ألم القلب
ماريسا**
صرخت
وصرخت وصرخت بينما كان يحاول تقبيلي وأنا أقاومهُ بشراسة.. لم أستسلم.. ولن أستسلم
له أبداً.. أنا لن أكون سوى لزوجي وحبيبي و ماركيزي..
"
لااااااااااااااااااااااااا.... "
صرخة
عميقة مجروحة مُعذبة خرجت من أعماق أعماق أعماق روحي عندما شعرت بالطائرة تسير..
لقد انتهيت... بسبب غبائي خسرتُ نفسي وخسرتُ أطفالي وخسرت ماثيو.. وخسرت ماركيزي
رومانوس..
رفعت
كلتا يداي وخدشت له عنقه بأظفاري بينما كنتُ أحاول إبعاد وجهه القذر عني.. تذكرت بمرارة
وبتعاسة كل ما فعلهُ رومانوس من أجلي.. صحيح هو عذبني وألمني جداً في السابق لكنه
كفر عن ذنوبهِ معي بشتى الطُرق وأجملها...
سالت
دموعي بغزارة على وجهي وانتحبت وبكيت بهستيرية فائقة بسبب غبائي.. رومانوس فعلا هو
ملاكي الحارس.. لم أرى منه عندما أتيت إلى إيطاليا سوى الحُب والحنان والعطف والسعادة
والحماية..
انتفضت
بقوة عندما أمسك السفير بـ معصماي ورفعهما عالياً فوق رأسي وثبتهما بقبضته.. نظرت
إليه بذعرٍ شديد ورأيته يتأملني باستمتاع وبخبث.. قهقه بقوة ثم قال لي من بين
أنفاسهِ المتسارعة
"
أُحبُ مُعاشرة المرأة بشراسة عندما تكون رافضة لي.. ماركيزة أنتِ رائعة من كل
النواحي بالنسبة لي.. اصرخي بقدر ما ترغبين فلن يساعدكِ أحد هنا.. كما صرخاتكِ
تجعلني أرغبُكِ بجنون أكثر "
تأملتهُ بنظرات مُرتعبة ثم صرخت
برعب عندما أخفض رأسه وبدأ يمتص عنقي بشراسة.. حاولت تحرير يداي وأنا أتلوى أسفله
بجنون..
"
أيها الحيواااااااااان.. ابتعد عني.. أتركني أيها اللعين....
رومااااااااااانوووووووووس.... "
هتفت
بحدة وبألم وبعذاب باسم حبيبي وأنا أبكي وأتلوى أسفل ذلك السافل الحقير.. توسعت
عيناي برعبٍ شديد عندما مزق بيده فستاني عن الكتف وسمعته يهمس بغضب..
"
ما هذه العلامات؟! "
ثم
رفع رأسه ونظر إلى عيوني الباكية بغضب وقال بحدة وبنبرة كارهة
"
ماركيزة.. يبدو بأنكِ استمتعتِ كثيراً برفقة الماركيز ليلة الأمس!.. ألم يخونكِ
القذر؟.. أم أنكِ كذبتِ عليّ يا ترى؟!! "
نظرت
إليه بغضب وبصقت بوجهه وهتفت من أعماق قلبي
"
إنه زوجي أيها الحيوان.. وهو أشرف الشرفاء.. ونعم لقد استمتعت وبجنون معه فهو زوجي وأنا لهُ فقط.. رومانوس من المستحيل أن يخونني لأنني
ملكتُه.. أنا ملكة على عرش قلبهِ الجميل وإلى الأبد... آاااااعععععععهه...
"
صرخة
قوية خرجت من حنجرتي عندما صفعني بقوة على وجنتي.. التف رأسي ناحية اليمين وشعرت
بشيء رطب يسيل من ركن فمي.. انتحبت بجنون وسمعتهُ يهتف بغضب وبكره
"
توقفي عن البصق بوجهي وشتمي وإلا قطعت لسانكِ من جذوره.. ولمعلوماتكِ سأمرغ شرفهُ
بالوحل.. سأنتقم منه من خلالكِ سنيورا والشُكرُ لكِ بذلك.. والآن حان الوقت لكي
أستمتع بكِ "
انتحبت
بألم وانهال على عنقي يمتص بشرتي بهمجية وهو يتأوه باستمتاع ثم انتقل إلى كتفي..
أصابني نوع من الهستيرية الجنونية وبدأت أنتفض أسفله وأنا أصرخ بملء صوتي طلباً
للنجدة.. رفعت رأسي وعضيت كتفهِ الأيمن بكامل قوتي.. صرخ السفير بألمٍ شديد وابتعد عني وهو
يشتُم بغضب..
استغليت
الفرصة ووقفت بسرعة وركضت باتجاه الباب وأنا أبكي برعب.. حاولت فتحه لكن دون جدوى..
بدأت أضرب الباب بـ قبضتاي وأركله بـ قدماي وأنا أهتف بلوعة طلباً للنجدة.. فجأة صرخة
عميقة خرجت من فمي عندما جذبني السفير من خصلات شعري وأدارني لكي أواجهه ولطم ظهري
بقوة على الباب..
شعرت
بألمٍ شديد في أسفل ظهري ورأيت الغرفة تدور بي بينما كنتُ أحاول تحرير شعري من
قبضته وبيدي الأخرى أحاول دفعهُ من صدره بعيداً عني.. رأيتهُ بغباشة يرفع يده ولكن
قبل أن يهوي بها على وجنتي تجمدت يدهُ عاليا ونظر بذهول إليّ..
توقفت
عن الشهيق والبكاء عندما سمعتهُ يهمس بصدمة كبيرة
"
بحق الجحيم لماذا توقفت الطائرة؟ "
سالت
دموع الفرح من عيناي إذ استطعت سماع صوت مراوح الهليكوبتر البعيدة وهمست بسعادة
"
رومانوس أتى... حبيبي أتى.. لقد أتى... "
نظر
إليّ بشرٍ كبير وفجأة تلقى رأسي ضربة عنيفة في الخلف ولم أرى أمامي سوى السواد..
السفير رامون**
خططت
لكل شيء وبدقة.. كان من المستحيل أن تفشل خطتي حتى لو عرف الماركيز بهروب زوجتهِ
الساذجة مع أطفاله وشقيقها المعاق..
اتصلت
بالسلطات في بلدي وأخذت إجازة من مهامي لمدة شهرين.. ثم خططت بتأنٍ بما سأفعله
بـ الماركيزة وأطفالها اللقطاء وشقيقها المعوق.. بالطبع لن أسمح بأن يأتي الأطفال و
شقيقها برفقتنا.. لذلك قررت إبقاء أطفالها وشقيقها رهائن لبعض الوقت بحراسة رجالي
ثم يتم نقلهم لاحقاً بطائرة أخرى تعود لي مُتجهة إلى الهند ورميهم هناك..
وطبعاً
نجحت الخطة وأتى اليوم الموعود أخيراً.. ولكن بدلت في اللحظة الأخيرة خطتي.. كان
يجب أن نتوجه إلى مطار دي فالكوني ولكن أنا لا أريدُ شهودا.. لذلك قررت استخدام
طائراتي الخاصة الاحتياطية والموجودة في مطار تريفيزو الخاص.. هكذا سأكون على
راحتي أكثر ولن يكون هناك شهود فالعاملين في المطار أستطيع رشوتهم وجعلهم يصمتون
إلى الأبد..
لكن
تملكني الغضب الشديد عندما توقفت الطائرة قبل أن تُقلع.. واشتعل الغضب بداخلي أكثر
عندما سمعتُها تهمس باسم ذلك الحقير الماركيز.. لطمت رأسها بعنف على الباب وأغمى
عليها في الحال.. حملتُها ووضعتُها على السرير وخرجت من الغرفة وأنا أشتم وأصرخ
بحدة على رجالي
"
أيها الملاعين و الحمقى.. تبا لكم أيها الأغبياء.. ماذا حدث؟.. لماذا توقفت
الطائرة اللعينة؟.. ماذا فعل القبطان الغبي الآن؟! "
أشار
رئيس حرسي نحو قمرة القيادة وقال باحترام
"
لا فكرة لدي سعادة السفير.. كنتُ على وشك الذهاب والتكلم مع القبطان بشأن توقفه
المفاجئ "
مشيت
بخطوات سريعة نحو قمرة القيادة وأنا أشتم بغضب وفتحت الباب بعنف ورأيت القبطان
يتكلم عبر الجهاز مع القيادة الدولية في المطار..
"
ما اللعنة التي فعلتها أيها الغبي؟!.. أقلع بهذه الطائرة وفي الحال.. هيا تحرك..
"
أزال
السماعات عن أذنيه ونظر إليّ برعب قائلا
"
سعادة السفير.. لقد تلقيت اتصالا من برج المراقبة هنا وفي المطار الدولي في
إيطاليا وتم منعنا من الإقلاع.. حتى الطائرة الثانية توقفت إذ تم منعها أيضاً من
الإقلاع "
اصطكت
أسناني بشدة وكورت قبضتاي وهتفت بعنف بوجه القبطان
"
ما اللعنة التي تفوهتَ بها الآن أيها الأحمق؟!.. لا أهتم.. أنا السفير رامون أراغون
ولدي حصانة سياسية.. أقلع بالطائرة الآن "
نظرت
إليه بصدمة عندما وقف وقال بهدوء
"
آسف سعادة السفير لقد تم منعنا من التحليق في أجواء إيطاليا رغم حصولنا على تصريح
مُسبق بذلك.. سيتم سحب رخصتي إن فعلت وقد يتم إجبارنا بالهبوط من قبل طائرات حربية
إن أخلفت الأوامر "
نظرت
إليه بعدم التصديق وعندما كنتُ على وشك مُهاجمته تجمدت بصدمة كبيرة عندما رأيت من الواجهة الزجاجية أمامي الكثير والكثير من السيارات الرباعية الدفع تقترب من الطائرتين وتُحاصرها..
نفرت
عروق جسمي كلها وكورت قبضتي بشدة ولكمت الباب بعنف وأنا أهتف بغضبٍ شديد
"
اللعنة عليك رومانوس دي فالكوني.. اللعنة عليك أيها الخسيس.. كيف اكتشف مكاني؟!..
كيف اكتشف ذلك؟!!!... أكرهه بجنون لذلك الحقير الماركيز.. أكرهه... أكرهه.....
"
وليزداد
غضبي أكثر رأيت رجال مُسلحين بعددٍ هائل يخرجون من سيارات الرباعية الدفع ويطوقون
الطائرتين من كل الجهات ولكن الذي أغضبني أكثر رؤيتي لطائرة هليكوبتر تُحلق
باتجاهنا.. وطبعا تعرفت على تلك الطائرة اللعينة.. إنها خاصة بالماركيز القذر..
شاهدت بكرهٍ شديد طائرته الهليكوبتر تقترب من المطار وانخفضت قليلا لتُحلق أمام طائرتي
وكان بابها الخلفي مفتوح.. ورأيت بحقد الماركيز يقف وهو يُحدق بغضب أعمى إلى
طائرتي وخلفهُ يقف ذلك الثعبان الحقير إيثان بوربون..
"
اللعنة.. لقد أفشلَ خطتي الحقير.. كيف اكتشف لُعبتي؟!.. كنتُ أعلم بأنه ذكي لكن
ليس إلى هذه الدرجة... تباً له.. أكره هذا الرجل ومن أعماق قلبي "
هتفت
بحقدٍ جنوني ثم بدأت أتنفس برتيبة أحاول التفكير وبسرعة بحلٍ سريع.. ثواني وابتسمت
بخبث ونظرت إلى الخلف نحو رئيس حرسي وأمرتهُ قائلا
"
فليتجهز الجميع.. إن خرجت من الطائرة وتعرض لي أي أحد أطلقوا عليه النار بسرعة..
والآن سأتصل برئيسة وزراء إيطاليا وأخبرها بأنني أتعرض لهجوم مُسلح.. لنرى ما ستفعلهُ
بذلك الماركيز ابن العاهر "
أمسكت
بهاتفي واتصلت برئيسة الوزراء ولكن لصدمتي لم تُجب على اتصالي.. شتمت بغضب واتصلت
بمكتبها وسمعت بصدمة مُستشارها يقول لي
(
آسفة سعادة السفير لدينا إخبارية بأنك انتهكت القانون واختطفت زوجة الماركيز دي
فالكوني وأطفالهم وشقيقها.. حصانتُك لن تنفعك بشيء حاليا.. يتوجب عليك أن تستسلم
وتترك القانون يأخذ مجراه )
شتمت
بداخلي بكره وأخبرته بأن الماركيزة طلبت مني المساعدة لتهريبها من إيطاليا لكنه لم
يكترث وأعاد على مسامعي كلماتهِ السابقة.. انهيت الاتصال وشتمت بغضب وأمرت القبطان
بفتح باب الطائرة بعد دقيقتين..
ركضت
نحو غرفة النوم وفتحت الباب بالمفتاح ورأيت تلك الغبية تقف أمام النافذة وهي تبكي
بسعادة وتطرق عليها وتهتف بحدة لزوجها القذر لينقذها..
توجهت
نحوها وأمسكتُها من خصلات شعرها وأدرتُها بعنف لكي تواجهني.. صرخاتها المتألمة
أزعجتني بشدة لذلك صفعتُها من جديد وهتفت بحدة بوجهها
"
اللعنة عليكِ اخرسي.. توقفي عن البكاء وإلا أمرت رجالي بقتل أطفالكِ برصاصة واحدة
في الرأس "
توسعت
عينيها برعب وتوقفت عن البكاء في الحال وهمست برجاء من بين شهقاتها
"
أتوسل إليك لا تلمس أطفالي فلا ذنب لهم بشيء.. سأفعل أي شيء تريدهُ مني فقط لا
تؤذيهم أرجوك.. لا تؤذي أولادي.. لا تؤذيهم أرجوك "
شَهقَتْ
بألم عندما رفعتْ رأسها عاليا من خصلات شعرها ونظرت بحقد إليها قائلا
"
لكي لا أقتلهم عليكِ أن تقولي وبالحرف الواحد لزوجكِ الحقير بأنكِ أتيتِ براضاكِ
إليّ و.. وبأنكِ اتفقتِ معي بإرسال أطفالكِ وشقيقكِ إلى الهند.. فهمتِ؟ "
نظرت
إليّ بصدمة ثم سالت دموعها على وجنتيها بكثرة وقالت لي بصوتٍ مخنوق
"
أيها الحقير كنتَ ستُرسل أطفالي و ماثيو إلى الهند!.. كم كنتُ غبية وجداً عندما
وثقتُ بك.. أنتَ هو الشيطان بحد ذاته.. أنتَ عاهــ... أااااااااااخخخخممممممممم..
"
كتمت
أنفاسها عندما رفعت يدي الثانية وأمسكتُها من عنقها وضغطت بكامل قوتي عليه.. رأيت
وجهها أصبح أحمر مثل الدماء بينما كانت تحاول جاهدة وبضعف إبعاد يدي عن عنقها..
كانت تختنق وعلى وشك الموت لذلك أرخيت يدي قليلا وشَهقتْ بقوة وهي تحاول إدخال
الهواء إلى رئتيها بينما كانت تنظر إليّ برعبٍ شديد وهي تسعُل بشدة..
نظرت
إليها بكُرهٍ شديد وهمست لها بفحيح
"
ستفعلين ما أمرتُكِ به وإلا رميت جُثث أطفالكِ أمامكِ و شقيقكِ المعاق.. هل كلامي
واضح ماركيزة؟.. وإن غيرتِ بأقوالكِ سأفضحكِ في إيطاليا كلها وأجعل الصُحف تنشُر
بأنكِ كنتِ عشيقتي.. فهمتِ؟ "
هزت
رأسها موافقة وهي تبكي وهنا حررت عنقها من قبضتي وسَقطتْ جالسة على ركبتيها وهي
تتنفس بسرعة وتبكي بهستيرية..
خرجت
بهدوء من الغرفة وأقفلت الباب بالمفتاح وأشرت لرجالي بالتأهب ووقفت أمام باب
الطائرة..
ماركو**
استيقظت
في الصباح الباكر وأنا أضم جسد حبيبتي إليّ.. نظرت إلى وجهها الملائكي وابتسمت
برقة بينما كنتُ أتأمل تفاصيل وجهها الجميل والناعم.. كنتُ أعيش أجمل أيام حياتي
معها ولكن رغم ذلك لم أستطع البوح لها بمشاعري نحوها..
كنتُ
خائف أن ترفض حُبي لها.. خائف أن تكون كل حنيتها لي بسبب الطفل في أحشائها.. كنتُ
خائف إن اعترفت لها بمشاعري نحوها أن ترفضني بسبب فارق العمر بيننا..
صحيح
هي تغيرت جذريا معي وأحيانا أرى الحُب في عينيها.. ولكن بسبب خوفي الكبير من رفضها
لمشاعري نحوها لم أتجرأ على الاعتراف لها كم أعشقُها وبجنون..
قبلت
شفتيها برقة ورأيت بسعادة جفونها تتحرك.. وما أن فتحتها حتى نظرت إلى عيناي
وابتسمت لي برقة.. ابتسمت لها بحنان قائلا
"
صباح الخير فيليا "
تثاءبت
ورفعت يديها وأشارت بها بلغة الإشارات
(
صباح الخير )
حضنتُها
برقة وأرحت رأسها على صدري وهمست بأذنها
"
آسف أيقظتكِ من نومكِ العميق ولكن يجب أن نتجهز بسرعة لأننا سنذهب إلى قصر إيثان
لأخذ شارلي و بيترو وبعدها سنذهب إلى قصر رومانوس "
أومأت
موافقة ورغما عني ابتعدت عنها وقبلتُها بخفة على شفتيها ثم وقفت وذهبت لكي أستحم..
كنتُ أقف أمام المرأة أُعدل ربطة عنقي عندما رأيت فيليا تقف خلفي وهي تنظر بخجل
إليّ في المرآة.. استدرت وابتسمت لها برقة ورأيتُها بدهشة ترفع كلتا يديها وأمسكت
بربطة عنقي وبدأت تُعدلها باحتراف..
تفاجأت
من مهارتها بفعل ذلك وسألتُها بدهشة
"
كيف تعلمتِ عقد ربطة العنق؟ "
ابتسمت
بوسع وعندما انتهت أشارت لي بيديها
(
شارلي علمتني كيفية عقد ربطة العنق.. هل أعجبتك العقدة؟ )
استدرت
ونظرت في المرآة وابتسمت بسعادة ثم عانقت فيليا وهمست بأذنها
"
جداً.. أعجبتني جداً جميلتي "
ابتعدت
عني وفاجأتني بتقبيلها لي على وجنتي ثم أشارت لي وهي تنظر بخجل نحو الحمام
(
سأذهب لكي أستحم.. لن أتأخر )
ابتسمت
بسعادة كبيرة فحبيبتي الصغيرة دائما ما تُفاجئني وتُبهرني برقتها وذكائها.. وقلبي
المسكين سيغرق من شدة عشقهِ لها..
كانت
الساعة الثامنة والربع في الصباح بينما كنتُ أقود سيارتي بسرعة مُعتدلة نحو قصر
الماركيز الرئيسي.. فيليا كانت تجلس في المقعد الأمامي بجانبي بينما شارلي و بيترو
كانا يجلسان في المقعد الخلفي..
سمعت
بحزن بكاء شارلي الخافت.. تنهد بقوة وقلتُ لها برقة
"
شارلي.. توقفي عن البكاء لو سمحتِ ستجعلين بيترو يبكي.. لقد أخفتِ الصغير "
شهقت
شارلي بقوة ورأيتُها في المرآة أمامي تنظر بحزن إلى طفلها الجالس على الكرسي الخاص
به بجانبها.. ثم نظرت إلى ساقها الممدودة على المقعد وقالت بهمس وبصوتٍ مهزوز
"
آسفة ماركو.. لا أستطيع التوقف عن البكاء.. صديقتي كرهتني.. كرهتني وبشدة.. هي لن
تُسامحني أبداً.. حتى إيثان كان جداً متوتر في الصباح وهتف بوجهي بغضب بسبب رؤيتهِ
لي أبكي.. في الأصل لا أعلم ما به!!.. منذ أسبوع وهو على هذه الحالة شديد التوتر
والقلق "
تابعت
القيادة بهدوء وأجبتُها باستغراب
"
إيثان كان متوتراً؟!.. ربما يعود ذلك بسبب قلقهِ عليكِ.. تعلمين كم هو يُحبكِ و بأنهُ
لا يستطيع رؤيتكِ بهذا الشكل.. لا تحزني منه شارلي لأنه هتف بوجهكِ بغضب في الصباح
"
سمعتُها
تتنهد بقوة ثم قالت لي وكأنها تُفكر
"
لا.. هو يُخفي عني سراً.. أنا أعرفهُ جيداً.. إيثان يُخفي عني شيء وأنا متأكدة من
ذلك.. كان معظم الوقت شارداً بتفكيره ويغضب عندما أسألهُ ما به ثم يعتذر ويطلب مني
أن لا أُشغل بالي.. لم يكن على طبيعته طيلة هذا الأسبوع و.. "
توقفت
شارلي عن التكلم عندما رن هاتفي الخلوي.. سحبته من سترتي ورأيت المتصل إيثان..
ابتسمت برقة وقلتُ بهمس
"
أُذكر الديب وهيئ القضيب... أو يمكنني القول أُذكر المارد الوسيم وستراه أمامك
بلمح البصر "
يا
ترى ماذا يريد؟!!.. ثم الم يُسافر برفقة الماركيز؟!.. فكرت بدهشة وركنت السيارة
جانباً وما أن ضغطت على الشاشة ووضعت الهاتف على أذني حتى سمعتهُ يهتف بعصبية
(
ماركو.. أين أنتَ الآن؟ )
نظرت
بذهول أمامي وأجبتهُ بهدوء
"
أنا في طريقي نحو قصر رومانوس.. لماذا تسأل؟ "
سمعتهُ
يهتف بتوتر قائلا
(
تحديداً بأي شارع أنتَ موجود حاليا؟ )
عندما
أجبته عن موقعي كلمني بأمر قائلا
(
عليك أن تتوجه في الحال وبسرعة إلى المطار الخاص الموجود في مقاطعة تريفيزو
وتُراقبهُ من بعيد.. ماريسا هربت برفقة رجال ذلك السفير الحقير رامون أراغون مع
أطفالها و ماثيو من الباب الخلفي لمستشفى كودونو وهما حاليا يتوجهان إلى هناك
و.... )
قاطعتهُ
هاتفاً بصدمة
"
ما اللعنة!!!!... كيف حدث ذلك؟!... ثم أنا بعيد جداً عن مقاطعة تريفيزو لن أصل
إليها إلا بعد ساعة.. اللعنة إيثان كيف سمح لها الماركيز بالهروب؟.. كيف لم ينتبه
لها أحد؟؟؟.. وما هي علاقة ماريسا بالسفير؟.. بئساً.. كيف هي تعرفه و... "
سمعت
شارلي و فيليا يشهقان بصدمة وقاطعني إيثان هاتفاً بحدة
(
اللعنة ماركو ستعرف كل شيء لاحقا.. عليك أولا أن تُحاول الوصول إلى هناك في أسرع
وقت.. ذلك الحقير السفير غيرَ خطته في آخر لحظة.. كنا نتوقع وصولهم إلى مطار دي
فالكوني لكن ابن العاهرة رامون غير وجهته.. القذر شدد الحراسة جيداً فخلف سيارة
ماريسا والأطفال يوجد ستة سيارات رباعية الدفع تابعة له واستطاع تضليل رجالي
الأغبياء لكننا استطعنا معرفة وجهته.. أسرع إلى هناك و... )
قاطعتهُ
هاتفاً بصدمة
"
تباً إيثان أنا لستُ مُسلحاً.. كما شارلي و بيترو و فيليا برفقتي.. لن أعرضهم
للخطر.. عليك أن تجد طريقة لمنعهم من السفر.. حتى لو ذهبت إلى ذلك المطار لن
أستطيع الوصول في الوقت المناسب "
شتم
إيثان بحدة ثم هتفَ بغضب
(
اذهب إلى هناك بسرعة وأوقف سيارتك بعيداً.. لقد طلبت مُساعدة بيلاتشو.. اللعين
لديه رجال هناك فمنزله الريفي قريب جداً من المطار.. عندما يصلون رجاله تصرف
معهم.. نحن لن نتأخر.. لا تدع الطائرتين تتحركان بأي شكلٍ كان )
شهقت
بصدمة وهتفت له بذهول
"
ماذاااااااا؟!!!.. طائرتين؟؟؟!.. ومنذ متى أصبحتَ صديقاً لـ مونرو بيلاتشو حتى
تطلب منه المساعدة؟!!!.. إيثان!.. إيثاااان!!!... تباً لقد أغلق الخط بوجهي ذلك
المارد الغبي "
همست
في النهاية بغضب وسمعت شارلي تهتف برعب
"
ماريسا هربت؟!!!!!.. ثم لا تقُل عن ماردي الوسيم غبي.. فهمت "
أدرت
المُحرك وأجبتُها بتوتر
"
نعم ماريسا هربت.. ونعم لقد فهمت شارلي لن أُنادي ذلك المارد الغبي بالغبي.. والآن
تأكدا من حزام الأمان بأنهُ موضوع بإحكام.. وتشبثي شارلي جيداً لكي لا تتأذى
ساقُك.. سأقود بسرعة حتى نستطيع الوصول إلى ذلك المطار اللعين "
هتفت
شارلي بحنق
"
ماركو.. لا تشتُم أمام ابني.. وبحق السماء أخبرنا ما حدث وأين هي ماريسا والأطفال؟
"
حاولت
القيادة بأقصى سرعة ممكنة على طريق السريع وأنا أدعو بداخلي أن يمضي هذا اليوم بخير
وأخبرت فيليا و شارلي بما أخبرني به إيثان وعادت شارلي تبكي بحزن و بخوف على
صديقتها..
"
الصبر يا إلهي.. أعطني نعمة الصبر.. أرجوك... "
همست
بغضب ولم أحاول منعها عن البكاء وتابعت القيادة بمهارة و بحرس... وبعد مرور نصف ساعة
بالتحديد كنتُ وصلت إلى مطار ريفيزو.. أوقفت السيارة بعيداً وتأملت بصدمة
الطائرتين يسيران في المدرج.. نظرت بصدمة إليهما وترجلت من السيارة بعد أن أمرت
فيليا بأن تبقى مع شارلي و بيترو ولا تتحرك من مكانها..
وقفت
أمام سيارتي ونظرت بذعر إلى المطار وهمست بقهر
"
اللعنة تأخرت.. أين أنتَ رومانوس؟!... تباً ماذا يجب أن أفعل الآن؟ "
كنتُ
أفكر بتوتر وبعد مرور ثلاث دقائق تجمدت بذهول لدى رؤيتي لسيارات رباعية الدفع بعددٍ
كبير تدخل إلى المطار بعد أن دمروا البوابة الضخمة واتجهت السيارات نحو
الطائرتين..
جحظت عيناي عندما رأيت بصدمة مونرو بيلاتشو يخرج من أول سيارة ويمشي بهدوء نحو
الطائرتين واللتين توقفتا فجأة عن الإقلاع.. إذا مونرو بيلاتشو فعلا قد أتى ولبى طلب
أخي منه!!.. منذُ متى هما أصدقاء مُقربين؟!!!...
فكرت
بدهشة ثم ركضت باتجاه المطار ودخلت من البوابة دون أي اعتراض من حُراس المطار
المرتعبين.. رفعوا رجال مونرو أسلحتهم نحوي لكنهم أخفضوها بسرعة عندما هتف مونرو
بحدة قائلا
"
إنه ماركو بوربون أيها الأغبياء.. أخفضوا أسلحتكم في الحال "
ثواني
وسمعت براحة هليكوبتر الماركيز تقترب.. ركضت ووقفت بجانب بيلاتشو ونظرت إليه
بدهشة.. ابتسم لي ابتسامة ممتعضة وقال بهدوء وبسخرية واضحة
"
أنتَ هو الدعم الذي أخبرني عنه شقيقكِ الأحمق؟.. هيه.. حتى أنك لستَ مُسلحاً "
نظرت
إليه بغضب ولكن قبل أن أشتمه بحرف استدار وأشار لرجاله بيده ليقتربوا.. نظرت ورأيت
بذهول فتاة تبدو في العشرين من عمرها تحمل رشاش بيدها وهي تمشي خلف موظفين وحُراس
المطار وهي تُصوب سلاحها عليهم.. مشوا أمامها برعب وهم يكتفون أيديهم خلف رؤوسهم
وجعلتهم يجلسون على رُكبهم أمامنا وقالت بنبرة باردة
"
أخي.. لقد جلبت لك الحيوانات القبيحة كما طلبت "
حدقت
إليها بصدمة كبيرة عندما تفوهت بتلك الكلمات.. أولا لأنها فاجأتني بجرأتها وثانيا
لأنني لأول مرة أعلم بأن مونرو بيلاتشو لديه شقيقة.. ولكن عندما تلاقت نظراتنا
ابتسمَتْ بخبث واقتربت لتقف أمامي وتأملتني من رأسي إلى أخمص قدماي ثم صعوداً
لتستقر نظراتها على عيناي وقالت بدلال
"
مونرو.. من هذا الوسيم والمثير؟ "
سمعت
مونرو يشتُم بهمس ثم قال لها بحدة
"
كتالينا.. توقفي عن التغزل برجال عائلة بوربون فهذا مُقرف.. ثم تذكري بابلو هنا
"
رقصتْ
حاجبيها باستمتاع وأخفضت سلاحها واقتربت أكثر مني حتى كادت أن تلتصق بي وقالت
بدلال
"
هممم.. مثير للاهتمام.. تباً.. لا تلومني مومو فرجال عائلة بوربون يتمتعون بوسامة
مُدمرة "
رفعَتْ
يدها وحاولت لمس خدي لكنني أمسكت بمعصمها قبل أن تلمسني وأبعدت يدها وقلتُ لها
ببرود
"
يا آنسة.. لو سمحتِ لا تلمسيني.. أنا رجل متزوج وأعشق زوجتي جداً "
لدهشتي
رأيتُها تضحك بشدة وهي تسحب يدها من قبضتي ثم سمعت مونرو يضحك.. تأملتني بنظرات
مثيرة مُستمتعة ثم قالت من بين ضحكاتها
"
هههاهاهاها.. الجملة نفسها التي قالها لي شقيقه.. الأخوين بوربون غريبي الأطوار
فعلا.. ومؤسف بأنهما متزوجان.. هاهاهاهه.. "
لم
أفهم ما قصدته بالجملة نفسها التي قالها شقيقي لها لكن نظرت إليها بغيظ ثم إلى
مونرو ولكنهما لم يكترثان لي.. عندما توقفا أخيراً عن الضحك أمر مونرو موظفين
المطار قائلا
"
أنتم أيها الحمقى قفوا واجلبوا السلالم المتحركة بسرعة.. على رُكاب الطائرتين
بالنزول حالا "
أجابوه
بطاعة موافقين وأمر خمسة من رجاله بمرافقة الموظفين.. دقائق قليلة وتم وضع السلالم
المتحركة واقتحم رجال مونرو أول طائرة وتم إخراج الأطفال و ماثيو و رجال السفير
منها بعد أن جردوهم من أسلحتهم..
تنهدت
بسعادة بينما كنتُ أطمئن على الأطفال و ماثيو.. أمسك ماثيو بيدي ونظر إليّ وهو
يبكي وهتف برعب
"
الماركيز تأخر.. تأخر جداً.. السفير اللعين غير خُطته.. ماريسا.. ماريسا في خطر..
أنقذها أرجوك.. هي مع ذلك القذر.. لقد صفعها و.. و.. أنقذها أرجوك "
نظرت
إليه بألم ورأيت بغضب الكدمات على وجهه.. كان يحتضن بشدة إيلينا الباكية على صدره
وهو يبكي برعبٍ شديد.. طلبَ مونرو من رجاله بأخذ الأطفال و ماثيو ووضعهم بإحدى
سياراته حتى يكونوا بأمان.. ولكن قبل ذهابهم أجبت ماثيو قائلا
"
لا تخف سوف ننقذها.. لقد انتهى السفير.. فهو لا يعلم بأي جحيم أدخل نفسهُ به
"
شكرني
بسعادة وذهب مع التوأم و إيلينا برفقة رجال مونرو.. رأيت بسعادة طائرة الماركيز
تُحلق أمام طائرة ذلك القذر ثم رأيت براحة سيارات الشرطة بعددٍ كبير تدخل إلى
المطار وخلفها سيارتين للإسعاف.. أوقفوا سياراتهم بجانب سيارات مونرو وترجل عدد
كبير من رجال الشرطة المسلحين وحاصروا الطائرة..
رأيت
هنري يقترب ولصدمتي الكبيرة صافح أولا مونرو بيلاتشو قائلا له
"
سيد بيلاتشو.. أشكرُك نيابة عن الماركيز على مُساعدتك له.. وطبعا أشكرك لأنك لبيتَ
بسرعة طلب إيثان.. كنا ننتظر ذلك الحقير رامون في مطار دي فالكوني.. لم يخطُر في
بالنا أبداً بأنه سيُغير خطتهُ فجأة وبهذه السرعة "
سقط
فكي إلى الأسفل لدى سماعي بما تفوه به اللواء هنري.. ما اللعنة؟!.. هل أصبحَ أيضاً
صديقاً لـ بيلاتشو؟!!!.. منذ متى؟!!.
سمعت
مونرو يهتف لكي يسمعهُ اللواء بسبب ضجيج صوت مراوح الهليكوبتر
"
لا داعي للشُكر حضرة اللواء.. وعلى فكرة مبروك لك الترقية وحصولك على رُتبة أعلى..
لقد أصبحتَ لواء وهذا جيد لي.. لأنك مدين لي بذلك "
قهقه
هنري بقوة ثم نظر إليّ وصافحني وسأل مونرو
"
ما هي آخر المستجدات؟ "
نظرنا
جميعا باتجاه الطائرة وسمعت مونرو بيلاتشو يُجيبه
"
ذلك المُخنث ما زال داخل طائرته برفقة الماركيزة.. لا تقلق سنُجبره على الخروج منها وبسرعة "
ثواني
وحطت الهليكوبتر ونزل الماركيز برفقة إيثان منها.. رأيتهُ بحزن يركض باتجاه
الطائرة وهو يهتف بلوعة
"
ماريسااااااااااااااااااا.... أطفاااااااااالي.... "
ركضت
باتجاهه بينما كان إيثان يُحاول إيقاف رومانوس عن الصعود على السلالم الذي تم وضعه
أمام باب الطائرة.. سحبهُ إيثان إلى الخلف وهو يتشبث بـ رومانوس من الخصر وهتف به
"
رومانوس.. اهدأ.. اهدأ واللعنة... "
وقفت
أمامه ورأيت بألم الماركيز يُصارع إيثان وهو يحاول تحرير نفسه ويهتف بلوعة باسم
أطفاله و ماريسا و إيلينا.. وضعت يدي على كتفه وهتفت لكي يسمعني وسط صرخاته
"
الأطفال بخير رومانوس.. لا تخف هم بخير مع ماثيو.. هم الآن برفقة حُراس مونرو..
ماريسا الوحيدة الموجودة داخل هذه الطائرة "
تجمد
بأرضه ونظر برعب إليّ.. ثم انتفض بقوة وحرر نفسه من إيثان وهتف بجنون
"
سأقتلهُ إن لمسهاااااااااااااااااا.. سأقتُله "
ثم
سألني بلهفة عن حال الأطفال و ماثيو وعندما أخبرته بأنه تم ضرب ماثيو بعنف اشتد به
الغضب وتوعد بالجحيم للسفير..
وقف
هنري أمامنا وحاول إقناع رومانوس لكي يهدأ.. ثم أمر رجاله لكي يتكلموا عبر جهاز
مُكبر الصوت مع السفير ويطلبوا منه الاستسلام.. وفعلوا ذلك على الفور..
وقفنا
جامدين أمام الطائرة وتنهدت براحة عندما رأيت باب الطائرة ينفتح والسفير الحقير
يخرج منها برفقة عدد كبير من رجالهِ المسلحين.. ولكن ماريسا لم تكن برفقته...
رومانوس**
بعد
عودتنا من اليخت وشعوري بالإحباط الشديد لبُعد ملكتي عني ولأنها ليست حامل مني
قررت أن أعطيها بعض من المساحة لكي تُفكر بهدوء وتحاول فهم أسبابي السابقة
لانتقامي منها ومن الجميع.. صحيح ما كان يجب أن أفعل ما فعلتهُ بها لكن كانت نار
الغضب والانتقام يُعميان بصري وبصيرتي..
خرجت من الجناح وتوجهت إلى مكتبي وجلست على الكُرسي أنظر أمامي بتعاسة.. فجأة انفتح الباب ودخل
إيثان كالإعصار إلى الغرفة.. نظرت إليه بقلق ورأيته يمسك بيديه بظرفٍ أبيض و هو
يتأملني بحزن
عقدت
حاجبي باستفهام وسألتهُ بقلق
"
إيثان.. أنتَ بخير؟ "
أجابني
بسرعة قائلا وبتوترٍ ملحوظ
"
لا.. لستُ بخير أبداً.. أنتَ يا صديقي لقد تم التلاعب بك من قبل زوجتك الحبيبة "
تقدم
ورمى بالظرف أمامي على المكتب وقال بهدوء
"
عليكَ أن ترى بنفسكَ ما اكتشفته "
شعرت
بالقلق الشديد وتحركت بسرعة وأمسكت بالظرف وفتحته.. رأيت ورقة لتحليل مخبري ولكن
قبل أن أقرأها رأيت بداخل الظرف شيئا فأدخلت يدي بداخل الظرف وأمسكت بثلاثة قطع
بلاستيكية أو هكذا ظننتُها.. رفعت يدي ورأيت بدهشة ثلاث اختبارات منزلية للحمل..
رفعت
نظراتي المُندهشة نحو إيثان وسألتهُ بتعجُب
"
لا أفهم إيثان!.. لماذا جلبتَ هذه الأشياء لي؟! "
نظر
إليّ بحزن وهمس قائلا
"
اقرأ التحليل وستفهم كل شيء "
رميت
اختبارات الحمل بإهمال بداخل الظرف ثم نظرت بعدم اكتراث إلى الورقة وبدأت أقرأها
بصوتٍ هامس
"
نتيجة اختبار الحمض النووي التابع لـ ماريسا دي فالكـــ.. وني... "
توقفت
عن القراءة بسرعة ونظرت بجمود إلى إيثان.. أشار لي بعينيه لكي أُتابع القراءة ولكن
انتابني إحساس بأن ما سأقرأه لن يُعجبني أبداً.. أخفضتُ نظراتي نحو الورقة وتابعة
القراءة بصمت هذه المرة..
ارتعشت
يداي بينما كنتُ اقرأ قاعدة البيانات.. ثم في الأسفل قرأت النتيجة.. نتيجة التحليل
إيجابية والتطابق بنسبة 92.99 % ...
تصاعدت
خفقات قلبي وتصلب جسدي بالكامل.. أمسكت بالتحليل بيدي ورفعته ونظرت بغضب إلى إيثان
وهتفت بحدة و بصوتٍ مُختنق وأنا أهز يدي الممسكة بالتحليل بوجهه
"
ما هذا الهراء!.. بحق السماء أخبرني ما هذا؟.. ما هو هذا التحليل اللعين إيثان؟
"
تنهد
بعمق وأجابني بهدوء
"
كما قرأت.. إنه تحليل للحمض النووي لزوجتك.. ماريسا حامل منك "
شهقت
بقوة وارتعش جسدي بكامله.. رميت الورقة ووقفت وخبطت ظهر المكتب بكلتا يداي وهتفت
بحدة بوجهه
"
كيف تحليل لحمض النووي أثبتَ لك بأن زوجتي حامل؟!.. فسر لي وفي الحال هذا الهراء
واللعنة "
تقدم
ببطء ليقف أمام مكتبي وقال بنبرة هادئة
"
منذ ثلاثة أسابيع تقريبا وجدت بالصدفة اختبارات الحمل المنزلي في حقيبة شارلي..
وعندما سألتُها تلعثمت وتفوهت بأشياء غبية وغير منطقية عن فيليا و ماركو.. طبعا
شككت بها فلماذا ستحتاج إلى ثلاث اختبارات للحمل المنزلي وهي تعلم بأنها حامل وهي
تعلم بأن فيليا حامل منذ أسبوع ونصف.. ولذلك احتفظت بالسر بالاختبارات وفكرت بذلك
كثيرا وقررت أن أتصرف منذ سبعة أيام.. "
تأملني
بنظرات حزينة ثم تابع قائلا
"
أخذت من فرشات شعر شارلي عدة شُعيرات واتصلت برئيسة خدم ماركو السيدة صوفيا وطبعا
اتصلت بـ ماريتا وطلبت منهما أن يُرسلا لي عينات من شعر فيليا و ماريسا.. وعندما
أرسلوها لي أرسلت بنفسي العينات مع الاختبارات الثلاثة إلى المختبر وطلبت عمل فحص
الحمض النووي لكي أتأكد هذه الاختبارات لمن تعود "
أحسست
بدمائي تغلي وعروقي تنفر واشتد عصب جسمي بكامله وسمعت بصدمة إيثان يُتابع قائلا
بحزن
"
وكما ترى النتيجة ظهرت وتم إرسالها لي اليوم.. ماريسا حامل منك.. الاختبارات
الثلاثة الإيجابية تعود لها.. هي حامل منك وأخفت عنك ذلك.. ثم لقد احتفظتْ بوصل
الشراء الخاص بالاختبارات.. ماريسا اكتشفت حملها منك قبل أسبوع من معرفتها للحقيقة
"
تسارعت
أنفاسي وشعرت بالضياع.. كنتُ سعيداً جداً لمعرفتي بأنها حامل مني ولكن اكتشافي
بإخفائها ذلك عني أحزنني بشدة.. انتفضت واقفا ومشيت بخطوات سريعة نحو الباب ولكن
قبل أن أتخطى إيثان أمسكني بذراعي وهتف بقلق قائلا
"
إلى أين أنتَ ذاهب رومانوس؟ "
نظرت
إليه بحدة قائلا
"
لا تتدخل إيثان.. زوجتي حامل مني وأخفت عني ذلك.. يجب أن أتكلم معها في الحال و
أواجهُها بذلك.. عليها أن تعلم بأنني اكتشفت حملها مني و... "
قاطعني
إيثان قائلا بغضب
"
هل جُننت!!.. هل فقدتَ ذكائك الحاد بسببها؟.. أولا إن واجهتها وأخبرتها بأنك
اكتشفتَ حملها ستغضب أكثر وستُحاول الفرار منك وتأخذ معها أطفالها.. هناك سبب وراء
إخفائها لحملها عنك رومانوس.. فكر بذلك مالياً "
تجمدت
بأرضي ونظرت إليه بصدمة.. وفورا تذكرت الهاتف الذي وجدتهُ في حقيبتها يوم اختفائها
مني.. ارتعشت مفاصلي من شدة الغضب وهمست بذهول
"
اللعنة إيثان.. كيف لم أفتح الهاتف؟! "
أفلتَ
ذراعي ونظر إليّ بذهول قائلا
"
هاتف؟!!.. عن أي هاتف تتكلم؟ "
أغمضت عيناي بشدة وأجبتهُ بقهر
"
عندما اختفت ماريسا منذُ يومين جلبها رجالي إلى مكتبي.. وعندما كانت نائمة أمسكت
بحقيبتها وشعرت بوجود شيء معدني بداخلها.. فتحت السحاب ورأيت هاتف جديد بداخلها..
هي لم تهرب مني وعادت إليّ لذلك ظننت بغباء بأنها اشترته عندما كانت في السوق لذلك
لم أفتحه والتزمت الصمت "
ساد
الصمت بيننا لبضع دقائق.. كنتُ أُفكر في أنهُ حتى الأحمق والمُغفل تماماً سيعرف
بأنها تنوي على الهروب مني مع أطفالي وطبعا برفقة شقيقها.. لكن كيف ستفعل ذلك
وبمساعدة مَنْ؟!!..
وضعت
قبضتاي في جيوب سروالي وفتحت عيناي ونظرت بتصميم إلى إيثان
رفع
حاجبيه عالياً ونظر إليّ بنظرات مُتعجبة.. وهنا أمرتهُ بهدوءٍ مُخيف
"
أريدُكَ غداً في الصباح أن تذهب برفقة بعض من الرجال وتبحث في كل رُكن وزاوية
ومقهى وفي جميع المطاعم القريبة من مكان اختفائها عن كاميرات المراقبة.. أريدُكَ أن
تجد لي برفقة مَنْ كانت زوجتي.. ولا تعود إلا ومعكَ الدليل الواضح لي عن مكان
تواجدها ومع مَنْ كانت.. هل كلامي واضح إيثان؟ "
ابتسم
إيثان بخبث وأجابني
"
واضح كالشمس.. لا تقلق سأجد لك وبسرعة أين اختفت الماركيزة منذ يومين "
بعد
ذهابه جلست على الأريكة وفكرت بمرارة.. ألهذه الدرجة حقدت عليّ ماريسا؟!.. ألهذه
الدرجة باتت تكرهني؟!!..
أنا
أتألم وبشدة الآن.. أتألم بعمق وبقوة.. أتألم بشكلٍ مُخيف.. ألم القلب من أفظع الأوجاع التي اختبرتها في حياتي.. ولم يعد باستطاعتي
تحمُل المزيد من الآلام.. لم يعدُ باستطاعتي..
لم
أستطع الصعود إلى جناحي إلا بعد وقتٍ طويل وعندما صعدت رأيتُها نائمة بعمق.. جلست
على طرف السرير ونظرت إليها بأسى..
هي
حامل مني.. حامل بطفلنا الثالث.. وأخفت عني ذلك بسبب كُرهها لي.. تألمت بشدة بسبب
ذلك.. نظرت بحنان باتجاه بطنها فطفلي ينمو بداخله.. ابتسمت بمرارة وهمست قائلا بعذاب
"
لماذا ملكتي تؤلميني؟.. لماذا لا تريدين مُسامحتي رغم ندمي الكبير ومطالبتي لكِ
بالعفو عني والسماح؟.. لماذا لا ترين كم أنا أتعذب؟.. لماذا؟.. لماذا ملكتي؟!
"
ظللت
لساعة كاملة أتأملُها بحزن ثم قررت النوم على الأريكة... وفي اليوم الثاني في وقت
الغروب أتى إيثان إلى الشركة ودخل إلى مكتبي.. نظرت إليه بتوترٍ شديد.. كنتُ أرجو
وأتمنى بقوة بداخلي أن تكون ماريسا قضت تلك الفترة بمفردها...
ولكن
اندهشت عندما رأيت هنري يدخل خلف إيثان إلى مكتبي.. نظرت إليهما بذهول بينما كانا
يجلسان أمام مكتبي ويُحدقان بوجهي بنظرات قلقة متوترة.. وهنا عرفت فوراً بأن ما سيخبرونني به لن يُعجبني بتاتاً..
نظرت
نحو هنري ثم إيثان وبلعت ريقي بقوة وسألتهُما بصوتٍ مُختنق
"
أخبراني بالحقيقة وفي الحال "
أشاح
إيثان نظراتهِ إلى البعيد ثم استقام وسحب هاتفه من جيب سترته وضغط على الشاشة ثم
وضعهُ أمامي قائلا بغصة
"
عليكَ أن ترى هذا الفيديو.. تم سحبهُ من كاميرات المراقبة في مطعم لو فون "
نظرت
إليه بجمود ثم أخفضت نظراتي وضغطت على الشاشة لتشغيل الفيديو.. شاهدت تسجيل من
كاميرات المراقبة أمام مدخل المطعم ورأيت فتاة ترتدي سروال أسود وقميص وقبعة حمراء
تدخل إلى المطعم.. تعرفت فوراً على ماريسا بسبب طريقة مشيتها وثيابها.. نبض قلبي
بنبضات مُتسارعة عندما انتقل المشهد إلى داخل المطعم وتوسعت عيناي بصدمة عندما
رأيت ماريسا تُصافح آخر شخص توقعت رؤيته.. السفير رامون أراغون..
شحب
وجهي بشدة وارتعشت كل خلية في جسدي عندما رأيت ذلك الخسيس العاهر يُقبل يدها.. اشتعل الغضب بداخلي ونفرت عروق جسمي بكاملها وأنا أراها تجلس معه على تلك الطاولة
وتخلع قبعتها وتضعها جانبا... وبعدها رأيتهُ بصدمة يضع ذلك الهاتف أمامها على
الطاولة..
ساد
الصمت في المكتب لنصف ساعة كاملة بينما كنتُ أشاهد بغضبٍ جنوني ماريسا تتلكم مع
ذلك الحقير.. لم أستطع مُشاهدة كامل الفيديو إذ شعرت بصدري يحترق بنار الغيرة و
خيبة الأمل و الحزن و الغضب.. وقفت بسرعة وصرخت بحدة بغضبٍ جنوني ومشيت بخطواتٍ
سريعة باتجاه الباب..
أردت
الذهاب إلى سفارة ذلك الحقير لكي أقتله.. أردت أن أشرب من دمه وأقتله بكلتا يداي..
ولكن قبل أن أصل إلى الباب اعترض طريقي إيثان ووقف أمامي مانعا إياي عن التقدم
وهتف بقلق
"
إلى أين تظن نفسك ذاهباً رومانوس؟ "
اشتد
بي الغضب أضعافاً وأمسكتهُ من سترته وأبعدتهُ جانبا وهتفت بحنق
"
سأذهب لكي أقتل ابن السافلة اللعين بيدي.. سأقتل ذلك القذر بنفسي "
ولكن
قبل أن أمشي خطوة واحدة وقف أمام الباب هنري وكتف يديه على صدره وقال ببرود
"
لا رومانوس لا تتسرع.. أنتَ لن تفعل ذلك.. أنتَ لن تقتل ذلك الحقير وتدخل إلى
السجن لمدى الحياة بسببه.. هو لا يستحق ذلك.. عليك أولا أن تهدأ ثم تجلس وتُفكر
بذكاء و بوضوح و بطريقة صحيحة.. لكي تتغلب على عدوك عليك أن تستفيد من ذكاءك
وتسبقه بخطوة "
كان
صدري يعلو ويهبط بشكلٍ مُخيف بينما كنتُ أتفس بسرعة جنونية حتى كادت رئتاي أن
تنفجر.. حدقت إليه بحدة وصرخت بوجهه بغضبٍ مهول
"
كيف تطلب مني فعل ذلك؟.. القذر رامون يستغل ماريسا لكي ينتقم مني واللّه وحده يعلم ما
ينوي فعلهُ بزوجتي الحانقة عليّ.... و.. "
خبطت
يدي بقوة على صدري وهتفت بألمٍ شديد
"
وهي أحرقت قلبي بسبب فعلتها تلك.. زوجتي التي أعشقُها بجنون تريدُ الهروب مني
بمساعدة عدوي اللعين.. كنتُ على يقين بأنها ستهرب.. والمُحزن في الأمر بأنني لا
أستطع لومها على ذلك.. لا أستطيع لومها على الهروب مني لكن ليس بمساعدة ذلك العاهر
الخسيس.. سوف يؤذيها لينتقم مني لأنني تسببت بخسارتهِ لملايين الدولارات.. لذلك
يجب أن أذهب في الحال وأقتله بيدي قبل أن يلمس شعرة واحدة منها "
حاولت
إبعاد هنري عن الباب لكن إيثان أمسك بذراعي وأدارني لكي أواجهه ونظر إليّ بخيبة
أمل كبيرة قائلا
" على الأقل الآن أنتَ تعلم من سيُساعدها على الهروب.. أنتَ تعرف
عدوك جيداً وتعلم طريقة تفكيره.. حاليا أنتَ من تسبقهما بخطوة لأنك اكتشفتَ
أمرهما.. لذلك عليك أن تجلس وتُفكر بهدوء وبشكلٍ سليم وتضع خطة جيدة وتجعل ذلك
الخبيث و ابن السافل رامون يدفع الثمن غاليا ويرى بعينيه بأن اللعب معك ومن خلف
ظهرك سيكون له تداعيات وخيمة "
نظرت
إليه بإحباط قائلا
"
إيثان أنتَ تعلم جيداً بأنهُ سوف يؤذيها.. لا شك من ذلك.. هو لن يُساعدها بالهروب
مني بل كل ما يريده هو الانتقام مني فقط من خلالها.. لن أستطيع الوقوف جامداً
وبصمت.. ثم أنتَ تعلم بأنها لن تهرُب من دون أطفالنا و ماثيو.. أنا لن أُعرضَها
بأي شكلٍ كان للخطر مع أطفالي و ماثيو.. مُستحــ... "
قاطعني
هنري قائلا وهو يقف بجانبي
"
أظن عليك أن تفعل ذلك حتى تجعل زوجتك ترى بِأم عينيها حقيقة السفير و بأنك الأمان
الوحيد لها.. يجب أن تفعل ذلك حتى تجعلها تفتح عينيها على الحقيقة وتعرف قيمتك
"
نظرت
إليه بصدمة كبيرة وهتفت بذهول بوجهه
"
تُريدُني أن أضعها بنفسي بين يدين رامون القذر حتى تعرِف قيمتي؟.. هل جُننت؟!!!
"
وهنا
إيثان قال بهدوء
"
لا رومانوس.. هنري لم يُصيبه الجنون.. هذه الطريقة الوحيدة أمامك حتى تجعل ماريسا
تستفيق من حقدها وتنسى الماضي وتعرف قيمتك "
نظرت
إليه بصدمة شديدة وهززت رأسي رفضا قائلا
"
مُستحل إيثان.. مًستحيل أن أفعل ذلك.. هل تدرك ما تطلبهُ مني؟.. كيف تريدُني أن
أترك زوجتي التي أعشقُها للموت مع أطفالنا وشقيقها بين يدين كاره مريض نفسي
وخبيث.. لن أُعرضهم إلى أي نوع من الخطر و... "
أمسك
هنري بيدي وجذبني لكي أجلس على الأريكة ثم جلس هو و إيثان بجانبي ونظرا إليّ
بتصميم وقال هنري بنبرة هادئة
"
إن خططنا بشكلٍ سليم وبتأنّي لن نُعرض أحداً منهم للخطر.. فكر بذلك رمانوس.. سوف
تصطاد عصفورين بحجرٍ واحد.. ستضع حداً لذلك القذر السفير وتكسب احترام ومحبة زوجتك
لك "
أخفضت
نظراتي إلى الأسفل وفكرت بمرارة.. كان جداً صعب عليّ أن أترك ماريسا بين يدين ذلك
القذر.. أردت أن أنهي لعبتهما في الحال ومواجهتها.. ولكن حديث هنري و إيثان لي
جعلني أفكر أكثر باحتمال أن تسامحني ماريسا بسرعة وتنسى كل ما فعلتهُ بها في
الماضي.. تنهدت بقوة وقلتُ لهما بهمس وباستسلام
"
موافق.. لكن... "
رفعت
نظراتي وحدقت إليهما بحدة وتابعت قائلا
"
لكن إن أصابها وأطفالي و ماثيو أي مكروه سوف أقتلكما بنفسي "
قهقها معاً بمرح لكنهما توقفا بسرعة ونظرا إليّ بقلق عندما حدقت إليهما بحدة قائلا
"
أنا لا أمزح معكما بل أتكلم بكل جدية.. إن أصاب ماريسا و أطفالنا و ماثيو أي مكروه
سأقتلكما بنفسي "
بلع
هنري ريقه بقوة وقال بصوتٍ مبحوح
"
هذا عادل.. لا مانع لدي بأن أموت على يديك صديقي "
هززت
رأسي بإحباط فاللعين اعترف لي بطريقة غير مُباشرة بأن حبيبتي قد تتأذى.. نظرت إلى
البعيد وفكرت بسرعة بما يتوجب عليّ فعله.. ساد الصمت في الغرفة لدقائق وفي النهاية
وقفت و نظرت إليهما قائلا بهدوء وبنبرة عميقة
"
سيتم مراقبة ماريسا من بعيد على مدار الساعة يومياً.. لن أتفوه بحرف أمامها ولن تعرف بأنني اكتشفت خطتها.. وطبعا أنا متأكد بأنها طلبت مني بجلب ماثيو إلى قصري بسبب ذلك
الغرض.. هي تريد أن تهرب معه برفقة أطفالنا.. سأذهب وأتكلم مع ماثيو وحينها سوف
أُخبركما بخطتي الكاملة "
توجهت
نحو المصعد الكهربائي وسمعت إيثان يهتف قائلا بقلق
"
لماذا ستذهب لرؤية ماثيو؟.. إياك أن تُخبره بأنك اكتشفت هرــ... "
التفتْ
إلى الخلف ونظرت إليه بتصميم وقاطعتهُ قائلا
"
لا تتدخل إيثان بقراراتي.. ستعرف لاحقا أسبابي.. انتظرني هنا برفقة هنري سأعود بسرعة "
دخلت
إلى المصعد واتصلت بـ لوكاس وطلبت منه أن يُجهز الهليكوبتر بسرعة وصعدت نحو
السطح.. عندما وصلت إلى قصري الذهبي توجهت بسرعة إلى غرفة ماثيو.. رأيتهُ مع ممرضة
وطبيبهُ الفزيائي يتمرن على تحريك ساقيه..
أشرت
بيدي للطبيب والممرضة بالخروج ودون أي اعتراض خرجا من الغرفة بعد أن ألقيا عليّ
التحية بتهذيب وباحترام.. تقدمت ببطء ووقفت أمام السرير ونظرت إلى ماثيو وسألتهُ بهدوء
"
هل أنتَ على عِلم بما تنوي شقيقتكَ فعلهُ مع السفير؟ "
توسعت
عينيه وحدق إليّ بذهولٍ تام ثم لدهشتي لم ينكُر بل قال بحزن ودون تأتأة ودون أن
ينتبه لذلك
"
نعم.. لقد سبق وأخبرتني بخطتها مع السفير في الأمس "
اندهشت
بالكامل بسبب صراحتهِ معي.. فهو لم يكذب عليّ من أجل ماريسا كما كنتُ أتوقع منه..
نظرت إليه بامتنان وشعرت بالصدمة عندما تابع قائلا بحزنٍ كبير
"
لا تسمح لها بالهروب سيدي.. ماريسا تُحبُكَ بصدق لكنها.. لكنها ما زالت تحت تأثير
الصدمة.. هي لا تُفكر حالياً بشكلٍ سليم فقلبها مجروح.. و.. وأنا السبب
بتعاستكما.. "
سالت
دموعه على وجنتيه وقال بألم
"
أنا الوحيد المسؤول عن تعاستكم وخسارتكَ الكبيرة لشقيقتك وصديقك.. سامحني أرجوك
لأنني أخطأت بحقكم جميعاً.. أخطأت بحق نفسي وبحقك وبحق من تُحب وبحق ماريسا.. أنا
نادم أشد الندم على ما فعلته في تلك الليلة.. لو منعت آدم من اللحاق بسيارتك لما
حدث ذلك الحادث الأليم.. سامحني أرجوك سيدي.. سامحني.. "
نظرت
إليه بدهشة كبيرة.. فهذه المرة الأولى التي يطلبُ مني السماح.. نظرت بحزن إلى
دموعه وعرفت بأنه فعلا نادم وبصدق.. كنتُ مُحق بظني به.. فهو إنسان يمتلك قلباً
أبيض..
تنهدت
بخفة وأجبتهُ بنبرة هادئة
"
لا تطلب مني السماح ماثيو.. سبق وأخبرتُك بأنني سامحتُك.. أنا فعلا سامحتُك ومن
قلبي على كل شيء "
توقف
عن البكاء لثواني ونظر إليّ بذهول ثم أجهش بالبكاء بمرارة وهو يهمس لي من بين
شهقاته
"
لا أستحق مُسامحتك لي.. ما فعلته لا يُغتفر بسهولة.. بسببي خسرتَ أكثر شخصين
تُحبهما في حياتك.. وبسببي جعلت ماريسا تنال جزاء ما فعلتُه.. لم أستطع أن أكرهك
بسبب ما فعلتهُ بـ ماريسا.. بل كرهتُ نفسي أكثر.. بسببي حصل لكما ذلك.. بسببي أنا
فقط "
شهق
بقوة ونظر إليّ بألم وتابع قائلا
"
أرجوك سيدي الماركيز لا تسمح لها بالهروب منك.. أنتَ تُحبها وهي كذلك.. ماريسا
تُحبُك بجنون لكنها حاليا مجروحة بسبب اكتشافها من تكون.. سوف تتعذب ماريسا من
جديد إن هربت منك وكذلك أنت.. لذلك تصرف لو سمحت وأنا سأفعل أي شيء تريدُهُ مني
"
نظرت
إليه بصدمة إذ عن حق لم أتخيل أن يتفوه ماثيو بتلك الكلمات لي.. زفرت بقوة وتقدمت
وجلست على طرف السرير ونظرت إليه بامتنان وسألته
"
هل تعلم ما هي خطتهما؟ "
أجابني
بسرعة ودون أي تردد
"
نعم سيدي... سأخبرك بكل ما أعرفه....... "
وبدأ
يخبرني بالتفصيل الممل عنها.. شعرت بالغضب يتأجج بداخلي فذلك السفير الملعون ينوي
على فعل شيء بـ ماريسا.. كنتُ متأكد بأنه سيؤذيها وأطفالي و ماثيو.. وعندما انتهى
ماثيو من التكلم وقفت وقلتُ له بنبرة هادئة لا تُعبر عن ما أشعرُ به من غضب وحزن وخيبة
أمل بداخلي
"
اسمع ماثيو ما سأخبرُك به بالحرف الواحد.. ماريسا لا يجب أن تعلم بأنني اكتشفت
خطتها مع السفير.. تصرف معها كعادتك ولا تجعلها تُلاحظ أي شيء.. وأعدُك سيكون كل
شيء على ما يرام "
ما
أن استدرت هتفَ بذعر قائلا
"
ستسمح لها بالهروب؟!!.. سيدي الماركيز أرجوك لا تفعل.. أنا لستُ مطمئن لذلك الرجل
فـ ماريسا أخبرتني عن المشكلة التي وقعت بينك وبين ذلك السفير.. أنا متأكد بأنه لا
ينوي على فعل الخير معها "
نظرت
إليه بجمود وكورت قبضتاي بشدة.. فرغم معرفة ماريسا بذلك إلا أنها قررت أن يُساعدها
ذلك الخسيس.. تبا كم تكرهني زوجتي لدرجة أنها طلبت مساعدة عدوي.. ألمني ذلك بشدة
ومع ذلك أجبت ماثيو بهدوء
"
لا تقلق.. لن أسمح له بأن يؤذي أي فرد من عائلتي.. سيكون لي حساب كبير معهُ
قريبا.. فقط تذكر بأن تكون على طبيعتك مع ماريسا ولا تُخبرها بشيء.. وتوقف عن
مُناداتي بسيدي.. رومانوس تكفي "
خرجت
مُسرعا من الغرفة وتوجهت إلى السطح وعُدتُ إلى الشركة.. وما أن دخلت إلى المكتب
رأيت هنري و إيثان ما زالا في المكتب ينتظراني بمللٍ شديد وهما يحتسيان القهوة..
وقفا بسرعة لدى رؤيتهما لي فاقتربت لأقف أمامهما وقلتُ لهما بهدوء
"
السفير الحقير سيُخرج لهم جوازات سفر بمساعدة السفير الإنجليزي.. وهو يوهم
ماريسا بأنهُ سيرسلها إلى إنجلترا مع شقيقها والأطفال.. طائرته الخاصة الرسمية
موجودة في مطار دي فالكوني.. ولديه طائرتين في مطار ريفيزو الخاص.. وطائرتين في
مطار نابولي والذي هو الأقرب من دي فالكوني "
تنهدت
بقوة وجلست وبدأت أخبرهما بخطتي الكاملة.. وعندما انتهيت نظرت إليهما وتابعت قائلا
بحزن
"
سأتصل بالعميل الياباني وأخبره بأنني سأتأخر يومين إضافيين وأطلب منه تأجيل
الاجتماع لحين قدومي.. أنا أعلم جيداً بأنها ستحاول الهروب في يوم سفري إلى
اليابان.. و... "
تنهدت
بقوة وتابعت قائلا
"
ويتوجب عليّ إنقاذها وأطفالي من ذلك النذل الحقير.. لكن إن لمسها سأقتلهُ وأقتلكما
معاً "
نظرا
إليّ بصدمة لكنني لم أكترث وتابعت شرح خطتي لهما.. مضى أول أسبوع وكنتُ أدعو
بداخلي بأن تُغير ماريسا رأيها وتبقى معي وتُسامحني.. ولكن كل آمالي خابت وذهبت
سُدّى بسبب عنادها وتصميمها على عدم مُسامحتي والهروب مني..
لكن
في الأسبوع الأخير عاد الأمل يعصف بي من جديد عندما بدأت ماريسا تتقرب مني.. كنتُ
أتمنى بداخلي أن تُغير رأيها وتعدل عن فكرة الهروب.. كنتُ أتوسل إليها بداخلي في كل
لحظة لكي تفعل ذلك..
لكن
بيني وبين نفسي كنتُ أعلم بأنها تودعني الوداع الأخير وهذا ألمني أكثر.. تصميمها
على وداعي والهروب مني جرحني في الصميم وألم قلبي ومع ذلك تحملت كل آلامي وجروحي وعذابي على
أمل أن تُغير رأيها في اللحظة الأخيرة..
وما
صدمني أكثر عندما اتصل بي رئيس التحرير لأهم صحيفة في البلد وأخبرني بأن السفير
اتصل به وأعطاه معلومات جدا خطيرة وخالية عن الصحة عني وطلب منه نشرها في الصُحف
يوم الإثنين.. طبعا رئيس التحرير لم يُصدق رامون وقال لي إن أردت رفع دعوة ضده
سيشهد لصالحي ضد السفير.. شكرته وأنهى الاتصال وقررت أن أنتقم من ذلك السافل على طريقتي..
لكن
في الليلة الأخيرة عرفت بأن ماريسا لن تفعل.. لن تعدل عن خطتها فهي ما زالت
مُصممة على الهروب.. تركتُها تودعني على طريقتها الخاصة وبكيت بوجعٍ كبير أمامها
عندما اعترفت لي بحُبها لي.. ألمتني بقوة بسبب اعترافها..
لطالما
تمنيت سماع هذه الكلمة منها لكن ليس بهذه الطريقة.. ليس وهي تنوي على قتلي والهروب
مني إلى الأبد..
شعرت
بأحشائي تتمزق و تحترق هي و روحي و قلبي.. كنتُ أتعذب بشدة بسبب قرارها وعدم
مُسامحتها لي.. وألم القلب كان من المستحيل أن أتحملهُ..
ولم
أنم طيلة الليل بل ظللت أنظر إليها بوجع وبأسى وأتأمل بحزن بطنها.. وفي الصباح
الباكر تركتُها نائمة بعمق وذهبت وودعت أطفالي لكي لا تشك ماريسا بشيء وطلبت من
ماريتا أن تلتزم الصمت وتفعل كل ما تريده ماريسا..
كان
جميع حُراسي و طبعا ماريتا وطبيب ماثيو يعرفون بأنها ستهرب.. لذلك وضعت خطة
بالسماح لها بالخروج من القصر بشكلٍ طبيعي.. وبعد توديعي للأطفال ذهبت لأرى
ماثيو..
كان
يجلس على كرسيه المتحرك وهو ينظر بحزن عبر النافذة إلى الخارج.. عندما رآني أدخل استدار بسرعة وقال بتوتر وبقلقٍ كبير
"
أنا خائف رومانوس.. خائف عليها من ذلك الرجل.. ثم لنفترض بأنهُ فعلا يُريد مساعدتها ولا
يرغب بأذيتها.. ماذا ستفعل لو ماريسا أصرت على العودة إلى ديفون برفقة الأطفال؟ "
حدقت
إليه بحزنٍ عميق وأجبته بهدوء
"
حينها لن أمنعها "
توسعت
عينيه بذهولٍ شديد ولكن قبل أن يعترض تابعت قائلا له بنبرة جامدة
"
سأكون بانتظاركم في المطار في دي فالكوني.. ولا تقلق ماثيو كل شيء سيسير حسب الخطة
"
استدرت
وخرجت وسط ذهوله وصعدت إلى السطح.. كنتُ أحترق بنار الألم بداخلي.. وتمنيت للمرة
المليون أن تعدل ماريسا عن فكرتها في آخر لحظة..
وصلت
إلى مطار دي فالكوني برفقة لوكاس ورأيت إيثان و هنري مع عدد كبير من رجال الشرطة
بانتظاري في صالة الشرف.. اقترب هنري ووقف أمامي وقال بنبرة عملية
" ماركيز رومانوس.. كل شيء تحت السيطرة.. رئيسة الوزراء أرسلت برقية مُستعجلة إلى رئيس
الحكومة الإسباني السيد خوان كارلوس وأعلمتهُ بها كيف خرق السفير رامون الدستور
الدولي وتم سحب حصانتهِ على الفور.. وتم تطويق المطار هنا.. فكما تعلم لقد حصل
السفير على إذن بالتحليق بطائرتهِ الخاصة في الأمس ورجالك ورجال الشرطة يُراقبون
الطائرة بسرية تامة.. عندما يصل السفير برفقة زوجتك وأطفالك سنعترضهم على الفور
ونُلقي القبض عليه "
تنهدت
براحة إذ كنا قلقين بسبب عدم معرفتنا بأي طائرة ينوي الهروب بها.. ولكن هنري عرف
في الأمس واتصل بي وأعلمني بأن ذلك الغبي طلب إذن لطائرته الرئيسية بالتحليق وتم
إعطائه التصريح بسرعة..
لذلك
تركت ماريسا تهرب بحرية كاملة من القصر وبسهولة وأمرت جميع رجالي بالذهاب إلى هذا
المطار بقيادة إيثان.. لكن شيء بداخلي كان يُخبرني بأن ذلك اللعين ليس بغبي.. شيء
ما في داخلي كان يُعلمني بأنه سوف يُسبقني بخطوة.. لكن كيف؟!!!.. لا أظن ذلك.. فهو
يعلم بأنني سافرت إلى اليابان..
أبعدت
تلك الأفكار السوداوية عن رأسي وخرجت برفقة الجميع إلى المُدرج وتوجهنا نحو طائرة
ذلك الحقير واختبأنا بانتظارهم.. بعد مرور نصف ساعة بدأ القلق ينتابني.. كنتُ
متوتر جداً ولا أعلم السبب.. نظرت إلى هنري و إيثان وقلتُ لهما بقلقٍ شديد
"
لستُ مطمئن.. لدي شعور بأننا لسنا في المكان الصحيح.. شيء ما في داخلي يُنبئني بأن
ثمة خطباً ما!!.. و.. "
توقفت
عن التكلم عندما سمعت عبر جهاز اللاسلكي الخاص بـ هنري
"
سيدي.. لدي خبر لن يُعجبك بتاتاً.. لقد تم إعطاء إذن بالتحليق لطائرتين خاصة تابعة
للسفير رامون موجودة في مطار ريفيزو الخاص منذ ساعة تقريبا.. وتم إعلام برج
المراقبة هنا منذ دقائق "
انتفضت
بقوة ونظرت إلى هنري برعب وشعرت بقلبي يسقط بين قدماي.. شتم هنري بغضب وهتف عبر
الجهاز بحدة
"
كيف واللعنة لم يتم إخبار برج المراقبة هنا قبل الآن؟.. اللعنة عليكم أيها الأغبياء..
امنعوا الطائرتين من التحليق في أجواء إيطاليا في الحال وإلا قتلتكم بنفسي "
رمى
الجهاز على الأرض ونظر إليّ بقلق.. وجهي أصبح شاحباً كالأموات وشعرت بالدماء تنسحب
من عروقي.. اصطكت أسناني ببعضها لدرجة كادت أن تتحطم.. كاد قلبي أن يتوقف عن
الخفقان بسبب رعبي الكبير على ماريسا و أطفالي و ماثيو..
نظرت
إلى إيثان المصدوم وهمست بذعر وبصوتٍ مُختنق
"
لقد فعلها إيثان.. خطف زوجتي وأطفالي عن صحيح "
كنتُ
في حالة صدمة شديدة ولم أستطع أن أُعبر عن ما بداخلي من غضب و ذعر وخوف وهلع..
تحرك إيثان بسرعة وسمعتهُ يأمر رجالي و هنري قائلا
"
علينا أن نتحرك بسرعة.. هنري أُطلب من رجالك في القسم وهنا بالتوجه في الحال إلى
مطار ريفيزو ورجالي سوف يذهبون في الحال إلى هناك "
ثم
نظر إلى لوكاس وأمره بعملية وبحدة
"
جهز هليكوبتر الماركيز واتبعنا برفقة الرجال إلى ذلك المطار.. بسرعة تحركواااا...
"
وهنا
أفقت من صدمتي وهتفت بحقد وبغضبٍ جنوني
"
إيثان أنتَ لا تفهم.. لن نستطيع الوصول في الوقت المناسب.. حتى لو تم منع طائرتيه
من الإقلاع سوف يؤذي ماريسا و أطفالنا.. ما كان يجب أن أستمع إليك وإلى هنري في
الأمس.. كان يجب أن نطوق المطارات الثلاثة رغم معرفتي بأنه حصل على إذن لطائرته
اللعينة هنا.. كان يجب أن أتبع حدسي اللعين.. إن أصابهم أي مكره لن أسامح نفسي
أبداااااااااا "
اقترب
إيثان ليقف أمامي وقال بآسف
"
كان يجب أن نستمع إليك.. اللوم لن يُفيدنا بشيء.. سأجد طريقة لمنعه من لمسهم لا
تقلق رومانوس "
كنتُ
على وشك الهتاف بوجهه بجنون لكن أغلقت فمي بسرعة عندما فجأة هتف إيثان بحماس قائلا
"
بيلاتشو!!!... نعم مونرو يستطيع مساعدتنا "
نظرت
إليه بعدم الفهم ولكن قبل أن أسأله رأيته يسحب هاتفه الخلوي وضغطت على الشاشة و
سمعته يهتف بلهفة
"
مونروووووووو.. أحتاج إلى مساعدتك في الحال..... لا تشتمني أيها اللعين والغبي....
ماذاااااا؟!!.. كنتَ على وشك مضاجعة ابنة البروفيسور؟!!!!.. أيها القذر إنها ابنة
صديق عمرك.. إياك أن تؤذيهااااااا.... اللعنة أنتَ الأحمق وليس أنا....
لاااااااااا.. لا تُغلق الخط.. حسنا أعتذر.. تبا لك لقد اعتذرت.. اللعنة مونرو أنا
والماركيز نحتاج إلى مساعدتك وفي الحال... "
استمعت
بصدمة إلى حديثه مع مونرو وأنا أفتح فمي على وسعه.. ما هي حكايته مع ذلك الرجل؟!..
لكن سمعت بصدمة إيثان يشكر مونرو وانهى الاتصال ثم اتصل بـ ماركو.. عندما انهى
المكالمة نظر إليّ قائلا بسعادة
"
مونرو بيلاتشو سوف يساعدنا.. هو حاليا ولحُسن الحظ في منزلهِ الريفي في ريفيزو..
سيذهب برفقة رجاله على الفور إلى المطار.. يجب أن نتوجه بسرعة إلى هناك "
شكرته
بسعادة وتبعته برفقة رجالي أمام طائرة ذلك اللعين نحو
المُدرج الخاص حيث تنتظرني طائرتي الهليكوبتر..
عندما
وصلت إلى المطار في ريفيزو وقفت أمام باب الهليكوبتر بينما كانت تُحلق أمام طائرة
ذلك القذر.. خلعت معطفي ورميته بعيداً ونظرت إلى قمرة القيادة
بغضبٍ جنوني.. سمعت إيثان يهتف لكي أسمعه
"
احترس رومانوس ستهبط الهليكوبتر "
لم
أهتم.. كل ما كنتُ أريده أن أضم إلى صدري زوجتي وأطفالي.. كان قلبي يحترق عليهم من
الخوف والألم.. عندما هبطت طائرتي قفزت على الأرض وركضت نحو الطائرة وأنا أهتف
بجنون باسم ماريسا و أطفالي.. لكن قبل أن أصل إلى ذلك السلالم شعرت بيدين تمسك
بخصري بإحكام وتم سحبي بعنف إلى الخلف..
قاومت
إيثان بجنون بينما كان يهتف لي لكي اهدأ.. كيف يريدني أن اهدأ بينما أطفالي و
ماريسا و ماثيو داخل طائرة ذلك القذر المُنحط!!... فجأة رأيت ماركو يقف أمامي وصرخ
بوجهي بأن اهدأ و بأن أطفالي و ماثيو بخير وأن ماريسا الوحيدة داخل تلك الطائرة
اللعينة..
"
سأقتلهُ إن لمسهاااااااااااااااااا.. سأقتُله "
هتفت
بجنون بينما كنتُ أشتعل بداخلي بنار الغضب والكره والحقد.. ثم سألت بلهفة عن
أطفالي وقررت أن أُساعد ماريسا أولا ثم أتفقدهم بهدوء..
وقفنا
جامدين أمام الطائرة ونبض قلبي بعنف عندما رأيت باب الطائرة ينفتح والسفير القذر
يخرج منها برفقة عددٍ كبير من رجالهِ المسلحين.. ولكن ماريسا لم تكن معه... ملكتي
لم تكن معه..
تبادلت
النظرات الكارهة والغاضبة مع السفير رامون.. وساد الصمت في الأرجاء.. ابتسم رامون
بخبث وتقدم خطوة ليقف على السلالم..
وهنا
رفع رجال مونرو والشرطة أسلحتهم نحوه.. سمعت صوت صيحات رجال رامون فجأة وكأنهم
استفاقوا من الصدمة أخيرا وقد رفعوا أسلحتهم في وجهي الذي ظل يُحدق في وجه رامون
دون أن يهتز لي جفن..
وفي لحظات خرج خلف السفير مجموعة أخرى من الرجال ببدلات سوداء يبدون كحراس
شخصيين وهم يرفعون أسلحتهم في مواجهة رجالي ويحمون رامون بأجسادهم كدرع حماية له..
ليتحول المكان فجأة إلى ساحة للقتال وكلا الفريقين ينتظران فقط إشارة واحدة ليبدأ
تبادُل إطلاق النار..
رأيت
هنري يقف بجانبي وهتف بصوتٍ حاد وهو يُصوب صلاحه نحو رجال رامون
"
أخفضوا أسلحتكم واستسلموا.. فلا مفر لكم.. المكان مطوق من جميع الجهات.. رامون أراغون
الأفضل لك أن تستسلم في الحال لقد تم سحب حصانتك السياسية.. فأنتَ مُتهم الآن بخطف
الماركيزة دي فالكوني مع أطفالها وشقيقها.. لذلك الأفضل لك أن تستسلم بهدوء "
سمعت
بغضب صوت قهقهة رامون المستمتعة ورأيتهُ يُبعد رجلين من أمامه ووقف بعنفوان على
ثاني درجة من السلالم ونظر إليّ بحقد قائلا
"
ما هذه التفهات!!.. الماركيزة أتت بكامل إرادتها إليّ وطلبت مني أن أنقذها منك
يااااا.. يا ماركيز يا مُحترم "
اشتعل
بي الغضب أضعافاً وهتفت بحدة بينما جسدي بكامله كان يهتز من فرط الغضب
"
أيها القذر الخسيس أين هي زوجتي؟.. إن لمستَ شعرة واحدة منها سأقتلك بنفسي "
تجمدت
بذهول عندما قهقه رامون باستمتاع ورفع يده وفرك فكهُ بأصابعه ونظر إليّ بخبث قائلا
"
في الحقيقة لقد لمست أكثر من شعرة بها "
توسعت
عيناي بصدمة وشعرت ببراكين تتفجر بداخلي.. زمجرت بغضبٍ مهول وهتفت بحدة وبجنون
"
سأقتلك أيها اللعين.. سأقتلك.... "
وما
أن تحركت باتجاه السلالم حتى وقفوا رجال رامون أمامه كدرع للحماة ورأيت واحد منهم
يُصوب مسدسهُ نحوي.. ثواني قليلة وسمعت صرخة إيثان الجنونية
"
رومانووووووووووووس...... "
ثم
سمعت صوت طلقة الرصاصة وفجأة تم قذف جسدي بقوة بعيداً ورأيت بصدمة كبيرة ماركو
يتلقى تلك الرصاصة عني
"
ماركووووووووووووووووووووو.. لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا.... "
سمعت
بصدمة شديد تلك الصرخة وتجمدت بأرضي بذهول وأنا أرى جسد ماركو يسقط بقوة على الأرض
أمامي والدماء بللت سترته.....
انتهى الفصل
تسلمي حبيبتي الغالية ♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥
ردحذفياه اخيرا بعد طول انتظار... بداية يومي جميلة كجمال حروفكِ... وكالعادة النهاية صادمة حتى في بارتات النهاية وهذا مما يميزكِ... بانتظار بارت النهاية بفارغ الصبر🌟🖤🦋
ردحذفبجد تحفه تسلم ايدك وتستاهل التاخير
ردحذفابداع لاحدود له مع هافن
ردحذفتحفه ياقلبي تسلم ايدك بجد بارت فوق الخيال وماركو حبيبي وحبيب فيليا هييي.....اف 🤐🤐في انتظار بارت النهايه بفارغ الصبر 🔥💘🔥💘🔥🔥🔥💘🔥
ردحذفتسلمي حبيبتي
ردحذف😍😍😍😍😍😍
ردحذفبصراحة الرواية روووووعة بكل المقاييس و تستحق تتعمل فيلم او مسلسل... هتبقي تحححححفة 💓
ردحذف