رواية الكونت - فصل 18 - المزاد
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. أدلينا الكئيبة 😭😭 يسلم ايديك على الفصل ننتظر الباقي على أحر من الجمر ❤️💕💕

    ردحذف
  2. 😍😍😍 اخيرا بدأ انتقامه
    تسلم يدك ..مبدعة كالعادة في انتظارك

    ردحذف
  3. ياربي شو انها مسكينه ادلينا💔💔💔💔

    ردحذف
  4. لو منها مستحيل اسامحوا💔

    ردحذف
  5. بتمنى ترجع علاقتهم مثل قبل💔

    ردحذف
  6. ايمتى راح ترجعلو ذاكرتو💔

    ردحذف
  7. بتمنى تنزلي بارتات اكتر بليز هافين

    ردحذف

رواية الكونت - فصل 18 - المزاد

 

رواية الكونت - فصل 18 - المزاد



المزاد




فابيو**



" إن أردتَ أي خدمة مني في المستقبل تعلم جيدا أين تجدني.. الوداع... استمتع بابنتي العاهرة كما يحلو لك "


غادرت وأنا أضحك بشدة وبسعادة كبيرة بعد حرقي لمنزل وأرض ابنتي العاهرة اللعينة.. لكن طبعا ذلك الوغد  تينو لن أدعهُ يهنأ بها ليس محبةً لابنتي طبعا.. بل كُرها له لأنه لم يوافق على إعطائي عُملات ذهبية أكثر..


لقد جعلني أقتل أربعة جُنود وأحرق منزلها وأرضها ولذلك كان عليه أن يدفع لي الضُعف لكنهُ رفض.. حسنا سوف أجعلهُ يدفع الثمن على طريقتي الخاصة.. ابتسمتُ بمكر بينما كنتُ أسير في الغابة..


عندما وصلت إلى منزل أحد أصدقائي في وسط مدينة سرفالي في الصباح طلبتُ منه أن يكتب رسالة مستعجلة للفارس نيكولاس.. حسنا أنا لا أعرف الكتابة والقراءة لذلك أردتُ مساعدة منه حتى يكتب الرسالة لي...


هههه.. لقد طلبتُ منه أن يكتب رسالة للفارس نيكولاس وليس للكونت حتى أتأكد أنها سوف تصلهُ شخصيا.. وعندما كتبها لي طلبتُ منه أن يتنكر ويُرسل الرسالة إلى القلعة في صباح الغد لأنني لا أستطيع الذهاب إلى سان مارينو وإلا تم القبض عليّ..


وعندما تأكدت أنه سوف يُرسل رسالتي إلى القلعة في صباح الغد دون أن يدع أحد يشكُ به ويعرف من يكون وطبعا عليه أن لا يذكر إسمي أبدا خرجت من منزله ثم ابتسمت بشر وأنا أخرج من القرية


" تينو باسانو.. أنتَ أغبى بكثير من ما كنتُ أظن.. سوف أجعلك تدفع الثمن غاليا أيها البخيل.. سترى.. لن أجعلك تستمتع بأموال المزاد أيها الحقير "


همست بكره وخرجت من القرية وأنا أضحك بسعادة وأتخيل ما سيحدث معه غدا في المزاد...


 

نيكولاس**


 

تأملتُها بغضبٍ شديد وانتفضت جالسا على السرير ثم أمسكت زوجتي بمعصمها ورفعتُها بقوة وجذبتها لتقف على ركبتيها أمامي على الفراش


رواية الكونت - فصل 18 - المزاد

 

نظرت إليها بحدة وتأملت دموعها بغضب ثم هتفت بوجهها بغضبٍ جنوني


" توقفي عن البكاء وإلا جعلتُكِ تتوقفين على طريقتي الخاصة.. فهمتِ؟.. ثم إياكِ أن تطلبي مني مجددا برؤية الكونت.. غير مسموح لكِ برؤية أحد وخاصةً من الخروج من جناحي.. فهمتِ زايا؟ "


شهقت بقوة وأومأت بخوف موافقة وهي تحاول كتم نحيبها والتوقف عن البكاء.. رميتُها بعنف لتسقط على الفراش ووقفت ومشيت بغضب نحو الخزانة.. وبينما كنتُ أرتدي ملابسي بعد أن ضاجعتها بقوة سمعتُها من جديد تبكي وتشهق لدرجة أن أذناي ألمتني من صوت بكائها..


مضى أسبوع على عودة الكونت بلاكيوس إلى القلعة ومن الليلة الأولى تملكني الغضب عندما اكتشفت ما فعلهُ شقيقها القذر لوريزو  به وأن الكونت فقد ذاكرته.. وأردتُ الانتقام...


رغم معرفتي بأنها بريئة ولا ذنب لها لكن كُرهها لي وخوفها مني جعلاني أفقد أعصابي.. كنتُ أريدُها لا أنكر.. فهي جميلة جدا وجذابة ولديها هالة من البراءة تجعلها تبدو مثل الملاك.. وأنا أردتُ ذلك الملاك لي.. ثم هي زوجتي وما أفعلهُ معها حقي الشرعي..


فكرت بذلك بينما كنت أنظر إليها بحزن.. تبا.. لماذا أشعر بشيء يضغط على صدري كلما رأيتُها تبكي وخائفة مني خاصة بعد أن أمارس معها الجنس؟..


فكرت بأسى لكن لم أهتم لمعرفة الجواب وخرجت من الغرفة وذهبت حتى أرى ألكسندر قبل أن ينام.. رأيت لورا تصعد على السلالم وما أن رأتني تجمد وجهها ونظرت إليّ ببرود وحاولت أن تتخطاني دون أن تُلقي التحية عليّ لكنني أمسكت بمعصمها لكن ليس بعنف وأوقفتها قائلا


" مساء الخير لورا.. ألا تريدين التكلم معي؟!.. "


نظرت باتجاهي وحدقت بوجهي بجمود ثم قالت بحدة

" مساء الخير فارس نيكولاس.. والآن أترك معصمي أريدُ الذهاب والنوم.. لقد أصبحت الساعة العاشرة ويجب أن أنام "


تنهدت بعمق ثم نظرت إلى وجهها وقلتُ لها بهدوء


" تعلمين لورا.. أنا لم أرد أن أغتصبها.. تعرفين جيدا أنني لا أعاشر فتاة عذراء رغما عن إرادتها.. لكن لورينزو الحقير قال لي بأنها عاهرته و... "


قاطعتني لورا قائلة بغضب وهي تسحب يدها من قبضتي بعنف


" توقف عن تبرير بشاعة ما فعلتهُ بحقها وإخباري بأسبابك التافهة التي جعلتك تكون مُجرد مُغتصب حقير.. لم أكن أتوقع أن تفعل ذلك بها وأيضا تُجبرها على الزواج منك لأنك شعرتَ بالخوف من بلاكيوس.. لحُسن حظك الكونت للأسف فقد ذاكرته وحاليا لن يُحاسبك على فعلتك الشنيعة لأنه لا يتذكر زايا "


توقفت عن تكملة حديثها ورفعت أصبعها السبابة نحوي وقالت لي بتهديد


" لكن لا تفرح كثيرا أيها الفارس العظيم ولا أنصحك بسجن زايا في جناحك ومنعها عن رؤية بلاكيوس.. أتعلم السبب؟.. لأنه وقريبا جدا الكونت سوف يستعيد ذكريات الماضي وعندها سوف أخبرهُ بنفسي أنك اغتصبت ابنة عمه.. وحينها سوف نرى ما سيفعلهُ بك.. صدقني سوف أشعر بسعادة لا توصف وأنا أرى بسرور ردة فعل بلاكيوس.. سوف يقتلك لأنه يكره الرجال المغتصبين أمثالك "


حدقت بها بصدمة كبيرة وأنا أراها تستدير وتصعد على السلالم باتجاه غرفتها

" واوووو.. لورا الصغيرة كبرت وأصبحت تُهدد.. من كان يتخيل ذلك؟ "


انتفضت بسرعة واستدرت إلى الخلف ورأيت ألكسندر يقف وهو يبتسم تلك الابتسامة اللعوبة.. قلبت عيناي وتخطيته وأنا أسير بغضب ناحية مكتبي


" نيكولاس.. انتظرني يا رجل "


هتف ألكسندر لكنني لم أهتم له وتابعت السير ودخلت إلى مكتبي وما أن هممت حتى أُغلق الباب وقف ألكسندر أمامي وسألني


" ألن تسمح لي بالدخول؟ "


تأففت بضيق ثم استدرت وتقدمت بخطوات سريعة وجلست على الكُرسي خلف مكتبي ونظرت بشرود أمامي


رواية الكونت - فصل 18 - المزاد

 
 

تنهدت بقوة ثم أغمضت عيناي بشدة.. سمعت ألكسندر يُغلق الباب ويتقدم وجلس على الكرسي أمام مكتبي.. لم أتكبد عناء فتح عيناي والنظر إليه بل أخذت نفسا عميقا ثم زفرته وقلتُ له بهدوء


" معها حق... لورا معها حق في كل كلمة قالتها لي.. لقد تحولت إلى مغتصب لعين بسبب لورينزو.. و.. لا أنكر لقد أعجبتني زايا عندما رأيتُها ورغبت بشدة بالحصول عليها.. لكن الغضب أعماني عندما عرفت بأنها ليست زوجة لورينزو بل عاهرته.. أعلم كنتُ أحمق وصدقتهُ.. لكن من كان يتخيل أن تكون شقيقته؟!.. من كان يتخيل أن ينعت ذلك الحقير شقيقتهُ بالعاهرة! "


فتحت عيناي وحدقت بوجه ألكسندر ثم تابعت قائلا بهم

" زايا تكرهني.. تكرهني كثيرا.. ناهيك عن خوفها الكبير مني.. أنـ... "


قاطعني ألكسندر قائلا


" نيكولاس.. عليك أن تلجم غضبك.. هي لا ذنب لها بما فعلهُ شقيقها بالكونت.. ثم هي أصبحت زوجتُك.. عليك أن تهتم بها وتحترمها وتُعاملها معاملة حسنة.. وتوقف عن مُعاشرتها بالقوة فـ... "


قاطعتهُ قائلا بغضب

" هي زوجتي ألكسندر.. زوجتي أنا.. وهذا حقي الشرعي.. هي ترفض دائما أن ألمسها بموافقتها.. هي من تجعلني أُعاشرها بالقوة "


هز ألكسندر رأسه رفضا ثم قال بحزم


" هي زوجتُك والجميع يعلم بذلك.. لكن هذا لا يُعطيك الحق بمُعاملتها بهذه الطريقة البشعة.. حاول أن تكون رقيقا معها "


وقفت واقتربت من النافذة ونظرت إلى البعيد.. لا أنكر ما تفوه به ألكسندر صحيح.. لكن عندما أراها أشعر برغبة كبيرة لكي امتلاكها حتى ولو بالقوة.. أرغبُها بشدة ولا أستطيع أن أتوقف عن ممارسة الجنس معها.. تنهدت بضيق ثم قررت أن أغير الموضوع وهمست قائلا


" أين هو بلاكيوس؟ "


ساد الصمت للحظات ثم سمعت ألكسندر يتحدث بهدوء قائلا


" بلاكيوس على حاله.. حزين.. تلك المرأة فعلت له شيئا سيئا.. أنا متأكد من ذلك.. بلاكيوس يُخفي عنا ما حدث معه في الأشهر الثلاثة التي قضاها في منزلها.. وكلما سألتهُ عن ذلك يتملكهُ الغضب ويطردني أو يغير الموضوع.. كما الصغير ما زال يبكي في كل ليلة يطلب الذهاب إلى والدته.. وضع الصغير مُحزن جدا "


التفت ناحية ألكسندر وقلتُ له بحدة

" لا تُعكر مزاجي أكثر بالحديث عن تلك المرأة اللعينة.. سوف أكتشف قريبا ما فعلتهُ بالكونت وصدقني ألكسندر لن أرحمها أبدا "


وقف ألكسندر وقال بنبرة متوترة

" لا تقترب منها نيكولاس.. سمعت؟.. إياك ولمسها بأي شكلٍ كان.. لأنني أعتقد بأن بلاكيوس يعشقها و... "


قاطعت حديثه إذ غرقت بالضحك بشكلٍ جنوني.. كان ألكسندر يحدق بوجهي بذهول وعندما هدأت اقتربت منه ووضعت يدي على كتفه وقلتُ له ببرود


" أزل هذه الفكرة من رأسك ألكسندر.. بلاكيوس من المستحيل أن يعشق تلك الفلاحة اللعينة.. والآن دعنا نذهب إلى النوم فلقد تأخر الوقت "


أزلت يدي عن كتفه وخرجت من مكتبي وصعدت إلى جناحي.. فتحت الباب بهدوء ثم دخلت وأغلقته.. اقتربت من السرير ورأيت زايا نائمة بعمق.. كنتُ أتأملها وشعرت بقلبي ينبض بسرعة.. حتى رغم شحوب وجهها هي تبدو جميلة..


" آسف... "


همست لها دون أن أنتبه وفورا نظرت بصدمة إليها.. لقد خرجت تلك الكلمة من فمي دون أن أشعر.. بدأت أزيل ملابسي ثم تسطحت بجانبها على السرير ورفعت الغطاء على جسدي ثم لا شعوريا اقتربت من زايا وحضنتُها إلى جسدي وأغمضت عيناي بينما ابتسامة رقيقة ظهرت على ثغري...


طق طق طق طق طق....


صوت طرقات قوية على الباب فجرا أيقظتني من نومي.. كنتُ ما زلتُ أحتضن زايا ورأسها كان على صدري.. أبعدتُها برقة ثم جلست وبدأت أشتُم بغضب وأنا أقف..


" تبا واللعنة الملعونة.. من هو الحقير الذي يطرق باب غرفة نومي في هذا الوقت المُبكر؟.. سوف أقتله.. "


ارتديت سروالي وفتحت الباب ونظرت بغضب مميت إلى ذلك الجُندي والذي كان يقف أمامي والرعب ظاهر على معالم وجهه.. ثم انتبهت أن هناك جُندي آخر برفقته كان يقف خلفه وهو خائف أيضا..


" سيد نيكولاس.. آسف لأنني أيقظتُك في هذا الوقت لكن هناك أمرٌ طارئ ويجب أن تعرفهُ سيدي "


زمجرت بغضب وقلتُ له بنفاذ صبر

" تكلم.. ما هو هذا الأمر الطارئ اللعين والذي جعلك توقظني في هذا الوقت؟ "


وبصدمة كبيرة سمعتهُ يُخبرني عن مقتل الجنود الأربعة والذين كانوا يحرسون منزل تلك الأرملة.. وشعرت بصدمة أكبر عندما أخبرني أن منزلها احترق بالكامل وكذلك الحظيرة وكل من بداخلها... وفورا دخلت إلى غرفتي وارتديت ملابسي وذهبت إلى جناح بلاكيوس..


كلمة جُن جنونه لا تُعبر عن ما حدث مع بلاكيوس.. إذ مثل المجنون هتف باسمها وخرج من غرفتهِ كالإعصار.. كنتُ أناديه باسمه باستمرار بينما كنتُ أركض خلفه لكنه لم يهتم حتى ليتوقف ويسمعني.. 


لذلك أخذتُ حصاني وتبعتهُ إلى منزل تلك المرأة برفقة بعض من الجنود لأنني من المستحيل أن أدعهُ يخرج من القلعة دون أن أرافقه.. ودهشتي كانت كبيرة عندما رأيت مدى ذعرهُ وخوفهُ وقلقهُ على تلك المرأة.. اللعنة.. ألكسندر مُحق.. الكونت مُغرم بتلك المرأة..


فكرت بصدمة وقررت الصمت وعدم إغضاب بلاكيوس..


بعد مُغادرة الكونت المكان أمرت الجنود  يبدؤون بالبحث عن القاتل وتلك المرأة المدعوة أدلينا باسانو او ميديشي بكامل أنحاء سان مارينو.. ثم تبعت بلاكيوس إلى القلعة.. ولكن عندما وصلت صرخ بوجهي أمام الجميع وأمرني بالذهاب والبحث عن أدلينا ميديشي وإيجادها بأسرع وقت.. وأراد مرافقتي والبحث عنها لكنني رفضت وأقنعتهُ بصعوبة أن يبقى في القلعة ويتركني أبحث عنها...


وهكذا ذهبت برفقة بعض من الجنود وبدأت أبحث عن تلك الشيطانة.. إن وجدتُها سأقتلها بنفسي.. لكن لم أستطع إيجادها ولم يراها أحد من السُكان.. وفي المساء في الساعة العاشرة والنصف قررت العودة إلى القلعة..


فور وصولي تفاجأت برؤية بلاكيوس يقف في ساحة القلعة برفقة رومانو اللعين.. اقتربت منهما وهتفت بدهشة كبيرة وبفرح


" رومانو أيها الحقير متى وصلت إلى سان مارينو؟ "


التفت نحوي وابتسم بسعادة ثم اقترب مني وعانقني بشدة قائلا

" نيكولاس.. أيها المنحرف.. لقد اشتقتُ لك يا رجل.. لم تتغير أبدا.. ما زلتَ كما أتذكر "


ابتعد عني ورأيت بلاكيوس ينظر بشرود إلى رومانو.. تنهدت بحزن وقلتُ له


" بلاك.. إنه صديق طفولتنا رومانو إستي وهو شقيق لورا الطبيبة.. هذا الخائن غادر فجأة سان مارينو منذ ستة سنوات حتى دون أن يُخبرنا.. "


رفع بلاكيوس حاجبه ونظر إلينا بدهشة ثم قال

" لا يهم.. نيكولاس أين أدلينا؟!.. أنتَ لم تجدها؟.. لماذا لم تفعل؟.. يجب أن تجدها.. يجب أن أذهب بنفسي وأبحث عنها  "


زفرت بضيق وقلتُ له

" لا أثر لها في سان مارينو.. سوف أذهب غدا للبحث عنها في الشمال.. أعدُك بلاك سوف أجدُها وفي أسرع وقت.. إن خرجت لن تعرف وجهتك وأين تبدأ البحث "


" عن من تتكلمون؟!.. من هي أدلينا؟.. هل أعرفُها؟ "


سألني رومانو وفورا أجبتهُ قائلا قبل أن يغضب بلاك

" بالطبع لا تعرفُها.. ثم الأمر يتعلق بالكونت.. دعونا ندخل إلى القلعة ونُكمل حديثنا "


دخلنا إلى القلعة وجلسنا في الصالون وتبادلنا الحديث لمدة ساعة كاملة ثم بعد ذهاب رومانو إلى جناحه القديم وقف بلاكيوس واقترب ليقف أمامي وهتف بغضب بوجهي


" كان يجب أن أذهب برفقتك حتى أبحث عنها.. هي في خطر.. هل تعلم ما يعنيه أن تكون أدلينا مع ذلك اللعين تينو؟.. بينما أنا هنا اقف مثل الأحمق.. قد يكون تينو.. قد... "


لم يستطع أن يُكمل حديثهُ ورأيت وجهه يحمر والشريان في عنقه كان قد نفر و نبض بوضوح وكذلك عروق يديه.. وعلمت بأنه غاضب وجدا.. حاولت تهدئته وأنني سوف أجدُها له غدا لكنه قام بتهديدي و للمرة الأولى يفعل ذلك وقال لي أنه سوف يذهب غدا بنفسه للبحث عنها وإن حدث لها مكروه سوف يقتلني ويُحرق الأرض وبمن فيها وذهب بعاصفة خارجا من الصالون..


كنتُ أقف جامدا بأرضي وأنا أفتح فمي على وسعه.. صديقي بلاكيوس هددني للتو!!!.. وبسبب تلك المرأة...


" اللعنة.. هو غارق في عشقها.. "


همست بكُره وقررت الصعود إلى جناحي.. في هذه الليلة لم ألمس زايا بل أجبرتُها على النوم في أحضاني.. عندما استيقظت باكرا قبلت جبينها وقررت أن أستحم..


خرجت من جناحي وقررت أن أنتظر ألكسندر والكونت في غرفة المعيشة الرئيسية.. كنتُ أجلس بملل عندما دخل جُندي ووقف أمامي ونظر إليّ باحترام قائلا


" سيدي.. لقد أتى أحد الفلاحين منذ قليل وطلب مني أن أُسلمك بنفسي هذه الرسالة.. وشدد أن أُسلمك الرسالة شخصيا وقال أن تقرأها فهي بالغة الأهمية "


رفع يده ورأيتهُ يمسك بورقة تم ختمها بالشمع.. نظرت إليه بملل قائلا

" حسنا.. ضعها على الطاولة.. يمكنك الانصراف "


وضعها أمامي على الطاولة ثم انحنى لي باحترام  وخرج.. نظرت إلى الورقة وفكرت بتعجُب.. غريب!!.. لماذا فلاح يُرسل لي رسالة؟!.. عادة يُرسلون مطالبهم إلى الكونت.. أمسكتها وفتحتها وهنا كانت صدمتي...


( سيدي الفارس المحترم.. ربما يُهمك أن تعرف أنني رأيت تينو باسانو يخرج من الغابة في الأمس برفقة الأرملة أدلينا باسانو وذهب إلى نزل مدام بورجو برفقتها.. واكتشفت أنه قام ببيعها لأحد الرجال ثم سمعتهُ يقول أنه سوف يأخذها إلى قرية فايتانو حتى يبيعها بالمزاد..


أظن أن الكونت لن يوافق على بيع امرأته ووالدة ابنه في المزاد.. لذلك يجب أن تذهب فورا إلى القرية وتجدها بأسرع وقت قبل أن يفوت الأوان. )


وقفت بسرعة ونظرت إلى الورقة بذهول أعيدُ قرأتها مرة تلو الأخرى..


" هل هذه مزحة؟!!!... "


همست بغضب وسمعت بلاكيوس خلفي يقول

" ماذا هناك نيكولاس؟ "


التفت نحوه ونظرت إليه بصدمة كبيرة.. عقد بلاك حاجبه ونظر إليّ بتساؤل ثم استقرت نظراته على الورقة بيدي.. اقترب وسحبها بسرعة وبدأ يقرأها بصوتٍ مرتفع.. عندما انتهى شحب وجهه بشدة ورأيت يدهُ ترتعش بقوة.. كان ينظر إلى الورقة بصدمة كبيرة ثم فجأة قبض عليها بعنف وصرخ بحدّة وبغضبٍ كبير


" سوف أقتله.. سأقتله.. سوف أقتل ذلك الحقيرررررررر... "


رمى الورقة على الأرض وقال بغضب وكرهٍ كبيرين

" سوف نذهب فورا إلى ذلك النزل.. وإن كان صحيح ما كُتب هنا سوف أدمر الجميعععععع.. سمعت؟ "


وقبل أن أفتح فمي سمعت ألكسندر يهتف بقلق وهو يدخل إلى الغرفة

" ماذا حدث؟.. لماذا كل هذا الصراخ؟!.. بلاك.. لماذا أنتَ غاضب؟ "


نظر إليه بلاكيوس وقال له بحدة وبأمر

" معكم دقيقتين فقط حتى تجهزوا.. سوف نذهب إلى ذلك النزل وإن لم أجد أدلينا هناك.. سوف أحرق الجميع "


وخرج بغضب من الغرفة ومن القلعة باتجاه الإسطبل.. نظرت إلى ألكسندر ثم انحنيت وأمسكت بالرسالة وسلمتُها له قائلا


" بسرعة اقرأ ما كُتب بها.. وهيا بنا.. يجب أن نكون برفقة بلاكيوس قبل أن يحرق الأرض بنا وبالجميع من أجل تلك الملعونة.. تبا ألكسندر لقد كُنتَ مُحقا هو يُحبها "


رفع ألكسندر حاجبه عاليا وقال بكبرياء

" أخبرتُك بذلك.. أنا لا أخطئ أبداً بحدسي "


قال كلماتهِ الأخيرة بتهكم وهو يقرأ الرسالة ثم عقد حاجبيه ونظر إليّ بقلق قائلا

" ماذا لو كانت خُدعة نيكولاس؟.. نحن لا يمكننا أن ندع بلاكيوس يذهب إلى هناك على الأقل بمفرده.. ماذا نفعل؟! "


أمسكتهُ بذراعه وجذبته خلفي خارجا من القلعة وقلتُ له بحدة

" التزم الصمت ودعنا نذهب برفقته فورا.. أتمنى أن يكون من أرسل هذه الورقة يردُ التسلية فقط.. لأنه إن لم يكن سوف نرى غضب الكونت الناري.. وهذه المرة أنا أعلم جيدا بأنه لن يرحم أحد "


وهكذا ذهبت برفقة وألكسندر مع كتيبة من الجُنود بقيادة بلاكيوس متجهين إلى نزل مدام بورجو في شمال سان مارينو....


 

أدلينا***



" والآن عليكِ أن ترتدي هذا الفستان سوف نذهب إلى سوق فايتانو.. لقد طلبت من موظف النزل أن يشتري لكِ أكثر فستان فاضح موجود في القرية وفعل.. تحضري أدلينا ميديشي لأننا سنذهب إلى سوق المزاد "


المزاد!!!... لماذا سوف نذهب إلى المزاد؟!!!.. فكرت برعب وارتعش جسدي بعنف بينما كنتُ أنظر بفزعٍ كبير إلى ذلك الفستان على الأرض...


رفعتُ عيناي وحدقت بالحقير تينو بصدمة وهمست قائلة له بهمس 

" لماذا سنذهب إلى المزاد؟!... "


اقترب ببطء ووقف أمامي وبدأ يتأملني من رأسني إلى أخمص قدماي ثم رفع نظراتهِ ببطء واستقرت على عيناي.. ضحك بخفة ورفع يدهُ اليمنى وداعب وجنتي بإبهامه ثم أنامله تحركت بنعومة داخل شعري وقال لي بسرور بينما ابتسامته كانت تتسع أكثر فأكثر بخبث بينما أنا كنتُ جامدة بصدمة أحدق بعينيه بذهولٍ كبير


" ألم أقل لكِ سابقا بأنني لدي مفاجأتين لكِ أدلينا؟... الأولى كانت بيعكِ كعاهرة في نزل تلك الشمطاء مدام بورجو.. أما الثانية سوف تعرفينها قريبا وجدا.. لقد أصبحت الساعة العاشرة صباحا لذلك أنتِ وأنا يجب أن نذهب وبسرعة إلى المزاد الذي سوف يُقام في ساحة فايتانو.. لا نريد أن نصل متأخرين إلى المزاد.. أليس كذلك أدلينا؟ "


ارتعش جسدي بعنف وعرفت بأنه ينوي على بيعي من جديد.. شهقت بقوة وهتفت بذعر

" أنتَ مجنون.. مجنون.. لا تلمسني أيها القذر.. وفي أحلامك أن أذهب برفقتك إلى ذلك المزاد "


حاولت التملص من يده اليسرى التي استقرت على خصري وحاولت أن أبتعد عن ملمس أنامله على وجهي وشعري.. ضحك بخشونة وهو يجذبني إليه أكثر مشددا قبضته حول خصري جعلتني أشهق بقوة بألم وقال بكُره وبحقدٍ كبير


" سوف تأتين معي رغما عن أنفكِ.. لقد وعدتكِ أدلينا سوف أمرغ شرفكِ بالوحل وأجعل الكونت يقتلكِ بيديه.. بينما أنا سوف أقف بعيدا وأشاهد بسعادة نهايتكِ على يدين عشيقكِ الحقير "


ضحك بخشونة عندما رأى عيوني تدمع... ابتعد عني ووقف بوسط الغرفة وقال بأمر

" هيا أدخلي إلى الحمام وارتدي الفستان الجديد وإلا فعلت ذلك بنفسي.. هيااااااااااااا  اذهبي "


انحنيت وأمسكت بالفستان بيدين مُرتعشتين ثم استقمت ومشيت بخطواتٍ مهزوزة إلى الحمام.. سالت دموعي بكثرة وحضنت الفستان بيدي اليمنى إلى صدري ويدي اليسرى كانت معلقة في الهواء تبحث عن أي شيء كي أستند عليه قبل أن أنهار..


غير صحيح!!!.. نعم.. ما أفكر به لن يفعلهُ تينو.. هو بالتأكيد يريدني أن أخاف منهُ وأنهار وأستسلم له.. المزاد مجرد مزحة منه...


فكرت بانكسار بينما كنت أستند على الجدار.. يجب أن أكون قوية.. لا يجب أن أنهار أمامه أبدا.. أغمضت عيناي ثم فتحتُها وهمست بألم وعذاب


" إدوارد.. حبيبي.. أرجوك أنقذني.. أنقذني من ذلك المجنون.. أرجوك.. لو تعلم ما حدث لي في بُعدك عني.. لقد تم اغتصابي.. لمسني رجل غيرك رغما عني.. سأموت.. سوف أموت.. ساعدني حبيبي أرجوك "


انتفضت برعب عندما سمعت تينو يهتف بحدة من المغرفة قائلا

" بسرعة أيتُها العاهرة.. لديكِ دقيقتين فقط وإن لم تخرجي وأنتِ ترتدين ذلك الفستان اللعين سوف أدخل إلى الحمام وأجبركِ على ارتدائه بنفسي "


ارتعش جسدي بعنف وفورا بدأت أزيل ملابسي.. نظرت إلى الفستان الذي جلبهُ تينو بصدمة كبيرة.. هذا ليس بفستان.. اللعين  سيجبرني على  ارتداء فستان يُصلح ليكون قميص نوم فاضحة.. كان لونه أحمر وهو لا يسترُ شيئا على الصدر إذ كانت فتحتهُ جدا واسعة وعلى البطن كان شفاف وفتحته على الظهر واسعة..


" قذر و حقير وعديم الشرف "


همستُ بغُل وارتديت الفستان غصبا عني.. خرجت شهقة من فمي عندما رأيت انعكاس صورتي في المرآة أمامي.. تبا.. علامات قبلات ذلك الرجل الذي اغتصبني كانت واضحة جدا على عنقي وكتفي و ترقوتي.. سالت دموعي بكثرة وبكيت بحرقة لكن انتفضت وصرخت بفزع عندما فتح تينو باب الحمام بقوة وهو يصرخ


" أيتُها العاهرة أيـــ... وااااااااااه.. رائعة "


توقف عن الصراخ وبدأ يتأملني بعينيه بإعجاب وشهوة ونظرات شريرة أرعبتني.. رفعت يداي بسرعة وسترت بها ما ظهر من صدري.. ارتعش جسدي بعنف عندما اقترب تينو ليقف أمامي وهو يهمس بصوتٍ مبحوح ممتلئ بالشهوة


" تبدين فاتنة جدا.. هذا جيد.. سوف أكسب الكثير من خلالكِ اليوم "


ارتعشت أوصالي برعب وخرجت صرخة من فمي عندما أمسكني بمعصمي وجذبني خلفه خارجاً الحمام والغرفة.. كنتُ أتوسل إليه طيلة الطريق حتى يُحررني ويتركني لكنه لم يستمع لي بل أمسك بكلتا يداي بقبضة يده اليسرى وأجربني على السير خلفه.. 


كنت خائفة جدا لا بل مُرتعبة وأنا أفكر بماذا ينوي فعلهُ بي.. وصلنا إلى ساحة قرية فايتانو ورأيت جَمع غفير من الناس وجميعهم رجال..


لكن الذي لفت نظري رؤيتي لمنصة خشبية كان عليها أقفاص حديدية بعضها صغيرة و متوسطة الحجم وبعضها كبيرة.. أنيت بألم عندما سحبني تينو ووقف أمام رجل ضخم البنية كان يقف في وسط الساحة وهو يتحدث مع بعض الرجال.. 


توقفوا عن الحديث عندما شاهدونا وشعرت بخجلٍ كبير وبالعار عندما بدأوا يتفحصوني هؤلاء الرجال بنظراتهم الشهوانية وهم يبتسمون بمكر.. ورأيت ذلك الرجل الضخم يبتعد عن الرجال ويتقدم ليقف أمامنا قائلا دون أن يُبعد نظراتهُ المقرفة والمخيفة عن جسدي


" تينو.. هل هذه هي؟ "


اقشعر بدني عندما سمعت تينو يقول

" مرحبا سانتو.. نعم إنها هي.. كما ترى أنا لم أكذب عليك عندما أخبرتك بأننا سوف نجني الكثير من خلالها "


استقرت نظرات ذلك الرجل المدعو بـ سانتو على صدري ورأيتهُ برعب يلعق شفتيه بلسانه.. حاولت سحب يداي من تينو وستر صدري لكنني لم أستطع.. ارتعش جسدي بعنف عندما سمعتهُ يقول لـ تينو


" تبا.. أريدُ أن أضاجعها هنا وأمام الجميع.. لكن للأسف العُملات الفضية التي سوف نكسبُها بسببها أهم بكثير.. أين ورقة الوصاية تينو؟.. لأنك إن كنتَ تكذب أو تخدعني سوف أقطع لك رأسك فورا "


ضحك تينو بخشونة وأخرج من يده اليسرى الورقة من جيب سترته وسلمها لـ سانتو..

" جيد.. أحسنتَ تينو "


قالها وهو يمسك بالوثيقة ويعيدها إلى تينو ثم استدار وأمر رجاله قائلا

" كبلوا يديها بالسلاسل وضعوها بالقفص الكبير.. المزاد عليها سوف يبدأ بعد قليل "


توسعت عيناي ونظرت برعب إلى الجميع.. لا!!.. لا مستحيل!!.. لا يمكن!!!.. سوف يتم بيعي بالمزاد!!!!.. إلهي ساعدني أرجوك..


بكيت بهستيرية وبأعجوبة حررت يداي من قبضة تينو قبل أن يقتربوا مني هؤلاء الرجال وفورا استدرت وحاولت الركض والفرار.. كنتُ أبكي برعب وأشهق بقوة بينما كنتُ أركض مبتعدة عن الجميع


" لاااااااااااااااااااا... دعوني يا ملاعين.. دعوني ي ي ي ي... لااااااااااااااااااااا.. إدوارد حبيبي ساعدني أرجووووووووك.... "


صرخت بهستيرية وبفزعٍ كبير عندما أمسكت بخصري يدين من الخلف ورفعت جسدي عاليا.. كنتُ أركل بجنون وأنا أحاول ضرب اليدين التي كانت على خصري.. صوت ضحكات الرجال المستمتعة أرعبتني جدا وشحب وجهي بشدة.. وقلبي المسكين لم يعُد يحتمل قوة خفقاته وبدأ يؤلمني..


أجهشت بالبكاء المرير عندما تم رميي بأحضان ذلك الحقير سانتو وفورا أجبرني على الوقوف وبدأ يُكبل يداي بسلاسل حديدية.. أمسك بالسلسلة وجذبني خلفه بعنف ناحية المنصة.. كنتُ أرتعش بقوة من رأسي حتى أخمص قدماي والخوف والرعب كان ظاهرا بوضوح على عيناي..


تم سحبي بعنف ورماني بالقفص الحديدي توضع به الحيوانات لبيعها بالمزاد في ساحة القرية.. لكن كانت أنا من سيتمُ بيعها بالمزاد..


وقعت بعنف داخل القفص وشرعت أبكي بجنون.. لم أستطع النهوض أو حتى أن أتحرك.. الخوف كان قد شل مفاصلي.. وبرعب رأيت سانتو يقف أمام القفص وبجانبه تينو ورأيت بفزع رجال بعددٍ هائل بدأوا يقتربون ويقفون أمام المنصة وهم يحدقون بي باهتمام


" سوف يبدأ المزاد الآن.. ولكن كما يبدو واضحا لن أبدأ بمزاد الحيوانات.. اليوم مُختلف ومميز.. كما تشاهدون لدينا عاهرة جميلة في القفص سوف يتم بيعها أولا بالمزاد.. هي جميلة جدا ومثيرة وشعرها أحمر وهذا يكفي حتى تُمتعكم وتُلبي جميع رغباتكم.. والأن فاليتم المزايدة عليها.. من يشتريها سوف تكون له ليستمتع بها ويتنازل الوصي القانوني عنها له للأبد "


بدأ الرجال يهتفون بفرح منهم من يلقي كلمات بذيئة بما ينوي فعلهُ بي ومنهم من كان يصرخ بأنني سوف أكون له لأمتعهُ.. إنهار عالمي أمام عيناي عدما بدأ المزاد...


" خمسون قطعة فضية "


صرخ رجل بقوة وارتعش جسدي بعنف وانسابت دموع الخوف والرعب من عيناي...


" سبعون قطعة فضية... خمسة وسبعون قطعة فضية... تسعون.... "


بدأوا الرجال يهتفون عاليا وهم ينظرون إليّ بنظرات جعلت روحي تحترق رُعبا..


" مائة قطعة فضية... "


صرخ رجل وبدأ سانتو و تينو يبتسمان بسعادة.. رفع سانتو رأسه عاليا وهتف بقوة


" مائة قطعة فضية.. هيا رجال لا تريدون أن تفوتوا متعة مضاجعتها وجعلها لكم.. من يزيد؟!... "


" مائة وخمسون قطعة فضية... "


صرخ رجل شكله مخيف جدا.. أغمضت عيناي وتكورت على نفسي وحضنت ساقاي إلى قلبي ودفنت وجهي بها وأجهشت بعنف بالبكاء.. 


أرجوك إدوارد أنقذني.. أنقذني حبيبي.. سأموت إن تم بيعي كعاهرة.. سأموت...


فكرت بعذاب بينما كنتُ أبكي وأنتحب بعنف وجسدي يرتعش بجنون..


" مائة وتسعون قطعة فضية.. ثلاثمائة... خمسمائة... "


سمعتهم برعب شل روحي وهم يزايدون ويتقاتلون للحصول عليّ بأي ثمن.. بكائي وخوفي وأنيني وشهقاتي لم تجعلهم يشفقون عليّ


" ألفين قطعة ذهبية "


صوت مرتفع وغاضب صدح في أنحاء الساحة جعل قلبي يغرق بين قدماي.. وفجأة ساد سكون مخيف.. مخيف جدا.. رفعت رأسي قليلا ولكن بسبب دموعي الكثيرة لم أستطع أن أرى بوضوح.. لكن ذلك الصوت أعرفه.. نعم أنا أعرفه.. لكن مستحيل أن يكون هو!!.. لا بُد أن عقلي يهيّئ لي.. مستحيل أن يكون هنا!!..


استطعت أن أسمع بوضوح صهيل أحسنة كثيرة وحوافرها قادمة باتجاه الساحة.. كما سمعت شهقة تينو المذعورة.. ثم لحظات قليلة وسمعت خبطة قوية على الأرض لشيء معدني تم رميه عليها.. ثم سمعت صوت خطوات لحذاء يقترب من القفص..


رفعت رأسي أكثر وشعرت بلسعة باردة تجتاح جسدي عندما التقت عيناي بعينيه الجميلة.. لكن عينيه لم تكن تتأملني كما اعتدت عليها سابقا.. بل كانت تتأملني بطريقة جعلت روحي تنسحب من جسدي.. 


نظرت بصدمة كبيرة إلى وجه إدوارد.. إدوارد هنا؟!!.. مستحيل!!... وكل ما استطعت فعله دون أن أرمش أن أهمس له بدهشة وعدم التصديق


" إدوارد!!... "


نظر إليّ ببرود أحرق قلبي.. وقال بنبرة جامدة لم يخاطبني بها مسبقا


" أخطأتِ.. أنا الكونت بلاكيوس ويتلي أدلينا.. وسوف أجعلكِ تتذكرين ذلك دائما "


انسابت دموعي ببطء على وجنتاي الشاحبتين واهتزت يداي بقوة وقلبي المسكين كان ينبض بجنون عندما التفت إدوارد إلى الخلف وأمر رجاله قائلا


" خذوها إلى القصر "


اهتز جسدي برعبٍ كبير وسرت رعشة قوية في جسدي إذ عرفت.. نعم عرفت أن حبيبي وعشق حياتي لم يسامحني على ما فعلتهُ به.. ولن يفعل أبدا.....


 

بلاكيوس***



كنتُ أسير في ساحة القلعة في المساء بتوترٍ كبير.. كنتُ قلق جدا عليها.. كنتُ غاضب وخائف وقلق عليها وخاصة خائف أن لا يجدها نيكولاس.. ألكسندر أتى منذ قليل إذ كنتُ أيضا أمرتهُ بالذهاب مع بعض الجنود للبحث عن أدلينا و تينو لكنهُ للأسف لم يجدها ولا يوجد أي أثر لذلك الحقير تينو..


كان يجب أن أذهب وأبحث عنها بنفسي حتى لو لم أكن أتذكر الطرقات والاتجاهات في المدينة.. كان يجب أن أفعل.. أنا أعلم بأن تينو من خطفها.. وأعلم بأنهُ لن يرحمها..


قبضت يدي بشدة حتى ابيضت أصابعي ونفرت عروقي..

" بلاكيوس؟!!.. إلهي إنه أنت!!!... "


سمعت أحد يهتف بسرور بإسمي.. استدرت ناحية الصوت ورأيت رجل يبدو في الثلاثين من عمره يقف أمامي وهو ينظر إليّ بسعادة وعدم التصديق ثم تجمدت نظراتهِ على الندبة في وجهي.. رفعت حاجبي ونظرت إليه بهدوء وتفاجأت عندما اقترب مني وعانقني بشدة و.. ماذا؟!!.. هو يبكي؟!!...


تأكدت بأنهُ كان يبكي عندما ابتعد عني ومسح عينيه بسرعة وقال بسعادة


" الشكرُ الله أنك بخير.. لا تعلم بلاكيوس كم شعرت بالخوف عندما تلقينا برقية نيكولاس وكان محتواها أنك اختفيت.. الملك تصرف فورا وأمرني بالذهاب إلى سان مارينو للبحث عنك.. لكن للأسف تأخرت شهرين كاملين حتى أُبحر بسبب تجهيزي للجنود والسفينة الملكية... "


توقف عن الحديث عندما شاهد نظراتي المستغربة له.. حمحم بخجل وتابع قائلا


" آسف لم أعرفك عن نفسي.. أنا رومانو إستي شقيق لورا.. آسف بلاكيوس لما حدث معك أتمنى أن تستعيد ذاكرتك قريبا.. تلقيت برقية من نيكولاس منذ يومين وأعلمني بأنهُ وجدك.. لكن كان من المستحيل أن أعود إلى فرنسا دون أن أراك وأطمئن عليك "


شكرتهُ بهدوء وهنا سمعت صوت نيكولاس يصرخ بدهشة مُرحبا بـ رومانو.. كنتُ معظم الوقت شارد في تفكيري أفكر بـ أدلينا.. قلبي أعلمني بأنها ليست بخير.. قلبي يستطيع الشعور بها ومعرفة أنها في خطر..


بعد ذهاب رومانو وقفت ونظرت إلى نيكولاس بغضب قائلا


" كان يجب أن أذهب برفقتك حتى أبحث عنها.. هي في خطر.. هل تعلم ما يعنيه أن تكون أدلينا مع ذلك اللعين تينو؟.. بينما أنا هنا اقف مثل الأحمق.. قد يكون تينو.. قد... "


لم أستطع أن أُكمل حديثي.. لم أستطع أن أقول أن تينو قد يكون اغتصب امرأتي وعشقي الوحيد.. ومن شدة غضبي احمر وجهي ونفرت كامل عروق جسدي


" اهدأ بلاكيوس.. أعدُك سوف أجدُها غدا وأجلبها إلى هنا.. أعدُك بأنني لن أهدأ حتى أجدها "


حدقت بوجهه بغضب وقلتُ له بتهديد


" لقد اكتفيت.. غدا صباحا سوف أذهب بنفسي للبحث عنها.. وأنتَ لن تمنعني عن ذلك.. ولكن إن حدث لها أي مكروه أو حتى لمس ذلك الحقير شعرة واحدة من رأسها سوف أقتلُك نيكولاس ثم سأحرق الأرض على الجميع "


وخرجت مسرعا من الغرفة بينما نيكولاس كان ينظر إليّ بذهولٍ كبير بسبب تهديدي له.. لم أستطع النوم بسبب تفكيري بها.. رغم كل ما فعلتهُ بي إلا أنني لن أسمح أن يلمسها أحد أو يصيبها أي مكروه.. 


كان يجب أن أعلم بأن ذلك القذر تينو سوف يتحرك ويؤذيها.. ما كان يجب أن أتركها في منزلها بفردها حتى لو تركت جنود لحراستها.. أغلقت عيناي وحاولت النوم وأنا أعدُ نفسي بأنني لن أعود غدا إلى القلعة دون أن تكون أدلينا معي..


استيقظت في الصباح وفورا ارتديت ملابسي وذهبت إلى غرفة توماسو.. كان نائم بعمق.. ابتسمت برقة وقبلت جبينه ثم خرجت بهدوء من غرفته وتوجهت إلى الأسفل..


" هل هذه مزحة؟!!!... "


سمعت نيكولاس يهمس بغضب وفورا سألته بقلق

" ماذا هناك نيكولاس؟ "


التفت ونظر إليّ بصدمة.. عقدت حاجبي ونظرت إليه بتساؤل لكن عيناي فورا توجهت نحو يده.. عندما رأيت تلك الرسالة بيد نيكولاس انتابني إحساس قوي بأنها تخص أدلينا.. ودون تردد سحبتها من يده وبدأت أقرأها.. ارتعشت يدي بعنف بينما كنتُ أنظر بصدمة إلى تلك الورقة ومحتواها.. الغضب اشتعل بداخلي والنيران سارت في كامل جسمي.. أحسست بالدّم يتدفّق في عروقي ساخنا هائجا مجنونا مسحوقا وصرخت بحدّة وبغضبٍ مهول


" سوف أقتله.. سأقتله.. سوف أقتل ذلك الحقيرررررررر... "


رميت الورقة على الأرض وتابعت قائلا بغضب وكرهٍ كبير..

" سوف نذهب فورا إلى ذلك النزل.. وإن كان صحيح ما كُتب هنا سوف أدمر الجميعععععع.. سمعت؟ "


وهنا كان دخل ألكسندر ولم أهتم لسؤاله وقلقه وقلتُ لهم بأمر

" معكما دقيقتين فقط حتى تجهزوا.. سوف نذهب إلى ذلك النزل وإن لم أجد أدلينا هناك.. سوف أحرق الجميع "


وخرجت بغضب من الغرفة ومن القلعة باتجاه الإسطبل وأنا أتمتم بكره

" سوف أقتله إن لمسها.. سوف أقتله.. سأقتله.. سأقتله... "


وهكذا ذهبت برفقة نيكولاس و ألكسندر والجنود إلى ذلك النزل.. قفزت عن حصاني وذهبت راكضا إلى ذلك النزل.. كان الباب مفتوح واستعطت أن أسمع صرخات كثيرة مرتعبة خائفة من الداخل.. ركضت ورأيت أمامي مجموعة من النساء والفتيات يقفون أمام باب وهم يبكون وينتحبون برعب.. نظروا إليّ برعب وفورا سألتهم


" أين هي؟... تكلموااااااا.... "


صرخت بغضبٍ كبير بينما كنتُ أقف أمامهم.. رأيتهم يشيرون لي بأصابعهم إلى الداخل وهم يبكون وينتحبون دون توقف.. تقدمت بسرعة ودخلت إلى الغرفة.. رأيت برعب دماء على الأرض وتجمد قلبي للحظات لكن تنفست الصّعداء وتنفست براحة عندما رأيت جسد امرأة كبيرة في العمر خلف المكتب..


" إنها ليست أدلينا.. "


همست بارتياح ثم استدرت وبدأت أسأل الفتيات عن أدلينا ولكن لشدة ذهولي لا أحد يعرفُ عنها شيئا أو حتى شاهدوها في النزل.. لكن عندما أتى نيكولاس وبدأ يستجوبهم واحدة تلو الأخرى سمعت فتاة تقول


" سيدي لقد فتحت باب النزل في الأمس قرابة الساعة العاشرة لـ تينو باسانو ودخل إلى مكتب مدام بورجو وطلب مني أن أخبرها أنه بانتظارها في مكتبها.. وبعدها صعدت إلى مكتبي ولم أرى شيئا آخر "


عندما سمعت باسم  تينو تأكدت فورا أن أدلينا كانت هنا.. إذا ما تم كتابته في تلك الرسالة صحيح.. سوف يبيعها في المزاد!!!.. أحسست بدمائي تلتهب وتحرق عروقي كلها وفورا هتفت بغضب أعمى بصري


" أغلقوا النزل ولا تدعوا أحدا يدخله.. أريدُ أن أعلم ما حدث ليلة الأمس هنا وفي أسرع وقت "


ثم أشرت لـ نيوكلاس لكي يتبعني وأنا أخرج من النزل وقلتُ له

" دع ألكسندر يهتم بالنزل وأنتَ اتبعني فورا سنذهب بسرعة إلى قرية فايتانو "


كان حصاني يعدو بسرعةٍ كبيرة.. لقد أصبحت الساعة العاشرة ويجب أن أصل بسرعة إلى ذلك المزاد قبل فوات الأوان.. وصلت إلى القرية وتبعت حصان نيكولاس حتى وصلنا إلى الساحة.. توقفنا فجأة ونظرت أمامي بصدمة كبيرة..


أدلينا.. جنيتي الحمراء.. كانت مرمية في قفص وكانت دموعها تنهمر مثل الشلال على وجنتيها الشاحبتين.. والخوف والرعب كان ظاهرا بوضوح على عينيها.. تم رميها بقفص حديدي توضع به الحيوانات لبيعها بالمزاد في ساحة القرية.. لكن كانت هي من سيتم بيعها بالمزاد..


" مائة وخمسون قطعة فضية.. .. ثلاثمائة.... خمسمائة... "


كانوا الرجال يقفون في الساحة ويزايدون ويتقاتلون للحصول عليها بأي ثمن... و دموعها وبكائها المرير لم يجعلهم يشفقون عليها..


تسارع نسق تنفسي وتدفق الدّم في عروقي وأصبحت كالثّور لا أرى إلاّ اللّون الأحمر أمامي.. غضبت غضبا جنونيّا جارفا عندما رأيت تينو يقف على المنصة برفقة رجل وهو يضحك بسعادة


" بلاكيوس ماذا تنوي أن تفعل؟ "


سألني بقلق نيكولاس ولم أتكبد عناء الرد عليه بل هتفت بحدّ وبغضب وبأعلى صوتٍ أمتلكهُ


" ألفين قطعة ذهبية "


ساد السكون فجأة في الساحة وجميع الرؤوس التفتت إلى الخلف.. كان الجميع ينظرون إليّ بذهولٍ تام.. تقدم حصاني بلاكي ببطء ووقف أمام الجميع.. لا أحد تجرأ على المزايدة أو حتى الاعتراض فمن يقف أمامهم هو سيدهم.. 


أنا بلاكيوس ويتلي الكونت لن يتجرأ أحد على المزايدة عليّ لشراء امرأتي...


أخرجت كيس من سترتي ورميتهُ أمام ساق تينو ذلك القذر الذي كان يبيعُها كسلعة للرجال.. ترجلت عن حصاني واقتربت من القفص.. كان صوت حذائي الوحيد المسموع في الساحة أثناء سيري على تلك المنصة الخشبية باتجاه القفص.. وقفت أمامها ونظرت مباشرةً إلى عينيها.. نظرت أدلينا إليّ من بين دموعها بصدمة وشعرت بطعنة في صدري لدى رؤيتي لدموعها.. وهمست لي بنبرة مندهشة


" إدوارد!!... "


نظرت إليها ببرود وقلتُ لها بنبرة جامدة

" أخطأتِ.. أنا الكونت بلاكيوس ويتلي أدلينا.. وسوف أجعلكِ تتذكرين ذلك دائما "


التفت إلى الخلف وأمرت رجالي قائلا

" خذوها إلى القصر "


اقترب نيكولاس ووقف أمامي وسألني بدهشة وبهمس

" بلاكيوس.. هل تريد إرسالها إلى قصرك قرب شاطئ ريميني؟!.. أم تقصد إلى القلعة؟... "


نظرت إلى وجهه بحنق وقلتُ له بأمر

" سمعتني جيدا نيكولاس.. أريدُها في القصر.. وأنتَ ستذهب برفقتي إلى هناك حتى تُعرفني على القصر والعمال والخدم به.. "


أجابني موافقا ورأيت بدهشة تينو يتسلل هاربا دون أن يشعر به أحد


" أيها الحقيرررررررر... "


هتفت بغيظ واشتعل دمي نارا موقدة.. وأصبحت أرى الدّنيا شعلة حمراء أمامي وفورا سحبت سيف نيكولاس من حزامه وركضت باتجاه ذلك الجبان.. ركضت بأقصى سرعة خلفه ورأيته يمتطي حصان ويفر هاربا.. فورا صفرت لحصاني ولدهشتي أتى باتجاهي مسرعا..


تبا.. لقد تذكرت للتو بأنني قمتُ بتدريبه بنفسي على ذلك.. لكن لم أهتم بالتفكير في هذا إذ كان يجب أن أوقف ذلك الحقير وأقتله بيدي.. وقف حصاني أمامي وفورا قفزت على ظهره وبدأ يعدو خلف ذلك الجبان تينو.. 


تبعني بعض الجنود ولكنني كنتُ قد أصبحت خلف تينو وفورا اقتربت منه ووجهت له لكمة قوية على وجهه ففقد توازنه ووقع عن الحصان.. أوقفت بلاكي بجانب جسده ورأيتهُ يجاهد حتى يجلس.. رفع تينو رأسه ونظر نحوي برعب..


أصبح الجنود بجانبي ولزموا الصمت.. أما تينو بقي صامتا لا يحوّل عينيه عنّي ينظر إليّ نظرة خائفة.. انكفأ لونه وارتجفت أوصاله وسمعته يهمس برعب


" سيدي الكونت.. ارحمني.. ارحمني أرجوك "


عندما ترجلت بهدوء عن حصاني ووقفت أمامه وأنا أرفع سيفي وأوجهه ناحية عنقه.. نظرت إليه بغضب أعمى وهتفت بجنون بوجهه


" لقد سبق وقلتُ لك إياك أن تحاول الاقتراب من منزلها مجددا وإلا قطعتُ لك جسدك ورميت أشلائك للحيوانات في الغابة حتى تأكلها.. لكن كما يبدو لي لم تأخذ كلامي على محمل الجد.. بل ذهبت وقتلتَ جُنودي ثم أحرقت منزلها والحظيرة وأحرقت الحيوانات وهي حية ثم خطفت أدلينا وقمتَ ببيعها كعاهرة في ذلك النزل ثم جلبتها إلى سوق فايتانو حتى تبيعها في المزاد.. هل تدرك مدى الورطة التي وقعتَ بها الآن... "


زحف على يديه وركبتيه حتى وقف أمام أقدامي وأخفض رأسه أسفل السيف وقال ببكاء


" لقد اتفقت معها على ذلك.. صدقني سيدي الكونت.. كل ما شاهدتهُ ذلك اليوم كان مُجرد خدعة منها.. لقد اتفقنا على ذلك.. أنا لا أكذب صدقني سيدي.. حتى أنظُر.. "


كنتُ أنظر إليه بذهولٍ كبير.. وانفجر الغضب في نفسي وتصاعد لهيبهُ حتّى شعرت وكأنّه يُحرق روحي.. مستحيل!!.. هو يكذب.. فكرت بألم ورأيتهُ يُخرج ورقة من سترته ورفعها نحوي وقال لي


" أنظر سيدي.. حتى أنها بصمت على وصايتي عليها.. أنا الوصي الشرعي عليها الآن.. ما فعلتهُ في المزاد قانوني.. "


سحبت الورقة منه وبدأت أقرأها.. وعندما انتهيت غضبت غضبا جنونيّا جارفا وفورا رميت الوثيقة بوجهه ثم رميت سيف نيكولاس على الأرض وانهلت عليه باللكمات..


" أيها الحقيرررررررررر.. هي لا تعرف الكتابة والقراءة.. هل تظنني غبي؟.. هل ظننتَ فعلا بأنني سوف أصدق كلامك أيها اللعين.. "


سمعت أنين خائف خلفي ودون أن أتوقف عن ضربه نظرت إلى الخلف ورأيت أدلينا تقف خلف نيكولاس وهي تنظر إليّ برعبٍ كبير وتبكي..


توقفت عن ضربه بعد أن غاب عن الوعي ثم بصقت بوجهه ووقفت ومسحت بمنديلي دمائه المقرفة عن يداي وأمرت الجنود بحدة


" خذوه وارموه في زنزانة في القلعة.. "


وفورا حملوه دون أن يتفوهوا بكلمة.. ثم نظرت إلى نيكولاس وقلتُ له

" ضعها على حصاني "


ودون تردد حملها ورأيتُها تستر صدرها وعنقها بيديها وشعرها وهي تبكي بصمت.. وضعها نيكولاس على ظهر بلاكي وفورا قفزت خلفها وذهبنا إلى القصر.. كنتُ أتبع نيكولاس وشعرت بيد أدلينا تلمس يدي وفورا انتفضت بكره وأبعدت يدها عني وقلتُ لها بأمر وبحدة


" إياكِ أن تلمسيني دون إذن مني.. فهمتِ؟ "


رعشة جسدها أحسست بها وأنين وشهقات متتالية خرجت من فمها رغم محاولتها لكتمها.. لم اهتم إذ كان الغضب قد أعماني وكنتُ على وشك الاختناق من شدّة الغضب..


طيلة الطريق لم تتوقف عن البكاء والأنين.. وحاولت جاهدا أن لا أضعف أمامها وأوقف بلاكي وأضمها بشدة إلى صدري وأقبلها بجنون وأخبرها أن كل شيء سيكون بخير.. لكن طبعا لم أضعف.. نظرت بدهشة عندما رأيت قصر جميل جداً أمامي


رواية الكونت - فصل 18 - المزاد

 

وعندما وصلنا إلى القصر قفزت بسرعة ورأيت بعض من الحراس والعمال يقفون لاستقبالي.. بعد ترحيبهم بي وبـ نيكولاس أمرت حارسين قائلا


" خذوها إلى جناحي.. ممنوع أن يدخل أحد أو يخرج من جناحي دون إذن مني.. فهمتم؟ "


أجابوني موافقين ورأيت الحارسين يساعدونها بالنزول عن ظهر بلاكي ثم أمروها بالسير أمامهم وفعلت.. لم أنظر باتجاهها وطلبت من نيكولاس حتى يُعرفني على العمال ثم أتعرف على قصري..


رافقتني مع نيكولاس المسؤولة عن الخدم وهي سيدة في الستين من عمرها تدعى كاميلا.. بعد جولة كاملة حول القصر دخلت إلى مكتبي برفقتهم وجلست على الكرسي خلف مكتبي ونظرت إلى مدام كاميلا قائلا


" لا أريد خدم في القصر في الغد.. سوف يتم دفع راتبهم شهريا كالمعتاد.. ولن يعودوا إلى العمل هنا إلا عندما أقرر ذلك.. فقط أنتِ مسموح لها بالبقاء برفقة الحُراس وعُمال الحديقة "


حدقت هي ونيكولاس بذهولٍ كبير إليّ.. وفورا قالت لي كاملا باحترام


" آسفة سيدي الكونت.. لكن أنا امرأة كبيرة في العمر.. لا أستطيع أن أنظف القصر بمفردي.. هو يحتوي على أكثر من مائة غرفة سيدي و.. "


قاطعتُها قائلا بينما ابتسامة ماكرة تنير وجهي


" لا تقلقي مدام كاميلا.. لن أسمح لكِ بتنظيف المنزل.. لدي من سيفعل ذلك.. والآن يمكنكِ الانصراف ولكن أريدُكِ أن ترسلي لي أدلينا الفتاة الموجودة في جناحي.. رافقيها ولا تسمحي لها بالهروب "


" حاضر سيدي "


أجابتني بهدوء ثم أحنت لي رأسها باحترام وخرجت.. نظرت باتجاه نيكولاس ورأيته يقف وهو يحدق بي بصدمة كبيرة.. ابتسمت له بخبث وأشرتُ له بيدي قائلا


" هيا تكلم.. يمكنك أن تسألني لا مانع لدي "


وفورا قال لي وبسرعة

" أنتَ تريد جعل أدلينا ميديشي خادمة هنا في قصرك؟ "


" نعم "


أجبتهُ ببرود ولدهشتي لم يعجبه ذلك.. عرم كتفيه وكتف يديه أمام صدره وقال


" الفتاة تبدو مسكينة.. أعني.. تبا بلاكيوس.. كنتُ أرغب بقتلها بسبب ما فعلتهُ بك فور رؤيتي لها.. لكن عندما أخرجتها من القفص كانت خائفة ومنهارة وكانت تنادي باسمك.. أعني باسم إدوارد.. كانت تناديك وتطلب منك السماح و... "


قاطعتهُ قائلا بغضب

" حتى أنت استطاعت أن تلعب بعواطفك وتخدعك.. اسمعني جيدا نيكولاس.. لا أريد من أحد أن يتدخل في قراراتي مهما كانت.. والأن يمكنك أن تعود إلى القلعة وأخبر توماسو بأنني سوف أراه في المساء "


تأملني باحترام وقال بهدوء

" بلاك اسمعني لو سمحت.. تلك الأرملة تبدو بريــ.. "


" يكفيييييييييي.. توقف نيكولاس.. لا أريد سماع محاضرتك ودفاعك عنها.. يمكنك الانصراف "


خرج نيكولاس غاضبا من المكتب لكنني لم أهتم ثم سمعت صوت طرقات خفيفة على الباب.. لقد أتت.. ابتسمت بخبث بينما كنتُ أنظر إلى الأوراق الموضوعة على المكتب وطلبتُ منها الدخول...


سمعتُ خطواتها البطيئة تقترب وتوقفت فجأة على يميني.. كنتُ أستطيع أن أراها من طرف عيني وهي تقف منحنية الأكتاف وتستر جسدها بغطاء والخوف يبدو واضحا على ملامحها


رواية الكونت - فصل 18 - المزاد

 

 

" أزيلي الغطاء و تعري "


سمعت شهقتها الخفيفة و المتفاجئة و الخائفة تخرج من فمها واستطعت أن أرها ترفع رأسها وتحدق باتجاهي بفزع.. كنتُ أريد إخافتها لأنني لا أنوي لمسها أبدا.. عندما لم تفعل خبطت يدي اليمنى بعنف على سطح  مكتبي وهتفت بغضب


" قلتُ لكِ تعري ي ي ي ي ي.... "


انتفضت برعب وشرعت تبكي بخوف.. وهنا تملكني الغضب عن حق ووقفت واستدرت ونظرت إليها.. وقفت أمامي وجهها كان شاحب جدا وجفناها يرتعشان ودموعها تسيل بكثافة على وجنتيها وقد عضّت شفتها السّفلية حتّى كادت أن تقطعها بأسنانها.. لكنها لم تفعل ما أمرتها به..


وفورا اقتربت منها وأمسكت بالغطاء وسحبتهُ ورميتهُ بعيدا وعندما هممت لتمزيق فستانها تجمدت يداي في الهواء وتيبس جسدي بينما كنتُ أنظر بصدمة كبيرة إلى عضات الحب على عنقها وكتفها وترقوتها.. علامات كثيرة كانت تنتشر على جسدها.. كاد قلبي أن ينفجر حنقا وغضبا وغيرة


اشتدّ بي الغضب ولم أعد أتماسك نفسي فاندفعت نحوها وأمسكت بكتفيها وبدأت أهزها بجنون وأنا أصرخ بوجهها بعصبية مفرطة


" من هو الرجل الذي سمحتِ له بمضاجعتكِ؟.. من هو تكلمي ي ي ي ي.. تكلمي قبل أن أقتلكِ.. من لمسكِ؟.. من هو ايتها العاهرة الرخيصة... "


وصوت صفعة ملأ أرجاء الغرفة لتسقط أدلينا على الأرض بقوة وهي ترفع رأسها وتنظر إليّ بدهشة كبيرة بينما عيونها لم تتوقف للحظة عن ذرف الدموع..


بسبب غيرتي العمياء أحسست بالدّم يتدفّق في عروقي ساخنا هائجا بينما كنتُ أنظر بكره إلى تلك العلامات وفقدتُ عقلي ورشدي بسرعة فائقة إذ نار الغيرة أحرقت روحي وقلبي وجعلت عقلي يتوقف عن التفكير.. 


أمسكتُها بمعصمها ورفعتُها وجذبتُها بعنف إليّ ثم أمسكت بكلتا ذراعيها وعاودت هزها وأنا أصرخ بعنف


" عاهرة رخيصة.. أنتِ لستِ سوى عاهرة ملعونة.. لعبتِ بي منذ البداية وأوهمتني بأنكِ أرملة شريفة وتخافين على سُمعتكِ وشرفكِ ولكنكِ مجرد عاهرة رخيصة مُنحلة.. من لمسكِ يا لعينة؟.. من هو تكلمي؟ "


توقفت عن هزها ثم قمتُ بصفعها على خدها الأيمن بقوة لتقع مجددا على الأرض وهي جامدة بصدمة تُحدق بوجهي بذهول وخوف دون أن تتفوه بحرف أو حتى تتوقف عن البكاء بصمت


رفعتُها بعنف من ذراعها ونظرت بكره إلى عينيها وقلتُ لها بحدة

" تكلمي قبل أن أفقد أعصابي أكثر وأقتلكِ بنفسي.. من هو انطقي؟ "


نظرت إليّ برعب وهمست بتلعثم 

" إدواــ.. إدوارد لــ.. اااااهههه.. أرجوك توقف "


عندما همست بذلك الاسم اللعين فقدت أعصابي نهائيا.. أمسكتُها من خصلات شعرها وجذبت رأسها ليلتصق أنفها الصغير بأنفي.. نظرت بحقد إلى عمق عينيها وهمست لها بفحيح


" توقفي عن لفظ ذلك الاسم اللعين.. أنا الكونت بلاكيوس ويتلي.. سيدكِ.. و للأسف والدة ابني ليست سوى عاهرة لعينة لا قيمة لها.. سأجعلكِ تدفعين الثمن غاليا أدلينا باسانو.. سوف تتذوقين من ذات الكأس الذي جعلتني أذوقه.. ولن أسمح لعاهرة مثلكِ أن تكون أما لابني.. لن أسمح أبدااااااااااااااااا "


رفعت رأسها وقبلتُها بعنف على شفتيها المرتعشتين.. استطعت تذوق دموعها المالحة بينما كنتُ أقبلها بقساوة لكي أعاقبها.. أردت أن أعاقبها على جرحها لقلبي وتعذيبي والامي.. 


أنينها المتألم لم يجعلني أتوقف عن تقبيلها بقساوة وعنف شديدين.. وعندما شعرت بأنفاسي تنقطع فصلت القبلة ونظرت بجنون إلى العلامات على عنقها


" سأقتلكِ يا لعينة.. سأقتلكِ أيتها العاهرة السافلة "


هتفت بجنون بسبب غيرتي التي أحرقتني وأحرقت قلبي و روحي.. لمسها رجل غيري وامتلكها.. وهذه الحقيقة قتلتني.. ابتعدت عنها وصفعتها بقوة على وجنتها.. سقطت على الأرض أمام قدماي وهي تنتحب وتبكي بهستيرية وترتعش بعنف..

 

أمسكتُها من جذور شعرها ورفعتُها لتقف ونظرت بحقد وبغضب وبغيرة عمياء إلى عينيها.. طوفان من الغضب تملكني.. لن ينجدها أحد مني بعد الآن.. تنفست بسرعة جنونية وهمست لها بفحيح


" ستدفعين الثمن أدلينا.. سأجعلكِ تتمنين الموت في اليوم الواحد مائة مرة.. ولن تجديه.. ما هو لي يبقى لي.. ولكنكِ عارضتِ ذلك.. سترين وجهي الحقيقي من الآن وصاعداً.. تحضري جيداً فانتقامي سيبدأ منذ هذه اللحظة "


نظرت في عمق عيناي بعذاب وبندم وبألم كبير.. شهقت بألم عندما أمسكت فكها بقبضتي بعنف وهمست بفحيح من بين أسناني


" تحضري.. تحضري جيدا أدلينا ميديشي.. فانتقامي بدأ.. وأعدُكِ بأنني سأفعل المستحيل حتى أجعلكِ ترين الجحيم على الأرض.. تحضري جيدا أدلينا لأنكِ لن تستطيعي تحمُل ما سيحدث لكِ "


وبدأت بعنف أمزق لها فستانها بينما هي كانت تحاول منعي وضربي بيديها المرتعشتين لكنني صفعتها مجددا لتهدأ وأكملت تمزيق ذلك الفستان والذي يليق بعاهرة مثلها حتى أصبحت عارية أمامي..


" أرجوك.. ليس بهذه الطريقة.. سأموت.. ليس منك أنت.. أرجوك.. لا تمتلكني بتلك الطريقة وبالقوة.. أرجوك... "


همست أدلينا ببكاءٍ مرير بينما كنتُ أنظر بغضب جنوني إلى العلامات على كتفها وعنقها.. وتخيلت بعذاب رجل يلمسها ويقبلها ويمارس معها الجنس.. احترقت بنار مشتعلة كالجحيم  وثارت دمائي بعنف في شراييني..


" اخرسي.. فعاهرة مثلكِ لن تعترض على مضاجعتي لها كما يحلو لي وبالطريقة التي أريدُها.. والآن عاهرتي أريدُكِ أن تمتعيني "


حضنتُها بعنف حتى كدتُ أن أحطم عظامها وبدأت تبكي بجنون وهي تتخبط بي يداي وتهتف ببكاء

" لاااااااا.. أرجوك.. ليس بهذه الطريقة.. ليس منك.. أرجوك لا تؤذيني "


أرحت جبيني على خاصتها وهمست لها بحدة


" سأمحو لمساته وقبلاته عن جسدكِ.. لن أسمح بأن تظل علامة واحدة منه على جسدكِ.. جسدكِ مُلكي أدلينا.. أصبحتِ من أملاكي فلقد اشتريتُكِ في المزاد.. ولدي صك ملكية بكِ قانوني.. والآن حان وقت انتقامي منكِ "


" لاااااااااااااا.. إدوارد أرجوك توقف.. اسمعني أولا أرجوك... ممممممممـــــ... "


كتمت أنفاسها بقبلة عنيفة قاسية وحطمت عظامها بعناقي الشرس.. فقدت عقلي بينما كنتُ أفكر بليلتها الساخنة مع ذلك الرجل.. ولن يوقفني أحد الآن عن فعل ما أريدهُ بها..


قاومتني بشراسة وهي تبكي وتتوسل إليّ لأتوقف لكن غيرتي كانت قد أعمتني.. توقفت عن تقبيل عنقها وصفعتُها عندما حاولت الابتعاد عني..


جذبتُها بعنف لتلتصق بصدري ثم حملتها بذراعي كالعروسة ورميتُها بعنف على الأريكة ووقفت أمامها أنظر إلى جسدها العاري والمرتعش بينما كنتُ أزيل سترتي وأرميها على الأرض....


سوف أجعلها تتألم كما فعلت بي.. سأجعلها تتعذب وتتذوق المُرّ كما فعلت بي.. أدلينا ميديشي بدأ جحيمُكِ الخاص.. تحضري له....




انتهى الفصل












فصول ذات الصلة
رواية الكونت

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©