رواية سحر الفرعون - فصل 28 والأخير - معاً لمدى الحياة
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. بارت جميل جداً النهاية رائعة عاشت الايادي حبيبتي

    ردحذف
  2. شكرا حبيبتي النهاية جميلة جداًاااااااااااااااااااا

    ردحذف
  3. يا إلهي لا استطيع تصديق أنني أنهيت هذه الرواية، قرأت الكثير من الكتب والروايات ولدي الكثير من الروايات المقربة لقلبي، ورغم كونها مقربة لقلبي ومبهرة بكل ما للكلمة من معنى لم اتمنى سوى مرة واحدة بأن لا تنتهي احد الكتب وكان ثلاثية خوف لأسامة المسلم، ولم اتوقع بأنني سأعيش هذا الشعور مرة أخرى لأنني فضولية جداً ولا احتمل كثيرا حتى اصل للنهاية وطبعا هذا لا يقلل من مكانة باقي الروايات وخاصة رواياتكِ حبيبتي لانها جميعا خطفت قلبي مني دون أن أشعر بذلك، ولكن هذه المرة حقا تمنيت بأن لا تنتهي الرواية وابقى أقرأها لزمن طويل، يا إلهي حقاً أشعر برغبة فالبكاء فدوما ما تبهريني بما تكتبين لا تعلمين مدى حبي لك ولكتاباتك، وسأقولها لكِ مرة أخرى لم أجد كاتبة او كاتب في حياتي يكتب بنفس طريقة الخيال والفنتازيا التي اعشقها ولا اريد ان اجد، أتمنى أن يطيل الرب في عمركِ وان لا تمر فترة طويلة لا استطيع فيها ان اقرأ فيه شي يخصك، حقا أنتِ إدمان من نوع آخر، قد لا تكوني كاتبة معروفة في الوسط الأدبي بشكل عام ولكن اتمنى ان تصبحي كذلك ولكن أشعر بأنك راضية بنا كقراء ولا رغبة لديك ببيع كتب لكِ لا أعلم هو مجرد شعور وبأنه يكفيكِ ان تساعدينا حتى بدون مقابل، حقا أنتِ امرأة عظيمة في نظري ولدي رغبة بأن اكون مثلكِ يوما ان يقرأ لي الكثيرين دون مقابل، انت قدوة لي في الكتابة، قد تكون رغبة غريبة ولكنني حقا اتمنى ان اقابلكِ يوما حتى وإن لم تربطنا علاقة سوا علاقة كاتب وقارئ ويمكنك القول كاتبة صغيرة أخرى لأنني كذلك اعشق الكتابة في عالم الخيال الذي لا حدود له، فهي متنفس لي من الواقع واحزانه، لا أعلم ولكن حقا لا اريد ان اتوقف عن كتابة هذا التعليق، قد أكون غبية نوعا ما ولكن حقا لا اريد ان ان اخرج عن هذا البارت، حسنا وفي الجهة المقابلة بالنسبة للبارت هذا لن أقول لك عن مدى روعة ما تكتبين كالعادة بل سأطلب منكِ عدم التوقف عن صنع هذا الإبداع ففي كل مرة تبدعين بشكل اكبر من التي سبقتها. حقا هافن أنتِ لا مثيل لكِ (جنة هي رواياتكِ وحروفها لذة لا تنتهي) سأجبر نفسي على التوقف ولكن اعلمي بأنني احبك جداً... (عاشقة الفنتازيا: هذه المرة ولأول مرة سأقول اسمي وهو يقين) اتمنى ان يكون لكلماتي أثر جميل على قلبك الرائع، عيشي بسعادة لأجل نفسكِ ومن أجلنا، واعلم بأن القليلون فقط هم من سلكوا هذا الطريق فلن تجدي الكثير من المهتمين بالكتابة في عالم الفنتازيا خاصة عندنا نحن العرب بالذات ولكن من بين هؤلاء القليلين المبدعين أنتِ نجمة ساطعة بينهم، وحقا أنتِ احد الأشياء التي صنعت لدي رغبة في البقاء على قيد الحياة بعد من سكن قلبي، وبرأيي يستحق أن اكتب عنه القليل فأنا حقاً اتمنى أن نعيش معا مثل أبطال روايتكِ الذين لن انساهم والذين أصبحوا افراداً في عالمي الذي صنعته بعيدا عن ضجيج العالم الذي نعيش فيه الآن، لا أعلم أن أخبرك احد بذلك مسبقا وهو بأن لما تكتبين شي اخر غير متعة القراءة وراحة للنفس وشغل وقت الفراغ وهي بأن في كثير من الأحيان تعلمت اشياء لم أكن أعلم بها مسبقاً، كذلك افادتي لفهم جوانب عديدة لعلاقة الحب واستطعت فهم الكثير من الأشياء في تصرفات رجلي الحبيب، يعني انتِ افدتني من جوانب عديدة، والأهم من ذلك اريد ان اخباركِ بأنك استطعت ان تنجزي شي عظيم في كتابة رواية عن زمن الفراعنة واخبركِ ذلك بحكم تخصصي الحالي في التاريخ، و ابهرتني جدا كيف وصفتي بدقة زمنهم والخيال بطريقة ذكية، و استطيع ان اعلم مقدار الجهد الذي بذلته اتصلي لما وصلتي له، حسنا سأصمت اخيرا اعلم بأنني أطلت الكتابة وكل التوفيق لكِ عزيزتي. 🌟🖤💌🌷🌅

    ردحذف
    الردود
    1. كتبتي اجمل ما يمكن ان نكتبه لكاتبتنا الجميله, رسالتك جعلتني ابكي عن نفسي فكيف بهافن؟

      حذف
    2. شكرا يا قلبي، فقط كانت مجرد شي بسيط مما في قلبي🌟🖤

      حذف
    3. بصراحه قدرتي تعبري عن إللي جوانا كلنا برافو عليكي رسالتك معبرة قلبت عليا المواجع 💞💞💞♥️

      حذف
    4. شكرا حياتي، ولكن يبقى قليل مما نكنه جميعنا لها من مشاعر...

      حذف
    5. أعجز فعلا الآن على ايجاد كلمات تعبر عن مدى شكري لكِ يقين
      جعلتني ابتسم بسعادة ومن قلبي على كل كلمة كتبتها لي
      جعلتني أشعر بالفخر بنفسي بسبب محبتك الكبيرة لرواياتي 🌹
      وفعلا قرأت رسالتك أكثر من ثلاث مرات وكان لكلماتك أثر كبير جدا في قلبي
      وسأخبرك بسر حبيبتي أنا شخصيا أفضل كتابة روايات فانتازيا لأنني شخصيا أحبها جدا
      ولكن عندما تأتي فكرة رواية في رأسي لا استطيع سوى كتابتها
      في النهاية اللّه يسعدك ويحقق امانيك كلها حبيبتي
      أحبكِ جداااا

      حذف
    6. وانا ايضا عزيزتي، ولا داعي للشكر فانتِ تستحقي الأكثر، دمتي بخير✨

      حذف
    7. عزيزتي يقين
      نسيت أن أقول لكِ اسمك جميل جدا🤗
      ولي الشرف الكبير بأن التقي بكِ في يوم من الأيام 🌹

      حذف
    8. شكرا يا قلبي أنتِ، أتمنى ذلك حقاً🖤🌟

      حذف
  4. نهاية من نوع خاص وانتقاله خاصة, حبيت كثير النهاية وحبيت لمن توبي اصبح عالم الاثار ووجد مقبرة الفرعون وحبيت كثير لمن انتقل عبر الزمن وعاد لشقيقته, خليتيني اشعر بان زمنهم لن يزول وسيبقون خالدون خاصة في قلوبنا,ابداع ثم ابداع ثم ابداع.

    ردحذف
  5. بصراحه يقين قدرت توصفلك مشاعرنا كلنا برسالتها الجميله وقدرت تعبر عن إللي جوانا ناحيتك ياهافن بجد أنا سبق وقولتلك إني بحب اعيش في عالم الأحلام والخيال عشان اهرب من الواقع إللي عايشين فيه وتقريبا من لمى عرفتك وقرأت أول روايه ليكي هي إسطورة ملك الذئاب لمى قراتها للمرة الأولى قولت لنفسي خلاص هي دي الكاتبه إللي تقدر تخرجني للعالم إللي عايزاه وطول عمري أتمنى ابقى فيه واهرب من الواقع إللي عايشينو كلنا مهما اختلفت البلدان واللغات بس كلنا تعبنا واحد وربنا منزلش الراحه في الدنيا عشان كده محدش مرتاح ودايما بتلاقي الناس مخنوقه ومتدايقه لأسباب متعددة ومختلفه وأنا شخصيا شوفت كتير واكتأبت كتير وفي الأخر انعزلت وفضلت الوحدة ولقيت راحتي فيها يمكن تستغربي بس أنا انسانه هدخل على 24سنه ولحد دلوقتي معنديش صحاب أبدا ملقتش الصديق الوفي بجد إللي يحبني لشخصي دايما بيقولو إني عاطفيه وحساسه زياده ففضلت الوحده وبقيت استمتع برواياتك بدايه من إسطورة ملك الذئاب وأخيرا وليس آخرا بكتله الابداع سحر الفرعون وطبعا في انتظار روايتك الجايه لأنها حرفيا بتخفف عليا المواجع وتاخدني لعالمي إللي اتمنى دايما اكون فيه بعيد عن كل مشاكل وضغوطات الحياة وفي النهايه أحب أشكرك على ابداعك إللي دايما بتبهرينا فيه وحرفيا مكنتش أتمنى إن سحر الفرعون تخلص وأتمنى في الايام لو تعمليلها جزء تاني عشان بجد حبيتها من كل قلبي لمست احاسيسي ومشاعري بكميه الحب والتضحيه إللي موجوده فيها وطبعا ليها سحر من نوع خاص بعكس الروايات التانيه صح كلهم كانو بقمه الإبداع بس معرفش الروايه دي ليها ميزتها ممكن سحر الفرعون صابني أنا كمان 😍😂نهايتها كانت روعه وقمه الإبداع بجد لو أحب أعرف عن سحر الفراعنه فعرفتو بروايتك إنتي بحسو عالم مختلف عصر مذهل ملوش نهايه مهما درسنا فيه دايما بتلاقي اللي يبهرك وإنتي طبعا بروايتك دي سحرتينا وخليتينا نعرف ولو جزء منو شكرا ياقلبي ♥️
    عارفه إني طولت بس مش قادرة اقولك يقين قلبت عليا المواجع وحبيت افضفضلك عشان اعتبرتك أختي وصاحبتي اتمنالك دايما النجاح والتقدم في حياتك ويارب تحصلي على السعاده المطلقه زي مابتسعدي آلاف القراء إللي متابعينك بحبك اوووووووووووي ويارب دايما تبقي بخير إنتي وعيلتك💞💋💞💋💞

    ردحذف
    الردود
    1. يا عمري أنتِ، ربما لا اعرفكِ ولكن يمكنكِ ان تعتبريني مجرد صديقة عادية اذا احتجتِ لشي في يوم... مع اني لا احب تكون علاقات وصداقات وانا مثلكِ عاشقة للعزلة، رغم انني استطيع ان اكون اجتماعية ان اردت لأنني اختلف عنكِ في سبب كوني انطوائية بعض الشيء وهو انني انا من يريد ذلك وانا من قرر هذا الأمر مع ذلك لدي اشخاص عزيزين على قلبي ولاصدمكِ حتى اكثر من اهلي، حيث انني اختار الأشخاص الذين اريدهم ان يكونوا في حياتي بعناية وابعد الباقيين عني.. لا تحزني انك لا تملكي أصدقاء فربما خيرة وهم الخاسرون او ربما لم تلتقي بالشخص المناسب بعد ليكون صديق لكِ....فقط لم أستطع تجاهل رسالتكِ واحببت ان اقول لك ذلك فالعزلة شي جميل وهذا ما لم يدركه اغلب الناس للان والعزلة مع من تحبين شي أكثر جمالاً، أتمنى أن تلتقي بشخص تستطيعي قضاء عزلتك ووحدتك معه لان بالنسبة لمنطقي الشخصي هي أن العزلة ليست فقط أن تكوني مع نفسكِ احيانا في اشخاص عزيزين عليكِ كنفسك واكتفائكِ بهم شيء جميل، لست ضد الاجتماعين في كل الأحوال فكل شخص وله ظروفه وشخصيته ولكن فقط لا تحزني لأنكِ كذلك وحاولي ان تجدي ذاتك في الأشياء التي تحبي للقيام بها🖤🌟

      حذف
    2. جميلة قلبي أنتِ عزيزة جدا على قلبي 🌹❤
      ومحبتي لكِ محبة الأخت الكبيرة لشقيقتها الصغيرة وأنت شقيقتي الصغرى
      طبعا أفهم ما تشعرين به ولكن أنتِ إنسانة عظيمة ورائعة هم الخاسرون وليس أنتِ
      سأكون شقيقتك وصديقتك ولي الشرف بذلك ❤
      ستكونين أجمل وأحن أم في الحياة ❤أحبكِ جدا🤗

      حذف
  6. متت من الضحك على ديفيد وبكاتا 🤣🤣🤣🤣🤣.
    النهاية رائعة وتجنن تسلم ايدك ❤❤ شكرا لكي على تعبك وابداعك الجميل اتمنى لكي التوفيق دائما.

    ردحذف
    الردود
    1. دوم الضحكة حياتي❤🌹
      أشكركِ جزيلا لأنكِ أحببتِ النهاية💞

      حذف
  7. ابدعتي هافن في سرد الرواية برافوووووو فعلا شيقة بليز انا منتظرة وحش الجبل على نار بالتوفيق

    ردحذف
  8. بجد تحفه حلوه جدا جدا جدا مش قدره اوصف بجد ابداع يا ملكة الابداع

    ردحذف
    الردود
    1. حياتي أشكركِ من قلبي لأنكِ أحببتِ النهاية وروايتي يا قلبي

      حذف
  9. نهايه جميلة جداً انت كاتبة مبدعة ومتميزة معكي نعشي في عالم جميل شكرا لكي على المجهود الرائع الذي تقدمه انا بانتظار رواية انتقام باليتشو ورواية حياتي سجن و عزاب 🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹💋💋💋

    ردحذف
    الردود
    1. أشكركِ جزيل الشُكر حبيبتي
      أتمنى أن تُعجبكِ رواياتي الجديدة

      حذف
  10. الروايت كلها جميله وانا بحبهم جدا والله بس ممكن تخلي روايه ما في المستقبل تبقي البطله قويه ذكيه شجاعه مش دايما ضعيفه واي حد يضحك عليها لان دي تقريبا الحاجه والوحيده الناقصه

    ردحذف
    الردود
    1. تسلمي يا قلبي
      ودائما أُجيب على السؤال الذي طرحته بأنني أختار شخصية البطلة دائما حسب أحداث وتفاصيل الرواية

      حذف
  11. ابدعتي كالعادة شكرا لك على رواياتك الجميلة ومجهودك أتمنى لك كل التوفيق كما أتمنى أن أعرف الجديد من رواياتك انا بانتظارك تحياتي لك حبيبتي

    ردحذف
  12. الروايه تحفه وجميله جدا جدا تنا قرات ليكي كل رواياتك وحقيقي في كل روايه بنبهر اكتر واكتر وبجد شابوه ليكي وللطريقه سردك انا مبعرفش اقول كلم حلو فاعذريني لكن عاوزه اقولك اني محظوظه اني بقرالك

    ردحذف
    الردود
    1. أشكركِ من أعماق قلبي حبيبتي
      وأنا المحظوظة لأنني تعرفت عليكِ من خلال رواياتي حبيبتي

      حذف
  13. النهاية كانت في منتهى الروعه شكرااا حبيبتي ودمتي متألقه

    ردحذف
    الردود
    1. الشكر لكِ لأنكِ أحببتِ روايتي يا قلبي

      حذف
  14. الله عليكى هافن والله انتى أكثر رائعه تسلم ايدك مع انى بزعل لما رواياتك تخلص واستمتاعى باحداثها بينتهى إنما بتبهرينى بالجديد تسلمى يا جميله يا مبدعه

    ردحذف
    الردود
    1. حياتي شكرا لكِ من القلب
      أتمنى أن تُعجبكِ جميع رواياتي الجديدة حبيبتي

      حذف
  15. لا توجد كلمات او وصف ليكي انتي لن تتكرري هافان
    حتي في افكارك لن تتكرري احبككككككككككككككك بجنووووووووووون
    ❤️💝❤️💝❤️💝❤️💝

    ردحذف
  16. جنت منتظرة عطله الكريسمس حتى ابديها واني سعيدة لان ختمت السنة برواية من رواياتج الحلوات ❤❤

    ردحذف
    الردود
    1. تسلمي يا قلبي
      وكل عام وأنتِ بخير وسعيدة

      حذف
  17. بحبك جدا وبحب كتباتك بحس اني عايشه الأحداث معاهم

    ردحذف
  18. نفس شعور المرة الأولى، يا إلهي لا أصدق بأنني انهيتها للمرة الثانية، حقاً مبدعة هافن احبكِ✨🖤🕯️

    ردحذف

رواية سحر الفرعون - فصل 28 والأخير - معاً لمدى الحياة

 

رواية سحر الفرعون - فصل 28 والأخير - معاً لمدى الحياة



معاً لمدى الحياة


النهاية










أسينا**

 

جلست بجانب كاريتا على الأريكة في غرفة نومي.. أمسكت بيدها وضغطت عليها بقوة وهتفت بحماس وبلهفة كبيرة

 

" غداً سنذهب إلى مصر ونعود إلى أزواجنا.. أنا متحمسة جداً كاريتا.. عندما استيقظت ورأيت بأن الزمن قد عاد بنا إلى عدة أسابيع أصابني الهلع.. ظننت بأنني كنتُ أحلم بكل شيء.. ولكن ما يُحزنني هو طفلي وطفلكِ.. كيف حدث ولم أعد حامل من زوجي؟!.. هذا ما لا أستطيع أن أفهمه "

 

ابتسمت كاريتا بنعومة وأجابتني

 

" أظن السبب واضح.. قبل أن نسافر إلى مصر أنا و أنتِ لم نكن نعرف أزواجنا.. لذلك من المستحيل أن تكوني حامل أسينا بطفل بيدوس الآن.. الماضي عاد بنا إلى الوراء وعاد كل شيء كما كان سابقا.. ربما إن عدنا إلى زمن فرعوني قد يتغير ذلك "

 

تأملت كاريتا بأمل وقلتُ لها

 

" أتمنى أن أستعيد طفلي.. فهو ثمرة حُبي الكبير لـ بيدوس.. "

 

توقفت عن التكلم وترقرقت الدموع في عيناي.. نظرت إلى كاريتا بحزن وتابعت قائلة لها بغصة

 

" أنا أحبه.. أحبه بجنون.. كنتُ عنيدة وتصرفت معه بطريقة قاسية.. ربما كنتُ خائفة من فكرة البقاء في ذلك الزمن بعيداً عن عائلتي.. لكن بيدوس رجل لا مثيل له.. حبه لي لا يُقدر بثمن.. أراد الموت بدلا عني في ذلك اليوم.. حتى عندما كنتُ في غيبوبة أراد إعادتي إلى زمني لينقذني.. تأخرت كثيراً لأكتشف مقدار حبهُ لي.. وتأخرت كثيراً لأعرف مقدار حُبي له "

 

شهقت بقوة وتابعت قائلة لها ببكاء

 

" أحب موميائي بجنون.. وأريد أن أعيش ما تبقى لي من العمر برفقته.. أريد أن أكون والدة أطفاله وزوجته لمدى العمر.. أنا أحبه بجنون ولن أستطيع العيش بعيداً عنه.. طبعا أُحب عائلتي جداً لكن بيدوس سوف يعوضني عنهم.. حبيبي سيكون أمي و أبي و شقيقي و عالمي و حياتي "

 

ابتسمت كاريتا بنعومة ثم رفعت يدها ومسحت دموعي عن وجنتاي وقالت بحنان

 

" غداً سنسافر إلى مصر الجميلة.. غداً سنعود إلى زمن أزواجنا.. سنلتقي بهما من جديد ونعيش بسعادة معهما.. أنا محظوظة جداً لأنكِ صديقتي أسينا.. لطالما تمنيت أن تكوني صديقتي وأمنيتي هذه قد تحققت.. وغداً أمنيتنا سوف تتحقق.. سنعود معاً إلى زمن فرعوني وحبيبي زيروس "

 

عانقت كاريتا ثم ابتعدت عنها.. ابتسمت كاريتا بوسع ووقفت وقالت بمرح

 

" لا تتأخري في صباح الغد.. سأكون في تمام الساعة الثامنة أمام منزلك برفقة السائق.. اتفقنا؟ "

 

أجبتُها موافقة ثم رافقتُها إلى الباب وقمتُ بتوديعها.. تنهدت بسعادة بينما كنتُ أُغلق باب منزلي ولكن فجأة انتفضت برعب واستدرت بسرعة ونظرت أمامي بذهول


رواية سحر الفرعون - فصل 28 والأخير - معاً لمدى الحياة

 

إذ سمعت بحرقة شقيقي توبي يهمس بحزن

 

" هل ما سمعتهُ صحيح أسينا؟!!.. سترحلين غداً ولن تعودي أبداً!!!.. هل صحيح يمكنكِ الانتقال عبر الزمن والذهاب إلى عصر الفراعنة؟!!.. و.. هل صحيح أنتِ متزوجة من رجل يكبركِ ألاف السنوات؟!.. أختي أنتِ فعلا لا ترغبين بالعودة إلى هنا؟! "

 

تأملتهُ بحزن عندما رأيت دموعه تنساب على وجنتيه.. ركضت وجثوت أمامه ووضعت كلتا يداي على كتفيه ونظرت إليه بحنان قائلة

 

" توبي.. حبيبي.. لا تبكي.. لا تبكي أخي.. أرجوك توقف عن البكاء "

 

شهق بقوة ورفع يده ومسح دموعه بطريقة طفولية وقال من بين شهقاته

 

" لا أستطيع التوقف عن البكاء.. لا تذهبي أسينا.. أرجوكِ لا ترحلي وتتركيني شقيقتي.. أنا أحبكِ كثيراً "

 

رفعت يدي اليمنى ومسحت وجنتيه برقة بأناملي ونظرت إليه بعاطفة كبيرة وسألته

 

" هل سمعتَ حديثي بكامله مع كاريتا؟ "

 

أومأ لي موافقاً وهنا تنهدت بقوة وقلتُ له بنبرة حنونة

 

" نعم توبي.. غداً سأعود إلى مصر وسأنتقل عبر الزمن وأرى زوجي وحبيبي بيدوس و... "

 

شهق توبي بقوة وقاطعني هاتفاً ببكاء

 

" من هذا بيدوس؟!.. أكرهه.. سوف يحرمني منكِ أختي.. لا تذهبي إليه.. أنا لا أحبه.. لا تتركينا بسببه "

 

تأملتهُ بنظرات حزينة وأجبته بغصة

 

" توبي.. صغيري.. لا تبكي من أجلي.. كنتُ أتمنى لو باستطاعتي أخذك برفقة أمي وأبي لكنني لا أستطيع.. و... "

 

توقفت عن التكلم عندما رأيت دموعه تسيل من عينيه كالنهر.. احترق قلبي حزنا عليه وهنا جلست على الأرض أمامه ثم جعلتهُ يجلس في حضني وعانقته بشدة إليّ وداعبت خصلات شعره الطويلة برقة وهمست بحزن

 

" أنتَ تعلم كم أعشقك توبي.. فأنتَ أخي الوحيد وقطعة من قلبي.. لو فقط تعلم كم أُحبك.. أريد الآن أن أقول لك بأنني أحبك بكل لغات العالم الموجودة.. فأنتَ كنتَ رفيقي منذ الصغر وكنتَ أول صديقٍ لي.. كنتَ دائما معي وبجانبي.. وأنا أخاف عليك مثل خوف الأم على ابنها.. "

 

توقفت عن التكلم ومنعت نفسي من البكاء.. قبلت جبينه برقة ثم تابعت قائلة له بغصة

 

" لو تعلم كم يحترق قلبي لأنني لن أراك من جديد بعد يوم الغد.. لو تعلم كم حاربت نفسي ومحبتي الكبيرة لك لأتخذ القرار المصيري والنهائي.. أرجوك صغيري افهمني.. أنا أعشق زوجي وبجنون.. عندما تكبر قد تفهم حينها سبب اتخاذي لهذا القرار.. ستفهم حينها أسبابي.. ستفهم سبب رحيلي وعبوري الزمنين لأعود إلى زوجي "

 

توقف توبي عن البكاء ورفع رأسه ونظر إليّ بحزن وبتعجُب.. داعبت وجنتيه بأناملي وقلتُ له بغصة كبيرة

 

" عندما تكبر ستفهمني وتفهم مشاعري.. أنا الآن أتنفس وقلبي ينبض لأنني في عقلي الباطني مقتنعة بأنني سأعود من جديد وأرى الرجل الذي أعشقه بجنون.. بيدوس يستحق تضحيتي الكبيرة.. يستحق أن أعود إليه وأقضي العمر معه.. يستحق تضحيتي وبأن أكون لمدى الحياة برفقته "

 

حاوطت كلتا وجنتيه بيداي ونظرت في عمق عينيه السوداء الجميلة وتابعت قائلة

 

" لكن يجب أن تعلم شيئاً بالغ الأهمية.. حتى لو ابتعدت عنك ألاف الأميال وانتقلت عبر الزمن من المستحيل أن أنساك للحظة واحدة.. من المستحيل أن أنساك أو أنسى أمي و أبي.. أنتم عائلتي ونبضات قلبي.. "

 

توقفت عن التكلم ثم ابتسمت بسعادة له وتابعت قائلة له بفرح

 

" أريدُك أن تعدني بأنك لن تنساني أبداً.. كما تذكر جيداً حُلمك.. فأنتَ حُلمك الأول عندما تكبر أن تكون أشهر عالم أثار في العالم.. أريدُك أن تجتهد بدراستك وتُحقق حُلمك هذا.. أنا منذ الآن أشعر بالفخر بك لأنني أعلم جيداً بأنك سوف تُحقق حُلمك "

 

سالت دموعه من جديد على وجنتيه وهنا لم أستطع السيطرة على نفسي.. سالت دموعي بكثرة على وجنتاي وشهقت بقوة عندما عانقني توبي بشدة ووضع رأسه على كتفي وقال من بين شهقاته

 

" أعدكِ أسينا.. لن أنساكِ أبداً شقيقتي الجميلة و.. وسوف أُحقق حُلمي وأُصبح أهم وأشهر عالم للأثار في الكون "

 

مسدت ظهره وعانقته بشدة وقلتُ له ببكاء

 

" عدني كذلك بأن تهتم جيداً بوالدتنا كلارا وبوالدنا لورانس.. عدني توبي "

 

" أعدك.. سأهتم بهما جيداً... "

 

همس توبي ببكاء وظللنا مُتعانقين لوقتٍ طويل.. مسحت دموعي وأبعدت توبي عني ثم وقفت وساعدته ليقف.. ابتسمت له بوسع وهمست له بمرح رغم شعوري بغصة عميقة ومؤلمة بداخلي

 

" لا تُخبر والدينا الآن عن سرنا.. في الغد عندما أرحل أخبرهما.. والآن صغيري توقف عن البكاء واصعد إلى غرفتك واستريح قليلا "

 

أومأ لي موافقا ثم استدار وركض.. لكنه توقف فجأة أمام السلالم والتفت ونظر إليّ.. ابتسمت له برقة ورأيته يمسح دموعه وعاد وركض باتجاهي وعانقني بشدة وقال ببكاء

 

" أحبكِ جداً شقيقتي.. سأشتاق إليكِ بجنون.. لن أنساكِ أبداً أسينا "

 

وقبل أن أعانقه ابتعد عني وركض ساعداً إلى غرفته وهو يبكي.. تنهدت بحزن ولم أستطع التوقف عن البكاء..

 

" ابنتي... "

 

انتفضت بقوة واستدرت وشهقت بصدمة ثم همست بخوف

 

" هههاااااااه... أبي؟!!! "

 

شعرت بالخوف عندما رأيته يخرج من مخبئه من خلف الحائط الفاصل بين الردهة وغرفة الجلوس.. اقترب ووقف أمامي وتأملني بنظرات حنونة و حزينة و متألمة..

 

منذ متى وهو يقف هنا؟!.. هل سمع حديثي مع توبي؟!!.. فكرت برعب بذلك وبذهول سمعت والدي لورانس يُجيبني وكأنه سمع أفكاري

 

" منذ البداية.. كنتُ أقف هنا بينما كنتِ تودعين كاريتا والتون.. ونعم ابنتي سمعت كامل حديثكِ مع شقيقكِ "

 

تأملتهُ بخوف وهمست بتلعثم

 

" أبي.. أنــ.. أنا هــ.. و... هو.. ما سمعته هـــ.. "

 

توقفت عن التكلم وتوسعت عيناي بذهولٍ شديد عندما رأيت والدي لورانس يبكي ثم أمسكني بمعصمي وجذبني إليه وعانقني بشدة وهمس ببكاء بأذني

 

" ابنتي الوحيدة.. ابنتي الحبيبة والجميلة.. طفلتي.. لا تخافي مني أبداً ولا تقلقي.. لن أقف أمام طريق سعادتكِ فأنتِ ابنتي وأنا أحبكِ بجنون طفلتي.. لكن كأب أعدكِ أن أزيح عن طريقكِ كل العثرات التي تقف أمامكِ حتى لو كانت تلك العثرة أنا بالذات "

 

بادلتهُ العناق وبكيت بشدّة على كتفه.. سمعنا حركة في المطبخ وفوراً ابتعد والدي عني ومسح دموعي ثم دموعه وأمسك بيدي وقال بهمس

 

" تعالي لنصعد إلى غرفتكِ قبل أن ترانا والدتكِ وتشعر بالريبة "

 

أومأت له موافقة وتبعته إلى غرفتي.. أغلق والدي الباب ثم ساعدني لأجلس على طرف السرير وجلس بجانبي.. حضن يدي بكلتا يديه على حرجه وتأملني بنظرات حنونة ورقيقة  وكلمني بنبرة هادئة

 

" أسينا.. ابنتي.. أولا أريدُ أن أطلب منكِ أن تُخبريني بالتفصيل بكل ما حدث معكِ.. وأعدكِ لن أغضب أو ألومكِ أو أُعاقبكِ مهما أخبرتني "

 

لأول مرة أسمع والدي يُكلمني بهذه الطريقة المُتفهمة.. عادة كان يترك الأمر لوالدتي كلارا وعندما يجب أن يتدخل لحل الأمور كان يفعل ذلك..

 

ابتسمت له بوسع وبدأت أخبرهُ بصدق بكل ما حدث معي ومع صديقتي كاريتا.. احمرت وجنتاي من الخجل عندما أخبرته عن حبيبي بيدوس وكيف التقيت به وتزوجنا وما حدث معنا..

 

عندما انتهيت من سرد الأحداث له رأيت والدي يتأملني بنظرات مصدومة و حزينة.. رأيت فكهُ يرتعش وسحب يديه عن يدي وسألني بنبرة هادئة

 

" تزوجتِ حقاً من ذلك القائد؟!.. و.. وهو اغــ... "

 

قاطعتهُ بسرعة قائلة بخوف

 

" أبي.. أرجوك اسمعني قبل أن تحكُم على زوجي.. بيدوس رجل شهم جداً و حنون والأهم هو يُحبني وبصدق.. ربما بسبب عنادي و تصرفاتي الوقحة معه هو عاملني بقسوة قليلا.. لكنهُ أنقذني من الموت.. أراد أن يموت بدلا عني "

 

تأملني والدي بحزن ولكن قبل أن يتفوه بكلمة تابعت بسرعة قائلة لهُ بتوتر

 

" أبي لو سمحت لا تتسرع بحكمك عليه.. لو تعرفتَ عليه كنتَ ستحبه وتُرحب بهِ في عائلتنا الصغيرة.. وأنا أحبهُ بجنون.. أنا ببساطة لا أستطيع العيش من دونه و.. و قررت أن أتبع قلبي وأعود إليه.. لذلك أرجوك أبي لا تعترض واسمح لي بالذهاب إلى مصر في الغد "

 

تنهدت والدي بعمق وعاد ليمسك بيدي ويحتضنها بكلتا يديه.. تأملني بنظرات حنون قائلا

 

" هل تعلمين يا ابنتي بأن هناك فرق شاسع بين رجل يريدكِ وبين رجل سيفعل أي شيء للاحتفاظ بكِ ولإسعادكِ وحمايتكِ.. زوجكِ هو ذلك الرجل.. الرجل الذي ضحى بنفسهِ من أجل حمايتكِ وإسعادكِ.. وبعد ما سمعتهُ منكِ عنه أظنهُ الرجل الأنسب لكِ طفلتي ليكون زوجكِ "

 

ابتسمت بسعادة لا توصف بينما كنتُ أتأمل والدي لورانس بعدم التصديق وبفرحٍ كبير.. ابتسم والدي بوسع وقال بنبرة حنونة

 

" هو يستحق تضحيتكِ لتعودي إليه.. وأنا لن أقف أمام سعادتكِ صغيرتي.. اذهبي إليه وكوني سعيدة معه.. ولكن... "

 

توقف والدي عن التكلم ثم بذهول رأيته يبكي وتابع قائلا لي بغصة

 

" لكن تذكرينا دائماً طفلتي.. تذكري عائلتكِ المتواضعة والمُحبة لكِ دائماً.. لا تنسينا أبداً ابنتي "

 

سالت دموعي على وجنتاي وخرجت شهقة عميقة من حُنجرتي.. رميت نفسي على والدي وعانقته بقوة وهمست لهُ ببكاء

 

" لن أنساكم أبداً.. ولن أنساك لمدى العُمر أبي.. ستبقى في قلبي إلى الأبد "

 

أبعدني والدي عنه وابتسم لي بوسع ثم قال بغصة

 

" وأنا لن أنساكِ أبداً ابنتي.. و.. وأخبري أطفالكِ عن جدهم وجدتهم وخالهم توبي.. أخبريهم كم جدهم يُحبهم.. حُبي لهم سيكون بمستوى حُبي الكبير لكِ ابنتي.. و.. "

 

وقف والدي ومسح دموعه ونظر باتجاه الباب وقال بغصة

 

" يجب أن أذهب قبل أن تنتاب الشكوك والدتكِ.. لا تُخبريها بأنكِ لن تعودي.. أمكِ لن تتحمل ذلك ولن تسمح لكِ بالذهاب.. ســ.. سأُخبرها بنفسي بعد سفركِ إلى مصر.. أنا أعلم بأنكِ ستكونين بين أيد أمينة وبخير وسعيدة هناك.. وسوف يكون لكِ أب يحميكِ ويحبكِ كما أفعل.. أحبكِ ابنتي "

 

وخرج راكضا من الغرفة وأغلق الباب خلفه بهدوء.. نظرت باتجاه الباب وبكيت بحزن وبألم.. كان وداعي لوالدي ولشقيقي مؤلما جداً لي.. كيف سأستطيع توديع أمي؟!!!..

 

ثم نظرت بتعجُب أمامي وهمست بعدم الفهم

 

" ماذا قصد والدي بأنهُ سيكون لي أب يحميني ويُحبني كما يفعل هو؟!.. هذا غريب!!!... "

 

فكرت قليلا بكلماته ثم تسطحت على السرير ونظرت بسعادة إلى سقف غرفتي وابتسمت بفرح.. تنهدت بقوة وهمست بلهفة كبيرة

 

" تبقى القليل موميائي.. القليل فقط.. سنلتقي قريبا جداً حبيبي.. "

 

سمعت طرقات خفيفة على باب غرفتي ثم صوت أمي تقول

 

" أسينا.. ابنتي.. أنتِ مستيقظة؟!.. هل يمكنني الدخول؟ "

 

انتفضت بسرعة وجلست ونظرت بتوتر باتجاه الباب وهتفت قائلة

 

" طبعا أمي أدخلي "

 

فتحت أمي الباب ودخلت وهي تبتسم بسعادة.. اقتربت وجلست بجانبي وتأملتني بنظرات سعيدة ثم فجأة تجهمت ملامحها وشرعت تبكي بانهيار..

 

تأملتُها بذهول ثم سالت دموعي على وجنتاي واقتربت منها وعانقتُها بشدة إليّ وهمست لها بألم

 

" أمي توقفي لو سمحتِ عن البكاء.. دموعكِ تقتلني ماما... "

 

بادلتني العناق وبدأت تُقبلني على كتفي وهي تقول ببكاء

 

" لا أدري ما أصابني!!!.. ولكن أشعر بداخلي بأنني لن أراكِ من جديد "

 

توسعت عيناي بذعر وهنا ابتعدت أمي قليلا عني ونظرت إلى وجهي بعاطفة كبيرة.. ابتسمت برقة ومسحت دموعي بأناملها وقالت بغصة وهي تحاول الابتسام

 

" لا تخافي بسبب ما قلتهُ لكِ الآن.. تعلمين الأم ومشاعرها وقلقها الدائم على أطفالها.. وأنا حساسة أكثر من اللزوم.. ربما لأنكِ ستغيبين لفترة أسبوعين عني أشعرُ بتلك الأحاسيس الغريبة.. فأنتِ لم يُسبق لكِ أن ابتعدتِ عني منذ صغركِ "

 

ابتسمت لها بحنان فبادلتني والدتي ابتسامة كبيرة ثم قبلتني على وجنتي وقالت بمرح مصطنع

 

" استمتعي برحلتكِ برفقة كاريتا و.. انتبهي جيداً على نفسك طفلتي.. أحبكِ جداً أسينا "

 

هنا انهارت أعصابي وأجهشت بالبكاء المرير ورميت نفسي على صدرها وعانقتُها بشدة وقلتُ لها ببكاء

 

" أمي.. ماما حبيبتي.. أحبكِ بجنون.. سأشتاق إليكِ في كل لحظة وأنا بعيدة عنكِ.. ستكونين في قلبي دائماً ولمدى الحياة "

 

بادلتني أمي العناق ثم أبعدتني عنها قليلا ومسحت دموعي وقالت لي بحنان

 

" توقفي أسينا عن البكاء.. ثم وكأننا لن نرى بعضنا إلى الأبد.. ستغبين عني فقط لفترة أسبوعين.. لا تتكدري بسببي ابنتي.. أريدُكِ أن تكوني سعيدة وتستمتعي في مصر الجميلة "

 

أومأت لها موافقة بغصة وعندما أرادت والدتي أن تقف أمسكت بيدها وضغطت عليها برقة وهمست قائلة لها برجاء

 

" أمي.. هل يمكنكِ أن تنامي بجانبي الليلة؟.. أريدُ أن أنام بجانبكِ في ليلتي الأخيرة هنا.. أقصد قبل سفري في الغد "

 

ابتسمت برقة وأجابتني موافقة بسعادة ثم قالت لي

 

" استحمي الآن وسأذهب لتبديل ملابسي وأصعد بسرعة لأنام بجانبكِ صغيرتي.. لن أتأخر "

 

بعد خروجها من غرفتي مسحت دموعي ونظرت بألم باتجاه الباب وهمست قائلة بحزن

 

" سامحيني أمي.. لن أنساكِ أبداً يا شمس حياتي "

 

في ليلتي الأخيرة لي في منزل والدي لورانس غرقت بنومٍ عميق في أحضان والدتي كلارا و طبعا توبي نام بجانبي كذلك و والدي لورانس نام على الأريكة في غرفتي.. فعندما صعدت أمي إلى غرفتي تفاجأت بوجود والدي و شقيقي برفقتها..

 

شعرت بسعادة لا توصف عندما طلبوا مني جميعهم أن يناموا الليلة في غرفتي ووافقت بسعادة.. سهرنا لوقتٍ طويل ونحن نتبادل الحديث بسعادة ونضحك ونبكي تارة.. في النهاية غرقت بالنوم براحة كبيرة وبسعادة..

 

استيقظت بنشاط في الصباح وحاولت جُهدي عدم البكاء أمام أمي بينما كنتُ أودعُها.. والدي وشقيقي توبي لم يتوقفا عن البكاء لدى وصول كاريتا برفقة سائقها..

 

نظرت إلى والدي بحزن وهمست بأذنه كي لا تسمعني أمي

 

" اهتم بأمي جيداً وأخبرها بأنني لن أنساها أبداً.. لن أنساكم جميعاً أبي.. أنا محظوظة لأنك والدي ولأنكم عائلتي.. أحبُك بشدة أبي "

 

شهق والدي بقوة وهمس بأذني

 

" لن أنساكِ طفلتي.. اذهبي.. اذهبي قبل أن أنهار وأمنعكِ من السفر.. اذهبي وكوني سعيدة ابنتي "

 

وداعي لعائلتي كان مُحزناً جداً.. وجاهدت لأبتعد عنهم بعد أن عانقوني ثلاثتهم معاً.. استدرت وأنا أبكي بصمت وصعدت إلى السيارة وجلست بجانب كاريتا..

 

عندما أقلع السائق بالسيارة انهرت بالبكاء في حُضن كاريتا.. ربتت على كتفي برقة وقالت بنبرة حنونة

 

" أسينا.. أتفهم جيداً ما تشعرين به.. لكن عليكِ أن تتحلي ببعض من القوة.. سيبقى جميع من نُحبهم ساكنون في قلوبنا ولن ننساهم أبداً.. لا يوجد مجال للتراجع الآن "

 

رفعت رأسي وتأملتُها بحزن ثم مسحت دموعي واستقمت بجلستي وأجبتُها بغصة

 

" معكِ حق.. لا للتراجع الآن.. ولكن لم أستطع تحمُل الوداع والفراق لعائلتي.. صعب جداً أن أتحمله وبسهولة "

 

عانقتني كاريتا من جديد وقالت بحنان

 

" أعلم حبيبتي ما تشعرين به.. فراقي لوالدي داس ألمني بقدر ما تتألمين الآن على فراق عائلتكِ.. لكن زوجي وزوجكِ سوف يعوضوننا عن غياب أحبائنا هنا.. زيروس و بيدوس يستحقان تضحيتنا الكبيرة من أجلهما "

 

همست موافقة وابتعدت عن كاريتا وتكلمنا بلهفة وبحماس عن رحلتنا وعودتنا إلى زمن الفراعنة..

 

وصلنا إلى المطار وصعدنا إلى الطائرة وما أن جلسنا على المقاعد حتى رأيت بذهول والد كاريتا السيد داس يدخل إلى الطائرة وهو يهتف بحماس للجميع..

 

قهقهت بمرح عندما قالت لي كاريتا بأنها ستجعل والدها يعبر الزمن برفقتنا.. ولكن قبل أن نصل إلى المطار في مصر شعرنا بالطائرة تسقط وصوت صرخات الجميع ملأ أرجاء الطائرة..

 

كنتُ أعانق كاريتا بشدة وأبكي بفزع عندما فجأة سمعت صوت يُشبه دوي الإنفجار ولكن عندما فتحت عيناي رأيت غبار أبيض يحاوطني.. شعرت بقبضة يد تمس مرفقي وتم رفعي عن المقعد..

 

شهقت بذهول عندما رأيت حبيبي يتأملني بنظرات حنونة و عاشقة وهائمة..

 

" بيدوس!!!.... "

 

همست بسعادة وبذهول باسمه وشهقت بقوة عندما عانقني بقوة إلى صدره وحاوطني بكلتا يديه وسمعتهُ بسعادة يهمس بأذني قائلا

 

" لبوتي الشرسة.. أسينات.. حبيبتي.. أنا معكِ زوجتي.. وسنظل معاً لمدى الحياة... "

 

رفعت رأسي وتأملتهُ بنظرات عاشقة.. أخفض بيدوس رأسه وقبلني قبلة جعلتني أغيب في عالمها الساحر الجميل.. وبينما كنا نتبادل قبلة حُبنا فجأة اهتزت الأرض أسفلنا ولم أعد أرى سوى الظلام..

 

 

بروفيسور ديفيد**

 

ما كنتُ أراه أمامي خارق للطبيعة وللعِلم تماما.. رأيت الفرعون وقائده و كاريتا و والدها و أسينا تُحاوطهما موجة من الغبار الأبيض والبراق.. وعرفت هنا بأنهم سينتقلون عبر الزمن..

 

" ليس من دوني... انتظروني... "

 

هتفت بلهفة وأبعدت الطلاب من أمامي وركضت بسرعة وما أن كان الغبار يلتف حولهم وعلى وشك الاختفاء رميت نفسي بسرعة عليه و.. ورأيت الظلام أمامي..

 

" رأسي.. اوه.. يؤلمني كاللعنة.. تباً.. "

 

تأوهت بانزعاج وبألم بينما كنتُ أفتح عيناي وأضع يدي على رأسي من الخلف.. فألم فظيع لم أستطع احتماله شعرت به في رأسي.. كما شعرت بحرارة غير طبيعية في جسدي..

 

جلست ونظرت أمامي و.. مهلا!!!.. أين أنا؟!!.. فكرت بخوف عندما رأيت نفسي نائما على الرمال في وسط الصحراء..

 

وقفت بذعر ونظرت أمامي وفي الأرجاء بفزعٍ كبير.. لم أرى سوى الرمال والرمال والرمال أمامي في جميع الاتجاهات..

 

رفعت كلتا يداي ووضعتُها على وجهي لأتأكد بأن نظراتي الطبية ما زالت في مكانها.. لمست نظراتي وسحبتُها ونظفت زجاجها بقميصي ثم أعدتُها ووضعتُها و..

 

" لااااااااااااااااااا.. أنا في وسط الصحراء وبمفردي.. لماذاااااااااااااااااااااا؟!!!!!!.. أين هو الفرعون وقائده وزوجاتهما؟!.. لماذا أنا بمفردي هنااااااا؟!!.... "

 

هتفت بفزعٍ كبير وبدأت برعب أنظر أمامي وأفكر بما عساي فعله الآن.. أولا يجب أن أُفكر بهدوء وأن أُخطط ولا أفزع.. في الحقيقة لا يجد الشخص نفسه فجأة تائه في الصحراء ولكن هذا حدث معي..

 

في الصباح والنهار الحر شديد.. وفي المساء البرد شديد.. لذلك من الجيد بأنني أرتدي بدلة رسمية.. الملابس الثقيلة في الصباح تمنع تبخر العرق وتحتفظ به تحت الملابس مثل ملابس بدو الصحراء وهذا يُجنبني الجفاف والعطش قليلا..

 

 في النهاية حتى لا أموت في وسط الصحراء من الشمس والعطش قررت أن أمشي.. والآن يتوجب عليّ معرفة الاتجاهات عن طريق الشمس.. عندما تكون الشمس في النصف الشمالي من الكرة الأرضية يكون وقت الظهر.. وعندما تنتصف الشمس في السماء اتجاه الشمس هو اتجاه الجنوب..

 

مسار الشمس عند خط الاستواء يمر بمنتصف السماء.. ولكن في نصف الكرة الأرضية الشمالي ينحرف المسار ناحية الجنوب.. ويزيد الانحراف كلما ابتعدنا عن خط الاستواء.. والعكس صحيح بالنسبة لنصف الكرة الأرضية حيث ينحرف مسار الشمس في اتجاه الشمال..

 

تنهدت بقوة وهمست بسعادة

 

" من الجيد أن أكون بروفيسور في علم الأثار.. ومن الجيد بأنني كنتُ أعشق العلوم في صغري.. "

 

خلعت سترتي ووضعتُها على شكل قبعة على رأسي وبدأت أمشي باتجاه شروق الشمس.. مشيت لساعات طويلة جداً وبدأت أشعر بالإرهاق وبالتعب و بالفزع..

 

وقفت ونظرت إلى السماء


رواية سحر الفرعون - فصل 28 والأخير - معاً لمدى الحياة

 

الشمس بدأت تغيب وهذا سيء.. بدأت أشعر بالبرد يخترق عظامي.. رفعت سترتي عن رأسي وارتديتُها وبدأت ارتجف من البرد.. نظرت أمامي بخوف وفكرت.. يجب أن أُتابع السير إن وقفت سأموت من شدة البرد..

 

تابعت المشي رغم إرهاقي وشعوري بالعطش وبالإرهاق.. فجأة سمعت صوت سهيل أحصنة.. وقفت بأرضي وبدأت أنظر أمامي بسعادة.. رأيت من بعيد أحصنة بعددٍ كبير تركض باتجاهي على ظهرها رجال يرتدون ملابس غريبة تشبه العباءة.. ابتسمت بفرح وبدأت أقفز وألوح لهم وأهتف لهم بالإنجليزية لينقذوني..

 

بكيت وضحكت بسعادة عندما رأيتهم يقتربون مني.. وعندما وقفوا أمامي انهرت جاثيا على ركبتاي أبكي بفرحٍ كبير..

 

" من تكون؟!.. ومن أي مملكة أتيت أيها الجاسوس؟!.. من أرسلك إلى كمت لتتجسس على مملكة الفرعون؟.. اعترف أيها الجاسوس "

 

توسعت عيناي ورفعت رأسي بسرعة ونظرت إليهم بفزع عندما كلمني واحد منهم بلغة فم مصر القديمة؟!.. إذاً أنا فعلا قد انتقلت عبر الزمن إلى زمن الفراعنة.. لكن لماذا لستُ برفقة الفرعون و قائده كما وعداني؟!!..

 

كدتُ أن أتبول على نفسي من شدة الخوف عندما قفزوا الجنود ورفعوا سيوفهم الخوبيش أمام وجهي.. لكن نسيت خوفي تماما عندما رأيت سيوفهم.. تأملتُها بإعجاب وهمست بذهول وبسعادة بلغة فم مصر القديمة

 

" سيوف الخوبيش.. كم هي جميلة.. تبدو أجمل بكثير من الصور وفي المتاحف.. لقد تم صناعتها بدقة مُتناهية وبإتقان و... "

 

قاطعني جُندي قائلا بغضب

 

" أيها الجاسوس.. توقف عن التغزل بسيوفنا لأنها ستقطع لك رأسك... "

 

ثم ابتسم بخبث وهتف بأمر

 

" أقتلوه "

 

وقفت بسرعة ورفعت كلتا يداي أمامي وأشرت بهما ليهدئوا وقلتُ لهم

 

" لا يمكنكم قتلي.. فأنا مُستشار الفرعون زيروس الأول وقائدهُ بيدوس.. إن قتلتموني سيأمر الملك بنفسه بقطع رؤوسكم "

 

تأملوني بذهول ثم بقليل من الخوف ولكن ذلك المعتوه المسؤول عنهم ضحك بشر وقال لي بخبث

 

" جاسوس ذكي.. سنرى بعد قليل عندما نصل إلى قصر الملك الفرعون من سيتم قطع رأسه.. كبلوا يديه وخذوه.. سيرافقنا هذا الخائن إلى قصر الملك "

 

رغم مُعاملتهم القاسية لي وتكبيلهم لكلتا يداي خلف ظهري ورميهم لي على ظهر أحد الأحصنة مثل كيس البطاطس إلا أنني كنتُ سعيداً جداً لأنهم سيأخذونني إلى قصر الفرعون.. أخيراً سأعيش في مملكة الفراعنة وأكتشف حضارتهم وأسرارهم وسحر تاريخهم الجميل.. والأهم سأكتشف سر لعناتهم والتحنيط..

 

" أنا متحمس جداً.. سأعيش أسعد أيام حياتي هنا في هذا العالم الساحر والجميل "

 

همست بسعادة عندما رأيت القرية أمامي والقصر العظيم الذي تم بنائه خلف القرية الجميلة.. سمعوني الجنود وبدأوا يضحكون بشدة ويهزئون مني..

 

عندما وصلنا إلى القصر تم رميي على الأرض في الساحة الشاسعة.. نظرت أمامي بسعادة لا توصف وكنتُ في قمة حماسي لرؤية الفرعون و قائده.. حُلمي تحقق أخيراً.. أنا فعلا انتقلت عبر الزمن إلى هذا العصر الجميل والساحر.. وسأكتشف قريباً جميع أسرارهم وابداعاتهم والتي لغاية الآن في عصرنا لم يستطيعوا حلها واكتشاف وحل عظمة ومدى عبقرية هذا الشعب وذكائه..

 

" حاكيس ما الذي يحدث هنا؟!!.. لماذا كل هذه الضجة في الساحة؟!.. هل ترغبون بإغضاب الملك و... بحق الآلهة الآباء.. مُستحيل.. مُستحيل.. حاخميس!!!!.. حاخميس هذا أنت؟!!!... "

 

سمعت صوت امرأة تهتف بغضب وفوراً نظرت باتجاه مدخل القصر العملاق ورأيت امرأة تبدو في عقدها الرابع من العُمر تخرج من القصر برفقة عددٍ كبير من الحُراس خلفها.. ولكن عندما شاهدتني وقفت بأرضها ورغم الظلام رأيت وجهها يتحول إلى اللون الأبيض وهمست بذهول وبصدمة كبيرة باسم حاخميس.. وهو الاسم الذي كان يُناديني به الفرعون و قائده..

 

أوقفوني حارسين بعنف ونظرت إلى تلك المرأة بإعجاب


رواية سحر الفرعون - فصل 28 والأخير - معاً لمدى الحياة

 

تأملت وجهها الجميل بهدوء ثم أخفضت نظراتي وتأملت جسدها الجميل والفستان المثير الذي كانت ترتديه.. كانت مثيرة جداً فهي تمتلك ثديين بارزين بحجمٍ كبير وجسد مُتناسق و...

 

" انتبهوااااااا.... "

 

هتفت بذعر عندما رأيت جسدها يترنح وسقطت غائبة عن الوعي على الأرض.. ركضوا حُراسها وبدأوا يهتفون بقلق

 

" سيدة بكاتا.. سيدة بكاتا ماذا حصل لكِ؟!!!.. "

 

لا أعلم لماذا شعرت بالخوف وبالقلق الشديد على تلك السيدة.. نظرت إلى حُراسها الأغبياء وهتفت بهم بغضب

 

" ساعدوها أيها الحمقى.. لقد غابت عن الوعي المسكينة "

 

تأملوني بنظرات كارهة ولكنهم حملوا جسدها وأدخلوها إلى القصر.. تم دفعي إلى الأمام بعنف من قبل حارسين وأدخلوني إلى القصر.. كنتُ أتأمل الأثاث والهندسة المعمارية أمامي بذهول وبإعجابٍ كبير..

 

فخامة الهندسة والإبداع بتصميمها أبهرني بشكلٍ كامل.. رأيت الكثير والكثير من التُحف الأثرية التي لا تقدر بثمن في عصري.. ولكن هنا هي مُجرد تُحف لزخرفة القصر..

 

وقفت أمام باب ضخم للغاية مصنوع من الذهب الخالص.. شهقت بذهول بينما كنتُ أنظر إلى الباب بنظرات مُندهشة وبإعجاب.. من صنعهُ يجب أن يعطوه لقب أفضل صانع ومُصمم لباب من الذهب..

 

أدخلوني إلى غرفة شاسعة كبيرة ورأيت أمامي الفرعون زيروس يجلس على الكُرسي العرش وبجانبه يقف القائد بيدوس..

 

ابتسمت لهما بوسع وقلتُ لهما بمرح

 

" مرحباً.. أنا هنا.. "

 

توسعت عيون الفرعون وتأملني بذهول ثم هتف بغضب على جنوده

 

" حرروا يديه بسرعة.. تحركوا "

 

شهق الحراس بخوف وفكوا الحبل عن معصماي.. اقترب القائد بيدوس مني وأمر الجنود والحراس قائلا بأمر

 

" أخرجوا واغلقوا الباب خلفكم "

 

نفذوا أمره بسرعة ورأيت القائد يتأملني بنظرات مرحة ثم رفع ذراعه اليمنى عاليا وهوى بها على كتفي بقوة جعلني أترنح وأصرخ بألم..

 

" ههههه.. حاخميس.. أنا سعيد برؤيتك أيها الرجل.. اجمد.. لماذا تصرخ مثل الفتيات؟ "

 

نظرت إليه بقهر وأبعدت يده عن كتفي المسكين وهتفت بقهر بوجهه

 

" لقد حطمت عظام كتفي المسكين.. هل هكذا تُرحب بمستشار الملك الجديد "

 

ضحك الملك الفرعون بمرح ووقف وأشار لي لأقترب منه.. ركضت باتجاهه وانحنيت باحترام أمامه ثم استقمت وقلتُ له بلهفة

 

" سمو الملك.. لقد استطعت الانتقال عبر الزمن.. أنا في قمة سعادتي الآن و.. "

 

اقترب بيدوس ووقف بجانبي وضحك بخفة ثم سألني بملل

 

" لماذا تشعر بكل هذه السعادة حاخميس؟!.. لن تشتاق إلى عالمك وجميع تلك الاختراعات الغريبة؟ "

 

نظرت إليه بجمود وأجبته

 

" هل تعلم بأن ما حدث لي هو هبة كبيرة من الآلهة.. آلاف عُلماء الأثار في عالمي سيدفعون ثقلهم من الذهب ليكونوا في مكاني هنا الآن.. أنا هنا في عصر الفرعون زيروس الأول.. الفرعون والذي لم يستطع أي عالم للأثار أن يكتشف ويقوم بحل أي لغز عن عهده الذهبي.. الفرعون الذي شغل العُلماء لسنوات كثيرة في زمني.. أنا هنا في قصره وسأعيش معه وأكتشف حضارة وأسرار الفراعنة منه و الأهم سر التحنيط ولعنة الفراعنة "

 

قهقه الملك زيروس بقوة ثم قال لي

 

" أهلا بك في زمني حاخميس.. كما وعدتُك سابقاً ستكون مُستشاري الأول ومستشار القائد الأول.. وسيكون لك حُراس شخصيين و جناح خاص بك وحريم "

 

احمرت وجنتاي لدى سماعي بكلمة الحريم وذهب تفكيري بسرعة إلى تلك الجميلة بكاتا.. سمعت بدهشة القائد يسأل الملك بنبرة مُتعجبة

 

" حريم له؟!!. لكن سمو الملك ماذا عن بكاتا فهي زوجـــ... "

 

قاطعه الفرعون قائلا بسرعة

 

" لا تقلق من هذه الناحية لقد تكفلت بكل شيء.. والآن بيدوس رافق مُستشارنا إلى جناحه الخاص ولا تتأخر بالعودة "

 

أومأ القائد موافقا وتأملني بنظرات لم تعجبني.. بينما كنتُ أمشي برفقة القائد تأملته بغيظ وسألته

 

" ماذا تُخفي عني أيها القائد؟!.. لا تكذب عليّ وأخبرني بصدق.. ثم هل كاريتا و أسينا والسيد داس انتقلوا إلى هنا؟! "

 

رأيتهُ يبتسم بخبث وأجابني بهدوء

 

" زوجتي اسمها أسينات.. وزوجة الفرعون بالنسبة لك هي الملكة كاريتا.. أما السيد داس فهو ملك الإغريق و ألبانيا وهو بضيافتنا هنا ولعنة حلت على رأسي أنا والملك الفرعون "

 

تأملتهُ بدهشة كبيرة إذ لم أفهم ما قصده عن والد كاريتا.. ثم سمعت القائد يُكلمني بنبرة لم أرتح لها

 

" وها قد وصلنا.. هذا الطابق الخاص لجناحي أنا و زوجتي.. ولحريمي.. ولكنني قررت إرسال الفتيات كهدية للوزير أما تيب.. وجناحك الخاص هنا "

 

قلبت عيناي بملل وتابعت السير برفقته ولكن فجأة وقفنا أمام باب خشبي ضخم والذي تم فتحهُ أمامنا بقوة وخرجت منهُ بسرعة تلك المثيرة بكاتا.. ولكن ما أن رأتنا أمامها حتى وقفت بأرضها وهتفت بهستيرية

 

" حاخميس.. حبيبي... ااااااااااااعععععععععع.... "

 

توسعت عيناي بذعر عندما ركضت باتجاهي وضمتني إليها بقوة و... ما اللعنة!!!!!... لقد قبلتني بعنف على شفتاي...

 

حاولت إبعادها عني لكنها مثل المُصارع لم تسمح لي بإبعادها.. إلهي إنها مُخيفة كانت بالحرف الواحد تغتصب شفتاي وتُقبلني بالقوة وبعنف..

 

سمعت قهقهة القائد السعيدة والمرحة ورأيته بذعر يُشير لي بيده مودعا واستدار وفر راكضا برفقة حُراسه..

 

" ممممممممممممم.... "

 

أنيت بألم عندما أمسكت تلك المُصارعة بلساني بشفتيها وبدأت تمتصه بعنف.. ما اللعنة التي تحدث هنااااااااااا؟!!!.. فكرت برعب وهنا استخدمت كامل قوتي وابعدت بعنف تلك المرأة عني ومسحت فمي بقرف..

 

رأيتُها تتأملني بنظرات حزينة مجروحة.. نظرت إليها بحدة بينما كنتُ أتنفس بسرعة ثم تأملتُها ببرود وقلتُ لها مُعاتباً

 

" أيتها السيدة.. تبدين امرأة مُحترمة و.. شريفة.. لو سمحتِ لا تُكرري فعلتكِ معي مرة أخرى و.. "

 

توقفت عن تأنيبها عندما رأيتُها تبكي.. شعرت بالارتباك وقلتُ لها برقة

 

" لا تبكي.. لم أقصد أن أُحزنكِ.. لكن لا يجوز أن تُقبلي رجلا التقيتِ به للتو و... "

 

توقفت عن مواساتها عندما اقتربت مني وقالت ببكاء

 

" حاخميس.. أنتَ لا تتذكرني حبيبي؟.. أنا زوجتُك بكاتا.. أنا زوجتُك والآلهة الآباء أعادوك إليّ من جديد "

 

توسعت عيناي بذعر خاصةً عندما اقتربت مني أكثر وأمسكت بربطة عنقي وقالت برقة وبهمس

 

" كما أنا ما زالت دورتي الشهرية تأتيني بانتظام رغم سني.. يمكنني أن أنجب لك طفلين وإن أسرعنا ثلاثة.. أوه حاخميس كم اشتقتُ إليك حبيبي.. لم أنساك للحظة واحدة حبيبي "

 

" ما اللعنة!!!!!!!.... "

 

همست بصدمة كبيرة ورأيتُها ترفع رأسها وتحاول تقبيلي من جديد.. أمسكت بذراعيها بإحكام وأبعدتُها عني بحزم وقلتُ لها بنبرة حادة

 

" أنتِ مخطئة سيدتي.. أنا اسمي ديفيد وليس حاخميس.. أنا لستُ زوجكِ و.. احمممم.. ولا أريد أطفالا منكِ و.. لا يهمني إن كانت دورتكِ الشهرية تأتي بانتظام رغم سنكِ الكبير.. أقصد.. هو.. و.. لو سمحتِ لا تقتربي مني بعد الآن "

 

تأملتني بذهول وبحزن في البداية ثم رأيت برعب الغضب يشتعل في عينيها.. بلعت ريقي بقوة ونظرت إليها بتوتر ثم جحظت عيناي بعدم التصديق عندما قالت بحدة وبتهديد

 

" اسمع حاخميس.. لا يهمني إن فقدتَ ذاكرتك اللعينة بعد أن أعادتك إليّ الآلهة من المستقبل.. ثم أنا عمري واحد وأربعين سنة وما زال باستطاعتي الإنجاب وسأفعل.. وأنتَ زوجي وحبيبي الوحيد ولن أسمح لك برفضي أبداً.. والآن... "

 

توسعت عيناي برعب عندما بدأت تقترب مني بخطوات بطيئة بينما أنا مع كل خطوة منها كنتُ أخطو خطوتين إلى الخلف.. سمعتُها بفزع تقول لي بنبرة خبيثة مُخيفة

 

" والآن حبيبي.. ستصنع معي الحُب.. أريدُك الآن زوجي حاخميس "

 

شهقت بذعر وهتفت بصدمة

 

" أنتِ مجنونة "

 

تأملتني المجنونة بسعادة بعد نعتي لها بالمجنونة والغريب قالت بسعادة

 

" اوه حبيبي.. لقد تذكرتَ بأنك كنتَ تناديني قبل أن نتزوج بالمجنونة.. هذا رائع.. والآن أريدُك أن تتذكر كيف كنتَ تمارس معي الحُب وبقوة "

 

رأيتُها بفزع تركض باتجاهي وهنا صرخت بخوف واستدرت وبدأت أركض وأنا أهتف بفزع

 

" سمو الملك.. قائد بيدوس.. ساعدوني أرجوكم.. هذه المرأة المجنونة تريد اغتصابي.. النجدةةةةةةةةةة... "

 

سمعتُها بذعر تهتف خلفي قائلة

 

" حبيبي توقف "

 

التفت إلى الخلف ورأيتُها تركض خلفي بسرعة.. صرخت برعب وهتفت بفزع

 

" أنا لستُ حبيبك.. توقفي عن لفظها لي أيتُها المجنونة "

 

قهقهت بكاتا بسعادة وهتفت بدلال وهي تركض خلفي

 

" هل ترغب بأن أُناديك حُبي مثلا.. أو شمسي.. أو زوجي الجميل.. أو... "

 

قاطعتُها هاتفا بفزع

 

" مجنونةةةةةةةةة.. "

 

تابعت الركض ولكن ما أن وصلت نحو الباب حتى رأيت بذعر الحُراس يُغلقونه ويقفون أمامي وهم يكتفون أيديهم أمام صدورهم.. ارتعشت بفزع عندما سمعت تلك المجنونة تهتف بسعادة خلفي

 

" حبيبي.. حُبي.. زوجي الجميل.. لا يوجد لك مفر مني الليلة "

 

استدرت ورأيتُها بفزع تقف أمامي.. أمسكت بسترتي وقالت بدلال

 

" اتبعني والآن إلى جناحنا حبيبي "

 

حاولت الابتعاد عنها لكنها مثل الغراء تشبثت بسترتي.. هتفت بفزع وخلعت سترتي وركضت من جديد داخل هذا الطابق الكبير.. رأيت حارسين أمامي ينظران إليّ بذهول.. وقفت أمامهما وقلتُ لهما وأنا ألهث بقوة

 

" ساعدوني أرجوكم.. هناك مجنونة تُلاحقني و.. "

 

" حاخميس.. حبيبي... "

 

سمعت تلك المجنونة تهتف بلهفة بتلك الكلمتين.. نظرت إلى الخلف ورأيتُها بقهر تقترب بهدوء مني.. وقفت أمامي وقالت بنبرة خبيثة

 

" أرهقتني حبيبتي وأنا أتبعُك في كل مكان هنا.. حُراس.. احملوه وضعوه على سريري "

 

" ماذااااااااااااااااا؟!!!!!!!!... "

 

هتفت بفزع وتجمدت برعب عندما حملني الحارسين ودخلوا بي إلى احدى الغُرف ورموني على سرير واسع وخرجوا وهم يضحكون بمرح ويتمنون السعادة لتلك المجنونة المثيرة..

 

وقفت أمامي ورأيتُها بفزع تُخفض حمالات فستانها عن كتفيها ليظهر صدرها الجميل أمامي.. بلعت ريقي بقوة وأدرت رأسي باتجاه الحائط وقلتُ لها بغصة

 

" ما تفعلينه مُخجل سيدتي.. لو سمحتِ ارفعي الفستان و.. واستري عُريكِ ودعينا نتفاهم بطريقة حضارية.. أنا لن ألمسكِ أبداً أيتها السيدة مهما حاولتِ "

 

" هكذا إذاً!!!.. لن تلمسني حاخميس أبداً همممم!!... "

 

سمعتُها تهمس بتلك الكلمات بنبرة ماكرة.. أدرت رأسي ببطء ونظرت باتجاهها بحذر وتنهدت براحة عندما رأيتُها قد رفعت حمالات فستانها المثير وسترت أجمل ثديين رأيتهما في حياتي.. أقصد سترت عُريها عني..

 

ابتسمت لي بطريقة لم تُعجبني.. رغم أن ابتسامتها كانت جميلة إلا أنها كانت وكأنها تعدني بشيءٍ خبيث.. رأيتُها تستدير لتقف أمام الباب ثم التفتت ونظرت إليّ بنظرات عاشقة والهانة وقالت بنبرة حنونة

 

" كما ترغب حاخميس.. سأذهب لأطلب ليحضروا لك خلطة من الأعشاب المفيدة لك حبيبي لتجعلك تسترخي قليلا وبعدها سنتكلم بهدوء.. انتظرني حُبي قليلا هنا لن أتأخر عليك "

 

تنهدت براحة بعد خروجها من الغرفة ولكن رأيت بغيظ ثلاثة حُراس يقفون أمام الباب لحراسته قبل أن تُغلق الباب.. وقفت ورفعت أكمام قميصي قليلا ثم نظرت في الأرجاء.. الغرفة كانت واسعة وأثاثها جميل وأنيق.. وقفت بترقب أنتظر عودة تلك المجنونة حتى أتفاهم معها وأُحاول إقناعها بأنني لستُ زوجها..

 

دقائق قليلة رأيتُها تدخل وهي تحمل بيديها صينية من القش.. ابتسمت لي بوسع وأشارت لي لأجلس على الكرسي لكنني لم أفعل بل كتفت كلتا يداي على صدري ونظرت إليها بحدة


رواية سحر الفرعون - فصل 28 والأخير - معاً لمدى الحياة

 

تأملتني بنظرات حزينة وقالت بدلال

 

" حاخميس.. اقترب حبيبي ودعنا نتكلم بهدوء ونحتسي هذا الشراب اللذيذ.. هل أنتَ خائف مني حبيبي؟ "

 

نظرت إليها بغضب وأجبتُها بغيظ وأنا أقترب لأجلس بجانبها

 

" طبعاً لستُ خائفاً منكِ أيتُها السيدة.. فأنا لا أخاف بسهولة "

 

قهقهت بخفة وداعبت خدي بأناملها وقالت بمرح

 

" طبعاً حبيبي أنتَ لا تخاف أبداً.. هذا واضح "

 

تأملتُها بنظرات حادة غاضبة واستلمت منها الكوب الفخاري وشربت ما بداخله دفعةً واحدة ثم وضعت الكوب على الطاولة الصغيرة أمامي وقلتُ لها بنبرة باردة

 

" أُدعى البروفيسور ديفيد.. وأنا انتقلت عبر الزمن برفقة الملك الفرعون و القائد لأكون مُستشارهما الأول.. هل ترين أنا لستُ من تظنين.. لستُ زوجكِ المرحوم أو ما شابه "

 

رأيتُها تبتسم بخبث ثم قالت بنبرة مثيرة كالعنة

 

" سأرى بعد قليل إن كنتَ زوجي أم لا "

 

نظرت إليها بعدم الفهم ثم فجأة شعرت بالخمول بجسدي.. رمشت بقوة عندما بدأت أشعر بحرارة قوية في كامل أنحاء جسدي.. حاولت أن أقف لكن لم أستطع.. فجأة وبرعبٍ كبير سمعت تلك المجنونة تقول لي وهي تقف أمامي

 

" هذه الأعشاب ستجعلك تسترخي حُبي وتُنفذ كل ما أطلبهُ منك.. والآن حبيبي حان الوقت لنمارس الحُب فقد اشتقتُ إليك بجنون "

 

لقد خدرتني هذه المجنونة.. توسعت عيناي برعب عندما ساعدتني بالوقوف وبدأت تزيل ملابسي كلها عني.. وعندما أصبحت عاريا أمامها رأيتُها تتأملني بنظرات مُنحرفة.. جعلتني أتسطح على سريرها ورأيتُها بعذاب تُزيل فستانها عن جسدها المثير والذي ما أن رأيته حتى انتصبت بقوة..

 

كنتُ أبكي بداخلي من القهر والحزن والخزي بينما كانت تمارس معي الجنس رغما عن إرادتي الفعلية.. لقد اغتصبتني هذه المجنونة.. ولكن سأكون ملعونا لو أنكرت بأنني كنتُ مستمتعا وبشدة معها.. تباً فهي مثيرة كاللعنة وجميلة جداً...

 

 

الفرعون زيروس**

 

بينما كنتُ أُقبل محبوبتي في الطائرة فجأة شعرت بهواء ساخن يلفنا وبعدها سكون مُخيف لف المكان.. توقفت عن تقبيل محبوبتي وفتحت عيناي ورأيتُها مُغمى عليها.. حملتُها بذراعي وهمست بقلق

 

" محبوبتي.. حبيبتي افتـــ.. "

 

توقفت عن التكلم عندما سمعت صوت امرأة تُكلمني قائلة

 

" فرعون زيروس "

 

رفعت رأسي بسرعة ونظرت أمامي.. رأيت بذهول آلهتي الآباء يقفون جميعهم أمامي وهم يبتسمون بسعادة.. كنتُ أقف أمامهم برفقة بيدوس والذي كان يحمل بين يديه جسد زوجته أسينات.. وكان بيدوس مثلي ينظر إلى الآلهة الآباء بذهول وبرهبة وباحترام..

 

رأيت الآلهة حتحور تقترب ووقفت أمامي وأمام بيدوس.. أخفضنا رؤوسنا أمامها باحترام وسمعت الآلهة تُكلمني قائلة

 

" لقد أنجزتَ مهكتك بنجاح أيها الملك.. ولذلك الآلهة الآباء قرروا مُكافأتك.. الآلهة خنوم قدم لك هدية خاصة فقد أوقف مرور الزمن في علمك حتى لا يمضي الوقت وأنتَ غائب عن مملكتك في المستقبل.. أما الآلهة أنحور فقط سمع صلواتك وسمح بإحضار الملك داس و حاخميس إلى زمنك "

 

ابتسمت بسعادة عندما سمعت ما قالتهُ لي الآلهة حتحور.. فبوجود والد محبوبتي حبيبتي لن تكون حزينة أبداً..

 

سمعت الآلهة حتحور تُتابع قائلة

 

" والآلهة بَس آلهة المرح والسرور قدم لك وللقائد وزوجتكما هبة السعادة الأبدية.. والآلهة تاورت آلهة حماية المرأة عند الولادة قدم لزوجاتكما الحماية والرعاية عند ولادتهما لأبنائكم.. والآلهة تاورت العظيمة ستحمي زوجاتكما كذلك أثناء الحمل والولادة "

 

شكرت بداخلي هبة الآباء لنا ولكن شعرت بالدهشة عندما تابعة الآلهة حتحور قائلة

 

" وهبتي لك أيها الملك ولقائد شعبي هي.. عندما تستيقظ زوجاتكما سوف تستعيدان حملهما من جديد.. فالزمن في عالمك لم يرجع إلى الماضي كما حصل في المستقبل وهذا يعني بأن زوجتك و زوجة القائد لم تفقدان الجنين.. سترزقان بطفلين يتمتعان بصحة جيدة.. وسيكون مستقبلهما آمن ومستقر ومزدهر "

 

شعرت بسعادة لا مثيل لها عندما سمعت هبة الآلهة حتحور لنا.. محبوبتي ستفرح كثيراً بخبر طفلنا.. وقبل أن أشكر الآلهة الآباء على هبتهم سمعت الآلهة حتحور تقول

 

" الآلهة الآباء لن تتوقف عن حماية ومراقبة ومساعدة شعبها وأرضها وملكها الحبيب.. والآن حان الوقت للعودة "

 

وما أن حاولت رفع رأسي وأشكر الآلهة شعرت بالأرض تهتز أسفلي ثم رأيت الظلام..

 

فتحت عيناي عندما سمعت صوت تأوهات خفيفة بجانبي.. نظرت بسرعة إلى الأسفل ورأيت محبوبتي نائمة بعمق على صدري.. نظرت في الأرجاء ورأيت نفسي نائم على سريري في جناحي الملكي في القصر.. ابتسمت بوسع وعانقت محبوبتي إلى صدري وأغمضت عيناي وأنا أبتسم بسعادة..

 

انتظرت لبعض الوقت حتى تستيقظ محبوبتي وعندما أخيراً استيقظت سمعتُها تهمس بسعادة وبعدم التصديق

 

" زيروس.. حبيبي... "

 

فتحت عيناي ونظرت إلى الأسفل ورأيت زوجتي الجميلة تتأملني بنظرات عاشقة وسعيدة.. انتفضت كاريتا وجلست ووضعت كلتا يديها على وجنتاي.. جلست ونظرت إليها بعاطفة وبشوقٍ كبير..

 

تأملنا بعضنا بنظرات هائمة.. العين المُحبة تكون مبتسمة مثل الشفاه أثناء النظر لمن تحب ونظرات كاريتا كانت تبتسم لي..

 

" محبوبتي.. "

 

" فرعوني.. "

 

همسنا بسعادة معاً بتلك الكلمتين وتعانقنا بقوة لوقتٍ طويل.. طويل جداً...

 

ابتعدت عن محبوبتي قليلا ورأيت بحزن بأنها كانت تبكي.. مسحت دموعها برقة ونظرت بحنان إلى عينيها وسألتُها بحزن

 

" لماذا تبكين محبوبتي؟ "

 

شهقت بخفة وأجابتني

 

" أنا.. هو.. ما زلتُ لا أستطيع التصديق بأنك هنا معي وبجانبي.. سامحني فرعوني.. سامحني حبيبي لأنني أحزنتُك وغادرت.. فعلت ذلك لكي أحمي صديقتي من الموت.. كنتُ.. كنتُ أعلم بأنك لن تسامحها لأننا ظننا في ذلك الوقت بأن أسينا هي من تسببت بفقداني لطفلنا و... "

 

تأملتُها بحنان وقاطعتُها قائلا

 

" أعرف حبيبتي.. ولا تطلبي مني السماح أبداً.. لقد اكتشفت حقيقة ما حدث وعرفت بأن أسينات بريئة.. كما أنتِ حامل الآن ولا يجب أن تبكي كي لا يحزن طفلنا "

 

توسعت عينيها بذهول وقالت بسعادة

 

" لقد استعدت طفلي!!!!.. كنتُ أعلم بأنني بمجرد أن أعود إليك حبيبي سأستعيد ابني.. أنا سعيدة.. سعيدة جدااااااااااا... "

 

قهقهت بمرح عندما رمت بنفسها عليّ وعانقتني بشدة


رواية سحر الفرعون - فصل 28 والأخير - معاً لمدى الحياة

 

بادلتُها العناق ثم أغمضت عيناي وقبلت جبينها برقة وهمست بسعادة

 

" أشكركِ محبوبتي لأنكِ جعلتني أسعد ملك في الكون.. حُبي لكِ يجري في دمائي.. أحبكِ يا حبيبتي و يا محبوبتي وكل ما فيكِ أهواه.. فلا تبتعدي عني مرة أخرى لأنني سأتبعكِ وأُبحر البحار والمحيطات خلفكِ.. وإن تطلب مني الأمر سأعود بالزمن لألف مرة لأستعيدكِ محبوبتي "

 

شهقت كاريتا بقوة ثم رفعت رأسها وتأملتني بنظراتها العاشقة والتي أعبُدها ثم ابتسمت بوسع وقالت لي بنبرة هائمة

 

" فرعوني أنا عاشقة لك وقلبي يهواك.. ولن أبتعد عنك مهما طال الزمن ولن يفرقنا سوى الموت "

 

أمسكت بكلتا يديها ونظرت بعشق في عمق عينيها الجميلتين وهمست لها بهيام

 

" إذاً ستكون أمنيتي الأخيرة لآلهتي الآباء أن يسمحوا لي بالعيش برفقتكِ ولا يفرقني عنكِ سوى الموت محبوبتي "

 

أخفضت رأسي وقبلتُها قبلة عاشقة وبشوق فاق تحملي.. وعندما كنتُ على وشك إزالة سترتها عن كتفيها ابتعدت عنها ونظرت بدهشة أمامي عندما سمعت خارج جناحي صوت أمي وهي تهتف بلهفة

 

" ملكي وفرعوني.. أخيراً وصلت "

 

ثواني ورأيت أمي تدخل إلى جناحي بينما كانت تدفع الحراس بعيداً عنها.. ابتسمت بوسع لها وأشرت لجنودي ليبتعدوا ويسمحوا لها بالدخول..

 

ركضت والدتي وعانقتني أنا و كاريتا معا وبدأت تُقبلنا على وجنتينا وهي تهتف بسعادة

 

" أنا سعيدة برؤيتكما معاً من جديد.. أخيراً ابني يبتسم بسعادة بعد أن كان طيلة تلك الأشهر تعيسا و... "

 

" أمي... "

 

همست لها لتتوقف عن التكلم لكنها ابتسمت لي بوسع وقالت

 

" لم تتأخر كثيراً عندما انتقلت إلى المستقبل.. مضت عشر دقائق فقط على غيابك.. ولكن عرفت من القائد بأنك عُدت وأتيت بسرعة لرؤيتك و كاريتا.. و أنا سعيدة لأن حفيدي بخير.. سأصبح جدة عن قريب.. أنا أتلهف بشدة لرؤيته وضمه و... "

 

" أمي.... "

 

همست لها من جديد لتتوقف عن التكلم وهنا استقامت وتأملتنا بنظرات سعيدة وقالت

 

" حسناً فهمت.. تريد أن تبقى بمفردك مع كاريتا و... "

 

" أمي... "

 

قهقهت بقوة ثم استدارت وقالت بسعادة

 

" حسنا.. حسنا.. سأذهب و... "

 

توقفت عن التكلم عندما هتف أحد الحُراس قائلا

 

" سمو الملك الفرعون.. ملك الإغريق و ألبانيا وصل منذ قليل إلى القصر.. وهو يتقاتل الآن مع حُراس السيدة بكاتا "

 

نظرت أمي بقلق باتجاه الباب ثم قالت لي

 

" سأذهب لأتفقد بنفسي ما يحدث.. سأتصرف بسرعة لا تقلق بُني "

 

لكن بسرعة فكرت بسبب وجود الملك.. وألاف الأسئلة دارت في خلدي.. وتفكري كله انصب على داس والتون.. لذلك وقفت بسرعة وبدأت أرتدي بنفسي ملابسي وقلتُ لمحبوبتي

 

" لن أتأخر حبيبتي.. انتظريني هنا قليلا "

 

أومأت كاريتا موافقة وخرجت مُسرعاً إلى الخارج ورافقوني حراسي الملكيين...

 

 

كاريتا**

 

وبينما كنتُ أضع الحزام سقط قلبي بين أضلعي عندما شعرت بالطائرة تسقطت.. نظرت حولي بذعر ورأيت الجميع يصرخون برعب..

 

سالت دموعي بفزع على وجنتاي وأمسكت بيد أسينا وبدأت أصرخ بفزع وأنا أنظر إلى والدي والذي كان يحاول تهدئتي وتهدئة الجميع..

 

" دادي... "

 

هتفت بفزع وعانقت أسينا الباكية بقوة وآخر ما سمعته هو صوت صراخات المُرتعبة لزملائي وصوت دوي انفجار كبير وبعدها لا شيء..

 

لكن فجأة شعرت بيد تمسك بمعصمي وتم رفعي لأقف.. فتحت عيناي ورأيت فرعوني يقف أمامي..

 

" زيروس.... "

 

همست بسعادة باسمه ولم أسمع ما همس لي به بل شعرت بسعادة لا توصف عندما قبلني قبلة الحُب وقبلة عشقنا.. لم أهتم لأي شيء يحدث حولنا.. لم أهتم لشيء سوى بقبلة حبيبي الفرعون..

 

ولكن بعدها شعرت بالأرض تهتز أسفلنا وشعرت بحرارة شديدة في جسدي ثم حاوطني الظلام من جميع الجهات..

 

استيقظت وأول ما رأيته أمامي هو وجه حبيبي..

 

" زيروس.. حبيبي... "

 

همست بفرحٍ كبير بتلك الكلمات ولم أستطع تصديق نفسي بأنني الآن هنا مع حبيبي وبين أحضانه.. سعادتي برؤيته وسعادتي بمعرفة استعادة طفلي أفرحتني بشدة..

 

كنتُ سعيدة جداً.. فما أجمل الضحكات والشعور بالسعادة حين نكون مع من نُحب.. فهي لحظات سريعة ولكنها جميلة للغاية ولا يضاهيها أي شعور آخر في الكون..

 

ولكن بينما كنتُ أعترف لفرعوني عن صدق مشاعري نحوه قاطعتني الملكة سات رع بدخولها.. كتمت ضحكاتي بينما كانت تتكلم وتتكلم وحبيبي زيروس كان يُقاطعها بخجل.. ولكن عندما سمعت صوت الحارس من الخارج يتكلم عن ذلك الملك شعرت بتوتر زيروس..

 

وعندما غادر فرعوني الجناح قررت أن أتبعه.. خرجت من الجناح ونزلت إلى الأسفل برفقة بعض من الحراس الملكيين الخاصين بفرعوني..

 

ولكن ما أن وصلت إلى الطابق الأرضي وقفت جامدة بأرضي ونظرت بذهول أمامي


رواية سحر الفرعون - فصل 28 والأخير - معاً لمدى الحياة

 

رأيت دادي داس يتشاجر مع حبيبي وهو يهتف بغضب بوجهه

 

" كنتَ تُقبل ابنتي في الطائرة.. لقد رأيتُك أيها الفرعون.. أين هي كاريتا.. لن تنام معك بغرفة واحدة قبل أن تتزوجها "

 

" ماذاااااااااااااا؟!!!.. لكنها زوجتي وحامل بطفلي كذلك "

 

شهق والدي بقوة وهنا رآني أقف بذهول أمام السلالم.. ركض وعانقني بشدة وهمس بأذني

 

" طفلتي الجميلة.. تحضري الآن.. سأنتقم من زوجكِ لأنه غضب مني بسبب تغزلي بأمه.. سأجعله يرى النجوم في وضح النهار "

 

توسعت عيناي بذهول وهمست بصدمة

 

" كيف؟!!!.. "

 

وما حصل بعدها جعلني أقع بصدمة عمري الكبيرة...

 

 

داس والتون**

 

رأيت الملك الفرعون يقترب ووقف أمامي بهيبته وعظمته وتأملني بنظرات غاضبة و بغيرة.. بغيرة؟!!!!.. لماذا يا ترى؟!...

 

حمحمت ورفعت رأسي أمامه بشموخ وقررت أن أتسلى به قليلا وبأعصابه فقلتُ له بحدة

 

" وصلني خبر بأن ابنتاي هنا رغماً عن إرادتهما في قصرك سمو الملك الفرعون "

 

توسعت عينيه بذهول وهمس بصدمة

 

" كيف؟!.. "

 

تأملتهُ بخبث وأجبته

 

" طبعاً تعرفني جيداً سموك فأنا الملك داس والتون و... "

 

تباً.. هل كانت عائلتي والتون عندما كنتُ في هذا الزمن؟!.. فكرت بغضب وسمعت بقهر الملك الفرعون يضحك بخفة.. لقد كشفني بسرعة الملعون.. حسناً سألعب بأعصابه بطريقة أخرى..

 

فكرت بخبث ورأيت القائد يركض بسرعة باتجاهنا ووقف بجانب الفرعون وتأملني بنظرات قلقة.. ابتسمت بخبث وقلتُ للملك بغرور

 

" سمو الملك.. حضرتك تحتجز ابنتي الكبرى لديك وقائدك يحتجز ابنتي الصغرى.. وأنا أتيت شخصياً لأستعيد ابنتاي "

 

تأملني الفرعون بغرور وقال بحدة

 

" هذا غير صحيح.. كاريتا هي زوجتي.. و أسينات تكون زوجة القائد بيدوس.. أظن حصل سوء تفاهم سيد داس.. كما رأيتُك منذ قليل تتغزل بوالدتي وهذا تصرف غير لائق بملك "

 

إذا هو يريد اللعب!!.. سنلعب معاً.. فكرت بخبث وهتفت بحدة بوجه الفرعون

 

" نفرتيتي تستحق أن يتغزل بجمالها الأخاذ جميع الشُعراء.. وأنا لم أستطع سوى أن أقوم بالتعبير لها وبصدق عن مدى حُسنها وجمالها "

 

تأملني الفرعون بغضبٍ عاصف وهمس بحدة من بين أسنانه

 

" لكنها أمي أنا.. واسمها ليس نفرتيتي.. ولا يحق لك التغزل بها وفي داخل قصري الملكي "

 

كتمت قهقهتي وأجبته بحدة

 

" كنتَ تُقبل ابنتي في الطائرة.. لقد رأيتُك أيها الفرعون.. أين هي كاريتا.. لن تنام معك بغرفةٍ واحدة قبل أن تتزوجها "

 

" ماذاااااااااااااا؟!!!.. لكنها زوجتي وحامل بطفلي كذلك "

 

هتف الفرعون بصدمة وتصنعت الدهشة ورأيت ابنتي الجميلة تقف أمام السلالم.. ركضت وعانقتُها بشدة وهمست بأذنها

 

" طفلتي الجميلة.. تحضري الآن.. سأنتقم من زوجكِ لأنه غضب مني بسبب تغزلي بأمه.. سأجعله يرى النجوم في وضح النهار "

 

همست كاريتا بصدمة

 

" كيف؟!!!.. "

 

وهنا ابتعدت عنها وأمسكت بيدها واقتربت من الفرعون وقلتُ له

 

" أين هي ابنتي أسينا.. يجب أن ترافقني هي كذلك إلى قصري.. وبعدها ستأتي برفقة قائدك وتطلبان ابنتاي بطريقة لائقة للزواج و... "

 

هنا قاطعني القائد هاتفاً بصدمة كبيرة

 

" لكن أسينات زوجتي وحامل بطفلي.. ما اللعنـــ.. "

 

اقتربت نفرتيتي وجميلتي ووقفت أمامي وقاطعت حديث القائد وتأملتني بنظرات خجولة وقالت بحياء

 

" حضرة الملك داس.. لو سمحت رافقني إلى الصالون الخاص في جناحي ودعنا نتحدث بهدوء ونتفاهم "

 

اقترب الملك الفرعون وأبعد والدته من أمامي وجعلها تقف خلفه وقال بحدة

 

" لن يحدث ذلك أبداً.. ملكة سات رع أنتِ لن تكوني بمفردكِ مع هذا الرجل.. سيذهب الجميع إلى غرفة العرش وسنتكلم بهدوء هناك ونتفاهم "

 

تأملتهُ بغيظ إذ عرفت بأنهُ يريد ابعاد نفرتيتي خاصتي عني.. في أحلامه لن يحدث ذلك.. سيرى هذا الفرعون ما أستطيع فعله.. فأنا داس والتون ولقد انتظرت سنوات كثيرة حتى ألتقي بامرأتي ولن أسمح له بإبعادها عني أبداً..

 

نظرت إليه باستفزاز بينما كنتُ أحتضن كاريتا ومشيت برفقة حرسه نحو غرفة العرش..

 

" أبي.. ما الذي فعلته للتو؟!.. وماذا تحاول فعله؟!.. إنهُ حبيبي وزوجي الذي أخبرتُك عنه "

 

ابتسمت برقة وهمست بأذنها

 

" ماذا برأيكِ أفعل؟!.. لقد شاهدني أتغزل بـ نفرتيتي وجميلتي واشتعلت الغيرة به.. فرعونكِ هذا لن يسمح لي من الاقتراب من امرأتي.. ساعديني ابنتي.. فأنا عشقت من النظرة الأولى ملكتي سات رع وزوجكِ يبدو واضحاً بأنهُ رافض فكرة تقربي منها "

 

وقفت كاريتا وتأملتني بذهول ثم ابتسمت بوسع وهمست بسعادة

 

" تقصد بـ نفرتيتي الملكة الأم سات رع؟!.. هل فعلا وقعتَ بحبها دادي؟ "

 

أومأت لها موافقاً فاتسعت ابتسامتها أكثر وقالت بهمس وبفرحٍ كبير

 

" هذا خبر رائع دادي.. لا تقلق سوف أساعدك.. سأتكلم مع زيروس وأقنعه ليسمح لك لتتقرب من الملكة "

 

" شكراً لكِ طفلتي "

 

همست بأذنها بسعادة ووقفنا أمام كُرسي العرش.. جلس الفرعون عليها وتأملني بنظرات حادة ثم أشار لابنتي لتقترب وتجلس على الكرسي بجانبه..

 

وقفت أتأمل الفرعون بتسلية بينما كان يشرح لي مدى حُبهِ لابنتي.. لكن نظراتي استقرت رغما عني على جميلتي نفرتيتي.. تبادلنا النظرات طيلة الوقت دون أن نهتم بأحد ولما يحدث حولنا.. ولكن صهري الغليظ قاطع نظراتي الهائمة على جميلتي عندما هتف بغضب

 

" هل سمعت حضرة الملك حديثي بكامله؟.. أم استحوذت أمي على كامل تفكيرك ونظراتك!!!.. "

 

ستندلع الحرب بيننا قريباً.. همست بقهر بداخلي بتلك الكلمات وأجبت الفرعون بهدوء

 

" سمو الملك.. لقد سمعت طبعاً كامل حديثك.. أنا أعلم جيداً بأنك تُحب ابنتي كاريتا وبأن القائد بيدوس يُحب ابنتي أسينا.. لكن يوجد أصول وقوانين في البلد.. لقد تزوجتما ابنتاي دون موافقتي ومن دون علمي.. ولذلك وفقاً للأصول عليكما أن تتزوجا من جديد بهما وبحضوري وبمُباركتي وموافقتي "

 

شهق الجميع بدهشة من بينهم ابنتي و جميلتي نفرتيتي.. ابتسمت بوسع لزوجتي المستقبلية الفاتنة ثم تابعت قائلا بهدوء

 

" كاريتا و أسينا سوف يكون لهما جناح خاص بهما منذ هذه اللحظة.. والزفاف سيكون بعد مرور شهرٍ واحد منذ هذه اللحظة "

 

توسعت عيون الفرعون بفزع وهتف بصدمة كبيرة

 

" شهرٍ واحد!!!!!!!!!.. هذا كثير.. بعد يومٍ واحد فقط.. أي غداً "

 

عارضتهُ بهدوء قائلا

 

" أسبوعين.. "

 

" يومٍ واحد "

 

" حسناً.. لأسبوعٍ واحد "

 

" يومٍ واحد.. وهذا قراري النهائي "

 

تأملتهُ بغيظ وقلتُ له

 

" لأسبوعٍ واحد.. فأنا لدي أقارب وأريد لعائلتي أن تُشاركني فرحتي وفرحة ابنتاي "

 

فكرت قليلا ونظرت إلى الحارس بجانبي وهمست له بتساؤل

 

" هل لدي أقارب في الإغريق؟!.. "

 

تأملني الحارس بذهول ورفع كتفيه بعدم المعرفة ثم أخفض رأسه بخوف عندما هتف الفرعون بغضب وغصباً عن إرادته

 

" موافق.. بعد مرور أسبوعٍ واحد من اليوم سيكون موعد زفافي على محبوبتي وزفاف قائدي على حبيبته أسينات "

 

ثم وقف واقترب مني وهمس بأذني بغضب

 

" لكن سأقطع رأسك إن رأيتك تتكلم مع والدتي.. ابتعد عنها داس والتون "

 

وغادر الغرفة بغضب برفقة حُراسه بعد أن أمر والدته لترافقه.. نظرت إلى نفرتيتي بحزن ثم بهيام بينما كانت تسير أمامي وهي تتأملني بطرف عينيها بحزن..

 

" سأراكِ قريباً ملكتي الجميلة.. فلا تحزني جميلتي "

 

احمرت وجنتيها وأسرعت برعب بمشيتها بعد أن هتف صهري الغليظ بها لتسرع.. تنهدت بعمق بينما كنتُ أرى ملكتي تبتعد عني وتخرج من الغرفة..

 

" دادي.. ماذا فعلت؟!.. كيف تريدني أن أتزوج زوجي للمرة الثانية؟!.. في الحقيقة ستكون المرة الثالثة.. فعندما وقعت بحبه طلبت منه أن يتزوجني برضاي الكامل وفعل ذلك.. والآن أبي لقد أفسدتَ فرحتي بعودتي إلى فرعوني "

 

سمعت ابنتي تهمس بألم بتلك الكلمات.. نظرت أمامي ورأيتُها تقف وهي على وشك البكاء.. ولكن قبل أن أفتح فمي وأتكلم معها رأيت القائد بيدوس يقترب مني وهو على وشك أن يشتعل من شدة غضبه.. تأملني بنظرات غاضبة جاحظة ثم استدار وخرج من الغرفة..

 

نظرت إلى كاريتا وقلتُ لها بهم

 

" زوجكِ كرهني لأنني تغزلت بوالدتهِ الجميلة.. أردت أن أُغيظهُ قليلا وأنتقم منه "

 

تأملتني كاريتا بحنان وقالت برقة

 

" دادي.. يا لك من مسكين.. سوف أُساعدُك.. لا تقلق سأتحمل أنا وأسينا الابتعاد عن أزواجنا لمدة أسبوع كامل من أجلك "

 

وعلى ثقة وأمل كبير بابنتي خرجت برفقتها وصعدت إلى جناحها وأسينا الجديد..

 

 

أسينات**

 

استيقظت على أصوات هامسة قريبة مني.. فتحت عيناي ورأيت كاريتا والسيد داس يجلسان أمامي ويتكلمان بهمس.. نظرت في الأرجاء ورأيت بسعادة بأنني داخل غرفة نوم داخل قصر الفرعون.. استقمت وجلست وهتفت بلهفة

 

" بيدوس.. أين هو بيدوس؟ "

 

التفتت كاريتا وتأملتني بحنان ثم وقفت واقتربت من السرير وجلست بجانبي وقالت بنبرة سعيدة

 

" مرحباً شقيقتي "

 

نظرت إليها بتعجُب ولكن أحببت مُناداتها لي بشقيقتي.. تأملتُها بعاطفة وقلتُ لها بمرح

 

" مرحباً بشقيقتي الجميلة.. لقد نجحنا واستطعنا العبور والعودة.. والعم داس هنا كذلك "

 

شعرت بتوتر كاريتا فنظرت إليها بقلق وسألتُها

 

" ماذا هناك؟!.. لماذا أنتِ متوترة كاريتا؟!! "

 

أشاحت بنظراتها باتجاه والدها والذي وقف واقترب وجلس بجانب كاريتا على طرف السرير.. ابتسم سيد داس ابتسامة رقيقة وقال لي بنبرة حنونة

 

" أسينا.. سأخبركِ بكل شيء يا ابنتي.. لكن أولا أريدُكِ أن تسمعيني حتى النهاية ولا تُقاطعي حديثي "

 

أومأت له موافقة وسمعتهُ يُكلمني عما حدث معه ومع والدي وكيف والدي لورانس طلب منه أن يهتم بي ويعتبرني ابنتهُ الثانية.. الآن حتى فهمت كلمات والدي لي وهو يودعني بأنهُ سيكون لي أب يحميني ويُحبني..

 

ولكن صدمتي الكبيرة كانت عندما سمعت والدي الجديد يُخبرني كيف أبعدني عن زوجي وبأنني سأتزوج من بيدوس للمرة الثانية بعد مرور أسبوع وبأنني استعد طفلي.. .. والسبب لأنهُ أراد أن يُغيظ الفرعون لأنهُ أحب من النظرة الأولى والدتهُ..

 

سقط فكي إلى الأسفل ونظرت إلى كاريتا ثم إلى والدي الجديد بذهول.. قهقهت كاريتا بمرح وقالت لي

 

" لقد خططت لأساعد دادي ليستطيع التقرب من الملكة سات رع ولأجعل فرعوني يوافق على زواجهِ منها.. وأنتِ أسينا سوف تُساعدين والدنا داس بذلك "

 

نظرت إلى أسينا بذهول وهمست بصدمة

 

" اوه.. هذا كثير لأستوعبه في ليلةٍ واحدة.. والدكِ أصبح والدي كذلك وأنا سأتزوج من حبيبي وزوجي للمرة الثانية و.. وأبي داس مُغرم بالملكة سات رع.. هذا مُذهل "

 

ضحك أبي داس بسعادة وعانقني بعاطفة ثم قبلني على وجنتي وقال وهو يقف

 

" سوف تخبركِ كاريتا عن خطتنا.. ليلة سعيدة بناتي.. أراكما في الغد "

 

بعد خروجه بدأت كاريتا تُخبرني عن خطتها وعندما انتهت شرعت أضحك بجنون.. تأملتني كاريتا بحزن وسألتني بقهر

 

" لماذا تضحكين؟!.. لم تُعجبكِ خطتي؟! "

 

أجبتُها بسرعة وأنا أضحك

 

" ههههه.. إنها كارثية.. هههه ولكن سأستمتع برؤية ما سيحدث مع فرعونكِ المسكين "

 

عندما رأيت كاريتا حزينة توقفت عن الضحك واقتربت وعانقتُها وقلتُ لها باعتذار

 

" آسفة حبيبتي لا تحزني بسببي.. سوف أساعدكِ بخطتكِ ولكن بشرطٍ واحد.. أريدُ أن أرى موميائي فقد اشتقتُ له بجنون "

 

وافقت كاريتا بسعادة وطلبت مني أن أنتظرها.. خرجت من الغرفة وبعد ربع ساعة انفتح الباب ورأيت حبيبي بيدوس يدخل.. أشرق وجهي بابتسامة سعيدة ووقفت بسرعة وهمست بفرحٍ كبير

 

" بيدوس.. حبيبي.. موميائي الجميل... "

 

ركضت وعانقته بقوة ودفنت رأسي في صرده العريض.. استنشقت بعمق رائحته وسمعتهُ بسعادة يهمس بنبرة حنونة وبعشق

 

" أسينات.. لبوتي الجميلة.. اشتقتُ إليكِ بجنون حبيبتي "

 

رفعت رأسي ونظرت في عمق عينيه الجميلة وهمست له بهيام

 

" أحبُك بيدوس.. سامحني حبيبي لأنني ألمتُك و.. هممممممم... "

 

قاطعني عن تكملة حديثي إذ مزج شفتيه بقوة بـ شفتاي وقبلني قبلة أفقدتني نبضات قلبي وأنفاسي.. حملني بيدوس بين يديه ودون أن يتوقف عن تقبيلي خرج من الجناح وتوجه نحو جناحه.. وضعني برفق على الفراش ثم فصل القبلة وتأملني بنظرات هائمة وهمس قائلا

 

" لا يهمني والدكِ ولا تهديداته.. أنتِ زوجتي أسينات وسأموت الآن إن لم أحصل عليكِ حبيبتي.. أنتِ النفس الذي أتنفسه ومن دونكِ لن أستطيع العيش.. سامحيني حبيبتي لأنني ألمتكِ سابقاً.. وأنا.. أنا لا أعرف كيف أُعبر لكِ عن مشاعري وعمق حُبي لكِ.. ولكن كل ما أعرفهُ بأنكِ أصبحتِ الهواء الذي أتنفسه ومن دونكِ لن أعيش لبوتي الشرسة "

 

نظرت إليه بسعادة وهمست بفرح

 

" اوه حبيبي.. هذا أجمل اعتراف للحُب سمعتهُ في حياتي.. كلمة أحبكِ تكفيني.. وأنا لن أستطيع العيش من دونك حبيبي وموميائي الجميل.. والآن قبلني ومارس معي الحُب حبيبي "

 

قبلني بيدوس بتملك وبعشقٍ كبير.. ثم مارس معي الحُب بطريقة رومانسية لا مثيل لها.. وبعد وقتٍ طويل غرقت بالنوم وأنا أُعانقهُ بشدة.. في هذه الليلة عرفت بأنني و بيدوس سنكون معاً لمدى الحياة.. معاً وإلى الأبد...

 

كاريتا**

 

ذهبت إلى جناح القائد وأخبرته بأن أسينا بانتظاره.. قهقهت بمرح عندما خرج راكضا بسعادة ليذهب لرؤية زوجته.. وهنا قررت أن أذهب لأرى فرعوني..

 

فتحوا الحُراس لي الباب ما أن شاهدوني أقترب من جناح حبيبي.. دخلت ورأيت فرعوني يقف بوسط الشرفة وهو يتأمل السماء..

 

اقتربت بخطوات هادئة ووقفت خلفه.. سمعتهُ بذهول يُكلمني بنبرة حنونة دون ان ينظر إلى الخلفي باتجاهي

 

" محبوبتي.. لقد وعدت والدكِ بأنني لن ألمسكِ لأسبوع كامل قبل زواجنا من جديد.. لذلك لا تدعيني أخلف بوعد قطعتهُ.. فأنا سأضعف أمامكِ محبوبتي.. اشتياقي لكِ الكبير وعشقي لكِ سيجعلني أنكث بوعدي لوالدكِ "

 

تأملتهُ بنظرات هائمة وعاشقة وأجبته

 

" لكنني لم أعدهُ بذلك.. وأنتَ زوجي وحُب حياتي.. أنتَ فرعوني وملك حياتي.. وأنا أريدُ زوجي ووالد طفلي.. أحتاجُ إليك فرعوني "

 

استدار زيروس بسرعة وتأملني بسعادة ثم همس بحدة

 

" فليذهب وعدي لوالدكِ إلى العالم السفلي.. لن أستطيع الابتعاد عنكِ محبوبتي.. لن أستطيع "

 

تعانقنا بقوة ورفعت رأسي وبادلت فرعوني قبلة عاشقة.. قبلة فرعوني جعلتني أتنفس الحياة.. قبلته جعلتني أروي شوقي وحُبي وحنيني إليه..

 

حملني زيروس ودخل إلى الجناح ووضعني برقة على الفراش.. توقف عن تقبيلي وتأملني بنظراتهِ الحنونة والعاشقة.. وسمعتهُ بسعادة يهمس قائلا

 

" أنا عاشق مجنون.. عاشق مجنون لكِ.. أنا مُلكاً لكِ.. وأنتِ محبوبتي مُلكاً لي.. نظراتكِ لي تكفي بأن تُقيم حرباً في داخلي وفي قلبي.. نظراتكِ لي تجعلني أذوب في أعماقها وأهيم عشقاً بها.. محبوبتي.. اسمحي لي دائماً بأن أُناديكِ بـ محبوبتي.. فوحدكِ أنتِ من تليقُ بها هذه الكلمة.. أنتِ ملكتي ووحدكِ فقط من يليقُ بها هذا المقام.. سأحبكِ.. ولن أتوقف عن حُبكِ لأخر نفس لي في هذه الحياة "

 

سالت دموعي بسعادة على وجنتاي ولكي لا أُحزنهُ مسحتُها بسرعة وهمست بهيام  قائلة له

 

" أنتَ رجُلي وفرعوني و زوجي و حبيبي.. أنا أنتمي إليك في جميع الأزمان.. سأبقى أحبُك.. ينكون معاً لمدى الحياة.. معاً لمدى الحياة حبيبي "

 

تبادلنا النظرات العاشقة ثم تبادلنا القبلات العاشقة.. وفي هذه الليلة مارست الحُب مع فرعوني وحبيبي بطريقة رومانسية ساحرة.. بطريقة عبرت عن مدى عشقنا الأبدي لبعضنا..

 

بعد مرور يومين.. تسللت كعادتي من جناحي وذهبت إلى جناح زوجي زيروس.. وبينما كان ينتظرني كعادته على الشرفة قهقهت بمرح عندما سمع فجأة وسط سكون الليل صوت والدي وهو يُغني..

 

اقتربت ووقفت بجانب زيروس وسمعتهُ يسألني بذهول

 

" أليس هذا صوت والدكِ داس؟! "

 

قهقهت بنعومة وقلتُ له وأنا أُشير له بيدي اليمنى إلى الأسفل

 

" إنه هو.. أنظر فهو يقف أسفل شرفة جناح الملكة سات رع.. والدي الآن يُغني لها أغنية رومانسية للفنانة الشهيرة سيلين ديون.. والدي الآن تحول إلى روميو.. وهو يُغني للملكة أسفل شفرتها "

 

نظر زيروس إلى الأسفل وشهق بصدمة ثم همس بغضب من بين أسنانه

 

" كيف تجرأ على الغناء لوالدتي أسفل شفرتها!!.. سأقتله.. حُراااااااــــ... "

 

اقتربت بسرعة ووضعت كلتا يداي على فم زيروس أمنعه من الصراخ للحُراس ويأمرهم بالقبض على والدي العاشق والمسكين..

 

نظرت إليه برجاء وقلتُ له

 

" حبيبي.. ما المانع بأن يُحب والدي داس والدتك؟.. وما المانع بأن تُحب والدتك من جديد؟.. يحقُ لها للملكة أن تُحب وتنحب.. ووالدي فعلا أحبها من النظرة الأولى وهي كذلك.. "

 

أبعدت يدي عن فمهُ وأشرت له بـ عيناي لينظر إلى الأسفل إليهما.. إذ رأينا الملكة سات رع تركض خارجة من القصر باتجاه الحديقة ثم وقفت أمام والدي وتعانقا بقوة..

 

" لكنها أمي.. أمي أنا "

 

سمعت زيروس يهمس بحزن بتلك الكلمات.. اقتربت منهُ وعانقتهُ ووضعت رأسي على صدره ونظرت بسعادة إلى والدي داس وهو يُقبل الملكة بعشق..

 

تنهدت بقوة وهمست برقة لحبيبي

 

" وهو والدي.. ولكن يحقُ له أن يعيش حياتهُ ويكون سعيداً ويعشق.. إن فعل ذلك هذا لا يعني بأنني سأخسره.. وأنتَ كذلك فرعوني.. لن تخسر والدتك إن أحبت ووقعت في الحُب من جديد.. اسمح لها حبيبي لتكون سعيدة مع من تُحب.. اسمح لها بأن تعيش ما نعيشهُ الآن معاً ولمدى الحياة.. الحُب نعمة وليس نقمة "

 

أبعدني زيروس عنه قليلا وتأملني بنظرات عاشقة ثم همس بفخر قائلا

 

" سوف تكونين ملكة وأم وجدة رائعة محبوبتي.. أنا فخور بكِ جداً.. وأعشقكِ بجنون "

 

حملني زيروس بذراعيه وأدخلني إلى الغرفة وهمس بسعادة بأذني

 

" سأسمح لأمي بأن تُقرر مصيرها ومستقبلها بنفسها.. إن أرادت أن تتزوج من والدكِ فلن أمنع ذلك "

 

وضعني على السرير وجلس بجنابي لكنني انتفضت وجلست على ركبتاي وهتفت بسعادة

 

" أحبك جداً فرعوني "

 

اقتربت وقبلتهُ قبلة نارية على شفتيه

 

رواية سحر الفرعون - فصل 28 والأخير - معاً لمدى الحياة

 

ومارسنا الحُب برومانسية.. وبعد وقتٍ طويل ومثل العادة غرقت بنومٍ عميق في أحضان فرعوني.. وتمنيت من قلبي أن أظل برفقة فرعوني لمدى الحياة.. معاً لمدى الحياة..

 

 

في المستقبل** وبعد مرور خمسة وعشرين سنة على عبور كاريتا و أسينا الزمن والعودة إلى عالم الفراعنة**

 

في مصر وبالتحديد في الجيزة**

 

" بروفيسور... بروفيسور.. لقد وجدنا شيئاً عليك برؤيته  "

 

ركض عالم الأثار وتأمل بسعادة ظهور رأس لتمثال أسفل الرمال.. كان العُمال لديه وبإشراف من مراقبين من الدولة بدأوا بالحفر منذ أسبوعين بعد أن اكد لهم البروفيسور بأنه سيتم إيجاد أثار هنا في هذه البقعة وبالتحديد خلف هرم خوفو الكبير..

 

نظر البروفيسور بسعادة وأمرهم بمتابعة الحفر.. وبعد مرور يومين وقف بذهول يتأمل التمثال الذي تم اكتشافه أمامه


رواية سحر الفرعون - فصل 28 والأخير - معاً لمدى الحياة

 

كان الجميع سُعداء لاكتشافهم لهذا التمثال العظيم.. ولكن البروفيسور أمرهم بمتابعة الحفر وفعلوا..

 

وقف عالم الأثار أمام عشرات من العمال وبدأ يوجه لهم تعليمات عن كيفية مُتابعة الحفر وعدم تخريب الأثار.. كان مراقبون الأثار في الدولة يراقبون باهتمام العمل والحفريات القائمة في الموقع الجديد خلف هرم خوفو الكبير..

 

بعد مرور خمس ساعات صرخة قوية لأحد العُمال خرجت من باطن الأرض وسمعها الجميع بذهول

 

" لقد وجدناااااااااااااه.. وجدنا الباب السري "

 

ركض الجميع ومن بينهم عالم الأثار الشهير ونزل في الحفرة الضخمة أسفل التمثال وشاهد بسعادة لا توصف باب ذهبي اللون وضخم جدا أمامه..

 

" بروفيسور توبي.. بروفيسور لقد نجحت.. لقد نجحت.. استطعت اليوم اكتشاف مقبرة الفرعون العظيم زيروس الأول.. إنه اكتشاف العصر بروفيسور توبي "

 

سالت دموع الفرح على وجنتاي وهتفت للجميع

 

" تابعوا الحفر ولكن بدقة.. ولا أريد لأحد أن يلمس شيئاً دون إذني وإذن المُراقبون للدولة.. تحركوا "

 

شعرت بنبضات قلبي تتسارع وهمست بسعادة دون أن أتوقف عن البكاء بفرح

 

" أسينا شقيقتي.. لقد نجحت.. نجحت كما وعدتكِ حبيبتي.. لقد استطعت أن أجد مقبرة الفرعون زيروس الأول.. أتمنى أن أجدكِ أيضاً شقيقتي.. "

 

وبعد مرور أسبوع وقف الجميع يتأملون بذهول المقبرة الأثرية الكبيرة والعائدة للملك الفرعون زيروس الأول و زوجته كاريتا..

 

نظرت إلى النقوش الهيروغليفية وسالت دموعي بسعادة عندما قرأت ما ترمز إليه الرموز

 

" هنا يرقد الفرعون زيروس الأول ومحبوبته كاريتا.. كل من يدخل المقبرة بنية حسنة لن تنال منه لعنة الفرعون.. ولكن كل من دخلها بنية السرقة سحر الفرعون ولعنته سوف تُلاحقه لمدى الحياة "

 

شهقت بقوة وهمست بسعادة

 

" كاريتا.. يحق لهُ الفرعون بأن يُناديكِ بـ محبوبته "

 

والآن كان علينا أن نفتح الباب.. طبعاً وجدنا قفل خاص للباب المصنوع من الذهب ولكن لم نستطع أن نجد المفتاح الخاص به لذلك استعنت بمعدات متطورة واستطعنا رفع الباب بها وتثبيته بالمعدات..

 

دخلت برفقة مراقبين ورأيت نفسي داخل مقبرة كبيرة ممتلئة بالكنوز.. ولكن الذي لفتَ نظري رؤيتي لتابوت كبير لم أرى مثله من قبل.. أمرت بعض من العُمال ليدخلوا ويرفعوا الغطاء عن التابوت..

 

عندما رفعوه اقتربت ونظرت بداخله.. شهقت بذهول عندما رأيت مومياء الملك زيروس الأول ملفوف بكفن باللون الأحمر وتم وضع قناع من الذهب الخالص على وجهه..

 

ولكن الذي أدهشني أكثر رؤيتي لمومياء ثانية داخل التابوت وكانت كذلك ملفوفة بكفن باللون الأحمر ولكن ما أدهشني رؤيتي ليدها تمسك بيد الملك الفرعون.. وتم لف الكفن على قبضتيهما ببعضها بطريقة دقيقة..

 

كما يبدو لي كاريتا و الملك الفرعون قد توفيا معاً في نفس الوقت.. لذلك تم وضعهما في تابوتٍ واحد وهما يمسكان أيدي بعضهما..

 

نظرت إلى كاريتا بحزن ثم شهقت بذهول عندما سمعت مُساعدي يهتف بحماس

 

" بروفيسور توبي.. لن تصدق.. لكن وجدنا غرفة سرية أخرى عائدة لمقبرة أخرى.. تعال بسرعة "

 

ركضت ودخلت إلى تلك الغرفة وشهقت بذهول عندما رأيت تابوتين بداخلها.. ارتعش جسدي بقوة عندما قرأت ما كُتب على الحائط خلف التابوتين بالرموز الهيروغليفية

 

" هنا يرقد القائد بيدوس و زوجته أسينات "

 

سالت دموعي على وجنتاي وهمست بحرقة

 

" شقيقتي.. أسينا.. "

 

مسحت دموعي وامرت الحراس برفع الغطاءين عن التابوتين اقتربت ورأيت في أول تابوت مومياء القائد بيدوس.. استدرت ونظرت إلى التابوت الثاني ورأيت مومياء شقيقتي أسينا.. بكيت بسعادة وبحزن بينما كنتُ أنظر إلى كفنها.. لكن تجمدت فجأة نظراتي على يديها إذ رأيت شيئا تضمه بهما..

 

انخفضت قليلا ورأيت لفافة ورقية بين يديها.. رفعت كلتا يداي وسحبت اللفافة الورقية ثم فتحتُها وبدأت بقراءتها

 

" إلى توبي.. أتمنى أن يأتي يوم وتجدني وتجد رسالتي لك.. أو يجدني أحد علماء الأثار وينشرها لتصل إليك عندما تكبر.. أنا أعلم بأنك ستنجح وسوف تُحقق حُلمك شقيقي.. لذلك كتبت هذه الرسالة لك وأمرت بأن يتم وضعها داخل تابوتي عندما أموت.. "


توقفت عن القراءة وشهقت بقوة وهنا عرفت بأنني أبكي.. تابعت قراءة الرسالة بصوتٍ منخفض

 

" أريدُك فقط أن تعلم بأنني كنتُ سعيدة جداً برفقة زوجي بيدوس و صديقتي كاريتا و زوجها الملك الفرعون زيروس الأول.. كاريتا أنجبت صبي وخمسُ فتيات.. ابنها البكر سماه الفرعون على اسم والده زوسر.. فأصبح اسمه زوسر الرابع..

 

أما أنا فقد أنجبت ثلاثة صبيان لزوجي وابنتين.. أطفالي كانوا فرحة حياتي.. ولم أتوقف للحظة واحدة عن إخبارهم كم خالهم رائع وبأن لديهم جدين في المستقبل يُحبونهم جداً..

 

أمنيتي الوحيدة كانت أن ألتقي بك من جديد.. لكن للأسف لم تتحقق أمنيتي لغاية الآن.. سأطلب مُساعدة الملك الفرعون زيروس الأول.. فلا مثيل لسحر الفرعون.. أراك قريباً شقيقي.. الوداع "

 

" سحر الفرعون "

 

همست بتلك الكلمات برقة ثم قهقهت بخفة.. لا يوجد شيء اسمهُ سحر الفرعون وشقيقتي لم تكتشف ذلك لغاية الآن.. تنهدت بعمق وطويت اللفافة الورقية ولأنها خاصة بي أخذتها ووضعتها في جيب سروالي وأمرت الجميع بتصوير التحف ومراقبة الصحافيين وعدم السماح لهم من الاقتراب من المدفن السري الذي وجدناه..

 

وبينما كنتُ أمشي داخل أحد السراديب بداخل المقبرة سمعت صوت طقطقة غريبة.. وقفت ونظرت أمامي بتعجُب لكن ما أن حاولت السير سمعت ذلك الصوت من جديد.. نظرت إلى الأسفل ورأيت بدهشة سوار على شكل عقرب مصنوع من الذهب مُعلقة بشريط حذائي..

 

انخفضت وتأملت السوار بذهول وهمست بعدم التصديق

 

" سوار الآلهة سركِت!!!.. إلهي.. كيف علقت بشريط حذائي؟!.. ومتى؟!.. وكيف هي هنا وأنا أراها بنفسي؟!.. "

 

أمسكتُها ورفعتُها ونظرت بسعادة لا توصف إلى السوار ثم ما أن أردت أن أستدير لأعود إلى المقبرة وأتكلم مع المراقبون تجمدت بأرضي عندما سمعت صوت قوي يُكلمني بلغة فم مصر القديمة

 

" توبي ريفر.. الملك الفرعون استخدم سحره وسيتم السماح لك لتعبُر الزمن إلى عالمه "

 

توسعت عيناي برعب وهمست بصدمة كبيرة

 

" سحر الفرعون!!!... "

 

ولكن فجأة اهتزت الأرض أسفلي ثم انشقت ورأيت نفسي أسقط إلى الأسفل داخل هاوية مُظلمة عميقة.. صرخت وصرخت وصرخت ولكن فجأة خبط جسدي بعنف ورأيت الظلام أمامي...

 

" كم هو وسيم.. ياه.. أتحرق شوقا لرؤية عينيه "

 

سمعت صوت فتاة تهمس بتلك الكلمات بلغة فم مصر.. تأوهت بألم وفتحت عيناي ورأيت نفسي مُستلقي على الأرض وأمامي فتاة جميلة جداً تبدو في الثامنة عشر من عمرها أو أصغر بسنتين..

 

عندما رفعت نظراتها شهقت الفتاة بدهشة عندما تلاقت نظراتنا.. احمرت وجنتيها بشدة وقالت لي بلغة فم مصر

 

" مرحباً.. اسمي بانا.. وأنا ابنة بكاتا و حاخميس.. وأنتَ أيها الوسيم من تكون؟ "

 

حاولت رفع رأسي ولكن شهقت بألم عندما شعرت بألمٍ فظيع في ظهري وفي مؤخرتي..

 

" لا تتحرك لقد طلبت لك المُساعدة.. أمرت بأن يتم إعلام أمي بأنني وجدت رجل غريب يرتدي ملابس غريبة نائما في جناحي الخاص "

 

نظرت إليها بفزع وهمست بلغتها

 

" كيف؟!!!.. "

 

ثواني قليلة ورأيت بصدمة عدد كبير من الحراس يدخلون إلى الغرفة ثم سمعت صوت من المستحيل أن أنساه

 

" لا تقتربوا منه.. قد يكون شقيقي.. ابتعدوا... "

 

استقمت بسرعة ونظرت بسعادة لا توصف عندما رأيت أسينا تقف أمامي وبجانبها رجل يتأملني بنظرات قاتلة.. يبدو واضحا بأنهُ زوجها الغيور.. ثم رأيت بسعادة كاريتا تدخل إلى الغرفة وبرفقتها الملك الفرعون..

 

إلهي أنا أرى أمامي أحد أهم ملوك الفراعنة يقف أمامي بشحمه ولحمه..

 

شهقت بألم عندما عانقتني أسينا بقوة وسمعتُها تهتف بسعادة

 

" هل رأيتَ توبي.. سحر الفرعون قد نجح أخيراً.. لقد عدتَ إليّ شقيقي وإلى الأبد.. ستبقى برفقتي هنا "

 

توسعت عيناي بذعر خاصةً عندما اقترب زوج شقيقتي مني وقال بخبث

 

" أنا القائد بيدوس.. زوج شقيقتك أسينات.. وبما أنه وجدناك داخل غرفة بانا الصغيرة عليك أن تتزوجها حفاظا على شرفها.. وطبعا قبل أن تقتلك بكاتا.. مبروك أيها الوسيم فغداً زفافك على بانا.. سنكون جميعاً معاً لمدى الحياة "

 

" معاً لمدى الحياة "

 

هتف الجميع بسعادة بمن فيهم الفرعون و كاريتا.. وأنا بدأت أبكي بينما شقيقتي تواسيني لأن زفافي سيكون في الغد..

 

" لا أريدُ الزواج من طفلة.. ااااااعععععععع... "

 

ولكن لم يسمعني أحد وعرفت بأن لعنة الفرعون قد أصابتني.. سحر الفرعون حقيقي ولا يجب أن يُستهان به أبداً....


** النهاية **










فصول ذات الصلة
رواية سحر الفرعون

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©