رواية شرطية المرور - فصل 12- الحياة لكلينا
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

رواية شرطية المرور - فصل 12- الحياة لكلينا

 

رواية شرطية المرور - فصل 12 - الحياة لكلينا





الحياة لكلينا




الرواية موجودة كاملة على حساب الكاتبة الرسمي في موقع واتباد, انتقل إليه ᐸ





راموس***



" نعم أبي.. عليك أن تقبل جرحها حتى يزول الألم.. أنتَ لن تسمح أن تتألم حبيبتك أبي.. أليس كذلك؟ "


اشتد فكي من جراء الغضب وتصلبت شراييني وكنتُ على وشك قتل تلك الساحرة الوقحة.. لقد تعدت حدودها معي وعليها أن تدفع الثمن غاليا.. يبدو أنني سأستخدم غرفتي الحمراء الليلة.. فكرت بخبث و لانت ملامحي ونظرت إلى ساحرتي بنظرات ماكرة متوعدة وخاطبت ابنتي قائلا بنبرة ماكرة


" صحيح يا قلب والدكِ.. فأنا لن أرضى أبداً أن تتألم حبيبتي.. "


وتحركت صاعداً السلالم وهمست بأذن ساحرتي قائلا لها بتهديدٍ واضح

" سوف تنالين عقاباً مُمتعاً الليلة.. أوه صحيح سيكون ممتعا لي لكن لكِ.. سيكون مؤلم كالجحيم "


وسمعتُها باستمتاع تهمس بخوف

" اللعنة.. "


فهمستُ لها من جديد بتهديد قائلا

" سوف أجعلكِ تلعنين كثيراً الليلة ساحرتي "


ارتعشت بشدة بين يداي بينما كنتُ أدخل إلى جناحي وبعدها إلى غرفة نومي.. وضعتُها برفق على السرير ولكن قبل أن تتحرك مُبتعدة عني همست بأذنها بفحيح


" إياكِ أن تتحركي.. تذكري جيداً أي حركة أو كلمة منكِ أمام ابنتي سوف تكلفكِ حياة كل من تحبينه.. هل كلامي واضح؟ "


أومأت لي برأسها موافقة وابتعدت عنها واستقمت ونظرت إلى الخلف نحو ابنتي السعيدة.. مهلا لماذا واللعنة ابنتي في قمة سعادتها الآن؟!.. تباً.. هل كان من الضروري أن ترى ساحرتي في غرفة نومي وأنا أقبلها!!!.. حظ مقرف..


ابتسمت لابنتي بحنان وقلتُ لها

" صغيرتي.. اذهبي واطلبي من رئيسة الخدم أن تُسلمكِ عدة الإسعافات الأولية واجلبيها لي بسرعة "


ابتسمت آنا بوسع وهتفت بسعادة قبل أن تستدير وتركض خارجة من غرفتي

" حاضر يا أجمل أب في الدنيا.. لن أتأخر "


بعد خروجها من غرفتي سمعت بغضب ساحرتي تهمس باستهزاء

" هيه.. أجمل أب في الدنيا!!.. المسكينة مخدوعة بوالدها.. فهو أحقر أب في الدنــ.. "


التفت ونظرت إليها بغضبٍ عاصف وخرست على الفور وهي تُداعب بأناملها خصلات شعرها وتتأملني ببراءة.. هذه المرأة تجعلني أرغب بشدة بقتلها.. يوما ما قد أفعل ذلك بعد أن أمل منها..


ابتسمت ابتسامة شريرة مُرعبة جعلت نظراتها البريئة تتحول إلى نظرات فزعة.. ولكنها مثل عادتها أخفتها بسرعة ونظرت إليّ بكبرياء ورفعت رأسها بشموخ.. تُعجبني جداً عندما تتصنع الشجاعة أمامي.. كبريائها اللعين يُدهشني دائما..


كتفت يداي على صدري ونظرت إليها بخبث قائلا

" إذن يا ساحرتي الملعونة تريديني أن أُقبل قدميكِ.. هل تعلمين قد أفعل ذلك الليلة ولكن سأقبل شيئاً آخر يُمتعني أكثر من قدميكِ الصغيرتين "


توسعت عينيها بذهول وشحب وجهها بشدة خاصةً عندما شاهدت نظراتي اللعوبة والمتوعدة لها.. فابتسمت بخبث وتابعت قائلا لها بمكر


" الليلة سيكون لكِ الشرف بدخول غرفتي الحمراء الجميلة و... "


قاطعتني قائلة بفزع وهي ترتعش

" لا يمكنك.. أعني.. أنا.. لدي دورتي الشهرية و... و.. "


قهقهت بقوة على خوفها وعندما هدأت أجبتُها بمكر

" لا يهم.. سأجد حلا لها.. سوف أستمتع كثيراً الليلة كما سبق وأخبرتكِ.. ولكن لا أظن بأنكِ ستفعلين.. سيكون عقاباً جيداً لكِ ساحرتي "


شحب وجهها أكثر وعندما كانت على وشك فتح فمها الجميل وشتمي مثل عادتها دخلت ابنتي آنا إلى الغرفة وهي تهتف

" أبي.. لقد جلبت لك عدة الإسعافات الأولية "


داعبت خدها بأناملي ثم قبلت جبينها واستلمت منها العدة وقلتُ لها بحنية

" آنا.. إن أردتِ يمكنكِ الذهاب إلى غرفتي.. سأهتم بنفسي بساحــ.. بمربيتكِ "


لدهشتي اللعينة ابتسمت آنا بوسع وتقدمت وجلست على طرف السرير بجانب ساحرتي وأمسكت يدها اليمنى وقالت


" لا بأس أبي.. سأظل بجانب الأنسة إيلا.. كما قد تحتاج إلى مُساعدتي لك بتضميد جراحها "


ضغطت بغضب على أسناني وهمست بصوت بالكاد خرج من حنجرتي

" اللعنة على ذلك "


ثم ابتسمت بغيظ لابنتي بينما كنتُ أرى تلك الوقحة ساحرتي تبتسم بمكر وتنظر إليّ وبكل وقاحة بخبث.. سأقتلها.. أوه نعم سأقتلها الليلة في غرفتي الحمراء.. سترى قريبا ما سأفعلهُ بها...


وضعت العدة على الأرض ثم استدرت وتقدمت وأمسكت بكرسي ورفعتهُ بسهولة ووضعتهُ أمام ساحرتي ثم نظرت إلى آنا وطلبت منها بهدوء


" صغيرتي.. اجلبي لي منشفة كبيرة من الحمام.. وواحدة صغيرة لكن بليليها قليلا بالمياه الدافئ "


وقفت آنا بسرعة وركضت ناحية الحمام وجلست بهدوء على الكرسي ونظرت إلى قدميها.. وما أن أمسكت بكلتا يداي بإحدى ساقيها حتى انتفضت ساحرتي بخوف وأبعدت ساقها عن متناول يدي..


نظرت إليها بحدة وهمست قائلا لها

" لا تخافي.. فأنا لن أضاجعكِ أمام ابنتي "


وسحبت ساقها اليمنى بعنف ورفعتُها ونظرت إلى أسفل قدمها.. تباً.. هي تنزف الكثير من الدماء بسبب دخول شظايا الزجاج في قدمها..


" أبي لقد جلبت لك المناشف "


التفت نحو اليسار وابتسمت برقة لطفلتي واستلمت منها المناشف.. ثم طلبت منها

" آنا.. أريدُكِ أن تذهبي إلى المطبخ وتطلبي من الخدم بإعطائكِ كمية من الثلج وتجلبيه لي بسرعة "


أومأت موافقة وخرجت راكضة من الغرفة.. نظرت إلى ساحرتي ورأيتُها تتأملني بدهشة كبيرة.. رفعت حاجبي عاليا وسألتُها بهدوء


" ماذا؟.. هل يوجد شيء على وجهي؟ "


أخفضت نظراتها بسرعة إلى الأسفل وقالت بهمس

" أرجو أن تجلب لي طبيباً مُختص ليهتم بجُرح قدماي.. فأنا لا أريد أن يتم بتر قدماي بسببك "


الوقحة اللعينة.. اشتدت عروق جسدي وانتفضت واقفا وأمسكت بساحرتي بكتفها ورميتُها بعنف إلى الخلف لتنام على ظهرها وحاصرتُها بجسدي ونظرت إلى وجهها بغضب وهمست لها من بين أسناني بفحيح


" صدقيني ساحرتي.. لن يتم بتر سوى لسانكِ القذر اللعين.. يبدو أنه أوسخ بكثير مما كنتُ أتخيل.. عقابكِ الليلة تضاعف بسبب وقاحتكِ اللعينة معي.. يبدو أنكِ نسيتِ من أكون!.. ولكن سأجعلكِ الليلة تتذكرين جيداً مكانتكِ ومن أكون "


ثم قربت وجهي منها أكثر حتى لامس أنفي أنفها الصغير ونظرت في عمق عينيها المُرتعبة وهمست قائلا لها بوعيد


" لا تتطاولي بالكلام معي ساحرتي.. فلن تُسعدكِ النتيجة أبداً.. والآن كوني فتاة مُطيعة واتركيني أهتم بقدميكِ الصغيرتين.. فهمتِ؟ "


أومأت برعب موافقة فابتسمت بخبث ونظرت إلى شفتيها ودون أي تردد أخفضت رأسي والتقطت شفتها السفلية بـ شفتاي وامتصصتُها بقوة..


" مممممممممــ... "


أنين متألم خرج من فمها وهي تضع كلتا يديها على صدري وتحاول دفعي بعيداً عنها..

" احمممم.. أبي!... "


شتمت بعصبية بداخلي وتوقفت عن تقبيل ساحرتي ورفعت رأسي وأغمضت عيناي بشدة.. تبا واللعنة الملعونة على حظي العاثر اليوم.. اشتدت قبضتاي على كتف ساحرتي وسمعتُها تئن بألم.. فتحتُ عيناي ونظرت إليها بجمود لأراها تتأملني بألمٍ شديد..


حررت كتفيها من قبضتي وسمعت بقهر ابنتي تقول بخجل

" أبي.. توقف عن تقبيل الأنسة إيلا.. هذا مُحرج.. فكلما أدخل أراكما تقبلان بعضكما برومانسية "


سعلت إيلا بشدة فاستقمت وأمسكت بمعصمها ورفعتُها لتجلس ثم جلست على الكرسي ووضعت بعصبية منشفة بيضاء على فخذاي ورفعت ساقها اليمنى ووضعتُها على فخذي وأمرت آنا قائلا


" ضعي وعاء الثلج بجانب العدة "


وضعتهُ صغيرتي كما طلبت منها ثم جلست بجانب ساحرتي.. زفرت بحنق وأمسكت بالمنشفة المبلولة وبدأت برقة أمسح الدماء عن قدمها.. وعندما سمعت أنينها المتألم رفعت نظراتي ونظرت إليها ورأيت دموعها تسيل بألم على خديها وهي تعض على شفتها وتمسك بطرف الفرشة بشدة بقبضتيها.. بينما ابنتي تنظر إليها بحزنٍ شديد..


تنهدت بقوة ودون شعور مني همست قائلا لها

" تحملي الألم قليلا.. سيزول بعد قليل "


توسعت عينيها وتأملتني بدهشة كبيرة.. أخفضت نظراتي وعاودت مسح الدماء عن قدمها برقة حتى أستطيع رؤية شظايا الزجاج بوضوح.. فتحت العدة ونظرت إلى المطهرات والضمادات.. أمسكت بوعاء الثلج وسحبت قطعتين وبدأت أمررها على قدمها برفق..


انتفضت بخفة وسمعتُها تهمس بألم قائلة

" هذا بارد جداً.. لماذا تضع الثلج على قدمي المجروحة؟ "


لم أنظر إليها بل تابعت تمرير الثلج على أسفل قدمها برقة وقلتُ لها ببرود


" أنا أقوم بتخدير الجلد بواسطة كمية من الثلج حتى يمكنني إزالة الزجاج بسهولة.. بعد أن يتصلب الجلد بواسطة الثلج يُسمح بسهولة برؤية شظايا الزجاج.. فرأس قطعة الزجاج تخرج من الجلد حينها بسهولة.. ومن ثم يمكنني إزالتها بالملقط "


سمعت ابنتي تهتف بإعجاب قائلة

" واووووو أبي.. كيف تعرف ذلك؟ "


رفعت نظراتي نحوها وتأملتُها بحنان وقلتُ لها برقة


" عندما كنتِ في الثالثة من عمرك لدى وصولي إلى القصر ركضتِ بسعادة كبيرة نحوي لكن لسوء الحظ لطمتِ طاولة وسقطت مزهرية على الأرض وتحطمت وجرحتِ يديكِ و أسفل قدميكِ بالزجاج.. أخذتكِ بسرعة إلى المستشفى ولم أترككِ للحظة واحدة بينما كان الطبيب يُعالجكِ.. لذلك أتذكر جيداً ما فعلهُ الطبيب "


تأملتني آنا بمحبة كبيرة وقالت

" لكنني لا أتذكر أبداً ذلك اليوم "


ابتسمت بحنان وأجبتُها


" كنتِ صغيرة جداً طفلتي فطبعا لن تتذكري تلك الحادثة.. أتذكر جيداً في ذلك اليوم كيف جعلتني أنام في سريركِ الصغير ولم تتركيني للحظة واحدة لأسبوع كامل.. توقفت عن العمل ودراستي في الجامعة وتركت كل شيء من أجل أن أبقى معكِ "


سمعت شهقة متفاجئة تصدر عن ساحرتي وفوراً نظرت إليها ورأيتُها تتأملني بدهشة كبيرة ثم أخفضت نظراتها إلى الأسفل.. تابعت تمرير الثلج على قدمها حتى رأيت الجلد يتصلب.. استخدمت أدوات معقمة عند التعامل مع تلك الجروح لتفادي الإصابة بالبكتيريا أو الجراثيم الضارة ثم سحبت ملقط وطهرته وبدأت بإزالة شظايا الزجاج بحرص شديد..


عندما انتهيت طهرت أسفل قدمها ثم وضعت لها مرهم خاص للجُرح ووضعت لها شاش مُعقم و أمسكت برباط وضمدت قدمها.. عندما انتهيت وضعت قدمها بخفة إلى الأسفل وأمسكت بساقها اليسرى وبدأت أعالجُها..


عندما انتهيت رفعت نظراتي ورأيت ساحرتي تتأملني بطريقة غريبة مُندهشة.. ابتسمت بمكر وأخفضت رأسي نحو قدمها وقلتُ لها بخبث


" والآن يتوجب عليّ تقبيل الجُرح حتى يزول الألم.. أليس كذلك حبيبتي؟ "


شهقت بصدمة ونظرت إلى قدمها وفتحت فمي والتقطت أصابعها الصغيرة بأسناني و عضضتهم بخفة.. سمعتُها باستمتاع تتأوه بألم أو بإثارة.. ولكن توقفت عن عضهم بغيظ عندما سمعت ابنتي تُصفق بسعادة وهي تقول بفرح


" أبي رومانسي جداً.. لم أكن أعلم بأنك رومانسي إلى هذه الدرجة!.. أتمنى أن يكون حبيبي المستقبلي رومانسي مثلك والدي "


رفعت رأسي بسرعة ونظرت إلى آنا السعيدة بغضبٍ كاسح وهتفت بوجهها بحدة قائلا


" حبيب؟!!.. كيف تتفوهين بذلك أمامي؟.. أنتِ مُعاقبة.. اذهبي بسرعة إلى غرفتكِ ولا تخرجي منها حتى أسمح لكِ بذلك.. ما زلتِ طفلة صغيرة واللعنة.. لن أسمح لكِ بأن يكون لديكِ حبيب حتى وأنتِ في سن الثلاثين.. اذهبي هياااااااااا "


ترقرقت الدموع في عينيها لكن بسبب غضبي الشديد لم أهتم لذلك.. وقفت آنا أمامي وقالت ببكاء


" كنتُ أمزح أبي.. لم أقصد.. طبعاً لن يكون لي حبيب وأنا في الخامسة عشر.. أنا فقط كنــ.. "


قاطعتُها قائلا بغضب أعمى بينما كنتُ أقف بعنف


" اذهبي إلى غرفتكِ على الفور يا أنسة.. وادرسي واجباتكِ المدرسية ولا تخرجي من غرفتكِ من دون إذني.. تحركي "


أخفضت آنا رأسها إلى الأسفل وشرعت تبكي بتعاسة وركضت خارجة من الغرفة وهي تبكي بهستيرية.. كنتُ أتنفس بسرعة مهولة وأنا أحاول لجم غضبي.. سمعت بغضب ساحرتي تُكلمني بعتاب


" لقد أخفتها للمسكينة.. إنها مُجرد مُراهقة وكانت تمزح وتمدح والدها.. كيف تريدُها أن تصارحك لاحقا عندما يُصبح لديها حبيب؟.. يجب أن تكون مُتفهما معها أكثر وتلجم غضبك أمامها.. الصراخ والغضب لا ينفع مع المراهقين و... "


نظرت إليها بغضبٍ عاصف وتحركت بسرعة وأمسكت بفكها بعنف ورفعت رأسها عاليا ونظرت إليها بحدة وهتفت بجنون بوجهها


" إياكِ ثم إياكِ أن تتدخلي بحياتي الشخصية مع ابنتي.. أنا والدها وأعرف مصلحتها جيداً.. بسببكِ أنتِ بدأت ابنتي تفكر بأن يكون لها حبيب لعين.. سأقتلها بنفسي إن حدث ذلك.. كما سأقتلكِ إن سممتِ أفكارها ضدي أو شجعتها بأن يُصبح لها حبيب لعين.. هل كلامي واضح؟ "


سحبت قبضتي عن فكها ورأيتُها تنظر إليّ ببرود وأجابتني بوقاحة


" صحيح بأنني أكرهُك وبشدة بل بجنون.. لكن عليك أن تعلم بأنني من المستحيل أن أكره ابنتك وأُسمم لها أفكارها وأجعلها تنقلب ضدك.. أنا لستُ حقيرة مثلك لأفعل ذلك.. إن كنتُ سأنتقم على ما فعلتهُ بي وتفعله سأنتقم منك شخصياً.. وصدقني سأفعل ذلك حتى لو كان آخر يوم في حياتي "


تصلب جسدي بعنف ودون تفكير رفعت يدي وصفعتُها بقوة على وجنتها.. سقطت على الفراش ووضعت بصدمة يدها على وجنتها ونظرت إليّ بذهول ثم بكرهٍ شديد.. رفعت أصبعي السبابة أمام وجهها وقلتُ لها بتهديد


" إياكِ أن تتطاولي عليّ مرة أخرى بالكلام.. سأجعلكِ تندمين أشد الندم حينها.. وإن اكتشفت بأنكِ حاولت تسميم عقل ابنتي ضدي أو بتفاهات الحب والحبيب سأجعلكِ ترين الجحيم بأم عينيكِ حينها "


اقتربت منها ورفعتُها من خصرها عاليا ووضعتُها على كتفي وخرجت من غرفتي ومن جناحي ثم دخلت إلى الغرفة الملاصقة لجناحي ورميت ساحرتي على السرير ونظرت إليها بلؤم وقلتُ لها بحدة


" استريحي للمساء.. أريدُكِ أن تكوني جاهزة من أجلي.. سوف أستمتع بشدة وأنا أروضكِ في غرفتي الحمراء "


وخرجت بعاصفة من الغرفة التي أمرت سابقا خدمي بتجهيزها لها.. وتوجهت إلى مكتبي وأنا أشتم بغضبٍ مميت...


بعد ساعة.. تنهدت بقوة وأنا أجلس خلف مكتبي.. أغلقت الحاسوب ونظرت بغضب أمامي.. فكرة أن يكون لطفلتي حبيب جعلتني أفقد أعصابي نهائياً.. مستحيل أن أسمح بحدوث ذلك حتى لو أصبحت بعمر الخمسين..


ابنتي آنا ملاك بريء.. لن أسمح لرجل بالحصول عليها.. على جثتي لن أسمح بذلك.. رفعت يدي اليمنى وأرحت ذقني عليها ونظرت بتفكيرٍ عميق وبغضب أمامي

 

رواية شرطية المرور - فصل 12 - الحياة لكلينا


 

إن أحبت ابنتي يوما ما سأذهب وأقضي عليه وعلى كل سُلالتهِ بنفسي.. لن أسمح بحدوث ذلك مهما كان الثمن... وقفت وقررت الصعود إلى غرفة ابنتي والتكلم معها بهدوء.. فأنا لم أهتف في حياتي كلها بوجهها.. لكن اليوم فعلت ذلك لأول مرة بسبب سماعي بما تفوهت به.. سوف أراضيها على طريقتي وأجعلها تُسامحني بسرعة والأهم يجب أن أزيل فكرة الحبيب اللعينة من رأسها...

 

إيلا***

 

" أكرهه.. أكرهه بجنون لذلك الجاموس الحقير "


همست بغضب بينما كنتُ أرفع جسدي بكلتا يداي على الفراش وأحاول الرجوع إلى الخلف والاستلقاء براحة على الوسادات..


لم أهتم للنظر إلى الغرفة اللعينة والتي يوجد بها أثاث فخم.. كان كل تفكيري مُنحصر بشتم ذلك الجاموس المنحرف والسادي.. كيف واللعنة أستطيع الهروب منه الليلة ومن قصاصه المُقرف؟!!.. القذر لم يهتم بأنني في دورتي الشهرية ويريد أن... اللعنة عليه كم أكرهه...


شتمتهُ بقرف بكل الشتائم التي أعرفها وحاولت التفكير بحل سريع لمنعه عن فعل ما يردهُ في المساء.. تأوهت بألم عندما حركت قدماي ونظرت إليها بشرود..


تذكرت بدهشة كيف اعتنى بهما وضمد جراحي.. كيف لجاموس قذر مثله أن يكون رقيقاً أحيانا؟!!.. تساءلت بتعجُب بداخلي ثم تنهدت بقوة بينما كنتُ أتذكر ما قالهُ لابنته عن حادثتها وهي صغيرة..


هو يعشق بجنون ابنتهُ آنا.. وهذا ما يدهشني.. فكما يبدو لي هو كاره للنساء وسادي لعين ومنحرف قذر.. كيف يمكنهُ أن يُحب ابنتهُ إلى تلك الدرجة؟!.. على الأقل هذا جيد لها.. لكن إن اكتشف الجاموس بوجود حبيب لابنتهِ المراهقة سيقتلنا جميعاً من دون شك..


جلست لساعة كاملة أفكر بالمسكينة آنا عندما فجأة سمعت طرقات خفيفة على الباب..


دخلت آنا وهي تبتسم بخجل وتحمل بيدها كيس.. أغلقت الباب واقتربت من السرير ووقفت أمامه وقالت بحياء


" لقد سمح لي والدي برؤيتكِ.. كما أعطاني هذه الأغراض لكِ.. ولكن طلب مني أن لا أتأخر كثيراً حتى أترككِ ترتاحين قليلا.. كما السيدة أماندا وهي رئيسة الخدم هنا ستجلب لكِ وجبة الغذاء إلى هنا بطلب من والدي "


ابتسمت برقة بينما كنتُ أستلم منها الكيس.. فتحتهُ ونظرت إلى داخله لتحمر وجنتاي بشدة عندما رأيت كيسين من فوط الصحية بداخله.. وهذه الفوط أنا أستخدمها دائماً.. كيف عرف بذلك اللعين؟!.. طبعا عندما تجسس عليّ وخطفني من منزل والداي.. حقير.. كما رأيت دواء مُسكن للألم بداخل الكيس.. شتمته للجاموس بداخلي ووضعت الكيس على المنضدة بجانب السرير..


جلست آنا بجانبي ونظرت إليّ بسعادة قائلة


" هل تشعرين بالتحسن أنسة إيلا؟.. إن كنتِ تشعرين بالألم قال لي والدي أن تأخذي حبة مُسكنة للأوجاع بعد أن تتناولين وجبة الغداء "


نظرت إليها بحنان وأجبتُها برقة

" أنا بخير لا تقلقي "


ثم أمسكت بيدها اليسرى وضغطت بخفة عليها وقلتُ لها بصوتٍ مُنخفض


" اسمعي آنا ما سأقولهُ لكِ بوضوح.. عليكِ أن تتركِ ذلك الحبيب وتهتمي بدراستكِ جيداً.. أنتِ ما زلتِ مُراهقة وصغيرة جداً على أمور الحب.. كما والدكِ لن يرضى أبداً بأن يكون لكِ حبيب حـ.. اممم.. حالياً.. أعني ليس قبل أن تُصبحي راشدة.. لذلك اسمعي كلامه ولا تجعليه يغضب منكِ.. واتركي ذلك الشاب الذي كلمتني عنه سابقا.. إن كان فعلا يُحبكِ سوف ينتظركِ حتى تكبرين في العمر قليلا ويعود إليكِ.. اتفقنا! "


تأملتني آنا بحزن وهمست قائلة

" لقد تركتهُ بالفعل.. لا تقلقي أنسة إيلا فأنا لن أرى مايك مُجدداً "


تنهدت براحة ثم توسعت عيناي إذ فجأة خطرت فكرة جُهنمية في رأسي.. نظرت إلى آنا بحنان وقلتُ لها


" آنا.. أريدُ أن أطلب منكِ طلباً صغيراً.. أنا كما تعلمين لا أستطيع السير والاعتناء بنفسي.. هل يمكنكِ أن تنامي الليلة وغداً برفقتي في هذه الغرفة؟.. سأحبُ جداً أن تعتني بي وترافقيني وتنامي بجانبي على السرير.. ما رأيكِ؟ "


توسعت عينيها وهتفت بسعادة قائلة

" حقا أنسة إيلا!!!.. تريديني أن أنام الليلة بجانبكِ؟!.. سأحبُ فعل ذلك.. لكن... "


توقفت عن الهتاف فجأة وتأملتني بخجل وقالت بحياء

" لكن والدي سيرفض ذلك.. فأنتِ حبيبتهُ وهو سيرغب بالاعتناء بكِ بنفسه "


كنتُ على وشك صفع نفسي من القهر.. نظرت إليها بعدم التصديق وجاهدت لكي لا أصرخ بقهر أمامها.. اصطنعت ابتسامة حالمة وأردفت قائلة لها برقة مصطنعة


" حبيبي لن يرفض إن طلبتي منه ذلك.. ثم.. "


اقتربت منها وهمست بخجل مصطنع


" أنا في دورتي الشهرية و.. تعلمين لا أريد أن.. أنا لا أستطيع الابتعاد عن والدكِ ولكن.. اممم.. تعلمين الكبار لا يهتمون لشيء.. ولكن لا أريد أيضا أن أجعل والدكِ يسهر عليّ ويصيبهُ الإرهاق والتعب.. فحبيبي المسكين لا ينام إن شعرت بالألم في رأسي.. لذلك إن رفض عليكِ بالإصرار عليه حتى يوافق من أجله.. يكفي أنهُ سهر الليل بطوله عليّ في الأمس واهتم بجراح قدماي اليوم.. آنا.. افعلي ذلك من أجله.. اتفقنا!!.. "

ابتسمت آنا بوسع وقالت بسعادة

" أنتِ ألطف وأجمل امرأة في الكون.. وأبي محظوظ جداً لأنهُ وجدكِ ولأنكِ أصبحتِ حبيبته "


فكرت بغيظ بداخلي بينما كنتُ ابتسم لها برقة.. همممم.. محظوظ الحقير.. أتمنى له الموت في كل ثانية لهذا الجاموس اللعين.. سمعت آنا تتابع قائلة بفرح


" لا تقلقي أنسة إيلا.. سأجبرُ والدي على الموافقة.. سأكون اللية رفيقتكِ.. يااااي.. في حياتي كلها لم أنم بجانب أحد سوى والدي.. ستكون الليلة حفلة مبيت لنا نحن الفتيات "


نظرت إليها بحنان وداعبت وجنتها برقة بأناملي وقلتُ لها


" سأكون أكثر من سعيدة برفقتكِ معي.. اذهبي واجلبي ثياب النوم الخاصة بكِ وفرشاة أسنانكِ.. وإن أردتِ يمكنني حاليا مساعدتكِ بواجباتكِ المدرسية "


شهقت بدهشة عندما حاوطت آنا عنقي بيديها وقبلتني على خدي ثم عانقتني بشدة وقالت


" أشكركِ لأنكِ أصبحتِ حبيبة أبي و مربيتي و رفيقتي.. أنا أحبكِ جداً أنسة إيلا "


شعرت بإحساسٍ لطيف يغمرني وبادلتُها العناق وهمست لها بصدق


" وأنا أحببتكِ جداً آنا.. وأعدكِ سأعتني بكِ جيداً.. فأنا أعتبركِ بمثابة شقيقتي الصغرى.. هيا اذهبي بسرعة واجلبي كل ما تحتاجينه إلى هنا.. لا تتأخري "


قفزت آنا وهتفت بسعادة كبيرة بأنها لن تتأخر وخرجت من الغرفة.. بعد ثواني دخلت سيدة في عقدها الخامس من العمر وخلفها خادمتين.. واحدة تحمل صينية تم وضع أطباق من الطعام عليها.. وأخرى تحمل بيديها لوح خشبي على شكل طاولة مربعة صغيرة..


وقفت المرأة أمامي وقالت باحترام


" سيدتي.. أنا أدعى أماندا داكوت.. وأنا رئيسة الخدم في قصر السيد راموس.. إن احتجتِ لأي شيء اتصلي بي من الهاتف الأرضي على رقم ثلاثة وسوف أجيب على الفور.. لقد أمرنا السيد بجلب سوشي لكِ.. أتمنى أن تعجبكِ الوجبة.. في المرة القادمة سيتم صنعها في القصر من أجلكِ سيدتي "


نظرت إليها بدهشة وفكرت بذهول.. هل فعلا أمرهم بجلب السوشي لي؟!.. كنتُ أغيظه للأحمق ولكنه فعلها وطلب بجلب السوشي لي.. هذا غريب!!.. لكن لن أعترض فأنا أعشق السوشي بجنون..


ابتسمت بوسع وتأملتُها باحترام وبسعادة.. فهي تبدو طيبة ومحترمة.. شكرتُها بهدوء وطلبت منها أن تناديني باسمي فقط لكنها اعترضت وقالت بأن ذلك لن يُعجب السيد.. لم أجادلها ورأيتُها تأمر الخادمتين بوضع الطعام أمامي.. اقتربت خادمة ووضعت المسند فوق ساقاي ثم اقتربت الخادمة الأخرى ووضعت الصينية أمامي.. ثم استأذنوا بالانصراف وخرجوا..


نظرت بشهية إلى السوشي وبدأت أتناولها بلذة وأتنهد برضا تام.. في الساعة السادسة مساءً كانت آنا تجلس على السرير بجانبي ونحن نشاهد من هاتفها ونضحك بشدة على صور زملائها في المدرسة والتي ينشرونها على المواقع التواصل الاجتماعية..


انفتح الباب فجأة وسمعت صوت الجاموس وتوقفت فوراً عن الضحك ورفعت رأسي ونظرت إليه ببرود


" لقد حان الوقت ساحــ... آنا!!!.. ماذا تفعلين في هذا الوقت هنا؟!.. اذهبي بسرعة إلى غرفتكِ "


هتف بحنق وهو ينظر بغيظ إلى ابنته.. نهضت آنا عن السرير وركضت نحو والدها وعانقتهُ بشدة ثم قبلت وجنتيه وقالت له


" منذ ساعتين عرفت من السيدة أماندا بأنك خرجتَ من المنزل.. كنتُ أريدُ رؤيتك لأطلب الإذن منك لأنام الليلة وغداً بغرفة الأنسة إيلا "


توسعت عينيه ونظر بسرعة إليّ بتهديد.. فابتسمت بخبث وكتفت كلتا يداي على صدري ورفعت رأسي عالياً وتأملتهُ بتحدٍ.. احتقنت عينيه وضغط بعنف على شفتيه وسمعت باستمتاع آنا تقول له بخجل وهي تبتعد عنه


" كما تعلم والدي الأنسة إيلا ليست بخير.. فهي في دورتها الشهرية و كذلك قدميها تؤلمانها بشدة.. لذلك قررت أن أبقى برفقتها وأهتم بها.. و.. حتى تستريح قليلا لأنك أرهقتَ نفسك بالاعتناء بها في الأمس.. أرجوك لا تعترض.. فهذه خصوصية البنات.. وأنا أستطيع الاعتناء بحبيبتك بشكلٍ جيد "


سمعت صوت اصطكاك أسنانهِ ببعضها وحاولت جاهدة كتم ضحكتي عندما هتف بحنق

" واللعنة لا فــ.. "


توقف عن قول ما كان يريده عندما قالت له آنا

" لا للشتائم والدي.. "


فأجابها بغيظ وهو يتأملني بشر

" لكن أنا أُفضل الاعتناء بها بنفسي.. اذهبي إلى غرفتكِ آنا "


أجابتهُ آنا بالرفض القاطع.. ثم رأيتُها باستمتاع تمسك بيده وهي تقول له

" لا تعترض أبي.. سوف تترك حبيبتك برفقتي لعدة أيام حتى تُشفى.. ولكن.. "


نظرت آنا إليّ بخجل وتوسعت عيناي برعب عندما قالت لوالدها بحياء

" لكن يمكنك تقبيلها قبلة المساء قبل أن تخرج من غرفتها "


" اللعنة.... "


همست بقهر بينما آنا كانت تسحب والدها نحو السرير وتوقفه أمامي وتطلب منه


" قبلها بسرعة.. ثم تمنى لها ليلة سعيدة واذهب واسترح في غرفتك "


نظرت إلى الجاموس بذعر ورأيتهُ يتأملني بغضبٍ هائل وعينيه تتوعدني بالجحيم.. هز رأسهُ بخفة وتأملني بطريقة جعلتني أرتعش من الخوف.. انحنى وأمسك بطرف ذقني بقوة وقال من بين أسنانه


" حبيبتي.. كيف لي أن أبتعد عنكِ؟.. كنتُ أرغب وبشدة بالاعتناء بكِ الليلة "


همس بكلمة الليلة بحدة ثم نظر إلى ابنته وابتسم بقهر وعاد ليتأملني بغضب وقبلني بعنف على شفتاي ثم عضها ورفع رأسه وهمس بأذني قائلا بتهديد


" ساحرتي يا ساحرتي.. لا تستريحي كثيراً فما ينتظركِ مني سيجعلكِ تفقدين أوتاركِ الصوتية.. سأجعلكِ تدفعين الثمن غاليا على فعلتكِ هذه "


ثم استقام وقال من بين أسنانه

" أحلاماً سعيدة حبيبتي.. لا تجعلي ابنتي تنام في وقتٍ متأخر وإلا عاقبتكِ "


حقير ومنحرف.. هتفت بداخلي بغيظ وأنا أراه يخرج من الغرفة.. قهقهت آنا بخجل وقالت


" أبي يشعر بالحزن الشديد لأنني أبعدتكِ عنه.. عليكِ أن تعوضيه فهو يحبكِ جداً "


" آناااااااا... "


هتفت باسمها بصدمة فضحكت بخفة واعتذرت قائلة


" آسفة أنسة إيلا.. ولكن إنها المرة الأولى التي أرى بها والدي عاشق والهان.. أبي رجل رائع وحنون جداً وعاطفي.. أتمنى لكما السعادة الأبدية وأن تصبحي زوجة أبي في أسرع وقت "


شعرت بالاختناق بسبب ما تفوهت به وبدأت أسعل بقوة.. هذا ما كان ينقصني!.. فكرت بتعاسة بينما كنتُ أشرب كأس الماء الذي جلبته لي آنا..


أفضل الموت على أن أكون حبيبة ذلك الجاموس الحقير و زوجته... فكرت بغضبٍ كاسح بذلك بينما كنتُ أشاهد فيلما برفقة آنا...



 

روسلين***

 

" أكره العمل.. أكرهه بشدة "


همست بغيظ بينما كنتُ أدخل إلى المتجر الذي أعمل به في المساء.. حياتي أصعب بكثير مما كنتُ أتخيلها.. فأمي لا تعمل والأكثر بأنها تظل ثملة طيلة الوقت بسبب شربها للكحول بكمية كبيرة يومياً.. بينما أبي... هههه... لا أتذكر شكله حتى.. لقد هجر والدتي وأنا في سن الخامسة من عمري.. كنتُ طفلة عندما قرر أن يتخلى عني وعن والدتي.. وأمي بسبب عشقها الكبير له لم تتحمل وبدأت تعتاد على شُرب الخمر والكحول بكمية كبيرة يوميا بدل أن تهتم بي..


تعلمت منذ صغري أن أعتني بنفسي ولا أنتظر الحنان والعطف من أمي أو من أي أحد.. اجتهدت بدراستي وعملت منذ أن كنتُ في الرابعة عشر في المقاهي والمطاعم كنادلة في المساء حتى أستطيع الصرف على المنزل ومدرستي.. لحسن حظي أمتلك ملامح وجسد يجعلاني أبدو كراشدة..


أنا في السابعة عشر من عمري حاليا وأدرس في مدرسة لعينة للأغنياء.. طبعا بسبب منحة دراسية وإلا لم أكن سأحلم بالدخول إلى تلك المدرسة..


ولكنني أعمل هنا حتى أستطيع دفع أجار المنزل والكحول التي تحتاجها أمي يوميا وطبعا الطعام وملابس لكلينا..


تنهدت بقهر بينما كنتُ أمشي باتجاه مكتب رئيس الموظفين حتى أقوم بتسجيل وقت دخولي.. سئمت حياتي المملة.. رغم أنني متفوقة بدراستي إلى أنني بدأت أخرج خلسة من المدرسة مع رفيقتي آنا حتى أستريح من ضغط الحياة عليّ..


أنا مجرد مراهقة واللعنة.. كيف يمكنني أن أتحمل أكثر؟!.. لقد تحملت أكثر من طاقتي بكثير من أجل أن أستمر بالعيش..


خرجت من مكتب المدير وتوجهت إلى منصة لعرض المنتجات من السلع والمنتجات النسائية.. ولكن ما أن وقفت حتى رأيت رجل يقف بشرود وهو ينظر بخجل وبضياع إلى الفوط الصحية.. ثم فجأة نظر إليّ بخجل وهو يفرك يديه ببعضها بتوتر

 

رواية شرطية المرور - فصل 12 - الحياة لكلينا

 

 " هااهههههههه... "


تأوهت بدهشة لا حدود لها عندما تلاقت نظراتنا.. خفق قلبي بعنف وهتفت بداخلي.. من هذا القمر؟!.. إلهي كم هو وسيم.. وسيم لحد اللعنة..


نظرت إليه ببلاهة وبإعجاب لا حدود له

 

رواية شرطية المرور - فصل 12 - الحياة لكلينا



وعندما سمعتهُ يكلمني ارتعش جسدي من جمال صوته الملائكي..

" مساء الخير أنستي.. هل يمكنكِ مساعدتي لو سمحتِ؟ "


ااااااااااعععععععععع.. قلبي سيطير من مكانه.. هل حقا هو تكلم معي للتو؟!!.. سأموت من شدة جماله.. وبسبب شرودي الكامل بجماله لم أنتبه بأن أُجيب عليه.. بل لم أنتبه لنظراتهِ الجميلة وهي تتأملني من رأسي حتى أخمص قدماي لتُعاود عينيه بالصعود تدرجيا وببطء لتستقر على عيناي الذاهلتين..


كنتُ أنظر إلى شفتيه شاردة بهيام بهما.. ما أجمل شفتيه.. إنها أجمل شفاه رأيتُها في حياتي.. هل هو فعلا بشري أم ملاك سقط من السماء وتحديدا ليقف أمامي هنا!!!...


" احممم.. هل أنتِ بخير أنستي؟ "


هل ناداني بأنستي للتو؟!.. أه يا قلبي.. سوف يتسبب بموتي الآن.. نظرت إليه بخجل وابتسمت كالحمقاء ابتسامة واسعة.. تبا أنا مُجرد مُراهقة أعجبها رجل ولا في الأحلام..


مهلا رجل؟!.. اعععععععععع تباً.. لن يعطني رقم هاتفهِ الخاص إن اكتشف بأنني مراهقة.. سأكذب عليه وأخبره بأنني في الواحدة والعشرين من عمري.. إن أعطاني رقمه فهذا جيد.. لا بل مدهش.. وإن لم يفعل سأقتل نفسي بكل تأكيد..


فكرت بذلك بينما كنتُ أقف جامدة أمامه كالبلهاء.. رأيت عينيه تتأمل ملامح وجهي بدقة فاتسعت ابتسامتي البلهاء أكثر وقلتُ له بحياء


" مساء الخير.. كيف يمكنني أن أساعدك؟.. فأنا أعمل هنا في المتجر.. و.. احممم.. واسمي هو روسلين.. و.. "


توقفت عن التكلم عندما أخفضت رأسي ونظرت بذعر إلى ملابسي.. تبا لقد نسيت كليا ارتداء زي الخاص بالعمل.. لا يهم.. رفعت رأسي ونظرت إلى ذلك الوسيم ورأيتهُ يبتسم برقة وكلمني بصوتهِ الملائكي قائلا


" تشرفت بمعرفتكِ روسلين.. أدعى أوليفر.. وأنا أحتاج فعلا إلى مساعدتكِ.. امــ... اممم.. أحتاج لفوط صحية لـ.. هل يمكنكِ أن تختاري لي الأفضل لو سمحتِ و.. ومن بعد إذنك هل يمكنكِ أن تشرحي لي كيفية وضعها على.. اممم.. على السروال الداخلي "


توسعت عيناي بذهول عندما كلمني بإحراج شديد.. وشعرت بالقهر.. هل هو متزوج ولديه ابنة؟!.. ولكن أين هي زوجتهُ اللعينة؟!.. لماذا تركتهُ يــ.. مهلا لحظة!.. ربما هو لديه ابنة وليس متزوج!!.. سوف أسأله..


ابتسمت بوسع وسألته

" هل هي من أجل حبيبتك؟.. أم ابنتك يا ترى؟.. "


رأيتهُ ينظر إليّ بدهشة لوقاحتي.. فقلتُ له بخجل

" آسفة على وقاحتي.. لا تهتم "


سمعتهُ بسعادة يُجيبني قائلا

" إنها لشقيقتي الصغرى.. و.. و.. "


فهمتُ الوضع بسرعة وقاطعتهُ قائلة بهيام

" وهي مرتها الأولى.. أتفهم الوضع جيداً.. لا تقلق سوف أساعدك وأشرح لك التعليمات بدقة "


ثم نظرت إليه بخجل وقلتُ له بصراحة مُطلقة

" شقيقتك محظوظة جداً بك.. أحسدُها "


شهقت بدهشة إذ لم أنتبه على نفسي وتفوهت بأخر كلمة.. احمرت وجنتاي بشدة ورأيتهُ يتأملني بإعجاب وبرقة وبتفهم.. ابتسمت بخجل ثم استدرت واخترت له أفضل فوط صحية وسلمتُها له وبدأت أخبره بدقة عن كيفية وضعها على السروال الداخلي..


عندما انتهيت وقف أمامي جامداً وهو يتأملني.. تُهت في عينيه الجميلتين ولم أستطع إبعاد نظراتي عنهما..


رمش بخفة وهنا أفقت من شرودي بعينيه الجميلتين واحمر وجهي أكثر من جراء الخجل.. سمعتهُ بدهشة يسألني بهمس قائلا


" أشكركِ على مساعدتكِ لي.. و.. إن سمحتِ لي أرغب أن أسألكِ سؤال شخصي.. أتمنى أن لا أزعجكِ به "


طبعا ابتسمت كالبلهاء وأجبتهُ بحياء

" لا مانع لدي طبعاً.. "


تنهد براحة وقال

" كم هو عمركِ؟.. تبدين صغيرة للعمل هنا في دوام مسائي "


توسعت عيناي بذعر وأجبتهُ بسرعة


" عمري واحد وعشرين سنة.. أنا كبيرة كفاية ليكون لي حبيب وأعمل بدوام مسائي.. وأنا طبعا ليس لدي حبيب.. بعد "


اللعنة.. ما الذي تفوهت به للتو!!... سوف يظنني حمقاء لعينة.. فكرت بقهر بينما كنتُ أنظر إليه بقلق.. ابتسم برقة وقال


" إذا هذا من حُسن حظي "


اه قلبي.. سأموت.. همست بهيام بداخلي وأنا أنظر إليه وعلى وشك القفز عليه.. هل هذا هو الحب من أول نظرة؟!.. أتمنى ذلك!..


تأملتهُ بسعادة خاصة عندما رفع يده وأخرج محفظتهِ من جيبه وأخرج بطاقة منها وسلمني إياها.. وقال بجدية


" أتمنى أن أتعرف عليكِ أكثر.. هذا رقمي الشخصي "


نظرت بفرحٍ لا يوصف إلى البطاقة ورفعت رأسي وهمست له برقمي.. وأعدتهُ مرتين بينما كان يسجله على هاتفه الخلوي الباهظ الثمن.. واووووو.. يبدو غني أيضا..


وقفت أمامه كالبلهاء وأنا أراه يسحب علبة أخرى من الفوط التي اخترتها له وقال بإحراج


" ربما احتاجت شقيقتي لعلبة أخرى "


أجبتهُ بغباء قائلة

" أنتَ مُحق.. قد تحتاج لها "


تأملني بشرود ثم رفع يده اليمنى ليصافحني.. وما أن وضعت يدي بيده حتى أحكم إمساكها بخفة وقال بصوتهِ الجميل


" أنا سعيد لأنني تعرفت عليكِ روسلين.. نلتقي قريبا "


بعد ذهابه كنتُ ابتسم كالبلهاء وأنا أنظر أمامي بهيام.. أخيرا تعرفت على فارس أحلامي.. لكن مهلا!!.. تجهم وجهي وكسى الحزن قلبي عندما تذكرت بأنني كذبت عليه..


إن اكتشف عمري الحقيقي قد يفر هاربا مني.. أتمنى أن لا يعرف..

" تبا ما هذه الورطة!.. "


همست بحزن بتلك الكلمات وقررت أن أذهب لأُبدل ملابسي بزي العمل...

 


آخيليس***

 

وقفت الطبيب هارولد أمام المكتب في قصر جدتي ونظر إليّ بترقب.. تأملته ببرود وأردفت قائلا له


" ما هو تشخيصك لها؟.. لماذا هي لا تتذكر شيء قبل الحادث بلحظات؟ "


أجابني هارولد بجدية قائلا


" زعيم اغمائها بسيط.. لقد فحصتُها هي لا تشكو من شيء.. فقط هي حزينة جدا بسبب فتاة تدعى ميمي.. كما فتاتُك محظوظة فأحيانا النسيان يكون نعمة.. لقد اتصلت منذ قليل بصديق لي وهو طبيب و بروفيسور اخصائي في أمراض الدماغ والشرايين.. شرح لي بدقة طبيعة حالة النسيان التي أصابت فتاتُك.. أولا تمر ذاكرة الإنسان بثلاث مراحل وهي.. مرحلة التسجيل.. و مرحلة التخزين.. و مرحلة الاستذكار.. وتؤثر هذه المراحل الثلاث وحسن أدائها بشكل مباشر على مدى اتلاف قوة الذاكرة من شخص الى آخر "


توقف عن التكلم فأشرت له بيدي ليتابع.. تنهد براحة وقال


" إن وقع حادث لشخص ثم استيقظ لاحقا ولم يتذكر أي شيء قبل لحظات من وقوع الحادث فهذه حالة نادرة جداً لكنها تحدث مع معظم الأشخاص.. ففي الدماغ بعد مرحلة التسجيل تأتي مرحلة التخزين.. ولابد من الإشارة هنا أنه لا توجد منطقة معينة في الدماغ مخصصة للذاكرة.. بل تتوزع الذاكرة وتعمل في جميع أنحاء الدماغ وبحسب كل منطقة يوجد تخزين لمرحلة معينة من حياة الإنسان.. لهذا عندما يصاب أحد الأشخاص بفقدان الذاكرة.. يكون قسم كبير من دماغه مفقودا أو فيه عطل على اثر تعرضه لحادث مباشر على الدماغ "


أومأت له مُتفهما وأشرت له من جديد ليتابع الكلام.. فعاد وقال


" كما أنه يرى ان من يتعرض لحادث سيارة لا يتذكر كيفية وقوع الحادث مطلقا.. فهو ينسى الأحداث التي حصلت معه قبل وقوع الحادث وبعده بنصف ساعة لان ذاكرة التسجيل في تلك المرحلة تتعطل إلا انها تعود بعدها إلى عملها الطبيعي في حالة لم يتعرض المخ لأي ضربة أو تلف في خلاياه.. لهذا السبب فتاتُك لا تتذكر ما حصل لها قبل وقوع الحادث وإغمائها "


همهمت برضا.. ثم سألته

" هل من الممكن أن تتذكر لاحقا ما حصل لها قبل وقوع الحادث؟.. أريدُك أن تكون صادقا معي هارولد.. فإجابتك على هذا السؤال قد تغير مصيرها بالكامل "


أجابني بسرعة قائلا وبثقة عمياء


" بالتأكيد زعيم.. من المستحيل أن أكذب عليك.. وجوابي هو لا لن تتذكر.. سبق وسألت صديقي البروفيسور هذا السؤال وأجابني بأنها من المستحيل أن تتذكر ما حدث معها.. ذاكرتها بسبب الضربة تعطلت في تلك الدقائق وأمحت ما خزنهُ الدماغ.. هي لن تتذكر أبداً ما حدث "


شعرت بالارتياح الشديد لدى سماعي لكلماته تلك.. شكرتهُ وسحبت ظرف من الدُرج ووضعتهُ أمامهُ على سطح المكتب وقلتُ له


" أشكرك هارولد.. يمكنك الذهاب "


استلم الظرف وشكرني باحترام وبعد خروجه من مكتب جدي أرحت ظهري على الكرسي وابتسمت بوسع.. يبدو أن خطتي الأولى سيتم تنفيذها.. شرطيتي الجميلة ستكون لي بإرادتها الكاملة..


لكن عاد وجهي ليتجهم عندما تذكرت تلك المدعوة ميمي..


" اللعنة.. تلك المدعوة ميمي يبدو أن حياتها ستنتهي بسرعة.. لا يجب أن تظل على قيد الحياة مهما كان الثمن "


نظرت أمامي بغضب ثم همست بعصبية

" أين أنتَ كارتر.. عليه أن يجد لي تلك الفتاة وفي أسرع وقت "


انفتح باب المكتب ودخلت جدتي وقالت بهدوء

" آخيليو.. أريدُ أن أتكلم معك بأمرٍ هام "


ابتسمت لها بوسع وأجبتُها بسرعة

" طبعا جدتي.. تفضلي "


جلست أمامي ونظرت بحزن إليّ وقالت


" المسكينة إستيرا لم تتوقف للحظة واحدة عن البكاء عندما استيقظت من إغمائها.. هي تبكي بسبب تلك الفتاة ميمي.. يبدو بأنها عزيزة جداً على قلبها.. آخيليو.. أنتَ لن تقتل ميمي أليس كذلك؟.. فـ إستيرا متعلقة بها جداً "


أرحت يداي على سطح المكتب وشبكت أصابعي ببعضها ونظرت بجدية إلى جدتي قائلا

" للأسف جدتي.. لقد كانت برفــ.. "


توقفت عن التكلم عندما انفتح الباب ودخل كارتر كالإعصار وهو يهتف قائلا

" آخيل. لن تصدق من تكــ.. أوه سيدة هيلينا.. آسف ظننت الزعيم بمفرده في المكتب "


ابتسمت له جدتي برقة وقالت له

" لا عليك أيها الوسيم.. فأنتَ لم تقاطع حديثا مهما.. تفضل واجلس بجانبي "


وأشارت له بيدها على الكرسي المقابل لها أمام المكتب.. جلس كارتر ونظر إليّ بنظرات فهمتُها على الفور.. فقلتُ له


" يمكنك أن تتكلم أمام جدتي.. هل وجدتها؟ "


ابتسم كارتر بخبث وأجابني

" نعم لقد وجدتُها.. ولن تتخيل من تكون "


عقدت حاجبيّ وتأملته بترقب وسمعتهُ بصدمة يقول

" ميمي هي سيارة فتاتُك الشرطية "


ساد الصمت للحظات بينما كنتُ و جدتي ننظر إليه بذهول تام.. استقمت بجلستي ونظرت إليه بغضب وهتفت بوجهه بعصبية قائلا


" كاااارتر.. هذا ليس وقت مُزاحك.. هل وجدتَ ميمي؟ "


تأملني الملعون بخبث وقال

" أنا لا أمزح آخيليس.. ميمي هي سيارة الشرطية "


وقفت جدي من مكانها وهتفت بذهول

" ماذاااااااااااااااااا.. أاااه رأسي "


وضعت جدتي يدها على رأسها وسقطت جالسة في مكانها وهي تنظر إلى كارتر بصدمة لا حدود لها.. بينما أنا سقط فكي إلى الأسفل من هول الصدمة وتجمدت للحظات أنظر إلى كارتر بجمود..


سمعت كارتر يقول لي بنبرة هادئة


" لا تقتلها آخيل.. فتلك السيارة هي الهدية الأخيرة من والدها وكل ما تبقى لها منه.. كما فتاتُك تُحب ميمي بجنون ومتعلقة بها بشكلٍ غريب "


تأملني كارتر بتوتر ثم سقط فكهُ إلى الأسفل عندما شرعت أضحك بشكلٍ جنوني


" هاهاهاهاهاهاههههههههه.. ميمي سيارتها!.. ممممههههههاااهاههاهاهاههههه.. اللعنة.. هي سيارة.. هاهاهاهاهاههههه.. "


ضحكت من قلبي كما لم أفعل سابقا في حياتي كلها لدرجة أن دموعي هطلت على وجنتاي من شدة الضحك..


لم أستطع التوقف عن الضحك لدقائق طويلة.. وعندما كنتُ اهدأ قليلا أرى نظرات جدتي و كارتر المصدومة وأعاود الضحك من جديد..


الموقف فعلا مضحك جداً.. أنا الزعيم آخيليس داركن أجعل مساعدي كارتر يبحث لي عن ميمي الشاهدة وفي النهاية تكون سيارة شرطيتي الجميلة..


" هاهاهاهاهاهاهههه.. هذا كثير!!.. هههههههه.. ميمي هي السيارة!!.. أوه.. ههههاهاهاهاهههههه... "


تأملني كارتر بتعجُب وهتف بذهول

" أنتَ تضحك!!!.. هذا كثيرٌ عليّ "


وقفت وأنا ما زلتُ أحاول كتم ضحكاتي بصعوبة.. نظرت إلى كارتر قائلا


" وما المانع من أن أضحك.. الموقف مُضحك فعلا.. لقد تحركتَ أنتَ وجميع رجالي للبحث عن ميمي وفي النهاية تكون سيارة.. هههههه.. هي تُدهشني دائما.. لم أتخيل أبداً بأن ميمي هي سيارتها و... "


توقفت عن التكلم عندما سمعت طرقات متتالية على باب المكتب وصوت الخادمة تهتف برعب


" سيد آخيليس.. سيدة هيلينا الضيفة مُنهارة وهي تريدُ الخروج من القصر للبحث عن ميمي "


نظرت بجمود إلى الباب ثم إلى جدتي وقلتُ لها


" جدتي اذهبي إليها بسرعة وامنعيها من الخروج و اجعليها تعود إلى غرفة التمريض حتى تستريح.. لا أريدُها أن تراني وترى إميليو أو كارتر هنا.. فلا تدعيها تخرج من تلك الغرفة "


أومأت جدتي موافقة وخرجت مسرعة.. نظرت إلى كارتر وسألتهُ

" أين هي ميمي؟ "


تأملني بذهول قائلا

" آخيل.. لقد تخلصت منها كما أمرت.. السيارة في المكب.. لقد تحطمت مُقدمتها بالكامل والرجال في المكب سوف يفككونها ويتخلصوا منها في الغد نهائياً "


شتمت بغضب وتوجهت نحو الباب وأمرت كارتر قائلا

" اتصل بهم بسرعة واطلب منهم أن يتم شحن السيارة بسرعة بشاحنة خاصة و ينتظروا أوامري.. إن أصاب السيارة أي خدش آخر سأقتلهم "


" كيف؟!!!.. ولكن آخيل السيارة أصبحت للكسر.. لم تعد صالحة للسير "


هتف كارتر بصدمة وتبعني خارج المكتب.. مشيت بسرعة نحو السلالم وبدأت أنزله وأجبتهُ بعصبية

" كما سمعت.. نفذ أوامري بسرعة دون جدال "


وقفت على آخر درجة من السلالم عندما سمعت بحزن صوت صرخات إستيرا


" لااااااااااااا.. لا سيدة هيلينا.. صحيح ميمي مُجرد سيارة بالنسبة لكِ.. لكنها كل شيء بالنسبة لي.. هي كل ما تبقى لي من والدي.. إنها هديتهُ الأخيرة لي قبل وفاته.. مستحيل أن أتخلى عنها.. أريدُ ميمي.. أرجوكِ سيدتي دعيني أخرج من هنا لأبحث عنها... "


ضغطت بشدة قبضتاي والتفت نحو كارتر وأمرتهُ قائلا بعصبية


" اتصل بسرعة بصاحب شركة الفولكس فاجن.. أريدهُ وكل المُهندسين و الموظفين لديه في الشركة بعد ربع ساعة فقط.. إن اعترض فجر له الشركة واقتله.. واتبعني بعدها "


وخرجت من القصر وجلست خلف المقود وأدرت المُحرك وقدتُ السيارة بسرعة جنونية نحو المكب الخاص بشركتي.. أوقفت سيارتي بحدة وترجلت منها.. أحنى جميع الحُراس رؤوسهم إلى الأسفل بينما أجسادهم كانت ترتعش بوضوح من جراء الرعب..


رأيت المسؤول عنهم يركض باتجاهي وقال برعب

" زعيم.. أهلــ.. "


قاطعته قائلا بحدة

" أين هي السيارة؟ "


أجابني بخوف قائلا

" لقد تم وضعها في الشاحنة كما أمرت زعيم.. ونحن كنا بانتظار أوامرك الجديدة "


نظرت خلفه ورأيت شاحنة كبيرة تابعة لشركتي تقف في وسط المكب وقد تم تحميل سيارة إستيرا عليها.. شعرت بالارتياح لأنهُ لم يتم تفكيك السيارة.. فكلمت ذلك المغفل قائلا بأمر


" أرسلوها بسرعة إلى شركة الفولكس فاجن "


استدرت وأشرت لحراسي حتى يتبعونني من جديد وصعدت إلى سيارتي وقدتُها بسرعة قصوى نحو الشركة ووصلت في أقل من ربع ساعة إليها..


ترجلت من سيارتي ورأيت رجالي يقفون أمام باب الشركة وهم يحملون أسلحتهم.. وقفت أمامهم وكلمتهم بحدة قائلا


" أين هو كارتر؟ "


أجابني حارس بخوف قائلا

" إنه في مكتب المدير في الداخل.. وطلب مني أن أعلمك عندما تصل بأن جميع الموظفين قد وصلوا إلى الشركة منذ دقائق "


دخلت إلى الشركة ورافقني حارس لدي قائلا

" زعيم.. سوف أرافقك إلى مكتب المدير "


تبعته وما أن دخلت حتى نظرت بإعجاب وبتقدير إلى كارتر.. كان يجلس خلف مكتب المدير وهو يرفع ساقيه ويضعها على سطح المكتب ويحمل مسدسهُ بيده ويلعب به بخفة بينما المدير والموظفين جاثون على رُكبهم على الأرض وأيديهم خلف رؤوسهم وهم يبكون بصمت ويرتعشون برعب بينما خمسة من حُراسي يقفون أمامهم ويشهرون أسلحتهم عليهم..


انتفض كارتر واقفا لدى وصولي وقال لي وهو يقترب ليقف أمامي


" الجميع هنا.. حتى موظفين التنظيف.. جعلتُ رجالي يجلبون البعض منهم من منازلهم.. والآن ماذا تريدني أن أفعل؟ "


نظرت إلى الجميع ببرود وسألتهم بحدة

" من منكم هو المدير؟ "


ابتسم كارتر بخبث واقترب من رجل في عقده السادس من العمر وأمسكهُ من روب منامتهِ ورفعهُ بعنف ليقف ثم رماه على ركبتيه أمام أقدامي على الأرض.. ووجه حديثهُ لي قائلا


" هذا هو الغبي.. لقد أغلق الملعون الخط بوجهي عندما اتصلت به وظنني أمزح معه.. فقمتُ بزيارة سريعة له في منزله.. عنوانه وجدتهُ بسهولة تامة في حاسوبي الخاص.. ولكنه اللعين تبول على نفسه وأنا أسحبهُ من فراشه أمام زوجته المسكينة والتي غابت عن الوعي فور رؤيتها لي.. أظنها ظنت بأنني ملاك الموت "


كارتر لن يتغير أبدا وهذا ما يعجبني به.. فكرت بذلك ونظرت إلى المدير وأشرت له بأصبعي السبابة ليقف.. وقف أمامي وهو يبكي ويرتعش بعنف.. نظرت إليه ببرود ثم رفعت كلتا يداي وعدلت له الروب على كتفيه وخاطبت كارتر قالا باستهزاء


" منذ متى نُعامل الناس بتلك الطريقة كارتر؟.. كيف لك أن تُعامل السيد.... "


نظر الرجل إليّ برعب وهمس قائلا بصوتٍ مهزوز

" نيك أندروس سيدي.. اسمي هو نيك أندروس "


ربتت بخفة على كتفه وتابعت قائلا

" كيف لك أن تُعامل السيد نيك أندروس وموظفيه المحترمين بهذه الطريقة الهمجية؟ "


سمعت ذلك الغبي نيك يقول بنبرة مرتعشة

" لا بأس سيدي.. الخطأ يقع عليّ.. أنا لم أتعرف على السيد أدامز.. أستحق هذه المعاملة منه "


رفعت حاجبي ونظرت إليه بجمود ثم تابعت قائلا مُخاطبا كارتر


" أوه لا.. كارتر أنتَ المُخطئ.. فالسيد نيك سوف يساعدنا الليلة مع موظفيه المحترمين بتصليح سيارة.. إن لم ينتهوا من تصليحها قبل حلول الصباح تخلص منهم جميعا "


هتف الجميع بذعر وشرعوا يبكون بشكلٍ هستيري.. جثى نيك أمامي على ركبتيه وقال ببكاء


" سنفعل أي شيء تطلبهُ منا سيدي.. لكن أرجوك لا تقتلنا.. أرجوك "


أشرت لـ كارتر بعيني حتى يوقفهُ على قدميه أمامي وفعل ذلك.. نظرت إلى نيك بجمود وقلتُ له بتهديد


" ستصل شاحنة مُحملة بسيارة فولكس فاجن قديمة الطراز بعد لحظات إلى الشركة.. أريدُك وكل المهندسين لديك والعُمال بتصليحها على الفور وإعادتها جديدة بالكامل.. وقبل حلول الصباح.. خطأ واحد صغير أو خدش صغير ستنتهي حياتكم على الفور "


أشار برأسه موافقا وهو يبكي كطفلٍ صغير.. نظرت إلى موظفيه وخاطبتهم قائلا بتهديد


" سوف تعملون على إصلاح السيارة وإعادتها جديدة بالكامل.. لن أكون رحيما معكم إن لم تُعجبني السيارة بعد انتهائها.. فهمتم؟ "


ارتعشوا أمامي برعب وهتفوا بذعر وبصوتٍ واحد

" نعم سيدي "


نظرت إلى رجالي وأمرتهم قائلا

" عندما تنتهي السيارة أرسلوها أولا إلى قصري الخاص.. إن أعجبتني هم أحرار.. وإن لم تُعجبني السيارة تخلصوا من الجميع "


أشرت لـ كارتر ليتبعني وخرجت من الشركة.. وقف كارتر أمام سيارتي ثم شرع يضحك بجنون.. رفعت حاجبي ونظرت إليه بجمود وفورا توقف عن الضحك وحمحم بخفة وقال باعتذار


" آسف لم أقصد.. لكن شكلهم ومديرهم كان مضحكا جداً.. المسكين نيك بلل نفسهُ للمرة الثانية اللية بسببك.. أظن سيفعلها للمرة الثالثة عندما يسلمون السيارة لنا و... "


توقف عن التكلم عندما سمعنا صوت رنين هاتفي.. سحبتهُ من جيب سترتي ورأيت أن جدتي هي المتصلة.. شعرت على الفور بالقلق الشديد إذ عرفت بأن مكروها أصاب شرطيتي الجميلة.. أجبتُها بسرعة قائلا


" هل هي بخير جدتي؟.. هل حصل لها شيء؟ "


سمعت جدتي تهتف بخوف


( آخيل.. قصري مُحاصر بالكامل بسيارات الشرطة.. الشريف مايكل أتى إلى قصري ليأخذ إستيرا.. ماذا تريدني أن أفعل؟!.. هل أسمح له بذلك؟ )


كورت قبضتي اليسرى بشدة بجانبي واشتعل الغضب بداخلي.. كيف تجرأ ذلك اللعين على فعل ذلك؟!.. سأجعلهُ يدفع الثمن غالياً.. نفرت عروق عنقي وأجبت جدتي بحدة من بين أسناني


" لا تدعي الشريف يرى إميليو وكذلك إستيرا.. تكلمي مع ذلك اللعين بهدوء.. و.. "


شعرت برغبة قوية لتحطيم رأس ذلك الشريف اللعين بيدي.. ورغما عني تابعت قائلا لجدتي


" و إن أرادت إستيرا الذهاب معه اسمحي لها بذلك.. واطلبي من الرجال من عدم التدخل أو الاشتباك مع عناصر الشرطة.. ولكن لا تسمحي لشرطي لعين بالدخول إلى قصرك.. فقط اسمحي لذلك الوقح الشريف.. سأتصرف معه لاحقا على طريقتي الخاصة "


انهيت الاتصال وهتفت بعصبية وبغضبٍ كاسح وأنا ألكم سقف سيارتي بعنف

" اللعنة عليه.. كيف تجرأ ذلك الشريف اللعين على مُحاصرة قصر جدتي؟.. سأجعلهُ يدفع ثمن وقاحتهِ غاليا "


وقف كارتر أمامي وقال بعصبية

" سأتولى الأمر بنفسي.. سأذهب الليلة وأتخلص منه ومن عائلته و.. "


نظرت إليه بغضب وهتف بوجهه


" طبعا لن تفعل ذلك كارتر.. فأنا أريدُ ذلك الحقير على قيد الحياة.. ثم إن قتلتهُ سيعلم الجميع بأنني خلف ذلك بسبب ما فعلهُ الليلة.. الصبر والوقت هو ما أحتاجه.. ستكون نهاية الشريف على يدي شخصيا "


وصعدت إلى سيارتي وقدتُها بسرعة جنوني نحو قصر جدتي...

 

 

إستيرا***

 

نظرت إلى الطبيب بقهر بينما كان يسألني أسئلة غريبة عجيبة.. هتفت بوجهه بغضب قائلة


" لقد سبق وأخبرتُك لا أتذكر كيف حصل الحادث.. لكن أنا أريدُ ميمي.. أريدُهاااااااااا.... "


تأملني الطبيب بحزن وخرج من الغرفة بهدوء.. بكيت بشدة عليها.. ميمي هي كل ما تبقى لي من والدي.. بالنسبة لي هي السبب شعوري بالأمان وبالسعادة..


دخلت السيدة هيلينا ونظرت إليّ بحزن وهي تجلس على الكرسي بجانب السرير.. تنهدت بخفة وقالت بنبرة حنونة


" توقفي يا ابنتي عن البكاء.. سوف تمرضين.. ستكون ميمي بخير صدقيني "


توقفت عن البكاء ونظرت إليها بأمل قائلة

" أرجو ذلك.. أتمنى أن تكون بخير.. أظن يجب أن أذهب وأبحث عنها ثم أعود إلى المنزل و.. "


قاطعتني سيدة هيلينا قائلة بتصميم

" لا إستيرا.. لن أسمح لكِ بالخروج وأنتِ في هذه الحالة.. أنتِ ضيفتي الليلة.. استريحي قليلا "


وقفت واقتربت مني وقبلت جبيني ثم قالت

" سأذهب لأطلب من الطباخ حتى يطهو لكِ وجبة عشاء لذيذة.. لن أتأخر "


بعد ذهابها نظرت برعب إلى الغرفة.. هي تشبه كثيراً غرفة العناية المركزة في المستشفيات.. وأنا أكره المستشفيات.. فهي تذكرني بوالدي..


تناولت وجبة العشاء وذهبت الخادمة لكن السيدة هيلينا لم تعد.. بدأت أشعر بالقلق الشديد.. وهنا أبعدت الغطاء عن جسدي ووقفت.. شعرت بالغرفة تميدُ بي.. أغمضت عيناي ثم فتحتُها بهدوء.. نظرت إلى الأسفل ورأيت بأنني حافية القدمين..


" أين هو حذائي؟!.. "


همست بقهر وبدأت أبحث عنه لكنني لم أجده.. بدأت أبكي بقهر وقررت أن أذهب حافية القدمين وأبحث عن ميمي.. لكن ما أن فتحت الباب حتى رأيت أمامي حارسين ضخمين يمتلكان عضلات مُخيفة وأشكالهم مُرعبة أكثر..


ابتسمت لهما بتوتر وقلتُ لهما

" لو سمحتما.. أريدُ حذائي "


لم يُعراني أي اهتمام بل كتفا أيدهم على صدورهم ووقفوا بجمود أمامي.. ما لعنتهما هذين الحمقاوين؟!!.. وضعت يدي على خصري وهتفت بغضب


" حسناً لم أعد أريدُ حذائي.. سأذهب من هنا على الفور "


وما أن حاولت التحرك حتى وقفا أمامي كجدار عازل.. رفعت رأسي عاليا ونظرت إليهما بقهر وهتفت بحنق

" ابتعدا من أمامي.. أريدُ الذهاب للبحث عن ميمي "


لكن لا رد منهما.. بكيت بقهر وبدأت أهتف بجنون بأنني أريدُ الذهاب من هنا.. دقائق قليلة وسمعت صوت السيدة هيلينا وهي تهتف بقلق


" ماذا يحصل هنا؟!!.. ابتعدا عنها في الحال "


اقتربت ووقفت أمامي وقالت بقلقٍ شديد

" ماذا حصل إستيرا؟!.. لماذا تبكين؟ "


أمسكت بيدها وقلتُ لها برجاء

" أرجوكِ سيدة هيلينا أريدُ الذهاب للبحث عن ميمي.. لم يسمحا لي بالخروج.. كما لم أجد حذائي "


تأملتني بحنان ومسحت دموعي بأناملها وقالت برقة

" أنتِ لستِ سجينة هنا فلا تخافي.. تعالي يا ابنتي.. دعينا ندخل إلى الغرفة وسنتكلم عن ميمي "


أشرت لها بالرفض وقلتُ لها

" لا.. أريدُ الذهاب للبحث عن ميمي "


نظرت إليّ بحزن وقالت

" إنها مُجرد سيارة.. صحتكِ أهم منها بكثير.. كما.. "


قاطعتُها قائلة بهستيرية وأنا أبكي


" لااااااااااااا.. لا سيدة هيلينا.. صحيح ميمي مُجرد سيارة بالنسبة لكِ.. لكنها كل شيء بالنسبة لي.. هي كل ما تبقى لي من والدي.. إنها هديتهُ الأخيرة لي قبل وفاته.. مستحيل أن أتخلى عنها.. أريدُ ميمي.. أرجوكِ سيدتي دعيني أخرج من هنا لأبحث عنها "


عانقتني إلى صدرها وقالت لي برقة


" يا طفلتي المسكينة.. لا تخافي.. سأرسل حارس ليجلبها لكِ من مكان الحادث في أسرع وقت.. فقط اهدئي وادخلي إلى الغرفة واستريحي قليلا "


رفعت رأسي ونظرت إليها بسعادة قائلة

" حقا سيدة هيلينا؟!.. ستجلبين ميمي إليّ "


أجابتني بصدق

" نعم.. وهذا وعد.. وإن كانت تحتاج لتصليح سأهتم بكل التكاليف وأعيدها إليكِ "


عانقتُها بشدة وشكرتُها ثم دخلت إلى الغرفة برفقتها..


كنتُ أخبر السيدة هيلينا عن حبيبي الوسيم وهي تبتسم بسعادة لا توصف وتتأملني بحماسٍ شديد


" يااه سيدة هيلينا.. آخيليو أوسم رجل رأيتهُ في حياتي.. هو جميل بكل ما للكلمة من معنى.. والمسكين تم طرده من عمله بسببي.. لكنني تكلمت مع السيد إميليو وهو صاحب المبنى الجديد الذي أسكنه.. سوف يؤجره الشقة المجاورة لشقتي بسعر جيد.. كما طلبت منهُ أن يوظفه في المقهى الذي ابتاعه.. والمقهى قريب جداً من المبنى.. أتحرق شوقا لــ.. "


توقفت عن التكلم ونظرت بذعر إلى السيدة هيلينا عندما سمعت صوت صافرات إنذار سيارات الشرطة.. شعرت بالخوف وسألتُها بقلق


" سيدة هيلينا.. ماذا يحدث؟!.. إنها صافرات إنذار سيارات الشرطة!!.. "


رفعت السيدة هيلينا رأسها عاليا وقالت بهدوء

" إنه الشريف مايكل.. بكل تأكيد أتى ليخرجكِ من قصري "


شهقت بدهشة وسألتُها بتعجُب

" كيف اكتشف بأنني هنا؟ "


أجابتني بسرعة وهي تقف

" لقد اتصلت به بنفسي وأخبرتهُ بأنكِ تعرضتِ لحادث سير واضطررت لنقلكِ إلى قصري.. سأخرج وأتكلم معه "


لكنني وقفت وأمسكت بيدها وقلتُ لها بقلق

" سوف أرافقكِ.. الشريف مايكل يكون حاد الطباع عندما يغضب.. وأنا لا أريدهُ أن يسيء إليكِ بالكلام "


أومأت موافقة وخرجت برفقتها لكنها طلبت مني أن أنتظرها في الصالون قليلا.. تأملت الأثاث والديكور بإعجابٍ شديد.. وبعد لحظات عادت السيدة هيلينا وبرفقتها خادمة تحمل حذائي وحقيبة يدي.. ارتديت حذائي بسرعة وأمسكت بحقيبتي ورافقت الجدة إلى الخارج..


رأيت بذعر عدد كبير من الحراس الشخصيين يقفون أمام بوابة القصر يمنعون أي شرطي من الدخول.. وسمعت برعب عمي مايكل يهتف بحدة على الحراس


" ابتعدوا.. أنتم تحتجزون في هذا القصر شرطية رغما عن إرادتها.. سيتم اقتحام القصر من عناصري إن لم تفتحوا البوابة في الحال "


هتفت الجدة بحدة على الحراس وقالت لهم بأمر

" ابتعدوا عن البوابة ودعوا الشريف يدخل بمفرده "


ثواني ورأيت برعب عمي مايكل يعبر البوابة بخطواتٍ سريعة ليشهق بقوة لدى رؤيته لي ويركض باتجاهي.. وقف أمامي ووضع كلتا يديه على وجنتاي وبدأ يتأملني بقلق بعينيه وهو يسألني بنبرة مرتعبة


" ماذا حصل لكِ إستيرا؟!.. أنتِ بخير؟!.. هل تأذيتِ؟.. أين حصل الحادث؟.. أيــ.. "


قاطعتهُ قائلة بخجل

" آسفة شريف أقلقتُك عليّ.. لكنني بخير ولستُ محتجزة هنا رغما عن إرادتي.. السيدة هيلينا اعتنت بي جيداً "


وهنا التفت عمي مايكل ونظر بحدة إلى الجدة وسحب يديه عن وجنتي وقال لها بنبرة حادة غاضبة


" سأتحرى بنفسي عن الحادث.. وإن اكتشفت بــ.. "


قاطعتهُ الجدة قائلة بعنفوان

" حضرة الشريف.. أنتَ في قصري ولذلك سأحترمُك.. ولكن لن أسمح لك بتهديدي.. فكما ترى إستيرا بخير.. وهي كانت ضيفة مميزة عندي اليوم "


رأيت بخوفٍ شديد جسده يتصلب ثم همس لها بفحيح وهي يمسك معصمي ويجذبني بعنف لأقف خلفه


" أشكركِ على اهتمامكِ والاعتناء بها جيداً.. لكنني لا أريدُكِ أن تقتربي منها بعد اليوم.. الوداع سيدة هيلينا "


استدار عمي مايكل وجذبني للسير خلفه وهو يهمس بغضبٍ شديد

" لا تقتربي من تلك المرأة بعد اليوم إستيرا.. هل كلامي واضح؟ "


تأوهت بألم بسبب قبضتهِ العنيفة على معصمي.. وهنا توقف الشريف أمام سيارته ونظر إلى يدي وحررها بسرعة من قبضته وتأملني باعتذار قائلا


" آسف يا ابنتي.. لكنني شعرت بالخوف الشديد عندما علمت بأنكِ في هذا المنزل.. أرجوكِ إستيرا ابقي بعيدة عن تلك المرأة وعائلتها.. لا تتكلمي معها بعد اليوم "


نظرت إليه بتعجُب فتنهد بعمق وقال

" فقط نفذي ما طلبتهُ منكِ.. صدقيني هذا لمصلحتكِ "


أومأت له موافقة ورأيتهُ يعطي التعليمات لزملائي بالانسحاب.. صعدت إلى سيارة الشريف وطيلة الطريق كنتُ أفكر بسبب كرهه الشديد للسيدة الطيبة.. الجدة هيلينا طيبة القلب وحنونة جداً ومحترمة.. لماذا لا يحبها عمي مايكل؟..


سألني الشريف عدة أسئلة عن الحادث وأجبتُه عليها بصدق.. سمعتهُ يهمس بدهشة

" كيف لا تتذكرين تفاصيل الحادث إستيرا؟.. وأين هي سيارتكِ؟ "


أجبته بصدق قائلة

" لا أتذكر مع الأسف.. لكن سيارتي وعدتني السيدة هيلينا بتصليحها وجلبها إليّ "


همهم بغضب وقال بنبرة جادة


" غداً هو يوم إجازة لكِ.. استريحي ولا تجهدي نفسك.. وأريدُكِ أن تتصلي بي فور حصول أي مكروه لكِ أو إن احتجتِ إلى أي مساعدة.. والأهم لا تقتربي بعد اليوم من تلك المرأة وعائلتها.. عديني بذلك إستيرا "


أجبتهُ بحزن موافقة ورأيتهُ يوقف السيارة أمام المبنى حيثُ أسكن.. شكرته وخرجت من السيارة.. صعدت السلالم بحزن وما أن وصلت إلى الطابق الرابع حتى شهقت بصدمة كبيرة عندما رأيته.. ابتسمت بوسع وهتفت بسعادة لا توصف وأنا أركض نحوه وأعانقهُ بشدة


" آخيليوووووووووو.. أنتَ هنا!... "


شهق بدهشة بسبب عناقي له ولكنهُ حاوطني بيديه وهمس قائلا برقة

" نعم أنا هنا.. لقد أتيت لزيارتكِ "


ابتعدت عنه قليلا ونظرت إلى عينيه بهيام وسألته بخجل

" حقا!.. أتيتَ لزيارتي؟ "


تأملني بتلك النظرات والتي تجعل قلبي يخفق بجنون وسمعتهُ يقول


" نعم.. لكن كنتُ على وشك الذهاب.. لقد أتيت حتى أخبركِ بأنني استأجرت الشقة المجاورة من السيد إميليو.. كما أنه وظفني لديه في المقهى "


شعرت بأنني سأنفجر من السعادة وهتفت بعدم التصديق

" حقااااااااااا!!... "


قهقه آخيليو بخفة وقال

" هل سنبقى واقفين هنا أمام باب شقتكِ؟.. لا مانع لدي إن أردتِ ذلك "


احمرت وجنتاي بخجل وأجبته بتلعثم

" آسفة لم أنتبه "


فتحت حقيبة يدي وأخرجت المفتاح.. دخلت إلى الشقة برفقة آخيليو ورأيتهُ يتأمل شقتي بهدوء.. وقفت بجانبه وقلتُ له بصدق


" شقتي صغيرة جداً لكنها تكفيني.. فأنا أحبها جداً.. تفضل اجلس على السرير.. آسفة فليس لدي كرسي "


ابتسم تلك الابتسامة القاتلة وتقدم وجلس بهدوء على سريري.. نظرت إليه بحياء وسألته


" هل ترغب بشرب عصير البرتقال أم قهوة؟ "


أجابني بسرعة قائلا

" كوب من الماء يكفي.. أشكركِ "


استدرت وأغمضت عيناي بسعادة وحاولت جاهدة منع نفسي من القفز بسعادة.. حلمي يتحقق.. آخيليو هنا معي في شقتي وعلى سريري.. أنا سعيدة جدا...


فتحت عيناي ومشيت نحو مطبخي الصغير وسكبت له كوب من المياه.. استدرت ومشيت ووقفت أمامه بخجل وقلتُ له


" تفضل "


ابتسم برقة ورفع يدهُ اليمنى.. أصابعهُ لامست أصابعي بينما كان يحاول أخذ الكوب من يدي.. ارتعشت يدي بعنف بسبب شعوري بلمستهِ البسيطة تلك.. ولكن لحظي التعيس انقلب الكوب وسقط بكامله على صدر آخيليو...


" أوه لااااااااااااااا... أنا آسفة.. آسفة.. لم أقصد "


هتفت بذعر وأمسكت بالكوب عن حجره ووضعته على الأرض وبدأت أحاول بيدي مسح المياه عن سترته.. لكنها تبللت كلها.. ركضت نحو الحمام وأمسكت بمنشفة وعدت لأقف أمامه ثم جلست بجانبه على السرير وبدأت بحزن أمسح سترته وأنا أهمس بخجلٍ شديد


" آسفة.. آسفة.. لم أقصد.. لقد تبللت سترتك وقميصك بكاملها بسببي.. و.. "


أمسك يدي والتي كنتُ أحمل بها المنشفة وسحبها بعيداً عن صدره بخفة ونظر إليّ بهدوء قائلا

" لا تتأسفي إستيرا.. إنه مُجرد حادث بسيط "


رأيتهُ على وشك أن ينهض فهتفت بذعر


" لا تذهب.. أعني.. هو.. أنا لدي نشافة.. إن أردت يمكنك أن تخلع سترتك و قميصك وسأضعهما في النشافة.. دقائق وسوف تجف ملابسك "


شتمت نفسي بقهر بينما كنتُ أنظر إلى ملابسهِ البيضاء.. تبدو جديدة وأنا أفسدتُها له.. أرجوك آخيليو لا ترفض عرضي.. هتفت بداخلي برجاء وسمعتهُ بسعادة يُجيبني


" إن لم أكن سأتسبب لكِ بأي إزعاج فلا مانع لدي "


أووووووه.. سيقتلني بأخلاقه ووسامته.. وقفت بسرعة وقلتُ له بلهفة


" بالطبع لن تُسبب لي أي إزعاج.. اخلع سترتك والقميص وسأهتم جيداً بهما "


رأيتهُ بخجل يقف وخلع سترته وسلمني إياها.. تأملت بصدمة وبهيام قميصهُ الأبيض المبتل وبلعت رقي بغصة.. عضلات صدره كانت بارزة بوضوح.. وخصره.. أه يا قلبي.. خصره منحوت بدقة..


استدرت بخجل عندما بدأ بفك أزرار قميصه.. وهنا أمسكت بالكوب وركضت نحو المغسلة في المطبخ ووضعت الكوب عليها.. ثم فتحت النشافة ووضعت سترته بها.. استقمت واستدرت لأجمد بأرضي بذهول ويسقط فكي إلى الأسفل بسبب ما رأيته


" أوه يا إلهي.... "


همست بصدمة بينما كنتُ أتأمل آخيليو العاري الصدر وهو يقف أمام الحائط الفاصل للحمام وغرفة نومي..

 

رواية شرطية المرور - فصل 12 - الحياة لكلينا

 

 

سال لعابي من زاوية فمي وترنح جسدي وكنتُ على وشك السقوط على الأرض أو الإغماء.. لا أعرف!!.. واحدة منهما.. لكن آخيليو ركض بسرعة وأسند جسدي بجسده وهو يعانقني وهتف بقلق


" أنتِ بخير؟!!.. "


رفعت رأسي ولامس أنفي أرنبة أنفه بسبب انحناء رأسه باتجاهي إلى الأسفل.. نظرت بشرود إلى عينيه وشعرت بأنني أغرق في قاع محيطها.. أخفضت نظراتي نحو شفتيه وتأملتُها بضياع وهمست باسمه دون شعور مني


" آخيليو... "


ثانية فقط وشعرت بشفتيه تستقر على شفتاي.. ارتعش جسدي بعنف من جمالها وجمال شعوري بها.. حرك شفتيه ببطء على شفتاي يقبلهما بطريقة جعلت قدماي تتحول إلى هلام..


رفعت كلتا يداي وبدأت بمداعبة عنقه وشعره بينما كنتُ أحاول تقبيله كما يفعل وأتبع خطواته.. قلبي أصابه الانفجار من قوة نبضاته.. أما جسدي احترق بنار عجيبة وغلت الدماء في عروقي..


شعرت بيدين آخيليو تمسكني من خصري ورفعني قليلا دون أن يتوقف عن تقبيلي ثم وضع يد أسفل ركبتاي وحملني واتجه بي نحو السرير ونحن نقبل بعضنا بشغف دون أن نهتم للهواء وتنفسه.. فالقبلة كانت الحياة بنفسها لكلينا.. القبلة كانت.. الحياة لكلينا..




انتهى الفصل













فصول ذات الصلة
رواية شرطية المرور

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©