رواية الكونت - فصل 19 - مجرد عاهرة
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

رواية الكونت - فصل 19 - مجرد عاهرة

رواية الكونت - فصل 19 - مجرد عاهرة




مجرد عاهرة





يولينا**



أسبوع كامل مضى على معرفة الكونت للحقيقة.. حسنا ليس الحقيقة الكاملة فهناك أسرار كثيرة ما زالت تُخفيها شقيقتي عنه وعن الجميع..

 

كنتُ كل يوم أبكي وألوم نفسي على ما حدث مع أدلينا.. كله بسببي وبسبب لساني وغبائي.. حتى توماسو المسكين لم يتوقف عن البكاء والمطالبة بالذهاب إلى والدته في كل ليلة.. ما يحصل له كلهُ بسببي أنا.. كنتُ أحاول أن أجعلهُ يتوقف عن البكاء وأعدهُ بأنها سوف تأتي ولكنه ولد ذكي جدا لم يصدقني أبدا ولم يصدق وعود والدهُ أيضا..


أما في النهار كنتُ أعتني بـ توماسو وعندما ينام ألبي طلبات السيد ألكسندر.. اااااااه ألكسندر.. بدأتُ أشعر بداخلي بأحاسيس غريبة نحوه.. هو جميل و وسيم و شهم و متفهم وحنون.. كل الصفات الرائعة به.. 


بدأت هذه المشاعر تجتاحني بعنف بعد تلك الليلة التي بكيت بها على صدره وأخبرته كل ما فعلتهُ بشقيقتي.. كان رائع جدا ولم أتخيل أبدا أنه سوف يصدقني ويتفهمني.. ولذلك بدأتُ أراه بمنظور آخر ولم أعُد أخاف منه.. وكنتُ دائما أسترق النظر إليه عندما يكون أمامي دون أن أجعلهُ ينتبه.. ودائما كنتُ أتنهد بهيام بينما كنتُ أتأمله..


رغم طلبه الدائم والمستمر مني بغسل ثيابه لم أتذمر.. اللعنة حتى أنني قبل أن أغسلها كنتُ أعانق ثيابهُ وأستنشق رائحتهُ عليها.. حتى رائحتهُ جميلة.. أغلقت عيناي وتنهدت بعمق وفكرت بفارسي الوسيم ألكسندر وابتسامة رقيقة رسمتها شفتاي وغرقت بالنوم وحلمتُ به...


وفي المساء كنتُ أجلس على السرير أمام توماسو الصغير ونظرت إليه بحزن


رواية الكونت - فصل 19 - مجرد عاهرة


" خالتي يولينا.. متى ستأتي ماما.. اشتقتُ لها جداً "


شعرت بقلبي يعتصر بشدة فرفعت يدي وداعبت وجنته بأصابعي وهمست له بحنان

" قريبا صغيري.. أعدُك.. ستأتي قريبا "


تأملني بحزن قائلا

" لكنكِ تقولين لي ذلك في كل ليلة وماما لم تأتي "


تنهدت بقوة وأجبته بحنان

" ستأتي يا قلب خالتك.. وأنا لا أكذب عليك.. هيا توم حان موعد النوم.. سيأتي والدك لرؤيتك بعد قليل "


أغمض عينيه وتثاءب بقوة ثم همس قائلا بنعاس

" أحب والدي كثيراً.. أنا محظوظ جداً لأن بلاك هو أبي.. ماما ستشعر بالسعادة عندما تعلم بأن بلاك والدي "


ابتسمت برقة بسبب براءته ثم قبلت وجنته وهمست له بحنان

" هي تعرف.. أحلاما سعيدة صغيري "


عندما تأكدت بأنه غرق بنومٍ عميق وقفت وخرجت بهدوء من الغرفة..


استيقظت في الصباح وذهبت مثل العادة إلى غرفة توماسو.. كان نائم وفضلت أن أتركه وقررت أن أذهب إلى المطبخ وأبدأ بتجهيز وجبة فطور توماسو والفارس ألكسندر... 


حملت صينية الفطور الخاصة بـ ألكسندر وصعدت.. أثناء صعودي على السلالم رأيت بعض من العُمال والخدم والحُراس ينزلون وهم يتكلمون عن الكونت وأنه خرج برفقة الفارس نيكولاس وكتيبة من الجنود باكرا وهو غاضب جدا..


انتابني إحساس بالقلق.. هناك شيء في قلبي أخبرني أن سبب خروجه هي أدلينا.. حاولت أن أسترق السمع أكثر لكنهم ابتعدوا ولم أعد أستطيع سماع المزيد.. خفق قلبي بعنف وشعرت بالخوف بينما كنتُ أفكر.. هل حدث مكروه لشقيقتي أدلينا؟!.. هل هي بخير؟!.. هل هي مريضة؟!..


ارتعشت يداي بعنف وكدتُ أن أوقع الصينية لكنني تمالكت نفسي ومشيت باتجاه جناح الفارس ألكسندر.. طرقت على الباب وأنا شاردة بحزن وبخوف أُفكر بشقيقتي.. لم أنتبه أن ألكسندر فتح الباب بنفسه وسقطت يدي على صدره العضلي بينما كنتُ أطرق الباب.. شعرت بشيء ناعم ألمسه وفورا رفعت عيناي وتجمدت نظراتي بصدمة..


سال لعابي من فمي دون إرادتي بينما كنتُ أتأمل يدي والتي استقرت على عضلات صدر ألكسندر الرائع بذهول.. إلهي كم هو جميل و وسيم و فَاتن و جذّاب و ساحر و....


" يولينا... يوليناااا... يولينااااا.. يوليناااااااااااا.... هل أنتِ بخير؟!... "


استفقت من غيبوبتي وأنا أتأمل مفاتنه ورفعت عيناي أنظر إلى وجههُ الآسِر و البهيّ و المشرق و الفاتن بصدمة وخجلٍ كبير.. 


تبا كيف لم أنتبه إلى نفسي وشردت بهيام أتأمل صدره ومعدته المقطعة و... اللعنة يولينا هذا ليس الوقت المناسب... أنبتُ نفسي وبسرعة سحبت يدي عن صدره الجميل ووضعتها أسفل الصينية ثم نظرت بخجل إلى الأسفل وقلتُ له بهمس وبتلعثم


" هـ.. هو.. صـ.. صباحُ الخـ.. الخير سيـ.. سيد ألكسندر.. لـ.. لقد جلبتُ لـ.. لك وجبة الفطور "


رأيت قدميه تبتعد.. أفسح لي المجال بالدخول قائلا

" صباح الخير يولينا.. ما الذي يقلقك؟.. لقد طلبتُ منكِ الدخول لكنكِ استمريتِ بالطرق على الباب ولم تسمعيني.. حتى أنكِ طرقتِ على صدري المسكين.. ما الذي يُشغل تفكيركِ؟ تكلمي... "


احمر وجهي بشدّة من كثرة الخجل ودخلت وأنا منحنية الرأس ووضعت الصينية على الطاولة ثم شبكت أناملي ببعضها وبدأت أفرُكها بتوتر.. يا لي من حمقاء كيف لم أنتبه ومثل الغبية شردت بنظراتي أتأمل عضلات صدره الجميلة والخلابة والرائعة و...


" يولينا.. هل سمعتِ ما تفوهتُ به للتو؟ "


انتفضت بقوة ونظرت إليه بدهشة ثم أخفضت نظراتي إلى الأرض وقلتُ له بتلعثم وبخجل


" آسفة سيد ألكسندر.. لكن... لكن.. هو.. أنا.. أنا سمعت بعض الخدم والعُمال يتكلمون منذ قليل أن الكونت بلاكيوس خرج في الصباح الباكر برفقة الفارس نيكولاس مع جنوده و.. وأن الكونت كان غاضب جدا.. "


رفعت رأسي ونظرت بخوف إلى ألكسندر وتابعت قائلة له بقلقٍ شديد

" هل تظن سبب خروجه هو شقيقتي أدلينا؟!.. هل حدث لها أي مكروه؟!! "


وفورا سالت دموعي غصبا عني ورفعت يداي وغطيت وجهي بها وبدأت أنتحب وأنا أقول ببكاء

" إن.. إن.. حدث لها أي مكروه.. أنا.. أنا.. أنا لن أسامح نفسي أبدا.... "


شعرت بيدين تلتف خلف ظهري وجبهتي استقرت على صدر ألكسندر.. لقد عانقني إليه وللمرة الثانية بكيت على صدره.. التفت يداي على خصره وأرحت خدي على جلد صدره وتابعت البكاء بخوف..


" هشششش.. اهدئي يولينا.. توقفي عن البكاء.. قد يكون خرج للبحث عن لورينزو.. هيا توقفي عن البكاء وأعدُكِ سوف أتحرى عن الموضوع.. لا تقلقي على شقيقتُكِ فهي بخير.. الكونت ترك أربعة جنود لحمايتها.. لن يتجرأ أحد بالاقتراب من منزلها.. هيا امسحي دموعكِ واذهبي واهتمي بالصغير توماسو "


رفعت رأسي ونظرت بدهشة إلى عينيه بسبب رقتهِ معي وحنانه

 

رواية الكونت - فصل 19 - مجرد عاهرة


نبض قلبي بقوة بينما كنتُ أنظر إلى وجهه الوسيم والفاتن والخلاّب والبَاهر.. ابتسمت له بخجل واحمرت وجنتاي بشدة عندما رأيت نظراته تستقر على شفتاي..


توقفت عن البكاء وغرقت عيناي في عمق عينيه الزرقاء الصافية.. رفع نظراته عن شفتاي واستقرت في عمق عيناي.. كنا ننظر إلى بعضنا البعض بضياع تام.. العالم تجمد حولنا وكنا مثل المخدرين نتأمل أعماق أرواحنا في أعين بعضنا.. 


أخفض ألكسندر رأسه أكثر وأغمض عينيه.. كنتُ أتأمل وجهه وهو يقترب من وجهي أكثر فأكثر وعندما كانت شفتيه على وشك لمس خاصتي...


هنا جحظتُ عيناي ونظرت برعبٍ كبير إليه وفورا أبعدت يداي عن خصره ووضعتها على صدره ودفعته بعنف عني.. رجع خطوتين إلى الخلف وشهق بصدمة وتأملني بدهشة.. ابتعدت عنه وركضت مسرعة خارجة من جناحه بينما قلبي كان ينبض بشكلٍ هستيري في صدري..


إلهي لقد أراد تقبيلي!!!... ركضت بسرعةٍ كبيرة نحو غرفة توماسو وفتحت الباب ودخلت.. أغلقته بهدوء وأرحت ظهري على الباب وأغمضت عيناي بشدّة.. لقد ارتعبت.. ارتعبت لأنني أردتهُ أن يقبلني للمرة الثالثة.. أردت أن أشعر بمذاق شفتيه على شفتاي.. لكن أصابني الجُبن وفريتُ هاربة بسبب رغبتي...


" خالتي.. هل أنتِ بخير؟... "


انتفضت برعب وفتحت عيناي بصدمة ورأيت توماسو يقف أمامي وهو يتأملني بنظرات مُتعجبة.. ابتسمتُ له بتوتر ثم اقتربت وحملتهُ وعانقته وبدأت أقبل له خده قائلة


" حبيبي توم.. أنا بخير لا تقلق.. لقد استيقظتَ أخيرا أيها الشقي.. أولا سوف أساعدك بالاستحمام ثم سأجلب لك وجبة الفطور ونلعب "


نظر إليّ بحزن قائلا

" أين أبي بلاك؟!.. لماذا لم يأتي ليراني مثل العادة؟.. كما أريدهُ أن يعلمني القراءة والكتابة كما وعدني في الأمس "


مشيت ناحية الحمام ودخلت ثم أوقفت توماسو على الأرض وبدأت أزيل ملابسه عنه وكلمتهُ بحنان


" والدُك مشغول قليلا.. لقد خرج باكرا مع الفارس نيكولاس.. لن يتأخر سوف يعود ويأتي ليراك ويلعب معك مثل العادة ويعلمُك القراءة والكتابة كما وعدك "


ضحك توماسو بسعادة قائلا

" بابا ذهب حتى يجلب ماما أدلينا لي.. ياااااااااي... "


تجمدت في مكاني ونظرت إليه بصدمة ثم بلعت ريقي بصعوبة قائلة


" توم.. أنا لا أعرف.. لقد سبق وأخبرتُك ماما أدلينا مشغولة في الحقل.. سـ.. سوف تأتي لاحقا.. ثم والدُك كونت ولديه الكثير من الأعمال و... والآن دعني أساعدُك بالاستحمام حبيبي "


تجهم وجهه وأخفض رأسه إلى الأسفل وشرع يبكي قائلا


" ماما لم تعُد تُحبني... هي لا تريدُ رؤيتي.. أريدُ أمي أدليناااااااااا.. أريدُ أمي.. فأنا أحبُها جداً حتى لو هي توقفت عن حُبي.. عندما تأتي سأكون مطيعا ولن أُغضبها.. أريدُ مامااااااااا.... "


تقطع قلبي عليه وشعرت بدمعة ساخنة تنساب على وجنتي وأحرقتها.. عانقت توماسو الباكي إلى صدري وقلتُ له بحزن وبغصة


" لا حبيبي غيرُ صحيح.. ماما أدلينا تُحبك بجنون.. هل تسمع؟.. هي تُحبك كثيرا ومن المستحيل أن تتخلى عنك وتتوقف عن حُبك للحظة.. أنتَ ابنها وقطعة منها.. أنتَ حياتها و روحها.. وهي تعشقك بجنون.. هي.. هي فقط لديها الكثير من الأعمال وعندما تنتهي سوف تأتي وتبقى معك هنا وإلى الأبد "


رفع توماسو رأسه ونظر إليّ بأمل ثم مسح دموعه وعانقني قائلا

" أحبكِ جدا خالتي "


قبلتُ رأسه وأنا أنظر أمامي بحزن وهمست له بغصة وبضمير متألم

" أنا أيضا توم.. أحبُك كثيرا "


مضى الوقت بسرعة وحل الليل.. كنتُ أنتظر عودة ألكسندر من الخارج.. لقد عرفت أن الكونت أمره بالخروج والبحث عن شخص.. لكن من هو هذا الشخص لم أستطع أن أكتشف هويته.. وبالطبع لم أستطع أن أذهب وأتكلم عن الكونت وأسأله عن شقيقتي وإن كانت بخير.. لقد كان غاضبا ولم يستطع أحد التكلم معه سوى توماسو.. في النهاية أنا مجرد خادمة هنا وبالقوة ولا أستطيع التكلم معه ساعة ما أشاء..


لا أعلم لماذا الجميع كان مُتكتم.. لكنني استطعت رؤيتهم يتهامسون وهم ينظرون إليّ بطريقة غريبة وهذا جعلني أشعر بالقلق والخوف أكثر على أدلينا...


الجميع في القلعة بسبب وجود توماسو اكتشفوا بأنني شقيقة المرأة التي أخفت الكونت لديها لمدة ثلاثة أشهر.. ولكن للعجب لم يتفهوا بكلمة واحدة مسيئة لي.. يبدو أن الكونت أمرهم بعدم التكلم معي بطريقة مسيئة..


في المساء كنتُ أقف في المطبخ وأنا أنظر من النافذة إلى حديقة القلعة.. كان الكونت يسير بتوترٍ كبير ويبدو عليه الغضب.. منذ ساعة تقريبا وقفت هنا جامدة بأرضي أراقبهُ برعب.. رأيت بسعادة الفارس ألكسندر يدخل من بوابة القلعة ويقفز عن حصانه ويقترب نحو الكونت.. وبصدمة كبيرة رأيت الكونت يمسك بقميص ألكسندر ويجذبه نحوه واستطعت معرفة أنه كان يصرخ بوجه ألكسندر..


دقائق وابتعد الكونت عنه ورأيت ألكسندر يسير بغضب داخلا إلى القلعة.. كنتُ خائفة ومتوترة جدا وعرفت أن مكروها ما حدث لـ أدلينا.. استدرت وبدأت بتسخين عشاء الفارس ألكسندر وبسرعة حملت الصينية وصعدت إلى جناحه..


طرقت الباب لكن لم أسمع سيد ألكسندر يسمح لي بالدخول.. طرقت وطرقت دون جواب في النهاية قررت أن أفتح الباب وأدخل وفعلت.. انتفض جسدي برعب وسقطت الصينية على الأرض وخرجت شقة مرتعبة من فمي وارتعش جسدي بعنف عندما صرخ ألكسندر بغضب بوجهي


" من سمح لكِ بالدخول؟.. ثم أنظري ما فعلته.. هيا نظفي الأرض ولا تدخلي مجددا إلى غرفتي من دون إذن مني "


ارتعش فكي بقوة وحاولت عدم البكاء.. تبا لماذا أصبحت أبكي بسرعة أمامه ولأتفه الأسباب؟!!.. شعرت بالغضب من نفسي ومنه ووضعت يدي على خصري ونظرت إليه بكبرياء قائلة


" لا تهتف بوجهي.. أنتَ السبب.. لو لم تصرخ لما ارتعبت ووقع عشاءك على الأرض.. ثم ما ذنبي أنا حتى تصرخ في وجهي؟.. لم أفعل لك شيئا.. أتيت وجلبت لك وجبة عشاءك كان بإمكانك أن تقول لي أن أذهب لكنك التزمت الصمت.. و.. آاااااااااااااعهههههه... "


صرخت برعب في النهاية عندما اشتعلت عيون ألكسندر بالغضب المميت وركض ناحيتي بسرعة وأمسكني بكتفي وبدأ يهزني بقوة وهو يهتف بحدة وبحقدٍ مُخيف قائلا


" كله بسبب شقيقتكِ تلك.. لأول مرة في حياتي كلها أرى بلاكيوس فاقد أعصابه إلى هذه الدرجة ولأول مرة يتكلم معي بتلك الطريقة وكله بسبب شقيقتكِ أدليناااااااااااااا... تلك اللعنة شقيقتكِ جعلت الكونت يتغير بالكامل "


توقف ألكسندر عن هزي عندما رأى الصدمة في عيناي وتجمد يتأملني بحدة.. أزال يديه عن كتفي وبدأ يبعد خصلات شعره إلى الخلف بأنامله بتوتر.. ثم استدار وسار ناحية الأريكة وجلس عليها ثم نظر نحوي وقال لي بأمر


" إنسي ما حدث.. نظفي الأرضية واخرجي "


وقفت جامدة أمامه وحدقت بوجهه بصدمة ثم قمتُ بهز رأسي رفضا وقلتُ له بهمس

" ماذا حدث لـ أدلينا؟!.. أرجوك أخبرني.. أنا لن أذهب قبل أن تُخبرني سيدي.. ماذا حدث لشقيقتي؟ "


نظر ناحية الشمال وقال لي بأمر وبحدة

" نظفي الأرض واخرجي يولينا قبل أن أغضب أكثر و... "


ركضت نحوه وجثوت على ركبتاي أمامه وأمسكت بيديه وضغطت عليها بقوة قائلة له بحرقة ألمت روحي


" أتوسل إليك.. أخبرني أن أدلينا بخير.. أخبرني بأنها بخير ولم يحدث لها أي مكروه.. أرجوك أرِح قلبي.. قلبي يؤلمني عليها.. أرجوك سيدي أخبرني "


أبعد يديه ووقف ثم أمسكني بذراعي وأجبرني على الوقوف ثم ابتعد وجلس على حافة الكرسي ونظر إليّ بهدوءٍ مُخيف قائلا


" تريدين أن تعرفي إذا ما حدث لشقيقتكِ.. إنها كارثة مُتحركة.. المصائب لا تنفك تحدث و باستمرار بسببها.. والكونت سوف يفقد رشدهُ بسببها.. اسمعي جيدا ما حدث لها..... "


كنتُ أقف جامدة في مكاني وأنا أستمع برعبٍ كبير إلى كل كلمة يلفظها ألكسندر.. اشتعل قلبي بنار الألم وروحي أصبحت رماد.. وقفت كالتمثال أنظر إليه بصدمة عندما انتهى من حديثهُ المرعب وسالت دموعي بكثرة وبصمت على وجنتاي...


" لاااااااااااااااااااااا... أدليناااا... أدليناااااا...أدلينااااااااااااااااا.. لااااااااااااااااااااااااا..... "


هتفت بهستيرية وأجهشت بالبكاء.. بكيت بكاءً شديدا ووضعت يداي على قلبي الواهن من وقع هذه الكارثة بينما جسدي كان يرتعش بقوة إذ كنتُ غير قادرة على استيعاب ما تفوه به الفارس ألكسندر للتو.. 


شعرت بيدين تحتضن جسدي وتُربت بخفة على ظهري.. لم أهتم أن يراني ألكسندر بهذا المنظر منهارة وأبكي بشدّة.. كنتُ خائفة جدا على شقيقتي وكنتُ ألوم نفسي بحرقة لأنها في هذا الوضع بسببي أنا..


تأنيب الضمير نهش روحي وأحرقها.. وشهقاتي ملأت الغرفة بأكملها..

" أنا السبب.. أنا.. أنا الملامة الوحيدة على ما حدث لها.. كلهُ بسببي أنا.. أنا... "


همست ببكاء ولم تعُد ساقاي تقوى على حملي وكدتُ أن أقع على الأرض لكن ألكسندر انتبه لذلك وفورا أحكم إمساك خصري بكلتا يديه وحضنني إلى جسده أكثر..


لا أعلم كم مضى من الوقت أبكي في أحضانه بينما ألكسندر كان صامت فقط ويحتضني إليه.. عندما هدأت أخيرا وتوقفت عن البكاء رفع ألكسندر رأسي برقة بيده ونظر إلى عيناي المتورمة والحمراء وقال لي بهمسٍ حنون وهو يمسح لي دموعي بأنامله


" البكاء لن ينفعكِ ولن ينفع شقيقتُكِ.. عليكِ أن تكوني قوية لأجلها ولأجل توماسو أيضا.. ثم الكونت يبحث عنها ولن يتوقف ويستريح له بال حتى يجدها.. لذلك لا تخافي عليها ولا تلومي نفسكِ على ما حدث معها لأنكِ لستِ المذنبة بذلك "


نظرت إلى عينيه بعمق وشعرت بقلبي سيخرج من صدري ويقفز عليه.. لا أعلم لكن فجأة هدأت وتوقفت عن الشهيق وسكنت بين يديه أنظر حالمة إلى عيونه الخلابة.. بدأ ألكسندر يخفض رأسه قليلا وأنا وبصدمة بدأت أرفع رأسي أيضا نحوه.. أغمضت عيناي وارتعش جسدي عندما تشابكت شفتيه مع خاصتي وبادلتهُ القبلة...


حرارة مرتفعة خرجت من جسدي بينما كنتُ أبادلهُ القبلة.. كانت القبلة رائعة.. هادئة.. جميلة.. وبدأت يدين ألكسندر تتجول على ظهري صعودا إلى كتفي.. لكن عندما شعرت بيده تُبعد الفستان عن كتفي فتحت عيناي بصدمة وتوقفت عن تقبيله بينما هو كان في عالمٍ آخر ولم ينتبه لجمودي.. عندما بدأت أنامله تُبعد الفستان عن كتفي انتفضت مبتعدة عنه وأنا أرتجف.. وضعت يدي على كتفي وقلتُ له بغضب


" أنا لستُ عاهرة.. هل فهمت؟.. إياك ولمسي مجددا "


كان يحدق بوجهي بصدمة ولكن عندما سمع ما تفوهتُ به رأيت برعب عينيه تشتعل بنار الغضب وفورا أمسك بمعصمي وجذبني إليه بعنف وقال بنبرة مُخيفة جدا


" من قال لكِ يا حمقاء بأنني أظن بأنكِ عاهرة؟.. ومن قال لكِ بأنني أرغب بلمسكِ أيضا؟.. عليكِ أن تفهمي أن لا تقبلي رجل أبدا في غرفة نومه الخاصة وإلا.... "


توسعت عيوني برعب ثم اشتعل الغضب بداخلي وانتفضت مبتعدة عنه وهتفت بوجهه بجنون


" حقيرررررر.. هل تُلقي اللوم عليّ الآن؟... إياك أنت أن تقبلني وتلمسني مجددا أيها المنحرف عديم الأخلاق... آااااااااااااااااااااععععععععه... "


صرخت برعبٍ كبير في النهاية عندما زمجر بغضبٍ مهول واتجه نحوي ينوي مُعاقبتي وفورا استدرت وحاولت الفرار والخروج من غرفته لكن ولحظي المقرف انزلقت ساقي بالطعام المتناثر على الأرض وسقطت فوقه على مؤخرتي وبقهر سمعت ألكسندر يضحك بجنون..


وقفت بغيظ أنظر إليه وهو يضحك بينما كنتُ أزيل الطعام عن مؤخرتي وثوبي من الخلف.. عندما توقف عن الضحك كتف يديه أمام صدره ونظر إليّ بمكر وقال


" أتمنى أن تكون مؤخرتكِ بخير.. ثم نظفي الأرض ولأنكِ شتمتني.. عندما تنتهين من التنظيف عليكِ بغسل ملابسي كلها.. فهمتِ؟... "


نظرت إليه بغضبٍ شديد وهتفت بوجهه بغيظ


" لماذا دائما يتوجب عليّ غسل ملابسك الوسخة والنظيفة؟.. اغسلها بنفسك لا أريدُ أن أكون خادمة لديك و..... "


خرست فجأة عندما اقترب مني ووقف أمامي ونظر إليّ بطريقة جعلت أوصالي ترتعش بقوة.. شعرت بغصة في حلقي عندما قال لي


" يولينا.. سوف تفعلين ما أطلبهُ منكِ وإلا لن يُعجبكِ عقابي الآخر.. عليكِ أن تكوني شاكرة على مُعاقبتي لكِ بهذه الطريقة.. اختاري الآن وفورا أي عقاب تريدينه.. عقاب غسل ملابسي أو.... "


قاطعتهُ قائلة بسرعة بصوتٍ مرتجف ودون رغبة مني لمعرفة ما هو عقابهُ الثاني

" لا.. موافقة.. سوف أغسلُ لك جميع ملابسك.. فقط ابتعد عني حتى أنظف الأرض أولا "


ابتسم بمكر ثم شرع يضحك بجنون بينما مثل الحمقاء كنتُ أنظر إلى ابتسامته وضحكتهِ الجميلة والخلاّبة والرائعة و... تبا يولينا بماذا تفكرين؟!!.. فكرت بصدمة وأنا أراه يبتعد ويأخذ لباس نومه من الخزانة ويدخل إلى الحمام.....

 

نيكولاس***


" خذوها إلى القصر "


سمعت بلاكيوس يأمر الجنود وفورا اقتربت منه ووقفت أمامه وسألتهُ بدهشة وبهمس


" بلاكيوس.. هل تريد إرسالها إلى قصرك قرب شاطئ ريميني؟!.. أم تقصد إلى القلعة؟  "


نظر إلى وجهي بحنق وقال بأمر

" سمعتني جيدا نيكولاس.. أريدُها في القصر.. وأنتَ ستذهب برفقتي إلى هناك حتى تُعرفني على القصر وجميع العُمال والخدم به.. "


أجبتهُ موافقا ورأيت بدهشة وجهه يعتليه الغضب وهو يصرخ

" أيها الحقيرررررررر... "


نظرت إلى الأمام ورأيت تينو باسانو يتسلل هاربا وركض بلاكيوس خلفه بعد أن سحب سيفي من حزامه عن خصري وفورا أشرت للجنود بالذهاب خلف بلاكيوس ثم استدرت ونظرت إلى الأسفل وبكره إلى تلك المرأة


كانت تبكي بشكلٍ هستيري وهي تصرخ

" لااااااااااااااا.. إدوارد لا تذهب سوف يقتلك ذلك المجرم... إدواردددددددددد.... "


نظرت إلى ذلك السافل سانتو وأشرت له بيدي كي يفتح القفص وبرعب فعل دون أي تردد

" حرر يديها من تلك السلسلة فورا "


أمرتهُ بقرف وفعل أيضا دون أي اعتراض بينما كان يرتجف.. عندما أزال السلسلة من يديها نظر إليّ وفورا قبضت على عنقه بيدي وضغطت بعنف عليها وأصبح وجهه أحمر كالدماء بينما بقرف كنتُ أقول له


" اسمعني جيدا أيها القذر.. إن عرفت أنك قمتَ ببيع أي امرأة أخرى في المزاد سوف أقطع لك قضيبك الصغير وأطعمه للكلاب بينما سوف أحشر خصيتيك الصغيرة في فمك.. هل فهمت؟ "


كان يختنق ومع ذلك هز رأسه موافقا برعب ورميتهُ بعيدا على الأرض.. وتابعت قائلا له بقرف وبأمر


" الكونت اشترى امرأته قانونيا.. أريد صك الملكية  حالا.. و.. العملات الذهبية.. فلن أسمح لك بأن تنعم بذهب الكونت يا حقير "


أشرت لجندي لدي ليأخذ كيس العملات وطلبت منه أن يستلم الصك من ذلك الحقير سانتو ثم استدرت ونظرت إلى تلك المرأة الباكية أمامي..


دخلت إلى القفص ورأيت أدلينا تبكي وتنتحب بشكلٍ هستيري وعندما رأتني جثت على ركبتيها وأمسكت بيدي وبدأت تقبلها وهي تبكي وتقول


" أرجوك.. اذهب خلف إدوارد أتوسل إليك.. إدوارد في خطر قد.. قد.. قد يقتلهُ تينو.. لقد سبق وقتل شقيقهُ وتلك السيدة في النزل.. أنا رأيتهُ يقتلها بدمٍ بارد.. أرجوك اذهب واحمي إدوارد منه.. أرجوك لا تدعهُ يقتلهُ.. أتوسل إليك احميه من تينو "


تجمدت بصدمة كبيرة بينما كنتُ أنظر إليها بذهول شل حواسي وعقلي بالكامل.. كنتُ أرغب بقتلها هنا حتى أريح بلاكيوس منها ولكن لم أفعل لأنها جعلتني أشعر بالصدمة من تصرفاتها.. ما اللعنة التي تحدث مع تلك المرأة؟!.. فكرت بذهول بينما تابعت البكاء وهي تضغط على يداي قائلة


" أرجوك ساعده.. ساعد إدوارد.. هو في خطر.. تينو قاتل لا رحمة بداخله.. أرجوك لا تدعهُ يؤذي إدوارد... "


أفقت من صدمتي وتنهدت بقوة.. عجيب أمرها!!... شعرت بصدق خوفها على بلاكيوس.. فدموعها وخوفها كانا على معالم وجهها.. انحنيت وأمسكتها بذراعها قائلا لها بهدوء


" توقفي عن تقبيل يدي والبكاء.. الكونت قوي ولن يتغلب عليه ذلك الصعلوك.. هيا قفي ودعينا نذهب خلف بلاكيوس "


وقفت وهي ترتجف ثم فجأة وبدهشة عانقتني دون أن تتوقف عن البكاء قائلة

" أشكرك.. أشكرك لأنك ستذهب وتنقذه "


هل هي حمقاء؟!!... تساءلت بدهشة إذ واللعنة لقد شكرتني للتو لأنني سوف أذهب خلف بلاكيوس.. لم تشكرني لأنني سوف أخرجُها من القفص.. وبدل أن أجعلها تمشي هي من ابتعدت عني وأمسكت بيدي وسحبتني خلفها وهي تقول بلهفة وخوف واضحين


" بسرعة ساعده.. ساعده.. إن مات إدوارد سوف.. سأموت "


وهنا صدمتي تضاعفت ونظرت إليها بذهول.. تبا هي تحبهُ!!!!...


تركتُها تسحبني إلى وسط الساحة ثم وقفت وجذبت يديها الممسكة بيدي وقلتُ لها بنبرة هادئة


" ما هي حكايتكِ يا امرأة؟!.. أريدُ أن أعرف الحقيقة الكاملة ولكن أولا سوف نذهب خلف بلاكيوس ولكن على حصاني "


وسحبتُها نحو حصاني وساعدتُها بالجلوس على ظهره ثم قفزت خلفها.. عندما رأيت من بعيد بلاكيوس يقف أمام تينو وهو يرفع سيفه نحوه سمعتُها بصدمة تصرخ بجنون


" إدواردددددد.. إدواردددددددد.. احذر منه أرجوكككككككك.... "


تفاجأت كالعادة من تصرفاتها وخاصة عندما بدأت تبكي وترتعش بوضوح.. أوقفت حصاني وعندما هممت لأركض نحو بلاكيوس أوقفتني تلك المرأة عندما أمسكت بيدي وقالت لي ببكاء


" أرجوك دعني أذهب معك "


" اللعنة.... "


همست بغضب ولكن امتثلت لطلبها وساعدتُها بالنزول وفورا ركضنا نحو بلاكيوس والجنود وسمعتها تهمس برعب خلفي


" إدوارد... إدوارد... إدوارد... "


كان بلاكيوس يضرب ذلك الصعلوك ولم أفهم سبب خوفها على بلاك.. لكن قررت أن أدعها وقفت خلف بلاكيوس أنظر بسرور وهو يشوه وجه ذلك الحقير تينو...


عندما سمع بلاكيوس شهقاتها التفت ونظر إلينا بغضب... وصدمتي الكبيرة كانت عندما عرفت أنه ينوي جعلها خادمة عنده.. رغم غضبي عليها وكُرهي لها سابقا بسبب ما فعلتهُ بـ بلاك إلا أنني أشفقتُ عليها.. لا احد يعرف بلاكيوس كما أفعل.. وأنا أعرف جيدا بأنهُ سوف ينتقم منها ويُعذبها على طريقته الخاصة.. وأنا أعرف جيدا بانها لن تستطيع تحمل عقابهِ لها....


بلاكيوس رائع وشهم ولكن نادرا ما كان يغضب.. لكن عندما يغضب من شخص وينوي معاقبته الموت سيكون أهون له بكثير من غضب الكونت... أدلينا ميديشي لا تعلم ما ينتظرها... الجحيم سوف تكون لها أهون من عذابه...


ومن كان يتخيل أنا الفارس نيكولاس أقوم بالدفاع عن أدلينا ميديشي أمام بلاكيوس.. تبا لقد غضبَ مني وأمرني بالذهاب وطلب مني أن لا اتدخل بقراراته.. لقد تغير وكثيرا والله وحدهُ يعلم السبب.. خرجت بغضب من مكتبه وأنا أفكر.. سوف أطلب من أدلينا قريبا جدا أن تُخبرني بالحقيقة الكاملة.. حقيقة ما حدث في الماضي وأيضا ما فعلتهُ به في هذه الثلاثة أشهر اللعينة....


 

أدلينا***


كنتُ خائفة على إدوارد لحد الجنون.. ظننتُ نفسي أحلم عندما رأيتهُ أمام القفص.. لكن عندما كلمني ببرود وبنبرة مخيفة عرفت بأنه لم ولن يسامحني أبدا على كل ما فعلتهُ به.. لكن تملكني الخوف عندما رأيته يركض خلف ذلك النذل تينو.. كنتُ خائفة أن يؤذيه تينو ويقتلهُ.. لم أهتم لنفسي ولم أهتم لكبريائي ولا لأي شيء.. كل ما اهتممتُ له هو أن يكون إدوارد بخير..


بدأت أصرخ بجنون وأبكي حتى لا يذهب خلفه.. فقد كان عقلي وقلبي خائفين عليه.. وعندما دخل ذلك الفارس إلى القفص جثوت على ركبتاي وبدأت أقبل يده وأبكي وأترجاه أن يتبع بـ إدوارد..


لم أهتم بأنني أذلُ نفسي ولم أهتم لنظرات الفارس نيكولاس المصدومة.. كان كل همي أن لا يتأذى حبيبي إدوارد.. كان كل همي أن لا يقتلهُ تينو كما فعل بمدام بورجو.. ذلك القذر تينو مجرد قاتل حقير لا قلب له.. وإن تأذى إدوارد سأموت.. لا حياة لي من دونه...


لكن شعرت بالرعب وبكائي الخائف على إدوارد تحول إلى بكاء فزع خوفا من إدوارد.. كان يضرب تينو بشكلٍ مخيف واستطعت أن أرى بعض من أسنان تينو تطير لتقع على الأرض أسفله.. وأنفه تحطم والدماء كانت تسيل بشكلٍ مُخيق منه..


نظرات إدوارد لي جعلتني أفقد النطق من شدّة الخوف.. هو لم ينظر إلى وجهي أبدا بتلك الطريقة.. حتى عندما كنتُ أذله وأصفعهُ وأصِفهُ بأشياءٍ قبيحة جدا لم ينظر إليّ بهذه الطريقة المُخيفة.. نظراتهِ أشعلت الخوف في جسدي.. حاولت أن أمسك بيده وأكلمهُ عندما كنا على ظهر الحصان لكنه غضب وأمرني أن لا ألمسهُ مجددا من دون إذنه..


وقف حصان إدوارد أمام قصر لم أرى في حياتي كلها بجماله...


ولكن رغم جمال القصر الأخاذ لم أهتم له لأنني كنتُ خائفة.. خائفة جدا من إدوارد.. مشيت أمام الحارسين إلى القصر ودخلته.. لم أهتم حتى أنظر إلى الأثاث حولي بل كنتُ أسير وأنا أبكي رعبا من القادم..


إدوارد لن يرحمني.. صحيح أنه أنقذني من تينو ومن أن يتم بيعي كعاهرة في المزاد لكن ذلك لا يمنع بأنه سوف ينتقم مني على كل ما فعلتهُ به..


أدخلوني إلى غرفة ولم أهتم بالنظر إليها بل جثوت على الأرض وبدأت أبكي ندما وخوفا.. كنتُ أبكي وأتمنى بداخلي أن يسامحني حبيبي.. تمنيت أن يسامحني ويسمح لي بالعيش معه ومع ابني توماسو..


انفتح الباب بعد مدة ودخلت امرأة كبيرة في السن.. كانت نظراتها لي كارهة وغاضبة.. مسحت دموعي ووقفت وحاولت أن أستُر بيداي علامات ذلك الرجل الحقير عن صدري وعنقي.. حدقت تلك المرأة بوجهي بقرف وبدأ جسدي يرتعش عندما قالت لي وهي تتجه نحو الخزانة


" اسمعي جيدا.. الكونت بلاكيوس  وايتلي طلب أن يراكِ في مكتبه.. الأفضل أن تستري نفسكِ ولا تدعي العُمال والخدم والحُراس يرونكِ بهذا الشكل.. ثم إياكِ أن تحاولي الهروب من القصر الكونت شدد الحراسة عليه جيداً "


أخرجت شيء من الخزانة ثم اقتربت ووقفت أمامي ورمت الغطاء عليّ قائلة

" أستري عُريكِ واتبعيني فورا "


بيدين مرتعشتين وضعت الغطاء على كتفي وسترت كامل جسدي به وأحكمت إمساكهُ أسفل عنقي بكلتا يداي وخرجت بساقين مرتعشتين أتبع تلك المرأة..


يبدو واضحا أنها كرهتني.. هذا لا يهم.. ما يهم الأن هو لماذا طلب إدوارد رؤيتي؟!!... دب الخوف والفزع في قلبي عندما وقفنا أمام باب بُني اللون وطرقت تلك المرأة عليه.. ارتعش جسدي عندما سمعت صوت إدوارد يسمح لنا بالدخول..


كنتُ خافة منه ومع ذلك دخلت بخطواتٍ بطيئة ووقفت بعد خطوتين بينما كنتُ أحني رأسي وأرتجف بخوف.. شعرت بالصدمة عندما طلب مني أن أتعرى.. لم أعد أشعر بيداي بسبب خوفي الكبير ولم أستطع أن أفعل كما أمرني.. كنتُ خائفة جدا أن يرى تلك العلامات ويظن بأنني مارستُ الجنس برضاي مع رجل غيره ويُصدق بأنني عاهرة.. لكن لتعاستي وقف واقترب مني وسحب الغطاء عني..


هذا ليس إدوارد الذي غرقتُ بعشقهِ لحد الجنون!!.. لقد صفعني!!.. صفعني مرة.. مرتين ثم الثالثة.. ثم صفعة رابعة و خامسة.. 


قلبي تألم بشدّة عندما نعتني بالعاهرة.. صدمتي كانت كبيرة عندما مزق ذلك الفستان اللعين عن جسدي وحملني ورماني بعنف على الأريكة وأزال سترته..


هل سوف يتعدى عليّ!!!!... هل سيغتصبني؟!.. لا.. ليس حبيبي.. حبيبي لن يغتصبني.. ليس إدوارد..


فكرت بعذاب بينما جسمي المسكين كان يرتعش بأكملهُ من الخوف.. وقلبي كان يخفق بشكلٍ مريب وهو يهددني بالجحيم..


وقف إدوارد ورمى سترته بعيدا ثم رفع أكمام قميصه إلى حدود المرفقين ونظر بقرف إلى تلك العلامات على جسدي وقال لي بنبرة جعلت روحي تنتفض


" والآن... أخبريني فورا من هو ذلك الرجل الذي ضاجعكِ؟.. من هو الرجل الذي سمحتِ له بعُهر أن يلمسكِ ويضاجعكِ؟.. وبعدها أريدُ أن أعرف إن ضاجعكِ تينو أيضا.. هياااااااااااا.. تكلمي ي ي ي ي..... "


صرخ بقوة في النهاية ورأيت عروق يديه وعنقه تنفر بشكلٍ واضح.. سالت دموعي بصمت وزاغت عيناي بينما كنتُ ألتقط أنفاسي بصعوبة.. حاولت أن أحرك شفتاي كي أتحدث لكنني عجزت عن تكوين حرف واحد مفيد بسبب خوفي الكبير منه... 


احمر وجه إدوارد وبلمحة أمسك بذراعي ورفعني بعنف.. كنتُ سأقع على ركبتاي أمام أقدامه لكنني تشبثت بقميصه بكلتا يداي لكنه أمسكني بكتفي وبدأ يهزني بقوة..


كان رأسي يخبط بعنف إلى الأمام وإلى الخلف وأسناني كادت أن تتكسر من قوة هزه لي وبدأت أشعر بالغثيان..

" تكلمي أيتها العاهرة... من هو؟... من هو الذي ضاجعكِ؟.. تكلمي قبل أن أقتلكِ.... "


توقف فجأة عن هزي ورماني بقوة إلى البعيد.. اصطدم ظهري بعنف على الحائط وخرجت صرخة متألمة من فمي إذ شعرت بألمٍ كبير في ظهري وأسفله.. فجأة رأيت إدوارد يمسك بسوط  كان موضوع على رف في الزاوية وبرعب رأيتهُ يستدير ويقترب مني ليقف بعيدا عني بعدة خطوات بينما كان ينظر إليّ بطريقة جعلت شعر رأسي يقف رُعبا...


" سوف تتكلمين وحالا وإلا جعلتُكِ تفعلين على طريقتي الخاصة.. ربما قد أشوه وجهكِ كما فعلتِ بي "


نظرت إليه بذهول وتساقطت دموعي ببطء على وجنتاي.. وفكرت بوجعٍ كبير.. يحقُ له تشويه وجهي.. يحقُ له أن يفعل بي ما يشاءه.. لكن أريدهُ أن يسامحني.. يسامحني على ما فعلت به.. لأنني أحببته بجنون.. أحببت إدوارد بجنون وليس الكونت المغتصب..


رفع السوط عاليا ووجهه ناحيتي لكنه اصطدم بالحائط بجانبي مصدراً صوتا قويا جعلني أنتفض وأصرخ بقوة..

" آااااااااااااااااععععععععععععه.... "


انكمشت على نفسي أكثر وبدأت أشهق بعنف.. أغمضت عيناي بشدّة واهتز جسدي عندما ضرب السوط مجددا بجانب قدمي.. استطعت أن أشعر بالهواء الذي لفح ساقي العارية أثره.. وبدأت أبكي بعنف وبخوف لا حدود له...


" أنظري إليّ... هيااااااااااااااا... افتحي عينيكِ القبيحة وانظري إليّ حالااااااااااااااااا... "


فتحت عيناي بصعوبة وحدقت برعب إلى وجهه.. رفع حاجبيه وتحدث باستفهام واستهزاء قائلا

" ماذا؟!... هل أنتِ خافة مني الآن أدلينا؟.. هل تشعرين بالخوف مني؟.. أجيبي ي ي ي ي ي؟.... "


هتف بعنف في النهاية و هزيت رأسي بقوة موافقة..

" لا تريدين التكلم؟.. إذا تحملي ما سيحدث لكِ "


رمى السوط بعيدا وهجم نحوي وصرخت بألم عندما أمسك بذراعي وقربني إليه ثم قام بلوي ذراعي خلف ظهري بقسوة ودفعني بعنف إلى الخلف نحو الحائط وحاصر جسدي بينه وبين الحائط وزمجر بصوتٍ غاضب مرتفع أصاب أذناي بالطنين وهو يقبض على معصمي أكثر جعل سريان الدماء داخل عروقي تتوقف


" تكلمي من هو ذلك الرجل.. تكلمي ي ي ي ي ي ي ي..... "


أغمضت عيناي بشدّة وهمستُ له بصوتٍ مهزوز

" لــ.. لا.. أعرفهُ "


ضغط أكثر على معصمي وجعلني أئن وأحاول جاهدة كتم شهقاتي بينما كنتُ أستطيع الشعور بعظام معصمي تتهشم أسفل يده بينما بحزن سمعتهُ يقول بسخرية ألمت قلبي


" ضاجعتي رجلا لا تعرفينهُ حتى.. ولا تعرفين اسمه.. مجرد عاهرة.. عاهرة لعينة... "


ثم زمجر بغضبٍ مهول وضغط جسدي أكثر على الحائط جعلني أتلوى وأصرخ بألم بينما كان يسحق جسدي الصغير بجسده الضخم ويسحقهُ بعنف جعلني أشعر بقشعريرة وبالتخدر والألم بسبب صلابة وبرودة الحائط خلفي والذي كدتُ ألتصق به لصقا كالغراء..


" هل ضاجعكِ تينو أيضا؟.. تكلمي ي ي ي.. اللعنة عليكِ تكلمييييييييي..... "


شهقت بقوة وأشرت له برأسي رفضا ثم فتحت عيناي ونظرت إليه بألم وعذاب كبيرين وقلتُ له ببكاء


" لم يفعل.. و.. وذلك الرجل.. أنا.. أنا.. لم أسمح له بـ.. بلمسي.. لقد.. هو اغتـ.. اغتصبني.. رغما عني فعل ذلك.. صدقني.. لقد اغتصبني... "


تجمدت ملاح إدوارد بصدمة وهو ينظر إلى عيناي الحمراء الباكية بذهول ثم فجأة أرجع رأسهُ إلى الخلف وبدأ يضحك بشدّة.. توقف عن الضحك بعد لحظات ونظر بكُره إلى عيناي ولوى ذراعي أكثر خلف ظهري بقسوة وكان على وشك خلع كتفي ولم يهتم لصرخاتي المتألمة وتحدث بدون إحساس ورحمة قائلا لي بغضب واستهزاء جعلني أقشعر بحزن ورعب


" يا لحظكِ البائس أدلينا.. كل رجال سان مارينو يريدون اغتصابكِ.. هل تظنيني غبي؟.. تكلمي؟.. هل تظنيني غبي لدرجة أن أصدق كذبتكِ.. لقد عرفت أن تينو أخذكِ إلى ذلك النزل ولكن توقعت أن تكوني منعته وافتعلتِ مصيبة أو فضيحة حتى قرر بيعكِ بالمزاد.. خيبتِ أملي.. والدة ابني مجرد عاهرة متمرسة لديها خبرة بالمضاجعة وتلقي بنفسها على أي رجل تراه.. تماما مثلما فعلتِ معي "


كنتُ أحدق بوجهه برعب وبدأت أهز رأسي رفضا وأنا أنتحب.. ضغط جسدي بعنف على الحائط وفورا خرجت صرخة متألمة من فمي وتوقفت عن هز رأسي ونظرت إليه برعب فاق تحملي.. صك على أسنانه بغضب وهو يلوي ذراعي خلف ظهري أكثر فأكثر جعلني أصرخ بعنف وقهر.. تأملني بقرف وهتف بغضب أرعبني للموت


" مارستِ معي الجنس فقط لأصمت عن أفعالكِ عندما أكتشف الحقيقة.. أنتِ مجرد عاهرة أدلينا.. عاهرة رخيصة لا قيمة لكِ "


شهقت بألم بينما كنتُ أنظر بتعاسة إلى عينيه الغاضبة.. غير صحيح.. أنا سلمتهُ نفسي لأنني أحببته.. حاولت أن أفتح فمي لأعترف له لكنه هتف بسرعة وبغضبٍ جنوني بوجهي قائلا


" من الآن وصاعدا سوف أجعلكِ تعيشين في جحيمي الخاص.. سوف توافقين دون جدل أو أي اعتراض على كل أوامري.. لن تخرجي من القصر ولن تتكلمي مع أي رجل آخر دون علمي أو حتى دون أن أكون متواجدا.. لن تقتربي من أي رجل وإلا قتلتكِ بيدي.. فهمتِ؟.. "


هززت رأسي موافقة بهستيريا وأنا أنتحب وأبكي بعنف.. وسمعتهُ بوجع يتابع قائلا


" فأنتِ والدة ابني مع الأسف.. عاهرة لعينة هي أم طفلي.. لذلك لن أسمح لكِ من الاقتراب من أي رجل بعد الآن وممارسة عُهركِ معه حتى لا تمرغي شرف ابني بالوحل أكثر.. فابني توماسو يستحق أم أفضل منكِ.. وللأسف أنتِ والدته.. لذلك سوف تنفذين أوامري بالحرف الواحد.. وإن وجدتكِ تتكلمين فقط مع أي رجل غيري سأقتلكِ بكلتا يداي "


 فجأة ابتعد عني لكنه لم يترك يدي الممسك بها بل سحبني ورماني مجددا على الأريكة.. كان جسمي يرتعش بينما كنتُ أفرك يدي المخدرة مكان قبضته.. شهقت برعب عندما جلس بجانبي على الأريكة وبدأ يفحص جسدي العاري بكامله..


أغمضت عيناي وبكيت بتعاسة.. لقد كرهني ولم يصدقني.. لم يصدقني بأن ذلك الرجل في النزل اعتدى عليّ... فتحتُ عيناي بصدمة عندما أحسست بيديه تداعب فخداي وفرق ساقاي عن بعضها بعنف..


نظرت إليه بصدمة وتوقفت عن البكاء.. أغمضت عيناي وخرجت شهقة من بين شفتاي عندما شعرت بأنامله تداعب فخذي...


" بدأ الشعر ينمو به.. أزليه.. أنا لا أحب الشعر به.. فهمتِ؟ "


وبذهول أجبتهُ بهمس دون أن أنتبه


" نعم "


" جيد.. "


أجابني بهدوء وخرجت صرخة من فمي عندما داعبني في منطقتي السفلية.. لم أستطع منعه ليس خوفا منه بل لأن جسدي أراده.. جسدي اشتاق له.. حتى وأنا أعلم بأنه يكرهني أردتهُ.. حتى وهو يُعاملني بتلك القساوة أردتهُ.. عشقي له هو دماري...


أنيت بقوة لكن بمتعة عندما بدأ بتحريك أصابعه ولمسي بطريقة مثيرة جداً.. ارتعشت ساقاي بعنف وخرجت شهقة متفاجئة من فمي عندما احنى رأسه وبدأ يمتص عنقي وترقوتي..


استسلمت له.. استسلمت له كليا ولم أرفض أن يلمسني ويمارس معي الحب... جسدي احترق من قبلاته ولمساته.. و كنتُ أريدهُ.. اشتقتُ له بجنون.. هو عشقي الأبدي ومهما فعل بي لن أستطيع أن أكرهه أو ألومه.. لقد فعلت به الفظائع وأنا أستحق انتقامهُ مني.. أستحقهُ..


أنيت بمتعة رغما عني عندما قبلني في مكان حساس في أسفل عنقي.. وارتعش جسدي باستمتاع..


" إدوارد.... "


همست باسمه بهيام ولكنه تجمد وتوقف عن تقبيل عنقي وتوقف عن لمسي بيديه.. نظرت إليه برعب إذ كانت عينيه تشتعل بنار الغضب والكُره..


" آااااااااااااااااااااااه.... "


صرخت بألمٍ كبير عندما أمسك بذراعي ورفعني وبدأ يهزني بعنف وهو يصرخ بجنون بوجهي


" توقفي أيتها الساقطة عن مناداتي بذلك الاسم اللعين.. إدوارد لا وجود له.. لا وجود له.. إسمي هو الكونت بلاكيوس  ويتلي.. وأنا سيدُكِ.. فهمتِ.. أنا أكون سيدُكِ أيتها العاهرة القذرة.. فهمتِ؟.. تكلمي أيتها العينة.. هل فهمتِ؟... "


أجبتهُ بحرقة وأنا أشهق بألم

" فهمت.. لقد فهمت... "


نظر إليّ بقرف وقال بحدة


" أصبحتُ أكرهكِ أضعافا الآن.. بعد أن اكتشفت حقيقتكِ المقرفة أصبحت أكرهكِ بشدة.. وسترين على يدي كيف تكون الجحيم "


رماني بعنف ووقف ومسح أصابعه بقرف بمنديله ثم رماه على جسدي وخرج من الغرفة وصفع الباب خلفه بعنف.. بكيت بحزن و بتعاسة و بعار.. لقد أخطأت وناديته باسم إدوارد.. أصبح يكره هذا الاسم ويكرهني.. يحقُ له ذلك.. إدوارد رأى العذاب والظلم معي وتشوه وجهه الجميل بسببي.. كيف سوف يسامحني وخاصةً الآن.. فهو يظنني مجرد عاهرة...


بعد مرور عشر دقائق انتفضت برعب وارتجف جسدي عندما دخل إلى المكتب قائلا


" سوف تخرجين وتذهبين إلى الغرفة التي أمرت كاميلا بتجهيزها لكِ.. سوف ترافقينها وتفعلين كل ما تأمركِ به.. وإن عرفت بأنكِ خالفتِ أوامرها سوف أقتلكِ "


ثم أمسك بالغطاء ورماه على جسدي وتابع قائلا بقرف

" أستري جسدكِ القذر واخرجي فورا.. كاميلا تنتظرك في الخارج "


استدار وخرج من المكتب بعاصفة.. ارتعشت مفاصلي وجاهدت حتى استطعت الجلوس وشعرت بالعار و بالخجل عندما اكتشفت أن تلك السيدة والتي تدعى كاميلا سَمعت كل حديثي مع إدــ.. مع سيدي.. سحبت منديله وحضنته بكف يدي ثم سترت جسدي بالغطاء وخرجت.. رأيت تلك المرأة أمامي تنتظرني أمام باب المكتب.. إذا هي السيدة كاميلا...


كانت تتأملني بتعالي وبنظرات كارهة وغاضبة ومشمئزة وأشارت لي بيدها حتى أتبعها وفعلت.. كنتُ أصعد السلالم معها درجة تلو الأخرى واندهشت بأنها لم تشعر بالتعب.. صعدنا وصعدنا وصعدنا حتى وصلنا إلى آخر غرفة بالبرج الشمالي.. فتحت سيدة كاميلا الباب وأصدر صوت مزعج جدا.. يبدو أن الباب لم يتم فتحهُ منذ فترة طويلة..


" هذه غرفتكِ.. تركتُ لكِ بعض من الملابس الداخلية وفستان إحدى الخادمات.. استحمي ونامي.. يوجد حمام بجانب غرفتك لكن لا ماء ساخن لكِ ولا تفكري بأنني سوف أسخن لكِ المياه وأجلبها لكِ حتى تستحمي.. لذلك استحمي بالمياه الباردة.. عندما تستيقظين في الساعة السادسة صباحا عليكِ أن تنظفي غرفتك أولا.. لقد تركت لكِ أدوات التنظيف في الغرفة المجاورة من غرفتك.. وإياكِ أن تتأخري عليكِ أن تزلي إلى الأسفل وتبدئي بعملكِ الجديد.. خادمة في قصر الكونت "


نظرت إليها بدهشة وهمستُ لها بذهول

" عملي؟!!.. "


ابتسمت بخبث وقالت لي


" نعم عملكِ.. هل ظننتِ بأنكِ سوف تكونين ضيفة هنا وأنا أخدمكِ؟.. غبية صحيح.. سيدي الكونت صرف جميع العُمال والخدم في القصر حتى تكونين الخادمة الوحيدة هنا وتنظفي قصرهُ الجميل.. وإياكِ أن تحاولي الهروب لأن الحُراس يطوقون القصر وكل الأراضي المحيطة به "


ثم نظرت إليّ بتمعن وسألتني

" هل أنتِ عشيقة الكونت التي يتكلم عنها الجميع؟ "


نظرت إليها بصدمة كبيرة ثم أخفضت رأسي إلى الأسفل ورغم إحراجي الكبير قلتُ لها بهمس


" أنـ.. أنا والدة ابنه توماسو "


ضحكت بقوة وعندما هدأت قالت بكره


" هذا يعني بأنكِ كنتِ عشيقته.. أي أنتِ تلك السافلة التي حجزته لمدة ثلاثة أشهر في منزلها وانتهزتِ الفرصة بأنه فاقد ذاكرته واستغليته.. تستحقين ما يحدث معكِ.. هيا أدخلي إلى الغرفة ولا عشاء لكِ بطلب من الكونت "


استدارت وذهبت بينما أنا كنتُ أرتعش بعنف بسبب حديثها القاسي معي.. حبيبي يريدني خادمة لديه!!.. لا بأس أنا لن أمانع ذلك.. طالما لن يبعدني عنه وعن توماسو سوف أظل خادمة له لمدى العُمر...


دخلت الغرفة وشهقت بعنف.. كانت ممتلئة بالغبار ولكن الأثاث كان مُغطى بشراشف بيضاء.. حسنا يبدو لونها أبيض رغم الغبار الكثيف عليها.. أما السرير كان جميل جدا رغم بساطته وكان نظيف وتم وضع ثياب داخلية وثوب عليه..


ارتعش جسدي ليس من الخوف أو الحزن بل من البرودة... الغرفة كانت باردة جدا.. مشيتُ ببطء نحو النافذة الكبيرة ووقفت.. رفعتُ يدي ومسحت الزجاج قليلا ونظرت إلى الخارج.. المنظر كان جميل جدا.. كان البرج يطل على بحر ريميني كله.. كنتُ أستطيع أن أرى سُفن الكونت راسية على مرفئه من بعيد..


حبيبي الكونت.. كم رغبت أن يمتلكني اليوم لكنهُ توقف عندما ناديته بـ إدوارد.. سالت دموعي للمرة المليون اليوم على خدي وأنا أفكر بتعاسة.. نجوم الظهر أصبحت أقرب لي منه.. عشقي لهُ لن يرى النور أبدا.. وكلهُ بسبب غبائي الشديد.. 


ثم هو كونت وثري ونبيل ومثقف ومن عائلة عريقة جدا.. أما أنا مُجرد نكرة وفلاحة جاهلة وغبية و.. و.. وعاهرة.. لن يبادلني الحُب أبدا.. لن يحبني أبدا...


مسحت دموعي بقهر وقررت أن أستحم رغم أنني كنتُ منهكة جسديا ونفسيا وخاصة شعوري الشديد بالظمأ والجوع.. خرجت من الغرفة ودخلت إلى الحمام.. كان نظيف وهذا أشعرني بالراحة.. صكت أسناني بعنف بينما كنتُ أستحم بالمياه الباردة.. وجسدي ارتعش بقوة من البرودة.. غسلت شعري وجسدي بسرعة ولدهشتي رأيت أدوات كثيرة جديدة موجودة لإزالة الشعر في الجسد لم أمتلكها مسبقا..


" هل.. هل يريدني أن أزيل الشعر عن جسدي ومنطقتي السفلية..؟؟!!!... "


همست بذهول لكنني فعلت كما أمرني مسبقا وأزلت الشعر عن منطقتي السفلية.. عندما انتهيت خرجت ودخلت إلى غرفتي بسرعة وارتديت الملابس.. 


جلست على السرير لوقتٍ طويل أفكر وأفكر وأبكي حتى حل الليل.. لحسن الحظ أن سيدة كاميلا وضعت لي لحاف سميك وآخر أرق وغطاء سميك.. تسطحت على الفراش وغطيت نفسي بهم وعندما شعرت بالدفء غرقتُ بالنوم مليء بالكوابيس المرعبة....


 

فيرلا***



كنتُ أقف أمام لورينزو وأنا أحدق بوجهه بغضبٍ كبير.. هتفت بغيظ وبعنف ثم رميت المزهرية بقوة على الأرض وتهشمت لألف قطعة.. انتفض لورينزو وحدق بوجهي بدهشة قائلا


" حبيبتي.. لماذا كل هذا الغضب؟.. هذا ليس جيد للجنين.. تذكري أنتِ حامل في شهركِ الخامس و.... "


قاطعته وأنا أهتف بعنف وألكمهُ على صدره قائلة


" أيها الغبي.. أنا أعلم جيدا بأنني حامل في شهري الخامس.. إياك أن تتذاكى عليّ.. وتسألني بحماقة لماذا أنا غاضبة؟.. اللعنة عليك وعلى ابن عمك الغبي.. أنتَ أحمق؟.. لماذا لم تقتله أيها الغبي وتُريحنا منه؟.. كان يجب أن تفجر رأسهُ أيها الأحمق.. كان يجب أن تتأكد بأنهُ مات "


نظر إليّ بهدوء قائلا


" حبيبتي.. أحمق أم غبي ما الفرق؟.. ثم اهدئي ودعينا نتكلم بهدوء.. إن دمرتِ المنزل بكامله لن ينفعكِ ذلك.. و... "


قاطعتهُ قائلة بغضبٍ أكبر

" ألا تفهم أيها الغبي!.. هو على قيد الحياةةةةةةةةة.. هو يتنفس ويأكل ويشرب و.. يفكر.. هو لم يمت.. هل تفهم؟ "


أمسك بيدي بين يديه وربت عليها برقة قائلا

" تذكري فيرلا.. هو فقد ذاكرتهُ.. أي هو لا يتذكر شيء.. نحن لسنا في خطر و.... "


قاطعتهُ مجددا وأنا أهتفُ بجنون


" أيها الغبي.. أنا أعلم بأنهُ فقد ذاكرته.. لكن كم من الوقت سوف يمضي حتى يسترجعها.. ألم تسمع؟.. هناك الكثيرون حدث معهم ذلك واستعادوا ذاكرتهم في وقتٍ قصير.. لقد انتهينا.. انتهيناااااااااااا.. والدي لن يستقبلني إن عرف بما فعلته.. وقد يقتلني.. وأنتَ لم تتزوجني بعد بينما ابنك اللعين يكبر في أحشائي ويرهقني "


شعرت بألم في أسفل ظهري وفورا جلست على الكرسي ونظرت بكره إلى اللوحة أمامي وتابعت قائلة


" القذر بلاكيوس لديه ابن.. ابن!!.. حقير قذر وملعون.. لا أستطيع أن أصدق بأن ذلك الغبي بلاكيوس عاشر فتاة رغم شهامته وجعلها حاملا منه.. القذر كان يرفض أن ينام معي بحجة أنهُ يُفضل أن نتزوج أولا ولم يضاجعني الغبي حتى خدعناه في النهاية.. حتى وهو ثمل لم يوافق على مضاجعتي لذلك وضعنا له دماء الهرة ليظنها دماء عذريتي اللعينة عندما يستيقظ.. وكل تعبنا ومخططاتنا ذهبت سدى.. سدى.. وأنت تقف أمامي بكل هدوء وتخبرني بغباء أنك عرفت بأن لديه ابن وأن كل سكان سان مارينو وكل القرى المجاورة يتكلمون عن ذلك.. "


تنفستُ بقوة وتابعت قائلة بكُره كبير


" لقد فشلنا.. ذلك الملعون بلاكيوس يتنفس والأبشع هو لديه ابن عمره أربع سنوات.. أنتَ يا أحمق لن ترثهُ أبدا.. ماذا سنفعل الآن؟!.. لم يعُد لدي الكثير من العُملات الذهبية.. ما تبقى بالكاد يكفي لشهر فقط "


عقدت حاجبي عندما سمعت لورينزو يضحك بخبث وسمعتهُ بدهشة يقول

" حبيبتي فيرلا.. أميرتي.. لا تقلقي أبدا.. لقد فكرت بكل شيء ولدي خطة رائعة سوف تُعجبُكِ كثيرا "


نظرت إليه بغضب وقلتُ له باستهزاء

" حقا!!!... لديك خطة؟!.. وما هي هذه الخطة الرائعة والتي سوف تُعجبني كثيرا؟!!!... "


ابتسم بمكر وقال


" أولا يجب أن نعود إلى قلعة غوايتا وفي أسرع وقت.. على الكونت أن يعلم أن حبيبته حامل منه وعليه أن يصحح فعلتهُ في أسرع وقت.. ثانيا سوف نتخلص من ذلك الصغير وإلى الأبد حتى ترثي كل أموال بلاكيوس بمفردكِ عندما تصبحين أرملة بعد فترة قصيرة جدا من زواجكم وللأسف قبل أن يستعيد ذلك الغبي ذاكرته.. وبعدها أنا الشهم سوف أتزوجكِ ونعيش بنعيم وبرخاء وبسعادة وإلى الأبد وطبعا بعد أن أطرد الفارسين القذرين من القلعة "


ابتسمت بإعجاب لفكرتهِ الجهنمية واقترب لورينزو مني ورفع يده.. وضعت يدي بكف يده ووقفت وأنا أبتسم بسعادة



 

" لا أصدق!.. لقد أعجبتني فكرتك حبيبي.. أدهشتني فعلا.. متى سوف تبدأ بها؟.. لكن تذكر الفارسين يكرهونك ولا بد أنهم أخبروا الكونت الغبي بأنك رشيت القاضي وأعلنت وفاته وأردت أن ترثه.. لا يمكنك أن تذهب أيضا برفقتي إلى القلعة قد يشك أحدا بشيء.. "


ابتسم لورينزو ابتسامة شريرة وقال لي وهو ينظر إلى البعيد


" لا تقلقي حبيبتي.. لقد فكرت جيدا وبكل شيء.. سوف أدخل إلى القلعة بموافقة ابن عمي الغبي.. ولن نتوقف حتى نحصل على كل شيء مهما كلفنا الأمر... "


قبلني لورينزو بقوة وضحكت بدلال عندما حملني وصعد بي إلى غرفتنا.. أخيراً سوف نحصل على كل تلك الأراضي والأملاك والقلعة.. أخيراً سوف نُحقق حُلمنا....



انتهى الفصل











فصول ذات الصلة
رواية الكونت

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©