رواية الكونت - فصل 37 - كونتيسة قلبي
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. روعه روعه روعه 🎉🎊💝🎊🎉💯✨🔥🔥😖🔥🔥

    ردحذف
    الردود
    1. شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا

      حذف
  2. يجنن البارت عاشت ايدج

    ردحذف
  3. روووووووووووووووووووعه🤗💞💘💗💘💞💖💝💕💖💖💝💕💝💝💝💕💕💝♥️♥️💛❤♥️💕💝💖💛❤💛💛💛💋

    ردحذف

رواية الكونت - فصل 37 - كونتيسة قلبي

رواية الكونت - فصل 37 - كونتيسة قلبي

 


كونتيسة قلبي

فصل ما قبل الأخير




يولينا**



" أنا لا أشعر بساقاي.. لا أشعر بهما.. لا أستطيع تحريكها.. لا أستطيع "

 

ارتعش جسدي بجنون بينما كنتُ أرى ألكسندر يتخبط بين يدين جدي وهو يهتف بهستيرية بتلك الكلمات.. لا إلهي أرجوك.. لا لا لا لا لا لا لا!!!... ألكسندر أصبح كسيحاً!!!...


وقفت جامدة بأرضي أنظر بصدمة كبيرة إلى ألكسندر.. وبدأ الخوف يسيطر على جسدي.. خوف مهول قاتم سكن قلبي.. سمعت بوضوح دقات قلبي المتسارعة وارتعش جسدي بعنف عندما رأيت ألكسندر يرفع رأسهُ وحدق باتجاهي بصدمة في البداية ثم بكرهٍ كبير.. وفجأة هتف بوجهي بغضبٍ مهول لدرجة أن عروق عنقه نفرت كلها

 

" أُخرجيييييييي.. أُخرجي من هناااااااا.. لا أريدُ رؤيتكِ أمامي.. أخرجي حالااااااااااااا... "

 

انتفض جسدي برعب وفورا اغرورقت عيناي بالدموع.. ألكسندر يكرهُني!!.. ألكسندر أصبح كسيحاً بسببي والآن هو يكرهُني.. فكرت بألم لم أستطع احتماله وشعرت بقلبي يحترق حُزنا و ألما وندماً على حبيبي.. أنا السبب.. أنا السبب بما حصل له..

 

هتفت بحرقة بداخلي وأنا أبكي بصمت.. ترنح جسدي عندما هتف ألكسندر مُجددا بوجهي وبكرهٍ كبير

" أخرجييييييي.. لا أريدُ رؤيتكِ ورؤية وجهكِ أمامي.. اذهبي حالاااااااااااااااا "

 

شعرت بصدمة كبيرة لمدى كُرهه لي وشهقت بقوة ولم أتوقف عن البكاء بمرارة.. التفت جدي ونظر إلى وجهي بغضب وقال بحدة و بأمر

 

" يولينا.. لقد سمعتِ جيداً ما قالهُ الفارس لكِ.. أخرجي وانزلي إلى الأسفل ستجدين في المطبخ أعشاب موجودة في سلة تم وضعها على الطاولة.. سخني مياه في القدر واغلي القليل من تلك الأعشاب وعندما تنتهين اندهي لي.. هيا بسرعة تحركي "

 

تمالكت نفسي بصعوبة من الصدمة و أومأت لجدي موافقة.. حاولت ابتلاع ريقي ولكن حلقي كان جاف تماماً.. نظرت إلى ألكسندر بندم وألم كبيرين ثم استدرت وأجبرت نفسي على السير نحو الباب وخرجت.. مشيت مترنحة إلى الأسفل ولم أتوقف للحظة عن البكاء..

 

حبيبي أصبح كسيحاً بسببي.. كيف سوف يُسامحني يوما؟!.. الفارس العظيم ألكسندر بورغيسي أصبح كسيحاً بسبب حماقتي وعنادي.. دخلت إلى المطبخ وهنا انهرت بالكامل.. سقطت جالسة على الأرض وانحنى ظهري وبكيت كما لم أفعل سابقا.. بكيت بندم وبوجع الروح.. بكيت حُزنا و بتعاسة و بدمار.. بكيت بحرقة روح على حبيبي..

 

أنيت بقوة ثم رفعت رأسي وهمست بوجعٍ كبير

" سامحني ألكسندر.. سامحني أرجوك "

 

أغمضت عيناي وسالت دموعي كالشلال على وجنتاي.. كانت كل خلية في جسدي ترتعش بقوة وأحسست بالنار تكوي روحي.. أنا لا أستطيع مُسامحة نفسي فكيف سوف يُسامحني ألكسندر؟!!. كيف سيفعل ذلك؟!!.. لقد دمرتهُ ودمرت مستقبلهُ بسبب غبائي..

 

بعد دقائق أجبرت نفسي على الوقوف ومسحت دموعي ونظرت إلى الطاولة ورأيت سلة كبيرة بداخلها نوع غريب من الأعشاب.. يجب أن أكون قوية من أجله.. سأفعل المستحيل حتى أجعلهُ يُسامحني ويتحسن في أقرب وقت.. فكرت بتصميم وبدأت بتحضير ما أمرني به جدي...

 

 

ألكسندر***

 

 

فتحت عيناي بضعف وحاولت التحرك لكنني لم أستطع.. سمعت صوت رجل يهمس لي براحة قائلا

" أخيرا استيقظت أيها الفارس النبيل.. ألف سلامة عليك "

 

نظرت إلى اليسار ناحية الصوت وعقدت حاجبي عندما رأيت اللورد رومين يجلس بجانبي.. لماذا اللورد رومين يجلس بجانبي وهو يُحدق بوجهي بحنية؟!... فكرت بدهشة ثم رفعت نظراتي وحدقت في الغرفة.. أنا في غرفتي في كوخ الصيد!.. تسألت بداخلي بدهشة ثم أغمضت عيناي إذ شعرت بألمٍ رهيب في كامل أنحاء جسدي.. وشعرت بألمٍ فظيع في كل عظمة في جسمي..

 

تأوهت بقوة وفتحت عيناي وهمست بضعف

" أريدُ ماء.. أشعرُ بالعطش "

 

ساعدني اللورد رومين ورفعني قليلا ووضع الوسادات خلف ظهري ثم أحضر لي كوب من الماء وقال

" سوف أساعدك لا تقلق "

 

حاولت تحريك يدي اليمنى لكن ألم فظيع منعني عن فعل ذلك.. نظرت إليها ورأيت بصدمة رضوض مُخيفة وضمادات عليها.. نظرت إلى يدي اليسرى ورأيت بصدمة أنه تم تمضيضها بالكامل وتم رفعها بقطعة قماش حول عنقي.. يدي مكسورة؟!!.. همست بدهشة بداخلي وسمعت اللورد رومين يقول

 

" هيا افتح فمك حتى تشرب الماء.. سوف تتحسن لا تقلق "

 

ساعدني بشرب كوب الماء ثم وضعهُ على المنضدة وجلس جامدا يُحدق بوجهي بتمعُن.. ثم تنهد بخفة وقال

 

" أريدُ أن أشكرك لأنك أنقذت حفيدتي الغبية من الموت.. كانت ستموت لو لم تقذفها بعيدا عن الجرف.. للأسف لقد سقطتَ عن الجرف وعرضتَ نفسك للموت.. الحمدُ اللّه بأنك قوي وإصاباتك ليست خطيرة كثيرا.. "

 

وهنا جحظت عيناي إذ تذكرت ما حدث.. كم شعرت بالخوف على يولينا وأنا أراها تركض ناحية الجرف.. وبسرعة ركضت وقفزت أمامها ودفعتُها إلى الخلف لكي لا تقع.. لكن فجأة شعرت بالأرض أسفلي تتحرك وقبل أن أستطيع التحرك والابتعاد انهارت الأتربة أسفلي وسقطت..

 

تذكرت بصدمة كيف كنتُ أحاول التشبث بأي شيء حتى أتوقف عن التدحرج لكن سقطتي كانت قوية ولم أستطع التحرك.. تذكرت كيف صرخت بقوة وبألمٍ رهيب عندما خبطت يدي اليسرى بصخرة ثم ظهري ثم وجهي.. وهذا كان آخر شيء أتذكره...

 

نظرت برعب إلى اللرود رومين وسالتهُ بقلقٍ رهيب

" يولينا.. هل هي بخير؟!.. هل أصابها أي مكروه؟!!... "

 

رفع رومين حاجبه بدهشة ثم أخذ نفسا عميقا وزفرهُ بهدوء وأجابني

" قبل أن تسألني عن صحتك وما حصل لك تسأل عن حفيدي الحمقاء؟! "

 

هز رأسهُ بإعجاب وتابع قائلا لي وهو يُربت على يدي اليمنى بخفة

" لا تقلق فارس ألكسندر.. حفيدتي الحمقاء بصحة جيدة جدا.. وذلك بفضلك طبعا.. فقط رأسها الفارغ يحتاج إلى بعض التعديلات "

 

نظرت إليه بدهشة ثم تنهدت براحة عندما تأكدت بأنهُ لا يكذب عليّ و بأن يولينا بخير.. نظرت إليه وطلبت منه بلهفة

" أريدُ رؤيتها سيدي اللورد.. أين هي الآن؟.. دعها تأتي لو سمحت "

 

تنهد رومين بقوة وقال

" أنتَ غارق في عشقها أيها الفارس لدرجة بأنك لم تسألني عن إصاباتك وما خطورة وضعك الصحي "

 

أجبتهُ بسرعة ودون أي تردد

" نعم.. أنا أعشق يولينا منذ زمنٍ بعيد.. لا يهمني شيء في الحياة سوى أن تكون هي بخير وسعيدة "

 

نظر اللورد رومين بإعجاب وتقديرٍ كبير إليّ وقال

" أنتَ فعلا فارس نبيل وشهم وعزيز النفس.. حفيدتي الحمقاء محظوظة جداً لأنك أحببتها "

 

ثم نظر بأسف إلى وجهي وتابع قائلا

" لكن اسمح لي بأن أرفض طلبك.. أنا لن أسمح لحفيدتي برؤيتك عقاباً لها "

 

عقدت حاجبي ونظرت إليه بشك.. هو يُخفي شيئا عني!.. هل كذب عليّ بأنها بخير؟!.. لا!!.. يولينا يجب أن تكون بخير.. لن أتحمل فكرة خسارتها أبدا..

 

أبعدت بيدي السليمة الغطاء عن جسدي وحاولت النهوض.. كنتُ أريد الذهاب بنفسي والاطمئنان عنها.. لكنني نظرت بصدمة إلى ساقاي عندما لم أستطع تحريكها.. حاولت مجددا تحريك قدماي لكن لم أشعُر بها.. جحظت عيناي ونظرت إليها برعبٍ كبير.. كنتُ أستطيع رؤية الرضوض المخيفة بها ولكن ما أرعبني أكثر هو عدم الشعور بها وعدم قدرتي على تحريكها.. نظرت إلى اللورد رومين بفزع وهتفت بهستيرية

 

" أنا لا أشعُر بهما!.. لا أشعُر بهماااااا... لماذا لا أستطيع تحريك ساقاي والوقوف؟!.. لماذااااااااا؟!!... "

 

حاول اللورد رومين تهدئتي وقال لي وهو يمسك بكتفي ويحاول جعلي أتسطح

" اهدأ لو سمحت.. لا تخف هذا مــ.. "

 

قاطعتهُ هاتفا بغضب أعمى وأنا أُبعد يديه عني

" لااااااااااا.. لا تكذب عليّ.. أخبرني الحقيقة.. هل أصبحتُ كسيحاً؟!!.. أجبني أرجوك "

 

نظر إلى وجهي بحزن وهنا فقدت ما تبقى من أعصابي.. بدأت أتخبط بجنون وأصرخ بهستيريا

" لاااااااااااااااااااا.. لماذا أناااااا؟!!!.. لماذااااااااااااااا؟!.. ما الذي فعلته حتى أستحق ذلك؟!... "

 

كنتُ أصرخ وأحاول الوقوف لكن دون جدوى.. حاولت وحاولت لكن لم أشعُر بساقاي.. حاول اللورد رومين تهدئتي لكنني لم أستمع إليه.. سمعتهُ ينده لـ يولنا وهنا تجمدت عيناي على قدماي وحدقت بكرهٍ كبير إليهما.. بسببها أصبحتُ مشلولا.. تحولت إلى كسيح لا نفع له..

 

لم أرغب برؤيتها حاليا لأنني لم أكن أريد رؤية الشفقة في عينيها كما أراها الآن في عيون جدها.. لم أرغب برؤيتها لأنني غاضب منها.. شعرت بألمٍ كبير في صدري وهتفت بلوعة

 

" أنا لا أشعر بساقاي.. لا أشعر بهما.. لا أستطيع تحريكها.. لا أستطيع "

 

وعاودت مقاومة اللورد رومين ولم أسمع كلمة تفوه بها لي.. كان يمسك بذراعاي ويحاول تهدئتي لكنني كنتُ أتخبط بجنون وبحرقة بين يديه.. لقد أصبحتُ كسيحاً لا نفع له.. سأكون عالة على من أحبهم..

 

سمعت باب الغرفة ينفتح وعرفت بأنها أتت.. رفعت رأسي ونظرت إليها بصدمة إذ لم أكن أريدُها أن تراني على تلك الحالة.. وغضبت هنا بجنون لرؤيتي لنظراتها الصادمة 


رواية الكونت - فصل 37 - كونتيسة قلبي


نظراتها تلك دمرتني.. جعلتني أشعُر بعجزي أمامها.. إحترق قلبي من الألم وهتفت بوجهها بجنون 

 

" أُخرجيييييييي.. أُخرجي من هناااااااا.. لا أريدُ رؤيتكِ أمامي.. أخرجي حالااااااااااااا... "

 

عدم رؤيتها أمامي أهون لي بكثير من رؤيتها تنظر إليّ بشفقة وحُزن.. وهنا هتفت بغضب وبألم وبجنون بوجهها

 

" أخرجييييييي.. لا أريدُ رؤيتكِ ورؤية وجهكِ أمامي.. اذهبي حالاااااااااااااااا "

 

وهنا أخفضت رأسي وبدأت أحاول إبعاد اللورد رومين عني وأنا أتخبط بغضبٍ كبير.. سمعتهُ يتكلم مع يولينا لكنني لم أهتم لمعرفة ما يقوله لها.. كنتُ فقط أريد التنفيس عن حُزني وألم روحي والبقاء بمفردي.. أنا لا أريد أي شفقة من أحد..

 

" اهدأ وتوقف عن التخبط كالمجانين.. توقف حالااااااااااااااااا... "

 

هتف اللورد رومين بوجهي بغضبٍ مهول وفورا تجمدت ونظرت إليه بصدمة.. ابتسم برقة وقال بنبرة هادئة

 

" أنتَ لستَ كسيحاً أيها الفارس.. لذلك لا داعي للخوف واهدأ "

 

نظرت إلى وجهه بدهشة ثم أجبتهُ بحزن

" سيدي اللورد.. لا تكذب عليّ لو سمحت.. أنا لا أستطيع الشعور بساقاي.. أنــ.. "

 

قاطعني قائلا ببرود

 

" أنا لا أكذب.. في الأمس عندما دخلت إلى قصرك رأيت الطبيب ليو والذي قام بفحصك وشرح لي حالتك.. رضوض كثيرة في جسدك.. أنتَ لن تستطيع الحركة لأسبوعين أو ثلاثة لكنك سوف تتحسن.. وهذا جيد لخطتي إذ حفيدتي الحمقاء تظن حالياً بأنك أصبحتَ كسيحاً "

 

نظرت إليه بذهول ورأيتهُ يبتسم بخبث ثم تابع قائلا

" أنا أعلم جيدا كم ألمتك يولينا.. وأعلم جيداً بأنك تريد مُعاقبتها.. لذلك ما رأيك بأن ندعها تظن بأنك أصبحتَ بسببها كسيحاً و بأنك أصبحتَ تكرهها ولا ترغب برؤيتها؟!.. و... "

 

توقف عن التكلم ثم غمزني وقال

" و أنك ستتزوج من فتاة أنا شخصياً سأختارها لك حتى تهتم بك وترعاك إلى الأبد.. ما رأيك بخطتي ألكسندر؟!.. هل أعجبتك؟!!... "

 

عقدت حاجباي ونظرت إليه بذهولٍ شديد.. حسنا رغم شعوري بالراحة بأنني لستُ كسيحاً لكن لن أنكُر بأنني أرغب وبشدّة بمُعاقبة يولينا.. وهنا أجبتهُ بحزن

 

" ألا تظن بأن خطتك ستكون قاسية جداً عليها ومؤلمة؟ "

 

قهقه رومين بخفة ثم أجابني بثقة

 

"  لا تقلق عليها.. فكما تعلم حفيدتي الحمقاء تُحبك جدا لكن بسبب غبائها الشديد ترفض الاعتراف لك بذلك وترفض أن.. احمممم تفعلوها.. وترفض أن تتزوج بك.. كان يجب في الأسبوع الماضي أن تجعلها حامل بحفيد جديد لي يكون قويّ لكنك و للأسف شهم زيادة عن اللزوم "

 

توسعت عيناي بصدمة وضحك رومين بمرح وعندما هدأ تابع قائلا لي بجدية

 

" يولينا ستتحمل.. هي قوية لا تخف عليها.. وبسبب صمتكَ الآن أظن بأنك موافق على خطتي.. لذلك سوف أخبرُك بما يتوجب عليك فعلهُ و بالحرف الواحد.. وإياك ثم إياك أن تضعف أمامها وتُفشل خُطتي.. هل فهمت؟ "

 

أومأت له موافقا دون أن أستطيع التفوه بحرف بسبب دهشتي الكبيرة من تصرفات اللورد رومين العجيبة.. هو غريب الأطوار قليلا!!..

 

وبدأ اللورد يتكلم ويشرح لي عن خطته.. لكن لأكون صادقا أعجبتني خطتهُ الشريرة كثيراً.. مسكينة حبيبتي الرقيقة يولينا فما ينتظرها كثير..

 

عندما انتهى اللورد رومين سألني فورا إن كنتُ موافقا وفورا أجبتهُ بنعم وتابع قائلا وهو يقف وينظر بسعادة إلى وجهي


" رائع.. إذا لقد اتفقنا... عليك أن تتبع الخطة بحذافيرها.. خطتي سرية ولن يعرف عنها أحد سوانا.. و.. "

 

توقف عن التكلم عندما سمع يولينا تنده لهُ بصوتٍ مُختنق.. ابتسم بمكر وتابع قائلا

" والآن عليك أن تبدأ بتنفيذ ما اتفقنا عليه.. وأكرر لك من جديد.. إياك أن تضعف أمامها وأمام دموعها.. فهمت؟ "

 

أجبتهُ مجددا موافقا ورأيتهُ يستدير ويخرج من الغرفة.. بعد دقائق عاد ليدخل وهو يحمل كوب بيده وخلفه كانت يولينا.. وفور رؤيتي لها أشحت بنظراتي عنها وشعرت بالحزن لأنني رأيتُها حزينة و مُنكسرة.. لكن يجب أن أُلقنها درسا لن تنساه حتى تتوقف عن إيلامي والهروب مني..

 

" يولينا.. جهزي الفطور واجلبيه لنا ثم جهزي نفسكِ.. سنرحل من هنا بعد ساعتين.. سنعود إلى بييترابيرتوسا.. ولا أريد أي تأخير منكِ.. هل كلامي واضح؟ "

 

" نـ.. نعم جدي "

 

سمعتُها بغصة تُجيب جدها بحزن.. بعد ذهابها أغلق رومين الباب ثم اقترب وجلس على طرف السرير وقال

 

" هذا الشراب مفيد لصحتك.. لقد أمرت رجالي بجلب نبتة البيغونيا فهي مُفيدة جدا لآلام الجسم والعضلات.. ستجعلك تسير في أقرب وقت.. لكن طبعا على يولينا أن لا تعلم بذلك "

 

تنهدت بخفة وبدأ رومين يساعدني بشرب هذه الخلطة العجيبة والتي طعمها كان مر.. عندما انتهيت شكرتهُ بهدوء ثم ساعدني بارتداء ملابسي.. وعندما أتت يولينا وهي تحمل بيدها صينية الفطور لم أنظر إليها أيضا واتبعت خطة الجد رومين.. رغم شعوري بالألم عليها إلا أنني أجبرت نفسي على فعل ذلك بها...

 

وهكذا بعد مرور ساعتين ذهبنا جميعا إلى قرية اللورد رومين.. عندما وصلنا رأيت لورا تسير برفقة رومانو في الحديقة.. وفور رؤيتها لنا ركضت ووقفت أمام عربتي وهي تُحدق بخوفٍ كبير إليّ.. كان حراس اللورد رومين يحملون جسدي بحذر وأخرجوني من العربة..

 

" ألكسندر.. يا إلهي ما الذي حدث لك؟!!.. "

 

وقبل أن أُجيبها سمعت رومين يقول بنبرة باردة

" حادث مؤسف وحزين.. هذا ما حصل له.. الفارس ألكسندر أصبح كسيحاً و... "

 

وهنا سمعت بحرقة صرخة ألم تخرج من فم يولينا ثم رأيتُها تركض إلى القصر وتدخله وهي تبكي بحرقة.. رفعت لورا يديها ووضعتها على فمها وبدأت تبكي ورأيت صديقي رومانو يقف بجانبها وهو يعانقها وينظر بأسف إلى وجهي وقال

 

" آسف صديقي على ما حصل لك.. سأفعل المستحيل و سأجد لك أهم الأطباء في البلد حتى تشفى قريبا وتستطيع السير من جديد على قدميك.. أعدُك بذلك "

 

ابتسمت له ابتسامة نابعة من قلبي.. رومانو لطالما كان حنونا وصادقا ومخلصا معنا.. وأنا أعلم جيداً بأنني لن أستطيع كتم السر عنهُ كثيرا.. سأطلب منه ليكتم سري عندما أفعل وأُخبره به..

 

أدخلوني إلى القصر ثم صعدوا بي إلى غرفة في الطابق الثالث وأمر رومين الخدم بالاهتمام بي وذهب.. كانت لورا تجلس على طرف السرير وتبكي بحزن وتشهق دون أن تستطيع رفع عينيها عن قدماي.. تنهدت بحزن وقلتُ لها

 

" عزيزتي لورا.. توقفي لو سمحتِ عن البكاء.. لا أُحب رؤية دموعكِ وأراكِ تتألمين بسببي.. تعلمين ذلك جيدا لذلك توقفي عن البكاء صديقتي "

 

رفعت عينيها وحدقت بألمٍ كبير إلى عيناي ثم عانقتني بخفة وأجهشت بالبكاء.. تنهدت بحزن وداعبت خصلات شعرها بيدي السليمة ورأيت رومانو يتأملنا بحزنٍ كبير.. عندما هدأت لورا ابتعدت عني ومسحت دموعها وسألتني

 

" كيف حصل معك الحادث؟!.. أخبرني أرجوك "

 

نظرت إليها بأسى وتذكرت ما قالهُ لي اللورد رومين.. لقد طلب مني أن أُخبر الجميع بحقيقة ما حدث حتى يغضبون من يولينا ويتم إلقاء اللوم عليها.. رغم أنني لم أكن موافقا على ذلك لكن من أجل خطتهِ الجُهنمية فعلت.. أخبرت لورا بالتفصيل عن الحادث وعندما انتهيت رأيت وجهها تكتسيه حمرة الغضب وعينيها قذفت بحمم بركانية.. وقفت وهتفت من بين أسنانها قائلة بحدة

 

" لا هذا كثيررررررررر... بسببها كنتَ ستصبح كسيحا في ما مضى.. وبسببها من جديد أصبحتَ كسيحاً.. سأقتلهااااااااا... "

 

" لوراااااااااا... "

 

هتفت بقوة عندما رأيتُها تقف و تبتعد متجهة بسرعة نحو الباب.. لكنها وقفت أمام الباب جامدة عندما سمعت صرختي.. نظرت إليها بحزن وقلتُ لها

 

" لا تفعلي لأجلي.. إن كان لدي معزة كبيرة في داخلكِ لا تؤذي يولينا من أجلي.. لو سمحتِ "

 

أدارت رأسها ناحيتي وحدقت بحزن إلى عيناي ثم استدارت وخرجت من الغرفة راكضة وهي تبكي بحرقة.. سمعت رومانو يتنهد بحزن ثم ذهب وأغلق الباب وعاد واقترب ليقف أمام سريري وقال

 

" أعذرها.. فهي تشعُر بالألم.. أنتَ تعلم بأنها لا تستطيع أذية أحد فقلبها رقيق جدا.. كما أنها حامل بطفلي لذلك هي سريعة الانفعال "

 

ابتسمت له برقة وأجبته

" صحيح.. أنا لم أقم بتهنئتك لأنك ستصبح أب قريبا.. مبروك رومانو ستكون أبا رائعا لطفلك.. أتمنى لك السعادة الأبدية مع لورا فأنتَ تستحقها "

 

ثم جلس رومانو على الكرسي أمام السرير وبدأ بحزن يُخفف عني وهو يعدني بأنني سأشفى قريبا.. ومثل عادتي لم أستطع أن أكذب عليه وأخبرته بالحقيقة الكاملة.. عندما انتهيت رأيتهُ ينظر بذهولٍ كبير إلى وجهي ثم فجأة غرق رومانو بالضحك وأصبح وجهه أحمر.. وعندما كان يتوقف عن الضحك كان ينظر إلى وجهي ويعاود الضحك بجنون من جديد..

 

نظرت إليه بغضب عندما توقف أخيرا عن الضحك وسألتهُ بغيظ

" هل اكتفيت من الضحك؟!.. أصبح بإمكاننا التكلم الآن "

 

رأيتهُ يضغط على شفتيه بقوة حتى يمنع نفسه من الضحك وهز رأسهُ بقوة موافقا.. لويت فمي ثم أجبته

" حقا رومانو تضحك عليّ أنا!!.. لقد أخبرتُك بأنها خطة جدك الماكر وليست خطتي "

 

قهقه رومانو بخفة رغما عنه ثم استقام بجلسته وأراح ظهره على المقعد وقال

 

" جدي تفكيرهُ غريب جداً.. لا أنكر خطتهُ مذهلة.. لكن عليك ألكسندر أن تحذر منه فأنتَ لا تعلم ما يخبئهُ لك أيضا.. فجدي ماكرٌ جداً فهو يأكل مع الذئب وينبح مع الكلب ويبكي مع الراعي المسكين.. هههههه.. كما أنهُ مُنحرف قليلا "

 

أجبتهُ بسرعة

" منحرف قليلا؟!.. جدك اللورد رومين أكثر رجل مُنحرف رأيتهُ في حياتي كلها "

 

غرقنا في الضحك معا وعندما هدأنا ابتسم رومانو وقال

" سأتزوج من حبيبتي لورا بعد يومين.. كان سبق وجهز جدي لكل شيء.. وكما علمت بأنهُ سبق وجهز لزفافك أيضا من يولينا "

 

ابتسمت بحزن وأجبته

 

" نعم لقد فعل.. لقد تلقيت رسالة منه في الأمس وأعلمني بذلك.. كنتُ سعيد لأنه وافق على زواجي من حفيدته رغم ما فعلتهُ في قصره.. لكن للأسف يولينا هربت وتغير كل شيء.. ثم هل ستتزوج فعلا دون حضور بلاكيوس؟!.. وكذلك أريدُ أن أعلم كيف هي علاقتك مع والديك الحقيقيين؟! "

 

ابتسم رومانو برقة وأجابني

" يبدو بأننا جميعنا سنتزوج دون وجود وعِلم بلاكيوس.. أولا نيكولاس ثم أنا وبعدها أنت "

 

صمتَ قليلا وتابع قائلا بحنية

 

" أبي مارشيلو وأمي مونيكا رائعين جدا.. لم أستطع سوى أن أعشقهما فور تعرفي عليهما.. كم تعذبا وتألما لسنين طويلة بسبب ذلك الحقير فابيو.. في البداية لم أكن أرغب بمعرفة من هم أهلي الحقيقيين عندما علمت بأنني لستُ ابن فبيانو.. لكن عندما اكتشفت الحقيقة أصبح لدي فضول كبير حتى أتعرف عليهما.. وبفترة قصيرة جدا عشقتهما جداً.. فخلال أسبوع واحد فقط توطدت علاقتي بهما كثيراً.. لكن طبعا أبي فبيانو لديه مكانة خاصة في قلبي لا يستطيع أحد تخطيها.. أنا أخيرا أشعُر بالسعادة الحقيقية هنا.. أنا سعيد لأنني أخيرا التقيت بأهلي ولأنني سأتزوج من معشوقتي "

 

نظرت إلى وجه رومانو بسعادة ثم قلتُ له

" أنا سعيد من أجلك.. تستحق كل السعادة رومانو.. مبروك لك صديقي "

 

ثم تابعت قائلا له بجدية

" لكن تذكر جيداً إياك بأن تُخبر أحد بسري وخاصةً جدك رومين.. سوف يقتلني إن علم بأنني قد أخبرتُك بالحقيقة وما خططنا لفعله "

 

وقف رومانو وابتسم بوسع ثم قال بجدية

" لا تقلق من ناحيتي.. لن أتفوه بحرف أمام أحد وخاصةً أمام جدي المنحرف والرائع "

 

ضحك بخفة وتابع قائلا

" استرح صديقي.. يجب أن أذهب وأرى لورا إن كانت بخير "

 

بعد ذهابه أغمضت عيناي وتنهدت براحة وهمست قائلا

" قريبا حبيبتي سوف تكونين لي إلى الأبد "

 

 

يولينا***

 

يومين مليئين بالأسى والحزن والتعاسة مضوا على وجودي في قصر جدي.. جدي رومين لم يسمح لي أبدا برؤية حبيبي ألكسندر.. حتى عندما بكيت وتوسلت لأمي حتى تطلب منه أن يسمح لي برؤيته رفض جدي كليا عندما طلبت منه أمي ذلك..

لقد أصبح جدي جداً قاسيا معي.. والمحزن بأن الجميع غضب مني لأنني السبب بما حصل لحبيبي ألكسندر.. لقد أصبحتُ منبوذة من الجميع.. حتى لورا كانت غاضبة مني ولم تتكلم معي أبدا..

 

وها أنا اليوم في زفاف لورا أجلس في زاوية طاولة الشرف الكبيرة في قاعة الاحتفال أنظر ببؤس إلى حبيبي ألكسندر وهو يجلس على الكرسي المتحرك بعيدا عني ويتكلم مع الرجال..

 

بسبب جُبني لم أستطع الاقتراب منه والتكلم معه.. لكن ما جعلني أتحمل وأصبر رؤيتي لوجهه الجميل.. رغم الجراح في وجهه إلا أنه كان يبدو وسيماً جدا.. رؤيتي له من بعيد أسعدت قلبي الحزين.. وكم رغبت لو أستطيع الاقتراب منه وتقبيله وطلب السماح منه.. لكن للأسف لا أستطيع فعل ذلك أولا لأن جدي منعني من الاقتراب منه وثانيا لأن ألكسندر رفض كليا أن أراه..

 

لقد حاولت أن أراه كثيرا لكنه كان يرفض رؤيتي.. لقد وضع جدي حارسين أمام باب غرفة ألكسندر لمنعي من الدخول إليها وعندما طلبت منهما أن يسألوا ألكسندر إن كان يسمح لي برؤيته رفض رفضا قاطعا.. كم تألمت وبكيت وترجيتهُ خلف الباب حتى يراني لكنه رفض..

 

تنهدت بأسى وأنا أراقبهُ من بعيد.. لم أستطع أن أزيل عيناي عن وجهه للحظة واحدة.. لقد اشتقتُ له بجنون..

 

كان يوجد فرقة موسيقية تعزف معزوفات جميلة وكان عدد لا يُستهان به من الضيوف يرقصون على أنغامها في حلبة الرقص.. لورا كانت تبدو جميلة جدا بفستان زفافها الأبيض أما رومانو لم تُفارق وجهه الوسيم ابتسامتهُ السعيدة.. الجميع كان فرح وسعيد إلا أنا...

 

فجأة توقفت الفرقة الموسيقية عن العزف عندما وقف جدي عن كرسيه ورفع كأس النبيذ الخاص به وطرق عليه بخفة بالملعقة.. صمت الجميع فورا في القاعة ونظروا إليه.. ابتسم جدي بسعادة وقال

 

" آسف قاطعتكم عن الاحتفال لكن أريد أن أوجه كلمة في هذه الليلة الرائعة.. أولا أريدُ أن أشكركُم جميعا بتلبيتكم دعوتي لحضور زفاف حفيدي رومانو على زوجتهِ الجميلة لورا.. لقد سرني أن تُشاركونا فرحتنا الليلة.. ثانيا أريدُ طبعا تهنئة العروسين.. أتمنى لكما السعادة الأبدية لمدى الحياة وأن تنجبوا لي الكثير والكثير من الأحفاد.. وثالثا... "

 

صمت جدي قليلا ورأيتهُ بصدمة ينظر إلى ألكسندر وهو يبتسم له.. لا أعلم لكنني شعرت بشيءٍ حاد يحاوط قلبي ويضغط عليه.. أحسست بأن كارثة ستحدث الآن دون أن أعلم السبب.. وهنا سمعت جدي يتابع قائلا

 

" وثالثا لن أُخفي عنكم هناك زفاف جديد سنحتفل به قريبا.. زفاف الفارس ألكسندر بورغيسي على فتاة سأختارُها له بنفسي الليلة لتكون زوجة مناسبة و.. "

 

وقبل أن يُكمل جدي حديثه وقفت بسرعة وهتفت أقاطعهُ بخوفٍ كبير

" لااااااااااااااااااا.... "

 

وهنا جميع الأنظار تحولت إليّ.. بلعت ريقي بخوف وكاد أن يُغمى عليّ من هول الموقف.. رأيت جدي يُحدق بوجهي بغضبٍ مميت.. ارتعش جسدي بعنف وأغمضت عيناي وهتفت بقوة

 

" أنا يولينا ميديشي حفيدة اللورد رومين ديلا روفيري أوافق أن أتزوج بالفارس ألكسندر "

 

صدحت شهقات الجميع عاليا وارتعشت أوصالي برعب لكنني تابعت قائلة بتلعثم

" سـ.. سأكون زوجة له فــ.. في السراء والضراء و.. و.. سأكون مُخلصة له وســ.. وسأكون معه إلى آخر العمر و.. وأكون أُم أطفاله و.. و.. و أُحبُهُ إلى الأبد "

 

سالت دموعي دون إرادة مني لكن استطعت السماع وبوضوح همهمات الضيوف المستغربة.. فتحت عيناي ونظرت إلى ألكسندر والذي كان يُحدق بوجهي بصدمة كبيرة.. سالت دموعي أكثر على وجنتاي وهتفت له بحرقة

 

" ألكسندر بورغيسي.. أنا أحبُك بجنون.. أرجوك وافق على الزواج مني "

 

توسعت عيونه أكثر بصدمة ولأنني جبانة لم أستطع أن أسمع رفضهُ لي أمام الجميع لذلك أبعدت الكُرسي وركضت خارجة من قاعة الاحتفال باتجاه غرفتي وأنا أبكي وأنتحب بقوة..

 

رميت نفسي على السرير وشرعت أبكي بقوة.. يا إلهي ما الذي فعلته؟!!.. لقد فضحت نفسي وفضحت جدي.. فما فعلتهُ الليلة لا يليق بمقام جدي.. لقد عرضتُ الزواج وأمام الجميع على حبيبي واعترفت بحبي الكبير له.. حتى أنني توسلت إليه ليوافق على الزواج مني.. جدي سيقتلني من دون شك..

 

بعد مرور عشر دقائق ارتعش جسدي بقوة وانتفض بعنف عندما سمعت صرخات جدي الغاضبة..

" سأقتلهااااااااااا.. أين هي؟!.. يوليناااااااااااااااااا... سأشرب من دمها بعد أن افتعلتِ هذه الفضيحة.. يولينا.. "

 

جلست على الفراش ونظرت برعب إلى الباب والذي انفتح بعنف ورأيت جدي يدخل إلى غرفتي وهو في قمة غضبه و والدتي كارين كانت خلفه ومعالم الرعب على وجهها وهي تحاول تهدئة جدي..

 

" أبي أرجوك توقف.. لا تؤذي صغيرتي.. هي لا فكرة لديها عما فعلته للتو.. أرجوك أبي لا تؤذي ابنتي "

 

اقترب جدي وأمسكني بمعصمي بقوة ورفعني لأقف أمامه.. بكيت بفزعٍ كبير وأنا أرتعش من رأسي إلى أخمص قدماي بسبب نظرات جدي الغاضبة والمُرعبة للنفوس..

 

كانت أمي تبكي وهي تحاول إبعاد يد جدي رومين عن ذراعي وما هي سوى ثواني دخل خالي مارشيلو وزوجته مونيكا إلى غرفتي ونظرا إليّ بحزن.. ثم اقترب خالي ووضع يده على كتف جدي وقال له

 

" أبي اهدأ لو سمحت واترك يولينا.. سوف تموت المسكينة من جراء الخوف.. لا تقلق سنجد طريقة لحل الكارثة التي فعلتها منذ قليل.. فقط دعها ودعنا نتكلم بهدوء "

 

التفت جدي نحوه وهتف بوجه خالي قائلا

 

" أدعهاااااااااا!!!!.. تريدني أن أدعها ونتكلم بهدوء بعد أن قامت بفضحنا في حفل زفاف ابنك الوحيد؟.. لقد أغرقت رؤوسنا في الوحل وهي تعرض نفسها على الفارس ألكسندر بكل وقاحة.. وأمام من؟.. أمام أهل قريتي وأهم العائلات النبيلة في البلد.. أنا اللورد رومين ديلا روفيري يتم فضحي أمام أصدقائي وأهل قريتي من قبل حفيدتي!!!!.. "

 

بكت أمي برعب وتوسلت لوالدها قائلة

" أبي أرجوك سامحها.. هي طفلة ولا تعلم بالأصول.. هــ... "

 

نظر جدي إلى أمي بغضب وقال هاتفا بحدة بوجهها

" هي طفلة؟.. توقفي كارين عن حمايتها.. يولينا لم تعُد طفلة فهي ستصبح في العشرين من عمرها قريبا.. وذلك يعني بأنها تعلم جيدا كيف تتصرف وتعرف بالأصول.. عليها أن تُصلح خطأ ما فعلته وحالاااااااااا "

 

تجمد الجميع ونظروا إلى جدي بصدمة.. كنتُ أرتعش وأبكي بخوف وحاولت جاهدة كتم شهقاتي لكي لا أُغضبهُ مني أكثر.. أبعد جدي يده عن ذراعي وقال بنبرة صوته الخشنة وببرود

 

" الفارس ألكسندر لأنهُ مُحترم وشهم ورجل نبيل الأخلاق وافق أمام الجميع على الزواج بكِ.. لكنه تكلم معي على انفراد وقال لي بأنه لم يكن سيوافق على الزواج بكِ لو لم تُجبريه على فعل ذلك.. لقد وافق من أجلي ومن أجل عائلتي وكرامتنا.. "

 

حدق جدي بغضب إلى عيناي وتابع قائلا

" لن تخرجي من غرفتكِ أبدا لحين موعد زفافكِ عليه.. وزفافكم سيكون بعد ثلاثة أيام "

 

استدار وأشار بيده للجميع حتى يتبعونه وخرج من الغرفة.. نظر الجميع إليّ بأسف ورأيت بغصة أمي تبكي بحزن.. نظرت إليها بأسف وقلتُ لها وأنا أنتحب

 

" أمي.. أنا آسفة.. سامحيني أرجوكِ "

 

لكنها هزت رأسها بعجز وقالت لي قبل أن تُغادر

" أنا آسفة ابنتي.. آسفة لأنني لم أُجيد تربيتكِ "

 

وخرجت برفقة خالي وزوجته وسمعت جدي يأمر حارسين بحراسة غرفتي ومنعي من الخروج منها أو أن يدخلها أحد من دون إذنه.. جلستُ على السرير ثم أغرقت وجهي بالوسادة وبكيتُ بتعاسة كبيرة...

 

بعد مرور ثلاثة أيام كنتُ أسير بحزن في الكنيسة أتجه نحو ألكسندر..


رواية الكونت - فصل 37 - كونتيسة قلبي


وقف جدي أمامي فجأة ورفع لي ذراعه اليسرى.. رفعت ذراعي اليمنى وتشبت بها وابتسمتُ له بحزن.. كنتُ سعيدة لأنني سأتزوج من حبيبي ألكسندر لكن كنتُ حزينة لأنهُ وافق مُرغما من أجل الفضيحة التي افتعلتُها وليحافظ على كرامة جدي فقط.. وكنتُ حزينة لأن جدي والجميع ما زالوا غاضبون مني.. الوحيد الذي ابتسم لي برقة هو رومانو..

 

وقفت أمام ألكسندر والذي كان يجلس على كرسيه المتحرك وسحب جدي يدي ووضعها بيد ألكسندر وقال له

" حفيدتي أمانة لديك.. فكن لها الأب والأخ والصديق والزوج المُحب.. وتعاونا لتسعدا بعضكما في الدنيا والآخرة "

 

أومأ له ألكسندر موافقا وشعرت بغصة لأنه لم ينظر إلى وجهي.. أمسكت بكلتا يديه وانحنيت أمامه باحترام ونظرت إليه بعشقٍ كبير وأدمعت عيناي عندما رأيته يتأملني ببرود


رواية الكونت - فصل 37 - كونتيسة قلبي


ثم وقفت ونظرت إلى الكاهن بحزن.. وطيلة وقت مراسم الزفاف لم أستطع النظر إلى ألكسندر.. كم تمنيت لو أن شقيقتي أدلينا كانت معي الآن.. كنتُ أحتاجُ إليها وبشدة.. أدلينا كنت ستتفهمني وتقف بجانبي لكنها ليست هنا..

 

وعندما أعلننا الكاهن زوجا و زوجة سمعتُ الكاهن يقول لـ ألكسندر

" يمكنك تقبيل عروسك سيدي الفارس "

 

نظرت إلى ألكسندر ورأيته يشير لي بأصبعه السبابة حتى أنحني.. خفق قلبي بجنون وشعرت بحرارة تكتسح جسدي بأكمله.. انحنيت وأغمضت عيناي وقربت وجهي من وجهه..

 

انتفضت روحي بحزن عندما أحسست بشفتيه تُقبل جبيني بخفة.. فتحت عيناي ورأيتهُ يُبعد وجهه ونظر إلى الجميع.. شعرت بغصة في قلبي مؤلمة جداً.. هو يكرهني!.. زوجي وحبيبي أصبح يكرهني!!..

 

تألمت جدا ومع ذلك حاولت أن أكون قوية أمام الجميع فاستقمت ونظرت إلى عائلتي بسعادة.. كان ألكسندر قد رفض إقامة زفاف ضخم مثل زفاف رومانو بل طلب من جدي أن يكون زفافنا مُختصرا على العائلة فقط.. أمي كارين أخبرتني بذلك وهي تساعدني مع الخادمتين بارتداء فستان زفافي..

 

ومع ذلك أقام جدي حفلة كبيرة في حديقة القصر وحضرها كل سكان بييترابيرتوسا وأصدقاء جدي النبلاء.. وطبعا ألكسندر لم يتكلم معي ولم ينظر إلى وجهي أبدا.. كنتُ أجلس بحزن بجانبه على طاولة الشرف وحاولت كثيرا أن أتكلم معه لكنه كان ينظر إلى رومانو ويتكلم معه ويتجاهلني..

 

ربما عندما نكون في غرفتنا بمفردنا سيتكلم معي.. ربما حان الوقت حتى أتكلم معهُ بصراحة وأُخبره عن مخاوفي حينها قد يرق قلبهُ عليّ ويتكلم معي ويسامحني..

 

عندما انتهت الحفلة وغادر جميع الضيوف اقتربت أمي واحتضنتني بقوة وتمنت لي السعادة ثم قبلت وجنتي وابتعدت وهنأت ألكسندر.. ثم اقترب جدي وخالي وزوجته ثم رومانو ولورا وقاموا بتهنأتنا.. عندما دخلوا إلى القصر نظر ألكسندر إليّ لأول مرة في هذه الليلة.. ابتسمت له برقة وحدقت بحبٍ كبير إلى وجهه.. تنهد بخفة ثم قال

 

" حان الوقت لنذهب "

 

التفت إلى الخلف وأشار لحارس حتى يدفع كُرسيه المتحرك.. كنتُ أنظر بدهشة إلى ألكسندر ومع ذلك وقفت وتبعته.. تجمدت بذهول عندما رأيت الحارس يدفع كُرسي ألكسندر إلى عربة جدي الفاخرة.. عقدت حاجباي بدهشة ثم ركضت ووقفت أمام العربة ونظرت إلى ألكسندر وسألته

 

" إلى أين سنذهب؟!.. أعني.. لن ندخل إلى القصر؟!!.. "

 

حدق ألكسندر ببرود إلى وجهي وقال لي قبل أن يحمله الحارس ويضعه داخل العربة

" سنعود إلى كوخ الصيد الخاص بي "

 

وقفت جامدة بأرضي أنظر بذهولٍ كبير إليه.. وعرفت هنا بأن ألكسندر يريد مُعاقبتي.. علمت بذلك ولكن لم أشعر بالخوف.. نعم لم أخف لأنني أستحق عقابهُ لي.. سأتحمل كل ما سيفعلهُ بي فقط من أجل عينيه.. سوف أتحمل من أجله وأطلب منه السماح يوميا حتى يفعل.. نظرت أمامي بتصميم وصعدت إلى العربة وجلست في المقعد المقابل لـ ألكسندر وابتسمت له بسعادة..

 

سوف تُسامحني حبيبي.. أعدُك سأكون مُطيعة ولن أُحزنك بأي شكلٍ كان.. سأتحمل كُرهك لي حاليا من أجل عينيك.. سأتحمل لأنني أعشقُك.. همست بداخلي بتصميم وأنا أنظر بهيام إلى زوجي الحبيب...

 

 

أدلينا***

 

" إذاً بادليني مشاعري.. بادليني الحُب الذي أكنهُ لكِ أدلينا "

 

رقص قلبي بسعادة لا توصف وكاد أن يغمى عليّ.. تمسكت بخصر بلاكيوس بكلتا يداي ووضعت جبهتي على خاصته.. حاوط بلاكيوس خصري بكلتا يديه وألصقني بصدره وقال

 

" بادليني الحُب حبيبتي.. بادليني مشاعري.. اجعليني أغرق في بحر عشقكِ جنيتي الحمراء.. أعطفي على قلبي وأحبيه كما يُحبكِ.. بادليني الحُب الذي أكنهُ لكِ أدلينا "

 

وهنا ابتسامة رقيقة سعيدة شقت ثغري وأغمضت عيناي وتنهدت بسعادة.. إذ عرفت بأن الحياة ابتسمت لي أخيرا....

 

استنشقت رائحتهُ بهيام وهمست لهُ بعشقٍ كبير

 

" أحبُك كونت بلاكيوس ويتلي.. كونتي الوسيم لقد أحببتُك منذ اللحظة الأولى التي رأتك بها عيناي وأحببتُك أكثر عندما كنتَ إدوارد وعشقتُك للموت عندما أنقذتني من يدين تينو.. وغرقت في هواك عندما أنقذتني في المزاد.. وذبتُ عشقاً بك عندما تزوجتني في أحلامي.. أحبُك يا أغلى ما في حياتي "

 

تأوه بلاكيوس بقوة واحتضني بشدّة إلى صدره وبدأ يُقبل رأسي بقبلاتٍ كثيرة.. ابتسمت بسعادة لا توصف وأنا أتنهد براحة..

 

ابتعد بلاكيوس عني قليلا ثم وضع يديه على وجنتاي ونظر بعمق إلى عيناي وقال

" كم تمنيت أن أسمعها منكِ.. كان حُلمي الوحيد أن تنطقيها لي وتعترفي لي بأنكِ تُحبيني وأنتِ في كامل وعيك.. أعشقُكِ كونتيسة قلبي.. أعشقُكِ بجنون "

 

ابتعد قليلا لكنه سرعان ما كوب وجهي الصغير بيديه الكبيرتين ليقول

" عديني بأنك ستبقين بجانبي.. عديني بأنكِ ستحبينني إلى الأبد.. عديني كونتيسة قلبي وجنيتي الحمراء  "

 

كنتُ أنظر في عمق عينيه ورأيت حُب العالم كله يشعُ بها.. شعرت للمرة المليون بالخزي تجاه نفسي لأنني ألمتهُ جدا بينما هو يعشقني بجنون.. وها هو الآن يطلب مني أن أعده بأن أبقى معهُ وأحبهُ إلى الأبد.. أجبتهُ بصوتٍ باكي وبعشق أغرق قلبي وكياني بكامله

 

" أعدُك حبيبي.. أعدُك بأن أظل معك وأحبُك إلى الأبد.. أعدُك بأن أكون أم لأطفالك ورفيقة حياتك "

 

ابتسم بسعادة لا توصف واحتضنني بقوة وهمس بأذني

 

" حبيبتي أدلينا كم أعشقكِ "

 

وهنا أخفض رأسه وقبلني قبلة كتمت أنفاسي.. كان يمتص شفتي السفلية بنهم ثم يلعقها بلسانه ليعاود امتصاصها بعنف ثم انتقلت شفتيه وبدأت بامتصاص شفتي العلوي بنهم بينما أنا كنتُ أبادلهُ القبلة وأتأوه بجنون.. ودون أن يتوقف عن تقبيلي رفع بلاكيوس يدهُ اليسرى ورمى على الأرض بالأغراض الموجودة على الطاولة خلفنا ثم أمسكني بخصري ورفعني وجعلني أجلس عليها..


انتباه مشهد حميم*

 

كانت يداي تحاوط عنقه ثم رفعتُها وبدأت أُداعب شعرهُ بأصابعي ثم قربت وجهه من وجهي أكثر وأصبحت قبلتنا عنيفة.. أحسست بيد بلاكيوس ترفع فُستاني إلى الأعلى وكشف عن ساقاي وبدأ يلمُسها ويداعبها ثم فرق قدماي بكلتا يديه واقترب ووقف بينهما دون أن يتوقف عن تقبيلي..

 

تأوهت بقوة وفصلت القبلة ورفعت رأسي عاليا عندما شعرت بأصابعهِ تُداعب منطقتي... بدأ بلاكيوس يُقبل عنقي ويمتصهُ ويلعقهُ بجنون.. وبسبب شهوتي الكبيرة شعرت بجسدي يرتخي وفورا تمسكت بكتفيه وهمست له بشهوة

 

" أوووه حبيبي.. أريدُك.. لم أعُد أحتمل "

 

" تبا "

 

سمعتهُ يهمس بشهوة وفجأة خرجت شهقة متفاجئة من بين شفتاي عندما جعلني بلاكيوس أنام على ظهري على الطاولة.. ابتسمت له بوسع عندما بدأ يُزيل ملابسي الداخلية ثم سحبهُ إلى الأسفل ورماه بعيدا ثم رفع الفستان لفوق خصري.. كنتُ أنظر إلى وجهه بهيام ثم أخفضت نظراتي واستقرت على وسطه ثم توسعت عيناي بإعجاب وقضمت شفتي السفلية بأسناني بقوة عندما رأيت انتصاب عضوه الذكري و الواضح والذي كاد أن يمزق سرواله..

 

حاولت أن أرفع نفسي حتى أقبله لكنهُ أعادني لأنام على ظهري وتابع مُداعبة مهبلي بأصابعه.. أغمضت عيناي بقوة عندما سمعتهُ يتأوه وهو يُدخل أصبعين بداخلي وفورا رفعت رأسي عاليا وتأوهت بمتعة وأصبح مهبلي رطب فورا.. كان يُداعيني بأصابيعه في الداخل و يتحسس منطقتي بأكملها ثم بدأت أصابيعه تتحرك بسرعة بداخلي بينما تأوهاتي ملأت المنزل...

 

فجأة أخرج أصابعه وخرج أنين مُعترض من فمي ونظرت إليه بحزن.. ابتسم بلاكيوس برقة وهمس قائلا

 

" انتظري حبيبتي سوف أُمتعُكِ أكثر "

 

رأيتهُ ينحني وأخفض رأسه وخرجت شهقة من فمي عندما بدأ يُداعب مهبلي بلسانه..

" آااااااااااااااااه حبيبي... "

 

تأوهت بقوة عندما أدخل لسانهُ في فتحتي وبدأ يمتصني ويداعبني بلسانه في الداخل.. بدأ جسدي يتلوى ويحترق من شدة الإثارة وهنا رفعت يداي وتمسكت بحواف الطاولة وأنا أتأوه بقوة.. 

 

فجأة توقف ورفع رأسه وبصدمة رأيتهُ يرفع يده وبدأ يمتص ويلعق أصابيعه ثم أغمض عينيه وتأوه بقوة ثم فتحها ونظر إلى عيناي قائلا

 

" همممم.. لذيذ.. لذيذ جدا.. طعمكِ مُذهل حبيبتي "

 

احمرت وجنتاي بقوة ورأيتهُ يُبعد يده عن فمه ثم أخفضها وبدأ يفك حزام سرواله ثم فك الزر والسحاب وسحب سرواله إلى الأسفل مع لباسه الداخلي.. لعقت شفتاي وأنا أتأمل عضوه الذكري المنتصب بإعجابٍ كبير..

 

رفعت نظراتي إلى وجهه وحدقت بهيام إلى عينيه بينما هو كان ينظر إليّ كالمجنون ثم فجأة انحنى وانقضى على شفتاي يقبلها بنهم و بجوع وبعنف.. كان يمتصها بشراسة إلى أن تورمت.. تأوهت بقوة فأدخل لسانه ليأخذ جوله داخل فمي ثم أخرج لسانه و بدأ يقبلني تدريجياً إلى الأسفل إلى أن وصل لرقبتي.. بدأ يقبلها بهدوء ثم بشهوانية ويعضها بخفة وهو يتأوه..

 

 كنتُ مستمتعة و أتأوه بجنون.. رفعت يدي اليمنى و وضعتُها  خلف عنقه و يدي الأخرى أدخلتُها في شعره وبدأت أصابعي تتغلغل بين خصلات شعره أداعبها..

 

فرقت قدماي أكثر ووقف بلاكيوس بالوسط بينهما وبدأ يفرك قضيبه بعضوي.. تأوهت بقوة وهمست له بحرقة

" آاااااااااااااااه حبيبي... أدخله.. أنا أريدُك.. أرغبُك "

 

كنتُ مثارة جداً بينما بلاكيوس كان يُقبل عنقي و يمتصه بقوة.. رفع نفسه قليلا وهو يلهث وأمسك بعضوه ووجهه نحو فتحتي.. أغمضتُ عيناي عندما شعرت بعضوه الذكري يخترقني برقة وفورا تأوهت بقوة ورفعت نفسي قليلا وأمسكت بيد بلاكيوس وسحبتهُ ليلتصق بي.. أخفض ظهري على الطاولة ثم رفعت قدماي وثبتُها على حواف الطاولة ليدخل بي أعمق...

 

" اااااااه.. أدلينا.... "

 

همس بلاكيوس بشهوة حارقة عندما دخل عضوه الذكري بعمق بداخلي وبدأ يدفعه برقة.. رفع يديه وقطع فستاني عن الصدر وهجم على صدري يمتصه واحد تلو الأخر ويداعبهما بكلتا يديه و يعتصرهم برقة.. امتص صدري الأيمن ووضع عليه علامات كثيرة ثم أغرق حلمتي بفمه وبدأ يمتصها بنهم..

 

مارسنا الحُب بجنون على الطاولة وبعد نصف ساعة أفرغ سائله بداخلي وهو يدفن رأسه في صدري ويلهث بقوة..


انتهى المشهد الحميم*


كنتُ أتنفس بسرعة وأنا أضم ظهره بكلتا يدي.. ابتعد بلاكيوس عني وأخرج منديل من جيب سترته ومسح عضوه ثم مسح منطقتي السفلية ورمى المحرمة جانبا ورفعني برقة لأجلس على الطاولة...

  

تأوهت بخفة إذ شعرت بألم في ظهري وفي عامودي الفقري.. نظر بلاكيوس بفزع إلى وجهي وقال بقلقٍ شديد

" آسف حبيبتي.. لا بُد أن ظهركِ يؤلمكِ.. كان يجب أن أحــ.. "

 

رفعت يدي ووضعتُها على فمه حتى أوقفه عن التكلم وقلتُ له

" لا تعتذر حبيبي.. أنا بخير "

 

ابتسم برقة ثم رفعني من خصري وأوقفني وحملني بيديه كالعروسة وصعد بي إلى الطابق العلوي.. كنتُ أريح رأسي على كتفه وأنا أحاوط عنقه بكلتا يداي.. دخلنا إلى غرفة نوم جميلة جدا وتابع بلاكيوس السير باتجاه باب كان يؤدي إلى حمام..

 

أوقفني برقة وبدأ يزيل فستاني ثم رماه على الأرض واقترب من حوض الاستحمام وبدأ يضع الماء الساخن به ثم عدله بالمياه البارد واستدار واقترب ليحملني مجددا ويضعني بخفة في الحوض.. جلس بلاكيوس على حافة الحوض وبدأ يفرك جسدي بالصابون ثم غسل شعري وعندما انتهى رفعني وأوقفني على الأرض ثم جلب منشفة وبدأ يُجفف بها شعري..

 

عندما انتهى جلب منشفة أخرى وجفف جسدي ثم سرح شعري بالفرشات وحملني وأدخلني إلى الغرفة ووضعني برفق على الفراش ثم رفع الغطاء على جسدي وقال

 

" انتظريني حبيبتي.. لن أتأخر "

 

ابتسمت له بسعادة وأومأت له موافقة ثم أغمضت عيناي والابتسامة لم تُفارق ثغري.. ولكن رغما عني غرقت بالنوم دون أن أشعُر.. فتحت عيناي بضعف لدى سماعي لصوت صياح الديك في الحظيرة.. حاولت التحرك لكن لم أستطع بسبب يد ضخمة كانت تتشبث بإحكام في خصري.. نظرت أمامي ورأيت نفسي نائمة على صدر بلاكيوس.. ابتسمت بفرح وقبلت صدرهُ بخفة ثم رفعت رأسي وحدقت بوجهه بحُبٍ كبير..

 

مستحيل أن آمل يوما من النظر إلى وجهه الوسيم.. زوجي أوسم رجل في إيطاليا كلها.. هو لي وحدي.. هو زوجي أنا وأب أطفالي.. قبلت ذقنهُ بخفة ثم ابتعدت عنه مُرغمة.. كنتُ عارية تماما.. ماذا سأرتدي الآن؟.. فكرت بذلك ثم قررت أن أفتح الخزانة الكبيرة أمامي..

 

وقفت جامدة بذهول عندما رأيت فساتين وقمصان نوم وثياب داخلية فاخرة أمامي.. ابتسمت برقة إذ علمت بأن حبيبي من طلبها من أجلي.. اخترت فستان جميل لونه بنفسجي ثم ارتديت ملابس الداخلية وارتديت الفستان وخرجت بهدوء من الغرفة..

 

كان الوقت باكرا لذلك قررت أن أذهب وأُطعم الحيوانات في الحظيرة أولا وبعدها أبدأ بتحضير الفطور لزوجي.. دخلت إلى الحظيرة وفورا صهل بلاكي بقوة.. نظرتُ إليه بحزن مُصطنع وكلمتهُ قائلة بغيظ

 

" شكرا لترحيبك الحار بي سيد بلاكي "

 

صهل مجددا بقوة وهو يهز رأسهُ بغضب.. أعطيتهُ ظهري حتى أغيظه وبدأت بإطعام الدجاج ثم البقرتين.. وعندما انتهيت استدرت ونظرت إلى بلاكي.. صهل مجددا بقوة وحدق بغضب إلى وجهي.. وضعت يدي على خصري وقلتُ له

 

" لا أفهم لماذا لا تُحبني ولماذا أنتَ غاضب مني الآن؟!!.. أخبرني ماذا فعلت لك حتى تغضب مني؟ "

 

رفع رأسه وصهل بقوة من جديد.. اقتربت ووقفت أمامهُ وقلتُ له

" هل تعلم لقد جلبتُ لك تفاحتين شهيتين من أجلك.. لكن بما أنك غاضب مني لن أُطعمك إياها "

 

صهل بقوةٍ أكبر بوجهي وهنا غضبت منه.. حدقت بعينيه وقلتُ له بغُل

" توقف عن الصهيل بوجهي بغضب.. لقد تصالحت مع مالكك.. هل استرحتَ الآن؟!.. "

 

ثم ابتسمت لهُ بسعادة وتابعت قائلة له

" أوه نعم لقد تصالحت مع صديقك والذي هو زوجي.. وأعدُك لن أجعلهُ يحزن بسببي أبداً.. ما رأيك؟!.. هممم!.. هل رضيتَ عني سيد بلاكي؟! "

 

صهل بخفة وهز رأسه وكأنهُ يُجيبني على كلامي موافقا.. ضحكت بقوة ورفعت يدي وداعبت أنفه ثم عُرفهُ بخفة ثم أزلت يدي وأخرجت تفاحتين من جيب فستاني وأطعمتهُ إياها... نظرت إليه بحنية وقلتُ له

 

" والآن هل تصافينا؟!.. هل سنصبح أصدقاء؟! "

 

صهل بلاكي بقوة ولكن ضحكات خفيفة خلفي جعلتني انتفض واستدير وأنا أضع يدي على قلبي.. رأيت بلاكيوس يقف أمامي وهو يقهقه بخفة وينظر بحنية إلى وجهي.. تنهدت براحة وقلتُ لهُ مُعاتبة

 

" بلاكيوس.. لقد أخفتني.. لا تفعل ذلك بي حبيبي.. ثم منذ متى وأنتَ هنا؟ "

 

ابتسم بسعادة واقترب وحاوط خصري بيديه وجذبني إليه وهمس بأذني

" صباح الخير كونتيسة قلبي.. وأنا آسفة لأنني أخفتُكِ.. وأنا كنتُ هنا يمكنكِ القول منذ بداية تشاجركِ مع بلاكي "

 

ابتسمت بخجل وارتعش جسدي بإثارة لقربه الشديد مني ولشعوري بأنفاسه الساخنة تُداعي أذني وعنقي.. ثم توسعت عيناي بصدمة عندما همس بلاكيوس من جديد في أذني قائلا

 

" ما رأيكِ حبيبتي أن نمارس الحُب هنا؟!.. لقد اشتقتُ لكِ كثيرا "

 

أغمضت عيناي وتأوهت بإثارة عندما بدأ بلاكيوس يُقبل عنقي برقة.. فجأة سمعت صهيل خفيف من بلاكي وفورا أبعدت بلاكيوس عني وقلتُ له

 

" لا حبيبي.. لا ولا ولا.. لن نمارس الحُب أبدا في الحظيرة كما فعلنا في السابق في منزلي.. مستحيل "

 

نظر بلاكيوس إلى وجهي بدهشة وفورا رفعت يدي وأشرت بها نحو بلاكي وقلتُ له

" هذا حصانك ذكي جداً.. أنا أُقسم بأنهُ يستطيع فهم كل كلمة نتفوه بها وأيضا.. "

 

احمر وجهي بشدة من جراء الخجل وتابعت قائلة

" وأيضا يستطيع فهم ما نفعله.. لذلك لا لممارسة الحب في الحظيرة وتحديدا أمام بلاكي "

 

وهنا رفع بلاكيوس رأسه عاليا وغرق بالضحك.. نظرت إليه بحزن ثم وضعت كلتا يداي على خصري وهتفت باعتراض

 

" لماذا تضحك عليّ؟!.. توقف عن الضحك أنا جادة.. هذا حصانك لا ينقصه سوى التكلم مثل البشر.. إن كنتَ لا تصدقني سوف أتركك معه هنا و.. و سأذهب لتحضير وجبة الفطور لي.. لا للفطور لك.. همممم... "

 

همهمت بحزن واستدرت لكي أغادر لكن يدين قويتين التفا حول خصري وجذبني بلاكيوس إليه.. وقال بحزن مصطنع

" لا حبيبتي إلا الفطور.. "

 

ثم همس بأذني قائلا

" ولكن قبل الفطور أريدُكِ أن تعوضيني.. لقد استيقظت ولم أرى زوجتي وجنيتي الحمراء بجانبي.. لذلك... "

 

رفعني بخفة وحملني بيديه وأغرقت رأسي في صدره وقهقهت بسعادة بينما بلاكيوس خرج من الحظيرة ودخل المنزل وصعد بي إلى غرفتنا وهو يقول

 

" أظن بأن الفطور عليه أن ينتظر قليلا لساعة أو ساعة ونصف.. ما رأيكِ جنيتي الحمراء؟ "

 

وضعني برفق على السرير واعتلاني.. حدقت إلى عينيه بهيام وأجبتهُ بهمس

" موافقة كونتي "

  

رفعت رأسي ولعقت شحمة أذنه فاقشعر جسده و بدأ بالانتصاب إذ نظرت إلى الأسفل وشاهدتُه.. ابتسمت برضا واقتربت من شفتيه و لعقتُها بينما بلاكيوس كان يُغمض عينيه.. قبلت شفتيه برقة ثم نزلت تدريجيا أقبلهُ لرقبته.. قبلتُها ثم لعقتُها وعضضتُها بخفة وتابعت تقبيلها برقة.. تأوه بلاكيوس بقوة ورفع رأسه ليسمح لي بامتصاص رقبته..

 

وهكذا لفترة ساعة ونصف مارسنا الحُب بجنون دون أن نشعُر بالإرهاق..

 

ولفترة أسبوع و خمسة أيام عُشنا أجمل أيام حياتنا في هذا الكوخ.. كنتُ سعيدة جدا والفرحة لا تساعُني.. أنا أعشق بلاكيوس بجنون.. رغم أنهُ قال لي في اليوم الأول أنني سأنظف المنزل وأهتم بالحيوانات إلا أنهُ بالطبع لم يسمح لي سوى بالطهي.. كان يخاف عليّ من نسمة الهواء ولا يدعني أفعل شيئا غير الطهي وممارسة الحُب..

 

حبيبي المسكين كان يتكفل بكل شيء.. تنظيم المنزل وإطعام الحيوانات في كل يوم والجميل بأنه لم يشتكِ أبدا بل كان في قمة سعادته..

 

وخلال هذه الفترة اكتشفت أشياء كثيرة بشخصية زوجي الحبيب.. بالإضافة إلى كونه حنون وشهم ومحترم ونبيل وصياد ماهر فهو يحب الضحك ويمزح طيلة الوقت.. كما أنهُ طاهٍ جيد إذ في يوم شعرت بالتعب وبدوار خفيف ورفض رفضا قاطعا أن أطهو له وفعل ذلك بنفسه طبعا بعد أن أخبرتهُ ما يتوجب عليه فعله..

 

أنا جدا محظوظة لأنه زوجي ولأنهُ يُحبني.. أنا جدا محظوظة لأنهُ دخل إلى حياتي وأصبحت زوجة أرق وألطف رجل في الكون..

 

تنهدت بخفة وأنا اضع رأسي على كتفه وأحتضن خصره بيده.. كان بلاكيوس قد نام منذ ساعة ولكن لسبب لا أعلمه لم أستطع النوم.. لقد مارسنا الحُب لساعتين ثم استحممنا وذهبنا للنوم..

 

فجأة سمعت صوت ضوضاء خفيفة في الطابق السفلي.. رفعت رأسي فورا وحدقت أمامي بقلق وبقليل من الخوف.. هناك أحد في الكوخ!!.. فكرت برعب وحاولت إيقاظ بلاكيوس

 

" حبيبي.. حبيبي.. حبيبي استيقظ "

 

أدار رأسه وهمهم بنعاس لكنه لم يستيقظ.. بلعت ريقي بقوة وفكرت.. ربما تكون هرة دخلت إلى الكوخ أو جرذ!!.. ابتعدت عن بلاكيوس ووقفت وارتديت منامتي.. أمسكت بشمعدان وخرجت بهدوء من الغرفة..

 

كنتُ حافية القدمين وأنا أنزل عن السلالم وأمسك بالشمعدان بطريقة دفاعية..

 

شعرت بالبرد يسير في أطرافي عندما وصلت إلى الطابق السفلي.. نظرت حولي لكنني لم أجد أحدا.. ربما تخيلت ذلك.. حركت كتفي بعدم اكتراث وصعدت إلى الغرفة وتسطحت بجانب بلاكيوس واحتضنت جسده بقوة..

 

لم أنم جيدا طيلة الليل.. رغما عني كنتُ أشعُر بالقلق لذلك في ساعات الفجر الأولى نهضت وارتديت فستان أنيق أسود اللون وقررت أن أذهب إلى الحظيرة..

 

دخلتُها ورأيت بصدمة البلاكي يتحرك بعنف وفور رؤيتهِ لي بدأ يصهل بقوة.. اقتربت منه وحاولت مداعبة رأسه لكنه أبعده وعاود الصهيل بعنف وهو يتحرك في مكانه ويحاول الخروج..

 

" بلاكي اهدأ.. ما بــ... .هممممممممممممممم... "

 

هتفت برعب في النهاية عندما تم سحب جسدي بعنف إلى الخلف ويد وضعت على فمي كتمت أنفاسي.. جحظت عيناي برعبٍ كبير عندما سمعت صوت والدي فابيو يهمس في أذني قائلا

 

" مرحبا يا ابنتي العاق.. أخيراً استطعت النيل منكِ "

 

بدأت أقاومه وأرفع قدماي وأحاول الركل يمينا ويسارا وبفعلتي تلك سقطت سلة مثبتة على العامود الخشبي أمامي وتناثرت حبات التفاح منها.. كان بلاكي يصهل ويتحرك بقوة وبغضب بينما أنا كنتُ أخدش بأظفاري ذراع أبي الموضوعة على فمي

 

" أيتها العاهرة ستندمين "

 

همس بفيح وفجأة ضربة قوية تلقيتُها على رأسي وفورا أظلمت الدنيا من حولي....



انتهى الفصل


انتقل إلى الفصل 38 ᐸ





فصول ذات الصلة
رواية الكونت

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©