رواية الكونت - فصل 33 - زوجتي
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. البارت روعة تسلم أناملك على الإبداع 👏🏻😘😘

    ردحذف
  2. من التي اغمي عليها ومن الذي قال مرحبا زوجتي هل هي ادلينا ام امها نهاية مربكة للبارت لكن مشوقة فعلا ... انت مبدعة

    ردحذف
  3. تسلم أيدك متحمسه اوي للبارت الجديد🤍🤍🤍🔥

    ردحذف
    الردود
    1. 💖💖💖💖اللّه يسلمك يا قلبي💖💖💖💖

      حذف
  4. 🌹🌹💘💘💘💘💘💕💕💕💕🥀🥀🥀🥀

    ردحذف
    الردود
    1. 💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖

      حذف
  5. الردود
    1. 💗💗💗💗💗💗💗💗💗💗💗💗 شكرااااااااااااااااااا💗💗💗💗💗💗💗💗💗💗💗💗

      حذف
  6. البارت حلو كتير ❤️❤️

    ردحذف
  7. البارت خطير جناااان 💕💕
    في انتظارك حمااااااس

    ردحذف
  8. البارت حلو كتير👏👏

    ردحذف
    الردود
    1. 💖😍💖😍💖شكراااااااااا😍💖😍💖😍

      حذف
  9. تجنن الله عليكى يا مبدعه

    ردحذف
  10. البارت رووووووعه 💝💞💝💞💝💞💝💞💞💝💞💞💝تسلم إيدك ياروحي ♥️😘😂😘♥️😘♥️😘♥️😘♥️😘♥️😘♥️😘♥️

    ردحذف
    الردود
    1. 💓💖💓💖💓💖💓💖💓💖💓حبيبتي شكراااااااااااااا💖💓💖💓💖💓💖💓💖💓💖

      حذف
  11. البارت رائع جدا 💕

    ردحذف
  12. 💓💖شكرااااااااااااا💓💖

    ردحذف

رواية الكونت - فصل 33 - زوجتي

 

رواية الكونت - فصل 33 - زوجتي



زوجتي






بلاكيوس**



في الصباح وقفت أمام المرآة ونظرت بعنفوان إلى انعكاس صورتي بها وقمتُ بإغلاق أزرار سترة بدلتي الرسمية.. هذه البدلة كنتُ قد قررت بأن أرتديها اليوم قبل أن أذهب لجلب زوجتي.. على اللورد رومين أن يُسلمني أدلينا وإلا أحرقت الأرض والقصر به..

 

وقفت بشموخ وابتسمت برضا تام.. لن يستطيع رفض طلبي اللورد رومين لآن أدلينا زوجتي بالقانون.. وطبعا لكي أتأكد بأن كل ما أفعلهُ قانوني أرسلتُ برقية مستعجلة للملك في الأمس أخبرتهُ بها بما حدث معي وأعطيتهُ أخيرا موافقتي وقبولي بأخذ لقب الدوق في حفلة رأس السنة القادمة.. وأعلمتهُ بأنني قادم مع زوجتي إلى إسبانيا..

 

تنهدتُ براحة واستدرت.. سحبت سيفي ووضعته في الحزام الخاص به على خصري ونظرت بغضب ناحية الباب


رواية الكونت - فصل 33 - زوجتي


سأُعيد زوجتي إليّ وبالقوة.. أدلينا هي زوجتي.. لي إلى الأبد.. فكرت بتصميم بتلك الكلمات ثم خرجت من غرفتي ومن جناحي وتوجهت إلى الأسفل..

 

عندما خرجت من القلعة وقف الجميع أمامي في الساحة ينظرون إليّ بدهشة تقدمت وأمسكت بلجام بلاكي وربت بخفة على رأسه ووجهت حديثي إلى نيكولاس قائلا بنبرة باردة

 

" هل الجميع جاهز نيكولاس؟.. لا أريد أي أخطاء وأي تأخير لا مبرر له "

 

قفزت وجلست على ظهر حصاني بلاكي وسمعت نيكولاس يُكلمني

" كل شيء تم تجهيزه بلاكيوس.. كما ولخبرتي الكبيرة ومعرفتي السابقة باللورد رومين جلبتُ معي ضيف "

 

نظرت إليه بدهشة ورأيتهُ يبتسم بخبث وأشار لي بعينيه إلى ناحية اليمين وفورا التفت ورأيت بدهشة الكاهن ألفريد يجلس على حصان وهو يأكل تفاحة بنهم.. عندما رآني أنظر إليه بدهشة كبيرة ابتسم بوسع ومضغ بسرعة وابتلع ما في فمه وأشار لي بيده مُرحبا وقال

 

" مرحبا سيدي الكونت... أرى بأنك فقدتَ زوجتك الجميلة وبسرعة.. لو كنتُ في مكانك لما تركتُها تغيب عن نظري لثانية.. لا أفهم لماذا تركتها تهرب منك وهي بهذا الجمال!.. هل خنقتها بغيرتك العمياء عليها؟.. لا ألومك فهي فاتنة جداً "

 

حدقت بوجه بالكاهن بصدمة كبيرة.. هل للتو تغزل الكاهن بجمال زوجتي؟!!... سمعت ألكسندر ونيكولاس يقهقهون بخفة.. نظرت إلى نيكولاس بحدة وقلتُ له بغيظ


" لماذا الكاهن ألفريد هنا؟!.. ألم تجد وثيقة زواجي في قصري؟ "

 

وبسرعة سحب نيكولاس وثيقة من سترته واقترب مني وسلمني إياها قائلا

 

" بالطبع وجدتُها.. ولكن للاحتياط جلبت الكاهن الذي زوجك.. صدقني سوف تحتاجهُ لمواجهة اللورد رومين.. أنا أعرف تماماً ذلك العجوز الماكر وجداً.. صدقني سوف يُعرقل لك مهمتك بسبب خباثته ذلك اللورد العجوز.. سوف تحتاج وبشدّة للكاهن ألفريد.. ثق بكلامي بلاك "

 

وغمزني في النهاية وصعد على ظهر حصانه.. نظرت إلى وثيقة زواجي بحنية وابتسمت برقة وأنا أتذكر ذلك اليوم.. كم كانت أدلينا تبدو جميلة وهادئة في يوم زفافنا.. لولا الحادث وتلك النبتة لما وافقت على الزواج بي والاعتراف لي بعشقها وما حدث في الماضي..

 

وضعت الوثيقة بجيب سترتي وتنهدت بحزن.. اشتقت لها بجنون.. جنيتي الحمراء وامرأتي وزوجتي سوف تكونين لي قريبا وإلى الأبد..

 

وفورا تقدمت إلى الأمام ووقف حصاني بلاكي أمام بوابة القلعة.. التفت إلى الخلف وهتفت بقوة وبصوتٍ جامد

 

" فليتأهب الجميع.. سوف نذهب إلى قرية بييترابيرتوسا.. لن يكون هناك وقت استراحة.. لن ننام ولن نستريح حتى نصل في أسرع وقت.. وعندما نصل الفرسان نيكولاس و ألكسندر سوف يشرحون لكم الخطة.. على الجميع أن ينتبه جيدا لها فغير مسموح بأي أخطاء.. فهمتم؟ "

 

وهنا هتف الجميع بالموافقة وصهل حصاني بقوة وبدأ يعدو بسرعة الريح خارجا من القلعة وخلفي كان ألكسندر و نيكولاس وطبعا رومانو و لورا و فبيانو والجنود وطبعا ذلك الكاهن المنحرف والذي كان يتغزل بوقاحة بزوجتي.. 


بعد مرور يومين ونصف وصلنا أخيرا إلى قرية بييترابيرتوسا.. لم أهتم لخوف أهالي القرية وهم يحدقون بنا برعب بينما كنا نتابع مسيرتنا نحو القصر...

 

خفق قلبي بجنون بينما كنتُ أقف تحديدا أمام قصر اللورد رومين وسمعت ألكسندر يأمر جميع الجنود بالوقوف والتأهب لأي طارئ..

 

قفزت عن ظهر بلاكي ورأيت الجنود يستمعون باهتمام إلى تعليمات نيكولاس ولكن لفتَ نظري رؤيتي لـ رومانو يجلس جامدا على ظهر حصانه وهو ينظر إلى قصر جده بحزن بينما لورا كانت تبكي بصمت و فبيانو كان وجهه شاحب جداً..

 

تنهدت بقوة وتقدمت من البوابة بخطواتٍ واثقة ثابتة ووقفت بعنفوان أمامها ونظرت إلى الحُراس  وأمرتهم بحدة

" افتحوا البوابة "

 

حدقوا بوجهي بخوف ولكنهم ظلوا ثابتين في وقفتهم ولم يمتثلوا لأمري.. تملكني غضبٌ رهيب وهتفت بهم

" افتحوا البوابة فوراااااااااا... "

 

وقف أمامي جُندي من خلف البوابة وقال بخوف

" سيدي الكونت أعتذر من حضرتك.. لدينا أوامر من اللورد شخصيا بعدم فتح البوابة لأحد "

 

" أدلينااااااااااااااااااااااااا... "

 

هتفت بجنون باسمها وأحست بالدّم يتدفّق في عروقي ساخناً هائجاً وتصاعد لهيبهُ حتّى شعرت بهِ يُحرق شرايين قلبي.. كنتُ قد وصلت لقمة غضبي وعندما أردت أن أقترب منه وأخنقهُ بكلتا يداي رأيتُ اللورد رومين يخرج من القصر وبدأ يقترب من البوابة بخطواتٍ بطيئة أشعلت نيران الغيظ في جسدي ليقف أخيراً أمامي ويُحدق بوجهي بنظرات خبيثة واضحة..

 

تأملتهُ ببرود وقلتُ له

" لورد رومين.. أين هي؟.. أين هي أدلينا؟!! "

 

احتراما لهُ لم أهتف بوجهه بحرقة وباشتياق.. كنتُ أحترق لرؤية زوجتي ومعانقتها وتقبيلها بنهم.. كنتُ أموت ألف مرة في الثانية حتى أراها وأستنشق رائحتها وأعانقها إلى صدري حتى تلتحم به إلى الأبد..

 

لكن لدهشتي حدق اللورد رومين بوجهي بعدم الفهم وأجباني

" لا أعرف أحدا بهذا الاسم.. "

 

واستدار فورا ومشى بسرعة مبتعدا وهنا اشتعلت بداخلي براكين الغضب لأنني عرفت بأنهُ يكذب وفارت دمائي في كامل شراييني وهتفت بغضبٍ مميت لدرجة أن وجهي أصبح أحمر كالدماء ونفرت عروق جسدي كلها وشعرتُ بحنجرتي تتضخم لقوة صرختي

 

" أين هي أدليناااااااااااااااا؟!!!... أدليناااااااااااااااا... أدلينااااااااااااااا.... "

 

رأيته يقف في وسط الساحة واستدار ونظر إلى وجهي ببرود وقال

 

كونت بلاكيوس... كان يتوجب عليك أولا إرسال برقية لي وتُعلمني بها بأنك قادم لزيارتي... كنتُ سأتصرف حسب الأصول وأُتجهز لاستقبالك بطريقة تليقُ بك.. لكنك نسيتَ الأصول وأتيت إلى قصري دون أن تُعلمني مسبقا و أيضا أتى برفقتك جيش المملكة بكامله.. يا ترى هل نسيتَ من أكون أيُها الكونت؟!.. أنا اللورد رومين ديلا روفيري.. ولكن لأن قلبي واسع ورحوم سوف أغض النظر عن تصرفاتك المتهورة "

 

ابتسم لي ببرود وتابع قائلا

" لذلك سوف أسمح لك وحدك بالدخول.. لن يدخل قصري سواك.. "

 

كنتُ أعلم بأنهُ سيفعل ذلك.. كان لدي إحساس بأنهُ لن يسمح لأحد بالدخول سواي وأنهُ لن يوافق بسهولة حتى يسلمني زوجتي.. لذلك وبسرعة التفت نحو نيكولاس و ألكسندر وأشرتُ لهما بعيني حتى يتحركوا وبسرعة نظرت نحو اللورد لكي لا ينتبه..

 

وعندما فتح الحُراس البوابة أمامي دخلت بعنفوان


رواية الكونت - فصل 33 - زوجتي


 

واتجهت مباشرةً ووقفت أمام اللورد رومين وحدقت بوجهه بكبرياء وبشموخ

 

نظرنا إلى بعضنا البعض بكبرياء وجبروت ولم يرف لي جفن بينما كنتُ أُحدق بوجهه وأنا أتنفس بسرعة من جراء الغضب ولهفتي الكبيرة لرؤية زوجتي أدلينا.. رأيت اللورد رومين يهز رأسهُ بخفة وقال

 

" كونت بلاكيوس "

 

هزيت رأسي بخفة وأجبتهُ ببرود

 

" لورد رومين "

 

رأيت شبح ابتسامة يظهر على ثغره وسرعان ما أخفاها وقال وهو ينظر إلى الندبة في وجهي

" من فعل لك هذه الندبة قد تفنن بصنعها.. لقد زادتك وسامةً أيها الكونت "

 

لعنتهُ بداخلي لأنني عرفت بأنه يعلم جيدا بأن أدلينا هي من فعلتها وهنا عرفت وتأكدت بأنها هنا في قصره.. ضحك رومين بخفة ثم قال بعنفوان

 

" ما سبب هجومك على قصري أيها الكونت في هذا اليوم الجميل؟.. هلا وضحتَ لي أسبابك "

 

رفعت حاجبي وأجبتهُ بسرعة

" هجوم؟.. عن أي هجوم تتكلم؟!.. هذا ليس بهجوم لورد رومين "

 

رفع حاجبيه وأشار بعينيه إلى الخلف قائلا

" وماذا تُسمي قدومك إلى قصري وبرفقتك الفرسان أصدقائك وألاف الجنود كونت بلاكيوس؟ "

 

تصلبت رقبتي وتشنّجت عروقها وحدقت مباشرةً إلى عينيه وقلتُ له

" أريدُ أدلينا.. أين هي؟ "

 

لانت ملامح وجهه ونظر إليّ ببراءة وقال وهو يحمحم

 

" هممممم.. إذا أتيتَ من أجل أدلينا.. "

 

ثم نظر إليّ بحزن وتابع قائلا

" كونت بلاكيوس اسمح لي بأن أقول لك بأنك قد تأخرتَ كثيرا بالسؤال عن زوجتي.. لقد ماتت.. رحمها الله "

 

ارتعش جسدي بقوة من جراء الصدمة وحدقت بذهولٍ كبير إلى وجهه وهتفت برعب مزق روحي

" زوجتُك؟!!!... أدلينااااااااااا ماتت؟!.. ما الذي تتكلم عنه؟ "

 

حدق بحزن إلى وجهي وقال

" نعم زوجتي المسكينة ماتت منذ سنتين.. تأخرتَ كثيرا بالسؤال عنها؟.. و... "

 

اقتربت منه خطوة وأنا أستشيط من شدّة الغضب وهتفت بوجهه دون أن أعير أي أهمية لمكانتهِ ولقبه

 

" عن من تتكلم لورد رومين؟!.. أنا أريد أدلينا ميديشي ويتلي.. أريد زوجتي.. هي زوجتي وأنا أريدُها.. أين هي زوجتي الكونتيسة أدليناااااااااا؟؟!!... أريدُ زوجتي وأم أطفالي.. أين هي؟!!... "

 

وهنا سمعت صوت شهقات متعددة صدحت عاليا في ساحة القصر ومنها شهقة اللورد رومين المندهشة.. نظرت خلف اللورد رومين وتجمدت بأرضي.. شعرت بقلبي ينبض بسرعةٍ رهيبة وكان على وشك القفز من بين أضلعي بينما كنتُ أُحدق بوجه حبيبتي أدلينا والتي كانت تتأملني بصدمة كبيرة..

 

كانت تقف أمام مدخل القصر ولم أنتبه من كان برفقتها إذ كانت نظراتي و كل اهتمامي وكل حواسي تتمركز عليها هي فقط... اختفى غضبي في لمحة عين واختفى كل الوعيد والانتقام الذي توعدتُها به طيلة هذه الأيام التي بحثت بها عنها فقط من جراء نظرة واحدة إلى وجهها الجميل...

 

شعرت بدفءٍ غريب في قلبي والذي كان ينتفض بسعادة لرؤيتها.. رقّت ملامح وجهي وعيناي نظرت إليها بشوقٍ كبير.. ولكن شعرت بالدهشة عندما رأيت معالم الخوف والفزع على معالم وجهها الذي أصبح أبيض كالثلج..

 

" أدلينا.... "

 

همست باسمها بحلُم وسمعتُها تهمس برعب

" بــ.. بـ... بلاكـ... بلاكيوس!!.... "

 

عندما هممت لكي أقترب منها رأيت فجأة جنود بعددٍ هائل يخرجون من بين زوايا القصر ويركضون بسرعة ويقفون أمامي وحاوطوني من كل الجهات وهم يُشهرون سيوفهم في وجهي وسمعت صوت رجل يصرخ قائلا بحدة

 

" لا تدعوه يقترب أكثر ولا تسمحوا له بالتحرك "

 

وأجابوه الجنود فوراً

" حاضر لورد مارشيلو "

 

اشتعل جسدي من الغضب بينما كنتُ أُحدق بالجنود بكره وهنا هتفت بهم بملء صوتي

" ابتعدوا فوراااااااااااا.. أريدُ زوجتي "

 

لكنهم رفعوا سيوفهم بوجهي أكثر وتقدموا خطوة مني.. غضبت غضباً جنونيا جارفا وتسارع نسق تنفسي وتدفق الدّم في عروقي وأصبحت كالثّور لا أرى أمامي إلاّ اللّون الأحمر وفورا سحبت سيفي وهتفت بقوة

 

" اقتحموا القصر فورااااااااااااااا "

 

صدحت الشهقات عاليا ورفعت رأسي ونظرت بخبث نحو الحُصن عندما رأيت جنودي يقفون في أعلى الحصن وهم يمسكون بالحُراس وبدأ البعض منهم يرمون الحبال إلى الأسفل وينزلون ثم ذهب عدد لا يقل عن العشرة منهم وحاصروا البوابة وحاوطوا الحُراس وقاموا بفتح البوابة ليدخل ألكسندر و نيكولاس وخلفهم مجموعة من الجنود..

 

" إن أردتها حربا لورد رومين فالتكن الحرب "

 

همست بكبرياء وأنا أراه يُبعد الجنود من أمامي وينظر إليّ بدهشة وبقليل من الغضب ولكن ابتسامتي الشريرة اختفت فورا عندما رأيت الرجل الذي وقف خلفه.. تبا هو نسخة طبق الأصل عن رومانو إستي.. إذا هذا مارشيلو ديلا روفيري والد رومانو!!... سوف أستمتع كثيراً اليوم بالمفاجآت القادمة... ابتسمتُ لهم ببرود وكتفتُ يداي وأنا أُحدق بهم بتعالٍ....

 

 

أدلينا***

 

وقفتُ في المساء انظر بشرود من النافذة الكبيرة في غرفتي وأنا أتنهد بحزن.. رغم سعادتي الكبيرة برؤية أمي سعيدة أخيرا مع عائلتها إلا أن قلبي يتألم..

 

قلبي يتألم بشدّة على حبيبي.. لا بُد بأنهُ تزوج الآن من تلك القبيحة.. اغرورقت عيناي بالدموع وسالت دون استئذان وبللت وجنتاي بكثرة وخرجت شهقة متألمة من بين شفتاي..

 

أخفضت رأسي ورفعت يداي وغطيت بها عيوني وسقطت جالسة على الأرض وأطلقت العنان لدموعي وشهقاتي وأجهشت بالبكاء المرير..

 

" أدلينا أنتِ هـ... أدلينااااااا؟!... "

 

سمعت صوت أمي كارين تنده لي ثم هتفت بخوف في النهاية واستطعت سماع خطواتها السريعة تقترب مني.. شعرت بها تجلس على الأرض بجانبي واحسست بيديها على كتفي وسمعتُها تقول بخوف

 

" ابنتي.. ما بكِ صغيرتي؟!.. لماذا تبكين؟!... أخبريني طفلتي... "

 

شهقتُ بقوة وأبعدت يداي عن وجهي ونظرت إلى وجهها بألمٍ كبير وهمست بلوعة

" أمي.. أنا أتألم كثيرا.. قلبي يؤلمني جدا... "

 

احتضنتُها بشدة وأغرقت رأسي في صدرها وأجهشت بالبكاء... عانقتني والدتي وبدأت تُربت بحنية على ظهري وهي تهمس برقة

 

" لا تبكي صغيرتي.. ستكونين بخير.. سوف يكون كل شيء على ما يرام.. لا تبكي حبيبتي "

 

شهقت بقوة وقلتُ لها ببكاء

 

" لا أمي.. لن أكون بخير أبدا ولن يكون أي شيء على ما يرام.. لقد تزوج وتركني.. تركني وطفلهُ في أحشائي.. كما هو لا يعرف بأنني حامل منه.. ماذا سأفعل أمي؟!.. أنا يائسة.. أنا أحبهُ بجنون.. أنا أتنفس لأجلهِ فقط.. لقد أصبح لامرأة غيري.. لقد خسرتهُ إلى الأبد.. بلاكيوس أصبح لتلك المرأة وهذا جدا مؤلم.. أشعر بقلبي يحترق في صدري.. قلبي يؤلمني جداااااااا.... "

 

أغرقت رأسي في عنق والدتي وتابعت البكاء والنحيب... شعرت بيد أمي تُمسد بخفة على شعري وسمعتُها تقول بحزن

 

" أعلم حبيبتي كم تتألمين.. يا ليتني أستطيع أن اُخفف عنكِ قليلا.. يا ليتني أستطيع أن أُمحي ذلك الحريق الذي ينهش قلبكِ وروحكِ.. لكن يا ابنتي تذكري طفلكِ.. أنتِ حامل وما تفعلينهُ الآن ليس جيداً لكِ وللجنين.. عليكِ أن تكوني قوية من أجل نفسكِ والجنين ومن أجل توماسو أيضا "

 

شهقت بقوة وهمست لها بحرقة

 

" لماذا الحُب مؤلم جداً؟؟!.. لقد دمرت الرجل الذي أحببتهُ بجنون.. دمرتهُ أمي.. هو من المستحيل أن ينسى ما فعلت به.. بلاكيوس لن يسامحني أبداً على ما فعلت به.. وهذا ما يُحرق قلبي أكثر.. حبيبي لن يسامحني أبداً على ما اقترفتهُ بحقه وهو بريء.. أنا لا أستطيع أن أسامح نفسي.. فكيف هو؟ "

 

" يكفي أدلينا.. توقفي عن البكاء ولوم نفسكِ يا ابنتي.. سوف يسامحكِ.. سمعتني؟!.. الكونت سوف يسامحكِ لأنكِ أُم طفليه.. فقط اصبري قليلا "

 

أمي كارين كانت قد عرفت حقيقة علاقتي بالكونت بلاكيوس في اليوم الأول لتواجدنا في قصر جدي.. إذ أتت إلى غرفتي في المساء وتكلمنا مطولا لساعات.. أخبرتُها كل ما حصل معي واندهشت عندما قالت لي أمي بأن الكونت مُغرم بي.. وطبعا أجبتُها بالرفض ولكن في داخلي تمنيت لو أنهُ فعلا يُحبني لكان كل شيء تغير...

 

رفعت أمي وجهي برقة ومسحت بأناملها دموعي وقالت بحنان

 

" البكاء لن يساعدكِ بشيء حبيبتي.. اسأليني عن ذلك وسوف أُجيبكِ.. أنا بكيت لأيام وليالي كثيرة.. بكيت حسرة على شقيقي و زوجتهُ مونيكا.. بكيت كل ليلة ألما على ما حصل لي.. وبكيت أكثر وجعا عليكِ وعلى شقيقتكِ.. كنتُ ضعيفة جداً.. كنتُ وحيدة لا سند لي ولا كتف أبكي وأشكي همومي عليه.. فابيو أبعدني عن عائلتي ودمرني وأنا بغباء سمحتُ له بتدميركِ أنتِ وشقيقتكِ.. لذلك لا تدعي اليأس والضعف يتغلبون عليكِ كما حصل معي ابنتي.. كوني قوية لأجل نفسكِ وطفليكِ.. توماسو سوف يحتاج إليكِ كثيرا وكذلك طفلكِ حبيبتي "

 

نظرت إلى عينيها بعمق وتوقفت عن البكاء وابتسمت لوالدتي بحنية.. قربت وجهي وقبلت جبينها برقة ثم نظرت إليها باحترام وبكل تقدير قلتُ لها

 

" أنتِ أعظم أم رأيتها في حياتي كلها.. أنتِ عظيمة يا أمي.. لقد تحملتِ ما لا يمكن لإنسانة غيركِ تحملهُ.. أنا جدا فخورة لأنكِ أمي "

 

ابتسمت ماما كارين بعاطفة ورأيت عينيها تدمع وفورا عانقتها بشدة ثم وقفت وساعدتُها بالوقوف وقلتُ لها

" نامي بجانبي الليلة أمي.. أريدُ أن أنام في حضنكِ لو سمحتِ "

 

ابتسمت لي بعاطفة وأشارت لي برأسها موافقة وأمسكت بيدي وصعدنا على السرير وعانقت أمي بشدة وأنا أريح رأسي على صدرها.. ثواني قليلة وسمعت باب غرفتي ينفتح وصوت يولينا يهمس لي

 

" أدلينا.. هل يمكنني النوم بجانــ.. وااااه يا خونة!!.. كيف تنامون من دوني؟!.. ما هذه الخيانة العظمة؟.. أنا حزينة جداااااااا... "

 

قهقهت والدتي بسعادة وأشارت لها بيدها قائلة

" اقتربي يولينا وتوقفي عن التذمر.. تعالي صغيرتي "

 

ابتسمت يولينا بسعادة وركضت وجلست على السرير وأزالت حذائها ثم تسطحت بجانب والدتي وعانقتها بدورها.. أمسكنا أنا يولينا بيد أمي وغرقنا في النوم بسعادة ونحن نحتضنها بشدة...

 

استيقظت في الصباح على صوت والدتي وهي تقول

" بنات.. هيا صغيراتي استيقظا.. الفطور جاهز وجدكم بانتظرانا "

 

تمطيت بكسل ورفعت يداي عاليا وأنا أتثائب وسمعت ضحكة توماسو السعيدة وهو يقول لجدته

 

" جدتي.. أمي أصبحت تنام لوقتٍ متأخر عن غير عادتها.. أبي بلاكيوس كان يستيقظ باكرا ويأتي لينام بجانبي في كل صباح.. لقد اشتقتُ لهُ كثيراً.. متى سيأتي أبي بلاك جدتي؟! "

 

فتحتُ عيناي ونظرت نحوه وشعرت بغصة مؤلمة في صدري.. رأيت أمي تنظر إليه بحزن ثم حملته وقبلت وجنتيه وقالت له

 

" سيأتي قريبا.. والآن دع والدتك ترتدي ملابسها وتعال معي لنرى جدك رومين والخال مارشيلو.. فهو ينتظرك بشوق في الأسفل "

 

رأيت والدتي تخرج من الغرفة بعد أن تأملتني بحزن وأشارت لـ يولينا حتى تخرج.. بعد خروجها برفقة توماسو نظرت يولينا إليّ بحزن وقالت

 

" مسكين خالي مارشيلو.. لقد خسر ابنهُ المسكين.. أتمنى أن يجدهُ قريبا.. ثم توماسو لم يتوقف للحظة عن السؤال عن والده.. ماذا ستفعلين أدلينا لاحقا؟.. أعني توماسو أصبح الابن الشرعي للكونت و.. وأظن بأن الكونت لن يهدأ حتى يجده.. فهو مُتعلق بـ توماسو جدا.. "

 

جلست ونظرت إليها بألم وأجبتُها بمرارة

 

" أولا ألا تظنين أن من الغريب أن يكون القائد رومانو يشبه خالي كثيراً؟!.. حتى أن اسمه رومانو مثل اسم ابن خالي المفقود.. غريب فعلا!!.. ثم أنا لن أسمح للكونت بأخذ توماسو بعيدا عني.. لن أسمح لهُ بأن يأخذ ابني ويحرمني منهُ من جديد.. تكلمت مع جدي بهذا الخصوص منذ ثلاثة أيام ووافق معي.. سوف يحميني أنا و توماسو ولن يسمح لهُ بأخذه.. جدي لورد و... "

 

قاطعتني يولينا قائلة بحزن وهي تجلس على طرف السرير

 

" للأسف القائد رومانو ليس ابن خالي فهو شقيق الطبيبة لورا.. ومعكِ حق الصدفة غريبة فهناك سر عن القائد اكتشفته لكن طبعا من المستحيل أن يكون.. اغغغ.. ما علينا.. لكن أدلينا عليكِ أن تتذكري ما قالهُ خالنا.. الملك بعد شهرين سوف يُعطي للكونت بلاكيوس لقب الدوق.. الجميع يعلم بذلك.. وكل أهالي القرى المُجاورة يتكلمون عن ذلك.. أي هو سيصبح في مرتبة أعلى من جدي.. وهذا ما يُخيفني "

 

نظرت إليها بأسى وقلتُ لها بتصميم

 

" سأهرب.. سأهرُب برفقة توماسو ولن يجدنا.. وجدي قال لي بأنهُ سوف يساعدني.. والآن دعينا من هذه السيرة لا أريد أن يُعكر شيء مزاجي في هذا الصباح الجميل "

 

نزلت عن السرير وقررت أن أستحم... بعد مرور نصف ساعة توجهنا أنا و يولينا إلى الأسفل ودخلنا إلى صالون الضيافة ورأيت زوجة خالي مونيكا تلعب مع توماسو وأمي تجلس بجانبها وخالي مارشيلو يجلس بجانب جدي على الأريكة الثانية يتهامسون..

 

ابتسمت مونيكا لنا وقالت لي وهي تضع توماسو في حضنها

" لديكِ طفل أستطيع أن أتناوله على الفطور بسهولة "

 

قهقه توماسو بشدة وقال لها

" سوف تمرضين خالتي مونيكا إن أكلتني "

 

ضحك الجميع على لطافته ووقف جدي وطلب من الجميع بالدخول إلى غرفة الطعام... في الظهيرة كنا نجلس على طاولة الطعام عندما فجأة اقترب رئيس الخدم وتكلم بهمس مع جدي.. ثواني قليلة وقف جدي واعتذر وطلب من الجميع ليتابعوا تناول الغذاء وخرج..

 

نظرت إلى يولينا بدهشة لكنها هزت كتفها بعدم اكتراث وتابعت تناول طعامها

" أدلينااااااااااااااااا.... "

 

سقطت الملعقة من يدي وأصدرت صوتا قويا وهي ترتطم بالصحن عندما سمعت بوضوح صرخة صوت مستحيل أن أنساهُ أبداً.. نظر الجميع إليّ وفورا وقف خالي مارشيلو واستأذن بالانصرف بعد أن أمر الجميع بالبقاء وخرج..

 

كنتُ جامدة وخفق قلبي بعنف وارتعشت أوصالي عندما سمعت صوتهُ من جديد ينادي بإسمي بقوة..

" أبي بلاك أتى.. إنه أبي.. أبي هنااااااااااا.... "

 

سمعت توماسو يهتف بسعادة لكن عندما حاول النزول عن كرسيه منعتهُ يولينا وطلبت منهُ بأن يبقى.. كنتُ جامدة بذهول.. لم أستطع التحرك أو حتى أن أرمش.. شعرت بالعالم يجمد حولي.. ظننت نفسي أحلم بأنني سمعت صوتهُ لكن تذمر توماسو وطلبهِ المستمر من خالته أن تسمح له برؤية والده وكذلك نظرات الجميع المصدومة نحوي أعلمتني بأنني لا أحلم وأن حبيبي هنا...

 

" إنهُ هنا!!!... "

 

همست برعب إذ عرفت بأنهُ أتى ليأخذ توماسو مني.. وقفت بسرعة ونظرت إلى يولينا وقلتُ لها بأمر

 

" لا تدعيه يخرج مهما حصل.. "

 

استدرت بنية الخروج لكن أمي كارين وقفت أمامي وقالت  بسرعة وبقلق

" أدلينا.. لا تذهبي "

 

التفت نحوها وقلتُ لها بتصميم

" يجب أن أذهب وأراه.. عليّ فعل ذلك "

 

حدقت بوجهي بحنية وأشارت لي برأسها موافقة وفورا خرجت من الغرفة وركضت بسرعة باتجاه باب القصر.. كان قلبي ينبض ألف نبضة في الثانية.. أردت أن أراه لأنني اشتقتُ لهُ بجنون رغم معرفتي بسبب قدومهِ إلى هنا.. حتى لو أراد أخذ توماسو مني إلا أنني أردت أن أراه..

 

وقفت جامدة كالتمثال أمام باب القصر عندما رأيتهُ أمامي.. سالت دموعي دون أن أشعُر بها بينما كنتُ أُحدق باشتياق إلى وجهه الوسيم.. إنهُ هنا.. بلاكيوس هنا!!....

 

لم أشعر بأن والدتي و يولينا أصبحا خلفي ولم أنتبه بأن خالي خرج وأمر الجنود بالاقتراب.. كنتُ جامدة أنظر إليه بهيام وعشقٍ كبير رغما عني..

 

" عن من تتكلم لورد رومين؟!.. أنا أريد أدلينا ميديشي ويتلي.. أريد زوجتي.. أين هي زوجتي الكونتيسة أدليناااااااااا؟؟!!... أريدُ زوجتي وأم أطفالي.. أين هي؟ "

 

شهقت بقوة وشحب وجهي بشدّة.. أنا زوجتهُ؟!... كيف ذلك؟!!... ثم هو يعلم بأنني حامل منه؟!.. لكن كيف؟!!!... فكرت برعبٍ كبير وهنا تلاقت نظراتنا...

 

عم صمت مخيف المكان واستطعت أن أسمع بلاكيوس يهمس بإسمي

" أدلينا.... "

 

 اقشعر بدني وبلعت ريقي بقوة وهمست بتلعثم وبرعب

" بــ.. بـ... بلاكـ... بلاكيوس!!.... "

 

وعندما رأيتهُ يحاول التقدم نحوي رأيت جنود بعددٍ كبير يقتربون منه ويحاوطونه ورفعوا سيوفهم بوجهه.. تسارعت أنفاسي ونظرت بفزعٍ كبير عندما رأيت خالي يقف خلف الجنود وهو يهتف

 

" لا تدعوه يقترب أكثر ولا تسمحوا له بالتحرك "

 

وأجابوه الجنود فوراً

" حاضر لورد مارشيلو "

 

 غرقت روحي خوفا عليه إذ ظننت خالي وجدي يريدون قتله.. ارتعش جسدي بعنف وبكيت برعب خاصةً عندما سمعت حبيبي يصرخ بهم بملء صوته بغضبٍ مُخيف

 

" ابتعدوا فوراااااااااااا "

 

ثم سمعتُ بلاكيوس يأمر بصوتٍ مرتفع

" اقتحموا القصر فورااااااااااااااا "

 

صدحت الشهقات عاليا ورأيت بفزع جنود بعددٍ كبير على الحصن يهجمون على حُراس الحصن ورأيتهم يرمون الحبال إلى الأسفل وبدأ عدد كبير منهم يتسلقون الحبال نزولا وركض عدد كبير نحو بوابة القصر وحاوطوا الحُراس وفتحوا البوابة ليدخل الفرسان ألكسندر ونيكولاس وخلفهم عدد أخر كبير من الجنود وكاهن.. اقترب الفرسان ووقفا خلف بلاكيوس..

 

كان جدي أبعد جُنوده ووقف أمام بلاكيوس وقال له بنبرة غاضبة

" كونت بلاكيوس.. كيف سمحتَ لنفسك باقتحام قصري.. هذه إهانة كبيرة لي ولمكانتي.. اجعلهم ينسحبون فورا وإلا... "

 

قاطعهُ بلاكيوس قائلا ببرود

" أريدُ زوجتي أدلينا وابني توماسو.. حينها فقط سوف ينسحب الجميع "

 

اقترب خالي منه وهتف بغضبٍ مميت

" كيف تجرؤ على التكلم مع والدي بتلك الطريقة أنــ... "

 

قاطعهُ جدي قائلا بحدة

" بُني لا تتدخل ودعني أتفاهم مع الكونت بهدوء "


وقف جدي بشموخ أمام حبيبي وسأله بنبرة هادئة

" حفيدتي زوجتُك؟!.. كيف حدث ذلك كونت بلاكيوس؟.. فحسب معلوماتي حفيدتي أرملة وليست متزوجة.. ولكن إن كانت كذلك هل تمتلك دليلاً واحداً؟.. أظهر الدليل لي وحينها سأسلمك حفيدتي بنفسي "


تأمله بلاكيوس بغرور ورأيتهُ يرفع يده اليمنى وأخرج من جيب سترته وثيقة وسلمها لجدي قائلا

" تفضل لورد.. هذه وثيقة زواجي من أدلينا ميديشي "


توسعت عيناي بذهول بينما كنتُ أرى جدي يفتح الوثيقة وبدأ بقراءتها.. كيف لديه وثيقة زواجنا؟!.. هل قام بتزويرها ليحصل على توماسو؟!.. فكرت بألم بذلك ثم رأيت بدهشة جدي يبتسم بوسع وهو يُعيد وثيقة الزواج لـ بلاكيوس وقال له ببرود


" مزورة.. هل تظنني سأنخدع بهذه الوثيقة والتي قمتَ بتزويرها بشكلٍ مُتقن؟.. ألا تعلم بأن هناك عقوبة كبيرة لجريمة التزوير التي اقترفتها.. حتى لو كنتَ كونت سيتم مُعاقبتك.. لكن سأغض النظر عن ما فعلته بسبب صداقتي القديمة للمرحوم والدك.. والآن كونت بلاكيوس أريدُك أن تخرج من قصري بهدوء قبل أن أتــ.. "


قاطعه بلاكيوس قائلا بحدة

" لورد رومين.. ما تفوهتَ بهِ الآن هو إهانة كبيرة لي.. ليس من شيمي وأخلاقي بأن أقوم بتزوير شهادة زواجي.. زواجي بـ أدلينا قد تم شرعاً ولدي دليل آخر على صدق كلامي "


ارتعش فكي بقوة بينما كنتُ أنظر إليه بعدم التصديق.. هل فقد عقله بلاكيوس؟!.. إنها المرة الأولى التي يكذب بها.. رأيتهُ بدهشة يرفع يده اليمنى وأشار للكاهن ليقترب.. وقف الكاهن أمام جدي وقال له بلاكيوس


" كاهن ألفريد.. لو سمحت أخبر اللورد كيف أقمتَ بنفسك مراسيم زفافي على أدلينا ميديشي "


ابتسم الكاهن بوسع ثم انحنى باحترام لجدي واستقام قائلا

" لورد رومين.. إنه لشرف عظيم لي بأن ألتقي بك شخصياً.. لم أكن أعلم بأنك جد زوجة الكونت.. وطبعاً بصفتي كاهن رعيتي وافقت بسرعة عندما طلب مني الكونت بلاكيوس أن أقوم بنفسي بمراسم زواجه على حبيبته الجميلة.. و.... "


وبصدمة كبيرة سمعت الكاهن يُخبر جدي بالتفصيل الممل كيف أتى إلى قصر الفارس نيكولاس بطلب من الكونت وتكلم معه وكيف أقام مراسم زفافي على حبيبي في اليوم الثاني.. 

" لم يكن حُلماً!!! "


همست بذهول وارتعش جسدي بقوة خاصةً عندما وقف جدي بعنفوان وقال بحدة لـ بلاكيوس

" لقد خدعتَ حفيدتي بطريقةٍ ما.. فهي لا تتذكر ما حدث وبأنها تزوجت منك.. سأطلب من القاضي بإبطال الزواج في أسرع وقت لأنه حدث رغماً عن إرادتها "


بلعت ريقي بخوف عندما رأيت  بلاكيوس ينظر إلى جدي بطريقة مُدمرة وكأنه على وشك قتله.. انتفضت بقوة وشهقت بذعر عندما هتف بلاكيوس بجنون


" على جثتي لن أسمح لك بفعل ذلك.. هي زوجتي.. زوجتي أنا وإلى الأبد.. ولن يفرقنا سوى الموت "


ولكن قبل أن يُجيبه جدي شهق جميع جنود جدي بدهشة كبيرة..


تجمد خالي فجأة وشحب وجهه بشدّة ورأيت بخوف جدي ينظر ناحية البوابة وهو يضع يده على فمه وينظر بصدمة كبيرة.. تتبعت نظراته ورأيت القائد رومانو يدخل من البوابة برفقة الطبيبة لورا ورجل يبدو في الستين من عمره..

 

سمعت بوضوح شهقة الفرسان المندهشة وكانوا ينظرون إلى خالي ثم إلى رومانو الذي وقف بجانبهم.. رأيت جدي يبكي وبصدمة رأيت خالي يجثو على ركبتيه على الأرض وهو يرفع رأسه وينظر إلى رومانو ودموعهُ تسيل مثل الشلال على وجنتيه..

 

" لا مستحيل!!.. إنه ابن أخي.. إنه رومانو... طفل مونيكا و مارشيلو!!!... "

 

سمعت أمي تهتف بذهول بتلك الكلمات وهنا شهقت أنا و يولينا بقوة.. هنا عرفت وتأكدت بأن القائد رومانو إستي ليس سوى ابن خالي مارشيلو...

 

توسعت عيناي وحدقت بذهول إلى الجميع.. رأيت جدي يقترب ببطء منه ليقف أمام رومانو ورفع يديه وبدأ يلمس وجه القائد وهو يبكي

 

" إنهُ أنت!!.. حفيدي!.. حفيدي رومانوووووووووو.. "

 

هتف جدي بلوعة واحتضن رومانو الجامد أمامهُ وأجهش بالبكاء.. كنتُ أرتعش من هول الصدمة وأنا أنظر إلى خالي المسكين جاثيا على ركبتيه أمام ابنهُ ينظر إليه بصدمة كبيرة ويبكي بصمت وبصدمة..

 

" مونيكااااااااااااا.. رومانو عاد إلينا أخيراااااااااا "

 

هتف جدي بفرحٍ كبير وهو ينظر إلى رومانو ويُقبل وجهه بجنون.. ثوانٍ وسمعت خطوات خلفي.. التفت ورأيت زوجة خالي مونيكا تركض لتقف بجانبي جامدة بذهول..

 

رأيتُها تنظر إلى رومانو وهي تفتح فمها وعيونها اغرورقت بالدموع.. فجأة وضعت يديها على وجنتيها وهتفت بهستيرية

" ابنييييييييييييييي... رومانوووووووووووو.... "

 

وبرعب رأيت جسدها يترنح وقبل أن تسقط على الأرض غائبة عن الوعي هتفت بذعر

" أمي ساعديهااااااااا "

 

التقت جسدها أنا و أمي و يولينا قبل أن تقع وبدأت أمي تهتف برعب وبخوف لها حتى تستفيق.. رأيت فجأة بلاكيوس يقف بجانبي وقال لنا بهدوء

 

" ابتعدوا ودعوني أساعدها.. "

 

نظرت إليه بجمود لكنه لم ينظر إليّ بل حمل جسد مونيكا بين يديه وقال لأمي

" أين تقع غرفتها؟ "

 

وفورا طلبت منه أمي أن يتبعها بينما كنتُ جامدة بصدمة أنظر إليه وهو يتبع والدتي ويدخل إلى القصر.. ثم سمعت بكاء مرير ونظرت أمامي ورأيت رومانو يساعد والدهُ بالوقوف ويعانقهُ بشدة..

 

كنتُ أبكي دون أن أشعُر وبجانبي وقفت يولينا جامدة وهي تنظر إلى الفارس ألكسندر والذي لم تتزحزح عينيه عنها.. سمعت الفارس نيكولاس يطلب من الجنود بالخروج ثم أمسك خالي بيد ابنه رومانو وسار معه باتجاه القصر..

 

لكن قبل أن يتقدم جدي توقف جامداً عندما هتف الفارس ألكسندر وقال بصوتٍ مرتفع

" لورد رومين.. أتيتُ اليوم برفقة الكونت بلاكيوس ويتلي حتى أُطالب بما هو مُلكا لي "

 

رأيت يولينا تركض وتقف خلف جدي وهي تتمسك بسترته.. حدقت بها بذهول لكن فجأة شعرت بيد توضع على فمي وبيد تحكم إمساك خصري وصوت يهمس لي بوعيد

 

" مرحبا يا زوجتي العزيزة... هل اشتقتِ إليّ؟ "

 

خفق قلبي بعنف وجحظت عيناي برعب وعندما حاولت التحرك وتحرير نفسي شعرت بضربة خفيفة خلف عنقي وفورا خرجت شهقة مكتومة من فمي ورأيت الظلام أمامي....


انتهى الفصل




انتقل إلى فصل 34 ᐸ








فصول ذات الصلة
رواية الكونت

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©