رواية شرطية المرور - فصل 29 - أخيراً
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. الشابتر حلو بس كنت مستنيه اكتر عن راموس وايلا 😔،احسم ابطال الروايه الاصليين .

    ردحذف
  2. البارت تحفة تحفة تحفة تحفة بجد تسلمى ♥️♥️♥️♥️♥️😘👏👏👏

    ردحذف
  3. هو اخيليو هينتقم من استيرا ؟
    هيتعامل معاها ازاي؟

    ردحذف
  4. رائع جدا 💕💕💕💕

    ردحذف
  5. تسلم ايدك البارت واااااااو

    ردحذف
  6. حقيقي استيرا ي عينى مظلومة ما بينهم
    البارت تحفه وتسلم أيدك هاڤن 😘 🌹 🌹 ♥️

    ردحذف
  7. استمتعت بالبارت بدرجة كبيرة جداً جداً جداً... ولكن اظن بأن هناك صدمات في الطريق يجب أن نستعد لها... موفقة كاتبتي هافن🌷

    ردحذف
    الردود
    1. 💞💞💞😍😍😍 أشكركِ لأنكِ أحببتِ البارت يا قلبي

      حذف
  8. تحفة تسلم ايدك هفونتى اكثر من رائع هفضل على نار لحد البارت القادم ❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤

    ردحذف
  9. وااااو البارت طويل واحداثه رائعة رواياتك لا يمل منها ياريت بارت قريب تسلم ايدك 🤩🤩🥰

    ردحذف
  10. احس ببكي 💔 استيراد تحزن بس الغريب انو اخيليس عاملها ببرود وعصبيه يمكن عشان جابت العيد قدام جدها والزفت؟ ولا يمكن لانها ابنه الشخص يلي قتل أبوه ؟ ولا عندو انفصام 🌚😂

    ردحذف
  11. الفصل روعه مبدعه+اتوقع الفصل الجاي هو الاخير!

    ردحذف
  12. أكثر من رائع تسلم أناملك♥️♥️😩
    حزنت ع ايلا واسترا 😭😭

    ردحذف
  13. سلمت اناملك ياست الكل روووعاتك جميل جدا

    ردحذف
  14. حبيبتي البارت روعة روعة روعة

    ردحذف
    الردود
    1. 💘💘💘💘💘💘💘شكراااااااااااااااا💘💘💘💘💘💘💘💘💘

      حذف
  15. حقا استيرا تكسر الخاطر 💔😭اخيليس الغبي شكله راح يفجرها

    ردحذف
  16. أفضل كاتبة حبيتت ❤
    امتى البارت

    ردحذف
  17. هو اخيليس هينتقم من استيرا ازاى وهو بيحبها اصلا قلبه هيقدر أنه يعذبها

    ردحذف
  18. حقيقى رائعة رائعة للغاية كعادتك أحسنت. 🌹🌹🌹🌹🌹🌹

    ردحذف
  19. هافن هي جينا زوجة الشريف موتت لومينا ليه؟

    ردحذف
  20. فصل راءع ..مبدعه كلعاده

    ردحذف
  21. تسلم ايدك ياقمر بصراحة البارت إبداع 😯😯😯
    👏🏻🤩🤗🤩🤗🤩🤩🤗

    ردحذف
  22. يبقا زي ما توقعت جينا كانت بتكره لومينا وبتحقد عليها بس ماتصورتش إنها هتكون بالوساخه دي 😤ومايكل كان بيستر عليها وبقا يحرض جوناثان على قتل فيجو بجد طلعو اوساخ للدرجه دي مع إنو لسه السبب لكل ده مجهول بس هما غلطو اوي وأخيليس مهما عمل فيهم قليل😬 بس بالنسبه لإنتقامو من إستيرا أكيد هو مش هيقدر يقتلها بس أكيد هيأذيها بطريقه تطفي نار انتقامو 😞وممكن بعدها يقدر يتقبلها بحياتو وينسى كل إللي حصل عشان دي إستيرا نقطه ضعف الزعيم ميقدرش يبعد عنها مهما كانت الأسباب ومستحيل يقبل إنها تبعد عنو بس كمان ده أخيل إللي محدش يقدر يتوقعو ربنا يستر بس💔😔

    ردحذف
  23. خايفه من حاجه ان اخيلو يإذيها لدرجه ان هي متسمحهوش 😭😭

    ردحذف
  24. البارت تحفه روعه جميل والله انتي احلى كاتبه والله العظيم لن تخلينه نعيش اجواء واووو روعه عالم ثاني تحياتي الج ياورده 🌹🌷🌺💖

    ردحذف
  25. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  26. رووووعه ❤️❤️
    بس ليه اخليلو بيعامل استر كدا

    ردحذف
    الردود
    1. 💖💖💖ستعرفين السبب قريبا حياتي💖💖

      حذف
  27. احلى رواية و احلى بارت الحمدلله بأن استرا عرفت الحقيقة متشوقة للاحداث القادمة

    ردحذف
    الردود
    1. 💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖 حياتي شكرا لكِ 💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖

      حذف
  28. الفصل روعة تسلم ايدك ❤

    ردحذف
  29. حبيت رواية تحفة محبوكة ورائعة تسلم يدك😍😍😍

    ردحذف
  30. تسلمين يا اجمل كاتبة على هل بارت اكو بارت يوم الخميس

    ردحذف
  31. ياريت راموس يسامح ايلا

    ردحذف
  32. متى الفصل الجاي 💔

    ردحذف
  33. الله عليكى الله تحفه تسلم ايدك جميله جداااا 💋💋💋❤️❤️😍😍😍🌹🌹🌹🥰🥰🥰

    ردحذف
  34. مفاجات مفاجات ابداااع ابدااااع 🥰🥰🥰😍😍😍

    ردحذف

رواية شرطية المرور - فصل 29 - أخيراً

 

رواية شرطية المرور - فصل 29 - أخيراً






أخيراً







أوليفر**




كان قلبي ينبض بنبضات سريعة جداً بسبب قلقي الشديد على راموس.. شتمت بهمس بعصبية بينما كان رجال الزعيم يرافقوني باتجاه المستودع السفلي..


كنتُ أعلم بأن نهاية راموس ونهايتي اقتربت لكنني لم أهتم بنفسي إذ قلقلي الكبير كان على راموس و ابنته آنا و حبيبتي الصغيرة روسلين..


رأيت حارسين يقفان أمام باب ضخم لونه أسود.. رأيت واحد منهما يضغط على اللوحة الالكترونية على الحائط وفوراً انفتح الباب.. وسمعت حارس خلفي يُكلمني بنبرة هادئة قائلا


" تفضل سيد أوليفر إلى الداخل.. لا تقلق ضيافة الزعيم لك لن تطول كثيراً "


التفت إلى الخلف ونظرت إلى الحُراس بغضب ثم نظرت أمامي بغيظ ودخلت إلى الغرفة المُظلمة.. وما أن دخلتُها حتى انغلق الباب خلفي بسرعة.. نظرت أمامي في الغرفة المظلمة وهمست بأسى


" لماذا راموس لم تسمع كلامي؟.. لماذا صديقي؟.. الآن سنموت جميعا بسبب ذلك الوغد دايمون فلور "


جلست على الأرض وأسندت مرفقي على فخذي ثم وضعت كف يدي على رأسي وفكرت بحزن بينما كنتُ أنظر أمامي بشرود


رواية شرطية المرور - فصل 29 - أخيراً

 

لطالما كان راموس أعز صديق لي منذ الطفولة.. أنا لا أعتبرهُ مُجرد صديق بل أخ و أب بالنسبة لي.. عندما توفي والدي استلمت الزعامة منه في إيطاليا لكنني رفضت المنصب وقررت أن أسافر إلى سانت سيمونز..


صحيح تم تدريبي منذ الصغر حتى أستلم المنصب من بعد والدي ولكن كان حُلمي أن أكون طيار وأسافر عبر القارات وأزور البلدان التي أحبها.. لكن بسبب عمل عائلتي لم يتحقق حُلمي أبداً..


لذلك بعد وفاة أبي ذهبت إلى سانت سيمونز وقررت أن أستقر بها في منزل عائلتي.. ولكن راموس طلب مني أن أكون مساعده وأحمي ابنته الوحيدة..


طبعاً وافقت على طلبه فـ راموس هو من وقف بجانبي عندما رفض كبار العائلة أن أتخلى عن منصبي ثم هددوني بالقتل إن لم أستلم المنصب مكان والدي..


و راموس هنا تدخل وهددهم جميعاً بالقتل إن لمس أي أحد شعرة واحدة مني.. ثم طلب من عمي أن يستلم المنصب شكليا ويدير أعمال العائلة الشرعية وغير الشرعية لحين عودتي إلى إيطاليا في يومٍ ما..


طبعا وافقوا على اقتراحه خوفا من تهديده.. فمن يستطيع الوقوف بوجه راموس باتسي الشهير؟.. لا أحد باستثناء الزعيم طبعاً..


كنتُ مدينا له بذلك وعندما بدأت العمل معه فاجأني في يوم إذ أتى وأخبرني بسرور بأنه قام بتسجيلي في كلية الطيران..


كان ذلك اليوم أسعد يوم في حياتي.. لم أستطع التصديق بأنه فعل ذلك من أجلي.. كنتُ أدرس في الكلية وأعمل مع راموس في نفس الوقت.. وعندما تخرجت أصبحت القبطان الخاص والرسمي لـ راموس.. كنتُ أقود بنفسي طائرته الخاصة وما زلت لغاية الآن..


ولكن ها هو الليلة سيموت دون أن استطيع حمايته وإنقاذه من مصيرهِ المحتوم.. و آنا و حبيبتي الصغيرة روسي لن أراهما بعد الليلة..


تنهدت بقوة وتمنيت من أعماق قلبي لو أنني استطعت إقناعه عن العدول وتنفيذ خطة الحقير دايمون.. لكن راموس عنيد جداً ولم يوافق.. كنتُ أتشاجر معه طيلة الوقت حتى أنهُ جعلني أفقد أعصابي بسبب برودتهِ معي بالرد..


كان دائما يقول لي.. لا تقلق عليّ سأكون بخير.. عن أي خير يتكلم؟!!.. ها هو الآن بين يدين الزعيم والذي لن يرحمه.. والأصعب إيلا.. إيلا التي أحبها راموس بجنون قامت بخيانتهِ الغبية..


" تباً.. "


شتمت بقهر وفكرت بحزن... راموس وقع في عشق إيلا.. صحيح لم يعترف لي بمشاعرهُ نحوها ولكنني أعرفهُ جيداً.. لقد تغير كثيراً بسببها.. أصبح دائم الابتسام بسببها.. حتى طبعهُ الناري اختفى بسببها.. كما القصر أصبح أكثر إشراقاً بسببها.. وها هي الغبية قد خانته وحطمت قلبه من جديد.. و راموس إن ظل على قيد الحياة بمعجزة لن يُسامحها أبداً..


تنفست بقوة وزفرت بهدوء ونظرت أمامي بحزن هامساً

" وصغيرتي روسلين.. إلهي روسلين.. لن أراها بعد الليلة.. روسي حبيبتي الجميلة "


روسلين حكاية أخرى.. كنتُ أعمى عن رؤية الحقيقة بسبب عشقي لها.. لقد أحببتُها من النظرة الأولى وهذا الحُب أعماني عن الحقيقة.. لم أكن سألمسها أبداً أو حتى  أتكلم معها لو اكتشفت عمرها الحقيقي..


تباً.. أنا أُصلحُ لأكون أب لها.. وهذا يُدمرني.. فهي صغيرة.. صغيرة جداً.. لكنني أعشقُها بجنون..


كنتُ غاضب لحد اللعنة عندما اكتشفت حقيقتها.. إذ شعرت بالخوف بسبب فارق العمر الكبير بيننا.. أنا في الخامسة والثلاثين من عمري وهي في السابعة عشر فقط..


شهقت بقوة وهمست بدمار


" إلهي.. كنتُ سأجعلها لي لمدى الحياة ولم أكن سأهتم لفارق العُمر بيننا.. كنتُ سأخذها إلى إيطاليا وأتزوجها رغما عنها قبل أن تبلغ الثامنة عشر من عمرها بعد عدة أشهر.. كنتُ خائف من أن تستفيق بعد مدة وتنسى حُبها لي وتبحث عن شاب عشريني.. كنتُ خائف أن أكون مُجرد نزوة بالنسبة لها.. لذلك فعلت المستحيل لأكون الوصي عليها وأتزوجها بسرعة وأجعلها لي وإلى الأبد  "


تنهدت بألم وفكرت بتعاسة.. حتى أنني لم أهتم إن كانت تريد أموالي فقط.. بسبب حُبي الكبير لها كنتُ يائس ولم أهتم.. إنها أول فتاة أحببتُها في حياتي.. وها أنا الآن سأموت ولن أستطيع الحصول عليها أبداً..


عندما اكتشفت الحقيقة كنتُ غاضب منها و اتهمتُها بأشياء كثيرة.. أردت أن أكرهها لكنني لم أستطع.. دموعها كانت تقتلني وتذبحني في الوريد.. أحبُها.. أحبُها بجنون..


تنهدت بقوة وهمست بتصميم


" إن خرجت من هنا على قيد الحياة سأعوضها.. سأعترف لها بمشاعري نحوها وسأطلب يدها للزواج مني.. إن وافقت سأكون أسعد رجل في العالم.. وإن رفضت.. سأدعها تذهب.. سأدوس على قلبي العاشق من أجلها لتكون سعيدة.. إن كانت روسي سعيدة فسأكون كذلك حتى لو كنت بعيداً عنها "


بعد دقائق طويلة سمعت صوت الباب ينفتح وفورا التفت ناحيته ورأيت حارسين يقفان أمامه..


رواية شرطية المرور - فصل 29 - أخيراً


عقدت حاجباي عندما دخل كارتر أدامز وتأملني بخبث.. شحب وجهي بشدة بسبب نظراته وعرفت بأن راموس قد مات.. صديقي مات.. أخي مات..


نظرت إليه بكرهٍ كبير ولم أهتم لنفسي لأنني عرفت بأنني سأموت الآن.. هتفت بحقد بوجهه

" أيها الحقيررررررررررررر.. سأقتلك "


وقفت بسرعة وركضت باتجاهه وأمسكتهُ من عنقه وضغطت عليه بعنف بكلتا يداي.. طبعا الحارسين هجموا عليّ وتلقيت ضربة قوية على رأسي من الخلف وظهري..


شهقت بألم وابتعدت عنه لكن لدهشتي سمعت كارتر يهتف بغضب بالحارسين

" اذهبا بسرعة من هنا أيها الغبين.. هيا تحركوا "


رفعت رأسي ونظرت إليه بدهشة لكنه ابتسم بخبث ثم فاجأني إذ رفع يده ولكمني بعنف على وجهي.. شهقت بألم ومسحت قطرات الدماء عن أنفي ونظرت إليه بغضب قائلا


" هل هذا كل ما لديك لي شبح الشيطان؟.. قاتلني الآن وأرني ما لديك "


استقمت أمامه ووقفت بشموخ ورفعت كلتا يداي أمامي وكورت قبضتاي بوضعية الدفاع.. لكن توسعت عيناي بذهول تام عندما ضحك باستمتاع ورفع يده وأخفض قبضتي إلى الأسفل ثم ربتَ على كتفي بخفة وأبعد يده وقال باحترام


" ما يُعجبني بك أوليفر محبتك و وفائك لصديقك باتسي.. فهو محظوظ جداً لأنك بجانبه "


نظرت إليه بتعجُب وهمست بلهفة

" راموس ما زال على قيد الحياة؟ "


تأملني بخبث وقال بنبرة هادئة

" للأسف نعم.. فهو أصبح مُستشار الزعيم الجديد منذ هذه الليلة "


سقط فكي إلى الأسفل ونظرت إليه بصدمة كبيرة وهمست بذهول

" ما هذا الهراء؟.. هل تمزح معي؟ "


قهقه كارتر بخفة  وأجابني ببساطة


" منذ متى شبح الشيطان يمزح مع أحد؟.. خاصةً أنت؟.. ما تفوهت به هو الحقيقة فقط.. سأخبُرك بكل شيء الآن أوليفر فالزعيم طلب مني فعل ذلك..... "


جحظت عيناي بذهول بينما كنتُ أسمع كارتر أدامز شبح الشيطان يُخبرني بالتفصيل كيف اتفق راموس مع الزعيم بالسر وأخبره بالكمين وكيف لم يُخبرني راموس بذلك بطلب من آخيليس داركن.. نظرت بسعادة لا توصف إلى كارتر وتنهدت براحة وهمست بفرح


" الحمدُ اللّه.. الحمدُ اللّه.. المهم أنه بخير "


لم أكترث بأنهُ أخفى عني اتفاقهُ مع الزعيم.. بل كنتُ سعيداً بأنه على قيد الحياة وحصل على ثقة الزعيم الكاملة له..

ابتسم كارتر بخفة وقال


" صحيح كنا نراقبه رغم الاتفاق.. لكن الزعيم لم يكن يثق بهِ بالكامل.. ولكن باتسي حصل أخيراً على احترام وثقة الزعيم له.. وهو جدير بمنصبهُ الجديد كمستشار للزعيم.. والآن دعني أخرجُك من هنا فعليك أن تهتم بحبيبة رئيسك "


تصلب جسدي ونظرت إليه بقلق قائلا

" هل قتلها راموس بسبب خيانتها له؟ "


أجابني كارتر وهو يقترب من الباب


" هو يحبُها كما تعلم.. وهي كذلك.. لذلك لم يستطع أذيتها.. ربما مع الوقت قلبهُ المُحطم سيطيب وقد يسامحها في يومٍ ما.. اتبعني الآن "


شعرت بالحزن على صديقي وعلى إيلا.. كنتُ أعلم جيداً بأنهما يُحبان بعضهما البعض بجنون.. ولكنني لم أتدخل بينهما.. راموس كان دائما يلوم نفسه بسبب ما فعلهُ بها وبوالدها.. مرة واحدة فقط منذ أسبوع فتح لي صدرهُ وشكى لي همه..


لم أستطع أن أجد له حلا.. فلزمت الصمت.. كان صعب جداً أن يحصل راموس على مُسامحتها له.. ولم أتفاجئ عندما اكتشفت الليلة بأنها كانت تتجسس عليه لتنتقم منه..


تبعت كارتر وصعدنا إلى الطابق الأرضي.. رأيت راموس يخرج مُسرعا من الممر وعينيه كانت دامعة.. وقف أمامي واستأذن كارتر وابتعد عنا..


تأملت صديقي بحزن وشعرت بالألم لأنني رأيتهُ بهذا المنظر.. حزين ومُحطم الروح والقلب والدموع تلمع في عينيه..


اقتربت منه وهمست بحزن

" راموس.. أنتَ بخير؟ "


بلع ريقه بقوة ودون أن ينظر إليّ أمرني بغصة قائلا


" أريدُك أن تأخذ إيلا وتوصلها إلى منزل أهلها.. ساعدها أوليفر من أجلي.. وفي الغد أرسل لها ملابسها و كل ما تحتاجه من طعام وأشياء هامة للمنزل.. و.. وأعطها رقم هاتفك لكي تتواصل معك دائماً إن احتاجت لأي شيء.. وتأكد بأنها بخير وفي أمان ثم.. و.. هذا فقط.. سأذهب برفقة رجالي إلى القصر.. أراك قريبا "


وغادر مُسرعا من المبنى وهتف لرجاله ليتبعوه.. كنتُ أقف بأرضي جامداً أنظر إليه وهو يصعد في سيارته.. دقائق قليلة وسمعت صرخة إيلا الجنونية..


" راموووووووووووس... حبيبي... لا تذهب... "


التفت إلى الخلف ورأيتُها تركض باتجاه باب المدخل وهي تبكي بلوعة.. ركضت من أمامي وتابعت الركض خارجة نحو الطريق.. ركضت خلفها بينما كانت تركض خلف سيارات الحُراس.. ولكنني بعد فترة وقفت بعيداً عنها قليلا عندما سقطت على ركبتيها على الأرض وبدأت تبكي بشكلٍ هستيري وهي تنتحب وتهمس ببكاء


" حبيبي رحل وتركني.. راموس.. راموس حبيبي.. راموس... "


وقفت جامداً أتأملها بحزن.. وسمعتُها تبكي بشدة وهي تهمس بتعاسة

" لقد تركني ورحل.. حبيبي تركني ورحل إلى الأبد.. راموس رحل وتركني.. ترك ساحرته إلى الأبد "


شهقاتها الأليمة ملأت أرجاء المنطقة.. شعرت بالشفقة عليها واقتربت منها ببطء ووقفت أمامها وهمست لها بحنان قائلا


" أنسة إيلا.. توقفي عن البكاء لو سمحتِ ستمرضين "


رفعت رأسها عاليا وتأملتني بتعاسة ثم رفعت كلتا يديها وأمسكت بيدي وضغطت عليها بقوة وقالت لي ببكاء


" أوليفر.. أتوسل إليك تكلم معه.. تكلم معه واخبره بأنني أحببته بجنون.. أخبره بأنني نسيت انتقامي وكل أحقادي من أجله.. أخبره بأنني أعشقه بجنون وأنني لا أستطيع العيش بعيداً عنه.. أخبره بأنني سامحته على كل ما فعلهُ بي وبوالدي.. أرجوك تكلم معه.. أرجوك.... "


نظرت إليها بحزن ثم جلست قرفصاء أمامها وقلتُ لها بنبرة رقيقة

" سأفعل أعدُك.. لكن أولا توقفي عن البكاء "


ضغطت على يدي أكثر وقالت بألم وبتعاسة


" لقد جرحت مشاعره.. و.. وحطمت قلبه.. كان.. كان يريد طلب يدي للزواج و.. والاعتراف لي بمشاعره نحوي.. هو يحبني لكنه الآن أصبح يكرهني.. يكرهني.. "


شهقت بدهشة عندما عانقتني  إيلا وبكت بعنف على كتفي.. نظرت بدهشة أمامي ولم أعرف كيف أواسيها الآن وأجعلها تتوقف عن البكاء.. تنهدت بعمق وقلتُ لها بنبرة هادئة


" راموس يُحبكِ أنسة إيلا ولا أظن بأنه سيكرهكِ في يوم من الأيام.. عليكِ أن تصبري قليلا عليه.. هو يحتاج لبعض من الوقت حتى يُفكر بهدوء.. فهو يعلم بأنكِ أتيتِ الليلة لإنقاذه من الموت.. لكنه حاليا مُحطم القلب قليلا.. أعطهِ بعض من الوقت سوف يسامحكِ وسيأتي إليكِ بنفسه "


رفعت رأسها ونظرت بجمود في عمق عيناي ثم بسعادة.. مسحت دموعها وقالت بلهفة من بين شهقاتها


" أنتَ متأكد من ذلك؟.. راموس سيسامحني ويأتي إليّ؟!!... "


أكره الكذب ولكن رغم أنني لم أكن متأكداً من قرار راموس إلا أنني فتحت فمي وقلتُ لها بثقة مصطنعة

" نعم متأكد.. راموس سوف يسامحكِ ويأتي بنفسهِ إليكِ.. الأيام القادمة سوف تؤكد لكِ كلامي "


ابتسمت بوسع وعانقتني بشدة ثم فتحت عيناي بذهول عندما قبلتني على خدي وقالت بسعادة


" أوليفر.. أشكرك من قلبي لأنك جعلتني أستريح قليلا الآن.. لن أفقد الأمل وسأنتظر حبيبي.. فهو سيأتي إليّ.. أنا أعلم بذلك "


ابتسمت لها برقة ثم أبعدتُها قليلا عني ووقفت ثم حملتُها بين ذراعي وقلتُ لها بحنان

" أنتِ مُرهقة ولن تستطيعي المشي.. سوف أوصلكِ بنفسي إلى منزل عائلتكِ "


سمعتُها تهمس بخجل قائلة

" أشعر بالغثيان قليلا.. ثم يوجد سيارة خلف تلك الأشجار... "


رفعت يدها وأشارت بأصبعها السبابة باتجاه اليسار وتابعت قائلة


" حقيبتي بداخلها و.. ويجب أن أُعيد السيارة في الغد إلى المكتب.. هل يمكنك لو سمحت إعادتها من أجلي.. ستجد أوراق السيارة وأوراق المكتب داخل التابلو "


ابتسمت برقة وأجبتُها باحترام


" سأفعل أنستي.. سأعطيكِ رقم هاتفي الشخصي.. اتصلي بي في أي وقت تريدينه فأنا في خدمتكِ دائما "


شكرتني بهمس ثم أغلقت عينيها.. وضعتُها برفق على المقعد الأمامي في سيارتي ثم أغلقت الباب واتصلت بأحد رجالي وطلبت منه المجيء إلى هنا ليأخذ السيارة ويعيدها إلى المكتب في الغد..


قدتُ سيارتي ببطء وأوقفتها بجانب الطريق ثم ترجلت منها ومشيت باتجاه سيارة إيلا.. أخذت حقيبة يدها وتركت السيارة غير مقفلة ومشيت عائدا نحو سيارتي..


كانت الأنسة إيلا نائمة بعمق عندما أوقفت سيارتي أمام منزل عائلتها.. رأيت المفتاح بكف يدها.. أخذته وترجلت من السيارة واتجهت نحو الباب.. دخلت إلى منزلها وأضأت مفاتيح الضوء..


نظرت في الأرجاء وتنهدت بعمق.. استدرت خارجا من المنزل وحملت إيلا.. وضعتُها على الأريكة في الصالون ثم وضعت مفتاح منزلها على المنضدة بجانبها ثم حقيبة يدها وخرجت بهدوء من منزلها وذهبت لأرى راموس..

 

 

آخيليس**

 

 

" لااااااااااااا.. لا تقتل بناتي.. أناااااااااااااا.. أنا هي.. أنا قتلتُها.. أنا قتلتُها.. أنا من قتلت العقيد لومينا.. أنااااااااا.. أنا هي.. أنا من أطلقت النار عليها بستة رصاصات في الرأس وفي القلب.. أنا هي.. أنا.. أنا قتلتها.. أنا من قتلتها "


توسعت عيناي بذهول تام وأدرت رأسي ببطء باتجاهها ونظرت إليها بعدم التصديق.. جينا زوجة الشريف هي من قتلت العقيد لومينا؟!!!!!........


كنتُ جامد بصدمة أنظر إليها وسمعت الشريف يبكي بشدة وهو يهمس لها بتعاسة

" لماذا جينا اعترفتِ له؟.. لماذا؟!!!.. سيقتلكِ.. سيقتلكِ الآن... "


وهنا عرفت بأنه كان يعلم ومنذ زمنٍ بعيد بأنها من قتلت العقيد لومينا.. رأيت إميليو يقف أمامها وأمسكها من كتفيها ورفعها عاليا وشرع يهز جسدها بعنف وهو يهتف بغضب جنوني بوجهها


" أيتها اللعينة.. أنتِ من قتل العقيد لومينا.. أيتُها الحقودة والكارهة لقد كانت صديقتكِ.. كانت صديقتكِ.. والسيد فيجو طلب منكِ شخصياً أن تهتمي بها وتحمينها.. أيتُها القذرة وعديمة الشرف.. قتلتها وبكيتِ فوق قبرها وأقسمتِ على إيجاد القاتل والانتقام منه من أجلها.. وأنتِ ماذا؟.. أنتِ من قتلها "


رماها إيميلو بعنف على الأرض وتابع هاتفا بغضبٍ جنوني


" وبكل عين وقحة ذهبتِ إلى السيد فيجو وأقسمتِ له بأنكِ سوف تجدين من قتل حبيبته.. بكل قذارة أقسمتِ فوق قبرها بأنكِ سوف تهتمين بابنتها الصغيرة.. بينما أنتِ من قتلها وحرم ابنتها منها ومن حنانها.. حقودة و خائنة لعينة.. سأقتلكِ بنفسي من أجل السيد فيجو.. سأقتلكِ أيتها الحقيرة "


أخرج إميليو مسدسه من حزامه على خصره ووضع فوهة المسدس على جبينها.. ولكن قبل أن يضغط على الزناد هتفت له بحدة وبأمر


" إميليو.. توقف "


ودون أن ينظر إليّ قال بغصة


" زعيم.. لقد أقسمت لوالدك بأن أقتل بنفسي من تسبب بحرق قلبه ودمار روحه.. أقسمت له أن أقتل من تسبب بقتل حبيبته.. أرجوك اسمح لي بأن أفي بوعدي لوالدك الآن.. أرجوك زعيم اسمح لي بأن أقتلها بستة رصاصات كما فعلت بالعقيد لومينا "


وقفت بجانبه وأمسكت بيدهِ وأخفضتُها إلى الأسفل.. ثم نظرت إلى عينيه وقلتُ له بنبرة جامدة


" سأفعل.. سأفعل وسأسمح لك بقتلها لكن ليس الآن.. ليس قبل أن اكتشف كل الحقيقة وأسباب قتلها للعقيد لومينا.. وطبعاً ليس قبل أن أجعل قلبها يحترق في الجحيم كما فعلت بوالدي و بـ إستيرا "


نظر بحزن إلى عيناي ثم أومأ موافقا وابتعد ليقف خلفي.. اقتربت خطوة من تلك الحقيرة وجلست القرفصاء أمامها ثم كتفت يداي على صدري ونظرت إليها بجمود


رواية شرطية المرور - فصل 29 - أخيراً

 

 

تأملتني بنظرات مُرتعبة بينما جسدها كان يرتعش بشدة أمامي.. أحنيت راسي جانباً وسألتُها بفحيح من بين أسناني


" أخبريني.. لماذا الضابطة المُستقيلة جينا قتلت صديقتها بدمٍ بارد؟.. فكما أتذكر جيداً لقد قدمتِ استقالتكِ بعد مرور سنة على وفاتها بسبب أنكِ لم تنجحي بإيجاد القاتل.. لم تنجحي بإيجاد القاتل الذي قتل صديقتكِ الحبيبة العقيد لومينا.. أخبريني وبالتفصيل الممل عن السبب وبدون أي لف ودوران.. كلمة واحدة كاذبة تتفوهين بها سأقتل ابنتيكِ أمام عينيكِ.. "


رفعت يدي اليسرى وصفعت خدها المبلول بخفة ونظرت إلى عينيها الباكية بتهديد وتابعت قائلا لها بحدة


" أنا شخصياً أكره الكاذبين.. وإن كذب عليّ أحد أمحيه عن وجه هذه الأرض.. لذلك كوني مطيعة وأخبريني بصدق عن السبب.. ربما قد تنجحين بتخليص ابنتيكِ من الموت حينها "


شهقت بقوة وسالت دموعها أكثر على وجنتيها وقالت ببكاء

" سأخبُرك سيدي.. سأخبرك... لن أكذب عليك أبداً.. صدقني أرجوك.... "


بلعت ريقها بقوة وبدأت تُخبرني بالتفصيل الممل عن السبب.. ولنصف ساعة كاملة استمعت بها إلى قذارة نفسيتها وعُهرها وفسوقها و حقدها اللعين على العقيد لومينا.. غضب أسود تملكني بسبب قرفها.. شعرت بالاشمئزاز منها وكم رغبت بخنقها بكلتا يداي.. لكن لا.. لن أقتلها الآن.. ليس قبل أن أحرق روحها وقلبها أولا..


وقفت جامداً أنظر إليها وهي تبكي بهستيرية بعد أن انتهت من سرد كل شيء لي.. أما الحقير زوجها الشريف لم يتوقف للحظة عن البكاء بمرارة.. وابنتيها كانتا تنظران إليها بصدمة كبيرة وبدموع حارقة..


وقف مانويل بجانبي ونظر إليها بكُره ثم كلمني قائلا

" زعيم.. هذه العاهرة يجب أن تموت.. اسمح لي أن أقتلها من أجل إستيرا "


نظرت إليه بجمود ثم أمرته و كارتر قائلا

" مانو.. كارتر.. ضعا الفتاتين أمامها "


ابتسم مانو بخبث وفهم ما أريده.. بدأت جينا تنتحب وتصرخ بجنون هي وزوجها عندما تم رمي ابنتيهما أمامهما.. وقف كارتر أمام فتاة ورفع مسدسه نحوها ثم وقف مانو أمام الفتاة الكُبرى ورفع مسدسه نحوها..


زحف الشريق بيديه ورمى نفسه أسفل قدماي وبدأ بتقبيل قدمي وهو يبكي وينتحب بجنون قائلا


" أتوسل إليك زعيم لا تقتل ابنتاي.. أتوسل إليك لا تفعل.. أقتلني أو افعل بي ما تريده.. اسلخ جلدي عن جسدي واحرقني حيا لكن لا تقتل بناتي أرجوكِ.. أتوسل إليك لا تفعل.. أرجوك سيدي لا تقتلهما "


نظرت نحو إميليو وأشرت له في عيناي ليتحرك وفوراً فهمني.. تحرك بسرعة وأمسك بالشريف وأبعده عن قدماي ثم أوقفه وأجبرهُ على النظر نحو ابنتيه.. ثم تحرك تشاك وأمسك بالحقيرة جينا وأجبرها على الوقوف لتنظر إلى ابنتيها..


مشيت ببطء ووقفت أمام جينا و الشريف ونظرت إليهما بحقد قائلا

" كما أحرقتما قلب أبي و إستيرا سأحرق قلبيكما على ابنتيكما "


" لاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا.. أرجوك لاااااااااااااا.. لا لا لا لا لا.... "


هتفا معاً ببكاء وبهستيرية.. تأملتهما بحقارة واستدرت وأمرت مانو و كارتر قائلا

" نفذا المهمة.. أريد ثلاث رصاصات في الرأس وثلاث رصاصات في القلب "


وفورا وبأقل من ثانية ضغط كارتر على الزناد ثم مانو.. وصوت الرصاصات ملأت الغرفة وتبعها صرخة جينا والشريف مايكل.. فصرخاتهم ملأت المبنى الأسود بكامله..


" لاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا... "


تلوثت الأرض بدماء الفتاتين بينما جثتيهما سقطت أمام والديهما.. انهارت جينا وشرعت تصرخ بجنون

" بناتي لا.. لا لا لا لا لا.. بناتي.. اه قلبي.. بناتي.. لااااااااااااااااااااااا.. لا إلهي لماذا؟.. طفلتاي... لاااااااااااااا.... "


نظرت إلى تشاك و إميليو وأشرت لهما بتركهما.. وما أن ابتعدا عن جينا والشريف سقطت أجسادهما بجانب الجثتين.. نظرت إليهما ببرود تام بينما كانا يُعانقان ابنتيهما ويبكيان وينتحبان بجنون عليهما..


كانت جينا تُعانق جسد إحدى ابنتيها وهي تنتحب بجنون وتهمس بحرقة قلب

" سامحيني يا قلبي.. اه يا ابنتي.. طفلتي ماتت.. ابنتاي رحلتا بسببي.. سامحاني... سامحوني يا قلبي... "


أما الشريف كان يُعانق ابنته الصغرة وهو يبكي بشدة وينتحب.. لم أشعر بالشفقة عليهما.. فما زال في جُعبتي المزيد لهما.. أمسكت مسدسي ورفعته وصوبته باتجاه الشريف وأطلقت النار....

 

ارتديت قميصي ثم سترتي وأمرت الرجال بتنظيف المكان والتخلص من الجُثث وخرجت من المبنى برفقة الجميع نحو المطار الخاص بي..


في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل وصلت إلى قصر والدي في نابولي في إيطاليا.. نظرت إليه بحزن من زجاج السيارة وتنهدت بقوة..


رواية شرطية المرور - فصل 29 - أخيراً


منذ زمنٍ بعيد أقصمت أن لا أتي إلى هنا إلى عندما أجد من قتله وقتل العقيد لومينا لأذهب بعدها إلى عقر دار عمي جورجيو وأجعلهُ يعرف الحقيقة.. وها قد حققت قسمي..


قريبا جورجيو داركن سيعرف الحقيقة ويبكي ندما على ما فعله بوالدي وبي..


توقفت سيارتي أمام مدخل القصر ورأيت الحُراس والخدم يقفون في الصف لاستقبالي.. ترجلت من السيارة وأمرت كارتر


" استريحوا لفترة عشر دقائق.. سأستحم وبعدها سنذهب بزيارة سرية إلى قصر جورجيو.. جهز لي موكب والدي وسيارته الخاصة "


دخلت إلى القصر واتجهت مُسرعا إلى جناحي الخاص.. لكن فجأة تابعت طريقي باتجاه جناح أبي.. شعرت بالحزن الشديد عندما دخلت إلى جناحه.. استطعت شم راحة والدي به.. أغمضت عيناي بشدة وهمست قائلا بحزن


" سأنتقم لك والدي أخيراً.. أخيراً عمك جورجيو سيعرف كم ظلمك وكم كان أحمق وسافل.. أخيراً سأجعله يندم ويبكي بدل الدموع دماء.. أخيراً سيعرف كم كان مخطئ بحقك.. سأنتقم لك أخيراً "


استدرت وخرجت من جناحه واتجهت نحو جناحي.. كنتُ أجلس في المقعد الخلفي في سيارة البنتلي البيضاء الخاصة بوالدي المرحوم.. كنتُ أتصفح هاتفي عندما سمعت إميليو يُكلمني


رواية شرطية المرور - فصل 29 - أخيراً


 

" زعيم.. هل حقاً ستذهب إلى قصر جورجيو الليلة؟.. أعني هل تريدُنا أن نقتحمه ونقتل الجميع و.. "


رفعت نظراتي باتجاه المقعد الأمامي للسائق وأجبته ببرود


" الموكب سيقف بعيداً بجانب الغابة.. اتصل بجواسيسي في القصر.. أريدهم أن يؤمنوا لي الدخول بسرية تامة إلى القصر وتحديداً إلى غرفة إستيرا.. أو الغرفة المجاورة لها.. ولكن أولا أريدهم أن يوقفوا كاميرات المراقبة في القصر وخارجه.. ولن يموت أحد الليلة دون إذن مني "


أومأ موافقا ثم ضغطت على الزرع ورفعت الزجاج الفاصل الأمامي.. نظرت أمامي بحدة وهمست بحقد

" دايمون أيها القذر اقتربت ساعة موتك "


ثم تنهدت بقوة وهمست بحزن


" إستيرا.. لماذا كان يجب أن تكوني ابنة من قتل والدي؟.. سامحيني فتاتي.. سامحيني.. فقد أقسمت على قبر والدي بأن أنتقم من قاتله وكل عائلته.. وأنتِ.. أنتِ ابنة من قتل والدي.. ابنتهُ الوحيدة.. يا ليتكِ لم تكوني ابنته "


أغمضت عيناي وحاولت أن أتحمل ذلك الألم الرهيب في قلبي.. فقلبي كان يؤلمني.. كان يؤلمني بشدة بسبب ما سأفعلهُ بها.. بسبب ما سأفعلهُ بفتاتي البريئة..


توقف الموكب بجانب الغابة القريبة من القصر ورأيت رجالي يترجلون من سياراتهم ويركضون باتجاه القصر ويحاوطونه.. شاهدت من بعيد بوابة القصر تنفتح وخرج رجالي وتكلما مع كارتر..


وفورا سمعت رنين هاتفي.. ضغطت على شاشته ووضعت مُكبر الصوت وسمعت كارتر يقول


( المكان أمن.. لقد تم تخدير الحُراس وإيقاف الكاميرات.. يمكنك الدخول إلى القصر.. سوف يرافقك سام باتجاه الغرفة المجاورة لفتاتك إذ تم إقفال الباب عليها بالمفتاح والمفتاح مع العجوز جورجيو )


همهمت بخفة وأنهيت المكالمة وترجلت من السيارة.. خلعت معطفي ورميته بإهمال على المقعد ومشيت باتجاه القصر.. دخلت من البوابة ورأيت الحُراس نائمون في مواقعهم.. نظرت إلى جاسوسي سام والذي قمت بتعينه مع رجلين منذ زمن ليعملوا في قصر جورجيو كجواسيس..


ابتسم سام وهمس قائلا باحترام


" شرف عظيم لي أن أراك الليلة سيدي وأخدمك بنفسي.. لقد وضعت منوم في الحلوى ما أن تلقيت اتصال من السيد كارتر.. وبعد أن تناولوا الحلوى سقطوا في نومٍ عميق سيدي ولن يستيقظوا لغاية الصباح "


نظرت إليه بتقدير ثم أمرته

" أرشدني إليها بسرعة "


أجابني بسرعة باحترام قائلا

" طبعا زعيم.. في الحال "


تبعته داخل قصر جورجيو وصعدت إلى الطابق الثالث وأدخلني إلى جناح  ووقف أمامي وقال

" سيدي إن خرجت من الشرفة التابعة لغرفة النوم هنا... "


وأشار بيده باتجاه الغرفة وتابع قائلا


" تستطيع بسهولة تسلقها والدخول إلى شرفة الأنسة.. شرفتها من جهة اليسار.. سأنتظرك سيدي في الخارج لأحرس المكان تحسبا لأي طارئ "


أومأت له موافقا ورأيته يخرج بهدوء من الجناح وأغلق الباب خلفه بخفة.. نظرت في الأرجاء ورأيت غرفة النوم توجهت نحوها ودخلتُها ورأيت الشرفة أمامي.. وقفت أمام الحاجز و تسلقته بسهولة ثم قفزت إلى حاجز الغرفة المجاورة و تسلقته..


وقفت أمام الباب الزجاجي في وسط الشرفة ونظرت بحزن إلى الداخل.. رأيت فتاتي الجميلة تجلس أمام باب الغرفة وهي تنتحب وتبكي..


رؤيتي لها بهذا المنظر جعلتني أشعرُ بالضعف كعادتي ناحيتها.. أنا آخيليس داركن الشيطان أصبح لدي نقطة ضعف.. نقطة ضعف نحو شرطية الجميلة.. ما أن أراها لا أستطيع أذيتها أو حتى التفكير بفعل ذلك..


إستيرا أصبحت تسيطر على كياني وقلبي وهذه الحقيقة لا أستطيع إنكارها.. لكن والدها!!.. والدها من أمر بقتل أبي.. وأنا أقسمت على الانتقام..


وقفت لوقتٍ طويل أتأملها بحزنٍ دفين وبقلب يحترق.. وكم رغبت أن أعانقها وأضمُها بشدة إلى صدري حتى تلتحم به إلى الأبد.. لكنني لا أستطيع فعل ذلك..


وكم رغبت أن أركض إليها في هذه اللحظات وأضمها إليّ وأمسح دموعها بشفتيّ والتي كانت تُحرق قلبي وروحي الآن.. لكنني لا أستطيع..


رأيتُها تقف وعلى الفور تحركت واختبأت خلف الحائط.. وبألم سمعتُها تهمس قائلة

" آخيليس.. سنلتقي قريباً.. سنلتقي قريبا حبيبي.. الحياة من دونك لا تعني لي شيئاً "


أخفضت رأسي ونظرت بألم إلى الأسفل وسمعت خطواتها تقترب.. 




رواية شرطية المرور - فصل 29 - أخيراً




سمعت خطواتها تقترب أكثر ورفعت رأسي بسرعة ورأيتُها بصدمة تتسلق الحاجز وسمعتُها بذهول تهمس بتعاسة


" سنلتقي قريباً.. قريباً حبيبي "


كنتُ واقع تحت تأثير الصدمة إذ عرفت بأنها تنوي على الانتحار.. وقلبي كاد أن يخترق قفصي الصدري ويخرج من مكانه بسبب شعوري بالخوف الشديد عليها..


لا أعرف كيف تحركت والتقتُها ما أن قفزت.. رفعتُها بكامل قوتي وأدرتُها وعانقتُها بشدة.. عانقتُها بشدة وبعنف إلى صدري.. قاومتني بجنون وهي تبكي وتطلب مني بيأس بأن أدعها لتموت.. لكنني لا أريدها أن تموت.. لا أستطيع السماح بذلك..


شعرت بالغضب منها لأنها تريدُ الموت وتركي.. وبردة فعل أمسكتُها بكتفيها وأبعدتُها عني وبدأت بهزها بعنف وهتفت بحدة من بين أسناني وبغضب


" أيتُها المجنونة.. كيف كنتِ ستفرطين بحياتك؟!.. هل فقدتِ عقلكِ.. تكلمي يا مجنونة.. كيف أردتِ الانتحار بهذه السهولة؟ "


و تركي.. هتفت بداخلي بعذاب بتلك الكلمة الأخيرة لأنني لم أستطع أن أتفوه بها أمامها.. توقفت عن هزها وأبعدت يداي عنها  وبدأت أتنفس بعنف.. كنتُ غاضب من نفسي ومنها.. غاضب من نفسي لأنني لا أستطيع تركها تموت ولأنني لا أستطيع الانتقام منها مهما حاولت..


وكنتُ غاضب منها لأنها أرادت الموت وتركي وحيداً إلى الأبد.. رفضت بجنون أن أعترف لنفسي عن مشاعري نحوها.. ولكنني بضعف اعترفت لنفسي بأنني لا أستطيع العيش من دونها.. لا أستطيع.. لا أستطيع أن العيش من دون فتاتي شرطية المرور..


وسمعتُها تهمس بسعادة بأنني ما زلت على قيد الحياة.. ثم بذهول رأيتُها تقترب مني وتضع يدها على صدري بعد أن قامت بفك زرين من قميصي..


يدها أشعلت قلبي بنار الرغبة.. يدها التي كانت تلمس صدري مكان علامات الرصاصات أشعلت روحي ورغبتي بها.. حاولت أن أقاومها وأبتعد عنها وأذهب ولكنني لم أستطع فعل ذلك..


أنا ضعيف جداً نحوها.. ضعيف..


مارست معها الحُب بجنون.. رغم قسوتي معها إلا أنها كانت تشتعل أسفلي بنار الرغبة والحُب.. جعلتني إستيرا أفقد نفسي وعقلي بين يديها.. كنتُ مًشتاق لها بجنون.. كنتُ أرغبُها بجنون.. لذلك مارست معها الحُب بقسوة رغما عني.. فهي لي ولن تكون لغيري.. لن تكون لغيري.. هي لي...


عندما تأكدت بأنها غرقت بالنوم أخيراً ألبستُها ملابسها بهدوء ثم وقفت أمام السرير وتأملتُها برقة.. وبعد لحظات طويلة همست قائلا لها بتصميم


" سأنتقم فتاتي.. سأنتقم من الجميع.. لكن يوجد بعض التغيرات في خطتي.. تحملي من أجلي فتاتي.. و.. سامحيني.. سامحيني فتاتي.. فقد يأتي يوم وتفهمين أسبابي "


خرجت إلى الشرفة وتسلقت الحاجز.. خرجت بعد دقائق من القصر وكلمت سام بأمر


" في الغد ومثل الليلة أريدُك أن تؤمن لي الدخول إلى القصر من جديد.. وتحضروا جيداً بعد يومين ستبدأ المعركة.. اتصل بي إن حدث أي طارئ "


أجابني موافقا وخرجت من البوابة.. عندما وصلت إلى قصر والدي وقفت أمام الجميع في الساحة وهتفت بحدة


" بعد يومين سنخوض معركة شرسة مع جورجيو داركن و دايمون فلور.. أريدكم أن تلتزموا بالخطة بحذافيرها.. لن أسمح بأن يقع أي خطأ قد يؤدي إلى إفساد خطتي.. هل كلامي واضح؟ "


أجابني الجميع موافقين ثم نظرت إلى كارتر وقلتُ له


" أريد أسلحة ثقيلة وشاحنة كبيرة مع الموكب.. وليرتدي الجميع سترات واقية ضد الرصاصة.. أما أنتَ و مانو و إميليو ستظلون بجانبي.. والحقيرين أريدهما برفقتنا كذلك.. فساعة الحقيقة والحساب اقتربت.. وعلى جورجيو أن يسمعها بنفسه "


أجابني كارتر بهدوء

" أوامرك مُطاعة زعيم "


ثم سمعت مانو يُكلمني بنبرة قلقة قائلا

" زعيم.. ماذا ستفعل بها؟.. ما هو مصير إستيرا في النهاية؟ "


نظرت إليه بجمود ولزمت الصمت قليلا.. أتفهم جيداً سبب خوف مانو على فتاتي لكنني واللعنة بدأت أشعر بالغيرة منه..


أجبته بحدة قائلا دون شعور مني بسبب غيرتي العمياء

" لا دخل لك بها مانو فهي فتاتي أنا.. فهمت؟ "


تأملني بذهول ثم بغيظ رأيت ابتسامتهُ الخبيثة إذ فهم على الفور بأنني شعرت بالغيرة منه.. لعنت بداخلي بغضب عندما قرب وجههُ مني وهمس بمكر


" فهمتُك زعيم.. فأنا في النهاية لا رغبة لي بالموت بين يديك بسبب غيــ.. أقصد فتاتك.. لكن لا تقسو عليها كثيراً فهي واقعة لك لحد الجنون "


اشتعلت عيناي بغضب فقهقه الحقير بخفة وابتعد عني وهو يُشير لي بيديه لكي أهدأ.. وقال بمزاح

" حسنا سأصمت.. سأصمت.. لا تقتلني زعيم "


نظرت إليه بحدة وهمست بغيظ

" أحمق "


ثم استدرت ومشيت بعصبية داخلا إلى القصر.. تبعني كارتر و مانو و إميليو ودخلنا إلى مكتب والدي.. جلست على الكرسي خلف المكتب ونظرت باستمتاع إلى مانو بينما كان يُخبرنا ما فعلهُ في الفندق عندما ذهب لجلب الشريف الحقير..


قهقه كارتر بشدة ثم قال له


" حقا مانو؟!!.. هل صدقتَ ذلك الموظف الغبي بأن لديه ستة أطفال وابنة عمياء وزوجة كسيحة؟.. اللعنة أنتَ غبي صديقي "


نظر مانو إليه بحدة وهتف بوجهه بغيظ


" اخرس.. أنتَ هو الغبي.. لديك زوجة تعشقُها بجنون وترفض الاعتراف لنفسك.. عندما تفقد الآمل زوجتك سوف تطلب الطلاق منك وتجد من يستحقها "


اشتعل الغضب بـ كارتر ورأيته باستمتاع يقف ليهجم على مانو لكن إميليو وقف بسرعة أمامه وأمسكه بكتفه وقال له


" لا تغضب كارتر فـ مانويل لم يقل سوى الحقيقة.. الجميع يعلمون بأنك تُحب سمرائك بجنون.. تنازل واعترف لها ولن تكون سوى سعيداً معها فهي تُحبك كذلك "


جلس كارتر على الكرسي ونظر بأسف نحو مانويل ثم إميليو وقال له


" أحبُها.. أحبُها نعم.. حتى أن كلمة أحبُها لا تُعبر عن مدى عمق مشاعري نحوها.. اكتشفت ذلك عندما كنا في أسبن.. في ذلك اليوم عندما لم أجدها في غرفتها وبحثت عنها القصر وكل أسبن اكتشفت مشاعري نحوها.. لكنني خائف.. أعني.. أنا شبح الشيطان.. أنا قاتل لا يوجد أي رحمة بداخلي.. تربيت على ذلك منذ الصغر.. أشعر بالخوف بأن يأتي يوم و.. وتكرهني سمرائي بسبب أفعالي.. لن أتحمل رؤية نظرات الكُره من عينيها "


ساد الصمت لوقتٍ طويل في الغرفة ثم ابتسم مانو بحزن وقال


" وأنا أعشق جوليا بجنون.. أعشقُها لدرجة بأنني لا أستطيع التوقف عن مضاجعتها في كل لحظة.. لا أشعُر بالملل منها أبداً "


نظرنا إليه بصدمة ثم قهقه إميليو بشدة وتبعه كارتر ثم أنا.. ضحكنا عليه بشدة فوصفه لمشاعره نحو حبيبته مضحك جدا..


تأملنا مانو  بغضب وهتف قائلا بغيظ


" لماذا تضحكون؟.. فهذه هي الحقيقة.. تبا.. أنا أحبُها ولا أستطيع التوقف عن مُضاجعتها بكل الوضعيات التي أعرفها والجديدة.. "


ثم أغمض عينيه وقال بحُلم

" وهي.. هي أجمل امرأة رأتها عيناي.. "


ثم فتح عيونه وتابع قائلا بحُلم

" أظنُها تحبني.. فعندما أمارس معها الحُب وأضاجعُها برغبة وبتملك تكون....  "


قاطعه إميليو قائلا بسرعة

" لا يهمنا أن نعرف كيف تضاجعها.. المهم بأنك تُحبها.. "


ثم تنهد إميليو بقوة ونظر إليّ بخجل وقال بجدية


" زعيم.. أنتَ تعلم كم أنا مُخلص لك.. وتعلم بأنني أفديك بحياتي.. وتعلم كم كنتُ مُخلصا لوالدك ولجدك المرحوم.. أريدُ أن أعترف لك.. أنا.. أنا... "


قاطعتهُ قائلا بنبرة هادئة


" أنتَ تُحب جدتي وبجنون كذلك.. أعلم إميليو فمشاعرك نحو جدتي كانت واضحة للجميع منذ البداية.. حتى جدي كان يعرف ولكنه أحبك واكتشف مدى إخلاصك له ولجدتي وبأنك رجل مُحترم.. لذلك لم يقتلك منذ زمن "


توسعت عيون إميليو بصدمة واحمر وجهه بحياء.. ابتسمت بوسع وقلتُ له

" حتى جدتي تحبُك بجنون "


احمر وجه إميليو أكثر وبلع ريقه بقوة وقال بصوتٍ منخفض وبسرعة


" أرغب.. أريد.. أريد أن أطلب يد جدتك منك زعيم.. أريدُ أن أتزوج سيدة قلبي هيلينا وأبقى معها لما تبقى لي من العُمر.. أريدُها زوجة لي وشريكة حياتي.. فأنا أحببتُها لأكثر من خمسين سنة.. ولم ينقص حُبي لها ولو قليلا طيلة تلك السنوات.. بل ازداد أضعافا مع مر السنوات.. و.. وأنا لن أتزوجها إن رفضتَ زعيم.. سأحترم قرارك وألتزم به مهما كان "


" واوووووووووو.. أخيرا نطقها إميليو.. أحسنتَ يا رجل "


هتف مانو و كارتر بتلك الكلمات وابتسما له بسعادة.. ثم نظر الجميع باتجاهي وانتظروا قراري.. تنهدت بخفة ونظرت إلى إميليو وقلتُ له بجدية


" لستُ موافق "


توسعت عينيه بذهول ثم تأملني بحزنٍ شديد ثم أخفض نظراتهِ إلى الأسفل ورأيت يديه ترتعش بقوة.. تأملتهُ بحنان وتابعت قائلا له باحترام


" لطالما كنتُ أعتبرُكَ أب و جد وأخ بالنسبة لي.. ومنذ صغري كنتُ أعلم بمدى حُبك لجدتي هيلينا.. ولطالما احترمتُك واحترمت مشاعرك أنتَ و جدتي.. وبصراحة منذ زمنٍ بعيد كنتُ أنتظرُك أن تأتي وتطلب يدها للزواج مني لكنك لم تفعل سوى الآن "


رفع نظراتهِ وتأملني إميليو بدهشة كبيرة خاصةً عندما ابتسمت له بوسع وتابعت قائلا بسعادة


" لستُ موافق إلا بشرطٍ واحد.. أن أكون شاهداً على زواجكما وأمضي بنفسي على وثيقة الزواج حتى أتأكد بنفسي بأنك أخيراً تزوجت جدتي وحققت حُلمها.. حينها سأشعر بأن جدتي فعلا أصبحت بين يدين أمينة وسعيدة.. ما رأيك؟ "


ابتسم إميليو بسعادة وأجابني بفرحٍ شديد

" أشكرك زعيم.. أشكرك من قلبي لأنك وافقت.. وأنا موافق على أي شرط تضعه.. شكراً لك من القلب سيدي.. شكرا "


ابتسمت له بوسع وقهقهت بقوة عندما رفع إميليو يديه عاليا وهتف بفرح لا يوصف

" سأتزوج حبيبتي أخيراً.. أخيراً.. سأتزوج من عشق حياتي وسيدة قلبي.. "


بارك له كارتر ثم مانو.. تأملني إميليو بسعادة وقال بلهفة


" من بعد إذنك سيدي سأذهب لأتصل بسيدتي وأتكلم معها.. ولكن سأطلب يدها قريبا عندما نعود إلى سانت سيمونز.. لذلك لو سمحت سيدي لا تُخبرها بأنني طلبت يدها منك "


ابتسمت بوسع وقلتُ له

" لا تقلق لن أخبرها.. لكن عليك أن تطلب يد جدتي بطريقة رومانسية ومميزة.. فهي انتظرت هذه اللحظة لسنوات طويلة "


أجابني بسعادة موافقا وخرج من المكتب راكضا.. سمعت كارتر يضحك ثم قال بخبث

" تباً.. هذا الرجل من أين له بكل تلك الطاقة والحيوية بهذا العُمر؟.. أحسده.. "


ضحك مانو بشدة وقال له

" لو كانت الجدة أصغر سنا كانت أنجبت له طفل في كل سنة.. أظنهُ فحل في السرير كذلك "


نظرت إليه بعدم التصديق وقهقهت بخفة.. ثم رأيت مانو يلكم بخفة كارتر على كتفه وقال له بمزاح


" وذلك الموظف الغبي في الفندق لم أصدق بتاتا بأنه متزوج ولديه ستة أطفال و طفلة عمياء وزوجة كسيحة.. فأنا لستُ بغبي شبح الشيطان "


تأمله كارتر بخبث وسأله

" حقا؟!.. وكيف تأكدت بأن ذلك الموظف ليس متزوج ولديه أطفال؟ "


قهقه مانو بشدة ثم أجابه


" اللعين عندما أمسكتهُ من ياقة قميصه وجذبته إليّ وارتطم جسدهُ بي ارتعش اللعين بقوة وشهق بنعومة.. ذلك الموظف اللعين مثلي الجنس "


توسعت عيناي وقهقهت بقوة بينما كارتر سقط على الأرض يضحك بجنون.. تأمله مانو بغضب وسألهُ بغيظ


" لماذا تضحك كارتر؟ "


شهق كارتر بقوة وأجابه

" تباً.. أصبحتَ تثير مثلي الجنس.. المسكين لا بُد أنه مات وعاش ليرى قضيبك في فمه "


أطلقت العنان لضحكاتي بينما كنتُ أرى مانو يشتعل بجنون وبغضب وهو يشتم كارتر

" أيها العاهر.. ما هذا القرف؟.. قضيبي سيكون في فم حبيبتي فقط.. تبا لك.. هذا ما كان ينقصني.. "


قهقه كارتر بشدة وأجابه وهو يلهث بقوة

" لماذا لم تقتله عندما اكتشفت بأنه مثلي الجنس وكذب عليك؟ "


تأملهُ مانو بخبث وأجابه


" أشفقت عليه وقررت أن أرسل له صورتك عاريا ورقم هاتفك.. سأفعل ذلك بعد عودتنا إلى سانت سيمونز.. سيتصل بك فورا ويطلب منك أن تحشر قضيبك في فمه وفي مؤخرته "


نظرت إلى أصدقائي بعدم التصديق عندما وقف كارتر وهتف بجنون بوجهه وهو يسحب سلاحه على مانو


" سأقتلك أيها العاهر إن فعلتَ ذلك.. سأقتلك.. "


ضحك مانو بجنون وركض هاربا من المكتب وكارتر خلفه يصرخ بجنون.. رفعت حاجبي عاليا وهمست بعذاب


" لدي أصدقاء بعقول أطفال.. الصبر إلهي "


ثم تنهدت بعمق وفكرت بحزن بفتاتي شرطية المرور.. في اليوم التالي ذهبت إلى قصر جورجيو ورأيتُها.. رأيت فتاتي نائمة وعلى ركن شفتها جرح بسيط.. ولكن ذلك الجُرح أشعل فتيل غضبي أضعافاً..


كنتُ غاضب لحد اللعنة.. فمنذ ساعة تقريبا اتصل بي سام وأخبرني بأن الحقير جورجيو قرر أن يتم الزفاف باكراً في الساعة الثانية عشر ظهراً.. والأهم بأنه قرر أن يتنازل عن كل أملاكه لـ إستيرا.. حتى منصبه.. ولكن من سوف يستلم المنصب هو دايمون فلور..


ذلك العجوز تعدى حدوده.. وتفاقم غضبي بأشواط عندما أخبرني سام بأنه صفع إستيرا.. سأقطع يدهُ التي لمستها.. سيرى..


مارست الحُب مع فتاتي ولم أتركها إلا بعدما غرقت بنومٍ عميق.. قبلت شفتيها برقة وهمست لها بحنان

" لن أترككِ.. فقط تحملي قليلا فتاتي "


استدرت وخرجت إلى الشرفة..

كنتُ أقف على الشرفة في قصر والدي ونظرت باتجاه الموقف الخلفي


رواية شرطية المرور - فصل 29 - أخيراً


 

رأيت رجالي يتجهزون للمعركة.. ابتسمت بخبث وهمست بحقد

" جورجيو داركن.. دايمون فلور.. حان الوقت أخيراً لأجعلكما تدفعان الثمن غاليا "


استدرت ودخلت إلى غرفة النوم.. خلعت ملابسي ودخلت إلى الحمام لكي أستحم.. كان الموكب يسير على طرقات نابولي باتجاه قصر جورجيو داركن..


رواية شرطية المرور - فصل 29 - أخيراً


 

كانت الساعة الحادية والنصف صباحا والطريق كانت شبه خالية لأنها طريق خاصة لقصر داركن.. توقف الموكب مثل العادة بجانب الغابة وترجلت من السيارة.. سلمني كارتر منظار وبدأت أرى من خلاله ما يحدث في القصر وتحديدا في حديقته..


تصلب جسدي بعنف واشتعلت النار بروحي وفي كياني بينما كنتُ أرى ما يحدث في الحديقة.. سمعت مانويل يهمس بغضب


" أرجوك زعيم أعطي إشارتك للهجوم.. أنقذها من ذلك السافل قبل فوات الأوان.. أرجوك.. سوف يتزوجها "


ودون أن أزيل المنظار عن عيناي أجبتهُ بنبرة حادة


" ليس بعد مانو.. فـ دايمون فلور وضع عينيه على أملاكي.. سأجعل اللقمة تصل إلى فمهِ دون أن يستطيع تذوقها.. سأجعله يرى أبواب الجحيم كيف ستنفتح أمام عينيه.. وسأجعل نار الجحيم تلتهمهُ وهو حيّ.. وربما بعدها سأرحمه وأقتله "


لزم مانو الصمت وشاهدت بحقد كيف قبل فتاتي.. وهنا كنتُ اكتفيت من الانتظار...

 

 

 

استيرا**

 

أمسكني داني من ذراعي وهتف بسعادة للعجوز الخرف

" بارك لنا سيد جورجيو.. أصبحت صهرك الآن "


ابتسم العجوز الخرف له واقترب ليقف أمامنا وقال بسعادة


" مبروك يا روح جدكِ.. والآن دعيني أعانقكِ حفيدتي وأُبارك لكِ.. كما لدي هدية من أجلكِ.. لقد تنازلت عن كل أملاكي وكتبتُها باسمكِ.. أصبحتِ المالكة والوريثة الشرعية لي "


اقترب لكي يُعانقني وهنا لا أعرف كيف أفقت من جمودي إذ انتفضت بعنف وركلت ساق دايمون بقوة.. شهق بألمٍ شديد ولكن قبل أن يتحرك تصرفت بسرعة وسحبت سلاحه من خصره ورفعتهُ على جدي الخرف وعليه..


أمسكت المسدس بكلتا يداي ونظرت نحو الجميع وهتفت بعصبية

" لا أحد يقترب مني.. "


حاول دايمون الاقتراب مني لكنني هتفت بغضب وأنا أوجه السلاح عليه..

" إياك أن تتحرك وإلا أطلقت النار عليك.. أقسم بأنني سأفعل "


نظرت إلى الخلف وأمرت الحُراس بحدة

" قفوا أمامي بسرعة وإلا أطلقت النار على رئيسكم العجوز الخرف.. ارموا أسلحتكم وتحركوا.. تحركواااااااااا... "


رأيت جورجيو داركن يشير لهم بعينيه لكي ينفذوا أوامري.. سمعت بقهر دايمون يقول لي بنبرة هادئة وهو يرفع يديه عاليا


" زوجتي.. حبيبتي.. اهدئي.. ضعي السلاح جانبا ولا تتهوري حُبي "


نظرت إليه بقرف وبصقت باتجاهه وقلتُ له بحقد

" إياك أن تناديني بزوجتي وحتى بحبيبتي.. أنا لرجلٍ واحد اسمهُ آخيليس داركن "


قهقه دايمون بخبث وقال بسخرية

" دعيني أذكركِ حبيبتي بأنه مات.. لقد مات.. ذلك الجبان مات و.. "


حركت المسدس بغضب أمامه وقاطعتهُ بحدة قائلة


" اسمح لي بأن أقوم بتصحيح معلوماتك.. حبيبي لم يمُت.. هو ما زال على قيد الحياة.. ولقد أخبرني في الأمس بأنه لن يتركني أبداً.. لا أعلم لماذا تأخر ولم يأتي لغاية الآن لكنه سيأتي ويقتل الجميع.. والأهم بأنه سيقتلك أيها الوغد الحقير "


شحب وجهه ورأيت فكهُ يرتعش.. نظرت إلى العجوز الخرف ورجاله خلفه وابتسمت بسخرية قائلة

" أنظروا إلى أنفسكم كيف ترتعشون بخوف لدى سماعكم بأن الزعيم آخيليس داركن ما زال على قيد الحياة "


قهقهت بقوة ثم تابعت قائلة بسرور بينما كنتُ أنظر إلى دايمون


" لقد دخل إلى القصر في المساء ومارس معي الحُب بجنون.. تباً ما زالت منطقتي السفلية تؤلمني بسبب ممارستهِ العنيفة والجميلة.. حبيبي جعلني امرأته بطريقة مثيرة لا مثيل لها.. لقد استمتعت بجنون معه "


حاول دايمون الاقتراب مني وهو يهتف بغضب

" أيتها العاهرة اللعينة سأقتلكِ و... "


تجمد برعب بأرضهِ عندما أطلقت النار بين ساقيه لكن دون أن أصيبه.. تأملني بصدمة كبيرة فابتسمت له بكره وقلتُ له بحقد


" الطلقة الثانية ستكون في وسط قلبك.. إياك أن تقترب مني "


نظرت باتجاه الكاهن المُرتعب وقلتُ له


" أبتي لا تخف.. لو سمحت سلمني ورقة الزواج ويمكنك الخروج من هنا "


أومأ موافقا وبيدين مُرتعشة سلمني الورقة وفر هاربا خارجا من بوابة القصر.. نظرت إلى الورقة وابتسمت بقرف ومزقتُها لأجزاء كثيرة ثم رميتهم باتجاه دايمون وقلتُ له بكره


" هذه هي وثيقة زواجك مني.. اجمعها أيها القذر وضعها في مؤخرتك "


ثم نظرت إلى العجوز جورجيو ورأيتهُ بدهشة يتأملني بتقدير وباستمتاع وبفخر.. هذا العجوز فعلا خرف وفقد عقله.. تنفست بقوة وقلتُ له


" وأنتَ أيها العجوز.. عليك أن تعلم بأن الجد لا يُجبر حفيدته على فعل شيء ضد إرادتها.. كما لا أريد شيئا منك.. احتفظ بأموالك وقصورك القذرة لنفسك فهي لا تهمني "


بدأت أمشي ببطء إلى الخلف دون أن أُخفض السلاح.. توجهت نحو البوابة وفتحتُها بكامل قوتي ثم استدرت وبدأت أركض بعنف.. رميت السلاح بعيداً وركضت بكامل قوتي إلى الأمام


" إستيرااااااااااااااااااااااااااا.. توقفي في الحال "


سمعت برعب دايمون يهتف بحدة بتلك الكلمات وبدأت أبكي رعبا عندما التفت إلى الخلف ورأيته يركض بسرعة جنونية باتجاهي.. ركضت بكامل ما أمتلكه من قوة لكن فجأة أمسكتني يدين بذراعي وتم إيقافي بعنف ليرتطم ظهري بصدرهِ القذر..


" لا دعني أيها الحيوان والقذر واللعين.. دعني.. "


سالت دموعي بكثرة على وجنتاي عندما احتضن جسدي بعنف وهمس بأذني بفحيح قائلا

" إلى أين تظنين نفسكِ ذاهبة يا زوجتي الحبيبة؟ "


قاومته وحاولت تحرير نفسي لكنه أدارني وصفعني بعنف لأقع على الأرض ثم أمسكني من خصلات شعري وجعلني أقف بعنف وهتف بحدة بوجهي


" سأجعلكِ تندمين زوجتي.. هل ظننتِ بأننا صدقنا كذبتكِ عن الزعيم؟.. غبية حبيبتي.. طبعا لم نصدقكِ فالشريف الغبي أطلق النار عليه بثلاث طلقات في الصدر.. ثلاث طلقات قاتلة.. وأنتِ حبيبتي اصبحتِ زوجتي رغما عن أنفك.. والآن سيبدأ شهر عسلنا بعد أن أقوم بتأديبكِ قليلا "


أمسكني بيده اليسرى من شعري بعنف وبيدهِ اليمنى على ذراعي وبدأ يدفعني إلى الأمام باتجاه القصر.. بكيت وحاولت مقاومته لكنني لم أستطع.. دخلنا من البوابة ثم تم إغلاقها ورماني دايمون بعنف على الأرض أمام أقدام العجوز جورجيو..


كنتُ أبكي بتعاسة تامة عندما سمعت العجوز الخرف يأمر دايمون قائلا

" خذها إلى غرفتك وضاجع زوجتك.. أريد حفيد في أسرع وقت "


شهقت بألم وانتحبت بجنون عندما أمسكني دايمون من خصلات شعري ورفعني بعنف لأقف ثم جذبني إليه وعانقني بقسوة وهمس بفحيح


" سوف أضاجعكِ بعنف وسأمزق جسدكِ وفُتحتكِ زوجتي الحبيبة.. سترين من سيكون سيدكِ الآن و... "


وفجأة سمعت صوت دوي انفجار كبير أصم أذناي.. شعرت بجسدي يطير عاليا لأسقط بعنف على الأرض.. ألم رهيب ولا يُحتمل شعرت به في ظهري ومؤخرتي.. وصوت صفير حاد في أذناي جعلني أشعر بصداع رهيب في رأسي..


ثواني اختفى الصفير وسمعت صوت اطلاق نار عنيف.. فتحت عيناي بضعف وشاهدت بوابة القصر قد اختفت كليا.. أغمضت عيناي ثم فتحتُها ورأيت أجساد لحراس العجوز تتساقط على الأرض أمامي جُثث هامدة.. أغمضت عيناي وفتحتُها من جديد بضعف ورأيت سيارة العجوز تشتعل بكاملها..


 

رواية شرطية المرور - فصل 29 - أخيراً

 

ثم سمعت صوت مانو يهتف بحدة

" إستيراااااااااااا.. "


رفعت رأسي قليلا ونظرت إلى الأمام ورأيت صديقي الأصلع والوسيم يرتدي السواد وهو يركض باتجاهي.. سالت دموعي بفرح وحاولت الوقوف بينما كنتُ أهمس بسعادة


" مانو.. صديقي.. "


شهقت بألم عندما شعرت بيد تمسك كتفي بعنف ثم مرفقي ووقفت مُترنحة بجانب العجوز الخرف والذي رفع مسدسه بوجه مانويل.. وسمعتهُ برعب يهتف له بتهديد وبحدة


" مانويل غوميز.. إياك أن تقترب خطوة أخرى وإلا قتلتُك "


سالت دموعي برعب وما أن كنتُ على وشك التوسل للعجوز لكي لا يقتل صديقي شهقت بدهشة ونظرت بصدمة كبيرة عندما رأيت عدد كبير من السيارات الرباعية الدفع والمصفحة تقتحم ما تبقى من البوابة وتدخل إلى الساحة والتي أصبحت بمقبرة للجثث.. توقفت السيارات أمامنا ورأيت بسعادة لا توصف آخيليس يترجل من السيارة الأمامية ثم خرجوا رجالهِ المسلحين وحاوطوا المكان بكامله وفجأة توقف إطلاق النار وساد السكون في المكان..


" آخيليس!!!!... إلهي... "


همس العجوز جورجيو بفزع وهنا أرخى يدهُ عن مرفقي فحررت ذراعي منه وركضت باتجاه حبيبي.. لكن بسبب ألم ظهري ركضت بخطوات عرجاء وعندما اقتربت منه بكيت بسعادة وهتفت بجنون


" حبيبي.. أخيراً.. أخيراً أتيت "


رميت نفسي عليه وعانقتهُ بشدة.. لكنني لم أنتبه بأنه لم يُبادلني العناق.. فجأة شهقت بألم عندما أبعدني عنه بعنف وهتف بحدة بوجهي


" إياكِ أن تلمسيني مرة أخرى "


وقفت جامدة بصدمة أتأملهُ بغباء ثم سمعتهُ يهتف بأمر

" كارتر.. اتبع ذلك الجبان دايمون فهو يحاول الهروب.. أريدهُ حيا ودون أي خدش "


ثم أمر رجاله قائلا بحدة

" أخرجوا من في القصر.. أريد الجميع هنا في الساحة "


ثم سمعتهُ يأمر إميليو قائلا

" إميليو.. أخرج ضيوفنا الكرام من الصندوق "


نظرت باتجاه العم إميليو ورأيته يفتح صندوق سيارتهِ ويُخرج بالقوة الشريف مايكل و زوجتهِ جينا.. توسعت عيناي بذعر عندما رماهم العم إميليو أمام آخيليس على الأرض ورأيتهما ينظران إليّ بحزن ثم أغمض الشريف عينيه وشرع يبكي كطفلٍ صغير..


نظرت بتشوش إلى خالتي جينا ورأيتُها تبكي بهستيرية وتنتحب.. تجمد جسدي عندما رأيت حُراس آخيليس يخرجون من القصر وبرفقتهم جدتي وجميع الخدم وبعض الُحراس وجعلوهم يجثون على ركبهم في وسط الساحة.. أما جدتي سمح لها الحارس بأن تركض وتقف بجانب زوجها وتعانقه بشدة وهي تبكي بخوف..


لم أكن أفهم ما يحدث الآن.. كنتُ مشوشة التفكير.. نظرت إلى حبيبي بحزن ثم شهقت بصدمة عندما أمسك معصمي بقوة وجذبني بعنف نحو صدره ثم وضع ذراعه حول عنقي وأصبحت بين يديه كالرهينة..


نظرت بجمود أمامي دون أن أفهم ما يحدث ورأيت مانو يتأملني بحزن ثم أشاح بنظراتهِ إلى البعيد.. ارتعش جسدي بقوة عندما دخل كارتر إلى الساحة وهو يمسك بقميص دايمون والتي تلطخت بالدماء ورماه أمام العجوز جورجيو..


كان الصمت والسكون التام في المكان يجعل المرء يرتعش برعب.. نحيب وبكاء خفيف للخادمات المُرتعبات أزعج السكون..


فجأة أغمضت عيناي عندما شعرت بعضلات جسد آخيليس تتصلب وسمعتهُ يهتف بحدة لجدي


" جورجيو داركن.. حان الوقت أخيراً حتى تكتشف الحقيقة.. حقيقة من قتل العقيد لومينا و أبي.. حان الوقت ليعلم الجميع بها.. وبعدها سوف يحين الوقت لكي أُحاسب الجميع "


ارتعشت بشدة عندما سمعته يهتف بحدة

" شريف مايكل و زوجتهُ الجميلة سيعترفان أمام الجميع عن جرائمهم الشنيعة بحق العقيد لومينا وأبي فيجو "


أشار آخيليس بيدهِ اليمنى لـ مانو و كارتر وبعض الحُراس وفورا تحركوا ورأيت مانو يُجبر الشريف على الركوع على ركبتيه أمامنا ثم أجبر كارتر خالتي جينا بالركوع كذلك أمامنا بجانب زوجها..


صفع مانو رأس الشريف بعنف من الخلف ثم وضع فوهة مسدسه خلف رأسه وهتف بحدة

" اعترف أيها القذر.. اعترف أمام الجميع عما فعلته وزوجتك بالعقيد لومينا و السيد فيجو داركن "


رأيت بذهول عمي مايكل يبكي بشدة وسمعتهُ بصدمة لا مثيل لها يعترف عما حصل في الماضي..


" لقد.. لقد اتفقت مع صديقي جوناثان جونز لـ... نقتل.. صديقي فيجو داركن.. كنتُ لسنوات أوهمه بأنني وجدت أدلة تُدين فيجو داركن بأنه من قتل زوجتهِ العقيد لومينا لأنهُ أحبها بجنون ورفضته.. زورت أدلة وأريتهُ إياها.. كنتُ خائف أن يجد القاتل الحقيقي.. فـ جوناثان كان يبحث عن القاتل لسنوات طويلة.. أراد أن يجد القاتل الذي قتل زوجته وأم طفلته.. "


انتحب بعنف وتابع قائلا ببكاء


" اتصل بي في يوم وأخبرني بأنه وجد دليل هام قد يجعله يكتشف من قتل لومينا.. لذلك تحركت بسرعة وذهبت إليه وجعلتهُ يرى تلك الأدلة المزورة والتي تُدين فيجو داركن.. فعلت ذلك حتى.. حتى أحمي زوجتي و.. "


قاطعه جورجيو داركن هاتفا بحدة


" ما هذا الهراء واللعنة؟.. ماذا يحدث هنا بحق الجحيم؟.. عن ماذا تتكلم أيها اللعين؟.. أنتَ قتلتَ ابن شقيقي؟!.. ساعدت جوناثان جونز وقتلته؟!.. وما دخل زوجتك أيها الحقير؟!!.. ما هذه المسرحية اللعينة؟ "


كنتُ جامدة بالكامل أنظر إلى عمي مايكل بذهول وبخوف عميق.. كنتُ واقعة تحت تأثير الصدمة.. صدمة لا مثيل لها.. أبي هو من قتل والد آخيليس؟!!..


وبصدمة سمعت الشريف مايكل يقول ببكاء


" ليست مسرحية فهذه هي الحقيقة.. لقد تلاعبت بمشاعر وعاطفة صديقي جوناثان وجعلتهُ يصدق بأن فيجو داركن هو من قتل لومينا.. فعلت ذلك لأحمي زوجتي منه ومن أن يكشف بأنها من قتلت العقيد لومينا "


لا أعلم شهقة من كانت الأقوى.. صوت شهقتي أم صوت شهقة جورجيو داركن أم صوت شهقة جدتي..


سالت دموعي بعنف بينما كنتُ أنظر إلى خالتي جينا.. لطالما كنتُ أناديها بخالتي.. فأنا أحبُها جداً وأعتبرها بمثابة الأم لي.. وها أنا الآن أتلقى أقوى صدمة في حياتي.. فخالتي جينا هي من قتلت أمي.. خالتي والتي كنتُ أعتبرها بمثابة الأم لي هي من قتلت أمي وحرمتني من حنانها وعاطفتها..


كاد جسدي أن يسقط على الأرض لكن آخيليس أمسكني بإحكام على بطني وضمني بشدة إلى صدره.. دموع.. دموع لا مثيل لها سالت على وجنتاي عندما أجبر كارتر خالتي جينا على الاعتراف.. وبدمار نفسي سمعت اعترافها المؤلم لقلبي...



انتهى الفصل




انتقل إلى الفصل 30 ᐸ







فصول ذات الصلة
رواية شرطية المرور

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©