رواية الكونت - فصل 38 والأخير - قدرُنا معاً
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. وسعادة أبادية ♥♥♥♥♥♥🔥🔥🔥🔥🔥💘💘💘💘💘💘💘💘💘

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا يا هافن يانور عينى 😘😍☺😍😘😘😳❤❣️💝💕😍😘✌💘❤💯💕 انا احبك جداً جداً جداً جداً جداً جداً جداً جداً جداً جداً جداً جداً جداً جداً جداً جداً 💯✨🎉🎊💝🎊🎉

      حذف
    2. 😍😍😍🥰😘😘😘😍😍😍🥰😘حياتي أنتِ🤗🤗💕💕💞💞💓💓💖💖🤗🤗💕💓💖💖

      حذف
  2. يجنن يجنن يجنن شكرا يا اجمل كاتبة

    ردحذف
    الردود
    1. حياتي شكراااااااااااااااااااا

      حذف
  3. شكرا كثيرررررر . كانت رواية رائعة جدا

    ردحذف
    الردود
    1. الشكر لكِ لأنكِ أحببتِ روايتي يا قلبي

      حذف
  4. شكرا على الرواية الرائعة وكذلك رواية شرطية المرور من اروع الروايات اللي قرائتها في حياتي ابداااع ماحصلش ..💕😍💕😍💕😍💕😍
    الحمد لله انه تعرفت على كتاباتك بالصدفة وكانت احلى صدفة تسلم يدك على كل شئ قدمتيه ...

    ردحذف
    الردود
    1. حياتي تسلمي
      أن جدا سعيدة لأنني تعرفت عليكِ من خلال رواياتي
      أتمنى أن تعجبكِ رواياتي الجديدة القادمة

      حذف
  5. في انتظار جديدك طبعا 💕💕 كل الحب

    ردحذف
  6. ❤❤❤💘💘💘💘💞💞💞💞💕💕💕💓💓💓💓💓💘💘

    ردحذف
  7. 💕♥️💘💘💗♥️💞💘💘💝💖💋💋💛💛💋❤💖💝💝❤💛أحلى نهايه من أحلى الأنامل المبدعه 😍شكراااا ياهافن بجد أحلى مافي رواياتك إن دايما نهايه كل روايه سعيده 🤗وده إللي أنا بحبو شكراااا ياروحي شكرااااا بجد على تعبك😘 اتمنى تعرضي رواياتك على مخرجين هولييود ويتعملو مسلسل أو فيلم عشان بجد رواياتك دي ميصحش غير إنها تكون بفيلم هوليودي بإمتياااااااااز👌🏻👏🏻👌🏻👏🏻👌🏻👏🏻💝💖💖💝💝💖💝💝💖💖💖💖💖💖💖

    ردحذف
    الردود
    1. ياه يا قلبي أشكركِ جزيلا على محبتكِ الكبيرة لرواياتي
      لا تعلمين كم أفرحتِ قلبي بكل كلمة كتبتها لي برسالتكِ الجميلة لي حبيبتي
      شكرا لكِ من القلب جميلة قلبي.

      حذف
    2. قريبا سوف أترجم رواياتي وأنشرها في مواقع ولكن بـ مُقابل مادي.. ومن يدري يا قلبي مثلما يريد اللّه الرزقة عليه.

      حذف
  8. كالعادة روووووووووعةةةة وتجننن ❤️❤️❤️♥️♥️♥️♥️💗💗💗

    ردحذف
  9. اتمنى ليكي النجاح والسعادة ♥️♥️♥️ ديما بتسعدينا بروايتك التجتن ♥️♥️♥️

    ردحذف
  10. يااااه 😭😭😭 الرواية خلصت خلص 😭 فعلا من أفضل الروايات حبيتها كثيييييييييييير 💕💕

    ردحذف
  11. حبيبتي عرفت رواياتك بالصدفة حقيقي اجمل ما قرات تسلمى وبالتوفيق دائما

    ردحذف
  12. هافن حبيبتي المبدعةرواية جميلة جدا جدا برافوووووو و لا تنسي وحش الجبل بليز ،😘😘

    ردحذف
    الردود
    1. تسلمي حياتي
      وحش الجبل سأنشرها قريبا بعد ماركيز الشيطان

      حذف
  13. ايمت رح تنزلي وحش الجبل صار علقتلك اكتر من مرا مشان وحش الجبل ومابتردي ولا بتعطينا موعد او ازا رح تنزليا او لاء

    ردحذف
    الردود
    1. أحيانا أتأخر برؤية التعليقات
      وحش الجبل سأنشرها عندما تنتهي رواية ماركيز الشيطان

      حذف
  14. بجد يا هافن انتى رائعه وكل رواياتك احلى من بعض ورايه الكونت تجنن ❤❤❤❤

    ردحذف
  15. أحلى رواية 😭😭😭💜 ماقدرت اتخطاها منجد روووعة من ناحية الشخصيات السرد الأحداث كلش حلوة😭💜💜💜

    ردحذف
  16. اجمل مافي قصصك أنها تأتي بنهاية سعيدة وأنها تناسب كل احلامنا تحملنا معها الى ارض الاحلام لنعيش اجمل الحب مع من اختاره القلب وفرقنا عنه القدر ... شكراً لك هافن أحبك ♥️

    ردحذف

رواية الكونت - فصل 38 والأخير - قدرُنا معاً

 

رواية الكونت - فصل 38 والأخير - قدرُنا معاً



قدرُنا معاً




ألكسندر**



في حفلة زفاف رومانو و لورا كنتُ أجلس على طاولة الشرف أتكلم مع رومانو وأحاول جاهدا عدم النظر نحو محبوبتي يولينا.. كان أصعب شيء أفعلهُ في حياتي هو أن أتجنبها وأكون بارداً معها..

 

كم تألمت عندما سمعتُها تتوسل إليّ حتى أسمح لها بالدخول إلى غرفتي وغصبا عني رفضتُ رؤيتها.. كنتُ مُتلهفا وبشدة حتى أراها و أعانقها وأضمها إلى صدري وأُخبرها أنني أُحبُها بجنون وأنني سوف أُشفى قريبا لكنني لم أستطع فعل ذلك حتى لا أُفشل خُطة اللورد رومين..

 

كنتُ قلق من فكرة أن لا تنجح خطة اللورد.. شعرتُ بتوترٍ كبير عندما رأيتهُ يقف حتى يُلقي كلمتهُ أمام الجميع.. وتشنج جسدي عندما سمعتهُ يقول

 

" وثالثا لن أُخفي عنكم هناك زفاف جديد سنحتفل به قريبا.. زفاف الفارس ألكسندر بورغيسي على فتاة سأختارُها له بنفسي الليلة لتكون زوجة مناسبة و.. "

 

وقبل أن يُكمل اللورد حديثه سمعت يولينا تهتف بخوفٍ كبير

" لااااااااااااااااااا.... "

 

وهنا جميع الأنظار تحولت إليها وساد سكون غريب في القاعة.. بلعت ريقي بقوة والتفت ببطء ونظرت إليها بدهشة.. لكن صدمتي الكُبرى كانت عندما سمعتُها تقول

 

" أنا يولينا ميديشي حفيدة اللورد رومين ديلا روفيري أوافق أن أتزوج بالفارس ألكسندر "

 

صدحت شهقات الجميع عاليا وخفق قلبي بجنون ورقص بسعادة بداخل قفصي الصدري.. تبا يولينا لا تعلم بالتأكيد حجم الفضيحة التي ارتكبتها الآن.. فكرت بدهشة لكنني كنتُ سعيداً لأنها طلبت يدي للزواج منها أمام الجميع.. ثم ارتعش جسدي بلذة عندما تابعت يولينا قائلة بتلعثم

 

" سـ.. سأكون زوجة له فــ.. في السراء والضراء و.. و.. سأكون مُخلصة له و ســ.. وسأكون معه إلى آخر العمر و.. وأكون أُم أطفاله و.. و.. و أُحبُهُ إلى الأبد "

 

نار ساخنة سالت في عروقي عندما رأيت بصدمة دموعها تنساب برقة على وجنتيها الرقيقتين.. كنتُ أستطيع سماع همهمات الضيوف المستغربة لكنني لم أكترث لها إذ كان كل تركيزي وقلبي وكياني وروحي مع يولينا..

 

فتحت عينيها ونظرت إلى وجهي.. كنتُ أتأمل ملامح وجهها الجميل بصدمة كبيرة.. لكنني شعرت بساعدة لا توصف إذ أخيراً يولينا حبيبتي تنازلت عن كبريائها واعترفت لي بحبها لي وأمام الجميع.. لقد نجحت خطة اللورد.. نجحت.. نجحت.. هتفت بداخلي بفرحٍ كبير ثم سمعت بذهول يولينا تهتف بحرقة

 

" ألكسندر بورغيسي.. أنا أحبُك بجنون.. أرجوك وافق على الزواج مني "

 

توسعت عيناي أكثر بصدمة وشعرت بساقاي ترتعش.. أردت الوقوف على قدماي لكنها خذلتني.. أردت الوقوف والركض نحو معشوقتي ومُعانقتها وأطلب يدها أمام الجميع بأن تكون زوجتي وإلى الأبد لكن قبل حتى أن أهتف لها بذلك رأيتُها بصدمة تركض خارجة من قاعة الاحتفال وهي تبكي..

 

ارتعشت أوصالي بقوة وشعرت بالحزن عليها

" يولينااااااااااا... "

 

هتفتُ بقوة وحاولت النهوض واللحاق بها لكني لم أستطع.. كنتُ قلق عليها لحد اللعنة أردت أن أكون معها وأحتضنها وأواسيها وأعترف لها بكل شيء لكن قدماي اللعينة خذلتني ولم تسمح لي بذلك.. هتفت بغيظ وأنا أحاول تحريك الكرسي المتحرك لكن تجمدت عندما سمعت اللورد يطلب من الجميع بأن يتابعوا الاحتفال وعادت الفرقة الموسيقية تعزف من جديد..

 

اقترب اللورد رومين ووقف خلفي وسحب الكرسي بنفسه وخرج من القاعة وتوجه نحو مكتبه.. أغلق الباب خلفه ثم وقف أمامي وابتسم بسعادة وقال باستمتاع

 

" هل رأيت؟!.. لقد نجحت خطتي و بالكامل.. حتى حفيدتي لم تنتظر بأن أتابع حديثي وأُعلن بأنها العروسة التي اخترتُها لك.. كانت وفرت عليها هذه الفضيحة الجميلة.. مبروك أيها الفارس زفافك على حفيدتي يولينا بعد ثلاثة أيام "

 

حاولت أن أعترض قائلا

" لكن سيدي اللورد أنا قلق.. أظن من الأفضل أن أذهب وأُخبرها بالحقيقة الكاملة.. ماذا سأفعل لو اكتشفت يولينا حقيقة ما فعلناه وغضبت مني و... "

 

قاطعني اللورد قائلا بأمر

" لا لن تفعل ألكسندر.. سوف تُنفذ خطتي بحذافيرها.. لقد رأيتَ بنفسك كم هي تُحبك.. سوف تُتابع أخذ أدويتك بانتظام في شهر عسلك وبعد مرور أسبوعين عندما تستطيع الوقوف صارحها بالحقيقة.. لا تقلق فهي عاشقة لك حتى النخاع سوف تُسامحك فورا.. وإن لم تفعل يولينا ذلك سوف أتدخل "

 

نظرت إليه بعدم الارتياح ولكنه ربتَ على كتفي بخفة وقال

" لا تقلق سوف يسير كل شيء كما خططتُ له "

 

وقبل أن أجاوبه استدار واتجه نحو الباب وقال

" سوف أطلب من مساعدي لوكا بالاهتمام بك ومساعدتك.. سأذهب لرؤية حفيدتي وأدعي الغضب و... همممم سأفكر بالملعون والدها فابيو حتى أغضب وأنفعل "

 

ثم غمزني وتابع قائلا

" يجب أن يكون أدائي مُقنعا لذلك سأفكر بذلك الحقير فابيو حتى أغضب.. احلم بليلة زفافك أيها الفارس.. أنا أريد أحفاد وبأسرع وقت "

 

وخرج من المكتب وسمعت بصدمة صرختهِ الغاضبة وهو يشتُم ويتوعد بالجحيم لحفيدته.. هززت رأسي بعجز فهذا الرجل مجنون فعلا لكنه طيب القلب وحنون ومنحرف قليلا.. لا هو منحرف كثيراً.. ويُحب أن يكون له أحفاد كُثر..

 

دقائق قليلة وأتى لوكا وأخرجني من المكتب وصعد بي إلى غرفتي...

بعد مرور ثلاثة أيام كنتُ أجلس على الكرسي المتحرك أمام الكاهن أنتظر بفارغ الصبر وصول يولينا.. انقبض قلبي وخفق بنبضات سريعة وكسى الاحمرار وجهي وبرقة عيناي عندما رأيتُها تدخل..

 

تزايدت خفقات قلبي بسرعة و بقوة غير معهودين كما لو كنتُ أُمارس القتال في ساحة حرب.. تاهت عيناي في وجهها بعشقٍ كبير لدى رؤيتي لمدى جمالها الأخاذ.. كانت تخطف الأنفاس بجمالها في فستان زفافها وبجمال وجهها ونعومتها.. لكن غصة اخترقت قلبي إذ بدت يولينا حزينة..

 

وفورا أشحت بنظراتي بعيداً عن وجهها عندما نظرت إليّ.. لم أستطع رؤية الحزن في عينيها.. أنا أعلم بأنها حزينة لآن الجميع غاضب منها بسبب ما حدث معي.. لكن وعدت نفسي بأن أعوضها وأجعلها أسعد امرأة في العالم...

 

وقفت أمامي برفقة جدها اللورد وسحب رومين يدها ووضعها بيدي اليمنى وقال لي

" حفيدتي أمانة لديك.. فكن لها الأب والأخ والصديق والزوج المُحب.. وتعاونا لتُسعدا بعضكما في الدنيا والآخرة "

 

أومأت له موافقا دون أن أنظر إلى وجهها حتى لا أضعف.. وطيلة وقت مراسم الزفاف لم أستطع النظر إليها.. لأنني وببساطة أردت أن أصرخ أمام الجميع وأخبرها بأنني سأتحسن و بأنني أعشق الأرض التي تدوس عليها.. لكن طبعا لم أفعل لأنني أريد مفاجأتها عندما نكون بمفردنا..

 

وعندما أعلننا الكاهن زوجا و زوجة سمعتهُ يقول

" يمكنك تقبيل عروسك سيدي الفارس "

 

نظرت إلى وجهها وحاولت أن لا أُظهر لها مدى سعادتي.. يولينا أصبحت زوجتي.. أخيراً حققتُ حُلمي وأصبحت حبيبتي يولينا لي إلى الأبد.. أشرت لها بأصبعي السبابة حتى تنحني وفعلت.. كم رغبت بتقبيل شفتيها الكرزية لكني لم أفعل لأنني لن أستطيع التوقف عن تقبيلها لذلك قبلت جبينها برقة وأبعدت وجهي عنها.. ثم أخرجت علبة من جيب سترتي وفتحتها وسحبت خاتم منها ثم رفعت يدها اليسرى ووضعت الخاتم بأصبعها البنصر ثم سلمتُها خاتمي ووضعتهُ برجفة بأصبع يدي البنصر وبدأ الجميع بتهنأتنا...

 

أقام اللورد رومين رغم اعتراضي حفلة كبيرة في حديقة القصر وحضرها كل سكان بييترابيرتوسا وأصدقاءه النبلاء..  وطبعا لم أتكلم مع يولينا ولم أنظر إلى وجهها أبدا رغما عني.. حسنا لقد حاولت فعل ذلك لكن رومين اللعين فورا تأملني بنظراتهِ النارية وامتنعت عن التكلم معها.. وتجاهلتُها بألم طيلة الحفلة.. وطبعا فكرت بغيظ كيف سأنتقم من اللورد رومين لاحقا لأنهُ جعل محبوبتي تحزن..

 

عندما انتهت الحفلة وغادر جميع الضيوف اقتربت ليدي كارين واحتضنت بقوة يولينا وتمنت لها السعادة ثم قبلت وجنتها وابتعدت وهنأتني.. ثم اقترب جميع أفراد عائلتها وقاموا بتهنأتنا.. عندما دخلوا إلى القصر نظرت إلى يولينا لأول مرة في هذه الليلة.. ابتسمت لي برقة وحدقت بحبٍ كبير إلى وجهي.. قفز قلبي بعنف وهتفت نبضاتهِ عشقا لها.. وكم رغبت لو يمكنني الوقوف وسحقها بعناقٍ حار وجعلها تلتحم بجسدي إلى الأبد.. تنهدت بخفة ثم قلتُ لها

 

" حان الوقت لنذهب "

 

التفت إلى الخلف وأشرت لحارس حتى يدفع الكُرسي المتحرك ورأيت يولينا تقف وبدأت تتبعنا.. وقفنا أمام عربة اللورد الفاخرة ورأيت يولينا تركض لتقف أمامي وسألتني بلهفة

 

" إلى أين سنذهب؟!.. أعني.. لن ندخل إلى القصر؟!! "

 

حدقت ببرود إلى وجهها وقلتُ لها قبل أن يحملني الحارس ويضعني داخل العربة

" سنعود إلى كوخ الصيد الخاص بي "

 

ثواني قليلة وصعدت يولينا إلى العربة وجلست في المقعد المقابل لي ولدهشتي ابتسمت بسعادة وهي تُحدق بوجهي بحبٍ كبير.. ورغما عني لانت ملامح وجهي ونظرت إليها بحنان...

 

كنتُ أداعب شعرها بحنية وأنظر إلى وجهها بهيام وعشقٍ كبير.. فبعد ساعة أغمضت يولينا عينيها وغرقت بالنوم.. لم أتوقف طيلة الرحلة بالنظر إلى وجهها..

 

" زوجتي.. حبيبتي.. "

 

همست بسعادة عندما وصلنا إلى الكوخ.. وبدأت أحاول جعلها تستيقظ وأنا أنادي باسمها برقة.. أبعدت يدي عن خصلات شعرها عندما رأيتُها تفتح عينيها وتنظر إلى وجهي بنعاس.. حدقت إلى عينيها الجميلة وهمست لها برقة

 

" لقد وصلنا "

 

ابتسمت لي بخفة ثم استقامت ووقفت وخرجت من العربة.. ساعدني لوكا بالخروج ووضعني على العربة ثم أدخلني إلى المنزل وصعد بي إلى غرفتي..

 

وذهب بعد أن ساعدني بتغيير ملابسي ووضعني على السرير.. كنتُ أنظر بحزن إلى باب غرفتي وأنا أفكر.. كيف سأتصرف الآن معها؟!.. كيف يجب أن أخبرها الحقيقة وأنني لستُ كسيحاً؟!.. ثم أين هي الآن؟!.. ربما هي خائفة من الدخول إلى غرفتي...

 

تملكني حُزن كبير وأرحت رأسي على الوسادة وأغمضت عيناي.. لطالما حلمت بليلة زفافي مع يولينا كيف ستكون رومانسية وخلابة.. لكن يبدو بأن حُلمي لن يتحقق...

 

سمعت صوت باب غرفتي ينفتح وفوراً رفعت رأسي ونظرت باتجاهه وتجمدت بصدمة كبيرة.. توسعت عيناي بذهولٍ تام وأنا أتأمل يولينا تقف أمام الباب وهي ترتدي أجمل قميص نوم حريري أحمر ومثير رأيتهُ في حياتي.. بلعت ريقي بقوة وشعرت بقلبي سيقفز من مكانه.. كانت تنظر بخجل و بحياء كبير إلى وجهي ورأيت بوضوح حُمرة الخجل تُغرق وجنتيها بشدة..

 

أغلقت الباب بهدوء واقتربت من سريري بخطواتٍ بطيئة ووقفت من ناحية اليمين ونظرت إلى يديها التي كانت تفركها بتوترٍ واضح وسمعتُها تهمس قائلة بخجل وبتلعثم

 

" أنــ.. أنا.. هــ.. هو.. لــ.. لقد.. لقد أتيت لكي.. لكي.. لكي أطمئن عليك و.. و.. "

 

اشتعلت نار الرغبة بداخلي وبدأت أرفع جسدي لكي أجلس  وانحنيت نحوها وفورا أمسكت بذراعها وجذبتُها بقوة نحوي.. شهقت بخوف عندما سقط جسدها عليّ وحاولت الوقوف لكني أمسكت بكتفها وحضنتُها وألصقتُها بي..

 

كان وجهها قريب جدا من وجهي.. كنتُ أتأمل ملامحها بهيام وأنا أتنفس بسرعة.. نظرت إلى شفتيها بشرود ولعقت شفتاي بلساني حتى أرطبها.. وعندما أردت أن أقبلها توقفت عندما رأيت شفتيها تتحرك وسمعتُها تقول بهمس

 

" سامحني ألكسندر.. سامحني لأنني تسببتُ لك بعاقة أبدية.. "

 

تجمد جسدي وتخشب وأنا أرى بحزن دموعها تنساب على وجنتيها وخديها بكثرة.. وسمعتُها تتابع قائلة بغصة وهي تشهق

 

" لا تغضب مني وتكلم معي أرجوك.. لم أقصد أن أتسبب لك بالشلل أرجوك سامحني.. لم.. لم أقصد أن.. أن.. أنا.. أنتَ أنقذتني من الموت وأصبحتَ مُقعداً بسبب طيشي وخوفي.. أنا أُحبك ألكسندر بورغيسي.. لطالما فعلت وسأظل العُمر كلهُ أحبك.. لكنني.. لكنني جبانة و.. و.. و... "

 

شعرت بسعادة لا مثيل لها.. اعترافها جعلني أطير من شدة السعادة.. رفعت يدي اليمنى ومسحت دموعها برقة بأصابعي وهمست قائلا لها بحنان

 

" لا تبكي حبيبتي.. لا أريد أن أرى الدموع في عينيكِ الجميلة بعد الآن.. فعينيكِ الجميلتين هما حُلمي.. من أجل عينيكِ قلبي خفق عشقا لكِ من اللحظة الأولى التي رأيتُك بها "

 

ثم وضعت كلتا يداي برقة على وجنتيها ورفعت رأسها قليلا حتى تنظر إلى عيناي.. رأيت عينيها تُحدق بدهشة وبفرح إلى عمق عيناي.. ابتسمت لها وتابعت قائلا

 

" لا تطلبي السماح مني أبدا حبيبتي.. أنتِ من يتوجب عليها أن تُسامحني.. لا تعرفين كم أحبُكِ.. لا تعرفين كم تألمت لبُعدكِ عني.. ولا تعرفين كم شعرت بالخوف بأن أخسركِ وأنتِ تركضين ناحية الجرف.. كانت أكثر لحظة مُرعبة عشتُها في حياتي كلها.. أُفضل الموت على أن يصيبكِ أي مكروه "

 

سالت دموعها من جديد وفورا مسحتُها وقبلت جبينها بقوة ثم أرحت جبيني على خاصتها وقلتُ لها

 

" أنا لن أكون مُقعداً لمدى الحياة.. سامحيني يولينا.. في البداية ظننت بأنني أصبحت كسيحاً لكن جدكِ رومين أخبرني بأنه تكلم مع الطبيب وأعلمهُ عن حالتي.. لقد قال له بأن ذلك مؤقتة.. سوف أمشي بعد أسبوع ونصف بالكثير أسبوعين لذلك لا تلومي نفسكِ حبيبتي فأنا سأكون بخير "

 

شعرت بجسدها يرتعش وسمعت شهقة صادمة تخرج من بين شفتيها.. حاولت الابتعاد عني لكنني أمسكت بوجنتيها بإحكام أمنعُها من الابتعاد وتابعت قائلا لها بأسف

 

" كانت هذه خطة جدكِ وأنا بغباء وافقت عليها.. لا أنكُر كنتُ غاضبا منكِ لأنكِ هربتِ وعرضتِ نفسكِ للخطر.. سامحيني لأنني ألمتُكِ يولينا وجعلتُكِ تُصدقين بأنني بسببكِ أصبحتُ كسيحاً.. حاولت بعد يوم الاعتراض لكنكِ تعرفين جدكِ جيداً هو لم يسمح لي بأن أضعف أمامكِ.. أعتذر لأنني ألمتُكِ لكنني لن أعتذر أبدا لأنني جعلتُكِ تعترفين بحبكِ لي أمام الجميع ولأنكِ طلبتِ يدي للزواج.. كان جدكِ سيُعلن بأنكِ العروس التي اختارها لي لكنكِ تسرعتِ مثل العادة واعترفتِ أمام الجميع بأجمل كلمات سمعتها أذناي يوماً.. "

 

أغمضت عينيها وشعرت بيديها على صدري.. حاولت إبعادي لكنني أبعدت يداي عن وجنتيها واحتضنتُها بقوة إلى صدري وقلتُ لها

 

" أرجوكِ لا تبتعدي عني.. ولا تغضبي مني.. وسامحيني حبيبتي.. أنتِ حُلم حياتي.. أنتِ النفس الذي أتنفسهُ.. ومن دونكِ لا حياة لي "

 

سمعت بألم شهقاتها وفورا أمسكت بذقنها ورفعتُ رأسها ونظرت بألم إلى وجهها وعينيها المغمضة ودموعها وقلت لها بحرقة

 

" لا تبكي يولينا.. أنا آسف لأنني كذبتُ عليكِ ولم أسمح لكِ برؤيتي.. وآسف لأنني ألمتكِ.. أعدُكِ لن أكذب مجددا عليكِ مهما كلفني ذلك.. وأعدُكِ لن أسمح لجدكِ رومين بالتدخل في حياتنا مجدداً.. فقط سامحيني ودعيني أُعبر لكِ طيلة العُمر عن مدى حُبي لكِ "

 

وهنا شهقت بقوة وفتحت عينيها ونظرت إلى عيناي.. هزت رأسها رفضا وشعرت بقلبي ينقسم إلى نصفين.. يولينا لن تُسامحني أبداً.. فكرت بألمٍ كبير وأنا أراها ترفع يديها وتُبعد يدي عن ذقنها.. كانت تُحدق في عمق عيناي بحزن وبعدم التصديق..

 

فجأة عانقتني وهتفت بسعادة

" أنتَ لستَ كسيحااااااااااااا.. شكراً لك يا اللّه.. لا تعلم كم بكيت وصليت حتى تُشفى وتسامحني.. يا إلهي ألكسندر.. سأقوم بتقبيل جدي عندما أراه وأشكُره.. لولاه لم أكن سأتجرأ على فعل ما فعلتهُ.. لولاه كنتُ سأظل جبانة وأهرب منك "

 

تجمدت بصدمة وارتعشت أناملي بسبب ما سمعتهُ منها.. لم أستطع تصديق ما سمعتهُ أذناي.. يولينا ليست غاضبة مني!!!...

 

رفعت رأسها عن كتفي ونظرت بسعادة إلى عيناي وقالت

" أحبُك ألكسندر.. لكنني كنتُ دائما أخاف منك "

 

" تخافين مني؟! "

 

همست لها بذهول وهنا نظرت بخجل إلى عيناي وقالت بهمس

 

" نعم كنتُ أخاف منك.. لكن سأشرح لك كيف.. أنا عندما كنتُ في الثالثة عشر من عمري أجبر أبي فابيو أدلينا على الزواج وبالقوة من ذلك العجوز جاكوبو.. في.. في ليلة زفافها طرق جاكوبو باب منزلنا بعد منتصف الليل.. في تلك الليلة ورغم صغر سني عرفت أن نزيف حاد حصل لشقيقتي بسبب جاكوبو وكادت أدلينا أن تموت لو لم تركض أمي وتذهب إلى منزل الحكيمة في القرية وتأخذها بسرعة إلى منزل ذلك الحقير.. "

 

توسعت عيناي بذهول ونظرت إلى يولينا بعدم التصديق.. حدقت بوجهي بحزن وتابعت قائلة

 

" في تلك الليلة عُشنا مأساة حقيقية.. سمعت أمي تتشاجر مع أبي وتصرخ بوجهه بما فعلهُ جاكوبو بـ أدلينا.. ومنذ تلك الليلة أصبح لدي خوف كبير من الزواج أو.. أو أن يحصل معي ما حصل لـ أدلينا.. لذلك شعرتُ بالرعب بسبب مشاعري نحوك و.. ولذلك كنتُ أبتعد عنك ولأنك نبيل ومن طبقة راقية بينما أنا.. "

 

قربت وجهي منها وقبلتُها برقة مانعا إياها من متابعة حديثها.. كم هي بريئة زوجتي... فصلت القبلة ووضعت يداي على وجنتيها وقلتُ لها بحنية

 

" حبيبتي البريئة.. نحن الرجال لسنا جميعُنا وحوش مثل زوج شقيقتك الراحل الملعون.. جاكوبو كان رجلا مريضا حتى فعل ما فعلهُ بها.. أنا من المستحيل أو أؤذيكِ بأي شكلٍ كان.. هل سمعتني حبيبتي؟.. مستحيل أن أفعل ذلك بكِ "

 

نظرت إلى عيناي بخجل وهمست قائلة

" أعلم.. أعلم بأنك لن تؤذيني "

 

ابتسمت لها برقة ثم أغمضت عيناي وقبلتُها بحنية على شفتيها..

 

 

يولينا***

 

دخلت إلى الكوخ وانتظرت حتى دخل لوكا برفقة ألكسندر ثم صعدت إلى الغرفة التي أجبرني جدي أن أنام بها بعيدا عن حبيبي.. خلعتُ فستان زفافي ثم ارتديت قميص بيضاء وبدأت أفكر بقلق ماذا عساي أن أفعل..

 

هل أتنازل وأذهب إليه؟!.. هل أطلب منه السماح وأعترف له بمخاوفي؟!!.. بعد تفكيرٍ عميق تشجعت وركضت ناحية الخزانة وبدأت أبحث بها.. احمر وجهي بشدة عندما رأيت قميص نوم أحمر شفاف مثير جدا.. خلعت قميصي وارتديته.. نظرتُ إلى المرأة وشعرت بالخوف إذ كان فاضح جدا هذا القميص الأحمر وأنا لا أستطيع ارتداء ملابس داخلية أسفله.. في النهاية أغمضتُ عيناي وصممت أن أذهب إليه.. مستحيل أن أتراجع..

 

وقفت أمام باب غرفتي وفتحتهُ بهدوء واسترقت النظر نحو باب غرفة ألكسندر.. رأيت لوكا يخرج منها وأغلق الباب خلفهُ وذهب.. بلعتُ ريقي بتوتر وفتحت الباب ومشيت ببطء لأقف أمام باب غرفة نوم ألكسندر.. كان جسدي يرتعش وشعرتُ بالخوف بأن يرفض مُسامحتي ويطردني.. في النهاية قررت أن أتشجع وأدخل.. فتحت الباب بهدوء ودخلت..

 

كنتُ سعيدة جداً.. لم أغضب بتاتا لمعرفتي بما فعلهُ ألكسندر مع جدي.. بل بالعكس كنتُ سعيدة لآن حبيبي سوف يكون بخير قريبا ويعود ويمشي على قدميه من جديد.. وشكرتُ جدي على خطته المجنونة فلولاه لم أكن سأتجرأ أبداً على الاعتراف أمام الجميع بأنني أحب ألكسندر و بأنني أريد أن أكون زوجةً له وإلى الأبد..

 

أخبرتهُ بصدق عن ما يُخيفني وشعرت بأنني أزلت حملا ثقيلا عن صدري.. عرفت بأن زوجي لن يؤذيني.. عرفت بأنهُ يحبني كما أحبهُ ومن المستحيل أن يؤذي شعرة واحدة مني.. أغمضت عيناي وتركت ألكسندر يقبلني برقة..

 

كانت قبلتنا هادئة في البداية ولكن بعد ثواني معدودة تأوه ألكسندر بقوة وبدأ يمتص شفتاي بعنف و بجوعٍ كبير وبدأت أفعل مثله..

 

كنتُ أبادلهُ القبلة بجوعٍ أكبر وأنا أُصدر تأوهات مستمتعة.. أدخل لسانه داخل فمي واقشعر بدني عندما بدأ يداعب لساني بلسانه ثم سحب لساني بشفتيه وبدأ يمتصهُ بجوع.. لم يتوقف ألكسندر عن تقبيلي بنهم حتى شعر بأنني سأفقد أنفاسي.. أبعد وجهه قليلا ونظر بعمق إلى عيناي وهمس قائلا بحنية

 

" إلهي يولينا.. حبيبتي إن لم تخرجي الآن من الغرفة لن أستطيع التوقف.. "

 

نظرت إلى عينيه بخجل وقلتُ له بهمس

" إذا لا تتوقف "

 

أغمض عينيه ثم فتحها ونظر بسعادة إلى وجهي وهمس قائلا بسعادة

" هل أنتِ متأكدة؟!.. أعني أنا لا أريدُ أن أســ.. "

 

وضعت أصابعي برقة على شفتيه أمنعهُ من التكلم وقلتُ له بهمس

" أنا متأكدة وواثقة مما أريدُه.. أنتَ زوجي ألكسندر.. أنتَ زوجي وعشقي.. وهذه ليلة زفافنا.. أريدُ أن أكون لك ومنذ هذه اللحظة وإلى الأبد "

 

تأوه بسعادة ثم قرب وجهه ومزج شفتيه بـ شفتاي.. حاوطت عنقه بيداي وأنا أداعب شعره بخفة بأناملي.. شفتيه كانت لذيذة وقبلتهُ كانت مثالية.. حرارة شديدة أغرقت جسدي بكامله عندما بدأ ألكسندر يلمس جسدي بيديه بينما لسانه كان يمسح شفتي السفلية برقة..

 

انتباه مشهد حميم*


فتحت فمي وفورا أدخل ألكسندر لسانه إلى الداخل.. كان لسانه يدور ويتجول داخل فمي ثم بدأ يداعب لساني.. فجأة شهقت بقوة عندما سحبه بشفتيه إلى الخارج وبدأ يمتصه برقة ثم بجوع.. تأوهت برغبة وأنا أُبادلهُ القبلة..

 

فجأة رفعني من كتفي بيديه وجعلني أتسطح على السرير بجانبه دون أن يفصل القبلة.. كان يحاصرني بجسده العضلي وأمسك بقميص نومي عن الكتف وبدأ يُخفضها إلى الأسفل ولم يتوقف للحظة عن تقبيلي.. فصل القبلة فجأة وبدأنا نلهث بقوة ونحن ننظر إلى بعضنا البعض بهيام..

 

" يولينا بورغيسي أعشقُكِ بجنون يا زوجتي الجميلة.. أخيراً سوف تكونين لي.. "

 

همس برقة بتلك الكلمات واحمرت وجنتاي بشدة من كثرة الخجل ولم أستطع أن أتفوه بحرف لكن عيوني أخبرته بأنني أبادلهُ مشاعرهُ وبقوة.. استقام ألكسندر ثم جلس وبدأ يزيل قميص منامته بسرعة وبلعت ريقي بصعوبة وأنا أنظر إلى جسده الجميل وعضلات صدره ومعدته.. اشتعلت الحرارة في جسدي عندما أبعد غطاء السرير عن ساقيه ورأيت بأنه لا يرتدي سوى سروالهُ الداخلي وكان انتصاب عضوهُ الذكري واضحا..

 

أشحت بنظراتي بعيداً خجلا منه وبدأ صدري يعلو ويهبط بسرعةٍ كبيرة.. لا أنكر شعرت بالرهبة وبالخوف فهذه ستكون مرتي الأولى.. أتمنى أن لا أتألم ويكون حبيبي صبورا معي..

 

تنهد ألكسندر بقوة وعلمت بأنه استطاع ازالت سرواله الداخلي أخيراً.. بسبب خجلي منه لم أستطع مساعدتهُ بإزالته.. أحسست بيديه تحاوط خصري وفورا نظرت إليه.. كان يتأملني بحنان بعيونهِ الزرقاء الصافية والتي كانت تلمع بشهوة وعشقٍ كبير.. انحنى وبدأ يُزيل قميص نومي عن خصري وأخفضها إلى الأسفل..

 

اقشعر بدني وأغمضت عيناي بشدة عندما أصبحت عارية أمامه.. حرارة قوية اكتسحت كامل جسدي وحاولت جاهدة لكي لا أرفع يداي وأستر بهما صدري وأنوثتي في الأسفل..

 

" لا تخجلي مني حبيبتي.. أنتِ جميلة.. جميلة جداً.. افتحي عينيكِ وانظري إليّ "

 

همس ألكسندر بعاطفة لي وفورا فتحت عيناي ونظرت إلى وجهه بحياء.. ابتسم برقة وأخفض رأسه وشعرت بشفتيه تُقبل ذقني بخفة لتنزل ببطء على عنقي.. قبلها برقة وفورا قشعريرة سارت في كامل أنحاء جسدي.. تنهدت بعمق ورفعت رأسي عاليا لأسمح لهُ بتقبيلها بشكلٍ أكبر..

 

خرج أنين مستمتع من بين شفتاي عندما بدأ بمُداعبة صدري بيديه وأغمضت عيناي وشعرت بساقاي ترتعشان.. تأوهت بقوة عندما شعرت بشفتيه على حلمة صدري الأيسر بينما بيده الأخرى كان يداعب صدري الأيمن ويضغط عليه بخفة.. أخرج لسانه وبدأ يداعب حلمتي برقة ثم أدخلها إلى فمه وبدأ يمتصها.. كنتُ أتأوه بمتعة وأنا أغمض عيناي بشدة وأرتعش بالكامل..

 

" أــ.. ألكــ.. ألكسندررر.. "

 

همست باسمه بضياع عندما بدأ بتقبيل معدتي ويديه تتجول على كامل أنحاء جسدي يلمسهُ بهدوء لتعود يديه لتداعب صدري وحلماتي.. ارتعشت مفاصلي عندما استقر فمه على منطقتي.. أبعد يديه عن صدري وأمسك بفخذي وأبعدهما عن بعض.. استطعت أن أشعر بأنفاسهِ الحارة على مهبلي وارتعشت قدماي بقوة..

 

فتحت عيناي بصدمة عندما أحسست بلسانه يلعق مهبلي ودون أن أشعُر خرج أنين مستمتع من بين شفتاي ثم تأوهت بقوة..

آااااااااااههه.. ألكسندر "

 

تأوهت بقوة وهمست باسمه وأنا أرفع رأسي عاليا عندما أدخل لسانه في فتحتي وبدأ يداعبه ويقبلهُ برقة.. ودون أن أشعُر رفعت يداي ووضعتُها على رأسه وبدأت بمداعبة خصلات شعره الجميل بأصابعي وأنا أتلوى بمتعة أسفلهُ.. لم يكن لدي أدنى فكرة عما يفعلهُ لكني كنتُ مستمتعة وجدا.. ونار الرغبة اشتعلت بجسدي بأكمله..

 

فجأة توقف عن تقبيل وامتصاص ولعق فتحتي ورفع رأسه ونظر إليّ بشهوة حارقة.. ابتسمت لهُ بخجل ورأيتهُ يرفع جسدهُ بكلتا يديه ضاغطا بقوة على الفراش وأصبح جسده فوق جسدي.. نظر بعمق إلى عيناي وقال

 

" يولينا أنا لا أستطيع تحريك ساقاي.. لذلك سوف يكون نصف ثقل جسدي عليكِ.. سأحاول أن أرفع جسدي بيداي لكي لا أؤلمكِ "

 

أشرت لهُ موافقة وثبت يديه على الفراش ليرفع وسطه ثم أخفض رأسهُ وبدأ يقبلني بعمق.. شعرت بعضوه المنتصب على ساقي.. ياه كم هو ضخم... فكرت بخوف إذ عضوه الذكري جدا ضخم وطويل.. كيف سوف أتحملهُ؟!.. فكرت بفزع لكنني قررت أن أزيل هذا الخوف حاليا لأنني كنتُ أعلم بأن ألكسندر من المستحيل أن يؤذيني أبدا..

 

انخفض صدره على صدري فجأة وتأوهت بألم من ثقله.. سمعتهُ يعتذر لي وطلب مني أن أستحمل قليلا فهو يريد أن يدخل بي.. جحظت عيناي وأنا بالكاد أستطيع التنفس وشعرت برأس عضوه الذكري على فتحتي.. تأوهت بألمٍ شديد عندما أدخله ألكسندر في فتحتي وتشنج جسدي فورا ورفعت رأسي عاليا وأنا أغمضُ عيناي وقمتُ بعض شفتي السفلية بأسناني بقوة..

 

رفع ألكسندر صدره عني وهمس قائلا لي بحنان

" يولينا لا تخافي.. آسف حبيبتي لكن أعدُكِ سيزول الألم قريبا.. فقط استرخي فأنا لم أُدخله بعد.. استرخي حبيبتي وتحملي لثواني الألم.. سأكون رقيقا لا تخافي حبيبتي.. ثقي بي.. "

 

" أنا أثقُ بك "

 

أجبتهُ بأنفاسٍ لاهثة ثم هزيت رأسي موافقة بقوة وحاولت أن استرخي.. بالطبع أنا أثق به لذلك لم أعترض.. شعرت بأنفاسه الحارة تُداعب أنفي و وجنتاي.. فتحت عيناي ونظرت إليه بخجل.. قبلني بخفة على أنفي ثم إستقرت شفتيه على شفتاي وبدأ يقبلني برقة.. رفعت يداي وبدأت أتحسس كتفيه.. خرج أنين مكتوم من فمي بسبب تقبيل ألكسندر لي عندما بدأ يدفع أعمق و رويدا رويدا وببطء بداخلي.. خدشت له كتفه وظهره وتوقفت عن مبادلته القبلة لكنه لم يتوقف عن تقبيلي برقة..

 

الألم كان لا يُحتمل ومع ذلك صبرت ولم أشعر بالخوف منه كما طلب مني.. تأوه ألكسندر بقوة وهو يقبلني وهمس بين القبلة قائلا

" آااااااااه.. يولينا حبيبتي.. أنتِ ضيقة جدا "

 

ثم تابع تقبيلي ودفع بعضوه أعمق بداخلي وشعرت بجدران مهبلي تتوسع وتضغط على عضوه.. وطبعا الألم كان لا يوصف.. تأوهتُ بألم عندما دخل بكامله في فتحتي وأنيتُ بقوة وأنا أعض شفة ألكسندر السفلية.. أبعدت رأسي وضعتهُ على كتفه أحاول أن أمنع نفسي من البكاء بسبب عضوه الذكري والذي شطر مهبلي إلى نصفين..

 

أوه هذه التجربة مؤلمة جدا.. فكرت بألم وشعرت بقبلاتٍ رقيقة على كتفي.. وبدأ ألكسندر يدفع بداخلي بمنتهى الرقة.. لحظات واختفى الألم في الأسفل وتحولت تأوهاتي من متألمة إلى مُستمتعة.. اللعنة هذا جميل.. صرختُ بداخلي وأنا أتأوه بصوتٍ مرتفع.. أبعدت رأسي عن كتفه ورفعتهُ وقربتُ وجهي منه وبدأت بتقبيل شفتيه بنهم.. تأوه ألكسندر بقوة عندما حركت مؤخرتي ناحيته دون أن أنتبه وفرقت ساقاي أكثر وشعرت بقضيبه يتحرك بداخلي ليدخل بعمق أكثر..

 

" آااااااااوه  ألكسندر.. هذا رائع حبيبي... "

 

تأوهت بمتعة وبرغبة حارقة بسبب ذلك الشعور.. شعرت بأنني أريدُ المزيد والمزيد.. تحولت قبلتنا إلى قبلة جامحة مشتعلة وساخنة.. كنتُ أتحسس بيداي عضلات صدره بينما حبيبي المسكين لم يستطع مداعبتي لأنهُ يرفع وسطه بيديه لكي لا يسحقني بثقله..

 

" إلهي يولينا كم أحبُكِ... "

 

همس ألكسندر بقوة وبدأ يدفع بداخلي بشكلٍ أسرع.. جسدي وعقلي وروحي كانوا يصرخون ويرتعشون بقوة من شدة المتعة والشعور الرائع الذي أحسستُ به.. إحساسي بكل إنش من ألكسندر بداخلي كان إحساسا رائعا.. لقد أصبحنا جسداً واحداً وإلى الأبد..

 

كان يُقبل عنقي ويمتصه فرفعت رأسي عاليا وأنا أتأوه بقوة وأهمس باسمه بضياع ونشوة..

" ألكسندر.. حبيبي... "

 

همست بشهوة باسمه وبدأ يدفع بي بسرعةٍ أكبر.. صوت تأوهاتنا وتنفسنا المتسارع ولهاثنا كانوا يملؤون الغرفة لا بل الكوخ بأكمله لفترة ساعة.. في النهاية شعرت بجسد ألكسندر يرتعش بقوة وأحسست بعضوه الذكري ينتفض بداخلي وتأوه بصوتٍ قوي وأحسست هنا بسائله يملئني..


انتهى مشهد الحميم*

 

أسند ألكسندر جبينه على وجنتي وبدأ يلهث بقوة ثم رفع رأسهُ وحدق بعشقٍ كبير إلى عيناي

" أحبُك ألكسندر "

 

همست له بعشقٍ كبير وفورا قبلني برقة على شفتاي ثم أبعد وجهه وهمس بسعادة

" أحبكِ يولينا "

 

ابتسمنا لبعضنا ثم ابتعد وسقط جسده بقوة على الفراش وأغمض عينيه بإرهاق.. لقد أتعب نفسه وهو يرفع ثقل جسده بيديه عني.. فكرت بحزن ثم نظرت إلى الأسفل ورأيت بخجل بقعة من الدماء على الفراش أسفلي.. احمر وجهي بقوة وقلتُ بهمس

 

" ألكسندر أنا يجب أن أُبدل غطاء الفراش لقد.. لقد تلطخ بــ.. "

 

فتح عينيه وابتسم بحنان قائلا

" تلطخ بدماء عذريتكِ حبيبتي.. لا داعي للخجل.. أنتِ زوجتي يولينا "

 

أخفضت رأسي إلى الأسفل قليلا وابتسمت بحياء ثم بساقين ترتعشان وقفت وارتديت قميص نومي ثم سحبت الكُرسي المتحرك وأوقفتهُ أمام السرير ودون أن أنظر إلى وجه ألكسندر وجسده العاري همست له بخجل

 

" يجب أن أساعدك لكي تستحم.. سأدخل إلى الحمام فقط لدقائق قليلة حتى أُجهز لك الماء الساخن "

 

استدرت وركضت ناحية الحمام رغم أنني شعرت بالتخدر في أسفلي وفي فخذاي.. أغلقت الباب ووضعت يدي على قلبي المتسارع واحمر وجهي بكامله بشدة عندما سمعت قهقهة ألكسندر السعيدة.. اقتربت وبدأت بتسخين المياه ثم ابتسمت بسعادة وأنا أفكر.. ما أجمل هذا الشعور أن أكون جسدا وروحا واحدة مع زوجي الحبيب والوسيم.. رغم أن ما فعلناه مؤلم لي كان في البداية لكن عندما اختفى الألم شعرت بكل خلية في جسدي تصرخ برغبة جامحة..

 

عندما انتهيت من تجهيز المياه خرجت وساعدت ألكسندر ليجلس على الكُرسي ثم دفعتُها وأدخلتهُ إلى الحمام وساعدتهُ بالجلوس في الحوض.. كانت مهمة شاقة فهو يمتلك جسد ممتلئ بالعضلات لكن من أجله سأفعل أي شيء.. ساعدتهُ بالاستحمام ثم أخرجتهُ من الحوض وبدأت أُجفف جسدهُ بالمنشفة..

 

احمر وجهي وعنقي من جراء الخجل بينما كنتُ أقوم بتجفيف ساقيه ثم عضوه الذكري.. كم هو جميل زوجي.. هو كامل بالنسبة لي.. كامل من كل النواحي.. هو وسيم جداً ويمتلك جسداً رائعا وعضلات جدا مثيرة و لديه أطيب وأحن قلب في العالم وأيضا هو يُحبني أنا من بين كل نساء الأرض..

 

بعد أن بدلت شرشف السرير ساعدت ألكسندر بالتسطح عليه وقبل أن أقف أمسك بيدي وقبلها برقة متناهية ثم رفع رأسهُ ونظر بعشقٍ كبير إلى عيناي وقال

 

" أشكركِ حبيبتي على كل شيء.. أشكركِ لأنكِ سامحتني وأهديتني أجمل هدية قد يحصل عليها الزوج في ليلة زفافه.. وأشكركِ على مساعدتكِ لي حبيبتي.. أنا أعلم بأنني أرهقتكِ معي جداً الآن و... "

 

قاطعتهُ قائلة وأنا أرفع يده الممسكة بيدي وأضعها على قلبي

" لا تشكرني ألكسندر.. هذا واجبي.. أنتَ زوجي الذي أعشقه وسوف أساعدك وأخدمك طيلة حياتي "

 

رفعت يده وقبلتُها برقة ثم رفعت رأسي ونظرت بذهول إلى وجه ألكسندر عندما قال لي

" لدي هدية خاصة لكِ.. كنتُ قد طلبت من لوكا عندما كنتُ في قصر جدكِ حتى يذهب إلى قصري ويجلبها لي "

 

أبعد يده عن يدي ثم انحنى نحو المنضدة الصغيرة القريبة من السرير وفتح الدُرج وأخرج علبة مُربعة كبيرة الحجم مُخملية وسوداء اللون ثم استقام ورفع العلبة نحوي وقال

" إنها هدية لكِ بمناسبة زواجنا.. أردت أن أُهديها لكِ بعد مراسم الزفاف لكن طبعا لم أستطع بسبب جدكِ.. "

 

أمسكت العلبة وفتحتُها وفورا خرجت شهقة من فمي لشدة ذهولي ونظرتُ بإعجابٍ كبير إلى طقم الألماس أمامي 

 

" هل هذا لي أنا؟!! "

 

سألت ألكسندر بصدمة كبيرة بينما كنتُ أُحدق بوجهه بسعادة كبيرة وبدهشة لأنني في حياتي كلها لم أتلقى هدية مثلها.. صحيح جدي أهدانا الكثير من الثياب والكثير من المجوهرات لكن ليس طبعا مثل هدية زوجي.. ابتسم ألكسندر برقة وقال بنبرة حنونة

 

" إنه لكِ يولينا.. منذ أن رأيتكِ للمرة الأولى في سوق سان مارينو ذهبت ورأيت أشهر صائغ في القرية وطلبتُ منه أن يصنع لي طقم من الألماس مُبهر يليقُ بحبيبتي الجميلة.. أردت منذ ذلك اليوم أن تكوني زوجتي وأُهديكِ الطقم في ليلة زفافنا.. أتمنى أن تكون هديتي قد أعجبتكِ "

 

ترقرقت الدموع في عيناي وأغلقت العلبة ووضعتُها على المنضدة ثم رميت نفسي على ألكسندر وعانقتهُ بقوة وقلتُ له بفرحٍ كبير

" لقد أحببت هديتك وجدااااااااا.. إلهي ألكسندر كم أعشقُك.. أحبُك بجنون "

 

تنهد براحة وحاوط ظهري بيديه وعانقني بقوة ثم قبل كتفي وقال بهمس

" وأنا أيضا.. أحبُكِ بجنون زوجتي "

 

رفعت رأسي وطبعت قبلة رقيقة على شفتيه ثم همست له بخجل

" أنا آسفة لأنني لم أُحضر لك هدية و.. "

 

ابتسم برقة ثم رفع يده ووضعها على فمي حتى أتوقف عن التكلم وقال

" لقد أعطيتني أعظم هدية في الحياة.. حُبكِ لي.. حُبكِ لي هو كل ما تمنيتهُ في حياتي كلها.. أصبحتِ زوجتي وأصبحتِ لي إلى الأبد وهذا يكفيني "

 

سالت دموع الفرح على وجنتاي وعانقتهُ من جديد بقوة وأغرقت رأسي في صدره..

 

بعد أن استحممت تسطحت بجانب ألكسندر وحاوطت خصره بيدي اليسرى ووضعت رأسي على صدره.. احتضنني ألكسندر بيده اليسرى وبيده الثانية كان يداعب خصلات شعري برقة.. ابتسامة سعيدة شقت ثغري وأغمضت عيناي بينما كنتُ أستمع إلى دقات قلب ألكسندر الرتيبة.. وخلدنا في نومٍ عميق.. هذه الليلة رأيت أجمل حُلم في حياتي.. رأيت نفسي مع ألكسندر نضحك بسعادة في باحة قصره بينما أطفالنا الأربعة يلعبون أمامنا....

 

بعد مرور يومين كانت يولينا تغسل ملابس ألكسندر في باحة المنزل.. السعادة كانت تملئ عالمها وروحها.. اقترب ألكسندر بكرسيه ناحية النافذة ونظر بحبٍ كبير إلى زوجته.. لقد رفضت يولينا أن يذهبوا إلى قصر ألكسندر وطلبت منه أن يظلا في الكوخ لأسبوع ووافق ألكسندر من أجلها..

 

رفع يديه وضغط بقوة على حواف الكرسي ورفع جسده ليقف.. لقد بدأ يشعر بساقيه وفي المساء استطاع الوقوف لكن لم يستطع السير بعد.. أراد أن يفاجئ يولينا بذلك.. لذلك وقف أمام النافذة بساقين مرتعشتين ونظر بعشقٍ كبير إلى زوجته وهي تغسل ملابسهم...

 

فتح ألكسندر فمه لينده لها لكنهُ قطب حاجبيه وتجمد وامتنع عن التكلم عندما رأى بصدمة جنود الكونت يقتربون من الكوخ...

 

كنتُ أغسل ملابس حبيبي وملابسي بسعادة لا توصف.. إنها المرة الأولى التي أغسل بها ملابس حبيبي بسعادة.. سابقا كنتُ مُجبرة على فعل ذلك أما الآن فأنا أغسلها عن كل طيبة خاطر وبمحبة.. تنهدت بقوة وأنا أتذكر ما فعلناه ليلة الأمس.. احمر وجهي بشدة وتأوهت بخفة وأنا أتذكر كيف علمني ألكسندر أن أرضيه و أُمتعه..

 

ممارسة الحب غريبة لكنها جميلة جداً.. فكرت بخجل ثم فجأة تجمدت والتفت ناحية الشمال ورأيت عدد كبير من الجنود يمتطون الأحصنة يقتربون من الكوخ.. وضعت قميص ألكسندر في سلة ثم مسحت يداي بالوَزْرة ونظرت إلى الجنود بقلق..

 

ارتعش جسدي عندما تعرفت عليهم.. إنهم جنود الكونت.. لقد تعرفت عليهم فورا لأنني كنتُ أسكب لهم الطعام بنفسي عندما كنتُ أعمل في قلعة الكونت.. بلعت ريقي بقوة عندما وقفوا أمامي وأحنوا لي رؤوسهم باحترام ثم رفعوها ورأيتهم  ينظرون خلفي وتكلم واحد منهم قائلا

 

" سيدي الفارس.. نعتذر لأننا أتينا في هذا الوقت المُكبر في الصباح.. لكن الفارس نيكولاس أمرنا بالقدوم وإعلامك بالخبر "

 

التفت بسرعة نحو الكوخ وتوسعت عيناي بصدمة عندما رأيت ألكسندر واقفا على قدميه قرب النافذة.. شعرت بفرحٍ كبير لرؤيتي له يقف.. وقبل أن أهتف له بفرح سمعت ذلك الحارس يقول

 

" لقد تم اختطاف الكونتيسة أدلينا ويتلي من قبل والدها فابيو ميديشي منذ ثلاثة أيام والجميع يبحث عنهما "

 

ارتعش جسدي بقوة وأدرت رأسي ببطء نحو ذلك الجُندي ونظرت إليه بخوفٍ كبير.. والدي خطف أدلينا؟!!.. فكرت برعب مزق أحشائي وشعرت بقدمي ترتعش بقوة وسقطت على الأرض جاثية على ركبتاي بانهيار..

 

" يوليناااااااااااا.... "

 

سمعت صرخة ألكسندر ثم سمعت صوت ارتطام جسده بقوة على الأرض نظرت ناحية النافذة وهتفت بهستيرية

 

" ألكسندررررررررررر.. ساعدوه أرجوكم "

 

هتفت بلوعة إذ وقع ألكسندر على الأرض ولم أستطع الوقوف والركض ومساعدته.. كنتُ منهارة ولم أستطع التحرك من هول الصدمة.. إذ عرفت بأن أبي الحقير فابيو سوف يؤذي أدلينا من دون شك..

 

سالت دموعي بكثرة وبللت وجهي وعنقي بينما جسدي كان يرتعش بعنف.. رأيت كرسي ألكسندر أمامي على كرسيه المُتحرك وفورا رميت نفسي على قدميه ووضعت رأسي في حضنه وشرعت أبكي بجنون...

 

بدأ ألكسندر يهمس لي بكلمات مطمئنة وهو يداعب شعري بأصابعه ثم أمر الحراس بإقفال الكوخ حتى نذهب إلى سان مارينو وتحديدا إلى القلعة...

 

 

بلاكيوس***

 

 

داعبت أشعة شمس الصباح جفوني المغلقة أجبرتني على فتحهما رغمًا عني.. رفعت يدي أتحسس الفراش بجواري لكن جسدي تجمد عندما لم ألمس جسد جنيتي الحمراء.. فتحت عيناي ونظرت إلى الفراش ولم أجدها.. انتفض جسدي بقوة لأهب جالسا في مكاني متسع العينين بدهشة وأنا أنظر حولي بذهن مشتت للحظات متسائلا أين هي أدلينا..

 

عقدت حاجباي ونظرت بعدم الرضا أمامي... لقد استيقظت حبيبتي وخرجت من الغرفة رغم علمها بأنني أرغب دائماً بأن تبقى في أحضاني حتى أستيقظ وتكون أول ما تراه عيناي..

 

ابتسمت بخبث وأنا أتخيل كيف سأُعاقبها على فعلتها تلك.. وقفتُ بكسل وهتفت بقوة

" كونتيسة قلبي أين أنتِ؟!.. تعالي فورا إلى هنا سأعاقبكِ أشد عقاب وأمارس معكِ الحُب طيلة اليوم.. "

 

ابتسمت بسعادة وبدأت أرتدي ملابسي.. لكن عندما لم أسمع منها أي رد هززت رأسي بخفة إذ علمت بأنها في الحظيرة تُطعم الحيوانات.. خرجت من الغرفة وأنا أبتسم بسعادة.. عقابا لها سوف أمارس الحُب معها في الحظيرة وأمام حصاني بلاكي الذكي..

 

كنتُ أتخيل ما سأفعلهُ بها وأنا أسير بهدوء نحو الحظيرة.. فتحت الباب وهتفت بينما كنتُ أدخل

" جنيتي الحمراء تحضري لعقابكِ الجديـــ.... "

 

تسمرت في مكاني أمام الباب وتوقفت الكلمات في حُنجرتي وتوسعت عيناي بصدمة كبيرة عندما رأيت بلاكي يتحرك بقوة وهو يصهل بجنون بينما سلة كانت مرمية على الأرض والتفاح متناثر في كل الجهات.. شحب وجهي بقوة وخفق قلبي بعنف وبدأت يداي ترتعش بشدة..

 

" لا!!.. لا إلهي أرجوك "

 

همست برعب إذ علمت بأن مكروها قد أصب أدلينا.. ركضت إلى داخل الحظيرة وبدأت أنظر حولي برعبٍ كبير.. لا يوجد أثر لـ أدلينا.. خرجت وبدأت أبحث عنها برعب في الأرجاء وأنا أهتف باسمها كالمجنون

 

" أدلينااااااااااااااااااا... أدلينااااااااااا.... حبيبتي أين أنتِ؟!.. أدليناااااااااااااااااااااا... أدلينااااااااااااااااااااااااااااااا.... "

 

تسارعت أنفاسي وتجمد كل شيء من حولي عندما رأيت دعسات لحذاء في الحقل تعود لرجل.. اقشعر بدني بقوة وارتعشت أوصالي بعنف إذ عرفت.. عرفت هنا بأن هناك من دخل إلى الأرض وخطف زوجتي.. وانهار العالم من أمامي... وعرفت من خطف زوجتي فورا فلا يوجد أحد على وجه هذه الأرض أقذر منه.. وشعرت بغضب العالم يستعمر بداخلي..

 

رفعت رأسي عاليا وهتفت بأقوى صوتٍ تمتلكهُ حُنجرتي وبغضبٍ مهول وبحرقة

" لاااااااااااااااااااااااااااااااااااااا... أدليناااااااااااااااااااااااااااااااااا حبيبتييييييييييييييي.... سأقتله.. سأقتلك.. سوف أقتلك بيدي فابيووووووووووووو... "

 

الخوف الذي أحسست به عليها دمر كياني بكامله.. ركضت نحو الحظيرة وأخرجت بلاكي الهائج وسألتهُ بخوف أحرق روحي

" أخذها رغما عنها أليس كذلك.. إنه فابيو والدها.. هو من خطف جنيتي الحمراء "

 

صهل بلاكي بقوة وهز رأسه كأنهُ يُجيبني موافقا على كلامي.. انكمش صدري بقوة وبلا تردد قفزت وامتطيته بسهولة بلا سرج وبلا لجام.. تمسكت بقوة بعرفه الأسود الطويل ولكزتهُ بكعب حذاءي وانطلق بلاكي يركض بسرعةٍ كبيرة يتسابق مع الريح...

 

كنتُ أنظر أمامي بغضب وكرهٍ مهول.. لقد أخطأ فابيو ميديشي بفعلته ولن أستريح حتى أقطع رأسهُ بسيفي...

 

قصر نيكولاس زلزل بقوة بسبب صرخاتي الغاضبة على الحراس والعمال.. جُن جنوني بالكامل لأنهم لم يُشاهدوا فابيو وهو يدخل أرض نيكولاس ويخرج... بسبب غبائهم سمحوا لـ فابيو ميديشي بخطف زوجتي بسهولة.. أمرت الجميع بالبحث عن فابيو ميديشي في المنطقة ثم أمرت حارسين بالذهاب إلى قصر اللورد رومين وإعلامه بالخبر ثم طلبت من حارسين بالذهاب إلى قلعتي والتكلم مع الفارس نيكولاس وإعلامه بأنني أريد جميع جنودي أن يبحثوا عن زوجتي.. وذهبت أبحث عن أدلينا وأنا أصلي بداخلي بأن تكون بخير..

 

إن قتلها فابيو سأقتل نفسي.. سأقتل نفسي لأنه لا حياة لي من دون أدلينا.. لن أستطيع العيش من دونها.. أُفضل الموت على أن أعيش بعيدا عنها ومن دونها.. فكرت بقهر وأنا أحاول إيجادها والبحث عنها في القرية لكن لا أثر للحقير فابيو في أي مكان...

 

يومين من العذاب والألم والخوف والقلق مضوا دون أن أجدها.. كأن الأرض انشقت و ابتلعتهم.. لا أثر لزوجتي و لوالدها القذر في أي مكان.. اللورد رومين أتى برفقة كارين المنهارة مع جنوده للبحث عن زوجتي.. مئات لا بل الألاف من الجنود كانوا يبحثون عن فابيو وزوجتي في كل ركن في المنطقة..

 

وهنا علمت أنه خرج من المنطقة وأخذها إلى مكانٍ ما.. وقررت العودة إلى سان مارينو لأبدأ بالتخطيط والبحث عنها هناك وفي المناطق المجاورة..

 

وصلنا في الصباح الباكر إلى قلعتي في سان مارينو.. وأول ما فعلتهُ عندما دخلت إلى قلعتي ذهبت إلى غرفة صغيري توماسو..

 

كان توماسو مستيقظ وكان يجلس على سريره وهو يفرك عينيه بيديه الصغيرتين..

" بُني "

 

همست له برقة وفورا رفع توماسو رأسه ونظر بدهشة كبيرة إلى وجهي وهتف بسعادة وهو يرفع يديه عاليا

" أبي بلاك أخيرا أتيت "

 

ركضت وجلست بجانبه على السرير وحضنتهُ بقوة إلى صدري

 

عانقني توماسو وقال بهمس

" اشتقتُ لك كثيراً أبي.. لكن اشتقتُ لأمي أكثر.. أين هي ماما أدلينا أريدُ رؤيتها "

 

نظرت أمامي ببؤسٍ كبير وارتجفت شفتي السفلية بشدة.. ضغطت على نفسي لكي لا أنهار وأبكي أمام توماسو.. ابتعدت عنه قليلا ثم ابتسمت له ابتسامة صغيرة لا حياة بها وقلتُ له بصوتٍ مهزوز

 

" ماما أدلينا ستأتي بعد عدة أيام.. أعدُك صغيري عندما تأتي ماما أدلينا لن تبتعد عنك مجدداً وأبداً.. أعدُك بأننا سنعيش إلى الأبد مع بعضنا وبسعادة.. وقريبا جدا سوف يُصبح لك شقيق أو شقيقة.. ستكون شقيقا عن قريب وتهتم بالطفل وترعاه وتحميه وتلعب معه حتى يكبر "

 

نظر توماسو بسعادة كبيرة إلى وجهي وهتف بلهفة وبعدم التصديق

" حقا أبي؟!.. سوف يكون لي شقيق قريبا؟!!.. لطالما تمنيت ذلك لكن ماما كانت تقول لي بأن طيور اللقلق تُحلق في اتجاه الشمال لتسليم الأطفال إلى أمهاتهم.. لقد قالت لي بأنهُ يجب أن أنتظر لبعض الوقت حتى يأتي طير اللقلق ويسلمنا أخي.. لكن أنا أريدُ شقيقة حتى أهتم بها وأدللها "

 

ابتسمت له بحنان على تفكيرهُ البريء وقلتُ له وأنا أُداعب وجنته

" حسنا سوف أبعث برسالة لطائر اللقلق حتى يُرسل لنا طفلة صغيرة جميلة لتكون شقيقةً لك "

 

هتف توماسو بسعادة لا توصف قائلا

" حقا أبي بلاك!.. ستفعل ذلك من أجلي "

 

قبلتُ وجنتيه برقة ثم وقفت وقلتُ له

" نعم صغيري.. من أجلك سأفعل أي شيء.. سأُرسل المربية حتى تساعدك بالاستحمام ثم ستتناول فطورك وبعدها تبدأ بالدرس كما كنتَ تفعل سابقا "

 

أجابني موافقا بسعادة وخرجت بهدوء من الغرفة وطلبت بإرسال مربيتهُ إلى الغرفة..

كنتُ أجلس في مكتبي وأنا شبه منهار.. همست بحرقة باسم جنيتي الحمراء وسالت دموعي وأحرقت وجنتاي..


رواية الكونت - فصل 38 والأخير - قدرُنا معاً



 
 

لم أعُد أستطيع التماسك وانهرتُ أخيراً.. ثلاثة أيام بحثتُ عنها كالمجنون.. لم أنم ولم أتناول سوى القليل من الطعام حتى أظل قويا وأبحث عنها.. كنتُ خائف جدا بأن لا أجدها وتفكيري هذا جعلني أنهار أكثر.. سمعت طرقاتٍ خفيفة على الباب وفورا استقمت ومسحت دموعي وهمست بصوتٍ مخنوق

 

" تفضل "

 

 انفتح الباب و رأيت ألكسندر يجلس على كُرسي متحرك وخلفه نيكولاس والذي كان يدفع بيديه الكُرسي.. حدقت بـ ألكسندر بصدمة لكنه قال بسرعة

 

" لا تقلق بلاكيوس.. هذا مؤقتة.. سوف أسير قريبا "

 

أوقف نيكولاس الكُرسي أمام مكتبي ثم جلس ونظر هو و ألكسندر بأسف نحوي.. تحدث ألكسندر وأخبرني عن الحادث الذي وقع له ثم أخبرني بأنه تزوج من يولينا ثم تابع قائلا بأسف

 

" أعتذر لأنني لن أستطيع الآن الذهاب والبحث عن زوجتك بلاك.. لكن قررت القدوم حتى أكون بجانبك وأدعمك.. أتمنى أن تجدها في أسرع وقت وتُنهي بيديك حياة ذلك الحقير فابيو.. ذلك النذل الحقير يجب أن ينال جزاءه على جرائمه "

 

وبدأ نيكولاس يُخبرني عن خطته في البحث عن أدلينا.. نظرت بحزن أمامي وأنا أفكر بها..

 

أتمنى أن أجدها في أسرع وقت لأنني خائف ومُرتعب من أن يكون فابيو قد فعل لها شيئا سيئا.. وهكذا خرجنا من القلعة ونظرت بغضب إلى جنودي وأعطيتهم تعليماتي الصارمة بالبحث عن زوجتي في كل زاوية وركن بالمنطقة..


" سيدي الكونت.. ماذا سنفعل إن لم نجد الكونتيسة اليوم في القرية؟ "


سمعت رئيس فرقة البحث يسألني بقلق وهنا نظرت بدمار وبفزع أمامي.. ثم تأملته بحدة


رواية الكونت - فصل 38 والأخير - قدرُنا معاً



وأجبتهُ بثقة وبتصميم


" سنجدها اليوم.. سوف نجد زوجتي اليوم مهما كان الثمن "


استدرت وقفزت على ظهر بلاكي وبدأنا نبحث عن زوجتي في كامل أنحاء سان مارينو ربما فابيو أتى واختبأ هنا في مكانٍ ما...

 

كنا نبحث في شمال سان مارينو عندما توقفنا فجأة لدى رؤيتنا للورد رومين يتقدم باتجاهنا على حصانه برفقة ابنته كارين وجنوده.. كانت كارين تتقدمهم ومرت من أمامنا بسرعة دون أن تنظر نحونا وكان باديا على ملامح وجهها الغضب والتصميم بالقتل..

 

وبصدمة مر اللورد رومين من أمامي وهتف بقوة

" كونت بلاكيوس.. بسرعة اتبعنا.. كارين تعلم إلى أين أخذ فابيو أدلينا "

 

وتابع طريقهُ خلف كارين.. نظرت إليهم بذهول للحظة ثم خفق قلبي بجنون وهتفت بقوة للجميع

"  بسرعة اتبعوا كارين.. "

 

لكزت بلاكي وفورا بدأ يعدو بسرعتهِ القسوة خلفهم....

 

 

زايا***

 

كنتُ أجلس على المقعد في غرفة نومي وأنا أُمسد برقة على بطني المنتفخة وتنهدت بحزن.. لقد ذهب حبيبي نيكولاس في الصباح برفقة الكونت مع كل جنوده ليجلب زوجته التي هربت منه منذ أسبوع.. مسكين ابن عمي بلاكيوس لقد إنهار عندما اكتشف بأن زوجته هربت برفقة شقيقتها و توماسو وغضب على حبيبي نيكولاس..

 

نظرت بحزن أمامي وفكرت بألم.. نيكولاس لا ذنب له لأنهُ ساعدها بالهروب فكيف كان له أن يعلم بأن بلاكيوس تزوج بالسر من أدلينا وأنها حامل منه.. يا إلهي كم شعرتُ بالخوف بأن يؤذي بلاك حبيبي.. ولكن الشُكر للفارس ألكسندر لأنهُ جعل بلاك يهدأ ودافع عن زوجي..

 

طرقات خفيفة على الباب انتشلتني من تفكيري العميق.. كتفت يداي و اذنت للطارق بالدخول

" حبيبتي زايا أخيرا رأيتُكِ "

 

نظرت بدهشة نحو الباب ثم فتحت فمي بذهول عندما رأيت نانا جيليان تدخل إلى غرفتي

 

وقفتُ بسرعة وهتفتُ بعدم التصديق

" نانا جيليان!!!... "

 

وركضت وعانقتُها بشدة.. بادلتني العناق بقوة وهمست قائلة بسعادة

" صغيرتي زايا.. طفلتي الحبيبة.. أخيرا تحنن عليّ زوجكِ المنحرف والخاطف وأرسل إلى منزلكِ حارسين لأخذي حتى أتي إلى القلعة وأراكِ.. لقد قال لي الحارس بأن زوجكِ أمرهُ في الصباح حتى يأتي إلى منزلكِ وجلبي لكي أبقى برفقتكِ في غيابه "

 

أبعدتني عنها وبدأت تُقبل وجنتاي بقبلاتٍ كثيرة ثم نظرت بحنان إلى عيناي وقالت

" المنحرف نيكولاس جعلكِ تتزوجينه غصبا عن إرادتكِ و بالقوة وأيضا جعلكِ حامل منه.. كم أرغب بقتلهِ الآن "

 

ابتسمت لها بحنان قائلة

" نانا.. لا تغضبي أرجوكِ.. سامحيه من أجلي.. فهو تغير كثيراً من أجلي.. هو يعشقني فعلا نانا "

 

نظرت إلى عيناي بعدم الرضى وقالت

" هاه.. أنظري إلى عينيكِ الأن وأنتِ تتكلمين عنه تكادُ القلوب تخرجُ منها بسببه.. تعالي ودعينا نجلس وأخبريني بالتفصيل الممل بما حصل معكِ هنا في القلعة "

 

جذبتني من يدي وجعلتني أجلس على الأريكة وجلست ناحية اليسار بجانبي ونظرت بتمعُن إلى وجهي وأشارت لي بيدها حتى أتكلم.. حدقت بوجهها الجميل فهي رغم أنها في التاسعة والأربعين من عمرها إلا أنها ما زالت فائقة الجمال.. المسكينة أصبحت أرملة وهي في سن صغيرة وللأسف لم يكن لديها أطفال عندما توفي زوجها.. لذلك أتت وربتني بسرية تامة عندما طلب منها أبي فعل ذلك.. فزوجها المرحوم كان يعمل مساعد لأبي أندريا..

 

تنهدت بهدوء وبدأت أُخبرها بالتفصيل الممل كل ما حصل لي هنا في القلعة.. عندما انتهيت نظرت نانا بصدمة إلى وجهي ثم ضحكت بقوة

 

نظرت إليها بدهشة لكنها ابتسمت بفرح وغمزتني ثم قالت بخبث

" لا أستطيع التصديق.. لقد روضتي أكثر رجل مُنحرف في سان مارينو وجعلتهِ يعشقكِ بجنون.. أحسنتِ حبيبتي.. لكنني كنتُ أرغب لو قُمتِ بتعذيبهُ أكثر فهو يستحق العذاب أكثر بعد أن ضاجعكِ رغما عنكِ وجعلكِ حامل بطفله.. "

 

ثم أمسكت بيدي وسألتني بجدية

" أخبريني زايا.. هل فعلا الفارس نيكولاس جيد بممارسة الجنس؟.. وهل فعلا عضوهُ الذكري كبير كما كانت النساء تطلق الإشاعات عليه؟ "

 

توسعت عيناي بذهول وسعلت بقوة واحمر وجهي بعنف من جراء الخجل وقلتُ لها بهمس

" ناناااااااا.. كيف تسألين هكذا أسئلة غير لائقة.. هو.. أنا لا أستطيع الإجابة عليها "

 

قهقهت بقوة ثم قالت

" إذا يبدو بأن الإشاعات صحيحة عنه.. يا لحُسن حظكِ صغيرتي.. فأجمل شيء في الحياة بأن يكون زوجكِ جامح في العلاقة ويمتلك عضو ذكري ضخم و... "

 

قاطعتُها هاتفة بخجلٍ كبير

" نانا أرجوكِ توقفي.. لا أريد أن نتكلم عن.. عن عضو الذكري لزوجي و.. و.. يا إلهي فقط توقفي "

 

ابتسمت بحنية ثم بدأت تتكلم معي بأمور مُختلفة..

ستة أيام مضت على ذهاب نيكولاس من القلعة.. كنتُ أمشي في الرواق التابع لجناح نيكولاس عندما تسمرت فجأة في أرضي ونظرت بصدمة أمامي.. رأيتُ نيكولاس يقف أمامي وهو يتأملني بنظرات كلها عطف وحنان ويبتسم لي أجمل ابتساماته..

  

" نيكولاس حبيبيييييييي... "

هتفت بقوة وركضت نحوه.. ركض وحاوطني بيديه ورفعني عاليا ودار بي


همست له بسعادة لا توصف وهو يدور بي

" حبيبي لقد أتيتَ أخيراً.. كم اشتقتُ لك نيكولاس "

 

توقف عن الدوران وأنزلني برقة لأقف ونظر بهيام إلى وجهي وقال

" اشتقتُ لكِ أكثر يا جميلة قلبي "

 

وسحق شفتاي بقبلة رائعة أفقدتني أنفاسي.. ودون أن يتوقف عن تقبيلي حملني كالعروسة بين يديه وسار بي نحو غرفتنا.. وضعني برقة على السرير وقبلني بجوعٍ كبير وحاولت مُبادلتهِ القبلة...

 

 

" أوه يا إلهي!!.. ألا تخجلون؟!!.. تمارسون الحُب في الصباح! "

 

انتفضنا أنا و نيكولاس بقوة وجلسنا على السرير ونظرنا معا بصدمة إلى نانا جيليان والتي كانت تقف أمام السرير وهي تُكتف يديها وتنظر إلينا بخبث.. وسمعتُها بصدمة تقول

 

" صحيح ممارسة الحُب جيدة في الصباح وتُنعش القلب والروح.. لكن تناول الفطور سيكون جيداً أكثر لكِ زايا وللجنين "

 

ثم أشارت بيدها نحو نيكولاس المذهول ليبتعد وقالت له

" هيا أيها الفارس المُنحرف دع زوجتك تتناول الفطور الذي أحضرتهُ لها بنفسي واذهب واستحم فرائحتك كريهة جداً.. يبدو بأنك لم تستحم منذُ أيام "

 

شهقت برعب ونظرت ناحية نيكولاس ورأيت عينيه تشتعل من شدة الغضب.. اقتربت وهمست له برجاء في أذنه

" أرجوك لا تغضب من نانا جيليان.. هي تكون وقحة أحيانا.. ثم رائحتك جميلة حبيبي فلا تحزن "

 

نظر إلى وجهي بعاطفة وهمس قائلا بحزن مُصطنع

" أكبر خطأ ارتكبتهُ في حياتي بأنني أرسلت رجالي بجلبها إلى هنا.. حسنا حبيبتي لن أغضب لأجلكِ "

 

انتفضنا أنا و نيكولاس بقوة عندما هتفت نانا جيليان قائلة بحزم وبوقاحة

" بماذا تتهامسون أمامي؟!.. ألا تعلمان بأنه من قلة الأدب أن تتهامسوا بينما هناك من تقف أمامكم.. هيا قف واذهب فورا واستحم سيد نيكولاس ودعني أهتم بصغيرتي وجنينها "

 

ضغط نيكولاس أسنانه بقوة حتى كاد أن يُحطمها وسمعتهُ بخوف يهمس بغضب من بين أسنانه

" نانا جيليان.. يبدو بأنهُ غاب عن بالكِ أنه من قلة الأدب أن يدخل شخص غريب إلى غرفة زوجين دون استئذان "

 

توسعت عيون نانا جيليان بصدمة وفورا أمسكت بيد نيكولاس ونظرت إليه برجاء وهمست قائلة له

" أرجوك حبيبي.. اذهب واستحم سنتكلم لاحقا.. لو سمحتَ حبيبي "

 

ضغط على شفتيه بقوة ثم ارتخت ملامحه وأجابني برقة

" كما ترغبين حبيبتي "

 

ثم نظر بخبث إلى نانا جيليان وفجأة أمسك بوجهي وسحق شفتاي بقبلة عنيفة ساخنة أمامها.. ثم إابتعد ووقف ونظر بكبرياء إلى نانا جيليان وتوجه نحو الخزانة وأخرج ملابسه ودخل إلى الحمام...

 

شعرت بالخجل وأنا أرى نظرات نانا اللعوبة.. أمسكت بيدي وساعدتني لأقف وقالت لي بهمس

" ما زال مُنحرف زوجكِ الوسيم.. ويُقبل بشكلٍ جيد أيضا.. إن كان يُمارس الحُب كما يُجيد التقبيل فأنا أحسدكِ صغيرتي "

 

" نانااااااااااا.. "

 

همست لها باعتراض وبحياء فضحكت بمرح وجذبتني لكي أجلس على الأريكة وأشارت لي بيدها نحو الطاولة الصغيرة أمامي والتي كانت صينية الطعام موضوعة عليها وقالت

 

" لقد طرقت الباب ودخلت ووضعت الصينية على الطاولة وأنتما لم تنتبها لي.. أخبري زوجكِ العزيز بذلك.. أخبريه بأن يُقفل الباب بالمفتاح عندما يريد ممارسة الحُب معكِ في الصباح.. وإلا وجدني أمامه "

 

غرق وجهي بحمرة الخجل وبدأت أتناول طعامي دون أن أُجيب عليها.. عندما انتهيت حملت نانا الصينية وقالت لي قبل أن تخرج

" لا تدعيه يمارس الحُب معكِ الآن لقد تناولتِ إفطاركِ قد تتقيئي وأنتِ أسفله و... "

 

" نانااااااااااااااا... "

 

هتفت بصدمة بوجهها فضحكت بقوة وهي تخرج وأغلقت الباب خلفها... وهنا فتح نيكولاس باب الحمام وهو يقول

" تبا.. لقد انتظرت خروجها منذ فترة.. ظننت بأنها لن تتركنا أبداً بمفردنا "

 

التفت ونظرت إليه بسعادة ثم وقفت واقتربت منه وبدأت أُداعب عنقهُ بأصابعي وقلتُ له بدلال

 

" لا تغضب منها.. هي طيبة جداً وأنا أعتبرها بمثابة أمي.. أنا شاكرة لها لأنها ربتني تربية صافية وصالحة منذ وفاة والدتي الحقيقية.. ربتني تربية بعيدة عن الحقد و الكره و الخبث والحسد و ظن السوء و فعل السوء للناس.. أشكرها لأنها ورثتني الحب و الحنان و الطيبة و العطف..  أشكرها على تعبها عليّ و لأنها كانت دائما سنداً لي ورفيقة لي في وحدتي خاصةً بعد وفاة والدي أندريا.. و أشكر الله عليها و أفتخر أنني أمتلك أفضل و أحن أم ونانا في العالم كله "

 

لانت ملامح نيكولاس وابتسم بعطف وحنان وهو ينظر إلى عيناي بحبٍ كبير.. أخفض رأسه وطبع قبلة رقيقة على شفتاي ثم أبعد وجهه وقال

 

" وأنا سوف أكون شاكرا لها لمدى العُمر على ذلك.. لا تقلقي جميلة قلبي لن أغضب من نانا جيليان أبداً من أجلكِ.. وأخبريها بأنني سأعمل بنصيحتها وسوف أُقفل الباب بالمفتاح قبل أن أمارس الحُب معكِ "

 

ضحكت بخفة ثم أغرقت رأسي في صدره وهمست قائلة له

" أحبُك نيكولاس طوليني.. "

 

شدد عناقه لي وهمس بأذني قائلا

" أنا أحبُكِ أكثر زايا طوليني "

 

ثم ابتعد عني وأخبرني أن أتى برفقة توماسو وطلب مني أن أهتم به وطبعا وافقت..

 

أسبوع وستة أيام مضت بسعادة في القلعة.. كان نيكولاس يبحث عن فابيو في النهار ليعود في الليل ويُغرقني بعشقهِ الجميل.. أما في النهار كنتُ أظل برفقة نانا جيليان و توماسو..

 

عشقت توماسو بجنون فهو طفل رائع جدا.. يبدو بأنهُ ورث طيبتهُ عن والدتهُ المرحومة صديقة أدلينا.. بيني وبين نفسي شكرتُ اللّه على ذلك إذ لم أرغب بأن يرث توماسو من حقد وكره لورينزو شيئا.. في الحقيقة لم أحزن أبدا عندما قتلهُ الكونت وهو يتبارز معه.. لورينزو استحق ما حصل له بسبب شرهِ.. صحيح بكيت قليلا لأنني خسرت شقيقي الوحيد لكن بعدها برَدَ قلبي بسبب أفعاله.. لقد قتل أبي وحاول قتل ابن عمنا بلاكيوس فقط بسبب طمعهِ الكبير..

 

كنتُ أجلس في المقعد في حديقة القلعة وبجانبي نانا جيليان و توماسو كان يلعب أمامنا بألعابه.. نظرت أمامي بدهشة عندما سمعت صوت بوق من البرج الشمالي يصدح عاليا في السماء مُعلنا اقتراب أحدا ما إلى القلعة.. وشعرت بداخلي بالقلق رغما عني.. وقفت ورأيت جنود غرباء يدخلون من بوابة القلعة وعرفت من العلامة على دروعهم بأنهم جنود زوجي نيكولاس.. وفورا طلبت من نانا جيليان أن تدخل إلى القصر برفقة توماسو..

 

اقتربت منهم ونظرت إليهم بقلق.. تقدم واحد منهم وسلمني رسالة وقال باحترام

" لقد أخبرنا حُراس القلعة بأن الفارس نيكولاس ليس هنا.. سيدتي هذه رسالة خاصة من الكونت بلاكيوس ويتلي للفارس نيكولاس.. أتمنى أن تُسلميها له فور عودته لأن الأمر جداً خطير وبالغ الأهمية "

 

ارتعشت أناملي بقوة بينما كنتُ أستلم منه الرسالة لكن فجأة نظرت نحو بوابة القلعة ورأيت نيكولاس يدخل برفقة بعض من حُراسه وقفز عن ظهر حصانه واقترب ليقف أمامنا وخاطب جنوده قائلا

 

" لماذا أتيتم إلى سان مارينو؟.. هل الكونت بخير؟!.. تكلموا "

 

وهنا تقدمت ووقفت أمامه وقلتُ له وأنا أرفع يدي الممسكة بالرسالة

" الكونت أرسل لك رسالة بالغة الأهمية.. إنها منه خذها.. "

 

نظر بقلق إلى وجهي وفورا سحب الرسالة وفتحها.. شعرت بالخوف وأنا أرى ملامح وجه نيكولاس تتغير للتحول إلى صادمة ثم إلى غاضبة فجأة رمى الرسالة على الكرسي بجانبه وهجم على الجُندي وأمسكهُ من عنقه وهتف بغضبٍ مهول بوجهه

 

" أيها الملاعين سوف أقتلكم.. كيف دخل فابيو ميديشي إلى قصري وإلى أرضي وخطف الكونتيسة دون أن تشاهدوه؟.. سأحرقكم أيها الأغبياء ســـ.. "

 

ركضت وأمسكت بكلتا يديه وهتفت له برعب وأنا أحاول إبعاد يديه عن ذلك الجندي والذي بدأ يفقد أنفاسه

" لا نيكولاس توقف أرجوك.. ابتعد عنه حبيبي أنتَ تُخيفني.. أرجوك "

 

ثم رفعت كلتا يداي ووضعتُها على وجنتيه وأدرت رأسهُ برقة ونظرت إلى عينيه برجاء.. هدأ قليلا ثم أغمض عينيه ثم فتحها وأبعد يديه عن عنق ذلك المسكين.. همست له شاكرة فأشار لي بعينيه حتى أبتعد وفعلت وسمعتهُ يأمر جنوده قائلا

 

" سوف أُحاسبكم لاحقا على إهمالكم اللعين.. والآن ستذهبون فورا إلى قريتي وتبدأوا بالبحث عن فابيو ميديشي و الكونتيسة.. سأرافقكم بنفسي تحضروا للذهاب "

 

ثم أمسكني بيدي وسحب الرسالة عن الكرسي وتوجه بخطواتٍ سريعة داخلا إلى القلعة وهو يسحبني خلفه..

" نيكولاس.. نيكولاس.. حبيبي اهدأ وتوقف ودعنا نتكلم أرجوك "

 

وقف واستدار وحدق بوجهي بحزن ثم رفع الرسالة وأشار لي بعينيه حتى أقراءها.. أمسكت الرسالة وبدأت بقراءتها.. شعرت بغصة مؤلمة في صدري لقد خطف ذلك المدعو فابيو ميديشي أدلينا.. وبدا واضحا لي بأن بلاكيوس يتألم جدا وخائف عليها من أن يؤذيها والدها.. لقد طلب من نيكولاس بجمع الجنود والبدء بالبحث عن فابيو و أدلينا..

 

عندما انتهيت من قراءة الرسالة نظرت بحزن إلى نيكولاس وقلتُ له بآسف

" مسكين بلاكيوس ومسكينة أدلينا.. لقد خطفها والدها.. كيف يستطيع أذية ابنته من لحمه ودمه؟!.. هذا الرجل مريض ومجنون "

 

ثم تنهدت بهدوء وتابعت قائلة

" اذهب حبيبي وساعد بلاكيوس.. لا بُد أنهُ منهار الآن "

 

أغمض نيكولاس عينيه وقال بأسى

" حُراسي الأغبياء هم السبب بتعاسة بلاكيوس الآن.. لم ينتبهوا لذلك الحقير فابيو عندما تسلل ودخل أرضي.. سأبعث خمسة من جنودي حتى يُعلموا ألكسندر بالوضع "

 

ثم رقت ملامحه وقال برقة

" سأذهب لكي أساعد صديقي في محنته.. قد أعود إلى القلعة غدا أو بعد غد.. حسب الظروف.. انتبهي لنفسكِ ولـ توماسو.. أحبُكِ زايا "

 

عانقتهُ ثم قبلت خده وقلت له بثقة

" سوف نكون بخير هنا.. لا تقلق حبيبي "

 

قبلني برقة على شفتاي ثم استدار ودخل إلى مكتبه...

 

مضى يومين على ذهاب نيكولاس.. استيقظت في الصباح على صوت البوق.. انتفضت ووقفت وركضت نحو النافذة ونظرت إلى البعيد.. استطعت رؤية عدد كبير من الجنود يقتربون من القلعة واستطعت رؤية بلاكيوس على ظهر حصانه يترأسهم في المقدمة وخلفه نيكولاس.. لكن بلاكيوس كان بمفرده وزوجته ليست معه وهنا عرفت بأنهُ لم يجدها بعد..

 

استدرت وبدأت أرتدي ملابسي حتى أنزل وأستقبلهم...

 

كارين***

 

كنتُ أبتسم بسعادة وأنا أسير في حديقة قصر والدي.. في الأمس كان زفاف ابنتي يولينا على الفارس ألكسندر.. أخيراً فرحت بها وأخيراً الفرحة ملأت حياة ابنتاي..

تسمرت في مكاني عندما رأيت البارون فبيانو يقف أمامي وهو يبتسم لي برقة ويحمل بيده وردة حمراء.. ابتسمت له بخجل وشعرت بقلبي ينبض بنبضاتٍ سريعة..

 

اقترب فبيانو ووقف أمامي بعيدا عني خطوة واحدة وقال لي برقة

" صباح الخير ليدي كارين "

 

أجبتهُ بخجل

" صباح الخير بارون فبيانو "

 

ابتسامتهُ الرقيقة لم تفارق شفتيه ونظراته جعلت دمائي تغلي في عروقي.. الإعجاب كان واضحا بنظراته.. منذ اليوم الأول الذي رأيتهُ به أحسست بشعورٍ غريب في كياني وخفق قلبي بقوة.. لكن شعرت بالخوف من هذه المشاعر الغريبة وكنتُ أحاول تجنبهُ لكن مهما فعلت كنتُ أراه دائما أمامي...

 

شعرت بأشياء غريبة تُرفرف في معدتي عندما سمعتهُ يقول لي بنبرة حنونة

" الآن اكتشفت سبب جمال هذا الصباح المُشرق.. بسببكِ.. جمالكِ مثل جمال الصباح عند شروق الشمس "

 

احمرت وجنتاي بشدة ولم أستطع الإجابة عليه.. شعرت بأنني مراهقة في موعد مع حبيبها..

 

حرك فبيانو يده وأمسك بيدي اليمنى ورفعها ثم انحنى وقبلها برقة دون أن يُبعد عينيه عن عيناي.. رمشت بقوة عندما شعرت بذبذبة تسير من يدي إلى كامل أنحاء جسدي.. استقام وفتح يدي ووضع الوردة الحمراء بها ثم أغلق أصابعي حولها برقة وقال

 

" أجمل وردة حمراء لأجمل ليدي في العالم "

 

أوه يا إلهي!!.. همست برقة بداخلي وشعرت بوجهي يلتهب بكاملهِ بسبب الخجل.. ابتسم لي برقة وأفلت يدي ثم قال

 

" ذهبت للنوم مبتسما لأنني كنتُ أحلم بكِ.. لكن الابتسامة على وجهي الآن هي لأنكِ لستِ حُلما "

 

شعرت بالسعادة لسماعي كلماته الجميلة.. كان يتغزل بي فهذا واضح.. شعرت بالسعادة واحمرت وجنتاي أكثر.. لكن فجأة أحسست بالرعب.. حدقت بوجهه بخوف وقلتُ له بتلعثم


" بارون فبيانو.. أرجوك.. أنا.. أنا.. أنا امرأة متزوجة و لا يجوز أن.. أن.. و.. أنا آسفة... "

 

استدرت وركضت داخلة إلى القصر وصعدت إلى غرفتي.. رميت نفسي على السرير وبكيت بقوة.. أنا أُحب البارون فبيانو.. اعترفت بيأس لنفسي وأجهشت بالبكاء المرير.. ما الذي أفعلهُ؟!!.. كيف سمحت لنفسي بأن أُحب بينما أنا امرأة متزوجة؟!!.. أنا في التاسعة والثلاثين من عمري يجب أن أكون قوية ولا أضعف..

 

بكيت بتعاسة لأنني ولأول مرة في حياتي أختبر الحُب.. بكيت بألم لأنني لا يجب أن أشعُر بالحُب نحو البارون فهذه خطيئة كبيرة..

 

كنتُ في السادسة عشر من عمري عندما اغتصبني فابيو وأجبرني أبي على الزواج منه.. كرهت فابيو بجنون ولم أشعر نحوه سوى بالبُغض والحقد والخوف.. كنتُ دائما أحلم بأن أتزوج من الرجل الذي سأحبهُ بجنون.. لكن فابيو دمر كل أحلامي وحياتي وحتى حياة بناتي..

 

والآن أنا امرأة عاشقة.. يا إلهي ساعدني.. يجب أن أبتعد عن فبيانو.. يجب أن أفعل ذلك وأنسى مشاعري نحوه.. بكيت وانتحبت بهستيرية وأنا أحتضن بقوة إلى صدري الوردة الحمراء....

 

  

اللورد رومين***

 

 

عندما أتى حُراس الفارس نيكولاس إلى قصري وأعلموني بما فعلهُ فابيو ميديشي غلت الدماء في عروقي بغضبٍ شديد وفورا أمرت لوكا بتجهيز جنودي لأنني سأذهب وأبحث بنفسي عن ذلك الوغد اللعين وأقتلهُ بيدي لأنهُ تجرأ وخطف حفيدتي..

 

وعندما استدرت لأذهب إلى غرفتي وأتحضر تجمدت بأرضي عندما رأيت كارين تقف أمامي وهي تبكي.. ركضت وعانقتني بقوة وانتحبت بشكلٍ هستيري وقالت ببكاء

 

" سيقتُل طفلتي.. سوف يقتُلها.. سيقتل القذر ابنتي.. ساعدها أبي أرجوك.. عليك أن تجد ابنتي وتحميها من والدها اللعين أرجوك.. سأموت إن حصل أي مكروه لابنتي.. سأموت... "

 

ربت بحنية على ظهرها وقلتُ لها بحزن

" يكفي كارين.. توقفي عن البكاء يا ابنتي.. أعدُكِ لن اهدأ حتى أجد أدلينا.. وذلك الحقير فابيو ستكون نهايتهُ على يدي.. اهدئي يا ابنتي وتوقفي عن البكاء من أجلي "

 

رفعت كارين رأسها ونظرت إلى وجهي بعيون حمراء من شدة البكاء وقالت بغصة

 

" أنا أعرف فابيو جيداً.. سوف يؤذي ابنتي.. هو يُريد أن يحرق قلبي عليها.. أدلينا في خطر معه.. سيقتلها حتى يحرق قلبي عليها.. أرجوك أبي عليك أن تجدها في أسرع وقت وتنقذها منه "

 

رفعت يداي ومسحت دموعها وقلتُ لها بتصميم

" سأفعل أعدُك.. اهدئي ولا تخافي.. لن أسمح أبداً بأن يُصيب حفيدتي أي مكروه "

 

ثم ابتعدت عنها وأشرت لـ مونيكا بالاقتراب والتي كانت تقف خلفنا وتبكي بحزن.. وقفت أمامي وطلبتُ منها أن تبقى برفقة كارين ولا تتركها أبدا وذهبت إلى غرفتي..

 

ارتديت بذلتي الحربية وفوقها الدرع وأمسكت بسيفي ووضعته بالحزام على خصري ثم سحبت مسدسي ووضعته في الحزام الخاص به على خصري وخرجت.. توجهت نحو الأسفل وشعرتُ بالدهشة عندما رأيت كارين تقف أمامي برفقة مارشيلو و مونيكا وهم يتشاجرون.. اقتربت منهم وهتفت بغضب

 

" ما الذي يحصل هنا؟!.. توقفوا عن المشاجرة في الحال "

 

وفورا خرسوا ونظروا ناحيتي.. اقترب مارشيلو وقال بغضب

" أبي.. شقيقتي كارين أصابها الجنون.. هي تريد مرافقتك للبحث عن أدلينا.. أخبرتُها بأنني سأذهب برفقتك بدلا عنها لكنها مُصرة على الذهاب برفقتك "

 

نظرت إلى كارين بحنية وسألتها

" هل أنتِ واثقة من ذلك؟.. هل فعلا ترغبين بمرافقتي للبحث عن ابنتكِ؟ "

 

اقتربت لتقف أمامي وقالت بحرقة

" نعم أبي.. أريدُ أن أذهب برفقتك وأبحث عن ابنتي.. لن أبقى هنا أبكي وأتحسر عليها وأحترق بنار الألم والخوف.. اسمح لي أرجوك بمرافقتك.. ابنتي سوف تحتاجُني عندما نجدها.. أنا يجب أن أكون معها عندما نجدها "

 

حاول مارشيلو الاعتراض لكنني رفعت يدي أمنعهُ عن التكلم وقلتُ له بأمر

" مارشيلو.. ستبقى هنا برفقة زوجتك و رومانو ولورا و فبيانو.. كارين ستأتي برفقتي "

 

وهكذا أمسكت بيد ابنتي وخرجنا من القصر..


جلست بهدوء على ظهر حصاني أنظر بفخر إلى ابنتي كارين


رواية الكونت - فصل 38 والأخير - قدرُنا معاً



كانت ابنتي تمطي حصانها بمهارة وتنتظرني أمام بوابة القصر مع جنودي.. كنتُ أشعُر بالفخر لأنها أخيراً تغلبت على ضعفها وخوفها من ذلك الحقير والمُجرم.. ابتسمت لها بوسع ثم أمرت جنودي بالتقدم وبدأت رحلتنا في البحث عن حفيدتي..

 

يومين لعينين مضوا ولم نجد أي أثر لذلك القذر فابيو.. كنتُ أشتعل بنار الحقد وأعد له بالجحيم في كل لحظة.. وكارين ابنتي لم تتوقف عن البكاء للحظة بألم وبصمت.. قلبي ألمني عليها وتألمت لرؤيتي للكونت بلاكيوس مُدمر.. كان يائس المسكين وهو يبحث عن أدلينا كالمجنون وشعرت بالحزن عليه..

 

في اليوم الثالث عندما تأكدنا بأنه ليس في المنطقة وجوارها ذهبنا إلى سان مارينو.. دخلت إلى القلعة وأرشدني خادم إلى غرفتي بعد أن تأكدت بأن كارين ذهبت إلى غرفتها لكي تستريح قليلا..

 

استحممت وارتديت ملابسي.. كنتُ غاضب لحد اللعنة لأننا لم نجد حفيدتي لغاية الآن..


" فابيو أيها الملعون.. سوف أتلذذ بقتلك ببطءٍ شديد.. انتظر وسترى ما سيحدث لك عندما أجدُك "

 

همست بغُل وبحقدٍ كبير وقررت أن أنزل وأرى الكونت وأتكلم معه.. كنتُ أسير بغضب عندما فجأة ارتطم جسدي بجسد ناعم بعنف.. سمعت شهقة أنثوية تخرج متألمة وفورا رفعت كلتا يداي وأمسكت بكتف تلك الغبية التي اصطدمت بي وهتفت بغضب

 

" ألا ترين أمامكِ وأنتِ تسيرين؟ "

 

" هل أنتَ أعمى؟!.. تبا لك أيها الغبي والمُتخلف.. لا تصرخ بوجهي أيها اللعين.. وإلا جعلتُك ترى الويـــ... أوه.... "

 

تفاقم غضبي بشكلٍ جنوني من هذه المرأة الوقحة خاصةً لأنها شتمتني وتكلمت معي بوقاحة.. نظرت إلى الأسفل ورأيتُها ترفع رأسها عاليا بسبب قصر قامتها وهي تشتمني لكنها خرست بصدمة عندما نظرت إلى وجهي..

 

واوووو.. مثيرة جداً.. همست بداخلي بينما كنتُ أتأمل بإعجاب شعرها الذهبي ثم عيونها الزرقاء الرائعة والتي كانت تتأملني بدهشة ثم أنفها الصغير ثم شفتيها الرقيقتين.. ثم بلعت ريقي بقوة عندما رأيتُها تعض بأسنانها على شفتها السفلية بقوة.. تابعت تأملها نزولا وتوقفت عيناي على صدرها المستدير والكبير والعارم والذي كان يظهر جزء كبير منه من فتحة فستانها المثير..

 

" اللعنة.... "

 

همست بصدمة لأنني شعرت بحرارة تكتسح جسمي بكامله.. لقد أعجبني جدا ما أراه الآن.. أعجبني جداً.. من هذه المرأة المثيرة؟!.. أتمنى أن لا تكون متزوجة!.. لا يهم سوف أضاجعها وبعنف حتى لو كان لديها عشرة أحفاد..

 

" أوه.. مرحبا أيها الوسيم.. لن تعتذر لأنك سحقت جسدي بعضلاتك الضخمة أيها العجوز.. و المثير "

 

انتشلني من تفكيري بمضاجعتها بجنون وبعنف صوتها الرقيق وفورا رفعت نظراتي إلى وجهها وحدقت بذهول إلى وجهها ثم حمحمت وقلتُ لها بجمود

 

" عجوز؟!.. من الذي تصفينهُ بالعجوز؟.. أنا عجوز؟!.. لو أحدا غيركِ تجرأ على لفظها بوجهي كنتُ قطعت رأسه بسيفي "

 

حركت جسدها قليلا وانتبهت هنا بأنني ما زلتُ أمسك بكتفيها.. لعقت شفتاي بينما كنتُ أنظر إلى صدرها العارم ثم أبعدت يداي رغما عني عن كتفيها الرائعين ورأيتُها بصدمة تبتسم لي بإغراء وقالت وهي تنظر إلى منطقتي في الأسفل

 

" هممم.. فعلا.. فمن يمتلك هكذا عضو ذكري ضخم مستحيل أن يكون عجوزاً "

 

توسعت عيناي بصدمة وفورا أخفضت رأسي ونظرت إلى منطقتي السفلية.. تبا أنا فعلا كنتُ منتصب وبشدة.. كان انتصاب عضوي الذكري واضحا أسفل قماش سروالي حتى أنهُ كاد أن يُمزق سروالي ويخرج..  اللعنة كيف لم أشعُر بانتصاب قضيبي؟!..

 

" لا بأس بالنسبة لعجوز مثير مثلك.. هممممممم... "


رفعت رأسي وحدقت بصدمة إلى وجهها.. كانت تنظر إلى عيناي بمكر وهي تبتسم لي بدلال.. ثم ولدهشتي الكبيرة اقتربت خطوة مني وأمسكت بياقة قميصي وداعبتها بأناملها برقة وقالت لي وهي تنظر إلى عيناي بنظرات مثيرة

 

" ما هو اسمك أيها العجوز الوسيم والقوي؟!.. لن تُعرفني عليك!.. همممم... "

 

بلعت ريقي بقوة وهمست قائلا لها بصوتٍ مبحوح بسبب إثارتي

" لورد رومين ديلا روفيري في خدمتكِ ليدي.. وأنتِ سيدتي الجميلـــ... "

 

قبل أن أُكمل جملتي صرخت بقوة بذعر وحدقت برعبٍ كبير إلى وجهي وابتعدت عني وهتفت بذهول وهي تُحدق بخوف في عيناي

 

" لورد؟!!!!.. أنتَ لورد رومين ديلا روفيري؟!... آاااااااااااااااععععععععععههههه... "

 

نظرت إليها بدهشة عندما صرخت برعب في النهاية ثم قالت بتوتر و بتلعثم

" سامحني سيدي اللورد.. لــ..  لم.. أنا.. لم أكن أعلم من تكون "

 

ثم استدارت وركضت مبتعدة من أمامي.. رفعت يدي وهتفت لها بقوة

" انتظري.. لا تذهبي "

 

ركضت خلفها لكنني وقفت فجأة في وسط البهو وتجمدت إذ لم أراها أمامي.. شعرت بالقهر وهمست بغيظ

" اللعنة أين ذهبت هذه المرأة المثيرة؟!!.. أريدُها وفي الحال "

 

رفعت يدي وحكيت ذقني بتفكير ثم ابتسمت بخبث.. أوه سوف أجدها مهما اختبأت مني وسوف أضاجعها قريبا بعنف وأجعلها تئن بمتعة أسفلي.. سوف أُريها ما يمكن لهذا العجوز فعلهُ بها.. لقد مضى فترة زمنية طويلة لم أضاجع بها امرأة.. بل لم أشعُر بالرغبة بذلك بعد وفاة زوجتي المسكينة.. أخيراً التقيت بامرأة منحرفة تُناسبني تماما..

 

ابتسمت برضا وربت بيدي على عضوي المنتصب بخفة وكلمتهُ قائلا بهمس

" مرحبا بك من جديد إلى الحياة.. الآن عليك أن تنام فلن نُضاجعها حالياً للأسف.. لكن أعدُك قريبا سنفعل ذلك.. و قريبا جدا "

 

انتظرت عدة دقائق حتى اختفى انتصابي وتابعت السير نحو الأسفل وأنا أتوعد لتلك المثيرة بمضاجعة عنيفة...

 

خرج الكونت بلاكيوس ليبحث عن أدلينا بينما أنا قررت أن أذهب وأتكلم مع كارين قبل أن أنضم إليه بالبحث.. دخلت إلى غرفة كارين ونظرت بحزن إليها.. كنت تجلس على طرف السرير وهي تُغطي عينيها بكلتا يديها وتبكي وتنتحب وتهمس باسم أدلينا بحرقة كبيرة..

 

اقتربت وجلست بجانبها ثم رفعت يدي وحاوطت كتفها وقربتُها إليّ واحتضنتها بخفة.. بكت كارين على صدري بقوة بينما كنتُ أنظر بحزن إليها وأنا أداعب شعرها بخفة بأصابعي والتزمت الصمت..

 

عندما هدأت وتوقفت عن البكاء رفعت رأسها ونظرت بأسف إلى وجهي وقالت

 

" آسفة أبي لأنني جعلتُك ترى انهياري.. ليس بيدي سامحني.. ليس بيدي أن أتوقف عن البكاء خوفا وحسرة وألما على صغيرتي أدلينا.. هي لم تعش حياة طبيعية منذ طفولتها.. فابيو كان جدا قاسيا معها.. كرهها جدا لأنها السبب.. كان يلوم أدلينا لأنها السبب وراء اكتشافك حقيقة ما فعلهُ بي ولأنك أجبرتهُ على الزواج مني "

 

تنهدت كارين بقوة وتابعت قائلة

" ما عاشتهُ ابنتي أدلينا جدا مؤلم.. وأنا كنتُ ضعيفة.. ضعيفة جدا بعيدا عنك ولم أستطع حمايتها.. لم أستطع حمايتها من كُره وغضب والدها لها "

 

سالت دمعة حزينة على وجنتي وأغمضت عيناي بقوة وقلتُ لها بندمٍ كبير

" أنا السبب.. ما كان يجب أن أُجبركِ على الزواج من مُغتصب مريض وحقير.. هذا أكبر خطأ اقترفتهُ في حياتي كلها.. وأنا جدا نادم على فعلتي تلك.. أعدكِ يا ابنتي سأفعل المستحيل حتى أريحكم من فابيو ومن شره إلى الأبد "

 

عانقتني كارين بقوة ثم فجأة سألتها

" كارين.. أنتِ تعرفين كيف يُفكر ذلك القذر جيداً وتعلمين كيف يتصرف.. فكري يا ابنتي.. فكري جيداً أين من الممكن أن يأخذها فابيو؟!.. أين هو يختبئ الآن ومعهُ حفيدتي.. فكري يا ابنتي "

 

نظرت كارين بشرود إلى الأمام ثم همست

" ليس لدي أدنى فكرة أين أخذ ابنتي.. إنه حقير لن يسمح لنا بإيجادها و... "

 

توقفت كارين عن التكلم وفجأة توسعت عينيها بذهول ثم نظرت إلى وجهي بصدمة وهمست

" يا إلهي!!.. كيف لم أفكر بذلك مُسبقا.. هو لن يسمح لنا بإيجادها لذلك هو أخذها بالتأكيد إلى ذلك المنزل "

 

نظرت إليها بعدم الفهم لكن كارين ضحكت بقوة وقالت بسعادة وهي تقف

" أنا أعلم أين أخذ طفلتي.. يجب أن أذهب وأنقذها منه بنفسي.. يجب أن أذهب فورااااااااا... "

 

وركضت خارجة من الغرفة وفورا وقفت وهتفت بقوة

" كارين.. انتظري يا ابنتي.. انتظري.... "

 

ركضت خلفها ورأيت يولينا تقف أمام مدخل الباب وقالت لي بصدمة

" أمي تُجيد ركوب الخيل؟!.. "

 

نظرت إلى الأمام ورأيت كارين تمتطي ظهر أحد الأحصنة بمهارة واتجهت نحو باب القلعة.. نظرت بفخر إليها وأجبت يولينا قائلا بفخر

 

" لقد علمتُها بنفسي منذ صغرها امتطاء الخيل وتوجيه وقيادة الخيل في العربة.. لكن للأسف مارشيلو لم يسمح لي بتعلميها القتال والمبارزة بالسيف "

 

ثم هتفت لجنودي وأمرتهم بالتأهب وركضت نحو حصاني وقفزت على ظهره وتبعت كارين وجنودي خلفي.. رغم أنني هتفت لها حتى تنتظرني إلا أنها صرخت قائلة

 

" فابيو خبأ ابنتي في منزل صديقه قرب حدود سان مارينو الشمالية.. لقد خبأني هناك حتى لا تجدني إن بحثتَ عني عندما أوهمني بأنك تريد قتلي.. ابنتي هناك معه.. يجب أن أنقذها بنفسي "

 

نظرت بدهشة أمامي وعاد الغضب يشتعل في عروقي.. حانت لحظتك الأخيرة فابيو ميديشي.. رأيت أمامي الكونت مع جنوده ورأيتهُ يحدق بنا بذهول.. كانت كارين تسبقنا وتخطت الكونت وتابعت طريقها.. عندما اقتربت منه هتفت له بقوة

 

 " كونت بلاكيوس.. بسرعة اتبعنا.. كارين تعلم إلى أين أخذ فابيو أدلينا "

 

وتابعت طريقي خلف كارين.. بعد مدة دخلنا الغابة قرب حدود سان مارينو الشمالية وبعد دقائق رأيت من بعيد كارين توقف الحصان أمام منزل خشبي قديم وبرعب رأيتُها تدخلُ إليه.. خفق قلبي بجنون وصرخت بقوة ولكزت حصاني بشدة ليعدو بأقصى سرعة يمتلكها.. وعندما وصلت قفزت عن حصاني وركضت ودخلت إلى المنزل وتجمدت بصدمة بسبب ما رأيته.... 

 

أدلينا***

 

لم أنم جيدا طيلة الليل.. رغما عني كنتُ أشعُر بالقلق لذلك في ساعات الفجر الأولى نهضت وارتديت فسان أنيق أسود اللون وقررت أن أذهب إلى الحظيرة..

 

دخلتُها ورأيت بصدمة بلاكي يتحرك بعنف وفور رؤيته لي بدأ يصهل بقوة.. اقتربت منه وحاولت مداعبة رأسه لكنه أبعده وعاود الصهيل بعنف وهو يتحرك في مكانه ويحاول الخروج..

 

" بلاكي اهدأ.. ما بــ... .هممممممممممممممم... "

 

هتفت برعب في النهاية عندما تم سحب جسدي بعنف إلى الخلف ويد وضعت على فمي كتمت أنفاسي.. جحظت عيناي برعبٍ كبير عندما سمعت صوت والدي فابيو يهمس في أذني قائلا

 

" مرحبا يا ابنتي العاق.. أخيراً استطعت النيل منكِ "

 

بدأت أقاومه وأرفع قدماي وأحاول الركل يمينا ويسارا وبفعلتي تلك سقطت سلة مثبتة على العامود الخشبي أمامي وتناثرت حبات التفاح منها.. كان بلاكي يصهل ويتحرك بقوة وبغضب بينما أنا كنتُ أخدش بأظفاري يده الموضوعة على فمي

 

" أيتها العاهرة ستندمين "

 

همس بفيح وفجأة ضربة قوية تلقيتُها على رأسي وفورا أظلمت الدنيا من حولي....

 

فتحت عيناي بضعف وشعرت بالتخدير في جميع أنحاء جسدي وبألمٍ رهيب في رأسي من الخلف.. نظرت أمامي ورأيت الظلام حولي.. أغلقت عيناي وفتحتُها مراتٍ عديدة حتى رأيت بخوف بأنني داخل غرفة مُظلمة لا يُنيرها سوى شمعة واحدة بجانب الباب تم تعليقها بمسند على الحائط.. انتفض جسدي بقوة وحاولت التحرك لكنني لم أستطع نظرت إلى الأسفل ورأيت قدماي تم تكبيلها بإحكام بحبل سميك.. ثم رفعت نظراتي ورأيت معصماي تم تكبيلهما بحبل وتم ربط الحبل بمسند تم تثبيته على الحائط فوق رأسي..

 

حاولت الصراخ لكن صرخاتي كُتمت إذ تم وضع قماشة على فمي.. سالت دموعي برعب عندما تذكرت ما حدث معي.. الرجل والذي من المفترض أن يحميني ويرعاني.. الرجل الذي من المفترض بأنه أبي قام بضربي وخطفي.. شرعت أبكي بخوفٍ كبير وأنا أتمنى بأن يأتي بلاكيوس وينقذني منه..

 

سمعت صوت شجار عنيف في الخارج فجأة انفتح الباب ودخل فابيو وبرفقته رجل غريب لم أراه مُسبقا في حياتي.. نظرت إليهما برعبٍ كبير فوقف والدي ونظر إلى وجهي بشر ثم ضحك بقوة وقال

 

" أخيراً استيقظت الكونتيسة النائمة.. يوم ونصف وأنتِ غائبة عن الوعي حتى ظننت بأنكِ فارقتِ الحياة.. هههههه.. لعينة وحقيرة مثل والدتكِ.. أخيراً سأنتقم منهم جميعا من خلالكِ.. وخاصةً من زوجكِ القذر لأنه حطم وجهي وأنفي بلكماته "

 

ارتعش جسدي بقوة وأنا أراه يتقدم بخطواتٍ بطيئة نحوي.. سحب سيفه ورفعه بوجهي وقال بكُرهٍ مُخيف

" ودعي حياتكِ البائسة يا ابنتي الكريهة "

 

أغمضت عيناي وصرخت بقوة لكن صرخاتي كُتمت بسبب تلك القماشة.. لكنني فجأة توقفت عن الصراخ عندما لم أشعُر بشيء... فتحت عيناي ببطء ورأيت بدهشة ذلك الرجل الغريب يقف أمام فابيو وهو يمسك يده ويمنعه من الاقتراب مني.. وسمعتهُ بدهشة يقول بغضبٍ كبير

 

" فابيو هل جُننت؟!.. أنا لم أوافق على أن تدخل منزلي برفقة ابنتك حتى تقتلها هنا.. يكفي بأنني رافض جدا ما تفعله.. الكونت بلاكيوس سوف يذبحك إن قتلت زوجته.. ثم هي ابنتك من لحمك ودمك.. يكفي أنني منذ قليل اكتشفت بأنها أدلينا زوجة الكونت.. الجميع يبحث عنها وعنك.. لقد ورطتني رغما عني.. لن أشتكي عليك لكن إن أردتَ قتلها افعل ذلك خارج منزلي "

 

ثم سحب السيف من يد فابيو وتابع قائلا

" أنتَ صديق طفولتي.. لطالما ساعدتُك.. وخاصةً عندما أتيت برفقة زوجتك لقد ساعدتُك حتى تختبئ في منزلي في ذلك الزمن حتى لا يجدكم والدها اللورد.. لكن الآن لن أساعدك بقتل ابنتك.. يمكنك البقاء هنا بقدر ما ترغب لكن لن تلمسها طالما أنا أتنفس "

 

شعرت بالراحة وتنفست بهدوء.. لقد أنقذني ذلك الرجل من الموت الآن... سمعت فابيو يتأفف بضيق ثم قال بلهجة ساخرة

 

" ماكسيم أنتَ تمزح من دون شك.. هذه الفتاة العاق هي السبب في تعاستي.. دعني أتخلص منها وبعدها سأختفي من إيطاليا ولن ترى وجهي إلى الأبد "

 

كتف ماكسيم يديه وقال بإصرار

" أنا لا أمزح.. لن تلمسها طالما هي في منزلي.. عندما يتوقفون عن البحث عنها وعنك في المنطقة أريدك أن تخرج من منزلي برفقتها وافعل ما يحلو لك حينها "

 

نظر فابيو بكره إليّ وقال بغيظ

" حسنا لك ذلك "

 

ثم استدار وخرج من الغرفة وصفع الباب خلفه بعنف.. استدار ذلك الرجل ونظر بأسف إلى وجهي وقال بهمس

 

" كونتيسة ويتلي.. أنا آسف لأنني لا أستطيع مساعدتكِ أكثر.. فابيو يراقبني على مدار الساعة وإن خرجت يخرج خلفي حتى يرى إن كنتُ سأذهب وأُبلغ عنه.. كنتُ سأفعل اليوم عندما اكتشفت بأنكِ زوجة الكونت لكنه تبعني ورأيته لذلك لم أفعل.. أنا أعلم بأنهُ سيقتلني فورا إن فعلت.. لذلك أنا آسف.. لكن أعدُكِ سوف أحميكِ منه ولن أسمح له بأذيتكِ "

 

نظرت إليه نظرة ثقة وعرفان بالجميل.. ابتسم لي بحزن وتابع قائلا

" سأجلب لكِ كوب من الماء و بعض من الخبز والجُبن.. آسف ولكن هذا ما يتوفر حاليا من طعام هنا.. سأفك وثاق يديكِ لكني مضطر لربطها مرة أخرى ويمكنكِ قضاء حاجيتكِ هنا سأنظف المكان لاحقا "

 

وأشار لي ناحية اليسار بيده على زاوية الحائط وخرج من الغرفة.. مضى اليوم وحل يوم آخر وآخر.. أربعة أيام وأنا أعيش برعبٍ كبير بسبب فابيو ميديشي.. كان دائما يدخل إلى الغرفة ويحاول قتلي لكن صديقه ماكسيم حماني منه دائما.. كان يأتي في الوقت المناسب ويمنع والدي القذر من قتلي..

 

كم بكيت وامتنعت لساعات عن النوم خوفا من فابيو.. كنتُ أخاف أن يدخل وأنا نائمة ويقتلني.. أربعة أيام مرعبة مضت على خطف فابيو لي.. وكم صليت حتى يجدني حبيبي ويُنقذني منه..

 

واليوم هو اليوم الخامس.. كان فابيو غاضب منذ الصباح.. وظل غاضبا لغاية الظهر إذ سمعت صرخاته الغاضبة على ماكسيم.. كانا يتشاجران بقوة وشعرت بالخوف.. فجأة انفتح الباب ودخل ماكسيم ووقف أمامي وهتف

 

" لقد سئمت منك فابيو.. على جنونك أن ينتهي وحالا.. الكونت على وشك إيجادك هنا.. من الأفضل لك أن تدعها تذهب ثم عليك بالهروب بعيدا عن هنا "

 

بدأ بفك الحبل عن قدماي وفجأة ارتعش جسدي بقوة عندما رأيت أبي يمسك بسيفه وهو يقف خلف ماكسيم..

" ممممممممممممممم.... "

 

صرخت بقوة وأنا أشير برأسي وعيناي لـ ماكسيم حتى ينظر إلى الخلف وينتبه ولكن عندما التفت إلى الخلف رأيت برعب فابيو يقطع له رأسه بالسيف.. وبرعب فاق تحملي رأيت رأسه يطير ليضرب بالحائط وبفزعٍ مهول سقط جسده على الأرض أمامي بينما الدماء كانت تتدفق بكثرة منه..

 

" ممممممممممممممممممممممممممم.... "

 

صرخت بقوة وبخوفٍ رهيب وسالت دموعي بكثرة وارتعش جسدي بعنف بينما فابيو وقف ينظر إليّ وهو يضحك بجنون.. عرفت بأن ساعتي قد حانت.. عرفت هنا بأنه سيقتلني.. همست بداخلي بحرقة.. سامحني بلاكيوس.. سامحني حبيبي... رأيت فابيو يرمي السيف جانبا ثم أخرج من حزام في خصره خنجر كبير ونظر بشر إلى وجهي..

 

داس على جسد صديقه ووقف عليه وقال بحقدٍ كبير

" سأستمتع أكثر وأنا أذبحُكِ بالخنجر وأرى بمتعة كيف ستخرج روحكِ ببطء من جسدكِ.. أخيرا سأجعل حياة الجميع جحيم لا يطاق وأجعلهم يغرقون في البؤس لمدى الحياة.. لكن أولا بعض الطعنات لن تضر "

 

انحنى ونظر بكرهٍ كبير إلى عيناي ثم جحظت عيناي عندما أدخل الخنجر بعنف في كتفي...

 

" مممممممممممممممممممممممم... "

 

صرخت بألمٍ كبير وأغمضت عيناي وبكيت بقوة.. شعرت بحريقٍ كبير في كتفي.. كان فابيو يضحك باستمتاع بينما أنا كنتُ أبكي ألما وحزنا على الجنين في بطني وحزنا لأنني سأفترق عن حبيبي إلى الأبد..

 

أمسك فابيو بفكي بعنف وهتف بوجهي

" افتحي عينيكِ وانظري إليّ أيتها اللعينة "

 

فتحت عيناي ونظرت إليه بشفقة.. علمت بأن لا مفر لي من الموت الآن لذلك حدقت بشفقة إليه رغم ألم كتفي.. كنتُ أشعر بدوار وبإعياء شديد ومع ذلك حاولت أن أكون قوية حتى آخر نفس لي..

 

ابتسم بشر ورفع الخنجر ووضع نصله على عنقي وضغط بخفة عليه..

" أيها الحيوااااان... ابتعد عن ابنتيييييييييييييييييييي... "

 

سمعت بصدمة صوت أمي تهتف بجنون.. وبذهول رأيتُها ترمي نفسها على ظهر فابيو وهي تعضه بكتفه وتمسك بيده الممسكة بالخنجر وتسحبها بعيدا عن عنقي.. وأخر ما رأتهُ عيناي قبل أن يلفني الظلام عندما سحبت أمي الخنجر من يده وطعنته به في كتفه بعمق ثم سحبت الخنجر بقوة وطعنته أسفل كتفه وأخر ما سمعتهُ هو صرخة فابيو المتألمة وذهبت إلى عالم الظلام...

 

 

بلاكيوس***

 

أوقفت بلاكي أمام ذلك المنزل وقفزت وركضت داخلا إليه.. رأيت اللورد رومين يُبعد كارين عن ظهر فابيو ثم أمسكهُ ولكمهُ عدة لكمات على وجهه ثم أمسكهُ بكلتا يديه بعنقه وصرخ بجنون بوجه فابيو..

 

" سوف امسح الأرض بك وأجعلها تمتلئ بدمائك الوسخة أيها الحقير.. "

 

ثم رفع يده ولكمه بقوة ليقع فابيو على الأرض دون حركة.. كنتُ أرغب بقتل فابيو بيدي لكنني تجمدت عندما رأيت كارين تبكي ورأيتها تتقدم وتقف أمام جسد أدلينا وبدأت تفك وثاقها عن يديها...

 

لا إلهي أرجوك!!.. همست برعب بداخلي وركضت وابعدت جثة لا رأس لها بعيدا وجثيت على ركبتاي ثم سحبت سيفي وقطعت الحبل عن يديها وقدميها ثم رميت سيفي ورفعت جسدها وضممتها بقوة إلى جسدي وشرعت أبكي بألم وخوفٍ كبير..

 

كانت الدماء تملء ثوبها من ناحية كتفها الأيسر وجهها كان شاحب جدا.. حضنتها بشدة وبدأت أتوسل لها بألمٍ وخوفٍ كبير قائلا

 

" أدلينا حبيبتي.. أرجوكِ لا تتركيني.. سوف تكونين بخير حبيبتي.. هل سمعتِ؟.. كونتيسة قلبي ستكونين بخير أعدُك.. "

 

وقفت ورفعت جسدها وركضت خارجا من المنزل ووضعتها على ظهر بلاكي ثم جلست خلفها وضممت جسدها إلى صدري بقوة وبدأ بلاكي يعدو بسرعةٍ كبيرة نحو قلعتي..

 

في هذه الأثناء هتف لورد رومين بقوة لرجاله وأمرهم بسحب فابيو إلى الخارج وعندما فعلوا أمرهم بربط كل قدم بحبل. وعندما فعلوا أمسك الجُنديين الحبال وامتطوا أحصنتهم.. ابتسم لورد رومين بشر وهتف بحدة قائلا

 

" دعوا جميع سكان سان مارينو يشاهدون نهاية فابيو ميديشي بأم أعينهم.. "

 

وفورا بدأت الأحصنة تعدو وبدأوا بجر جسد فابيو خلفهم..

 

اقترب رومين من كارين وقال لها برقة

 

" سوف تكون بخير.. لا تقلقي كارين.. أدلينا قوية.. وأنا جدا فخور بما فعلتهِِ منذ قليل.. لقد أنقذتِ ابنتكِ من الموت وطعنتي ذلك القذر مرتين.. هو ما زال على قيد الحياة ويتنفس.. وهذا جيد لأنني سوف أمسح الأرض بجسده الأن "

 

أمسك بيد كارين وأخرجها من المنزل وامتطوا أحصنتهم واتجهوا خارجين من الغابة..

 

جميع سكان سان مارينو وقفوا أمام منازلهم  وفي الساحات وشاهدوا فابيو وهو يصرخ ويتألم ويهتف طلبا للرحمة بينما كان جسده يتم جره على الأرض خلف الأحصنة وبدأت الدماء تخرج من ظهره ومؤخرته.. لم يشفق أحدا عليه ولم يكترث أحدا لمساعدته.. فابيو ميديشي يستحق ما يحصل وما سيحصل له..

 

كان الرجال والنساء في سان مارينو يبصقون عليه بالدور ويلقون الشتائم بوجهه.. لقد كرههُ الجميع عندما اكتشفوا أعماله المقرفة وأنه قاتل بدمٍ بارد..

 

وصل اللورد رومين وكارين وجميع الجنود إلى القلعة وكان كل سكان سان مارينو قد لحقوا بهم وبأمر من الكونت بلاكيوس تم السماح لهم بالدخول إلى ساحة القلعة الكبيرة....

 

عندما وصلت إلى القلعة ركضت وأنا أحمل أدلينا بين يداي وهتفت لهم بإرسال طبيب بأسرع وقت إلى غرفتي.. وضعت جسدها برقة على الفراش وجلست بجانبها وسالت دموعي من جديد بينما كنتُ أحدق إلى وجهها الشاحب.. أمسكت بيدها اليمنى وحضنتُها إلى صدري وأغمضت عيناي بقوة وهمست لها بعذاب وألمٍ كبير

 

" حبيبتي.. أرجوكِ أصمدي لأجلي.. أصمدي لأجلي ومن أجل طفلينا.. أصمدي من أجلي لأنني لن أستطيع العيش من دونكِ.. وأصمدي من أجل توماسو لأنهُ يحتاجُ إليكِ ولأني وعدتهُ بأنكِ ستأتين إلى هنا ولن تفترقي عنه أبداً.. أرجوكِ حبيبتي لا تتركينا "

 

شهقت بقوة وتابعتُ قائلا بغصة و بحرقة قلب

" حبيبتي لا تتركيني وحيداً.. أرجوكِ حبيبتي.. ارحمي دموعي وارحمي قلبي.. ارحمي ضعفي.. أنا سأضيع من دونكِ.. الموت راحة لي من أن أتعذب على فراقكِ لي.. كونتيسة قلبي أرجوكِ تحدي العالم من أجلي.. تحدي الموت من أجلي ومن أجل توماسو وطفلنا الذي ينمو في أحشائكِ... أرجوكِ تحنني عليّ وقاومي "

 

سمعت طرقات خفيفة على الباب ثم تم فتحه.. التفت إلى الخلف ورأيت بذهول لورا و رومانو و مارشيلو و مونيكا و فبيانو يقفون أمام باب غرفتي.. تنهدت لورا بقوة وطلبت منهم الذهاب ثم أغلقت الباب ونظرت بحزن إلى وجهي.. تقدمت وجلست بجانب أدلينا ووضعت حقيبتها الطبية أمامها على المنضدة ثم فتحتها وقالت بحزن

 

" لقد وصلنا منذ قليل.. عمي مارشيلو رفض البقاء في القصر وقرر أن نأتي إلى سان مارينو.. آسفة بلاك لما حدث "

 

ثم نظرت إلى وجهي وقالت بهدوء

" لو سمحت بلاكيوس يجب أن تخرج.. هذا أفضل لك.. دعني أهتم بجرحها.. أعدُك بأنني سأهتم بها وبأنها ستكون بخير هي والجنين "

 

أومأت لها موافقا ثم خرجت وأغلقت الباب خلفي.. وقفت أمامه ونظرت بأسى إليه.. ثم أرحت جبيني عليه وأغلقت عيناي.. شعرت بأحد يقف خلفي وسمعت رومانو يتكلم قائلا بحزن

 

" أدلينا قوية.. ستكون بخير.. ثم زوجتي معها في الداخل.. لورا ستهتم بها جيداً لا تقلق "

 

فتحت عيناي وأدرت رأسي نحو اليمين ونظرت بحزن إلى رومانو.. نظر بعطف إلى وجهي وقال بغصة

" آسف لأنني لم أكن معك في محنتك.. لكن جدي رفض أن أترك لورا واذهب برفقته.. وعندما وصلنا منذ قليل إلى هنا كنتُ أريد الذهاب ومساعدتكم في البحث لكن رأيناكم تدخلون إلى القلعة وشاهدنا أدلينا معك "

 

ابتعدت عن الباب ونظرت إليه بامتنان وقلتُ له

" لا بأس رومانو.. لا تعتذر.. ثم رومين كان معه كل الحق بمنعك من القدوم.. وأنــ.. "

 

توقفت عن التكلم عندما سمعت هتافات قوية تصدر من ساحة القلعة.. اقتربنا أنا و رومانو من النافذة ورأينا بذهول جميع أهالي سان مارينو يقفون أمام بوابة قلعتي يهتفون بالدخول لمحاكمة فابيو.. نظرت نحو البرج وأشرت للحراس بالسماح لهم بالدخول وفورا فتحوا البوابة لهم..

 

نظرت إلى وسط الساحة ورأيت جسد فابيو مرمي على الأرض وكان واضحا بأنهُ يتلوى من شدة الألم.. حدقت به بكرهٍ كبير وهمست قائلا بحدة

 

" حان وقت المحاسبة "

 

استدرت وتوجهت إلى الأسفل بخطواتٍ سريعة وسمعت رومانو ينده باسمي لكني أشرت له بيدي حتى يتبعني.. خرجت من القلعة وتقدمت ووقفت أمام اللورد رومين و كارين ونظرت بحقدٍ كبير إلى فابيو..

 

ساد السكون بشكلٍ غريب في الساحة ووقف الجميع ينظرون إليّ.. اقترب اللورد رومين ووقف أمامي ورفع سيفي وسلمني إياه وقال لي

 

" إكراما لك ولحفيدتي سأترك الحُكم النهائي لك.. عليك أن تقرر بنفسك عقاب فابيو ميديشي "

 

استلمت سيفي منه ثم ابتعد رومين ووقف جانبا.. رفعت رأسي وأمرت جنودي بصوتٍ جامد

" اجعلوه يقف أمامي "

 

وفورا تقدم حارسين وأوقفوا فابيو على قدميه أمامي.. أشرت للجنديين بالابتعاد وعندما فعلوا ترنح جسد فابيو ولكن قبل أن يقع صرخت بقوة

" هذا من أجل زوجتي و كارين و رومانو "

 

رفعت سيفي وأدخلتهُ ببطءٍ شديد في وسط معدته.. كنتُ أنظر إلى وجهه وأنا أشاهد بمتعة وجهه المتألم والدماء تخرج من فمه وهو يصرخ بألمٍ رهيب.. أدخلت سيفي بعمق لأخره حتى خرج من ظهره ثم سحبتهُ بعنف ونظرت إلى عينيه الباكية وقلتُ له

 

" احترق في الجحيم أيها السافل "

 

رفعت سيفي وبسرعة الريح وجهت سيفي نحو عنقه وقطعت رأسه.. طار رأسه وسقط أمام أقدام كارين.. نظرت كارين إليه ببرود ثم ركلت رأسهُ بقدمها واستدارت وسارت ببطء ودخلت إلى القلعة..

 

نظرت إلى نيكولاس وقلتُ له بأمر

" فليحملوا جثته ورأسهُ المقطوع وليتم رميهم في الغابة حتى تأكلها الحيوانات.. هو لا يستحق أن يتم دفنه مثل البشر.. "

 

ثم استدرت ودخلت إلى القلعة بهدوء...

 

أدلينا***

 

فتحت عيناي بضعف بسبب سماعي لهمسات كثيرة حولي.. أول ما رأيتهُ هو وجه أمي ثم وجه يولينا ثم لورا و رومانو ثم رأيت جدي رومين وخالي مارشيلو و زوجته مونيكا.. كانوا يقفون حول السرير وهم يتهامسون فجأة توقفوا عن التكلم عندما انتبهوا بأنني استيقظت.. ساعدتني أمي بالجلوس ونظرت إليهم بتعجُب بينما هم كانوا يبتسمون لي بسعادة..


رواية الكونت - فصل 38 والأخير - قدرُنا معاً


ابتسمت لهم برقة وقلتُ لهم بصوتٍ مبحوح

" مرحبا "

 

ضحكوا بسعادة ثم نظرت حولي أبحث عن حبيبي لكنني لم أجده.. نظرت إليهم وسألتهم بحزن

" أين بلاكيوس؟!.. "

 

اقتربت أمي كارين وجلست بجانبي وداعبت خدي بأناملها وقالت بنبرة حنونة

" لقد خرج منذ قليل.. فهو لم يترككِ لثانية واحدة منذ ليلة الأمس.. سيأتي بعد قليل لا تقلقي "

 

تنهدت براحة ثم بدأ الجميع يتكلمون معي بفرح وعبروا لي عن مدى سعادتهم لأنني بخير أنا والجنين.. ثم أخبروني بالتفصيل كيف أنقذتني أمي وما حصل في ذلك اليوم.. بعد وقتٍ طويل خرجوا وظلت ماما كارين بجانبي.. نظرت إلى وجهها بعاطفة وقلتُ لها

 

" أمي أريدُ أن أشكركِ لأنكِ أنقذتِ حياتي أنا وطفلي من الموت.. لولاكِ كان قتــ.. "

 

رفعت أمي يدها وداعبت شعري وقالت بحنان تُقاطعني عن متابعة حديثي

" لا تشكريني أدلينا.. هذا واجبي بأن أحميكِ.. كأم كان يجب أن أحميكِ من والدكِ منذ زمنٍ طويل.. سامحيني لأنني تأخرت بفعل ذلك.. سامحني طفلتي "

 

نظرت إليها بعاطفة وأشرت لها بيدي السليمة حتى تقترب.. انحنت وعانقتُها ثم قبلت جبينها وقلتُ لها

" أحبُكِ أمي.. ولا تطلبي مني السماح أبدا.. أنتِ أعظم أم بنظري في هذه الدنيا "

 

ترقرقت الدموع في عينيها وفورا قلتُ لها

" لا تبكي أرجوكِ.. لا أريد أن أراكي تبكين بعد اليوم "

 

رفعت يدها وقبلتُها بنعومة ثم وضعتُها على صدري ونظرت إلى وجهها بسعادة.. انفتح باب الغرفة وسمعت بسعادة صوت صرخات توماسو السعيد

 

" ماما.. ماما.. مامااااااااا... "

 

نظرت نحوه وابتسمت بسعادة ورأيتهُ يدخل إلى الغرفة برفقة تلك الفتاة السمراء الجميلة والتي رأيتُها معه سابقا على السلالم في تلك الحفلة قبل هروبي..

 

ابتسمت الفتاة لي برقة وأفلتت يد توماسو.. ركض بسرعة وصعد على السرير وعانقني بقوة وهو يهتف بسعادة

" حبيبتي ماما أخيرا أتيتِ.. بابا بلاك لم يكذب عليّ.. لقد قال لي بأنكِ ستأتين وستظلين معنا إلى الأبد وقال لي أن طير اللقلق سيجلب لي شقيقة قريبا "

 

قهقهت بخفة وأنا أحتضن جسده الصغير إلى صدري وقبلت وجنتيه بشدة وقلتُ له

" نعم بابا بلاك لا يكذب أبدا.. ياه كم اشتقتُ إليك يا طفلي الجميل "

 

قهقه توماسو بقوة ووضع رأسه على كتفي المصاب وفورا خرجت شهقة متألمة من فمي رغما عني..

" توماسو.. يا حفيدي الشقي.. أمك تتألم من كتفها.. تعال صغيري حتى نجعلها تستريح قليلا "

 

حملت أمي توماسو وخرجت بهدوء من الغرفة.. نظرت إلى تلك الفتاة أمامي ورأيتُها تُحدق بوجهي بخجل.. اقتربت ووقفت أمام السرير وقالت بخجل

 

" مرحبا كونتيسة أدلينا.. أنا زايا زوجة الفارس نيكولاس.. لقد أتيت حتى أتمنى لكِ الشفاء العاجل وأتعرف عليكِ "

 

ثم نظرت إلى السرير وقالت

" هل تسمحين لي بالجلوس بجانبكِ؟ "

 

ابتسمت لها برقة وأجبتُها موافقة.. جلست بجانبي على السرير ونظرت بخجل إلى وجهي وقالت

" لن أزعجكِ كثيراً.. لكنني أحببتُكِ وأرغب أن نكون صديقتين.. طبعا إن وافقتِ على ذلك كونتيسة "

 

أجبتُها موافقة وتنهدت براحة وبدأت تتكلم معي عن توماسو وكم هي غارقة في حبه.. ثم أخبرتني بأنها ابنة عم بلاكيوس وأخبرتني قصتها كاملة.. شعرت بالحزن لما عاشته ولكنني فرحت من أجلها عندما علمت بأن بلاكيوس اعترف بها كابنة عم له أمام الجميع وشعرت بالفخر.. زوجي رجل رائع وشهم جدا..

 

ثم شعرت بالسعادة عندما اكتشفت بأن الفارس نيكولاس يحبها وأنها حامل منه بشهرها الخامس.. تمنيت لها التوفيق والسعادة ثم وقفت زايا ووعدتني بأن تزورني قريبا وخرجت من الغرفة..

 

بعد لحظات انفتح الباب ورأيت رومانو يقف ونظر بخجل إلى وجهي وقال بتوتر

" أدلينا.. هل تسمحين لي بالدخول؟ "

 

ابتسمت بخفة وأشرت له بيدي حتى يدخُل ويجلس بجانبي على السرير.. ابتسم بسعادة ودخل ثم أغلق الباب واقترب وجلس بجانبي.. نظر بخجل إلى وجهي وقال

 

" أريد أن أعتذر لكِ أولا عما حدث في ذلك النزل.. أشكر اللّه بأنني لم أتماد و.. و.. أعني.. سامحيني أدلينا أنا.. هو.. أنتِ ابنة عمتي وأنا في ذلك الوقت لم أكن.. "

 

قهقهت بخفة وقلتُ له أُقاطع حديثه

" لا بأس رومانو.. لكن حتى أسامحك... "

 

نظرت إليه بمكر ثم رفعت يدي السليمة وصفعته على وجنته اليسرى.. نظر بصدمة إلى وجهي وقلتُ له

" هذه لأنك أخفتني للموت في تلك الليلة "

 

ثم صفعتهُ من جديد وتوسعت عينيه بذهولٍ أكبر وقلتُ له بخبث

" وهذه لأنك رأيتني عارية يا ابن خالي المنحرف "

 

ثم أمسكت بياقة قميصه وجذبتهُ نحوي وقبلت جبينه وقلتُ له

" وهذه لأنني سعيدة لأنك ابن خالي مارشيلو "

 

نظر إلى عيناي بحنان ثم استقام بسرعة وقال بتوتر

" أرجوكِ لا تُخبري بلاكيوس بأنكِ قبلتِ وجنتي قد يقتلني إن عرف "

 

قهقهت بقوة ثم تكلمنا لبعض الوقت وبعدها ذهب رومانو بعد أن وعدني بأن يأتي للاطمئنان عني قبل المساء..

 

بعد ذهاب رومانو نظرت بحزن إلى الباب وتنهدت بقوة.. أين هو حبيبي؟!.. لماذا لم يأتي لرؤيتي بعد؟!.. اشتقت له بجنون.. فجأة رأيت الباب ينفتح وشاهدت بسعادة بلاكيوس يدخل.. أشرقت عيناي ببريق السعادة وهمست بلهفة

 

" بلاكيوس حبيبي "

 

أغلق الباب وابتسم لي أجمل ابتسامة رأتها عيناي ثم اقترب وجلس بجانبي ونظر بعمق إلى عيناي.. فجأة انحنى وعانقني بشدة وأغرق وجهه في صدري وبصدمة رأيت جسده يهتز وعلمت بأنه يبكي..

 

سالت دموعي ببطء على خدي ورفعت يدي اليمنى السليمة وداعبت شعرهُ بخفة بأصابعي وهمست له بحزن

" لا تبكي حبيبي.. أنا بخير.. أنا بخير يا عمري.. أرجوك لا تبكي "

 

لم أسمع منه إجابة لذلك التزمت الصمت ولم أتوقف عن مداعبة شعره.. بعد وقتٍ طويل رفع رأسه ونظر بحنان إلى وجهي ثم طبع قبلة رقيقة على شفتاي وقال

 

" إياكِ أن تتركيني وتبتعدي عني أبداً.. لا تُخيفيني هكذا مجددا.. عديني بذلك كونتيسة قلبي "

 

نظرت إليه بعاطفة جياشة وأجبتهُ بهمس

" لن أتركك أبداً.. أعدُك بذلك كونتي الجميل "

 

ابتسم لي برقة ثم تسطح بجانبي ووضع يده على خصري ثم أراح رأسي على صدره.. أغمضت عيناي وابتسمت بسعادة وذهبت في نومٍ عميق في أحضان حبيبي الكونت...

 

بعد مرور شهرين***

 

أقام بلاكيوس حفل زفاف ضخم لنا بعد أن تعافيت.. كنتُ أشعر بسعادة لا توصف معه.. أخيراً الجميع يعيش في هناء وبسعادة.. فكرت بسعادة بينما كنتُ أضحك وأنا ألعب مع توماسو بينما زايا تُخبرنا كيف وجدت نانا جيليان تُقبل جدي في خزانة ملابسها في غرفتها ونيكولاس..

 

" هل تصدقين أدلينا؟.. لقد كانا يختبئان في خزانة ملابسي ويقبلان بعضهما بنهم.. عندما دخلت إلى غرفتي وأنا أنده لنانا جيليان شعرت بالدهشة عندما لم أجدها.. لقد قالت لي بأنها ستصعد إلى غرفتي وتجهز لي الحمام وبدل أن تفعل ذلك اختبأت في خزانتي مع جدكِ المنحرف وكانا يفعلان الرزيلة... ههههه يا إلهي لو ترين كيف اصفر وجه جدكِ عندما فتحت الخزانة.. حمحم وقال لي دون أن يخجل.. ليدي زايا اسمحي لنا ببعض الخصوصية ثم أغلق باب الخزانة بوجهي وعاد ليقبل نانا جيليان وصوت تأوهاتم لم تتوقف لدرجة أنني خجلت من نفسي وركضت هاربة من غرفة نومي "

 

قهقهت يولينا بقوة وقالت باعتراض

" زايا لا تتكلمي عن جدي بتلك الطريقة.. هو ليس مُنحرف.. جدي رومين هو ملك الانحراف "

 

ضحكت لورا بقوة وهتفت قائلة

" يا مسكين يا لورد رومين.. أصبحتَ أضحوكة لحفيداتك.. ثم اسمحوا لي بأن أقول لكم.. اللورد رومين ما زال يتمتع بوسامة مدمرة وهو مرح وظريف جدا.. ثم نانا جيليان مناسبة له فهي منحرفة مثلهُ وربما أكثر "

 

ضحكنا جميعا بقوة ثم سمعت بصدمة توماسو يسألني

" ماما.. ماذا تعني كلمة مُنحرف؟!.. "

 

شهقت بقوة ونظرت إلى الفتيات وقلتُ لهم بغيظ

" هل رأيتم ماذا فعلتم.. لقد أفسدتم براءة طفلي "

 

ضحكوا بمرح و هززت رأسي بعجز ثم نظرت إلى توماسو وقلتُ له

" حبيبي لا تفكر بهذه الكلمة.. ستفهم ما تعنيه عندما تكبر قليلا "

 

وسمعت زايا تقول بهمس لـ لورا و يولينا

" هذا إن لم يشرحها له الجد رومين قريبا "

 

" بنااااات.. "

 

همست لهم باعتراض وفورا قهقهوا جميعا بسعادة.. تنهدت بقوة ثم وقفت وقلتُ لهم

 

" سأنزل إلى الأسفل قليلا وأتكلم مع بلاكيوس.. لقد طلبت مني أمي أن أسأل زوجي إن كان يستطيع التكلم مع الكاهن دون مارينو روزي.. تحضروا بنات لدينا قريبا حفل زفاف.. البارون فبيانو طلب يد أمي كارين في الأمس وأمي وافقت.. وهما يرغبان بالزواج في أسرع وقت "

 

صرخت يولينا بسعادة ثم لورا و زايا.. نظرت إليهم بفرح وقلتُ لهم

" سنتكلم بهذا الموضوع لاحقا.. اهتموا بصغيري قليلا حتى أتكلم مع بلاكيوس "

 

خرجت من غرفة توماسو وسمعت صرخاتهم السعيدة بسبب زواج أمي بالبارون فبيانو.. ابتسمت برقة وأنا أنزل على السلالم.. لقد أتت أمي في الصباح إلى غرفتي وصارحتني بخجل عن مشاعرها نحو البارون.. قالت لي بأنها كانت تشعر بالخجل عندما تنظر إلى وجهه الوسيم واعترفت لي بأنهُ أعجبها من النظرة الأولى عندما رأته في قصر جدي..

 

ثم أخبرتني كيف كان يتقرب منها ويتغزل بجمالها وبشعرها ويطلب منها أن تشرب القهوة برفقته ويقطف لها في كل صباح وردة حمراء.. ومن شهر اعترف بعشقهِ لها.. أخبرتني أمي بأنها تبادله المشاعر لكنها شعرت بالخوف من ردة فعلنا أنا و يولينا لذلك انتظرت وقررت أن تعترف لي اليوم بمشاعرها..

 

بالطبع شعرت بالسعادة من أجلها وقلتُ لها بأنها تستحق في النهاية أن تتزوج من رجل شريف وشهم ويُحبها والأهم بأنها تُحبه..

 

نظرت حولي ورأيت الخدم والحُراس ينظرون إليّ بطريقة غريبة ثم بحزن ثم أحنوا لي رؤوسهم باحترام وعادوا لمهامهم.. حدقت إليهم بتعجب لكنني لم أكترث كثيرا وتابعت السير نحو مكتب حبيبي..

 

فتحت الباب وأنا ابتسم لكن فجأة ابتسامتي اختفت وتوسعت عيناي بصدمة عندما رأيت بلاكيوس يقف أمام مكتبه وهو يحمل بين يديه طفل رضيع لا يتعدى عمره الأسبوع...


رواية الكونت - فصل 38 والأخير - قدرُنا معاً


 

رفع نظراته وفورا ظهر القلق بها وهمس قائلا بدهشة

" أدلينا!!... "

 

كان يُحدق بوجهي بطريقة كمن تم رؤيتهُ بالجرم المشهود.. بدا واضحا أيضا بأنه متوتر جدا.. أغلقت الباب ومشيت نحوه وتأملت الطفل بين يديه ورفعت حاجبي بدهشة عندما اكتشفت بأنها طفلة.. كانت ملامحها جميلة وكانت الطفلة تنظر بهدوء إلى وجه بلاكيوس وتبتسم له..

 

املت رأسي إلى الجانب وقلتُ له

" حبيبي.. لمن هذه الطفلة الجميلة؟! "

 

رأيتهُ يبلع ريقهُ بقوة وقال لي بتلعثم ثم هتف في النهاية بقوة وبتوتر

" هو.. أنا.. هي ليست ابنتي أقسمُ لكِ بذلك حبيبتي "

 

رفعت حاجبي ونظرت إليه بشك مصطنع ثم ابتسمت له برقة عندما رأيت نظراته تتوسع بخوف وقلتُ له بحنان

" أعلم حبيبي بأنها ليست ابنتك.. لا داعي للقلق "

 

لانت ملامح وجهه وابتسم لي بوسع ثم تكلم بنبرة جادة قائلا

" اجلسي أدلينا وسأُخبركِ من تكون هذه الطفلة "

 

جلست على الكرسي أمامه ثم جلس بلاكيوس ونظر إلى الطفلة ثم لي وقال

" منذ نصف ساعة أتى حارس من قبل البارون فاسيلي يحمل هذه الطفلة معه ورسالة لي من البارون.. "

 

ثم تنهد بقوة وتابع قائلا

" البارون فاسيلي يكون والد فيرلا.. و هذه الطفلة هي ابنة فيرلا و ابن عمي لورينزو "

 

توسعت عيناي بصدمة وسألتهُ بدهشة كبيرة

" لماذا طفلتهم معك بلاكيوس؟! "

 

نظر بحزن إلى وجهي وقال

" يبدو بأن هذا قدرُنا معاً "

 

لم أفهم ما عناه بكلماته تلك لكنه تنهد بحزن وتابع قائلا

" سلمني الحارس الطفلة مع رسالة "

 

رفع بلاكيوس الطفلة وحضنها إلى صدره ثم رفع يده اليسرى وأمسك برسالة كانت على مكتبه وقال لي

" لقد كتب لي البارون فاسيلي في الرسالة بأنه تم قطع رأس فيرلا في الأسبوع الماضي بعد أن أنجبت طفلتها.. وقال لي بأنه لا يريد أي علاقة بهذه الطفلة الغير شرعية وأنه لم يُرسل الطفلة إلى ميتم وترك لي أن أُحدد مصيرها بنفسي "

 

شهقت بقوة وشعرت بالحزن على الطفلة المسكينة.. فهي ملاك لا ذنب لها بأخطاء والديها.. كما والد فيرلا قاسي القلب.. نظر بلاكيوس إلى عيناي وقال

 

" أدلينا أنا لا أستطيع إرسال الطفلة إلى ميتم.. هي صغيرة جدا و بريئة.. هي لا ذنب لها.. ثم هي تحمل دماء عائلتي في عروقها.. و.. وأنا أحببتُها فور رؤيتي لوجهها الملائكي.. "

 

كنتُ أنظر بدهشة إلى عينيه ليس لأنني أُعارض كلامه بل على العكس تماماً.. نظرت بدهشة لأن بلاكيوس دائما ما يفاجئني بحنانه وطيبته وعطفه وقلبه الكبير..

 

وقف بلاكيوس واقترب ووقف أمامي ثم أمسك بيدي ورفعني بخفة لكي أقف أمامه.. نظر برجاء إلى عيناي وقال

" حبيبتي يبدو هذا قدرنا معاً أن نُربي أطفال لورينزو.. أولا أنتِ ربيتي توماسو كابنٍ لكِ والآن أتى دوري لكي أُربي طفلته.. أرجوكِ وافقي حبيبتي فهذه الطفلة هي شقيقة توماسو في النهاية "

 

اغرورقت عيناي بالدموع وفورا احتضنت بلاكيوس والطفلة معاً وهمست له

" بالطبع حبيبي.. أنا موافقة.. مستحيل أن أرفض لك طلباً واحداً في حياتي كلها.. ثم معك حق.. هذا قدرُنا معاً.. هذا قدرُنا معاً أن نُربي أطفال ابن عمك.. وأنا لن أمانع ذلك أبدا "

 

تنهد بلاكيوس براحة وقال بهمس

" أشكُركِ كونتيسة قلبي.. أنتِ أرق وأحن امرأة رأيتُها في حياتي كلها "

 

ابتعدت عنه ونظرت بحنان إلى الطفلة ثم رفعت يداي وأخذتُها من بلاكيوس السعيد وحملت الطفلة بين يداي ونظرت إلى وجهها الجميل بحنية وسألت حبيبي

 

" ماذا تريد أن نُسيمها؟ "

 

رفعت رأسي ونظرت إلى بلاكيوس بسعادة.. اقترب وقبل جبيني ثم ابتعد وقال بحنان

" سميها كما تريدين لن أعترض على أي اسم تختارينهُ لها "

 

فكرت قليلا ثم نظرت بفرحٍ كبير إلى الطفلة وقلتُ بهمس

" جوفانا.. سوف أُسميها جوفانا على اسم صديقتي الحبيبة الراحلة "

 

داعبت الطفلة بأناملي ثم قبلت وجنتها بخفة ونظرت بحنان إليها قائلة

" ابنتي جوفانا.. جوفانا بلاكيوس ويتلي مرحبا بكِ في عائلتنا الجميلة "

 

عانقنا بلاكيوس وقال لي بفرحٍ كبير

" إذا ابنتنا اسمها جوفانا.. ياه توماسو سيفرح كثيراً عندما يراها الآن "

 

وهكذا ربيت جوفانا كابنة لي.. و توماسو كان يهتم بها ويظل معها طيلة الوقت.. السعادة كانت تغمر حياة الجميع.. أمي كارين تزوجت من البارون فبيانو وسكنوا معنا في القصر الذي بناه منذ زمن وأهداني إياه حبيبي.. أما جدي رومين تزوج بعد أسبوع من زفاف أمي بنانا جيليان وذهب معها إلى بييترابيرتوسا ووعدنا بأن يأتي كل شهر إلى سان مارينو لزيارتنا..

 

أما خالي مارشيلو و زوجته مونيكا فضلوا البقاء في القلعة مع رومانو ولورا..

 

أما يولينا و ألكسندر يسكنان الآن في قصر ألكسندر لكن يولينا تأتي برفقة ألكسندر كل يوم لزيارتنا.. ويولينا حامل في شهرها الثاني...

 

وبعد مرور شهرين زايا أنجبت صبي جميل وأسمتهُ أندريا على اسم والدها الراحل.. أما لورا فهي حامل الأن في شهرها السادس ونتمنى جميعا أن تلد فتاة جميلة لآن جدي يريدها أن تكون فتاة..

 

أما بلاكيوس لم يسافر إلى اسبانيا لرؤية الملك.. لم يرغب بتركي مع الأطفال لذلك أرسل برقية للملك واعتذر منه بعدم القدوم.. لكن لاحقا أرسل الملك مرسوم ملكي لزوجي يُعلن به أن لقب الكونت بلاكيوس ويتلي أصبح رسميا الدوق بلاكيوس ويتلي...

 

وحبيبي لأنهُ متواضع لم يهتم كثيراً للقبهِ الجديد...

 

 

بعد مرور خمسة أشهر..

 

كنتُ أُطعم جوفانا الحليب في غرفتها وعندما انتهيت حملتُها ونزلت إلى الأسفل.. دخلت إلى غرفة المعيشة وجلست على الكرسي وبدأت أداعب صغيرتي جوفانا..

 

 

" أدلينا هذا الشقي توماسو أرهقني من كثرة اللعب "

 

سمعت أمي كارين تهتف بإرهاق لي وفورا رفعت رأسي ونظرت إليها بحنان.. ابتسمت لي برقة ثم اقتربت وحملت جوفانا وقالت لي وهي تجلس على الأريكة أمامي

 

" عليكِ أن تنتبهي يا ابنتي أنتِ ستلدين في أي لحظة.. لا تُرهقي نفسكِ "

 

أجبتُها بحنية

" ماما توقفي عن القلق.. أنا بخير "

 

وهنا دخل أبي فبيانو إلى الغرفة.. نعم بدأت أناديه بأبي بعد زواجهِ من أمي.. هو رجل رائع ومُحب وعطوف وكم تمنيت لو أنهُ كان والدي الحقيقي لكن لا بأس فهو فعلا أصبح أب لي و لـ يولينا..

 

اقترب فبيانو وقبل وجنة أمي برقة ثم داعب جوفانا وجلس بجانب أمي وقال لي

" أدلينا هناك خبر نريدُ أن نُطلعكِ عليه أنا و أمكِ "

 

نظرت إليه بقلق لكنه تابع قائلا وهو يحاوط كتف أمي بيديه

" أمكِ كارين حامل بطفلي "

 

توسعت عيناي بصدمة وشهقت بقوة وشعرت بألم أسفل بطني وبمغص قوي.. حدقت أمي بحزن إلى وجهي ظناً منها بأن الخبر لم يُسعدني وقالت لي بحزن

" أدلينا.. أنا أعلم بأنني كبرت في العُمر وأنني أصبحت جدة و.. "

 

قاطعتُها وأنا أضع يدي أسفل بطني وأعقد حاجباي بألم

" أمي انتظري أنــ.. "

 

كنتُ أريد أن أخبرها بأنني سعيدة لكنني سألد طفلي الآن إلا أنها قاطعتني قائلة

" أرجوكِ لا تغضبي وتفهمي موقفي.. أنا أحب فبيانو وهذا الجنين في أحشائي هو عربون محبتي له و.. "

 

وقفت وأنا مُنحنية الظهر وصرخت بألمٍ كبير

" أميييييييي.. أنا سعيدة لأنك حامل لكنني سألد طفلي الآن.. آااااااااااعععععععععههههههه... "

 

صرخت أمي برعب وفورا وقف فبيانو وحملني وركض بي إلى غرفتي وهو يهتف للجميع بأنني سألد..

 

أربع ساعات مُخيفة من الألم مضت حتى أخيرا قرر طفلي الخروج.. شعرت بسعادة لا توصف وأنا أرى بلاكيوس يحمل طفلنا بين يديه وينظر إليه بسعادة لا توصف

  

لا شيء يُضاهي فرحة الأم بولادة طفل سليم معافى.. لقد أنجبت صبي جميل ووسيم يشبه والدهُ تماماً.. وقررنا أن نسميه إدوارد.. حسنا بلاكيوس هو من اختار له هذا الاسم وأنا طبعا وافقت بسرعة..

 

أخيراً السعادة ملأت حياتنا.. أطفالنا ملأوا حياتنا بالضحك والسعادة... أولادي توماسو و جوفانا و إدوارد هم أعظم فرح في حياتي وحياة والدهم الكونت بلاكيوس ويتلي..

 

بعد مرور شهرين...

 

استيقظت في الصباح ورأيت بلاكيوس يقف أمام السرير وهو يبتسم لي بسعادة.. بادلتهُ الابتسامة ورأيتهُ يمسك بيدي وساعدني بالجلوس ثم جعلني أقف وقال لي

" لدي مفاجئة لكِ جنيتي الحمراء.. لكن أولا سوف أساعدكِ بارتداء الملابس وبعدها سنخرج "

 

حدقت بوجهه بذهول وسألته

" سنخرج؟!!.. هل سنخرج مع أطفالنا؟! "

 

ابتسم بوسع وأجابني

" نعم سوف نخرج.. لكن فقط أنا وأنتِ.. لا تقلقي على الأطفال فهم برفقة والدتكِ كما أن يولينا أتت برفقة ألكسندر منذ قليل وسيبتون هنا لمدة أسبوع "

 

 

ابتسمت برقة وتركتهُ يساعدني بارتداء ملابسي ثم دخلنا إلى غرفة الأطفال وقبلناهم وخرجنا بعدها من القصر.. شعرت بالدهشة عندما أخرج بلاكيوس حصانهُ بلاكي من الإسطبل وساعدني لأجلس على ظهره ثم جلس خلفي وبدأ بلاكي يعدو بسرعة الريح..

 

التفت ونظرت إلى وجه زوجي الوسيم وسألتهُ بفضول

" حبيبي... إلى أين نحن ذاهبين؟! "

 

قبل أنفي برقة وابتسم لي أجمل ابتساماته وقال لي

" إنها مفاجئة.. ستعرفين قريبا "

 

لا أنكر كنتُ أتحرق شوقا لمعرفة إلى أين سيأخذني بلاك ولكن قررت أن أصبر لأجله..

شهقت بدهشة عندما رأيت بلاكي يدخل إلى الغابة قرب حدود سيرفالي.. خفق قلبي بقوة عندما رأيت بلاكي يُتابع العدو نحو الطريق التي توصلنا إلى منزلي القديم..

 

أوقف بلاكيوس الحصان أمام أرضي وتسمرت بجمود وفتحت فمي على وسعه وحدقت بصدمة كبيرة أمامي إذ رأيت أجمل منزل صغير قد تراه عيناي أمامي

 

ترقرقت دموع الفرح في عيناي وأنا أنظر إليه.. شعرت بشفاه بلاكيوس تُداعب شحمة أذني ثم همس قائلا

 

" لقد أمرت ببنائه بعد أن احترق منزلكِ القديم.. وطلبت أن يتم زراعة الأرض بمُختلف أنواع الورود والزهور.. كما لا يوجد حظيرة.. لأنني لن أسمح لزوجتي الدوقة الرقيقة أن تهتم بالحيوانات وفلاحة الأرض أبداً.. وهذه الأرض أهديتُكِ إياها سابقا منذ سنوات طويلة.. فهي لكِ منذ ذلك الوقت "

 

أدرت رأسي ونظرت إليه بعاطفة جياشة ثم رفعت يداي وحاوطت وجنتيه وقبلتهُ بقوة على شفتيه الجميلتين.. بادلني بلاكيوس القبلة بحرارة كبيرة ثم ابتعد عني ونزل عن ظهر بلاكي وحملني بين يديه ودخل بي إلى المنزل..

 

أسبوع كامل قضيتهُ برفقة زوجي الرائع في المنزل.. مارسنا الحُب في الصباح وفي الظهر وفي المساء.. لم نستطع الابتعاد عن بعضنا البعض لدقائق..

 

رغم اشتياقي الكبير لأطفالي إلى أنني تمنيت أن لا ينتهي هذا الأسبوع أبدا.. وفي اليوم الأخير لنا قبل عودتنا إلى القصر.. ذهبتُ برفقة بلاكيوس قبل غروب الشمس إلى شاطئ البحر حيثُ كنتُ أذهب برفقة توماسو..

 

أمسك بلاكيوس بيدي ومشينا يدا بيد على الشاطئ وراقبنا غروب الشمس بسعادة.. وقف بلاكيوس فجأة وأمسك ذقني بخفة ورفع رأسي وهمس قائلا لي

 

" جنيتي الحمراء.. أحبُكِ.. "

 

نظرت إلى وجهه ورفعت نفسي وقبلت نُدبتهُ برقة وقلتُ له

" وأنتَ عِشْقَ حياتي.. كونتي ودوقي الوسيم "

 

ابتسم لي برقة ثم عانقني وفعلت المثل ونظرنا بسعادة إلى البحر....


رواية الكونت - فصل 38 والأخير - قدرُنا معاً


هذا قدرُنا.. قدرُنا أن نكون معاً وإلى الأبد.....



النهاية










فصول ذات الصلة
رواية الكونت

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©