رواية الكونت - فصل 32 - لورد رومين
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. ♥♥♥♥♥♥♥💗💗💗💗💘💘💘🌹🌹🌹🌹🔥🔥🔥

    ردحذف
    الردود
    1. 💓💖💓💖💓💖💓💖💓💖💓💖💓💖💓💖💓💖

      حذف
  2. 💘💝💘💘💘💘💘💘💘💘💘💘💘
    يااااااااااااه اخيراااااا جدو رومين المنحرف ظهر دلوقتي بس بدأ المرح 😘😍😘😍😍😘😍😍😍😍😍😍😍😘😘😍😂😂😂😂😂😂

    ردحذف
  3. امتي بتنزلي روايه جحيم قلب البيلاتشو

    ردحذف
    الردود
    1. عندما أنشر ماركيز الشيطان سأبدأ بها 💗💗

      حذف
  4. بارت اكثر من راااااائع واجمل جدوووووو

    ردحذف
  5. 😘😘😘😘💖💖💖💖💖💖

    ردحذف
    الردود
    1. 💖😍💖😍💖😍💖😍💖😍💖😍💖😍💖😍

      حذف
  6. جميلة جدا لكن كم هو مقرف وحقير فابيو لما كل هذا الكره حتى على بناته

    ردحذف
    الردود
    1. 💓💓💓💓💓شكراااااااااااا
      ونعم للأسف فابيو شخصية حقودة وكارهة

      حذف
  7. ❤️❤️❤️❤️❤️😍😍😍😍😍😍

    ردحذف

رواية الكونت - فصل 32 - لورد رومين

رواية الكونت - فصل 32 - لورد رومين



لورد رومين






بلاكيوس**


 

تجمدت وحدقت بصدمة مهولة إلى فابيو والذي كان يتأوه بألم ولم يسمع ما تفوه به نيكولاس.. ثم فكرت بصدمة.. لا هذا غير ممكن؟!.. طبعاً مستحيل أن يكون رومانو!!.. اقتربت من فابيو وأمسكتهُ من كتفيه و هززتهُ بقوة صارخا بحدة وبغضبٍ عاصف

 

" ما كان اسم ذلك الطفل؟!.. تكلم حالاااااااااااااا.... "

 

توقفت عن هزه ورأيتهُ يفتح عينيه وبصق بعيدا الدماء من فمه وهمس بكُره

" كان اسم الصغير رومانو ديلا روفيري.. كنتُ أرغب بقتله لكن لأنه ابن حبيبتي مونيكا رحمتهُ ولم أفعل "

 

ارتعشت أناملي بقوة وخفق قلبي بعنف وهتفت بداخلي بصدمة.. يا إلهي... رومانو هو ابن مارشيلو ديلا روفيري!!!.. هو ابن خال أدلينا زوجتي!!!!....

 

اقشعر بدني لدى اكتشافي لهذه الحقيقة المؤلمة.. صديقي رومانو هو ابن اللورد مارشيلو!!... نظرت بحقدٍ كبير إلى فابيو وهتفت بحدة بوجهه

 

" أيها القذر والخسيس.. أنتَ يجب أن تموت.. يجب أن تموت.. أنتَ أحقر من ما كنتُ أتخيل.. لقد دمرتَ عائلة اللورد بكاملها بسبب هوسك المريض باليدي مونيكا.. سأقتُلك أيها القذر والآن "

 

رفعت يدي ولكمتهُ بكامل قوتي على وجهه ليتراجع بقوة إلى الخلف ويرتطم ظهره بالحائط بعنف.. وعندما أردت أن أهجُم عليه وأخنقه بكلتا يداي وقف نيكولاس أمامي وأمسك بمرفق يدي اليسرى وقال لي وهو ينظر إلى وجهي بحزن

 

" اهدأ بلاك.. للأسف لا يمكنك قتله.. لقد أعطيتهُ كلمة شرف بذلك.. أولا دعنا نتكلم مع فبيانو ونتأكد منه إن كان ما اكتشفناه الآن عن رومانو صحيح وبعدها سوف نُفكر بطريقة لإخبار رومانو بها ثم علينا البحث عن الكونتيسة أدلينا.. كل شيء يمكننا حله لكن بهدوء "

 

كنتُ أتنفس بقوة وبغضب مستعر على إثر ما سمعتهُ من ذلك الحقير فابيو وكنتُ على وشك أن أنفث نارًا كالتنين أحرقُ بها الأخضر واليابس بسببه.. وكم رغبت بقتله في هذه اللحظة لأنه دمر عائلة اللورد.. لقد دمر اللورد رومين ودمر كامل عائلتهُ بسبب كُرهه وحقارته.. لكن للأسف نيكولاس معهُ حق.. لقد أعطيت فابيو اللعين كلمة شرف بأنني لن أقتلهُ قبل أن أجد أدلينا.. لكن عندما أجدُها سوف يتغير ذلك.. عندما أجد زوجتي سأقتله..

 

حدقت بهدوء بوجه نيكولاس وأشرت له بيدي اليمنى حتى يخرج من الزنزانة ثم استدرت ومشيت بسرعة خارجا منها وأمرت الحارس بإقفال بوابة الزنزانة.. كان نيكولاس خلفي يتبعني ودون أن أنظر إليه قلتُ له بحدة وبغضب كبيرين

 

" حسنا حاليا أنتَ مُحق.. لكنني عندما أجد زوجتي سوف أقتلهُ ليدفع ثمن كل ما تسببه من ألام وأحزان لعائلة اللورد رومين ولزوجتي.. لكن فابيو سوف يرافقنا غدا إلى قرية بييترابيرتوسا.. أريدهُ أن يكون برفقتنا فعلى اللورد رومين أن يعلم من خطف حفيدهُ ودمر عائلتهُ.. كما الرحلة سوف تتطلب منا عدة أيام لذلك نيكولاس أريدُك أن تُجهز كل شيء لرحلة الغد.. كما أريدُ أن يرافقنا كتيبة من الجنود أو ثلاثة أفضل.. فأنا لا أعلم كيف ستكون ردة فعل اللورد عندما أُطالبهُ بزوجتي "

 

خرجت من السجن وصعدت السلالم وسمعت نيكولاس يقول

" لا أظن بأنه سيعترض.. كما تعلم القانون في صالحك.. الكونتيسة أدلينا هي زوجتك ولا يحقُ للورد رومين أن يمنعك من أخذها أو الاعتراض.. كما أن ألكسندر سيفرح جدا عندما يعلم بأننا وجدنا يولينا... "

 

عندما أصبحنا في ممر الصالون في الطابع الأول رأيت ألكسندر يركض باتجاهنا و فبيانو خلفه لكنه تجمد بصدمة عندما سمِع ما تفوه به نيكولاس وهتف بذهول وبسعادة

 

" وجدتم حبيبتي؟!... أين هي؟!.. تكلم نيكولاس؟!.. أين هي يولينا؟!!!... "

 

أجبتهُ بسرعة وأنا أُحدق بوجه فبيانو

" إنها في قرية بييترابيرتوسا.. "

 

ثم تابعت موجها حديثي إلى فبيانو قائلا

" فبيانو.. أريدُك أن تُخبرني فورا أين وجدتَ رومانو عندما كان في الثالثة من عمره؟! "

 

توسعت عينيه بصدمة وبلع ريقه بصعوبة وسألني بتوتر

" كيف عرفتَ بلاكيوس بهذه السرعة؟!.. أعني.. لا أحد يعلم بالحقيقة سوى أنا و ابنتي لورا و رومانو "

 

وقفت أمامه وأجبته بصدق

" لقد سبق وأخبرتني لورا بالحقيقة الكاملة منذ ستة سنوات عندما سافر رومانو إلى إسبانيا "

 

تنهدت بقوة وقلتُ له بإصرار

" أخبرني بالحقيقة فبيانو.. أين وجدتَ رومانو؟!.. وكيف حدث بأن أسميتهُ رومانو؟ "

 

حدق بحزن إلى عيناي وقال


" كما تعلم سيدي الكونت لقد كنتُ أسكن سابقا مع زوجتي في قرية بيفانا.. لسنين طويلة لم يُرزقنا الله بطفل يُفرح قلوبنا ويملأ حياتنا بالفرح والسعادة.. وفي يوم على حدود أرضي وجدتُ طفل صغير يبكي و خائف و جائع.. كان قد تم رميه قرب الغابة القريبة من أرضي وقصري... لقد عشقتُ الصغير من اللحظة الأولى وأردت حمايتهُ وإرجاعه لأهله... وعندما سألتهُ عن اسمه قال لي أن اسمهُ هو رومانو و والدته اسمها موني ووالدهُ اسمه مارسيلو.. "

 

أغمض عينيه وسالت دمعة من ركن عينه اليسرى ثم فتح عينيه وقال بحرقة

 

" الله وحدهُ الشاهد كم بحثت في القرية عن أهله لكنني لم أجدهم.. لم أجد أهلهُ أبدا.. وظننت بأنهم ماتوا.. وبعد فترة أربعة أشهر قررت أن أتبناه وأجعله ابني شرعا.. وفعلت.. أخذت زوجتي وابني وأتينا إلى سان مارينو وبدأنا حياة جديدة هنا مع ابننا رومانو.. "

 

أغلقت عيناي بشدّة ثم فتحتُها وتنهدت بقوة ثم قلتُ له بهدوء

" رومانو هو ابن اللورد مارشيلو ديلا روفيري.. هو حفيد اللورد رومين "

 

شهق فبيانو بقوة ثم شهق ألكسندر من بعده بصدمة وهتف فبيانو بدهشة

 

" كيف ذلك؟!.. لا مستحيل؟!.. أعني أنا أعرف اللورد رومين معرفة شخصية لكن لا أعرف ابنه مارشيلو وكما أتذكر لقد قال لي بأن حفيدهُ تم اختطافه من قصره في بييترابيرتوسا.. كيف لطفل أن يضيع بمفرده ويذهب لأميال بعيداً عن قصر والديه دون أن يراه أحد وحتى دون أن يصيبه أي مكروه؟!.. لا بلاكيوس أنتَ مُخطئ.. رومانو ليس حفيده.. "

 

نظرت بحزن وبأسف إليه وبدأت أخبرهُ كل ما قاله لي فابيو منذ قليل.. رأيت بألم فبيانو يبكي وهو يهز رأسه رفضا وعندما انتهيت من سرد الحقائق هتف فبيانو بحرقة وبغضب

 

" كم هو نذل وحقير.. كيف يخطف طفل بريء ويُبعدهُ عن أهله؟!.. كيف استطاع فعل ذلك؟ "

 

ثم شهق وقال بغصة

" لا بلاكيوس.. لا تُخبر رومانو أرجوك.. لا أريد أن أخسر ابني.. يكفي بأنهُ يُحب لورا ويريد أن يتزوجها.. لا تُبعدهُ عني وعن لورا أرجوك "

 

شعرت بالألم لرؤيتي لـ فبيانو منهار بهذا الشكل أمامي وشعرت بغضبٍ كبير و بكُره أعمى نحو فابيو وهتفت بعنف

" سوف أقتل ذلك الحقير.. سأقتله.. "

 

" ما اللعنة التي تحدث هنا؟!!!.... "

 

سمعت رومانو يهتفُ بغضب وفورا التفت ورأيتهُ يقترب نحونا وهو يسند يده على كتف لورا.. حدق فبيانو بوجهي بخوف ثم إلى رومانو بدهشة وقال بغصة

 

" رومانو.. بُني.. عُد إلى غرفتك لو سمحت فــ.. "

 

قاطعتهُ قائلا بغضب

" يكفي فبيانو.. لن أوافق معك.. لن تكون هناك أسرار مخفية بعد الآن على رومانو "

 

ثم اقتربت ووقفت أمام رومانو وقلتُ له

" لقد وجدنا أهلك الحقيقيين "

 

جحظ رومانو عينيه وحدق بوجهي بصدمة ورأيت لورا تفتح فمها على وسعه وهي تنظر إلى وجهي بذهولٍ كبير.. أخذت نفسا عميقا وزفرته بقوة وقلتُ له

 

" لقد تم اختطافك من قبل فابيو ميديشي وأنتَ في سن الثالثة من العمر.. أما والدك الحقيقي و والدتك هما مارشيلو و مونيكا ديلا روفيري.. والدك وأمك وجدك بحثوا عنك لسنين طويلة وحسب معلوماتي ما زالوا لغاية هذه اللحظة يبحثون عنك.. للأسف فابيو ميديشي خطفك منهم ورماك في قرية بيفانا.. والله كان رحيما معك وجعل فببيانو يجدك ويتبناك "

 

رأيت بحزن لورا تبكي بصمت بينما رومانو كان جامد وعلامات الصدمة واضحة على ملامحه.. اقتربت منه ووضعت يدي على كتفه وقلتُ له

 

" غدا في الصباح الباكر سأذهب إلى قرية بييترابيرتوسا.. إن أردتَ أن تتعرف على أهلك الحقيقيين يمكنك مرافقتي "

 

أبعدت يدي عن كتفه وسمعت فبيانو يشهق بقوة وتبعته لورا لكنها هتفت برعب

" لن يذهب من دوني.. سوف أرافقكم أيضا "

 

نظر إليها رومانو بدهشة ثم إلى والده ثم استقرت عينيه على وجهي وهمس بصدمة

 

" أبي الحقيقي هو مارشيلو ديلا روفيري؟!.. اللورد مارشيلو ديلا روفيري؟!!!... و أمي هي الليدي مونيكا؟!... و.. وجدي هو اللورد رومين ديلا روفيري العظيم؟!!!.. ذلك.. ذلك اللورد الذي لطالما سمعت عن مدى عظمته وكم أهل قريته يحبونه ويحترمونه ويقدرونه هو جدي أنا؟!!!!... "

 

حدقت بوجهه بحزن وأجبته

" نعم رومانو.. هم أهلك الحقيقيين.. أنتَ حفيد اللورد رومين و مارشيلو و مونيكا هما أهلك "

 

رأيت جسده يرتعش بقوة وهمس قائلا وهو يُشيح بنظراته إلى البعيد

" سوف أُرافقُكَ غدا كونت بلاكيوس.. أُريدُ أن أرى وأتعرف على عائلتي "

 

شهق فبيانو بقوة واقترب ليقف أمام رومانو وأمسك بيده اليسرى وقال له بحرقة و بخوف وهو يبكي

" رومانو لا تذهب.. أنتَ ابني.. ابني أنا.. سوف يأخذونك مني ويحرمونني منك.. لا تبتعد عني وعن لورا أرجوك.. لا تذهب بُني أرجوك "

 

لم ينظر رومانو إليه ورأيت بحزن دمعة وحيدة تسيل من ركن عينه اليمنى.. أغمض عينيه بشدّة وسحب يده من يد والدهُ وأزال يدهُ اليمنى عن كتف لورا وقال وهو يدير رأسه بالاتجاه المعاكس لـ فبيانو

 

" آسف أبي.. أنا يجب أن أذهب غدا وأراهم.. يجب أن أتعرف عليهم وأعلم حقيقة ما حدث في الماضي.. "

 

ثم استدار وبدأ يمشي ببطء مبتعدا عنا

" رومانوووووووو... "

 

هتفت لورا بخوف ثم هتف فبيانو بقوة

" بُني لا أرجوك اسمعني... "

 

وعندما حاول فبيانو و لورا الذهاب خلفه اقتربت بسرعة وأمسكت بيد لورا وبيد فبيانو ومنعتهما من الذهاب خلف رومانو وقلتُ لهما بصوتٍ منخفض

 

" دعوه حاليا بمفرده.. هو يحتاج لبعض الوقت حتى يفكر بهدوء.. ثم لا تخافا رومانو من المستحيل أن يبتعد عنكما.. هو يُحبُك فبيانو كأب حقيقي له ويعشق لورا بجنون..  دعوه قليلا حتى يختلي بنفسه ويُفكر ماليا "

 

أبعدت يداي ونظرت إلى لورا المنهارة والتي اقتربت وحضنت والدها قائلة بغصة و بألم

" أبي أنا خائفة.. خائفة أن يبتعد عني وعنك و.... "

 

قاطعها فبيانو وهو يضمها بشدّة إليه ويمسح على ظهرها بحنية بيديه قائلا

 

" هششش.. توقفي عن البكاء ابنتي.. أنا أعرف رومانو جيدا لقد ربيتهُ بنفسي.. هو لن يتخلى عنا بالتأكيد.. ثم هو يعشقكِ بجنون.. الكونت بلاكيوس مُحق.. يجب أن ندع رومانو حاليا بمفرده ونتركهُ حتى يهدأ ويفكر ماليا.. لكن غدا أنا وأنتِ سوف نرافقه لن نتركه بفرده للحظة صغيرتي "

 

تنهدت براحة ثم نظرت نحو نيكولاس و ألكسندر وأشرت لهما حتى يتبعاني.. دخلت إلى مكتبي وجلست بهدوء ونظرت إلى أصدقائي وقلت لهم كل ما فعلته وما حصل عندما كنتُ مع أدلينا في قصر نيكولاس وعندما انتهيت نظرت إلى نيكولاس المصدوم وتابعتُ حديثي لهما..

 

" أريدكم أن تتحضرا جيدا من أجل الغد.. الرحلة إلى قرية بييترابيرتوسا قد تستغرق ثلاثة أيام.. لكن إن ذهبنا بأقسى سرعة دون أن نتوقف  ونريح الجياد والجنود قد نصل إلى القرية خلال يومين فقط.. "

 

توقفت عن الحديث ثم نظرت نحو نيكولاس بحدة


رواية الكونت - فصل 32 - لورد رومين


وأمرته قائلا

 

" أريدُك الليلة أن تذهب إلى قصري وتجلب من مكتبي وثيقة زواجي من أدلينا.. سوف تجد مفتاح الدُرج على المكتب.. ثم أريدُك أن تذهب إلى قصرك وتأمر الخدم بأن يجهزوا لي المنزل المنعزل في أرضك.. ثم عُد بأسرع وقت إلى القلعة وجهز أنتَ و ألكسندر الجنود وكل ما نحتاجهُ للغد "

 

حدق نيكولاس بدهشة إليّ  وسألني بتوتر

" لماذا تريدني أن أذهب إلى قصري وأطلب من الخدم حتى يجهزوا ومن جديد المنزل المنعزل في أرضي؟!.. "

 

ثم عقد حاجبيه وتابع قائلا بدهشة

" لا تُخبرني بلاك بأنك تنوي بأخذ الكونتيسة أدلينا إليه؟!.. لا أعتقد بأن ذلــ.. "

 

قاطعته قائلا وأنا أقف

" لا تتدخل نيكولاس.. نفذ بسرعة ما أمرتُك به دون أي نقاش.. أريدُ أن يكون كل شيء جاهز لصباح الغد "

 

وقف نيكولاس وحدق بوجهي بحزن وقال قبل أن يخرج

" طلباتك أوامر لي بلاكيوس.. لن أتأخر.. وحين عودتي سوف أتكفل بتحضيرات رحلة الغد مع ألكسندر "

 

احنى لي رأسه باحترام ثم خرج من المكتب بهدوء.. سمعت ألكسندر يُكلمني بنبرة حزينة

" نيكولاس نيتهُ طيبة.. لا تقسو عليه بلاك.. هو لا يريدُك أن تقسو على الكونتيسة أدلينا وتندم لاحقا عندما لا ينفع الندم.. هو يــ... "

 

قاطعتهُ قائلا بغضب وأنا أضرب كف يدي بعنف على سطح مكتبي

" لا تُدافع عنه ألكسندر.. أنا ما زلتُ غاضبا منه.. لقد ترك زوجتي تهرب مني وهي حامل وطفلي توماسو معها.. ماذا سأفعل لو أصابها مكروه على الطريق؟!... أو حادث أو... "

 

كتمت كلماتي بغصة في داخلي ثم نظرت إلى ألكسندر بعجز قائلا

" أنتَ لا تعلم كمية الأفكار السلبية التي تدور في رأسي الآن... أنا خائف وقلق عليها جدا.. لن أُسامح نيكولاس أبدا إن حصل أي مكروه لزوجتي "

 

تجمد ألكسندر في جلسته ثم وقف وكلمني بجدية

 

" عليك أن تكون منطقي بلاك.. لا ذنب لـ نيكولاس بشيء.. كان عليك أن تكون صريحا معنا وخاصةً مع نيكولاس وتُخبره بأنك تزوجت أدلينا وما تنوي فعلهُ في الحفلة... كيف كان له أن يعلم بذلك؟!.. اسمح لي بأن أقول لك بأنك المذنب هنا.. أعتذر منك لكنها الحقيقة.. كان يجب أن تُخبرنا.. نيكولاس لم يُخطئ بتركها تهرب.. هو أشفق عليها وتركها تهرب ظنا منه بأنه يساعدها قليلا حتى تستريح ثم يجدها لك.. ثم كيف كان سيعلم بأن أمها كارين هي ابنة اللورد رومين ديلا روفيري وبأنها ستأخذ بناتها إلى قصر والدها.. ثم بلاك عليك أن تكون رحيما مع زوجتك المسكينة لقد هربت دون أن تعلم بأنها زوجتك فعلا وبأنها حامل منك "

 

توقف ألكسندر عن التكلم ثم تنهد بقوة وتابع قائلا بغصة

" أعترف أنني غضبتُ منه أيضا لأنه ألمك كما ألمني بإبعاده يولينا عني.. لكن عذرته لأنني تفهمت أسبابه وعليك فعل ذلك أيضا "

 

رفعت يدي اليمنى ودلكتُ عنقي بتوتر وحركت كتفيّ لأذيل التشنج عنهما ثم جلست على الكرسي الخاص بي خلف مكتبي ثم رفعت يداي وأسندت نفسي على مرفقاي ووضعت يداي على وجنتي وفركت بشرتي بأصابعي برقة ونظرت إلى وجه ألكسندر قائلا بنبرة هادئة

 

" أعترف بأنك مُحق لكنهُ يستحق التوبيخ ومُعاملتي لهُ بجفاء قليلا.. أنا لم أعُد غاضبا منه فما حصل قد حصل.. ثم أخبرني ماذا تنوي فعلهُ بـ يولينا.. فكما أعلم لقد أقسمت لك المسكينة بشرفها أن تكون لك دون أن تعلم فعلا ما خطورة ما فعلته "

 

قست ملامح ألكسندر وقال بجدية

" سوف أُطالبها أمام جدها حتى تفي بقسمها لي.. يولينا عليها أن تدفع ثمن هروبها مني "

 

ضحكت بخفة وقلتُ له بسخرية

" وتلومني أنتَ و نيكولاس على ما أنوي فعلهُ بزوجتي!... إذا لا تعترض أنتَ أيضا على ما أُخطط لفعلهُ بزوجتي.. لقد ألمتني جدا بهروبها وعليك أنتَ بالذات أن تتفهم موقفي "

 

حدق ألكسندر بوجهي بحزن وهز رأسه موافقا ثم وقفت وطلبتُ منه أن يبدأ بالتحضيرات لرحلة الغد قبل عودة نيكولاس إلى القلعة لكسب المزيد من الوقت ثم خرجنا من مكتبي وتابعت الصعود إلى جناحي بحزن

 

" أدلينا.. يا زوجتي الجميلة.. قريبا جدا سوف تكونين في قبضتي.. أنتِ لي ولن أسمح لكِ بأن تبتعدي عني مجددا "

 

همست بغضب وأنا أزيل ملابسي وأدخل إلى الحمام لكي أستحم....

 

 

لورا**

 

كنتُ حزينة جدا وخائفة لحد اللعنة بأن يتركني رومانو عندما يذهب ويرى والديه الحقيقين.. ساعتين وأنا أجلس على الأرض في غرفتي أبكي بحرقة وبألم وبخوف من أن يحصل ذلك..

 

والدي فبيانو طلب مني أن أمتثل لما طلبهُ الكونت بلاكيوس وأن لا أذهب إلى غرفة رومانو وأراه.. لكن بعد ساعتين من البكاء المرير والخوف والأفكار السوداء التي عصفت في دماغي قررت أن أذهب وأراه..

 

وقفت ومسحت دموعي وهمست بتصميم

" لن أسمح لـ رومانو بأن يبتعد عني للحظة واحدة.. ثم هو يحتاجني الآن.. نعم هو بحاجةٍ إليّ الآن في هذا الوقت العصيب وأنا يجب أن أكون معه "

 

استدرت ومشيت بسرعة وخرجت من غرفتي وذهبت إلى جناح رومانو.. وقفت أمام باب غرفته أرتجف من الخوف وأنا أُفكر كيف سوف تكون ردة فعله إن رآني أمامه الآن!.. لكنني تشجعت وأمسكت بالمقبض وفتحت الباب دون أن أطرق عليه ودخلت إلى الغرفة وأغلقت الباب خلفي بسرعة لكي لا أتردد وأخرج...

 

وقفت جامدة وأنا أنظر بحزن إلى رومانو.. كان يجلس على الأريكة وهو مُنحني الظهر والرأس وينظر إلى الأسفل بشرود..

 

" ماذا تريدين لورا؟ "

 

كلمني بنبرة جامدة دون أن ينظر إليّ حتى.. خفق قلبي بخوف لكنني قررت أن لا أخرج وأبقى معه حتى لو طلب مني ذلك.. تقدمت نحوه ببطء ثم جثوت على الأرض أمام قدميه على ركبتاي ورفعت يداي واحتضنت يديه ثم نظرت إلى عينيه برقة وقلتُ له بحزن

 

" أريدُ أن أبقى معك حبيبي.. أنا من المستحيل أن أتركك وأنتً في هذه الحالة "

 

ثم بلعتُ ريقي بقوة وتابعت قائلة بغصة خاصةً لأنه لم ينظر إلى وجهي

" أنا أحبُك رومانو.. مهما حدث سوف أظل معك وبجانبك و.. أوههههممممم.... "

 

شهقت بقوة وكُتمت شهقتي عندما رفع رومانو رأسه وأبعد يديه ووضعها خلف رأسي وقبلني بعنف و برغبة.. أغمضت عيناي وبادلتهُ القبلة برغبة أكبر..

 

كان قلبي ينبض بعنف عندما توقف رومانو عن تقبيلي ثم وقف وساعدني بالوقوف ووضع يده على خدي الأيمن وقال  بحرقة

 

" أنا أحتاجُكِ لورا.. أحتاجُ إليكِ بشدّة.. أريدُكِ الآن... "

 

سارت رعشة قوية من ظهري إلى أسفل عمودي الفقري وتسارعت نبضات قلبي وارتعشت مفاصلي عندما سمعت ما تفوه به.. رفعت يداي وبدأت بفك أزرار قميصه واحدا تلو الأخر وقلتُ له بينما كنتُ أنظر إلى عينيه بحُبٍ كبير

 

" وأنا أيضا أحتاجُ إليك حبيبي "

 

انتباه مشهد حميم*


تأوه بقوة وأزال قميصه عنه ورماه بعيدا ثم أمسكني بكتفيّ وأدارني وبدأ يفك رباط الفستان من الخلف ثم ساعدني بإزالته مع ثيابي الداخلية ثم جعلني أتسطح على الأريكة وتعرى ليُصبح عاريا أمامي.. بلعت ريقي بقوة وأنا أنظر إلى عضوه الذكري المنتصب والجميل..

 

انحنى وصعد بهدوء على الأريكة وحاصرني بجسده.. استطعت أن أرى ملامح الألم في عينيه وعندما أردت أن أعترض لأنني شعرت بالخوف على فخذه المصاب إلا أن اعتراضاتي كُتمت عندما قبلني بشهوة كبيرة..

 

تأوهت بقوة ورفعت يداي وبدأت أُداعب كتفه وألمس ظهره بينما كنتُ أُبادلهُ القبلة بجوعٍ كبير.. تأوهت بقوة عندما فصل القبلة واقتحمني دفعةً واحدة بقضيبه وهو يمتص عنقي ويعضه..

 

" أووووه.. رومانو حبيبي... "

 

تأوهت بمتعة عندما بدأ يدفع بقوة وهو يمتص حلمتي ويداعب صدري بيديه.. شعرت بجسدي يحترق من شدّة الرغبة والمتعة.. لقد اشتقت للشعور به.. اشتقت كثيرا  لمداعباته واشتقت أكثر لشعوري بعضوه الذكري بداخلي..

 

كان جسدي يرتعش ونارا مُلتهبة تتصاعد منه بسبب شهوتي الحارقة.. كانت ساقاي ترتعش بشدّة بينما كنتُ أضعها حول خصر رومانو.. شعوري بدفعاتهِ وبقضيبه المنتصب بداخلي أحرقتني بنار الشهوة واللذة..

 

" آااااااااااااااااااه حبيبي.... "

 

تأوهت بقوة عندما ازادت سرعة دفعاته وعضوه الذكري دخول أعمق بداخلي.. كنتُ مبتلة جدا لأجله.. كنتُ غارقة في عالمٍ آخر الآن معه.. رفعت يداي وبدأت أخدشُ بشرتهُ عن كتفه بينما جسدي يتحرك بعنف صعودا ونزولا مع كل دفعة..

 

رفع رومانو رأسه ونظر إلى وجهي وتحديدا في عمق عيناي.. كانت عينيه تشتعل بنار الرغبة والحُب.. ابتسمت له بين تأوهاتي والتي لم أستطع كتمها فأخفض رأسه وقبلني بقوة.. سحق شفتي السفلية بشفتيه وبدأ يمتصُها برغبة و بجوعٍ كبير.. حاولت مُجاراته وتقبيله لكن تأوهت بقوة عندما أخرج قضيبه وترك فقط رأسه بداخلي ثم اقتحمني بقوة لأشهق وأنا أرتعش من المتعة...

 

" أحبُكِ لورا.. أحبُكِ جدااااا "

 

هتف رومانو بأنفاسٍ متلاحقة وهو يقبل عنقي ويضع علامات مُلكيته عليه..

 

" آاااااااااااااااااااه... أنا.. أحبُك أكثر حبيبي "

 

همست له بنشوة ثم بدأ رومانو يُقبل كتفي ثم ترقوتي نزولا إلى صدري.. تأوهت بألم عندما عض حلمتي وبدأ يمتصها بقوة بشفتيه ويلعقها.. لقد أصبحت حلماتي حساسة هذه الفترة لكنني لم أهتم للألم..

 

مارسنا الحُب بعنف دون أن نكترث لشيء.. مارسنا الحُب بجنون وبشغف و بشهوة.. وبعد ساعة ونصف أفرغ رومانو سائله بداخلي للمرة الثانية.. كان جسده يرتعش بقوة فرفع رأسه وحدق بعشق إلى عيناي ثم وضع جبينه على خاصتي وتأوه بألم


انتهى مشهد الحميم*

 

حدقت برعب بوجهه وهمست بخوف

" رومانو.. حبيبي ما بك؟!... "

 

تأوه بضعف وقال 

" لا تقلقي.. فخذي يؤلمني قليلا "

 

شهقت بقوة وقلت له بقلقٍ شديد

" اجلس حبيبي ودعني أرى فخذك "

 

ابتعد عني وجلس على الأريكة وفورا استقمت ونظرت نحو فخذه المصاب وشهقت بقوة.. كان جُرحه ينزف.. نظرت برعب إلى فخذه وهتفت بخوفٍ كبير

 

" يا إلهي.. حبيبي جُرحك ينزف!!.. وأنا السبب "

 

" لا تخافي لورا.. لقد نزف القليل من الدماء لا داعي للقلق "

 

لم أستمع إليه لأنني أعلم جيداً بأن جُرحهُ قد انفتح من جديد.. وقفت وركضت نحو الحمام.. كنتُ قد وضعت سابقا بعض من أدواتي به حتى أغير على جرحهُ يوميا.. أخذت الأدوات وركضت وجلست على الأرض أمامه وبدأت أزيل الضمادة عن جُرحه وشهقتُ بخوف عندما رأيتهُ..

 

تبا لي.. لقد فتح جُرحهُ من جديد وهو ينزف الدماء.. سالت دموعي لدى رويتي له وشعرت بيد رومانو على وجهي وبدأ يمسح دموعي برقة ثم رفع رأسي ونظر بعاطفة إلى عيناي الباكيتين وقال بنبرة حنونة

 

" توقفي حبيبتي عن البكاء.. دموعكِ تؤلمني.. أنا بخير حبيبتي.. هذا مجرد جُرح بسيط سوف يُشفى بسرعة "

 

ثم انحنى وقبل شفتاي برقة فابتسمت له بحنية وتوقفت عن البكاء وبدأت أهتم بجرحهُ.. عندما انتهيت دخلت إلى الحمام وجلبت وعاء ووضعتُ به مياه وأخذت منشفة وصابونة ثم دخلت إلى غرفة النوم وبدأت أمسح جسد رومانو برقة وأغسله بالصابون.. عندما انتهيت ساعدته بالوقوف وجعلتهُ يتسطح على سريره ثم ارتديت ملابسي وقلتُ له بخجل

 

" أنا.. أنتَ لن تتركني حبيبي عندما تتعرف على عائلتك.. أليس كذلك؟!.. "

 

نظر رومانو إلى وجهي بدهشة ثم ابتسم برقة وأمسك بيدي وسحبني لأجلس بجانبه على السرير وقال وهو يضم كلتا يداي بيديه

 

" مستحيل أن أفعل ذلك لورا.. إياكِ أن تفكري بأنني قد أتخلى عنكِ للحظة واحدة.. أنتِ كل ما أرغبه في هذه الحياة.. أنتِ حبيبتي وخطيبتي وقريبا سوف تكونين زوجتي.. أنا.. "

 

توقف رومانو عن الحديث عندما تأوهت بألم وأبعدت يدي اليمنى ووضعتُها على رأسي ورأى وجهي يصفر ويعتليه الشحوب.. أغمضت عيناي بقوة إذ فجأة دارت بي الدنيا وشعرت بدوار و بلعيان قوي..

 

" لورا.. حبيبتي ماذا حصل؟!.. هل تتألمين؟!.. لورا حبيبتي أخبريني هل أنتِ بخير؟!!.. "

 

سمعت رومانو يهتف بقلقٍ شديد وعندما فتحت عيناي شعرت بأنني سأتقيأ وفورا وضعت يدي على فمي ووقفت وركضت نحو الحمام وأفرغت كل ما يوجد في معدتي

 

" لورااااااااااااااااا..... "

 

سمعت رومانو يهتف بخوفٍ كبير بإسمي لكنني لم أستطع أن أرد عليه وتابعت التقيؤ بضعف وأنا أبكي... شعرت بيدين تمسد ظهري بحنية ثم شعرت بيديه تُبعد شعري إلى الخلف عن وجهي... حاولت أن أرفع رأسي واطمئنه عني لكنني تابعت التقيؤ رغما عني..

 

بعد دقائق كنتُ أتنفس بقوة وأنا أمسح دموعي ثم استقمت ونظرت بضعف إلى رومانو الخائف.. ابتسمت له بإرهاق فأمسك رومانو بيدي وقربني منه وبدأ يغسل فمي ويمسحه ثم احتضنني بشدّة وقال لي وهو يُدخلني إلى غرفته

 

" ماذا حصل حبيبتي؟.. لماذا تقيأتِ؟!.. هل أنتِ مريضة؟!!... أخبريني لورا أرجوكِ "

 

خفق قلبي بشدّة وارتعشت مفاصلي وأنا أحاول جاهدة التماسُك أمامه وعدم البكاء.. تنفست بقوة ثم قلتُ له

 

" لا تقلق.. مُجرد برد التقطه.. سوف أتحسن بسرعة.. أرغبُ بالنوم فأنا مُرهقة جداً.. أراك قريبا حبيبي "

 

قبلتهُ بسرعة على خده وابتعدت عنه وخرجت مُسرعة من غرفته وصعدت إلى غرفتي.. رميت نفسي على السري وبكيت بجنون..  وبعد وقتٍ طويل رفعت رأسي وهمست ببكاء و بخوف

 

" ماذا سأفعل الآن؟!.. ماذا سأفعل إن لم يتقبل رومانو؟!!!... "

 

وضعت يدي على معدتي ومسدتُها بحنان ثم بكيت بسعادة وهمست

" يا إلهي.. أنا حامل من رومانو!!... "

 

أغمضت عيناي ثم فتحتها وتنهدت بقوة وفكرت.. بدأت أُصاب بدوار منذ أسبوع لكنني لم أهتم به والسبب لأنني كنتُ حبيسة في غرفتي.. لكن الآن حتى اكتشفت حالتي عندما أحسست بدوار وتقيأت.. تبا كيف لم أنتبه أن دورتي الشهرية تأخرت؟!!.. لقد تأخرت لأسبوعين..

 

ماذا سأفعل الآن؟!.. أبي فبيانو قد يقتلني إن اكتشف ذلك الآن وخاصةً لأنه يتألم وخائف من خسارة رومانو.. و رومانو!!.. هل سيتقبل طفلنا بهذا الوضع الغريب؟!..

 

تبا لي.. كيف لم أتخذ احتياط لكي لا أُصبح حامل؟!!!.. هذا ليس الوقت المناسب.. كيف سأُخبر رومانو وخاصةً أبي عن حالتي؟!!.. ماذا يجب أن أفعل الآن؟!...

 

فكرت بحزن ولكنني قررت أن أعترف لـ رومانو في أسرع وقت.. وقفت وقررت أن أستحم ثم أنام لأنه غدا يجب أن أستيقظ باكرا لأذهب برفقتهم إلى بييترابيرتوسا...

 

 

أدلينا***

 

كنتُ أنظر بدهشة وأنا أرى بصدمة كبيرة أمي كارين توقف العربة أمام بوابة ضخمة وقف أمامها أربعة حُراس وكانت مُحاطة ببرجين دائريين وثلاث بوابات في محيط القصر.. أما القصر فكان كبيراً جداً.. حتى أكبر من ما رأيناه من بعيد.. كان يتألف القصر الكبير من سبعة طوابق وتحيط به ثلاث أبراج و البساتين والبيوت الخاصة بالحاشية ودور الخدمة والمخازن والمطابخ والحمامات.. يكفي السور المحيط به..

 

نظرت أنا و يولينا إلى والدتنا بدهشة كبيرة عندما رأيناها تنزل من العربة وتتقدم ببطء نحو البوابة.. وقفت بسرعة لتجتاح جسدي رجفة برد من أثر الرهبة والتوتر وأنا أشعر بأن مكاني ليس هنا.. وعندما هممت أن أصرخ لها بخوف لكي لا تقترب أكثر حتى لا تتعرض للإساءة من هؤلاء الحُراس إلا أنني كتمت صرختي عندما رأيت حُراس البوابة يحنون رؤوسهم باحترام لها وابتعدوا وفتحوا البوابة لأمي...

 

" هااااااااه!!!!.... "

 

همست أنا و يولينا بدهشة كبيرة خاصةً عندما استدارت أمي وأشارت لنا بيدها حتى نأتي..

 

" ما اللعنة التي تحدث هنا أدلينا؟!!!!... "

 

همست يولينا بذهول وأجبتُها بسرعة وبهمس وأنا أحتضن توماسو إلى صدري بقوة

 

" لا فكرة لدي بتاتاً "

 

نزلت يولينا من العربة ثم ساعدتني بالنزول ومشينا ببطء وبتردد نحو والدتنا.. عندما اقتربنا من البوابة نظرت إلى الحُراس بخوف لكن لدهشتي أحنوا رؤوسهم لنا باحترام ثم سمعت والدتي تقول

 

" هيا بنات.. أدخلوا بسرعة.. "

 

ثم تابعت موجهة حديثها بأمر إلى الحُراس قائلة

" أدخلوا العربة وضعوا الحصان في الإسطبل واطلبوا من السائس بأن يهتم به ويطعمه "

 

ولدهشتي الكبيرة أنا و يولينا أجابوها بصوتٍ واحد

" حاضر ليدي كارين "

 

" ليدي؟!!!!!!.... "

 

هتفت أنا و يولينا بصدمة كبيرة  لكن أمي أشارت لنا بيدها حتى نتقدم وفعلنا.. وقفنا أمامها جامدين بذهول وسمعت توماسو يهتف بسعادة

 

" وااووووو.. ماما القصر جميل جدااااااااا.. هل يمكنني اللعب في الحديقة؟.. لو سمحتِ ماما... "

 

لكن قبل أن أُجيبه رأيت أمي ترتعش بقوة وهي تنظر أمامها واستطعت رؤية وجهها والذي أصبح شاحبا وفورا تتبعت نظرات أمي ورأيت رجل كبير في السن يبدو في عقده السادس من العمر أو أكبر بقليل يخرج من باب القصر وينزل الأدراج ويقترب نحونا لكنه فجأة تجمد في وسط الساحة ورأيت وجهه أصبح لونهُ أبيض كالثلج بينما كان ينظر بصدمة واضحة إلى أمي..

 

فجأة ركضت أمي ورأيتُها بصدمة تجثو على ركبتيها أمام ذلك الرجل وأحنت رأسها إلى الأسفل.. ركضت يولينا نحوها وهي تهتف برعب

 

" أمييييييييي.... "

 

تبعت يولينا برعب دون أن أفهم ما الذي يحدث لكننا توقفنا فجأة خلف أمي بعيدين عنها عدة خطوات عندما سمعناها تقول بحرقة وببكاء لذلك الرجل

 

" سامحني أبي أرجوك.. سامحني... يمكنك أن تقتلني لكن أرجوك ليس أمام بناتي.. هما لا ذنب لهما بخطيئتي.. يمكنك قتلي كيفما تريد.. لكن احمي بناتي واهتم بهما فهما أحفادك في النهاية "

 

شهقنا برعب أنا و يولينا ونظرنا إلى بعضنا البعض بصدمة ثم حدقنا إلى ذلك الرجل الجامد أمامنا بذهول ورأينا بدهشة كبيرة الدموع تنساب ببطء من عينيه لتسيل على وجنتيه.. وفجأة نظر إلينا بحنية ثم شهق بقوة وانحنى.. وقبل أن   أفهم  ما ينوي فعله صرخت بقوة

 

" لاااااااااااااااا... لا تقتل أمي أرجوكككككك... "

 

ركضت بنية حمايتها وأنا أضم توماسو بقوة إلى صدري لكنني تجمدت عندما رأيتهُ يُعانق أمي بشدّة وهو يهمس لها ببكاء

 

" قفي يا ابنتي أود أن أرى وجهكِ الجميل.. ابنتي... ابنتي كارين.. ابنتي الغالية.. صغيرتي الجميلة.. أخيرا عُدتِ.. أخيرا رأيتُكِ يا قلبي.. يا إلهي كم بحثت عنكِ وعن حفيدي لكنني لم أستطع إيجادكم.. لم أتوقف للحظة واحدة طيلة ثلاث وعشرين سنة بالبحث عنكِ وعن طفلكِ.. أخيرا عُدتِ يا ابنتي... عُدتِ إليّ من جديد... لقد خطفكِ مني ذلك الملعون.. أخذكِ وهرب وحرمني منكِ ومن أحفادي طيلة هذه السنوات المؤلمة "

 

" جدي!!!!.... "

 

همست بذهول وفتحت فمي على وسعه وأنا أنظر إليه وهو يُقبل رأس أمي ويبكي بشدّة.. رفعت أمي رأسها وقالت له بدهشة

 

" كيف ذلك؟!... لقد.. لقد أخبرني فابيو بأنك تريدُ قتلي بعد أن ألد طفلي.. لذلك هربنا من بييترابيرتوسا حتى لا تقتلني و.. و.. "

 

وقف ذلك الرجل ومسح دموعه ثم ساعد أمي بالوقوف وقال لها بحرقة وهو يضع يديه على وجنتيها

 

" لقد كذب عليكِ ابنتي.. أنا من المستحيل أن أقتلكِ فأنتِ لا ذنب لكِ بدناءته.. لقد كنتِ ضحية لشرهِ و وساختهِ و انحرافهِ وحقارته.. أنتِ لستِ مذنبة لأنه اغتصبكِ ذلك النذل الجبان... وبعد أن أجبرت فابيو على الزواج بكِ أخبرتهُ بأنني سوف أرميه خارج بييترابيرتوسا ولن أسمح له برؤيتكِ مجددا.. أخبرتهُ بأنكِ سوف تعيشين في قصر والدكِ معززة ومكرمة أنتِ و حفيدي المنتظر وأنه لن يستطيع رؤيتكم من جديد والدخول إلى القرية.. لكن قبل أن أبعث حُراسي بجلبكِ من منزله كان قد أخذكِ وهرب.. حرمني منكِ طفلتي ومن أحفادي وأحرق قلبي عليكِ "

 

سالت دموعي بألم على والدتي وسمعت يولينا تبكي وتشهق بقوة.. كم أبي فابيو ظالم وحقير.. وكم ألم أمي.. رأيت أمي تبكي وهي تُعانق ذلك الرجل والذي اتضح لنا بأنهُ جدنا.. وسمعت أمي كارين تقول لهُ بحرقة وبغصة كبيرة

 

" كم اشتقتُ إليك يا والدي الحبيب.. لقد ألمني كثيرا فابيو.. لقد عذبني ودمرني ودمر طفلتاي.. كنتُ أصلي في كل ليلة حتى يحن قلبك عليّ وتأتي وتنقذني منه وتنقذ بناتي من شره الكبير.. كنتُ ضعيفة بعيدا عنك وسمحت له بتدميري مع بناتي.. لكنني اكتفيت وقررت أن أحمي بناتي مهما كلفني ذلك "

 

" ماما لماذا جدتي تبكي؟.. ولماذا تبكين أنتِ وخالتي يولينا؟ "

 

سمعت توماسو يسألني بحزن فنظرت إليه وقبلت خدهُ بقوة ثم ابتسمت له قائلة

" لا تقلق صغيري هذه دموع السعادة "

 

فجأة سمعت خطوات تقترب منا رفعت رأسي وتجمدت برعب عندما رأيت ذلك الرجل يتقدم نحونا وهو يهتف

" أبي ما الذي يحدث هنا و... "

 

توقف عن التكلم وتجمد بصدمة أمامنا عندما رأى أمي كارين بين أحضان جدنا... لكن أنا كان جسدي يرتعش بقوة بينما كنتُ أُحدق بوجهه.. اقتربت يولينا مني ولكزتني بمرفقها وهمست قائلة لي بصدمة

 

" ياه.. أدلينا هل ترين ما أراه؟!.. ذلك الرجل نسخة متطابقة عن القائد رومانو.. لو لم أكن أعلم بأن القائد رومانو شقيق الطبيبة لورا إستي كنتُ ظننت بأنه ابن ذلك الرجل أو شقيقهُ.. فعلا يُخلق من الشبه أربعين.. و.. هممم.. لا طبعاً مستحيل! "

 

بلعت ريقي بقوة و أشرت لها برأسي موافقة وأجبتُها بهمس

" ياااه.. معكِ حق.. أشعرُ بالصدمة من الشبه الكبير بينهما.. كأنني أقف أمام رومانو ولكنه كبِرَ بالعُمر عدة سنوات بلحظة "

 

رأيت أمي تنظر إلى ذلك الرجل ثم ابتعد عنها جدي وابتسم بسعادة لذلك الرجل قائلا

" مارشيلو بُني.. شقيقتك كارين عادت.. عادت إلينا مع حفيداتي من جديد.. لا تقف جامدا اقترب ورحب بها.. لقد بحثت عنها أكثر مني و... "

 

توقف جدي عن التكلم عندما صرخ ذلك الرجل بقوة

" كارين شقيقتي.. كاااااااااااااااااااارين... "

 

وبدهشة رأيناه يبكي وركض وعانق أمي وانفجروا معا بالبكاء.. مسحت دموعي بينما كنتُ أنظر إليهما بسعادة ثم رأيت جدي يقترب نحونا ونظر إلينا بسعادة وهمس بفرح

 

" حفيداتي.. حفيداتي الجميلات.. "

 

رفع يديه عاليا واقترب وعانق يولينا بشدة وهو يبكي قائلا

" كم تمنيت أن أراكم ولو للحظة واحدة.. "

 

بكت يولينا وبادلتهُ العناق وعندما ابتعد عنها وضع يديه على وجنتيها وقال لها

" كم أنتِ جميلة.. ما هو اسمكِ صغيرتي؟ "

 

شهقت يولينا بقوة وقالت له ببكاء

" يولينا "

 

أغمض جدنا عينيه ثم فتحها وقبل جبين يولينا وقال لها

" اسمكِ جميل جدا تماماً مثلكِ يا حفيدتي الغالية "

 

ابتسمت له يولينا بخجل ثم اقترب ووقف أمامي وحدق بوجهي بتمعن.. سالت دمعته وهو ينظر إلى وجهي وهمس بحرقة

" يا إلهي كم تشبهين أمكِ كارين.. كأنني أراها أمامي وهي صغيرة.. "

 

ثم حدق بابني توماسو وهمس بسعادة

" هل هذا الصغير الوسيم حفيد ابنتي كارين؟ "

 

أجبتهُ بخجل

" نعم جدي "

 

ابتسم بسعادة واقترب وعانقني أنا و توماسو بشدّة ثم ابتعد وقبلني على وجنتي ثم قبل جبين توماسو وداعب وجنتيه بأصابعه وقال له

" كم أنتَ وسيم أيها الصغير.. ما هو اسمك؟ "

 

أغرق توماسو رأسه في صدري بخجل فابتسمت بسعادة وقلتُ لجدي

" اسمهُ توماسو و.. و أنا إسمي أدلينا "

 

عندما أخبرتهُ عن إسمي تجمد بصدمة وحدق بوجهي بذهول ورأيتُه يبكي بينما فكهُ كان يرتعش بقوة.. حدقت بوجهه بغرابة لكنه فجأة همس قائلا لي

 

" يا إلهي.. ابنتي كارين أسمتكِ على اسم زوجتي.. أعطتكِ اسم والدتها كما وعدتها بأن تفعل إن أنجبت طفلة "

 

فتحت عيناي على وسعها ونظرت إليه بدهشة كبيرة.. إنها المرة الأولى التي أعلم بها أن أمي أعطتني اسم جدتي... وهنا رأيت أمي تبتعد عن أحضان شقيقها واقتربت من والدها وقالت له بلهفة

 

" أبي أين هي أمي أدلينا؟!.. أريدُ رؤيتها لقد اشتقتُ إليها جدا و.... "

 

توقفت أمي عن التكلم عندما رأت الحزن يكتسي ملامح والدها.. اقتربت منه وأمسكت بيديه ونظرت إلى وجهه وقالت له بغصة

 

" أين هي أمي؟!!... أرجوك أبي قُل لي بأنها بخير... "

 

ثم نظرت إلى شقيقها ورأت أيضا وجهه يكتسيه الحزن.. أفلتت يدها من يد والدها وهزت رأسها نفيا وهمست قائلة

 

" لا.. لا أرجوك أبي.. لا تقل لي بأنها.. بأنها... بأنها.... "

 

اقترب جدي منها وأمسك بكلتا يديها وقال لها بحزن

 

" لقد توفيت منذ سنتين.. كان حلمها الوحيد قبل أن تموت أن تراكِ وتحتضنكِ إلى صدرها.. آسف صغيرتي.. آسف لأنني لم أجدكِ.. حاولت وبحثت عنكِ كثيرا لكن ذلك اللعين فابيو عرف كيف يُخفي أثركِ عني.. أمكِ لم تنساكِ للحظة واحدة صغيرتي وماتت وهي تلفظ اسمكِ.. "

 

شهقت والدتي بقوة ثم عانقت والدها وبكت بألم.. سالت دموعي بكثرة بينما كنتُ أرى أمي على تلك الحالة.. كم تعذبت أمي المسكينة..

 

رأيت شقيقها يقترب وأبعد أمي عن والدها وقال لها وهو يمسح دموعها برقة بأصابعه

 

" الذي مضى قد مضى شقيقتي.. المهم أنكِ الآن هنا ومعنا.. ثم مونيكا سوف تشعر بالسعادة عندما تراكِ.. إنها في غرفتها الآن.. اذهبي وفاجئيها وفي هذا الوقت سوف أتعرف على بنات شقيقتي الجميلات "

 

ابتسمت أمي له وهنا استدارت وحدقت بنا ثم اقتربت وأمسكت بيدي اليمنى وبيد يولينا اليسرى وقالت لنا

" حبيباتي أريدكما أن تتعرفا على خالكم مارشيلو وجدكم "

 

ثم نظرت إلى والدها وشقيقها وقالت لهما

" إنهما بناتي.. هذه ابنتي أدلينا وهي أرملة وهذا طفلها الجميل والملاك توماسو وهذه ابنتي الصغيرة يولينا "

 

ثم نظرت نحونا وقالت

" بناتي هذا شقيقي الكبير اللورد مارشيلو.. وهذا أبي الحبيب اللورد رومين ديلا روفيري و.... "

 

ارتعش جسدي بعنف وجحظت عيناي وحدقت بوجه أمي بصدمة كبيرة.. لم أستطع سماع كامل حديث والدتي إذ كنتُ أتنفس بسرعةٍ مخيفة بينما قلبي كاد أن يخرج من صدري لسرعة خفقاته.. أنا جدي هو لورد؟!!.. جدي هو اللورد رومين ديلا روفيري وخالي لورد أيضا؟!!!...

 

شعرت بساقي ترتخي وبدأ كل شيء يلتف حولي ويدور.. أغمضت عيناي وقبل أن أغيب عن الوعي سمعت صرخة أمي وصرخة يولينا المرتعبة وأحسست بيدين قويتين تمسك بي قبل أن أقع وكان ذلك آخر ما شعرت به قبل أن يلفني الظلام من كل الجهات...

 

أنين خفيف خرج من فمي وأنا أحاول فتح عيناي..

" اطمئني ليدي كارين ابنتكِ بخير لا داعي للخوف والهلع "

 

سمعت صوت امرأة غريبة تتكلم مع والدتي بينما كنتُ أرمش بقوة وأنا أحاول فتح عيناي

" أنتِ متأكدة أيتها الحكيمة؟!.. إذا لماذا أغمى عليها؟!!.. أرجوكِ أريدُ أن أطمئن على ابنتي.. قلبي سوف يتوقف خوفا عليها "

 

سمعت بحزن أمي كارين تهتف بخوف لتلك المرأة ثم سمعت يولينا تقول لها

" اهدئي ماما.. هي بخير.. لا بُد أنها كانت مُرهقة ولم تتحمل صدمة أن والدكِ هو اللورد رومين وخالنا هو لورد أيضا "

 

سمعت تلك الحكيمة تضحك بخفة ولكن فجأة سمعت باب ينفتح وصوت رجل قلق يهتف بقوة

" أنا لن أستطيع الانتظار خارجا أكثر من ذلك.. أريد أن أطمئن على حفيدتي.. تكلمي أيتها الحكيمة من ماذا تشكو حفيدتي الجميلة؟ "

 

تبا أنا لم أكن أحلم!!... إذا فعلا والد أمي هو لورد وهذا يعني بأن أمي من عائلة عريقة ونبيلة وأمي هي ليدي... فتحت عيناي بضعف ونظرت إلى الأسفل ورأيت الجميع يقف أمام السرير.. رأيت امرأة في عقدها الخامس تبتسم لجدي ثم قالت

 

" اطمئن سيدي اللورد.. حفيدتك بخير هي فقط حامل وأظن بأنها في شهرها الثاني أو الثالث.. مبروك سوف يكون لكم حفيد آخر قريبا "

 

ساد الصمت في الغرفة بشكلٍ مخيف عندما انتهت تلك الحكيمة عن التكلم.. أنا حامل من حبيبي؟!!.. هتفت بداخلي بقوة وارتعش جسدي بعنف وأنا أنظر أمامي دون أن أرى أي شيء.. سالت دمعة حارقة من عيني اليسرى وسالت ببطء وبللت وجنتي.. شعرت بها تحرق بشرتي الرقيقة.. ارتعشت شفتاي وفكي بقوة ثم أغمضت عيناي وبكيت بصمت...

 

" حامل؟!!.. حامل؟؟!!!.. حاااااااااااامل؟؟!!!!!... "

 

هتفت أمي بصدمة وتبعتها يولينا ثم جدي وسمعت تلك الحكيمة تقول

" نعم حامل.. تبدو ضعيفة لذلك يجب أن تتغذى جيدا من أجل الجنين وصحتها طبعا.. وخففوا عنها الصدمات.. سوف تكون بخير.. وقد تشعر بالدوار والغثيان في أول شهور الحمل لكنها بصحة جيدة "

 

ثم استأذنت بالانصراف وذهبت.. شهقت بخفة وأدرت رأسي وبكيت بصمت.. بداخلي طفل حبيبي ينمو في أحشائي!!!... كم حلمت بذلك وتمنيت أن أحمل في أحشائي طفل بلاكيوس...

 

" حفيدتي حامللللللل؟!!!.. كيف حصل ذلك كارين وهي أرملة؟!.. أليست أرملة؟!.. بحق السماء كيف تكون حامل وهي أرملة!!.. "

 

سمعت جدي يهتف بذهول بتلك الكلمات.. فتحت عيناي والتفت نحوهم ورأيت أمي تنظر إليه بخوف وهي تبكي.. فجأة أمسكت أمي بيد والدها وأجهشت بالبكاء وقبلتها بقوة ثم رفعت رأسها وقالت له بحرقة وببكاء وتوسُل

 

" أرجوك أبي لا ترمي ابنتي خارج قصرك... ربما حصل معها ما حصل لي في الماضي.. ابنتي شريفة و.. و.. أرجوك أبي احميها ولا ترميها خارج قصرك أتوسل إليك لا تظلمها.. أشفق عليها أرجوك.... "

 

بكيت بقوة وهمست بألم

" أمي.. لا تبكي أرجوكِ "

 

التفت الجميع نحوي وعندما أبعد جدي يده وحاول الاقتراب من السرير رأيت بحزن أمي تتمسك بسترته من الخلف وهي تبكي بحرقة قائلة

 

" أرجوك أبي لا ترمي طفلتي خارج القصر.. عليك أن تحميها إنها حفيدتك.. عاقبني بدلا عنها أتوسل إليك أبي... "

 

التفت جدي نحوها ثم أبعد يديها عنه وأمرها هي و يولينا قائلا

" أتركونا بفردنا.. أريدُ أن أتكلم مع حفيدتي أدلينا على انفراد "

 

حدقت أمي بوجهه برعبٍ كبير وقالت بهمس

" لكن أبي.... "

 

قاطعها جدي قائلا بأمر

" كارين.. لقد قلتُ لكِ أخرجي قليلا أريدُ التكلم معها على انفراد "

 

ثم نظر إلى يولينا وقال

" خُذي والدتكِ يولينا وانتظروني في الخارج "

 

نظرت يولينا إليّ وأشرت لها برأسي موافقة وفورا أمسكت بيد أمي وقالت لها

" أمي تعالي حبيبتي.. دعينا نخرج قليلا.. "

 

" لكن ابنتي.... "

 

اعترضت أمي لكن يولينا أمسكت بيدها وسحبتها خارج الغرفة وأغلقت الباب خلفها.. رغم أنني كنتُ أعلم بأن جدي لن يؤذيني إلا أنني رغما عني ارتعشت بخوف عندما وقف أمامي وحدق بوجهي بجمود.. ثم اقترب وجلس على طرف السرير بجانبي وقال بهدوء

 

" لا تخافي مني أدلينا.. أنا من المستحيل أن أؤذيكِ حفيدتي "

 

خفق قلبي بعنف وشعرت بالارتياح.. جلست وهمست قائلة له بخجل

" شكرا لك جدي "

 

تنهد بقوة وأمسك بيدي اليمنى وضغط عليها بخفة وسألني

" أخبريني أدلينا.. من هو والد الجنين؟ "

 

ارتعش فكي بقوة وأدمعت عيناي وهمست قائلة له بحزن

" إنهُ.. إنهُ الكونت بلاكيوس ويتلي.. هو أب طفلي "

 

رأيت جدي يرفع حاجبيه وهو يتأملني بدهشة كبيرة وفورا ارتعشت مفاصلي وأجهشت بالبكاء بقوة ثم سحبت يدي من قبضته ورفعت يداي وغطيت بها وجهي وأنا أنتحب وأشهق بقوة.. شعرت بيدين تُربت على ظهري بخفة وأحسست بوجهي أصبح على صدر جدي.. أغرقت نفسي به وحاوطت خصرهُ بكلتا يداي وقلتُ له بقهر

 

" أنا أحبهُ جدي.. أحبهُ بجنون لكنه لا يُحبني.. لقد ألمتهُ وعذبتهُ واستغليت وضعهُ.. أنا.. أنا أنقذتهُ عندما وجدتهُ في الغابة.. كانت إصابتهِ خطيرة لكنني لم أُشفق عليه واستغليت بغباء وضعهُ.. كان فاقد الذاكرة وأنا استغليت ذلك وعذبتهُ وهو بريء.. بريء.. حبيبي بريء وأنا دمرتهُ بسبب غبائي.. قلبي يؤلمني جدا.. قلبي يحترق من أجله ... "

 

أبعدني جدي عنه قليلا ووضع يديه على وجنتاي ورفع رأسي قليلا وبدأ يمسح دموعي وهو يقول بحنان

" لا تبكي أدلينا... ثم أنا لم أفهم شيئا.. لذلك أريدُكِ أن تهدئي أولا ثم تُخبريني كل الحقيقة وما حصل معكِ ومع الكونت بلاكيوس بالتفصيل الممل "

 

أشرت برأسي موافقة وعندما هدأت و توقفت عن البكاء بدأت أُخبر جدي كيف ماتت جوفانا وكيف ظننت بغباء بأن الكونت هو من اغتصبها وكيف ربيت توماسو كابنٍ لي.. ثم أخبرتهُ كيف وجدت بلاكيوس وانتقمت منه وتابعت سرد الأحداث بقهر لغاية حفلة خطبته على تلك العقربة وكيف اكتشفت بأن حبيبي بريء وليس هو الوالد الحقيقي لابني توماسو وكيف هربت من قلعته..

 

عندما انتهيت انفجرت بالبكاء وقلتُ له بعذاب

 

" لقد دمرتهُ جدي.. دمرت الرجل الوحيد الذي أحببتهُ بجنون.. هو من المستحيل أن يُبادلني مشاعري.. هو من المستحيل أن يُسامحني على ما اقترفتهُ بحقه.. والآن هو يريد أن يتزوج من خطيبتهُ قريبا.. و... وأظن إن عرف بأنني حامل منه قد يحرمني من ابني كما حرمني من توماسو.. إن أردتَ طردي من قصرك جدي لن أحزن منك لكن أرجوك لا تدع الكونت بلاكيوس يعلم بأنني حامل منه.. سوف أخُذ ابني توم وأذهب من هنا لكن أرجوك لا تُسلمني له "

 

من بين دموعي رأيت جدي يُحدق بوجهي بدهشة ثم لانت ملامحه ونظر بحنية إليّ وقال

" أنتِ تعشقينهُ جدا أليس كذلك؟ "

 

أشرت له برأسي موافقة بقوة وأجهشت بالبكاء أكثر وأنا أقول له بحرقة ألمت قلبي

 

" أنا أحبُه جدا جدي.. أنا لا أستطيع العيش من دونه.. كان يجب أن أعلم منذُ البداية بأنهُ بريء.. كل ما اقترفتهُ بحقه لم يتفوه بكلمة واحدة مُسيئة لي.. لم يرفع صوتهُ بوجهي ولم يعترض على إزلالي له ولم يلمسني رغماً عن إرادتي.. بل صبر وتحملني وتحمل مُعاملتي المقرفة وإهاناتي له وفي النهاية أنقذني من تينو عندما حاول الاعتداء عليّ.. ثم عاد وأنقذني قبل أن يتم بيعي في المزاد.. كم كنتُ غبية ولم أشُك بأنه بريء وأنهُ من المستحيل أن يغتصب فتاة بريئة ومريضة... أنا المذنبة لقد جعلتهُ يكرهني والآن إن عرف بأنني حامل منه سوف يحرمني من طفلي "

 

أغرقت وجهي بصدر جدي وانتحبت بعنف ولم أتوقف لثانية عن البكاء والشهيق.. داعب جدي خصلات شعري بخفة وقال بهدوء

 

" أنا أعرف الكونت بلاكيوس معرفة جيدة.. والدهُ المرحوم كان أعز صديقٍ لي حتى عمه أندريا كان صديقا لي.. صحيح بأنني لم أراه منذُ سنوات لكن أنا أعرف جيدا معدنهُ.. هو نبيل جدا.. وأعلم بأن ما حصل بينكما هو مجرد سوء تفاهم كبير.. بلاكيوس مستحيل أن يلمس امرأة إلا إن كان يعشقها بجنون وضعِف أمامها.. هو مشهور بشهامته وأخلاقهِ النبيلة وكرمِه.. كما أنني سمعت عن الحادث الذي تعرض له المسكين "

 

شهقت بقوة وقلتُ له بعذاب

" لا يوجد شيء يمكنني فعله لإصلاح سوء التفاهم الذي حصل بيننا جدي.. لقد خسرته.. خسرت حبيبي وأب طفلي إلى الأبد.. سوف يتزوج من تلك المرأة بعد عدة أيام.. قلبي يحترق ألما عليه.. أنا أستحق ما يحدث لي لأنني ظلمتهُ "

 

تابع جدي تهدئتي بكلماتٍ حنونة وفي النهاية دون أن أنتبه أغلقتُ عيناي وذهبت بنومٍ عميق في أحضانه...

 

 

اللورد رومين***

 

كنتُ أجلس على الشرفة في الطابق الأول أحتسي فنجان الشاي بهدوء وأنظر بحزن إلى البعيد وأنا أُفكر مثل عادتي بابنتي كارين وطفلها و بحفيدي رومانو... 


رواية الكونت - فصل 32 - لورد رومين



يا ترى أين هم الآن؟!.. هل هم بخير؟!.. والأهم هل هم سُعداء وبصحة جيدة؟!.. لطالما فكرت بذلك ولطالما بكيت بصمت لأجلهم.. ولطالما تمنيت أن أراهم قبل أن أموت..

 

حفيدي رومانو اختفى منذ أكثر من ثماني وعشرين سنة مؤلمة.. وابني مارشيلو المسكين لم يتوقف للحظة واحدة عن البحث عنه.. وبعد اختفاء حفيدي بأربع سنوات ونصف اختفت ابنتي الوحيدة كارين... بحثت عنها مع طفلها وحفيدي رومانو لكنني لم أجدهم أبدا.. والحزن والألم والعذاب أغرق قلوبنا لسنوات طويلة مؤلمة...

 

كنتُ أتألم جدا وأنا أرى ابني مارشيلو يبكي حُزنا و ألما على طفله المفقود.. والمسكينة مونيكا لم تتوقف عن البكاء طيلة هذه السنوات..  ومونيكا رفضت الإنجاب مرة أخرى بسبب ألمها على طفلها وتفهمنا موقفها جميعا... فهي أُم قد تحطم واحترق قلبها على طفلها الوحيد...

 

تنهدت بأسى ثم عقدت حاجبي عندما رأيت عربة متواضعة يجُرها حصان واحد تقترب من قصري.. أمعنت النظر جيدا وشهقت برعب عندما رأيت امرأة تمتلك شعر أحمر مُجعد تجُر العربة ومعها فتاتين وطفل.. خفق قلبي بعنف وشحب وجهي بشدّة عندما توقفت العربة أمام بوابة قصري الضخمة...

 

" لا!!.. لا مستحيل!!!... ابنتي كارين!!!!!.... "

 

همست بذهول عندما رأيت حُراسي يحنون رؤوسهم باحترام لها ويفتحون البوابة أمامها.. وقفت بسرعة وهتفت بصدمة كبيرة

 

" ابنتيييييييييييييييييي.. كااااارين.... "

 

ركضت بأقصى سرعةٍ أمتلكها وأنا أتمنى بداخلي وأتوسل القدير... أرجوك إلهي أتوسل إليك دعها تكون ابنتي كارين...

 

فتح الحُراس باب القصر لدى اقترابي منهم ولخوفي وقفت جامدا للحظات أمامها... أغمضت عيناي بشدّة ثم فتحتُها وقررتُ أن أخرج وأنا أهمس لنفسي

 

" اهدأ رومين.. إن كانت ابنتي كارين من في الخارج عليّ أن أكون هادئا ولا أُخيفها.. وإن لم تكن هي فهذه مشيئة الله "

 

خرجت بهدوء وتقدمت ولكنني وقفت وسط الساحة وارتجف جسدي وجحظت عيناي عندما رأيت ابنتي كارين أمامي..


رواية الكونت - فصل 32 - لورد رومين



 إنها هي!!.. إنها صغيرتي الغالية كارين... فكرت بسعادة لا توصف وسالت دموعي بألم عندما رأيتُها تركض وتجثوا أمام أقدامي وتطلب مني أن أقتلها لكن ليس أمام ابنتيها.. سالت دموعي وأنا أفكر بفرحٍ كبير.. ابنتي عادت إليّ.. كارين عادت أخيراً و لقد أصبح لدي حفيدتين.. أنا جد من جديد...

 

كان لقائي مع ابنتي مؤثر جدا.. لم أتوقف عن البكاء للحظة واحدة وأنا أُعانقها بشدّة.. أخيرا رأيت ابنتي الجميلة.. أخيراً حققت حُلمي و ها أنا أضمُها بين يداي وأستنشق رائحتها الجميلة...

 

وعندما تعرفت على حفيدتيّ كانت أجمل لحظة لي منذ زمنٍ طويل.. كم هما جميلات حفيدتيّ.. وشعرت بالسعادة وأنا أتعرف على الصغير توماسو..

 

لكن شعرت بالرعب وأنا أرى حفيدتي أدلينا تغيب عن الوعي وفورا ركض مارشيلو وأمسكها وطلب من يولينا أن تُبعد الصغير توماسو عن والدته وعندما فعلت ذلك حمل أدلينا وركض بها نحو غرفة الضيوف في الطابق الثاني...

 

كنتُ قلق جدا عندما دخلت الحكيمة لتكشف على حفيدتي وانتظرت أمام باب الغرفة برفقة مارشيلو لفترة ربع ساعة بعد أن أمرت الخدم بالاهتمام بـ توماسو..

 

" أبي لا تخف ستكون ابنة شقيقتي بخير.. يبدو بأنها مرهقة ولم تتحمل الصدمة بأنك جدها "

 

نظرت إليه بألم وقلتُ له

" سأقتل فابيو بيدي على ما تسبب به من أحزان و آلام لابنتي وأحفادي.. سوف أقتلهُ بيدي لذلك القذر "

 

تنهد مارشيلو بحزن وقال

" أتمنى فعل ذلك به أيضا بسبب ما فعلهُ بشقيقتي كارين.. "

 

مشيت بتوتر ذهابا وإيابا ثم وقفت وقلتُ له بقلق

" لقد تأخرت الحكيمة في الداخل.. أنا قلق جدا على حفيدتي أدلينا.. تبا لا أستطيع الانتظار أكثر... "

 

وفورا دخلت وسألت الحكيمة عن حفيدتي ثم تجمدت بذهول.. فكيف تكون حفيدتي حامل وهي أرملة؟!!... ولكن قلبي ألمني لرؤية ابنتي تُقبل يدي و تتوسل مني لكي لا أرمي ابنتها خارج قصري..

 

ابنتي الوحيدة تخافُ مني.. الله وحدهُ يعلم كم ملء رأسها فابيو بالأكاذيب عني...وهنا قررت أن أفهم موضوع حفيدتي وطلبت من ابنتي كارين و يولينا الخروج من الغرفة..

 

الذهول التام لفني عندما اكتشفت بأن الكونت بلاكيوس هو أب الجنين... وبداخلي شعرت بالارتياح لهذا الاكتشاف.. لكنني شعرت بالحزن عندما أخبرتني أدلينا ما اقترفته بحق الكونت...

 

بيني وبين نفسي علمت فورا بأن هناك سوء تفاهم كبير بينهما... أنا أعرف بلاكيوس جدا مستحيل أن يُعاشر حفيدتي إن لم يكن يُحبها... وقصة بأنهُ يريد الزواج من امرأة غير أدلينا جعلت الشكوك تنتابني أكثر بصحة هذا الخبر... وقررت أن أبعث بأحد رجالي إلى سان مارينو ويكتشف حقيقة الكونت وقصة خطوبته وزواجه...

 

عندما شعرت بأن حفيدتي غرقت بالنوم قبلت رأسها بخفة ثم وضعتُها برفق على الفراش ورفعت اللحاف وغطيت جسدها به.. نظرت بحزن إلى وجهها وفكرت بألم.. لماذا أنا وأبنائي وأحفادي يقسو علينا القدر؟!.. أنا لم أرتكب خطأ واحدا في حق أي إنسان في حياتي كلها.. ربما خطئي الوحيد بأنني أجبرت ابنتي الوحيدة أن تتزوج من ذلك القذر فابيو لأنهُ اغتصبها وحمِلت منه..

 

تنهدت بحزن وهمست لها وأنا أُبعد بعض من خصلات شعرها الحمراء عن وجهها

" سوف تكونين بخير حفيدتي الجميلة.. أنتِ نقية وطيبة مثل والدتكِ كارين... سوف أكتشف الحقيقة قريبا وحينها سوف أتصرف "

 

وقفت وخرجت من الغرفة بهدوء ثم أغلقت الباب خلفي وابتسمت لرؤية ابنتي تقف أمامي بتوتر.. ودون أي تردد اقتربت منها وعانقتُها بشدّة وقلتُ لها بحنان

 

" إياكِ أن تتوسلي إليّ مجددا لأرحمكِ وأرحم بناتكِ يا ابنتي الغالية.. أنا من المستحيل أن أؤلمكِ أنتِ وابنتيكِ.. لا تخافي مني أبدا يا ابنتي.. سوف أحميكِ أنتِ وبناتكِ لآخر نفس لي "

 

شهقت كارين بقوة وأغرقت وجهها أسفل عنقي وبكت بسعادة.. ابتسمت لحفيدتي يولينا وأشرت لها بالاقتراب وفورا اقتربت وعانقتها.. ثم أمرت الخدم بتجهيز غرفة خاصة لحفيدتي يولينا وطلبتُ منها أن تُرافقهم.. ثم نظرت إلى ابنتي بحنية وأمسكت بيدها اليمنى وقلتُ لها

 

" تعالي معي كارين.. لدي مفاجئة لكِ "

 

ابتسمت كارين برقة ومشت بجانبي.. صعدنا السلالم إلى الطابق الرابع ثم مشينا في الرواق وبعدها وقفنا أمام باب ضخم..

" إنها غرفتي القديمة!... "

 

همست كارين بدهشة فابتسمت لها بوسع ثم أمسكت بالمقبض وفتحت الباب ودخلنا.. حررت يدها ونظرت إلى ابنتي.. كانت تقف جامدة وهي تنظر إلى غرفتها.. ابتسمت بحزن وقلتُ لها

 

" لقد أمرت الخدم بأن ينظفوا الغرفة كل يوم ولا يلمسوا أغراضكِ.. قررت أن أترك كل شيء كما تركتهِ خلفكِ.. حتى أن سرير طفلكِ ظل بها.. كنتُ قد أمرت بوضعه بعد أن زوجتُكِ من ذلك القذر "

 

شهقت كارين بقوة ورأيت بحزن دموعها تسيل على وجنتيها.. أمسكت يدها ووضعتُها على قلبي وقلتُ لها بحرقة

 

" سامحيني يا ابنتي لأنني ظلمتُكِ وزوجتُكِ بمن اغتصبكِ.. سامحيني لأنني لم أستطع إيجادكِ طيلة هذه السنوات حتى أُريحكِ من ظلمهِ.. سامحيني لأنني لم أستطع حمياتكِ كم يجب على الأب الصالح أن يفعل مع أولاده.. سامحيني صغيرتي أرجوكِ "

 

شهقت كارين بقوة ثم هتفت بغصة

" أبي.. أرجوك لا تطلب مني أن أسامحك.. أنتَ لا ذنب لك بما فعلهُ فابيو بي.. بل أنتَ من عليه أن يسامحني لأنني لم أستطع أن أحمي نفسي منه وأحمي بناتي.. سامحني أرجوك "

 

عانقتُها بقوة وقبلت رأسها وأنا أبكي بصمت ثم ابتعدت عنها قليلا وأمسكت بيدها وجعلتُها تجلس على الأريكة وجلست بجانبها.. رفعت يدي ومسحت دموعها برقة وقلتُ لها بحزن

 

" أخبريني كارين.. أخبريني بكل ما حدث معكِ بعد أن أبعدكِ عني ذلك الجبان.. أريدُ أن أعرف كل شيء.. أعلم بأن الوقت ليس مناسبا لهذا الحديث لكني أرغب بمعرفة ما حصل معكِ طيلة هذه السنوات "

 

نظرت كارين إلى عيناي بألم وقالت

 

" حياتي أصبحت مأساة كبيرة.. فابيو إنسان مريض جدا.. أخبرني بأنك تريد قتلي بعد أن ألد طفلي وطلب مني بأن نهرب بسرعة ولذلك وافقت وهربنا.. صدقتهُ بغباء لأنكَ كنتَ جدا غاضب عندما اكتشفت ما حصل معي.. المهم ظللنا لأيام نهرب حتى أخذني إلى منزل صديق له قرب حدود سان مارينو.. عُشنا في ذلك المنزل لشهور ثم اشترى منزلا في سان مارينو.. لم يشفق عليّ للحظة واحدة رغم أنني كنتُ حامل بطفلتنا أدلينا.. "

 

مسحت كارين دموعها وتابعت قائلة بغصة

 

" فالإهانات والضرب كانت تتكرر في اليوم أكثر من مرة في الفترات القليلة التي يتواجد فيها في المنزل وعندما اسأله لماذا يفعل ذلك تأتي اجاباته قاهرة ومؤلمة لأنها لا تحمل أي سبب.. أو ربما كانت تحمل.. كانت إجاباته تحمل الكثير من الكُره لك ولشقيقي ولي لكنني لم أستطع أن أفهم السبب الحقيقي لكُرههِ الكبير لنا أبدا.. وبعد أن أنجبت أدلينا كنتُ أدعو الله أن يُهديه وأن يعرف مقدار ما أعانيه من إهاناته وتطاوله ونزواته وضربه المُبرح لي دون سبب "

 

توقفت عن التكلم وشهقت بقوة وتابعت قائلة بألم

 

" حتى أنهُ منعني بأن أقوم بتعليم ابنتاي أصول التصرف والقراءة والكتابة.. وعندما كانت أدلينا في الرابعة من العُمر بدأت بالسر أُعلمها الكتابة والقراءة لكنه أتى في يوم ورآني.. في ذلك اليوم ضربني بشدّة لدرجة أنهُ كسر يدي اليمنى التي أكتبُ بها وضرب طفلتي.. "

 

شعرت بغضبٍ رهيب وأنا أسمع ما تتفوه به ابنتي.. فابيو ميديشي سوف تكون نهايتهُ على يدي.. شهقت كارين بقوة وتابعت قائلة

 

" حياتي أنا وبناتي أصبحت جحيماً من كل النواحي ولم أعد تلك الفتاة التي كانت الضحكة لا تُفارق وجهها والسعادة تملء حياتها.. لم أعُد تلك الفتاة التي حلمت بالعيش الهانئ في كنف زوج حنون ومتعلم ومثقف ومن أسرة نبيلة.. بل أصبحت امرأة تعيسة ضعيفة لا سند لها في الحياة..  وأولادي لم يهنئون بلحظات الأبوة الحانية معه للحظة واحدة..  فكثيرا ما شاهدوا ايذاءه لي ليبكوا في صمت الى أن يخرج.. وأحيانا كثيرة كانت بناتي ينالان من الضرب المبرح الكثير.. لم أستطع حمايتهما لأنني كنتُ جبانة وضعيفة..  ابنتي الكبرى أدلينا أصبحت معقده جدا ودائما ما كانت تقول لي بأنها لن تتزوج أبدا ولا تريد ان تُعاني مثلي.. لكن فابيو أجبرها وبالقوة على الزواج من رجل يُصلح بأن يكون جدها وهي في الخامسة عشرة والنصف من عمرها.. "

 

بكت كارين بهيستيرية بينما أنا كانت دمائي تتدفق بعنف في شراييني ملتهبة من شدّة الغضب.. وبألم سمعت ما فعل ذلك الحقير فابيو بحفيدتي  أدلينا وكيف قررت ابنتي أن تهرب مع ابنتيها وتنقذهما لكن فابيو القذر منعها من فعل ذلك..


أغمضت عيناي بألم وأنا أسمع كيف عاشت ابنتي وبناتها مع ذلك النذل.. عندما انتهت كارين من سرد كل شيء نظرت إلى عينيها بحزنٍ كبير وقلتُ لها بغصة مؤلمة

 

" أنا السبب.. أنا السبب بما عانيتهِ طيلة هذه السنوات مع ابنتيكِ.. سامحيني كارين.. لو لم أُجبركِ على الزواج منه لما حصــ.. "

 

وضعت كارين أصبعها على شفتاي ومنعتني من متابعة حديثي ثم حضنتني بقوة وقالت

 

" لا تُلقي اللوم على نفسك أبي.. أنتً لا ذنب لك بما حصل لي.. هذا قدري وقد تقبلتهُ في النهاية.. المهم بأنني هنا الآن مع بناتي في أحضانك وحمايتك.. أحبُك جدا أبي "

 

حضنتها بشدّة وبكيت بصمت.. ثم ابتعدت عنها وقلتُ لها بنبرة حنونة

" استريحي قليلا.. وإن أردتِ رؤية صديقتكِ مونيكا ما زالت غرفتها هي نفسها في جناح مارشيلو... سوف تشعُر بالسعادة عندما تراكِ "

 

وقفت وخرجت بهدوء من غرفة كارين ثم أمرت الخادم بأن يطلب من مُساعدي لوكا أن يأتي في أسرع وقت إلى مكتبي...

كنتُ أجلس خلف مكتبي وأنا شارد بتفكيرٍ عميق عندما سمعت طرقات خفيفة على الباب

 

" أدخل لوكا "

 

دخل وأغلق الباب وأحنى رأسه باحترام ثم رفعه وقال

" طلبتَ رؤيتي سيدي اللورد "

 

ابتسمت له بخفة وأشرت له بيدي حتى يجلس.. وعندما فعل باشرت بالتكلم قائلا

 

" اسمع جيدا ما سأطلب منك فعلهُ لوكا.. أريدُك أن تذهب فورا إلى سان مارينو وتكتشف أخبار الكونت بلاكيوس ويتلي.. أريدُ أن أعلم إن تمت خطبتهُ وإن كان فعلا سيتزوج.. حاول أن تعرف قدر الإمكان أخباراً عنه ثم عُد بأسرع ما يمكنك إلى هنا.. قد تستغرق الرحلة معك ذهابا ثلاثة أيام وكذلك إياباً لذلك حاول أن تختصر القليل من الوقت ولا تستريح كثيرا على الطريق... أريدُ أن أعلم أخباره في أسرع وقت "

 

ومثل العادة ودون أن يسأل لوكا عن السبب فورا وافق وهو يقف قائلا

" كما تأمر سيدي اللورد.. سأذهب في الحال إلى سان مارينو وسأحاول قدر المستطاع أن أكون سريعا وأجلب لك المعلومات عن الكونت بلاكيوس "

 

أحنى رأسهُ لي باحترام وخرج من المكتب.. ابتسمت برضا ثم همست

" أتمنى من قلبي أن لا يكون استغل الكونت بلاكيوس حفيدتي لأنني حينها لن أرحمه "

 

وقفت وخرجت من مكتبي وصعدت إلى جناحي.. ستة أيام ونصف مضت.. ستة أيام ونصف من السعادة غرق بها قصري من جديد.. فرحة الجميع كانت كبيرة بعودة ابنتي كارين مع أحفادي رغم وجود غصة بسبب حفيدي رومانو.. لكن وعدت نفسي أن أبحث عنه بشكلٍ مكثف قريبا وأجده حتى تكتمل فرحة الجميع...

 

اتجه الجميع نحو قاعة الطعام التي كانت لا تختلف عن باقي المنزل من حيث الفخامة والبذخ فقد امتدت طاولة طعام ضخمة في منتصفها تكفي لأربعين شخصا على الأقل وقد امتلأت جدرانها كذلك باللوحات الثمينة كما شعت الأطباق المصنوعة من الخزف الصيني الثمين والأكواب الكريستالية والملاعق الفضية تحت أضواء الشموع المُعلقة بالثريات المصنوعة يدويًا من كريستال..

 

ترأست مكاني على طاولة الطعام ورأيت مارشيلو يسحب مقعدا على يميني لشقيقته وعندما جلست كارين التف ناحية اليسار وسحب مقعدا لزوجته ثم جلس على الكرسي بجانبي.. ثم رأيت أدلينا و توماسو و يولينا يستقرون على المقاعد المجاورة لوالدتهم.. ابتسمت بسعادة للجميع وبدأ الخدم بتقديم الطعام لنا بعد إشارة من رئيس الخدم وبدأوا يضعون أمامنا أطباق تم ملؤها بحساء الدجاج والخضار كبداية للوجبة.. انهمك الجميع في ارتشافها بصمت تخللته بعض الأحاديث الجانبية بين مونيكا وابنتي كارين...

 

فجأة اقترب مني رئيس الخدم وهمس قائلا في أذني

" أعتذر سيدي اللورد لأنني قاطعتُك عن تناول طعامك.. لكن أظن بأنك من الضروري أن تعلم بأن لوكا وصل للتو ويبدو عليه الخوف والتوتر.. هو في الخارج ولم يدخل بعد إلى القصر "

 

وضعت الملعقة جانبا وعقدت حاجباي وقلتُ له بهمس

" فليحضر فورا إلى مكتبي "

 

" حاضر سيدي اللورد "

 

أجابني بسرعة وذهب.. وقفت ورأيت الجميع ينظرون إليّ بدهشة.. ابتسمت لهم قائلا

" تابعوا تناول الطعام.. لن أتأخر بالعودة "

 

واستدرت وذهبت إلى مكتبي.. ثواني قليلة ودخل لوكا ورأيت بصدمة وجهه شاحب ويبدو عليه الخوف الكبير.. اقتربت منه ووضعت يدي على كتفه وسألتهُ بقلق

 

" لوكا..  لماذا أنتَ خائف؟!!.. تكلم؟.. ما الذي اكتشفته عن الكونت؟!... "

 

حدق برعب إلى عيناي وقال


" سيدي اللورد.. أولا الكونت بلاكيوس ويتلي لم تتم خطبته على ليدي فيرلا وحتى لم يتزوجها.. عندما وصلت إلى سان مارينو كان الجميع يتكلم عن الحفلة الصادمة ولكن كان الأهالي يتوقفون عن التكلم لدى رؤيتهم لي لأنني غريب عن القرية ورفضوا التكلم أمامي حتى عندما سألتهم عن ما حدث.. أهالي سان مارينو مُخلصون جدا للكونت بلاكيوس ورفضوا التكلم أمامي.. وبصعوبة استطعت معرفة بأنه لم تتم الخطوبة.. كما علمت بأنهُ قتل ابن عمه لورينزو بسبب خيانته ومحاولته لقتله "

 

ابتسمت برضا وربت على كتفه بخفة وقلتُ له

" جيد.. لقد أحسنتَ لوكا.. لا داعي للخوف.. فما اكتشفتهُ يكفيني "

 

بلع لوكا ريقه بقوة وقال برعُب

" سيدي اللورد أنتَ لا تفهم ما حدث... عندما كنتُ هناك رأيت في الصباح الكونت بلاكيوس على حصانه وبرفقته ألاف الجُنود وفُرسانه.. هو أتٍ إلى هنا.. لا أعلم السبب لكنني حاولت أن أكون أسرع منه وأصل قبله.. الكونت على وشك شن حرب علينا سيدي..  "

 

رفعت حاجباي بدهشة ثم حدقت بوجهه بتعجُب ثم أمرتهُ قائلا

" أريدُ مارشيلو أن يحضر فورا إلى هنا.. واطلب من الحُراس بإغلاق بوابة القصر ولا يسمحوا لأحد بالدخول إلى القصر.. وليتأهب الجميع لأي هجوم "

 

" حاضر سيدي "

 

أجابني بسرعة وخرج.. اقتربت ووقفت أمام النافذة وحدقت إلى البعيد واستطعت رؤية عدد هائل من الجنود يقتربون من قصري...

 

" أبي.. ما الذي يحصل؟!... "

 

وقف مارشيلو خلفي وسألني بدهشة.. التفت ونظرت إلى وجهه وأجبتهُ بخبث

" الكونت بلاكيوس ويتلي العاشق الولهان أتى شخصيا من أجل حفيدتي أدلينا "

 

ابتسمت بخفة عندما رأيت مارشيلو يفتح فمه على وسعه وهو يُحدق بوجهي بذهول.. غمزتهُ ثم نظرت إلى الأمام ورأيت الكونت يقف أمام بوابة قصري وخلفه الفرسان أصدقائه وألاف الجنود.. واستطعت أن أسمع بوضوح صرختهُ الغاضبة

 

" أدلينااااااااااااااااااااااااا... "

 

" هل رأيتَ بُني.. الكونت وقع في عشق حفيدتي الجميلة أدلينا لدرجة أنه أتى مع جيش المملكة بأكمله ليأخذها.. سوف أستمتع بحرق قلبهِ قليلا حتى أفهم حقيقة تصرفاتهِ الغريبة مؤخرا مع حفيدتي "

 

ثم استدرت ونظرت إلى مارشيلو المندهش وقلتُ له

" ستفهم الحقيقة قريبا.. لكن أولا أريدُك أن تحمي زوجتك وشقيقتك وابنتيها.. لا تدعهم يخرجون من القصر "

 

تقدمت عدة خطوات وقبل أن أخرج سمعت مارشيلو يقول

" لكن أبي.. ماذا لو شن الكونت حربا علينا؟!.. نحن لسنا جاهزون للحرب حاليا و... "

 

التفت نحوه وقلتُ له بهدوء

" لا تقلق مارشيلو.. لن تندلع حرب في قصري بسبب الحُب.. افعل كما طلبت منك وانتظر أوامري "

 

خرجت من مكتبي ومن القصر ووقفت في الساحة ونظرت إلى بوابة القصر وضحكت بداخلي بمرح عندما رأيت الكونت بلاكيوس يقف خلف البوابة والغضب واضح على ملامحه لعدم امتثال حُراسي بفتح البوابة له.. ابتسمت بخفة وأنا أفكر.. الكونت المسكين لا يعلم ما ينتظرهُ الآن.. فليتعذب قليلا قبل أن يرى حفيدتي..

 

اقتربت من البوابة ووقفت أمامه.. حدق بوجهي ببرود وسألني بكبرياء

" لورد رومين.. أين هي؟.. أين هي أدلينا؟!! "

 

حدقت بوجهه بعدم الفهم وأجبته

" لا أعرف أحد بهذا الاسم.. "

 

واستدرت فورا ومشيت بسرعة وأنا أحاول كتم ضحكتي...

" أين هي أدليناااااااااااااااا؟!!!... أدليناااااااااااااااا... أدلينااااااااااااااا.... "

 

سمعتهُ يهتف بعنف لحفيدتي ورق قلبي عليه وقررت أن أسمح له بالدخول.. وقفت في وسط الساحة وقلتُ له

 

" كونت بلاكيوس... كان يتوجب عليك أولا إرسال برقية لي وتُعلمني بها بأنك قادم لزيارتي... كنتُ سأتصرف حسب الأصول وأُتجهز لاستقبالك بطريقة تليقُ بك.. لكنك نسيتَ الأصول وأتيت إلى قصري دون أن تُعلمني مسبقا و أيضا أتى برفقتك جيش المملكة بكامله.. يا ترى هل نسيتَ من أكون أيُها الكونت؟!.. أنا اللورد رومين ديلا روفيري.. ولكن لأن قلبي واسع ورحوم سوف أغض النظر عن تصرفاتك المتهورة "

 

ابتسمت له ببرود وتابعت قائلا

" لذلك سوف أسمح لك بمفردك بالدخول.. لن يدخل قصري سواك.. "

 

أشرت للحُراس بفتح البوابة وفورا نفذوا وفتحوا البوابة ورأيت الكونت بلاكيوس يدخل بعنفوان ويتجه مباشرةً نحوي ليقف أمامي.. حدقنا ببعضنا البعض بكبرياء.. وعرفت هنا بأن الرجل الواقف أمامي الآن ليس سوى عاشق مجنون.. وقررت أن أمرح قليلا وأرى كيف سوف يتصرف عندما أرفض تسلميهُ حفيدتي.....

 

 

فابيو***

 

كنتُ غاضب لحد اللعنة وأنا أشتُم بكُره ذلك الكونت اللعين.. لقد حطم لي أنفي عندما لكمني.. سأنتقم منه.. ابتسمت بشر وهمست قائلا

 

" إذا أنتَ تُحب ابنتي أيها الكونت اللعين!!.. هههههه.. من كان يتخيل بأن تتزوج تلك المقرفة وتُحبها أيضا!؟ "

 

فركت ذقني بأصابعي ونظرت إلى باب الزنزانة بتفكيرٍ عميق ثم ابتسمت بخبث وهمست

" سوف أنتقمُ منك من خلالها.. سترى ما سأفعلهُ قريبا.. سوف أُحرق قلبك على زوجتك.. قريبا جدا ستصبح أرمل أيُها الكونت "

 

قهقهت بقوة وجلست على السرير أفكر بطريقة للهروب وتنفيذ خطتي...

 

في الصباح الباكر فتح حارس باب زنزانتي وصرخ قائلا

" فابيو ميديشي تحرك "

 

وقفت واقترب مني ذلك الحارس وكبل يداي جيدا بحبل ثم خرجت برفقته مع الحُراس إلى خارج القلعة.. رأيت بصدمة عدد هائل من الجنود على أحصنتهم يترأسهم الكونت وأصدقائه الفرسان..

 

" تحرك... "

 

هتف بوجهي حارس وساعدني بالصعود على ظهر حصان وصعد خلفي.. أحسست بالقهر لأن خطتي بالهروب باتت شبه مستحيلة.. كيف سأهرب وأمامي وخلفي عدد كبير من الجنود...

 

يومين ونصف استغرقت الطريق للوصول إلى قرية بييترابيرتوسا وشعرت بالغضب والقهر... أنا لا أريد أن أراهم سُعداء هؤلاء الملاعين.. كم أكرههم وخاصةً ذلك القذر مارشيلو...

 

وقف الجميع أمام بوابة القصر والجندي خلفي قفز عن ظهر الحصان وذهب لكنه تركني برفقة جُنديين لحراستي وبدأت بسرعة أنظر حولي وتنهدت براحة عندما رأيت الجميع بعيدون عني وأنا أصبحت في الخلف و اهتمام الجميع كان مُنصب على الكونت بلاكيوس.. حدقت بالجُنديين أمامي وفورا خاطبتهما قائلا

 

" هاااااي.. أنتما... أريد أن أتبول.. ساعداني بالنزول "

 

حدقا بي بعدم الاهتمام ثم أداروا رؤوسهم إلى الأمام.. كتمت غضبي وقلتُ لهما بحدة

 

" أريدُ التبول لو سمحتما.. أنزلاني عن الحصان "

 

تأفف واحد منهما بضيق واستدار واقترب مني وساعدني بالنزول وفوراً سحبت سيفه عن خصره وطعنتهُ به في صدره ثم قطعت رأسه


" ما اللعنة!!!!!.... "


همس بذهول الجُندي الثاني لكن قبل أن يصرخ قطعت رأسه أيضا ثم رميت السيف وسحبت خنجر من حزام واحد منهما وبدأتُ أقطع الحبل عن معصماي... وعندما قطعت الحبل أمسكت بالسيف وركضت داخلا إلى الغابة...

 

كنتُ أضحك بسعادة وتوقفت بعد مدة وأنا ألهث... لن أبتعد كثيرا بل سأظل وأراقب الجميع.. نظرت أمامي بشر وقلتُ بفحيح

 

" سترى كونت بلاكيوس.. لا أحد يستطيع منعي عن فعل ما أريدُه.. تحضر للقادم.. لن أسمح أبداً بأن تكونوا سُعداء.. لن أترككم تعيشون في هناء للحظة واحدة.. خاصةً زوجتي الحقيرة وعائلتها "

 

مشيت ببطء وأنا أبتسم ابتسامة شريرة.. قريبا جدا ابنتي أدلينا سوف تكون في عداد الأموات....


انتهى الفصل














فصول ذات الصلة
رواية الكونت

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©