رواية سحر الفرعون - فصل 11 - قبلتي الأولى
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. نرختوس مين جايه الثقة ان الفرعون حبيبها سوف يكون لها ههههههه🤣 وخيتوس واثق اكثر من اخته انه سوف يحصل على كاريتا (( عائله الواثقين )) 🤣🤣🤣
    اسينا عليكي ان تجعلي القائد يندم ولكن هل سوف يعرف بموضوع منع الحمل وكيف سوف تكون ردة فعلة .....وانت ايها القائد كيف سوف تحبك وانت تعاملها هكذا تعلم من الفرعون كيف يتعامل مع زوجته....وانتي ياكاريتا واضح سوف تقعين بالحب دون ان تعرفي ❤
    صحيح في المستقبل الان هل اكتشفو اختفائهم او لا ....
    كالعادة البارت كان يجنن وتحفة فعلا انتي مبدعة ❤ في انتظار البارت القادم

    ردحذف
    الردود
    1. أشكركِ من قلبي لأنكِ أحببتِ البارت حياتي
      نرختوس وشقيقها أشبه بالأفاعي سنرى قريبا ماذا سيفعلان وماذا سيحدث لهما
      أسينا قوية و بيدوس سيعشق لبوته بجنون سنرى قريبا ما سيحدث معهما
      و كاريتا أين لها المفر من الحُب؟ سنرى

      حذف
  2. ابداع يا هافن 💖💖💖💖😘😘😘👍💗💗💗💗

    ردحذف
  3. ابداع يا هافن 😍😍😍😍❤️❤️❤️❤️

    ردحذف
    الردود
    1. حياتي شكراااااااااااااااااااااااااااا

      حذف
  4. البارت روعة تسلم أناملك على الإبداع
    ♥️♥️😩👏🏻

    ردحذف
  5. تحفه بجد تحفه تسلم ايدك حبيبتي بجد ملكة الإبداع بجد بجد بالتوفيق اتمنا لك التوفيق والنجاح الدائم يا قلبي

    ردحذف
  6. واوووووووووووووو بارت ولا في الخيال تحفه شكرا ياقلبي على إبداعك ده 💝♥️💖💖💖
    بجد مش مصدقه تقريبا نص إللي اتوقعتو حصل 😂😂😂تسلم ايدك ياروحي بجد بارت أكتر من روعه 😍💝💖💖😍♥️💝💖😍♥️💖💝💝💖😍♥️♥️💖💝💖😍♥️♥️💖💝💖♥️♥️😍💖

    ردحذف
  7. اشكرك على مجهودك الرائع بجد بارت فوق الابداع ♥

    ردحذف
  8. رائعه دائما مبدعه وتبهرينا في روايات بحبك كثير كاتبنا رائعه

    ردحذف
  9. ابدعتي ياعمري البارت رائع جدااااااااا
    تسلم إيدك على مجهودك حبيبت قلبي😍😍😍😍😚😚😚😚😚

    ردحذف
  10. مبدعة برافووووو هافن حبيبتي

    ردحذف
  11. وأنا أيضاً وقعت في سحر كلمات الفرعون العذبة...

    ردحذف

رواية سحر الفرعون - فصل 11 - قبلتي الأولى

 

رواية سحر الفرعون - فصل 11 - قبلتي الأولى



قبلتي الأولى






نرختوس**



كنتُ أمشي بتوترٍ شديد وأفرك أصابعي بشدة ببعضها.. كنتُ أنتظر وصول شقيقي خيتوس بفارغ الصبر.. عليه أن يساعدني.. يجب أن أتخلص منها وبسرعة.. عليّ أن أقطع رأس تلك الأفعى السامة والساحرة.. زيروس لي أنا فقط..

 

لقد سحرت حبيبي الفرعون.. لقد سحرته وسرقتهُ مني.. سنوات كثيرة تعذبت لأجعلهُ يقع في حُبي لكنهُ لم يفعل.. بل أحب تلك الحقيرة وفي أقل من يوم..

 

لن أسمح لها أبداً بأن تكون زوجة الملك الرئيسية.. كل يوم يمرّ عليّ هنا وأنا سجينة هذا الجناح اللعين أشعر بأنني أختنق وأفقد حياتي ببطء.. يجب أن يغفو عني الفرعون وبسرعة.. عليه أن يفعل ذلك وإلا أحرقت القصر به وبحبيبتهُ الملعونة..

 

توقفت عن المشي بتوتر عندما سمعت ضجيج في الخارج وصوت خطوات ثم انفتح الباب أمامي.. ابتسمت بوسع عندما رأيت شقيقي العزيز خيتوس يدخل بعنفوان إلى جناحي وأمر حُراسه بانتظاره في الخارج..

 

ابتسمت بوسع وركضت ووقفت أمامه ورفعت يدي ووضعتُها على خده


رواية سحر الفرعون - فصل 11 - قبلتي الأولى

 

" خيتوس.. أخيراً أتيت "

 

 عانقته بشدة وأنا أهتف له بعتاب

" خيتوس عزيزي.. لماذا لم تأتي لزيارتي منذ أشهر؟.. كنتُ أموت هنا في هذا السجن اللعين "

 

قهقه بخفة وأبعدني عنه قليلا ونظر بخبث إلى عيناي قائلا

" نرختوس.. ما زلتِ جميلة شقيقتي الصغرى.. ثم لا تتذمري فهذا الجناح كان بالنسبة لكِ الحياة الأخرى "

 

مشى بهدوء وجلس على الكرسي وتأملني بنظرات ماكرة وتابع قائلا ببرود

" أخبريني الآن.. لماذا أرسلتِ تلك القذرة إلى قصر والدنا وطلبتِ رؤيتي على جناح السرعة؟ "

 

تأملته ببرود واقتربت ببطء لأقف أمامه وأجبته بحدة

" ولماذا برأيك؟.. ابن عمي الفرعون والذي هو حبيبي سوف يتزوج غداً.. هل تفهم ما يعنيه ذلك؟ "

 

نظر خيتوس إلى المائدة أمامه وأمسك بتفاحة وقضمها ثم مضغ ببطء.. ابتسم بخبث وقال بنبرة باردة أشعلت الغضب في قلبي

 

" بالطبع أفهم ما يعنيه ذلك.. سوف يكون لمملكة كمت ملكة وزوجة ملك رئيسية قريباً.. أليس هذا جميلا؟!.. الشعب ينتظرون بشوق التعرف على ملكتهم وزوجة الفرعون الرئيسية "

 

تأملتهُ بحدة وهتفت بجنون بوجهه

" وأنتَ سعيد بذلك أيها الأحمق!.. ماذا عني؟!.. أنا حبيسة هذا الجناح اللعين بينما حبيبي يستمتع في حياته في أحضان عاهرة لعينة لا نعرف أصلها وفصلها وابنة من تكون ومن أين أتت.. أنا من يجب أن تكون زوجة الملك الرئيسية وليس تلك العاهرة السافلة "

 

تسارعت أنفاسي بسبب انفعالي ووقفت أرتعش أمام شقيقي بسبب الغضب الذي تملكني.. سقط فكي إلى الأسفل عندما سمعتهُ بصدمة كبيرة يقهقه بقوة ثم قال بسخرية

 

" أعشق رؤيتكِ غاضبة نرختوس.. تبدين مثيرة جداً وأنتِ غاضبة "

 

صرخت بقهر وهتفت بملء صوتي

" أيها الأحمق والغبي.. توقف عن سخريتك اللعينة.. لقد طلبت رؤيتك لتساعدني وليس لأسمع سخافاتك "

 

اقتربت منه وسحبت التفاحة من يده ورميتُها بعيداً ونظرت بحدة إلى عينيه وسألته بجدية

" هل ستساعدني لأستعيد حبيبي زيروس؟.. نعم أم لا؟ "

 

تأملني بنظرات جامدة ووقف وأجابني بهدوء قائلا

" بالطبع سأفعل.. لكن لدي شروط "

 

ابتسم بخيث عندما رأى نظراتي الصادمة.. أمسك بذراعي وجعلني أجلس ثم وقف أمامي و كتف يديه على صدره وتأملني بخبث وهو يرفع حاجبه عالياً.. بلعت ريقي بقوة وسألته بغصة

 

" ما هي شروطك خيتوس؟.. ماذا تريد مُقابل قتل تلك الحقيرة؟ "

 

ابتسم بوسع واستدار واقترب من كرسي وجلس عليه وتأملني بهدوء قائلا

" لن أقتلها.. لقد أعجبتني وأريدُها.. أريدُها لي.. لذلك كاريتا لن تموت "

 

تأملتهُ بذهول وبعدم التصديق


رواية سحر الفرعون - فصل 11 - قبلتي الأولى

 

شهقت بقوة وهتفت بعصبية


" ما اللعنة التي تفوهتَ بها للتو؟!.. أعجبتك تلك الحقيرة؟.. لم تفهم خيتوس!.. تلك القذرة يجب أن تموت.. عليها أن تموت وبسرعة.. ان ظلت على قيد الحياة لن أحصل على زيروس أبداً.. تلك الغبية باهيت أخبرتني بأن الفرعون يعشق تلك اللعينة بجنون.. ثم أنا اضطررت للكذب على خادمتي الحمقاء بشأنك و... "

 

توقفت عن التكلم عندما رأيت خيتوس يقف بسرعة وانحنى أمامي وتأملني بنظرات حادة غاضبة


رواية سحر الفرعون - فصل 11 - قبلتي الأولى

 

ثم هتف من بين أسنانه بحدة

 

" أولا هي لن تموت لأنني أريدُها لي.. وثانياً لقد كذبتِ على خادمتكِ القبيحة واللعينة بشأني!!!.. ما اللعنة التي فعلتها؟!.. أخبريني وفي الحال عن المصيبة التي ارتكبتها الآن "

 

تأملته بفزع وقلتُ له بغصة

 

" خادمتي الغبية تُحبُك.. كنتُ أعلم بمشاعرها نحوك منذ زمن.. لذلك اضطررت لأقول لها بأنها تُعجبُك.. أريدُك أن تستخدمها وتُقنعها لتقتل تلك الحقيرة كاريتا.. هي الوحيدة من يمكنها فعل ذلك.. إن طلبتَ منها أن تفعل ذلك سوف تُنفذ العملية فوراً من أجلك.. لذلك استغلها قليلا من أجلي وأوهمها بأنك تُحبها ودعها تــ... "

 

قاطعني خيتوس بحدة هاتفاً


" مستحيل أن أفعل.. اللعنة.. أنتِ تعلمين جيداً كم أكره خادمتكِ الحقيرة والقبيحة.. كيف واللعنة تريدين مني أن أنظر إلى وجهها القبيح وأستغلها وأخدعها وأوهمها بحبُي لها حتى تُنفذ ما تريدينه منها.. اللعنة نرختوس لقد تخطيتِ حدودكِ هذه المرة وجداً "

 

تأملتهُ بخوف وأجبته بقلق

" لكن أخي سنقتل باهيت بعد انتهاء المهمة.. أنا خططت لكل شيء فقط اسمعني حتى النهاية وبعدها قرر "

 

كتف يديه على صدره وهتف بغضب

" حسناً تكلمي.. أخبريني عن خطتكِ اللعينة وبعدها سأقرر "

 

تنهدت براحة وبدأت أخبرهُ عن خطتي.. عندما انتهيت رأيت بسعادة نظراتهِ المُندهشة وبريق الاعجاب يلمع بهما.. ابتسم بخبث وقال بهدوء

 

" أدهشتني صحيح شقيقتي.. أنتِ أذكى بكثير مما كنتُ أظن.. ولكن لأوافق على خطتكِ الرائعة لدي شروطي "

 

ابتسمت بوسع له وسألته بلهفة

" حسناً.. ما هي شروطك خيتوس؟ "

 

ابتسم بوسع وجلس على الكرسي وقال

" أول شرط لي لا أريد لتلك القذرة باهيت أن تقترب مني.. جدي لها أي عذر ولكن لا تدعيها تقترب مني أبداً.. وشرطي الثاني.. سوف نتبع خطكِ لكن بدل أن نقتل كاريتا سوف أخطفها "

 

تأملته بفزع وأجبته بخوف

 

" كيف سنفعل ذلك؟!.. خطف زوجة الفرعون الرئيسية لن يكون سهلا أبداً.. أنتَ تعلم جيداً بأن زيروس وضع مجموعة كبيرة من حُراسهِ الملكيين لحراستها.. لا يمكننا أن نتخطاهم بسهولة.. كيف ستخطفها خيتوس؟.. وكيف ستخرجها من القصر بوجود جيش من الحراس به؟!.. وتذكر وجود ذلك القائد الحقير بيدوس.. هو مثل ظل الفرعون.. بالتأكيد بعد زواج الفرعون من تلك الخسيسة سيطلب منهُ زيروس بأن يحمي زوجتهُ الحقيرة "

 

ابتسم خيتوس بخبث وسمعتهُ بدهشة كبيرة يُخبرني عن خطته.. ابتسمت بوسع عندما وقف وقال في النهاية

" والآن يجب أن أذهب.. فلا يجب أن أتأخر أكثر هنا.. وتذكري جيداً باهيت يجب أن تموت فور خطفي لتلك الجميلة كاريتا.. اتفقنا شقيقتي! "

 

قهقهت بخبث وأجبتهُ بحقد

" لا تقلق حبيبي.. سوف تموت تلك الغبية.. المهم أن لا أرى تلك اللعينة كاريتا هنا.. لا يهمني بتاتاً ما ستفعلهُ بها وإلى أين ستأخذها المهم أن تُبعدها وإلى الأبد من هنا "

 

ودعت شقيقي ونظرت بسعادة أمامي.. قريباً جداً سأتخلص من تلك اللعينة.. قريباً جداً فرعون زيروس سيكون لي..

 

ولكن للأسف سأجلس بهدوء لفترة زمنية قصيرة أنتظر اللحظة المناسبة لتنفيذ الخطة.. وللأسف سأجلس وأبتسم بقهر عندما يتزوج تلك اللعينة.. لكن في النهاية أنا هي من سوف تنتصر.. أنا...

 

 

أسينا**

 

فتحت عيناي بضعف وحاولت التحرك لكن أنين متألم خرج من فمي عندما شعرت بألمٍ فظيع في عضلات جسدي وخاصةً ساقاي ومنطقتي الحميمة..

 

نظرت بحزن أمامي وسالت دموعي بصمت على وجنتاي.. ارتعش جسدي بعنف وأنين يُحرق القلب خرج من حُنجرتي..

 

لقد امتلكني بطريقة بدائية عنيفة ذلك المومياء اللعين.. أكرهه.. أكرهه بجنون..

 

فكرت بتعاسة بذلك ومسحت دموعي بسرعة عندما انفتح الباب ودخلت الغبية بكاتا وهي تهتف بسعادة

 

" سيدتي.. صباح الخير.. لقد طلب مني القائد شخصياً بأن أهتم بكِ وأُنفذ جميع أوامركِ "

 

جلست بصعوبة بينما كنتُ أضم الغطاء على صدري ونظرت إليها بحقد.. بلعت ريقها بقوة وأخفضت رأسها إلى الأسفل باحترام.. حركت جسدي بجُهد لأقف وكتمت صرخة الألم بسبب شعوري بظهري ينقسم إلى نصفين.. لفيت الغطاء حول جسدي وقلتُ لها بحقد

 

" لماذا تُخفضين رأسكِ إلى الأسفل؟.. ارفعيه وانظري إليّ "

 

رفعت رأسها وتأملتني بذهول ثم قالت باحترام

" سيدتي.. لقد أصبحتِ زوجة القائد العظيم.. واحتراماً لكِ لا يجب أن أنظر إليكِ وأرفع رأسي أمامك "

 

رفعت حاجبي بدهشة ثم ابتسمت بخبث.. سأنتقم بسهولة منها الآن.. سترى ما سأفعل بها.. رأيت نظراتها تتجه نحو الفرشة وسمعتُها تشهق بقوة وتوسعت عينيها بذهول.. تتبعت نظراتها ورأيت بغصة بأنها كانت تنظر إلى بقعة دماء عذريتي على الفرشة..

 

سمعتُها بغصة تقول بهمس

" يبدو بأن القائد كان قاسياً معكِ حتى نزفتِ من جديد سيدتي!.. لا تقلقي سوف أهتم بكِ وأُعالج ألام جسدكِ سيدتي "

 

الغبية لا تعلم بأن هذه الدماء هي دماء الحقيقية لعذريتي.. رفعت رأسي عاليا واقتربت منها ووقفت أمامها وقلتُ لها بحدة

 

" اسمعي جيداً ما سأقوله لكِ بكاتا.. ان خالفتِ أوامري أو أفشيتِ لأحد ما سأطلبه منكِ الآن وخاصةً لزوجي العزيز سأخبره بأنكِ حاولتِ قتلي وحينها سيقطع رأسكِ عن جسدكِ المُترهل.. هل كلامي واضح لكِ؟ "

 

توسعت عينيها بذعر ثم أخفضت رأسها وقالت بصوتٍ مهزوز

" بالطبع سيدتي.. لن أفتح فمي بحرفٍ واحد أمام أحد خاصةً أمام القائد.. أرجوكِ صدقيني.. سأكون خادمتكِ المطيعة "

 

ابتسمت بخبث وقلتُ لها بنبرة جامدة

" أحسنتِ بكاتا.. والآن أريدُكِ أن تخرجي من جناحي وتجلبي لي خلطة أو أي لعنة لمنع الحمل "

 

رفعت بكاتا رأسها وشهقت برعب وهي تتأملني بنظرات فزعة.. شحب وجهها بشدة عندما قربت وجهي ونظرت في عمق عينيها وهمست لها بفحيح من بين أسناني

 

" كما سمعتِ.. أريدُكِ أن تجلبي لي أعشاب لمنع الحمل.. دواء.. أعشاب.. خلطات.. أي لعنة لتمنع حدوث الحمل.. وإن اكتشفَ زوجي ما طلبتهُ منكِ الآن سأكذب وأقول له بأنكِ تكذبين وحاولتِ قتلي.. لذلك من الأفضل لكِ أن تطيعيني وبسرعة وتنفذي أوامري بكاملها "

 

ارتعشت بقوة أمامي وقالت بهمس وهي ترتعش وتتأملني بفزع

" لكن سيدتي.. إن.. إن اكتشف القائد ما تفعلينه سيقــ.. "

 

استقمت ووضعت يدي على كتفها وقلتُ لها بهدوء

" لن يفعل.. لن يكتشف سرنا الصغير أبداً.. والآن اذهبي واجلبي لي تلك اللعنة وبعدها ساعديني لاستحم فجسمي يؤلمني كالجحيم "

 

أومأت برعب موافقة واستدارت وخرجت مُسرعة من جناحي.. نظرت أمامي بخوف ثم أغمضت عيناي وهمست بذعر

 

" إلهي أرجوك.. لا تدعه يكتشف أبداً ما سأفعله الآن.. لا أريد طفلا منه.. هذا الطفل سيربطني به لمدى العُمر.. وأنا أريد العودة إلى عالمي.. أريد أن أستعيد حياتي.. حياتي التي سرقها مني هذا الحقير "

 

انتظرت بتوتر عودة بكاتا وبعد مرور ربع ساعة تقريباً رأيتُها تدخل إلى جناحي وتقف أمامي وهي تتأملني بخوف.. نظرت إليها بتوتر وسألتها بلهفة

 

" هل جلبتِ ما طلبتهُ منكِ؟ "

 

أجابتني بخوف

" نعم سيدتي لقد فعلت "

 

رأيتُها بسعادة تُخرج يدها من أسفل معطفها ورأيتُها تحمل بيدها قارورة صغيرة من الفخار وسمعتُها تقول

" إنها خلطة نعطيها لنساء الفرعون والقائد لمنع الحمل.. يجب أن تشربي هذا المحلول صباح كل يوم.. لن يتم الحمل أبداً ان أخذتها بانتظام "

 

سحبت القارورة منها وفتحت الغطاء وشربت المحلول بكامله.. نظرت بقرف أمامي بسبب طعمهِ المقرف والحاد.. سلمتُها القارورة وقلتُ لها بأمر

 

" كل يوم ستجلبين لي هذه الخلطة.. والآن ساعدني لاستحم "

 

خبأت بكاتا القارورة وساعدتني لاستحم ثم دلكت جسدي وأمرت الخادمات ليغيروا فرشة السرير المصنوعة من الريش..

 

جلست لوقتٍ طويل أنظر بحزن إلى الخارج.. مؤلم جداً ما فعلهُ بي ذلك المومياء الحقير.. كنتُ دائماً أحلم بيوم زفافي.. كنتُ أرى والدتي كلارا تساعدني بارتداء فستان زفافي وهي تبكي بسعادة.. كنتُ أرى شقيقي توبي يبكي وهو يختلس النظر إليّ دون أن ننتبه له.. أما والدي لورانس كنتُ أراه يسلمني إلى حبيبي وزوجي المستقبلي ويُهدده أمامي إن أحزنني سيقطع له خصيتيه..

 

اشتقت لعائلتي بجنون.. خاصةً أمي.. يا ترى كيف تتحمل غيابي واختفائي الآن؟!.. لا بُد أنها قد تدمرت..

 

شهقت بقوة واهتز جسدي بعنف وسمعت بحزن أنيني.. شعرت بدموعي تُبلل وجهي بكامله.. كنتُ تعيسة جداً.. لكن لا.. لن أستسلم بسهولة لذلك المومياء الحقير.. سأجعله يرى من تكون أسينا ريفر.. سأجعله يندم على الساعة التي تزوجني بها..

 

وقفت ونظرت في أرجاء الجناح وهمست بحقد

" زوجي العزيز.. سأجعلك تفقد عقلك قريباً.. تحضر لما سأفعله بك "

 

ابتسمت بشر ثم قررت أن أتجهز للمومياء..

 

 

بيدوس**

 

نظرت إلى الملك باحترام بينما كان يُكلمني..

 

" بيدوس.. أنتَ تعلم جيداً كم لي من أعداء في المملكة.. للأسف هم من العائلة المالكة.. يتخفون تحت غطاء محبتهم لي ولكنني أعلم جيداً بمدى الشر الساكن في داخلهم.. لقد أتى منذ يومين خيتوس لزيارة شقيقته.. زيارته ليست بصدفة أو محبةً لشقيقته.. أظن بأنه يُخطط لفعل شيء مع نرختوس.. لذلك أريدُك أن تحمي بنفسك زوجتي كاريتا.. لن تغب عينيك عينها عندما تخرج من جناحي.. كما سبق لي وأمرت حُراسي بحراستها جيداً.. سوف أُعلق أرواح الجميع في الجحيم إن أصاب زوجتي أي مكروه "

 

نظرت إليه باحترام وأجبته

" أوامرك مُطاعة جلالة الملك.. سوف أحمي الملكة بروحي.. ثق بي سمو الملك "

 

تنهد الفرعون براحة وكلمني براحة قائلا

" أنتَ الوحيد الذي أثقُ به ثقة عمياء "

 

ابتسمت له بوسع وشكرته ثم أحنيت رأسي باحترام له وخرجت من الغرفة الملوكية.. مشيت بهدوء باتجاه جناح زوجتي الجميلة ولكن وقفت بذهول ونظرت بصدمة كبيرة إلى الحراس أمام جناح زوجتي..

 

أحنوا رؤوسهم أمامي ولكنني كنتُ أنظر بصدمة كبيرة إلى الأوساخ على أجسادهم و...

 

" ما اللعنة التي حدثت لكم؟.. تكلموا بسرعة "

 

ارتعشوا بخوف أمامي وقال المسؤول عنهم بفزع

 

" سيدي القائد.. زوجتُك.. لقد.. رمت الطعام علينا لأننا لم نسمح لها بالخروج كما أمرتَ سدي "

 

توسعت عيناي بذهول وهمست بصدمة

" ماذا فعلت؟!... "

 

أعاد الحارس الإجابة بخوف

" سيدي القائد.. زوجتك حطمت جرّات الفخار علينا ورمت الطعام علينا لأننا لم نسمح لها بالخروج من جناحها "

 

سقط فكي إلى الأسفل وهنا انتبهت إلى الجروح والرضوض على أجسادهم.. لا أعلم ما أصابني إذ فجأة فتحت فمي وبدأت أضحك بجنون...

 

بحق آلهتي الآباء زوجتي رائعة جداً.. استطاعت النيل من أهم حُراس لدي.. إنها رائعة.. لبوتي الشرسة لا مثيل لها..

 

عندما توقفت عن الضحك نظرت إليهم بشفقة وقلتُ لهم

" يمكنكم الانصراف لتستحموا وتهتموا بجروحكم والرضوض.. سأطلب من سخنو ليضع حراس أخرون لحراسة جناحها الليلة.. انصرفوا "

 

بعد ذهابهم ضحكت بقوة ثم طلبت من خادمة لتطلب من بكاتا لتأتي إليّ.. انتظرتُها أمام الجناح وعندما وصلت أحنت رأسها أمامي وقالت بخوف

 

" سيدي القائد.. بماذا يمكنني أن أخدمك؟ "

 

تأملتُها بتمعُن وقلتُ لها بمزاح

" من الجيد أن أراكِ قطعة واحدة أمامي.. يبدو بأن زوجتي لم تقطع جسدكِ أو تقوم بتشويه وجهكِ "

 

شهقت بكاتا بخوف وابتسمت بسخرية ثم قلتُ لها بأمر

" أطلبي من رئيس الخدم في القصر بأن يجلب حُراس وبسرعة لحراسة جناح زوجتي وفي الحال.. أريدهم هنا وبسرعة "

 

أجابتني باحترام موافقة وركضت مبتعدة.. تنهدت بعمق واستدرت ونظرت إلى الباب وابتسمت بخبث.. اقتربت وفتحته ودخلت.. وما أن أغلقت الباب حتى رأيت بصدمة جرة من فخار تطير باتجاهي.. تحركت بسرعة وبمهارة قبل أن ترتطم برأسي..

 

" ما اللعنة؟!!!.... "

 

هتفت بغضب عندما رأيت قوارير العطور تتساقط عليّ بسرعة لتتحطم على صدري ورأسي و كتفي.. شتمت بغضب ورفت ذراعي وبدأت أضرب القوارير وأقذفها بعيداً..

 

" مساء الخير زوجي الحقير.. هل أعجبك استقبالي لك؟.. يوجد المزيد في جُعبتي لك الليلة.. سأحطم لك رأسك إن لم تخرج من جناحي وفي الحال "

 

رفعت رأسي ونظرت أمامي ورأيت لبوتي الشرسة تقف بوسط الغرفة وهي تحمل سلة من القش وضعت بها الكثير من القوارير الفخارية.. لكن أعجبني جداً ما أراه أمامي.. لبوتي الشرسة بدت جميلة جداً وهي تتأملني بتحدٍ وبنظرات غاضبة..

 

" اللعنة.... "

 

همست بقهر إذ انتصب عضوي الذكري بسرعة فقط من رؤيتي لها بهذا المنظر المثير.. حاولت أن أقترب منها لكن رأيت بصدمة قارورة تطير عاليا لتسقط على كتفي الأيسر وتتحطم..

 

شتمت بعصبية ونظرت بحدة إلى كتفي ورأيت خط صغير من الدماء يسيل منه.. اشتدت عروقي وتصلب جسدي وأدرت رأسي ببطء ونظرت إليها بحدة وهتفت من بين أسناني بغضب

 

" أسينات.. توقفي قبل أن يشتعل غضبي وأجعلكِ ترين وجهي الآخر "

 

سقط فكي إلى الأسفل عندما رأيتُها تضحك بقوة ثم نظرت باشمئزاز إليّ وقالت بكُره

" حقاً!!.. ستغضب وتجعلني أرى وجهك الآخر!!.. لقد سبق ورأيت وجهك القبيح والوسخ والمُقيت الآخر.. هذا إنذار الأخير لك.. أُخرج من جناحي وإلا حطمت رأسك الليلة "

 

" تباً.. تبدين مثيرة جداً وأنتِ غاضبة وتهدديني لبوتي.. أحببت جداً شراستكِ "

 

هذه المرة كان دورها ليسقط فكها إلى الأسفل من الصدمة.. تأملتني بذهول وهمست بصدمة

" أنتَ مُختل عقلياً.. سأقتلك إن لم تخرج من هنا "

 

رقصت لها حاجبي وتأملتُها بخبث قائلا لها بسخرية

" لبوتي الجميلة.. إن كنتُ سأموت الليلة على يديكِ الجميلتين فلا مانع لدي بتاتاً.. "

 

عرمت كتفاي وتصلبت عضلات صدري وجسدي ونظرت إليها بعنفوان وتابعت قائلا لها بخبث

" اقتليني لبوتي.. فالموت على يديكِ هو أمنيتي الوحيدة "

 

توسعت عينيها بذهول ثم تأملتني بغضب وهتفت بجنون

" مُختل عقلياً و مجنون.. سأقتلك الآن سترى "

 

رأيتُها ترفع ذراعها اليمنى وما أن أمسكت بقارورة حتى ركضت بسرعة الفهد ورميت السلة بعيداً ثم أمسكت بذراعها اليمنى ولويت معصمها.. صرخت لبوتي بألمٍ شديد وأسقطت القارورة من قبضتها ثم تحركت بسرعة وأمسكت بذراعيها وجذبتُها إليّ وطحنت جسدها بعناقي القاسي..

 

بكت أسينات بألم وبخوف وبدأت تتخبط وتحاول الابتعاد عني.. ابتسمت بخبث وهمست بأذنها بسخرية

 

" لبوتي أسينات.. هل فعلا ظننتِ أن قتلي سيكون بهذه السهولة؟.. غبية فعلا زوجتي.. والآن حان وقت عقابي لكِ زوجتي على ما فعلتهِ بحُراسي المساكين وعلى ما فعلتهِ بي الآن "

 

صرخت أسينات بجنون عندما حملتُها من خصرها ورميتُها على السرير وحاصرتُها بجسدي.. رغم مقاومتها لي الشرسة إلا أنها في النهاية استسلمت لرغباتي..

 

شعرت بغصة في قلبي عندما ابتعدت عنها وسمعتُها تبكي وتشهق.. تنهدت بقوة وأمسكت بطرف ذقنها وأدرت رأسها ونظرت إلى دموعها بحزن قائلا

 

" أسينات.. أنتِ زوجتي.. زوجتي.. لماذا لا تفهمين ما يعنيه ذلك؟.. توقفي عن مقاومتي.. كوني زوجة لي.. زوجة كاملة لي.. صدقيني سوف تكونين سعيدة.. و... "

 

توقفت عن التكلم وهمست بداخلي.. وسوف تحصلين على قلبي.. لكن طبعا لن أقول لها ذلك أمامها..

 

تنهدت بعمق ثم ابتعدت عنها ووقفت.. ارتديت النقبة ثم الحزام ثم الصندل وخرجت مُسرعاً من جناح لبوتي الجميلة...

 

 

كاريتا**

 

 

" ماذا تريدُ مني مُقابل إعادة والدتك إلى هنا؟ "

 

نظر الفرعون إليّ برقة وأجابني بهدوء

 

" أريدُكِ محبوبتي.. أريدُكِ أن تُحبينني.. أريدُكِ أن تبادليني مشاعري نحوكِ.. وأريدُكِ أن تُسلميني نفسكِ بإرادتكِ التامة وبرغبة وبحب.. وليس بالغصب وليس بالقوة.. بادلني الحُب محبوبتي.. أحبيني.. أحبيني محبوبتي "

 

شهقت بذعر ورجعت عدة خطوات إلى الخلف وتأملته بفزعٍ شديد.. شعرت بالخوف منه ومن كلماته.. كيف يطلب مني ذلك؟!.. مستحيل أن أوافق..

 

ارتعش جسدي بقوة وأجبته بصدمة

" مستحيل.. مستحيل أن أوافق.. أنا.. أنا.. أريدُ العودة إلى عالمي.. أريدُ العودة إلى والدي.. لا يمكنك الحصول عليّ وعلى قلبي رغماً عني.. ما تطلبهُ مني مستحيل "

 

تأملني بحزن وقال بهدوء

" فكري محبوبتي بما طلبتهُ منكِ.. سأمهلكِ الوقت الذي تريدينه.. سأنتظركِ العمر بكامله.. لن أستسلم أبداً.. سأحصل على قلبكِ وسوف تكونين لي بإرادتكِ الكاملة محبوبتي.. أراكِ غداً "

 

استدار وخرج من غرفتي بعد أن فتح له الحُراس الباب.. سقطت على الأرض ونظرت بذهول أمامي وسالت دموعي بضعف على وجنتاي..

 

كيف سأحبه؟!.. كيف يريدني أن أحبه وهو من أبعدني عن والدي وزمني!!.. مستحيل أن يتحقق ما يطلبهُ مني..

 

بكيت بحزن ثم تسطحت على السرير وفكرت بعذاب بوالدي و بصديقتي أسينا....

 

في الصباح استيقظت على صوت نختار

" سمو الملكة.. استيقظي لو سمحتِ.. الملك سيأتي ليتناول الفطور برفقتكِ ملكتي "

 

فتحت جفوني ونظرت إليها بنعاس.. تثاءبت بقوة وقلتُ لها ببحة

" نختار.. أنا لم أنم طيلة الليل.. أريدُ النوم.. اذهبي.. "

 

شهقت نختار بخوف وأجابتني برعب

" أرجوكِ ملكتي.. قد يغضب الملك إن أتى ولم يجدكِ بانتظاره وقد يُعاقبني على ذلك "

 

تنهدت بقوة ثم استقمت وجلست ونظرت إليها برقة قائلة

" حسناً.. لا تخافي.. لن أسمح له بمعاقبتكِ بسببي "

 

ابتسمت نختار بوسع وقالت بعفوية

" أنتِ رائعة ملكة كاريتا.. أحبُكِ جداً "

 

توسعت عينيها بخوف وهتفت بذعر وهي تُخفض رأسها إلى الأسفل

" آسفة سمو الملكة.. لم أنتبه.. أعــ.. "

 

قاطعتُها قائلة برقة

" لا بأس نختار.. لا تخافي.. على الأقل أنتِ صادقة وعفوية.. وأنا أحببتكِ أيضا.. والآن ما رأيكِ أن تُجهزي لي الحمام لأستحم.. ولكن بمفردي "

 

رفعت نختار رأسها وابتسمت بسعادة وقالت

" لقد جهزته لكِ سمو الملكة.. وكذلك الملابس ووضعت لكِ العطور التي أعجبتكِ والأعشاب والورود في الحوض "

 

شكرتُها ووقفت ودخلت إلى الحمام أو لا أعلم ما يسمونه.. عندما انتهيت ساعدتني نختار بتسريح شعري ثم فجأة انفتح الباب ودخل جيش من الخدم ووضعوا على المائدة الطعام ثم خرجوا بسرعة ورافقتهم نختار.. ثواني ودخل الفرعون بهيبته إلى جناحي..

 

ابتسم برقة ورأيته يقترب ليقف أمامي.. نظرت إلى عينيه بشرود.. لديه سحر غريب في عينيه.. سحر عجيب يجعل قلبي ينتفض..

 

" صباح الخير محبوبتي.. تبدين جميلة جداً مثل العادة "

 

احمرت وجنتاي بشدة وشكرته بخجل.. ابتسم بوسع وأمسك بيدي وساعدني بالجلوس ثم جلس بجانبي.. تناولت وجبة الفطور بهدوء وبخجل.. فهو دائما ما كان يُطعمني بيديه..

 

عندما انتهينا نظر بسعادة إلى وجهي وقال

" ما رأيكِ أن نذهب في نزهة على ظهر حصاني؟ "

 

توسعت عيناي بذهول وأجبته بسعادة

" أنتَ تجيد ركوب الخيل؟! "

 

ابتسم بوسع وقال بنبرة حنونة


بالطبع أُجيد ركوب الخيل.. لقد تدربت منذ صغري مع صديـ.. أقصد مع قائد جيشي بيدوس على ركوب الخيل وترويضه.. لدي أكثر من خمسين خيل لي.. لكن المُفضل لدي بينهم هو برق.. لأنه سريع مثل البرق والذي هو ظاهرة طبيعية بصرية تظهر في صورة شرارة من السماء موطن آلهتي الآباء "

 

أحببت كلماته ووصفه للبرق.. قررت أن لا أخبره عن حقيقة البرق وأشرح له الطقس.. ابتسمت له بخجل وأجبته

" لا مانع لدي بأن أتعرف على حصانك برق "

 

ابتسم بوسع وأمسك بيدي وساعدني على الوقوف ثم خرجنا من الجناح وتوجهنا إلى الأسفل.. دخلت إلى الاسطبل ونظرت بدهشة وباستحسان إلى الأحصنة الأصيلة أمامي..

 

كنتُ منذ صغري أعشق الخيل.. وسمح لي والدي بتعلم الفروسية وفاجئني في عيد ميلادي السادس عشر وجلب لي فرس أصيل عربي.. لكن في يوم وقعت أنا و حصاني وكسر المسكين ساقه واضطر والدي لإنهاء حياته بينما أنا لزمت المستشفى لفترة شهر كامل.. ورفض والدي لاحقاً شراء حصان آخر لي وتفهمت أسبابه فهو كان خائف بأن يخسرني..

 

مشيت بجانب الفرعون وسمعتهُ بسعادة يُكلمني بفخر عن أحصنته الرائعة.. البعض منها كانت هدية له من ملوك الغرب.. أما برق كان هدية من حاكم الإغريق له بسبب تحالفه معه وتبادل التجارة بينهما.. الإغريق هي كلمة أطلقها العرب على سكان اليونان القدماء..

 

نظرت إلى الحصان برق باستحسان.. كان ناصع البياض لدرجة أبهرني بجماله.. سمعت الفرعون يُكلمني برقة

 

" سوف أساعدكِ لتجلسي على ظهره.. لا تخافي منه فهو مثل صاحبه هادئ ويعشق الجمال "

 

تأملتهُ بدهشة ثم أخفضت نظراتي بخجل وتركته يمسكني من خصري ورفعني بسهولة ووضعني على ظهر برق بخفة.. حسناً تركته يساعدني لأجلس على ظهر حصانه لأنني أرتدي فستان وسأجد صعوبة بفعل ذلك بمفردي.. شهقت بدهشة عندما قفز الفرعون بسهولة وجلس خلفي وأمسك بلجام الحصان وشعرت بصدره يلتصق بظهري..

 

ما ان خرج الحصان من الاصطبل حتى رأيت أمامي بصدمة القائد بيدوس برفقة أكثر من مائة جُندي يمتطون الأحصنة بانتظارنا..

 

حسناً يجب أن أعتاد على ذلك لا يمكن للفرعون أن يخرج من قصره من دون حماية حُراسه وقائده.. رغم وجودهم كانت النزهة جميلة.. استمتعت جداً بينما كان الفرعون يُخبرني عن بلده وشعبه ومدينته..

 

رأيت مصر القديمة بجمالها الساحر والرومانسي.. لم أتخيل أبداً أنها بهذا الجمال الساحر.. القرى القريبة من ضفاف نهر النيل أعطتها سحراً وجاذبية..

 

شعرت بالسعادة وتمنيت أن لا تنتهي النزهة أبداً لكن للأسف كان يتوجب علينا العودة إلى القصر..

 

ساعدني الفرعون بنفسه لأنزل عن الحصان ثم أمسك بيدي وكلمني بسعادة قائلا

" ما رأيكِ أن نتمشى قليلا في ساحة القصر الخلفية؟ "

 

أجبته موافقة ولم أعترض عندما أمسك بيدي اليسرى بقبضتهِ برقة ومشينا جنباً إلى جنب في الساحة الجميلة.. شهقت بدهشة وبإعجاب بسبب جمال الهندسة المعمارية أمامي.. رأيت بركة كبيرة على شكل مسبح أمامي والكثير من الورود والزهور والتماثيل الرائعة..

 

وقفنا أمام تمثال سيدة تحمل قرص الشمس فوق رأسها.. آلهة حتحور.. عرفتُها بسرعة لأنني رأيتُها في حُلمي.. سمعت الفرعون يقول

 

" إنها الآلهة حتحور.. فهي آلهة الحب و الخصوبة و الموسيقى و الفرح.. والدي طلب أن يتم وضع تمثال لها هنا بسبب حُبهِ الكبير لأمي.. أراد أن يشكر الآلهة لأنه وجد حُب حياته "

 

التفت ونظرت إليه بهدوء.. ولا أعلم ما الذي أصابني إذ فجأة سألته

" وماذا ستفعل لتشكر آلهتك عندما تجد حُب حياتك؟ "

 

تأملني بنظرات هادئة ثم أجابني برقة

 

" لقد وجدتُها.. وجدت حُب حياتي "

 

احمر وجهي بشدة وحاولت سحب يدي من قبضته لكنه ضغطت عليها وقال بهمس

" لا تُبعديها محبوبتي.. لا تخجلي مني "

 

ثم اقترب مني حتى بات لا يبعده عني سوى إنشات قليلة.. وسمعته بصدمة يقول لي بنبرة حالمة رقيقة

 

" محبوبتي فريدة لا مثيل لها.. إنها أجمل من سائر النساء.. أنظر إليها وأراها في عيناي مثل النجم المشرق في مطلع عام سعيد... كلمات شفتيها مفاتن سحرية.. عينيها سحرتني من النظرة الأولى.. وشفتيها مثل الفراولة شهية.. وشعرها من اللازورد الخالص.. وساعدها أثمن من الذهب.. ومحبوبتي أثمن من العالم كله "

 

شهقت بخفة وتجمدت بذهول أنظر إليه.. نبض قلبي بعنف ورأيته يُخفض وجهه وقربه مني.. لا أعلم ما أصابني لكن أغمضت عيناي وانتظرت قبلته.. انتظرت قبلته.. نعم عرفت بأنه سيقبلني وأنا بصدمة سأسمح له بفعل ذلك..

 

احترقت شفتاي عندما أحسست بشفتيه تلمس شفتاي.. ارتعش جسدي عندما شعرت بيديه تلمس عنقي.. طيار كهربائي ضرب عمودي الفقري عندما حرك شفتيه ببطء على خاصتي.. وموجة من الدفء اجتاحت جسدي عندما التقط شفتي السفلية بشفتيه.. وتسارعت نبضات قلبي بجنون عندما حركت شفتاي ببطء ودون خبرة على شفتيه وبادلته القبلة..


كانت قبلتي الأولى لأنني بادلتهُ إياها.. شعرت برغبة كبيرة لأقبله.. ربما لأنه سحرني بكلماتهِ الجميلة..

 

قبلتي الأولى.. قبلتي الأولى كانت مع فرعون وسيم.. قبلتي الأولى كانت مع زوجي الفرعون الوسيم...


انتهى الفصل












فصول ذات الصلة
رواية سحر الفرعون

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©