رواية الكونت - فصل 30 - ليلة المُحاسبة
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. الاحداث روعه روعه روعه روعه ♥♥♥♥♥♥♥

    ردحذف
    الردود
    1. 😍😍😘😘😘😘😘💖تسلمي حبيبتي💖💖💖💖💖💖💖💖💖

      حذف
  2. البارت حلو كتير ❤️❤️

    ردحذف
    الردود
    1. 💕💕💕شكرا لكِ حياتي💕💕💕💕

      حذف
  3. 💞💞💞💞💞شكرااااااااااااا💞💞💞💞💞

    ردحذف
  4. 👏🏻♥️👏🏻🤗👏🏻🤗👏🏻🤗👏🏻👏🏻♥️💃🏻💃🏻بارت جامد رووووعه أخيرا خلصنا من العقربه فيرلا ولورينزو الأهبل💃🏻💃🏻💃🏻😂😂😂😂

    ردحذف

رواية الكونت - فصل 30 - ليلة المُحاسبة

 

رواية الكونت - فصل 30 - ليلة المُحاسبة



ليلة المُحاسبة



زايا**



كنتُ أحتسي قهوة الصباح وأنا أجلس باسترخاء على الكُرسي في شرفة غرفتي برفقة يولينا الحزينة بينما توماسو كان يلعب بألعابه على الأرض أمامنا..

 

ابتسمت لها برقة بينما كانت تجلس بجانبي لكنها كانت شاردة بتفكيرها ومعالم الحُزن واضحة على معالم وجهها الجميل.. تنهدت بحزن وأشرت لها بيدي أمام وجهها حتى تستفيق من شرودها وقلتُ لها بقلق

 

" يولينا.. لماذا أنتِ حزينة؟!.. يجب أن تكوني أسعد إنسانة في سان مارينو.. الفارس ألكسندر يعشقكِ بجنون.. يكفي بأنهُ اعترف لكِ بعشقه الكبير.. ما الذي يُحزنكِ صديقتي؟!.. أخبريني بصدق "

 

نظرت يولينا إلى وجهي بنظرات مهمومة وتنهدت بحزن قائلة

 

" أنا خائفة ليدي زايا.. خائفة جداً بأن يرفضني عندما يكتشف فعليا بأنه تسَرعَ بطلب يدي.. وخائفة بأن يستفيق بعد فوات الأوان على الفارق الاجتماعي بيننا والذي هو كبير جدا.. أنا لستُ مناسبة له.. هو من طبقة أرستقراطية بينما أنا من عامة الشعب وفقيرة.. ربما هو يشعر بالندم حالياً على اعترافه بحبهُ لي!.. و.. وأظن بأنني تسرعت واعترفت له بمشاعري نحوه أيضا.. أعتقد من الأفضل لي أن أرحل و.. وأتركهُ... "

 

اتسعت عيناي بدهشة ثم عقدت حاجبي وقلتُ لها بنبرة مُعاتبة

 

" هل جُننتِ يولينا؟... ألكسندر من المستحيل أن يندم.. هو يحُبكِ افهمي ذلك جيداً.. ألكسندر يعشقُكِ بجنون.. كيف تريدين الرحيل وتركه؟!!.. من الأفضل لكِ أن تنسي هذه التفاهات فلا أريد أن أغضب منكِ أكثر.. ثم هو لن يجد من هي أفضل منكِ و أجمل منكِ و... "



قاطعتني يولينا قائلة بحزن وهي تقف

 

" لا ليدي زايا.. لقد تعبت من كثرة التفكير.. أنا لستُ مناسبة أبدا للفارس ألكسندر.. إن كنتِ فعلا تُحبينني لا تمنعيني إن حاولتُ الهروب قريبا من هنا.. فقط كوني بجانبي ولا تمنعيني.. سأترك توماسو برفقتكِ أريد أن أبقى قليلا في غرفتي وأفكر ماليا "

 

وذهبت يولينا راكضة وخرجت من غرفتي حتى دون أن تسمع جوابي لها.. تنهدت بحزن وأنا أفكر بينما كنتُ أُراقب توماسو.. مسكينة يولينا أتمنى أن تفهم قريبا كم ألكسندر يُحبها...

 

في المساء خرجت من غرفتي برفقة توم الصغير وأنا أبتسم بسعادة وأمسك بيده ونتجه إلى الأسفل..

 

" زايا... "

 

توقفت عن السير وتجمد جسدي وارتعشت يدي الممسكة بيد توماسو لدى سماعي لصوت لورينزو ينده باسمي بغيظ.. تأففت بضيق والتفت لأرى لورينزو يقف خلفي وهو يتأملني بنظرات كارهة وغاضبة..

 

مؤسف حقا بأنه أخي.. فكرت بحزن وتابعت النزول على السلالم دون أن أعيره أي اهتمام لكنه أمسك بيدي وجمدني وقال لي بصوتٍ هامس غاضب و حاقد

 

" توقفي أيتها الغبية.. أريدُ التكلم معكِ "

 

نفضت يدي بقرف بعيدا عن ملمس يده ونظرت إليه بكُره وقلتُ له بحدة

 

" ماذا تُريد لورينزو؟!.. أن على عجلة من أمري.. تكلم "

 

ابتسم بخبث وقال بهمس

" أريد المزيد من العمُلات الذهبية و... "

 

قاطعتهُ قائلة بصدمة

 

" تريد المزيد؟!.. لكنني أعطيتُك أكثر من ألف قطعة ذهبية خلال خمسة أيام فقط.. ثم في الأمس نيكولاس اكتشف بأن هناك أربعة صناديق اختفت من مكتبه وهو يبحث عن السارق الآن.. لقد افتعل فضيحة في الأمس وهو يبحث عن السارق.. زوجي لديه شكوك بأن السارق هو فرد من الخدم أو الحُراس.. وأنا لا أستطيع الذهاب إلى مكتبه وسرقة المزيد من أجلك سوف تنتابه الشكوك لـ  نيكولاس عني "

 

ابتسم تلك الابتسامة الشريرة وقال بحقد

" لا يهمني أمره وأمركِ.. أريدُ المزيد وأنتِ عليكِ بجلبها لي.. وإلا.... "

 

نظرت إليه بأسف ثم أحكمت إمساك يد توماسو وتابعت النزول وأنا أقول له بقرف

" لا لورينزو.. لن أجلب لك المزيد.. انسى الأمر.. عليك أن تكتفي بما استطعت جلبهُ لك "

 

تبعني لورينزو على السلالم وقال بهمس وبتهديد

 

" اسمعيني جيدا أيتُها اللقيطة وابنة الزنى.. عليكِ بطاعتي وفعل ما أُمليه عليكِ.. سوف تجلبين لي المزيد من العمُلات الذهبية وإلا أخبرت زوجكِ الفارس العظيم بأنكِ مُجرد عاهرة وبأنني وجدتُكِ تمارسين الجنس مع حارسه في غرفة نومه وعلى سريره "

 

اشتعل الغضب بداخلي وكم أردت قتلهُ بنفسي في هذه اللحظات وبكلتا يداي حتى أنتقم لوالدي ولابن عمي بلاكيوس.. لم أتخيل أبدا بأن يكون شقيقي حقير ونذل إلى هذه الدرجة.. أتمنى أن تنجح خطة نيكولاس الليلة ويُريحني من لورينزو وشرهُ إلى الأبد..

 

" لا تعني لا.. افهم ذلك "

 

همست له بكُره عندما وصلت إلى أسفل السلالم

" هههه.. لاااااا شقيقتي العزيزة.. سوف تفعلين وإلا فضحتكِ أمام الجميع الليلة "

 

سمعتهُ يهمس بتلك الكلمات بحقد وقبل أن أُجيبه رأيت يولينا تقف أمامي برفقة فتاة جميلة جدا تمتلك شعر أحمر ناري رائع.. سحب توماسو يدهُ من قبضتي وركض نحو تلك المرأة وهو يهتف بسعادة

 

"  مامااااااااااا.. ماماااااااااااااااااا أدليناااااااااا... "

 

وهنا علمت فورا بأن تلك المرأة هي والدة توماسو وشقيقة يولينا.. وأردت أن أُلهي لورينزو عنهما فورا.. لذلك التفت إلى الخلف نحوه وقلتُ له بسرعة

 

" حسنا سأفعل.. لكن ليس الآن في منتصف الليل سأتسلل من الحفلة وأجلب لك المزيد من العملات الذهبية "

 

تجمد جسدي عندما رأيت يولينا تهرب هي وتلك المرأة برفقة توماسو.. عرفت فورا بذلك إذ كان واضحا لي بأنهما كانا يتسللان ويركضان بخوف... تبا لقد فعلتها يولينا.. همست بداخلي بقهر ولكن اتسعت عيناي برعب عندما رأيت نيكولاس يركض خلفهم.. يا إلهي لقد عرف؟!..

 

نظرت إلى لورينزو وقلتُ له بسرعة قبل أن أستدير وألحق بـ نيكولاس

" سأجلب لك الكثير صدقني.. أراك لاحقا "

 

ركضت بسرعة ولم أعِر أهمية لنظرات لورينزو المستغربة.. رأيت نيكولاس يمسك بلجام حصانه وقبل أن يقفز على ظهره هتفت له بقوة

 

" نيكولاس انتظر حبيبي " 

أدار رأسه ناحيتي وحدق بوجهي بذهول.. ركضت ووقفت أمامه وأمسكت بيده اليمنى وقلتُ له برجاء

 

" لا تفعل أرجوك.. "

 

كان غاضب.. استطعت أن أرى بوضوح الغضب يشتعل في عينيه الزرقاوين.. صك على أسنانه وقال بحدة

 

" لا تتدخلي زايا.. لقد هربت الغبية برفقة شقيقتها و توماسو.. بلاكيوس سوف يقتُلها إن عرف بذلك "

 

هززت رأسي رفضا وقلتُ له

 

" دعهم يرحلون.. يوم يومين بالكثير ثلاثة وسوف يجدهم بلاكيوس.. اسمح لهم بالذهاب لعدة أيام.. يولينا تحتاج لهذه الأيام حتى تُفكر ماليا.. أما شقيقتها تحتاج لتكون مع ابنها.. و توماسو يحتاج لأمه.. دعهم أرجوك.. من أجل طفلنا أرجوك.. من أجل طفلنا اسمح لهم ببعض من الراحة "

 

حدق نيكولاس بعجز إلى عيناي وهمس قائلا بحزن

" زايا.. أنتِ لا تعلمين ما الذي تطلبينهُ مني الآن؟.. سأخون بلاكيوس إن فعلت.. أنتِ لا تفهمين ما سيحـــ.. "

 

قاطعتهُ قائلة بتوسل وأنا أضغط على يده

 

" لا حبيبي.. أنتَ لن تخون صديقك إن سمحت لتلك المسكينة بأن تبقى برفقة ابنها لعدة أيام.. من أجلي ومن أجل طفلنا أرجوك لا تُعيدهم إلى هنا.. بلاكيوس سيجدهم قريبا.. بضعة أيام بمفردهم لن تضر "

 

أغمض عينيه بشدّة ثم تنهد بقوة وفتحها وحدق بوجهي برقة قائلا

 

" أحبُكِ زايا.. من أجلكِ ومن أجل طفلنا سوف أفعل ما طلبتِ مني.. ثم أنا وعدت نفسي بمساعدة تلك المسكينة أدلينا.. ومعكِ حق بلاك سيجدها بسرعة.. لكن يجب أن أتأكد بنفسي بأنهم بخير أولا ثم سأعود إلى هنا.. انتظريني في قاعة الاحتفال ولا تُخبري بلاك بما حصل.. وان سألكِ عني أخبريه بحجة مقنعة لحين عودتي "

 

تنهدت براحة وأحنى نيكولاس وجهه وطبع قبلة سريعة وخاطفة على شفتاي وصعد على ظهر حصانه وذهب باتجاه بوابة القلعة..

 

دخلت إلى القلعة وتحديدا إلى قاعة الاحتفال الضخمة وحاولت أن أتحاشى رؤية بلاكيوس و ألكسندر لكي لا يسألوني عن نيكولاس.. لكن عندما تأخر كثيرا بدأت أشعر بالقلق.. وحاولت البحث عن نيكولاس لكن لا أثر له في أي مكان.. شعرت بالخوف وعندما رأيت بلاكيوس يتجه نحوي حاولت التماسك لكنني قررت أن أسألهُ إن رأى نيكولاس..

 

وعندما فعلت رأيت برعب القلق يرتسم على معالم وجه بلاكيوس ثم تنهدت براحة عندما رأيت حبيبي نيكولاس يقترب نحونا.. لقد أتى أخيرا و بمفرده.. وهنا علمت بأنهُ فعلا سمح لـ يولينا وشيقتها بالهروب...

 

 

بلاكيوس***

 

ابتسمت بمكر وأنا أنظر بسعادة إلى البارون فنتو فاسيلي يقترب نحونا وبرفقته زوجته الصغيرة.. ابتسمت بسخرية بينما كنتُ أنظر إلى فيرلا بنظرات باردة.. حان الوقت للمحاسبة.. بدأ المرح....


ثم نظرت بحدة إلى لورينزو ورأيت وجهه شاحب ويديه ترتعش بقوة


رواية الكونت - فصل 30 - ليلة المُحاسبة

 

اقترب البارون فنتو ووقف أمامي وهو يبتسم بسعادة ورفع يده وصافحني بقوة قائلا

" كونت بلاكيوس.. كيف حالك صديقي العزيز.. لقد مر وقت طويل منذ آخر مرّة التقينا بها.. كنتُ أنتظر هذا اللقاء بفارغ الصبر "

 

ابتسمت له بوسع ثم صافحت  زوجته الصغيرة وقبلت يدها باحترام.. فصديقي فنتو أصبح أرمل منذ سنوات لكنه تزوج أنيا منذ سنتين و فيرلا تكرهها بشدة ولم تعُد ترغب بالبقاء في قصر والدها بسبب زوجتهِ الصغيرة.. لكن ليدي أنيا فعلا أحبت البارون ولم تتزوجه بسبب ثروته ومكانته...

 

وهنا رفعت صوتي عمدا حتى يسمع جميع الضيوف حديثي وأجذب انتباههم

 

" بارون فنتو.. أنا جدا سعيد لأنك أتيت.. من المستحيل أن تتم خطبتي على ابنتك الوحيدة ولا تأتي لحضور الحفلة.. لذلك أرسلت لك برقية حتى تأتي وأجعلها مفاجأة لزوجتي المستقبلية "

 

ابتسم فنتو بسعادة ونظر إلى ابنته قائلا

 

" بالطبع كونت بلاكيوس فأنا من المستحيل أن أُفوت حفلة خطوبة ابنتي الوحيدة على أعز صديقٍ لي.. ثم أنا اشتقت كثيرا لابنتي فيرلا فلم أراها منذ أكثر من سنة... "

 

سعلت فيرلا بقوة وهي تُحدق إلى وجه والدها بفزع ثم إلى وجهي برعبٍ شديد.. ابتسمت بسخرية ثم ادعيت الدهشة ورفعت صوتي قائلا

 

" كيف ذلك؟.. فكما فهمت من فيرلا بأنها كانت في قصرك أثناء اختفائي ولكن عندما علمت بعودتي أتت إلى قلعتي بأسرع وقت "

 

وقف الضيوف حولنا يُحدقون بنا بفضول ورأيت بطرف عيني اليسرى لورينزو يرتعش من هول الصدمة والرعب و فيرلا الشاحبة كانت أكثر منهُ رُعبا.. حدق فنتو بابنته بغضبٍ بارد وهنا قالت أنيا زوجته بنبرة جادة

 

" معلوماتك غير صحيحة سيدي الكونت.. أنا و زوجي لم نرى فيرلا منذُ أكثر من سنة عندما رافقتك وأتت إلى قلعتك كضيفة لديك.. ولم نتلقى منها أي رسالة لتخبرنا عن إختفائك بل إكتشفنا الخبر من أصدقاء لنا "

 

ثم ابتسمت بمكر وتابعت قائلة

" فيرلا عزيزتي أين كنتِ كل هذه الفترة؟ "

 

ارتعشت فيرلا بقوة وهي تنظر إلى وجه والدها الغاضب ولدهشتي اقترب لورينزو ووقف أمامنا وقال بصوتٍ مهزوز

 

" بلاكيوس.. أظن بأنه قد حان الوقت حتى تُعلن خطوبتك على ليدي فيرلا وتبدأ الحفلة "

 

وهنا حانت اللحظة الحاسمة.. اللحظة الحاسمة للإعلان عن الحقيقة.. نظرت نحو نيكولاس و ألكسندر وأشرت لهما بعينيّ حتى يتحركا وفورا رأيتهما يُشيران للجنود والحُراس ودون أن يشعُر أحد من الحضور حاوط الجنود الصالة والقلعة كما خططنا سابقا..

 

نظرت إلى لورينزو وابتسمت له ببراءة ثم حدقت بالجميع وقلت بصوتٍ مرتفع

 

" الليلة هي الليلة الحاسمة.. على الجميع أن يعرف حقيقة ما حدث لي وكيف اختفيت "

 

جحظ لورينزو عينيه برعب وتأملته بنظرات باردة لا حادة وتابعت قائلا بصوتٍ مُرتفع

 

" نعم لورينزو.. لقد تذكرت... تذكرت كل الماضي.. وتذكرت كيف قُمتَ بخيانتي مع فيرلا وأوهمتني بأن الطفل الذي تحملهُ في أحشائها هو طفلي.. وتذكرت كيف تبارزت معك وعفوت عنك وعن فيرلا.. وطبعا تذكرت ذلك الكمين.. تذكرت كيف قتلتَ جنودي وحاولت قتلي حتى ترثني.. وعندما عرفت بأنني عُدت إلى قلعتي لكن فاقد ذاكرتي قررتَ مُجدداً الغدر بي أنتَ و فيرلا "

 

نظرت إلى البارون فنتو والذي كان ينظر بصدمة كبيرة إلى ابنته وقلتُ له

 

" للأسف صديقي ابنتك ليست شريفة.. أرادت الزواج بي وقتلي حتى ترث كل أملاكي.. غدرت بي وأوهمتني بأنها حامل مني لكنها طبعا ليست حامل مني بل من ابن عمي لورينزو.. واتفقت معه على قتلي بعد أن كشفت مُخططاتهم.. لكن القدر قال كلمتهُ هنا والله حماني منهما ومن شرهم وطمعهم.. "

 

صدحت شهقات المُندهشة من الضيوف وكانت فيرلا تبكي وتنتحب بقوة لكني لم أكترث لها ولم أكترث حتى بالنظر إليها بل تابعت التحديق بـ فنتو الجامد بذهول أمامي والذي وجهه أصبح أحمر كالدم بسبب الغضب وتابعت قائلا

 

" عفوت عنها سابقا لأنها حامل.. أما الآن فلن أفعل.. لكن من أجل صداقتنا سوف أترُك لك حرية اختيار عقابها بنفسك.. أتمنى أن تأخذها من قلعتي ومن خارج سان مارينو وإيطاليا كلها لأنني لا أرغب برؤيتها مجددا في بلدي وفي أملاكي "

 

اقترب فنتو وحدق بـ فيرلا بغضبٍ كبير ورفع يدهُ عاليا وهوت بعنف على خدها.. صرخت فيرلا بقوة ولكن صرختها ارتفعت أكثر عندما أمسك والدها بمعصمها وقال لها بغضبٍ مهول

 

" لقد تجاوزتِ الحدود ومرغتِ شرفي بالوحل.. لقد مرغتِ سمعتنا وشرفي وشرفكِ بالوحل أيتُها الفاسقة.. ومن أجل من؟!.. "

 

نظر بقرف إلى لورينزو وتابع قائلا بغضبٍ جنوني

 

" من أجل هذا الخسيس.. من أجل هذا القذر أصبحتِ قاتلة وعديمة الشرف!... أنا لم يعُد لدي ابنة منذ هذه اللحظة.. أنا أتبرأ منكِ أيتها العاهرة وأمام الجميع "

 

ثم حدق إلى وجهي باعتذار وقال

" آسف كونت بلاكيوس.. لم يكن لدي أدنى فكرة عن ما فعلته.. لكن أعدُك بأنني سوف أغسل عاري بيدي "

 

ثم نظر إلى فيرلا المنهارة وقال أمام الجميع

" عندما تلدين طفلك سوف يتم قطع رأسكِ في قريتي حتى أغسل العار الذي جلبتهِ على نفسكِ وعلى عائلتي "

 

" لا لا لا لا لا لا أبي سامحني أرجوكككككككك... لورينزو ساعدني أرجوكككككك.... "

 

صرخت فيرلا برعب عندما أمسكها فنتو من شعرها وجذبها بعنف خلفه ثم أشار لحُراسه بالاقتراب وأمرهم بأخذ فيرلا إلى عربته.. ثم استدار ونظر إليّ بأسف قائلا

 

" أتمنى أن لا أخسر صداقتك كونت بلاكيوس.. لقد كان والدك المرحوم أعز صديقٍ لي.. ثم بعد وفاته أصبحتَ بمثابة ابن لي.. سوف أُحاسبها كما وعدتُك ولك وعد شرف مني بذلك "

 

ثم أحنى لي رأسه أمام الجميع ورفعه وأمسك بيد زوجته وغادر قلعتي.. شهق جميع الحضور بدهشة لكني لم أهتم بل نظرت إلى لورينزو.. ذلك الجبان لم يُحرك ساكنا ليحمي فيرلا من والدها.. ثم اقترب نيكولاس وخلفه حارسين يحملون أربعة صناديق خشبية.. وقف نيكولاس وحدق بوجه لورينزو بقرف وقال أمام الجميع

 

" لقد فقدت أربعة صناديق ممتلئة بالعُملات الذهبية.. وللصدف العجيبة أين وجدناها؟!.. في غرفة لورينزو.. "

 

شهق لورينزو بصدمة وحدق باتجاه زايا بكره وبدأ جميع الضيوف يتهامسون وهم ينظرون إليه بكُره و باشمئزاز لكن نيكولاس هتف بوجههِ بغضب قائلا

 

" لقد قُمتَ بسرقتي أيضا.. أنتَ لست سوى سارق ملعون وقاتل حقير "

 

انتفض لورينزو بقوة وهتف بغضب

" زوجتك العاهرة هي من سرقتهم وخبأتهم في غرفتي و... آااااااااااه "

 

تأوه بقوة في النهاية عندما لكمه نيكولاس بعنف على وجهه صارخا بغضب

" إياك أن تنعت زوجتي بتلك الألفاظ المقرفة مثلك.. زايا هي شقيقتُك أيها القذر.. مؤسف جدا بأن تكون زوجتي زايا شقيقة لرجل حقير مثلك.. "

 

شهق الجميع وبدأوا يتهامسون بين بعضهم وهم يحدقون بـ زايا و بـ لورينزو بذهولٍ كبير... ابتعد نيكولاس عنه وأمر حراسه بإعادة الصناديق إلى مكتبه..

 

ابتسمت بسخرية وكلمت ابن عمي بكُره

 

" نعم زايا ابنة عمي أندريا الغير شرعية سوف أعترف بها أمام الجميع الليلة.. وأنتَ لا تستحق بأن يكون لك شقيقة رائعة مثلها.. لقد عفوت عنك سابقا لكنك عُدتَ وغدرتَ بي وبشقيقتك أيضا.. لذلك.. "

 

لكن قبل أن أُكمل حديثي انتفض لورينزو بقوة وهتف بغضبٍ كبير وهو يسحب سلاحه من جيب سترته ويرفعهُ بوجهي


رواية الكونت - فصل 30 - ليلة المُحاسبة



ابتسم ابتسامة حاقدة وقال بكرهٍ كبير

 

" هي ليست شقيقتي ولن تكون أبداً.. هي مجرد لقيطة.. ابنة زنى.. وأنا أكرهها لحد اللعنة كما أكرهُك أيضا "

 

ثم نظر إلى زايا الباكية بحزن وبصمت وبصق على الأرض ثم حدق بوجهي وهتف بعنف

 

" كان يجب أن أقتُلك في ذلك اليوم.. لذلك سوف أقتلك الآن أيها الكريه.. عليك أن تموت والآن أمام الجميع "

 

صرخت النساء برعب وشهق الجميع بخوف ورأيت من بعيد ألكسندر و نيكولاس يركضان باتجاهنا بسرعة

 

" لاااااااااااااااااااااااااااا بلاكيوسسسسسسسسسس... "

 

سمعت بدهشة صرخة رومانو وقبل أن يُطلق لورينزو النار عليّ وقف رومانو أمامي ورأيت نيكولاس يركض ويجذب يد لورينزو اليسرى إلى الأسفل لكنه كان قد أطلق النار قبل أن يسحب نيكولاس من يده السلاح...

 

سمعت بذهول صوت الرصاصة وصرخة رومانو المتألمة

" آاااااااااااااااااااااااااااااااااعععععههههههه.. "

 

شهقت بقوة وبسرعة التقطت جسد رومانو قبل أن يسقط على الأرض وسمعت بحزن لورا تصرخ بجنون

" لااااااااااااااااااااااااااااااااااا.... لاااااااااااااااااااااااااااااااااا.. رومانوووووووووووووووووووو حبيبييييييييييييييي... "

 

و فبيانو صرخ بعنف وهو يركض باتجاهنا

" ابني رومانوووووووووووو.... "

 

وهلع الجميع وبدأت النساء تصرخ والرجال يحاولون تهدئتهم.. حضنت جسد رومانو ورأيت نيكولاس و ألكسندر يقفون أمامنا بينما لورا كانت تقف وهي تحتضن رومانو وتبكي بألم وبجانبها والدها فبيانو.. التفت إلى ناحية اليسار وبغضب أعمى بصيرتي رأيت لورينزو يحاول الهروب والخروج من القلعة

 

لكن الحُراس والجنود منعوه ووقفوا أمامه ورأيته يستدير ويركض صاعداً على السلالم لمحاولة الهروب..

 

" نيكولاس.. ألكسندر.. اهتما بـ رومانو ودعوا لورا ترى جرحه.. الرصاصة دخلت فخذه.. سوف يكون بخير.. بسرعةةةةةةةة تحركوااااااااا... "

 

وبسرعة اقترب نيكولاس و ألكسندر وأبعدوا فبيانو الباكي  و لورا عن رومانو وحملوا جسده وصعدا به إلى غرفته وتبعتهم لورا برفقة والدها.. وهنا ركضت خلف لورينزو وصرخت بأمر بأعلى صوتٍ أمتلكهُ للجنود

 

" لا تدعوا أحدا يخرج من القلعة.. ولن يقترب أحد من لورينزو "

 

أزلت سترتي ورميتها على الأريكة وركضت ثم سحبت سيف من أحد الجنود أمامي وتابعت الركض خلف ذلك الحقير.. رأيته يركض بين الغرف في الطابق الثاني وهتفت بعنف

 

" توقف لورينزو.. كُن رجلا لمرة واحدة في حياتك وتحمل مسؤولية أفعالك و واجهني كرجل "

 

توقف لورينزو عن الركض واستدار وحدق بوجهي ببرود

 

وقفت أمامه لا أبتعد عنه سوى عدة خطوات ورأيت لورينزو يتنفس بقوة وهو يحدق بي بكُرهٍ واضح ثم صرخ بقهر وبغضب أعمى بوجهي

 

" أنا رجل هل سمعت؟.. رجُل.. لطالما كرهتُك وتمنيت موتك.. أنا أكرهُك أيها الكونت العظيم.. أكرهُك منذ صغري.. لطالما أحبك والدي أندريا أكثر مني وكرهتُهُ بسبب ذلك.. سمعت؟.. لقد كرهت والدي لأنهُ أحبك أكثر مني.. الجميع أحبك أكثر مني.. وكرهتُك أكثر لأنك كنتَ ناجح في كل شيء.. كرهتُك وخططت كثيرا لموتك.. هاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهههه.... "

 

ضحك بهستيرية ثم عندما هدأ تابع قائلا لي بحقدٍ كبير

 

" وعندما سافرت إلى إسبانيا تبعتُك بعد عدة أشهر والتقيت بـ فيرلا.. يمكنك القول بأننا عشقنا بعضنا من النظرة الأولى وسلمتني نفسها بعد أسبوع فقط من تعارفنا.. واستمتعنا جدا بالتخطيط لكفية قتلك وسرقت كل ما تملكه.. أنتَ أغبى إنسان رأيتهُ في حياتي.. غبي لدرجة بأنك صدقت بأن فيرلا كانت عذراء وبأنك عاشرتها عندما كنتَ ثمل.. حتى وأنتَ ثمل لم توافق على مضاجعتها لأنك جبان ولستَ برجل.. ولحُسن الحظ لم تتذكر ما حدث عندما استيقظت في اليوم التالي وصدقتَ بغباء بأنك عاشرتها وأنها كانت عذراء.. وصدقت بغباء بأنها أصبحت حامل منك.. "

 

ثم قهقه بجنون وتابع قائلا

 

" قبل أن أموت سوف أقتلك بيدي.. لطالما حلمت بفعل ذلك بك يا ابن عمي الكونت.. والليلة سوف أُحقق حُلمي "

 

رغم معرفتي لمدى حقارته إلا أنني شعرت بغصة مؤلمة في صدري لسماعي بكل ما تفوه به الآن..  رفعت رأسي عالياً بشموخ ثم رفعت سيفي وتأملته بتحدي


رواية الكونت - فصل 30 - ليلة المُحاسبة


نظرت إليه ببرود قائلا

 

" مؤسف فعلا.. أنتَ من خسرني بسبب طمعهِ وحدقهِ الكبيرين.. لطالما اعتبرتُك بمثابة شقيقي واهتممت بك وحميتُك ولم أصدق الجميع وخاصةً أصدقائي عندما نبهوني حتى أحترس منك.. للأسف الجميع كانوا على حق وأنا كنتُ المخطئ.. كنتُ أخبرهم بأنك طيب وحنون ولم أرى مدى حقارتك إلا متأخرا.. وسامحتُك لكنك تخطيتَ حدودك وهذه المرة لن تجد الرحمة على يدي لورينزو "

 

قهقه لورينزو بقوة وعندما هدأ قال لي بحقد

" أرأيت كم أنتَ غبي.. غبي لدرجة اللعنة.. وضعيف.. ضعيف الشخصية.. والآن أصبحتُ أكرهُكَ أكثر من السابق.. لذلك تحضر لموتك الوشيك "

 

ركض وسحب سيف كان مُعلق على الحائط وهجم نحوي..

 

تتطلب المبارزة بالسيف الكثير من التركيز والدقة والسرعة.. وحيث إن الجسم بأكمله مستهدف ولأني مبارز ناجح وقوي يجب أن أكون قادرًا على التنبؤ والتوقع بحركات خصمي وصدها في الوقت المناسب وهنا تأهبت ورفعتُ يدي الممسكة بالسيف وبدأ القتال بيننا..

 

وجه لورينزو لي ضربة قوية من الأعلى وتصديتها بمهارة وقلتُ له باستخفاف

 

" لا يشتد عود الرجل حتى يبرع بالمبارزة بالسيف.. ولا تكتمل فروسية الفارس حتى يتقن فنونها.. وأنتَ في حياتك كلها لم تتقن فنون المبارزة أو الفروسية لورينزو.. ثم الطيبة والحنان هما مصدر قوتي وليس ضعفي "

 

صرخ بعنف ووجه لي ضربة قوية وتصديتُها من جديد.. كان رأسي مرفوع بشموخ والظهر والحوض على خط مستقيم واحد.. وجهتُ نظرة أمامية على الخصم وبقبضة قوية وصحيحة على سيفي بدأتُ أوجه لـ لورينزو ضربة تلو الأخرى وهو يحاول جاهدا تفاديها وصدها..

 

كانت حركتي أسرع و لياقتي أعلى و تركيزي أكثر والأهم أن قوتي أكبر.. لورينزو بدأ يرتعد من الخوف...

 

" سوف يتم دفنك خارج حدود سان مارينو.. لأنني لن أسمح أبدا بأن يتم دفنك بجانب والدك فأنتَ لا تستحق هذا الشرف "

 

ضحك لورينزو بشر والتف حول نفسه وتقدم خطوتين لينزل بسيفه على صدري لكنني رفعت سيفي بسرعة وصيدت الضربة بإتقان وبمهارة ورفعت سيفه للأعلى بردة فعل سريعة لكنه سحب سيفه بسرعة وهوى به نحو كتفي بضربة يسارية لكنني تصديت لها مجددا بسيفي

 

تراجع عدة خطوات إلى الخلف وأمسك سيفه بكلتا يديه ووجه نصله إلى الأسفل ثم بدأ في الجري باتجاهي وهو يصرخ بجنون

" عليك أن تموت أيها الحقيرررررررررر... "

 

لكنني صديت ضربته وقلتُ له ببرود

" لن أموت على يديك لورينزو.. بل أنتَ الليلة من سيموت على يدي لأنك تستحق ذلك "

 

تراجع إلى الخلف ثم ركض بالاتجاه المعاكس وخرج الجبان من الغرفة.. ركضت خلفه ورأيت الجنود أمامنا وشاهدتهم  يركضون خلف لورينزو بسرعة.. وفورا هتفت بقوة وبأمر

 

" لا تلمسوه.. دعوه لي "

 

تجمدوا بأرضهم وأفسحوا الطريق بطاعة أمام لورينزو ليركض ذلك الأخير ويبدأ بالنزول عن السلالم.. تبعته وعندما وصلنا إلى الطابق الأول رأيته يتجه نحو باب القلعة وأشرت للجنود بالابتعاد وبعدم الاقتراب منه ونفذوا أمري بسرعة.. خرج لورينزو من القلعة وركض إلى وسط الساحة لكنه توقف عن الركض عندما رأى الجنود يحاوطون بوابة القلعة الخارجية من جميع الاتجاهات وخاصة سوار القلعة..

 

استدار ونظر إليّ بكره وهتف بجنون

 

" سأقتلك أيها الحقيررررررررررر... "

 

وركض مُسرعا باتجاهي..

 

توقفت جامدا وركزت بصري على كتفه وعنقه.. الكتفان هما من يُضربان لا اليدين إن أردت إضعاف العدو أما العنق إن أردت إنهائه بسرعة هذه النصيحة تعلمتُها من أبي عندما كان يعلمني فن المبارزة

 

لم أتحرك بل اكتفيت بموقفي الدفاعي.. الانتظار والترقب هما الحل الوحيد الناجح في هذه اللحظات الحاسمة لأنه عندما يرفع سيفه إلى الأعلى سيتضح لي اتجاه الضربة وهذا ما حصل.. اقترب لورينزو ورفع سيفه إلى الأعلى وهنا عرفت وأحكمت إمساك سيفي جيدا وتأهبت لكي أوجه لهُ ضربة سريعة مباغتة..

 

عرفت من طريقة قبضته على السيف بأنه سيوجه لي ضربة قوية وبأن اتجاهها سوف يكون في المنتصف أي في نصف صدري وجاءت اللحظة الحاسمة هوى لورينزو بالسيف نحوي وبسرعة رفعت سيفي وضربت سيفه بسيفي وتغيّر مسار سيفه إلى الجهة اليسرى ومن قوة ضربتي طار سيفه إلى البعيد وسقط أمام أقادم ألكسندر...

 

تجمد لورينزو أمامي وهو يحدق بوجهي بفزع.. وهمس قائلا بتوسُل

" ارحمني بلاكيوس.. لا تقتلني أرجوك.. أنا ابن عمك أندريا.. لأجله لا تقتلني... "

 

ابتسمت بسخرية وأنا أقترب منه ووقفت أمامه بعيدا عنه بخطوة واحدة فقط وقلتُ له بنبرة جامدة

" من أجل عمي سوف أقتُلك.. وهذه من أجله.. "

 

رفعت سيفي وغرستهُ بعمق في معدة لورينزو.. جحظ عينيه وحدق بوجهي بذهول وهو يتأوه بألم ويرتعش.. سحبت سيفي ثم غرستهُ مجددا في معدته وقلتُ له بحدة

 

" وهذه من أجل جوفانا.. هل تتذكرُها؟!.. الفتاة المسكينة التي اغتصبتها ورميتها وأصبحت حامل منك؟ "

 

تأوه بقوة ورأيت الدماء تسيل من ركن فمه لكنني لم أهتم بل سحبت سيفي ثم غرستهُ مجددا في معدته وقلتُ له بغضبٍ شديد

 

" وهذه من أجل توماسو.. توماسو ابنُك من جوفانا.. ابنك الذي لم تسأل عنه ولو لمرة واحدة حتى تعلم مصيرهُ ومصير والدته "

 

توسع بؤبؤ عينيه بصدمة وشهق بقوة ورأيت عينيه تذرف الدموع وهو يصدر أنين متألم.. سحبت السيف وقبل أن أقطع له رأسه سمعت نيكولاس يصرخ بعنف

 

" وهذه من أجل زوجتي زايا ومن أجل صديقي الكونت بلاكيوس ويتلي "

 

التفت إلى الخلف ورأيت بذهول نيكولاس يقف وهو يحمل قوس النشاب بيديه


رواية الكونت - فصل 30 - ليلة المُحاسبة



وهتف نيكولاس مجددا بعنف

 

" الموت قليلٌ عليك بسبب ما فعلته بصديقي أيها النجس الحقير "

 

وأطلق نيكولاس السهم لأتبع مساره بذهول وأراه يدخل من أذن لورينزو اليمنى ويخرج رأس السهم من أذنه اليسرى... سقط لورينزو جاثيا على قدميه أمامي ثم سقط جسده على الأرض جثة هامدة.. نظرت إليه بجمود ولكن رغم كل ما فعلهُ بي إلا أنني تألمت لرؤيتي له بذلك المنظر.. أشحت نظراتي إلى البعيد وأمرت الجنود

 

" خذوا جثمانه وادفنوه خارج حدود سان مارينو.. ولا أريدُ أن أعلم أين تم دفنه "

 

وفورا ركض بعض من الجنود وحملوا لورينزو وأخرجوه من القلعة.. استدرت ورأيت جميع الضيوف يقفون أمام باب القلعة.. أخذت نفسا عميقا وزفرته بهدوء وقلتُ لهم

 

" كان يجب أن يعلم الجميع حقيقة لورينزو.. لقد تم تحقيق العدالة في حقه.. والأفضل أن لا يتم ذكره أمامي مجددا "

 

ثم حدقت بالجميع بسعادة وقلتُ لهم

" والأن أريدُ أن أُعلن خبر جدا هام بالنسبة لي أمامكم جميعا "

 

نظرت نحو القلعة ثم نحو نيكولاس ورأيت بحزن زايا تقف أمامه وهي تبكي بصمت.. تنهدت بقوة ثم سألت نيكولاس

 

" نيكولاس.. هل يمكنك جلب أدلينا و توماسو إلى هنا.. أريدهما هنا بجانبي حتى أُعلن النبأ السعيد "

 

وفورا رأيتهُ يتجمد ووجهه تغيرت ملامحه وبسرعة أشاح نظراتهِ إلى الأسفل وأخفض رأسه قليلا ولم يمتثل لما طلبتُ منه...

 

 

خفق ونبض عرقي الأساسي في عنقي ناحية القلب ونفر بقوة.. وأحسست بنبضة قوية ومفاجئة في قلبي وتسارعت نبضاته شيئا فشيئا حتى كاد قلبي أن يخترق قفصي الصدري.. وتسارعت أنفاسي بينما كنتُ أقترب ببطء نحوه لأقف أمامه.. حدقت بوجهه المنخفض وأنا أتوسل بداخلي بأن لا يكون ما أفكر به حد حصل.. بلعت ريقي بصعوبة وسألت نيكولاس بصوتٍ مرتجف

 

" نيكولاس.. أين هي أدلينا؟!.. أجبني؟.. أين هي؟ "

 

أغمض عينيه بشدّة ولزم الصمت وهنا تجمدت روحي وتأكدت.. لقد فعلها.. ودون أي تردد أمسكتهُ من ياقة سترته وجذبته بعنف نحوي وهتفت بجنون بوجهه

 

" أين هي أدلينااااااااااااااا؟!!... أين هي زوجتي.. أين زوجتي وابني؟.. تكلم حالااااااااااااااااااااااااا... "

 

شهق الجميع بصدمة ورأيت ألكسندر يُحدق برعب بوجهي ثم بوجه نيكولاس ثم بوجهي ورأيت نيكولاس يرفع رأسه وحدق بوجهي بصدمة كبيرة هامسا بذهول وقد شحب وجهه كالأموات

 

" زوجتُك؟!.. تزوجتَ من أدلينا مديشي؟!.. لكن.. لكن كيف ومتى؟!... "

 

جذبتهُ أكثر نحوي وهتفت بجنون بوجهه

" أين هي زوجتي نيكولاس؟!!.. أين هي زوجتي وأم أطفالي؟.. تكلم فورااااااااااااا؟!... "

 

" أطفالك؟!.. "

 

هذه المرة همس ألكسندر بذهول وسمعت شهقات الجميع المندهشة.. وهنا اقتربت زايا ورفعت يدها اليمنى ووضعتها فوق يدي الممسكة بياقة نيكولاس وقالت ببكاء

 

" بلاكيوس اهدأ أرجوك.. نيكولاس لا ذنب له.. أنا السبب.. أنا الملامة هنا.. لقد أراد نيكولاس أن يذهب ويوقف يولينا و أدلينا و توماسو عندما شاهدهم يهربون لكنني منعته.. أنا السبب.. لقد.. لقد ظننت بحماقة بأن من الأنسب أن نترك أدلينا برفقة ابنها ليوم أو يومين... لم نكن نعلم بأنها حامل منك وبأنك تزوجتها و... "


لم أستطع تحمل ما سمعته وهتفت بغضب أعمى بصيرتي

 

" يكفيييييييييي.. لا تتدخلي زايا.. لقد خانني.. لقد سمح لزوجتي بالهروب وهي حامل مني.. سمح لها أن تبتعد عني مع ابني توماسو.. إنها زوجتي وهي حامل مني "

 

رميته بعنف إلى الخلف ليتراجع عدة خطوات إلى الخلف وهو يُحدق بوجهي بندم و بألم كبيرين.. وهنا سمعت ألكسندر يهتف بصدمة

 

" لا لا لا لا لا!!.. لاااااااااا.. ماذا فعلت نيكولاس؟!.. كيف استطعت فعل ذلك بالكونت وبي؟!!.. "

 

ثم هز رأسه رفضا بقوة وهمس برعب

" لاااااااااااااااااااا.. يوليناااااااااااااا... "

 

وركض مُسرعا داخلا إلى القلعة وهو يهتف باسم يولينا بلوعة.. وهنا تملكني الغضب الكاسح وكان قد أعمى بصيرتي.. أحسست بالدّم يتدفّق في عروقي ساخنا هائجا وتصاعد لهيبه حتّى شعرت وكأنّه يحرق روحي.. نظرت إليه بتهديد وزادت عصبيتي وارتفع صوتي بوجهه وأنا أصرخ بجنون قبل أن أهجم عليه

 

" سأقتلك "

 

لكن قبل أن أصل إليه تجمدت فجأة عندما وقفت زايا أمامي وهي تبكي برعب وتوسلت قائلة بحرقة و برجاء

 

" لاااااااااااا بلاكيوس أرجوكككككككككك.. لا تقتله.. أقتلني أنااااااااااا.. أنا المذنبة وليس هو.. سامحني أرجوك.. سوف يجدها نيكولاس ويُعيدها لك.. أرجوك لا تقتله بسببي.. أرجوك... "

 

كنتُ أتنفس بسرعةٍ مخيفة وأنا أُحدق بوجهها بغضب.. لم أستطع النظر إلى وجه نيكولاس لكي لا أغير رأيي وأقتله.. فقلتُ لها بقهر وبوجعٍ رهيب أحرق روحي

 

" لقد أبعد زوجتي الحامل عني وتركها تهرب برفقة ابني توماسو.. هذه المرة الأخيرة التي سأعفو بها عنه من أجلكِ فقط.. لكن عليه أن يذهب حالا ويُعيد إليّ زوجتي.. لا أريد رؤية وجهه حتى يُعيد لي حبيبة قلبي.. "

 

استدرت وهتفت بأمر للجنود

" ابتعدوا وافتحوا بوابة القلعة حالاااااااااااا "

 

ركضت بسرعة نحو الإسطبل وركبت على ظهر بلاكي وبسرعة خرجت من القلعة دون أن أهتم لأحد وذهبت لكي أبحث عن زوجتي أدلينا.. كنتُ جدا غاضب.. غاضب منها ومن نيكولاس.. لقد أخفقت جدا هذه المرة أدلينا ولن أسامحها لأنها هربت مني.. سوف أجعلها تندم لأنها هربت..

 

سمعت حوافر أحصنة كثيرة خلفي.. التفت إلى الخلف ورأيت عدد كبير من الجنود يتبعوني بقيادة ألكسندر.. عُدت ونظرت إلى الأمام وأنا أتوعد بغضبٍ كاسح بالجحيم لزوجتي...

 

بحثت عنها بجنون.. بحثت عنها في كامل أنحاء سان مارينو والقُرى المجاورة لأربعة أيام مؤلمة.. كنتُ أحترق بنار العذاب والخوف عليها.. كنتُ مثل المجنون أبحث عنها في كل ركن وفي كل منزل وغابة.. لقد رحلت.. تركتني ورحلت..

 

كنتُ أبحث عنها كالمجنون في كل مكان وعلى مدار الساعة ولم أستريح إلا في ساعات الفجر الأولى.. بالكاد كنتُ أنام ساعتين فقط حتى أستيقظ وأرتدي ملابسي وأعود للبحث عنها.. جندتُ جميع جنودي وحراسي للبحث عنها لكن لا أثر لها في أي مكان..

 

وبعد مرور أسبوع على اختفائها بدأت أفقد الأمل بإيجادها.. شعرت بأنني سأنهار إن لم أجدها وفكرت كثيرا أين يمكن أن تكون قد هربت برفقة شقيقتها وأمها كارين و توماسو.. لكني لم أجد الجواب المناسب أبدا.. لذلك قررت أن أعود إلى القلعة وأرى نيكولاس وإن استطاع إيجادها... لذلك أمرت جنودي بإعلام نيكولاس بأن ينتظرني في مكتبي لحين وصولي

 

دخلت إلى مكتبي ورأيت نيكولاس يجلس على الكرسي وهو يحدق بوجهي بحزن.. وعرفت بغصة بأنه لم يجدها أيضا.. مشيت بسرعة وأزلت سترتي ورميتها بإهمال على الأريكة ثم تقدمت وجلست على الكرسي خلف مكتبي.. أخذت نفسا عميقا وزفرته بقوة وحدقت بغضب إلى نيكولاس

 

 

تأملني بنظرات نادمة متألمة وقال بنبرة حزينة

 

" آسف بلاك.. لم أستطع إيجادها لك.. أنا لم أقصد أن أخونك.. لم أرد خيانتك صدقني.. لو عرفت بأنك تزوجتها عندما أخذتها إلى قصري وبأنها حامل منك لم أكن سأستمع إلى طلب زايا.. أعدُك لن أعود إلى القلعة إلا وهي برفقتي مع توماسو وعندها سوف أطلب منك أن تسامحني على الألم الذي تسببت لك به عن غير قصد.. لقد تكلمت مع الكاهن دون مارينو لكنه أنكر وحلف لي بأنه لا يعلم بمكانها.. أخبرني بأنه أعطى والدتها حصانه وعربته وذهبوا بعدها.. سأفعل المستحيل حتى أجدها وأُعيدها إليك بلاك.. أعدُك "

 

تنهدت بقوة ثم سألته دون أن أُجيب على ما قاله لي

" من غير الكاهن دون مارينو روزي قد يعلم بمكانها ويساعدنا على إيجاد زوجتي؟! "

 

فكر نيكولاس ثم هز رأسه بأسف قائلا

" لا أعرف أحدا غيره قد يساعدنا بإيجادها "

 

نظرت أمامي بتعاسة وفكرت بعذاب.. أين أنتِ حبيبتي؟!!.. أرجوكِ كوني بخير مع توم وطفلنا.. تنهدت بقوة وحاولت أن أفكر بمن يمكنه مساعدتي بإيجادها.. فجأة فتحت عيناي على وسعها ووقفت بسرعة وهتفت بسعادة قبل أن أخرج من مكتبي


" فابيو.. فابيو سوف يساعدني "

 

وركضت متجها نحو الزنزانات وقلبي يطرق بعنف.. كيف لم أفكر سابقا به؟!.. نعم فابيو قد يعلم إلى أين ذهبوا.. سوف أجد أدلينا أخيرا...

 

" بلاكيوس.. انتظرني.. ثم كيف لذلك الحقير أن يعلم بمكانهم وهو سجين لدينا منذ فترة؟!!.. بلاك توقف.. "

 

هتف نيكولاس خلفي وأشرت بيدي لحارس السجن حتى يقترب وقلتُ له بأمر

 

" افتح زنزانة فابيو ميديشي "

 

" حاضر سيدي الكونت "

 

أجابني بسرعة وأمسك بسلسلة المفاتيح وركض أمامي ووقف أمام زنزانة فابيو وفتحها.. دخلت إلى الزنزانة ودخل نيكولاس خلفي.. رأيت فابيو يجلس على السرير وهو يُحدق بالسقف بشرود.. التفت نحونا عندما دخلنا ورفع حاجبه بدهشة ثم استقام وجلس وقال بنبرة مندهشة

 

" ياه.. الكونت بلاكيوس ويتلي وفارسه النبيل نيكولاس في زنزانتي المتواضعة شخصيا!!.. لمن أدين بهذا الشرف العظيم؟!!... "

 

اقتربت منه وأمسكته من ياقة قميصه وجذبته بقوة ليقف أمامي وقلتُ له بغضب

" سوف تُخبرني الآن وفي الحال أين يمكن لزوجتي أدلينا ووالدتها و شقيقتها أن يهربوا و يختبئون؟ "

 

توسعت عينيه بذهول ثم ضحك بعنف وقال بسخرية

 

" تزوجتَ من ابنتي الملعونة إذا!!.. وهربت منك مع والدتها الحقيرة وشقيقتها الغبية!.. ههههههه.. من كان يتخيل بأن يكون صهري الكونت بلاكيوس ويتلي؟!.. ههههههه... كم أنا محظوظ "

 

اشتعل الغضب بداخلي وسحبته بقوة ناحية الحائط ليرتطم ظهره بعنف وصرخت بوجهه بجنون

" تكلم قبل أن أقتلك بكلتا يداي.. أين هربوا؟!.. أنا متأكد بأنك تعلم جيدا أين يختبئون حاليا.. تكلم؟.. أين هي زوجتي؟ "

 

ابتسم سخرية وهو يُحدق بتمعن بوجهي وهو يفكر.. لحظات قصيرة وأشرق وجهه وظهرت ابتسامة خبيثة على ثغره.. وهنا تأكدت بأنه عرف أين هي زوجتي حاليا.. وسمعته بدهشة وبوقاحة يُجيبُني

 

" حتى أتكلم عليك أن تبتعد عني أولا وتهدأ.. إن قتلتني لن تعلم أبدا أين هم حاليا سيدي الكونت "

 

" أيها الحقيرررررررر.. كيف تجرؤ على التكلم بهذه الطريقة مع الكونت؟.... "

 

هتف نيكولاس بغضب وركض وأراد سحب فابيو من بين يداي وضربه لكنني رفعت يدي بسرعة وأمسكت بمعصمه وقلتُ له بأمر

" اهدأ نيكولاس.. أنتَ لن تتدخل حتى أتفاهم معه وهذا أمر "

 

حدق نيكولاس بصدمة إلى وجهي وهمس باعتراض

" لكن بلاك هو... "

 

قاطعته قائلا بغصة

" أريدُ زوجتي نيكولاس.. أريدُ زوجتي وأطفالي "

 

نظر نيكولاس بأسف واعتذار إلى عيناي وانسحب مُبتعدا ليقف خلفي.. سمعت بغيظ فابيو يقهقه بمكر ورغما عني أزلت يدي عن ياقته وابتعدت خطوة إلى الخلف عنه وحدقت بوجهه ببرود وقلتُ له

 

" تكلم.. أين هي زوجتي؟!... "

 

عدل فابيو قميصه وحدق بخبث إلى وجهي وقال

" أحسنتَ سيدي الكونت.. هكذا سوف نتفاهم ونتفق "

 

ثم شملني بنظراتهِ من رأسي إلى أخمص قدماي صعودا إلى عيناي ليتابع متحدثا بابتسامة شيطانية

 

" بالمناسبة سيدي الكونت.. لديك ذوق رفيع و رائع في اختيار ملابسك.. ربما بدلة جديدة لي قد تفي بالغرض و.. وأريد حريتي.. عليك أن تعفو عني أولا وتخرجني من هنا.. حررني وسوف أرشدُك بنفسي إلى مكانها "

 

حدقت بوجهه بحده لتلتقي عيناي بعينيه اللتان تلمعان بتسلية وكأنه يستمتع بتعذيبي وقهري وإغضابي.. اصطكت أسناني بشدّة وسمعت نيكولاس يتحرك خلفي بتوتر وعلمت بأنه غاضب لحد اللعنة مثلي تماماً..

 

من أجل أدلينا سوف أتحمل ذلك اللعين.. من أجل أن أجدها لن أقتله وأريح البشرية منه.. ورغما عني قلتُ له

 

" أنتَ حُر منذ هذه اللحظة.. لك كامل الحرية بالخروج من هنا.. وهذه كلمة شرف مني ولن أعدل عنها.. لكن ليس قبل أن تُخبرني أين هي زوجتي "

 

شهق نيكولاس بقوة لكني لم أهتم ورأيت فابيو يبتسم بانتصار وحدق بوجهي ومباشرةً إلى عيناي وقال بانتصار

" أحسنتَ سيدي الكونت.. "

 

ثم ابتسم بمكر وقال ببرود و بكره وبثقة تامة

" أنا أعلم جيدا أين أخذتهم زوجتي الملعونة كارين.. بالطبع هربت وأخذت بناتي معها إلى قرية بييترابيرتوسا "

 

حدقت بوجهه بدهشة وهمست بذهول

" بييترابيرتوسا!!!.. لماذا ذهبوا إلى تلك القرية البعيدة؟!.. من لديهم هناك؟!... "

 

ابتسم بكُره مجددا وقال بقرف

" نعم.. إنهم هناك في قريبة بييترابيرتوسا.. "

 

ثم ابتسم بشرور قائلا

" لقد أخذتهم كارين إلى قصر والدها الحقير.. "

 

ثم همس بكرهٍ أكبر

" لقد عادت إلى قصر والدها اللورد رومين ديلا روفيري "

 

" ماذااااااااااااا؟!!!!... "

 

هتف نيكولاس بدهشة بينما أنا تجمدت مثل التمثال أنظر بصدمة كبيرة إلى فابيو.. كارين والدة زوجتي هي ابنة اللورد رومين ديلا روفيري؟!!!!!......


انتهى الفصل




انتقل إلى الفصل 31 ᐸ









فصول ذات الصلة
رواية الكونت

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©