رواية الكونت - فصل 35 - لقد رحل وتركني
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. تسلمي ياقلبي
    على تعبك ومجهودك 💕💕💕💕😍😍😍😍💗💗💗💗💗♥♥♥♥❤❤❤❤🥰💝💝💝💝💝💝🥰🥰🥰🥰🥰🔥🔥🔥🔥🔥🔥🔥🔥🔥🔥🔥🔥🔥🔥

    ردحذف
    الردود
    1. 😍😍😍😍😍😍🥰🥰😘🥰😍حياتي أشكركِ من قلبي😍😍🥰🥰😍😍😍🥰🥰😘😘🥰😘

      حذف
  2. 😍😍🥰🥰🥰😘😘😘😘🤗🤗🤗حبيبة قلبي أشكركِ جزيلا على محبتكِ لكبيرة لي ولروايتي 💖💖💖💞💞💞💕💕💕

    ردحذف
  3. 🤗🤗🤗🤗🤗🤗شكراااااااااااااا💋💋💋💋💋💋

    ردحذف

رواية الكونت - فصل 35 - لقد رحل وتركني

رواية الكونت - فصل 35 - لقد رحل وتركني



لقد رحل وتركني





ألكسندر**


 

كنتُ غاضب لحد اللعنة من يولينا وأردت أن أعاقبها لذلك قبلتُها بوحشية فائقة لكن عندما شعرت بجسدها يرتخي توقفت عن تقبيلها ونظرت إليها بقلق..

 

" يولينا!!.. حبيبتي!! "

 

همست بخوف أحرق قلبي بينما كنتُ أنظر إلى وجهها... كانت قد غابت عن الوعي ووجهها شاحب جدا..

 

" تبا.. لقد أخفتُها لدرجة أنها غابت عن الوعي "

 

همست بقهر وفورا وضعت رأسها على صدري وحاوطت خصرها بيدي اليمنى وقررت أن أتجه بأقصى سرعة ممكنة إلى قريتي لاتسيو..

 

كنتُ قد خططت لفعل ذلك قبل قدومي إلى قرية بييترابيرتوسا برفقة الكونت بلاكيوس.. لقد قررت أن أخطف يولينا وأخذها إلى قريتي  لاتسيو لأنها الأقرب من قريبة  بييترابيرتوسا.. فقريتي بعيدة عنها ثلاث ساعات تقريبا على ظهر الخيل..

 

كنتُ قد تناقشت مع الكونت وأعلمتهُ بما أُخطط لفعله ووافق فورا لكن طبعا طلب مني أن أكون  رقيقا مع يولينا خاصةً لأنها أصبحت من العائلة..

 

رغم أنني كنتُ مُشتاق لها لحد اللعنة إلا أنني عندما رأيتُها في قصر جدها شعرت بالمرارة لمجرد رؤيتي لها خائفة مني.. لقد استغفلتني وأوهمتني بعشقها لي.. كان إحساسي في محله.. كان لدي الحق بأن أخدعها وأطلب منها بأن تُقسم لي بشرفها لتكون لي وإلى الأبد..

 

كنتُ أعلم بأنها لا تعرف قيمة القسم وما يعنيه.. لكن أردتُها لي بأي ثمن فأنا أحبُها بجنون.. كما لقد مللت من انتظارها حتى تُبادلني مشاعري..

 

" سوف تتعلم أن تُحبني قريبا.. لا شيء سيبعدني عنها بعد الآن "

 

همست بإصرار وبتصميم.. لن يرق قلبي أبداً ولن أُعيدها إلى قصر جدها اللورد رومين مهما بكت وتوسلت إليّ.. ذلك العجوز الماكر أراد إبعادها عني حتى عندما أخبرتُه بأن حفيدتهُ يولينا أقسمت لي بشرفها.. حتى في أحلامهِ لن أتخلى عنها.. على يولينا أن تفي بقسمها لي مهما كان الثمن...

 

بعد مرور ثلاث ساعات وصلت إلى قريتي.. لم تستفق يولينا وذلك لمصلحتي.. بدأ أهالي قريتي يرحبون بي بينما كنتُ أتجه نحو قصر والدي الذي ورثتهُ بعد وفاته منذ ستة سنوات.. فتح الحُراس لي بوابة القصر وتقدم حصاني وأوقفتهُ أمام باب القصر..

 

" سيدي.. سيد ألكسندر.. أهلا وسهلا بك سيدي في قصرك.. أسعدتنا بقدومك... "

 

هتف رئيس الحرس بسعادة وهو يخرج من القصر ويركض ليقف أمامي ويحني لي رأسه باحترام ثم رفعهُ  ونظر إلى وجهي بسعادة ثم إلى يولينا بذهول.. تأملتهُ ببرود وسألتهُ

 

" مورينو.. كيف حالك؟ "

 

" بخير سيدي.. أخيرا أتيت إلى لاتسيو بعد غيبة طويلة جدا سيدي.. الجميع كانوا ينتظرون هذا اليوم.. أهلا بعودتك فارس ألكسندر "

 

أجابني بفرح فابتسمت له بوسع ثم سألتهُ بهدوء

مورينو.. هل ما زال الخدم ينظفون كوخ الصيد الخاص بي بانتظام كما أمرت "

 

" نعم سيدي.. في كل أسبوع يتم إرسال خادمتين لتنظيف الكوخ "

 

ابتسمت برضا وقبل أن أغادر أمرتهُ قائلا

 

" أريد أن يتم إرسال مؤن تكفي لعدة أسابيع إليه.. وكذلك أريد أن يرسل لي الخدم ثيابا لي و فساتين وثياب نوم نسائية لحبيبتي.. أريدهم اليوم وفي أقصى سرعة.. ولا أريد أن يتم إزعاجي من أحد.. فهمتَ مورينو؟ "

 

أجابني موافقا وذهبت.. بعد مدة وقفت أمام كوخ الصيد الخاص بي والذي كنتُ قد أمرت ببنائه على أرضي منذ عشر سنوات.. كنتُ أذهب إليه برفقة نيكولاس و بلاكيوس للراحة وممارسة الصيد.. هو منعزل وفقط الغابة تحاوطه.. يولينا حتى لو حاولت الهروب لن تستطيع ففي النهاية هو على أرضي وحُراسي منتشرون في كل كان حولها...

 

ترجلت عن ظهر حصاني ثم رفعت يولينا وتقدمت وصعدت الأدراج القليلة ثم فتحت الباب ودخلت.. توجهت نحو السلالم الخشبية وصعدت إلى الطابق العلوي ودخلت مباشرةً إلى غرفة نومي.. وضعت يولينا على السرير برقة ثم أزلت حذائها ورفعت الغطاء على جسدها وخرجت بهدوء وأغلقت الباب خلفي..

 

بعد مرور ساعتين. كنتُ أجلس بملل على الأريكة أنتظر أن تستفيق يولينا بينما كنتُ أنظف سيفي.. كان الخدم قد جلبوا لي ما طلبتهُ ووضعوا الأغراض في المطبخ والثياب في الصالون.. فجأة سمعت خطوات على السلالم.. التفت ورأيت يولينا تنزل بسرعة لتقترب وتقف أمامي وهي في قمة غضبها.. أخفضت سيفي ووضعت قطعة القماش على المنضدة ونظرت إلى حبيبتي بحنان


رواية الكونت - فصل 35 - لقد رحل وتركني



وضعت يديها على خصرها وهتفت بقوة وبغضبٍ مهول في وجهي

" لقد خطفتني أيها الهمجي اللعين.. أعدني و حالااااااااااااا إلى قصر جدي "

 

نظرت إليها بغضب ثم قلتُ لها ببرود

" أخيراً استيقظتِ.. وماذا قلتُ لكِ عن الشتائم؟!.. لا للشتائم يولينا.. ستنالين عقابكِ.. ثم لقد ظننت بأنكِ لن تستفيقي قبل الغد.. لقد أغمي عليكِ بين يدي بسبب قبلتي الجامحة "

 

وقفت وأشرت لها بيدي نحو الثياب الموضوعة في زاوية الغرفة على الأرض وقلتُ لها بأمر

" يمكنكِ الآن حمل الثياب وتوضيبها في غرفتنا.. ثم انزلي واطبخي لنا.. أنا أشعر بالجوع و.... "

 

قاطعتني هاتفة بحنق لدرجة أن وجهها أصبح أحمر كالدماء

" في أحلامك لن أفعل ذلك.. من تظن نفسك أيها الهمجي اللعين والقذر؟!!.. أعدني حالا إلى قصر جدي وإلا ذهبت بمفردي "

 

تملكني الغضب واشتعلت عروقي وغلت دمائي بشدة بسبب قلة تهذيبها معي.. هي ليدي والأهم حبيبتي لذلك يجب عليّ تأديبها من جديد.. نظرت إليها بطريقة مُخيفة جدا.. رأيتُها تبلع ريقها بقوة وارتعش جسدها من نظراتي المرعبة وعندما حاولت يولينا أن تتحرك وتهرب من أمامي اقتربت منها بسرعة وأمسكت بمعصميها وجذبتُها بعنف ليرتطم جسدها الصغير بجسدي بقوة..

 

حاولت مقاومتي وهي تصرخ وتدعي الشجاعة

" دعني.. دعني حالااااااااااااا.. أتركني أيها الهمجي والخاطف والقذر "

 

اشتعل الغضب بداخلي أضعافاً وفورا أبعدتُها عني وأمسكت بكتفيها وبدأت أهزها بقوة وأنا أهتف بجنون بوجهها


" أنا قذر؟!.. أنا همجي وقذر؟!!!... حسنا إذا سوف أريكِ كيف سأكون همجي و قذر.. تحملي نتيجة لسانكِ الوسخ والسليط يولينا ميديشي "

 

توقفت عن هزها وحملتُها بسرعة على كتفي وصعدت بها إلى غرفتنا.. ركلت الباب بقدمي ودخلت إلى غرفتي وتقدمت نحو السرير ورميت يولينا بعنف عليه.. وقبل أن تتحرك صعدت وحاصرتهُا بجسدي وأمسكت بيديها ورفعتهما خلف رأسها وثبتهما بإحكام بيدي اليسرى.. وبدأت بتقبيل وجهها ثم عنقها بقبلاتٍ عنيفة..

 

امتلأت الغرفة بصرخاتها وشتائمها لي ثم بكائها المرير عندما بدأت بمداعبة صدرها بيدي اليمنى.. عليها الآن أن تتعلم احترامي وطاعتي.. ثم لاحقا سوف أعلمها كيف تحبني....

 

 

يولينا***

 

فتحت جفوني ببطء وحركت جسدي قليلا وتمددت لحظات لأجمد فجأة عندما رأيت سقف من خشب فوق رأسي.. أغمضت عيناي وفتحتُها عدة مرات لكني ما زلتُ أرى ذلك السقف.. وفورا نزعت الغطاء عني وجلست على الفراش ثم نهضت بسرعة ووقفت لأرى أنني في غرفة نوم واسعة أثاثها جميل..


رواية الكونت - فصل 35 - لقد رحل وتركني


 

" ما هذا المكان؟!!... "

 

همست بدهشة وسألت نفسي وأنا أُحرك قدماي وأمشي فوق الأرضية الخشبية مصدرة صريراً لا تسمعهُ الأذن.. وقفت في وسط الغرفة ونظرت إلى الأثاث.. إنه رائع ومصقول بطريقة تقليدية جميلة وخلابة..

 

أغمضت عيناي ثم فتحتُها وحدقت حولي بدهشة كبيرة وبخوف عندما تذكرت ما حصل معي..

 

" ألكسندر... "

 

همت بفزع وفورا رفعت يدي اليمنى وتحسست شفتاي.. لقد خطفني وقبلني بهمجية ذلك الهمجي الملعون.. ويقول عن نفسه بأنهُ فارس نبيل وشهم؟!... وجدي!!.. جدي الرائع والحبيب سمح له بخطفي... فكرت بقهر ثم اشتعل الغضب بداخلي.. سأهرب.. هذه ليست طريقة رومانسية حتى يُعبر عن محبتهِ الكبيرة لي.. عقابك قادم فارس ألكسندر...

 

ابتسمت بخبث وحولت نظري ناحية الشمال باتجاه النافذة الكبيرة.. كانت مغطاة بالستائر الحريرية البيضاء.. توجهت نحوها بسرعة وأبعدت الستائر بيدي اليسرى وبيدي اليمنى حاولت فتحها لكن يبدو بأنها عالقة.. شتمت بقهر لأنني لن أستطيع فتحها والهروب.. قربت وجهي من الزجاج ونظرت إلى الخارج.. كل ما رأيتهُ أمامي هو أشجار وأشجار وأشجار..

 

" تبا أين أخذني ذلك الهمجي؟!!.. سوف أريه.... "

 

همست بقهر وبغضبٍ كبير واستدرت نحو النوافذ الأخرى لكن لم أستطع فتحها.. استدرت واتجهت نحو الباب الخشبي  وأدرت المقبض ولحُسن حظي انفتح الباب.. تنفست بطريقة توحي بالراحة وهمست بغُل

 

" جيد.. على الأقل لم يُقفل الباب بالفتاح ذلك الغبي ويجعلني حبيسة هذه الغرفة.. سأريه من هي يولينا ميديشي "

 

خرجت لأرى نفسي في رواق ضيق قليلا وعلى جانبيه أربع غرف متراصفة ومتقابلة أبوابها الخشبية.. تقدمت ورأيت أمامي السلالم.. نزلت تلك الدرجات الخشبية بسرعة وبغضب لأرى نفسي في غرفة واسعة مضاءة بالشموع وأثاثها فاخر.. لكن ما لفت نظري أكثر رؤيتي لذلك الهمجي يجلس على الأريكة براحة وهو ينظف سيفه بقطعة قمش..

 

اقتربت ووقفت أمامه ووضعت يداي على خصري وهتفتُ بقوة

" لقد خطفتني أيها الهمجي اللعين.. أعدني و حالااااااااااااا إلى قصر جدي "

 

نظر إلى وجهي ببرود وقال

" أخيرا استيقظتِ.. وماذا قلتُ لكِ عن الشتائم؟!.. لا للشتائم يولينا.. ستنالين عقابكِ.. ثم لقد ظننت بأنكِ لن تستفيقي قبل الغد.. لقد أغمي عليكِ بين يدي بسبب قبلتي الجامحة  "

 

حدقتُ بوجهه بغضب خاصةً عندما وقفت وأشار بيده نحو زاوية الغرفة وقال ببرود

" يمكنكِ الآن حمل الثياب وتوضيبها في غرفتنا.. ثم انزلي واطبخي لنا.. أنا أشعر بالجوع و.... "

 

اتسعت عيناي بصدمة وحدقت بوجهه بعدم التصديق.. اللعين يريدني خادمة عنده... وفورا قاطعتهُ عن تكملة حديثه وقلتُ له بحنق

 

" في أحلامك لن أفعل ذلك.. من تظن نفسك أيها الهمجي اللعين والقذر؟!!.. أعدني حالا إلى قصر جدي وإلا ذهبت بمفردي "

 

بلعتُ ريقي بخوف بسبب نظراتهِ المُخيفة وارتعش جسدي رغما عني إذ عرفت أنه ينوي على معاقبتي.. وقبل أن أستدير وأفر هاربة منه أمسك ألكسندر بمعصمي وسحبني بعنف إليه ليخبط جسدي به.. حاولتُ مقاومتهُ ورغم خوفي الكبير منه هتفتُ بوجهه

 

" دعني.. دعني حالااااااااااااا.. أتركني أيها الهمجي و الخاطف و القذر "

 

تبا كم أنا غبية.. متى سأتعلم السيطرة على لساني السليط.. بسبب لساني أمسكني ألكسندر بكتفي وبدأ يهزني بعنف.. كنتُ خائفة جدا منه وقلبي يضخ الدماء بسرعةٍ مخيفة.. وشعرت بقلبي يسقط بين قدماي عندما هتف ألكسندر بغضب شل روحي بالكامل

 

" أنا قذر؟!.. أنا همجي و قذر؟!!!... حسنا إذا سوف أريكِ كيف سأكون همجي و قذر.. تحملي نتيجة لسانكِ الوسخ والسليط يولينا ميديشي "

 

توقف عن هزي وحملني على كتفه وصعد بي إلى تلك الغرفة التي كنتُ بها.. رماني بعنف على السرير وقبل أن يتسنى لي الوقت بالتحرك والفرار أصبح فوقي يُحاصرني بجسده وأمسك بكلتا يداي ورفعها خلف رأسي وأحكم إمساكها وتثبيتها بيده..

 

كنتُ أنظرُ إليه بفزع فاق احتمالي ورأيتهُ يُقرب وجهه إلى وجهي وبدأ يقبل وجنتاي ثم أسفل أذناي ثم رقبتي.. تجمدت الدماء في أوصالي وحبست أنفاسي.. كنتُ أستطيع سماع ضربات قلبي العنيفة بوضوح تام.. وعندما شعرت بيده تتحسس صدري أفقت من صدمتي وبدأت أركلهُ وأصرخ بجنون

 

" دعني أيها القذر والهمجي والمتخلف.. دعنييييييي.. دعني أيها اللعين و المنحرف و السافل... "

 

لكنه بدأ ينزل بقبلاته نحو صدري.. وعندما أحسست بيده تتدخل داخل فتحة الفستان ويلتقط صدري بيده جُن جنوني وبدأت أبكي بهستيرية وأنتحب وأنا أتخبط بعنف أسفلهُ.. لكنهُ لم يتوقف عن مُداعبة صدري وهنا عرفت كم أنا ضعيفة وبائسة.. لقد جعلتهُ يغضب مني.. والآن لن يرحمني..

 

استكنت بين يديه وأغمضت عيناي بشدّة وانتحبت بجنون.. ثم همست لهُ ببكاءٍ مرير

" أرجوك توقف.. لا تفعل.. أنا آسفة "

 

وهنا توقف ألكسندر عن لعق عنقي بلسانه ومداعبة صدري بيده.. شهقت بعنف وقلتُ له بمرارة وتوسُل

" أنا أعتذر.. سوف أفعل كل ما تطلبهُ مني.. فقط أرجوك لا تغتصبني.. أرجوك... "

 

شعرت بأنفاسهِ الحارة على وجهي.. فتحت عيناي ونظرت إليه من خلال دموعي.. كان جامد.. فقط عينيه كانت تتبع مسار الدموع على وجنتاي.. ثم رفع نظراته وحدق في عمق عيناي.. سالت دموعي أكثر وهمست لهُ برجاء

 

" أرجوك.. ابتعد عني.. أعدُك لن أشتُمك مجددا ولن أحاول الهروب و.. وسأكون مطيعة.. فقط ابتعد عني لو سمحت "

 

أغمض عينيه لثواني ثم فتحها وعاود النظر إلى عيناي الباكية.. تنهد بعمق وهمس قائلا بنبرة حزينة

" حسنا "

 

ثم رفع جسده وابتعد عني ليقف أمام السرير.. كان جسدي يرتعش بالكامل ليس من البرد بل من الخوف الشديد.. حاولت أن أتحكم برعشته لكنني لم أستطع.. نظرتُ بامتنان إلى ألكسندر لأراه يُكتف يديه أمام صدره وقال بنبرة باردة وبصوتٍ خشن

 

" اسمعي جيدا ما سأقولهُ لكِ يولينا.. سوف تنفذين أوامري دون أي اعتراض.. وإن شتمتني مجددا سيكون عقابكِ كبيرا وحينها لن أتوقف عن ما بدأتهُ منذ قليل.. فهمتي؟ "

 

أشرت لهُ برأسي موافقة إذ لم أستطع التفوه بحرف من جراء خوفي.. تابع ألكسندر الحديث قائلا

 

" جيد.. والآن سترتدين حذائكِ وتنزلي إلى الأسفل.. ستحملين الثياب وتوضيبيها كلها في الخزانة هنا.. وعندما تنتهين ستذهبين إلى المطبخ لتُحضري وجبة العشاء لنا.. هل كلامي واضح يولينا؟ "

 

أشرت لهُ مجددا برأسي موافقة ورأيت ابتسامة خفيفة تعلو ثغره.. كيف واللعنة أحببت همجي لعين مثلهُ؟!.. إن ظن ذلك المغفل بأنني سأكون طوع يديه يقبض عليّ كما يقبض الكسيح على عصاه فهو مخطئ جدا.. سوف أريه من تكون يولينا ميديشي.. انتظر ألكسندر وسترى...

 

" سوف أنتظركِ في الأسفل فلا تتأخري كثيراً.. وعلى فكرة.. يولينا هذه الغرفة سوف تكون غرفتنا.. ستنامين بجانبي ولن أسمح لكِ بالاعتراض.. هل كلامي واضح؟ "

 

قال ألكسندر بنبرة ماكرة كلماته الأخيرة وهنا نظرت إلى وجهه بصدمة وشعرت بالغيظ الشديد.. تبا له.. لعين ومنحرف.. سوف أريك أيها الفارس ما يعنيه النوم بجانبي.. انتظر وسترى... كان يقف بجمود ينتظر إجابتي وفورا همست له بنعومة

 

" واضح سيدي "

 

هز رأسه برضا واستدار وخرج من الغرفة وأغلق الباب خلفهُ بهدوء.. جلست بسرعة وأمسكت بالوسادة ورميتُها بقوة نحو الباب وأنا أهمس بغُل

 

" لعين وحقير و... "

 

توقفت عن الشتم برعب عندما انفتح الباب ورأيت ألكسندر يُحدق بوجهي بغضبٍ بارد ثم نظر نحو الوسادة على الأرض ثم رفع نظراته وحدق بوجهي وقال بنبرة جعلتني أرتعش من الخوف

 

" هل رميتِ الوسادة على الأرض الآن وشتمتني؟! "

 

هزيت رأسي بقوة رفضا وقلتُ لهُ بسرعة

" لااااا.. طبعاً لا.. لم أفعل ذلك... لقد كانت الوسادة على الأرض و.. وأنا لم أفتح فمي بحرف.. صدقني... "

 

حدق ببرود إلى وجهي ثم هز رأسهُ بخفة وقال

" همممم... سوف أغض النظر الآن لكن في المرة القادمة لن أفعل.. وعقابكِ سيكون مضاعفا.. هل فهمتِ؟ "

 

جف حلقي من جراء الخوف وأشرت له موافقة


" جيد.. لا تتأخري وابدئي بالعمل "

 

كلمني بنبرة غاضبة وأغلق الباب بعنف خلفه.. انتفض جسدي بقوة وأغمضت عيناي ثم فتحتُها وهمست بصوت بالكاد يستطيع أحد سماعه

 

" تبا.. لقد سمعني الهمجي.. لديه أذنين تشق الصخر لقوة سماعها.. سأريك من هي يولينا ميديشي.. سترى "

 

ارتديت حذائي وخرجت من الغرفة وبطاعة بدأت أحمل الحقائب وأصعد إلى الغرفة وبدأت بتوضيب الملابس.. لم أهتم بالثياب الجميلة التي كانت واضحة بأنها لي.. بل كنتُ أشتم ألكسندر في داخلي في كل ثانية وأتوعد لهُ بالانتقام..

 

عندما انتهيت توجهت نحو المطبخ وبدأت بتحضير العشاء.. عندما انتهيت كنتُ مرهقة جدا وجائعة.. هتفت لذلك المعتوه حتى يأتي ويتناول طعامه في المطبخ لكنهُ أمرني أن أحمل لهُ وجبة عشاءه إلى غرفة الجلوس..

 

كنتُ أشتمهُ بداخلي بكل الشتائم التي أعرفها وأنا أحمل صينية الطعام وأدخل إلى غرفة الجلوس.. وضعت له عشاءه على المنضدة أمامه وعندما هممت حتى أعود إلى المطبخ وأتناول طعامي أمسك ألكسندر بمعصمي وأوقفني.. نظرت إلى وجهه بتعجُب لكنه ظل جامدا وقال ببرود وبأمر

 

" سوف تتناولين طعامكِ معي.. اذهبي واجلبيه سأنتظركِ "

 

حدقت بوجههِ بغرابة وعندما حرر معصمي توجهت إلى المطبخ.. كنتُ أجلس بجانبه وأنا أتناول عشاءي بصمت..

" لماذا هربتِ من القلعة يولينا؟! "

 

توقفت عن مضغ لقمتي والتفت ناحية اليمين أنظر إلى وجه ألكسندر بدهشة... كان يُحدق بوجهي بطرف عينيه ورأيتهُ يمسك بمنديل ويمسح فمهُ ببطء ثم وضع المنديل على الطاولة وأدار رأسهُ وحدق بجدية إلى عيناي.. بلعت بغصة ما في فمي ونظرت إليه بحزن.. وبصدق أجبتهُ

 

" كنتُ خائفة "

 

رفع حاجبهُ عالياً وحدق بدهشة إليّ ثم هز رأسهُ كأنهُ فهم ووقف وقال بهدوء

" لقد شبعت.. أكملي تناول وجبتكِ ثم نظفي الصحون.. سأنتظركِ في الغرفة "

 

واستدار وصعد ببطء إلى الطابق العلوي.. خفق قلبي بعنف وأغمضت عيناي.. ماذا سأفعل الآن؟!.. تنهدت بأسى وقررت أن أنظف الصحون.. عندما انتهيت من التنظيف نظرت حولي بحزن وفكرت.. ربما يجب أن أهرب ما دام ألكسندر فوق!!... نعم هذه هي فرصتي.. سأهرب وعندما أخرج من الغابة سأطلب من أحد مساعدتي وتوصيلي إلى قصر جدي.. وبسرعة خرجت من المطبخ وركضت نحو الباب وأمسكت بالمقبض وحاولت فتح الباب لكنهُ مقفل..

 

" اللعنة الملعونة.. لقد أقفل الباب بالمفتاح "

 

شتمت بغيظ وقررت أن أخرج من النافذة.. لكن كل النوافذ الموجودة في الطابق السفلي لم تفتح.. وقفت أمام آخر نافذة وهمست بقهر

 

" اللعنة كيف أستطيع فتحها؟!!.. "

 

" لا تتعذبي.. لقد أغلقتُها بنفسي بينما كنتِ توضيبين الملابس.. لذلك لن تستطيعي الهروب.. حتى لو حاولتِ لن تستطيعي الخروج من الغابة فهي محاصرة برجالي "

 

وهنا انتفض جسدي بقوة واستدرت بسرعة ورأيت ألكسندر يقف في وسط الغرفة وهو يشملني بنظراتٍ قاتلة ومتوعدة.. كان شعرهُ مبلول ورائحة الصابون تعبق في الغرفة.. لقد استحم فهذا واضح وأنا بغباء تأخرت بالتفكير بالهروب.. خفق قلبي بجنون وهتفت برعب عندما ركض ووقف أمامي وحملني على كتفه

 

" أنزلني.. أنزلني.. قلتُ لك أنزلني.... "

 

لكنهُ صعد بي إلى الغرفة ولم يهتم لركلي وضربي لظهره بكلتا يداي.. اقترب من السرير ورماني عليه لكن قبل أن يتحرك زحفت إلى الخلف وقلتُ لهُ برعب

 

" صدقني لم أكن أحاول الهروب.. شعرت بالاختناق وأردت أن أفتح إحدى النوافذ "

 

وقف جامدا ينظر إلى جسدي المرتعش أمامهُ.. تنهد بقوة ثم استدار وتقدم نحو الخزانة وفتحها.. بعد لحظات استدار واقترب من السرير ورمى ما كان يحملهُ بيده أماي وقال بأمر

 

" اذهبي واستحمي.. الحمام هنا "

 

أشار بيده نحو باب من جهة اليمين ثم تابع قائلا

" يوجد ماء ساخن.. والآن اذهبي واستحمي بسرعة عزيزتي إلا إن أردتني أن أساعدكِ بالاستحمام "

 

توسعت عيناي برعب ونظرت إليه بفزع وفورا أمسكت بالثياب وحضنتُها إلى صدري ثم وقفت وهرولت مسرعة إلى الحمام.. أغلقت الباب بإحكام وأسندت ظهري عليه وأغمضت عيناي..

 

تبا كم أنا غبية.. لقد نفذت من غضبهِ بأعجوبة.. يجب أن أنتبه جيدا وأتوخى الحذر ولا أجعلهُ يغضب.. يجب أن أجعلهُ يثق بي في أسرع وقت ويفتح لي النوافذ والباب..

 

فتحت عيناي ونظرت بحزن أمامي.. رغم أنني أحبهُ جدا لكنني غاضبة منه.. لقد خدعني وجعلني أُقسم له بشرفي دون أن أعي ما أفعلهُ ثم خطفني وأصبحت سجينة لديه..

 

تنهدت بحزن واقتربت ووضعت الملابس على المنضدة وبدأت أخلع ملابسي واستحممت.. عندما انتهيت خرجت من حوض الاستحمام والتقطت منشفة وبدأت أُجفف جسدي ثم وضعتُها جانبا وأمسكت بمنشفة أخرى وبدأت بتجفيف شعري بها.. عندما انتهيت اقتربت من المنضدة ونظرت إلى الملابس التي اختارها لي ألكسندر..

 

عقدتُ حاجبي ثم حدقت بصدمة إلى الملابس الداخلية.. لعنت حظي بقهر وهتفت بغيظ بداخلي.. لقد اختار لي ملابس  داخلية فاضحة.. تأففت بقهر ثم أمسكت بقميص النوم.. جحظت عيناي وحدقت بهلع إليها

 

" ما اللعنة؟!!!... "

 

همست بذهول بينما كنتُ أنظر إلى قميص نوم أبيض طويل شفاف لحد اللعنة ومثيرة.. غمغمت بقهر وأنا أرميها جانبا وبدأت بارتداء الملابس الداخلية

 

" غبي ومنحرف لعين وهمجي.. قليل الأدب.. يريد إجباري على ارتداء ملابس غير محتشمة.. سوف تدفع الثمن ألكسندر.. سترى.. "

 

ورغما عني ارتديت تلك الملابس وبصعوبة خرجت من الحمام ووقفت جامدة بأرضي وأنا أفتح فمي بدهشة كبيرة إذ رأيت ألكسندر يقف أمام السرير لا يرتدي سوى سروالا قطني أسود وبقي عاري الصدر..

 

كنتُ أحدق في جسده الضخم بصدمة وتجولت عيناي على عضلات بطنهِ وصدره وفورا بلعت ريقي بتوتر بسبب جماله الأخاذ.. تبا له.. لديه جسد مثالي.. احمري وجهي بشدّة عندما رأيتهُ يتأملني بعينيه بجوع وبشهوة واضحة وفورا رفعت كلتا يداي وسترت بها صدري.. بدأ يقترب مني ولكنني تراجعت إلى الخلف لكنه اقترب بسرعة وأمسكني بخصري بكلتا يديه وجذبني بقوة إليه..

 

خرجت شهقة من فمي وارتعش جسدي في أحضانه.. نظرت إليه بفزع وهمست لهُ برعب

" أرجوك.... "

 

لكنه دفن رأسهُ في عنقي و استنشقهُ بقوة ثم رفع رأسه وأمسك بخصلة من شعري واستنشق رائحتها وهو يُغمغم بسعادة

" جميل.. جميل جدا "

 

حاولت الابتعاد عنه لكنه أحكم إمساك خصري بقوة أكثر لدرجة أنني تألمت.. كنتُ أرتعش بين يديه من رأسي حتى أغمص قدماي.. وعندما أحسست بقبلة خفيفة أسفل أذني اليمنى اقشعر بدني وكدتُ أن أقع لكنني تمسكت بخصره وقلتُ له بفزع

 

" ألكسندر.. أرجوك توقف "

 

رفع رأسهُ وحدق بعمق في عيناي.. زفر بقوة ثم ابتعد عني وبساقين مرتعشتين ركضت بخطوات ضعيفة ناحية السرير وقلتُ له بتوتر وأنا أصعد على السرير

 

" أنا أريدُ النوم في هذه الجهة من السرير.. لا تفكر بلمسي لو سمحت "

 

وفورا رفعت الغطاء وسترت به جسدي وانكمشت على نفسي أترقب برعب قدومه والنوم بجانبي...

 

سمعت خطواتهِ تقترب وبمجرد أن أحسست بثقلهِ على الفراش ارتعش جسدي أكثر بعنف.. وخرجت شهقة متفاجئة من فمي عندما أمسكت يديه بخصري وجذبني إلى الخلف وألصق ظهري بصدره العاري..

 

" أرجوك... "

 

همست برعب عندما شعرت بأنفاسهِ الساخنة على أذني اليمنى وهمس قائلا برقة

" هششش.. لا تخافي مني يولينا.. أنا لن أفعل لكِ شيئا.. فقط أغمضي عينيكِ ونامي "

 

قبلني أسفل أذني بخفة وشعرت بذبذبة تسير في كامل أنحاء جسدي.. حاوط خصري بيده وألصقني إليه أكثر.. دقيقة.. دقيقتين.. عشرة.. عشرون.. لا أعلم فعليا كم مضى من الوقت وأنا أنظر أمامي برعب.. كان ضوء الشمعة يُنير بخفة الغرفة.. وعندما سمعت أنفاسه تنتظم علمت بأنهُ غرق في النوم وهنا تنهدت براحة وأغلقت عيناي....

 

اليوم هو اليوم الأول في كوخ ألكسندر.. استيقظت بمجرد ما تسللت اشعة الشمس الى عيناي.. حاولت النهوض لكن لم أستطع بسبب القبضتين الملفوفتين خول خصري و الرأس المدفون في عنقي.. استدرت بصعوبة ورأيت وجه ألكسندر أمامي واختلطت انفاسي المضطربة مع أنفاسهِ المنتظمة..

 

تمعنت في تقاسيم وجهه  الوسيم جيدا ودون أن أشعُر رفعت يدي ومررتُها فوق أنفه.. عقدة حاجبيه لكنني لم أهتم بل تابعت يدي طريقها ليستقر كفي الصغير على طول وجنته..  ابتسمت بخفة بينما كنتُ أتأمل وجهه الحبيب على قلبي.. كم هو وسيم.. همست بداخلي وأنا ابتسم برقة.. ثم اختفت ابتسامتي وشعرت بالألم يعتصر قلبي.. كيف لي أن أهرب منه؟!!.. يا ترى كيف ستكون ردة فعله عندما يعلم بأمري وأنني أنوي على الهروب منه؟!!.. في الواقع لم أفكر كثيرا كيف ستكون ردة فعله.. المهم كيف سأهرب منه..

 

رغم أن فكرة هروبي منه تؤلمني إلا أنه يجب أن يتعلم بأن لا يعبث بي وبمشاعري ويحترمني ويحترم جدي طبعا..

 

سحبت يدي بسرعة بمجرد ما فتح ألكسندر عينيه.. حدق بهدوء في عيناي وقال بصوت ناعس خشن

" أعيدي يدكِ يولينا "

 

حدقت بصدمة إلى عينيه وقاتُ له بتلعثم

" مــ.. ماذا؟!!... "

 

ابتسم برقة وقال بهمس

" يدكِ.. أعيديها إلى مكانها على وجنتي "

 

لكن عندما لم أمتثل لطلبهِ سحب يدي ووضعها على وجنته وبدأ يُحرك يدي على كامل وجهه.. كانت يدي ترتعش أسفل يده بينما كنتُ ألمس بشرتهُ وملامح وجهه الوسيم..

 

" يولينا... "

 

همس ألكسندر بحنان بإسمي وفورا ارتعش جسدي وسحبت يدي ونظرت بخجل إليه.. قرب ألكسندر وجهه من وجهي وألصق أنفه بأنفي وهمس قائلا

 

" صباح الخير يولينا.. هل نمتِ جيدا؟!... "

 

شعرت بأنفاسهِ الحارة تداعب وجهي ونبض قلبي بسرعة وأجبتهُ بخجل وبصوتٍ مرتعش

" نعم.. وصباح الخير لك أيضاً "

 

ابتسم برقة وفاجأني عندما أخفض رأسه قليلا وطبع قبلة سريعة على شفتاي ثم ابتعد وقال ببرود

" يمكنكِ أن تغيري ملابسكِ الآن وتُجهزي لنا وجبة الفطور "

 

ما أن لفظ بتلك لكلمات حتى ابتعدت عنه بسرعة وأبعدت الغطاء عن جسدي ووقفت وركضت نحو الخزانة واخترت بسرعة فستان وملابس داخلية ودخلت إلى الحمام  وجهزت نفسي.. ارتديت فستان أحمر اللون جميل ثم جمعت شعري كذيل حصان وخرجت..


رأيت ألكسندر قد أخرج من الخزانة ملابس له وعندما رآني نظر إليّ برضى وباستحسان ثم اقترب مني و أحاط خصري بيده و باليد الأخرى نزع الرباط الذي في شعري لينسدل على ظهري ليقول لي برضا تام

 

" هكذا أفضل وأجمل.. أعشق رؤية شعركِ مُنسدل بحرية على ظهركِ.. لا تربطيه ابداً "

 

احمر وجهي من جراء الخجل وابتسمت له بحياء.. ابتسم لي برقة وداعب وجنتي بأصابعهُ بخفة وقال بنبرة حنونة

" تبدين جميلة جدا في الصباح.. "

 

ثم حمحم بخفة وتابع قائلا

" جهزي الفطور سأنزل بعد دقائق "

 

ابتعد عني ودخل إلى الحمام وفورا خرجت من الغرفة وتوجهت إلى المطبخ وبدأت بتحضير الفطور..

 

أسبوع كامل مضى على وجودي في هذا الكوخ مع ألكسندر.. كنتُ حزينة منه.. ليس لأنهُ يعاملني بسوء بل العكس تماما.. كان هادئ ويعاملني ببرود وباحترام طيلة الوقت.. لم يطلب مني الكثير فقط كنتُ أنظف وأطهي له الطعام بانتظام وطبعا أغسل له ملابسه.. لكن رغم محاولاتي الكثيرة حتى أجعلهُ يثق بي لم أنجح.. فهو ما زال يُقفل الباب والنوافذ في المساء لكي لا أهرب.. وحاولتُ كثيرا البحث عن المفتاح لكنني لم أجدهُ..

 

كنتُ أنظف النافذة عندما رأيت جُندي على الحصان يقترب من الكوخ.. تجمدت بذهول ثم هتفت بصدمة عندما تعرفت على ذلك الرجل

 

" إنه حارس لدى جدي!!... أخيراااااااااااااااااا "

 

شعرت بألكسندر يقف خلفي وفورا التفت ونظرت إليه بتوتر.. كان ينظر بجمود إلى الخارج وشعرت بجسده يتصلب

" إياكِ أن تتحركِ من هنا.. فهمتِ يولينا؟ "

 

همس بحدة من بين أسنانه وبدى واضحا بأنهُ غاضب.. شعرت بغصة في صدري إذ علمت بأن ذلك الحارس أتى ليأخذني معهُ بأمر من جدي.. حزنت لأنني سأبتعد عن ألكسندر.. فهو لم يعترف لي بعشقه الكبير والأهم لم يطلب مني السماح لأنه خطفني وخدعني وجعلني أُقسم له بشرفي دون أن أعي مدى خطورة ما فعلته.. لو فعل كنتُ سامحته لكن للأسف لم يفعل..

 

ابتعد ألكسندر عني ورأيتهُ بصدمة يُخرج المفتاح من جيب سرواله ويفتح به قفل الباب.. تبا كان يحمل المفتاح معه طيلة الوقت.. فكرت بغيظ ورأيتهُ يخرج من الكوخ ويُغلق الباب خلفه.. نظرت من النافذة ورأيت ألكسندر يقترب من ذلك الجندي.. تكلموا لدقائق ثم رأيت الجندي يُخرج رسالة من جيب سترته ويسلمها لـ ألكسندر.. استلمها ألكسندر وبصدمة رأيت الجندي يوجه حصانه إلى الخلف ويذهب..

 

" ما اللعنة؟!!.... "

 

شتمت بذهول وفورا ركضت وفتحت الباب وخرجت وأنا أصرخ بجنون

" هاااااااااي.. توقف.. أنت توقف.. لا تتركني هنااااااااااااا.. توقف... "

 

لكنه لم يتوقف بل تابع حصانه الجري حتى اختفى من أمامي... وقفت بحزن أنظر إلى الأشجار أمامي بخيبة أمل كبيرة.. إذا جدي لم يُرسلهُ من أجلي..

 

تنهدت بأسى ثم اقتربت ووقفت بجانب ألكسندر.. كان جامد وهو يقرأ تلك الرسالة.. نظرت إليها لكنني وللأسف لا أعرف القراءة لذلك لم أعرف ما كُتب بها وما هو مضمونها..

 

" ألكسندر.. هذه الرسالة من جدي أليس كذلك؟!!... "

 

سألتهُ بهمس وفورا نظر إليّ ولم يُكلف نفسهُ عناء الرد عليّ بل أدار رأسه من جديد وتابع قراءة الرسالة.. تأففت بضيق وأنا أضم يداي بتوتر.. فجأة نظرت بدهشة كبيرة إلى ألكسندر عندما رفع رأسهُ عاليا وشرع يضحك بقوة..

 

حدقت بوجهه بصدمة إذ لم أعرف سبب ضحكاته.. وعندما هدأ أخيرا رفع الرسالة عاليا ونظر إليّ وقال بسعادة

 

" جدكِ رجل رائع بحق.. هل تعلمين بأنهُ طلب مني أن نأتي على جناح السرعة إلى قصره لأنهُ جهز كل شيء من أجل زفافنا؟.. وكتب لي بأنه ينتظر قدومنا بفارغ الصبر وينتظر أن أطلب يدكِ منهُ باحترام وأن أكون قد جعلتكِ حامل بحفيد قوي "

 

توسعت عيناي بصدمة وحدقت برعب بوجه ألكسندر وهمست رغما عني

" أنتَ تكذب بكل تأكيد.. جدي من المستحيل أن يكون قد كتب لك ذلك!!.. أنتَ تخدعني "

 

تشنجت ملامح ألكسندر ورمى بالرسالة بعيدا وفورا أمسكني بكتفي وهتف بعنف بوجهي

" هل نعتني بالكاذب للتو يوليناااااااا؟؟!!!!... تكلمي؟ "

 

توقف عن هزي وهتفت بقهر بوجهه

 

" نعم فعلت.. ماذا ستفعل بي؟!.. ستغتصبني مثلا؟!.. أو تحبسني مجددا في كوخك الجميل؟!.. لقد سئمتُ منك.. لقد اكتفيت.. أولا خطفتني من منزل أمي وأجبرتني على خدمتك ثم إستغليت جُهلي وجعلتني أٌقسم لك بشرفي وأنتَ تعلم جيدا بأنني لا أفهم ما يعني القسم لفارس نبيل وليس لدي أدنى فكرة عن ما فعلته.. ثم أتيت إلى قصر جدي وتكلمت معه بوقاحة وبهمجية خطفتني وأتيت بي إلى هذا الكوخ وجعلتني سجينة به.. أنا أكرهُك.. سمعت.. أكرهُك.. "

 

رفعت كلتا يداي وضربتهُ بقوة على صدره.. واستغليت ذهوله فاستدرت وبدأت أجري بأقصى قوة أمتلكها ودموعي الحارقة بللت وجنتاي..

 

" يوليناااااااااااااااااااااا.... "

 

سمعت صرخت ألكسندر الغاضبة لكنني لم أهتم بل تابعت الجري وأنا بالكاد أستطيع الرؤية بسبب دموعي... لا أستطيع وصف ما أشعرُ به الآن في هذه اللحظات.. ضيق كبير في صدري جعلني أشعر بالاختناق.. كنتُ حزينة وأشعرُ بالبؤس.. فمن أحبهُ بجنون خدعني وخطفني.. كيف يريدني أن أسامحهُ وهو حتى لا يوافق على أن نتكلم ونتحور بتحضُر عن الموضوع...

 

" يوليناااااااااااا انتبهي حبيبتي.. انتبهيييييييييييي... "

 

سمعت صرختهِ الجنونية وقبل أن أستوعب ما قاله لي رأيت منحدر مخيف أمامي.. وقبل أن أحاول التوقف رأيت برعب ألكسندر يقفز أمامي ويدفعني بعنف إلى الخلف لأقع بقوة على الأرض.. لكن دمائي تجمدت عندما فقد ألكسندر توازنه ونظر إلى وجهي بصدمة وبرعب أحرق كياني رأيتهُ يقع إلى الأسفل نحو الوادي..

 

" ألكسندررررررررررررررررر... لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا..... "

 

هتف بجنون وبهستيرية ولا أعلم كيف وقفت واقتربت من المنحدر ورأيت برعب جسد ألكسندر يتدحرج إلى الأسفل.. ارتعش جسدي بقوة وهتفت برعب مزق روحي إلى أشلاء

 

" ألكسندرررررررررررررررر.. حبيبييييييييييي لااااااااااااااااااااااااااااا.... "

 

رفعت يداي ووضعتها على صدري وأنا أبكي بفزعٍ كبير.. وبخوف شل روحي رأيت جسدهُ يستقر في قعر الوادي جامدا دون حركة والدماء غطت ملابسه...

 

" لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا...... "

 

صرخت بجنون بينما كنتُ أُحدق برعبٍ مهول إلى جسد حبيبي الهامد كجثة في أسفل الوادي.. ألكسندر مات.. حبيبي مات.. لقد رحل وتركني....



انتهى الفصل







فصول ذات الصلة
رواية الكونت

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©