رواية الكونت - فصل 9 - أريدُ أن أعرف الحقيقة
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

رواية الكونت - فصل 9 - أريدُ أن أعرف الحقيقة

 

رواية الكونت - فصل 9 - أريدُ أن أعرف الحقيقة



أريدُ أن أعرف الحقيقة





أدلينا**



" دعني أيها الحقير... دعني.. دعني... "


" لن أفعل قبل أن تُخبريني بالحقيقة.. تكلمي.. ما الذي فعلتهُ؟... تكلمي... "


تجمدت ونظرت إليه بكره أعمى بصيرتي وما أن فتحت فمي لكي أخبرهُ الحقيقة تجمد جسدي برعبٍ كبير عندما سمعت صوت صهيل حصان يأتي من البعيد.. التفتُ بسرعة ورأيتُ بفزع شل عقلي عربة يجرها حصان قادمة من بعيد باتجاه منزلي... شحب وجهي بقوة وارتعش جسمي بشدة ونظرتُ برعبٍ كبير إلى إدوارد... وكل ما فكرتُ به بهذه اللحظة..


لقد انتهيت......


فكرت برعبٍ كبير وبدأ جسمي يرتعش بقوة.. نظرت إلى إدوارد برجاء وقلتُ له


" إدوارد.. هناك شخص قادم إلى منزلي.. أرجوك أدخُل إلى الحظيرة ولا تخرج.. لا تدعهُ يراك هنا لو سمحت "


تأملني بدهشة كبيرة ثم رأيت الشك يلمع في عينيه وفورا ارتعشت يدي التي كان يمسكها من المعصم بقوة ورأيتهُ ينظر إليها بغرابة.. ثم رفع نظراته وحدق مباشرةً في عيناي وقال لي بشك


" لماذا أنتِ خائفة من أن يراني ذلك الزائر؟.. ما الذي يُخيفكِ إلى هذه الدرجة؟ "


نظرت إليه برعب وقلت له بتلعثم

" أنا.. أنا.. لـ.. لستُ خائفة.. فقط أدخُل إلى الحظيرة.. لو.. لو سمحت "


نظراتهِ المُتشككة أغرقت قلبي خوفا.. ماذا سأفعل لو لم يرضى بالدخول إلى الحظيرة؟!!!.. سوف تكون نهايتي... نظر إليّ بطريقةٍ مُخيفة وقال ببرود


" لن أفعل قبل أن تعيديني بإخباري بكامل الحقيقة.. أريدُ أن أعرف كل الحقيقة و لماذا تكرهينني إلى هذه الدرجة ولماذا تُعامليني باحتقار.. "


نظرت إليه بتوسل قائلة

" حسنا.. سأفعل.. فقط أرجوك أدخُل إلى الحظيرة بسرعة ولا تدع الزائر يراك.. أنا.. أنا أرملة ولا أريدُ أن تتشوه سمعتي إن رآك أحد هنا.. أرجوك... "


لانت ملامح وجهه ورأيت نظراتهِ ترق.. تنهد بخفة وأزال يدهُ عن معصمي وقال بهدوء

" حسنا سيدتي سأفعل.. لكن عندما يذهب الزائر أريدُكِ أن تُخبريني كل شيء "


أومأت لهُ برأسي موافقة وتنهدت براحة عندما رأيتهُ يستدير ويدخل بسرعة إلى الحظيرة وأغلق الباب خلفه.. أغمضت عيناي وأخذت نفسا عميقا وزفرته بهدوء ثم فتحتُ عيناي ونظرت إلى البعيد ناحية العربة.. حاولت أن أتحكم بارتعاش جسدي وأوقفها وحاولت أن أجعل قلبي يهدأ من خفقاتهِ السريعة..


كم أنا غبية لقد كنتُ على وشك فضح نفسي وكل الأسرار.. هو غبي إن ظن بأنني سوف أخبرهُ بالحقيقة الكاملة.. مستحيل أن أفعل.. قد أفتح أبواب الجحيم على نفسي إن فعلت وحينها انتقامي منه سوف ينتهي.. أتمنى أن لا تعود أبدا ذاكرتهُ لذلك اللعين فهو يستحق ما أفعلُ به.. يستحق الإذلال.. بل يستحق الموت على ما فعلهُ.. أنا أكرههُ.. نعم.. أنا أكرههُ وللموت...


قطبت حاجبي بغرابة عندما رأيت الكاهن دون مارينو يوقف العربة أمامي وهو ينظر إليّ بحنان.. الأب مارينو؟!.. لماذا أتى إلى منزلي اليوم؟!!.. فكرت بغرابة وأنا أقف بتوتر أنظر إليه بدهشة وهو ينزل من العربة.. تقدم ووقف أمامي وابتسم لي برقة وقال


" ابنتي أدلينا.. كيف حالكِ؟.. وكيف حال الصغير توم؟.. أين هو؟... "


ابتسمت له بتوتر واقتربت خطوة منه وأمسكت بيده وقبلتها ثم نظرت إليه باحترام وقلتُ له

" أنا بخير وطفلي كذلك.. توماسو نائم حاليا.. أب مارينو لماذا أنتَ هنا؟.. أعني... "


قاطعني قائلا برقة

" دعينا ندخل إلى المنزل ونتكلم بهدوء "


نظرت إليه بقلق إذ عرفت أن ما جعلهُ يأتي إلى منزلي أمرٌ خطير.. تأملتهُ بخوف وأجبته

" بالطبع.. تفضل بالدخول أبتي "


دخلنا إلى المنزل وجلسنا على الأريكة وشعرت بساقاي ترتعش.. كنتُ خائفة من أن يكون قد تم كشفي؟.. هل رأى إدوارد يا ترى؟!!.. لا.. لا أعتقد ذلك.. انتفضت بخوف عندما سمعت أب مارينو يُكلمني قائلا


" أدلينا.. لقد أتيت لكي أتكلم معكِ بأمرٍ جدا خطير.. "


خفق قلبي بشدة ونظرت إليه برعب.. ابتسم لي بأسف وأمسك بيدي اليمنى وضغط عليها بخفة وتابع قائلا بحزن

" الأمر يتعلق بوالدتكِ كارين وشقيقتكِ يولينا "


انتفض جسدي بقوة وشهقت بصدمة وفورا أدمعت عيناي وقلتُ له برعب

" ما الذي حدث لهما؟!.. هل هما بخير؟!.. يولينا!!... يولينا بخير!!... أرجوك لا تقل لي أن أبي باعها هي أيضا و زوجها إلى عجوز نذل.. أرجوك.. لا تقل لي ذلك.... "


بدأت أبكي بشدة بينما كنتُ أنظر إليه بخوفٍ كبير... عانقني الأب مارينو وربت على ظهري بخفة وقال بنبرة حنونة

" لا يا ابنتي.. لا تخافي من هذه الناحية.. والدكِ فابيو لم يبع يولينا.. لكنهُ فعل شيئا فظيعا ولا يُغتفر "


أبعدني عنهُ قليلا ثم رفعت رأسي ونظرت إليه بصدمة وقلت له بفزع

" ماذا الذي فعلهُ؟!!.. هل.. هل... "


قتلهم!!!!... هذا ما فكرت به برعب نهش قلبي.. لم أستطع أن ألفظ تلك الكلمة.. شعرت بروحي تتقطع لألف قطعة من مجرد التفكير بأن اللعين أبي قد قتل أمي و شقيقتي.. يبدو أن الأب مارينو عرف بما أفكر به إذ هز رأسهُ رفضا وقال بسرعة


" لا لم يفعل.. لم يقتلهما لحُسن الحظ.. من هذه الناحية لا تقلقي.. لكن للأسف والدكِ فابيو انضم منذ أسابيع إلى مجموعة من قطاع الطرق وخطفوا الكونت بلاكيوس ويتلي.. لقد تم استدراج الكونت إلى الغابة وقتلوا جنودهُ وتم اختطافه.. والدكِ للأسف متورط بذلك.. و الفارس نيكولاس والفارس ألكسندر يبحثان عن الكونت و والدكِ في المنطقة كلها.. "


جحظت عيناي ونظرت إليه بذهولٍ كبير.. هم يظنون الكونت قد تم اختطافه؟!!!.. اللعنة.. أنا في ورطة كبيرة.. كبيرة جداً.. ثم أبي القذر متورط بمحاولة قتل الكونت؟!!!.. إذا هو كان مع قطاع الطرق وحاولوا قتل ذلك المعتوه في ذلك النهار المشؤوم!!.. لكن لماذا؟!!..


فكرت بتلك الأمور وسألت الكاهن بتوتر

" هل أنتَ متأكد أب مارينو؟.. أعني.. لماذا أبي سوف يورط نفسهُ بذلك؟! "


نظر الكاهن مارينو إليّ بحزن قائلا


" من أجل العملات الذهبية بالتأكيد.. كما يبدو لورينزو ابن عم الكونت قد يكون هو الرأس المُدبر لهذه العملية.. يبدو أن لورينزو دفع لقطاع الطرق حتى يقوموا بخطف الكونت ولا أحد يعلم السبب لغاية الآن أو حتى أين هو الكونت.. ونعم والدكِ متورط.. لقد كان معهم عندما هاجموا الكونت في الغابة.. شاهدهُ عدد من المزارعين يعود من الغابة وهو يحمل سيفه وكانت ثيابه مُلطخة بالدماء في ذلك اليوم.. ثم بعد يومين اختفى من القرية.. لا أثر له في كامل سان مارينو.. لقد هرب والدكِ.. وهذا يؤكد بأنه فعلا كان متورطاً بهذه العملية "


كنتُ أنظر إلى الكاهن بصدمة كبيرة وأنا أفكر.. إذا ابن عم ذلك الحقير الكونت حاول قتله!!.. هههههه.. حتى ابن عمه يكرهه.. شيء متوقع.. والآن الجميع يظن أن الكونت تم اختطافه من قبل ابن عمه... اللعنة.. أنا في ورطة كبيرة جداً.. يجب أن لا يراه أحد في منزلي وإلا انتهيت فعلا.. سمعت الأب مارينو يقول بحزن


" لكن ليس هذا هو سبب قدومي إلى هنا أدلينا.. أنا أعلم بأنكِ لا تهتمين بأمور والدكِ بسبب ما فعلهُ بكِ.. للأسف يا ابنتي هناك شيء خطير قد حدث.. شقيقتكِ يولينا... "


وقفت بسرعة وقاطعته هاتفة برعبٍ كبير

" ما بها يولينا؟!.. ما بهاااااااااا؟!.. أرجوك قل لي بأنها بخير... أرجوككككككككك... "


نظراته الحزينة جعلت الخوف يملأ قلبي وشعرت بالضعف وبالألم.. كانت دموعي تنساب كالمطر على وجنتاي وجسدي يرتعش بقوة.. أمسك الكاهن بيدي وجعلني أجلس بجانبه وقال لي بحزن


" الفارس ألكسندر ذهب للبحث عن والدكِ في منزله.. طبعا لم يجده.. لكن.. لكن وللأسف لقد أخذ يولينا كرهينة إلى القلعة حتى يظهر والدكِ ويعترف بكل شيء.. و والدتكِ المسكينة لا تتوقف عن البكاء منذ ذلك اليوم.. كارين لن تتحمل خسارة ابنتها الأخرى.. سوف تمرض.. اذهبي يا ابنتي إليها و واسيها.. اذهبي وأريحي قلب أمكِ المسكينة.. سوف تعود لها الروح عندما تراكِ.. أظن حان الوقت حتى تُسامحيها على ضُعفها.. ما مضى قد مضى يا ابنتي.. فكري ماليا في كيف ممكن للمسامحة أن تُغير من حياتكِ وحياة والدتكِ وشقيقتكِ.. المسامحة سوف تجلب لكِ ولعائلتكِ السلام والسعادة والسكينة النفسية والروحية "


نظرت إليه بفزعٍ كبير وقلتُ له


" يولينا.. شقيقتي الصغيرة... أصبحت رهينة لدى الفارس ألكسندر بسبب والدي المقرف؟!!!!.. أنتَ تمزح أبتي... أليس كذلك؟!!.. هذه مزحة منك حتى أذهب و أتصالح مع أمي... نعم.. هذه مزحة مؤلمة "


كنتُ أبكي وأنا أهز رأسي رفضا لتصديق ما قالهُ لي للتو.. وضع راحة يده فوق يدي وقال لي بحزن


" لا أدلينا.. أنا لا أكذب.. يولينا في القلعة رهينة لدى الفارس ألكسندر حتى يظهر والدكِ.. اذهبي إلى أمكِ وكوني بجانبها في هذه الأوقات الصعبة.. سامحيها و واسيها.. أريحي قلب المسكينة قبل أن تخسرونها للأبد "


تهد بخفة ثم وقف وقال لي بحزن


" لقد أتيت لكي أخبركِ بما حدث.. أمكِ ليست بخير أدلينا.. فكري ماليا بما قلتهُ لكِ قبل أن يفوت الأوان.. يجب أن أذهب الآن.. وانتبهي يا ابنتي هناك عاصفة قوية قادمة.. توخي الحذر.. فكما يبدو إعصارا قريبا على وشك ضرب المنطقة.. أراكِ لاحقا.. قبلي توماسو عندما يستيقظ.. بارككما اللّه.. الوداع "


وقفت وأنا شبه ضائعة ورافقت الكاهن إلى الخارج.. ودعتهُ وظللت جامدة في وقفتي أنظر إلى عربتهِ وهي تبتعد.. كنتُ أبكي بألم على شقيقتي يولينا.. كل مُعاناتنا بسبب أبي الحقير.. أولا أنا دفعت الثمن غاليا والآن شقيقتي المسكينة يولينا.. إلى متى سوف نظل ندفع الثمن غاليا على أفعال والدي؟!... إلى متى؟!!!.. يجب أن أنقذ يولينا مهما كلفني ذلك.. يجب أن أتصرف وبسرعة....


" هل أنتِ بخير سيدتي؟ "


انتفضت برعب عندما سمعت صوت إدوارد خلفي يسألني بقلقٍ واضح إن كنتُ بخير.. استدرت ونظرت إليه بشرود دون أن أتوقف عن البكاء بصمت.. كان يتأمل وجهي ودموعي بقلق.. مسحت دموعي بسرعة وقلتُ له


" إدوارد.. ابقى مع ابني في المنزل وعندما يستيقظ أطعمه.. يجب أن أذهب فورا إلى سان مارينو.. و.. وهناك عاصفة سوف تضرب المنطقة قريبا.. قد تأتي العاصفة الليلة أو غدا.. أغلق النوافذ والأبواب واقطف الثمار كلها ثم أغلق الحظيرة وابقى في المنزل برفقة توماسو حتى أعود "


وما أن هممت بالسير أمسك بسرعة بمعصمي وأوقفني.. نظرت إليه بدهشة ثم إلى يده الممسكة بمعصمي ثم إلى وجهه.. أفلتَ يدهُ بسرعة وقال بنبرة قلقة


" أنتِ تنوين الخروج بمفردكِ بينما هناك عاصفة قادمة!.. هذا خطير.. قد تُعرضين نفسكِ للخطر.. أعني.. لا أعلم ما قالهُ لكِ ذلك الرجل لكن يمكنكِ تأجيل ذهابكِ ليومٍ آخر حتى تنتهي العاصفة.. هذا لسلامتكِ سيدتي "


تأففت بضيق وقلتُ له بغضب


" وما دخلك أنت؟!!.. لا تحشُر أنفك بحياتي وقراراتي إدوارد.. سوف أذهب ولا دخل لك بذلك.. افعل كما أمرتُك وبسرعة.. والآن ابتعد عن طريقي "


تخطيتهُ ودخلت إلى منزلي ودخلت بسرعة إلى غرفتي.. غيرت ملابسي ثم اقتربت من السرير وقبلت صغيري على وجنتيه بخفة وهمست له بحنان


" كُن بخير حبيبي.. لن أتأخر... "


وقفت ونظرت إلى المنضدة وفتحت الجارور وأمسكت بكيس الذهب الخاص بالكونت.. أخذت منهُ عشرة قطع نقدية ذهبية وخبأتها بجيب فستاني وأعدت الكيس إلى مكانه..


" تبا أنا أحتاج لقطع الذهبية تلك كي أنقذ شقيقتي وأمي.. سوف أحاول أن أُعيد له القطع لاحقا.. أنا لستُ بسارقة... سوف أجد طريقة وأعيدها له "


همست بضعف وفورا خرجت من الغرفة ومن المنزل.. رأيت بصدمة إدوارد يقف أمام باب المنزل بانتظاري وهو يكتف يديه على صدره وينظر إليّ ببرود.. وقفت أمامهُ وسألته بحدة


" ماذا الآن؟!.. ابتعد عن طريقي أريد الذهاب "


تنهد بخفة وقال

" سيدتي.. دعيني أرافقكِ.. لن أدع أحدا يراني أو ينتبه لي.. سوف أسير خلفكِ وأحميكِ.. قد تتعرضين للخطر و... "


قاطعتهُ قائلة بغضب

" وما همك أيها المعتوه؟... ابتعد من أمامي قبل أن أريك كيف يكون غضبي الحقيقي.. ثم هل تريد ترك توماسو بمفرده أيها الغبي؟.. يكفي أنك تسببت بوقوعه في البئر.. هيا ابتعد من أمامي ودعني أذهب قبل أن تأتي العاصفة يا أحمق "


نظر إليّ بحزن ثم ابتعد خطوتين عني ولكن قبل أن أسير قال لي

" لماذا لا تأخذين الحصان؟.. هذا أهون لكِ من السير سيدتي "


تأملتهُ بدهشة في البداية ثم بغضب وقلتُ له بحدة

" أيها الأحمق.. لن أفعل لأنني لا أعرف كيف امتطي حصان "


هنا خرست بسرعة إذ عرفت مدى فضاحة ما تفوهت به للتو عندما رأيت نظرات إدوارد المندهشة وعندما سمعتهُ يهمس بذهول


" لديكِ حصان ولا تعرفين كيفية ركوبه؟!!... "


جف حلقي من الخوف وقلتُ له بسرعة وبغضب مصطنع

" وما همك؟.. هذا ليس من شأنك.. هيا ابتعد عن طريقي يجب أن أذهب حالا "


نظر إليّ بقلق وقال بهدوء

" انتبهي على نفسكِ.. وعودي بسلام سيدتي.. سوف أفعل كما أمرتني.. لا تقلقي سأهتم بالسيد الصغير "


نظرت إليه بدهشة ثم هززت رأسي بعجز ومشيت مبتعدة عنه.. كنتُ أسير وأنا ألعن غبائي.. سوف أفضح نفسي قريبا أمامهُ.. اللعنة عليه وعلى ذكائهِ اللعين..


ساعة ساعة ونصف لا أعلم كم مضى من الوقت وأنا أسير باتجاه سان مارينو.. تنهدت براحة أخيرا عندما وصلت إلى منزل أمي.. وقفت أمام الباب أنظر إلى المنزل بحزنٍ كبير خاصةً عندما سمعت صوت بكاء أمي المرير..


أغمضت عيناي وشعرت بالحزن يُغرق قلبي عليها.. أمي كارين.. كم اشتقتُ لها.. نعم لقد اشتقتُ لها طيلة هذه السنوات الستة والنصف التي مضت.. امتنعت عن رؤيتها بعد ليلة زفافي المشؤومة.. غضبتُ منها وحزنت لأنها لم تأخذني معها وتنقذني من ذلك الشيطان المريض زوجي.. كم بكيت وناديتُها بأعماقي حتى تأتي وتريحني من عذابي في كل ليلة.. لكنها لم تفعل..


فتحتُ عيناي ومسحتُ دمعة حارة على خدي ودون أن أطرق الباب فتحتهُ ودخلت إلى المنزل بهدوء.. وقفت وسط غرفة المعيشة وأنا أنظر بحزنٍ كبير إلى أمي.. كانت تجلس على الأريكة المتهالكة وهي تبكي وتنتحب وتضم وجهها بيديها وجسدها يرتعش بوضوح..


شعرت بغصة مؤلمة في صدري لرؤيتي لها بهذا الشكل.. مُنهارة.. مُنكسرة.. تعيسة.. اقتربت منها ووقفت أمامها لا يُبعدني عنها سوى خطوة واحدة.. نظرت إلى رأسها المنحني برقة وهمست لها بحنية


" أمي.... "


رأيت جسدها يتوقف عن الارتعاش كما توقفت عن البكاء فور سماعها لصوتي.. رأيتُها تهز رأسها رفضا ثم تابعت البكاء والنحيب بشكلٍ أكبر.. جثوتُ أمامها على ركبتاي ووضعت يداي على ركبتيها وقلتُ لها مجددا


" أمي... "


تجمدت من جديد ورأيتها تُبعد يديها ببطء عن وجهها ورفعت رأسها ونظرت إليّ بذهولٍ تام.. كانت تتأمل وجهي بشوقٍ كبير وكأنها لا تصدق نفسها بأنها تراني أمامها.. أغمضت عينيها وفتحتها لآلف مرة وهي تنظر إليّ بشوق ولهفة كبيرين..


" أدلينا!!!.. أدلينا!!.. هذه أنتِ يا ابنتي؟!!.. "


همست أمي بدهشة ورفعت يديها تتحسس وجهي بأناملها حتى تتأكد بأنني أمامها فعلا.. أغمضتُ عيناي وسالت دموعي بكثرة وخرجت شهقة قوية من فمي وقلتُ لها بحزن


" نعم أمي.. إنها أنا.. ابنتُكِ أدلينا.. لقد.. أنا.. أنا آسفة أمي.. سامحيني.. سامحيني حبيبتي لأنني ألمتُكِ ببُعدي عنكِ ورفضي لرؤيتكِ لي.. سامحيني أمي "


" أدلينا.. طفلتي.. حبيبتي... "


هتفت أمي بسعادة وفورا عانقتني إليها بشدة وبدأنا نبكي بشدة وننتحب.. أغرقت رأسي في عنقها وأنا أستنشق رائحتها الجميلة التي لم أنساها أبدا.. وضعتُ يداي خلف ظهرها أقربها لي أكثر دون أن أتوقف عن البكاء..


" أمي.. اشتقتُ لكِ جدا.. لقد سامحتُكِ منذ زمنٍ بعيد.. لكنني كنتُ غبية ولم أستطع أن أراكِ بسبب والدي.. سامحيني أمي.. سامحيني أرجوكِ "


وضعت أمي يديها على وجنتاي ورفعت رأسي ونظرت إليّ بعيونها الباكية بسعادة وقالت لي


" طفلتي الحبيبة.. أنا من يجب أن تطلب منكِ السماح.. لأنني لم أستطع أن أحميكِ وأحمي شقيقتكِ بسبب ضعفي.. لقد كنتُ السبب خلف تعاستكِ.. بسبب ضعفي وسكوتي عن أفعال والدتكِ وخوفي منه جعلتكِ تعيشين في الجحيم.. أنا السبب في كل ما حدث لكِ.. سامحيني ابنتي.. سامحيني طفلتي "


بدأت بتقبل وجهي بكامله دون توقف وهي تبكي.. أمسكت بكلتا يديها برقة وأبعدتُها عن وجنتاي برقة وحضنت يديها إلى قلبي وقلتُ لها ببكاء


" لا أمي.. ليس ذنبكِ.. ما كان يجب أن ألومكِ على شيء.. المذنب الوحيد هو أبي وليس أنتِ.. هيا حبيبتي توقفي عن البكاء لأنني لا أستطيع رؤيتكِ تبكين "


حضنتي بشدة ولم تسمح لي بالابتعاد عنها لوقتٍ طويل.. عندما توقفت عن البكاء جلست على الأرض أمامها وأنا أضع رأسي بحضنها.. كان تُداعب شعري بأناملها وهي تُخبرني بكل ما حدث مع يولينا..


في النهاية شهقت بقوة وقالت بخوف


" أدلينا.. ماذا سنفعل إن لم يُحرر الفارس ألكسندر شقيقتكِ؟!.. والدكِ فابيو لن يهتم إن عرف بالموضوع.. لن يُسلم نفسهُ أبدا حتى يُنقذ صغيرتي.. أنا خائفة عليها.. خائفة أن يحدث لها مكروه في القلعة "


رفعت رأسي قليلا عن حُضنها ونظرت إليها بحزن ثم ابتسمت لها ابتسامة صفراء وقلتُ لها

" سوف أذهب الآن إلى القلعة حتى أحاول أن أحررها من هناك.. لدي خطة.. أتمنى أن تنجح.. "


ابتعدت عن أمي ثم وقفت وأخرجت قطعتين ذهبية من جيب ردائي ثم أمسكت بيد أمي ووضعتهم براحة يدها وقلتُ لها

" هذه لكِ أمي.. اشتري كل ما تحتاجين إليه "


نظرت أمي كارين بصدمة إلى قطعتين الذهبية في يدها وقالت لي بدهشة

" أدلينا... من أين لكِ بالذهب يا ابنتي؟!.. كيف حصلتِ عليها؟ "


بلعت ريقي بتوتر وقلتُ لها

" لقد.. لقد قمتُ ببيع كل أغراض ذلك الحقير جاكوبوا.. لا تقلقي.. أنا لا أحتاجُها حاليا.. احتفظي بها أمي فهي لكِ "


ابتسمت أمي برقة وقالت


" لكن أدلينا أنا لا أحتاجُها.. الفارس ألكسندر يُرسل لي كل يوم طعام ومؤن تكفي لإطعام عائلتين يوميا.. حتى أنني أوزع الكثير من الطعام لجيراني المساكين.. خُذيها يا ابنتي أنتِ وحفيدي تحتاجون إليها أكثر مني "


نظرت إليها بمحبة كبيرة ثم قبلت يديها برقة وقلتُ لها بحنان


" لا ماما.. احتفظي بها.. والآن يجب أن أذهب قبل حلول الظلام.. أعدُكِ سوف أعود لزيارتكِ قريبا.. لا تخافي على يولينا سوف أحاول مساعدتها على طريقتي الخاصة "


وقفت أمي وعانقتني بشدة ولم تتركني إلا بعد أن وعدتها أن أزورها قريبا.. خرجت من المنزل وأنا أشعر بالراحة والسعادة.. أخيرا تصالحت مع والدتي المسكينة.. سوف أعوضها عن كل شيء.. وذهبت باتجاه قلعة غوايتا الضخمة..


" والآن حان الوقت حتى أنقذ شقيقتي "


همست بتصميم وأنا أصعد باتجاه القلعة.. وقفت أمام بوابة القلعة الضخمة أنظر إليها بانبهار.. اللعنة.. أنا في حياتي كلها لم أرى بوابة بهذه الضخامة... ذلك الكونت اللعين ثري جداً.. بلعت ريقي بتوتر وتقدمت ناحية الحراس..


" مرحبا "


همست لهم بخوف ولم أتلقى أي جواب منهم..

" مرحباااااااا "


هتفت بصوتٍ قوي وفورا رأيت كل الجنود ينظرون إليّ.. ارتعش جسدي بسبب نظارتهم الفاحصة والشهوانية لي.. تبا حتى حُراسهِ منحرفين.. 


رفعت رأسي بكبرياء ونظرت إلى الحارس والذي يقف أمامي وقلتُ له بحدة

" أريدُ رؤية الفارس ألكسندر لو سمحت "


نظر إليّ بدهشة ثم فجأة بدأ يضحك بشكلٍ هستيري وبصدمة بدأ جميع الحراس يضحكون مثله.. نظرت إليهم بكره وهتفت بحدة وبغضب بوجوههم


" توقفوا عن الضحك.. ما المضحك بما قلته.. أريدُ أن أرى الفارس ألكسندر وبسرعة "


ولدهشتي غرقوا بالضحك أكثر.. شعرت بالإحباط.. أحسست بأنني حشرة أمامهم.. 


فجأة اقترب مني حارسين وطوقوني.. شعرت بالرعب وبدأت رغما عني أرتعش بقوة بسبب نظراتهم الماكرة لي.. نظرت إليهم بترقب ورأيت الحارس الذي يقف أمامي يرفع يدهُ يريد لمس وجهي.. صفعت يدهُ بسرعة وأبعدتُها عني قبل أن يلمسني وصرخت بعنف و بغضبٍ كبير بوجهه


" إياك أن تلمسني أيها الحقير وإلا اشتكيتُك إلى الفارس.. هل فهمت؟ "


رأيتُ لمحة من الخوف تظهر في عينيه لكنهُ أخفاها بسرعة ونظر إليّ بحقد وقال بنبرة غاضبة

" أنتِ أيتُها الفلاحة والمعدمة.. اذهبي من هنا قبل أن أطردكِ وأرميكِ بنفسي إلى أسفل الوادي و.... "


خرس فجأة ورأيتهُ ينظر برعب خلفي وفورا سمعت صوت بوق في السماء.. نظرت إلى إحدى أبراج القلعة ورأيت حارس ينفخ بالبوق.. نظرت خلفي ورأيت الفُرسان يمتطيان خيلين وورائهم مئات الجنود..


" ما الذي يحدث هنا؟ "


قال أحد الفُرسان وفورا رأيت حُراس البوابة يقفون بجمود ثم أحنوا له رؤوسهم ثم رفعوها ثم فتح البوابة أربعة منهم وقال واحد من الجنود لذلك الرجل الذي وقف على صهوة حصانه ينظر إليّ بتعالٍ


" سيد نيكولاس.. هذه الفلاحة تريد رؤية السيد ألكسندر "


رفع حاجبه بدهشة وبدأ يفحصني بنظراتهِ كأنهُ يقيمني.. بلعت ريقي بخوف وأخفضت رأسي إلى الأسفل.. يجب أن أكون قوية لأجل يولينا.. لا يجب أن أخاف منهم.. هم لن يعرفوا أبداً بأن سيدهم عندي.. لن يكتشفوا ذلك أبدا..


" همممم... ألكسندر.. لم أكن أعرف بأنه لديك ذوقٌ رفيع بالسيدات الصغار في السن.. وتلومني على عشقي لهم أيها الكاذب الملعون.. لديك زائرة جميلة جدا و.. خاصة.. وهي متلهفة لرؤيتك "


رفعت رأسي بسرعة ونظرت برعب إلى ذلك الرجل المعتوه والمنحرف.. كان قد وقف بجانبه الفارس الثاني وعلمتُ فورا بأنهُ الفارس ألكسندر.. ثم ضحك ذلك المنحرف بقوة وقال قبل أن يدخل إلى القلعة


" سوف أتركك معها.. يبدو بأنها غاضبة منك.. صالحها وإلا سرقها منك غيرك وبسرعة "


نظرت إليه بصدمة وهو يدخل إلى القلعة ويضحك بمرح على تعابير صديقه المصدومة.. تبا له ذلك الكونت الغبي.. حتى فرسانهُ أغبياء ومنحرفين.. همست بداخلي بغيظ ونظرت نحو الفارس ألكسندر وقلتُ له


" لو سمحت سيدي.. هل يمكنني التكلم معك لأمرٍ ضروري وهام جدا "


تفحصني بنظراته بشك ثم ابتسم لي بخفة وقال لي باحترام

" اتبعيني أنستي "


وسار أمامي بحصانه إلى داخل القلعة.. نظرت بغضب إلى الحراس ثم رفعت رأسي بكبرياء ودخلت إلى القلعة.. كنتُ أقف في وسط ساحة القلعة وأنا أنظر حولي بانبهار.. إنها ضخمة.. ضخمة جدا هذه القلعة وتوحي بالعظمة.. ترجل الفارس ألكسندر عن حصانه واقترب مني ووقف أمامي وقال لي باحترام


" بماذا أستطيع أن أخدمكِ أنستي؟ "


نظرت إليه بتوتر وقلتُ له


" أنا.. أنا أدلينا ميديشي.. شقيقة يولينا ميديشي.. لقد أتيت حتى أدفع لك كي تُخلي سبيلها سيد ألكسندر.. أرجوك شقيقتي لا ذنب لها بما فعلهُ أبي.. أرجوك أطلق صراحها.. نحنُ لا نعرف أين يختبئ والدنا.. أتوسل إليك دعـــ.. "


قاطعني قائلا بغضب


" لاااااااا.. لن يحدث ذلك أبدا حتى يظهر والدكِ فابيو.. الوداع أنسة أدلينا.. أتمنى أن لا تأتي مجددا إلى القلعة إلا إذا كان لديكِ معلومات عن مكان والدكِ الحالي "


استدار بنية الذهاب لكنني أمسكتُ بذراعه بقوة.. توقف ونظر إلى يدي الممسكة به بغضب لكنني لم أهتم وقلتُ له بتوسل


" أرجوك.. إنها شقيقتي الصغرى.. لا ذنب لها... أطلق صراحها لو سمحت.. سوف أدفع لك.. أنظر... "


أبعدت يدي عن ذراعه وأخرجت قطع النقدية من جيب فستاني وقلتُ له وأنا أحملها براحة يداي وأوجهها نحوه قائلة بلهفة

" هذه ثمانية قطع نقدية ذهبية سيدي.. خذها وحرر شقيقتي لو سمحت.. أرجوك حررها "


رأيتهُ ينظر بصدمة إلى الذهب في يدي ثم رفع نظراتهِ وتأملني بغضبٍ كبير وقال لي بكره

" هل هذه القطع الذهبية هي ما قبضها والدكِ حتى يخطف سيدي الكونت؟!.. تكلمي ي ي ي ي؟ "


ارتعش جسدي بقوة وفورا وضعت القطع بجيبي وقلتُ له بخوف شل روحي بأكملها

" لا سيد ألكسندر.. هذه ورثتها عن زوجي المتوفي.. أنا لم أرى والدي منذ أكثر من ستة سنوات.. صدقني أرجوك "


كان يتأملني بحقدٍ مُخيف وعندما فتح فمه وأراد أن يقول شيء توقف بسرعة ونظر خلفي بصدمة كبيرة وبتوتر

" أدليناااااااااااااا... "


تجمد جسدي عندما سمعت صوت يولينا شقيقتي.. استدرت ببطء وشعرت بسعادة لا توصف عندما رأيتُها.. رأيت شقيقتي يولينا تقف أمام المدخل وهي تبكي..

 

رواية الكونت - فصل 9 - أريدُ أن أعرف الحقيقة

 

" أدلينااااااااااااااا... "


هتفت بإسمي مجددا وبكيت بسعادة عندما رأيتها أمامي بصحة جيدة..

" يولينااااااااااااااااااا... "


هتفت باسمها بفرحٍ كبير وعندما أردت الركض ناحيتها ومعانقتها حاوطني فجأة حراس بعددٍ هائل.. وقفت أنظر إليهم بصدمة كبيرة وسمعت يولينا تهتف بإسمي بلوعة وهي تبكي


" أدليناااااااااااااا.. أدلينااااااااا... أتركها أرجوك.. سيد ألكسندر دعها أرجوك.. اسمح لي برؤيتها أرجوك.. "


سمعت ذلك الغليظ يأمر حراسه قائلا

" أخرجوها من القلعة.. وغير مسموح لها بدخولها مجددا "


نظرت أمامي بصدمة كبيرة ورأيت حارسين يقفان أمامي وبسرعة أمسكوا بذراعيّ وسحبوني إلى خارج القلعة.. كنتُ جامدة من شدة صدمتي وأنا أسمع بحزن صوت صرخات شقيقتي وبكائها.. رموني بعنف على الأرض أمام بوابة القلعة ثم أغلقوها وسمعت بغضبٍ كبير الحراس يضحكون عليّ بشدة.. وقفت ونفضت فستاني بيداي ونظرت إليهم بكرهٍ كبير وقلتُ لهم بتهديد


" سوف تندمون أشد الندم أنتم وفارسكم النبيل ألكسندر.. سوف تندون يا ملاعين.. لن يكون إسمي أدلينا إن لم أجعلكم تندمون على تصرفاتكم الحقيرة يا كلاب "


توقفوا عن الضحك لثواني ونظروا إليّ بدهشة ثم نظروا إلى بعضهم البعض وعاودوا الضحك بشكلٍ هستيري.. نظرت إليهم بغيظ وبكرهٍ كبير ثم استدرت وقررت العودة إلى منزلي.. 


سوف أنتقم منهم بجعل كونتهم العزيز يتألم.. سوف أريه الجحيم الآن عن حق.. كل ما حدث بسببه.. هذا الكونت اللعين لعنة عليّ وعلى عائلتي كلها.. الآن سيبدأ انتقامي الفعلي منه... سترون جميعا ما أستطيع فعلهُ به.. سترون...

 

بلاكيوس / إدوارد***

 

شعرت بالحزن عندما ألقت عليّ اللوم بما حدث لسيدي الصغير.. توقعت أن تشكرني وتتغير معاملتها لي بعد تلك الحادثة.. لكن للأسف لم يحدث ذلك.. وعندما رفعت يدها بنية صفعي لم أسمح لها أن تفعل.. لم أسمح لها لأنني اكتفيت.. اكتفيت من إذلالها لي ونعتي بأبشع الألفاظ ومعايرتي برجولتي..

 

إلهي هي لا تعلم كم أردت أن أُخضعها لرغباتي الحارقة لها وجعلها تئن بمتعة بسبب لماستي لها.. أنا أحترق شوقا لكي أريها مدى رغبتي بها وأجعلها ترى رجولتي ومدى عشقي الكبير لها.. لكن بسبب عشقي الغبي لها أمتنعت عن فعل ذلك.. أنا من المستحيل أن أجعلها لي بالقوة ورغما عن إرادتها..


صبري كان قد نفذ بالكامل.. سكت كثيرا وتحملت معاملتها القاسية لي لأنني أعلم بأنني بطريقةٍ ما قد أذيتُها سابقا.. والذي يُحرق قلبي أكثر أنني لا أعلم ولا أتذكر السبب.. لا أتذكر ما فعلتهُ بها..

 

وهنا قررت أن أكتشف منها الحقيقة الكاملة وما هو سبب كرهها وحقدها لي الكبير.. وعندما كانت على وشك إخباري بالحقيقة سمعنا صوت صهيل حصان من بعيد.. نظرت ناحية الصوت ورأيت عربة يجرها حصان قادمة ناحية المنزل..


" إدوارد.. هناك شخص قادم إلى منزلي.. أرجوك أدخُل إلى الحظيرة ولا تخرج.. لا تدعهُ يراك هنا لو سمحت "


كانت تنظر إليّ بخوفٍ كبير وكأن مصيبة على وشك أن تقع على رأسها.. شعرت بالحيرة من تصرفاتها والشك نخر عقلي بأكمله.. ما الذي تُخفيه عني يا ترى؟!.. لماذا هي خائفة ومرتعبة من أن يراني أحد هنا؟!!.. شعرت بيدها ترتعش بقوة.. نظرت إلى يدها بدهشة ثم رفعت نظراتي وحدقت إلى عينيها الخائفة بشكٍ كبير قائلا


" لماذا أنتِ خائفة من أن يراني ذلك الزائر؟.. ما الذي يُخيفكِ إلى هذه الدرجة؟ "


سألتها بنبرة متشككة ورأيت بذهول نظراتها المرتعبة.. هي خائفة جدا.. لكن ما هو السبب؟!!..


" أنا.. أنا.. لـ.. لستُ خائفة.. فقط أدخُل إلى الحظيرة.. لو.. لو سمحت "


رق قلبي لأجلها.. لم أرد رؤيتها خائفة إلى هذه الدرجة بسببي.. وافقت على طلبها بشرط أن تُخبرني بالحقيقة الكاملة عندما يذهب ذلك الزائر الغريب.. دخلت إلى الحظيرة وأغلقت الباب ثم جلستُ على القش بانتظارها...

 

نظرت إلى الحصان الجميل وقلتُ له

" هل تظن بأنني غبي لأنني أحب سيدتك؟ "


نفر بقوة وهز رأسه بغضب كأنه موافق ويعترض على شيء آخر.. ابتسمت له بحزن وقلتُ له

" أحبُها.. أعترف بأنني غبي لأنني أحببتُها.. لكن سيدتك ليست شريرة.. هي فقط تكرهني لأنني أذيتُها بطريقة ما.. هل تعرف ما فعلت بها؟ "


صهل بغضب ورفع قوائمه الأمامية وركل بها التراب بعنف.. نظرت إليه بحزن قائلا

" إذا أنتَ تعرف ما فعلته!!.. يبدو بأنني فعلا قد أذيتُها.. تبا لي.. كيف استطعت أن أؤذيها؟.. كيف؟!!!... "


شعرت بالحزن وبالغضب من نفسي.. وتمنيت أن تعود ذاكرتي بسرعة لكي أعوض سيدتي عن كل ما فعلت بها..


كنتُ أشعرُ بالقلق عليها.. ولم أحاول رؤية من هو ذلك الزائر لأنني طبعا لم أتوقع أن أتعرف عليه.. عندما سمعت صوت العربة تبتعد وقفت وقررت أن أخرج.. رأيتها تقف شاردة وهي تنظر إلى البعيد وتبكي.. هي تبكي؟!!.. ماذا قال لها ذلك الرجل حتى جعل سيدتي الجميلة تبكي؟!.. شعرت بالغضب وبالحزن.. بالغضب لآن ذلك الرجل قال لها شيئا أحزنها.. وبالحزن لأنني لا أستطيع رؤيتها تبكي..


" هل أنتِ بخير سيدتي؟ "


انتفضت برعب عندما سمعت صوتي.. استدارت ونظرت إليّ بشرود دون أن تتوقف عن البكاء بصمت.. كنتُ أتأمل وجهها ودموعها بقلق..


" إدوارد.. ابقى مع ابني في المنزل وعندما يستيقظ أطعمه.. يجب أن أذهب فورا إلى سان مارينو.. و.. وهناك عاصفة سوف تضرب المنطقة قريبا.. قد تأتي العاصفة الليلة أو غدا.. أغلق النوافذ والأبواب واقطف الثمار كلها ثم أغلق الحظيرة وابقى في المنزل مع توماسو حتى أعود "


تملكني خوفٌ كبير عليها وما أن همت بالسير أمسكت بسرعة بمعصمها وأوقفتها.. نظرت إليّ بدهشة ثم إلى يدي الممسكة بمعصمها ثم إلى وجهي أفلت يدي وقلتُ لها بنبرة قلقة واضحة


" أنتِ تنوين الخروج بمفردكِ بينما هناك عاصفة قادمة!.. هذا خطر.. قد تُعرضين نفسكِ للخطر.. أعني.. لا أعلم ما قالهُ لكِ ذلك الرجل لكن يمكنكِ تأجيل ذهابكِ ليومٍ آخر حتى تنتهي العاصفة.. "


تأففت بضيق وهتفت بغضب بوجهي

" وما دخلك أنت؟!!.. لا تحشُر أنفك بحياتي وقراراتي إدوارد.. سوف أذهب ولا دخل لك بذلك.. افعل كما أمرتُك وبسرعة.. والآن ابتعد عن طريقي "


وذهبت دون أن تكترث لقلقي عليها.. طبعا لن تهتم فهي تكرهني لحد الجنون.. كنتُ أقف أمام باب منزلها وأنا أكتف يداي على صدري أنتظرها حتى تخرج.. لحظاتٍ معدودة ورأيتها تخرج من المنزل.. أنا لستُ مطمئن لذهابها إلى سان مارينو.. لا أعلم لكن لدي شعور بداخلي ينبئني بأن كارثة سوف تقع..


" ماذا الآن؟!.. ابتعد عن طريقي أريد الذهاب "


علمت هنا أنها فعلا تنوي الخروج من المنزل وشعرت بالقلق الشديد عليها.. تنهدت بخفة وقلتُ لها

" سيدتي.. دعيني أرافقكِ.. لن أدع أحدا يراني أو ينتبه لي.. سوف أسير خلفكِ وأحميكِ.. قد تتعرضين للخطر و... "


طبعا لم توافق ونعتني بالمعتوه.. وشعرت بالدهشة عندما طلبت منها أن تأخذ الحصان وقالت لي ببساطة أنها لا تعرف كيفية امتطاء الحصان .. هذا غريب!!.. لماذا تمتلك حصان إذا كانت لا تعرف كيف تمتطيه؟!!!... في النهاية تركتُها مرغما تذهب..


لم تكترث لي كالعادة وذهبت.. كنتُ أنظر إليها أتتبعها بعيني حتى اختفت من أمام أنظاري.. تنهدت بحزن وقررت أن أفعل ما طلبتهُ مني.. بل ما أمرتني بفعله.. وقررت عندما تعود أن أتكلم معها وأكتشف سبب كرهها لي..


كنتُ أقطف الثمار وأضعها في سلة القش الكبيرة عندما سمعت توماسو يقول

" إدوارد.. أين أمي؟ "


استدرت ونظرت إليه بحنية وقلتُ له

" لقد ذهبت منذُ مدة.. سوف تعود قريبا لا تقلق.. هل أنتَ جائع سيدي الصغير؟ "


ابتسم لي وهز رأسه رفضا وقال

" لا لستُ جائع.. هل يمكنني أن أساعدُك بالقطف؟ "


ابتسمت له بحنان قائلا

" طبعا سيدي.. يمكنك ذلك.. لكن لا تُتعب نفسك.. اتفقنا "


ضحك بسعادة وركض وعانق ساقاي بشدة وقال لي

" أنا أحبُك جدا إدوارد.. لا تذهب أرجوك وتتركني "


انحنيت وحملتهُ وقبلت خدهُ برقة وقلتُ له بصدق

" أن أحبُك أكثر سيدي الصغير.. ولن أتركك أبدا مهما حدث "


مضى الوقت ونحن نقطف الثمار ثم حملت سلة القش الكبيرة ودخلت المنزل ووضعتها في القبو.. عندما انتهيت قررت أن أصلح سقف الحظيرة قبل العاصفة.. وضعت السلم الخشبي وأخذت عدة من القبو وبدأت بإصلاح السقف..


" إدوارد.. إدوارد.. أنظر.. انظر ما معي.. "


نظرت إلى الأسفل ناحية الصغير ورأيتهُ يحمل ورقة بيده.. نزلت عن السلم ووقفت أمامهُ وقلتُ له بحنية

" ماذا لديك صغيري؟ "


ابتسم لي بسعادة قائلا

" هذه الورقة بها رسوم لحيوانات جميلة.. لقد مزقتها من كتاب أعطتني إياه أمي "


ثم نظر بحزن إلى الأسفل وتنهد بعمق.. نظرت إليه بقلق وحملته بسرعة بيداي وقلتُ له

" لماذا أنتَ حزين سيدي؟ "


نظر في عمق عيناي بخجل وقال

" أمي لا تعرف القراءة والكتابة.. كنتُ أرغب بأن تُعلمني القراءة حتى أستطيع أن أقرأ ما هو مكتوب أسفل الرسومات "


نظرت إليه بعاطفة وقلتُ له

" لا تحزن.. سوف تتعلم قريبا القراءة والكتابة.. أعدُك.. "


أنزلتهُ على الأرض وسمعت توماسو يقول لي وهو يرفع الورقة عاليا ناحيتي

" أنظر كم هي جميلة هذه الحيوانات.. أليس هذا غزال هنا؟ "


أمسكت بالورقة ونظرت إليها ودون أن أنتبه بدأت أقرأ ما مكتوب بها


" غزال الجبل أو الغزال الجبلي.. تم تسميتها غزال الجبل بسبب انتشارها الكبير في تلك المنطقة الجبلية في إيطاليا.. يقطن الغزال الجبليّ الجبال وسفوح المُدن الهضابية بالإضافة إلى السهول الساحليّة.. يتم اصطياده من قبل النبلاء ويعتبر لحمهُ من أغلى اللحوم في إيطاليا "


" إدوارد.. أنتَ تعرف القراءة؟! "


سألني توماسو بدهشة وفورا انتبهت لذلك.. نظرت بتعجُب إلى الورقة ثم إلى الصبي ثم إلى الورقة من جديد وبدأت أضحك بسعادة وهتفت بفرحٍ كبير


" أنا أعرفُ القراءة.. أجيدُها.. أجيدُ القراءة "

رواية الكونت - فصل 9 - أريدُ أن أعرف الحقيقة


بدأنا نضحك بسعادة أنا والصغير توماسو وعندما هدأنا قلتُ له


" سوف أعلمك القراءة والكتابة قريبا سيدي صغير.. والآن احتفظ بهذه الورقة وسوف يكون سرنا.. لا تُخبر والدتك بأنني سوف أعلمك القراءة.. اتفقنا "


هتف موافقا وهو يقفز ويضحك بسعادة بينما كنتُ أنظر إليه بحنية.. توقف عن القفز وتأملني بسعادة قائلا


" أمي لديها مجموعة كبيرة من الكتب كانت لوالدي.. احتفظت بها لأجلي وهي دائما تقول لي أنه سيأتي يوم وسوف تفعل المستحيل حتى أتعلم القراءة مثل النبلاء.. أنتَ إدوارد مثل النبلاء تعرف القراءة.. أليس ذلك جميل؟.. "


" نعم جميل سيدي "


همست بغرابة و نظرت إليه بتفكيرٍ عميق.. غريب!!.. إن كنتُ مُشرد كيف أُجيد القراءة؟!... فكرت وفكرت حتى أستطيع أن أجد جوابا منطقيا لكن للأسف دون جدوى.. ثم قررت أن لا أفكر بما اكتشفته ربما تعلمتُها منذ صغري.. لاحقا سوف أتذكر...


مضى الوقت وبدأت السماء تتلبد بالغيوم السوداء تمهيدا لقدوم العاصفة.. بدأ القلق ينتابني بشدة وأنا أنظر إلى البعيد ناحية الغابة وأنا أحمل توماسو بين يداي..


أنا قلق عليها.. هذه المرة الأولى التي تخرج بها من المنزل.. ماذا سأفعل لو حدث لها مكروه؟!.. تنهدتُ بحزن واستدرت ودخلتُ المنزل على أمل أن تعود أدلينا قريبا وتكون بخير...


عندما انتهى توماسو من تناول طعامه نظفت الطبق وسمعتهُ بحزن يبكي.. استدرت ورأيتهُ يقف أمام المدفأة وهو يبكي.. ركضت وجلست أمامه على ركبتاي ووضعت كلتا يداي يداي على كتفه وسألته بقلق


" سيدي الصغير لماذا تبكي؟.. هل يؤلمك شيء؟ "


رفع رأسه قليلا وتأملني بحزن من بين دموعه وقال ببكاء

" أريدُ أمي.. أين هي أمي إدوارد؟.. أنا أريدُها "


نظرت إليه بحنان ومسحت دموعه وقلتُ له برقة بينما كنتُ أجذبه إلى صدري وأعانقهُ

" سوف تأتي.. لا تبكي صغيري.. والدتك ستأتي قريبا.. أنا معك سيدي الصغير فلا تخف "


حاوطني بيديه الصغيرتين وقال لي بحزن

" هل يمكنني أن أنام في حضنك هنا أمام المدفأة؟.. أرجوك إدوارد لا ترفض "


أغرقت رأسه في صدري واستقمت وأنا أحمل توماسو وجلست على الأريكة أمام المدفأة ووضعت توماسو ليجلس في حضني وقلتُ له بعاطفة


" بالطبع سيدي الصغير.. سأبقى برفقتك لحين وصول أمك.. فلا تخف "


سمعتهُ بألم يهمس بنعاس قائلا لي

" أحبُك كثيراً إدوارد.. لا تتركني أبداً "


عانقته بشدة وسالت دموعي بألم على وجنتاي


رواية الكونت - فصل 9 - أريدُ أن أعرف الحقيقة

 

حبهُ الصادق لي يقتلني في الصميم.. وكم تمنيت لو والدته تُبادلني الحُب..


بعد ساعتين بدأ الخوف ينهش بقلبي وتفكيري.. أدلينا لم تعُد بعد وقد حل الظلام وسيدي الصغير قد نام في حضني بعد أن تناول عشاءه باكرا.. وضعته على السرير ورفعت اللحاف عليه ثم قبلت جبينه برقة وخرجت بهدوء من الغرفة...


كنتُ أمشي بتوتر في المنزل وأنا أفكر بقلق.. ماذا عساي أن أفعل؟!.. هل أذهب للبحث عنها؟!.. لكن كيف وأنا لا أعرف الطرقات أو حتى أين أذهب وأين يمكنني أن أبحث عنها؟!!!.. خرجت من المنزل وبدأت أمشي بتوتر في باحة المنزل وأنا أفرك يداي ببعضها.. كان يجب أن أمنعها من الذهاب.. لكن كيف؟!.. لم تكن ستوافق مهما فعلت..


بعد وقتٍ طويل توقفت عن السير بتوتر عندما لمحتُها من بعيد.. تنهدت براحة وابتسمت بسعادة وبدأت أركض باتجاهها.. توقفت فجأة عن الركض عندما انتبهت لنفسي وما أفعله.. لقد جُننتُ فعلا!!.. مثل الأحمق كنتُ سوف أفضح نفسي أمامها.. ببساطة كنتُ سوف أركض وأعانقها بشدة وأقبلها بجنون.. المهم أنها بخير وسالمة..


عندما اقتربت مني رأيت معالم الإرهاق والتعب و الغضب على وجهها.. ابتسمت لها برقة عندما وقفت أمامي كنت أتفحصها بنظراتي حتى أطمئن بأنها بخير فعلا ولم يُصيبها أي مكروه.. وما أن فتحتُ فمي حتى أُرحب بها التف رأسي بقوة ناحية اليمين..


كنتُ أتنفس بقوة وأنا أُغمض عيناي بشدة أحاول أن أكبت غضبي.. لقد صفعتني من جديد..


" أيها الكريه والمقرف.. لماذا لستَ في المنزل مع توماسو؟.. وغد لعين وغبي ومنحط.. أنتَ لستَ سوى شبه رجل.. ومتشرد لعين ولقيط.. أنتَ لقيط.. سمعت؟.. أنتَ لقيت تم رميك في الشوارع منذ صغرك.. وأنا أشفقت عليك وجعلتُك تعمل في مزرعتي الصغيرة.. والسبب لأن الجميع يكرهُك.. لقيط حقير.. والدتك كانت عاهرة.. عاااااااهرة.. عاهرة سانت مارينو كلها.. الجميع كرهك بسببها... آاااااااااااااه... "


تأوهت برعب عندما أدرتُ رأسي ونظرت إليها بغضب وأمسكت بكتفها بشدة ونظرت إليها بغضب أعمى.. تأملتني برعب وهتفت بخوفٍ شديد


" دعني ي ي ي ي... لا تلمسني أيها القذر.. دعني.. دعني.. "


بدأت تضرب صدري بيديها الصغيرتين دون أن تتوقف عن شتمي.. أحكمت إمساك كتفها و هزيتها بخفة وقلتُ لها بحدة


" أنتِ تكذبين.. تكذبين.. لماذا تريدين الامي؟.. ماذا فعلت لكِ؟.. الآن سوف تُخبريني كل الحقيقة.. ما سبب حقدكِ الكبير لي.. أخبريني.... "


توقفت عن شتمي وحاولت صفعي مجددا لكنني أمسكت بمعصمها بقوة أمنعُها عن فعل ذلك.. كانت تنظر إليّ برعب ورغم ذلك قالت لي بحقدٍ كبير


" أنا لا أكذب.. كما أنا لا أكرهُك شخصيا.. بل أكره كل الرجال بسبب ما فعلهُ بي زوجي الحقير.. هل استرحتَ الآن؟... "


تجمدت بالكامل وأنا أنظر إليها بدهشة كبيرة.. رأيت عينيها تلمع ببريقٍ ماكر وفورا هزيت رأسي بالرفض وقلتُ لها


" لا.. أنا لا أصدقكِ.. هذه ليست الحقيقة.. أنتِ لا تريدين إخباري بالحقيقة.. أصبحتُ متأكدا بأنكِ تُخفين عني سرا خطيرا.. ما هو هذا السر؟.. تكلمي.... "


انتفضت بقوة وأبعدت يداي عن كتفها وقالت لي بكرهٍ كبير


" أنتَ قذر ونكرة.. أنتَ لا شيء.. لا شيء.. مجرد حقير ومتسول أشفقتُ عليه.. إياك أن تلمسني مجددا أو أن تتكلم معي بهذه الطريقة مجددا وإلا طردتك من منزلي "


ركضت واتجهت ناحية المنزل لكنني تبعتها وهتفت قائلا لها

" لا.. أنا لن أقبل سوى بالحقيقة.. أخبريني بها فورااااااااا... "


فتحت الباب بسرعة ودخلت وحاولت إغلاق الباب لكنني كنتُ أسرع منها ودخلت.. ركضت برعب ناحية المطبخ ووقفت أمام الطاولة تنظر إليّ بذعر وهي تضع يديها على الطاولة تُحاول أن تُثبت نفسها.. وقفت أمامها وقلتُ لها بهمسٍ غاضب


" تكلمي.. ما هو السبب؟!.. أريدُ أن أعرف الحقيقة والآن "


رفعت يدها وأشارت لي ناحية الباب وقالت لي بأمر

" أخرج فورا من منزلي أيها اللعين.. أخرججججججججج... "


أمسكت بذراعها اليسرى وقلتُ لها بتصميم

" لا لن أخرج قبل أن أكتشف الحقيقة "


كنتُ أمسك ذراعها وحاولت أن أسحبها ناحيتي ولكن وبصدمة كبيرة رأيتها تمسك بسكين بيدها اليمنى وهاجمتني به..


" آااااااااااه..... "


أغمضتُ عيناي بقوة وخرجت شقة ألم من فمي... شعرت بحريقٍ كبير وبألم لا يوصف وسمعتُها تهمس بصدمة وبفزعٍ كبير


" إلهي.. ما الذي فعلتهُ؟!!!!.... "




انتهى الفصل













فصول ذات الصلة
رواية الكونت

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©