رواية ماركيز الشيطان - فصل 18 - أمي
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. الابداع كله يا هافن 😍😘✌💘❤💯💕

    ردحذف
  2. مبدعة دوما انت ولا تقارنين باحد لديك حس كتابي رائع لكن كيف ظهر الأطفال أمامها وهو من أكد على عدم تواجدهم كيف ستعالج صدمتها يا ترى

    ردحذف
    الردود
    1. تسلمي حياتي
      ستعرفين ما حدث قريبا حياتي

      حذف
  3. دائما ما تجعليني أشعر بشعور أقف عاجزة أمامه، هافن انتي لكِ سحر مختلف عن الجميع، سحر استطاع دخول قلبي بسهولة والحصول على مكانة خاصة فيه... لم أكن أود أن ينتهي البارت ولكن هذا محال ،لا صبر لي حتى اقرأ القادم... أحبكِ جداً وفي انتظاركِ.. كوني بخير⛄💌.

    ردحذف
    الردود
    1. رسالتكِ لي حياتي جعلتني بصدق أبتسم بفرحٍ كبير وأشعر بسعادة لا توصف وبفخر بنفسي
      أشكركِ من قلبي لأنكِ أحببتِ رواياتي وطريقة سردي
      وأشكركِ على دعمكِ المعنوي لي حياتي

      حذف
  4. البارت روعة بتخلي الواحد يدخل داخل الرواية ويتعلق بشخصيات بسبب طريقة سردك الرائعة شكرا ي اجمل كاتبة❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

    ردحذف
    الردود
    1. حياتي أشكركِ من أعماق قلبي لأنكِ أحببتِ طريقة سردي وروايتي

      حذف
  5. روعة تحفة كل كلمات تعجز عن وصفها قصتي المفضلة

    ردحذف
  6. 😘😘😘😘😘😘😘😘😘 عالعادة رائعة كأني اشاهد مسلسل اسباني ثلاثي الابعاد حبيبتي انتي مكانك ليس هنا مكانك بين الكاتبات المشهورين عالمينا كل ما اقرا بارت اندهش أكثر ❤️❤️❤️❤️❤️❤️🥰🥰🥰🥰🥰

    ردحذف
  7. مبدعه دايما ياقلبي تسلم ايدك يأحلى فراشه مبدعه 🦋🦋🌹💖⚘💖⚘💐♥️♥️♥️♥️💐💐🤗😍🤗😍🤗

    ردحذف

رواية ماركيز الشيطان - فصل 18 - أمي

 

رواية ماركيز الشيطان - فصل 18 - أمي



أمي




شارلي**



فتحتُ عيناي ببطء ثم أغمضتُها من جيد.. كان الضوء قوي مما جعلني أجد صعوبة في التركيز.. كان كل ما سمعته في هذه اللحظة هو اللا شيء.. لم يكن هنالك صوت من حولي يدل علي وجود بشري..

 

تحركت قليلا وشعرت بألم في أسفل رأسي وكتفاي وكامل عمودي الفقري.. أسندت يدي على الأرض وحاولت رفع جسدي الضئيل وهنا انتبهت لشيء مهم جدا..

 

لقد تم وضع شريط لاصق على فمي وأنا مُكبلة اليدين والساقين و ملقاة على أرض صلبة باردة وهذا علمته بسبب ملمس الأرضية البارد وعدم تمكني من التحرك وفتح  فمي أيضا..

 

فتحت عيناي أخيراً ورأيت نفسي في غرفة واسعة جدا مضاءة تبدو مثل مستودع.. كانت الغرفة فارغة لا يوجد بها أي أثاث ودب الذعر في أوصالي لتذكري بما حصل لي و بأنه تم اختطافي.. وتملكني الخوف بالكامل لفكرة أنه لا يعلم أحد بي وبأنه تم اختطافي من قبل عصابة ما..

 

سالت دموع الخوف من عيناي وحاولت تحرير يداي وقدماي لكن لم أستطع.. رفعت جسدي بالاستناد على ذراعي اليمنى ونظرت إلى جسدي وتنهدت براحة عندما رأيت نفسي ما زلت في كامل ملابسي.. وبجهد اعتدلت وجلست على مؤخرتي ونظرت حولي لمحاولة معرفة أين أكون لكني لم أنجح..

 

كنتُ أرتعش بقوة وشهقاتي كُتمت بسبب ذلك الشريط اللاصق اللعين وبدأت أفكر برعب.. من خطفني؟!!.. هل هو حبيبي إيثان؟!!!.. 


هززت رأسي رفضا إذ من المستحيل أن يكون إيثان من فعل ذلك بي.. نعم مستحيل أن يكون هو.. ليس هو لأنه كان بإمكانه خطفي بسهولة في الأمس دون أن يعلم أحد بذلك.. لذا ليس إيثان من خطفني وأنا متأكدة من ذلك.. لكن من؟!.. من خطفني؟!!..

 

فكرت وفكرت وفكرت لكن لم أستطع معرفة من خطفني.. حاولت تهدئة أعصابي والتذكير بأن كل شيء سيكون على ما يرام.. لكن بيني وبين نفسي علمت بأن لا شيء سيكون على ما يرام.. ولم أستطع منع نفسي من الشعور بالخوف والذعر وتملكتني هستيرية عجيبة..

 

عندما هدأت قليلا بعد لحظات طويلة من البكاء بلعت ريقي بقوة وحاولت تحرير نفسي من جديد لكن لم أنجح.. حاولت الوقوف لكن فشلت.. جلست بانهيار على مؤخرتي مجددا على الأرض وحاولت أن أفكر بشيء قد يساعدني بالتحرر والفرار من هذا المكان لكن ما قطع تفكيري هو صدور ضجة من خلفي خفيفة وقريبة جدا مني..

 

تجمد جسدي برعب وهتفت بداخلي بفزعٍ كبير.. هناك أحد خلفي!...

 

خفق قلبي برعب وأدرت رأسي ببطء إلى الخلف ونظرت أمامي.. تجمدت كل خلية في جسدي وجحظت عيناي وحدقت بصدمة مُخيفة إليها..

 

يا إلهي... ما الذي يحدث هنا؟!!!... هتفت بخوف بداخلي عندما رأيت أدريانا حبيبة إيثان السابقة مرمية على الأرض خلفي وهي مُكبلة اليدين والساقين وطبعا كان يوجد شريط لاصق على فمها أيضا وبدا واضحا بأنها تستفيق من إغمائها..

 

كان أنينها المتألم المكتوم واضح لاذناي.. شكلها كان مذري.. وجهها شاحب جدا كالأموات وثيابها نصفها ممزقة و ساقيها مُلطخة بالدماء الجافة و..

 

توسعت عيناي برعب وانتفضت بقوة إلى الخلف وصرخة قوية خرجت من حُنجرتي لكن صرختي كُتمت بسبب الشريط الاصق الموضوع على فمي عندما رأيت أصابع يديها الخنصر تم قطعها ورميها على الأرض أمامها..

 

أصابني الهلع الشديد نتيجة هول المنظر المخيف الذي رأيته الآن.. صرخت صرخة طويلة ومدوية من هول المنظر أمامي.. لكن صرخاتي كُتمت كلها..

 

دقات قلبي تسارعت وجسدي أصبح ساخنا ولم أعُد قادرة على التنفس بشكلٍ طبيعي.. سالت دموعي بكثرة على وجنتاي وبللت وجهي وعنقي.. كنتُ الآن في قمة خوفي.. كنتُ أشعر بالهلع الحقيقي الآن..

 

فتحت أدريانا عينيها ببطء وتجمدت نظراتها على عيناي.. فجأة انتفضت وحاولت الجلوس لكنها لم تستطع وأصدرت أنين متألم وبدأت تنظر حولها برعب ثم حدقت إليّ من جديد وبكت بشدة..

 

كانت تحاول التكلم معي وإخباري بشيء لكن لم أستطع فهمها إذ كل ما خرج من فمها الملتصق بذلك الشريط أنين ونشيج مخنوق.. حدقت إليها بخوف إذ علمت بأن من خطفها وقطع لها أصابعها الخنصرين سيفعل بي نفس الشيء..

 

بكيت بتعاسة وحاولت أن أفكر بطريقة للهروب من هنا في أسرع وقت.. لكن فجأة خرج أنين مُرتعب من حنجرة أدريانا ورأيتُها بفزع تنظر برعبٍ شديد خلفي.. تجمد جسدي وتخشب بأرضه واستطعت سماع وتمييز خطوات ثقيلة بطيئة تتقدم خلفي..

 

أدرت رأسي ببطء باتجاه الصوت وفورا أحسست بالصقيع في كامل أنحاء جسمي وشعرت بروحي تنسحب تدريجيا من جسدي.. توسعت عيناي برعب بينما كنتُ أنظر إلى وجهه وهو يتقدم ببطءٍ شديد ناحيتي وابتسامة شريرة على ثغره..

 

أصابني الهلع لرؤيتي له وتصلب جسدي ورفضت استيعاب ما تراه عيناي... وقفَ أمامي بعيداً عني خطوة واحدة فقط.. كنتُ أرفع رأسي عاليا وأنظر إليه برعبٍ شديد.. سالت دموعي كالنهر على وجنتاي وهتفت بذعرٍ حقيقي بداخلي..

 

لا إلهي أرجوك.. ليس هو!!.. ليس هو من خطفني!!!...

 

 

ماركو**

 

اتصلت بـ شارلي وأخبرتُها بأن الماركيز سيأتي الليلة على العشاء وطلبت منها أن تُخبر الشيف بتحضير أطباق الخاصة والتي يُحبها الماركيز..

 

في المساء عندما انتهيت من الاستحمام ارتديت قميص رسمية سوداء اللون و سروال أسود رسمي وحذاء أسود.. سرحت شعري ثم وضعت عطري المفضل وقررت أن أتوجه إلى الأسفل لأستقبل رومانوس..

 

فور خروجي من الغرفة رأيت شارلي تنتظرني في وسط الرواق ويبدو عليها القلق.. كانت متوترة وهذا واضح.. تقدمت ووقفت أمامها وسألتُها بقلق

 

" شارلي.. أنتِ بخير؟! "

 

نظرت إليّ بنظرات لم تُعجبني وكاد قلبي أن يتوقف عن الخفقان إذ ظننت مكروها قد أصاب بيترو ولكن قبل أن أسألها عنه أجابتني بسرعة قائلة بتوتر

 

" فيليا ليست بخير.. أظن يجب أن تصعد إلى غرفتها وتطمئن عليها "

 

انكمش صدري لسماعي بذلك وسألتُها فورا بقلقٍ كبير

" ما بها فيليا؟!.. هل هي مريضة؟! "

 

ابتسمت بتوتر وقالت بسرعة

 

" لا ليست مريضة.. لكنها تحبس نفسها في غرفتها ولم تسمح لي بالدخول إليها.. واضطررت لإعلامها بأنه لدينا ضيف على العشاء خلف الباب.. أرجوك ماركو اذهب وتفقدها ربما هي تشكو من شيء "

 

تملكني القلق وعرفت فورا سبب تصرفات فيليا.. يبدو بأنها ما زالت حزينة بسبب ما فعلته في الصباح.. ربما ما كان يجب أن أهتف بوجهها وأُخيفها مني.. لكن تبا لي لقد أحسست بأني سأفقد عقلي بسبب دخولها إلى القصر بلباسها البكيني الأبيض المثير.. وقررت أن أصعد فورا إلى غرفتها و الاعتذار منها..

 

طلبت من شارلي بالنزول إلى الأسفل وتتأكد بنفسها بأن كل شيء أصبح جاهزا للعشاء وصعدت إلى الطابق الرابع.. وقفت أمام باب غرفتها وسحبت نفسا عميقا وزفرته بهدوء ثم طرقت الباب بخفة وهتفت بصوتٍ مرتفع لتسمعني بوضوح

 

" فيليا.. هل يمكنني الدخول؟.. أريد التكلم معكِ بأمرٍ ضروري "

 

سمعت ضجة خفيفة تصدر من الداخل ثم لا شيء.. طرقت الباب من جديد لكنها لم تفتحه.. وبعد مرور عدة دقائق تملكني الخوف وقررت الدخول.. أمسكت بمقبض الباب وفتحته قائلا قبل أن أدخل

 

" فيليا.. سأدخل إلى الغرفـ... "

 

لكن تجمدت بأرضي ما أن دخلت إلى الغرفة عندما رأيت فيليا تقف أمام المرآة وهي توليني ظهرها.. نظرت إليها بعاطفة كبيرة وبإعجاب..

 

لكن عندما انتبهت لما ترتديه توسعت عيناي بدهشة كبيرة وشعرت بالنار تحرق أحشائي.. سقط فكي إلى الأسفل وشعرت بلعابي يسيل عندما رأيتُها ترتدي ذلك الفستان القصير والفاضح والمثير والذي يُظهر بوضوح جمال جسدها الناعم..


رواية ماركيز الشيطان - فصل 18 - أمي

 

أغلقت فمي ومسحت لعابي بيدي بسرعة واشتعل الغضب بداخلي.. واللعنة لا!!!!!.. هي لن تخرج من هذه الغرفة بهذا الفستان المثير والفاضح وتجعل الجميع يرى مفاتنها..

 

استدارت ونظرت إليّ بدهشة وهنا توسعت عيناي بذهول عندما رأيت نصف صدرها يظهر من تلك الفتحة الواسعة اللعينة.. أحسست بضيق كبير في صدري كأن الهواء سينقطع عني وشعرت بعضوي الذكري بدأ ينتصب لرؤيتي لها بهذا المنظر المثير..

 

ودون أن أشعر على نفسي زمجرت بغضب وتقدمت بخطوات سريعة منها وأمسكت بذراعها بقوة وجذبتُها نحوي وحدقت بغضبٍ كاسح إلى عينيها المرتعبة وقلتُ بفحيحٍ مُخيف

 

" ما اللعنة التي ترتدينها فيليا؟!.. من سمح لكِ بارتداء هذا الفستان الفاضح؟.. اخلعيه فورا لأنني لن أسمح لكِ بالخروج من هذه الغرفة وأنتِ ترتدينه.. فهمتِ؟ "

 

خرج أنين متألم من فمها ثم سحبت ذراعها بعنف وحررتها من قبضتي ورفعت يديها وأشارت لي بلغة الإشارات قائلة وهي تنظر بتحدٍ واضح إلى عيناي

 

( لن أفعل.. هذا الفستان أهدتني إياه شارلي وأنا أحببته جدا.. لذلك لن أغيره )

 

تفاقم غضبي أضعافا وفورا أمسكت بكتفيها و هززتُها بقوة قائلا بنبرة حادة من بين أسناني

" ستخلعين هذا الفستان اللعين في الحال وإلا أجبرتُكِ على فعل ذلك "

 

قاومتني وبدأت تضرب صدري بقبضتيها الصغيرتين وهي تُحدق بخوف إلى وجهي.. توقفت عن هزها ورفعت يداي عن كتفيها وفورا ابتعدت عني وأشارت لي بيديها قائلة

 

( لا يحقُ لك إجباري.. هذا جسدي وأنا حرة باختيار وارتداء ما يحلو لي من ملابس.. ثم أنتَ تسمح لـ شارلي بارتداء فساتين مثيرة أكثر من هذا الفستان.. ثم بأي حق تريدُ منعي بارتدائه؟! "

 

هنا فقدت ما تبق لي من أعصاب فاقترب منها و أمسكتُها من فكها بقوة ورفعت رأسها ونظرت بحدة إلى عينيها وهمست بفحيح


" أولا شارلي زوجتي ويحق لها ارتداء ما يحلو لها لكن أنتِ لا.. ودعيني أذكركِ من جديد.. أنتِ في قصري وتحت حمايتي.. سوف تنفذين جميع أوامري دون أي اعتراض وإلا أرسلتكِ إلى إيثان من جديد "

 

ارتعشت برعب وحدقت بذعرٍ كبير إلى عيناي.. تهديدي لها كان مُجرد هراء فمن المستحيل أن أُسلمها لـ إيثان من جديد لكنها يجب أن تُطيعني.. ضغطت على فكها بقوة أكبر وتابعت قائلا بحدة

 

" في قصري يوجد قوانين عليكِ بالالتزام بها.. إن لم يُعجبكِ الأمر سوف أعيدكِ إلى إيثان وليفعل بكِ ما يرغبه.. لن أسمح لكِ بارتداء هذا الشيء الفاضح داخل قصري.. سوف تخلعينه في الحال وترتدين ملابس مُحتشمة.. هل كلامي واضح؟ "

 

رغم رؤيتي لخوفها الشديد مني و لدموعها تسيل على وجنتيها إلا أن قلبي لم يرق عليها.. فكرة أن يراها خدمي وحراسي بهذا الفستان جعلتني أفقد عقلي.. أومأت بقوة موافقة وحررت فكها من قبضتي وقلتُ لها بأمر

 

" لديكِ مُهلة خمسُ دقائق لتغيري ملابسكِ.. سأنتظركِ في الخارج.. تحركي.. "

 

هتفت بغضب في النهاية عندما رأيتُها جامدة برعب أمامي.. وفورا انتفضت واستدارت وركضت إلى غرفة الملابس.. خرجت بهدوء من غرفتها وانتظرتُها لحين خروجها.. هذا ما كان ينقصني.. أن ترتدي ملابس فاضحة جدا في قصري.. تبا كم بدت مُغرية ومثيرة..

 

" اللعنة... "

 

همست بغضب عندما شعرت بعضوي الذكري المنتصب يؤلمني..

 

" ليس مُجدداً.... "

 

همست بغيظ وقررت أن أدخل إلى إحدى الغرف المجاورة وأدخل إلى الحمام لتخليص نفسي بسرعة من انتصابي اللعين.. تبا إنها المرة الثانية اليوم التي ينتصب بها عضوي الذكري بسبب فيليا... لا يجب أن أفكر بها بهذا الشكل.. لكني في النهاية رجل واللعنة..

 

كنتُ أتأمل فيليا كعادتي بينما أجلس على الأريكة في الصالون وأستمع إلى حديث رومانوس بعدم التركيز..

 

كانت فيليا تستمع إلى حديث شارلي لها.. بدت جميلة جدا بثوبها الأسود الطويل..

 

رغم أنه ليس محتشم جدا فهو يُظهر كتفيها والقليل من مفاتن صدرها إلا أنني لم أستطع الاعتراض عليه لأنه يبقى أفضل من ذلك الفستان اللعين..

 

تبا.. ما الذي يحصل لي؟!.. لماذا أشعر بالأنانية نحوها؟!.. أنا ببساطة لا أريد أن يرى أحد مفاتنها وجمالها الأخاذ سواي.. لا أريد أن يرى أحد ابتسامتها الرائعة سواي.. لا أريدُها أن تتكلم مع أحد سواي.. ما الذي يحدث معي واللعنة؟!!..

 

فكرت كثيرا لكن في النهاية رفضت الاعتراف لنفسي بما يعتمل في داخلي وقررت أن أنتشل فيليا من تفكري..

 

بعد مرور أسبوع.. كنتُ قلق على شارلي لأنها تأخرت بالعودة إلى القصر على غير عادتها.. هي لم تفعل ذلك مسبقا لقد حل الليل ولم تأتي بعد.. حاولت تهدئة فيليا و ماريسا وكذبت عليهما قائلا بأنها أرسلت لي رسالة على هاتفي وأعلمتني بأنها سوف تتأخر قليلا وطلبت منهما الصعود إلى غرفتهما..

 

وبعد مرور نصف ساعة رأيت شارلي تدخل إلى القصر وهي تبتسم بسعادة حتى أنها كانت شاردة الذهن ولم تنتبه لوقوفي أمامها إذ تابعت السير بهدوء دون أن تراني أشتعل أمامها من القلق والخوف عليها.. أمسكت بمعصمها بقوة وأدرتُها لتواجهني.. لم أهتم لرؤيتي لخوفها الواضح في عينيها.. بل جذبتُها خلفي بعنف واتجهت نحو مكتبي..

 

أصابتني الصدمة عندما رأيت عضة الحب على عنقها وهنا علمت أين كانت ومع من وماذا فعلت.. شعرت بغضبٍ شديد بسبب تهورها.. كانت ستُفسد كل شيء يُخطط له الماركيز.. وقمتُ بتأنيبها كطفلة صغيرة ومنعتُها من الخروج من القصر دون إذن مني ودون مرافق لها وخرجت من المكتب وتوجهت إلى غرفتي..

 

جلست بانهيار على الأريكة وحدقت أمامي بحزنٍ شديد.. شارلي بريئة جدا فهي لا تعلم بأن إيثان يريد الانتقام منها لأنها تزوجتني وأنجبت لي طفل.. أنا أعلم جيدا بأنه استغلها اليوم لينتقم مني..

 

شعرت بتأنيب الضمير لأنني كنتُ قاسياً معها منذ قليل.. ثم ماذا لو كان إيثان صادقا معها اليوم ولم يُحاول أن يخدعها؟!..

 

فكرت كثيرا وقررت أن أُمهد الطريق لهما ربما تكون شكوكي نحو إيثان خاطئة.. لذلك في الصباح عندما كنا نتناول الفطور بهدوء استأذنت مني شارلي بالخروج على دراجتها الهوائية ووافقت بسرعة حتى أنني لم أطلب من أي حارس شخصي حتى يتبعها.. علمت فورا بأنها ذاهبة لترى إيثان لذلك وافقت على خروجها..

 

كنتُ في المستشفى عندما اتصل بي رئيس حرسي الشخصي وأعلمني أنه رأى سيارات رباعية الدفع تحوم حول القصر منذ ساعة ثم تلك السيارات اختفت فور خروج شارلي من القصر.. شعرت بالقلق وطلبت منه أن يذهب فورا ويبحث عنها مع جميع الرجال..

 

قررت الذهاب والتوجه فورا إلى قصري للبحث عنها في الشوارع القريبة منه.. لذلك خرجت بسرعة جنونية لكن بعد مرور ربع ساعة عاد واتصل بي رئيس حرسي لكن ما سمعته جعلني أشعُر بالذعر.. لقد وجد دراجتها الهوائية مع هاتفها وحقيبة يدها مرميون خلف مبنى يُبعد شارعين عن قصري..

 

وهنا عرفت بأن إيثان خطفها.. لقد أرسل رجاله ليخطفوا شارلي وتملكني غضب جنوني.. وفورا توجهت إلى شركة رومانوس لقتل شقيقي الغبي..

 

كنتُ أعلم بأنهُ لا ينوي على خير و بأنه يستغلها.. سوف أقتله إن لم يُعيدها سالمة اليوم إلى قصري..

 

لكن دهشتي كانت كبيرة عندما رأيت ردة فعله العجيبة.. كان خائف كاللعنة عليها حتى أنه هددني إن أصابها أي مكروه سوف يقتلني بنفسه.. وهنا عرفت بأن شارلي في خطر مُحدق وخيارنا الوحيد هو إيجادها في أسرع وقت وإنقاذها..

 

رالبيكا**

 

تحركت جفوني وفتحت عيناي ببطء.. عقدت حاجباي ونظرت حولي بدهشة.. رأيت نفسي عُدت إلى تلك الغرفة المخيفة في القبو... تملكني الرعب فور رؤيتي لها إذ تذكرتُها فورا.. فأنا من المستحيل أن أنسى تلك الليلة التي أنقذني بها مونرو من صديقه كاسترو ورماني هنا لينتقم مني..

 

إذا حبيبي هو من خطفني؟!.. لكن لماذا؟!.. هل اكتشف سري و... شرعت أبكي بهستيرية وأنا أشهق بقوة.. لقد عرف.. لقد اكتشف حقيقتي.. سوف يقتلني الآن.. سيقتلني....

 

هتف عقلي بذعر ولم أتوقف عن البكاء بتعاسة و بخوف.. جلست بهدوء ووقفت.. وبقدمين مرتعشتين مشيت ببطء نحو الباب.. حاولت فتحه لكن لم أستطع.. فجأة سمعت صوت القفل يدور.. انتفضت ورجعت إلى الخلف عدة خطوات وحدقت نحو الباب برعبٍ كبير.. تجمدت بأرضي عندما انفتح الباب ودخل مونرو إلى الغرفة بكل برود أعصاب..

 

وقف أمامي وهو يشبك يديه خلف ظهره ويتأملني ببرود مُخيف.. عينيه كانت مُخيفة جداً.. عينيه كانت مُختلفة.. عينيه كانت تُحدق بوجهي بطريقة مُرعبة للنفوس جعلت بدني يقشعر ودمائي تجمدت من الهلع..

 

لم أستطع الحراك بينما عاد وتحرك واقترب مني خطوة


" عاهرة... "

 

هتف بجنون وصوت صفعة قوية ملأ الغرفة.. التف رأسي بقوة إلى اليسار وخرج أنين مُرتعب ومتألم من فمي.. أدرت رأسي ببطء وحدقت إليه بذعرٍ شديد بينما عيناي كانت تذرف الدموع بكثرة.. كان يتنفس بسرعة وعنقه ووجهه أصبحا باللون الأحمر دليلا واضحا على شدة غضبه..

 

رفع يده عاليا وهتف بجنون قبل أن يهوي بها على وجنتي بقوة ويصفعني بعنف من جديد

 

" حقيرة وقذرة وغاوية مال و مومس "

 

سقطت بقوة على السرير وانتحبت بعنف وشرعت أبكي بجنون.. صرخة قوية خرجت من فمي عندما أمسكني من خصلات شعري وجذبني عاليا لأقف بعنف.. حدق بكره إلى عيناي وهمس بفحيح مُخيف من بين أسنانه

 

" عاهرة قذرة مثلكِ استطاعت التمثيل عليّ بكل جدارة.. لا أصدق بأن مومس لعينة مثلكِ استطاعت خداعي بسهولة.. أنا مونرو بيلاتشو لا أحد يستطيع خداعي بسهولة لكنكِ فعلتِ أيتُها الحقيرة.. لكنكِ فعلتهااااااااااااا... "

 

هتف بحدة في النهاية وحرر شعري من قبضته وامسكني بذراعاي وبدأ يهزني بقوة وهو يهتف بحقد جعل قلبي ينسلخ ألما

 

" كنتُ أظنكِ مُختلفة.. كنتُ أظنكِ شريفة طاهرة وعفيفة ونقية.. كنتُ أظنكِ هبة لي من اللّه لكنكِ لستِ سوى عاهرة رخيصة وجاسوسة مُحبة للمال.. خدعتني ببراءتكِ وبعذريتكِ المزيفة.. خدعتني بكل شيء أيتُها الحقيرة.. لكني أعدُكِ سأنتقم منكِ بأبشع طريقة.. سوف أنتقم منكِ بطريقة جديدة لا يستطيع إنسان تخيلها "

 

كنتُ أتأرجح بين يديه وشعرت بدوار وبإعياء شديدين.. دموعي لم تتوقف للحظة وبكيت بشدة لأنني عرفت لقد خسرته.. توقف عن هزي ورماني بعنف على الأرض لأسقط جالسة على مؤخرتي.. أجهشت بالبكاء واحتضنت جسدي بكلتا يداي بينما لم أستطع إبعاد عيناي عنه..

 

كنتُ خائفة جداً منه إذ عرفت بأنه على وشك قتلي الأن.. خلع سترته ورماها على السرير.. ثم نزع ربطة عنقه ثم رفع كمي قميصه وحدق بوجهي بطريقة مُرعبة للنفوس.. وهنا تأكدت بأنه سيضربني فقمتُ بتغطية وجهي بذراعي وارتعشت بجنون بانتظار ردة فعله..

 

جلس قرفصاء أمامي على الأرض وأبعد ذراعاي عن وجهي ثم قال باستهزاء

 

" لا تخافي.. فأنا لن أضربكِ فقط بل أنوي على فعل الكثير بكِ "

 

ارتعش فكي بعنف واصطكت أسناني ببعضها..

 

رفعت رأسي لأرى وجهه الوسيم تغزوه ملامح الغضب والحقد.. وكم ألمني قلبي لرؤيتي لتلك النظرات الحاقدة لي.. تنهد مونرو بقوة ثم قال ببحة

 

" لماذا فعلتِ ذلك؟!!... "

 

ثم قال من بين أسنانه بحدة وبحقد

" كيف تجرأتِ على خداعي؟!.. تكلمي كيف؟ "

 

اكتفيت بالبكاء بمرارة و بتعاسة إذ عرفت بأن جوابي سيزيد من متاعبي وحقدهُ لي فالتزمت الصمت.. نفرت عروق عنقه بشكلٍ مُفزع وأكمل قائلا بفحيح

 

" كم دفع لكِ إيثان بوربون لتمثلي عليّ.. أجيييييييبي "

 

هززت رأسي برعب رفضا ولم أستطع فتح فمي والتفوه بحرف بسبب الخوف الذي تحكم بي بالكامل.. وقف مونرو وزمجر بجنون ثم قال صارخا

 

" تكلمي.. كم دفع لكِ من المال لتخدعيني أيتُها العاهرة؟ "

 

ارتعش جسدي أكثر ولم أستطع التكلم رُعبا منه.. اقترب مني وأمسكني بذراعي ورفعني لأقف بعنف ثم أمسكني من فكي بقوة وهتف بوجهي بغضبٍ مهول

 

" انطقي.. كم دفع لكِ لتتجسسي عليّ أيتها القذرة؟ "

 

ضغط على فكي بقوة أكبر ليُكمل هاتفا بجنون

" هل تريدين مني أن أقتلكِ وأقتل كل من تحبينه؟.. تكلمي واللعنة "

 

دفعني بعدها على الحائط بقوة ليرتطم رأسي به.. تأوهت بألمٍ شديد وحدقت بذعر إلى عينيه.. كان مونرو غاضب بشدة لقد تملك به الغضب لدرجة أنه لم يهتم لبكائي المرير و ارتعاش جسدي الواضحة أمامه..

 

خرج أنين مُختنق من حنجرتي عندما وضع يده على عنقي وضغط عليه بقوة.. شعرت بأني أختنق وحاولت بضعف وبيدين مرتعشتين إبعاد يديه عن عنقي لكني لم أستطع..

 

حدق بعمق إلى عيناي وقال بحرقة

 

" كنتُ أحترمكِ.. أنتِ المرأة الوحيدة التي احترمتُها في حياتي.. واللعنة كنتِ الوحيدة.. وبغباء طلبت من بابلو أن يرسل حارسا شخصيا ليراقبكِ ويذهب خلفكِ ويكون ظلكِ الثاني لأني كنتُ خائف بأن يصيبكِ مكروه ولا أستطيع مساعدتكِ.. "


شهق بقوة وتابع قائلا بغصة


" شعرت بالخوف عندما أخبرني بأنكِ ذهبتِ في صباح الأمس إلى عيادة طبيب نسائي.. ظننتُكِ مريضة ولا تريدينني أن أكتشف ذلك.. لذلك في الظهيرة أجبرت الحارس ليذهب إلى عيادة ذلك الطبيب ومعرفة مما تشكين.. لكن بسبب انشغالي لم أتلقى مُكالماته لصباح اليوم.. وهنا كانت صدمتي.. الطبيب أخبره بعد أن هددهُ حارسي بسلاحه بأنكِ خضعتِ لعملية ترميم استعادة العذرية... "

 

ضغطت أكثر على عنقي وشعرت بأنني سأموت في أي لحظة لكنه أرخى قبضته أخيرا وشهقت بقوة طلبا للهواء بينما لم أتوقف لثانية عن البكاء بتعاسة.. تنهد بعنف وتابع قائلا بمرارة

 

" لا تتخيلي كم كانت صدمتي كبيرة لاكتشافي بأنكِ خدعتني بعذريتكِ.. ومع ذلك مثل الأحمق بررت تصرفاتكِ.. بدأت أفكر أنه ربما كذب الطبيب على حارسي أو ربما قال له عن مريضة أخرى تحمل ذات الاسم.. لكن بعدها تذكرت خوفكِ من أدريانا.. وأمرت رجالي بخطفها.. وكانت أدريانا أكثر من سعيدة بإخباري عن مدى حقارتكِ وغدركِ.. وخاصة لخيانتكِ لذلك القذر بوربون "

 

خرج أنين مُختنق من حنجرتي وسالت دموعي كالنهر على وجهي.. ثم تجمدت عينيه عليّ وقال بهدوء مُخيف جعل كل خلية في جسدي ترتعد من الخوف

 

" حان الوقت لتشاهدي بنفسكِ مونرو بيلاتشو على حقيقته "

 

صرخة قوية خرجت من فمي عندما أمسكني من شعري وشعرت بفروة رأسي سوف تقتلع من مكانها... جذبني خارجا من الغرفة ومن القبو ورماني أمام أقدام رجاله في باحة القصر وأمرهم قائلا بحدة

 

" خذوها إلى المستودع.. لا أريد أي أخطاء "

 

أمسكوا بي رجاله ورأيت واحد منهم يحمل بيده قطعة قماش كبيرة.. حاولت المقاومة والتفت إلى الخلف ونظرت إلى مونرو بألم وهتف له بعذاب

 

" مونرو أرجوك اسمعني.. أنا أحبُك.. صدقني أرجوك.. أنا لم أخدعك لمـ... "

 

قاطعني موجها حديثه لرجاله قائلا بحدة

" تحركوا.. خذوها من أمامي في الحال قبل أن أقتلها "

 

" لا مونرو.. لا اسمعني أرجوك.. أنا لــ... "

 

صرخت برعب لكن تم وضع شريط لاصق على فمي ثم تم تغطية وجهي بالكامل وتم سحبي ورميي داخل صندوق سيارة... وطيلة الطريق لم أتوقف عن البكاء لأني علمت بأن ما ينتظرني يفوق قدرتي على التحمل.. ودعيت في داخلي أن يرحمني ويستمع إليّ ويفهم أسبابي والأهم بأن يصدقني...

 

 

رومانوس**

 

"أين هي شارلي أيها القذر؟!!!.. تكلم أين هي؟!.. "

 

وقفت ونظرت إليهما بذهول ثم تقدمت نحوهما وحاولت إبعاد ماركو عن إيثان لكنه انتفض بعنف وعاود لكم إيثان المصدوم هاتفا بجنون

 

" كيف تجرأت وخطفتها أيها القذر.. أين هي شارلي أيها اللعين؟... تكلم أين هي قبل أن أقتلك بنفسي "

 

وعندما حاول لكمه مجددا أمسك إيثان بسرعة بقبضته وأبعدها بعنف و باحترافية وهتف بجنون وهو يمسك بياقة قميص ماركو

 

" ما الذي تقوله أيها الغبي؟.. تم اختطاف شارلي!!.. كيف سمحت بحدوث ذلك أيها الأحمق؟!.. من الذي تجرأ على خطفهاااااااااااااا.. تكلم واللعنة.. تكلمممممممممم... أين شارلي؟!!.. أين هي؟!!.. انطق أيها اللعين "

 

تجمدا معا ونظرا إلى بعضهما البعض بدهشة و بصدمة كبيرين.. وهنا من نظرات إيثان تأكدت بأن لا دخل له باختطاف شارلي.. وعلمت بأن كارثة ستقع على رؤوس الجميع قريبا وخاصة على من تجرأ وخطف شارلي بوربون.. إيثان سيحرق الأرض ليجدها ويقتل من تجرأ على فعل ذلك..

 

حاول ماركو تحرير نفسه من قبضة إيثان لكنه لم يفلح وهتف بوجهه بغضبٍ جنوني

 

" لا تكذب إيثان.. أنا متأكد بأنكَ من خطفها.. أين هي تكلم؟.. أين خبأتَ شارلي أيها السافل؟ "

 

شتم إيثان بعنف وهتف بجنون وبحدة بوجه ماركو

 

" اللعنة عليك ماركو.. أنا لم أخطفها.. لم أفعل.. لستُ أنا.. لقد خطفها حيوان قذر يتمنى الموت على يدي اليوم.. إن أصابها مكروه سأقتلك بنفسي أيها الغبي ولن أهتم بأنك شقيقي.. وصدقني سأفعل ذلك إن أصاب شارلي أي مكروه.. سأقتلك بنفسي من أجلها "

 

ودفعهُ بعيداً عنه ونظر باتجاهي وهتف بعملية و بسرعة قبل أن يخرج من مكتبي

 

" رومانوس.. سأحتاج لجميع الرجال لنبحث عنها.. سأترك لوكاس برفقتك مع خمسة حُراس.. يجب أن أذهب للبحث عنها وقتل ذلك الحيوان الذي تجرأ على خطفها "

 

بعد خروجه تنهدت بعمق بينما كنتُ أنظر إلى ماركو الجامد أمامي كلوح خشب.. تقدمت خطوتين منه ووضعت يدي على كتفه قائلا له بنبرة هادئة

 

" تعال واجلس هنا.. ثم أخبرني بما حدث بالتفصيل.. بعدها سأتصل بـ هنري وأطلب منه المساعدة "

 

ساعدته بالجلوس على الأريكة ثم جلست بجانبه ونظرت إلى وجهه بقلقٍ شديد.. كان وجهه شاحب جدا ويبدو عليه الخوف والقلق الشديدين.. أدار رأسه ناحيتي وقال بصوتٍ مهزوز

 

" خرجت شارلي كعادتها في الساعة الحادية عشر على الدراجة الهوائية لتتنزه.. لكنها عادة لا تذهب أكثر من نصف ساعة أو ساعة بالكثير.. اتصل بي رئيس الحرس في قصري وأعلمني بقلق بأن شارلي لم تعُد إلى القصر منذ ساعة وأنه سبق له ورأى سيارات رباعية الدفع تحوم حول القصر.. لذلك أمرته بالذهاب فوراً للبحث عنها مع رجالي وتركت عملي وقدت السيارة عائدا إلى القصر لكن... "

 

أغمض عينيه بشدة ثم فتحها وحدق بوجهي بخوف قائلا بصوتٍ مُختنق

 

" لكن بعد مرور خمسة عشر دقيقة اتصل بي وأعلمني بأنه وجد الدراجة الهوائية مرمية خلف مبنى وحقيبة شارلي وهاتفها بداخل السلة.. ظننت بأن إيثان من خطفها لكن كما يبدو لي الآن ليس هو من فعلها "

 

نظر بعجز إليّ وتابع قائلا بقلقٍ شديد

" من الذي خطفها برأيك رومانوس؟!.. من تجرأ وفعلها؟!.. إيثان كان برفقة شارلي في الأمس.. لو أراد هو فعلها كان خطفها.. أنا قلق جدا عليها وخائف.. خائف أن يصيبها مكروه حينها.. حينها.. هو.. إيثان لن يسامحني أبدا "

 

تكلم ماركو بتوتر في النهاية وعقدت حاجباي وفكرت بعمق.. ثم نظرت إليه وسألته

" هل لديك أعداء أو... "

 

قاطعني ماركو قائلا بدهشة

 

" رومانوس.. هل حقا تسألني هذا السؤال؟!.. أنا لدي أعداء!.. مستحيل.. في حياتي كلها لم أؤذي نملة واحدة فكيف بإنسان.. حتى عندما تم اغتيال والدي وأمي وزوجتي الحامل رفضت الانتقام.. كما أنني واللعنة أهتم بابنة الرجل الذي قتلهم منذ سنتين ونصف.. مستحيل أن يكون من فعلها يريد الانتقام مني.. هناك طرف ثالث.. هناك من يعلم بعلاقة شارلي السابقة مع إيثان.. ربما هو عدو لشقيقي.. لكن.. تبا ليس لدي أدنى فكرة من فعلها.. كل ما يهمني الآن أن نجدها ونُعيدها سالمة إلى بيترو "

 

صدقت ماركو بسرعة فهو فعلا لم يؤذي أحد في حياته.. كما أنني أعلم جيدا بأنه يهتم بابنة ذلك القذر الذي قتل والديه وزوجته جيفانا الحامل.. وقفت وقلتُ له قبل أن أخرج من المكتب

 

" سأتكلم مع لوكاس.. كما تعلم جميع رجالي يحترمون إيثان ويطيعونه لكني رئيسهم ولن يتجرأ أحد على الكذب عليّ.. سأسأل لوكاس إن كان إيثان من خطفها.. إن كانت إجابتهُ سلبية فهذا يعني أن لا دخل لـ إيثان بما حصل مع شارلي وحينها سأتصرف.. "


تأملني ماركو بتوتر فتنهدت بعمق وتابعت قائلا له بجدية


" لا تقلق ماركو سنجدها.. سأتصل بـ هنري وأطلب منه المساعدة.. لا تقلق أنا أعدُك شارلي ستعود سالمة إلى ابنها.. و ماركو لا أريد أن تعلم ماريسا بما حصل لـ شارلي.. لا أريدُها أن تصاب بصدمة جديدة.. اذهب إلى المستشفى وتابع عملك بهدوء ولا تدع ماريسا تشُك بشيء وإن سألت في المساء عن شارلي أخبرها بأنها نائمة.. اختلق أي مبرر لها حتى لا تعلم بما حدث "

 

أجابني موافقا وخرجت من المكتب ومشيت ببطء.. رأيت ماريسا مُنهكة بالملفات أمامها.. ابتسمت برقة ووقفت أمام مكتبها وحمحمت برقة لتنتبه لوجودي.. رفعت رأسها وحدقت بدهشة إليّ ثم وقفت وقالت بتلعثم

 

" ســ.. سيــ.. سيدي الماركيز!.. آسفة لم أنتبه أنكـ.. "

 

قاطعتُها قائلا بنبرة حنونة

" لا بأس ماريسا.. أريدُكِ أن تتصلي بـ لوكاس.. فليأتي فورا إلى مكتب إيثان الخاص "

 

" حسناً سيدي "

 

أجابتني بهدوء وتابعت السير مُتوجها إلى مكتب إيثان.. كان حدسي صحيح لوكاس أخبرني بأن إيثان لا علاقة له بموضوع خطف شارلي.. وهنا قررت أن أتصل بـ هنري و أتصرف بسرعة.. عدت إلى مكتبي وبعد نصف ساعة أتى هنري وتكلمنا لساعتين..

 

للأسف لا يستطيع مساعدتي خاصةً لأنني طلبت منه السرية التامة في موضع خطف شارلي.. لكنه في النهاية سيبدأ بالتحقيق بسرية ورؤية كاميرات الطرقات لاكتشاف الفاعل..

 

بعد خروجه تابعت العمل بهدوء.. كنتُ أراجع الأوراق دون أدنى تركيز.. رميتُها بعيدا على طرف المكتب وأسندت جذعي على ظهر الكرسي ونظرت بشرود أمامي.. تنهدت بعمق ثم وقفت ومشيت بخطوات بطيئة أفكر بعمق


رواية ماركيز الشيطان - فصل 18 - أمي

 

المشاكل لا تنتهي.. مصيبة تلو الأخرى.. وهناك ماريسا أيضا.. هي أول اهتماماتي.. تنهدت بعمق وأدركت أن الطريقة التي فكرت بها لأجعل ماريسا تحبني غبية للغاية.. أنا حتى لستُ برومانسي أبداً وبدأ الجميع في الشركة يتكلمون عن مُعاملتي الخاصة معها..

 

لكن أنا في الحقيقة لا أهتم للقيل والقال.. أنا لا أهتم بكلام الناس عني بل أعمل ما أراه مناسباً وأقتنع به.. بالتالي أعيش حياتي كما أريد ولا أسمح لأحد وأيّ كان أن يتدخل فيما يخصني وخاصةً بملكتي ماريسا..

 

كم أتمنى الآن أن أحتضنها بقوة وأخبئها في حُضني وأعترف لها بمشاعري نحوها.. تنهدت بقوة واقتربت من مكتبي وجلست على الكرسي ثم رفعت يدي وكبست على زر في الهاتف وسمعت صوت لوكاس

 

( سيدي الماركيز... )

 

قاطعتُه قائلا بسرعة

" تعال فورا إلى مكتبي "

 

ثواني معدودة وطرق لوكاس الباب ثم دخل.. وقف أمام المكتب وقال باحترام

" بماذا يمكنني أن أخدمك سيدي الماركيز؟! "

 

أمسكت بظرف صغير وسلمته له قائلا

 

" في هذا الظرف ستجد بطاقتي المصرفية.. أنتَ تعلم جيداً بما أريده.. سبق واتصلت بالمتجر وتم تجهيز طلباتي.. عندما تنتهي أريدُك أن تذهبي شخصيا إلى قصري وتُجهزي كل شيء.. واطلب من ماريتا أن تبقى برفقة الأطفال في جناحهم الخاص ولا يخرجوا منه.. ماريسا ستأتي إلى قصري الليلة ولا أريد أي أخطاء "

 

وضع لوكاس الظرف في جيب سترته وقال بصوتٍ خافت

 

" ماركيز.. أنا أعلم بأنهُ لا يحق لي التدخل في حياتك الشخصية.. لكن ألا ترى بأن الليلة ستكون مناسبة لها لترى الأطفال وتتعرف عليهم؟.. فــ.. "

 

قاطعته قائلا بجدية

" لا لوكاس.. الليلة ليست مناسبة أبدا لتتعرف ماريسا عليهم.. ما زال الوقت مُبكراً لترى الأطفال.. اذهب وجهز ما طلبتهُ منك وعندما تنتهي اتصل بي "

 

" حاضر ماركيز "

 

بعد خروجه تنهدت بعمق ونظرت نحو الشاشات أمامي وبالتحديد نحو شاشة مكتب ماريسا.. لقد أمرت بوضع أربعة كاميرات مراقبة في مكتبها لأراها من جميع الجهات.. حدقت إلى وجهها وهمست بحزن

 

" تقربي مني بسرعة لو سمحتِ.. لم يعُد باستطاعتي الانتظار أكثر.. لقد صبرت سنتين وشهرين على بُعدكِ عني.. اسمحي لي بالتقرب منكِ وأعدُكِ سوف أعوضكِ عن كل شيء.. ملكتي الجميلة تقريبي مني أرجوكِ.. "

 

تأففت بضيق واتصلت بسكرتيرتي سارلفي

 

( سيدي.... )

 

قاطعتُها قائلا بأمر

" اتصلي بالسفير الإسباني رامون واخبريه أن العشاء سيكون الليلة في قصري "

 

( حاضر سيدي الماركيز )

 

فتحت الملف أمامي وتابعت العمل عليه بتركيز....

 

 

ماريسا**

 

كانت الساعة الرابعة بالتمام عندما وقفت وقررت أن أدخل إلى مكتب الرئيس والاستئذان منه بالانصراف كعادتي... لكن قبل أن أمشي خطوة واحدة رأيت بدهشة تلك المدعوة أنابيل تتقدم ببرود وتقف أمام مكتبي وهي تتأملني بنظرات كارهة.. بادلتُها النظرات بعدم الاهتمام ثم قلتُ لها ببرودٍ تام

 

" بماذا يمكنني أن أخدمكِ؟ "

 

ابتسمت بكره ثم رفعت يدها اليمنى ورمت بالملف على صدري بقوة.. تأوهت بألم ورفعت يداي بسرعة وأمسكت بالملف حتى لا يقع ونظرت إليها بغضبٍ بارد لكنها قهقهت بخبث وقالت

 

" السيد رومانوس اتصل بقسم المحاسبة وأمرنا بإرسال هذا الملف لكِ حتى تسلميه له بنفسك.. لذلك لا تتأخري وادخلي بسرعة وسلميه الملف قبل أن يغضب "

 

عقدت حاجباي بدهشة ثم هززت كتفاي بعدم اكتراث قائلة ببرود لها

" حسنا سأفعل.. يمكنكِ الانصراف الآن "

 

حدقت بكره إليّ ثم قالت من بين أسنانها باللغة الإيطالية بنبرة حاقدة واضحة

 

Padrona Boss e una puttana sporca

عشيقة الرئيس و عاهرة قذرة

 

طبعاً لم أفهم ما تفوهت به بالإيطالية ولكن لا أعلم كلماتها حفظتُها بسرعة خاصة لأنها قالتها ببطء وكأنها تريدُني أن أحفظها.. شعرت بأنها قالت شيئا سيئا عني وذلك أحزنني..

 

ذهبت وهي تُقهقه بخفة وتتمايل.. تنهدت بحزن وقررت أن أُسلم الملف للرئيس وأعود إلى قصر ماركو.. طرقت على الباب بخفة وسمعته يطلب مني بالدخول.. دخلت إلى مكتبه بهدوء وأغلقت الباب بحرص إذ رأيته مُنهمك بالعمل على الملفات أمامه وشاشة الحاسوب..

 

وقفت أمام مكتبه وقلتُ له بهمسٍ خجول

 

" سيدي.. لقد أحضرت أنابيل هذا الملف من قسم المحاسبة بطلبٍ منك.. و.. الساعة أصبحت الرابعة.. هل يمكنني الانصراف أم تريد أنــ.. "

 

رفع رأسه وحدق بهدوء إليّ ثم ابتسم برقة وأشار لي بيده على سطح مكتبه قائلا

 

" ماريسا ضعي الملف هنا.. وأنا آسف فاليوم لا يمكنكِ الانصراف لأنني أحتاجُكِ لمرافقتي لعشاء عمل مهم الليلة.. لذلك سوف تبقين برفقتي "

 

نظرت إليه بدهشة ثم أجبته باحترام موافقة.. وآذن لي بالانصراف وعاد ونظر إلى شاشة الحاسوب أمامه.. استدرت بنية الذهاب لكن فجأة وقفت والتفت إليه وقلتُ له بخجل

 

" سيدي.. ماذا تعني هذه الجملة الإيطالية؟!.. أعني هل يمكنك أن تُترجمها لي؟.. لو سمحت "

 

رفع نظراته وحدق بتعجُب إليّ ثم ابتسم برقة وسألني بهدوء

" أي جملة تريدين مني أن أُترجمها لكِ؟ "


تأملتهُ بخجل ونبض قلبي بسرعة بسب نظراتهِ لي.. بلعت ريقي بقوة و احمر وجهي بحياء وقلتُ له الجملة التي لفظتها أنابيل قبل ذهابها

 

Padrona Boss e una puttana sporca

 

وما أن انتهيت من لفظها دب الرعب في قلبي وارتعش جسدي بقوة ورجعت خطوتين إلى الخلف خوفا منه إذ ضرب بقوة سطح مكتبه بقبضة يديه ووقف بسرعة وهتف بغضبٍ جنوني لدرجة أن وجهه أصبح أحمر كالطماطم

 

" من الذي لفظ بتلك الكلمات أمامكِ؟!.. تكلمي ماريسا؟.. من تجرأ على قول ذلك لكِ؟ تكلمي في الحال.. من قال لكِ تلك الكلمات اللعينة؟ "

 

ترقرقت الدموع في عيناي خوفا منه وقلتُ له بصوتٍ هامس ضعيف مُرتجف وبتلعثم

" هــ.. هي.. إنــ.. إنها أنابيل سيدي "

 

ارتعش جسدي بقوة عندما مشى بسرعة حول مكتبه وأمسك بذراعي وجذبني خلفه نحو مصعده الخاص داخل المكتب.. كنتُ مُرتعبة منه ولم أفهم سبب غضبهِ الكبير الآن.. ماذا تعني تلك الكلمات ولماذا هو غاضب إلى هذه الدرجة؟!!!... فكرت برعب وهو يُدخلني إلى المصعد وقال بصوتٍ غاضب

 

" طابق سبعون "

 

وفورا انغلق باب المصعد وبدأ بالنزول.. حرر ذراعي من قبضته ورأيت برعب عروق يديه وعنقه تنفر بشكلٍ واضح دليلا على غضبهِ الكاسح.. لم أتجرأ على الابتعاد عنه خوفا من إغضابهِ أكثر.. ثواني وتوقف المصعد وما أن انفتح الباب أمسك من جديد بذراعي وجذبني خلفه إلى مكتب أنابيل وجميع الموظفين في القسم نظروا نحونا بدهشة كبير..

 

 

رومانوس**

 

Padrona Boss e una puttana sporca

 

ما أن لفظت ماريسا بتلك الجملة تملكني غضب لا يوصف.. سوف أريه الجحيم لمن تجرأ على القول لها بأنها عشيقة الرئيس وعاهرة قذرة..

 

وما أن علمت من لفظ بتلك الكلمات لها قررت مُحاسبة تلك القذرة في الحال.. سأريها الجحيم لأنها تجرأت ووصفت ملكتي بأنها عشيقتي وعاهرتي.. بالكاد تحكمت بأعصابي حتى لا أُخيف ماريسا أكثر وجذبتُها خلفي وتوجهت إلى طابق المحاسبة..

 

لم أهتم لنظرات المندهشة للموظفين ودخلت مكتب تلك القذرة وما أن رأتني برفقة ماريسا نظرت إليّ برعب ووقفت فورا وهمست بخوف

 

" سيدي!!... "

 

قاطعتُها بإشارة من يدي وهتفت بجنون بالإيطالية

 

" كيف تتجرئين على نعتها بعشيقة الرئيس وعاهرة؟!.. أنتِ مطرودة.. اذهبي فورا إلى رئيس القسم واستلمي أتعابكِ في الحال.. سأحرص على أن لا يتم توظيفكِ في أي شركة محترمة في إيطاليا كلها واعتبري ذلك رحمةً مني.. وقبل خروجكِ من هنا عليكِ أن تعتذري من ماريسا وتطلبي منها السماح "

 

ارتعشت بقوة وقالت ببكاءٍ مرير

" سيد رومانوس.. هي تكذب أنا لم أقــ... "

 

توقفت عن التكلم وتوسعت عينيها برعب عندما رأت نظراتي المُرعبة لها.. اصطكت أسناني وهتفت قائلا لها بحدة وبأمر

 

" اعتذري منها في الحال واذهبي واستلمي أتعابكِ واخرجي من شكرتي إلى الأبد.. تحركي "

 

كانت ماريسا تقف خلفي وهي تتأملنا بدهشة وبعدم الفهم.. تقدمت أنابيل ووقفت أمامها وقالت لها بالإنكليزية وبصوتٍ مبحوح

 

" ماريسا.. أنا أعتذر منكِ لأنني تكلمت معكِ بقلة احترام "

 

نظرت إليها بغضب وهتفت بأعلى صوتٍ أمتلكه بالإنكليزية وجعلتهم يرتعشون بخوف أمامي

" لم تسمعكِ بوضوح.. اعتذري منها من جديد على ما قلتهِ لها "

 

أومأت برعب موافقة وقالت بصوتٍ مرتفع مهزوز

" أنا أعتذر منكِ لأنني نعتُكِ بعشيقة الرئيس وعاهرة قذرة.. سامحيني "

 

شهقت ماريسا بدهشة ونظرت إليها بذهول ثم توجهت نظراتها ببطء باتجاهي وحدقت برعب إلى عيناي ثم أخفضت رأسها إلى الأسفل وفجأة استدارت وركضت خارجة من المكتب.. بعد خروجها أمسكت بذراع تلك الحقيرة وقلتُ لها بتهديد

 

" إن تجرأتِ واقتربتِ من ماريسا أو نظرتِ إليها نظرة واحدة أو تخطت قدميكِ شركتي اعتبري نفسكِ في عداد الأموات.. والآن أغربي من أمامي قبل أن أفعلها وأمحيكِ عن سطح هذه الكرة الأرضية "

 

أومأت برعب موافقة وركضت خارجة وهي تبكي بمرارة.. صعدت إلى مكتبي ثم خرجت منه ورأيت ماريسا تجلس بهدوء خلف مكتبها وهي منحنية الرأس.. تقدمت ووقفت أمام مكتبها وقلتُ لها بنبرة هادئة

 

" ماريسا.. لا تحزني ولا تُشغلي بالكِ بها.. كان يجب منذ البداية أن لا أوظفها في شركتي.. خذي قسطاً من الراحة فبعد نصف ساعة سنتوجه إلى القصر "

 

لكنها التزمت الصمت وأشارت لي موافقة بهزة خفيفة برأسها.. تنهدت بقوة واستدرت ودخلت إلى مكتبي..

 

 

 

بعد مرور نصف ساعة خرجت أنابيل من الشركة وهي تبكي بمرارة.. مسحت دموعها بقهر وهمست بحقدٍ كبير

 

" يُحبها!.. هو يُحبها.. الماركيز رومانوس دي فالكوني يُحب تلك القبيحة المعتوهة.. لقد طردني من الشركة بسببها.. طردني وحتى رفض تسليمي شهادة توصية.. لن توافق الآن أي شركة مُحترمة بتوظيفي.. سوف أنتقم منها.. ماريسا لودر سأنتقم منكِ على طريقتي الخاصة.. ربما حان الوقت لأتصل بالشخص الوحيد الذي يمكنني من خلاله الانتقام من تلك المعتوهة "

 

ابتسمت أنابيل بخبث وسحبت هاتفها وظهرت ابتسامة شريرة على ثغرها عندما تلقى الطرف الأخر الاتصال.. مشت بهدوء وهي تتكلم عبر الهاتف.... وعندما انتهت همست بسعادة وبشر

 

" لنرى ماذا سيحدث قريبا معكِ أيتُها العاهرة القبيحة.. سوف أستمتع برؤيتكِ مرمية في الشارع قريبا "

 

استقلت سيارتها وانطلقت بها وهي تبتسم بشرٍ كبير..

 

 

ماريسا***

 

عشيقة الرئيس وعاهرة!!.. هل هكذا يرونني الموظفين في الشركة؟!.. لكن لماذا؟!.. شعرت بالحزن يلفني وقررت الصمت وعدم التكلم مع السيد رومانوس بهذا الموضوع.. ولمتُ نفسي لأنني بغباء طلبت منه أن يُترجم لي ما قالته أنابيل.. والآن تم طردها من الشركة بسببي..

 

تنهدت بحزن بعد ذهابه ودخوله إلى مكتبه وقررت أن أنتظر أوامره التالية.. يا ليتني أستطيع الرفض بالذهاب معه فأنا لا رغبة لي برؤية أحد الآن..

 

بعد نصف ساعة توجهت برفقة الرئيس إلى سطح المبنى ورأيت كالعادة طائرته الهليكوبتر تقف في مكانها وبداخلها الطيار وأمامها كان بانتظارنا لوكاس مع خمسة حُراس..

 

بعد مرور عدة دقائق شعرت بالطائرة ترتفع فأغلقت حزام الأمان و أغمضت عيناي بشدة.. و ما إن أقلعت الطائرة و أصبحت في السماء هدأت قليلاً لكني انتفضت ما إن شعرت بلمسة رقيقة على يدي اليسرى فنظرت بجانبي بسرعة فوجدت الماركيز يُحدق بحنان إليّ قائلا بتعاطف

 

" لا تحزني بسببها.. من أجلكِ فقط كنتُ متسامحاً معها.. ثم من يُهينكِ كأنه وجه الإهانة لي شخصيا لأنكِ.. "

 

توقف عن التكلم ثم تنهد بقوة وقال بهدوء

" لأنكِ سكرتيرتي "

 

أطرقت رأسي للأسفل ثم قلتُ بحزن

" أشكرك سيدي.. وأنا آسفة لأنني طلبت منك أن تُترجم لي تلك الجملة و... "

 

ضغط بخفة على يدي ثم سحبها بسرعة وقال بنبرة جادة وحازمة

 

" إن تكلم معكِ أحد الموظفين بالإيطالية مُجددا أخبرني في الحال.. فغير مسموح لهم بالتكلم أمامكِ بها "

 

أومأت له موافقة ونظرت إلى النافذة بشرود.. بسبب تصرفاته الغريبة معي بدأت الشكوك تراودني.. ليس ذنب أنابيل بأنها ظنتني عشيقتهُ وعاهرته.. فبسبب تصرفاتهِ الغريبة يبدو أن الجميع في الشركة يُفكرون بتلك الطريقة..

 

لماذا يُعاملني بهذه الطريقة؟!.. من أكون أنا بالنسبة له؟!.. أتمنى أن يبقى بارداً بالتعامل معي لأنني لستُ سوى موظفة لديه..

 

حطت طائرة الهليكوبتر في المكان المخصص لها أمام حديقة شاسعة.. ساعدني الرئيس من الخروج ووقفت أنظر أمامي بدهشة كبيرة وإعجاب


رواية ماركيز الشيطان - فصل 18 - أمي

 
 

رأيت أمامي أجمل قصر قد تراه عيناي.. مشيت خلف الماركيز وأنا أنظر حولي بإعجابٍ كبير بينما الماركيز كان يتكلم مع لوكاس بلغته الأم.. وما أن دخلنا إلى القصر وصعدت تلك الدرجات القليلة حتى وقفت مدهوشة من روعة ما أراه..

 

كل شيء كان يصرخ بالجمال والفخامة والثراء الفاحش أمامي.. القصر من الداخل كان أجمل بكثير من الخارج.. فجأة سمعت صوت ضجة خفيفة وشهقة قوية خرجت من فم الماركيز..

 

التفت ناحية الشمال وتجمدت بأرضي عندما رأيت ثلاثة أطفال يركضون باتجاهنا وخلفهم امرأة تبدو في عقدها السادس بدا الخوف جليا على ملامحها وهي تحاول منع الأطفال من التقدم نحونا...

 

" دادي.. دادي.. خالي... "

 

سمعت الأطفال الثلاثة يهتفون بحماس بالإيطالية وهم يركضون باتجاه الماركيز والذي كان جامد بأرضه وهو يُحدق إليهم بصدمة وجمود بينما وجهه أصبح شاحبا.. فجأة توقف الأطفال على بُعد خطوتين أمامنا وتجمدوا وحدقوا بدهشة طفولية إليّ..

 

خفق قلبي بعنف وشعرت بأنفاسي تهرب مني عندما ابتسموا لي بوسع وفجأة ركضوا باتجاهي وهتفوا بجنون بالإنجليزية

 

" أمي.. أمي.. عمتي... مامي.. مامي... عمتي.... "

 

هتفت الطفلة الأكبر منهم بالكلمة الأخيرة وحاوطوا ساقاي بأيديهم وعانقوني جميعهم بقوة.. كان جسدي يرتعش بجنون.. لم أرى أمامي شيئا بسبب صدمتي..

 

سالت دموعي دون أن أشعُر بها و أصابتني حالة من الجمود وتذكرت طفلتي.. أخفضت ببطء رأسي إلى الأسفل ورأيتهم يحدقون بسعادة وفرحٍ كبير إليّ وهم يعاودون الهتاف بفرحٍ كبير

 

" أمي.. أمي.. أخيلا أتيتِ... مامااااااااا... عمتي أخيراً أنتِ هنا..... "

 

"هااااااااااااااااه..... "

 

شهقة قوية خرجت من فمي وهمست بألم وبحرقة قلبي الكبيرة

 

" طفلتي...... "

 

أغمضت عيناي وهنا خارت قواي تماماً و هويت علي الأرض لا حول لي ولا قوة.. وأخر ما سمعتهُ قبل أن أذهب إلى عالم الظلام صرخات الأطفال الخائفة وصرخة الماركيز المُرتعبة باسمي...


انتهى الفصل




انتقل إلى الفصل 19 ᐸ








فصول ذات الصلة
رواية ماركيز الشيطان

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©