيم كيف سأذهب لرؤية ماريسا في الغد إن ظل الطقس على حاله؟.. طائرتي الهليكوبتر لن تُقلع في طقسٍ عاصف.. ماذا سأفعل؟ "

 

أجابتني شارلي بهدوء

 

" سوف أُعيرُك دراجتي الهوائية "

 

ثم شهقت بتمثيل وقهقهت وقالت بخفة دم

 

" ياه كيف نسيت!.. دراجتي الهوائية في إيطاليا إذا يتوجب عليك الذهاب سيراً على الأقدام ماركيز "

 

نظرت إليها بعدم التصديق بينما الجميع غرق بالضحك.. نظرت إليهم بحدة قائلا

 

" ما المُضحك في الموضوع؟.. توقفوا عن الضحك "

 

ابتسم ماركو بحنان ووقف ومشى ناحيتي ليقف أمامي وقال بجدية

 

" رومانوس.. أظن حان الوقت حتى تتخطى الأماكسوفوبيا أو الموتورفوبيا أو رهاب السيارات لديك.. عليك أن تغلب خوفك المتواصل والغير الطبيعي من ركوب أو قيادة السيارات حتى تذهب غداً لرؤية ملكتك "

 

نظرت إليه بعجز وفكرة صعودي إلى السيارة جعلت يداي ترتعشان بقوة وجعلتني أتعرق وتسارعت دقات قلبي.. كورت قبضتاي بشدة وهمست له بعجز وبأسى

 

" لا أستطيع ماركو.. لا أستطيع فعل ذلك.. أنا منذ ذلك الحادث لم أستطع ركوب سيارة وحتى قيادتها "

 

تأملني ماركو بحزن وأجابني برقة قائلا

 

" أتفهم جيداً ما تشعُر به.. لكن عليك التصدي لتلك المخاوف والأفكار السوداء في رأسك.. تذكر بأنك لم تتسبب في وقوع ذلك الحادث.. لقد حاولت الفرار ولكن القدر قال كلمته في تلك الليلة.. أنتَ رجل قوي وعصامي وسترى بأنك بسهولة سوف تتغلب على ذلك الرهاب "

 

لم أستطع مُجادلته ولكن فكرة أن أقود سيارة بنفسي جعلتني أتعرق بشدة.. لذلك حمحمت بخفة واستأذنت من الجميع وصعدت إلى جناحي الخاص.. أزلت ربطة عنقي بتوتر ورميتُها بعيداً ثم جلست بقهر على الأريكة.. أخفضت رأسي ومررت أصابعي في خصلات شعري بعصبية ثم رفعت رأسي ونظرت أمامي بشرود..

 

لقد اتصلت بـ ماثيو فور وصولي إلى ديفون واتفقت معه على كل شيء من أجل ليلة الغد.. لكن تبقى مُشكلة واحدة.. كيف سأذهب إلى ملكتي في الغد إن لم يتحسن الطقس؟!!.. فمُجرد أن أفكر بالذهاب إليها في إحدى سياراتي يصيبني الهلع وتتسارع دقات قلبي وأشعر برغبة بالتقيؤ..

 

أنا لن أستطيع ركوب وقيادة سيارة لأنني سأتذكر بوجعٍ كبير كل لحظة عشتُها في ذلك الحادث.. سأتذكر جيف و سأتذكر صرخات إيلينا.. سأتذكر بألم رؤيتي لصديق عمري جثة هامدة بجانبي.. سأتذكر بعذاب كيف احترقت وكيف رأيت شقيقتي يتم اغتصابها أمامي دون أن أستطيع مساعدتها وحتى لم أستطع الصراخ و الاعتراض والتوسل إليهما لكي يتوقفا ولا....

 

" ولا يُكملا فعلتهما الشنيعة ويرحموها "

 

همست بعذاب وشعرت بالاختناق الشديد.. وقفت بعصبية وتوجهت نحو الحمام لكي أستحم وأريح أعصابي وأُبعد تلك الأفكار السوداء عن رأسي..

 

 

ماركو**

 

بعد ذهاب رومانوس إلى جناحه تنهدت بقوة ونظرت إلى الجميع بمن فيهم لوكاس و زوجته.. وقفت أمامهم وقلتُ لهم بجدية

 

" حالة الطقس سوف تُساعدنا في الخطة.. تذكر لوكاس جيداً حتى لو تحسن الطقس في الغد عليك أن تُخبر رومانوس بأن عطلا مفاجئ حصل في الهليكوبتر.. علينا أن نساعد رومانوس حتى يتغلب على ذلك الرهاب اللعين الذي رافقه منذ وقوع ذلك الحادث "

 

وافق الجميع معي لكن إيثان قال بغصة وبحزن

 

" ماذا سنفعل إن رفض رومانوس ركوب و قيادة السيارة بنفسه؟.. أنتَ تعلم جيداً بأنه لم يفعل ذلك منذ أكثر من خمس سنوات ونصف.. لا أظن بأن خطتك ستجدي نفعاً معه "

 

نظرت إليه بحنان وأجبته

 

" ستنجح خطتي.. رومانوس ليس أمامه سوى الذهاب بإحدى سياراته الموجودة في القصر.. هو قوي وسيتغلب بنفسه على مخاوفه من أجل حبيبته.. ونحن طبعا سوف نشجعه على فعل ذلك وطبعا الطائرة معطلة مهما صرخ وهتف بوجوهنا.. وإن أراد طائرة أخرى سنجبره بالقوة على الصعود في إحدى السيارات.. عندما يجلس خلف المقود سيتغلب على نصف مخاوفه "

 

وقفت فيليا واقتربت وعانقتني أمام الجميع ثم قالت بحنان

 

" أنا فخورة جداً بك حبيبي لأنك صديق مُخلص ورائع "

 

ابتسمت لها بحنان وقبلتُها قبلة ناعمة رقيقة على شفتيها ثم حملتُها بين يداي كالعروسة وغمزت الجميع قائلا

 

" استأذن منكم.. حان وقت النوم وزوجتي مُتعبة "

 

سمعت إيثان يقول بنبرة لعوبة

 

" واضح ما ستفعله أخي.. احترس جيداً فغرفة نومك مُلاصقة لغرفتي "

 

وجهت إليه نظرة غاضبة تحذيرية لكنه قهقه بقوة وحمل شارلي بين يديه بخفة وقال بخبث

 

" شارلي أيضا متعبة وتريد أن تنام "

 

" إيثاااان.. توقف "

 

همست شارلي بخجل وهي تدفن وجهها في صدره.. هززت رأسي بعجز وصعدت إلى غرفتي.. وطبعا بينما كنتُ أمارس الحب مع زوجتي وحبيبة قلبي سمعت بغيظ صرخات إيثان المثارة وقهقهة شارلي القوية..

 

" منحرفين للقمة "

 

همست وأنا ألهث بقوة فقهقهت فيليا برقة ثم داعبت وجنتاي بأناملها وقالت بحنان

 

" دعهما وشأنهما حبيبي.. ومارس الحب معي بجنون "

 

توسعت عيناي بدهشة ثم تأوهت بقوة عندما عادت فيليا تتحرك بسرعة وهي تجلس على عضوي الذكري المنتصب..

 

 

رومانوس**

 

كنتُ أمشي بتوترٍ شديد ذهاباً و إياباً في صالون القصر في ديفون وأنا أفرك قبضتاي وأحاول أن أتنفس بهدوء وبرتيبة.. تذمر إيثان قائلا

 

" رومانوس لقد أصبتنا بدوار لعين.. هلا توقفتَ قليلا وهدأت "

 

تجمدت بأرضي ونظرت إلى الجميع ثم هتفت بتوترٍ شديد

 

" ليس بيدي.. كيف واللعنة تعطلت الهليكوبتر فجأة.. إيثان عليك أن تخلق لي هليكوبتر أخرى في أسرع وقت.. استأجر واحدة أو اشتري لي واحدة لا أهتم.. أريدُ واحدة في أسرع وقت.. سأتأخر على ملكتي لقد أصبحت الساعة الثامنة والنصف ليلا "

 

توسعت عيون الجميع بصدمة لكن ماركو وقف بهدوء قائلا

 

" ما تطلبهُ رومانوس صعب جداً تحقيقه خاصة في هذا الوقت.. إنها ليلة رأس السنة والجميع يحتفلون.. ليس أمامك سوى أخذ سيارة والذهاب إلى ملكتك "

 

شحب وجهي بقوة وانسحبت أنفاسي وشعرت بأنني سأختنق.. فكيت بتوتر وبأصابع مُرتعشة أول زر من قميصي وقلتُ لـ ماركو بصوتٍ مخنوق

 

" لا أستطيع ماركو.. ما رأيك أن تذهب لجلب ملكتي إليّ فهذا الحل الأنسب و... "

 

هنا قاطعتني شارلي قائلة ببرود أعصاب

 

" ماركيز.. ماركو و إيثان و لوكاس لن يذهبوا إلى أي مكان.. ماريسا هي زوجتُك وعليك أن تُعيدها بنفسك كما تركتها.. السيارة ليست مُخيفة ثم إيثان أمنَ الطريق ومهدها لك.. ماريسا ستكون أكثر من سعيدة عندما تراك أمامها وخاصةً عندما تعلم بأنك تغلبتَ على رهاب السيارات من أجلها "

 

عانق إيثان شارلي بحنان وقبلها ثم رأيت لوكاس يقترب ليقف أمامي وأمسك بيدي اليمنى ووضع بها مفتاح السيارة قائلا بنبرة عملية

 

" السيارة في الخارج.. طبعاً تتذكر جيداً كيفية القيادة ولكن تذكر بأن تضيء المصابيح العالية لكي تستطيع الرؤية بوضوح أثناء القيادة فهي تُثلج في الخارج.. و.. حظ  موفق لك صديقي "

 

نظرت برعب إلى المفتاح وارتعشت يدي بقوة.. الجميع تخلى عني في هذه اللحظة حتى طائرتي الملعونة تعطلت..

 

خرجت من القصر وبلعت ريقي بصعوبة عندما رأيت سيارة رباعية الدفع تقف أمامي.. شعرت بالدوار وبارتجاف اليدين وتوتر عضلات الذراعين و الساقين.. لكنني تحكمت بنفسي واقتربت من السيارة ووقفت أمام الباب من ناحية السائق..

 

كبست على زر في المفتاح الإلكتروني وفوراً انفتح قفل الأبواب.. بلعت ريقي بصعوبة ووضعت يدي على مقبض الباب.. رفعت نظراتي نحو القصر ورأيت الجميع يختلسون النظر إليّ من خلف النوافذ.. وفور رؤيتهم لي أغلقوا الستائر بسرعة..

 

" ملاعين.. إن لم تكن الهليكوبتر مُعطلة سأنتقم منكم جميعاً.. سترون "

 

هتفت بحدة عليهم ثم تأملت الباب بخوف خارج عن إرادتي.. اللعنة يجب أن أدخل إلى السيارة وأنا مُقتنع من ذلك.. فكرت بهدوء بذلك ولكن بالفعل علامات القلق ظهرت على ملامحي.. أغمضت عيناي وهمست بصوتٍ منخفض

 

" من أجل ملكتي.. هيا رومانوس تسطيع فعل ذلك من أجلها "

 

فتحت الباب ودخلت بسرعة وجلست على المقعد خلف المقود وأنا مُغمض العينين وأغلقت الباب بسرعة لكي لا أتراجع.. سمعت صراخاتهم وهتافاتهم السعيدة من هنا.. فتحت عيناي ونظرت نحو القصر ورأيتهم يقفون خلف النوافذ وهم يصفقون بسعادة وبتشجيع لي..

 

ابتسمت برقة لكن شعرت بخفقان غير معهود في قلبي وتسارعت أنفاسي و بدوخة وارتجاف في اليدين وتوتر عضلات الذراعين و الساقين..

 

حاولت السيطرة على نفسي وبدأت بالتنفس ببطء من خلال الأنف والتوقف بعد كل شهيق وكل زفير من خلال البطن بدلا من الصدر.. ثم تركت العضلات التي ليست نشطة بشكل دائم تسترخي بالكامل في جسمي المتشنج أولهما ذراعي الأيسر الذي يقوم فقط بمسك المقود..

 

زفرت بقوة ووضعت حزام الأمان ثم أدرت المُحرك..

 

" من أجل ملكتي.. من أجلها فقط.. من أجل حبيبتي ومالكة قلبي "

 

همست لنفسي بتلك الكلمات وأمسكت بإحكام بيدي اليسرى بالمقود وبيدي اليمنى أمسكت بمغير السرعة ودستُ بقدمي بخفة على دواسة البنزين.. ضحكت بسعادة رغم سرعة نبضات قلبي عندما تحركت السيارة بخفة إلى الأمام.. بدأت أقود باحترافية مثل سابق عهدي وأنا ابتسم وأضحك بفرح

 

" ملكتي أنا أتٍ إليكِ "

 

هتفت بسعادة مُفرطة إذ من أجلها تغلبت على رهابي من السيارات.. من أجلها سأفعل المستحيل..

 

عندما اقتربت من منزلها ضغطت على البوق بحماس وأنا أضحك بسعادة.. تفاجأت لرؤيتي لها تجلس في الخارج في هذا الطقس البارد والمثلج وهي لا ترتدي سوى الفستان الذي اخترته لها بنفسي.. أوقفت السيارة أمامها وترجلت من السيارة ووقفت أنظر إليها بكل الحُب الذي يعتمر بداخلي..


رواية ماركيز الشيطان - فصل 38 الأخير - ملاكي الحارس

 

" ماريسا... "

 

همست باسمها بحنان وبمحبة كبيرة ورأيتُها تقف وهي ترتعش بشدة من رأسها حتى أغمص قدميها..

 

" حبيبتي.. ملكتي ومالكة قلبي "

 

هتفت لها بجنون وركضت نحوها.. ركضنا معاً في نفس الوقت وتعانقنا بجنون أسفل الثلوج.. حضنتُها بشدة إلى صدري ثم رفعت جسدها من خصرها ورفعتُها عاليا وأنا أهتف لها بملء صوتي

 

" ملكتي.. حبيبتي.. عشقي.. روحي.. أحبُكِ بجنون.. سامحيني مالكة قلبي.. أنا لا أستطيع العيش من دونك.. لا أستطيع "

 

أنزلتُها برفق وأمسكت بوجنتيها ومسحت بإبهامي دموعها عن وجنتيها الرقيقتين.. تأملتُها بعشقٍ كبير وهمست بسعادة 

 

" أحبُكِ ملكتي.. أحبُكِ يا مالكة قلبي "

 

ابتسمت برقة وشهقت بقوة وهمست قائلة لي بصوتٍ مُرتجف

 

" وأنا أعشقُكً ملاكي الحارس.. أعشقُكَ بجنون ولا أستطيع العيش من دونك.. لقد سامحتُك حبيبي.. سامحتُك حتى قبل أن أعرف بأنك هو.. "

 

لم أنتبه بأنني كنتُ أبكي إلا عندما رفعت ماريسا يديها ومسحت برقة بأناملها دموعي عن وجنتاي.. ابتسمنا  بسعادة لا توصف ثم أغمضت عيناي وأخفضت رأسي ومزجت شفتاي بشفتيها الباردتين..

 

قبلتُها بحنان.. قبلتُها برقة.. قبلتُها بعاطفة جياشة.. قبلتُها باشتياق.. قبلتُها بشغف.. وقبلتُها قبلة نابعة من أعماق قلبي..

 

شفتيها أصبحت دافئة بينما كانت تُبادلني القبلة.. شهقت بقوة وأنا أمتص رحيق شفتيها بجوع وبنهم.. ولم أرغب بالتوقف عن تقبيلها أبداً لكن رغما عني فعلت.. توقفت عن تقبيلها ووضعت جبيني على خاصتها وهمست لها بحرقة قائلا

 

" عالمي كان مظلم وممل عندما لا يكون لدي ابتسامة وجهكِ ملكتي.. عالمي كان كئيب وأنتِ بعيدة عني.. بالكاد كنتُ أستطيع التنفس في بُعدكِ عني.. فأنتِ ساكنة في روحي وفي كياني.. أخطأت وتركتكِ ترحلين بعيداً عني لكنني لن أكرر خطئي هذا أبداً.. أنتِ أملي الوحيد في حياتي.. أعدكِ بأنني سأبذل قصارى جهدي للاعتذار عن كل أخطائي وتعويضكِ و.. "

 

رفعت ماريسا يدها ووضعت أناملها المرتعشة على فمي تمنعني عن إكمال حديثي.. أبعدت وجهها قليلا وفتحت عيناي ورأيتُها تنظر إليّ بنظرات جعلت قلبي يرتعش من فرط السعادة.. قبلتني ماريسا على  شفتاي بخفة ثم همست قائلة برقة لا توصف

 

" لقد عوضتني ملاكي.. عوضتني عندما جلبتني إلى إيطاليا.. عوضتني عندما عاملتني بمحبة وبرقة وبعاطفة.. عوضتني لأنك أعدتَ لي أطفالي.. وعوضتني عندما جعلتني أرى حقيقتك الجميلة وجعلتني أعشقكَ بجنون.. أنتَ ملاكي الحارس.. فمع كل كلمة حُبّ نطقتها لي هزت دواخلي و استحليتَ أنتَ يا ملاكي كل حياتي.. أصبحتَ تتسلل نحوي في كل مكان و تحتل فكري أينما كُنت.. أنت الذي أنقذتني من أحزاني و نبشت داخل أعماقي واستقريتَ في قلبي.. أنتَ ملاكي الحارس الذي غير كل موازين حياتي "

 

شهقت بقوة وسالت دموع الفرح من ركن عيناي.. قبلت ماريسا دموعي بشفتيها الناعمتين ثم وضعت وجنتها وألصقتها على وجنتي وهمست بحنان قائلة

 

" ظننت بأنك كرهتني بسبب هروبي منك.. ظننت بأنني خسرتُك إلى الأبد.. وقلتُ في نفسي إن لم تُحبني و إن لم تجمعنا الأيام و إن لم نكن لبعضنا إلا انك ستظل ملاكي الحارس.. وقررت أن أعود لسجنك كل ما هربت منه ولكن هذه المرة سأعود و أقفل بنفسي الأصفاد والأقفال به.. لأنك ملك قلبي.. وأنا أريد رؤية عينيكَ ماركيزي في كل لحظة و أذوب في ضحكتها.. أريدُ أن أرى ابتسامتكَ الخاصة بي وأتمنى أن أحيا فيها إلى الأبد.. أنا أريدُكَ أن تكون مَلكاً على عرش قلبي وإلى الأبد "

 

دموعي الفرحة كانت الكلمات الوحيدة التي استطاع قلبي لفظها.. شهقت بقوة وقبلتُها بعاطفة جياشة ولم أتوقف عن الهمس لها مع كل قبلة كم أنا أحبُها و أعشقُها..

 

ابتعدنا عن بعضنا نلهث بقوة ووسطت تساقط الثلوج ابتسمنا لبعضنا برقة متناهية وعيوننا تكلمت مع بعضها بلغة صامتة خاصة بها..

 

حضنت ملكتي بشدة ودفنت رأسها في صدري وتركتُها تسمع لغة قلبي العاشق لها.. ظللنا واقفين على تلك الوضعية لدقائق طويلة ثم أفقت من عناقي الحار لها وحملتُها كالعروسة بين يداي وتوجهت نحو السيارة ووضعت ماريسا برفق على المقعد الأمامي بجانب السائق ثم وضعت لها حزام الأمان وأغلقت الباب بهدوء..

 

جلست بسعادة خلف المقود ورأيت ماريسا تتأملني بصدمة ثم ابتسمت بحنان وأمسكت بيدي اليمنى وقالت برقة

 

" أنتَ.. لقد.. لقد أتيت إليّ بالسيارة!!.. أخيراً تغلبتَ على رهاب السيارة "

 

ابتسمت لها بعاطفة ورفعت يدها وقبلتُها بحنانٍ شديد ثم حضنت يدها إلى صدري وقلتُ لها

 

" من أجلكِ سأفعل المستحيل ملكتي "

 

ابتسمنا بحنان لبعضنا وأدرت المحرك وقدتُ السيارة بهدوء وسط الثلوج.. كنتُ أمسك بالمقود بيدي اليسرى بينما بيدي اليمنى كنتُ أحتضن يد ملكتي بحنان.. سمعتُها تسألني بدهشة قائلة

 

" رومانوس.. كيف لم يُرسل إيثان خلفك جيش من الحراس الشخصيين؟.. هذا غريب!! "

 

قهقهت بخفة ثم قلتُ لها

 

" من هذه الناحية هو طبعاً لم ينسى.. لكي لا يُزعجنا قرر ببساطة أن يذهب لرؤية المحافظ وطلب منه إذناً خاصا بإقفال الطريق من قصري نحو منزلك ومنع أي سيارة من المرور بها لفترة ثلاث ساعات.. ولا أعرف فعلا كيف أقنع المحافظ بذلك لأنه لم يعترض ووافق على طلبه.. كما أن إيثان نشر جميع حُراسي المساكين على الطريق للتأكد من عدم مرور أي سيارة غريبة "

 

شهقت ماريسا بدهشة وقهقهت بخفة بينما كنتُ أُشير لها بيدي نحو سيارة رباعية الدفع تابعة لحرسي الشخصي تقف بجانب الطريق

 

" أنظري.. هذه إحدى سيارات حرسي الشخصيين "

 

ابتسمت ماريسا بخفة وقدتُ السيارة وتجولت بها في الطرقات حتى يحين الوقت المناسب لمفاجأتي لها.. بعد مرور بعض الوقت قالت ماريسا بتعجُب

 

" رومانوس لماذا تقود على نفس الطريق؟.. إنها المرة الثالثة التي تقطع بها الطريق نفسها!.. إن أردت يمكننا الذهاب إلى منزلي "

 

رفعت يدها وقبلتُها وهنا أخيراً سمعت رنة هاتفي دليلا على وصول الرسالة المنشودة أخيراً.. ابتسمت بوسع وقلتُ لها

 

" لم أقُد سيارة منذ زمنٍ طويل.. ولكن حان الوقت لنذهب إلى وجهتنا "

 

سألتني برقة وبخجل

 

" إلى أين سنذهب ماركيزي الوسيم؟ "

 

نظرت إليها بحنانٍ كبير قائلا

 

" إنها مفاجأة "

 

وبعد دقائق أخيراً أوقفت السيارة أمام مدخل القصر.. شهقت ماريسا بإعجاب وقالت

 

" ما أجمل هذا القصر.. لمن هو؟ "

 

اختفت ابتسامتي ونظرت إليها قائلا بحزن

 

" هو لي.. اشتريته منذ ثلاث سنوات ونصف تقريبا مع ذلك الفندق لكي... "

 

توقفت عن التكلم ثم نظرت نحو القصر وتابعت قائلا

 

" و منذ أسبوعين طلبت من ليوناردو أن ينقل ملكيته إليكِ.. بسبب الأعياد تأخرت المعاملات قليلا ولكن سند الملكية سيكون في يدك بعد غد "

 

شعرت بيد ماريسا تضغط بخفة على يدي وهنا نظرت إليها ورأيتُها تبتسم لي بحنان ثم قالت بنبرة جادة

 

" رومانوس.. أنا نسيت الماضي وآلامه.. أزلتهُ نهائياً من رأسي.. تعلمت من أجلك كيف أدفنهُ بيدي وفعلت.. فعلت ذلك من أجلك ومن أجل نفسي وأطفالنا.. لذلك عليك أيضاً أن تنسى الماضي وتدفنه بيديك كما دفنتَ ذلك الشيطان.. لا للحزن بعد الآن ولا للألم.. دعنا نعيش المستقبل لحظة بلحظة "

 

شعرت بغصة عميقة في داخلي إذ لم أستطع تصديق ما تفوهت به ملكتي للتو.. حضنتُها بشدة إليّ وهمست في أذنها

 

" أشكركِ حبيبتي.. أشكركِ على كل شيء.. أنتِ هي ملاكي الحارس وليس أنا.. سأفعل أي شيء تطلبينه مني.. أعدكِ بأنني ومنذ هذه اللحظة لن أتذكر الماضي.. لقد دفنتهُ بيدي كما طلبتِ مني ملكتي "

 

تنهَدتْ بسعادة وبادلتني ماريسا العناق ثم ابتعدت عني ووضعت يديها على وجنتاي وقالت لي بدلال

 

" هل سنبقى في السيارة إلى الأبد أم سننزل؟ "

 

ابتسمت لها بوسع ثم أشرت لها لتبقى في السيارة.. ترجلت مسرعا من السيارة وتوجهت ناحية الباب بجانب السائق وفتحته ورفعت يدي لملكتي وساعدتُها بالخروج ثم توجهنا نحو القصر المظلم..

 

فتحت الباب وأشرت لماريسا بالدخول وما أن فعلت ذلك حتى أضيئت الأضواء في كامل القصر وصرخ الجميع بسعادة

 

" مفاجأة...... "

 

شهقت ماريسا بصدمة ووضعت يديها على فمها ونظرت بعينيها الدامعة إلى الجميع.. كان إيثان يقف بوسط الغرفة وبجانبه شارلي تقف على العكازات وأمامها بيترو وبجانبهم فيليا و ماركو.. ووقف لوكاس مع زوجته وبجانبهم وقف ماثيو على العكازات بينما الصغيرة إيلينا و التوأم يقفون أمامه وهم يقفزون بسعادة ويهتفون بملء صوتهم

 

" مااااااااامي.. دااااااااادي.. خالي روم... "

 

وقفت بجانب ماريسا وأنا أضع يدي على خصرها.. ركضوا الأطفال الثلاثة وعانقونا بشدة معاً.. حملت أطفالي وقبلتهم باشتياقٍ كبير ثم أنزلتهم وحملت إيلينا.. ابتسمت لي بوسع وقالت

 

" رأيت خالي روم.. لقد كتمت السر كما طلبتَ مني.. لم أُخبر عمتي بأنك ستأتي و بأننا سنعمل لها مفاجأة "

 

نظرت ماريسا بدهشة وسألت إيلينا بذهول

 

" كنتِ تعرفين يا شقية ولم تُخبريني؟ "

 

ابتسمت إيلينا بوسع وقالت لها

 

" نعم عمتي.. لقد اتفقت مع أبي وخالي روم على كل شيء.. لو أخبرتُكِ لم تكن ستكون مفاجأة لكِ "

 

قهقهت بخفة وقبلت صغيرتي على وجنتيها وقلتُ بفخر

 

" صغيرتي الجميلة والذكية هي كاتمة أسرار خالها العزيز "

 

رأيت بحزن ملكتي تبكي.. أوقفت إيلينا على الأرض ونظرت بحزن إلى ملكتي قائلا بينما كنتُ أمسح دموعها بإبهامي

 

" لماذا تبكين ملكتي؟.. أتألم بشدة عندما أرى دموعكِ "

 

شهقت بقوة وحضنتني بشدة إليها وقالت من بين شهقاتها

 

" إنها دموع الفرح حبيبي.. دموع الفرح فقط "

 

أبعدتُها عني قليلا وقبلت وجنتيها قائلا

 

" لا أريد رؤية دموعكِ بعد اليوم ملكتي "

 

أومأت لي موافقة ورأيتُها تبتعد عني وركضت باتجاه شارلي...

 

 

ماريسا**

 

مثل الحلم رأيت رومانوس أمامي.. ظننت نفسي أتخيله يقف أمام تلك السيارة في وسط الثلوج.. بكيت بسعادة عندما عرفت بأنه هنا أمامي وأتى من أجلي..

 

كنتُ سعيدة.. سعيدة جداً لدرجة أنني كنتُ أطير في السماء.. أخيراً عادت الحياة لتبتسم لي من جديد..

 

رومانوس فاجأني بتغلبه على رهابه من أجلي وفاجأني أكثر بمفاجأته لي في القصر.. عندما دخلت أُضيئت الثريات في القصر بكامله ورأيت بصدمة الجميع يقفون في وسط الصالون الفخم ومن بينهم ماثيو وأطفالي وصغيرتي إيلينا و بيترو..

 

كان قد تم تزين الغرفة بالبالونات والورود الحمراء.. بكيت بسعادة لا توصف بينما كنتُ أحتضن أنا و رومانوس الأطفال.. هذه المفاجأة هي من أجمل المفاجآت التي فعلها من أجلي ملاكي الحارس..

 

" لا أريد رؤية دموعكِ بعد اليوم ملكتي "

 

عندما همس لي رومانوس بتلك الكلمات بعطفٍ كبير أومأت له موافقة وقررت أن أتكلم مع شارلي و ماركو وأعتذر منهما.. ركضت نحو شارلي ووقفت أمامها ابتسم لها بخجل.. ابتسَمَت لي برقة وقالت

 

" ماريسا أنا آسفة لأنني أخفــ.. هااااااااههههه... "

 

شهقت بصدمة في النهاية عندما حضنتُها وقبلت وجنتها ثم نظرت إليها بحنان قائلة

 

" لا صديقتي لا تعتذري مني.. أنا من يتوجب عليها أن تعتذر.. لقد جرحتُكِ في الصميم وأنتِ على سرير المستشفى تتألمين.. كنتُ غاضبة من نفسي وليس منكِ.. كنتُ غاضبة من الحياة وقساوتها عليّ.. أنتِ لا ذنب لكِ وأنا تفهمت موقفكِ لاحقا وشعرت بالخزي من نفسي لأنني ألمتكِ.. سامحيني صديقتي "

 

ترقرقت الدموع في عينيها وقالت لي بمرح

 

" تعالي لكي أقبلكِ مارسي.. أنتِ الصديقة الوحيدة التي كنتُ أخاف بأن يأتي يوم و أخسرها بسبب صمتي.. لو تعلمين كم تعذبت لكي أجعل فمي يصمت عن بوح الحقيقة لكِ "

 

قهقهت بخفة وعُدت وحضنتُها من جديد ثم ابتعدت عنها ونظرت نحو ماركو.. كان يتأملني بعاطفة كعادته فابتسمت له بوسع واقتربت منه وقلتُ له بخجل

 

" ماركو.. أتمنى أن تسامحني على كلماتي القاسية بحقك.. أنتَ أفضل صديق وأخ قد يجده إنسان على وجه هذه الأرض.. لطالما اعتبرتك بمثابة أخٍ لي و... "

 

أمسك بيدي وتنهد بقوة وعانقني قائلا لي بهمس

 

" لا تعتذري ماريسا.. أتفهم جيداً صدمتك ولذلك عذرتكِ.. أتمنى أن تعيشي بسعادة وإلى الأبد مع رومانوس لأنكما تستحقان كل السعادة "

 

ابعدني عنه بسرعة ثم همس بأذني

 

" سيقتلني سيد عاشق بسبب غيرتهُ عليكِ الأن.. لذلك عناقي لكِ كان صغير.. وطبعا لا أستطيع تقبيل وجنتكِ وإلا قتلني "

 

ضحكت بشدة ونظرت نحو رومانوس.. اختفت ضحكاتي بسرعة عندما رأيت نظراتهِ النارية والمصوبة على المسكين ماركو.. هززت رأسي بعجز ثم غمزت ماركو قائلة

 

" إذا يتوجب عليّ لجم غيرته من الآن وصاعداً.. سأعمل على فعل ذلك وبجدية "

 

الأمسية كانت رائعة جداً.. هذه الأمسية الجميلة لن ننساها جميعاً وإلى الأبد..

 

خمسة... أربعة... ثلاثة... اثنان... واحد... كل عام ونحن سعدااااااااااااااااااء...... "

 

هتف الجميع بسعادة في الساعة الثانية عشرة في منتصف الليل.. تبادلنا التهاني بحلول عام جديد ثم وقفت أمام ماركيزي وهمست له بكل الحب بداخلي

 

" سنة سعيدة حبيبي.. أتمنى أن نظل عائلة واحدة مُحبة إلى الأبد.. أحبُك "

 

نظر في عمق عيناي وهمس قائلا لي بحنان

 

" كل عام وأنتِ حبيبتي و ملكتي.. سنة سعيدة ملكتي.. أحبُكِ "

 

ثم أخفض رأسه وداعب شحمة أذني بلسانه جعلني أرتعش بجنون وهمس بأذني بنبرة مثيرة قائلا

 

" أريدُكِ ملكتي.. لم أعُد أستطيع الانتظار أكثر.. ما رأيكِ أن نتسلل بهدوء ونصعد إلى جناحي الخاص؟ "

 

احمرت وجنتاي بشدة وأجبته بهمسٍ خجول

 

" موافقة ماركيزي "

 

ابتسم لي تلك الابتسامة المدمرة لقلبي وأمسك بيدي ومثل المراهقين تسللنا من أمام الجميع وركضنا بسرعة وصعدنا على السلالم.. حملني رومانوس بين يديه ودخل إلى جناحه وأقفل الباب بالمفتاح.. توجه نحو غرفته وأنزلني برفق لأقف على قدماي ثم همس بصوتٍ مُشبع بالرغبة والحُب

 

" أريدُكِ زوجتي و.. "

 

شهقت بخوف وقاطعته قائلة بذعر

 

" رومانوس أنا.. أنا لقد قمتُ بالتوقيع على أوراق الطلاق و... "

 

وضع أصبعه السبابة على شفتاي وقال لي بنبرة حنونة

 

" لا حبيبتي لم تفعلي "

 

ثم شرح لي ما حدث و بأنني ما زلتُ زوجته.. شعرت بالسعادة وقلتُ له بحياء

 

" إذا ماذا تنتظر يا زوجي الحبيب؟!.. مارس معي الحب وفوراً "

 

شتم رومانوس بقوة وسحق شفتاي بقبلة لذيذة شهوانية خاطفة للأنفاس.. جردني بسرعة جنونية من فستاني وملابسي الداخلية ثم خلع ملابسه ووقف أمامي عارياً بالكامل..

 

انتباه مشهد حميم**

 

فاجأني عندما جعلني أقف أمامه ثم ادارني ليصبح ظهري مواجها له.. شعرت بشفتيه تُقبل بخفة عنقي.. ارتعشت بين يديه بلذة وتأوهت باسمه بهيام

 

" نعم حبيبتي.. لا تكتمي تأوهاتكِ الجميلة.. دعيني أسمعها وأسمع اسمي يخرج من بين شفتيكِ برغبة حارقة من أجلي "

 

صوته المرتعش في أذني بتلك الرغبة جعلني أرتعش أكثر بإثارة.. يديه كانت تتجول على مفاتني لتستقر على صدري ويعتصره بخفة بقبضتيه..

 

تأوهت بألم قليلا إذ صدري وحلماتي أصبحوا حساسين بسبب حملي.. لكنني لم أعترض مداعباتهِ لهما بيديه وأصابعه.. أبعد يده اليمنى وبدأ يتحسس بطني نزولا نحو منطقتي.. فرقت ساقاي عن بعضها لأسمح ليده بلمس مهبلي..

 

تجولت يده على مهبلي وبدأ يداعبه بأصابعه بحركات دائرية ويمسده بشكلٍ محترف جعلني أبتل بسببها.. شهقت على ذلك الشعور الذي يسري في جسدي الأن.. كنتُ أرتعش بالكامل وحرارة شديدة اشتعلت بجسدي.. امتص عنقي وعضه بخفة ثم لعق بشرتي فتشبثت بكلتا يداي بخصره وتأوهت بقوة وبإثارة

 

" ااااااااااااااااه.. رومانوس... حبيبي "

 

حركة أصابعه على فُتحة مهبلي أشعلت رغبة عنيفة في داخلي لم أعهدها من قبل ولم أعيشها سابقاً فشعرت بسائل يمشي على فخداي إثباتاً على رغبتي التي اكتسحت كامل جسدي وكياني.. شتم رومانوس بهمس وخرجت شهقة عميقة من فمي عندما أدخل أصبعه في فتحة مهبلي..

 

أغمضت عيناي وفتحت فمي مثل السمكة أتأوه بجنون وبمتعة بسبب شعوري بأصبعه يلمس جدار مهبلي من الداخل.. أدخل أصبعه الثاني وخرجت صرخة خفيفة من فمي من جراء الألم الخفيف الذي شعرتُ به.. أرحت رأسي على كتفه ولم أستطع التوقف عن الأنين بمتعة بينما أصابعه تدفع بداخلي بشكلٍ ممتع ومريح وجميل..

 

أدخل أصبعه الثالث وتأوهت بألم بسبب شعوري بجدار مهبلي تتوسع.. بعد لحظات شعوري بالألم أصبح أخف بعد أن أصبحت أصابعه تتحرك ببطء وكأن الألم تحول لشيء آخر لمتعة لا حدود لها..

 

جذب شعري بيده اليسرى بخفة ليرجع رأسي أكثر إلى الخلف وبدأ يمتص عنقي بنهم ليدخل أصابعه بقوة في مهبلي لأشهق بقوة وأنا أتأوه برغبة ومتعة.. وبدأ يحركها بسرعة فائقة وهو يهمس لي بصوتٍ مختنق من شدة الرغبة

 

" ابتلي أكثر من أجلي ملكتي.. دعيني أمتعُكِ.. أريدُكِ أن تصرخي بقوة باسمي وأنتِ تبلغين نشوتكِ للمرة الأولى الليلة بسبب أصابعي فقط.. النشوة الثانية ستكون بسبب لساني الذي يريد أن يأكل مهبلكِ الجميل ويتذوق طعم سائلكِ اللذيذ.. أما المرة الثالثة ستبلغين نشوتكِ بسبب عضوي الذكري الذي يحترق للدخول في فُتحتكِ ويغرق بداخلها بمتعة "

 

تأوهت بقوة باسم رومانوس وارتعش جسدي بجنون وشعرت بالإحراج عندما أحسست بسائل يخرج من فتحتي ليسيل ببطء على فخذاي العاريين.. سحب رومانوس أصابعه من فتحتي ورأيته بخجل يمتصهما بلذة وهو يتأوه باستمتاعٍ شديد..

 

احمرت وجنتاي لكنه قبلني برقة وهمس قائلا لي بنشوة وهو يحملني بين يديه ويتجه نحو السرير

 

" حان وقت لساني ملكتي.. تحضري له "

 

" اااااااااااااااااااااههههههههههههههههههههه.. رومانوس.. رومانووووووس "

 

هتفت بمتعة بينما لسانه كان يلحس كل انش من مهبلي ثم ادخله في فُتحتي وبدأ يضاجعني به.. كنتُ أطير فوق السحاب وأنا أتوه بعمق وبجنون وبمتعة باسمه وعندما بلغت نشوتي للمرة الثانية أدخل رومانوس عضوه الذكري المنتصب بداخلي وبدأ يدفع بداخلي بدفعات رتيبة لتتحول بعد وقتٍ طويل إلى دفعات مُتملكة سريعة و راغبة..

 

شعور جميل لا يمكن وصفه عندما يمتلك المرأة زوجها الذي تعشقهُ بجنون.. شعرت بأنني أسبح في الهواء بسبب شعوري به بداخلي.. أنا وهو جسداً واحداً إلى الأبد.. هو ملكني منذ البداية.. جسدي ليس له مالك سوى ماركيزي..

 

هو كان البداية وسيكون النهاية....

 

انتهى المشهد الحميم**

 

بعد مرور شهر.. كنتُ نائمة على سرير المستشفى أنظر بقلقٍ شديد إلى رومانوس و ماركو.. ماركو كان متوتراً أكثر مني ومن رومانوس..

 

ذهبت إلى مستشفى ماركو لأخضع لأول فحص شامل لطفلي.. تشاجرت مع رومانوس بخصوص الطبيب النسائي الذي سأختاره.. في النهاية قرر أن يكون ماركو..

 

شعرت بالذهول لقراره ولكن لم أستطع مُجادلته إذ قال لي بغيرة فظيعة

 

" لن أسمح لأحد برؤيتكِ وفحصكِ سوى ماركو.. صحيح هو طبيب جراح لكنه ساعدكِ في ولادتكِ للتوأم وهو من سيفعل لطفلي الحالي "

 

في الحقيقة لم أعترض على غيرتهِ الجنونية لأنني أرتاح لـ ماركو كطبيب وأثق به.. والمسكين وافق بسرعة خوفا من غضب رومانوس عليه..

 

كان ماركو يُحرك القطعة التابعة لآلة السونار على بطني وهو ينظر بصدمة إلى الشاشة.. نظرت إلى الشاشة برعب وهمست بقلقٍ شديد

 

" ماركو.. ما به ابني؟.. هل يشكو من شيء؟!!!.. أخبرني أرجوك "

 

شحب وجه رومانوس وهتف بذعر

 

" ما به طفلي ماركو؟!!.. تكلم "

 

حدق ماركو إلى الشاشة وشهق بقوة.. ارتعبت وبدأت أرتجف بعنف.. لكن فجأة توقفت رعشتي وحدقت إلى ماركو بصدمة عندما أبعد المسكة عن بطني وقال ببرود أعصاب

 

" مبروك سوف تُرزقان بأربعة توائم.. حاليا لا أستطيع معرفة جنسهم فذلك صعب.. لديكما توأم بكيس واحد و توأم بكيس آخر "

 

" ماذااااااااااا؟!!!... أربعةةةةةةةةةة!!!!!!!!!... "

 

هتفت بصدمة كبيرة ورأيت الظلام يلفني...

 

 

رومانوس**

 

ماريسا حامل بأربعة أطفال؟!!!!... تجمدت بأرضي وأنا أنظر إلى الشاشة وابتسامة غبية مرسومة على وجهي.. فجأة سمعت ماريسا تحتف بصدمة

 

" ماذااااااااااا؟!!!... أربعةةةةةةةةةة!!!!!!!!!... " 

 

نظرت إليها ورأيتُها برعب تُغلق عينيها وتغيب عن الوعي..

 

" ماريسا... حبيبتي.... "

 

هتف بفزعٍ شديد وجلست على طرف السرير الصغير واحتضنت ماريسا الغائبة عن الوعي بين يداي..

 

كان قلبي على وشك التوقف من شدة خوفي عليها.. رأيت بدهشة ماركو يبتسم وهو يقول لي بهدوء تام

 

" لا تخف لقد أغمي عليها من شدة الفرح أو الصدمة.. هنيئاً لك صديقي ستصبحُ أباً لستة أطفال قريباً.. جيف و مابيلا والصغار الأربعة في رحم زوجتك.. هذه مفاجأة لم أكن أتوقعها أبداً "

 

لم أستطع سوى أن ابتسم بحنان كُلي عندما سلمني ماركو صور السونار وبدأ يشرح لي أين هم أطفالي بالدور.. نظرت إلى ملكتي بسعادة لا توصف.. هي دائماً ما تفاجأني...

 

ولكن هديتها لي اليوم كانت ثاني أجمل هدية لي بعد التوأم..

 

بكيت بسعادة لا توصف فلطالما حلمت بأن يكون لي عائلة كبيرة وها هي ملكتي حققت لي هذا الحُلم...

 

 

ماريسا**

 

فتحت عيناي بضعف ورأيت رومانوس يبكي وهو يضحك بسعادة بينما كان يتأمل صور السونار.. ابتسمت برقة وهمست له قائلة

 

" هل حقاً أنا حامل بأربعة أطفال؟ "

 

التفتَ بسرعة وتأملني بفرحٍ كبير ثم عانقني بشدة إليه وقال بهمس

 

" نعم ملكتي.. سنُرزق بأربعة أطفال.. هذه المرة لن أسمح لمخلوق على وجه الأرض بأن يُبعدهم عنكِ وعن أحضانكِ.. أعدُكِ بذلك "

 

" أعرف حبيبي.. وأنا متأكدة من أنك ستفعل ذلك.. فأنا أثقُ بك ثقة عمياء "

 

همست له بتلك الكلمات وقبلتهُ على شفتيه بحنان..

 

كنتُ أطير من شدة الفرح.. لقد عُدنا جميعاً منذ شهر تقريباً إلى إيطاليا حتى ماثيو و إيلينا.. فأخي رفض البقاء في ديفون وقرر أن يبيع شركته ويأتي برفقتنا هو و إيلينا إلى إيطاليا..

 

طبعا رومانوس وافق حتى أنه طلب من ماثيو بأن يسكن معنا في القصر في دي فالكوني.. وطبعاً أخي وافق على ذلك وأتى معنا وها هو يعيش معي في قصر حبيبي..

 

حتى أن رومانوس عرض عليه إدارة أحد مصانعه ولم يعترض أخي..

 

الجميع كانوا سعداء.. وحياتنا أصبحت مليئة بالفرح والسعادة والضحكات.. والآن عرفت بأنني حامل بأربعة أطفال.. يبدو أننا سنجعل القصر يمتلئ بأطفالنا وطبعا لم أُمانع ذلك ما دام ملاكي الحارس بجانبي..

 

كنتُ في شهري السابع عندما وردنا اتصال من ماركو بأن فيليا تلد طفلها.. توجهت برفقة رومانوس إلى المستشفى ورأيت شارلي تحمل طفلها الرضيع والذي سمته باسم دانييلو ولكن كنا ندلعه باسم داني..

 

شارلي أنجبت دانييلو في المستشفى منذ شهر تقريبا.. والمسكين إيثان نال شتائم وعضات بعدد شعر رأسه وهي تلد طفلهما.. جلست بجانب شارلي وأنا أتأوه بقوة..

 

أصبح بطني كبير وبالكاد قدماي كانت تستطيع حملي.. رومانوس كان معظم الوقت يحملني ولا يسمح لي بإرهاق نفسي.. مع ذلك كنتُ دائما أحاول السير وتحريك جسدي..

 

انتظرنا بفارغ الصبر لمدة ساعة ونصف حتى أخيراً سمعنا صوت صرخات المولد الجديد.. والتي هي فتاة وسيكون اسمها كما اختارته لها فيليا وهو فالنتينا..

 

بعد ربع ساعة خرج ماركو من غرفة الولادة وهو يحمل طفلته بين يديه وقال لنا بسعادة

 

" رحبوا بصغيرتي وطفلتي الجميلة فالنتينا "

 

ابتسمت بوسع ولكن اندهشت عندما رأيت رومانوس يركض أولا ليقف أمام ماركو ويقول له بنبرة لم تُعجبني أبداً

 

" أعطني الطفلة لكي أراها "

 

والأحمق ماركو سلمهُ طفلته وبصدمة مهولة رأيت رومانوس يُنيم الطفلة على بطنها وصفعها على مؤخرتها صفعتين لتفتح الطفلة المسكينة فمها وتجهش بالبكاء..

 

" رومانوووووووس.. ماذا فعلتَ لابنتي أيها المجنون؟ "

 

قهقه رومانوس بقوة ثم حمل الطفلة وعانقها وبدأ يهمس لها بكلمات رقيقة حتى هدأت فجأة عن البكاء ثم نظر إلى ماركو المُرتعب وقال له بخبث

 

" سبق وصفعتَ أطفالي عندما ولدتهم وها أنا أُعيد الصفعتين لطفلتك "

 

ضحك الجميع عليه لكننا خرسنا بسبب نظرات رومانوس الحادة.. حمل ماركو الطفلة وحضنها إلى صدره وهمس بفحيح بوجه رومانوس قائلا بغضب من بين أسنانه

 

" يعيش الجنين في رحم أمه لمدة تسعة أشهر وعشرة أيام تقريباً.. أي ما يُعادل أربعين أسبوعاً.. ويكون طيلة هذه المدة يسبح في الماء الامينوسي المُحيط به بالكامل.. وعندما يلد تكون الرئتان ما زالتا مملوءتين بالسائل الأمينوسي فلذلك نحمل الطفل من قدميه ونصفعه على مؤخرته ليخرج السائلُ من فمه لتدخل كمية كبيرة من الهواء إلى رئتيه الفارغتين فتخرُج من الطفل صرخة عالية بسبب كمية الهواء التي تخرج منه.. هذا هو السبب الفعلي لما فعلته لأطفالك يا ماركيز "

 

كتف رومانوس يديه أمام صدره وضحك بخفة قائلا

 

" أعلم السبب.. ومع ذلك لأنك صفعت مؤخرة أطفالي صفعت مؤخرة طفلتك.. انتقمتُ لهما "

 

قهقهت بخفة وأنا أهز رأسي بعجز ثم أعطى ماركو الطفلة للممرضة وطلب منها أن تهتم بها جيداً.. بعد أن اطمئن الجميع على فيليا عدنا إلى المنزل..

 

كنتُ أتأوه بمتعة بينما رومانوس يُمسد لي قدماي المنتفختان.. رأيته يبلع ريقه بقوة وهمس قائلا لي بصوتٍ مبحوح

 

" لا تتأوهي ملكتي بهذا الشكل.. ارحميني "

 

نظرت بسرعة إلى وسطه وعضيت شفتي السفلية بأسناني بينما كنتُ أتأمل انتصابه الكبير أسفل قماش سرواله.. رفعت نظراتي ونظرت إليه بإغراء قائلة

 

" ماركيزي.. ما رأيك أن نفعل جولة سريعة و... "

 

قاطعني قائلا بخوف

 

" لا ملكتي لن نمارس الحب.. ماذا سأفعل لو أذيتُكِ أو... "

 

لا أعلم ما حصل لي لكنني أجهشت بالبكاء المرير.. ترك رومانوس قدماي وجلس على ركبتيه أمامي على السرير وهتف بقلقٍ شديد

 

" ماريسااااا!!!.. حبيبتي هل تتألمين؟.. لا تبكي أرجوكِ "

 

فتحت عيناي وأمسكته من ربطة عنقه وجذبتهُ بعنف ناحيتي 

رواية ماركيز الشيطان - فصل 38 الأخير - ملاكي الحارس


نظرت إليه بقهر وقلتُ له بمرارة

 

" أريدُك... أأاععععععععععهههههههه... أنا أريدُك أن تمارس الحُب معي.. أأأااااااااااااااععععععععههههه.. أشعرُ بأنني سأختنق إن لم تلمسني.. أنتَ لم تلمسني منذ شهرٍ لعين بائس كامل حقير مُقرف قذر وأنااااااااا أريدُك.. أاااااااااععععههههههه.. أنتَ لم تعُد تراني جميلة لأنني أصبحت مثل البالون.. أاااااااااااعهههههههه.. لم تعُد ترغبني مثل السابق لأنني أصبحت قبيحة.. أاااعههههههه... أنتَ السبب بذلك.. جعلتني حامل بأربعة أطفال.. أااااعههههههههه.. والآن لم تعُد ترغبني حتى "

 

توسعت عينيه بصدمة بسبب سماعهِ لي أشتم أمامه بهذا الشكل ولأول مرة في حياتي.. بلع ريقه بقوة وقال لي بصوتٍ مبحوح

 

" حبيبتي اهدئي أرجوكِ.. يا إلهي كيف تفكرين بأنني لم أعُد أرغبُكِ!!.. أنا أريدُكِ بجنون حبيبتي لدرجة أنني لم أعُد أحتمل وجلدي سيتجعد بسبب استحمامي الدائم بالمياه الباردة "

 

توقفت عن البكاء ونظرت إليه بحزن فحضن وجنتاي بكلتا يديه وقال لي بحنان

 

" ومن قال لكِ بأنني أراكِ قبيحة!.. تبدين جميلة جداً ومثيرة لحد الجنون ملكتي.. تبدين خلابة في بطنكِ المستدير وصدركِ الذي كبر والذي أتوق إليه بجنون.. و مؤخرتكِ.. يا إلهي أصبحت أجمل مؤخرة في العالم.. أتوقُ إليكِ بشدة لكنني لا أستطيع ممارسة الحُب معكِ خوفا عليكِ وعلى أطفالنا و.. "

 

حدقت إليه بغضب وهتفت بجنون بوجهه

 

" لا تكذب عليّ.. لقد كنتَ تمارس الحب معي في كل ليلة عندما كنتُ حامل بالتوأم "

 

توسعت عينيه بصدمة عندما تمسكت بكتفيه وجلست وجعلتهُ يستلقي على ظهره ووضعت أنفي على أنفه وقلتُ له بإصرار وبتهديد

 

" رومانوس دي فالكوني سوف تمارس الحب معي الآن وفي هذه اللحظة وإلا طلبت منك الطلاق "

 

جحظ عينيه بصدمة وتأملني بذهول تام ثم هتف بقهر

 

" تباً للهرمونات اللعينة جعلتكِ تفقدين عقلك.. حسناً ملكتي سوف أمارس معكِ الحب ولساعات طويلة "

 

" أخيراً... أجل.... "

 

هتفت بسعادة ورأيت بخجل رومانوس يتأملني بصدمة.. قهقهت بخفة وقلتُ له بدلال

 

" لا تلومني إنها هرموناتي اللعينة وليست أنا "

 

قهقه بخفة ثم نظر إليّ بحب وبدأ يساعدني بإزالة ملابسي.. كان رقيقاً جداً معي وشعرت بعاطفتهِ وحنانهِ لي وهو يدفع برقة متناهية بداخلي خوفا من أذيتي مع أطفالنا الأربعة..

 

شهقاتي وتأوهاتي المستمتعة ملأت أرجاء الغرفة والجناح بكامله.. شعوري به وهو يقتحمني بعضوه الذكري كان أجمل شعور أحسستُ به في حياتي.. وبعد ممارسة طويلة للحب حملني وتوجه بي نحو الحمام وساعدني بالاستحمام ثم حملني من جديد ووضعني بخفة على السرير وسرح شعري وقبلني وحضنني إليه وغرقتُ في تلك الليلة بنومٍ عميق في أحضانه..

 

بعد مرور شهر ونصف أنجبت بولادة قيصرية ثلاث صبيان وفتاة.. كان توأم الصبيان في كيس وبكيس آخر فتاتي وشقيقها..

 

كانوا متشابهون جداً في الشكل وبكيت بسعادة عندما وضعهم رومانوس في حضني عندما استيقظت من العملية.. تركت معرفة جنسهم حتى الولادة وتفاجأت بأنهم ثلاثة صبيان وفتاة..

 

مسح رومانوس دموع الفرح عن عينيه وسألني برقة

 

" هل اخترتِ أسمائهم ملكتي؟.. أريدكِ أن تختاري أسمائهم بنفسكِ "

 

عرفت بأنه يعوضني عن فترة حملي الأولى ولأنه حتى لم يترك لي المجال بتسمية أطفالي سابقا.. همست له بسعادة وأنا أحتضن أطفالي الأربعة إلى صدري

 

" أحبُك ماركيزي.. ونعم لدي أسماء جاهزة لأطفالي أتمنى أن تُعجبُك "

 

نظرت إلى الطفل الأول ثم الثاني ثم الثالث قائلة

 

" هذا الصغير سوف أسميه فلانتين على اسم عيد الحُب.. وهذا الصغير سوف أسميه فاليريو والذي يعني الشُجاع.. وهذا الصغير سوف أسميه ريكاردو والذي يعني القوي والحاكم القوي "

 

ابتسم رومانوس بفخر ثم قبل يدي برقة ومسح دموعه السعيدة وهنا نظرنا معاً نحو طفلتنا الصغيرة وقلتُ له بهمس

 

" وصغيرتنا الجديدة سوف اسميها باسم روزابيلا أي الوردة الجميلة "

 

تجمدت ملامح رومانوس ورفع رأسه ونظر إليّ بدهشة لا توصف ثم قبلني على شفتاي برقة وهمس بسعادة قائلا

 

" أشكركِ حبيبتي.. أشكركِ ملكتي "

 

وهنا مفاجأتي الكبيرة له كانت عندما قلتُ له بالإيطالية وبإتقان

 

" لا تشكرني ملاكي الحارس.. أنتَ مميز جداً بالنسبة لي.. فأنتَ حبيبي و زوجي و ملاكي الحارس و ماركيزي الوسيم و أب أطفالي و عالمي.. وأنتَ روحي.. وأنا سأظل أحبُكَ حتى يوم مماتي "

 

قبلني رومانوس بعمق ثم همس بألم في أذني

 

" أخيراً بدأتِ تتعلمين الإيطالية!!.. ولكن حبيبتي تذكري بأنني.. أنا.. ماركيز الشيطان "

 

أبعدت رأسي وحدقت بحنية في عمق عينيه الزرقاوين وقلتُ له بتصميم وبالإيطالية.. فأنا بدأت أتعلمها منذ عودتي إلى إيطاليا مع عائلتي بمساعدة فيليا و شارلي لكي أفاجئ رومانوس في هذه اللحظة..

 

" لا حبيبي.. أنتَ ماركيزي الوسيم تذكر ذلك جيداً "

 

أومأ لي موافقاً ثم قبلني بعمق وهتف بعدها بسعادة لا توصف لدرجة أنه أفزع الأطفال وجعلهم يبكون

 

" أحبُكِ حبيبتي.. أحبُكِ ملكتي وإلى الأبد "

 

قهقهت بقوة على حماقته لأنه أخاف أطفالنا وهنا ركض ماركو وسحب الأطفال من بين يداي وطلب من الممرضات بوضعهم في الحضانة الخاصة بهم من جديد.. ثم خرج بهدوء وتركنا بمفردنا في الغرفة..

 

نظرنا إلى بعضنا البعض بكل الحُب الذي يشتعل بداخلنا وأمسكنا بأيدي بعضنا وهمسنا لبعض وبنفس الوقت

 

" أحبُكَ ملاكي الحارس..... أحبُكِ ملكتي "

 

أغمضنا أعيننا وقبلنا بعضنا بهيام وحلقنا بعيداً عن هذا العالم وغرقنا في عالم خاص بنا فقط..

 

عالم خاص بي و بـ ماركيزي الوسيم..

 

بعد مرور سنة**

 

كنتُ أسير على شاطئ البحر عندما فجأة شعرت بيدين تحتضناني من الخلف ويتم سحب جسدي برقة لأشعر بظهري يلتصق بجسده المفتول العضلات.. ثم شعرت بشفتيه تُقبل عنقي.. أغمضتُ عيناي بمتعة ورفعت يدي وحاوطت بها عنقه وتأوهت بهيام بسبب قبلاتهِ الرقيقة لي..


رواية ماركيز الشيطان - فصل 38 الأخير - ملاكي الحارس


كنا في رحلة شهر عسل ثانية.. أوه لا ليست رحلة شهر عسل ثانية لأن كل أيامي معه عسل..  كنا على جزيرة في المالديف نستمتع بإجازة خاصة بنا وحدنا..

 

تركنا الأطفال برفقة شارلي و فيليا.. في الحقيقة أجبرناهم على القدوم إلى القصر والاعتناء بأطفالنا الستة أثناء غيابنا.. لكي لا أكون ظالمة هما بسعادة وافقا على ذلك.. الشخص الوحيد الذي اعترض هو سيد غضبان المارد إيثان والسبب لأن شارلي ستكون بعيدة عنه لفترة شهرٍ كامل..

 

ولكن لقد اكتشفت من نانا ماريتا بأن إيثان كان يتسلل في كل ليلة إلى القصر ليرى زوجته شارلي وأصوات تأوهاتهم لم تهدأ طيلة الليل في أرجاء القصر.. لحسن الحظ الأطفال لم يسمعوا صرخاتهم وتأوهاتهم وإلا كان رومانوس قتلهما..

 

ابتسمت بحنان عندما وقف رومانوس أمامي وقال لي وهو يُداعب وجنتي بأصابعهِ برقة

 

" ما رأيكِ أن نذهب بجولة على اليخت؟ "

 

حدقت إليه بقلق وقلتُ له بهمس

 

" رومانوس.. أنا.. هو.. أريدُ إخبارك شيئا مهما يخصنا معاً "

 

تأملني بقلق وسألني بتوتر

 

" ما بكِ حبيبتي!!.. أخبريني ملكتي ما الذي يقلقك؟ "

 

بلعت ريقي بقوة ولكي لا يصيبني الجُبن أجبته بسرعة وبملء صوتي

 

" أنا حامل من جديد.. سوف نُرزق بطفلٍ آخر "

 

رأيت رومانوس يتأملني بجمود ثم ابتسم بغباء وقهقه بخفة وقال لي بعتاب

 

" توقفي عن المزاح حبيبتي.. هيا أخبريني ما الذي يُزعجك؟ "

 

نظرت إليه بقهر وأجبته

 

" أنا فعلا حامل من جديد رومانوس.. منذ شهرين عندما مارسنا الحب في حوض السباحة في المساء لم نتوقى و.. أنا حامل الآن بشهري الثاني "

 

توسعت عينيه برعب ثم وبصدمة كبيرة رأيتهُ يُغلق عينيه وسقط أمامي على الرمال غائبا عن الوعي...

 

" رومانووووووووووس.. حبيبي ظننتُك ستفرح!!.. ثم كيف تغيب عن الوعي؟!!.. أنا من عليها أن تغيب عن الوعي وليس أنت.. رومانوووووووووس لا تُخيفني أرجوك "

 

فتح عين واحدة وضحك بقوة ثم عانقني بشدة وجعلني أتسطح على ظهري على الرمال وقبلني على عيوني برقة ثم أنفي ثم وجنتاي ثم شفتاي وهمس قائلا لي بسعادة

 

" أعشقكِ ملكتي.. أتمنى أن تكوني حامل بستة أطفال فهكذا سيصبح لنا دزينة أطفال "

 

ضربتهُ بخفة على كتفه وقلتُ له بدلال

 

" معتوه.. إن حدث ذلك حينها سأتركك تُقوم بوضع الحفاضات بنفسك لهم وتطعمهم بنفسك كذلك "

 

قهقه بقوة ثم همس بإغراء قائلا

 

" إن كنتُ سأحصل على مكافئة إذا لن أُمانع "

 

نظرت إليه بخبث وهمست قائلة له بإغراء

 

" ما رأيك أن أبدأ بمكافئتك منذ الآن؟.. هممم!!... "

 

بلع ريقه بقوة وهمس لي بأنفاس متسارعة

 

" أنا مُستعد.. إلهي ملكتي كم أحبُكِ "

 

تبادلا القبلات الملتهبة بشغف ثم حملها الماركيز وسار بها نحو المنزل الخشبي الصغير على الشاطئ ودخلهُ ثم أغلق الباب خلفه...

 

أخيراً وبعد نضال وعذاب كبيرين قد نالا سعادتهما والتي يستحقانها عن جدارة وإلى الأبد...



*** النهاية ***














فصول ذات الصلة
رواية ماركيز الشيطان

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©