رواية شرطية المرور - فصل 14 - جوليا كابيش
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

رواية شرطية المرور - فصل 14 - جوليا كابيش

رواية شركية المرور - فصل 14 - جوليا كابيش





جوليا كابيش




إيلا***



عندما انتهى الفيلم سمعت آنا تتنهد بطريقة حالمة.. نظرت إليها وابتسمت برقة عندما كلمتني قائلة


" هل تعلمين أنسة إيلا.. أتمنى أن أعيش قصة حُب جميلة مثل قصة الفيلم وخاصة قصة حُبكِ أنتِ وأبي.. وأتــ... "


قاطعتُها بسرعة قائلة بحزم

" ما زلتِ صغيرة جداً على أمور الحُب.. عليكِ أن تُفكري أولا بدراستكِ ومستقبلكِ "


تأملتني بحزن وأجابتني بهمس

" لم أقصد بأنني أريد أن أعيش قصة حُب حاليا بل في المستقبل "


ثم استقامت بجلستها وقالت بمرح

" أنسة إيلا.. أخبريني كيف أحببتِ والدي بهذه السرعة.. أعني هو صحيح والدي وسيم و شهم و فائق الرجولة و عاطفي و حنون و... "


شعرت بالرغبة الشديدة للتقيؤ بسبب مدحها لوالدها بصفات كثيرة لعينة لا يمتلكُها.. وسمعتُها بقهر تقول


" و رومانسي و الأهم بأنه كريم جداً و خلوق.. أخبريني أنسة إيلا كيف أحببته؟.. هل هو حُب من النظرة الأولى يا ترى؟.. فأنا أعتقد والدي أحبكِ من النظرة الأولى فهذا واضح "


أردت وبشدة صفع نفسي.. أنا أقع بالحب مع ذلك الجاموس القذر ومن النظرة الأولى؟!.. واللعنة لا وألف لا.. ولكن رغما عني ابتسمت برقة ثم خطرت فكرة لعينة في رأسي..


ابتسمت بشر بداخلي وضحكت بسعادة بداخلي.. سأجعل ذلك الجاموس يندم أشد الندم على كل ما فعلهُ بي وبوالدي..


فاتسعت ابتسامتي أكثر وأجبت آنا بنبرة حالمة مُصطنعة


" كما تعلمين لقد تعرفت على والدكِ في العربة عندما كنتُ أعمل كعرافة في الكرنفال.. وبدأ يزورني كل يوم في العربة ويطلب مني الخروج برفقتهِ.. لم يكن يتزحزح من عربتي حتى وافقت بعد أسبوع بالخروج برفقته في أول موعد.. "


صفقت آنا بسعادة وسألتني بلهفة

" حقا أنسة إيلا؟!.. والدي فعل ذلك من أجلكِ؟ "


ابتسمت بشر بداخلي وأجبتُها بنعومة

" أوه نعم لقد فعل ذلك من أجلي.. بل فعل الكثير من أجلي "


جلست آنا على ركبتيها على الفراش ونظرت إليّ بحماسٍ شديد قائلة

" أخبريني ماذا فعل والدي لأجلكِ.. أرجوكِ "


قهقهت بخفة وقلتُ لها بحنية


" سأخبركِ.. في اليوم الذي وافقت به على الخروج معه في موعد.. جثى على ركبتيه أمامي وأهداني خاتم من الماس باهظ الثمن مع عقد ولا في الأحلام.. بالطبع رفضت هديتهُ الثمينة ولكنه قال لي بأنهُ سيشعر بالألم وبالحزن إن لم أقبل هديته.. ولكي لا أجعلهُ يحزن وافقت على الهدية "


قفزت آنا على ركبتيها بحماس وسألتني بلهفة


" وأين هو الخاتم والعقد؟!.. لماذا لا ترتدين الخاتم على الأقل؟.. فهو هدية الأولى لكِ من أبي.. سيشعر بالسعادة إن وضعته بأصبعكِ طيلة الوقت.. ياه كم والدي رومانسي وكريم "


نظرت إليها بهدوء وفكرت بكرهٍ شديد.. والدكِ ليس سوى قاتل لعين ومغتصب حقير و سافل و مُنحط.. لكنني سأنتقم منه وسأجعلهُ يدفع ثمن كل ما فعلهُ بي وبوالدي المسكين..


ابتسمت برقة وقلتُ لها بنبرة حالمة مُصطنعة حاولت قدر إمكاني أن تكون طبيعية


" الخاتم والعقد في منزلي.. فكما ترين لم أجلب معي شيئا عندما ذهب والدكِ لزيارتي في منزلي ورآني مريضة.. فقد حملني بسرعة وجلبني إلى قصره واعتنى بي.. والدكِ أفضل حبيب قد تحصل عليه أي امرأة في الكون.. أنا محظوظة جداً لأنه أحبني ولأنني تعرفت عليه.. لقد وقعت بحــ.. حــ... حُـــ... "


اللعنة.. لا أستطيع لفظ تلك الكلمة اللعينة.. شعرت بالقرف من نفسي لأنني على وشك لفظ هذه الكلمة.. ورغما عني تابعت قائلة لها بسرعة


" وقعت في حُبهِ بسرعة جنونية.. فهو لم يترك مكان لم يأخذني إليه.. وهدياه لم تعُد تساع غرفتي في منزلي.. رغم اعتراضي الشديد إلا أنهُ أغرقني بالهدايا.. وكان يُرسل لي كل يوم ثلاث باقات من الورود.. لقد وقعنا بالحُب بسرعة جنونية "


رأيت بغيظ آنا تتأملني بسعادة لا توصف ثم أمسكت بيدي اليمنى وقالت بفرح


" أنا جداً سعيدة لأنهُ تعرف عليكِ و أحبكِ.. أبي تعذب كثيراً بعد وفاة والدتي.. واعتنى بي بنفسه رغم وجود جدي وجدتي في ذلك الوقت و الخدم و مربية خاصة بي.. وبعد وفاة جدي اضطر للعمل في الشركة.. كان يُكمل دراستهُ الجامعية ويعتني بي ويعمل.. وعمي فيرو كان مُراهق في ذلك الوقت و... "


قاطعتُها بدهشة قائلة

" لديكِ عم؟!.. كنتُ أظن بأن والدكِ وحيد أبويه "


رأيت معالم وجه آنا يكسوها الحزن.. ونظرت إلى البعيد وقالت بحزن


" عمي فيرو هو ابن جدي الغير شرعي.. اكتشفت جدتي خيانتهُ لها ووجود عمي فيرو عندما كان والدي راموس في سن الثانية عشر.. والدي أكبر منه بخمس سنوات.. فوالدتهُ المسكينة توفيت ولذلك خالته أتت في يوم إلى القصر وبرفقتها طفل صغير وأخبرت جدي بغضب بأنه ابنه الغير شرعي وبأنه يتوجب عليه الاعتراف به و تربيته والاعتناء به.. وذهبت وتركت عمي فيرو مع جدي المصدوم.. لقد اكتشفت الحقيقة منذ سبع سنوات.. وكان عمري ثماني سنوات ونصف تقريبا في ذلك الوقت عندما سمعت والدي يتشاجر بعنف مع عمي فيرو "


شعرت بالدهشة لاكتشافي بأن الجاموس لديه شقيق غير شرعي يُدعى فيرو.. بالطبع الحقير أرسلهُ بعيدا لكي لا يرث شيئا.. سافل لعين..


نظرت آنا إليّ وتابعت قائلة بحزن


" جدي طبعا قام بإجراء اختبار الأبوة واكتشف بأنهُ فعلا ابنه.. وجدتي وافقت على بقاء عمي في القصر.. المهم أنا شخصيا كنتُ أعشق بجنون عمي فيرو وحزنت جداً عندما طردهُ والدي من القصر.. فهو طيب وحنون وطبعا وسيم جداً لكن أبي أوسم منه.. لا أعلم سبب خلافهما لكن سمعت والدي يشتمهُ ويقول له بأنهُ جلب العار على عائلة باتسي.. وأن ما فعلهُ لا يُغتفر.. ولاحقا اكتشفت بأن والدي لم يطرده بل أرسلهُ إلى إيطاليا ليحميه.. ولغاية الآن لا أعرف السبب.. ولكن عمي يتصل بي كل يوم ويُكلمني.. ولقد وعدني بأنه سيأتي إلى سانت سيمونز قبل عيد ميلادي.. أي بعد شهرين.. أتمنى أن يمر الوقت بسرعة لأراه لأنني اشتقتُ له بجنون "


نظرت إليها بدهشة بسبب المعلومات التي أخبرتني عنها.. هذا الجاموس الحقير لم يرحم أخاه.. الحقير يظل حقيراً إلى الأبد..


وسمعت بغيظ آنا تقول بسعادة


" والدي حنون جداً.. فهو أخبرني بأنهُ سامح شقيقهُ فيرو.. وسمح له بالعودة إلى القصر ولكن تحت شروط مُعينة.. وطبعاً لم أفهم ما هي تلك الشروط ولكن المُهم بأنني سأرى عمي فيرو قريباً.. و.. أوه.. سأبحث لكِ عن صورة له في هاتفي.. "


رأيتُها تسحب هاتفها الخلوي وبدأت تبحث عن تلك الصورة.. فجأة تنهدت بحزن وقالت


" ياه صوره في هاتفي القديم.. لا يهم سوف أطلب منه أن يرسل لي صورة جديدة له قريبا.. و أوه.. أنظري أنسة إيلا.. هذه صورتي أنا و والدي عندما كنتُ في التاسعة من العُمر "


رفعت الهاتف أمامي ونظرت بدهشة إلى الصورة

 

 

رواية شرطية المرور - فصل 14 - جوليا كابيش

 

تأملت الصورة بدهشة كبيرة.. يبدو واضحا كم هو يُحب ابنتهُ اللعين.. من يرى الجاموس يظنهُ أحن أب في العالم.. ربما هو حنون ولكن فقط مع ابنته.. فهو اللعين حريص على أن لا يجعلها ترى جانبهُ المظلم الآخر..


شعرت بالألم الشديد في أسفل ظهري و معدتي.. فأخذت حبة مُسكن وتسطحت على ظهري وأردفت قائلة بتعب لـ آنا


" حان وقت النوم.. لقد تأخرتِ كثيراً ويجب أن تنامي فغداً لديكِ مدرسة "


استلقت آنا بجانبي وشهقت بدهشة عندما حاوطت خصري بيدها ووضعت رأسها على كتفي.. نظرت إليها بدهشة في البداية ثم برقة وبحنانٍ كبير عندما سمعتُها تقول بنعاس وهي تتثاءب


" أحلاما سعيدة أنسة إيلا.. أحبُكِ جداً "


نظرت إليها بعاطفة وفكرت بحزن.. كيف لذلك الجاموس أن يكون لديه ابنة رائعة مثل آنا؟!.. فهو لا يستحقها.. قبلت رأسها بخفة وأجبتُها بهمس


" أحلاما سعيدة آنا "


أغلقت عيناي وذهبت بنومٍ عميق..

"هااااهممممممممــ.... "


شهقت برعب عندما شعرت بيد أسفل ركبتاي.. ولكن شهقتي تم كتمُها بسرعة بسبب يد تم وضعها على فمي.. فتحت عيناي ونظرت بذعر أمامي لأرى بفزعٍ شديد الجاموس أمامي..


ارتعش جسدي بعنف عندما أشار لي بأصبعه السبابة أمام فمه لكي ألتزم الصمت.. وبفزع رأيتهُ ينحني ويضع يدهُ الأخرى خلف ظهري ورفعني بسهولة من السرير.. نظرت بذعر نحو آنا لأرى بفزع بأنها نائمة بعمق.. وما أن حاولت فتح فمي وطلب النجدة منها حتى همس بأذني ذلك اللعين بفحيحٍ مُخيف قائلا


" لا ساحرتي.. إياكِ أن تفعلي.. قد يتحول عقابي إلى كابوسٍ مُرعبٍ لكِ "


سالت دموعي برعب على وجنتاي رغما عني بينما كان يخرج من غرفتي ويدخل إلى جناحه.. وبفزعٍ شديد رأيتهُ يتجه نحو اليسار ووقف أمام باب لونه أسود.. ركلهُ بخفة بقدمه ودخل إلى غرفة جعلت عروقي تتصلب وروحي تتجمد من الرعب..


رأيت بصدمة غرفة بحيطان سوداء وإضاءة حمراء وبداخلها أدوات ومعدات شكلها جعل الدماء تتجمد بداخلي.. هتفت برعبٍ شديد عندما رأيت سرير تحاوطهُ أربع أعمدة تم وضع عليها سلاسل حديدية وأصفاد وأربطة جلدية..


بدأت أقاومه وأحاول الركل بجنون لكن فجأة رماني على الأرض بعنف لأسقطت على ظهري.. هتفت بألمٍ شديد وأنا أضع يدي أسفل ظهري وأبكي بوجعٍ فاق تحملي..


" اااااااااااااععععععععههههه.. دعني يا حقير.. دعني "


هتفت بألم عندما أمسكني الجاموس من خصلات شعري وجذبني بعنف نحو عامود في ركن الغرفة وجعلني أجلس على ركبتاي وبدأ بتكبيل يدي اليمنى برباط جلدي مُعلق عليه.. حاولت خدشهُ بيدي الأخرى لكن تلقيت صفعة منه وسمعتهُ يهتف بفحيح وبغضبٍ حاد


" أولا توقفي عن المقاومة و الصراخ فلن يسمعكِ أحد ولن يساعدكِ أحد.. والآن سوف أعاقبكِ لأنكِ استغليتِ ابنتي لتهربي مني ساحرتي "


كان رأسي يواجه الحائط والعامود وظهري للجاموس.. وبالقوة استطاع تكبيل يداي وقام بسحب الرباط عاليا لترتفع ذراعاي.. التفت نحو اليمين ونظرت إليه بغضب وهتفت بوجهه


" ماذا ستفعل بي يا مجنون؟ "


قهقه بخفة وأحنى رأسه وأبعد خصلات شعري بخفة عن وجهي وقال بنبرة هادئة بينما كان ينظر بعمق في عيناي


" سوف أعاقبكِ لأنكِ كنتِ فتاة سيئة ساحرتي.. كما ترين هذه غرفتي الحمراء الخاصة.. وهنا أنا أستمتع بإظهار ساديتي على الفتيات السيئات.. وأنتِ ساحرتي كنتِ مُشاغبة وسيئة.. لنرى الآن ماذا سأختار من أدواتي "


شهقت برعب وانتفضت وتبعتهُ بنظراتي بفزع لأراه يقف أمام خزانة عريضة مليئة بأسواط عديدة شكلها مُرعب.. شحب وجهي بشدة عندما رأيتهُ يختار بتردد بين سوطين شكلهما جعل ركبتاي ترتعشان..


حاولت الوقوف لكن بسبب ارتعاش قدماي لم أستطع.. حاولت تحرير معصماي من ذلك الرابط اللعين لكن لم أنجح.. سالت دموعي بفزع على وجنتاي الشاحبتين عندما رأيت الجاموس يحمل بيده سوط أسود اللون بـ شراشيب جلدية مُتعددة..

 

 ابتسم اللعين بمكر وهو يقترب باتجاهي ليقف خلفي.. ارتعش جسدي بعنف عندما أبعد خصلات شعري عن أذني وهمس قائلا بوعيد


" يا ترى كم جلدة تستحقين عقابا لما فعلتهِ اليوم ساحرتي؟ "


أغمضت عيناي برعب وهمست بصوتٍ مهزوز

" أنتً مُختل عقلياً أيها السادي اللعين.. يجب أن ترى طبيبا نفسيا وفي أسرع وقت "


لدهشتي لم يغضب بل شرع يضحك باستمتاع.. الحقير هو يستمتع هنا بينما أنا أرتجف من الرعب منه.. أكرهه...


عندما توقف عن الضحك همس بأذني قائلا


" خسارة فأنتِ ترتدين قميصي المفضل.. سوف أشتري غيرها لأنها ستتمزق.. ولكن لا تقلقي فهذا السوط مصنوع من جلد البقر.. رقيق وناعم.. لن يترك أثر على ظهركِ فقط علامات حمراء مثيرة.. والآن سيبدأ عقابكِ "


انتباه: مشهد حميم**


فتحتُ عيناي بذعر وهتفت بخوف أحرق قلبي


" لالالالالا... لا تفعل.. لالالالــ... ااااعععععععععععه.. أكرهُك أيها اللعين.. أااااععععععععععععه.. حقيرررررررررررر... أاااعههههههههههههههههه.. لا توقف.. توقف... أاااعععععهههههههههههههه..... "


بدأت أصرخ بألمٍ شديد مع كل ضربة كنتُ أتلقاها من ذلك السوط اللعين على ظهري.. شعرت وكأن قضيب حامي يتم وضعه على جلد ظهري.. والقذر الجاموس كان يضحك بمتعة كلما صرخت بألم وشتمته.. بكيت بشدة عندما عاد ليهوي بالسوط بقوة على ظهري وهو يكلمني بحدة


" مع كل صرخة سوف يتضاعف عقابكِ.. ومع كل شتيمة سوف يتضاعف الضعف عقابكِ.. ما رأيكِ ساحرتي؟.. هل تشعرين بالإثارة من عقابي؟ "


اصطكت أسناني بشدة ورفعت رأسي عاليا وكتمت صرخة الألم وهمست له من بين أسناني بكرهٍ شديد


" أنتَ مريض نفسي لعين وحقير.. سادي مُختل عقليا.. أكرهُك يا لعين.. وأتمنى موتك أن يكون وشيكا ولكن على يدي أنا "


لدهشتي غرق بالضحك وفجأة صرخت بكامل قوتي عندما تلقيت ضربة عنيفة على ظهري.. بكيت بألمٍ شديد وصرخت.. و صرخت.. وصرخت بوجعٍ لا حدود له حتى في النهاية شعرت بالأرض تدور حولي.. ارتخى جسدي وسقط رأسي إلى الأسفل ولم أعد قادرة على الصراخ والبكاء أكثر..


فجأة توقف الجاموس عن جلدي بذلك السوط ورماه بعيدا.. ثم شعرت به يقوم بفك الرباط عن معصماي لأسقط بعدها بانهيار على الأرض.. شعرتُ به يحملني ليضعني بخفة على شيء ناعم ولكن بارد.. فتحتُ عيناي لأنظر أمامي بخوف وبألمٍ حاد في ظهري..


اللعين كان قد وضعني على ذلك السرير المُخيف ورأيتهُ بفزع يُكبل قدماي من الكاحل بتلك السلاسل ثم رفع يدي اليمنى وكبلها من المعصم وبعدها يدي اليسرى..


انتحبت بشدة عندما رأيتهُ يجلس بجانبي على طرف السرير وبدأ بفك أزرار القميص عن صدري.. أغمضتُ عيناي وبكيت بحزن وبألمٍ شديد وبتعاسة وبقرف عندما شعرت بيديه تداعب صدري بخفة ليعتصر حلماتي بقوة بأصابعه وأصرخ بضعف من الألم...


ثم توقف فجأة لأشهق براحة عندما شعرتُ به يقف.. فتحتُ عيناي بضعف لأختنق من الرعب عندما رأيتهُ يزيل روب منامته ويرميه بعيدا ثم بدأ بإزالة سرواله و البوكسر ليقف عاريا كليا أمامي وعضوه الذكري منتصب بشدة..


هززت رأسي رفضا برعب عندما رأيتهُ ينظر إلى سروالي الداخلي وهو يعض على شفتيه بإثارة..


" لااااااااااااااااااااااا.. إياك.. إياك وأن تفعل ذلك بي.. أنا في دورتي الشهرية أيها اللعين "


تأملني بمكر وقال بنبرة جعلت وبر جسدي يقشعر


" ومن قال بأنني سوف أضاجع فتحة مهبلكِ النازفة؟.. بل سأضاجع فتحة مؤخرتكِ الضيقة ساحرتي "


" لاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا... إياك.. إياك أن تفعل.. لا تفعل أرجوك.. توقف.. توقف... "


هتفت بهستيرية عندما مزق سروالي الداخلي وحرر قدمي اليسرى ورفعها عاليا وجلس على ركبتيه أمامي.. بكيت بعنف عندما وضع منشفة صغيرة على مهبلي ورفع مؤخرتي وبدأ يداعب فتحتها بأصابعه..


انتحبت بشدة عندما شعرت برأس قضيبه يداعب فتحة مؤخرتي.. وصرخة عميقة خرجت من أعماق قلبي عندما اقتحمها دفعةً واحدة بقضيبهُ المنتصب.. وبدأ يضاجعها بعنف وهو يدفع ويدفع بقوة قضيبهُ بداخلها و يتأوه باستمتاع دون أن يكترث لبكائي وشهقاتي الحادة...


شعرت بروحي على وشك أن تخرج من جسدي.. إعياء شديد تملكني.. ولم أتوقف عن البكاء للحظة من الألم الشديد في ظهري وفي مؤخرتي حتى شعرت به يقذف سائله القذر بداخلها..


انتهى المشهد**


كنتُ بين الوعي ولا وعي عندما ابتعد عني وهو يلهث بقوة.. بكيت بصمت بينما أنين متألم كان يخرج من حُنجرتي وهو يفك قيودي ويحملني بهدوء ويخرج من الغرفة باتجاه الحمام..


كنتُ جالسة بانهيار في الحوض وهو يجلس خلفي ويحممني ويفرك كتفي وظهري برقة.. عندما انتهى ساعدني بالنهوض وجفف جسدي وجعلني أرتدي سروال وضع به فوطة صحية وحملني من جديد وأدخلني إلى غرفة نومه ووضعني برقة على الفراش وذهب ليجفف نفسه..


تسطحت على جنبي بسبب ألم ظهري ومؤخرتي وبكيت بصمت وبعذاب على حالي.. ارتعش جسدي بعنف عندما شعرت به يمسك قدمي اليمنى.. نظرت إلى الأسفل ورأيته يقوم بتطهير قدمي من الأسفل ثم يضمدها.. عندما انتهى جلس على طرف السرير وأمسك بكتفي وجعلني أنام على بطني..


ارتعشت بعنف عندما شعرت بأصابعه تداعب جلد ظهري بخفة.. ثم أحسست بشيءٍ بارد يوضع عليه.. وبدأ الجاموس اللعين يُحرك يدهُ بخفة وهو يمسح ظهري برقة مُتناهية.. وسمعتهُ يقول بنبرة باردة


" هذا المرهم سيخفف من ألم ظهركِ ولن يترك علامات حمراء مثيرة عليه "


هل ينتظر أن أشكرهُ هذا المُختل عقليا؟!.. حقير... عندما انتهى شهقت برعب عندما فرق وجنتاي مؤخرتي ووضع شيء بارد على فتحتي المُلتهبة وبدأ بأصبعه يمسحها برقة.. لا أعلم ماذا وضع عليها لكنه خفف من الحريق الهائل بها..


وعندما انتهى وقف واتجه ناحية الحمام ليعود بعد دقائق قليلة ويتسطح بجانبي على السرير عاري الصدر ويجذبني إليه ويجبرني على وضع رأسي على صدره وهو يحاوط خصري بتملك..


حاولت مقاومتهُ بضعف بسبب ألمي لكنه همس بحدة قائلا


" توقفي عن مقاومتي ساحرتي.. متى ستفهمين بأنكِ لي حتى أمل منكِ؟.. والآن نامي بهدوء وإلا ضاجعت مؤخرتكِ من جديد.. إلا إن كنتِ ترغبين بذلك فلا مانع لدي "


شهقت بخوف وأغمضت عيناي وأنا أرتجف في أحضانه.. بكيت بصمت وتساقطت دموعي على صدرهِ العاري.. وكم تمنيت لو كانت دموعي خناجر لتدخل في صدره وتقتله وتريحني منه إلى الأبد..


وبسبب إرهاقي وألمي ذهبت بنومٍ عميق دون شعور مني....


 

راموس***

 

نظرت إليها بشرود وهي نائمة على صدري بعمق.. اعترفت لنفسي ولأول مرة بأنني كنتُ قاسيا معها قليلا الليلة.. لكنها تستحق عقابي لها لأنها تحدتني واستغلت ابنتي لتنجو مني..


تنهدت بخفة ونظرت أمامي وفكرت بعمق.. لم أستطع إبعاد نفسي عنها.. هي كالمغناطيس تجذبني إليها في كل الأوقات.. وتجعلني أرغبُها بطريقة همجية متملكة قاسية.. هي تجعلني أرغبها بجنون كما لم تفعل امرأة مسبقا..


فقدت نفسي الليلة ولم أستطع منع نفسي من الذهاب إلى غرفتها وخطفها إلى غرفتي الحمراء.. أوه نعم لقد خطفتها الليلة لتدخل إلى غرفتي الحمراء بالقوة.. أردتُها بجنون.. ورغبت بممارسة الجنس معها بطريقة سادية لعينة.. لكنني فقط ضاجعتها بشهوة كبيرة أحرقت قلبي وكياني..


لا أستطيع منع نفسي عنها.. هي لي.. لي أنا.. برضاها أو عدمه.. ولن أسمح لها بالابتعاد عني مهما كان الثمن..


أغمضت عيناي وعانقتُها أكثر إليّ وذهبت بنومٍ عميق مريح.. فقربها مني يجعلني مرتاح..


حركت جفناي بتكاسل ثم عقدت حاجبي عندما سمعت ذلك الرنين المزعج لهاتفي.. فتحت عيناي ورأيت ساحرتي ما زالت نائمة بعمق على صدري..


أبعدت يدي اليمنى عن خصرها ونظرت نحو المنضدة وسحبت هاتفي.. رأيت أن المكالمة ليست سوى من الضابط اللعين أندرو.. ماذا يريد هذا الغبي في الساعة السابعة صباحا مني؟!.. تساءلت بغضب وتلقيت مكالمته


( سيد راموس.. أسف على إزعاجك في هذا الوقت المُبكر.. لكن لدينا مصيبة يجب أن نحلها بسرعة )


عقدت حاجبي ونظرت أمامي بعدم الرضا وسألته بهمس

" تكلم.. ماذا حدث؟ "


أجابني بسرعة قائلا بتوتر


( رجال الزعيم بدأوا بالبحث عن الشحنة التي تم مُصادرتها من قبل الشرطة.. قريبا جداً سيكتشف مكانها ويعيدها إليه.. ولكن طبعا سيعلم من كان خلف ذلك.. وأنتَ تعلم بأنهُ لن يرحمنا إن عرف بنا.. يجب أن تتصرف وبسرعة فأنا لا أريد أن أخسر وظيفتي وحياتي بسببك )


سأقتلك بنفسي يا لعين.. فكرت بغضب وابتعدت برقة عن ساحرتي لأقف وأضم قبضتي بعنف.. اللعنة.. آخيليس تحرك أبكر مما كنتُ أظن.. ارتديت روب منامتي ومشيت نحو النافذة ووقفت أمامها وهمست لذلك الضابط اللعين قائلا بأمر


" يجب أن نعيد له البضائع الليلة قبل الغد.. تصرف بسرعة واخرج البضائع من المستودع.. سأرسل لك شاحنتين في الساعة الثامنة ليلا.. كما سأشرف بنفسي على تحميل بضائع الزعيم في تلك الشاحنتين.. لا أريد أي أخطاء أندرو.. تصرف على طريقتك وآمن المستودع حتى نستطيع إخراج البضائع منها.. كلما أسرعنا كان ذلك أفضل لنا "


سمعتهُ يشتم وقال بخوف

( كيف واللعنة سأفعل ذلك؟.. المستودع مراقب من عناصر الشرطة وكاميرات المراقبة.. كــ.. )


قاطعته قائلا بحدة وبأمر


" تصرف أندرو.. يمكنك إيقاف الكاميرات.. أما عناصر الشرطة يمكنك تبديلهم بالشرطيين تحت آمرتك.. تصرف واللعنة.. إلا إن أردت الموت على يد الزعيم قريبا "


أجابني برعب موافقا وانهيت المكالمة.. رميت هاتفي بغضب على الأريكة ووضعت كلتا يداي بجيب سروالي ونظرت أمامي بجمود

 

 

رواية شرطية المرور - فصل 14 - جوليا كابيش

 

حان الوقت لأواجه الزعيم بفعلتي..


" آنا.. صغيرتي.... "


همست بقلق باسم طفلتي وشعرت بقلبي يحترق خوفا عليها.. سأفعل المستحيل لأحميها حتى لو كان الثمن حياتي.. استدرت وتجمدت عندما رأيت ساحرتي نائمة على السرير.. نظرت إليها بعمق وهمست بقهر


" اللعنة.. إن وجدها الزعيم هنا سيأمر بقتلها بسبب خيانة والدها له.. الأمور تزداد سوءً يوما عن يوم "


خرجت من غرفتي وتوجهت نحو صالون جناحي.. أمسكت بسماعة الهاتف الأرضي واتصلت بـ أوليفر وطلبت منه أن يصعد فوراً إلى جناحي..


كنتُ أمشي بتوتر ذهابا و إيابا في الصالون بينما أوليفر يقف أمامي جامداً كالتمثال وهو يتأملني بصدمة كبيرة بعد أن أخبرتهُ بالمستجدات.. وقفت ونظرت إليه بقلقٍ شديد وأمرتهُ قائلا بتوتر


" ابنتي لن تذهب اليوم إلى المدرسة.. أريدُك أن تأخذها مع إيلا إلى الشمال حيث مزرعة والديك.. لن يُفكر أحد بأنني هربتهما إلى هناك.. أنا أعرف آخيليس جيداً سوف يقتلني و يُرسل رجاله لقتل ابنتي الليلة عندما يكتشف بأنني من خانه.. وسيكتشف وجود إيلا هنا ويقتلها و.... "


" ماذا قلت؟!.. من سيقتلني يا لعين بسببك؟.. تكلم.. اللعنة عليك يا حقير.. فأنا لم أرى سوى الجحيم بسببك "


انتفضت واستدرت بعنف لأرى ساحرتي ترتدي روب الحمام الخاص بي وهي تخرج من غرفتي وتنظر إليّ بعيون مُشتعلة من شدة الغضب.. لتمشي ببطء على قدميها المجروحتين وتقف أمامي.. تبدو مثيرة جداً وهي غاضبة بهذا الشكل.. مهلا!!.. هل هي تقف أمام أوليفر بروب حمامي؟!.. اللعنة سأقتلها...


نظرت إليها بغضب وعندما كنتُ على وشك الهُتاف بوجهها لتدخل إلى الغرفة شهقت بدهشة كبيرة عندما ضربتني بكلتا يديها على صدري وهتفت بخوف وبغضب بوجهي


" من يريدُ قتلي الآن بسببك يا حقير؟.. تكلم؟.. ماذا فعلت لك لتفعل بي ذلك يا حقير؟.. كلهُ لأنني سرقت مجوهرات خالتك؟.. أجبني واللعنة.. تكلم أيها اللعين.... "


أمسكت بمعصميها بشدة وجذبتُها لترتطم بصدري ونظرت إليها بغضب قائلا


" توقفي عن شتمي والصراخ أيتها الغبية.. عندما خطفتكِ في ذلك اليوم أنا أنقذتكِ من الموت المُحتم.. كان قد أرسل الزعيم رجاله لقتلك لأنكِ ابنة جوني توباس الخائن.. فهو لا يرحم الخونة.. ويقتل كل من يخونه مع عائلاتهم من دون رحمة.. يجب أن تشكريني لأنني أنقذتكِ منه "


سالت دموعها بكثرة على وجنتيها وحاولت تحرير يديها من قبضتي لكن لم أسمح لها بذلك.. فنظرت إليّ من بين دموعها بكرهٍ شديد وهتفت بوجهي بقهر


" كله بسببك يا لعين.. والدي ليس بخائن.. أبي خان الزعيم بسببك أنت.. أنتَ من أجبرهُ على فعل ذلك.. وأنا أكرهُك للموت.. بسببك والدي مات وبسببك جعلتني أعيش في الجحيم السابعة منذ ذلك اليوم.. كنتُ أتمنى أن أموت على يدين رجال الزعيم على أن أرى وجهك القذر أمامي "


اشتعل جسدي بنار الغضب وسمعتُها بدهشة تتابع قائلة ببكاءٍ هستيري


" والآن أنا سأموت بسببك.. أكرهُك أيها الجاموس القذر.. أكرهُك "


لا أعلم ما أصابني لكنني حضنتُها بشدة إلى صدري ودفنت رأسها في صدري وقلتُ لها بحنان وأنا غافل عن نظرات أوليفر المصدومة


" أعلم.. أعلم بأنكِ تكرهينني للموت.. ولكن توقفي عن البكاء.. يجب أن تذهبي مع ابنتي برفقة أوليفر.. يجب أن تكونا بأمان.. وإن لم أعد الليلة أريدُكِ أن تعتني بابنتي.. أوليفر سيتكفل بكل شيء وخاصةً بحمايتكما.. سأعوضك عن كل شيء.. سأترك لكِ منزلا ومبلغا محترما في المصرف و... "


قاومتني وابتعدت عني ونظرت بصدمة إليّ.. ثم هتفت بحنق بوجهي


" ومن قال لك بأنني سأوافق على أخذ فلسا واحدا منك يا حقير.. لا أريدُ شيئا منك أيها اللعين.. أنتَ لعنة سقطت عليّ.. وأتمنى أن لا أرى وجهك بعد اليوم وإلى الأبد "


شعرت بالغضب منها ولأجعلها تصمت جذبتُها من ذراعها وقبلتُها بشراسة على شفتيها.. قاومتني بعنف لكنني لم أسمح لها بالابتعاد عني.. وعندما توقفت عن تقبيلها لهثت بقوة وحاوطت وجنتيها بكلتا يداي ونظرت في عمق عينيها وقلتُ لها


" من أجل آنا وافقي.. اذهبي معها برفقة أوليفر الآن.. وأعدكِ بأنني سأصلح كل شيء.. فقط وافقي من أجل ابنتي.. لو سمحتِ وافقي "


توسعت عينيها الدامعتين بصدمة وتأملتني بدهشة كبيرة.. ثم دفعتني بعنف وابتعدت عنها.. وقفت تتأملني بجمودٍ تام ثم قالت بهدوءٍ غريب


" لن أسمح لك بتدمير حياة ابنتك أيضا كما دمرتَ حياتي.. لذلك سأذهب برفقتها.. ولكن سأكون أسعد إنسانة على وجه الأرض إن قتلك الزعيم الليلة.. لأنك تستحق الموت يا لعين "


استدارت ومشت بخطواتٍ عرجاء ناحية غرفة نومي ثم أغلقت الباب بهدوء خلفها..

" احمممم.. راموس!.. "


أفقت من دهشتي على صوت أوليفر.. التفت ونظرت إليه بصدمة لأراه يتأملني بذهولٍ شديد.. حمحمت بخفة وقلتُ له بتوتر


" سأذهب لأتكلم مع ابنتي وفي هذه الأثناء جهز كل شيء.. و أوليفر "


نظر إليّ باحترام وقلتُ له بحزن

" اهتم بابنتي و بـ إيلا إن.. "


قاطعني قائلا باحترام وبثقة


" لن يقتلك الزعيم.. أنا متأكد من ذلك.. بعد أن تُعيد له البضائع وتدفع له الخسائر سيغض النظر عن فعلتك.. خاصةً من أجل مانويل.. لن يقتلك من أجله.. ستكون بخير "


كنتُ أعلم بأن آخيليس لن يرحمني حتى من أجل مانويل.. ومع ذلك تمنيت أن أكون مخطئ بظنوني.. ولذلك أجبت أوليفر قائلا


" اهتم بشركتي وبابنتي.. وبعد مرور وقت أخرجها من البلد نهائيا.. أما إيلا سأترك لها مبلغا محترما باسمها في المصرف.. وساعدها إن احتاجت لشيء ولا تدع رجال آخيليس يجدونها.. هذه وصيتي لك أوليفر.. والآن انصرف "


وحتى لا يجادلني استدرت ودخلت إلى غرفة نومي وأغلقت الباب بهدوء خلفي.. تجمدت بأرضي عندما رأيت ساحرتي تجلس على الأرض أمامي وهي تبكي بصمت..


تنهدت بعمق واقتربت منها وحملتُها بخفة ووضعتُها على السرير ثم دخلت إلى الحمام وجلبت عدة الإسعافات الأولية وبدأت بتضميد قدميها من جديد وعندما انتهيت نظرت إليها بحزن وهمست قائلا لها برقة وبصدق


" كنتُ أتمنى لو أنني التقيت بكِ بطريقة مُختلفة "


شهقت إيلا بقوة ورفعت رأسها ونظرت إليّ بذهولٍ شديد.. رفعت يدي وأمسكت بخصلات شعرها وثبتُها خلف أذنها وتابعت قائلا لها بنبرة هادئة


" لن أطلب منكِ السماح لأنني أعلم جيداً بأنكِ لن تسامحيني.. ولكن أريدُكِ أن تكوني بخير وبأمان.. لذلك وافقي على كل ما سيطلبه منكِ أوليفر.. لا تخافي منه وثقي به فهو إنسان شهم ومُخلص "


ووسط ذهولها الشديد اقتربت وقبلت جبينها برقة ثم وقفت وخرجت من الغرفة وتوجهت إلى غرفة ابنتي.. حاولت جاهدا منع نفسي من البكاء بينما كنتُ أضم ابنتي آنا إلى صدري وأمطرها بقبلاتي على خديها ووجنتيها وجبينها..


كنتُ أعلم بأنني لن أراها من جديد.. وبأن هذا هو وداعي الأخير لها..


نظرت إليها بحنانٍ شديد وقلتُ لها برقة


" ستذهبين بعد قليل برفقة أوليفر و إيلا.. أريدُكِ أن تكوني فتاة مهذبة ومطيعة ولا تعترضي على أوامر أوليفر مهما كانت.. إيلا ليست بخير وهي تحتاج لتستريح قليلا.. لذلك ستذهبين برفقتها إلى منزل عائلة أوليفر في شمال سانت سيمونز.. سوف تتغيبين قليلا عن مدرستكِ لكن ستكملين دراستكِ في المنزل.. اتفقنا "


نظرت آنا إليّ بدهشة وقالت بتعجُب

" لن تذهب معنا أبي؟ "


أجبتُها بحنان

" لا.. لدي الكثير من الأعمال.. لكن أعدكِ إن استطعت أن أنهي أعمالي الليلة سأذهب وأعيدكما إلى هنا في أسرع وقت "


ابتسمت آنا بسعادة وعانقتني وسمعتُها بغصة تقول

" أحبك جداً أبي.. سأنتظرك بفارغ الصبر "


بادلتُها العناق بشدة وهمست بألم قائلا

" وأنا أحبكِ بجنون طفلتي.. تذكري ذلك جيداً "


ابتعدت عنها غصبا عني وقلتُ لها قبل أن أخرج

" لا داعي لتوضيبين الحقائب.. ستذهبين فورا برفقة أوليفر.. وسيتكفل هو بكل شيء.. نلتقي قريبا طفلتي "


وخرجت مسرعا من غرفتها وتوجهت نحو جناحي.. وقفت في الشرفة أنظر بحزن إلى السيارة الرباعية الدفع السوداء والمفيمة والتي كانت تسير بسرعة على الطريق حتى اختفت من أمام أنظاري.. لقد ذهبوا..


فكرت براحة وبحزن وقررت الذهاب إلى شركتي والتكلم مع المحامي الخاص بي.. وفي المساء وبينما كنتُ أقف أمام الزعيم عرفت بأن نهايتي اقتربت.. وسمعت الزعيم يقول بحدة


" أنا آخيليس داركن.. الشيطان آخيليس.. لا أحد يطعنني في ظهري وينجو بفعلته.. ولكن يبدو أنه يوجد استثناء الليلة.. وبما أن مزاجي جيد ولا رغبة لي للقتل.. يمكنك الذهاب "


توسعت عيناي بصدمة إذ لم أستطع التصديق بأنه سامحني وبهذه السهولة وشكرتهُ بذهول لأنه عفى عني.. وما أن استدرت حتى تجمد جسدي وشعرت بالبرد الشديد عندما سمعت صوت طلقة نارية...

 

 

آخيليس***

 

وما أن استدار راموس باتسي برفقة أوليفر ليخرج.. فتحت الدُرج في المكتب وسحبت مسدسي وأطلقت النار على راموس باتسي الخائن.... لكن رصاصتي اتجهت مباشرة على بُعد إنش واحد من أذنهِ اليمنى لتستقر على الحائط أمامه مُحدثة فجوة صغيرة به...


ابتسمت بخبث عندما تجمد راموس كتمثال من حجر أمامي.. ثم رأيتهُ يستدير ببطء ونظر إليّ بصدمة كبيرة وبوجهٍ شاحب كشحوب الأموات.. رميت المسدس في مكانه وجلست بهدوء على الكرسي وقلتُ له بنبرة جامدة


" راموس.. كما تعلم أنا لا أخطئ في التصويب أبداً.. في المرة القادمة ستدخل الرصاصة في وسط جبينك بينما أنتَ تنظر مُباشرةً في عيناي قبل موتك.. أنا لا أغدر ولا أطعن في الظهر كما تفعل.. أردتُك أن تعلم ما معنى الطعن في الظهر.. والآن احمل هذه الحقيبة واخرج من هنا.. فأنا لستُ بحاجة لتعويضٍ منك.. وخطأ صغير آخر منك سأحرق الأرض التي تدوس عليها وبكل من تحبهم.. والآن يمكنك الانصراف "


كان وجهه شاحب جداً ورأيت أوليفر يمسك بالحقيبة ويخرج برفقة راموس من مكتبي في المستودع.. نظر كارتر إليّ وسألني بدهشة


" لماذا عفوتَ عنه ولم تقتله؟ "


أجبتهُ ببساطة قائلا


" بسبب مانويل طبعاً.. ولكن راموس باتسي مدين لي وبالكثير.. سأجعلهُ يدفع الثمن غاليا ولكن على طريقتي الخاصة.. أولا سأقتل حبيبتهُ ابنة ذلك الخائن وبعدها سأجعلهُ يخسر كل شيء.. قريبا سأجعلهُ يدفع الثمن غاليا لخيانتهِ لي.. والآن لنخرج من هنا "


وقفت بهدوء وخرجت من المستودع وتوجهت إلى قصري الخاص..


في الصباح اتصل بي إميليو وأعلمني بأن كل شيء تم تجهيزه من أجلي.. وسمعتهُ بغيظ يقول بمرح


( تذكر زعيم.. غداً هو أول يوم عمل لك كنادل في المقهى.. لا تتأخر سيدي.. والشقة أصبحت جاهزة بالكامل لا ينقص بها سوى وجودك )


همست له بفحيح وبحدة

" إميليو.. إن كنتَ تخاف على روحك التزم الصمت.. لا أريد أن تحزن جدتي بسبب وفاتك على يدي "


حمحم بخفة واعتذر وانهيت المكالمة معه وغرقت بالضحك عليه.. ذلك العجوز مستحيل أن أقتله مهما فعل فهو في النهاية حبيب جدتي..


دخل كارتر إلى مكتبي ووقف جامداً عندما رآني أضحك.. توقفت بسرعة ونظرت إليه بجدية.. فاقترب ووقف أمام مكتبي وقال بدهشة


" في الآونة الأخيرة أصبحتَ تضحك كثيراً.. يا ترى هل هذا بسبب شرطية المرور؟.. ماذا فعلت اليوم حتى جعلتك تضحك بسعادة؟ "


ابتسمت بوسع وأجبته

" لم تفعل شيء.. كنتُ أضحك بسبب إميليو العاشق "


أجابني كارتر وهو يجلس على الكرسي

" أها!!.. هذا جديد.. أصبح إميليو العاشق الآن سبب ضحكاتك.. ما هي أخبار الشرطية اليوم؟ "


نظرت إليه بجمود ثم تنهدت بقوة وقلتُ له

" لم اتصل بها منذ الأمس ولم أجب كذلك على اتصالاتها "


رفع كارتر حاجبه وتأملني بعدم التصديق.. زفرت بقوة ووقفت ووضعت يدي بجيب سروالي ونظرت إليه بجدية قائلا


" عندما ذهبت لرؤيتها في شقتها في يوم الحادث.. فقدت السيطرة بينما كنتُ أقبلها وجانبي السادي سيطر عليّ.. لقد أخفتُها كارتر وجعلتُها تبكي.. بالكاد استطعت التحكم بنفسي وكبت رغبتي بها "


تأملني كارتر بهدوء وقال ببساطة

" ولماذا تفعل ذلك؟.. دعها ترى ساديتك قد يُعجبها الأمر.. ففي النهاية هي حفيدة جورجيو اللعين "


نظرت إليه بحدة قائلا

" تذكر بأن جورجيو اللعين هو عمي يا مغفل "


قهقه كارتر بقوة وقال بهدوء


" جورجيو داركن ليس عمك.. فهو شقيق جدك رحمه اللّه.. أي هو عم والدك المرحوم.. لا أفهم لماذا تناديه بعمي لذلك الغليظ والمتكبر.. فهو ما زال لغاية الآن يلوم والدك المرحوم بسبب مقتل العقيد لومينا.. وأنتَ تعلم جيداً بأن والدك بريء كليا من هذه التهم.. فهو أحبها بجنون للعقيد رغم أنهُ كان متزوجا من والدتك "


نظرت إليه ببرود وقبل أن أجيبه سمعت طرقات خفيفة على الباب.. نظرت نحو شاشة المراقبة الضخمة أمامي ورأيت سكرتيرتي خلف الباب


" تفضلي تاتيانا "


دخلت تاتيانا وقالت باحترام

" آسفة سيدي.. ولكن لدي تقرير من المُهم جداً أن تراهُ الآن "


استلمت منها الملف وفتحته.. عقدت حاجبي بينما كنتُ اقرأ الملف ثم اشتد حنكي بعنف من جراء الغضب.. نظرت إلى تاتيانا بغضبٍ مهول وهتفت بوجهها بينما كنتُ ألوح بالملف أمامها


" ما هذه اللعنة المكتوبة هنا؟.. فسري لي بسرعة "


ارتعشت بخوف وقالت بتوتر


" سيدي.. لقد استلمت التقرير منذ قليل من قسم المُحاسبة.. المرحوم جوني توباس حاول أخذ سلفة على معاشه التقاعدي منذ شهرين لكن مسؤول المحاسبة رفض طلبه.. والمسكين جوني حاول أخذ موعد منك لرؤيتك لكن لم يتم إبلاغي بذلك لأن المسؤول في القسم رفض ذلك بحجة بأنه يتخطى صلاحياته في القسم "


تسارعت أنفاسي بشدة ورميت بالملف بعيدا وهتفت بحدة بوجهها

" أريدُ ذلك السافل الآن أمامي.. تحركي بسرعة "


خرجت راكضة من مكتبي بينما كنتُ أتنفس بسرعةٍ رهيبة.. وقف كارتر أمامي وأردف قائلا بقلق


" ماذا جرى آخيل؟!.. لماذا أنتَ غاضب إلى هذه الدرجة؟ "


نظرت إليه بحنق وهتفت بعصبية


" ذلك اللعين رفض إعطاء جوني سلفة من تعويضه.. لو فعل ذلك لم يكن سيصبح طعما لذلك الغبي باتسي.. سأقتلهُ بنفسي للحقير "


شهق كارتر بدهشة وهمس بعدم التصديق

" إذا جوني لم يكن يرغب بخيانتك من البداية!.. اللعنة "


وهنا فهم كارتر سبب غضبي.. فأنا لم أكن سأقتل جوني لو اكتشفت الحقيقة.. ثواني قليلة دخلت سكرتيرتي برفقة ذلك الحقير المسؤول عن قسم المحاسبة لدي.. وقبل أن يتفوه بكلمة واحدة نظرت إليه بحدة قائلا


" أنتَ مطرود من شركتي نهائيا.. لا أريد رؤية وجهك القذر أمامي هنا في الشركة بعد اليوم "


شحب وجهه وارتجف بخوف أمامي لكنني لم أهتم له بل نظرت إلى تاتيانا وقلتُ لها بأمر

" رافقيه إلى مكتبه ثم أطلبي من أحد الحراس بتسلميه أغراضه ورميه خارج شركتي "


ثم نظرت إلى كارتر وفورا فهمني.. أمسك بذراع ذلك اللعين وأخرجه من مكتبي ورافقتهم تاتيانا.. جلست على الأريكة أحاول التنفس بهدوء ولجم غضبي.. القذر لو لم يفعل ذلك لكان تغير كل شيء.. من حُسن حظه لم أقتله الآن..


بعد دقائق دخل كارتر إلى المكتب ولكن قبل أن يتفوه بحرف وقفت وقلتُ له بأمر


" تغيرت الخطة.. لن تقتل ابنة جوني.. بل أريدُك أن تجلبها لي بأي طريقة.. يجب أن ألتقي بها وفي أسرع وقت.. والآن يجب أن ترافقني إلى المحكمة.. ستبدأ مُحاكمة مانويل الجديدة بعد نصف ساعة "


خرجت بغضبٍ عاصف من الشركة وتوجهت برفقة كارتر وحرسي إلى المحكمة..

 

 

مانويل***

 

" بموجب السلطة المخولة لي بموجب الدستور والقوانين الولاية.. أحكم على المتهم مانويل غوميز بالبراءة.. وذلك لعدم وجود أدلة دامغة تُدين المُتهم.. سيد مانويل أنتَ رجل حر منذُ هذه اللحظة.. رُفعت الجلسة "


" مبروك مانويل..... "


وقفت وابتسمت بسعادة لا حدود لها لدى سماعي لقرار القاضي النهائي.. ولم أسمع ما كان يقوله لي المحامي.. خرجت من المحكمة ووقفت على الرصيف ونظرت نحو الزعيم بسعادة لا توصف.. اقتربت وعانقته عناق أخوي ثم ابتعدت عنه.. ابتسم الزعيم بوسع وقال بنبرة سعيدة


" مبروك لك الحرية مانويل.. سنذهب لنحتفل الليلة بهذه المناسبة السعيدة في الملهى الخاص بي.. أما الآن أريدك أن ترافقني إلى الشركة لنتكلم بهدوء "


أومأت له موافقا ثم نظرت خلفه بدهشة

 

 

رواية شرطية المرور - فصل 14 - جوليا كابيش

 

نظرت إلى آخيل وقلتُ له بملل


" حقاً زعيم.. ما زلت تتجول برفقة هؤلاء الأغبياء خلفك! "


التفت آخيل ونظر بجمود نحو حُراسه

 

 

رواية شرطية المرور - فصل 14 - جوليا كابيش

 

ثم أدار راسه ونظر إليّ بحدة قائلا


" لا تتكلم عن حُراسي بتلك الطريقة.. قد يحزن إميليو بسبب ذلك لأنه من يقوم بتدريبهم.. والآن تحرك يا غبي "


قهقهت بخفة ثم صافحت كارتر وهمست قائلا له

" هل تسممت كلابك بسبب تناولهم لحوم وعظام الشاهدين الملاعين؟ "


تأملني كارتر بغضب وقال بمكر

" لن تتسمم كلابي إلا عندما تتذوق لحمك الفاسد أيها القذر "


ضحكت بشدة وتبعته نحو السيارة.. عندما وصلنا إلى الشركة صعدت برفقة كارتر نحو مكتب الزعيم وما أن دخلته رأيت الزعيم يجلس على الأريكة وهو يبتسم بسعادة..

 

 

رواية شرطية المرور - فصل 14 - جوليا كابيش

 

جلست على الأريكة المقابلة له وسمعت الزعيم يوجه حديثه لي قائلا بجدية


" مانويل.. أنتَ تعلم جيداً الآن بأن تجارتك في الأعضاء البشرية انتهت نهائيا.. لن أرحمك إن خالفتَ أوامري من جديد.. هل كلامي واضح لك؟ "


نظرت إليه بامتنان قائلا

" واضح زعيم.. هذه التجارة انتهت كليا بالنسبة لي.. وأريد أن أشكرك على وقوفك بجانبي في محنتي "


ابتسم بوسع وقال بنبرة هادئة عملية

" لا شكر على واجب مانويل.. والآن يجب أن تعلم بقراري النهائي الذي اتخذته بخصوص ابن خالتك راموس... "


أخبرني الزعيم بما حدث في الأمس مع راموس.. شعرت بالغضب الشديد بسبب ابن خالتي الأحمق.. فهو كان سيخسر حياته ويتسبب بمقتل ابنتهِ الوحيدة.. ولكن شعرت بالامتنان الشديد وبالراحة عندما قال الزعيم


" قراري نهائي ولا رجوع عنه.. لن أقتله.. ولكن خطأ واحد صغير منه لن أتردد للحظة واحدة بإنهاء حياته وحياة ابنته "


أجبته بسرعة قائلا

" هذا عادل ولن أعترض على قرارك.. وشكرا لك زعيم لأنك عفوتَ عنه هذه المرة.. وأنا أعلم جيداً بأنها الأخيرة.. لكن ثق بكلامي لن يُكرر فعلتهُ راموس.. لن يخونك بعد الآن "


" سنرى "


أجابني بسرعة وهنا قررت أن أغير الموضوع فسألته بخبث

" هل فعلا أصبح لديك حبيبة زعيم؟.. فكما أعلم أنتَ ترفض ذلك حتى لا يكون لديك نقطة ضعف "


انتفض بعنف ونظر إليّ بحدة وبغضبٍ عاصف.. وهتف بوجهي بحدة قائلا

" ما اللعنة مانويل!!!.. من هو الحقير الذي أخبرك بذلك؟ "


تأملتهُ بدهشة وبقليل من الخوف ثم بلعت ريقي بقوة وأجبته

" المحامي.. لقد أخبرني بأنك كنتُ مُنشغلا قليلا مع فتاتك.. أخبرني بأنها تعرضت لحادث سير لذلك لم تستطع حضور جلسة الاستئناف "


وقف آخيليس ونظر إلى كارتر بحدة ثم إليّ وهتف بحنق


" هي ليست حبيبتي.. هذا أولا.. ثانيا لا أسمح لأحد بالتدخل في خصوصياتي.. ثالثا لن أسمح بأن تكون نقطة ضعف لي.. ولن أسمح بأن يكتشف أعدائي عنها شيئاً.. فهم لا يستطيعون قتل وتدمير ما لا يعرفون عنه.. والآن يمكنكما الانصراف "


اوه.. الزعيم طردنا بطريقة لائقة من مكتبه.. وقفت وخرجت بهدوء برفقة كارتر وما أن أغلقت الباب خلفي حتى أمسكت بذراع كارتر وسحبته ناحية مكتبه.. وقفت أمامه وكتفت يداي أمام صدري وسألته


" من هي فتاة الزعيم؟.. هل أعرفها؟ "


رأيت بدهشة كارتر يتأملني بمكر وقال بهدوء

" حسنا سوف أخبرك من هي ومن تكون.. ففي النهاية ستعرف.. اسمها إستيرا جونز وهي شرطية مرور "


توسعت عيناي بذهولٍ شديد وهتفت بصدمة لا حدود لها

" شرطية!!.. ما اللعنة؟!.. هل تمزح معي!!!... "


قهقه كارتر بشدة وعندما هدأ قال بخبث

" هناك المزيد.. ولن تُصدق ما سأخبرك به.. الزعيم سيبدأ غداً بأول يوم عمل له كنادل في المقهى الذي اشتراه من أجلها "


سقط فكي إلى الأسفل وجحظت عيناي ونظرت بصدمة كبيرة إليه.. غرق كارتر بالضحك قائلا

" هاهاهاهههه.. لو ترى وجهك الآن.. تبدو مُضحكا "


لكنني شعرت بالغضب الشديد وهتفت بحنق

" ناااااااااااااادل .. ما اللعنة؟!!.. ماذا حصل للزعيم في غيابي؟.. هل فقد عقله؟ "


قهقه كارتر بقوة وقال

" بل فقد قلبه.. فلن تتخيل ما فعلهُ لغاية الآن من أجلها "


وسمعت بصدمة لا حدود لها كارتر وهو يُخبرني بالتفصيل الممل بكل ما فعلهُ الزعيم من أجل تلك الشرطية.. وأنهى حديثه قائلا بمكر


" ستحبها لفتاة الزعيم عندما تتعرف عليها.. يمكنك القول بأنها خفيفة الظل و.. مممم... هي مناسبة للزعيم صدقني "


هتفت بصدمة دون أن أعير أي اهتمام لكلام كارتر

" شرطية؟!.. لم يجد الزعيم سوى شرطية ليقع بغرامها؟!! "


سمعت كارتر يقول بجدية


" ليس بعد.. هو لم يقع بغرامها بعد.. ربما قريبا.. من يدري.. وعلى فكرة الزعيم طلب مني أن أخبرك بأنك سوف تنتقل للعيش في المبنى حيثُ تسكن الشرطية.. فهو يريدك شخصيا أن تحميها في غيابه "


سقط فكي إلى الأسفل ثم هتفت بحدة

" ماذااااااااااا؟!!... أنا مانويل غوميز أحمي شرطية؟!.. والجحيم لا.. لا لا لا لا.. وألف لا.. لا لن أفعل.. مستحيل أن أنتقل من منزلي الفخم لأعيش في مبنى لعين تسكنه شرطية.. واللعنة لا "


تأملني كارتر بعدم الاهتمام وقال


" شقتك في الطابق الرابع حيث تقع شقة الزعيم وفتاته.. تم تجهيزها بالكامل لاستقبالك مانو.. بالتوفيق لك.. أتمنى أن تعجبك شقتك الجديدة في ذلك المبنى اللعين.. على فكرة هذا المبنى اللعين اشتراه الزعيم كذلك وسوف يسكنه معظم الحراس لدينا لحماية الزعيم وفتاته.. وتذكر جيداً بأن اسمه أمامها هو آخيليو أدامز.. الوداع مانو.. أراك قريبا "


ورمى بمفتاح لعين بوجهي المصدوم وقال


" وقبل أن أنسى.. أوامر الزعيم لك بأن تنتقل اليوم للعيش في تلك الشقة.. بالتوفيق.. وإياك أن تُحزن فتاة الزعيم وإلا قتلك بنفسه.. هذه نصيحة مجانية مني.. الوداع "


وخرج من مكتبه وهو يضحك بشدة.. هتفت بحنق وشعرت بالحزن.. كنتُ أحلم بالخروج من السجن حتى أستريح قليلا في الفيلا الخاصة بي وبعدها أخطف جوليا أرملة ذلك القذر ماتياس وأجعلها عشيقة لي ثم أقتلها وأرميها بجانب جثة زوجها الملعون..


هتفت بقهر وخرجت من الشركة وأخذت سيارة خاصة بالحراس وذهبت لزيارة والدتي وبعدها ذهبت إلى الفيلا الخاصة بي..


" سأشتاقُ إليكِ جداً.. سأفتقدكِ بشدة حبيبتي الغالية.. الوداع للرفاهية التي حلمتُ بها لأكثر من ثلاثة أشهر تعيسة في ذلك السجن اللعين.. اللعنة على حظي.. "


كنتُ أودع الفيلا الخاصة بي وسياراتي الفخمة قبل أن أصعد في سيارة الأجرة الحقيرة.. أرسل كارتر القذر رسالة على هاتفي بالعنوان.. أردت قتله لأنه كان يرسل لي طيلة الوقت رسائل ملعونة يغيظني بها.. سأنتقم منه قريبا لذلك المغفل.. سيرى..


وصلت إلى المبنى وما أن ترجلت من سيارة الأجرة حتى سقط فكي إلى الأسفل من الصدمة.. وهتف بتعاسة


" ما اللعنة؟!!.. ما هذا المبنى الحقير؟!.. انتهت حياتي هنا.. الوداع مانويل لحياتك الجميلة "


مشيت بغضب نحو المدخل ورأيت إميليو يقف مع بعض العمال من شركة آخيل وهو يملي عليهم بالأوامر.. وما أن رآني ذلك العجوز العاشق حتى ابتسم بسعادة وتوجه نحوي ليقف أمامي ويصافحني قائلا


" مبروك البراءة.. أتمنى أن تكون قد تعلمت الدرس.. كيف حالك مانو؟ "


نظرت إليه بقهر قائلا

" كما ترى.. في أتعس حالاتي "


قهقه إميليو بشدة وأشار لي لأتبعه.. وعندما رأيته يصعد السلالم وقفت وهتفت بصدمة


" لا يوجد مصعد كهربائي لعين هنااااااااااااااااا.. ما اللعنة؟!!!!.. الأفضل لي أن أعود إلى ذلك السجن اللعين.. كنتُ أعيش هناك برفاهية أكبر "


وقف إميليو ونظر إليّ بمرح قائلا

" سوف تعتاد على ذلك.. تخيل بأنك تقوم بتمارين رياضية.. سوف يفيدُك الصعود على السلالم جدا "


نظرت إليه بتكشيرة فقهقه بخفة وعاد ليصعد على السلالم وهو يقول


" توقف عن التذمر واللعن مانو.. وعليك أن تعتاد حاليا بالسكن هنا.. فهذه أوامر الزعيم.. كما لا تقلق لقد حاولت جهدي بتجهيز شقة عصرية لك هنا حتى تسترخي وترتاح قليلا.. صدقني الشقة ليست سيئة كما تظن "


همهمت بعدم الرضا وتبعته.. عندما وصلنا للطابق الرابع نظرت في الأرجاء بقرف وفجأة رأيت باب ناحية اليمين ينفتح وخرجت منه فتاة.. واوووووووووو.. من هذه الجميلة؟!..


هتفت بإعجاب بداخلي ووقفت أنظر إليها بنظرات مثيرة وبإعجاب.. رأيتُها تركض باتجاهنا.. وقفت عارماً أمامها ووضعت حقيبتي على الأرض ونظرت إليها بإغراء وأنا أعدل بيدي اليمنى ياقة قميصي..


تأملتُها بصدمة عندما رأيتُها تتخطاني دون أن تُعيرني أي اهتمام وترمي بنفسها على إميليو وتعانقه بشدة..


" ما اللعنة؟! "


همست بصدمة بينما كنتُ أنظر إليهما.. بادلها إميليو العناق ثم ابتعد عنها قائلا بحنان

" مرحبا أنسة إستيرا.. كيف حالك؟ "


إستيرااااااااااااا؟!!.. اللعنة إنها فتاة الزعيم الشرطية!.. هتفت برعب بداخلي عندما اكتشفت من تكون هذه الفتاة الجميلة.. هممم.. الزعيم لديه ذوق رفيع بالنساء.. لا ألومه الآن.. سمعتُها تجيب إميليو قائلة


" أنا بخير عم إميليو "


رأيتُها تفرك يديها ببعضهما بتوتر ثم سألت إميليو

" عم إميليو.. هل.. هل اتصل بك آخيليو اليوم؟.. هل أخبرك متى سيأتي ليسكن في الشقة؟.. فهو لا يُجيب على اتصالاتي "


رفعت حاجبي وبدأت باستمتاع أستمع لحديثهما.. أجابها إميليو بحنان


" نعم لقد اتصل بي.. الليلة سيأتي ليسكن في الشقة.. المسكين يبحث عن عمل إضافي كنادل في مقهى أو في مطعم.. لذلك أظن بأنه لم يستطع الإجابة على اتصالاتك.. لا تقلقي أنستي الجميلة.. سيأتي "


أوه لو تسمعه الجدة هيلينا كيف يتكلم مع فتاة الزعيم الآن.. ستقتله بنفسها.. فكرت بخبث وسمعت إميليو يتابع قائلا


" أوه.. وهذا مانو جاركِ الجديد.. سوف يسكن في الشقة المجاورة لشقة أخيليو "


وهنا استدارت الشرطية ونظرت إليّ بسعادة ورفعت يدها اليمنى لتصافحني.. صافحتُها وسحبت الشرطية يدها بسرعة وقالت بسعادة


" مرحبا مانو.. اسمي إستيرا جونز وأنا جارتك الجديدة و.. واووووو.. لديك وشوم كثيرة.. تبدو مثل رجل العصابات "


نظرت إليها بصدمة شديدة وسمعت إميليو يسعل بقوة وعندما هدأ أجابها بتوتر

" إنه سائق طلبيات في المقهى لدي.. وكان يبحث عن شقة قريبة منه فأجرته شقة هنا "


توسعت عيناي وسقط فكي إلى الأسفل ونظرت بحدة إلى إميليو.. لينظر إليّ بطريقة حادة وهو يكلمني من خلالها بأن ألتزم الصمت..


قهقهت الشرطية بخفة وقالت

" واو.. إذا أنتَ ستعمل مع آخيليو في المقهى.. هذا جميل "


كنتُ سأنفجر من شدة الغضب.. ولكن تمالكت نفسي وبعد ذهابها تبعت إميليو ودخلت إلى شقتي الجديدة الملعونة.. وما أن دخلتُها حتى صفعت الباب وهتفت بحدة وبجنون


" ساااااااااااائق طلبيات في المقهى الخاص بك!!.. ما اللعنة إميليو؟ "


وقف اللعين أمامي بعنفوان وقال ببرود


" لا تهتف بوجهي يا ولد.. تأدب.. وما المانع بأن تكون سائق طلبيات في المقهى؟!.. سوف تستمتع برفقة الزعيم في العمل الجديد "


كنتُ سأنفجر من شدة الغضب لكن ما أن نظرت حولي وشاهدت الشقة حتى هدأ غضبي ونظرت باستحسان إلى الشقة.. أثاث عصري جميل و جهاز تلفاز بحجم الحائط.. رغم صغر الشقة لكنها جيدة.. حاليا طبعا..


سمعت ذلك العجوز الماكر يسألني

" أعجبتك؟ "


رميت بالحقيبة على الأرض وقلتُ له بملل

" لا بأس بها.. من سوف ينظفها؟ "


أجابني بسرعة بأن آخيليس قام بتعين شركة خاصة حتى يرسلوا عمال ثلاثة أيام في الأسبوع لتنظيف شقق الجميع في غياب الشرطية وأثناء عملها.. بعد ذهاب إميليو جلست باسترخاء على الأريكة ولكن انتفضت بعنف عندما سمعت جرس الباب يُقرع..


" إميليوووو... "


همست بغيظ ووقفت بقهر وتوجهت نحو الباب.. فتحتهُ بعنف وما أن كنتُ على وشك شتم إميليو خرست بسرعة عندما رأيت فتاة الزعيم أمامي..


كانت تقف وهي تبتسم بخجل.. ثم رفعت يديها ونظرت إليهما بدهشة.. كانت تحمل طبق وضعت عليه أرز مع الخضار وقطعتين كبيرتين من الدجاج المطهو مع التوابل والبطاطس.. واستنشقت رائحة الطبق الشهية وسمعت الشرطية تقول بخجل


" آسفة لم أصنع الحلويات.. لو كنتُ أعلم بأنه سيكون لي جار جديد هنا كنتُ صنعتُ لك بعض من الحلويات اللذيذة.. ولكن قررت أن أستقبلك بهذا الطبق اللذيذ ترحيبا بك "


في الحقيقة كنتُ جائع وجداً.. كما لم أتناول منذ فترة طبق شهي تم صنعه في المنزل.. ابتسمت لها بامتنان وشكرتُها بتهذيب واستلمت الطبق منها ثم أفسحت لها قليلا لتدخل.. من أدب الضيافة طبعا.. فرغم أنها فتاة الزعيم إلا أنني أكره الشرطيين وبشدة..


" واووووووووو.. شقتك جميلة جداً.. هل تستطيع دفع قيمة الايجار بمعاشك الصغير؟.. آسفة ولكن لا بُد بأن أجارها مُرتفع جداً "


وضعت الطبق على الطاولة أمامي وجلست على الأريكة وقلتُ لها بملل وباستهزاء


" إميليو إنسان عطوف جدا مع الفقراء مثل حالتي.. لقد أجرني الشقة بسعر جيد جداً "


" أوه ما أطيبه عم إميليو.. كم هو عطوف ومُحسن "


سمعتُها بصدمة تهتف برقة بتلك الكلمات.. نظرت إليها بتعجُب وتساءلت بداخلي بدهشة.. كيف واللعنة لم تنتبه بأنني كنتُ أُكلمها باستهزاء؟!..


ورأيتُها تقف أمام الباب بخجل وقالت بسرعة

" لن أتطفل عليك أكثر.. أتمنى أن تكون إقامتك جيدة هنا.. أراك قريبا مانو.. الوداع "


وخرجت مسرعة من شقتي وأغلقت الباب خلفها.. نظرت إلى الطبق وأمسكت بالشوكة وبدأت أتناول الأرز..

" هممم.. لذيذ.. بل لذيذ جداً.. يبدو أن إقامتي هنا ستكون ممتعة "


همست بتلك الكلمات وتناولت كامل الطبق بشهية كبيرة وباستمتاع....

 

 

جوليا كابيش***

 

" تعازي الحارة لكِ سيدة جوليا.. المرحوم لم يكن يستحق الموت بهذه الطريقة "


وقفت في صالون الشرف في قصر والدي أتقبل التعازي على موت ذلك الحقير ماتياس.. أتمنى أن يتعفن الملعون في الجحيم السابعة.. الرحمة لا تجوز على الشياطين..


فكرت بكره وحاولت أن أظل واقفة في مكاني أتقبل التعازي رغما عني بموت زوجي القذر.. لكن طبعا لم أستطع الوقوف أكثر من ذلك.. استدرت ومشيت بكبرياء وبغضب نحو السلالم.. لكن حُراس والدي اللعين وقفوا أمامي ومنعوني من الاقتراب خطوة أخرى..


" ابتعدوا من أمامي يا أغبياء وهذا أمر "


لكنهم لم يستمعوا إليّ ورأيت بقرف والدي يقترب ليقف أمامي وهو يتأملني بغضبٍ شديد.. وسمعته يهمس قائلا لي بحدة وبعصبية


" ماذا تظنين نفسكِ فاعلة جوليا؟.. عودي إلى مكانك وتقبلي التعازي على زوجكِ المرحوم.. لا أريد المزيد من الفضائح هنا.. يكفي بأنني التزمت الصمت على ما ترتدينه الآن من ملابس.. فملابسكِ اللعينة لا تليق أبداً بكِ وبــ... "


نظرت إليه بقهر وبغضب

 

 

رواية شرطية المرور - فصل 14 - جوليا كابيش

 

ثم هتفت بحنق بوجهه دون أن أكترث لأحد وللتقاليد و سمعة عائلتي وعائلة زوجي القذر


" ما بهِ طقم ملابسي؟!.. هو أنيق ونظيف.. بنظري ما أرتديه اليوم مناسب جدا للمناسبة السعيدة بالنسبة لي.. من حُسن حظك لم أرتدي طقم أحمر لهذه المناسبة الرائعة.. ثم وكأنني أهتم لرغباتك اللعينة.. فأنتَ يا والدي العزيز أجبرتني على الزواج من ذلك القذر.. لقد قمتَ ببيعي له دون أن تهتم بأنني ابنتك الوحيدة.. سلمتني لحيوان قذر حقير ولم تهتم لمُعاناتي معه.. كان كل همك الأموال والنفوذ.. وأنا سعيدة جداً لأنه مات.. ولن أهتم لمعرفة من قتله.. بل صدقني إن اكتشفت من قتله سوف أمارس الجنس معه لأنه قدم لي هدية العُمر بقتلهِ لذلك القذر ماتياس و..هاهــ... "


شهقت بصدمة عندما تلقيت صفعة قوية من والدي.. نظرت إليه بعنفوان بينما كنتُ أمسح خدي مكان صفعته.. وسمعته يأمر رجاله بمرافقتي إلى غرفتي القديمة.. ثم وجه حديثه لي قبل ذهابي


" ستندمين جوليا.. سترين.. خذوها بسرعة من هنا قبل أن تفضحني أكثر مما فعلت "


حاول حارس الإمساك بذراعي لكنني دفعتهُ بعنف وهتفت بحدة بوجهه

" لا تلمسني يا قذر "


وصعدت إلى غرفة نومي القديمة في قصر والدي ميشال.. كنتُ أمشي بتوتر وأنا أفرك يداي ببعضهما وأفكر بخوف..


ماذا سيفعل بي الآن ذلك الحقير أبي؟!.. أنا أعلم جيداً بأنه ينوي على بيعي من جديد.. يجب أن أهرب من هنا وفي أسرع وقت.. لن أسمح له بأن يتحكم بحياتي من جديد.. لن أسمح له بتدميري من جديد..


وبينما كنتُ أفكر بذلك انتفضت برعب عندما انفتح باب غرفتي ودخل والدي.. أغلق الحارس من الخارج الباب ورأيت أبي ميشال يقترب بهدوء ليقف أمامي بعنفوان وهو يتأملني بكرهٍ شديد..


" اااعهههههههه... "


هتفت بألمٍ شديد عندما رفع يدهُ اليمنى وهوى بها بكامل قوته على وجنتي ليلتف رأسي بعنف جانبا.. رفعت يدي وأبعدت خصلات شعري عن وجهي ونظرت إليه بكرهٍ شديد.. وسمعتهُ بقهر يهتف قائلا بحدة وبغضبٍ مهول


" أيتها العاهرة القذرة.. لقد فضحتني اليوم في جنازة زوجكِ.. غداً عندما يأتي المحامي الخاص بزوجكِ ويقرأ الوصية أريدكِ أن تتنازلي عن كل شيء لي.. فأنتِ هي الوريثة الوحيدة للمرحوم.. وبعدها سأعرضكِ على ويسلي.. فهو يتحرق شوقا ليمتلكِ.. سيدفع وبسعادة المبلغ الكبير الذي سأطلبهُ منه مُقابل تسليمكِ له "


ترقرقت الدموع في عيناي ونظرت إليه بعدم التصديق وبحزنٍ عميق.. أشرت له بالرفض برأسي ثم هتفت باختناق


" لن أسمح لك بفعل ذلك بي.. ليس مجددا.. أنا ابنتك.. هل تفهم ما يعنيه ذلك؟.. أنا ابنتك من لحمك ودمك.. كيف تستطيع الإفراط بي بهذا الشكل؟ "


قهقه بشدة ثم أجابني ببرود


" لأنكِ ابنة تلك الخائنة.. والدتكِ خانتني بعد مرور عشر سنوات على زواجنا.. خانتني مع سائقي القذر.. ولم أحزن لأنني قتلتهما معا بدمٍ بارد.. وصحيح أنتِ ابنتي من لحمي ودمي ولكنكِ تحملين دمائها الوسخة في شرايينكِ "


تأملني بكرهٍ شديد ثم قال بحدة

" سوف أستفيد منكِ كلما سمحت لي الظروف.. ويسلي سيدفع بسخاء لأسلمكِ له.. وهذا ما أنوي على فعله.. والآن يا ابنتي العزيزة أراكِ على العشاء "


استدار وخرج من غرفتي.. وهنا اتخذت قراري والذي لا رجوع عنه.. سأهرب الآن.. سأهرب من هنا وإلى الأبد..


خرجت بحذر من غرفتي ولم أرى أي حارس.. ركضت نحو غرفة نوم والدي ودخلتُها بهدوء.. اقتربت من الحائط وأزحت بيدي اللوحة الكبيرة وظهرت أمامي خزنته.. ابتسمت بكره بينما كنتُ أضغط على لوحة الخزنة وأُدخل الرقم.. اتسعت ابتسامتي أكثر عندما رأيت على شاشة الخزنة بأن الأرقام التي أدخلتها صحيحة..


الغبي أبي لم يُكبد نفسه عناء تغيير الأرقام السرية منذ زمن.. فما زال يوم تاريخ ميلاده كلمة السر.. فتحت الخزنة ونظرت إلى رزمّ المال بداخلها والمجوهرات.. مجوهرات والدتي..


استدرت واقتربت من سريره وأزلت الغطاء عن إحدى وسائده وركضت نحو الخزنة وبدأت أضع كل الرزمّ مع مجوهرات والدتي بداخل الغطاء.. عندما انتهيت لففت الغطاء جيدا وعقدته ثم خرجت من غرفته وتسللت هاربة من القصر دون أن ينتبه لي أحد..


ركضت في الشارع وأنا أشعر بالرعب الشديد.. أوقفت سيارة أجرة وقلتُ له

" إلى شمال سانت سيمونز لو سمحت "


نظر إليّ بدهشة وقال

" سيكلفك ذلك مئتان دولار يا أنسة "


أجبته بسرعة

" لا بأس بذلك.. أرجوك أسرع لأنني مستعجلة "


وهكذا ذهبت إلى شمال سانت سيمونز.. فهناك لن يجدني والدي أبداً.. لن يخطر على باله أبداً بأنني ذهبت لأختبئ منه في مدينة والدتي..


في البداية استأجرت غرفة صغيرة في فندق متواضع.. وبعد أسبوعين استأجرت شقة صغيرة بجانب مقهى السرور.. ولشهرين ونصف تقريبا كانت حياتي هادئة رغم خوفي الدائم من أن يراني أحد من رجال والدي ولكن ذلك لم يحدث..


ورغم المال الذي بحوزتي والمجوهرات قررت أن أعمل حتى أتسلى قليلا.. وبدأت البحث عن العمل..


مشيت ببطء على الرصيف وتنهدت بقوة.. لا يوجد عمل لعين هنا في المنطقة.. وإن وجدت يطلبون مني الهوية وأنا لا أستطيع المخاطرة.. قد يعرفني أحد هنا ويخبر والدي عن مكاني..


وقفت أمام المقهى وقررت الدخول إليه وطلب فنجان من القهوة.. ولكن ما أن دخلته حتى هتف رجل قائلا

" يا أنسة.. المقهى مُغلق ولم يتم فتحه بعد "


نظرت إلى الرجل بحزن وعندما كنتُ على وشك أن أستدير وأخرج تجمدت بأرضي عندما سألني

" هل أنتِ بخير يا أنسة؟ "


نظرت إليه بحزن وقلتُ له

" لا.. لستُ بخير سيدي.. أشكرك على اهتمامك "


ومن جديد عندما حاولت التحرك توقفت إذ وقف أمامي ذلك الرجل وقال بنبرة حنونة

" لا تبدين بخير يا ابنتي.. تعالي واجلسي واستريحي قليلا.. سأجلب لكِ بنفسي فنجان من القهوة "


نظرت إليه بخوف رغما عني.. لأنني لم أعتد على الحنان والعطف من أحد مُسبقا خاصةً من شخص غريب.. فهم ترددي ذلك الرجل وقال بنبرة حنونة


" لا تخافي مني فأنا صاحب هذا المقهى.. أدعى إميليو.. تفضلي واستريحي قليلا "


ابتسمت له بامتنان وجلست على الكرسي وبدأت أتأمل المقهى بإعجاب.. تم تغيير كامل الديكور والأثاث ولكن للأفضل.. وبعد مرور عدة دقائق رأيت العم إميليو يقترب ويضع فنجان على الطاولة أمامي ثم أمسك بالكرسي المقابل وسألني


" أتسمحين لي بالجلوس "


ابتسمت بوسع وأشرت له موافقة.. تكلمنا لوقتٍ طويل دون أن أشعر.. وأخبرته بأنني أبحث عن عمل وأن اسمي هو ليلي وأنني يتيمة ولا هوية وعائلة لي.. شعرت بالراحة معه ومع ذلك طبعا لم أخبره عن حقيقة من أكون..


في النهاية قال لي أن أمهله بعض من الوقت ربما يجد لي وظيفة مناسبة قريبة من هنا.. وطلب مني أن أزوره في الغد..


في الصباح الباكر خرجت من شقتي وتوجهت نحو المقهى.. رأيت العم إميليو يتكلم مع رجلين وسيمين جداً.. وما أن اقتربت منهم حتى توقفوا عن التكلم ونظروا إليّ.. ابتسم العم إميليو بوسع وأشار بيده لأقترب.. وما أن وقفت أمامهم حتى أردف قائلا


" آخيليو.. إنها الفتاة التي أخبرتُك عنها.. ليلي فــ.. "


شحب وجهي بشدة عندما نظر إليّ بتمعن وبحدة الرجل الوسيم الأشقر وقال بنبرة جعلت شعر رأسي يقف

" أنتِ جوليا أرملة ماتياس وابنة ميشال كابيش "


شهقت برعب وبأقل من ثانية استدرت وحاولت الفرار لكن أمسكني الرجل الثاني وهمس بأذني قائلا

" هششش.. اهدئي يا أنسة.. نحن لن نؤذيكِ "


وسحبني بعنف لداخل المقهى وسط بكائي الحاد...

 


آخيليس***

 

شعرت بالغضب الشديد من مانويل ومن كارتر اللعين.. وبعد طردي لهما وقفت وهتفت بفحيح


" أنا أحُب!!.. هيه.. حمقى ملاعين.. أنا آخيليس داركين.. من المستحيل أن أقع في المحظور "


استدرت ومشيت نحو مكتبي وجلست على الكرسي الضخم وبدأت أعمل بهدوء.. بعد ساعة اتصل بي إيميليو.. وأخبرني عن وظيفة مانويل الجديدة.. ضحكت بشدة لدى سماعي بذلك.. مانويل سيفقد عقله وأعصابه قريبا..


انهيت الاتصال معه وتابعت العمل بهدوء.. بعد مرور ساعتين ونصف رنين هاتفي انتشلني من تركيزي العميق.. نظرت إلى الهواتف الموضوعة على المنضدة بجانبي ورأيت بأن هاتفي السابع من يُصدر ذلك الزنين المزعج..


ومع ذلك ابتسمت برقة دون شعور مني عندما رأيت اسم الخاص بـ إستيرا على الشاشة.. فتاتي الجميلة..


أمسكت الهاتف وضغطت بخفة على الشاشة ورفعته على أذني


( آخيليووووووووو.. أنتَ بخير؟.. لقد أقلقتني عليك كثيرا.. لماذا لم تتلقى اتصالاتي منذ يومين؟.. هل أنتَ غاضب مني لأنني ثملت بسبب النبيذ؟.. آسفة لم أقصد أن أزعجك.. أنا لا أتذكر ما حصل!.. هل تفوهت بأشياء تافهة أغضبتك؟!.. أنــ.. )


قهقهت بخفة وقاطعتُها قائلا بنبرة حنونة بينما كنتُ أتذكر بسعادة ما قالته لي وهي ثملة

" لا تقلقي لم يحدث شيء.. وأنا لم أستطع التكلم معكِ لأنني كنتُ أعمل في وظيفتي الثانية "


اتسعت ابتسامتي أكثر عندما سمعتُها تهتف بسعادة قائلة


( حقا!.. هذا خبر رائع.. أنا سعيدة لأنك وجدتَ وظيفة جديدة ولكن لا يجب أن تُجهد نفسك كثيراً.. و.. أوه.. نسيت أن أخبرك.. الشقة المجاورة لشقتك استأجرها شاب.. يبدو مُخيفا جداً وكأنه رجل عصابة.. فهو أصلع الرأس ويمتلك وشوم بعدد شعر رأسي.. يبدو مُخيفا للوهلة الأولى لكن عندما تكلمت معه بدى لي مهذبا.. والسيد إميليو ساعده وأجره الشقة بسعرٍ جيد.. العم إميليو رجل خلوق ومُحسن جداً )


جاهدت لكي لا أضحك بسبب وصفها لـ مانويل.. لو سمعها تنعته بأصلع الرأس سيفقد عقله.. سمعت إستيرا تتابع قائلة بنبرة خجولة


( لقد قال لي العم إميليو بأنك ستأتي الليلة لتسكن في الشقة.. هل هذا صحيح؟ )


تذكرت بسرعة بأن الليلة سنحتفل بخروج مانويل من السجن في الملهى الخاص بي.. لذلك أجبتُها بسرعة قائلا

" لا للأسف.. لدي دوام مسائي الليلة.. ربما غداً "


سمعتُها تتنهد بحزن ثم قالت بنبرة حزينة

( حسنا.. نلتقي غدا.. الوداع )


وضعت الهاتف جانبا ونظرت أمامي بتفكيرٍ عميق.. ثم وقفت وقررت الذهاب إلى قصري لأستريح قليلا قبل المساء..

 


إستيرا***

 

ذهبت في الصباح إلى المستشفى لمراقبة زملائي المساكين.. كالعادة لدى رؤيتهم لي شرعوا يبكون كالأطفال من جديد.. سئمت من تصرفاتهم الغريبة وقررت أن أتصل بعمي مايكل وأطلب منه أن يعيدني إلى عملي السابق كشرطية للمرور.. ولدهشتي وافق بسرعة وطلب مني أن أبدأ من الغد بعملي المعتاد..


في الساعة الواحدة والنصف خرجت من المستشفى وتوجهت إلى شقتي.. وبينما كنتُ أصعد السلالم رأيت رجال بعدد شعر رأسي يبدون كالمصارعين بسبب عضلاتهم الضخمة يحملون حقائب كبيرة ويدخلون ويخرجون من الشقق.. لم أكترث لهم وتابعت الصعود إلى الطابق الرابع...


بعدها سمعت أصوات أقدام في الممر.. ظننت أن آخيليو قد أتى.. ركضت خارجة من شقتي لكنني رأيت العم إميليو برفقة رجلٍ غريب.. تكلمت معه وتعرفت على جاري الجديد وقمتُ بالترحيب به على طريقتي..


في الصباح الباكر توجهت إلى عملي كالمعتاد.. وبينما كنتُ أقود سيارة الشرطة الخاصة بي رأيت سيارة مُسرعة على الطريق فتبعتُها.. أوقفت سيارتي أمام تلك السيارة الفخمة ثم فتحت الباب وخرجت بهدوء لأقف أمام باب ذلك السائق..


" سيدي.. "


طرقت على نافذتهِ بخفة وتابعت قائلة له

" هل تعلم بأنك تخطيت السرعة المــ... "


توقفت عن التكلم عندما أخفض السائق الزجاج ورأيت برعب أكثر رجل مُخيف في حياتي..

" إستيرا جونز.. أخيراً التقينا من جديد أيتها المثيرة "


ارتعش جسدي بعنف وكنتُ على وشك أن أفقد وعيي بسبب الخوف الذي تملكني لرؤيتي لذلك الحقير.. رجعت خطوتين إلى الخلف بذعر عندما رأيته يفتح الباب ويترجل بهدوء ليقف أمامي.. اقترب خطوة مني وقال بنبرة خبيثة جعلت دمائي تتجمد من شدة الرعب


" إستيرا.. إستيرا.. كم حظي رائع اليوم.. فالطريق خالية وأنتِ هنا أمامي "


نظرت إليه برعب وهتفت بصوتٍ مُختنق

" لا تقترب مني أيها الحقير "


ولكن ما أن رأيته يقترب مني أكثر حتى هتفت بفزعٍ شديد وركضت بجنون نحو سيارتي..

" لاااااااااااااااااااا.. دعني.. دعني أيها الحيواااااااااااان.. النجدةةةةةةةةةة... "


هتفت بذعرٍ كبير عندما حاوط معدتي بكلتا يديه وجذبني بعنف إلى الخلف ليرتطم ظهري بصدره.. وهمس بنبرة مُرعبة بأذني


" اليوم هو يوم سعدي.. سأنال منكِ بعد طيلة هذه السنوات "


سالت دموعي بكثرة على وجنتاي وبدأت أركل بجنون أمامي وأنا أحاول ابعاد يديه عن بطني.. لكن شعرت بروحي تنسحب من جسدي عندما رفعني عاليا وبدأ يمشي باتجاه سيارته..


" ساعدوني أرجوكم.. ساعدووووووووووني.... "


هتفت بهستيرية بينما كنتُ أبكي بمرارة.. وشحب وجهي بعنف عندما فتح الباب الخلفي لسيارته ورماني بعنف على المقعد.. وهنا أغمضت عيناي بشدة وهتفت بجنون


" آخيليوووووووووووووو.. ساعدني.... أااهههمــ.... "


وأخر ما شعرت به لكمة قوية على رأسي ورأيت الظلام أمامي....




انتهى الفصل













فصول ذات الصلة
رواية شرطية المرور

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©