رواية الكونت - فصل 36 - بادليني مشاعري
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. تسلمي يا جميله 🔥🔥♥❤❤❤❤❤❤

    ردحذف
    الردود
    1. 😘😘😘حياتي الشكر لكِ ودائما على محبتكِ الكبيرة لي ولرواياتي🤗🤗🤗

      حذف
  2. رائعة جدا 💕 يسلمو الايادي ❤️

    ردحذف
    الردود
    1. 😍😍😍😍😍😍شكراااااااااااااااااااااااااااااا🥰🥰😘🥰🥰😘

      حذف

رواية الكونت - فصل 36 - بادليني مشاعري

رواية الكونت - فصل 36 - بادليني مشاعري




بادليني مشاعري





يولينا**


 

" يوليناااااااااااا انتبهي حبيبتي.. انتبهيييييييييييي... "

 

سمعت صرختهِ الجنونية وقبل أن أستوعب ما قاله لي رأيت منحدر مخيف أمامي.. وقبل أن أحاول التوقف رأيت برعب ألكسندر يقفز أمامي ويدفعني بعنف إلى الخلف لأقع بقوة على الأرض.. لكن دمائي تجمدت عندما فقد ألكسندر توازنه ونظر إلى وجهي بصدمة وبرعب أحرق كياني ورأيتهُ يقع..


رواية الكونت - فصل 36 - بادليني مشاعري


" ألكسندررررررررررررررررر... لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا..... "

 

هتفت بجنون وبهستيرية ولا أعلم كيف وقفت واقتربت من المنحدر ورأيت برعب جسد ألكسندر يتدحرج إلى الأسفل.. ارتعش جسدي بقوة وهتفت برعب مزق روحي إلى أشلاء

 

" ألكسندرررررررررررررررر.. حبيبييييييييييي لااااااااااااااااااااااااااااا.... "

 

رفعت يداي ووضعتها على صدري وأنا أبكي بفزعٍ كبير.. وبخوف شل روحي رأيت جسدهُ يستقر في قعر الوادي جامدا دون حركة والدماء غطت ملابسه...

 

" لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا...... "

 

صرخت بجنون وأنا أحدق بجسد حبيبي الهامد كجثة في أسفل الوادي.. ألكسندر مات.. حبيبي مات.. لقد رحل وتركني....

 

وفورا بدأت أنزل المنحدر وأنا أبكي بشدّة.. اقشعر بدني وسَرَتْ فيه رعشة من الخوف والهلع بسبب رؤيتي لـ ألكسندر بهذا المنظر المخيف.. لم يكن يتحرك.. كان جامد كأنه جثة هامدة.. وشرعت أبكي بهستيرية وهمست بحرقة وأنا أشهق وأنتحب بجنون..

 

" ماذا فعلت؟!!!.. أرجوك إلهي ساعده.. إن مات بسببي سأموت.. سأموت "

 

كنتُ أنزل بسرعة وبالكاد كنتُ أستطيع الرؤية أمامي بسبب الدموع.. ولم أهتم لفستاني الذي تمزق نصفه في الأسفل.. وبعد دقائق بدت لي كالدهر وصلت إليه.. وقفت جامدة أمامهُ أنظر إلى جسده برعبٍ كبير.. وعندما رأيت الدماء على وجهه ويديه وصدره كدتُ أفقد صوابي.. ارتجفت مفاصلي ارتجافا.. و اصطكّتْ أسناني.. و ارتعدتْ فرائصي.. و اقشعرَّ جسمي.. و تسمّرتُ في مكاني لا أقوى على الحركة...

 

" حبيبي.. ألكسندر حبيبي.... "

 

هنفت بفزع أرهق قلبي وجثوت على ركبتاي بجانبه وبدأت بيدين مُرتعشتين أمسح الدماء عن وجهه وأنا أبكي بشدّة.. أخفضت رأسي وأمسكت برأسه بكلتا يداي ورفعتهُ برقة وبدأت أهمسُ له بوجع و بحرقة قلب

 

" حبيبي.. ألكسندر أرجوك افتح عينيك وانظر إليّ.. أرجوك لا تتركني وترحل.. أنا لا أستطيع العيش من دونك.. ألكسندر أرجوك... "

 

لكنه لم يستجب لي.. أغمضت عيناي وأجهشت بالبكاء وأنا أصرخ بوجعٍ كبير

" لا حبيبي.. لا تتركني.. لا تتركني أرجوك.. فليساعدني أحد أرجوكم.. سيموت ساعدوني.. النجدة ة ة ة ة.... "

 

أبعدت يداي عن وجهه ورفعتهُ من كتفه بصعوبة وعانقتهُ إلى جسدي وأنا أبكي وأنتحب بجنون..

" ليدي يولينا... يا إلهي ما الذي حصل؟!!... "

 

سمعت صوت رجل خلفي يهتف بقلق وفورا التفت إلى الخلف ورأيت حارس جدي يقفز من حصانه ويركض نحونا ليقف بجانبي وينحني وينظر برعب إلى ألكسندر... حدقت إليه براحة وهتفت بلوعة

 

" أرجوك ساعده.. أتوسل إليك ساعد ألكسندر.. هو ينزف بشدة.. ساعده بسرعة أرجوك "

 

وفورا أمسك ذلك الحارس بكتف ألكسندر وأبعده عني وبدأ يفحصه وهو يقول بتوتر 

" لقد سمعت صرخاتكِ ليدي لذلك عُدتُ ولحُسن الحظ كنتُ قريب من هنا واستطعت رؤيتكِ.. ماذا حصل للفارس ألكسندر ليدي؟ "

 

شهقت بقوة وقلتُ له ببكاء

" كنتُ أركض ولم أنتبه للمنحدر و.. و ألكسندر أنقذني لكنه وقع... لقد وقع من الجرف.. ساعده أرجوك.. أرجوك ساعده "

 

نظر الحارس إلى وجهي بحزن وأجابني بسرعة

" اهدئي ليدي.. الفارس ألكسندر يتنفس لكن لديه جُروح خطيرة.. يجب أن يتعالج فورا.. سوف أحمله وأضعه على حصاني وأخذه إلى الكوخ.. اتبعيني ليدي "

 

وفورا حمل جسد ألكسندر ووضعه على حصانه ثم قفز خلفه وبدأ الحصان يعدو.. وقفت وبدأت أركض صاعدة على المنحدر فالطريق أقصر من هنا... عندما وصلت إلى الكوخ رأيت الحصان أمامي.. دخلت إلى الكوخ ورأيت الحارس يحمل جسد ألكسندر بين يديه وقال بسرعة

 

" أين غرفته ليدي؟ "

 

وفورا طلبتُ منه حتى يتبعني.. وضع ألكسندر على الفراش ثم وقف وقال باحترام وبنبرة جادة

" ليدي يولينا.. سأذهب إلى القصر لجلب مساعدة.. في هذه الأثناء أزلي ملابسهُ ونظفي جراحه.. لن أتأخر "

 

أومأت له برأسي موافقة وبعد خروجه بدأت أزيل ملابس ألكسندر وأنا أبكي.. رضوض وجروه مُخيفة كانت تنتشر على ذراعيه وصدره وظهره.. ورضوض في وجنتيه وجرح عميق في جبهته.. بكيت بشدّة وأنا أنظف جراحه وعندما انتهيت وضعتُ رأسي على صدره وشرعت أبكي بهستيرية..

 

" سامحني.. سامحني حبيبي أرجوك.. أتوسلُ إليك كُن بخير.. أتوسلُ إليك سامحني.. سامحني حبيبي "

 

همست بحرقة وأنا أبكي على صدره بتعاسة.. سمعت خطوات كثيرة على السلالم.. رفعت رأسي ونظرت نحو الباب وما هي سوى ثواني معدودة حتى دخل رجل يبدو في الأربعين من عمره ويبدو القلق واضحا على معالم وجهه...

 

" يا إلهي.. سيد ألكسندر!!!... "

 

هتف ذلك الرجل وهو يقترب من السرير ثم رأيت خلفهُ رجلين وحارس جدي.. وقف ذلك الرجل ونظر بحزن إلى ألكسندر ثم نظر إليّ وقال باحترام

 

" ليدي.. أُخرجي من الغرفة لو سمحتِ حتى يستطيع الطبيب الكشف على السيد ألكسندر ومساعدته "

 

ثم التفت إلى الخلف وقال بأمر

" يمكنك الكشف عليه ليو.. وأنتم أُخرجوا من الغرفة "

 

وقفت بصعوبة إذ كانت قدماي ترتعش بعنف وخرجت من الغرفة رغما عني ثم أغلقت الباب وأسندت رأسي عليه وبدأتُ أبكي بندم وحزن كبيرين..

 

" ليدي.. البكاء لن ينفعه.. عليكِ أن تكوني قوية من أجله "

 

كتمتُ شهقتي عندما سمعت حارس جدي يهمس لي بتلك الكلمات بحزن.. التفت ونظرت إليه رأيتهُ يقف وبجانبه حارس.. مسحت دموعي واستدرت وسألتهُ

 

" من في الداخل مع ألكسندر "

 

تنهد برقة وقال

" ليدي.. لقد ذهبت إلى قصر الفارس ألكسندر فهو لا يُبعد عن هنا كثيرا.. فهذا الكوخ مُتواجد في أرضه.. المهم ذهبت وتكلمت مع رئيس حرسه وهو الكولونيل مورينو وأخبرتهُ بما حصل وأتى برفقة الطبيب وحارس معه "

 

ثم أحنى لي رأسهُ باحترام وتابع قائلا

" اسمحي لي ليدي بالذهاب.. سأعود إلى بييترابيرتوسا وأُعلم اللورد رومين بالمُستجدات.. في النهاية هذه أوامره وأنا لا أستطيع أن أُخالفها "

 

أومأت له موافقة وقلتُ له

" نعم.. بالطبع يمكنك الذهاب.. ثم أرجوك أُطلب من جدي أن يأتي على جناح السرعة.. أنا.. أنا أحتاجهُ بشدّة "

 

وأجهشت بالبكاء بعنف.. كنتُ منهارة جداً فرؤيتي لـ ألكسندر بهذا الشكل أحرقت روحي حرقا.. رفعت يداي ومسحت دموعي التي كانت تأبى عن التوقف.. وهنا سمعت حارس جدي يقول لي بحزن

 

" اهدئي ليدي.. سيكون الفارس بخير.. سأذهب وأُخبر اللورد رومين بما حصل وأوصل له رسالتكِ.. فقرية لاتسيو لا تُبعد سوى ثلاث ساعات عن بييترابيرتوسا على ظهر الحصان.. بالإذن ليدي "

 

وذهب وظللت واقفة لفترة ساعة ونصف أمام الباب وذلك الحارس كان يقف خلفي دون أن يتفوه بكلمة.. وأخيرا بعد أنهكتني أعصابي وبعد عذاب وألم قلب دام ساعة ونصف انفتح الباب ورأيت ذلك الرجل والمدعو بـ مورينو يقف أمامي وخلفهُ الطبيب.. حدقت بوجوههم الجامدة برعب وهمست بخوف أحرق قلبي

 

" كيف هو؟!!.. أرجوك قُل لي بأنهُ بخير.. أرجوك... "

 

تنهد ذلك الرجل بقوة ثم قال لي وهو يُفسح لي المجال لكي أدخل إلى الغرفة لكن قدماي لم تطاوعني إذ لم أستطع التحرك بسبب الخوف الكبير الذي جمد كل خلية في جسدي..

 

" أدعى مورينو وأنا رئيس حرس الفارس ألكسندر في القصر.. وهذا الطبيب ليو.. سوف أترككما بمفردكما قليلا حتى يشرح لكِ الطبيب ليو عن حالة سيدي ألكسندر.. بالإذن منكِ ليدي "

 

همس بالأخير وخرج من الغرفة وأشار بيده للحارس الذي كان يقف خلفي حتى يتبعه.. بلعت ريقي برعب ودخلت إلى الغرفة بخطواتٍ بطيئة مُرتعشة ونظرت بألم إلى السرير وخرجت شهقة مُرتعبة من فمي عندما رأيت ألكسندر ما زال فاقد الوعي ووجهه تغطيه الضمادات وكذلك صدره بينما غطاء السرير كان يُغطي أسفله وساقيه..

 

سالت دمعة من ركن عيني أحرقت قلبي معها ورفعت يدي ووضعتُها على فمي أكتُم بها شهقتي المتألمة.. سمعت الطبيب يتنهد بحزن ثم كلمني بنبرة هادئة عملية

 

" ليدي لا تخافي فالسيد ألكسندر قوي سوف يتعافى بسرعة.. لكن... "

 

عندما سمعتهُ يلفظ كلمة لكن وتوقف فجأة عن التكلم خفق قلبي بسرعةٍ جنونية والتفت ونظرت إلى وجهه برعب.. ارتعش جسدي بقوة وهمست له بفزع

 

" ولكن ماذا؟!!.. أرجوك أخبرني.. ما به ألكسندر؟! "

 

حدق بحزن إلى عيناي وقال

 

" الفارس تعرض لكسور في أضلعه وكسر في يده اليسرى.. وهناك جراح جدا عميقة في ظهره وصدره وساقيه وطبعا وجهه.. والرضوض في كامل جسده.. للأسف هو لم يستفق رغم مُحاولاتي الكثيرة بفعل ذلك.. وأظن.. أظن بأنهُ لن يستطيع الحركة لأسبوع أو أسبوعين.. سوف أتي كل يوم وأكشف عليه وأفحصه.. يتوجب عليكِ إطعامه وطبعا لا تجعليه يتحرك أو ينفعل.. ولا تجعليه يجلس أو يحاول الوقوف فهذا سوف يؤذيه.. في صباح الغد سوف أتي لرؤيته.. وتركت له هذا لعقار الموجود على المنضدة عندما يستيقظ سيشعر بآلام فظيعة لذلك عليكِ بإعطائه ملعقتين من العقار حتى تزول أوجاعه ولو مؤقتة.. والآن أستأذنُ منكِ ليدي يجب أن أذهب  "

 

وخرج بهدوء من الغرفة وأقفل الباب خلفه.. كان جسدي يرتعش بعنف بعد سماعي لما قالهُ الطبيب.. نظرت إلى ألكسندر بألم وركضت وجلست على طرف السرير وانحنيت ووضعت رأسي قرب رأسه وأمسكت بكف يده وأجهشت بالبكاء..

 

كنتُ أبكي وأبكي وأفرغت ما بداخلي من ألم وحُزن وندم.. بسببي أنا ألكسندر كاد أن يفقد حياته حتى يُنقذني.. بسببي هو على هذه الحالة الآن.. دموعي لم تتوقف للحظة عن الهطول بينما كنتُ أحتضن جسد ألكسندر بيدي اليمنى..

 

ساعة.. ساعتين.. ثلاثة ولم يستفق بعد.. حل الليل ولم يستفق ألكسندر.. قبلت خده الأيمن برقة فهو الوحيد الذي كان من دون ضمادة ووقفت وقررت أن أنزل لأقوم بتحضير وجبة العشاء وخاصةً الحساء لحبيبي ربما استفاق وشعر بالجوع..

 

كنتُ قد فقدت شهيتي بالكامل فلا رغبة لي بتناول أي شيء وحتى شُرب المياه.. كنتُ منهارة بالكامل وأبكي بصمت بينما كنتُ أُحضر الحساء.. تجمد جسدي عندما سمعت صوت حوافر كثيرة لأحصنة تقترب من الكوخ.. استدرت واقتربت من النافذة ورأيت بصعوبة أحصنة بعددٍ هائل تقترب من الكوخ ولكن الذي لفت نظري رؤيتي لجدي.. كان على ظهر حصانه في المقدمة وخلفه عدد لا يُستهان به من الجنود..

 

ثم رأيتهُ يوقف حصانه أمام الكوخ وترجل عنه.. وهنا ركضت وفتحت باب الكوخ وهتفت بألم

" جديييييييييي... "

 

ركضت ورميت نفسي عليه وأغرقت رأسي في صدره وأجهشت بالبكاء المرير.. شعرت بيد جدي تحتضن خصري ويده الثانية كان يُربت بها برقة على ظهري ثم سمعتهُ يقول لي برقة

 

" اهدئي حفيدتي.. توقفي عن البكاء صغيرتي.. أنا هنا ولن أترككِ أبداً "

 

شهقت بعنف وقلتُ له بندم و بوجعٍ كبير

" أنا السبب.. أنا السبب جدي.. ألكسندر كاد أن يموت بسببي "

 

أمسك جدي بكتفي وأبعدني عنه برقة ثم مسح دموعي بأصابعه بحنية وقال بنبرة حنونة

" تعالي يولينا.. سوف نتكلم في الداخل.. هيا حفيدتي توقفي عن البكاء "

 

أمسك بيدي ومشى نحو الكوخ.. دخلنا إلى غرفة الجلوس وجلس جدي على الكرسي أمام الطاولة وجعلني أجلس أمامه.. نظر بعاطفة إلى وجهي وقال

 

" هيا صغيرتي توقفي عن البكاء وأخبريني بما حصل معكما طيلة فترة إقامتكِ هنا.. ثم أخبريني كيف حصل الحادث للفارس ألكسندر وبالتفصيل الممل "

 

أومأت له موافقة وتوقفت عن البكاء ونظرت إلى عينيه وبدأت أُخبرهُ بالتفصيل الممل بما حصل معي طيلة إقامتي هنا..


رواية الكونت - فصل 36 - بادليني مشاعري


 وقبل أن أُخبره عن الحادث رأيت جدي جامد بجلستهِ وتعلو التكشيرة وجهه وقاطع حديثي وسألني بصدمة

 

" طيلة هذا الأسبوع ولم تفعلوها؟!.. لم تمارسوا الحُب؟!!.. ما اللعنة؟!!! "

 

نظرت إليه بصدمة ثم احمر وجهي بشدّة وقلتُ له بحياءٍ كبير وبتلعثم

" جــ.. جدي هو.. جدي ما الذي تتكلم عنه؟!.. أنا.. نحن.. هو.. نحن.. نحن لم.. لم نفعلها طبعا "

 

وبصدمة رأيتهُ يهز رأسهُ بعدم الرضا وهو يتمتم قائلا

" هذا الفارس ألكسندر شهم زيادة عن اللزوم... "

 

توسعت عيناي بصدمة لكن جدي ابتسم برقة وتابع قائلا

" حسنا يولينا تابعي التكلم وأخبريني بالتفصيل بما حدث اليوم "

 

كسى الحُزن معالم وجهي  وبدأت أخبرهُ بندم بما حدث في الصباح وكيف أنقذني ألكسندر.. وعندما انتهيت انتفض جسدي بقوة وبرعب عندما وقف جدي وحدق بغضبٍ مهول بوجهي وهتف بحدة وبغضبٍ عاصف بوجهي قائلا

 

" يولينا.. ما الذي فعلته؟!!.. هل فقدتِ عقلكِ؟!! "

 

نظرت بفزع إلى جدي وارتعش جسدي بقوة وقلتُ له بتلعثم

" جدي.. أنا.. أنا.. أنا لــ.. "

 

قاطعني قائلا وقد احمر وجههُ بشدّة من جراء الغضب

 

" كيف فعلتِ ذلك به؟!!.. ها تكلمي؟؟!!.. أين كان تفكيركِ؟!.. ألا تعلمين بأن الفارس ألكسندر يحبُكِ بجنون يا فتاة؟!!!.. حتى الأعمى يستطيع رؤية مدى عشقهِ الكبير لكِ.. لقد ضحى بنفسهِ حتى يُنقذكِ من الموت وهذا دليل كبير على مدى حُبهِ لكِ.. وأنتِ ماذا؟!.. تريدين منه أن يعتذر لكِ لأنه جعلكِ تُقسمين له بشرفكِ وخطفكِ "

 

نظرت إليه برعب وشعرت بألمٍ كبير في صدري.. نعم ألكسندر يُحبني.. لقد عرفت بمدى عشقهِ الكبير لي بعد أن أنقذني اليوم.. وعرفت بأنهُ جعلني أُقسم لهُ بذلك القسم فقط حتى لا أبتعد عنه.. وعرفت كم كنتُ غبية.. عرفت بأنني ألمتهُ ببرودي وهروبي المستمر منه.. سالت دموعي بصمت وهمستُ لجدي بتعاسة

 

" آسفة.. أنا آسفة "

 

حدق جدي بغضب بوجهي وقال بفحيح من بين أسنانه

 

" وفري آسفكِ له.. أنا لا أحتاج لاعتذاراتك.. ألا تعلمين بأنني لم أكن سأسمح له بأخذكِ خارج قصري لو لم أرى بأم عيني كم يُحبكِ؟.. حتى لو أقسمتِ له بشرفكِ كنتُ سأرميه خارج قصري ولن أهتم للمحاكم وللقانون.. لكن لأنهُ يعشقكِ تركتهُ يأخذكِ.. والآن هو على الفراش شبه ميت بسببكِ وبسبب لعنة غبائكِ "

 

وبدأ جدي يشتمُ وهو يسير أمامي ذهابا وإيابا بتوتر بينما أنا كنتُ أبكي بندم وبصمت وأنظر إليه بخوفٍ عميق.. فجأة توقف جدي عن السير ونظر إليّ بغضب قائلا

 

" من الآن وصاعدا سوف تُنفذين أوامري كلها من دون أي اعتراض.. لقد اكتفيت من المصائب التي أغرقتم بها رأسي.. وخاصةً أنتِ يولينا.. وحان الوقت حتى أتصرف بنفسي.. "

 

ارتعش قلبي من جراء الخوف.. فهذه المرة الأولى التي أرى بها جدي غاضب إلى هذه الدرجة.. ثم أشار لي بيده حتى أقف وفعلت فورا.. وقفت أمامه وأنا أفرك يداي بتوتر وأُحدق بوجهه بخوف.. نظر جدي ببرود إلى وجهي وقال بحدة

 

" والآن انتظريني هنا.. إياكِ أن تتحركي "

 

وقفت جامدة بفزع وأومأتُ له موافقة ورأيته يستدير وخرج من الكوخ وسمعتهُ يقول بأمر لرجاله

" أنصبوا الخيم في الأرض.. إقامتنا سوف تطول هنا.. بسرعة تحركوا "

 

جحظت عيناي وحدقت برعب إلى الباب لدى سماعي بما قالهُ جدي وسألت نفسي بخوف.. ألا يريد العودة إلى بييترابيرتوسا؟!.. ماذا ينوي على فعلهُ جدي؟!... لحظات قصيرة ورأيتهُ يدخل ليقف أمامي ويأمرني قائلا

 

" أرشديني فورا إلى غرفة ألكسندر وإياكِ أن تدخلي إلى غرفته من دون إذني.. فهمتِ؟ "

 

نظرت إليه بصدمة وقلتُ له بصوتٍ منخفض مهزوز

" لكن جدي أنا أريــ.. "

 

قاطعني قائلا بغضب وبحزم

" إياكِ أن تعترضي يولينا.. لن تقومي بفعل شيء هنا دون أخذ أذني أولا.. هل فهمتِ ما قلتهُ لكِ أم أعيد تكراره حتى يستوعبهُ عقلكِ الصغير والمُغفل؟ "

 

نظرت إليه بحزن وسالت دموعي فورا وهمست له بوجع

" نعم جدي.. لقد فهمت "

 

حدق ببرود بوجهي وقال

" جيد.. والآن أين هي غرف ألكسندر؟ "

 

أجبتهُ بسرعة

" من هنا جدي "

 

وبدأت بحرقة أمشي أمامه وصعدت السلالم وأنا أزم شفتاي وأبكي بصمت.. فتحت الباب وقبل أن أدخل تجمدت برعب عندما قال جدي

 

" توقفي.. إياكِ أن تدخليها من دون أن أسمح لكِ بذلك.. يمكنك الذهاب الآن "

 

استدرت ونظرت إليه بقهر وقلتُ له بحرقة

" كما تريد جدي "

 

أحنيت رأسي إلى الأسفل ومشيت بخطواتٍ بطيئة ونزلت السلالم وتوجهت نحو المطبخ وتابعت طهي الحساء بحزن... ظل جدي في غرفة ألكسندر لساعة بينما أنا كنتُ أجلس بقهر على الأريكة أنتظره.. فجأة رأيتهُ يقف أمامي وهو يحمل ملابسي بين يده وقال

 

" سوف تنامين بغرفة أخرى.. لقد أخرجت ملابسكِ من الخزانة "

 

رمى بالملابس على الأريكة بجانبه وتابع قائلا

 

" سأطلب من خادمي ليضع ملابسي و أغراضي بالغرفة المجاورة لغرفة الفارس.. إياكِ أن تحاولي التسلل في الليل ودخول غرفتهِ دون علمي.. هل كلامي واضح؟ "

 

أجبتهُ بقهر

" نعم جدي "

 

هز رأسه برضا وتابع قائلا بحدة

" والآن خذي ملابسكِ واختاري الغرفة التي تريدينها.. ونامي.. وفي الصباح جهزي وجبة الفطور وانتظري أوامري "

 

" حاضر جدي "

 

أجبتهُ بطاعة ووقفت ولملمت الملابس عن الأريكة وصعدت... لم أنم طيلة الليل وأنا أفكر بحزن بـ ألكسندر.. شعرت بالقهر بسبب أوامر جدي.. لماذا لا يريدني أن أرى حبيبي ألكسندر؟!.. ألا يعلم جدي بأنني أحترق لرؤيته؟!.. ماذا لو استيقظ ألكسندر وأنا بعيدة عنه؟!.. ماذا لو استيقظ وشعر بالألم وبالجوع؟!..

 

بكيت بحزن لساعات حتى في النهاية غلبني النوم...

" يولينااااااااااااااااااا.. تعالي حالا إلى هنااااااااااااااا.... "

 

استيقظت مُرتعبة بسبب صرخات جدي الغاضبة.. انتفضت برعب وأبعدت الغطاء ووقفت بسرعة وهتفت بفزع

 

" أنا قادمة جدي "

 

خلعت قميص نومي ثم سحبت فستان من الخزانة وارتديته بسرعة وخرجت.. رأيت باب غرفة ألكسندر مفتوح ودون تفكير ركضت ودخلت إلى الغرفة لأجمد بأرضي وأنا أرى بذهول جدي يحاول تهدئة ألكسندر المنهار.. نبض قلبي بعنف وتجمدت دمائي في شراييني عندما سمعت ألكسندر يقول بألمٍ كبير بينما جدي يجلس بجانبه على الفراش ويمسك بيده السليمة يحاول تهدئته

 

" أنا لا أشعر بساقاي.. لا أشعر بهما.. لا أستطيع تحريكها.. لا أستطيع "

 

ارتعش جسدي بجنون وأنا أرى ألكسندر يتخبط بين يدين جدي وهو يصرخ بتلك الكلمات.. لا إلهي أرجوك.. لا لا لا لا لا لا لا!!!... ألكسندر أصبح كسيحاً!!!....

 

 

أدلينا***

 

 

عندما انتهينا من تناول الطعام أكملنا رحلتنا بهدوء وبصمت.. لم أتكلم طيلة الطريق إذ كنتُ شاردة بتفكيري.. أنا زوجتهُ.. يا إلهي أنا زوجة بلاكيوس.. هو يُحبني.. بلاكيوس يُحبني.. ابتسمت برقة وأنا أتذكر كيف مارسنا الحُب في الصباح قرب البحيرة.. لم أستطع مقاومته.. لم أستطع رفض قبلاته ولمساته.. أنا أحبهُ بجنون.. أنا غارق في حُبهِ..

 

رغم أنهُ خطفني إلا أنني لم أغضب منه.. حقيقة ما قالهُ لجدي وأنهُ أراد أن يعترف أمام الجميع في تلك الليلة بأنني زوجته جعلتني أشعر بالسعادة.. لكن ما جعلني أحزن بأنه غاضب مني جداً.. حسنا لا ألومه فقد هربت منه.. لكنهُ المذنب هنا فهو لم يُخبرني بالحقيقة وأنني زوجته وحامل منه.. تركني بغباء أظن أن كل ما عشتهُ هو مُجرد حُلم..

 

وقبل غروب الشمس وصلنا إلى قصر جميل جدا.. وهنا شهقت بصدمة عندما رأيتهُ إذ تذكرت القصر في ذلك اليوم الذي وقعت به عن الجرف.. فتح الحُراس لنا الباب وتابع بلاكي طريقه خارج حدود القصر باتجاه الأرض الملحقة به.. وبعد ربع ساعة أوقفت بلاكيوس الحصان أمام كوخ صغير جميل جدا ورأيت حظيرة مُلحقة به..

 

رواية الكونت - فصل 36 - بادليني مشاعري


 

ما هذا المكان؟!.. سألت نفسي بدهشة وقفز بلاكيوس ووقف على الأرض ثم أمسكني من خصري ورفعني وأنزلني عن ظهر بلاكي.. نظرت إليه بدهشة لكنه أمسك بالجام  وقال بأمر

 

" اتبعيني "

 

مشيت بخطواتٍ بطيئة نحو الحظيرة أتبعهُ بينما كنتُ أنظر حولي بتعجُب.. نظرت إلى بلاكيوس وسألته

" أين نحن؟!.. لمن هذا المنزل؟ "

 

أجابني بسرعة وهو يفتح باب الحظيرة

" هذا منزلنا الجديد.. وأنتِ يا زوجتي العزيزة سوف تهتمين به وبالحيوانات الموجودة في الحظيرة.. وفقط لأنكِ حامل لن أسمح لكِ بفلاحة الأرض "

 

حدقت بذهولٍ كبير إلى وجهه وهتفت بصدمة

" ماذااااااااااااا؟!!!!... "

 

وفورا نظر بلاكيوس إليّ بمكر قائلا

" مرحبا بكِ في منزلكِ الجديد والمتواضع كونتيسة أدلينا ويتلي "

 

توسعت عيناي برعب بينما كنتُ أنظر إلى وجه بلاكيوس إذ عرفت بأنهُ لم يسامحني وأنهُ ينوي على الانتقام مني.. استدار وأدخل بلاكي إلى المكان المُخصص له ثم أغلق البوابة الخشبية الصغيرة وقال بأمر

 

" اتبعيني "

 

بلعت ريقي بصعوبة وتبعتهُ إلى الخارج ثم دخلنا إلى الكوخ والذي كان عبارة عن طابقين.. كان المكان مُظلم من الداخل وفورا اقترب بلاكيوس وأشعل الشموع.. وهنا عندما أضيئت الغرفة أول ما لفتَ نظري رؤيتي لموقد كبير في وسط الغرفة ثم الأثاث كان كله مصنوع من خشب الصنوبر وكان جميل و ساحر و رومانسي..

 

وقفت بوسط الغرفة أتأمل المكان بدهشة وبإعجاب..  اقترب بلاكيوس من الموقد وأمسك بقطع الحطب ورماها بداخله ثم أشعلها.. استدار ونظر إليّ ببرود قائلا

 

" ابدئي بتحضير الطعام.. ستجدين كل ما يلزمك.. لقد سبق وطلبت بتجهيز الكوخ بكل ما نحتاجُ إليه "

 

ثم رفع يده ناحية السلالم وقال

" هناك غرفة نوم واحدة في الطابق العلوي وحمام خاص بها.. عندما تنتهين من تجهيز العشاء اندهي لي "

 

استدار ببساطة وصعد إلى الطابق العلوي.. تنهدت بحزن وفكرت بأسى.. بروده معي لا يُعجبني.. ماذا كان يتوقع مني أن أفعل في حفلة خُطبته؟!.. هل أراد مني أن أقف جامدة وأراه مع امرأة غيري!!.. تبا لحظي المقرف.. كيف كان لي أن أعلم بأنهُ تزوجني وبأن تلك الحفلة كانت مُجرد وهم حتى ينتقم من ابن عمه و تلك العقربة فيرلا.. ثم أنا هربت عندما اكتشفت بأنني ظلمته..

 

اغرورقت عيناي بالدموع ومشيت ببطء نحو المطبخ وبدأت أتفقد الأطعمة والخضروات الموجودة.. بعد ساعة ندهت له

 

" العشاء جاهز "

 

ثواني ورأيتهُ ينزل على السلالم ومشى نحو المطبخ ونظر إلى الطاولة.. نظر باستحسان إلى الأطباق وجلس على الكُرسي وأشار لي بيده حتى أجلس على الكرسي بجانبه..

 

كان يتناول طعامه بصمت بينما أنا كنتُ أُحدق بوجهه دون أن أستطيع إبعاد عيناي عنه.. و لم أستطع إمساك الملعقة إذ يدي كانت ترتعش وغصة كبير تحتل حلقي بسبب تصرفاتهِ الباردة معي.. وفجأة سمعت صوته الخشن يقول بأمر

 

" توقفي عن التحديق بوجهي وتناولي طعامكِ أدلينا "

 

توسعت عيناي بصدمة وفورا أخفضت نظراتي إلى الصحن وبدأت أتناول طعامي بصمت.. بعد دقائق طويلة من الصمت قلتُ له وأنا أخفض رأسي إلى الأسفل

 

" إلى متى ستبقى غاضبا مني؟! "

 

رفعت رأسي موجهة نظري نحوه لتبدأ دموعي بالسيل ببطء على وجنتاي.. رأيتهُ يرفع رأسهُ وأخذ يتمعن في ملامحي بهدوء ليقول بهمس

 

" تريدني أن أسامحكِ أدلينا؟.. و هل كل ما فعلتيهِ بي يمكن أن يُغتفر؟.. هل تظنين فعلا بأنهُ من السهل عليّ أن أسامحكِ وبهذه السهولة؟ "

 

سالت دموعي بكثرة وبللت وجهي وعنقي وقلتُ له بحرقة

 

" سامحني.. أنا أخطأت.. لقد اكتشفت فظاعة ما فعلتهُ بك عندما رأيت لورينزو و توماسو معا في تلك الحفلة.. في تلك اللحظة اكتشفت بأنك لستَ والد توماسو الحقيقي.. في تلك اللحظة اكتشفت فظاعة ما فعلتهُ بك.. اكتشفت بأنني ظلمتُك منذُ البداية وانتقمت من الشخص الخطأ.. لذلك هربت.. أنا آسفة بلاكيوس.. سامحني أرجوك "

 

شهقت بقوة ثم تابعت قائلة لهُ بندم وبحرقة

 

" أعلم بأنني أذيتُك كثيراً.. أعلم جيداً بأن ما فعلتهُ بك لا يُغتفر بينما أنتَ كنتُ مريض وفاقد الذاكرة وتحتاج للمساعدة.. أعلم جيداً فضاحة ما ارتكبتهُ في حقك.. لكن أعذر حماقتي وجُهلي للحقيقة.. أنا أحبُك بلاكيوس ويتلي.. لقد أحببتُك منذ اللحظة الأولى التي رأيتُك بها منذ ستة سنوات في السوق "

 

شهقت وشهقت وشهقت ثم تابعت قائلة له بندمٍ كبير

 

" كان يجب أن أعلم منذُ البداية بأنك بريء.. كان يجب أن أعلم بأنك من المستحيل أن تتركب تلك الجريمة بحق صديقتي.. لكن الحقد كان قد أعمى بصيرتي.. سامحني أرجوك.. أنا لــ... "

 

توقفت فجأة عن التكلم والبكاء عندما وقف بلاكيوس من مكانه وأرجع الكُرسي بعنف إلى الخلف ثم أمسكني بمعصمي  ورفعني بعنف لأقف ثم أمسك بوجهي بكلتا يديه وقال بحدة وبألم وبعذاب

 

" سامحتُكِ ليس لمرة واحدة بل لألف مرة لأنني عشقتُكِ بجنون بينما كنتُ أظن بأنني مُجرد مُشرد لا قيمة له.. تحملت منكِ إهانتكِ لي وتحملت صفعاتكِ لي وتحملت تشويهكِ لوجهي ومعايرتي برجولتي.. تحملت منكِ ما لا يمكن لأي رجل على وجه الأرض تحملهُ فقط لأنني عشقتُكِ بجنون.. وأنتِ ماذا؟.. لم تفهمي مدى عشقي الكبير لكِ وأحرقتِ قلبي.. أحرقتِ قلبي لأنكِ لم تُبادليني مشاعري.. "

 

أبعد يديه عن وجهي ونظرت إليه بأسى.. شعرت بألم يثقل صدري وشعرت بندم لا يمكن وصفه.. انفجرت بالبكاء وقلتُ له بأسف

 

" أعلم.. أنا أعلم كم تحملتَ مني.. سامحني أرجوك.. أنــ.. "

 

قاطعني قائلا بغضب

 

" كم رغبت أن أنتقم منكِ وأجعلكِ تتألمين كما فعلتِ بي لكنني لم أستطع.. ببساطة لم أستطع الانتقام منكِ.. حاولت لكن لم أستطع.. حُبكِ يسير في دمائي وفي روحي.. بسبب عشقي الكبير لكِ لم أستطع أن أنتقم منكِ.. وصدمتي كانت عندما علمت بأنكِ حامل مني.. أردت أن أتزوجكِ وأجعلكِ مُلكا لي إلى الأبد غصبا عن إرادتكِ.. ليس لأنكِ حامل بطفلي بل لأنني أعشق الأرض التي تدوسين عليها.. ولكن بسبب الحادث الحكيمة أعطتكِ مشروب لنبتة نادرة.. بسببها لم تتذكري ما حصل.. وبسببها اكتشفت حُبكِ لي.. "

 

نظر بجمود إلى وجهي وقال بحرقة

 

" لولا ذلك لم أكن سأعلم بأنكِ تُبادليني مشاعري.. شعرت بسعادة لا توصف وسامحتُكِ مُجددا وقررت أن أعترف أمام الجميع بأنكِ زوجتي وأُم أطفالي لكنكِ هربتِ مني.. طلبت منكِ في ذلك اليوم بأن تثقي بي.. طلبت منكِ أن تصبري لكنكِ لم تفهمي.. لقد امتنعت عن إخباركِ الحقيقة بما أنوي فعلهُ في الحفلة حتى أحميكِ من لورينزو و فيرلا.. كنتُ خائف أن يعلموا بأنني تزوجتُكِ و بأنكِ حامل مني.. كنتُ خائف أن يصل الخبر لـ لورينزو دون علمي ويذهب ويؤذيكِ.. لذلك أخفيت الأمر عن الجميع وخاصةً عنكِ.. حتى لا تتأذي "

 

كنتُ أقف جامدة أنظر إلى بلاكيوس بصدمة وأنا أبكي بصمت..

 

كان بلاكيوس يتحكم في نفسه بصعوبة.. وكم كان يتمنى في هذه اللحظة أن يخبئها بين أضلعه ويقبلها بجنون لكنه كان ما زال غاضبا منها..

 

نظر بلاكيوس إلى وجهي بحزن وقال

 

" إلى متى ستظلين تؤلمين قلبي وفؤادي؟!!.. إلى متى أدلينا؟!.. ألا تعلمين أن للصبر حدود؟!!.. وأنا حدودي انتهت هنا... "

 

وفورا صرخت بحرقة ورميت نفسي عليه وحضنتهُ بشدّة وقلتُ لهُ ببكاء

 

" لاااااااااااااا.. لا حبيبي لاااااااااا.. أعطني فرصة حتى أثبت لك مدى حُبي لك وأنني تغيرت.. أرجوك بلاكيوس.. سأفعل أي شيء تريدهُ.. فقط سامحني حبيبي.. سامحني... "

 

أمسك بلاكيوس بكتفي وأبعدني عنه قليلا ثم نظر إلى وجهي وقال لي تحدي

" أي شيء!!.. ستفعلين أي شيء أدلينا حتى أسامحكِ؟ "

 

نظرت إليه من خلال دموعي وقمتُ بهز رأسي موافقة بقوة وأنا أقول

" نعم.. سأفعل أي شيء تريدهُ.. فقط سامحني.. سامحني واسمح لي بأن أُعبر عن مدى عشقي الكبير لك.. دعني أُعبر لك عن مدى ندمي لأنني ظلمتك "

 

أخفض رأسهُ قليلا وهمس بأذني

" إذاً بادليني مشاعري.. بادليني الحُب الذي أكنهُ لكِ أدلينا "

 

رقص قلبي بسعادة لا توصف وكاد أن يغمى عليّ.. ابتسمت بسعادة عندما رأيت كونتي يتأملني بنظرات عاشقة


رواية الكونت - فصل 36 - بادلني مشاعري


تمسكت بخصر بلاكيوس بكلتا يداي ووضعت جبيني على خاصته.. حاوط بلاكيوس خصري بكلتا يديه وألصقني بصدره وقال

 

" بادليني الحُب حبيبتي.. اجعليني أغرق في بحر عشقكِ جنيتي الحمراء وبادليني مشاعري كلها.. أعطفي على قلبي وأحبيه كما يُحبكِ.. بادليني الحُب الذي أكنهُ لكِ أدلينا "

 

وهنا ابتسامة رقيقة سعيدة شقت ثغري وأغمضت عيناي وتنهدت بسعادة.. إذ عرفت بأن الحياة ابتسمت لي أخيرا....



انتهى الفصل






فصول ذات الصلة
رواية الكونت

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©