رواية شرطية المرور - فصل 17 - مهما كان الثمن
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

رواية شرطية المرور - فصل 17 - مهما كان الثمن

 

رواية شرطية المرور - فصل 17 - مهما كان الثمن






مهما كان الثمن






في إيطاليا وتحديداً في مستشفى نابولي الخاص**



وقفت السيدة إستيراندا داركن أمام باب غرفة العمليات وهي تبكي بحزن على حال زوجها.. اقترب منها تيو وهو اليد اليمنى لزوجها جورجيو ووقف أمامها وقال لها بحزن وبغصة


" سيدة إستيراندا.. لو سمحتِ اجلسي واستريحي قليلا.. أنتِ ومنذ ثلاث ساعات تقفين هنا أمام الباب.. اجلسي لو سمحتِ وتوقفي عن البكاء.. السيد سينجو وسيكون بخير "


رفعت رأسي ببطء ونظرت إليه من بين دموعي الحارة والمؤلمة وقلتُ له بصوتٍ مُختنق


" كيف سأجلس وأستريح بينما رفيق عمري وحُب حياتي في الداخل يُصارع الموت بمفرده وأنا لستُ بجانبه.. لا أحد يريد مساعدتي وجعلي أطمئن عليه.. لم يخرج أحد من غرفة العمليات منذ ثلاث ساعات.. أنا خائفة تيو.. خائفة عليه.. لن أستطيع العيش إن خسرتهُ مثلما خسرت ابنتي الوحيدة.. لن أستطيع "


أجهشت بالبكاء المرير ورفعت كلتا يداي وخبأت عيوني بهما.. شعرت بيدين تمسك كتفي وبحضن دافئ يغمرني.. أغرقت رأسي في صدر تيو أبكي بتعاسة وبألم على حال زوجي.. سمعت تيو يهمس بحزن قائلا


" يكفي سيدتي.. البكاء لن يساعدكِ ويساعده.. السيد سيكون بخير.. لقد تعرض لنوبة قلبية ومن حُسن حظه استطعنا إنقاذه في آخر لحظة.. وهو الآن بين أيدي أهم طبيبين في البلد.. سوف ينجو سيد جورجيو.. أنا متأكد من ذلك خاصةً من أجل حفيدته التي وجدها مؤخراً "


توقفت عن البكاء بسرعة وشعرت بجسدي يتصلب.. انتفضت بعنف مُبتعدة عنه ونظرت بصدمة لا حدود لها إليه.. شحب وجهي بعنف وهمست بعدم التصديق


" حفيدته؟!!!.. عن أي حفيدة تتكلم تيو؟!.. أنا و جورجيو ليس لدينا حفيدة "


توسعت عينيه بذهول وسألني بصدمة

" لم يُخبركِ السيد بأنه وجد ابنة العقيد لومينا؟!.. ابنتكِ سيدتي أنجبت طفلة واسمتها إستيرا.. حفيدتكِ عمرها ستة وعشرون سنة تقريبا و... "


وقبل أن يُكمل حديثه شعرت بالأرض تدور حولي.. وقبل أن أسقط على الأرض شهق تيو بذعر وأمسكني وهتف بحدة وبخوف


" ساعدوني.. السيدة ليست بخير.. ساعدوها رجاءً "


كنتُ أبكي وأشهق بكثرة وأنا أرتعش بجنون بين يديه.. أنا لدي حفيدة من ابنتي الغالية لومينا؟!.. لماذا لم نعرف بها سابقا؟!.. ولماذا لم يُخبرني جورجيو عنها وبأنهُ وجدها بعد طيلة هذه السنوات؟!!..


تم وضعي على سرير نقال وبدأ طبيب يفحصني.. وبعد مرور نصف ساعة طلب مني أن أستريح وغادر الغرفة.. دخل تيو ووقف بجانب السرير.. أمسكت بيده ونظرت إليه بسعادة وقلتُ له بلهفة دون أن أتوقف عن البكاء للحظة


" أخبرني عنها أرجوك.. كيف هي حفيدتي؟!.. هل هي بصحة جيدة؟!.. هل تعيش بكرامة كما تستحق؟.. أين هي؟.. هل تزوجت؟.. أم ما زالت تعيش مع والدها جوناثان؟.. من تشبه أكثر؟!.. هل تشبه والدتها أم والدها؟!.. أخبرني كل شيء عنها.. أرجوك تيو "


ابتسم تيو بحنان وقال باحترام


" السيد جورجيو كان يريد أن يفاجئكِ بوجودها وأنا ظننت بأنهُ أخبركِ عنها.. آسف لأنني تسببت لكِ بصدمة سيدتي.. وبخصوص حفيدتكِ هي بخير وبصحة جيدة جداً.. أما السيد جوناثان فقد مات منذ نحو الخمس سنوات تقريبا بمرضٍ خبيث.. اكتشفنا ذلك واكتشفنا وجود حفيدتكِ عندما طلب منا السيد جورجيو البحث عن جوناثان وجلبهِ إلى هنا.. كانت صدمة كبيرة له عندما اكتشف وجود حفيدته.. السيدة لومينا رحمها اللّه أخفت عنكما بأنها أنجبت طفلة وماتت دون أن تكتشفا بأن لها طفلة صغيرة في الرابعة من العمر.. والسيد شعر بوعكة صحية عندما اكتشف بأنها بين يدين آخيليس الشيطان "


توسعت عيناي بذعر ونظرت إلى تيو برعبٍ حقيقي.. أشرت برأسي بالرفض وهمست بذعر


" لا!!.. لا مستحيل.. الزمن لن يُعيد نفسه.. لن أسمح بأن تموت حفيدتي أيضا على يدين ذلك الشيطان كما ماتت والدتها بسبب والده.. لن أسمح بذلك أبداً "


سمعت تيو يجيبني

" لا تقلقي سيدتي.. سيد جورجيو وضع حراس لمراقبتها وحمايتها ليلا نهاراً.. حفيدتكِ ستكون بأمان "


رغم كلماتهِ المطمئنة لي إلا أنني بكيت بحزن على خوفي عليها وعلى بُعد حفيدتي عني طيلة كل تلك السنوات.. ابنتي الوحيدة تركت قطعة منها.. ابنتي لومينا أنجبت طفلة وأنا لم أعرف عنها شيئا لغاية الآن..


وحقيقة بأنه لدي حفيدة جعلت السعادة تسكنني من جديد.. بكيت بسعادة كبيرة لمعرفتي بأنه لدي حفيدة من ابنتي الغالية.. بكيت بفرحٍ كبير لأنني سأرى ابنتي من جديد من خلالها.. شعور بداخلي أنبأني بأن حفيدتي تشبه والدتها المرحومة.. وتمنيت من قلبي أن تكون شخصيتها مثل والدتها المرحومة.. قوية.. وذكية.. ومستقلة.. وسريعة البديهة.. وليست مثلي.. طيبة القلب و حنونة و عاطفية جداً و صادقة..


" تيو.. ساعدني بالجلوس والوقوف.. أريد أن أطمئن على جورجيو "


أجابني باحترام قائلا وبنبرة قلقة

" لكن سيدتي.. أنتِ متعبة ويجب أن تستريحي قليلا.. هذه أوامر الطبيب "


ابتسمت برقة وقلتُ له

" أنا بخير.. توقف عن القلق عليّ.. هل تظنني عجوز لدرجة الهريان؟.. ما زلتُ بصحة جيدة أيها الشاب الوسيم.. هيا ساعدني لأقف "


ابتسم بوسع وساعدني بالوقوف وخرجنا من الغرفة ولم أهتم لاعتراض الممرضة على مُخالفتي لأوامر الطبيب وذهبت إلى الطابق السفلي وجلست على المقعد أمام باب غرفة العمليات.. لن أترك زوجي مهما حدث.. جورجيو حبيبي وزوجي ورفيق عمري.. لا أستطيع الابتعاد عنه للحظة واحدة.. وهذه حالي منذ لقائي الأول معه..


وبعد مرور ساعتين خرج الطبيب من غرفة العمليات أخيراً.. وقفت بسرعة وركضت لأقف أمامه وسألته بتوتر وبلهفة


" حضرة الطبيب.. أرجوك أخبرني بأنك أنقذت زوجي.. هل هو بخير؟!! "


نظر إليّ بجمود وأزال الكمامة عن فمه ثم أزال القفزات وسلمها لممرضة وقال بهدوء


" سيدة داركن.. كما تعلمين السيد جورجيو تعرض لنوبة قلبية وتُعرف أيضا باسم الأزمة القلبية واحتشاء عضلة القلب.. وهي حالة تحدث عندما تغلق خثرة أي كتلة من الدم المتجلط أو جلطة دموية جزءا من الشرايين التاجية التي تغذي عضلة القلب بالدم.. وهذا الانقطاع في التروية الدموية قد يؤدي إلى حدوث ضرر أو موت في النسيج القلبي الذي انقطع عنه الدم "


توقف عن التكلم وشحب وجهي بشدة وشعرت بالصقيع ينتشر بكامل أنحاء جسدي.. نظرت إليه بفزع وهمست بذعر

" ماذا تعني بكلماتك تلك؟.. هل.. هل... "


قاطعني الطبيب قائلا بسرعة


" لا تقلقي سيدتي.. لقد نجى من الموت فقد تم معالجته بسرعة.. خضع السيد جورجيو لعملية قلب مفتوح ناجحة.. ولكن سيتم مراقبته لمدة أسبوع كامل ولن يخرج من العناية المشدد إلا عندما أطمئن على صحته.. ثم عليه أن يستريح لمدة شهر والتأكد بأنه يتناول الطعام الصحي وأدويته.. ولا يجب أن يرهق نفسه أو يتعرض لحالة نفسية سيئة.. ويجب مراقبة ارتفاع ضغط دمه دائما رغم تناوله للأدوية اللازمة له "


ترقرقت الدموع في عيناي وسألته برجاء

" هل يمكنني رؤيته الآن؟.. أرجوك اسمح لي برؤيته.. إن سمع صوتي سوف يقاوم ويشعر بالاطمئنان لوجودي بجانبه "


تأملني بحزن وقال بهدوء


" آسف سيدة داركن.. لا يسمح للزيارات له حاليا.. فهو ما زال تحت تأثير البنج ولن يخرج من غرفة العمليات للصباح.. سيتم نقله إلى العناية المشددة وبعدها سأسمح لكِ بزيارته.. بالشفاء الكامل له.. سأتابع مراقبته ووضعه الصحي عن كثب بنفسي.. والآن أستأذن منكِ سيدتي "


بعد ذهاب الطبيب انهرت بالكامل.. ساعدني تيو بالجلوس وحاول جعلي اهدأ قليلا.. بعد مرور ربع ساعة نظرت إليه وأمرته قائلة بحزم


" أريدُك أن تطلب من رجالنا واللذين يراقبون حفيدتي بحمايتها جيداً.. ولا يسمحوا بأن يصيبها أي مكروه مهما كان الثمن.. عندما تتحسن صحة جورجيو ويسمح له الطبيب بالسفر سنذهب لجلبها لتعيش معنا هنا في إيطاليا وإلى الأبد "


أجابني موافقا باحترام ورأيته يقف وذهب ليجري المكالمة.. نظرت نحو باب الغرفة وهمست بتصميم


" مهما كان قرارك حبيبي نحو حفيدتي أنا أدعمُك به.. لكن أولا عليك أن تتحسن وبعدها سنضم حفيدتنا إلينا "

 

 

ويسلي***

 

" اليوم هو يوم سعدي.. سأنال منكِ بعد طيلة هذه السنوات "


لم أستطع التصديق بأنني أخيرا وجدت إستيرا جونز وهي من أتت على قدميها إليّ.. سعادتي برؤيتها جعلتني أفقد توازني وأنسى إلى أين كنتُ ذاهب.. وأردت وبشدة أن أمتلكها على الفور.. قررت أن أخطفها إلى قصري وأجعلها ملكا لي كما كنتُ أحلم منذ زمنٍ بعيد..


ووسط صرخاتها المرتعبة لكمتُها على رأسها وغابت عن الوعي.. ابتسمت بشر وما أن رفعت رأسي وأردت تقبيلها على شفتيها الجميلتين حتى خرجت شهقة من فمي إذ تم سحبي بقوة من سترتي ورميي على الأرض بعنف..


نظرت بغضب أمامي لأرى من تجرأ على فعل ذلك بي ولكن تجمدت نظراتي على ستة رجل يقفون أمامي وهم يحاوطوني من جميع الجهات..


رجال ملثمين لا يظهر من وجوههم سوى عيونهم والتي كانت تتأملني بغضبٍ مميت.. وبينما كنتُ أحاول الوقوف وسحب سلاحي هتفت بحدة بهم


" من أنتم؟!.. كيف تجرأتم على فعل ذلك بي؟.. هل تعلمون من أنا ومن أكون يا ملاعين؟.. سوف تدفعون الثمن غاليا و.. "


وما أن سحبت سلاحي تم ركله بقدم أحد من الرجال ليطير مسدسي بعيدا ثم تم ركلي بعنف على معدتي..


تأوهت بألم وسقطت من جديد على ظهري على الأرض ووضعت كلتا يداي على معدتي.. اقترب مني رجل ضخك وانحنى فوقي ونظر إليّ بكره وقال بلكنة غريبة ولكن بالإنكليزية


" لا يهمنا أن نعرف أي حشرة تكون أيها القذر.. وسوف تدفع الثمن غاليا للمسك للأنسة.. فحشرة مثلك تستحق الدهس "


شحب وجهي برعب عندما استقام وهتف بأمر للرجال برفقته

" قوموا بتربيته من جديد.. ولكن لا تقتلوه.. لا نريد مشاكل مع الشرطة "


رأيته برعب يستدير ويقترب من سيارتي وأخرج إستيرا منها وحملها برفق وذهب..

" ااااععععععععععععععههههههه.. اللعنة.. توقفوا يا ملاعين.. أاااااعععععععععهههههههههه "


هتفت بألمٍ شديد عندما بدأوا بركلي في كامل أنحاء جسدي وهم يشتموني بلغة لم أعرفها.. أظن الإيطالية.. لم يتوقفوا عن ركلي للحظات طويلة حتى شعرت بجسدي يتخدر من كثرة الضربات.. ثم تم رفع جسدي بعنف وثبتني رجل من الخلف وانهالوا عليّ بالكمات..


بصقت الدماء من فمي بينما جسدي كان يترنح.. الرؤية أمامي كانت ضبابية.. والألم في جسدي لم يعد يُحتمل.. وأخيرا توقفوا على لكمي في وجهي وفي صدري ورموني بعنف على الأرض..


حاولت النهوض ولكن لم أستطع.. فجأة عاد ذلك الرجل الذي أخذ إستيرا ووضع قدمه على قفصي الصدري.. شهقت بألمٍ شديد وشعرت بقفصي الصدري يطحن رئتاي ولم أعد أستطيع التنفس..


سمعت ذلك الحقير يُكلمني بلكنته الغريبة

" اسمع يا قذر ما سأقوله لك جيداً.. إن اقتربت منها مرة أخرى ستختفي نهائيا عن الكرة الأرضية.. وعليك أن تأخذ تهديدي لك على محمل الجد أيها العاهر "


ثم أبعد قدمه عن قفصي الصدري وأمسكني من سترتي ورفعني بعنف وجرني نحو سيارتي ورماني بعنف على المقعد.. كان جسدي يرتجف بعنف من جراء الألم الرهيب الذي فتك به.. ورأيت بصعوبة رجل يقترب ليقف أمام ذلك الحقير وسلمه مسدسي.. أفرغ الرصاصات منه ورمى مسدسي بوجهي ثم اقترب مني ولكمني بقوة على وجهي وسمعتهُ يقول


" مع تحيات السيد جورجيو لك.. اذهب من هنا قبل أن أغير رأيي وأقتلك يا ابن العاهرة "


أغلق الباب بعنف وبكامل ما تبقى من قوتي أدرت المحرك وأقلعت بسرعة بسيارتي مبتعدا عنهم.. بالكاد كنتُ أستطيع الرؤية ولم أهتم لصدم سيارتي بالرصيف أو بأي شيء آخر.. أردت الهروب وبسرعة منهم واتجهت نحو أقرب مستشفى بمعجزة..


كنتُ نائم على سرير المستشفى وأنا أشتم بغضب وأتوعد بالجحيم لهؤلاء الحيوانات.. من هم؟!.. والأهم من هو جورجيو؟!.. هل بالصدفة أنقذوا عاهرتي المستقبلية إستيرا!.. أم كانوا يحمونها؟!..


" لا.. لا أظن بأنهم كانوا يحمونها.. ربما بالصدفة مروا على الطريق وشاهدوا ما فعلت بها.. تبا لهم.. سأقتلهم.. كنتُ على وشك الحصول عليها أخيرا وهم أفسدوا ذلك عليّ.. سأنتقم منها وسأنتقم منهم الملاعين "


وصل عدد من رجالي إلى المستشفى ورأيتهم يدخلون إلى غرفتي ورموا بالعاهرة كارمن أمامي على الأرض.. وصلوا في الوقت المحدد بعد أن اتصلت بهم وأمرتهم بالقدوم وجلب العاهرة كارمن إليّ..


وقفت كارمن ونظرت إليّ برعبٍ شديد بينما كانت ترتجف.. شهقت بصدمة عندما نظرت إلى وجهي ثم إلى جسدي وهتفت بخوف


" إلهي.. ماذا حصل لك ويسلي؟!.. من تجرأ على فعل ذلك بك؟.. ثم لماذا جلبتني وبالقوة إلى هنا؟.. كنتُ سآتي إليك بنفسي لو طلبتَ مني ذلك "


أشرت لرجالي بيدي ليخرجوا وعندما ذهبوا نظرت إلى الحقيرة بكره وقلتُ لها

" أريدُ إستيرا جونز بأي طريقة كانت ومهما كان الثمن "


توسعت عينيها بذهول وسألتني بدهشة

" إستيرا؟!!.. ما الذي جعلك تتذكرها الآن؟!.. كنا نبحث لك عن جوليا كابيش.. ونحن نقترب من إيجادها.. لماذا تذكرت إستيرا وتحديداً في هذا الوقت؟ "


نظرت إليها بجمود وكلمتُها بحدة رغم ألم اللعين في حنكي


" رأيتها اليوم بالصدفة وعادت رغباتي القديمة لامتلاكها تعصف بجسدي.. جوليا كابيش لم تعد تهمني.. حاليا أريد إستيرا وبأي ثمن "


شهقت كارمن بذهول عندما أخبرتها بما حصل معي اليوم.. وعندما انتهيت نظرت إليها بغضب وتابعت قائلا


" جديها لي بسرعة.. رجالي يتحرون الآن عن عنوانها.. أريدكِ أن تذهبي بنفسكِ وتجلبيها إليّ ولو بالقوة.. وإياكِ أن تعودي من دونها.. سأخرج بعد ساعة من هنا وأعود إلى قصري.. سأنتظركِ هناك برفقتها.. فهمتِ؟ "


حاولت الاعتراض لكنني أشرت لها بـ عيناي لتخرج وأطاعتني بسرعة.. بعد خروجها تأوهت بألمٍ شديد فرغم أن الطبيب أعطاني مُسكن للألم إلا أنه لم ينفع.. وانتظرت ساعة كاملة وخرجت من المستشفى وتوجهت إلى قصري..


كنتُ أنتظر وصولهما بفارغ الصبر.. ولكن عندما رأيت اللعينة كارمن تدخل إلى الصالون بمفردها تملكني غضب لا حدود له.. وبصدمة سمعتها تقول لي


" لديها حبيب اللعينة.. يبدو عليه بأنه فرد من عصابة ما.. لقد هددني وكان على وشك قتلي.. بمعجزة استطعت الهروب منه.. كان سيقتلني.. ويسلي.. صدقني أنا لا أكذب عليك "


معرفتي بأن لديها حبيب جعلت شياطين الأرض تمتلكني.. طلبت من رجالي بأخذ كارمن ومراقبة المبنى لمعرفة هوية حبيب إستيرا.. وبعد ساعتين وصلوا رجالي ورأيت الرعب في معالم وجوههم الشاحبة..


نظرت إليهم بجمود وسألتهم

" هل اكتشفتم هويته؟.. من يكون القذر حبيب إستيرا؟ "


وهنا وبصدمة كبيرة سمعت كارمن تُجيبني برعب

" إنه مانويل غوميز.. ما أن رأيته يخرج من المبنى حتى أشرت للرجال عنه وتعرفوا عليه بسرعة "


شحب وجهي بشدة وهمست بذهول

" كيف؟!!.. لا مستحيل!!.. بالتأكيد هناك سوء تفاهم.. من المستحيل أن يكون حبيبها هو مانويل!.. ثم هو خرج من السجن؟!.. متى؟!.. وكيف؟!!.. كيف واللعنة استطاع الخروج من السجن؟ "


وبرعب سمعت أحد رجالي يُجيبني بخوف


" إنه هو سيدي.. رأيتهُ بنفسي.. وتحريت عن الموضوع وتبين لي بأنه خرج ببراءة من السجن وهذا أول يوم له من الحرية.. ربما شرطية المرور كانت حبيبته سابقا وعاد إليها بعد خروجه من السجن "


شتمت بعصبية وهتفت رغم ألمي بحنق


" لكنه واللعنة يمل من نسائه بعد نصف ساعة فقط.. كيف تكون إستيرا حبيبته؟!.. تبا.. العبث معه مثل العبث مع الزعيم.. يجب أن أخطط بتركيز تام لأحصل على إستيرا دون أن يعلم بي وإلا كان الموت من نصيبنا جميعا "


سمعت كارمن تجيبني بهدوء قائلة


" انتظر حتى يمل منها وبعدها تستطيع الحصول عليها بسهولة.. لا تُخاطر بحياتك ويسلي.. يبدو بأن ابنة زوجي اللعينة مهمة جداً لـ مانويل.. كان سيقتلني من أجلها.. ما زلتُ أرتعش من الخوف كلما تذكرت ما فعلهُ بي.. أثار أصابع يده على عنقي لن تزول لشهرٍ كامل "


شتمت بغضب ونظرت إلى رجالي بحدة.. اللعنة.. لن أستطيع النيل منها طالما هي حبيبة ذلك القذر.. أشرت بيدي لأحد رجالي ليساعدني بالنهوض ثم أمرت كارمن قائلا


" اذهبي ولا تجعليني أرى وجهكِ لمدة شهر لعين.. سأنتظر حتى يمل منها الحقير مانويل وبعدها سأجعل إستيرا عاهرة خاصة بي "


وحملني رجلين إلى غرفة نومي وساعدوني بالاستلقاء على سرير.. بعد خروجهم نظرت أمامي بحدة وبغضب وهمست بوعيد


" ستكونين لي بأي ثمن إستيرا.. قريبا.. قريبا جداً "


 

راموس***

 

" نعم.. سأفعل ذلك لو طلبت مني حريتها "


شهق أوليفر بدهشة كبيرة فنظرت إليه بانكسار وقلتُ له بحرقة


" بينما كان على وشك اغتصابها ذلك الحقير هتفت باسمي لأُساعدها.. رغم كل ما فعلت بها استنجدت بي أنا.. ودافعت عن ابنتي لآخر نفس عندها.. أقل واجب أن أفعل ذلك من أجلها.. سأتركها ترحل وأساعدها على العيش بكرامة وتتابع جامعتها وتتخرج.. سأفعل أي شيء تطلبهُ مني إيلا توباس "


تأملني أوليفر بحزن وقال بهدوء

" سوف تتألم راموس إن فعلتَ ذلك "


اللعنة.. هل حقا تفوه بتلك الكلمات أمامي؟!.. سوف أتألم؟!.. نظرت إليه بذهول تام لأنني ومنذ هذه اللحظة أشعر بالألم الشديد في صدري.. ألم لعين لا يُحتمل فقط من مُجرد تفكيري بأنها سوف تبتعد عني إلى الأبد.. لماذا واللعنة أنا أشعر بذلك الألم اللعين؟!!!..


وبكبرياء أجبته رغم الألم في صدري وكياني

" هيه.. أنا أتألم؟!.. طبعا لا.. في النهاية هي لا تعني لي شيئا.. أنا فقط سأقوم بتعويضها عن كل ما فعلتهُ بها إكراما لإنقاذها لابنتي وشرفي "


نظر إليّ أوليفر بتلك النظرة وكأنه يقول لي.. لا تعرف الكذب راموس.. تبا.. كيف عرف؟!.. لا يهم فأنا لن أعترف له مهما حاول معي..


رأيتهُ بغيظ يبتسم بوسع وقال

" هممم.. صدقتك طبعا.. والآن هل سترى ذلك العاهر الخسيس لتبدأ بمعاقبته! "


لمعت عيوني وكأنني على وشك أن أفترس ضحيتي.. نظرت بحدة أمامي وهمست بنبرة جامدة تُرعب الكثيرين

" سينال على يدي عقاب لن يتخيلهُ عقلهُ القذر أبداً.. وأظن حان الوقت ليبدأ عقابه "


أشرت لـ أوليفر بيدي ليتبعني وما أن خرجت من المكتب طلبت من أحد رجالي بجلب الكاميرات ووضعها في القبو في الغرفة التي تم رمي ذلك الفتى الغبي بها.. وعندما دخلنا إلى المصعد الكهربائي وانغلق الباب نظرت إلى أوليفر وقلتُ له


" لا أريد لابنتي أن تعلم بأن ذلك القذر هنا.. بل حتى الخدم.. لا أحد سيعلم سوى الرجال وأنتَ فقط "


أجابني أوليفر بسرعة

" لا تقلق من ناحيتي ومن ناحية الرجال.. لن يتفوه أحد بحرف أمامها وأمام أي مخلوق "


وعندما انفتح باب المصعد خرجت برفقة أوليفر وتوجهنا نحو الغرفة التي كنتُ أسجن بها إيلا سابقا.. فتح الحراس الباب وما أن دخلت حتى نظرت بقرف إلى ذلك المدعو بـ مايك.. كان مرمي على الأرض وهو عاري طبعا ومغمى عليه كذلك.. ورأيت شرشف السريري الذي أمرت رجالي بجلبه قد تم وضعه على السرير...


وقفت أمام جسد ذلك القذر وأمرت رجالي بحدة قائلا

" أيقظوه "


خرج اثنان من رجالي وعادا بعد دقيقة ورموا المياه البارد على وجه ذلك العاهر.. شهق بقوة وارتعش من البرد والألم وفتح جفونه المتورمة وما أن شاهدني حتى شرع يبكي برعب وهو يتكور على نفسه على الأرض..


رأيت الحارس يضع الكاميرات الثلاثة في زاوية الغرفة فأشرت له بيدي حتى يضعها أمام السرير.. ثم نظرت إلى دونتي وقلتُ له


" ضع الشرشف على السرير بطريقة ذاتها التي كان يضعها ذلك العاهر.. بسرعة "


أومأ دونتي موافقا وتحرك بسرعة وبدأ بترتيب الشرشف على السرير.. الشرشف والذي لطخته دماء ساحرتي..


جلست القرفصاء أمام العاهر ونظرت إليه بقرف قائلا

" توقف عن البكاء يا لعين.. فأنا حتى لم أبدأ بعد بتعذيبك "


أشرت لـ أوليفر بيدي حتى يدير جسده ويثبته ناحيتي.. وفورا تحرك أوليفر وأدار اللعين ورفعه من خصلات شعره بعنف وجمد رأسه ناحيتي..


نظرت إلى وجهه المتورم والملطخ بالدماء الجافة ودموعه وكلمتهُ بحدة

" أريدُك أن تُخبرني منذ البداية كيف قررت أن تكون ابنتي ضحية لك وبالتفصيل الممل.. وإياك وأن تكذب عليّ لأنني لن أرحمك "


ارتعش مايك بشدة وهمس بصوتٍ مهزوز بالكاد خرج من فمه المتورم وشفتيه المتشققة بفعل لكماتي


" عنـ.. عندما رأيتها و.. وأخبرتني باسمها الكامل.. عرفت هويتها الحقيقية.. من لا يعرف آنا باتسي و.. والتي هي ابنة راموس باتسي.. وكانت تهرب برفقة صديقتها روسي و كنتُ أحاول استدراجها لترافقني إلى شقتي و.... "


وبدأ اللعين يخبرني بالتفصيل كيف قرر أن ينتهز الفرصة ويستغلها ليحصل على الأموال مني.. في النهاية أجهش بالبكاء العنيف وقال من بين شهقاته


" سامحني سيدي.. كنتُ غبي ولم أفكر سوى بالمال.. أردت أن أصبح غني وأحقق كل أحلامي.. وأساعد عائلتي.. سامحني أرجوك.. أنا نادم أشد الندم على ما فعلته.. أرجوك سيدي ارحمني.. أتوسل إليك سامحني "


استقمت ووقفت ثم استدرت واقتربت من السرير وجلست عليه.. شبكت أصابعي ببعضهم ونظرت إليه بحدة وبغضب أعمى.. وفورا أوليفر رفعه من خصلات شعره ورماه أمامي على الأرض على ركبتيه.. أمسك مايك ساقاي وأحنى رأسه إلى الأسفل وبكى بشكلٍ هستيري قائلا


" أرجوك لا تؤذيني سيدي.. الطمع أعماني.. سامحني أرجوك.. أرجوك.. لم أقصد أن أؤذي حبيبتك وابنتك.. لقد أعماني الطمع بالحصول على المال بسهولة.. سامحني سيدي أتوسل إليك "


أبعده أوليفر عني وهتف بوجهه بحدة

" لا تلمس الرئيس أيها الحقير ولا تتكلم إلا بإذنٍ منه "


شهق مايك برعب وازداد نحيبه وبكائه أضعافا.. تنهدت بقوة وقلتُ له بصدق


" أنتَ أغبى شخص رأيتهُ في حياتي كلها.. هل فعلا صدقتَ بأن خطتك ستنجح؟.. ألا تعلم بأن اللعب مع الكبار ليس بهذه السهولة.. وأن اللعب بالنار سوف ينتهي بحرقك.. حتى أنا نفسي تعلمت ذلك.. وأنا بنفسي كنتُ أتمنى في يوم من الأيام أن أكون في مكانك.. شاب فقير يعيش حياته بحرية دون أي قيود ويعمل بالوظيفة التي يحلم بها وليس التي تم إجبارهُ عليها.. لكن لكل شخص أحلام مختلفة وغريبة.. "


توقفت عن التكلم ونظرت إليه بجمود وتابعت قائلا له من دون أي ذرة شفقة أو تعاطف


" وأنا كأب من المستحيل أن أسامحك على ما فعلتهُ بابنتي.. وأيضا من المستحيل أن أسامحك على ما فعلته بساحـ.. بـ إيلا.. لذلك عليك أن تتحضر جيداً لعقابك الآتي "


وقفت عن السرير وأمرت رجالي قائلا

" ارموه على السرير وكبلوا قدميه ويديه "


ووسط صرخاتهِ المرتعبة رفعه أوليفر بعنف ورماه على السرير وتم تكبيله من قبل أربعة رجال.. عندما انتهوا أمرتهم بتشغيل الكاميرات وأجبرت مايك على مشاهد كل ما فعله بابنتي وبـ إيلا.. وعندما انتهى التشغيل وقفت بجانب السرير وانحنيت قليلا ونظرت إلى عينيه الباكية وقلتُ له بفحيحٍ مُخيف


" أول عقاب لك سيكون.. سوف يتم الفعل بك كما خططتَ لتفعل بهما.. وعقابي الثاني سيكون في الغد "


استقمت ونظرت إلى أوليفر وقلتُ له بأمر


" من يرغب من رجالي باغتصابه اسمح لهم بذلك.. لا يهم العدد فكل من يرغب بفعل ذلك له موافقتي الكاملة.. ولكن لا أريد للعاهر أن يموت.. أريدهُ أن يتنفس للغد.. وطبعا قم بتسجيل أوقاته الحميمة معهم.. وليرتدوا أقنعة لأنني لا أريد لأحد برؤية وجوههم.. سيتم نشر الفيديوهات على موقع اباحي مشهور "


بدأ العاهر يهتف برعب وهو يتوسل إليّ بعدم فعل ذلك به.. نظرت إليه بحدة وقلتُ له


" تحمل يا عاهرة.. سوف تصبح مشهورا قريبا وتجني المال الكثير.. أعدك بأن أضع كل الأرباح التي تحصدها فيديوهاتك في حساب خاص باسمك "


وخرجت من الغرفة وسط صرخات مايك المرتعبة وتوسلاتهِ لي لأرحمه وصعدت إلى غرفة ابنتي..


ما أن تدخلت إلى غرفتها حتى رأيتها تنتفض وتنهض بسرعة عن السرير وتركض ناحيتي وأمسكت بيدي وبدأت تبكي بعنف.. وقالت من بين شهقاتها المؤلمة


" سامحني أرجوك أبي.. سامحني لأنني كذبت عليك وأخفيت عنك الكثير.. كنتُ خائفة من أن تغضب مني و تعاقبني.. سامحني لأنني تسببت بهذا الموقف المخزي لحبيبتك.. أنا نادمة جداً على ما فعلته وأعدُك بأنني لن أخفي عنك أي شيء مهما كان تافها.. أرجوك سامحني أبي "


تنهدت بقوة وضغطت بخفة على يديها وسحبتُها برقة لتجلس على الأريكة وجلست بجانبها.. سحبت يدي و حنيت ظهري إلى الأمام وأخفضت رأسي إلى الأسفل ونظرت إلى يداي قائلا لها بنبرة هادئة


" قد تصدر بعض التصرفات من الآباء ما هي إلا تعبير عن خوفهم وقلقهم على أبنائهم.. إما بسبب سلوكيات الأبناء أو بسبب ما يسمعه الآباء من الآخرين عن سلوكيات أبنائهم.. و أساس العلاقة بين الآباء والأبناء هو الثقة.. وأنا فقدت الثقة بكِ آنا.. وبالتالي ستضعف درجة المصداقية بيننا "


سمعتُها بحزن تشهق بألم فأغمضت عيناي بشدة وتابعت بحرقة قائلا


" أنتِ ابنتي الوحيدة من لحمي ودمي.. لا تتخيلي كم شعرت بالسعادة عندما حضنتكِ للمرة الأولى بين يداي وضممتُكِ إلى صدري.. تخليت عن كل أحلامي من أجلكِ ووافقت على إدارة أعمال والدي المرحوم من أجلكِ فقط.. وافقت على فعل أشياء كثيرة كنتُ رافضا لها من الأساس من أجلكِ فقط.. ولم أندم للحظة واحدة على قراري ذاك من أجلكِ فقط "


فتحت عيناي ونظرت إليها بحزن وتابعت قائلا لها بألم


" أعلم بأنني كنتُ أبالغ وكثيراً في حمايتكِ و بشكل مكثف.. ووضعت قيود عليكِ قاسية جداً دفعتكِ إلى أن تعيشي داخل صراعات داخلية أثرت عليكِ سلباً مع مرور الأيام.. ولكن كل ما فعلتهُ بسبب حُبي الكبير لكِ وخوفي الشديد من أن يتم أذيتكِ في يوم من الأيام.. وأعلم بأن شعوري بالخوف عليكِ كان مبالغ فيه قليلا.. حسنا أعترف كثيراً.. ولكن ذلك بسبب محبتي الكبيرة لكِ "


أبعدت نظراتي عنها وقلتُ لها بحزن

" سأحاول أن أعيد بناء الثقة بيننا من جديد.. ولكن ليس قبل أن تنالي عقابكِ "


وقفت ونظرت ناحية الباب وتابعت قائلا لها


" لن تخرجي إلى أي مكان حتى إلى المدرسة من دون أن يكون برفقتكِ دونتي.. وأنتِ معاقبة بعدم الخروج من القصر للترفيه ولمدة سنة كاملة.. صحيح سأشدد أكثر الحراسة عليكِ رغم أنني أعلم بأنكِ تعلمتِ الدرس بطريقة مؤلمة للغاية.. ولكن سأفعل ذلك حتى أبني الثقة بيننا من جديد.. وأعدكِ بأنني سأكون متفهما أكثر وأستمع لمشاكلكِ بطريقة متحضرة.. فقط ثقي بي ابنتي هذا كل ما أطلبهُ منكِ "


وخرجت من غرفتها قبل أن أسمع ردها لأن قلبي كان يتمزق من الداخل بسبب سماعي لبكائها.. توجهت مسرعا إلى جناحي ودخلت إلى غرفة نومي لأفاجئ برؤية ساحرتي تقف أمام السرير وهي تربط حبل الروب على خصرها..


ما أن رفعت رأسها ورأتني حتى شهقت برعب ورجعت خطوة إلى الخلف.. تنهدت بخفة واقتربت منها ببطء ووقفت أمامها على بُعد خطوة واحدة فقط.. رفعت رأسها وتأملتني بشموخ رغم رؤيتي للخوف في عينيها.. وفورا سمعتها تقول بشجاعة كعادتها


" ماذا؟.. هل أتيت لتلومني على ما حصل لابنتك؟.. وفر على نفسك ذلك لأنني بالفعل الملامة الوحيدة على ما حصل معها ومعي "


توسعت عيناي بذهولٍ تام وسمعتُها بصدمة تتابع قائلة بغصة


" لقد سمعتُها تتكلم مع ذلك الغبي وأنا بسذاجة قررت تركها تفعل ما تريده وأتبعها.. بغباء تركتها تذهب إليه حتى ترى بنفسها حقارته.. بدل أن أواجهها وأمنعها من الذهاب تركتُها تذهب.. فلا تلوم آنا على شيء لأنني السبب خلف ما حصل معها.. وأنا أتقبل أي عقاب تنزلهُ بي.. لكن رجاءً لا تغتصبني حتى تنتهي دورتي الشهرية اللعينة "


سقط فكي إلى الأسفل من هول الصدمة وبردة فعل عفوية اقتربت منها بسرعة وحضنتها بشدة إلى صدري..


شهقت إيلا برعب وحاولت أن تقاومني في البداية لكنها تجمدت بذهول في أحضاني بعد لحظات عندما انتبهت بأنني أعانقها..


أغرقت رأسها في صدري أكثر وهمست برقة

" لا تخافي مني ساحرتي بعد الآن.. لا تفعلي.. لأنني لن أؤذيك أبداً "


شهقت إيلا بذهول ثم انتفضت ودفعتني بعنف بكلتا يديها وسمحت لها بأن تُبعدني عنها.. وقفت أمامي بجمود تنظر إليّ بصدمة كبيرة.. ثم رمشت بقوة وهمست بذهول


" ماذا قلت؟ "


 

إيلا***

 

بعد ذهاب راموس من الغرفة بكيت بألم وبندمٍ كبير لأنني السبب بما حصل معي ومع المسكينة آنا.. طبعا سمعته يهتف بغضب على ابنته وخرجت لحمايتها من غضبه ولدهشتي هدأ وحملني وأعادني إلى غرفته..


رغم خوفي الشديد منه ومن هدوئه الغريب والمخيف إلا أنني عرفت بأنه سينتقم مني مثل العادة ويعاقبني على طريقتهِ اللعينة.. على الأقل لن يؤذي ابنته أو يقتلها..


لم أفهم كيف وجدنا ولكنني ممتنة فعلا له لأنه أنقذني من ذلك الحقير..


مسحت دموعي وفكرت بأسى.. لماذا تحدث لي كل تلك المصائب؟!.. أنا في حياتي كلها لم أؤذي أحد.. خسرت نفسي أولا ثم خسرت أمي ثم أبي ومن جديد عُدت وخسرت ذاتي على يدين راموس باتسي..


شهقت بقوة وتذكرت الماضي الأليم.. كنتُ في سن السادسة عشر عندما التقيت بـ ديلان.. كان شاب في الثانية والعشرين من عمره بينما أنا مراهقة ساذجة لا خبرة لها في الحياة..


شعرت في البداية بسعادة لا توصف لأن شاب بوسامته تكلم معي وأُعجب بي أنا من بين ملايين الفتيات.. ورغم خجلي الكبير منه سمحت له بالتقرب مني.. وهذا أغبى ما فعلتهُ في حياتي كلها..


أحببته بجنون وأهملت دراستي ونصائح الجميع لي.. كان كل تفكيري منحصر بـ ديلان وبحبي العميق له.. وفي يوم ذهبت برفقته إلى شقته واستسلمت له بإرادتي.. أعطيتهُ أغلى ما لدي عربون حُبي الكبير له.. وهي عذريتي..


استسلمت له بإرادتي ولغبائي الشديد ظننت بأنهُ يبادلني مشاعري ولكنني كنتُ مخطئة وجداً.. فما زالت الكوابيس تراودني لغاية الأن عندما أنام بسبب ما فعلهُ بي لاحقا..


مسحت دموعي ونفضت تلك الأفكار عن رأسي.. لا أريد التفكير في الماضي وآلامه.. لا أريد أن أتعذب أضعافا بسببه الآن..


وبعد مدة قررت أن أواجه راموس وأتحمل بكبرياء وبعزة نفس عقابهُ لي مهما كان.. لكن لن أسمح له بأن يغتصبني وأنا بهذا الوضع..


ولكن لدهشتي دخل إلى الغرفة وجعلني أقف بصدمة كبيرة عندما حضنني بشدة وقال برقة


" لا تخافي مني ساحرتي بعد الآن.. لا تفعلي.. لأنني لن أؤذيكِ أبداً "


شهقت بذهول ثم انتفضت ودفعته بعنف بكلتا يداي ووقفت أمامه بجمود أنظر إليه بصدمة عجيبة.. هل فقد عقله؟!.. ثم رمشت بقوة وهمست بذهول


" ماذا قلت؟ "


تأملني بنظرات نادمة.. مهلا هل هو فعلا نادم الحقير؟!!!.. وسمعتهُ بصدمة يقول بنبرة هادئة


" كما سمعتِ ساحرتي.. لن أؤذيك بعد الآن.. كما سأنفذ لكِ كل ما تطلبينه مني.. أنا أعتذر عن كل ما فعلتهُ بكِ سابقا.. وأعدكِ سوف أعوضكِ عن كل شيء و... "


شهقت بقوة وقاطعتهُ قائلة بصدمة ثم بغضبٍ شديد

" أنتَ تعتذر مني الآن!!!!!!.. حقا!!!.. وترغب بتعويضي عن كل شيء!.. "


اشتد بي الغضب أضعافا عندما أجابني بهمس موافقا.. هجمت عليه وبدأت أضربهُ بضعف بقبضتي على صدره وبكيت بهستيرية وأنا أهتف بوجهه دون أن يتحرك ويمنعني من ضربه


" أيها السافل والحقير.. تريد تعويضي!!.. بعد ماذا!!!.. وكيف ستفعل يا لعين؟!.. هل يمكنك أن تعيد لي أبي و أمي من الموت؟.. هل يمكنك أن تُمحي من ذاكرتي كل ما فعلتهُ بي.. حقير.. سافل و لعين.. هل تظن بأنني سوف أسامحك بعد كل ما فعلتهُ بي أيها الغبي؟.. أكرهُك بجنون.. سمعت؟.. أكرهك.. وكل ما أريدهُ في هذه الحياة أن لا أرى وجهك اللعين أمامي مرة أخرى "


ابتعدت عنه وسقطت على الأرض أبكي بانهيار تام.. شعرت بيديه تمسك كتفي فانتفضت بقوة وابتعدت عنه وهتفت بجنون بوجهه


" إياك أن تلمسني.. إياك.. بعد أن أنقذت ابنتك قررت تعويضي أيها النذل.. أنا لم أنقذها لتفعل ذلك.. بل من أجلها فقط.. لقد أنقذتها حتى لا تعيش طيلة حياتها في تعاسة وبخوف مستمر وبندم.. وأنتَ لا تستحق ابنة مثل آنا "


ثم وقفت عن الأرض ونظرت إليه بعنفوان قائلة

" ما دمتَ تريد تعويضي.. أريدُ الذهاب من هنا وإلى الأبد.. وفي الحال "


تأملني بنظرات ساكنة.. حزينة.. وبدهشة سمعتهُ يقول وبهدوء


" لكِ ذلك.. سأطلب من أوليفر بأن يوصلكِ إلى أي مكان تريدينه.. ثم سأعيد لكِ كل أموال والدكِ والمنزل و.. "


قاطعتهُ قائلة بغضب لا حدود له


" هي لم تعد لي.. وأنا لا أريد شيئا منك.. لا شيء ولا حتى فلسا واحداً منك.. يمكنك أن تحتفظ بكل ما كان يمتلكهُ والدي.. في النهاية هو خسرها على طاولة القمار في الكازينو الذي تمتلكهُ أنت.. ولا أريد أن يوصلني أي من رجالك إلى أي مكان.. سأذهب بمفردي من هنا "


نظر إليّ بندم وقال

" لا ساحرتي.. لن تذهبي بمفردكِ إلى أي مكان.. أولا أنتِ ضعيفة ويجب أن ترتاحي لمدة أسبوع على الأقل.. ثم اسمحي لي بإعادة المنزل و... "


قاطعتهُ بغضب قائلة

" لا أريد.. كل ما أرغبه الآن هو الخروج من هنا وإلى الأبد.. لا أريد رؤيتك بعد هذه اللحظة "


تنهد بعمق وقال بصوتٍ منخفض

" حسنا.. يمكنكِ الذهاب و... "


وهنا توقف عن التكلم عندما انفتح الباب بعنف ودخلت آنا إلى الغرفة ونظرت إلينا بذعر.. تجمدت بالكامل وشحب وجهي بشدة لظني بأنها سمعت كامل حديثنا واكتشفت حقيقة والدها وما فعلهُ بي..


نظرت إلى راموس ورأيتهُ يقف كالتمثال وهو ينظر بصدمة إلى ابنته.. فجأة بدأت آنا تبكي وركضت وعانقتني بشدة وهتفت بتعاسة


" لا أنسة إيلا.. لا تتركي أبي بسببي.. أرجوكِ سامحيني فأنا المذنبة وليس أبي.. لا تتركيه بسببي.. أنا آسفة بسبب ما جعلتكِ تعيشينه اليوم.. أبي لا ذنب له فهو يحبكِ بجنون.. أرجوكِ أنسة إيلا لا تتركيه بسببي.. لو سمحتِ لا تفعلي.. سأفعل كل ما تطلبينهُ مني لكن لا تعيشي بتعاسة أنتِ ووالدي بسببي.. حبكما أهم مني.. أرجوكِ لا ترحلي "


توسعت عيناي بصدمة لمعرفتي بأنها لم تسمع كامل حديثنا.. هذا من حظ والدها لكي لا تكرهه.. تنهدت بعمق وأبعدتُها عني قليلا ومسحت دموعها بيدي وقلتُ لها بأسف


" أنا لن أتركه بسببكِ آنا.. نحنُ فقط انتهت علاقتنا و.. "


أشارت برأسها بالرفض وهتفت بألم


" لا تكذبي أنسة إيلا.. لقد سمعت حديثكما قبل أن أدخل.. والدي يحبكِ جداً وأنتِ كذلك.. وأنتِ قررتِ تركه بسبب ما حصل لكِ اليوم بسببي.. أرجوكِ لا تذهبي.. لا تتركي أبي.. لو سمحتِ لا تفعلي "


وضعت كلتا يداي على خدها وقلتُ لها بحزن

" آسفة آنا.. علاقتي بوالدكِ انتهت هنا.. سأرتدي ملابسي وأخرج من القصر بعد قليل.. لا تلومي نفسكِ رجاءً فأنتِ لا ذنب لكِ بقراري النهائي بالمغادرة "


بكت آنا بعنف ثم ابتعدت عني وركضت نحو والدها وحضنتهُ بشدة وقالت له ببكاء أدمى قلبي


" أبي.. لا تسمح لها بالذهاب بسببي.. أنتما تحبان بعضكما جداً.. لا تسمح لها بالمغادرة.. لا أريدكما أن تتألما بسببي.. أرجوك أبي تصرف "


أبعدها راموس عنه برقة وقال لها بحزن

" قرارنا بالانفصال ليس بسببكِ آنا.. ثم من سمح لكِ بالخروج من غرفتكِ؟.. فأنتِ معاقبة.. عودي إليها طفلتي وسأشرح لكِ لاحقا سبب قرارنا هذا "


ابتعدت آنا عنه ونظرت بألم وبندمٍ كبير إليّ وقالت ببكاء


" لن أسامح نفسي أبداً إن خرجتِ من هنا ورحلتِ.. أنا أعلم جيداً بأنكِ قررتِ ترك والدي والذهاب بسبب ما حصل اليوم.. لذلك إن غادرتي لن أسامح نفسي لمدى الحياة "


وركضت خارجة من الغرفة وهي تبكي بانهيار.. رغم الألم الشديد في صدري إلا أنني كنتُ مصممة على الذهاب.. لذلك نظرت إلى راموس وقلتُ له بهدوء


" لو سمحت.. أريد ملابس وحذاء حتى ارتديهم وأخرج من هنا.. سوف أعيدها لك لاحقا.. لأنني لا أريد شيئا منك "


شهقت برعب عندما اقترب مني بسرعة وأمسكني بكتفي وقال  بانهيار


" أرجوكِ ابقي هنا.. ليس من أجلي بل من أجل ابنتي.. سأفعل أي شيء تطلبنهُ مني فقط وافقي على البقاء هنا.. ابنتي سوف يدمرها بالكامل رحيلكِ من هنا.. لا ترحلي لو سمحتِ.. وأعدكِ سوف أنفذ أي شيء تطلبينهُ مني.. لو سمحتِ وافقي من أجل آنا "


نظرت بهدوء إلى عينيه وكنتُ على وشك الموافقة لكنني عدلت بسرعة عندما تذكرت بحزن كل ما فعلهُ بأبي و بي.. أشرت بالرفض وابتعدت عنه وقلتُ له بغصة


" آسفة.. لا أستطيع.. "


وخرجت مسرعة من غرفته ودخلت إلى غرفة النوم التي خصصها لي.. جلبت أماندا لي ملابس جديدة وقالت بينما كانت تضع ظرف أبيض أمامي على المنضدة


" إنها من السيد راموس "


علمت بمحتوى ما يوجد في الظرف فذلك واضح.. المال.. شكرتُها بهدوء وبعد خروجها ارتديت الملابس ثم الحذاء ورغم ألم جسدي بسبب ضرب ذلك الحقير مايك لي قررت الخروج وبسرعة من القصر..


وخرجت من الغرفة دون أن ألمس الظرف الذي أرسلهُ لي راموس.. وقررت أن لا أذهب وأودع آنا فهذا أفضل لها المسكينة..


شهقت بقوة وابتسمت بسعادة لا توصف عندما خرجت من القصر وفتح الحراس الباب  أمامي.. رغبة كبيرة وعميقة اجتاحتني لأنظر إلى القصر قبل ذهابي.. وبالفعل فعلت ذلك..


التفت إلى القصر ورأيت في الطابق الثالث راموس يقف على الشرفة وهو يضع كلتا يديه بجيب سرواله وهو ينظر باتجاهي.. أشحت بسرعة نظراتي بعيداً عنه ونظرت أمامي وتابعت السير ببطء رغم ألمي.. وما أن خرجت من بوابة القصر الضخمة شهقت بقوة وهمست


" الوداع جاموسي.. الوداع آنا.. "


ومشيت باتجاه الشارع ثم على الرصيف ومشيت لربع ساعة كاملة حتى ابتعدت عن القصر كثيرا..


فجأة شهقت برعبٍ شديد عندما توقفت أربع سيارات رباعية الدفع سوداء اللون ومُفيمة أمامي وترجل منها رجال ملثمين بعددٍ كبير وركضوا باتجاهي..


" ااااااااعهههههههههههه.. النجدةةةةةةةةةةةةة.... "


هتفت بذعر أحرق روحي واستدرت وحاولت بكامل ما تبقى لي من قوة في جسدي المهدود أن أركض لكن فجأة تم جذبي من سترتي وشعرت بيد تكتم أنفي وفمي..


توسعت عيناي بذعر وحاولت بضعف المقاومة ولكن رائحة غريبة دخلت في أنفي وثواني معدودة أغلقت جفوني ورأيت الظلام أمامي...


 

آخيليس***

 

بعد اعتراف كارتر لي بأنه يريد الزواج اليوم وبعد المسرحية التي قام بها مانويل بعد أن دهسته جوليا بالسيارة ميمي وطبعا بسبب إعجابه الواضح بها قررت إلغاء حفلة الليلة في النادي الليلي الخاص بي للاحتفال بخروج مانو من السجن.. وقررت أن يكون موعدي الأول والرسمي مع إستيرا الليلة..


ذهبت إلى فندق جدتي وبدلت ملابسي ثم خرجت من جناحي ومن الفندق.. وفي الساعة الخامسة بعد الظهر وبينما كنتُ أقف أمام الكاهن بانتظار وصول كارتر وعروسته اتصل بي مانو وأخبرني بما حدث مع إستيرا وزوجة والدها.. اشتعل بي الغضب وأمرته أن يرسل لي على هاتفي فيديوهات المراقبة في المبنى لأرى بنفسي ما حدث معها..


معرفتي بأن ويسلي الحقير حاول خطفها اليوم أشعلت حمم البراكين بداخلي.. ارتعش جسدي وغلى من شدة غضبي الكاسح.. وأمرت رجالي بجلب اللعين ويسلي إلى المبنى الأسود.. بعد زفاف كارتر سأجعله يندم أشد الندم على محاولته لخطفهِ لها..


وقررت أن لا أخبر كارتر بالمستجدات حتى ينعم بليلة زفاف هادئة مع أنه لدي شك بذلك..


وعندما انتهى الزفاف توجهت برفقة عدد كبير من رجالي إلى المبنى الأسود.. وما أن دخلت إلى الغرفة التي تم وضع ويسلي بها حتى قهقهت بخفة لدى رؤيتي له بهذا المنظر

 

رواية شرطية المرور - فصل 17 - مهما كان الثمن

 

 

كانوا رجالي قد قاموا بربطهِ على كرسي ويبدو واضحا بأنه مغمى عليه.. والدماء كانت تلطخ قميصه.. ولكن رغم أثار الضرب على وجهه ويديه عرفت على الفور بأنها ليست حديثة.. يا ترى من سبقني على فعل ذلك به؟.. فكرت بسعادة بذلك وأمرت رجالي قائلا


" فكوا وثاقه واجعلوه يستيقظ "


سبق وجلب لي كارتر منذ البداية تقرير عن إستيرا وكنتُ أعلم بأنه حاول شراءها من كارمن منذ أربع سنوات ماضية.. لكن أن يتجرأ على محاولة خطفها اليوم سيندم وبشدة على ذلك..


فكوا رجالي قيوده وجعلوه يستيقظ.. ما أن رآني حتى ارتجف بعنف وهمس بفزع

" زعــ.. زعيم!!!..... "


اقتربت ووقفت أمامه وقلتُ له بنبرة حادة جعلت رجالي يتراجعون إلى الخلف بعيدا عنا


" بشحمه ولحمه أمامك.. وكما أرى يبدو بأن هناك من سبقني على تلقينك درسا لن تنساه ويسلي "


ارتعش فكه بقوة واصطكت أسنانه بينما كان يتأملني برعبٍ كبير.. همس بفزع قائلا دون أن يتوقف عن الارتعاش


" زعيم.. أنا.. أنا لم أفعل شيء يُخالف تعليماتك في العمل وأوامرك.. لماذا أنا هنا؟!.. أرجوك صدقني لم أرتكب أي خطأ "


ودون أن أُبعد نظراتي الغاضبة عنه خلعت ببطء سترتي وأمسكتُها بيدي ووجهتها نحو اليسار وبسرعة ركض أحد رجالي واستلمها مني وابتعد..


ثم رفعت يدي اليمنى وأشرت بأصابعي نحو رجالي وفورا ركض رالف وهو حارس لدي وسلمني مضرب ضخم.. توسعت عيون ويسلي بشدة وتأملني بذعرٍ كبير وهمس بأنفاس متقطعة


" زعيم أرجوك أخبرني.. ماذا فعلت لأغضبك مني؟!.. صدقني لم أرتكب أي خطأ.. أرجوك لا تفعل.. ااااااااااععععععععععععهههههههه.... "


هتف بألمٍ شديد في النهاية عندما وجهت المضرب بعنف على ساقه اليمنى.. ثم أمسكتهُ من قميصه ورميته بعنف على الأرض وانهلت عليه بالضرب المُبرح بالمضرب ولم أتوقف حتى شعرت بأنه على وشك الموت..


استدرت ومشيت بهدوء نحو الطاولة وأمسكت بزجاجة مياه وشربتُها بهدوء ثم استدرت ووقفت أنظر إلى ويسلي المنهار أمامي والملطخ بالدماء بالكامل

 

رواية شرطية المرور - فصل 17 - مهما كان الثمن

 

 

رفعت المضرب ورميته بعيدا واقتربت منه ببطءٍ شديد قائلا


" أخبرني بالتفصيل ما حدث في صباح اليوم "


نظر إليّ برعب وقال بأنفاس لاهثة وسط أنينه المتألم

" لم أفعل شيء صدقني سيدي.. كل ما أعرفه بأنهم ضربوني بينما كنتُ أحاول خطف شرطية أريدها وقال لي رجل الملثم.. مع تحيات السيد جورجيو لك "


تجمدت بأرضي بصدمة ونظرت إليه بعدم التصديق وهتفت بعنف

" ماذاااااااااا؟! "


خرج أنين مرتعب من ذلك الحقير ويسلي وقال ببكاء


" صدقني زعيم.. هؤلاء الرجال فجأة ظهروا أمامي وأبرحوني ضربا.. كانت لكنتهم غريبة وكأنهم إيطاليون.. وقال لي ذلك الرجل قبل أن يسمح لي بالذهاب.. مع تحيات السيد جورجيو لك.. لم أكن أعلم بأنهم رجالك سيدي "


اللعنة.. عمي جورجيو اكتشف وجودها ووصل إليها بسرعة.. وهذا يعني شيئا واحدا.. هو يعلم بأنني أريدها بكل تأكيد.. وطبعا سيفعل المستحيل ليأخذها مني.. لن أسمح له بذلك حتى لو اندلعت الحرب بيننا.. إستيرا جونز لي أنا...


كورت قبضتاي بشدة حتى ابيضت مفاصلي.. شعرت بالغضب الأعمى يتملكني جسداً و روحاً.. استدرت ببطء ومشيت بغضب وسحبت من يد أحد حراسي مسدسه ودون أن أنظر إلى الخلف وجهت يدي اليمنى نحو ويسلي وأطلقت النار عليه.. ثم همست بفحيح لرجالي قائلا


" تخلصوا من جثته ونظفوا الأرضية من دمائه "


مشيت بسرعة وسحبت سترتي وخرجت مسرعا من المبنى.. كنتُ أستشيط من شدة الغضب.. معرفتي بوجود رجال عمي جورجيو في سانت سيمونز وحمايتهِ لها أغضبتني وبشدة.. ورجالي الحمقى الملاعين لم ينتبهوا لهم ولم يحموا أميرتي من ويسلي وزوجة والدها.. سيكون حسابي كبيرا مع تلك العاهرة كارمن ولكن عندما انتهي من مشكلة عمي أولا...


توجهت نحو الفندق وصعدت إلى جناحي الخاص.. هتفت بغضب جنوني بينما كنتُ أزيل ملابسي عن جسدي لأستحم.. شتمت بعصبية تامة وسحبت هاتفي واتصلت به.. فأنا لدي رجال في كل مكان أعتمد عليهم وأرسلت اثنان أحمقان منهما إلى إيطاليا منذ سنوات لكي يتجسسا على عمي جورجيو اللعين.. ولماذا لم يتصلا بي ويخبراني بالمستجدات وبأنه اكتشف وجود إسترا؟.. سأقتلهما بنفسي...


وما أن تلقى مكالمتي القذر حتى هتفت بجنون به

" لماذا لم تتصل بي يا لعين فور أن اكتشف جورجيو وجود إستيرا؟.. تكلم قبل أن أن أسافر بنفسي إلى إيطاليا وأقتلك وأقتل رفيقك الغبي الآخر "


أجابني برعب قائلا

( زعيم لقد فعلت.. اتصلت بك أكثر من ألف مرة على الرقم الخاص الذي نتواصل به معك لكن لم أتلقى أي رد منك.. لذلك أرسلت لك رسائل عديدة وأيضا لم تراها سيدي )


شتمت بعصبية لأنني تذكرت بأنني لم أرى في الفترة الأخيرة هواتفي الأخرى وأتفقد الاتصالات بها بسبب انشغالي بأعمالي وبـ إستيرا.. فسألتهُ بغضب وبحدة


" وما هي تحركات جورجيو الحالية؟.. متى سيصل إلى سانت سيمونز؟ "


طبعا عرفت بأن عمي العزيز ليس هنا بعد والسبب عدم منعهِ لي من الاقتراب من إستيرا وكذلك لأن جواسيسي الأغبياء ما زالا في إيطاليا.. سمعتهُ يُجيبني برعب


( لقد تعرض لنوبة قلبية منذ أسبوع وهو حاليا في المستشفى يتعافى بشكلٍ جيد.. والطبيب لم يسمح له بالسفر لمدة شهرين على الأقل.. سمعت السيدة إستيراندا تحاول إقناعه بالاستماع إلى نصائح الطبيب وأن لا يسافرا إلى سانت سيمونز إلا عندما يسمح له طبيبهُ الخاص )


شهرين فقط.. اللعنة!.. فكرت بقهر وانهيت المكالمة ورميت الهاتف بغضب على السرير ودخلت إلى الحمام.. فكرت ماليا بما سأفعله وقررت أن أجعل رجال عمي لا يلاحظون معرفتي بوجودهم ومراقبتهم لها ولي.. سأخدعهم قليلا وعندما أحصل على إستيرا سأقرر ما سأفعلهُ لاحقا بالجميع وبها..


ابتلعت ريقي بعصبية عندما نفذ صبري كليا.. أفسد عمي اللعين كل مخططاتي.. لكنني لن أسمح له بمنعي عن ما أنوي فعله.. سأحصل على إستيرا لأنني أرغبها بجنون..


جانبي المظلم تملكني بفعل الغضب ولكن مثل عادتي ما أن أرى شرطيتي الجميلة أنسى غضبي بسرعة وأنسى ذاتي وأنسى كل مخططاتي.. بمجرد رؤيتي لملامح وجهها الجميل الملائكي وشعرها الكستنائي بخصلاتهِ الذهبية اللامعة وضحكتها الجميلة والبريئة أشعر بالضياع الكلي والتام وأنسى كل شيء..


والعجوز جورجيو يعرف سمعتي جيداً كسادي وفي حب النساء الجميلات واختياري لهم بدقة متناهية وذوق رفيع.. وطبعا لن يسمح لي بلمس إستيرا ولو على جثته.. لكنه يحلم بفعل ذلك فهي لي مهما كان الثمن..


اخترت الليلة أن أذهب بسيارتي فورد موستانغ والتي لا يمتلك منها أحد سواي و كارتر.. أهديتهُ واحدة منذ خمسة أشهر وأخرى لي.. وقررت الليلة أن أذهب بها فلن تشعر بالدهشة إستيرا إن أخبرتُها بأن السيارة ملكا لصديقي كارتر..


وحصل ما كنتُ أتوقعه بالفعل ما أن رأيتُها أمام باب شقتي جانبي المظلم اختفى بسرعة البرق.. ولم أستطع التوقف عن تأملاتي لها.. جميلة كالملاك وبريئة كالأطفال.. براءتها تُسحرني وعفويتها تجعلني أبتسم بسعادة دائما..


وعندما خرجنا من المبنى وقبل أن أقترب من سيارتي سمعت إستيرا تُكلمني بخجل


" هل ترغب بقيادة سيارتي أو أقودها بنفسي؟.. أنا أعلم بأنك لا تمتلك سيارة لكن لا بأس فلدينا ميمي "


لدينا ميمي!!!.. هذه الكلمة جعلتني أغرق بمشاعر غريبة.. جملتني معها بامتلاك سيارتها لطيبتها الكبيرة.. لو الظروف مختلفة كنتُ سأغرقها بالهدايا الثمينة وأشتري لها أجمل وأثمن سيارة لها.. ربما قريبا سأفعل ذلك..


قررت ترك سيارتي وقدتُ سيارتها باتجاه مزرعتي.. كنتُ طبعا قد اتصلت برئيس عمالي بها وأخبرته بأوامري وبعدم الإفصاح عن هويتي الحقيقية أمام ضيفتي.. وأي خطأ سيكلفهم حياتهم.. هم يعلمون بذلك جيداً..


تسحرني كلمة قليلة عليها.. إستيرا تسحرني بطريقة عجيبة بسبب براءتها وصراحتها ولطافتها.. وبعد شربها للكأس الثاني من النبيذ ثملت.. طبعا ستثمل.. ولكن تركتها على حريتها في موعدنا الأول.. ثم ثمالتها لطيفة جداً لأنها تكون أكثر صراحة وعفوية..


استدرجتها بالحديث لتخبرني عن ما حدث معها في الصباح ولكي أعلم إن أخبروها رجال جورجيو عنه.. ولكن تأكدت بأنهم لم يفعلوا وشعرت بالارتياح.. ولكن رغم ذلك نظرت إلى رجالي بحدة وبغضب مميت لأنهم لم يقوموا بحمايتها كما طلبت.. وسوف يتلقون العقاب المناسب على يدي قريبا..


وبينما كنا نتناول وجبة العشاء.. أشرت لجميع الخدم والشيف والحراس بالانصراف وظللنا بمفردنا.. سمعت بسعادة إستيرا تخبرني عن عملها.. ثم قالت بثمالة


" أنا أحب عملي جداً.. لكن أحزن عندما أسمع بإنجازات زملائي عندما يقومون بمداهمة عصابة والقبض على أفرادها.. أنا أكره العصابات وأكره المافيا وأكره العنف من كل النواحي "


رفعت حاجبي بتعجب وسألتُها بهدوء

" لماذا تكرهين المافيا والعصابات إلى هذه الدرجة؟ "


تناولت إستيرا قطعة من اللحم المشوي وعندما ابتلعتها قالت بحزن


" الأمر بسيط فهم يتاجرون بالمخدرات وبالأسلحة وبالنساء والأهم بالأعضاء البشرية وينشرون الفساد أينما وجدوا.. ويجعلون نصف الشباب يضيعون بالمخدرات ويفقدون حياتهم بسببها.. وأكره المافيا لأنهم السبب خلف موت أمي لومينا "


تجمدت عيناي على ملامح وجهها وتأملتها بذهول خاصةً عندما تابعت قائلة بحزن


" بسبب المافيا خسرت أمي عندما كنتُ في الرابعة من العمر.. لا أتذكر ما حدث ولكن عندما كبرت قليلا أخبرني والدي رحمه اللّه بأن أفراد المافيا خطفوا والدتي من منزلنا وقتلوها.. والمسؤول عن مقتلها هو.. ما كان اسمه؟!.. همممم.. نسيت الآن.. هممم.. أوه تذكرت.. فيجو داركن.. هو من قتل أمي.. والذي يحزنني بأنه لم يتم اتهامه بذلك أبدا "


نظرت إليها بجمود وقلتُ لها بسرعة

" هذا غير صحيح.. أعني.. لا أظن بأن فيجو داركن من قتلها "


نظرت إليّ بحزن وقالت


" بل هو.. أبي أخبرني بذلك.. كان لديه شكوك وأدلة ضده ولكن لم يستمع إليه أحد بسبب نفوذ فيجو.. والذي يغضبني أكثر أنه عندما مات فيجو استلم ابنه الأعمال وأصبح زعيم المافيا.. بل الزعيم على البلد.. يقولون الشرطة في خدمة الشعب لكن ذلك غير صحيح.. الشرطة في خدمة المافيا هنا.. ذلك الشيطان يُرعب الجميع أينما ذهب.. أكرهه وبشدة "


أوه.. هي تكرهني إذا!!.. تبا لذلك.. فكرت بغيظ وسألتُها ببرود

" ولماذا تكرهين ابنه؟.. فهو لم يفعل لكِ شيئا "


عبست بطفولية وقالت

" لا يهم.. أكرهه لأنه رئيس المافيا.. ولأنه ابن من قتل أمي.. كما أظن بأنهُ قبيح جداً "


رغم براءتها وعفويتها بالحديث إلا أن إستيرا حركت بداخلي شعوراً بدائيا لم يسبق لي أن شعرت بمثله مع أي امرأة قبلها.. ولكنها الآن تجعلني أشتعل من الغضب.. أنا قبيح؟!!!!!.. وجداً؟!!.. من الذي أخبرها بذلك لأقتله..


احمرت وجنتاي بسبب الانفعال والغضب وأمسكت بكأس النبيذ وتجرعتهُ دفعةً واحدة وسألتها بصوتٍ مبحوح وبغصة

" من أخبركِ بأن رئيس المافيا قبيح وجدا؟ "


قهقهت إستيرا بثمالة وقالت


" لم يخبرني أحد بل أنا استنتجت ذلك من تلقاء نفسي.. فالأمر بسيط جدا ولا يحتاج إلى ذكاء.. لماذا برأيك لم يسمح بنشر صوره في الجرائد والمجلات والأهم لم يسمح بأن يتم إجراء أي مقابلة تلفزيونية معه؟.. والقلة من يعرف شكله الحقيقي.. الأمر بسيط لأنه قبيح جداً وأظن وجهه مشوه وبه تقرحات جلدية وبثور وأظنه سمين جداً كذلك "


سقط فكي إلى الأسفل بسبب وصفها لي بتلك الأوصاف الفظيعة.. أنا قبيح وسمين وبوجهي تقرحات وبثور ومشوه؟!!.. اللعنة.. لو أحد غيرها تفوه بتلك الكلمات أمامي كنتُ قتلتهُ بسرعة.. وسمعت بصدمة كبيرة إستيرا تتابع قائلة


" جميع زعماء المافيا قبيحون.. مثل سيميون موغيلفيتش كان سمين وقبيح.. و.. همممم.. أوه ومثل بول كاستيلانو كان قبيح جدا خاصة أنفه الكبير والبشع... جميعهم قبيحون مثل نفسيتهم.. فالقتل عندهم سهل جدا مثل تناول الطعام.. أكرههم "


حسنا لا أنكر بأن من ذكرتهم فعلا قبيحين ولكن واللعنة لستُ كذلك.. حاولت ضبط نفسي و أعصابي وقررت تغيير الموضوع وسألتُها عن صديقتها.. لم أتوقع ردة فعلها الحزينة تلك.. شعرت بطعنة ألم تخترق صدري بسبب حزنها وحاولت مواساتها.. وقفت واحتضنتها إلى صدري بشدة وقلتُ لها برقة


" لقد ثملتي أميرتي.. يجب أن نذهب "


لكنها اعترضت وقبلتني برقة وبادلتُها القبلة برغبة ولكن برقة.. ثم حملتُها بهدوء ورغم اعتراضها مشيت بتصميم بنية الذهاب من المزرعة ولكن فجأة توقفت بأرضي عندما رأيت رجالي يركضون ويقفون أمامي وهتف واحد منهم برعب


" زعيم.. زعيم لدينا مشكلة كبيرة... "


جحظت عيناي ونظرت إليه بغضبٍ عاصف فخرس بسرعة وبدأ يرتعش بعنف رعبا مني.. وسمعت إستيرا تقول

" زعيم؟!!!!!!..... "


أخفضت رأسي بسرعة ونظرت إليها بجمود ولدهشتي رأيتها تغمض عينيها وسألتني بثمالة

" آخيليو.. هل يوجد حقا رجال هنا أمامنا؟ "


وبسرعة رفعت رأسي وأشرت لهم بـ عيناي بالابتعاد وفروا هاربين من أمامي وأجبت إستيرا بهدوء رغم غلياني الشديد من الداخل

" لا.. لا يوجد أحد هنا "


وبسرعة فتحت عينيها ونظرت إلى عيناي بنعاس وبثمالة وقالت

" نبيذ مغشوش.. أخبر صديقك كارتر بأن لديه نبيذ مُعتق مغشوش "


ثم أراحت رأسها على صدري ونامت.. أغمضت عيناي وتنهدت براحة وقررت أن أدخل إلى القصر وأضعها في غرفتي وبعدها سأتصرف مع رجالي الأغبياء بنفسي..


بعد أن وضعتها في غرفتي خرجت كالإعصار وتوجهت إلى الطابق الأرضي..

" أريد الجميع في الصالون.. وفي الحال "


هتفت بعصبية بينما كنتُ أدخل إلى الصالون.. وقفت بوسط الغرفة ونظرت إلى الجميع بنظرات نارية مشتعلة ثم اقتربت من ذلك الغبي الذي تفوه بكلمة زعيم أمام إستيرا ولكمتهُ بعنف على وجهه فسقط على الأرض وهو يتأوه بألم ويرتجف..


نظرت بحدة إلى الجميع وهتفت بحنق

" متى سوف تتعلمون عدم عصيان أوامري؟.. هل أنتم أغبياء؟.. غلطة واحدة بسيطة أخرى وسأقتلكم بنفسي.. والآن فليخبرني أحد منكم بالمشكلة الجديدة التي حلت عليّ الآن "


وفورا تكلم دون وهو حارس لدي وقال بنبرة مرتعشة

" السيد كارتر.. وقع بمصيبة "


شحب وجهي بسرعة لدى سماعي ما تفوه به.. وفورا هتفت بقلقٍ شديد

" ماذا حصل مع كارتر؟.. تكلم واللعنة "


أجابني دون برعب

" لقد ذهب وقتل بدمٍ بارد طبيب نفسي يدعى رودريغ روبنسون.. وهو أشهر طبيب نفسي في البلد.. والشرطة تحاوط مكان الجريمة.. و.. "


" اللعنة.. تبا لك كارتر "


شتمت بعصبية وبغضب واستدرت بسرعة وتوجهت نحو مكتبي.. أمسكت هاتفي واتصلت بسرعة بـ كارتر.. وفورا أجابني بهدوء ولكن بتذمر


( نعم آخيل.. ماذا تريد في هذا الوقت المتأخر؟.. كنتُ على وشك النوم )


سأقتله بنفسي.. أنا أشتعل هنا بسببه وهو يتذمر يريد النوم.. هتفت بحدة


" تبا لك كارتر.. ماذا فعلت أيها الأحمق؟.. لماذا واللعنة قتلتَ الطبيب النفسي؟.. ثم الشرطة تطوق منزله وتبحث عن الفاعل.. أنتَ في ورطة كبيرة ويجب أن أتصرف بنفسي لأنقذك من السجن الآن ومن حبل المشنقة "


ولصدمتي سمعته يقهقه بخفة ثم قال ببساطة


( لا تقلق لن يكتشفوا أبدا بأنني الفاعل.. فأنا شبح الشيطان آخيليو.. أوه أقصد آخيليس.. حتى بوجود كاميرات مراقبة لن يستطيعوا التعرف عليّ.. نفذت مهمتي بدقة تامة وعالية الجودة أيضا.. لن يجدوا بصمة واحدة أو حتى دليلاً واحداً يُدينني.. لا تقلق )


توسعت عيناي بذهول واشتعل بي الغضب أضعافا.. هتفت بحدة به قائلا

" سأقتلك يا غبي.. لماذا واللعنة قتلته؟ "


أجابني ببرود قائلا


( كذب عليّ الحقير.. أخبرني إن تزوجت بسمرائي سوف تتوقف عن إغمائها اللعين ولكنها واللعنة لم تفعل )


دون إرادة مني ابتسمت بخبث لدى سماعي ما قاله ثم ضحكت بقوة.. سمعت كارتر يشتم بغضب ثم هتف بحنق


( توقف عن الضحك.. فكما اكتشفت منذ ساعة الطبيب الملعون لم يكذب عليّ.. بل زوجتي الراهبة ادعت الإغماء اللعين لتمنعني من أخذ حقوقي الزوجية.. ولكنها نالت عقابا جيداً لأنها خدعتني وجعلتني أتكبد عناء قتل ذلك الطبيب الغبي )


" تبا لجنونك "


همست له بتلك الكلمات وشرعت أضحك بعنف وأنهيت المكالمة.. المجنون.. مستحيل أن يتغير.. وذهبت بهدوء ودخلت إلى غرفتي.. رأيت بسعادة إستيرا نائمة كالملاك في سريري.. أزلت ملابسي عن جسدي ومن أجلها فقط ارتديت سروال منامتي ثم تسطحت بجانبها..


نظرت إليها بسعادة بينما كنتُ أتأمل ملامح وجهها.. اقتربت منها ورفعت رأسها ووضعته على صدري وحاوطت جسدها بيداي.. ثم أغمضت عيناي وذهبت بنومٍ عميق..


حركت جفوني بخفة عندما شعرت بثقلٍ غريب على كتفي وصدري

 

 

فصل 17 - مهما كان الثمن

 

حاولت تحريك يدي اليمنى لكن بسبب ثقل غريب عليها لم أستطع تحريكها بهدوء.. فتحت عيناي ونظرت بسرعة إلى الأسفل وفورا تنهدت براحة عندما رأيتُها نائمة بهذا الشكل عليّ.. ابتسمت برقة ولم أتوقف عن النظر إليها لدقائق طويلة.. في النهاية قررت أن أنهض..


ارتديت قميص منامتي ولكن دون أن أقفل أزرارها واتصلت بالخدم وأمرتهم بتجهيز وجبة الفطور ثم دخلت إلى الحمام.. فتحت باب الحمام لأخرج ولكنني تجمدت بأرضي بدهشة عندما رأيت إستيرا تتقلب في السرير لتنام على ظهرها ولكن ليس هذا ما جمدني بل رؤيتي لصدرها يخرج من قميصها المثير ويظهر نصفه أمام أنظاري..


أسندت جسدي على الباب ونظرت إليها بعيون مشتعلة من الرغبة

 

فصل 17 - مهما كان الثمن

 

 

رغبة بدائية عنيفة ومتملكة سيطرت عليّ.. بالكاد استطعت التحكم بها واقتربت من السرير وجلست عليه بهدوء.. تأملت وجهها أولا ثم عنقها ثم صدرها.. تسارعت أنفاسي بينما كنتُ أنظر إليه..


كنتُ أعلم بأنها لم تكن ترتدي حمالة للصدر أسفل قميصها المثير.. ولكن أن أراه أمامي بوضوح جعلت نار الرغبة تشتعل بداخلي.. إنها المرة الأولى التي أرى بها صدرها دون حمالة صدر.. كان جميل.. وأكثر مما كنتُ أتخيل..


زفرت بقوة ورفعت يدي اليمنى نحو صدرها.. أمسكت بطرف قميصها وسحبته بخفة لأستر بروز صدرها.. ثم نظرت إلى وجهها وابتسمت برقة.. ولا شعوريا تحركت يدي اليمنى ورأيت نفسي ألمس بقفا أصابعي وجنتها الوردية..


" لي.. أنتِ لي إستيرا جونز.. مهما كان الثمن سوف تكونين لي.. ولن أسمح لأحد بأخذكِ مني "


همست بتلك الكلمات بتصميم ثم وقفت وقررت تركها تنام بهدوء.. سأستحم أولا وأذهب إلى شركتي.. سأترك إستيرا في المزرعة هنا حتى تستيقظ..


بعد مرور ساعة كنتُ أقود إحدى سياراتي الرباعية الدفع نحو شركتي.. طلبت من الخدم أن يهتموا جيدا بفتاتي ويخبروها بأنني ذهبت في الأمس بسيارة أجرة.. لا أريدها أن تشعر بعدم الارتياح تحت أي ظرفٍ كان.. وتركت مفتاح ميمي مع إحدى الخادمات لتسلمه لها..


وصلت إلى الشركة بعد ساعة وصعدت مباشرةً إلى مكتبي.. وبينما كنتُ منهمك بأعمالي سمعت صوت الباب ينفتح وجدتي تهتف بنبرة مرتعبة وهي تدخل إلى الغرفة


" آخيليو حفيدي.. هل حقا خرجتَ بأول موعد غرامي مع إستيرا وإلى المزرعة؟.. كيف تفعل ذلك حفيدي؟.. هل فقدتَ عقلك؟! "


تأففت بملل وأبعدت نظراتي عن شاشة الحاسوب وقلتُ لها بحنان وبسخرية كذلك

" مرحبا جدتي.. اشتقتُ لكِ أيضا عزيزتي "


جلست جدتي على الأريكة السوداء اللون المقابلة لمكتبي ونظرت إليّ بعتاب.. أسندت ظهري على الكرسي الجلدي الفاخر وتأملتها بهدوء وسمعت جدتي تتكلم بنبرة غاضبة


" وأنا اشتقتُ لك حفيدي.. ولكن لن أسمح لك بأن تتكلم معي بهذه الطريقة الساخرة.. تأدب يا ولد.. ثم كيف تذهب في أول موعد غرامي لك مع إستيرا وإلى المزرعة؟!.. هل فقدت عقلك آخيل.. ربما انتابتها الشكوك و.. "


قاطعت جدتي بهدوء قائلا لها

" لا تقلقي.. إستيرا لم تكتشف بأنني مالك المزرعة "


ولأغير الموضوع بسرعة تابعت قائلا لها بخبث

" على فكرة.. فتاكِ المدلل والوسيم قد تزوج في الأمس.. هل باركتِ له؟ "


نظرت جدتي إليّ بتعجُب وقالت بذهول

" من؟!.. من الذي تزوج؟!.. لا يوجد عندي سوى أنتَ وكارتر فتياني الوسيمين والمدللين و... "


توسعت عينيها بصدمة ثم وقفت وهتفت بجنون وهي تضع كلتا يديها على خديها

" أااااعهههههههههه.. يا إلهي.. لاااااااااا... كارتر تزوج؟!! "


قهقهت بقوة بسبب ردة فعل جدتي.. وقلتُ لها بخبث

" نعم لقد تزوج في الأمس.. دون أي حفل أو ضيوف.. وبسرية تامة كذلك.. و إميليو يعلم بذلك "


احمر وجه جدتي من شدة الغضب وهتفت بخيبة أمل كبيرة

" هل هو مخبول؟!.. كيف تزوج من دون أن يُعلمني بذلك؟.. بعد كل تربيتي الفاسدة له يتزوج من خلف ظهري!.. هذا الولد يحتاج إلى تأديب مني شخصيا "


استدارت وسحبت حقيبة يدها وقبل أن تخرج من مكتبي هتفت لها قائلا بمكر

" جدتي.. انتظري.. إلى أين أنتِ ذاهبة؟ "


استدارت ونظرت إليّ بغضب قائلة

" لأرى كارتر وأقوم بتأنيبه هو و إميليو.. لأول مرة يُخفي عني سرا خطيراً إميليو.. سأريهما معا كيف يكون غضبي.. وداعا حفيدي "


وخرجت كالإعصار من مكتبي.. ضحكت بشدة بعد ذهابها وقررت أن لا أتصل بـ كارتر وأحذره من قدوم جدتي.. فليتعذب قليلا.. تابعت عملي بهدوء وبعد مرور ساعة سمعت هاتف من هواتفي الخلوية يرن.. بسرعة نظرت إلى هاتف مُعين ورأيت رقم إستيرا..


ضغطت على الشاشة بسرعة ووضعت مكبر للصوت وسمعتُها تقول بحزن

( آخيليو.. كيف تركتني بمفردي هنا في مزرعة صديقك؟.. أنا حزينة لأنك تركتني وذهبت )


ابتسمت برقة وكلمتُها بنبرة حنونة


" آسف ولكن لدي عمل اليوم لذلك قررت أن أترككِ نائمة بضيافة صديقي في مزرعته وذهبت بسيارة أجرة إلى المدينة.. أنتِ بخير؟.. هل يُعاملونك الخدم باحترام؟.. هل تناولتِ وجبة الفطور؟.. وفي أي ساعة ستعودين إلى المدينة؟ "


قهقهت بخجل وقالت بحياء


( هل يمكنني البقاء قليلا لغاية الظهر؟.. أنا جداً سعيدة هنا.. الجميع هنا طيبون.. يعاملونني كالأميرة هنا وهذا جميل جدا.. كما أنني أرغب بمشاهدة الخيول.. لقد وعدني دون بأن يعلمني ركوب الخيل بعد ساعة )


ابتسمت برقة وقلتُ لها


" حسنا أميرتي.. استمتعي بيوم عطلتكِ وطبعا احترسي وأنتِ تتعلمين ركوب الخيل.. أراكِ قريبا "


انهيت الاتصال ولغاية ساعتين عملت بشكل متواصل.. وطبعا تجاهلت اتصالات كارتر لي الكثيفة والتي تخطت الألاف.. في النهاية وفي الساعة الواحدة ظهرا دخل كارتر كالإعصار إلى مكتبي وهو يهتف بحدة


" لماذا أخبرتَ جدتي هيلينا عن زواجي؟.. تبا آخيليس.. لقد أخذت زوجتي مني و اتهمتني بسوء معاملتها.. جدتك هيلينا خطفت زوجتي مني وأبعدتها عني بالقوة "


رفعت نظراتي وتأملتهُ بجمود في البداية ثم شرعت أضحك بشدة عندما اكتشفت ما فعلته جدتي به.. وقف كارتر أمامي بغيظ بينما الدخان كان يتصاعد من رأسه بسبب اشتعال جسده من الغضب..


لم أستطع التحكم بضحكاتي لوقتٍ طويل وعندما أخيراً هدأت نظرت إليه ببراءة قائلا

" في النهاية كانت ستكتشف بأنك تزوجت.. ما المانع لديك؟ "


صرخ كارتر بغضب ثم جلس على الكرسي أمام مكتبي وقال بتعاسة

" لقد صفعتني عندما.. صفعتني أمام زوجتي وخبأتها خلفها وهددتني وأخذت سمرائي مني.. أريدُ زوجتي آخيل.. أعدها لي وبسرعة "


حاولت قدر المستطاع منع نفسي من الضحك وقلتُ له بصوتٍ منخفض بريء

" لماذا أنا سأعيدها؟.. أعدها أنت فهي زوجتك "


تأملني كارتر بغضب ثم ابتسم بمكر ونظر إليّ بتلك النظرات والتي أعرفها جيداً.. هممم.. كارتر ينوي على فعل شيء أو هو يُخفي عني شيئا مهما.. واحد من الاثنان..


وقف بهدوء واتسعت ابتسامته الماكرة وقال بهدوء


" صحيح.. كيف نسيت!.. ابنة جوني توباس في قبضتي.. الجميلة إيلا حبيبة راموس حصلت عليها اليوم أخيراً.. رجالي كانوا يراقبونها جيداً.. وحصلت أشياء كثيرة في هذين اليومين.. ما علينا.. هل ترغب بالتكلم معها أم أعيدها إلى راموس؟! "


وقفت بسرعة وخبطت الطاولة بعنف بيداي فانتفض كارتر ونظر إليّ باعتذار.. وبغضب سألته

" أين هي؟ "


أجابني بهدوء

" في المبنى الأسود زعيم "


وفوراً أمرته

" اتبعني "


خرجت مُسرعا برفقة كارتر وتوجهنا إلى المبنى الأسود...


 

إستيرا***

 

سعيدة.. كلمة لا تصف ما أشعر به برفقة أميري الوسيم آخيليو.. مضى أسبوعين منذ خروجنا بموعدنا الغرامي الأول.. أسبوعين من العمر شعرت خلالهما بأنني أسعد امرأة في الكون..


بعد يومين من مرور أول موعد لنا أخذني آخيليو إلى السينما ولدهشتي الكبيرة كانت الصالة خالية تماما.. لم أعر الأمر أهمية كبيرة بل استمتعت جدا بتناول الفوشار برفقة نادلي الوسيم ومشاهدة الفيلم الرائع..


وفي اليوم الثاني أخذني آخيليو إلى مطعم بيتزا إيطالي.. تناولنا العشاء بسعادة ثم قاد سيارتي ميمي عائدين إلى المنزل وبعدها ذهب آخيليو المسكين إلى العمل بدوام مسائي..


الأيام كانت تمر بشكلٍ جميل.. كنتُ كل يوم أذهب برفقة أميري إلى مكان.. مطاعم شعبية مختلفة.. مقاهي.. سينما.. حتى أننا ذهبنا إلى ملهى ليلي في المنطقة..


والليلة طلب مني آخيليو أن أكون جاهزة وكالعادة في تمام الساعة الثامنة والنصف.. كنتُ سعيدة جدا وأنا أتحرق شوقا لمعرفة إلى أين سيأخذني..


وعندما وصلت إلى مركز الشرطة أوقفت سيارتي الخاصة بالشرطة في مكانها.. ترجلت منها بهدوء ورأيت عمي مايكل يتكلم مع بعض من زملائي في الخارج.. ابتسم بوسع عندما رآني وأشار بيده لأتبعه..


دخلت إلى المركز وتوجهت إلى مكتب عمي ورأيت داني أمامي.. سلمت عليه بسعادة ودخلت بعدها إلى مكتب الشريف وأغلقت الباب خلفي.. وقف الشريف مايكل أمامي وقال بحنان


" تبدين سعيدة جداً هذه الأيام إستيرا.. يا ترى ما هو السبب؟ "


ابتسمت بوسع وأجبته بصدق وبحياء

" نعم عمي.. أنا جداً سعيدة.. لقد أصبح لدي حبيب "


توسعت عينيه بذهول ثم حمحم بخفة وقال بهدوء

" حقاً!!.. هل أعرفه؟ "


نظرت إليه بخجل وقلتُ له

" اسمه آخيليو أدامز.. وهو يعمل كنادل في مقهى السرور.. لا أظنك تعرفهُ عمي ولكن عندما تتعرف عليه ستحبه جداً.. فهو شهم ومحترم وعامل مُجتهد والأهم هو يحترمني جداً "


ابتسم الشريف بحنان ثم أمسك يدي وساعدني بالجلوس على الكرسي ثم تقدم وجلس خلف مكتبه على كرسيه الخاص وقال بنبرة حنونة


" أنا سعيد لأنكِ أخيراً تعرفتِ على شاب يعرف قيمتك ويحترمكِ.. أنتِ تعلمين جيداً إستيرا كم أنا أحبكِ وأعتبركِ بمثابة ابنة لي.. لذلك ولأطمئن عليكِ أكثر سوف أدعوكِ وأدعو حبيبكِ آخيليو إلى العشاء في منزلي غداً.. سأحب أن أتعرف عليه بنفسي حتى أطمئن عليكِ وبأنه رجل جيد كما أخبرتني.. هل أنتِ موافقة؟ "


ابتسمت بوسع وأجبته بسعادة

" طبعا عمي.. سأخبر آخيليو الليلة بأننا مدعوان على العشاء في منزلك.. لا أظنه سيرفض "


ابتسم بحنان وقال

" حسنا يا ابنتي.. يمكنكِ الذهاب الآن إلى منزلكِ.. استريحي قليلا.. أراكِ غدا في المساء برفقة حبيبكِ "


شكرته بسعادة وخرجت من مكتبه.. رأيت داني يقف أمامي وهو يبتسم برقة كعادته.. أمسكت بيديه وقلتُ له بفرح


" داني.. دااااني.. داااااني.. الشريف مايكل دعاني في الغد إلى العشاء في منزله حتى يتعرف على حبيبي "


تجمدت ملامح داني واختفت ابتسامته ونظر إليّ بحزن.. نظرت إليه بتعجُب وقلتُ له

" لماذا أنتَ حزين داني؟.. لم تفرح من أجلي؟ "


سحب يديه من قبضتي بخفة وقال بتوتر

" اممم.. طبعا أنا.. أنا سعيد من أجلكِ.. لم أكن أعلم بأن لديكِ حبيب؟ "


ابتسمت بسعادة وقلتُ له

" يبدو بأنني نسيت إخبارك بذلك.. تاه عن بالي ذلك.. ونعم لدي أجمل حبيب في الكون واسمه آخيليو أدامز.. عندما تتعرف عليه ستصبح صديقا له وبسرعة "


ثم ابتسمت بوسع ولوحت بيدي مودعة وقلتُ له

" أراك غدا داني.. الوداع "


وبعد ذهاب إستيرا لم ترى نظرات الحزن وخيبة الأمل في عيون داني الحزين.....


توجهت مسرعة إلى شقتي وبدأت بتنظيفها وعندما انتهيت استحميت.. وفي الساعة السابعة والنصف ليلا ارتديت ملابسي ورفعت شعري على شكل كعكة ثم جلست على عتبة باب الحمام انتظر أن تحين الساعة الثامنة والنصف بفارغ الصبر

 

رواية شرطية المرور - فصل 17 - مهما كان الثمن

 

 

شهقت بسعادة وقفزت وافقة وركضت نحو الباب عندما سمعت طرقات خفيفة عليه.. فتحتهُ بلهفة وأنا أبتسم بسعادة لظني بأن آخيليو أتى باكرا على غير عادته.. لكن ابتسامتي اختفت عندما رأيت جاري مانو أمامي..


تأملني بدهشة من رأسي إلى أخمص قدماي ثم أطلق صفير وقال باستحسان

" تبدين فاتنة إستيرا و.. أوووه.. ماذا؟!.. ماذا حدث؟!... "


هتف بدهشة عندما أمسكتهُ من ذراعه وسحبته إلى الداخل وأغلقت باب شقتي.. نظرت إليه وابتسمت بوسع ثم استدرت حول نفسي ووقفت أمامه وسألتهُ بلهفة


" كيف أبدو مانو؟ "


ابتسم بحنان وقال

" لقد أخبرتكِ.. فاتنة وجميلة جداً.. آخيليو محظوظ لأنكِ فتاته "


احمرت وجنتاي بشدة ولكمتهُ بخفة على كتفه وقلتُ له بحياء

" شكراً مانو.. أنتَ دائما ما تجعلني أخجل "


توطدت علاقتي بجاري مانو في هذين الأسبوعين بشكلٍ كبير.. أصبح يرافقني إلى كل مكان في النهار عندما أعود من خدمتي.. كما أنه كان يحميني بشكلٍ مبالغ به قليلا.. ففي يوم لكم شاب اقترب مني فقط ليسألني عن محل لبيع الورود.. لكمه مانو وكاد أن يقتله لو لم أوقفه.. وسامحت مانو على فعلتهِ تلك بعد أن أجبرته على الاعتذار من ذلك الشاب.. صحيح اعتذر له غصبا عن إرادته ولكن جاري مانو لطيف جدا..


وشعرت بالسعادة عندما تعرف مانو على آخيليو وأصبحا صدقين بسرعة.. وكنتُ دائما بعد كل موعد لي مع آخيليو أذهب لرؤية مانو وأخبره بسعادة عن موعدي الجميل مع آخيليو.. في البداية كان مانو يشعر بالملل ولكن بعد أسبوع تعود على زياراتي له المتكررة بعد كل موعد لي مع أميري الوسيم..


ابتسمت لـ مانو بسعادة وقلتُ له

" أخبرني عن تطورات علاقتك بالجميلة ليلي.. هل وافقت على الخروج معك في موعد؟ "


تنهد مانو بقوة وقال بحزن

" لا.. لم توافق.. قالت لي وبكل صراحة بأنها لا تفكر بمواعدة أحد هذه الفترة.. وكأنني أي أحد "


شهقت بحزن وأجبته بقهر

" كيف رفضت أن تواعدك؟.. معك حق جاري.. أنتَ لستَ بأي أحد.. لا تحزن سوف أساعدك وأقنعها بالموافقة "


ابتسم بسعادة كبيرة فغمزته وقلتُ له

" أعدُك.. أترك أمر ليلي عليّ.. والليلة عندما ينتهي موعدي مع نادلي الوسيم سآتي لزيارتك كالعادة.. إياك أن تنام انتظرني "


قهقه بخفة وقال باستسلام

" حسنا.. حسنا.. لن أنام أعدُكِ بذلك.. ولكن لا تتأخري كثيراً وتجعليني أقلق.. أراكِ قريبا إستيرا "


لوح بيده مودعا وخرج من شقتي.. وبعد ربع ساعة أتى آخيليو في الموعد المحدد كعادته ووقف جامدا بأرضه لدى رؤيتهِ لي وهو يتأملني بإعجابٍ شديد.. احمرت وجنتاي من الخجل ورافقته إلى الأسفل وقاد آخيليو كالعادة سيارتي ميمي.. كنتُ سعيدة جداً وأنا أخبره


" عمي يريدُ التعرف عليك.. لذلك قام بدعوتنا غداً إلى منزله على العشاء "


اختفت معالم السعادة من وجهي عندما فجأة أوقف آخيليو السيارة جانبا وأطفأ المحرك ونظر إليّ بدهشة.. تأملتهُ بحزن وقلتُ له


" أنا أعلم بأن علاقتنا ليست رسمية ولكن أخبرت عمي عنك بأننا نتواعد.. وطلب أن يتعرف عليك "


عقد آخيليو حاجبيه وسألني بنبرة جامدة

" ما هو اسم عمك؟ "


ابتسمت بخجل وأجبته قائلة باسم عمي الكامل

" يدعى مايكيلون.. ستحبه.. فهو كان صديق المقرب من والدي المرحوم.. وعمي اعتنى بي وساعدني كثيرا بعد وفاة والدي.. وأنا أناديه بعمي لأنني أعتبره كذلك "


رأيت آخيليو يتنهد براحة ثم ابتسم برقة وقال

" حسنا موافق.. سنذهب غداً في المساء لتلبية دعوته "


شهقت بسعادة ورميت نفسي على آخيليو وحضنته بشدة وقلتُ له بفرحٍ كبير

" شكراً لك آخيليو.. ستحب عمي جداً.. أعدُك "


ابتعدت عنه ورأيت آخيليو يتأملني بحنان ثم أدار المحرك وقاد ميمي بهدوء.. شعرت بالدهشة عندما أوقف آخيليو ميمي أمام مبنى فخم للغاية ورأيت حارسين يركضان ليفتحا لنا الباب بسرعة وينحنيان أمامنا باحترام..


تأملتهما بدهشة ونظرت إلى آخيليو بتعجُب بينما كنتُ أراه يسمح للحارس بقيادة ميمي.. ابتسم آخيليو برقة واقترب مني ووضع ذراعه خلف ظهري ثم أخفضها ببطء وأمسك بأصابعه حواف خصري برقة وقال بهدوء


" هذا مبنى خاص بـ كارتر.. سمح لنا باستخدام جزء صغير منه.. ستعجبكِ مفاجئتي "


أومأت موافقة بسعادة ودخلنا إلى المبنى الفخم وبعدها المصعد الكهربائي.. شعرت بالدهشة عندما ضغط عامل المصعد على الطابق الأخير وألقى التحية علينا باحترام شديد..


وعندما وصل المصعد إلى الطابق الأخير انفتح الباب وساعدني آخيليو بالخروج.. شهقت بدهشة ووقفت جامدة عندما رأيت بأننا نقف على سطح المبنى وكان يوجد في وسطه طاولة لشخصين تم تزينها بشكلٍ رومانسي بالشموع والورود ووضع أطباق عديدة بها أصناف فاخرة من المأكولات البحرية.. ولكن الذي لفتَ نظري أكثر رؤيتي لعازف الكمان يقف بجانب بيانو ضخم جميل للغاية جلس أمامه عازف يرتدي بدلة سوداء جميلة..


نظرت إلى آخيليو بذهول فابتسم برقة وقال

" من الجيد أحيانا أن يكون لنا صديق ثري.. كارتر ساعدني الليلة كثيرا "


" أوووه.. كم هو طيب القلب.. أحببت جدا مساعدته لك.. وأحببت جدا المفاجأة.. شكرا لك آخيليو "


أمسك بيدي اليمنى ورفعها وقبلها بنعومة ثم شبك أصابعه بأصابعي ومشينا نحو الطاولة.. ساعدني آخيليو بالجلوس على الكرسي ثم جلس وفورا بدأ العازفين بعزف لحن رومانسي لأغنية مشهورة..


كنتُ هائمة بنظراتي بينما كنتُ أتأمل وجهه الوسيم.. خفق قلبي بجنون عندما تلاقت نظراتنا ببعضها وتجمدت كأنها شريط مصور تم إيقافه على هذا المشهد.. شعرت بالزمن والعالم يتجمد كذلك حولنا.. وهتفت بداخلي.. أنا أحبُك.. أحبُك آخيليو وبجنون..


وأخيراً اعترفت لنفسي بحبي الكبير له.. آخيليو أدامز يستحق عشقي الكبير له..


تناولنا العشاء بهدوء وبالكاد تكلمت معه.. بسبب خجلي من اعترافي لنفسي بحبي له لم أستطع التكلم.. وفضلت أن أسمع صوته الأجش والجميل والرجولي وهو يكلمني بمواضيع مختلفة..


وبعد ساعة وقف آخيليو وابتسم تلك الابتسامة القاتلة لقلبي ورفع يده اليمنى نحوي وقال برقة

" هل توافقين أميرتي على مشاركتي هذه الرقصة؟ "


ابتسمت بهيام واحمرت وجنتاي ورفعت يدي وأغرقتها بكف يده وهمست بحياء قائلة

" نعم "


ابتسم بوسع وساعدني بالوقوف ثم رافقني لنقف بجانب العازفين وهمس لهما باسم معزوفة وفورا أومأ له موافقين وبدأوا بعزفها..


رفع آخيليو كلتا يداي ووضعهما خلف رقبته ثم أمسكني أعلى الورك على خصري برقة وجذبني إليه بهدوء حتى التصق صدري بصدره وبدأ يتمايل بخفة بينما كان يحدق بعمق عيناي بطريقة جميلة جداً أفقدتني صوابي..


قرب وجهه مني وأغمض عينيه قليلا ثم ألصق خده الأيسر على خدي الأيمن وهمس باسمي بطريقة حالمة جعلت قلبي يتوقف للحظة عن النبض ثم ينبض بجنون داخل قفصي الصدري...


" إسيتراااا... "


شعرت برعشة تسير في عمودي الفقري وتنهدت بهيام وتركتهُ يراقصني بحلم وأغمضت عيناي وأنا أبتسم بسعادة..


وعندما انتهت المعزوفة وبدأت غيرها توقف آخيليو عن التمايل بهدوء وهنا رفعت رأسي وفتحت عيناي ونظرت إليه بطريقة حالمة..


رأيت نظراتهِ تتأملني بطريقة رقيقة.. حنونة.. لطيفة.. ثم همس باسمي بطريقة حالمة وشعرت بـ ركبتاي ترتعشان.. رأيتهُ يغمض جفنيه وقرب وجهه مني.. وهنا أغمضت عيناي ورفعت رأسي أكثر وشعرت بدفء شفتيه على شفتاي..


قبلته لي كانت من أحن وأرق قبلة في الكون.. قبلة عاطفية.. حنونة.. ناعمة.. رقيقة.. وذاب قلبي عشقا له أكثر بسببها..


فصل القبلة وابتعد قليلا عني ثم أمسك برقة بيدي اليسرى ومشينا ببطء نحو الطاولة.. وبعد مرور نصف ساعة خرجنا بهدوء من المبنى الجميل وانتهت سهرتي الجميلة مع أجمل وأوسم نادل في الكون..


وقفت أمام باب شقتي وأنا ألعب بخجل وبتوتر بأصابعي بينما كنتُ أنظر بحياء إلى آخيليو.. اقترب وقبل وجنتي برقة وهمس بأذني قائلا


" لا تخافي أميرتي.. لن أطلب منكِ مرافقتي إلى شقتي.. ما زال الوقت باكرا على ذلك.. أحلاما سعيدة أميرتي الجميلة "

توسعت عيناي بدهشة كبيرة بينما كنتُ أراه يبتعد عني ثم سحب مفتاح شقتي من يدي وفتح الباب وساعدني بالدخول ثم خرج بهدوء وأغلق الباب خلفه..


أغمضت عيناي بشدة ثم فتحتها ووضعت يدي على قلبي وهمست بهيام


" إلهي كم أحبه.. أحبه.. أحبه.. أحبه.. "


خلعت حذائي ورميت جسدي على السرير ونظرت بعشقٍ كبير إلى السقف.. لا أستطيع الذهاب لرؤية مانو.. قلبي العاشق أسرني بالكامل.. ربما غداً أراه وأخبره كم كان موعدي الغرامي رائع..


ولكن في اليوم الثاني لم أجد مانو في الشقة بعد عودتي من العمل.. لذلك قررت أن أستريح قليلا حتى أكون مستعدة في المساء للذهاب إلى منزل عمي برفقة آخيليو..


وفي تمام الساعة الثامنة هذه المرة طرق آخيليو باب شقتي وخرجت برفقته إلى منزل عمي مايكل.. أخبرت آخيليو بالعنوان وقاد ميمي بهدوء.. أوقف السيارة في الموقف الخاص للزوار ثم ترجلنا منها بهدوء.. أمسك آخيليو بيدي اليسرى ومشينا نحو الباب..


قرعت الجرس وانتظرنا بصمت لثواني.. انفتح الباب ورأيت الخادمة تبتسم لنا بوسع وقالت بتهذيب


" تفضلا لو سمحتما.. السيد والسيدة بانتظاركما "


نظرت إلى آخيليو وابتسمت له بوسع وأشرت له برأسي ليتقدم.. دخلنا إلى المنزل وما أن أغلقت الخادمة الباب حتى سمعت صوت عمي مايكل يقول بسعادة مُرحبا


" إستيرا.. ابنتي.. أخيرا وصلتما.. تفضلا لو سمحــــــ... "


وما أن دخل عمي مايكل إلى الرواق توقف عن التكلم وتجمد بأرضه وتوسعت عينيه بصدمة كبيرة وشحب وجهه بعنف بينما كان ينظر إلى آخيليو..


نظرت بتعجُب إلى عمي مايكل ثم نظرت إلى آخيليو وشعرت بالصدمة عندما رأيته يتأمل عمي مايكل بهذا الشكل

 

رواية شرطية المرور - فصل 17 - مهما كان الثمن

 

 

كان وكأنه على وشك قتله.. بل كان عمي مايكل و آخيليو ينظران إلى بعضهما البعض وكأنهما على وشك قتل بعضهما.. شعرت أنا شخصياً بالخوف من نظرات آخيليو المُخيفة.. فبلعت ريقي بقوة وسألته بذهول


" آخيليو.. هل تعرف عمي مايكل؟!.. هل تعرفان بعضكما؟ "




انتهى الفصل




انتقل إلى الفصل 18 ᐸ







فصول ذات الصلة
رواية شرطية المرور

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©