رواية ماركيز الشيطان - فصل 7 - الأخوين بوربون
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. شكرآ جداً جداً جداً يا هافن ❤❤❤❤❤😘❤❤❤

    ردحذف
  2. 😭😭😭 زعلت على شارلي 😭 والغبي إيثان ثووووور 😑😑😑 وماركو المسكين

    ردحذف
  3. رغم أن أبطال رواياتكِ التي قرأتها مذهلين رغم قسوتهم في بعض الأحيان، ولكن أبطال هذه الرواية أقسى منهم بأضعاف حتى من رجال المافيا آخيل وأصدقائه.. لا أتعاطف كثيرا مع البطلات حتى في مواقف الحزن ولكن هذه المرة مختلفة، ولكن اتمنى أن ينتهي بهم المطاف سوياً... وكعادة متألقة وأفكاركِ مبهرة وجديدة في كل شي تخطه يداكِ... 🐦🌿

    ردحذف
    الردود
    1. أشكركِ من قلبي حياتي
      أتمنى أن تعجبكِ رواياتي وأكون عند حُسن ظنكِ بي دائما

      حذف
  4. انت مبدعة كالعادة وكل شخصيات رواياتك تمنحيهم حقهم في القصة واتمنى لشارلي القوة لمواجهة ليلة عصيبة مع رجل يغار عليها وهي فجرت هذه الغيرة بغبائها

    ردحذف
  5. استمتعت كثيراً بقراءة هذا البارت 💕💕 عزيزتي شارلي لما كل هذا العنف مع ايثان 💔💔👈👉 احبك كثيراً كاتبتي العظيمة 😚

    ردحذف
  6. ماردنا المنحرف😍 ودكتورنا الوسيم 🤩إنتو الإتنين منحرفين واهبل من بعض😉😉😉😉😉😉😉😉😂😂😂😂😂😂💝💖💝💖💖💝💖💖💝💖💝💝💖💝💖💖💝💝💖💝💝💖💖💝💝💝💖💖💝💝💝💖💖💖💖💖💖💖

    ردحذف

رواية ماركيز الشيطان - فصل 7 - الأخوين بوربون

رواية ماركيز الشيطان - فصل 7 - الأخوين بوربون



الأخوين بوربون




شارلي**


تأوهت بألم بينما كنتُ أستفيق أخيراً من إغمائي.. فتحت عيناي وخرجت شهقة قوية من فمي عندما رأيت سقف عريض من الجبس بورد.. كان ينخفض عنه سقف ثاني مُغلق يصل حتى منتصف السقف الأول و مُزود بإنارة مخفية.. فيما السبوتات كانت تزين السقف الأوّل..

 

انتفضت بسرعة وجلست ورأيت نفسي على سرير واسع جدا وملوكي وعلى يميني نافذة عملاقة أو جدار زجاجي يمتد على كامل الحائط بحيث يمكنك التمتع بالمناظر الخلابة في كل وقت..

 

نظرت حولي ورأيت نفسي في غرفة نوم رمادية عصرية حديثة.. بالتأكيد هذا وصف مناسب لهذه الغرفة الرائعة.. كانت عصرية وأنيقة جدا..

 

كان يوجد تلفاز مقابل السرير بتصميمات حديثة.. هو شاشة بلازما ضخمة جداً مُعلقة على الحائط و لم أرى مثلها في حياتي حتى في الفندق الذي كنتُ أعمل به..

 

اللون الرمادي الغامق كان مسيطر أكثر على أثاث الغرفة.. هذا اللون يُعد خيارًا ممتازًا لغرفة نوم الذكورية..

 

أين أنا؟!.. هذا ما فكرت به بينما كنتُ أقف وأسير مبتعدة إلى زاوية الغرفة أنظر في الأرجاء بخوف وقلقٍ كبير..

 

بالطبع تذكرت المصيبة التي أوقعت نفسي بها بسبب فضولي اللعين.. ذلك المارد الحقير جعلني أفقد الوعي للمرة الثانية في الطائرة.. حتى أنهُ وضعني في غرفة تليق بالرجال.. لن أعترض فهذه الغرفة أفضل بكثير من غرفة نومي البسيطة والمليئة بالرطوبة ورائحة العفن..

 

تقدمت ببطء ووقفت أمام النافذة ونظرت إلى البعيد بصدمة كبيرة..

 

كانت تطل على منظر يخطف الأنفاس.. كانت السماء ملبدة بالغيوم وكان واضحا بأنه وقت الغروب.. و رأيت مسبح كبير فخم يحاوط القصر وخلفه جبل..

 

لم أتخيل كيف سيكون من الجيد أن أرى مناظر طبيعية خلابة صباح كل يوم عندما أستيقظ.. بعض الناس محظوظون بما فيه الكفاية ليكون لهم مكان كهذا وأول شيء يرونه في الصباح هو هذا المنظر الرائع والجبال التي لا نهاية لها..

 

" ما أجمل هذا المكان "

 

همست برقة وتنهدت براحة.. أنا في إيطاليا!!.. بالطبع أنا في إيطاليا.. ذلك العملاق والمارد اللعين جلبني إليها.. لم أكن أحلم في حياتي كلها بأن أسافر إلى إيطاليا.. ثم كيف أخرجني من المطار وأنا فاقدة الوعي؟!.. يبدو هذا المارد الحقير لديه نفوذ في البلد.. ثم ماذا عن أمي كلوي؟!...

 

وهنا ملأ الحزن قلبي عندما تذكرت أمي كلوي.. يا ترى كيف هي الآن؟!.. هل وفى ذلك المارد بوعده لي وجلب لها ممرضة وتكلم مع طبيبها من أجل خضوعها للعملية؟!...

 

سالت دموعي وبللت وجنتاي بينما كنتُ أفكر بحزن بأمي.. لا أعلم ما يخبئهُ لي ذلك المارد القاتل والسفاح ورئيس مافيا لعين ولكن على الأقل أظنهُ سيفي بوعدهُ لي ويساعد أمي...

 

طرقات خفيفة انتشلتني من تفكيري العميق.. استدرت ونظرت نحو الباب ثم مسحت دموعي بسرعة وهمست قائلة بخوف

 

" تفضل "

 

رأيت الباب ينفتح بهدوء وشاهدت امرأة تبدو في عقدها الخامس من العمر ترتدي طقم خاص رسمي أسود اللون تتقدم لتقف أمامي وتقول بلكنة ثقيلة باللغة الإنجليزية

 

" سيد تشارلي.. اوه.... "

 

عندما شاهدت شعري الطويل سقط فكها إلى الأرض وجحظت عينيها ونظرت إلى ملابسي ثم شعري ثم وجهي بصدمة كبيرة.. قلبت عيناي بملل وقلتُ لها

 

" أنا أنسة أولا.. ثم إسمي هو شارلي وليس تشارلي "

 

تجمدت ملامها وعادت إلى برودتها وقالت بلكنتها الثقيلة بالإنجليزية

" آنسة شارلي.. السيد بوربون يريد رؤيتكِ في مكتبه فوراً.. اتبعيني "

 

عقدت حاجبي بدهشة وسألتها بتعجُب

" السيد يريد رؤيتي أنا؟! "

 

أشارت لي بيدها لكي أرتدي حذائي الرياضي وقالت

 

" السيد إيثان ينتظركِ.. بسرعة لا تدعيه ينتظر كثيراً وإلا غضب.. و نصيحة مني لكِ لا تدعيه يغضب أبداً "

 

عندما سمعت اسمهُ لذلك المارد خفق قلبي بعنف من جراء خوفي الكبير منه.. تبا له فأنا أخاف منهُ من مُجرد سماعي لاسمهُ الغبي.. ماذا سيحصل لي إن غضب مني كما قالت لي تلك المرأة؟!.. لا أريدُ أن أعلم.. وبسرعة ارتديت حذائي وتبعتُها..

 

بينما كنتُ أنظر حولي بدهشة كبيرة بسبب جمال وفخامة الديكور الذي أراه أمامي سمعتُها تتكلم باللغة الإيطالية ولكن طبعا لم أفهم كلمة واحدة تفوهت بها

 

" اتضح أن ضيف السيد هو فتاة.. وليست بأي فتاة عادية أيضا.. غريب السيد ضيفاتهِ عادةً هم من أجمل النساء في إيطاليا كلها.. لكن هذه هي أقبح واحدة بهم وثيابها مقرفة جدا وتُصلح للشُبان.. و أيضا هي ليست إيطالية "

 

سمعت الحارسين والذين كانا يسيران خلفنا يقهقهان بخفة بسبب ما تفوهت به تلك المرأة وشعرت بالإحراج إذ علمت بأنها قالت شيئا سيئا عني.. شعرت بالإحباط فحتى خدم ذلك اللعين المارد كرهوني..

 

وصلنا أمام باب ضخم بُني اللون ورأيت تلك المرأة تقف وطرقت بخفة عليه.. ثواني وسمعت صوتهُ والذي من المستحيل أن أنساه يسمح لها بالدخول... فتحت الباب ودخلت وتبعتُها بخطوات مرتعشة إلى الداخل..

 

وقفت خلفها أرتجف بالكامل عندما رأيتهُ أمامي يقف أمام مكتبه وهو يمسك بيديه ملف وينظر إلى تلك المرأة ويتكلم معها بالإيطالية

 

" سيدة بلانكا.. يمكنكِ الانصراف الآن "

 

طبعا لم أفهم ما تفوه به ولكن عندما استدارت وخرجت من المكتب فهمت أنهُ طلب منها الخروج.. وقفت بأرضي أرتعش وأنا أفرك أصابعي ببعضها بتوتر بينما كنتُ أنظر إليه برهبة.. حدق بوجهي ببرود وأشار لي بيده اليسرى لكي أقترب وأجلس أمامه على الكرسي..

 

تقدمت ببطء وجلست.. أخفضت نظراتي إلى الأسفل وحدقت بحذائه الأسود والمصنوع من الجلد الفاخر.. تبا له حتى حذائه الفاخر يساوي ضعف معاشي الشهري لمدة سنة.. بلعت ريقي بقوة وارتعشت أناملي عندما سمعتهُ يتكلم قائلا بنبرة ساخرة

 

" أخيراً استيقظتِ.. يبدو بأنكِ كسولة جداً  "

 

رفعت نظراتي وحدقت مباشرةً إلى عينيه بغضب واصطكت أسناني بشدة.. تبا له هذا المارد الحقير فهو السبب بإغمائي.. رفعت رأسي عاليا وشتمتهُ بداخلي.. حقير و قذر و غبي و مغرور و لعين و نذل و سافل.. اللعنة عليه عنقي يؤلمني كثيراً بسببه.. هل كان من الضروري أن يكون طويلا!..

 

هو طويل القامة جداً.. لقد اضطررت لرفع رأسي عاليا جدا حتى أُحدق بوجهه.. مارد لعين و حقير.. ثم لماذا هو وسيم إلى هذه الدرجة؟!.. حقير.. حتى وهو يبتسم لي تلك الابتسامة الخبيثة المُخيفة يبدو وسيماً.. أكرهه.. نعم أنا أكرهُه وبشدة..

 

" هل انتهيتِ من شتمي بداخلكِ؟.. أنصحكِ بعدم فعل ذلك حتى لو بتفكيركِ لأنني سأعاقبكِ "

 

سقط فكي إلى الأسفل بسبب صدمتي ونظرت بذهول إلى وجهه.. تبا له.. مارد حقير.. هل يستطيع قراءة أفكاري أيضا؟!...

 

قهقه بخفة ثم تجمدت ملامحهُ وحدق في عمق عيناي بنظراتٍ مُرعبة.. أغلقت فمي وبلعت ريقي بصعوبة وقلتُ له بصوتٍ مهزوز

 

" أنا لــ.. لم.. لم أشتمُك سيد إيثان "

 

عقد حاجبيه وحدق بغضب إلى وجهي وقال ببرود

 

" لا تكذبي شارلي.. أستطيع معرفة ما تفكرين به وبسهولة تامة.. إن شتمتني بداخلكِ مرةً أخرى أو كذبتِ عليّ سيكون لي تصرف آخر معكِ "

 

اقشعر بدني خوفا منه ولم أستطع فتح فمي و الاعتراض.. هذا المارد اللعين لديه قوة خارقة فهو يستطيع معرفة ما أفكر به..

 

وضع الملف على مكتبه ثم استدار والتف حول مكتبه وجلس على الكرسي.. كتف يديه وحدق ببرود إلى وجهي 


رواية ماركيز الشيطان - فصل 7 - الأخوين بوربون


نظراتهِ أخافتني كثيراً وشعرت بأوصالي ترتعش بسببها.. سمعتهُ يكلمني بنبرة جامدة

 

" يجب أن تعلمي أنسة شارلي بأنني لا أتساهل أبداً مع من يُقلل من احترامي.. لكن سأغُض النظر عن فعلتكِ و حاليا فقط "

 

توقف عن التكلم ثم وضع يديه على سطح مكتبه وكتف يديه ونظر ببرود إلى وجهي وتابع قائلا

 

" طلبت رؤيتكِ حتى أُعلمُكِ بالمستجدات.. لقد تم تعيين ممرضة خاصة لوالدتكِ كلوي وهي حاليا في منزلها.. و شقيقي تكلم مع طبيبها الخاص وتم الاتفاق معه بإجراء العملية لوالدتكِ في أسرع وقت.. ومنذ قليل حولت كامل المبلغ إلى حساب المستشفى في ديفون و... "

 

عندما سمعت ما تفوه به شعرت بسعادة لا توصف وابتسمت بفرحٍ كبير ثم وقفت بسرعة وقاطعتهُ عن تكملة حديثه وقلتُ له بسعادة

 

" سيد إيثان.. شكراً لك.. أنا مدينة لك لمدى العمر.. أشكرك سيدي و... "

 

أشار لي بيده لكي أجلس وقال ببرود

 

" لا أريدُكِ أن تشكريني شارلي.. ثم أنتِ فعلا مدينة لي ولمدى العُمر أيضا.. فمبلغ ثلاثمائة ألف يورو ليس بالمبلغ الصغير أبدا.. لذلك سكوتكِ وعدم تفوهكِ بكلمة واحدة مما رأيتهِ في الأمس هو المقابل.. وكذلك ستظلين هنا في قصري وتُطيعين أوامري كلها.. ولن تخرجي من القصر من دون إذن مني.. هل كلامي واضح؟ "

 

نظرت إليه بحزن وأنا أجلس.. رغم معرفتي المسبقة بأنني أصبحت سجينة لديه إلا أنني شعرت بالحزن لأنني لن أرى أمي مُجدداً أو في الوقت الحاضر حاليا.. أجبتهُ بطاعة موافقة ورأيتهُ يبتسم برضا وتابع قائلا

 

" الخدم هنا في قصري يجيدون تكلم اللغة الإنجليزية بطلاقة.. لقد أمرتهم بأن يتكلموا معكِ بلغتكِ الأم.. ولن تكوني بحاجة لتتعلمي اللغة الإيطالية خاصةً لأنكِ لن تخرجي من القصر أبداً.. سأرسل سيدة بلانكا حتى تُقوم بجولة معكِ في القصر.. هي المسؤولة عن الخدم في قصري.. عليكِ باحترامها وإطاعة كافة أوامرها.. حاليا أنتِ ستكونين مساعدة لها حتى أقرر لاحقا مصيركِ "

 

شيء متوقع.. كنتُ أظنهُ سيجعلني خادمة لديه لمدى العُمر.. لكن أن أكون مساعدة لرئيسة الخدم في قصره هذا أسهل بكثير.. رأيتهُ يتأملني بنظرات غريبة لأنني لم أعترض على أوامره.. غبي فعلا.. كيف سأعترض بينما مصيري و مصير أمي بين يديه؟!..

 

رأيتهُ بدهشة يرفع سماعة الهاتف وضغط على زر به ثم سمعتهُ يتكلم بالإيطالية.. لحظات قليلة وأنهى اتصاله ثم وقف فجأة واقترب ليقف أمامي وقال بجدية

 

" ستأتي بلانكا الآن.. ستذهبين معها وعليكِ بتنفيذ كل ما تطلبه منكِ "

 

أومأتُ له موافقة ثم بدهشة رأيتهُ يستدير ومشى باتجاه الباب بنية الخروج من مكتبه.. وقفت بسرعة وندهت له

 

" سيد إيثان.. لو سمحت انتظر.. "

 

توقف بأرضه وأدار رأسه ونظر إليّ ببرود.. بللت شفتاي بلساني وشعرت بجسدي يقشعر من نظراتهِ الفاحصة لي.. استدار وكتف يديه على صدره وأشار لي برأسه لكي أتابع التكلم.. خفق قلبي بقوة ونظرت إلى قميصه الحريري الأسود وقلتُ له

 

" لو سمحت أريدُ أن أتصل بأمي وأطمئن عليها "

 

عندما لم أسمع رده.. رفعت نظراتي وحدقت بتوسل إلى عينيه وبرجاء وقلتُ له بهمس

 

" أرجوك.. أنا لن أطلب منك طلبا آخر.. فقط اسمح لي بالاتصال بها يوميا والتكلم معها فقط لدقائق معدودة.. أعدُك سأكون مطيعة و أنا لن أفتح فمي بحرف لأي إنسان بما رأيتهُ في الأمس.. أُقسم لك بشرفي بذلك.. فقط لو سمحت اسمح لي بالتكلم معها "

 

شملني بعينيه بنظراتٍ باردة لا تُعبر عن ما يفكر به و دون أن يُكلف نفسه عناء الرد استدار وخرج من مكتبه وترك الباب مفتوحا على مصراعيه.. أحنيت ظهري ونظرت بأسى إلى السجادة وشعرت بالقهر وسالت دمعة وحيدة بائسة و حزينة من ركن عيني.. هذا المارد بارد القلب ولن يسمح لي بالتكلم مع أمي..

 

سمعت خطوات تقترب من الغرفة فاستقمت ومسحت دمعتي بسرعة ونظرت نحو الباب ورأيت تلك المرأة التي رافقتني منذ قليل تقف أمامي.. إذا هي السيدة بلانكا رئيسة الخدم لدى المارد؟!.. فكرت بذهول ورأيتُها تُشير لي بيدها لكي أخرج وقالت بلكنتها الإنجليزية الغريبة

 

" اتبعيني "

 

تبعتُها وأخذتني بجولة في كامل أنحاء القصر.. لكن عندما توجهنا إلى الطابق الثالث نحو الجناح الغربي وقفت أمام باب ضخم بُني اللون وقالت لي ببساطة

 

" هذا جناح السيد بوربون الخاص.. لا أنصحكِ بالدخول إليه من دون إذنه "

 

ثم استدارت وتبعتُها إلى الأسفل.. دخلنا غرفة خاصة تابعة للخدم ورأيتُها تفتح خزانة كبيرة و أخرجت منها زي للعمل وقالت

 

" ستبدئين بعملكِ منذ الغد.. عليكِ بارتداء هذا الزي "

 

سلمتني الزي ونظرت إليه بصدمة كبيرة.. كان عبارة عن فستان قصير لا بل قصير جدا رمادي اللون لا يستُر شيئا.. حدقت بالزي بصدمة وهتفت قائلة بذهول

 

" تريدينني أن أرتدي هذا الشيء؟!!.. مستحيل.. لن أفعل "

 

رميت الفستان الفاضح على الأريكة بجانبي وقلتُ لها وسط ذهولها الشديد

" أُفضل ارتداء زي عمل الرجال.. سلميني أصغر مقاس و سأرتديه "

 

حدقت السيدة بلانكا بصدمة إلى وجهي وقالت

 

" هل أنتِ فتاة أم شاب؟!.. كيف تريدين ارتداء زي الرجال؟!.. السيد لن يوافق أبداً "

 

كتفت يداي أمام صدري وقلتُ لها

" لا يهمني.. لن أرتدي هذا الزي الفاضح أبداً.. سلميني زي الخاص بالخدم الرجال فهو يناسبني أكثر "

 

هزت رأسها بعجز وتمتمت بكلمات لم أفهمها ثم استدارت وفتحت خزانة أخرى وأخرجت منها قميص و سترة و سروال وحزام وسلمتني إياهم وقالت

 

" هذا أصغر مقاس لدينا.. أدخلي وارتديهم إن لم يناسبكِ المقاس سأعدلهُ لكِ بنفسي "

 

استلمت الزي منها و شكرتُها ودخلت إلى الحمام وخلعت ملابسي وارتديت الزي.. لقد كان الطقم مناسب جدا رغم أن السروال كان واسع قليلا لكن ذلك أفضل.. وضعت الحزام وجذبته إلى آخر حلقة به ثم ابتسمت برضا وأنا أخرج من الحمام لأقف بصدمة وأنا أرى السيدة بلانكا تتكلم مع السيد إيثان بالإيطالية.. تجمدت بأرضي أنظرُ إليه بخوف إذ كان يبدو واضحا من ملامح وجهه بأنهُ غاضب..

 

ارتعش عمودي الفقري وسارت قشعريرة باردة في كامل أنحاء جسدي عندما التفتَ وحدق بغضب ثم بذهول إليّ.. شملني بنظراتهِ من الأسفل إلى الأعلى ثم ببطء إلى الأسفل لتُعاود عينيه الصعود لتستقر على عيناي بنظراتٍ حانقة وغاضبة.. كتفت يداي خلف ظهري لكي أخفي ارتعاشها وسمعتهُ بصدمة يقول

 

" صحيح بأنكِ مُسترجلة وتشبهين الشُبان "

 

ثم نظر إلى السيدة بلانكا وتكلم معها بلغته الأم وخرج من الغرفة مُسرعاً.. ما به هذا المارد الغبي؟!!.. أنا حرة باختيار ما يناسبني من ملابس وطبعا لن أرتدي زي العمل الفاضح لخادماته في قصرهِ الملكي.. غبي أحمق..

 

نظرت السيدة بلانكا بآسف إلى وجهي وقالت

" لقد أغضبتِ السيد لأنكِ خالفتِ أوامره في أول يوم لكِ هنا.. عليكِ أن تشكري حظكِ لأنه سمح لكِ بارتداء زي العُمال الخاص بالرجال في قصره.. هيا بدلي ملابسكِ واتبعيني فوراً "

 

أشرت لها موافقة و دخلت إلى الحمام وبدلت ملابسي ثم أمسكت بالزي وخرجت.. الغريب أنها لم تتفوه بكلمة أخرى أمامي بل صعدت إلى الطابق الثالث نحو الجناح الشرقي الخاص بغُرف الضيوف واتجهت إلى الغرفة التي كنتُ بها وقالت لي قبل أن تذهب

 

" ستظلين بهذه الغرفة فهذه أوامر السيد.. في الساعة الثامنة كوني في المطبخ فهذا موعد المحدد للعشاء "

 

وغادرت... نظرت بحزن ودخلت إلى الغرفة وأغلقت الباب بهدوء ثم تقدمت ووقفت أمام المنضدة الضخمة ونظرت إلى المرآة أمامي.. حدقت بملامح وجهي وتنهدت بقوة.. أنا لا أشبه الرجال بشيء لكن اختياري للملابس سيء جداً..

 

حسنا أنا أشعر بالخجل إن ارتديت ملابس فاضحة.. ليس لأنني سمينة بل بالعكس جسدي متناسق وأنا لا أعاني من السمنة وزيادة الوزن.. لكن أنا تعودت منذ زمنٍ بعيد أن أرتدي ملابس تناسب الشُبان حتى أحمي نفسي منهم..

 

تنهدت بحزن وقررت أن أفتح حقيبة ملابسي والتي كانت على الأرض أمام الباب و بدأت بتوضيب ثيابي وأحذيتي في الخزانة..

 

في تلك الليلة بعد انتهاء العشاء صعدت إلى غرفتي وبعد دقائق شعرت بالدهشة عندما دخلت السيدة بلانكا وهي تحمل بيدها هاتف السيد وقالت

 

" الهاتف الداخلي في المنزل به رمز سري ولن تستطيعي الاتصال بأحد من دون إدخال الرمز.. وطبعا السيد لن يسمح لي بإعطائكِ الرمز.. لذلك سلمني هاتفه.. يمكنكِ الاتصال بوالدتكِ الآن والتكلم معها.. لكن السيد بوربون أمرني أن أظل برفقتكِ.. ولديكِ فقط خمسُ دقائق لتتكلمي معها "

 

شعرت بسعادة لا توصف لأنهُ سمح لي بالاتصال بوالدتي و لم أهتم بأن السيدة بلانكا ستظل واقفة أمامي كان كل همي أن أسمع صوت أمي و أطمئن عليها.. استلمت الهاتف منها وضغطت على الشاشة وانتظرت بحرقة حتى سمعت صوت أمي في أذني.. جلست على السرير وأنا أبتسم بفرحٍ كبير هامسة من دون تصديق

 

" أمي حبيبتي.. كيف حالكِ؟.. اشتقتُ لكِ بجنون سيدتي الجميلة "

 

( شاااااااااارلي صغيرتي الجميلة )

 

ابتسمت بسعادة عندما سمعتُها تهتف بقوة وبسعادة بتلك الكلمات..

 

ولفترة خمس دقائق تكلمت معها وشعرت بارتياحٍ كبير عندما علمت أن ذلك المارد لم يكذب عليّ.. هو فعلا أرسل ممرضة كفؤة وهي تسكن حاليا مع أمي وأيضا طبيبها هاتفها وأعلمها بأنه وجد متبرع وأن عمليتها ستكون بعد فترة شهر بعد إجراء كامل الفحوصات للمتبرع ولها.. وشعرت بالدهشة عندما أخبرتني أمي بأن السيد إيثان أيضا أرسل مهندسا ليتفقد المنزل وفي الغد سيبدأ المهندس مع فريق مُختص بترميم السقف ودهن الحيطان وأيضا أمر بجلب أثاث جديد لكامل المنزل.. وسمعتُها في النهاية تقول لي بفرحٍ كبير

 

( مُديركِ الجديد رائع بحق.. بالإضافة إلى وسامتهِ المدمرة فهو طيب القلب وكريم جداً.. ستكونين زوجة مناسبة له )

 

" أمي ي ي ي ي.. توقفي عن إحراجي "

 

همست لها بذهول ولا أعلم السبب لكن وجنتاي أصبحت حمراء اللون بشدة بسبب خجلي لأنني تخيلت نفسي زوجة لذلك المارد الغبي..

 

ثم يبدو بأن هذا المارد يمتلك قلب رقيق في النهاية... ضحكت أمي بفرح ثم تمنت لي التوفيق في عملي الجديد وأنهيت المكالمة معها.. سلمت الهاتف للسيدة بلانكا وخرجت من غرفتي بينما أنا كان قلبي ينبض بجنون بسبب كلمات أمي..

 

في الصباح استيقظت باكرا ونزلت إلى الطابق السفلي.. ساعدت السيدة بلانكا بتقديم الفطور للسيد.. وانتظرتهُ بفارغ الصبر حتى ينتهي إذ أردت أن أشكرهُ على مساعدتهِ لأمي.. وعندما رأيتهُ يقف ينوي المغادرة ركضت ووقفت أمامهُ وقلتُ له بخجل

 

" سيد إيثان.. أريدُ أن أشكرك لأنك سمحت لي بالتكلم مع أمي.. و أريد أن أشكرك أيضا لأنك أرسلت مهندسا ليُرمم المنزل وطبعا أشكرك لأنك أرسلت أثاث جديد لها "

 

نظر إلى وجهي ببرود وقال

" أيها الصبي.. لا داعي لتشكرني "

 

استدار وخرج من القصر دون أن يكترث لصدمتي.. أيها الصبي!!!!.. حقير و لعين هو يريد إغاظتي ونجح بذلك لكنني لن أجعلهُ يشعر بالسعادة بذلك سأبتسم له أجمل ابتساماتي عندما يناديني بالصبي مجددا ويُكلمني بصيغة المذكر..

 

أسبوع مضى بكامله وأنا أعمل مع السيدة بلانكا.. العمل كان سهل جداً.. كنتُ أساعدها بشؤون الموظفين ومراقبة سير عملهم وطبعا يجب أن أتأكد بأن كل غرف القصر نظيفة وخاصةً بأن الجميع ينفذ أوامر السيد.. أما السيد إيثان لم أراه إلا في فترات الصباح قبل الفطور.. والمُغيظ في الأمر بأنهُ كان يناديني وباستمرار أيها الصبي ويكلمني بصيغة المذكر..

 

هو يريد إغضابي ومع ذلك لم أُعير كلماته أي اهتمام بل فعلت كما خططت له سابقا كنتُ ابتسم له بسعادة عندما يناديني بـ أيها الصبي.. لكن اللعين كان يضحك بمرح وهو يرى ابتسامتي.. أكرهه.. أوه نعم أنا أكرههُ و بشدة...

 

لكن رغما عني ومع الأيام بدأت أتلهف لرؤيتهِ ورؤية ابتسامتهِ وعينيهِ الزرقاء الجميلة.. لا أعلم السبب لكنني دائما كنتُ أجد نفسي أراقبهُ من بعيد وابتسم بغباء وأنا أُحدق بوجهه الجميل وقامتهِ الطويلة وجسده الضخم والممتلئ بالعضلات..

 

وشعرت بالأسى بسبب لهفتي الغريبة تلك.. لقد اكتشفت من السيدة بلانكا بأن السيد إيثان يبلغ من العُمر ثماني وثلاثين سنة وهو فعلا أعذب.. هو يكبرني بثلاثة عشر سنة.. لا بل أربعة عشر سنة لأنني لم أُكمل بعد الخامسة والعشرين من عمري..

 

ولم أعلم سبب حُزني لفارق العُمر الكبير بيننا.. وعندما حاولت معرفة أشياء أخرى عنه رفضت السيدة بلانكا التكلم عنه وأنبتني بقوة وقالت لي بأن لا دخل لي بحياة السيد والتزمت الصمت ولم أتجرأ بسؤالها عنه مُجددا..

 

ولاحقا علمت من بلانكا بأن الخدم لديهم منزل خاص بجانب القصر وهم يبيتون به وكذلك هي.. شعرت بالدهشة لأن المارد تركني أسكن في قصرهِ وفي غرفة خاصة بالضيوف..

 

ربما حتى يضمن بأنني لن أتكلم مع أحد بما شاهدتهُ في تلك الليلة المشؤومة..

 

كنتُ أقف في المساء أمام النافذة في المطبخ الملكي الكبير أنظر بشرود إلى الخارج..

 

كنتُ أنتظر عودتهِ بلهفة.. لقد اتصل السيد إيثان منذ ساعتين وأعلم رئيسة خدمه بأنه سيستقبل ضيف مميز الليلة على العشاء و طلب بتجهيز أنواع فخمة ومُختلفة من المأكولات البحرية.. وطبعا الشيف وجميع العمال في المطبخ بدأوا بالتحضيرات..

 

كنتُ مثل الغبية أقف أمام النافذة أنتظر قدومهُ وتمنيت أن يكون ضيفهُ رجل دون أن أعلم السبب.. لا أعلم لماذا رفضت فكرة بأن يكون ضيفهُ امرأة.. ما همني إن كانت امرأة؟!!.. تبا له فهو مجرد قاتل و خاطف و رئيس عصابة.. نعم هو كذلك.. حتى رجالهِ يخافون منه لحد اللعنة.. رأيت ذلك بأم عيناي.. رجالهُ وكل الموظفين في القصر يخافون منهُ جداً.. حتى أنا..

 

أشرقت عيناي بسعادة عندما رأيت من بعيد بوابة القصر تنفتح لتدخل سيارته اللامبورجيني السوداء.. لكن مدخل القصر كان من الجهة الثانية لذلك لم أراه ينزل من السيارة ولم أرى ضيفه.. سمعت السيدة بلانكا تهتف بتوتر للجميع قائلة

 

" بسرعة جهزوا الأطباق والمشروب.. لقد وصل السيد "

 

ثم نادتني قائلة

" شارلي توقفي عن التحديق بغباء إلى الخارج وتحركي.. لقد وصل السيد مع الضيف ولا نريدهُ أن يغضب.. ساعديني يا فتاة "

 

سمعت أحد الموظفين يقول باستهزاء

" شارلي تحرك بسرعة أيها الصبي.. هههههه.. ياه أعني تحركي بسرعة وإلا جعلكِ السيد تنامين في الحديقة لكثرة تحديقكِ بها "

 

استدرت ونظرت إليه بنظرات غاضبة نارية مُشتعلة لكنهُ غرق بالضحك وهو يتأملني باستفزاز ليضحك الجميع معهُ.. هتفت السيدة بلانكا بهم بغضب وأنبتهم بلغتها الأم ونظر الجميع إليها بأسف لكنني لم أكترث لمعرفة ما قالتهُ لهم بل تقدمت لأقف أمامها وقلتُ لها

 

" هل أحمل النبيذ وأقدمهُ لهما؟ "

 

نظرت بحنية إليّ وأجابتني موافقة.. حملت الصينية وخرجت من المطبخ وتوجهت مباشرةً إلى غرفة الطعام الفخمة.. طيلة هذا الأسبوع لم أتقرب أو أتكلم مع العاملات أو العاملين سوى السيدة بلانكا.. في النهاية جميعهم كرهوني دون أن أعلم السبب..

 

الخادمات الشابات كانوا ينظرون إليّ دائما باحتقار ويتهامسون عليّ لكنني لم أكترث لهم.. كانوا يفعلون المستحيل هؤلاء العاهرات للفت نظر السيد لكنه لم يعيرهم أي اهتمام..

 

" حبيبي لا تقلق عملي لن يُبعدني عنك أبداً "

 

سمعت صوت امرأة تهتف بدلال بتلك الكلمات.. صوتها جميل.. تبا كان صوتها مليء بالحنان يُهدهد أعماق الرجل ويمنحه الطمأنينة والرضا ويبعث فيه حُب الالتصاق والاقتراب.. إن الصوت الأنثوي الحنون ماركة مسجلة للمرأة الرقيقة.. وتأكدت من أفكاري عندما رأيت السيد إيثان يدخل إلى الغرفة من الباب الرئيسي برفقة أجمل امرأة رأتها عيناي..

 

نظرت إليها بصدمة كبيرة وشعرت بيداي ترتعشان.. رأيتُها تنظر نحوي بدهشة ثم بعدم الاكتراث وهي تمسك بيد السيد وتابعوا تقدمهم ورأيتهُ بصدمة يزيل يدهُ من يدها ويسحب لها الكُرسي لكي تجلس أمام طاولة.. ثم قبل خدها أمامي بينما هي تبتسم له بسعادة ثم جلس على الكرسي بجانبها وتابعوا التكلم باللغة الإيطالية هذه المرة..

 

نظرت بصدمة كبيرة إليهما وشعرت بألمٍ شديد في صدري.. ألم كبير.. ألم لا يُحتمل.. ألم لم أعرف سببهُ أبداً.. و نظرت إلى الأسفل بألم و بحزن و بذهول..

 

رواية ماركيز الشيطان - فصل 7 - الأخوين بوربون



الضيف المميز ليس سوى أجمل امرأة رأتها عيناي.. هي جميلة جدا.. هي فائقة الأنوثة والجمال.. تبا حتى شعرها أجمل من حياتي.. والفستان الذي ترتديه يساوي ثروة بحد ذاته كما أنهُ فصل قوامها الرشيق بطريقة مثيرة جداً.. اللعينة تمتلك قوام ممشوق وذات عينين زرقاوين رائعتين.. وشعر أسود داكن طويل مُسرح بطريقة عصرية مثيرة.. وتمتلك جمال أخاذ..

 

هل هي حبيبتُه؟!..

 

أحسست بقلبي يحترق لدى تفكيري بذلك.. رفعت نظراتي عندما سمعتهم يضحكان بمرح ورأيت بصدمة السيد إيثان يُبعد بأصابعه خصلة من شعرها ويثبتها خلف أذنها برقة..

 

شعرت بحزنٍ عميق وأبعدت نظراتي عنهما.. ورغما عني اقتربت من الطاولة ووضعت زجاجة النبيذ ثم سكبت لهما في الكؤوس واستدرت لكن قبل أن أمشي تجمدت بأرضي عندما سمعت السيد إيثان يأمرني قائلا

 

" شارلي.. أريد أن تخدمنا الليلة بلانكا بمفردها.. أخبريها بذلك واطلبي منها أن تبدأ بتقديم الأطباق فوراً "

 

شعرت بغصة في حلقي لأنهُ لا يريدني أن أخدمهُ وحبيبتهُ الليلة.. ولكن هذا أفضل لي.. ودون أن أنظر نحوه أجبتهُ بهدوء

 

" حاضر سيدي "

 

ومشيت بخطوات سريعة خارجة من الغرفة وتوجهت نحو المطبخ وأخبرت بلانكا بما طلبهُ السيد وصعدت إلى غرفتي بسرعة.. جلست على السرير أنظر بحزن أمامي وأنا أفكر بتعاسة وبصدمة.. لديهِ حبيبة!.. طبعا سيكون لديه حبيبة.. فهو وسيم ويمتلك جسد رائع و ثري أيضا.. بالطبع سوف تتهافت عليه أجمل النساء وطبعا في عمره هذا سيكون لديه صديقة خاصة.. أعني حبيبة.. ولكن لماذا أشعر بالألم في صدري؟!.. وما همني إن كان لديه حبيبة؟!.. فأمورهُ الشخصية لا تهمني.. ثم أنا أكرهه.. نعم أنا أكرهه..

 

لا أعلم كم ظللت جالسة على السرير ربما ساعة أو ساعتين أو أكثر بقليل وأنا أفكر بتعاسة.. فجأة انتفض جسدي بالكامل ونظرت نحو الجدار الزجاجي العملاق ناحية اليمين عندما سمعت صوت صرخات قوية.. صرخات تعود لأنثى.. إنها صديقة السيد إيثان..


انتباه مشهد حميم*


وقفت وركضت نحو الجدار الزجاجي وأبعدت بيدي الستائر ونظرت أمامي نحو جناح السيد إيثان وتوسعت عيناي بصدمة كبيرة عندما رأيت بوضوح السيد يضاجع حبيبتهُ على السرير..

 

خفق قلبي بعنف بينما كنتُ أُحدق بذهول باتجاه الشرفة الخاصة بغرفة السيد إيثان ورأيت من الباب الزجاجي العملاق سريره.. كانت حبيبتهُ أسفله وكان هو يحاصرها بجسدهِ العضلي الجميل ويضاجعها بعنف وهو يقبل صدرها ويمتصه بينما هي تصرخ بمتعة وجسدها يعلو مع كل دفعة..

 

تجمدت بصدمة كبيرة.. إنها المرة الأولى التي يفتح بها الستائر وبسبب ذلك استطعت رؤيتهِ وهو يمارس الجنس مع حبيبته.. لم أستطع إبعاد عيناي عن جسدهِ الجميل وشعرت بجبيني يتعرق وبيداي ترتعشان.. فجأة نام على ظهره ودون أن يُخرج عضوه الذكوري منها جعلها تجلس فوقه ورأيت بخجل حبيبتهُ تقفز بقوة عليه واستطعت سماع صرخاتها المثيرة وأنا أرى ذلك المارد يمسك صدرها الكبير بيديه ويعتصره..

 

شعرت بألمٍ حاد في قلبي وفورا أغلقت عيناي وابتعدت.. أرحت ظهري على الحائط ووضعت يدي على صدري أحاول أن أجعلهُ يهدأ.. كان قلبي ينبض بعنف ويؤلمني جداً.. لا أعلم لماذا شعرت بالحزن بسبب رؤيتي لهُ يمارس الجنس مع حبيبتهُ الجميلة تلك..

 

شعرت بالإحباط الشديد وقررت أن أستحم.. عندما انتهيت ارتديت شورت قصير و قميص وسرحت شعري ثم خرجت من الحمام ورغما عني اتجهت نحو الجدار الزجاجي العملاق..

 

أبعدت بيدي المرتجفة قليلا الستائر الشفافة ورأيت بصدمة السيد إيثان ما زال يمارس الجنس مع حبيبته..

 

لكن صدمتي الكبيرة كانت عندما رأيت ظهرها على الباب الزجاجي للشرفة وكانت تضع ساقيها حول خصر ذلك الحقير المارد بينما هو يقف ويضاجعها بعنف وهو يقبلها قبلة نارية..

 

توسعت عيناي بصدمة وشعرت بحرقة في صدري.. ما زال يضاجعها اللعين وقليل الحياء والمنحرف.. قذر ومُختل عليه أن يُغلق الستائر ولا يدع جميع حُراسهِ يشاهدون انحرافه الوسخ..

 

أغلقت الستائر وجلست بقهر على الأرض وأنا أنظر بألم من خلف الستائر نحو شرفته

 

" أكرهه.. مارد حقير و مُختل و منحرف.. أنا أكرهه.. نعم أنا أكرههُ وبشدة "

 

همست بقهر وأنا أراه يرمي جسد حبيبته على الفراش ويعتليها ويرفع ساقيها عاليا ويعاود مضاجعتها بعنف

 

" أكرهُك إيثان بوربون "

 

همست بكره وأنا أقف وتسطحت على السرير ثم رفعت الغطاء على جسدي ونظرت بأسى أمامي.. وحاولت النوم لكنني لم أستطع.. في النهاية غرقتُ بالنوم بعد ساعتين عندما أطفأ ذلك القذر المصباح في غرفتهِ أخيراً..

 

شعرت بيدين تلمس وجهي وبقبل رقيقة تنتشر على كامل عنقي.. تأوهت برقة وفتحت عيناي لأرى بصدمة السيد إيثان أمامي..

 

" سيد إيثان ماذا تفعل؟! "

 

سألتهُ بخوف وفورا ابتعد عني ونظر إلى وجهي بنظرات جعلت جسدي يشتعل من شدة الخجل.. كان عاريا وهو يجلس على ركبتيه أمامي.. حدقت بحياء إلى صدرهِ الممتلئ بالعضلات وأغمضت عيناي عندما أمسك بكتفي ورفعني لأجلس ثم أمسك بقميصي ورفعها عاليا ثم سحبها من فوق رأسي ورماها بعيداً.. ثم اقترب وبدأ بفك حمالة صدري ورماها بعيدا.. كنتُ ساكنة بين يديه ولم أقاومه ولم أعترض عندما بدأ يداعب صدري بيديه الكبيرتين..

 

تأوهت بقوة عندما شعرت بشفتيه على حلمتي.. كانت قدماي ترتعش بقوة وهو يمتص ويلعق صدري.. كنتُ في عالمٍ آخر بين يديه.. شعرت بشفتيه تصعد تدريجيا حتى وصل إلى فمي وعندما أراد تقبيلي..


انتهى مشهد الحميم*

 

استيقظت برعب بسبب صوت السيدة بلانكا الغاضب.. انتفضت وجلست ونظرت إليها بفزع.. كانت تقف أمام سريري وهي في قمة غضبها وهتفت بوجهي بحنق

 

" شارلي.. إنها الساعة الثامنة وأنتِ لم تستيقظي بعد.. هل تظنين نفسكِ في فندق؟.. عليكِ أن تشكري حظكِ بأن السيد خرج باكراً وإلا كان عاقبكِ.. هيا قفي وتجهزي لديكِ فترة خمسُ دقائق فقط حتى أراكِ في الأسفل "

 

وخرجت من غرفتي بعاصفة.. وهنا نظرت إلى جسدي ورأيت نفسي ما زلتُ أرتدي ملابسي.. تبا هل حلمت بذلك المارد بطريقة منحرفة؟!.. إلهي إنهُ كابوس وليس حلما.. تبا له كلهُ بسببه.. منحرف قذر لقد أفسد براءتي..

 

تنهدت بحزن وقررت أن أتجهز بسرعة حتى لا أجعل السيدة بلانكا تغضب مني.. كنتُ حزينة طيلة الوقت وأنا أعمل بشرود وأفكر بما رأيتهُ في الأمس وبحلمي الغريب.. لماذا حلمت بالسيد إيثان؟!.. أنا أكرهه ولا أطيقه.. نعم أنا أكرهه وبشدة.. وشعرت بكرهٍ أكبر نحوه لأنه السبب وراء كابوسي المقرف وقررت أن أتجنبهُ قدر المستطاع..

 

كنتُ أمشي بشرود في المساء في البهو عندما فجأة ارتطم جسدي بجسد عضلي كالصخر.. تأوهت بألم وتمسكت بسرعة بقميص الرجل الذي ارتطمت به بينما يديه كانت تمسك بقوة بخصري النحيل..

 

" أيها الصبي اللعين ألا ترى أمامك وأنتَ تسير؟.. غبي و أحمق و مُغفل فعلا "

 

سمعت السيد إيثان يهتف بغضب بتلك الشتائم  ثم أبعدني عنه بعنف ووقف ينظر إلى وجهي بوجه مُحتقن من شدة الغضب.. وسمعت بعض حُراسهِ يقهقهون بخفة خلفه.. شعرت بالقهر من معاملتهِ القاسية لي وحدقت إلى عينيه الزرقاء بغضب وقلتُ له بحدة

 

" ليست أنا بل أنتَ هو من لا يرى أمامه.. والدليل على ذلك أنتَ تتكلم معي بصيغة المذكر بينما أنا فتاة.. أنتَ لستَ سوى أحمق وأعمى و غبي "

 

سمعت شهقات مصدومة تخرج من أفواه حُراسهِ وبرعب رأيت عيون المارد تشتعل بنار الغضب.. وبلمح البصر أمسك بذراعي وجذبني بعنف نحوه لأقف قريبة جدا منه لا يفصلني عنه سوى إنشات قليلة ورأيتهُ يصك على أسنانهِ وقال لي بفحيحٍ مُرعب

 

" ستدفع الثمن غاليا لشتمي أيها الصبي.. ثم أنا أرى بوضوح و كالصقر.. وما أراه أمامي صبي قبيح و قصير القامة وفضولي لا نفع له.. سوف تنام الليلة في الحديقة عقابا لك لأنك تجرأتَ على التكلم معي بهذه الطريقة "

 

اشتعل بي الغضب أضعافاً فانتفضت بين يديه وقلتُ له وأنا أصرخ قهرا منه

 

" أنتَ لستَ سوى قاتل لعين وخاطف قذر و حقير.. أنا أكرهُك أيها الحقير لأنك خطفتني بالقوة وهددتني و أبعدتني عن والدتي.. أكرهُك أيها القاتل القذر.. أنا فتاة رغما عن أنفك ولن أسمح لك بالتكلم معي بصيغة المذكر ونعتي بالصبي القبيح.. أنتَ هو القبيح والقاتل و القذر "

 

وهنا تجمدت برعب عندما رأيت عروق عنقهِ تنفر بشكلٍ واضح ومُخيف وبسبب ضغطهِ العنيف على أسنانه نفر فكهُ وأشتد وسمعت حراسهِ يشهقون برعب وبقوة خلفه.. فجأة أمسكني بكتفي وشرع يهزني بعنف وهو يصرخ بجنون أصم أذناي

 

" سأجعلكِ تندمين أيتها الوقحة وعديمة النفع والقبيحة "

 

وتابع هزي بعنف ورأسي كاد أن ينخلع من مكانه بسبب هزهُ العنيف لي وسمعتهُ برعب يقول بفحيح

 

" دعيني أولا أتأكد بنفسي بأنكِ فتاة ولستِ بصبي حتى أُقرر كيف سأعاقبكِ أيتُها اللعينة "

 

توقف عن هزي ورأيت الغرفة تدور بي وفجأة أحسست بيديه تمسك بخصري ورفعني بسهولة كأنني لا أزن كيلوغراما واحدا و وضعني على كتفه وبدأ يمشي بي نحو المصعد..

 

كنتُ أرتعش بين يديه وقلبي المسكين كان ينبض بسرعةٍ جنونية وحاولت بكلتا يداي رفع نفسي لكنني لم أستطع بسبب ارتعاش جسدي العنيف..

 

رفعت رأسي ورأيتهُ يخرج من المصعد ويتوجه نحو جناحهِ الغربي.. تجمدت الدماء في عروقي وبدأت برعب أضرب ظهرهُ بيداي المرتعشتين و أنا أهتفُ له بفزع

 

" سيد إيثان.. دعني أرجوك.. سيد إيثان أتركني.. أنا آسفة.. لم أقصد ما تفوهت به.. أرجوك أتركني "

 

رفع جسدي أكثر على كتفه ليخبط رأسي بأسفل ظهرهِ وسمعتهُ برعب يهتف قائلا بحدة

 

" فات الأوان للاعتذار أيها الصبي.. سنرى أولا إن كنتَ تمتلك عضو ذكري صغير وحينها سأقرر عقابك على طريقتي الخاصة "

 

سالت دموعي برعب وأنا أراه يدخل إلى الجناح الخاص به وتابع طريقه نحو باب أسود عملاق وفتحه ودخل لأرى برعب أحرق روحي غرفة نومه وهنا سالت دموعي بكثرة عندما رأيتهُ يقترب من السرير..

 

رماني بعنف على سريرهُ الملكي الكبير وقبل أن أتحرك حاصرني بجسده وأمسك معصماي ورفع ذراعاي إلى الأعلى خلف رأسي وثبتهما بيده اليسرى وحدق بغضبٍ مميت في عمق عيناي..

 

نظرت بفزعٍ كبير إلى عينيه وتوسلت إليه بحرقة قائلة له وأنا أشهق بعنف

 

" سيدي أرجوك.. أنا آسفة.. لن أكـــ.. لااااااااااااااااااااا... أرجوك لا تفعل.. لااااااااااااااااااااا.. "

 

صرخت في النهاية بهستيرية عندما بدأ بيدهِ اليمنى يُمزق قميصي ويرمي بالقطع بعيداً دون أن يُبعد نظراتهِ المُخيفة عن عيناي وقال بهمسٍ مُرعب

 

" تأخرتِ كثيراً شارلي.. سأرى وأتأكد أولا بنفسي إن كنتِ صبي أو فتاة وحينها سأقرر عقابكِ.. إن كان لديكِ قضيب صغير سأجعلكِ ترين الجحيم.. وإن كان لديكِ مهبل صغير سأجعل رجالي يستمتعون بكِ بعد أن أفعل ذلك بنفسي أولا "

 

وسحب بعنف الحزام عن خصري بيده ليتقطع ويسحبهُ بقوة ويرميه بعيداً وشعرت بألمٍ رهيب في خصري وبحريق بسبب فعلتهِ تلك ثم أمسك بطرف سروالي وبدأ يقطعهُ..

 

صرخت بجنون وبدأت أقاومهُ وأنا أبكي بعنف وأركلهُ وأحاول تحرير يداي منه.. لكنه مزق كامل سروالي وأصبحت أسفلهُ فقط بثيابي الداخلية البسيطة..

 

صرخت وشهقت بهستيرية عندما رأيتهُ ينظر بدهشة إلى صدري وسمعتهُ يقول بدهشة

 

" تبا أنتِ مسطحة ولا صدر لكِ.. ثم هل هذه حمالة صدر أم مِشد؟.. حتى ثيابكِ الداخلية مقرفة مثلكِ "

 

انتباه مشهد قد لا يتقبله البعض*


أمسك حمالة صدري من الوسط وسحبها عاليا لتتقطع وصرخة عنيفة متألمة خرجت من فمي لأنني تألمت بشدة وأيضا لأن صدري الكبير برز أمامه.. سمعتهُ يشهق بصدمة بينما كنتُ أصرخ وأنا أتخبط أسفلهُ بجنون.. صدري والذي كنتُ أخجل منه لأنه كبير كنتُ أخبئهُ بحمالة صدر مثل المشد لكي أخفيه عن الجميع.. و الآن أصبح بارزا أمام عيون المارد الحقير..

 

" أرجوك دعني.. أرجوك لا تفعل.. لاااااااااااااااااااااااااااا.... "

 

صرخت بجنون عندما أخفض رأسهُ والتقط حلمة صدري الأيمن بشفتيه وبدأ يمتصها بعنف ويُداعبها بلسانه.. بينما يدهُ اليمنى بدأت تسير ناحية الأسفل وتوقف قلبي عن النبض لثواني ليعود وينبض بسرعةٍ جنونية عندما أدخل أصابعهُ داخل سروالي الداخلي وبدأت أصابعهُ تنزل ببطء حتى استقرت على مهبلي..

 

صرخت بجنون وبكيت وتوسلت إليه لكي يتوقف لكنهُ كان في عالمٍ آخر.. كان يمتص صدري بهمجية بينما أصابعهُ كانت تداعب فتحة مهبلي.. توقف فجأة عن تقبيل صدري لكنهُ لم يتوقف عن مداعبة مهبلي.. رفع رأسهُ ونظر إلى عيناي بعينيه الزرقاء والتي كانت تلمع بشهوة واضحة.. سالت دموعي بكثرة وأنا أنظر إليه بتوسل و برجاء لكن شهقة مرتعبة خرجت من فمي عندما سمعتهُ برعب يهمس قائلا لي بنشوة

 

" همم جميل.. لا يوجد قضيب صغير هنا بل مهبل بفتحة صغيرة.. لديك مهبل بفتحة صغيرة جدا.. اتضح لي في النهاية بأنكِ فعلا فتاة أيها الصبي.. وأنا أعلم جيداً لا بل مُتأكد بأنني أول من لمس مهبلكِ إذ يبدو لي بأنكِ عذراء.. أُراهن بكل ما أملكهُ بأنني أول من لمس مهبلكِ الشهي وبأنكِ ما زلتِ عذراء "

 

" لاااااااااااااااااااااا.. أرجووووووووووووك "

 

صرخت بجنون وبألم عندما شعرت بأصبعه يدخل قليلا في فتحتي وسمعتهُ يتأوه بقوة وأغمض عينيه بينما كان يحاول إدخال أصبعه أكثر في داخلي.. وهنا تملكني غضب كبير ولا أعلم كيف لكنني رفعت رأسي وبصقت بوجهه وهتفت قائلة بغضب وخوف أحرقا روحي

 

" أيها المنحرف القذر أبعد يديك القذرة عني أيها الحقير "

 

فتح عينيه وتجمدت برعب عندما رأيت نار الغضب الجنوني تخرجُ منها.. أزال أصبعهُ من فتحتي وسحب يده من داخل سروالي ورفعها عاليا.. ورأيتهُ بخوف يمسح لعابي عن أنفه و وجنته ثم بصدمة رأيتهُ يرفع يدهُ عاليا وهوت يدهُ بسرعة وبقوة على وجنتي اليمنى وشعرت برأسي يلتف بقوة ناحية اليسار ولم أرى أمامي سوى الظلام..


انتهى المشهد* 

 

ماركو بوربون**

 

كنتُ أمشي بتوتر ذهابا و إيابا في غرفتي في قصري الخاص في شمال غرب دي فالكوني في إيطاليا وأنا أفكر بقلق.. رمانوس سيقتلني عندما يكتشف ما فعلته.. لكن قد يعذرني عندما يعلم أسبابي..

 

" اللعنة أكان من الضروري أن أفعل ما فعلته؟! "

 

همست بقلق لكن قررت أن أتوقف عن التفكير واستحم.. جلست في حوض الاستحمام ورفعت رأسي إلى الأعلى وأغمضت عيناي.. سنتين وثلاثة أشهر لعينة مضت منذ وقوع ذلك الحادث المشؤوم لصديقي الماركيز.. وعدت نفسي أن اساعدهُ مهما كلفني الأمر عندما رأيتهُ في المستشفى الخاص بي في العاصمة..

 

تألمت جداً بسبب الكارثة التي حلت به.. رومانوس لا يستحق أبداً ما حصل معه.. ورغم أنني ضد فكرة أن ينتقم إلا أنني لم أستطع الاعتراض لأنهُ تألم جدا وتعذب..

 

بعد نصف ساعة خرجت من الحوض وجففت جسدي وارتديت ملابسي وقررت أن أذهب إلى شركة رومانوس وأرى إيثان.. يجب أن يعلم بما فعلته ويساعدني مع رومانوس لكي لا يغضب مني..

 

ركنت سيارتي أمام الشركة وفورا اقترب الحارس وفتح لي الباب.. خرجت وكلمته بهدوء

" مرحبا تيموثي.. أركن لي السيارة في الموقف الخارجي لو سمحت "

 

أجابني باحترام قائلا

" حاضر سيد ماركو "

 

ثم سألتهُ قبل أن أدخل إلى الشركة

" إيثان هنا؟ "

 

أجابني بسرعة قائلا

" نعم سيدي.. السيد إيثان منذ الصباح في الشركة "

 

ابتسمت له بخفة ودخلت إلى الشركة.. توجهت إلى مكتب رومانوس ودخلت دون أن أطرق الباب.. رأيت إيثان مُنهك بقراءة ملف أمامه.. رفع رأسهُ بسرعة عندما دخلت ورفع حاجبهُ بدهشة ثم قال

 

" ماركو.. شقيقي اللعين.. ما الذي أتى بك إلى الشركة في هذا الوقت المتأخر؟ "

 

ظهر شبح ابتسامة مستهزئة على طرف فمي ثم تقدمت وجلست أمام المكتب على الكرسي وحدقت بوجهه ثم لمحت بدهشة علامة أرجوانية كبيرة في أسفل عنقه.. إنها عضة حُب!!.. ابتسمت بخفة وقلتُ له ببرود

 

" أنتَ لن تتغير أبدا شقيقي الصغير.. يبدو بأنك حظيتَ بليلة ساخنة في الأمس.. أخبرني مع أي عارضة أزياء مارستَ الجنس؟.. هل هي أدريانا ليماسو؟.. فكما علمت لقد عادت من باريس منذ يومين إلى إيطاليا "

 

نظر بعدم اكتراث إلى وجهي ثم قال بخبث

 

" نعم إنها هي.. ثم أنا لستُ بالصغير.. تذكر يا شقيقي بأنك تكبرني بسنتين فقط.. كما لا دخل لك بحياتي الخاصة ماركو.. عليك أن تهتم بنفسك وتضاجع بقوة إحدى ممرضاتك المثيرات في مستشفاك الخاص لقد أصبحتَ في الأربعين وعليك أن تستمتع بحياتك.. هذا إن كنتَ ما زلتَ تتذكر طبعا كيفية المضاجعة وممارسة الجنس "

 

نظرت إليه بحنق وقلتُ له بحدة

" مضحك جدا.. دعني أوضح لك وأجعلك تتذكر أيها اللعين بأنني من علمك أولا وأخبرك منذ صغرك كيف تمارس الجنس مع العاهرات.. المهم لقد أتيت إلى هنا حتى أُخبرك بأمر في غاية الخطورة "

 

أخذت نفسا عميقا و ذفرتهُ بعمق وبدأت أسرد لـ إيثان بما فعلته.. توسعت عينيه بصدمة كبيرة عندما انتهيت ووقف وخبط يديه بقوة على سطح المكتب وهتف بملء صوتهِ قائلا

 

" هل جُننت ماركو؟.. سيقتلك رومانوس عندما يعلم بما فعلتهُ أيها المجنون.. أنتَ ميت لا مُحال "

 

نظرت إليه بقلق وقلتُ له

 

" ألا تريد مساعدتي؟.. أريدُك أن تساعدني عندما أتصل بـ رومانوس وأعلمهُ بما فعلت.. تكلم معه واجعلهُ يهدأ وأخبره عن أسبابي لأنني سـ... "

 

قاطعني إيثان قائلا بغضب وهو يتقدم ليقف أمامي

" إياك أن تُخبرهُ حاليا بشيء.. ثم هل ذهبتَ في الأمس لرؤيتهِ في القصر؟ "

 

تنهدت بقوة وأجبتهُ موافقا ثم قلتُ له

" أراد مني أن أبدأ بتجهيز الغرفة الخاصة بالمعدات الطبية اللازمة.. هو ما زال مُصراً على إكمال انتقامهِ من تلك الفتاة المسكينة "

 

حدق إيثان بغضب في وجهي قائلا بحنق

 

" ليست مسكينة بتاتاً.. تذكر ما فعلهُ زوجها القذر و شقيقها المغفل بالماركيز وبـ إيلينا و جيف.. رومانوس لديه كامل الحق لينتقم.. لقد فقد الثقة بقدرة القانون على إنصافه بعد أن هرب الحقيرين إلى إنجلترا.. لقد جلب حقّه بيده.. إيلينا و جيف لم يستحقوا ما حصل معهما وخاصةً رومانوس.. تذكر كم تعذب وتألم.. وما زال لغاية الآن يتعذب.. اللعنة عليهم لقد قتلوا قلبه وأحرقوه وأحرقوا جسده.. جعلوا منه مسخا "

 

تنهدت بحزن وقلتُ له

 

" سأفعل المستحيل حتى أجعلهُ يعود كما كان في السابق.. هو يحتاج لأربع عمليات في حنجرته حتى يعود صوتهُ وكذلك يحتاج إلى العديد من العمليات التجميلية بوجهه حتى يتم ترميم وجهه.. رومانوس سيعود من جديد كما كان سابقا "

 

انتفض إيثان بغضب وقال بحرقة قلب

 

" ومن يُعيد له شقيقتهُ و صديقهُ جيف؟.. ها تكلم؟!.. من يستطيع إعادتهما من عالم الأموات؟.. لا أحد.. لذلك اعفني من محاضراتك ماركو وعليك بالتصرف بمفردك بالمصيبة التي ارتكبتها "

 

رأيتهُ يستدير ويخرج غاضبا من المكتب.. وقفت بسرعة وندهت له لكنه لم يتوقف وقررت أن أتبعه..

 

كنتُ أشتم بغضب وأنا أركن سيارتي أمام مدخل قصر والدي المرحوم.. ترجلت من السيارة ودخلت بسرعة إلى القصر.. كان إيثان قد سبقني بفترة طويلة بسبب قيادتهِ السريعة.. نظرت إلى الحراس ورأيتهم ينظرون بقلق ناحيتي وقبل أن أتفوه بحرف رأيت السيدة بلانكا تركض بسرعة لتقف أمامي ومعالم الرعب على وجهها..

 

أمسكت بيدي اليمنى وقالت لي برجاء

 

" سيد ماركو الحمدُ اللّه بأنك أتيت في الوقت المناسب.. السيد إيثان كان غاضب جداً عندما أتى و تلك المسكينة شارلي شتمته و.. يا إلهي.. ساعدها أرجوك.. أتوسل إليك احمي تلك الطفلة من غضب السيد.. احميها سيدي أرجوك "

 

نظرت إليها بعدم الفهم وسألتُها بدهشة

" بلانكا عن من تتكلمين؟!.. من هي هذه الطفلة شارلي؟!.. وماذا فعل لها إيثان؟! "

 

رأيت دمعة تسقطت من عينها وتسيل على وجنتها ببطء.. ثم ضغطت بخفة على يدي وقالت بخوفٍ كبير

 

" إنها الفتاة التي جلبها معه من إنجلترا.. ساعد تلك المسكينة سيدي.. شارلي في خطر.. السيد إيثان كان جدا غاضب وهي أشعلت غضبهُ أكثر بكلماتها وعدم احترامها له.. لقد أخذها إلى جناحه.. ساعدها أرجوك "

 

وهنا تذكرت فورا تلك الفتاة الفضولية التي شاهدت ما حصل في تلك الليلة في الفندق.. صحيح أنني لم أراها لكنني شعرت بالخوف عليها.. إيثان عندما يغضب يغدو شرسا وعدوانياً.. اللعنة حتى أنا أتجنبهُ عندما يغضب.. هي لن تنجو منه بالتأكيد.. أومأت لها موافقا وركضت بسرعة صاعدا إلى الطابق الثالث..

 

" لاااااااااااااااااااااا.. أرجووووووووووووك "

 

صرخة جنونية ومتألمة سمعتُها بقلق وأنا أتجه نحو الجناح الغربي الخاص بـ إيثان..

 

" أيها المنحرف القذر أبعد يديك القذرة عني أيها الحقير "

 

" اللعنة سيقتلها الآن.. "

 

همست بقلق عندما سمعت تلك الفتاة تهتف بتلك الشتائم وبغضب لـ إيثان.. سيقتلها من دون شك.. وفوراً فتحت باب الجناح و رأيت برعب داخل غرفة النوم إيثان يرفع يدهُ عاليا ويهوي بها بكامل قوته على وجنة تلك المسكينة لأرى بصدمة رأسها يلتف بقوة ناحية اليسار وتوقفت عن مقاومته واستكان جسدها العاري أسفله

 

" إيثاااااااااااااااان... ماذا فعلت؟!.. "

 

هتفت بحدة و بأعلى صوتٍ أمتلكه وركضت بسرعة لأقف أمام السرير بصدمة وأنا أرى الدماء تسيل بكثرة من ركن فمها و أنفها لتلك الفتاة المسكينة وهي غائبة عن الوعي..

 

نظر إيثان بغضب إلى وجهي ووقف أمامي وقال بعصبية مفرطة

" ماذا تفعل هنا ماركو؟.. أخرج من غرفتي حالا "

 

نظرت إليه بغضب وأمسكت بذراعه اليمنى وجذبتهُ ليقف جانبا وجلست على طرف السرير ونظرت بقلقٍ كبير إلى تلك المسكينة وأنا أهتف بغضب

 

" تبا لك إيثان.. كيف تضرب فتاة أيها اللعين؟.. إنها فتاة.. مستحيل أن تتحمل صفعتك.. كُدتَ أن تقتلها "

 

رفعت يدي وأمسكت برقة بذقنها وأدرت وجهها وشهقت بصدمة عندما رأيت أثر الواضح لصفعة إيثان على كامل وجهها من ناحية اليمين بينما أنفها و فمها كانت الدماء تسيل منهما بكثرة.. شتمت بقوة وأبعدت يدي عن ذقنها ثم رفعت الغطاء وسترت جسدها العاري ووقفت ونظرت بخيبة أمل إلى إيثان ثم دخلت بسرعة إلى الحمام وسحبت علبة الإسعافات الأولية ودخلت مسرعا إلى الغرفة..

 

كان إيثان جامد بأرضه يتأمل وجه تلك المسكينة بشرود وبندم.. وقفت أمامه وقلتُ له بأمر

" أخرج من الغرفة.. يجب أن أوقف نزيفها وأرى ما تسببتَ بفعلهِ لها "

 

رفع إيثان وجهه بكبرياء وقال

" هذه غرفتي الخاصة ماركو ولن أخرج منها "

 

شتمتهُ بداخلي بغضب ثم حدقت ببرود إلى وجهه وقلتُ له ببساطة

" حسنا.. كما تريد "

 

استدرت نحو السرير ثم انحنيت وأمسكت بكتفها ورفعت الغطاء حتى عنقها ثم حملتُها بين يداي كالعروسة وخرجت من الغرفة ومن الجناح دون أن أعير أي اهتمام لذهول إيثان.. رأيت السيدة بلانكا تقف أمام باب الجناح تفرك يديها  بتوتر.. عندما رأتني أحمل بين يداي تلك الفتاة شهقت برعب واقتربت لتقف أمامي وقالت بأسى و بحزنٍ كبير

 

" إلهي.. الرحمة.. شارلي!!.. ماذا فعل بالمسكينة السيد إيثان؟ "

 

نظرت إليها وكلمتُها بنبرة قلقة

 

" بلانكا بسرعة أرشديني إلى غرفتها يجب أن أوقف نزيف أنفها بأسرع وقت.. ثم أحضري لي علبة الإسعافات الأولية "

 

أومأت لي برأسها موافقة وبدأت تمشي أمامي بسرعة نحو غرفة تلك الفتاة... شعرت بالدهشة عندما عرفت بأن غرفتها في نفس الطابق لكن في الجناح الشرقي الخاص بالضيوف..

 

دخلت إلى غرفتها ووضعتها برقة على الفراش ونظرت بحزن إلى وجهها الشاحب والذي تورم نصفه مكان الصفعة.. سلمتني بلانكا علبة الإسعافات الأولية وبدأت بتنظيف وجهها وعنقها من الدماء ثم أوقفت نزيفها وبدأت أفحص عظام وجنتها و خدها وفكها..

 

إلهي.. إيثان كاد أن يكسر لها فكها من قوة الصفعة.. همجي لعين.. كيف طاوعهُ قلبه بصفع هذه الطفلة؟!.. غبي عن صحيح..

 

فكرت بحزن بينما كنتُ أدهن على وجنتها وخدها بمرهم مُخدر حتى عندما تستفيق لا تشعُر بالألم كثيراً.. كانت طيلة الوقت بلانكا تقف بجانبي وهي تبكي بصوتٍ منخفض وتشهق.. فجأة سمعت صوت إيثان الغاضب ينده لـ بلانكا.. نظرت إليها وقلتُ لها

 

" اذهبي بلانكا ولا تدعيه يغضب منكِ.. سأبقى بجانب شارلي حتى تستفيق.. سأهتم بها لا تقلقي "

 

نظرت نحوي بامتنان وخرجت بهدوء من الغرفة.. نظرت بحزن إلى وجه تلك المسكينة وقررت أن أساعدها بارتداء قميص.. حتى عندما تستيقظ لا تخاف مني..

 

وقفت واتجهت نحو الخزانة وفتحتُها.. رأيت بصدمة كمية قليلة جداً من القمصان و السراويل تُصلح للشباب..

 

" هل هذه ملابسها؟! "

 

همست بدهشة ثم حركت كتفي بعدم الاكتراث وسحبت قميص سوداء ثم أغلقت الخزانة واتجهت نحو السرير.. جلست بجانبها وسحبت الغطاء بهدوء إلى الأسفل حتى خصرها الصغير.. تجمدت عيناي بذهول على صدرها.. بلعت ريقي بقوة وشعرت بقلبي ينبض بسرعةٍ مخيفة..

 

كانت تمتلك أجمل ثديين رأيتهما في حياتي.. كانا متوسطي الحجم ليسا صغيرين وليسا كبيرين لكنهما رائعين.. يكفي أن بخبرتي كرجل وكجراح عرفت فوراً بأنهما طبيعيين وليسا محشوان بالسيليكون..

 

لكن ما صدمني أكثر رؤيتي لعلامات كثيرة أرجوانية عليهما..

 

" إيثان أيها اللعين.. تبا لك شقيقي إنها مُجرد طفلة.. إنها طفلة بالنسبة لك "

 

همست بغضب ورفعت ظهرها قليلا وبدأت أدخل أكمام القميص بيديها ثم جعلتُها تتسطح على ظهرها برقة وبدأت أُغلق أزرار القميص.. عندما لمست أطراف أصابعي بشرة صدرها الرقيقة والناعمة بلعت ريقي بقوة وتجمدت يداي..

 

" لا ماركو.. إنها طفلة إياك أن تفكر بذلك.. كم عمرها؟!.. عشرون؟!.. ثلاثة وعشرين؟!!.. لا تبدو أكبر من ذلك.. إنها طفلة بالنسبة لي و لـ إيثان.. تبا ما الذي أفكر به؟!.. اللعنة... "

 

شتمت بغضب وعاودت إقفال الأزرار ثم رفعت الغطاء وسترت جسدها به.. ظللت لساعة كاملة أجلس بجانبها على السرير أتأمل وجهها بشرود..

 

شارلي**

 

 

فتحت عيناي بضعف وأنا أتأوه بألم.. شعرت بجفاف في حلقي بينما كنتُ أُحدق بسقف الغرفة.. أغمضت عيناي بألم عندما حركت فمي.. تبا شعرت بألمٍ رهيب عندما حركت فمي و عنقي ألمني كاللعنة..

 

" لا تتحركي كثيراً ستشعرين بالألم "

 

شهقت برعب ثم بألمٍ كبير عندما حركت رأسي ناحية الصوت وفتحت عيناي وحدقت برعبٍ كبير إلى ذلك الرجل الغريب والوسيم والذي كان يجلس على سريري قريبا جدا مني

 

رغم أن نظراتهِ كانت رقيقة و حنونة ويبدو قليلا مندهشا إلا أنني شعرت بالخوف منه.. من هذا الرجل؟!.. وماذا يفعل في غرفتي؟!!!.. فكرت بفزعٍ مهول وفتحت فمي بضعف وهمست بخوف ثم بألمٍ كبير

 

" من أنتَ؟!!.. ومــ.. أووووه.... "

 

أغمضت عيناي بسبب الألم الرهيب الذي أحسست به في فكي وعنقي وشعرت بدمعتي تسيل ببطء على وجنتي..

 

" لا تخافي مني شارلي.. أنا ماركو بوربون.. شقيق ذلك المغفل إيثان.. وأنا طبيب بالمناسبة.. لا تخافي مني لأنني لن أؤذيكِ.. ستشعرين بالألم في الفك والعنق لمدة يومين وبعدها سيزول.. سأترك لكِ مرهم خاص يمكنكِ دهن خدكِ والفك والعنق ثلاث مرات يومياً حتى يخف الألم "

 

شهقت بحزن عندما تذكرت ما فعلهُ بي ذلك المارد القذر.. وسالت دموعي بكثرة على وجنتاي.. هل اغتصبني وأخذ عذريتي؟!!.. فكرت برعب ثم شعرت بأصابع باردة تمسح خدي برقة.. انتفضت وأبعدت بخوف وجهي عن ملمس أصابعهِ لكن أنين متألم خرج بعنف من بين شفتاي.. وسمعت ذلك المدعو ماركو يقول لي بحنية

 

" لا تتحركي ولا تخافي مني لو سمحتِ شارلي.. لا داعي للخوف.. ثم لا تقلقي أخي لم يتمادى أكثر.. فــ.. فبعد أن صفعكِ أغمى عليكِ وأنا نقلتُكِ بنفسي إلى غرفتك "

 

تبا ما هذه العائلة الغريبة؟!.. الأخوين بوربون يبدو أنهما يتمتعان بقوة خارقة بسماع أفكاري.. كيف والجحيم عرف بأنني فكرت بذلك؟!!.. عائلة لعينة وغريبي الأطوار..

 

" نحن لسنا عائلة لعينة و غريبة الأطوار شارلي.. أنتِ فقط تفكرين بصوتٍ مرتفع قليلا.. أظن هذه عادة لديكِ.. لا تتكلمي حاليا لأنكِ ستشعرين بالألم في الفك "

 

شهقت بقوة وفتحت عيناي ونظرت إليه بخجلٍ كبير.. تبا لغبائي كيف واللعنة تكلمت بما أفكر به دون أن أشعُر؟!.. رأيتهُ ينظر إلى وجهي برقة ثم وقف وقال

 

" استريحي قليلا سأرسل لكِ العشاء مع بلانكا.. أراكِ لاحقا شارلي "

 

وخرج بهدوء من الغرفة وأغلق الباب بخفة خلفه.. انتفضت وجلست وأبعدت الغطاء عن جسدي ورأيت برعب بأنني أرتدي إحدى قمصاني.. من جعلني أرتديها؟!!... تبا له هذا الطبيب المنحرف.. حقير و منحرف مثل شقيقه.. احمر وجهي بشدة من جراء الخجل وأنا أتخيلهُ يساعدني بارتداء القميص..

 

ما هذه اللعنة؟!.. لقد شاهدني عارية هو وشقيقهُ ذلك المارد المغتصب الحقير.. فكرت بتعاسة فبظرف أقل من ساعات شاهدني رجلين عارية ولمسوا جسدي رغما عن إرادتي.. تبا لهما عائلة منحرفة... الأخوين بوربون مُنحرفين..

 

دخلت السيدة بلانكا إلى غرفتي بعد دقائق وهي تحمل بيديها صينية.. وضعتها على المنضدة بجانب السرير ثم جلست بجانبي ونظرت بحنان إلى وجهي وقالت بحزن

 

" شارلي يا طفلتي.. سبق وقلتُ لكِ بأن تتجنبي إغضاب السيد إيثان... لحسن حظكِ السيد ماركو أتى في الوقت المناسب و أنقذكِ من بين يدين السيد.. وحدهُ اللّه يعلم ما كان سيحصل لكِ لو لم يأتي السيد ماركو "

 

خرج أنين قوي من فمي وشرعت أبكي بحزن و خوف و بتعاسة.. حضنتني بلانكا ومسدت برقة على ظهري وقالت

 

" توقفي شارلي عن البكاء.. ستتألمين.. هيا حبيبتي توقفي عن البكاء.. ثم لقد جلبت لكِ حساء الدجاج.. يجب أن تأكلي.. لقد صنعتهُ بنفسي من أجلكِ "

 

أجهشت بالبكاء أكثر لدى سماعي لكلماتها تلك إذ تذكرت والدتي كلوي.. همست بحرقة كبيرة بينما أبكي و أشهق

 

" أريدُ أمي.. أنا أريدُ أمي كلوي.. لا أريدُ البقاء هنا.. أنا خائفة بلانكا.. لقد ألمني كثيراً ذلك المارد.. ألمني و أخافني جداً.. كاد أن.. أن.. أن.. أنا لا أريدُ البقاء هنا.. لا أريد.. أريد العودة إلى ديفون.. أريدُ أمي.. أنا أحتاجُها وبشدة "

 

أبعدتني برقة ونظرت بعاطفة إلى وجهي ثم رفعت يدها ومسحت دموعي برقة وقالت بحنان

 

" آسفة شارلي.. يا ليتني أستطيع مساعدتكِ.. وحدهُ السيد إيثان يستطيع فعل ذلك.. أنا لا أعلم ما هي حكايتكِ معهُ وكيف أصبحتِ أسيرة لديه.. لكن أنا أعلم جيداً بأن السيد إيثان يمتلك قلبا رائعا.. صحيح هو قاسي جدا عندما يغضب لكنهُ حنون جداً.. فقط تجنبي إغضابه وسترين بنفسكِ كم هو طيب القلب "

 

هي مخدوعة به.. ذلك القاتل مستحيل أن يمتلك قلبا رقيقا.. أنه أفعى سامة و رئيس عصابة حقير.. فكرت بكره وأنا أراها تضع صينية الطعام في حضنها وبدأت تطعمني الحساء بنفسها..

 

عندما انتهيت من تناول الحساء مسحت السيدة بلانكا فمي برقة بفوطة وقالت برقة

 

" استريحي حبيبتي.. فغدا وبعد غد لا عمل لكِ بأمر من السيد إيثان "

 

نظرت إليها بحزن وسألتُها بخجل

" سيدة بلانكا.. هل.. هل أنتِ من ساعدتني بارتداء هذه القميص؟.. أم.. أم... "

 

ابتسمت بخفة وربتت على يدي وقالت وهي تقف

" لا تقلقي شارلي.. أنا من ساعدتكِ بارتدائها.. مممم.. سأعود للاطمئنان عليكِ لاحقا "

 

وخرجت بهدوء بعد أن حملت الصينية.. تنهدت براحة عندما علمت بأنها من جعلتني أرتدي تلك القميص.. يبدو أن الطبيب ماركو مُختلف جدا عن شقيقه المارد اللعين.. ثم هو وسيم جدا أيضا.. تبا لهم عائلة بوربون رجالها من أوسم الرجال في العالم..

 

اغغغغغغغغ... حظ مقرف لا بُد أنهُ أيضا يمتلك حبيبة جميلة جدا..

 

أغمضت عيناي وفكرت بحزن بوالدتي وغرقت بالنوم بعد لحظات...

 

إيثان بوربون**

 

بعد ذهاب ماركو من غرفتي نظرت بألم إلى وسادتي والتي استبغت باللون الأحمر بدماء شارلي.. جلست على السرير وأغمضت عيناي بشدة وفكرت بقهر.. إنها المرة الأولى التي تمتد بها يدي وأصفع بها فتاة.. في حياتي كلها لم أضرب امرأة.. شارلي هي الأولى...

 

شعرت بالندم وبالقهر لأنني أذيتُها..

 

" لم أقصد فعل ذلك.. لم أقصد.. "

 

همست بحرقة بينما كنتُ أنظر بحزن إلى الوسادة.. كنتُ غاضبا وبشدة من ماركو ولحد اللعنة و شارلي جعلتني أغضب أضعافا لأنها شتمتني وتفوهت بتلك الكلمات أمام حُراسي.. لم يتجرأ أحد مسبقا بالتكلم معي بتلك الطريقة.. فقط شارلي من فعلت.. هي الوحيدة التي تجرأت على نعتي بتلك الألفاظ..

 

أخفضت رأسي ونظرت إلى الفراش وتذكرت بحزن ما فعلت بها.. تبا لقد فقدت أعصابي ولم أنتبه لما فعلتهُ بها.. أردت معاقبتها وإخافتها لكن عندما رأيت مفاتنها شعرت بالضياع.. أحسست بالصدمة لرؤيتي لجمال جسدها و ثدييها.. ولم أستطع ببساطة التوقف.. لم أستطع..

 

هي جميلة.. جميلة جدا.. طبعا انتبهت لجمالها الهادئ والبريء.. هي جميلة جداً و بريئة جداً.. كيف لي أن لا أرى ذلك؟!!.. لكنها صغيرة جدا بالنسبة لي.. أنا أكبرُها بأربعة عشر سنة..

 

تنهدت بأسى بينما كنتُ أتذكر عندما رأيتها للمرة الأولى في الفندق في ديفون.. عيونها العسلية كانت تُحدق بوجهي برعب و بخوف.. عيونها ونظراتها الخائفة والبريئة أشعلت النار في قلبي.. ولا أنكر أردت مضاجعتها وبقوة وجعلها تئن بمتعة أسفلي.. لكنها طفلة بالنسبة لي..

 

والآن هي تسكن في قصري وتظن بأنني مارد و رئيس عصابة.. ابتسمت بخفة على تفكيرها الطفولي.. هي أول فتاة أراها تتكلم بهمس بما تُفكر به دون أن تنتبه لذلك.. هي ساذجة وبريئة جداً.. حتى أنها ظنتني بغباء أقرأ أفكارها..

 

اتسعت ابتسامتي أكثر عنما تذكرت ما قالتهُ لي دون أن تنتبه.. أنها كارثة متنقلة.. وغبية جداً.. لكنها جميلة و ناعمة و... هززت رأسي رفضا بقوة.. لا أنا لا يجب أن أفكر بها بهذه الطريقة.. لا يجب..

 

" اللعنة "

 

همست بغيظ وفكرت بحرقة.. إنها طفلة.. طفلة فضولية جداً وفمها لا يتوقف عن التفوه بالشتائم وبما تفكر به.. كما اختيارها للملابس كارثي.. تبا لو لم يكن شعرها طويل كنتُ ظننت بأنها صبي صغير مراهق..

 

وقفت ومشيت بتوتر في كامل أنحاء غرفتي وهمست

 

" على رومانوس أن يُنهي انتقامهُ في أسرع وقت حتى يُبعد شارلي من هنا.. عليه فعل ذلك وفي أسرع وقت "

 

استدرت ونظرت إلى الوسادة وشعرت بقلبي يعتصر.. ما كان يجب أن أصفعها.. لكنني لم أعي ما فعلت إلا بعد فوات الأوان.. شعرت بالصدمة بعد صفعي لها وتجمدت..

 

شعرت بالقلق و بالصدمة لدى رؤيتي لها غائبة عن الوعي والدماء تنزف من أنفها وركن فمها.. لحسن الحظ أتى ماركو وساعدها لأنني لم أكن أعلم كيف سأفعل ذلك بمفردي..

 

شعرت بالغضب من نفسي وخرجت من غرفتي ومن الجناح وهتفت بجنون لرئيسة الخدم في قصري.. لحظات ورأيتها تقف أمامي وهي ترتعش خوفا مني..

 

نظرت إليها ببرود وأمرتُها قائلا بحدة

" ارمي جميع الوسائد عن سريري وبدليها بأخرى جديدة.. ثم جهزي حساء خاص لـ شارلي و بنفسكِ.. ثم اطلبي من الشيف بتحضير العشاء لي "

 

نظرت بدهشة إلى وجهي ثم قالت باحترام

" كما تأمر سيدي "

 

شكرتُها بهدوء وتوجهت إلى الطابق الثاني ودخلت إلى مكتبي.. استندت على كرسي مكتبي وأخرجت علبة سجائري من دُرج المكتب.. سحبت سيجارة ثم رميت العلبة بإهمال على مكتبي و أضرمت الولاعة لأشعل سيجارتي ثم سحبت منها نفسا عميقا وجعلت أستشعر دخانها الذي انتهى ليسكن بداخلي.. ثم نفثت الدخان في الفضاء وبدأت أراقبه وهو يتلاشى كما تتلاشى الأحلام و الآمال..

 

رميت الولاعة جانبا ونظرت إلى سيجارتي.. هي الوحيدة التي تُشاركني أحاسيسي ومشاعري كالعادة.. سحبت نفسا عميقا منها ونفثت الدخان عاليا.. رأيت سُحب الدخان تبتسم لي.. ليس للسخرية مني.. ولكن لكي تُشاركني ما يعتمل في صدري من ضيق.. وما يدور في ذهني من أفكار..

 

رفعت يدي ومسدت عنقي بينما كنتُ أنظر بشرود أمامي..

 

رواية ماركيز الشيطان - فصل 7 - الأخوين بوربون


فجأة انفتح باب مكتبي ورأيت ماركو يدخل كالإعصار ليقف أمامي وهو يلهث بقوة وصدره يعلو ويهبط بعنف.. نظرت إليه بسخرية وقلتُ له

 

" هل أطلب الحانوتي ليأخذ مقاس طولها حتى يُجهز لها تابوت يناسبها؟ "

 

شعرت بغصة في صدري بعد خروج تلك الكلمات من فمي.. اشتعلت عيون ماركو بغضبٍ كبير وهتف بملء صوتهِ

 

" اخرس.. إياك أن تتكلم بتلك الطريقة مُجددا.. لن أسمح لك مُجددا بأذية تلك الفتاة المسكينة.. كنتَ ستكسر عنقها وفكها بصفعتك تلك.. المسكينة ملامح نصف وجهها اختفت.. كفُ يدك وأصابعك الخمس طُبعت على كامل خدها و وجنتها اليمنى.. هل فقدتَ عقلك حتى تضربها؟.. هل نسيتَ من أنت وما يمكنك فعلهُ؟.. وكيف سمحتَ لنفسك بالتطاول عليها ووضع علامات قذرة على صدرها؟ "

 

نظرت إليهِ ببرود وأجبتهُ بسخرية

 

" أنا حُر.. شارلي أسيرة لدي أي هي مُلكي.. أفعل بها ما أريدهُ وما أرغبهُ و ساعة ما أشاء.. وأنتَ يا أخي ماركو لا دخل لك بتصرفاتي و قراراتي "

 

تجهم وجه ماركو ورأيتهُ يضغط بقوة على أسنانه وقال بحدة

" لقد تغيرتَ كثيراً إيثان.. أصبحتَ بلا ضمير و بلا قلب.. لكن لن أسمح لك بتدمير هذه الصغيرة.. سأحميها منك ومن شياطينك و.. "

 

أحسست بالانزعاج التام وأنا أسمعهُ يُدافع عنها.. لم يُعجبني ذلك أبداً.. لذلك قاطعتهُ عن تكملة حديثه وقلتُ لهُ بسخرية

 

" ستحميها مني؟!.. لماذا؟.. هل أعجبتك؟!.. هل أعجبك جسدها الصغير والناعم وصدرها الكبير والمثير.. يمكنك مُضاجعتها لكن ليس قبل أن أفعل ذلك أولا.. على فكرة لديها فُتحة مهبل صغيرة جدا.. أشُك أن تساع فُتحتها عضوي الذكري الكبير "

 

سحبت نفسا عميقا من سيجارتي ثم ابتسمت ابتسامة ساخرة وأنا أنفثُ دُخان سيجارتي باستياء و بغضب.. كان ماركو يقف أمامي جامدا بذهول بسبب كلماتي المستفزة له.. فجأة أمسك ياقة قميصي وجذبني بعنف نحوه.. استخدمت كامل طاقتي حتى أسيطر على غضبي ولا أهجم على أخي الكبير.. لو أحداً غيره فعل ذلك كنتُ كسرت لهُ يديه ثم عنقه في ثواني..

 

نظرنا إلى بعضنا البعض بغضب وبتحدّي وسمعت ماركو يهمس قائلا بفحيح

 

" إن وضعتَ إصبعا واحدا عليها من جديد عليك أن تنسى بأنهُ لديك أخ اسمهُ ماركو.. وغدا صباحا سأرسل حقائبي إلى هنا.. لأنني يا أخي الصغير قررت أن أعود إلى قصر والدي من جديد "

 

توسعت عيناي بصدمة كبيرة لدى سماعي لكلمات ماركو.. سيعود إلى القصر؟!!.. وبسبب شارلي؟!!!..

 

أبعد ماركو يدهُ عن ياقة قميصي وقال بخبث

" سأطلب من بلانكا أن تُجهز لي جناحي القديم.. أراك قريبا أخي "

 

وخرج بهدوء من مكتبي بينما أنا كنتُ مثل الصنم أقف بجمود وأنظر بدهشة كبيرة أمامي..

 

 

ماركو بوربون**

 

عندما خرجت من غرفة شارلي كنتُ على وشك أن أنفجر من هول غضبي على إيثان.. كيف استطاع أن يؤذي هذه الطفلة؟!.. إنها طفلة بالنسبة له.. حتى حجم جسدها صغير.. حسنا أعترف هي قصيرة القامة لكنها تمتلك جسدا تحسدها عليه ألاف النساء.. وكذلك ثدييها..

 

اللعنة.. لا أستطيع إزالة صورة ثدييها الجميلين من رأسي.. تنهدت بقوة ثم ابتسمت بخفة.. شارلي بريئة جداً و مضحكة.. هي تتفوه بما تفكر به دون أن تلاحظ ذلك..

 

توجهت نحو المطبخ ورأيت بلانكا تقوم بتحضير حساء بنفسها.. اقتربت ووقفتُ بجانبها وهمست قائلا لها

 

" بلانكا.. أريدُ خدمة صغيرة منكِ "

 

نظرت بحنية إلى وجهي وقالت بصوتٍ منخفض

" بالطبع سيدي تفضل "

 

ابتسمت لها برقة ثم همست قائلا لها

 

" إن سألتكِ شارلي إن كنتِ أنتِ من ألبسها تلك القميص أخبريها بأنكِ فعلتِ ذلك.. هي.. هي خجولة بعض الشيء و.. و حتى لو كنتُ طبيباً لن تتقبل بأنني من فعل ذلك لمساعدتها.. ثم قد تكون شارلي جائعة.. ارسلي لها العشاء وساعديها بتناوله "

 

ابتسمت بلانكا بحنان وقالت

" لا تقلق سيد ماركو.. سأفعل أي شيء تطلبهُ مني "

 

شكرتُها بهدوء ثم سألت الخدم عن مكان إيثان وأعلموني بأنهُ في مكتبه.. توجهت مسرعا إلى الطابق الثاني وتابعت طريقي حتى دخلت إلى مكتب إيثان..

 

أخي تغير كثيراً منذ حادثة اغتيال والدي بيترو.. تغير كثيراً منذ ذلك الوقت.. ثماني سنوات مضت منذ ذلك الحادث و إيثان لم يتخطى بعد خسارة أمي و أبي.. أصبح إيثان بارد ولا يُظهر مشاعرهُ أمام أحد.. أصبح قاسيا لا قلب له.. كما لقد انتقم مِن ذلك الوزير الذي قتل أبي و أمي و جيفانا.. انتقم منهُ شر انتقام..

 

خرجت من المكتب ثم تكلمت مع بلانكا وطلبت منها حتى تُجهز لي جناحي القديم ثم خرجت بحزن من القصر وطلبت من الحارس بجلب سيارتي.. كنتُ أقود بهدوء باتجاه قصري وأنا أفكر.. شعرت برغبة قوية لحماية شارلي من أخي.. لا أعلم سبب ذلك!.. ربما لأنها بريئة وصغيرة.. 


شارلي لن تستطيع حماية نفسها من إيثان.. لذلك قررت أن أعود وأعيش مجددا في قصر والدي.. القصر الذي أصبح لشقيقي إيثان.. تنازلت عن حصتي به كاملةً له.. لم أرغب بالعيش في القصر بعد وفاة أمي و أبي وجميلتي جيفانا..

 

وصلت إلى قصري وصعدت مباشرةً إلى غرفتي.. استلقيت على سريري وأغمضت عيناي وأنا أفكر بحبيبتي جيفانا.. زوجتي الجميلة جيفانا كانت في ذلك اليوم المشؤوم برفقة أبي و أمي عندما تم اغتياله.. أبي بيترو  بوربون رئيس الوزراء مات مع أمي و زوجتي في ذلك النهار..

 

كانت صدمتي كبيرة عندما تلقيت خبر اغتيال والدي.. ثم إنهار العالم بأكمله فوق رأسي عندما اكتشفت بأن أمي كاميلا و زوجتي جيفانا كانا برفقته.. جميعهم ماتوا في ذلك اليوم وأحرقوا قلبي عليهم.. زوجتي الجميلة والرائعة والرقيقة كانت حامل في شهرها الخامس.. في ذلك اليوم خسرت أمي و أبي و خسرت زوجتي و طفلي الذي لم يولد..

 

تملكني حُزن و ألم لا يستطيع أي إنسان تحملهُ و وصفه.. كان موتهم فاجعة كبيرة أدمت قلبي.. لكن شقيقي إيثان كانت ردة فعله كبيرة.. هو لم يتحمل خسارتهم واعتزل بطولاته وانطوى على نفسه.. انطوى على نفسه وأصبح بارداً وقاسيا..

 

شقيقي إيثان كان بطل العالم في الملاكمة والفنون القتالية لمدة عشر سنوات مُتتالية.. لكن بعد تلك الفاجعة اعتزل ودفن نفسه في قصر أبي.. والفضل يعود لصديقنا رومانوس فهو من أخرج إيثان من عزلته وساعدهُ كثيرا وجعلهُ رئيس حرسهِ الشخصي.. كذلك فتح لهُ نادي للملاكمة والفنون القتالية وأصبح إيثان مُدربا به..

 

لكن رغم كل ما فعلهُ الماركيز لشقيقي إلا أن إيثان لم يهنأ له بال.. إذ أجرى تحريات مُكثفة ثم خطط و نفذ وانتقم من القاتل..

 

أما أنا فأغرقت نفسي في العمل لكي أنسى أحزاني و آلامي.. عشت حياتي بسلام بعيدا عن الانتقام.. لم أؤذي أحداً.. فقط أغرقت نفسي بمسؤوليات المستشفى والعمل حتى نسيت نفسي ونسيت بأنني موجود.. لكن ما يحز في نفسي أن عيد ميلاد جيفانا أصبح قريباً..

 

كنتُ في كل سنة ولمدة ثماني سنوات مُتتالية أحتفل بعيد ميلاد زوجتي الراحلة بمفردي.. أذهب إلى المدافن وأضع لها باقة كبيرة من الورود وقطعة كبيرة من الحلوى التي تفضلها.. ثم أعود إلى المستشفى وأدفن نفسي في العمل..

 

الحياة أحيانا كثيرة ليست مُنصفة.. الحياة ليست ورديةً دوماً فبها الفرح والحزن والخير والشر والطيبة و الاستغلال والصدق والكذب.. الحياة بمجملها مجموعه من التناقضات والسعيد من أخذ منها وأعطى دون إساءة و استغلال وكذب وطعن.. وقد تعصف الحياة بالإنسان وتطفئ نور الأمل لديه إلا أنّ عليه أن يكون قويا ويتحمل.. لذلك أتذكر دائماً أن كل ليل آخره نهار مشرق جميل..

 

تنهدت بحزن وأغمضت عيناي وذهبت في سبات عميق بدون أحلام....

 

شارلي**

 

استيقظت بعد منتصف الليل لأنني شعرت بحاجة ماسة لدخول الحمام.. دخلت إلى الحمام وقضيت حاجتي وعندما انتهيت وقفت وأردت العودة إلى الفراش والنوم لكن تجمدت بأرضي بصدمة كبيرة عندما رأيت شكل وجهي المرعب..

 

شهقت بقوة بينما كنتُ أنظر برعب إلى تلك العلامات الأرجوانية التي تُغطي كامل وجهي المتورم ناحية اليمين.. وعيني اليمنى كانت مُنتفخة وحمراء..

 

أبدو كمن تلقت لكمة عنيفة.. شكلي كان مُرعباً جداً.. سالت دمعة من عيني المصابة وشعرت بحريقٍ بها.. لقد شوه وجهي هذا المارد اللعين.. أكرهُه.. نعم أنا أكرهه وبشدة..

 

شعرت بالعطش وأنا أسير بانكسار ناحية السرير.. نظرت إلى المنضدة ورأيت بقهر أن كأس الماء الذي تركته لي السيدة بلانكا فارغ.. تنهدت بخفة وقررت أن أنزل إلى المطبخ.. نظرت إلى قميصي وقررت أن لا أغيرها إذ جميع العمال والخدم ينامون في المنزل الخاص بهم بجانب القصر...

 

فتحت باب غرفتي ومشيت حافية القدمين إلى الأسفل.. لم أستعمل المصعد فهو في النهاية خاص بذلك المارد اللعين.. كتمت شهقة متفاجئة وتجمدت بأرضي عندما دخلت إلى المطبخ ورأيت ذلك المارد يقف نصف عاريا أمام الثلاجة.. حدقتُ بصدمة إلى عضلات ظهرهِ المشدودة والمتناسقة وبلعتُ ريقي بصعوبة وأنا أنظر إلى خصرهِ المنحوت..

 

رواية ماركيز الشيطان - فصل 7 - الأخوين بوربون


لم يكن يرتدي قميص.. كان فقط يرتدي جينز.. بدأ قلبي ينبض بسرعةٍ مُخيفة بينما كنتُ جامدة أنظر بذهول وإعجاب كبير إلى جسدهِ الجميل وعضلات ظهرهِ الرائعة.. لم أستطع إبعاد عيناي عن عضلاتهِ وخصره.. إنها المرة الأولى التي أرى بها رجلا نصف عاريا و بهذا الجسد الرجولي الجميل.. حسنا في التلفاز رأيت الكثيرين لكن ليس شخصيا.. وليس بهذه الضخامة وبهذه العضلات..

 

افقت من شرودي عندما أغلق الثلاجة واتجه نحو الفرن.. سمعت صوت فقفقة الزيت مع البيض.. كان يقلي البيض بنفسه.. تأملت ظهرهُ للمرة الأخيرة ثم استدرت ببطء بنية الخروج حتى لا يلاحظ وجودي..

 

" لا تذهبي شارلي "

 

تجمدت بأرضي وارتعش جسدي بكامله عندما سمعتهُ يهمس بتلك الكلمات.. إلهي كيف شعر بوجودي؟!.. أغمضت عيناي بخجل وسمعت خطواتهِ تقترب وأحسست به يقف خلفي..

 

نبض قلبي بعنف عندما شعرت بيده تمسك بكتفي برقة.. أدارني بخفة ودون أن يُزيل يده عن كتفي سمعتهُ يتكلم بنبرة رقيقة قائلا

 

" افتحي عينيكِ شارلي "

 

إلهي.. طريقة لفظهِ لإسمي جعلت دمائي تنتفض في شراييني.. فتحت عيناي ببطء ونظرت إلى الأعلى نحو وجهه.. رأيتهُ يُحدق بجمود إلى وجهي ناحية اليمين مكان صفعتهِ.. ثم تجمدت عينيهِ الزرقاء الجميلة على عيني اليمنى.. رأيت بدهشة فكهُ يرتعش قليلا ثم رأيتهُ يضغط على أسنانهِ بغضب..

 

شعرت بالخوف منه عندما تحولت نظراتهِ الجامدة إلى غاضبة.. همست لهُ بخوفٍ كبير بينما جسدي كان يرتعش بقوة

 

" أرجوك.. لا تؤذيني "

 

نظر بدهشة إلى عيناي ثم أغمض عينيه وتنهد بقوة وهمس قائلا

" لن أفعل.. لا تخافي مني شارلي "

 

شهقت بخفة بينما كنتُ أتأمل وجههُ الوسيم.. فتح عينيه وحدق برقة إلى وجهي وبصدمة رأيتهُ يرفع يده اليمنى ولمس بنعومة خدي المصاب وقال بهدوء

 

" سامحيني شارلي.. لم أقصد أن أؤذيكِ.. فقدت أعصابي و.. و... "

 

نظرت إليه بدهشة ورأيتهُ ينظر إلى عيناي أيضا بدهشة كبيرة.. يبدو بأنهُ اعتذر لي دون أن يشعُر بذلك.. ابتسم برقة و يا إلهي ابتسامتهُ أذابتني..

 

" تعالي "

 

همس برقة وأبعد يده اليسرى عن كتفي وأمسك بها يدي وجذبني برقة ناحية الطاولة وساعدني بالجلوس على الكرسي.. كنتُ أنظر إليه كطفلة ضائعة وأراقب تحركاتهِ.. رأيتهُ يقترب من الفرن وأمسك بمسكة المقلاة ثم استدار ووضعها على الطاولة ثم جلس أمامي على الكرسي وأمسك رغيف خبز ووضعهُ أمامي ثم أمسك بواحد و شطرهُ نصفين ثم بدأ يتناول البيض بهدوء..

 

عندما شاهدني جامدة أتأملهُ بهدوء و بصمت ابتسم برقة وسألني

" ألستِ جائعة؟! "

 

أشرت لهُ برأسي بالرفض فتأملني بدهشة ثم سألني

" لماذا إذا نزلتِ إلى المطبخ في هذه الساعة المتأخرة شارلي؟! "

 

نظرت بخجل إليه وأجبتهُ بهدوء

" شعرت بالعطش "

 

تأملني برقة وشعرت بقلبي المسكين سينفجر من نظرات عينيهِ الجميلة.. وقف فجأة ورأيتهُ بذهول يُخرج من الخزانة كوب زجاجي وملأ الكوب بالمياه ثم تقدم ووضعهُ أمامي على الطاولة وعاد ليجلس على كرسيه وتابع تناول طعامهِ بهدوء وبصمت..

 

كنتُ أفتح فمي من جراء دهشتي الكبيرة.. هل للتو هذا المارد و رئيس العصابة ملأ كوب ماء لأجلي؟!!!... رمشت بقوة وأنا أمسك بيدي المرتعشة الكوب وشربتهُ دفعةً واحدة.. تنهدت بارتياح وأنا أضع الكوب على الطاولة ثم وقفت وهمست بخجل

 

" شكراً لك سيد إيثان.. ســ.. سأعود إلى غرفتي.. آسفة أزعجتُك "

 

" اجلسي "

 

أمرني بهدوء دون أن ينظر ناحيتي وتابع تناول طعامه.. نظرت إليه بعجز.. كنتُ أريد الهروب منه.. فقلبي المسكين لا يتحمل سرعة نبضاتهِ بسبب ذلك المارد.. همست لهُ باعتراض

 

" لكن سيــ... "

 

قاطعني قائلا بصرامة أرعبتني

" اجلسي شارلي "

 

بلعت ريقي بقوة وجلست غصبا عني.. لدقائق معدودة ساد الصمت بيننا.. كنتُ أتأملهُ برهبة وهو يتناول البيض بهدوء وعندما انتهى مسح فمه ويديه بالمنديل المُعطر ورماه بإهمال على الطاولة ثم وقف بهدوء واقترب ووقف بجانبي.. ارتعش جسدي بقوة وأدرت رأسي ببطء نحو اليمين ونظرت إليه بخوف وبترقُب..

 

تأوهت بفزع عندما أمسك بذراعي وجذبني بخفة لأقف أمامهُ.. رأيتهُ يتأمل بهدوء جسدي المرتعش وساقاي ثم قدماي لتصعد عينيه ببطء على جسدي وتستقر على عيناي والتي كانت تتأملهُ بفزعٍ كبير..

 

شهقت بصدمة عندما أمسكني من خصري ورفعني كالريشة وجعلني أجلس على الطاولة.. ووسط ذهولي الكبير فرق قدماي ووقف في الوسط بينهما وحدق بتمعن في وجهي وقال بصرامة

 

" ما رأيكِ شارلي بأخي ماركو؟.. هل أعجبكِ؟ "

 

نظرت إليه بغباء وهمست بدهشة

" هاااااا!!!!!!... "

 

تأفف بملل وعدم الصبر وعاود سؤالي قائلا بلكنة حادة

" هل أعجبكِ ماركو؟ "

 

ارتعشت أناملي خوفا منه إذ لم أعلم سبب سؤالهِ هذا ولم أعلم سبب غضبهِ البارد.. حدقت إلى عينيهِ بخوف وأجبتهُ بتلعثم

 

" الســ.. السيد مــ.. ماركو.. طيب القــ.. القلب "

 

زم شفتيه بعدم الرضا لسماعهِ جوابي وهتف بهمسٍ غاضب

" سألتُكِ إن أعجبكِ ماركو وليس إن كان طيب القلب.. أجيبيني بوضوح على سؤالي "

 

ارتعش فكي من جراء الخوف وأجبتهُ بصدق مثل عادتي

" هو وسيم جداً "

 

عقد حاجبيه بعدم الرضا لسماعهِ إجابتي وبفزعٍ كبير أمسك ذراعي بإحكام ولكن ليس بعنف ثم أخفض وجهه ونظر بعمق إلى عيناي.. كانت أنفاسه الحارة تُداعب أنفي وفمي.. أخفضت نظراتي إلى شفتيه وتاهت عيناي بهما.. انتفضت برعب بين يديه عندما سمعتهُ يهمس بغضب قائلا

 

" أنا لا أتشارك ما أملكهُ مع أحد.. تذكري ذلك جيدا شارلي "

 

رفعت نظراتي وحدقت بغباء إلى عينيه إذ لم أفهم ما عناه بكلماتهِ تلك.. فجأة ابتعد خطوة إلى الخلف وأمسكني من خصري وأنزلني بخفة لأقف على الأرض ثم استدار وقال بهدوء

 

" عودي إلى غرفتكِ ونامي "

 

وخرج بسرعة من المطبخ.. صعدت إلى غرفتي واقتربت من الحائط الزجاجي العملاق وأبعدت الستائر قليلا ونظرت نحو غرفة السيد إيثان.. رأيتهُ يقف أمام سريره لا يرتدي سوى بوكسر مثير داخلي لونهُ أسود.. تأملت بذهول عضلات ساقيه الطويلة وشعرت بـ وجنتاي تحترقان بحمرة الخجل..

 

استطعت أيضا رؤية عضلات معدتهِ وصدره.. وتاهت نظراتي بسحرٍ عجيب عليه تتأملهُ دون شبع..

 

" كم هو مثير "

 

همست بهيام وأنا أراه يتسطح على ظهره على فراشه ويضع يدهُ اليمنى خلف رأسه.. تأملتهُ لوقتٍ طويل ولم أتوقف عن فعل ذلك حتى رأيتهُ يتحرك ويطفئ الضوء بجانبه على المنضدة وغرقت غرفتهِ بالظلام.. تنهدت بخفة واستدرت وتسطحت على السرير ثم أغمضت عيناي وأنا أبتسم..

 

شعرت بالدهشة عندما استيقظت في الصباح ورأيت السيد ماركو في غرفتي.. ابتسم لي برقة ثم فحص وجهي مكان الصفعة وأمرني حتى أستريح وأدهن كل خمس ساعات بمرهم الذي سلمني إياه في الأمس.. ثم أخبرني بأنهُ سيذهب إلى المستشفى الخاص به وأنهُ سيتصل للاطمئنان عني كل فترة ساعتين..

 

شعرت بالسعادة لأن السيد ماركو سيبقى للعيش هنا في القصر.. فهو طيب القلب وليس مُخيفا مثل السيد إيثان.. أما بلانكا كانت تهتم بي طيلة الوقت كأنني ابنتها.. أصبحت أحبها كثيرا بسبب معاملتها الخاصة لي.. فهي طيبة جدا معي..

 

شهر مضى بكاملهِ على تواجدي في إيطاليا وفي قصر المارد.. لم أكن أراه كثيراً شعرت بأنهُ يتجنبني دون أن أعلم السبب.. وأنا بغباء اشتقتُ لهُ كثيراً... أما السيد ماركو فقد توطدت علاقتي به كثيراً.. أصبح بالنسبة لي كشقيقي الكبير.. كان دائما يُعيرني هاتفه لأتصل بوالدتي.. وكان دائما يتصل بطبيبها ويُخبرني بالمستجدات عن عمليتها والتي اقترب موعدها.. فبعد ثلاثة أيام أمي ستخضع لعمليتها..

 

لكن كنتُ حزينة وقلبي يؤلمني لسبب أجهلهُ وأنا أتأمل من النافذة في الطابق الثالث في الصباح الباكر السيد إيثان يخرج من القصر برفقة حبيبته المثيرة تلك..

 

في الأمس لم أنم بينما كنتُ أسمع بحزن صرخاتها وتأوهاتها وهي تمارس الجنس مع المارد طيلة الليل.. تنهدت بحزن وقررت أن أتوجه إلى غرفتي وأُبدل ملابسي بزي العمل الخاص بي وأذهب لأساعد بلانكا العزيزة..

 

كنتُ أشعر بالسعادة وأنا أسير في الحديقة التابعة للقصر في وقت الغروب.. رأيت بوابة القصر تنفتح وشاهدت سيارة السيد ماركو تدخل.. ابتسمت بفرح وركضت نحو سيارته التي ركنها أمام القصر..

 

فتح ماركو باب السيارة وبطفولية ركضت وأنا أهتف بسعادة

 

" ماركوووووو.. اشتقتُ لك كثيراً أيها الوسيم "

 

ورميت نفسي عليه وحضنتهُ بقوة.. ضحك بسعادة وهو يلتقط جسدي في أحضانه..

 

في ذلك الوقت دخلت سيارة إيثان اللامبورجيني السوداء وشاهد بأعين ممتلئة بالغضب هذا المشهد أمامهُ..

 

ابتعدت عن ماركو وأنا ابتسم بسعادة لكن فجأة ابتسامتي اختفت عندما رأيت سيارة السيد إيثان تتوقف أمامنا ويخرج منها ويصفع الباب بعنف.. حدق بوجهي بغضب أرعب قلبي ثم نظر إلى ماركو بنظرات مُخيفة ودخل إلى القصر بعاصفة..

 

" ما به هذا الغبي؟! "

 

سمعت ماركو يهمس بدهشة ثم هز كتفيه بعدم اكتراث وقال

" شارلي.. لدي مفاجئة لكِ.. اصعدي إلى السيارة سنذهب إلى مكان مميز "

 

حدقت بدهشة ثم بخوف إليه وقلتُ له

" سنذهب؟!.. لكن السيد إيثان منعني من الخروج من القصر.. قد يغضب إن ذهبت برفقتك دون إذنٍ منه "

 

أمسك ماركو بيدي اليمنى وضغط بخفة عليها وقال

" لن يعترض لأنكِ برفقتي.. هيا اصعدي قبل أن نتأخر "

 

ابتسمت بسعادة و أومأت لهُ موافقة.. أفلت يدهُ وأشار لي برأسه لأصعد إلى السيارة وفعلت.. عندما ابتعدت السيارة عن القصر شعرت بقلبي ينبض برعب.. ربما ما كان يجب أن أذهب برفقة السيد ماركو قبل أخذ الإذن مُسبقا من السيد إيثان!!.. لكن مخاوفي اختفت وأنا أشاهد معالم القرية الجميلة من النافذة..

 

سمعت صوت هاتف ماركو يصدر رنينا قويا.. التقطهُ ماركو ونظر إلى الشاشة ثم رأيتهُ يُنهي الاتصال ثم أغلق هاتفه وقال بمرح

 

" لا نريد لأحد أن يُعكر مزاجنا الآن.. لدي مفاجأة سارة لكِ شارلي.. ستُعجبكِ "

 

وطيلة الطريق كنا نتكلم ونضحك وأنا أحاول معرفة ما هي مفاجأتهُ لي لكنهُ رفض إخباري بها.. بعد ربع ساعة أوقف ماركو سيارتهِ أمام مبنى ضخم واجهاته كلها من الزجاج.. اقترب عامل المبنى وفتح له الباب وخرج ماركو من السيارة ثم اقترب وفتح لي الباب وقال وهو يساعدني بالخروج من السيارة

 

" تعالي.. "

 

تبعتهُ كالمنومة مغناطيسيًا ودخلنا ذلك المبنى.. صعدنا إلى الطابق الأول بالمصعد وعندما انفتح باب المصعد رأيت بدهشة امرأة في عقدها الخامس من عمرها تنتظرنا أمام باب ضخم بُني اللون.. وفور رؤيتها لنا ابتسمت بسعادة وهي تقترب منا وتهتف باسم ماركو بفرح.. حضنتهُ بشدة وتكلمت معهُ باللغة الإيطالية.. ثم حدقت بوجهي وهي تبتعد عن ماركو وقالت له باللغة الإنجليزية وبطلاقة

 

" إذا هذه هي شارلي التي كلمتني عنها؟.. إنها فعلا جميلة "

 

احمر وجهي بخجل ورفعت يدي وصافحتُها.. قهقهت تلك السيدة بخفة وشعرت بالدهشة عندما عانقتني بشدة ثم ابتعدت وقالت لي

 

" أصدقاء الطبيب بوربون هم أصدقائي أيضا "

 

ثم غمزتني وقالت

" أنا المصممة جورجينا أرمي.. يمكنكِ مناداتي جورجي "

 

توسعت عيناي بذهول وهتفت بفرحٍ كبير وبدهشة دون أن أشعُر

" أنتِ المصممة العالمية جورجينا أرمي؟! "

 

ابتسمت بفرح وأجابتني بسرور

" أنا هي بشحمها ولحمها.. من الجيد بأنكِ عرفتني.. كنتُ سأشعر بالحزن لو لم تفعلي "

 

غمزتني في النهاية وهي تبتسم.. شعرت بسعادة لا توصف بينما كنتُ أدخل برفقتها مع ماركو السعيد إلى الاتوليه الخاص بها وأنا أهتف بعدم التصديق

 

" يا إلهي.. لا أستطيع التصديق!.. أنتِ المصممة الوحيدة التي أعشقُها وأحلم بارتداء فساتين وملابس من تصميمها مع أنني لا أحب ارتداء الفساتين.. هل أستطيع أخذ صورة تذكارية معكِ؟ "

 

ابتسمت برقة وقالت

" من دواعي سروري لكن أولا علينا الاهتمام بكِ.. وطبعا سنغير رأيكِ بخصوص ارتداء الفساتين "

 

شهقت بدهشة وأنا أراها تتكلم بلغتها الأم مع العاملين لديها وهي تُشير بيدها نحوي.. نظرت إلى ماركو ورأيتهُ يبتسم  برقة وقال

 

" أنا جداً سعيد لآن مفاجأتي أعجبتكِ.. سأنتظركِ هنا بينما تتكفل جورجي بالاهتمام بكِ "

 

حدقت بذهول إليه وأنا أراه يجلس باسترخاء على الأريكة الجلدية الفاخرة وهو يضع ساقا فوق الأخرى ويبتسم لي بهدوء.. وقبل أن أسألهُ عما يقصده أمسكتني جورجي بيدي وجذبتني لأمشي خلفها نحو اليمين وأدخلتني غرفة.. هل قلتُ غرفة؟!.. تبا لقد أدخلتني إلى مستودع كبير جدا جدا ومليء بالكثير والكثير من الثياب والفساتين..

 

ساعتين ونصف مضوا شعرت بها كأنني أحلم.. جعلتني جورجي أرتدي الكثير والكثير من الملابس من مُختلف الأنواع والألوان.. فساتين سهرة وفساتين يومية و أطقُم و سراويل و شورتات و جينزات و قمصان و توبات.. وكانت تضع جانبا كل ما يناسبني ويُعجبني مع الاكسسوار و الحقائب و الأحذية.. ثم أدخلتني غرفة أخرى بها الكثير من الملابس الداخلية وقصان النوم المثيرة من تصميمها واختارت لي الكثير منها..

 

وعندما انتهينا كنتُ أرتدي فستان لونه بيج جميل جداً.. كان بحملات رفيعة على الكتف ومكشوف على الصدر وهو قصير جدا وضيق يًفصل مُنحنيات جسدي وجعلتني أرتدي معهُ حذاء بعكب عالي وعلمتني كيف أسير به.. وجعلتني جورجي أرتدي اكسسوار الخاص به..

 

كنتُ أشعُر بسعادة لا توصف وشعرت بالدهشة عندما أدخلتني غرفة خاصة وأمرت شاب بالاهتمام بشعري و وجهي.. بعد مرور نصف ساعة كنتُ أقف جامدة أمام المرآة العملاقة أتأمل بصدمة شكلي.. لقد تحولت كليا.. لم أستطع أن اصدق أن من أراها أمامي في المرآة هي أنا..

 

رأيت جورجي تقف خلفي وهي تضم يديها على صدرها وتتأملني بإعجاب و بسعادة.. ابتسمت لها بفرحٍ كبير وأنا أنظر إلى وجهها في المرآة ثم استدرت وعانقتها بقوة وأنا أشكرها.. قهقهت بخفة وهي تبتعد عني وقالت بحنية

 

" أنتِ جميلة جداً شارلي.. لديكِ وجه رائع وجسد تحسدكِ عليه الكثيرات.. فقط لا تعودي لارتداء ملابسكِ القديمة ولا تخجلي من نفسكِ وجسدكِ لأنكِ مُبهرة.. لا تخجلي أبداً من إظهار جمالكِ ومفاتنكِ لأنكِ جميلة جداً بحق.. ثم لا تشكريني أنا.. عليك أن تشكري ماركو "

 

ثم غمزتني وقالت

 

" فهو رأى ما لم يراه غيره.. افتحي قلبكِ له لن تندمي.. وفارق العًمر ليس مُهما "

 

لم أفهم ما عنتهُ بكلماتها الأخيرة لي لكنني أجبتُها موافقة وخرجت برفقتها من الغرفة.. ما أن دخلت إلى الصالون رأيت ماركو يرفع نظراته نحوي وتجمد بصدمة وهو يُحدق بي بدهشة واضحة.. 


رواية ماركيز الشيطان - فصل 7 - الأخوين بوربون



نظرت إليه بخجل واستدرت بسرعة نحوه فتطايرت خصلات شعري ورفعت بخجل يدي ووضعتها أمام صدري ونظرت إليه أتأمل ردة فعلهِ بتوتر..

 

رواية ماركيز الشيطان - فصل 7 - الأخوين بوربون


كان جامداً في مكانه وهو يُحدق بوجهي بدهشة و بإعجاب واضحين..

 

رأيتهُ يبلع ريقهُ بقوة وهو يتأملني من رأسي إلى أخمص قدماي ببطء لتعود عينيه وترتفع ببطء على كامل أنحاء جسدي وتستقر على وجهي.. وقف ماركو وتقدم ببطء ليقف على بُعد خطوة واحدة مني.. وحدق بشرود في عيناي بينما أنا كنتُ أنظر إليه بخجلٍ كبير.. سمعتهُ يهمس بالإيطالية قائلا

 

Sei vosi bella

 

أي قال لها ماركو تبدين جميلة جداً.. لكن طبعا شارلي لم تفهم ما تفوه به.. ثم تابع ماركو قائلا بحُلم

 

Sei moto bella

 

قال لها أنتِ جميلة جدا..

 

و طبعاً لم أفهم ما قالهُ ماركو لكنني ابتسمت له بخجل وهو يرفع يدي اليمنى ويقبلها برقة دون أن يزيل عينيه عن عيناي..

 

وطبعا شارلي لم تعلم بأن قلب ماركو خفق بقوة في صدرهِ العضلي لأجلها..

 

حرر يدي ونظر إلى جورجي السعيدة والتقط لي بهاتفه صورة تذكارية معها ثم تكلم مع جورجي بلغتهم الإيطالية وطلب منها بإرسال كل ما اشتراه لـ شارلي إلى قصر إيثان لكن طبعا شارلي لم تفهم كلمة.. وعندما انهى حديثه مع جورجي ودعناها وخرجنا من المبنى..

 

كنتُ أشعر بسعادة لا توصف وأنا أتخيل كيف ستكون ردة فعل السيد إيثان عندما يراني بشكلي الجديد.. لا أعلم لكنني أحببت فكرة أن يُعجب بي عندما يرى كم تغيرت.. بعد مرور عشرُ دقائق أوقف ماركو سيارتهُ أمام مطعم فخم وقال

 

" سنتناول العشاء هنا "

 

نظرت إليه بدهشة لكنه اكتفى بالابتسام برقة وقال

 

" سأكون جداً فخورا وسعيدا إن وافقتِ على دعوتي لكِ للعشاء.. سيحسدني عليكِ الجميع "

 

ظننتهُ يمزح في النهاية لذلك قهقهت بخفة وقلتُ له

" موافقة أيها الطبيب الوسيم.. سألبي دعوتك على العشاء.. كما ستحسدني كل نساء إيطاليا لأنني برفقة أجمل و أوسم طبيب في البلد "

 

لم تعلم شارلي ما فعلته بقلب ماركو عندما تفوهت بتلك الكلمات.. بسبب براءتها وعدم خبرتها مع الرجال لم تفهم بأنها أشعلت قلب ماركو و أحاسيسهُ باتجاهها.. وابتسامتها البريئة أشعلت فتيل قلبهُ أكثر.. في النهاية هو رجل.. رجل شعر بقلبه ينبض من جديد بعد مرور ثماني سنوات لامرأة غير زوجتهِ المتوفاة..

 

دخلت برفقة ماركو إلى المطعم وشعرت بالخجل من نظرات الرجال والتي كانت تتأملني بإعجابٍ واضح و بشهوة.. أمسكت بيد ماركو إذ أحسست بخجلٍ رهيب فهذه المرة الأولى في حياتي ألفتُ بها نظرات الرجال لي.. ابتسم ماركو بسعادة وضغط على يدي بخفة ورأيت رجل يتقدم نحونا يبدو بأنهُ مدير المطعم.. تأهل بـ ماركو بسعادة ثم تكلم معهُ ولم أفهم كلمة من حديثهم ثم تبعناه نحو الشمال وجلسنا أمام طاولة في ركن خاص منعزل.. وعلمت أنها خاصة لعدم الإزعاج..

 

لفترة ساعة كنتُ أستمع بسعادة إلى حديث ماركو وأنا ابتسم وأضحك على أخبارهِ الظريفة.. ماركو رجل رائع بحق.. فهو وسيم جداً و طيب القلب و حنون و ظريف و طبعا ثري.. النساء يجب أن تتقاتل عليه والحصول على نظرة عابرة منه.. أتمنى أن يجد المرأة المناسبة له قريبا لأنهُ يستحق السعادة.. فرغم أنهُ في سن الأربعين من عمره إلا أنهُ جذاب جدا و مثير.. ولم أفهم سبب بقائهِ أعذبا لغاية الآن..

 

كانت الساعة الحادية عشر قبل منتصف الليل عندما ركن ماركو سيارتهِ أمام باب القصر.. أطفئ المحرك ونظر إلى وجهي بسعادة.. ابتسمت برقة ثم اقتربت بعفوية وعانقتهُ بشدة وأنا أشكرهُ قائلة

 

" شكرا لك ماركو.. هذه أسعد و أجمل ليلة قضيتُها في حياتي كلها.. أشكرك من قلبي على كل شيء "

 

رفعت رأسي ونظرت إليه بسعادة دون أن أبتعد عنه.. لم أنتبه أن وجهي كان قريباً جدا منه.. ولم أنتبه ببراءة أن صدري كان يلامس صدره وأنني كنتُ في وضعية حميمة أمامهُ.. كان ينظر بطريقة غريبة إلى عيناي بينما أنا كنتُ أنظر إلى عينيه الخضراء ببراءة..

 

" شارلي.. "

 

همس ماركو برقة باسمي ورأيتهُ يُغمض عينيه ووجهه يقترب من وجهي.. فجأة انتفض جسدي برعب وخرجت شهقة مُرتعبة من فمي عندما انفتح باب السيارة من ناحيتي ويد أمسكت بشدة بذراعي وتم سحبي بعنف خارج السيارة... وقفت برعب أنظر إلى وجه السيد إيثان والذي كان مُحتقن من شدة الغضب..

 

ارتعش جسدي بقوة عندما توسعت عينيه بصدمة كبيرة وهو يتأملني من رأسي إلى أغمص قدماي.. سمعت ماركو يهتف بحدة باسم هذا المارد ويقف خلفهُ وهو ينظر إليّ بقلق وبخوف..

 

نظرت إلى ماركو ثم إلى إيثان والذي كان جسدهُ يرتعش بوضوح بسبب غضبه.. إلهي هو في قمة غضبهِ الآن وأنا لا أعلم السبب.. ربما لأنني ذهبت برفقة ماركو دون أخذ إذن مُسبق منه!!...

 

أمسك بذراعاي بشدة وتأوهت بألم وأنا أرتعش بقوة وسمعتهُ برعب يهتف بجنون

" لقد أمرتُكِ بعدم الخروج من القصر دون إذن مني.. ستندمين على فعلتكِ تلك "

 

أبعد يده عن ذراعي ثم فجأة التف رأسي بعنف ناحية اليمين وخرجت صرخة قوية متألمة من فمي عندما تلقيت صفعة قوية جدا من السيد إيثان.. وضعت يدي على خدي الملتهب وأنا أشهق بقوة وأبكي بعنف ونظرت برعب إلى السيد إيثان و رأيت ماركو يمسكهُ بذراعه ويديرهُ بقوة ناحيته ويهتف بوجهه بحنق وبغضب

 

" إيثاااااااان.. ماذا فعلت؟!.. هل جُننت؟.. لقد كانت برفقتي.. أنا من أمرها بمرافقتي ولا يحق لك الاعتراض.. إياك أن تلمسها مجددا أيها المجنون "

 

رأيتُ بصدمة السيد إيثان يلكم ماركو بقوة على وجهه وهو يصرخ بحدة

" لقد أمرتُك بالابتعاد عنها لكنك لم تفعل.. أنتَ السبب بما سيحدث لها الآن "

 

ثم برعب رأيتهُ يرفع يدهُ اليمنى عاليا وأشار بها ناحية الخلف.. ثواني ورأيت برعب عدد هائل من الحُراس يقفون خلف ماركو.. مسح ماركو فمهُ من الدماء ونظر بغضب إلى إيثان وقال له بغضب

 

" تلكم شقيقك الكبير؟.. ألهذه الدرجة وصل بك الانحطاط؟.. ثم لا دخل لك بـ شارلي.. أنا لن أسمح لك بلمسها مُجدداً.. هل فهمت؟.. لن أسمح لك.. ولن تستطيع إخافتي برجالكِ إيثان "

 

ارتعش جسدي بعنف عندما رأيت إيثان يُكور قبضتيه بقوة والتي كانت ترتعش بوضوح ثم برعب سمعتهُ يأمر حُراسهِ  قائلا بحدة

 

" أدخلوه إلى القصر ولا تدعوه الليلة يخرج منه أبداً "

 

نظر ماركو بصدمة إليه وقبل أن يتفوه بكلمة أمسكوه الحراس وبدأوا بسحبهِ نحو القصر.. بدأ ماركو يقاومهم وهو يهتف بحدة وبقلق

 

" دعوني.. أتركوني يا ملاعين.. إيثان إن لمستها سأقتلك.. سمعتني؟.. إياك أن تؤذيها.. إياااااااااك.. شارلي أهربي.. أهربي بسرعة... "

 

كنتُ خائفة لحد اللعنة وأنا أرى برعب الحُراس يُدخلون ماركو بالقوة إلى داخل القصر.. لم أستطع الحركة بسبب رعشة جسدي القوية وكمية الخوف التي أغرقت روحي..

 

استدار إيثان ببطء وحدق بشكلٍ مُرعب إلى وجهي.. أمسكني بمعصمي بعنف وجذبني بقوة إليه والتصق جسمي به.. رفعت رأسي ونظرت إليه بخوف.. صك على أسنانهِ بشدة وقال بحدة

 

" سبق ونبهتُكِ.. أنا لا أتشارك مع أحد ما أملكهُ "

 

ارتعشت شفتاي بقوة بينما كنتُ أبكي بصمت وأحدق بعينيه المخيفة بفزعٍ كبير.. خرجت شهقة متألمة من فمي عندما أمسك بيده اليمنى أسفل ذقني ورفع رأسي بعنف عاليا وهتف بجنون جعل قدماي تهتز وقلبي يصبح بين قدماي..

 

" هل أصبحتِ عاهرة لشقيقي أيتُها اللعينة؟.. تكلمي؟.. هل ضاجعكِ شقيقي وأخذ عذريتكِ أيتُها العاهرة؟.. اجيبيني اللعنة عليكِ... هل ضاجعكِ مقابل شراءه لكِ هذا الفستان اللعين وكل تلك الملابس؟.. أيتُها الرخيصة تكلمي.. "

 

شعرت بألمٍ حاد في صدري بسبب كلماته الجارحة لي.. وتملكني الغضب لأنهُ مغفل و مارد لعين.. كيف لهُ أن يصفعني مُجددا و ينعتني بالعاهرة ويتهمني بالرخص؟!!.. وكيف يعامل شقيقه الكبير بهذا الشكل؟.. ودون تفكير انتفضت بعنف وصرخت بكامل قوتي بوجهه

 

" نعم فعلت.. لقد سلمتهُ نفسي لأنهُ يستحق.. سلمتهُ نفسي وبرضاي الكامل.. هو رجل بكل ما للكلمة من معنى.. هل سمعت؟.. هو رجل.. ماركو رجل شهم و طيب و نبيل.. هو يختلف عنك كثيراً.. فأنتَ لستَ سوى قاتل لعين وهمجي و خاطف و حقيرررررررر... أنا أكرهُك إيثان بوربون... أكرهُك.. أكرهُك... "

 

تجمدت برعب وحدقت بفزع إليه ورأيت بذعر شل روحي جفونهُ ترتعش وبؤبؤ عينيه يتوسع ثم احتقنت عينيه بنار الغضب وصرخة قوية خرجت من فمي عندما صفعني بقوة على وجنتي اليمنى وأمسكني بكتفي وبدأ يهزني بقوة وهو يهتف بجنون

 

" أيتُها الرخيصة والعاهرة و المنحلة و السافلة.. سأريكِ ما يعنيه أن تكوني عاهرة "

 

توقف عن هزي ثم أمسك بذراعي بعنف وسحبني بقوة خلفه.. كنتُ أبكي وأشهق بهستيرية وهو يتقدم نحو سيارته وفتح الباب ورماني بعنف إلى الداخل.. سقطت بقوة على المقعد وأنا أرتعش وانتفض جسدي عندما أغلق الباب بعنف..

 

استقمت واعتدلت بجلستي وبيدين مُرتعشتين حاولت فتح الباب لكن إيثان كان قد فتح الباب الثاني وجلس خلف المقود وقال بحدة

 

" إياكِ أن تفعلي "

 

ثم أغلق الباب وأدار المحرك وقاد خارجا من القصر بسرعةٍ جنونية.. كنتُ أبكي وأشهق بشكلٍ هستيري وأنا أرتعش بشدة.. فجأة ضغط إيثان على الفرامل بقوة وأوقف السيارة جانبا وأدار رأسهُ باتجاهي وحدق بغضب أرعب روحي إلى وجهي.. كان صدرهُ يعلو ويهبط بوضوح وعروق عنقه كلها نفرت..

 

" ااااااااععععههه.. لا أرجوك دعني "

 

هتفت بألم وبرعبٍ كبير عندما أمسكني من جذور شعري وجذبني بعنف نحوه ليرتطم رأسي بكتفه.. حاولت مقاومته لكنهُ فجأة رفع رأسي من شعري وصفعني بيدهِ الثانية على وجنتي.. انيت بقوة وبكيت ثم شعرت بدماء جسدي تتجمد عندما همس بفحيح في أذني

 

" سأجعلكِ تشاهدين الجحيم بأم عينيكِ شارلي.. سأجعلكِ تدفعين الثمن غاليا لأنكِ أصبحتِ عاهرة لأخي.. سترين الليلة كيف سأحولكِ إلى عاهرة لجميع الرجال في إيطاليا.. سترين "

 

ورماني بعنف بعيداً عنه كأنهُ يقرف من قُربي الشديد منه وعاد ليقود سيارتهِ بسرعةٍ جنونية بينما أنا لم أتوقف للحظة واحدة عن البكاء والأنين و الارتعاش بجنون..

 

وطبعاً شارلي لا تعلم بأن الجحيم تنتظرها الليلة على يدين المارد إيثان بوربون...


انتهى الفصل



انتقل إلى الفصل 8 ᐸ









فصول ذات الصلة
رواية ماركيز الشيطان

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©