خرجت من المستودع وتوجهت مُسرعا نحو
سيارتي.. وما أن وقفت أمامها حتى شهقت بقوة وتسارعت أنفاسي بسرعة جنونية.. لم
أتخيل للحظة واحدة بأن يعفو عني الزعيم.. رأيت شريط حياتي بكامله يمر أمام عيناي
في تلك اللحظات الحاسمة..
" أنتَ بخير راموس؟ "
سمعت أوليفر يسألني بقلق.. حاولت جعل
قلبي يهدأ من خفقاتهِ المتسارعة ونظرت إلى أوليفر بامتنان قائلا
" لا تقلق أنا بخير.. اتبعني
برفقة الرجال "
صعدت إلى سيارتي وقدتُها بسرعة
مُعتدلة بينما كنتُ أفكر بصدمة بسبب قرار الزعيم وعفوهُ عني
كان يستطيع قتلي بسهولة تامة.. لكنه
لم يفعل ذلك وأنا ممتن له.. لن أخون ثقتهُ بي بعد الآن.. وهذا القرار لا رجوع
عنه..
أوقفت سيارتي في الموقف الخاص بها في
قصري وترجلت منها وأمرت أوليفر ليتبعني إلى الداخل.. وقفت في وسط غرفة مكتبي وسقطت
بانهيار على الأريكة..
الموت.. نهاية حياة أم طريقة
للوجود؟!... وأمام هذه الفكرة.. فكرة الموت.. شعرت بالعدم.. وشعرت بأنني وحيد
وبمفردي.. لأن الفرد يموت وحده.. ولا يمكن لإنسان من الناس أن يحمل عن غيره عبء
الموت.. أو ينوب عنه فيه.. ومن هنا أدركت ذاتي الإنسانية أنها مفردة ووحيدة أمام
هذا المصير المحتوم..
كنتُ أعرف حتما أنني لن أعيش للأبد..
لكن فكرة الموت بدت غريبة عليّ.. بالنسبة لي كان الموت شيئا يحدث للآخرين.. لكن لن
أقع به.. على الأقل ليس الآن.. لكن الموت.. وهذا ما اكتشفتهُ متأخرا.. يأتي دون
ميعاد.. ونحن البشر تماما نُؤْثِر تَجاهُل حقيقة فنائنا..
جلس أوليفر بجانبي وسمعتهُ يقول بنبرة
هادئة
" ماذا ستفعل الآن سيدي؟.. هل
ترغب بالذهاب إلى منزل عائلتي لتكون بجانب آنا والأنسة إيلا؟ "
نظرت إليه من رُكن عيناي ثم تنهدت
بقوة وكلمتهُ بصراحة قائلا
" لا قوة لي الآن أوليفر.. أرغب
بالبقاء قليلا بمفردي الليلة.. غداً سأذهب وأعيدهما إلى هنا.. إن أردت يمكنك
الذهاب والبقاء برفقتهما.. أو يمكنك البقاء هنا "
أجابني بسرعة قائلا
" سأبقى هنا برفقتك.. ربما
احتجتني سيدي "
أوليفر لا مثيل له بالإخلاص.. أنا
محظوظ لأنني تعرفت عليه في محنتي السابقة مع مادونا.. نظرت إليه بامتنان وقلتُ له
" لا تناديني بسيدي بعد الآن..
نحن أصدقاء أوليفر.. والأصدقاء لا ينادون بعضهم بسيدي.. متى ستفهم ذلك؟ "
ابتسم أوليفر بوسع وأجابني باحترام
" أحيانا أنسى بأنك تكره بأن
أناديك بسيدي "
رفعت يدي وربت على كتفهِ بخفة وقلتُ
له بتقدير
" أنا محظوظ لأنك صديقي.. إن
بحثت في الكرة الأرضية بكاملها لن أجد مثيلا لك.. أشكرك أوليفر لأنك صديقا لي و
لأنك يدي اليمنى "
سحبت يدي ونظرت نحو الباب وسألته
بهدوء
" هل يتم حراسة منزلك جيداً؟..
لا أريد لساحرتي أن تهرب "
حركت عيناي ونظرت نحو أوليفر لأراه
يحاول جاهدا كتم قهقهته.. حمحم بخفة وقال
" لا تقلق لقد تركت خمسة من أفضل
رجالنا لحراسة المنزل.. كما الخدم هناك لن يسمحوا لها بالتحرك أو استخدام الهاتف..
أنا أثق بهم وهم مخلصون لي.. سوف يراقبونها جيداً لساحرتك "
نظرت إليه بدهشة وهمست بذهول
" ساحرتي؟!.. كيف عــ.. "
هنا قهقه أوليفر وأجابني وهو يقف
" لم تنتبه لنفسك منذ لحظات..
لقد قلتَ لي بالحرف الواحد.. لا أريد لساحرتي أن تهرب.. يبدو بأنها تُعجبك.. وجداً..
وأنا متأكد من ذلك خاصةً بعد ما رأيتهُ في الصباح من مشهد رومانسي وعاطفي في صالون
جناحك "
توسعت عيناي بصدمة ونظرت إليه وعيناي
القاسيتان تلمعان ببرود وأجبتهُ بحدة
" أنا أُعجب بامرأة؟!!.. هيه..
يبدو بأنك فقدتَ عقلك أوليفر.. أنا من المستحيل أن تُعجبني امرأة.. أنا أكرههم
وأكره صنفهم لحد اللعنة.. وليس هناك استثناء سوى ابنتي و خالتي.. تذكر ذلك جيداً
"
والملعون أوليفر قهقه بقوة وعندما هدأ
قال قبل أن يخرج
" يمكنك أن تنكر ذلك ساعة ما
تشاء.. لكن لقلبك رأي آخر.. يبدو بأن ساحرتك أعادت إليك الدفء في قلبك نحو النساء..
أراك في الصباح راموس "
وخرج اللعين قبل أن أقف وأذهب لتحطيم
وجهه الوسيم.. أو ربما أنا من قرر البقاء جالسا والتصنع بالدهشة.. اللعنة أنا لستُ
مُندهش لماذا؟!..
وقفت بسرعة ونظرت أمامي بصدمة وهمست
بذهول
" لا!.. لا يمكن؟!.. بالطبع
لا!.. هذا مستحيل!.. ساحرتي لا تُعجبني.. هي فقط.. أنا فقط.. لا.. لا!.. هذا
اللعين أوليفر يلعب بعقلي.. أنا أكره النساء.. أنا أكرههنَّ.. النساء أصبحْنَ
كابوسًا لا عقلَ فيهنَّ.. يتمتَّعن بالكيد و الغرور و العناد و الطمع.. أتمنى من
أعماق قلبي أن ينقرضن لتحلو الحياة.. فالمتعة تكمن في عدم وجود هذا الجنس النمرود
الذى تسبب في تعاسة البشرية وخاصةً الرجال.. انهن سبب المصائب والحروب والمجاعات
والسبب الرئيسي لدماري ودمار ابنتي.. ساحرتي لا تُعجبني "
هتفت بحدة بالكلمات الأخيرة وشعرت
بالراحة وقررت الخروج والتوجه إلى جناحي الخاص حتى أستريح قليلا..
في الساعة الثامنة والنصف صباحا كنتُ
أقود سيارتي باتجاه منزل عائلة أوليفر.. لقد ورثهُ عن والديه منذ سنتين بعد وفاتهم
بحادث سير أليم..
شعرت بالقلق بينما كنتُ أقود سيارتي
بسرعة مُعتدلة.. أوليفر كان يتصرف بطريقة مشكوك بها منذ أن رأيته.. كان قلق و
متوتر ووجه شاحب.. رغم أنني سألتهُ ما حدث له إلا أنه أنكر وجود أي خطب.. لكنني لم
أصدقه لأنني أعرفهُ جيداً.. هو يُخفي عني أمر هام وخطير..
" سأكتشف قريبا ما يُشغل باله
"
همست بتصميم بتلك الكلمات وتابعت
القيادة بهدوء.. أوقفت سيارتي أمام المنزل الضخم وترجلت بهدوء منها وابتسمت بسعادة
لأنني سأرى ابنتي آنا من جديد.. وساحرتي المشاغبة...
أوقف أوليفر وحُراسي سياراتهم وترجلوا
منها بسرعة.. ولكن ما أن اقتربت من المنزل.. توقفت جامداً بأرضي ووضعت يدي بجيب
سروالي ونظرت إلى المنزل بحدة
كان حارسين وثلاث خادمات يقفون بتوترٍ
شديد أمام باب المنزل.. وما أن شاهدوني ارتعشوا بخوفٍ شديد وشحبت وجوههم بشدة..
ركض أوليفر ورأيتهُ يتكلم معهم ثم أغمض عينيه بقوة وفتحها وأمرهم بالانصراف..
استدار ببطء ونظر إليّ بقلق وهنا عرفت ما حدث..
ساحرتي هربت..
اشتعلت دمائي وتصلب جسدي بكامله ورأيت
أوليفر يقترب ليقف أمامي وقال بهدوء
" آسف راموس.. لقد أخفيت عنك أمر
هروبهم لظني بأن رجالنا سوف يجدونهم بسرعة قبل وصولنا.. و.. "
قاطعتهُ هاتفا بعصبية
" هروبهم؟!.. ماذا تعني بذلك
أوليفر؟.. اللعنة.. أين هي ابنتي؟.. تكلم "
كنتُ أحاول السيطرة على غضبي لكي لا
أنقض عليه وأبرحه ضربا.. خفق قلبي بجنون عندما سمعتهُ يُجيبني بتوتر قائلا
" آنا والأنسة إيلا هربا من
المنزل في الصباح الباكر.. ولــ.. "
"
ااااااااعععععععععععععععععععع... "
هتفت بغضب أعمى بصيرتي وأمسكت أوليفر
من ياقة قميصه وجذبتهُ بعنف ناحيتي وهتفت بوجهه بحدة وبقسوة
" كيف واللعنة حدث ذلك؟.. إيلا
هربت وخطفت ابنتي؟!.. سأقتلهااااااااااااااااااااا.. سأشرب من دمائها وأقتلها لتلك
السارقة الحقيرة السافلة.. أريدُ ابنتي وفي أسرع وقت أوليفر وإلا قتلتك قبل تلك
الملعونة.. تحرك وابحث عن موقع هاتفها.. ابنتي لا تخرج لمكان من دون هاتفها الخلوي..
عليك أن تجد لي في الحال موقعها.. هيااااااااااااا.. تحرك قبل أن أقتل الجميع
"
دفعتهُ بعيدا عني وركلت التراب بعنف
ثم رفعت رأسي عاليا وهتفت بعصبية وأنا أكور قبضتاي بشدة
" جدوها لي بسرعة قبل أن أقتلكم
جميعاااااااااااااا... تحركوا يا ملاعين.. أريدُ ابنتي في الحال.. وتلك العاهرة لن
يلمسها أحد سواي.. فهمتم؟ "
أجابوني برعب موافقين ورأيت بعصبية
أوليفر يتحرك بسرعة ويُعطي التعليمات للحُراس ثم ركض داخلا إلى منزله.. كنتُ أمشي
بتوتر وأنا أفرك يداي ببعضهما بتوتر.. بينما بداخلي كنتُ أفكر وأتوعد بالجحيم لتلك
اللعينة إيلا..
كيف تجرأت وخطفت ابنتي؟!.. عندما
أجدُها سأجعلها ترى الجحيم الفعلي في بؤبؤ عينيها.. سأحرق روحها قبل جسدها..
سأجعلها ترى غضبي الفعلي كيف يكون..
ثواني ورأيت أوليفر يخرج راكضا من
المنزل وهتف بقوة قبل أن يصل إليّ
" لقد وجدتُها.. عرفت العنوان
راموس.. "
ثم هتف للحرس قائلا بأمر
" اتبعونا بسرعة "
ركضت ووقفت أمامه وسألتهُ بغضب وبلهفة
كبيرة
" أين هما؟!.. تكلم "
نظر إليّ بقلق وقال
" في ديكون.. المدينة قريبة من
هنا.. سنصل إليهما بسرعة لا تقلق.. فهاتف آنا أعطى إشارة موحدة في ذلك الموقع..
هاتفها لم يتحرك منذ خمس دقائق في ذلك الموقع "
أمسكتهُ بقوة بذراعه وهمست له بفحيح
" إن أصاب ابنتي أي مكروه سأقتلك
أوليفر وبعدها سأقتل تلك اللعينة الساحرة.. بسببك هربت تلك اللعينة وخطفت ابنتي..
والآن ستأتي برفقتي "
تأملني بحزن وقال باعتذار
" آسف راموس.. أنا آسف.. لم يخطر
لي أبداً بأنها قد تخطف آنا.. كان يجب أن أشدد الحراسة أكثر هنا "
نظرت إليه بحدة وأجبتهُ بغضب
" آسفك لن ينفعني الآن وخاصة إن
أصاب ابنتي أي مكروه.. بسرعة تحرك لا أريد المزيد من تضيع الوقت هنا "
ركضت باتجاه سيارتي وجلست خلف المقود
وبعد أن جلس أوليفر في المقعد المجاور لي أقلعت بسرعة جنونية نحو ذلك الموقع
وسيارات حُراسي خلفنا....
آنا***
عندما وصلنا إلى منزل عائلة أوليفر
الوسيم رافقنا الخدم إلى الصالون.. جلست على الأريكة بجانب الأنسة إيلا.. تأملتُها
بهدوء ورأيتُها شاردة الذهن وكان واضحا بأنها تُفكر بشيء.. ربما بأبي!..
والدي اليوم كان غريب الأطوار قليلا..
شعرت بالقلق الشديد عليه عندما دخل إلى غرفتي.. فعندما استيقظت في الصباح ولم أجد
الأنسة إيلا نائمة بجانبي علمت على الفور بأنها برفقة والدي.. شعرت بالإحراج وقررت
أن أذهب إلى غرفتي لكي أتحضر للذهاب إلى المدرسة..
ولكن والدي دخل إلى الغرفة وكلمني
بطريقة وكأنهُ كان يودعني.. نفضت تلك الأفكار عن رأسي ووقفت واستأذنت من الأنسة
إيلا وقررت أن أصعد إلى غرفتي المعتادة هنا.. ففي مواسم الصيد كنتُ آتي برفقة
والدي و أوليفر ونقضي عدة أيام هنا.. لذلك أنا لدي غرفة خاصة بي هنا...
صعدت إلى غرفتي ورأيت الخادمة ترتب
الأمتعة في الخزانة.. ابتسمت بوسع وسألتُها بلهفة
" موني.. هذه ثياب جديدة خاصة
لي!.. هل طلبها أوليفر لي؟ "
ابتسمت موني بوسع وقالت باحترام
" نعم أنستي الصغيرة.. السيد
أمرنا بإحضار ملابس من مُختلف الأنواع لكليكما أنتِ والأنسة إيلا.. لقد وضعت ملابس
الأنسة في غرفتها والتي هي ملاصقة لغرفتكِ.. والآن أقوم بترتيب وتوضيب ملابسكِ
والأحذية "
شكرتُها وجلست على السرير ونظرت إلى
هاتفي الخلوي بحزن.. مايك لم يتصل بي منذ ذلك اليوم.. اشتقتُ إليه بشدة.. أشعر بأن
قلبي يحترق شوقا لرؤيته..
تنهدت بعمق وانتظرت موني حتى تنتهي من
توضيب الملابس.. وبعد خروجها قررت أن أتصل بحبيبي مايك.. رنة ثم رنة أخرى و أخرى..
وعندما فقدت الأمل بأن يُجيب على مُكالمتي وكنتُ على وشك قطع الاتصال سمعت بسعادة
صوته وهو يقول بهدوء ولكن بنبرة باردة أحزنتني
( نعم آنا.. ماذا تريدين؟ )
شعرت بالحزن الشديد بسبب نبرتهِ
الباردة وبغصة أليمة بداخلي.. أجبتهُ بحزن قائلة
" مايك.. اشتقتُ لك كثيراً..
سامحني لأنني أحزنتُك "
سمعتهُ يتنفس بقوة ثم قال بهدوء
( هل اتخذتِ قراركِ؟.. ستكونين ناضجة
وحبيبة لي فعليا! )
ارتعش جسدي بخوف ورغم ذلك أجبتهُ
بتردد
" نعم.. أنا موافقة.. فأنا أحبك
جداً "
ساد الصمت بيننا للحظات ثم سمعتهُ
بسعادة يقول
( وأنا أيضا اشتقتُ لكِ حبيبتي..
أريدُ رؤيتك الآن.. هل أنتِ في المدرسة؟ )
أجبتهُ بسعادة قائلة
" لا.. أنا في الريف في منزل
أوليفر.. تغيبت اليوم عن المدرسة بسبب حبيبة والدي فهي مريضة قليلا.. وأظن بأنني
سأتغيب عنها لأسبوع كامل أو أكثر.. أين أنتَ مايكي؟ "
أجابني بسرعة قائلا
( في العمل.. ولكن غدا لدي إجازة.. ما
رأيكِ أن نلتقي في شقتي؟.. يمكنكِ التسلل وأخذ سيارة أجرة إلى ديكون.. المنطقة
ليست بعيدة جداً.. ما رأيكِ حبيبتي؟ )
شعرت بالخوف ولكن أنا لا أريد أن
أخسره لأنني أحبه.. فأجبتهُ بصوتٍ مبحوح
" موافقة.. سوف أتسلل غداً دون
أن ينتبه لي أحد من حُراس والدي والخدم وأذهب لرؤيتك.. ولكن في الصباح الباكر
سأفعل ذلك لكي لا يشك أحد بي.. وسأطلب من الخدم عدم إزعاجي في الصباح لكي لا
يدخلوا إلى غرفتي "
( اتفقنا حبيبتي.. أراكِ غدا آنا.. لا
تتأخري حُبي )
انهيت المكالمة وتنهدت بسعادة.. لكن
شيء بداخلي كان يُخبرني بأنني أرتكب خطأ فظيعاً.. ورغم ذلك حاولت تجاهله فحبيبي
مايك لن يؤذيني فهو يحبني جداً..
" آنا.. هل يمكنني الدخول؟ "
انتفضت برعب عندما انفتح الباب ودخلت
الأنسة إيلا إلى غرفتي.. تنهدت براحة وهمست قائلة لها
" أخفتني أنسة إيلا.. تفضلي
أدخلي "
تأملتني بنظرات غريبة ثم اقتربت
بخطوات مُتعرجة وجلست بجانبي على السرير ونظرت إليّ بطريقة غامضة.. ابتسمت لها
بتوتر إذ شعرت بالخوف بأن تكون قد سمعت حديثي مع مايك.. وسمعتُها بخوف تقول
" شعرت بالملل بمفردي في الأسفل
لذلك قررت الصعود ورؤيتكِ.. موني أرشدتني إلى غرفتكِ.. وغرفتي مجاورة لخاصتك..
ماذا سنفعل الآن لنتسلى قليلا؟.. لأنني مللت الجلوس والنظر أمامي للا شيء "
قهقهت بخفة وأجبتها براحة قائلة
" يوجد إسطبل للخيول خلف
المنزل.. سوف تحبين جدا الأحصنة التي يمتلكها أوليفر فهي خيول أصيلة ونادرة.. هل
تُجيدين ركوب الخيل أنسة إيلا؟ "
ابتسمت إيلا برقة وأجابتني بهدوء
" لا.. للأسف لا أعرف.. ولكن
سأشعر بالسعادة إن علمتني بنفسك "
وقفت بسرعة وقفزت بلهفة قائلة لها
" سأحب جدا فعل ذلك.. تعالي أنسة
إيلا لنتسلى ونستمتع مع الخيول.. والدي شجعني على هذه الرياضة ابتداء من عمر الست
سنوات.. فهي تعزز الثقة بالنفس.. كما أنها تعلمنا الاحترام.. كما الالتزام
بالقواعد والأصول.. واضافة تُعزز العلاقة التي تربط الفارس مع الخيل فهي لا مثيل
لها.. فلا تفوتي هذه الفرصة "
قهقهت حبيبة والدي الجميلة بخفة ووقفت
وتبعتني إلى الأسفل.. قضينا معظم الوقت في الإسطبل وفي الميدان الكبير التابع له..
وفي المساء وبينما كنتُ أتسطح على السرير وأفكر بخوف بالغد سمعت طرقات خفيفة على
الباب وصوت الأنسة إيلا تقول بنبرة حنونة
" آنا.. هل ما زلتِ مستيقظة؟
"
ابتسمت بوسع واستقمت وجلست على الفراش
وهتفت قائلة
" أدخلي أنسة إيلا "
فتحت الباب وابتسمت بوسع ودخلت إلى
الغرفة ثم أغلقت الباب بهدوء خلفها واقتربت وجلست بجانبي على طرف السرير.. تأملتني
بنظرات غريبة وقالت
" لماذا ما زلتِ مستيقظة لغاية هذه
الساعة المتأخرة؟.. أصبحت الساعة الحادية عشر قبل منتصف الليل ويجب أن تنامي
"
نظرت إليها بقلق وأجبتُها
" لا أشعر بالنعاس.. فأنا مشتاقة
لوالدي "
تأملتني بتلك النظرات الغريبة من جديد
ولدهشتي نظرت إلى البعيد وسمعتُها تقول بغصة
" أحيانا يجب على الآباء السماح
للمراهقين بارتكاب الأخطاء حتى يتصرفوا بشكل أكثر صحة في مرحلة البلوغ.. وأنا
أتفهم جيداً سبب حماية والدكِ لكِ المبالغة.. فعندما نكون صغارًا وبالأخص مراهقين
فإننا لا نحسب المخاطر بنفس الطريقة.. بل نتصرف دون أن نكترث لتداعيات أخطاءنا..
"
نظرت إليها بتعجُب ورأيتُها تتأملني
بحزنٍ شديد ثم نظرت إلى البعيد وقالت بهدوء
" عندما كنتُ في السادسة عشرة من
عمري وقعت في حُب شاب يبلغ من العمر اثنان وعشرين سنة.. أحببتهُ بشدة لدرجة أنني
أهملت دراستي وأهملت نصائح والداي وأهملت أصدقائي ونصائحهم لي.. ظننت في ذلك الوقت
لسذاجتي وبراءتي بأنهُ الحب الحقيقي والأخير.. ولكن في يوم اكتشفت بأنني كنتُ
مخطئة وجداً.. اكتشفت ذلك بطريقة بشعة جداً "
نظرت إليها بحزن وبخوفٍ شديد..
وسألتُها بقلق
" ماذا فعل لكِ أنسة إيلا؟.. هل
أذاكِ؟ "
التفتت وتأملتني بألم وبعذاب وبندمٍ
كبير.. وأجابتني بهدوء
" أذاني جداً.. لدرجة لن يتخيلها
عقلكِ.. وندمت أشد الندم لأنني لم أسمع نصائح والداي وأصدقائي المُقربين.. ولذلك
أريدُكِ أن لا ترتكبِ نفس الخطأ.. لا تُحبي في هذا العُمر الصغير فالحياة
بانتظارك.. لا تتسرعي في هذا السن وتقعي بوهم الحُب.. فهو ليس حُبا في سنك بل
وهما.. في سنكِ هذا يجب أن تُركزي على دراستكِ وتنمية شخصيتكِ والتقرب من
عائلتكِ.. تذكري كلامي هذا جيداً آنا "
شعرت بالخوف الشديد بأن تكون قد سمعت
حديثي بينما كنتُ أتكلم مع مايك على الهاتف.. بلعت ريقي بقوة وأجبتها بصوتٍ مهزوز
" ليس جميع الشباب مثل حبيبكِ
السابق أنسة إيلا.. و.. "
وقفت بسرعة ورأيتُها لصدمتي تبكي
وقاطعتني قائلة بغصة
" عندما شاب في سن العشرين وما
فوق يقترب من طفلة مراهقة بريئة ويحثها على فعل أشياء ضد مُعتقداتها فهم
متشابهون.. اسمعي نصيحتي آنا.. يجب أن أذهب فأنا مُرهقة جداً.. أراكِ في الصباح
"
وخرجت من غرفتي وهي تمسح دموعها..
نظرت أمامي بخوف ثم تنهدت بقوة وهمست قائلة
" لا.. مايك ليس مثلهم.. فهو
يُحبني فعلا.. لن يؤذني أبداً.. الأنسة إيلا تُبالغ قليلا.. يا ترى ماذا حدث لها
المسكينة؟! "
تساءلت بحزن بذلك ثم تسطحت على الفرشة
وفتحت هاتفي ونظرت بعشق إلى صورة حبيبي مايك
ابتسمت برقة وهمست
" حبيبي الجميل لن يؤذني أبدا..
أااه كم أحبك مايكي "
أغلقت الهاتف ووضعته على المنضدة
بجانبي وأغمضت عيناي بسعادة لأنني سأرى حبيبي في الغد وقررت النوم حتى أستيقظ
باكراً وأتسلل بهدوء من المنزل...
إيلا***
مسحت دموعي بقهر بينما كنتُ أخرج من
غرفتها.. دخلت إلى الغرفة المخصصة لي وجلست على السرير أنظر بقهر أمامي وبخوفٍ
شديد.. همست بقلق وبخوف بينما كنتُ أرتجف
" ماذا سأفعل الآن؟!.. آنا ستضيع
ووالدها الغبي لا يعلم بذلك!.. هل مات؟!.. أتمنى ذلك ولكن من أجل آنا وسلامتها
الأفضل أن يبقى ذلك الجاموس على قيد الحياة "
نظرت برعب أمامي بينما كنتُ أتذكر ما حدث
اليوم.. عندما شعرت بالملل الشديد رأيت موني تنزل السلالم.. فطلبت منها أن تُرشدني
إلى غرفة آنا.. وقبل أن أطرق باب غرفتها سمعت حديثها بكامله.. شعرت بالخوف الشديد
عليها وبالرعب.. الماضي يُعيد نفسه من جديد ولكن مع آنا..
لم أستطع أن أخبرها بأنني سمعتُها..
يجب أن أكون واعية ومتفهمة لردة فعلها.. فطبعا يحق للمراهقين ارتكاب الأخطاء ولكن
نحن الكبار يجب أن نتصرف معهم بطريقة مُتفهمة حضارية ونجعلهم يفهمون تداعيات
تصرفاتهم وأخطائهم..
" ماذا سأفعل الآن؟!.. كيف سأجعلها
تعدل عن ما صممت لفعله!!.. لا أستطيع إخبار الجاموس بذلك سيقتلها ويقتلني بعدها..
فكري إيلا.. فكري بذكاء وتصرفي... "
همست بتوتر بتلك الكلمات ثم نظرت
بتصميم أمامي وهمست قائلة
" سأتبعها.. سأتبعها غداً دون أن
تشعر بي.. وبعدها سأجعلها ترى حقيقة ذلك الحقير وأنقذها منه.. لن تقتنع آنا إن لم
ترى بعينيها حقارة ذلك الشاب.. فهذا ما حدث معي منذ زمن.. لو استمعت إلى نصائح
أهلي و أصدقائي كنتُ تجنبت حدوث كل ما حصل لي "
وقفت ومشيت بخطوات بطيئة نحو الخزانة
واخترت ملابس عملية لكي أرتديها في الغد.. ثم نظرت بقهر إلى قدماي وهمست بخوف
" أرجوكِ لا تخذليني غداً من أجل
إنقاذ آنا.. لا تخذليني "
وهنا قررت أن أتصرف.. ارتديت قميص
سوداء اللون وجينز أسود ووضعت حذاء رياضي أمام السرير حتى أستطيع ارتدائه بسرعة
عندما تتسلل آنا من غرفتها وأتبعها.. وطيلة الليل ظللت مستيقظة بانتظار اللحظة
الحاسمة..
أصبحت الساعة السادسة والنصف صباحا..
كنتُ مرهقة وجفوني بالكاد مفتوحة.. والنعاس قتلني ولكنني جاهدت لأظل مستيقظة من
أجل آنا.. انتفضت بقوة عندما سمعت صوت باب غرفتها ينفتح بهدوء.. وبسرعة ارتديت
حذائي واقتربت من الباب.. سمعت خطواتها الهادئة تبتعد.. فتحت الباب على أقل من
مهلي واسترقت النظر إلى الخارج..
رأيت بحزن آنا تتسلل على رؤوس أقدامها
ببطء مُتجهة نحو السلالم.. تأملتُها بخيبة أمل كبيرة لأنه بداخلي كان لدي بصيص أمل
صغير بأن تعدل عن خطتها بعد حديثي معها لكنها لم تفعل ذلك..
" ساعدها و ساعدني إلهي "
همست بخوف وفتحت الباب بهدوء
وتبعتُها.. خرجت من الباب الخلفي للخدم وتبعتُها بخفة.. رغم شعوري بالألم الشديد
في أسفل قدماي بسبب جراحي إلا أنني لم أتوقف للحظة عن الركض خلفها بخفة على الطريق
دون أن أجعلها تنتبه لي..
مشت آنا بسرعة لنحو ساعة على الطريق
ولم أُبعد نظراتي عنها لثانية واحدة.. رأيتُها تقترب من موقف خاص لسيارات الأجرة
وتكلمت مع السائق.. ثم برعب رأيتُها تفتح الباب الخلفي للسيارة وصعدت وأقلع السائق
بهدوء..
" لا لا لا لا لا.. تبا "
هتفت بخوف وبسرعة ركضت رغم ألمي
واقتربت من أول سيارة أجرة وهتفت للسائق بخوف
" أرجوك اتبع تلك السيارة في
الحال لو سمحت "
وصعدت في المقعد الخلفي دون أن أترك
له مجال ليتكلم.. نظر إليّ بدهشة وقال
" أيتها الأنسة.. ماذا تفعلين؟
"
نظرت إليه بخوف وأجبته برعب
" شقيقتي الصغيرة في تلك
السيارة.. اتبعها وسوف أدفع لك ضعف أجرتك "
تبا فأنا لا أملك فلسا واحدا في
جيبي.. عندما أنقذ آنا سأطلب منها المال لأدفع له.. أجابني السائق موافقا وتبع
سيارة الأجرة.. كنتُ خائفة جداً وأحاول حث السائق على الإسراع لكي لا يضيع أثر تلك
السيارة في الازدحام.. تنهدت براحة عندما رأيت تلك السيارة تقف أمام مبنى قديم
مهجور في زاوية حي فقير.. ورأيت آنا تترجل بهدوء من تلك السيارة..
" أوقف السيارة هنا "
هتفت للسائق و نظرت إليه قائلة له
بأمر
" انتظرني هنا لو سمحت.. سأدفع
لك الضعف.. لن أتأخر "
أجابني بهدوء قائلا
" سأنتظركِ يا أنسة.. إياكِ أن
تفكري بالفرار مني وسرقتي "
" لن أفعل صدقني "
أجبته بسرعة وترجلت من السيارة ونظرت
بخوف نحو المبنى
" ما هذا المبنى المُخيف؟ "
همست بخوف واقتربت منه وارتعشت برعب
بينما كنتُ أرفع رأسي وأنظر إلى المبنى برعبٍ مهول
دخلت إلى ذلك المبنى المُخيف ونظرت
بخوف في الأرجاء.. تبا هل حقا ذلك اللعين يعيش هنا؟!.. لا أظن ذلك أبداً.. هو يريد
أذية آنا.. كنتُ مُحقة بتفكيري منذ البداية...
رفعت رأسي ورأيت آنا تصعد السلالم شبه
راكضة نحو الأعلى.. شتمت بغضب وبدأت أصعد السلالم خلفها.. رغم الألم الشديد في
أسفل قدماي إلا أنني لم أستسلم وتابعت الصعود رغم وجعي.. وقفت فجأة في الطابق ما
قبل الأخير ونظرت بذعر حولي.. إذ رأيت ممرات عديدة أمامي..
" اللعنة.. في أي ممر دخلت؟..
أين هي شقتهُ للعين؟!.. أين أنتِ آنا؟!.. "
همست برعب بصوتٍ بالكاد خرج من
حُنجرتي.. وقررت البحث في الشقق المهجورة أمامي علني أجد المنشودة..
" اللعنة.. أين أنتِ آنا؟ "
همست بعصبية بينما كنتُ ابحث في
الأرجاء.. نظرت حولي بقهر ومشيت فوق الركام لأعود أدراجي من حيث أتيت
فجأة تجمدت برعب عندما سمعت صوت صدى
صرخات آنا المرتعبة أتية من الطابق العلوي...
" آنااااااااااااا... "
هتفت بذعرٍ شديد وركضت بألم خارجة من
ذلك الطابق وصعدت السلالم.. قلبي كاد أن يخرج من مكانه بينما كنتُ أسمع برعب صدى
صرخات آنا المُرتعبة
" لااااااااااااااااااا.. لا
مايك أرجوك توقف.. أبيييييييييييييييييييي.. ساعدني.. أبي سااااااااااااعدني..
لاااااااااااااااااااااااا.. توقف أرجوك.. أرجوك.. أبي النجدةةةةةةةةةةةة....
"
تساقطت دموعي برعب وركضت في الممرات
دون أن أكترث لألم قدماي وبدأت أهتف برعب وبأعلى صوت تمتلكه حنجرتي
" آنااااااااااااااا.. أين
أنتِ؟!.. آناااااااااااااااااااااا.. "
سمعتُها تهتف برعب
" أنسة إيلااااااااااااااا.. أنا
هناااااااااااااااا.. ساعديــ..... "
توقفت فجأة عن الصراخ وسمعت صوت
ارتطام مُخيف قادم من الممر الشمالي..
استدرت بسرعة ونظرت إلى ذلك الممر
كانت أرضيته أنظف من غيره وعرفت بأنها
في إحدى الغرف بداخله.. هتفت برعب وأنا أدخل إلى ذلك الممر
"
آناااااااااااااااااااااااااا.. كلميني أرجوكِ.. أين أنتِ؟.. آنا...
آنااااااااااااااااا... "
ركضت بجنون وأنا أبحث عنها.. فجأة
رأيت باب مُغلق أمامي يبدو أنظف من غيره.. حاولت فتحه وشعرت بالرعب عندما سمعت صوت
أنين مكتوم تابع لـ آنا..
بدأت أركل الباب بجنون وأطرق عليه
بكلتا يداي وهتفت بهستيرية
" دعها أيها القذر.. سأقتلك إن
لمستها.. افتح الباب أيها اللعين.. افتحه أيها الحيوااااااااااان..
آنااااااااااااااااااااا.. دعها أيها السافل.. دعـــ.. ههااااااااااااااهههههههه..
"
شهقت برعب عندما فجأة انفتح الباب
ووقف أمامي شاب طويل عاري الصدر ولا يرتدي سوى سرواله الجلدي الأسود وحزام على خصره..
وقبل أن أهاجمه باغتني وأمسك بذراعي وسحبني بعنف إلى الداخل ورماني بقوة لأسقط
على الأرض بعنف..
تأوهت بألمٍ شديد وانتفضت بسرعة وجلست
دون أن أكترث لألم ظهري ونظرت في الأرجاء أبحث برعب عن آنا لأشهق برعبٍ كبير عندما
رأيتُها شبه عارية على الأرض وفاقدة للوعي ورأسها ينزف الدماء...
" آنااااااااااااااااااااا....
"
هتفت بذعرٍ مهول وحاولت الوقوف
وبصعوبة استطعت.. ركضت بخطوات عرجاء باتجاهها وسقطت جاثية على ركبتاي أمامها وبدأت
أبكي بشدة بينما كنتُ أفحص الجُرح في رأسها..
" آنا.. هل تسمعينني؟!.. استيقظي
أرجوكِ.. آنا.. افتحي عينيكِ أرجوكِ "
بكيت بانهيار بينما كنتُ أمسح الدماء
عن وجهها وأحاول ستر صدرها بقميصها الممزق.. سمعت قهقهت ذلك الحقير فأدرت رأسي
ونظرت إليه بغضبٍ جنوني وهتفت بكرهٍ شديد
" أيها الحيواااااااااان.. ماذا
فعلتَ لها؟.. أنتَ لا تعلم من هو والدها يا غبي.. سيقتلك ويقتل كل عائلتك إنــ...
"
ضحك الحقير بشدة ثم توقف فجأة عن الضحك
وتأملني بطريقة أرعبتني وهو يفرك ذقنهُ بأصابعهِ وقال بهدوء مُقاطعا إياي
" هل تظنيني غبي!.. أنا أعلم
جيداً من هو والدها.. ولماذا سأتكبد عناء التكلم مع ابنتهِ الغبية والطفلة
الساذجة؟!.. كنتُ سأستغلها وأطلب المال.. لا بل الكثير من المال من والدها راموس
باتسي اللعين الفاحش الثراء حتى أنتشل نفسي من الفقر اللعين.. آنا كانت جائزتي
الكبرى.. فبسبب غبائها سأحصل على الكثير من المال.. ويبدو بأن حظي أكبر اليوم..
فأنتِ حبيبة والدها الحقير والمليونير.. سيدفع لي الضعف لكي لا أنشر صوركِ وأنتِ
عارية وفيديو بينما أضاجعكِ بقوة "
توسعت عيناي برعبٍ شديد وهنا انتبهت
للغرفة وما يوجد بها.. الغرفة كانت خالية تقريبا لا يوجد بها سوى سرير قديم بأعمدة
ولكن عليه أغطية نظيفة.. ولكن الذي أرعبني أكثر رؤيتي لثلاث كاميرات مُثبتة على
مساند خاصة بها في زوايا الغرفة وهي مُضاءة.. إذ رأيت ضوء أحمر في أعلاها وهذا
يعني بأنه يصور الآن ما يحدث..
نظرت إليه بغضب جنوني وهتفت بجنون
بينما كنتُ أقف
" أيها القذر اللعين.. كنتَ
ستغتصب آنا وتُسجل ذلك!.. أي حقير أنتَ؟!.. حيوان قذر و سافل.. أتمنى أن يقتلك
راموس بيديه يا حيوان.. و.. اااعههههههههههه.. "
رأيتهُ برعب يركض باتجاهي وصفعني بعنف
على وجنتي لأسقط على الأرض بقوة وأنا أتأوه بألم.. فجأة صرخة عميقة خرجت من
حُنجرتي عندما جذبني من خصلات شعري وجعلني أقف ورماني بعنف على السرير..
شعرت بدوارٍ رهيب وبإعياءٍ شديد..
فأنا لم أنم ليلة الأمس وجسدي مُنهك.. فتحت عيناي برعب بينما كنتُ أتأوه بوجع
ورأيت بذعرٍ كبير ذلك الحقير يفك حزام سرواله ويرميه ثم خلع سرواله الجلدي وبعدها
سرواله الداخلي ووقف عاريا أمامي..
توسعت عيناي بذعرٍ شديد ورأيتهُ يتأكد
بأن الكاميرات تعمل.. هنا نظرت بخوف لا حدود له إلى آنا ورأيتُها ما زالت غائبة عن
الوعي.. لن أهرب من هنا من دونها.. ماذا أفعل؟!..
فكرت بذعر ووقفت بسرعة ونظرت حولي
بذعر ورأيت حذاء ذلك القذر أمامي.. أمسكت بفردة واستدرت ورميتُها بعنف عليه لكنه
تفاداها بسهولة وشرع يضحك باستمتاع بينما كان يقترب مني ببطءٍ مُخيف..
نظرت في الأرجاء بذعر لكنني لم أجد
شيئا أستطيع حماية نفسي به.. وسمعتهُ للقذر يقول
" لا تتعبي نفسكِ.. فأنا طبعا
اهتممت لأدق التفاصيل.. فلم أترك شيئا لتستخدميه كسلاح حماية "
نظرت إليه بقرف وهتفت بهستيرية بوجهه
" لا تقترب مني أيها القذر..
سيقتلك راموس إن لمستني ولمستَ آنا.. لن أفتح فمي بكلمة.. اذهب من هنا ولن أخبرهُ
بفعلتك الحقيرة.. وهكذا لن يقتلك.. ما زلتَ صغيراً وطائش.. لا تُنهي حياتك بسبب
طمعك الغبي "
قهقه باستمتاع وقال بهدوء
" لستُ صغيرا كما تظنين.. عمري
خمسة وعشرون سنة.. مفاجأة صحيح؟ "
توسعت عيناي بصدمة وتأملتهُ بجمود
وبعدم التصديق.. وما أن اقترب مني أكثر صرخت برعبٍ مهول وحاولت الفرار وتخطيه لكنه
أمسكني من ذراعي وأدارني وصفعني بعنف على خدي ورماني بقوة على الفراش وتسطح فوقي
وحاصرني بجسدهِ العاري..
"
لاااااااااااااااااااااااااااا.. ابتعد عني أيها الحيوااااااااااااااااااااااان.. أيها
القذر و العاهر.. دعني.. دعني... اااهاههههههمـ... "
تأوهت بألم وشرعت أبكي بعنف بينما كان
يثبت يداي خلف رأسي وبيدهِ الأخرى بدأ يمزق قميصي.. وسمعتهُ برعب وسط شهقاتي
وصرخاتي
" سوف أستمتع معكِ أكثر.. ذلك
القذر باتسي لديه ذوق رفيع بالنساء.. سأضاجعكِ بعنف وأهددهُ بنشر الفيديو وصورك في
المواقع.. سيدفع لي بسخاء أكبر من أجلكِ "
شتمتهُ بقوة وبدأت أقاومه وأنا أركل
وأتخبط أسفله بجنون.. وعندما مزق حمالة صدري هتفت من أعماق قلبي وأنا أبكي
بهستيرية
" لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا..
راااااااااااااااااموس.. ساعدني... ابتعد عني أيها القذرررررررررر..
لاااااااااااااااااااااااااااا... النجدةةةةةةةةةةةةةةةةة... "
فجأة رأيت بذعر آنا تقف خلف ذلك
اللعين وضربته بعنف بحذائه.. ابتعد عني بسرعة وهو يتأوه بألم ويضع يده على رأسه.. وهنا
هتفت بذعر لـ آنا
" أهربي.. آنا أهربي
بسرعة.. أهربي.. "
حاول ذلك اللعين الإمساك بها لكنني
انتفضت وأمسكتهُ من ذراعه وجذبته بعنف ليسقط على السرير وهتفت بأمر لـ آنا
المُرتعبة أمامي..
" أركضي بسرعة واخرجي من
هناااااااااااا.. بسرعة.. اذهبي... "
بكت آنا بعنف وهتفت برعب
" لكن أنســ... "
قاطعتُها هاتفة بجنون بوجهها بينما
كنتُ أحاول منع ذلك القذر من الوقوف
" لا تعترضي.. اذهبي
بسرعة.. هيااااااااااااااااا.. "
استدارت آنا وركضت وهي تبكي نحو الباب..
حاول القذر أن يلحق بها لكنني تشبثت به كالغراء.. رغم ضربه لي وصفعه لي وركله لي
إلا أنني لم أهتم.. تحملت قدر إمكاني لكي لا يتبعها..
" سأقتلكِ أيتها العاهرة..
سأقتلكِ أيتها السافلة.. لكن ليس قبل أن أنال منكِ "
هتف مايك بجنون بتلك الكلمات وتوقف عن ضربي.. شعرت
بالدماء تسيل من جبيني ومن أنفي وركن فمي.. جسدي إنهار نهائيا.. بينما رؤيتي كانت
ضبابية.. ومع ذلك أحسست بتعاسة بينما كان يمزق سروالي عني وهو يُحرك جسدي كيفما
يرغب..
سالت دموعي بصمت على وجنتي الملتهبة..
وفكرت بأسى.. لا بأس.. سأتحمل.. المهم بأنني أنقذت آنا منه..
سالت دموعي أكثر على وجنتاي عندما
شعرت به يمزق سروالي الداخلي وسمعتهُ يهمس بقرف قائلا
" اللعنة ما هذا القرف.. أنتِ في
دورتكِ الشهرية اللعينة.. لن أهتم سأجعلكِ تنزفين للموت بسبب عضوي الذكري الضخم
والذي سيضاجعكِ بجنون.. عاهرتي المثيرة سأجعلكِ تصرخين بعنف بينما أضاجعكِ "
أنين متألم خرج من فمي عندما شعرت
بيديه تداعب صدري.. فجأة سمعت صوت قوي ومُخيف لارتطام وتحطم شيءٍ ما.. وصوت من
المستحيل أن أخطئ به.. سمعت صوته وهو يهتف بنبرة هستيرية غاضبة حادة قاسية جعلتني
أرتعب في مكاني
" ابتعد
عنهااااااااااااااااااااااااا... "
ولأول مرة في حياتي أشعر بالسعادة
لسماعي لصوت الجاموس.. هو هنا!!!!.. لقد أنقذني الجاموس..
فتحت جفوني بضعف ورأيت بغباشة راموس
يسحب ذلك الحقير من عنقه وانهال عليه باللكمات واحدة تلو الأخرى ثم الأخرى ثم
أخرى.. كنتُ أستطيع رؤية الدماء تتطاير في كل مكان بينما كان راموس يُحطم وجهه..
حاولت رفع نفسي لكنني لم أستطع..
وبجهدٍ كبير رفعت رأسي ورأيت راموس يلطم ظهر ورأس ذلك الشاب بعنف على الحائط لدرجة
أنه أحدث شقا به.. ثم رمى ذلك الشاب على الأرض وبدأ يركله في كل مكان وخاصة وجهه..
وعندما رأيته يسحب مسدسه ويوجهه نحو
رأس الشاب.. رفعت يدي اليمنى نحوه وهتفت بضعف
" لا.. لا تقتله أرجوك.. لا
تقتله.. "
التفت راموس بسرعة ونظر إليّ بذهولٍ
شديد وهنا أغلقت عيناي وسقط رأسي إلى الخلف ورأيت الظلام أمامي....
جوليا***
ووسط شهقاتي وبكائي الحاد أدخلني
بالقوة ذلك الرجل إلى داخل المقهى ورأيت برعب سيد إميليو يسدل الستائر لمنع أي أحد
من رؤية ما يحدث في الداخل..
أجلسني بعنف قليلا ذلك الرجل ووقف
أمامي وكتف يديه على صدره.. بينما الرجل الأشقر الوسيم وقف بجمود وبعنفوان أمامي..
تأملتهُ برعبٍ شديد.. فهو رجل طويل القامة يتمتع بقوام رشيق ورياضي وهذا واضع من
خلال ملابسه الثمينة.. نعم ملابسه رغم بساطتها إلا أنها ثمينة ويدو بأنها صُنعت
خصيصا له.. فأنا أتبع الموضة وأعرف جيداً تصاميم المصممين العالميين..
وهذا الرجل قوي الشخصية وعظيم الشأن..
يبدو ذلك واضحا عليه.. والمرعب يبدو واضحا بأنهُ يعرفني جيداً ويعرف والدي وذلك
الحقير زوجي السابق.. بلعت ريقي بقوة عندما كلمني بنبرة جامدة قائلا
" أنتِ هنا في شمال سانت سيمونز
بينما والدكِ يبحث عنكِ كالمجنون في البلد.. أخبريني بصدق لماذا سرقتِ والدكِ
وحاولتِ قتله ثم هربتِ منه وقتلتِ حارسين له بدمٍ بارد.. أريدُ الحقيقة لا سواها..
إن كذبتِ عليّ لن أرحمكِ "
توسعت عيناي بصدمة كبيرة وهتفت بذهولٍ
شديد
" أنا حاولت قتله وقتلت
حارسين؟!!!.. هل فقد عقلهُ والدي اللعين.. أكرهه بشدة وأتمنى أن يموت حتى أستريح
منه "
رفع حاجبه عاليا وتأملني بدهشة.. وهنا
سمعت الرجل الثاني يوجه حديثهُ لي قائلا بحدة
" أجيبي الزعيم على كامل أسئلته
دون لف ودوران.. إياكِ أن تحتالي عليه أو تكذبي لأنني من سيقتلكِ حينها "
توسعت عيوني برعب وشهقت بخوفٍ مميت
ونظرت إلى الرجل الأشقر الواقف أمامي وهمست بصدمة كبيرة وبذعر لا حدود له
" أنتَ هو الزعيم؟!! "
يا إلهي أنا في ورطة كبيرة
جدااااااااااااااااااا.. فأبي ميشال يعمل لديه وهو مُخلص له جدا.. سأموت.. سوف
يعيدني إليه وسيقتلني والدي حينها..
ارتعشت بشدة وبكيت بمرارة وقلتُ له من
بين شهقاتي
" أرجوك لا تعيدني إلى والدي..
أفضل الموت على ذلك.. والدي رجل ظالم جداً وحقير.. بعد أن قتل والدتي عندما اكتشف
خيانتها له تغيرت مُعاملته لي وأصبح قاسيا جداً معي.. باعني منذ ثلاث سنوات إلى
أحقر رجل عرفه التاريخ.. ماتياس.. ذلك المُختل عقليا لم يرحمني.. سجنني بمنزله
وعاملني بحقارة وكأنني عاهرة له ولستُ زوجته.. كان يحرق جسدي ويضربني ويستمتع جدا
لسماعهِ لبكائي وأنيني.. كان يغتصبني في كل ليلة ويضربني حتى يغمى عليّ.. هربت منه
منذ سنة والتجأت لوالدي لكي يحميني منه لكنه ضربني وكاد أن يقتلني وأعادني إليه..
ومنذ ذلك اليوم كنتُ أعيش في الجحيم معه.. وعندما مات منذ ثلاثة أشهر ونصف شعرت
بأنني أسعد إنسانة على وجه الأرض.. لم أحزن عليه أبداً لأنه كان يستحق الموت..
وأنا شاكرة وممتنة لمن قتله لأنه أراحني من عذابي معه.. "
رفعت رأسي وشهقت بقوة وتابعت قائلة
بتعاسة
" لكن والدي أراد بيعي من جديد
لذلك الحقير والمختل الثاني ويسلي.. لذلك سرقته وأخذت مجوهرات والدتي وهربت منه في
يوم دفن ذلك الحقير ماتياس.. لم أحاول قتله كما أخبرك.. وطبعا لم أقتل حارسين له..
لقد كذب عليك بذلك سيدي.. صدقني أرجوك.. أنا أخبرك الحقيقة.. صدقني سيدي "
رأيت الزعيم يتأملني بطريقة باردة لا
تُعبر عن ما يفكر به.. سمعت العم إميليو يقول بنبرة هادئة
" أنا أصدقها زعيم.. فجميعنا
نعرف ميشال جيداً.. هو شخص وصولي يسعى لتحقيق أهدافه والوصول لغاياته ومصالحه..
ولو كانت على حساب الآخرين وخاصة ابنته.. أنا أعرفهُ جيداً.. فهو يستخدم جميع
الوسائل القذرة و المنحطة و الدنيئة ليحصل على مبتغاه.. وشعاره الوحيد في الحياة..
الغاية تبرر الوسيلة.. أما ماتياس فجميعنا نعلم كيف خان مانو وأوقع به وأدخله إلى
السجن.. فهو من أبلغ الشرطة عنه وأدخلهُ إلى السجن "
نظرت إليه بامتنان وتنهدت براحة عندما
سمعت الزعيم يوجه حديثهُ لي قائلا
" لا تخافي مني.. لحسن حظكِ بأن
رجاله لم يجدوكِ هنا.. لذلك سوف أساعدكِ "
شهقت بدهشة وتوقفت عن البكاء ونظرت
إليه بتعجُب قائلة
" حقا سيدي!!.. سوف تساعدني
بالفعل!.. "
أومأ موافقا وقال
" نعم سأفعل.. فأنا لا أحب من
يكذب عليّ.. ووالدكِ فعل ذلك.. لذلك سوف أعاقبه على طريقتي الخاصة.. وطبعا
سأساعدكِ "
أمسك بكرسي وسحبه إلى الخلف ثم جلس
عليه أمامي وكتف يديه على صدره وتابع قائلا بنبرة عملية
" إميليو أخبرني بأنكِ تبحثين عن
عمل هنا في المنطقة.. وبأنكِ يتيمة ولا سجلات وأوراق ثبوتية بحوزتك "
شعرت بالخجل الشديد ونظرت بأسف إلى
العم إميليو ولكنه ابتسم لي بتشجيع.. شعرت بوجهي يحمر من شدة الخجل وهنا أجبته
بحياء
" آسفة لأنني كذبت.. لكنني كنتُ
خائفة من أن يكتشف أحد من أكون ويُعلم والدي بمكاني "
أجابني الزعيم بهدوء قائلا
" لا بأس بذلك.. لقد اتخذت
قراري.. سأحميكِ من والدكِ وأجعل رجالي كلهم يحرسونكِ ويمنعون والدكِ أو أحد من
رجالهِ بالاقتراب منكِ.. أنتِ الآن تحت حمايتي ولن يجرؤ مخلوق على وجه الأرض بلمس
شعرة واحدة منكِ.. كما سيكون اسمكِ ليلي وستكونين يتيمة أمام الجميع.. كما ستعملين
هنا في مقهى السرور.. نحتاج لموظف ليُدخل البيانات و الطلبيات في الكومبيوتر ويطبع
الفواتير للزبائن.. و.. "
بسبب سعادتي الكبيرة انتفضت بقوة
وقاطعت حديثهُ بفرحٍ كبير قائلة
" حقا سيدي؟!!.. أشكرك جزيلا..
هذا كرم كبير منك.. لن أخذلك سيدي ولـ... "
رفع يده اليمنى أمام وجهي وأشار لي
بها لأصمت وفعلت.. تأملتهُ بخجل واعتذرت له بهمس لكنه ابتسم برقة وقال
" لا بأس.. لكن لا تقاطعيني من
جديد بينما أتكلم "
اعتذرت بحياء له من جديد وعاد ليبتسم برقة وقال بهدوء
" لكن إن كنتِ ستعملين هنا لدي
يجب أن تعرفي بقواعدي أولا و الأهم بحقيقتين أساسيتين.. أولا أريدُ إخلاصكِ الكامل
لي والأهم التكتم التام والكامل عن أي شيء ترينه هنا أو تسمعيه.. إن تفوهتِ بحرف
عما يحدث هنا أمام أحد ستكون نهايتك.. كما هذا المقهى ليس بمقهى عادي.. لقد
اشتريته خصيصا من أجل فتاتي "
" هااااااه!!!!.. امممم.. موافقة
سيدي.. مستحيل أن أغدر وأخونك بعد أن ساعدتني.. أنا لستُ مثل والدي و ماتياس
"
همست بدهشة بينما كنتُ أنظر إليه بعدم
الفهم.. قهقه بخفة ووقف عن الكرسي وقال بهدوء
" أرجو ذلك.. سأثق بكِ حاليا.. و
إميليو سيخبركِ بكل شيء.. سوف تبدئين بالعمل اليوم إن أردتِ وإن وافقتِ على الشروط
وقواعدي الخاصة طبعا "
" طبعا سيدي.. أنا موافقة "
أجبتهُ بثقة عمياء دون حتى أن أهتم
لمعرفة شروطه وقواعده.. شعرت بالأمان معه.. الزعيم سيحميني من والدي.. أنا متأكدة
من ذلك.. ومتأكدة بأن والدي لن يتجرأ أبدا على لمسي لأنني تحت حماية الزعيم..
قهقه الزعيم بخفة وقال بأمر
" إميليو أخبرها بالمستجدات وكل
ما يتعلق بشروطي وقواعدي.. ثم سلمها ذي العمل وافتح المقهى.. وأنتَ كارتر اتبعني
إلى المكتب "
إذا الرجل الثاني المخيف والوسيم اسمه
كارتر.. أليس هو اليد اليمنى للزعيم و الملقب بشبح الشيطان!!.. يا إلهي إنه هو...
كنتُ برفقة أكثر رجلين مُرعبين في البلد الآن..
بعد ذهابهما نظر إليّ إميليو بهدوء
وقال
" ليلي.. يجب أن تفهمي جيداً..
إن وافقتِ على العمل هنا لن يكون هناك فرصة أخرى لكِ للتراجع.. فكري جيداً الآن
قبل أن أخبركِ بشروط وقواعد الزعيم "
أجبتهُ بتصميم وبثقة عمياء
" لا تقلق سيد إميليو.. أنا
موافقة.. كما أنني متأكدة بأنني سأكون في أمان هنا معكم.. لذلك ولأشكر الزعيم
سأعمل لديه بإخلاصٍ شديد ولن أتفوه بحرف أمام أحد "
نظر إليّ بتقدير وبدأ يخبرني عن قواعد
وشروط الزعيم الأساسية.. ثم بصدمة سمعت حقيقة هذا المقهى وما سيحدث به...
إستيرا***
" ساعدوني أرجوكم..
ساعدووووووووووني.... "
هتفت بهستيرية بينما كنتُ أبكي
بمرارة.. وشحب وجهي بعنف عندما فتح الباب الخلفي لسيارته ورماني بعنف على المقعد..
وهنا أغمضت عيناي بشدة وهتفت بجنون
" آخيليوووووووووووووو..
ساعدني.... اااهههمــ.... "
وأخر ما شعرت به لكمة قوية على رأسي
ورأيت الظلام أمامي....
" أيتها الأنسة.. يا أنسة.. أنتِ
بخير.. حضرة الشرطية أنتِ بخير!!!.. "
سمعت صوت بعيد لأحد يهتف بنبرة قلقة..
حركت جفوني وفتحت عيناي بضعف لأرى نفسي أجلس خلف المقود في سيارتي..
شهقت برعب ونظرت نحو اليسار ورأيت رجل
ضخم يقف أمام باب سيارتي وهو يتأملني بقلقٍ شديد.. وعاد وسألني بقلق عندما شاهدني
أنظر إليه بفزع
" لا تخافي مني حضرة الشرطية..
كنتُ أقود سيارتي ورأيتكِ تجلسين خلف المقود وأنتِ فاقدة الوعي أو نائمة.. وقررت
أن أطمئن عليكِ.. أنتِ بخير يا أنسة؟! "
شهقت بصدمة ونظرت في أرجاء سيارتي
بتعجُب.. كيف حدث ذلك؟!!!.. لقد رأيت اللعين ويسلي وحاول خطفي ذلك الحقير.. أنا
متأكدة من ذلك...
لكن كيف حدث و عدت إلى سيارتي؟!.. أين
هو ذلك الحقير؟!.. هل تعدى عليّ بينما كنتُ...
" أوه لا!!.. "
هتفت برعب وأخفضت رأسي وبدأت أفحص
نفسي لأرى بأنني ما زلت أرتدي بدلتي.. حركت مؤخرتي بعنف على المقعد لكن لم أشعر
بالألم في منطقتي السفلية..
رفعت رأسي بسرعة ونظرت إلى الساعة في
لوح السيارة.. شهقت بدهشة إذ رأيت بأن الفرق الزمني ليس بكثير.. لقد مضى فقط ربع
ساعة على اغمائي.. فأنا أتذكر بدقة كم كانت الساعة عندما رأيت ذلك القذر.. لن
يستطيع ذلك النذل اغتصابي بربع ساعة ثم جعلي أرتدي ملابسي وإعادتي إلى سيارتي..
هل كنتُ أحلم بذلك؟!!.. ربما نعم!!..
أوه نعم كنتُ أحلم بكل تأكيد...
" الحمدُ اللّه.. كان مجرد حلم
سيء لعين "
همست براحة وبسعادة ونظرت إلى ذلك
الرجل اللطيف وقلتُ له
" أنا بخير سيدي.. لا تقلق.. لقد
غفوت دون أن أنتبه.. أشكرك على اهتمامك "
تأملني بهدوء وقال بنبرة جادة
" انتبهي جيداً لنفسك في المرة
القادمة.. قد يستغل أحد وجودكِ بمفردكِ في شارع منعزل قليلا ولا يوجد به حركة سير
كثيفة.. كوني أكثر حذراً في المستقبل "
ياه كم هو لطيف.. هتفت برقة بداخلي
وابتسمت له بوسع وأجبته باحترام
" شكرا لك سيدي.. سأنتبه أكثر في
المستقبل "
أومأ موافقا ثم أحنى رأسه باحترام واستقام بوقفته وغادر متجها نحو سيارته..
" واووووووو.. سيارته الرباعية
الدفع حديثة جدا وجميلة.. "
هتفت بإعجاب وأنا أراه يجلس خلف
المقود ويقود سيارته بهدوء.. تنهدت بقوة وأدرت المحرك وقدت سيارتي الخاصة على
الطريق بهدوء.. وفكرت بعمق..
هل حقا غرقت بالنوم دون أن أنتبه
وحلمت بذلك القذر اللعين ويسلي؟!!.. يبدو ذلك.. لحسن الحظ لم يشاهدني أحد من
زملائي نائمة وإلا كانوا أخبروا الشريف مايكل بذلك.. يجب أن أنتبه ولا أنام في
دوام عملي.. على الأقل إن فعلت ذلك لن أحلم بذلك الملعون القذر ويسلي.. إلهي كم أكرهه..
أتمنى أن لا أراه في حياتي أبدا.. لا هو ولا زوجة أبي وابنتها..
تابعت القيادة بهدوء على الطريق وقررت
عندما ينتهي دوامي أن أذهب إلى مقهى السرور لأرى أخيليو.. نادلي الوسيم والقمر
والجميل والجذاب والرجولي والخجول والطيب..
" اااه قلبي "
همست بهيام بينما كنتُ أفكر به.. إنه
أول رجل أشعر نحوه بتلك الطريقة.. أشعر كأن قلبي سينفجر من شدة نبضاته كلما رأيته
أو فكرت به.. وأشعر بدمائي تسخن وجسدي تصيبه الحمى.. أما بطني فأنا أشعر بفراشات
كثيرة ترقص بداخله كلما فكرت بأميري الوسيم أو رأيته.. وقدماي تتحول إلى هُلام و..
" اااه قلبي.. كم هو وسيم
آخيليو.. سيقتلني بوسامته و.. ااه قلبي.. وكم جسدهُ جميل.. كان سيغمى عليّ عندما
رأيتهُ عاري الصدر أمامي منذ يومين "
همست بطريقة حالمة بينما كنتُ أفكر
به.. يا ترى هل أشعر بتلك المشاعر نحوه لأنه أول رجل يسمح لي بالتقرب منه دون أن
يفر هاربا مني؟!.. أشرت بالرفض برأسي وهمست قائلة بثقة
" لا طبعا.. أنا لا أشعر نحوه
بتلك الطريقة لأنه أول رجل يتقرب مني.. بل لأنه مميز لدي ولدى قلبي.. اااه
آخيليو.. أنتَ تقتلني يا رجل "
تأوهت بهيام وابتسمت ببلاهة بينما
كنتُ أقود سيارة الشرطة الخاصة بي على الطريق بسرعة بطيئة جداً.. ولم أهتم لأبواق
السيارات خلفي والسائقين الغاضبين مني بسبب بطء حركتي.. بل كنتُ شاردة بأميري
الوسيم آخيليو...
في الساعة الثالثة أوقفت سيارة الشرطة
في المركز ثم سجلت وقت خروجي وركضت متجهة نحو ميمي.. جلست خلف المقود وهتفت لـ ميمي
بسعادة
" سنذهب لرؤية آخيليو الوسيم..
أخيرااااااااااااااا.. ياه لقد اشتقتُ له بجنون "
أدرت المحرك ثم المسجلة ووضعت أغنية
رومانسية عن الحب والعشق ثم رفعت الصوت وبدأت أقود ميمي نحو المقهى.. وأنا أتخيل
نفسي أرقص برومانسية مع آخيليو.. وأقبله..
" ااااه.. تبا.. شفتيه جميلة جدا
ولا أستطيع التوقف عن تقبيلها مهما حاولت.. اااااااااغ.. سأموت بسبب طعمها اللذيذ
"
هتفت بأسى وبحرقة وشوقا لأنني شعرت
برغبة عميقة لتقبيل آخيليو.. ابتسمت بخجل وقررت أن أفعل ذلك ما أن أراه الآن.. ليس
ذنبي فشفتيه جميلة وأنا أحببتها وأحببت طعمها و تقبيلها.. وسأفعل ذلك.. سوف أقبله
كلما رأيته..
" اااه قلبي "
تأوهت بهيام وأوقفت ميمي أمام باب
المقهى..
" واووووووو.. المقهى مكتظ
بالزبائن وأكثريتهم من النساء.. و.. ماذاااااااااااااااااااا؟!!..
لاااااااااااااااااااااااااااااااااااااا... ااععععععععععععععععه... "
هتفت بغضب وبحزنٍ شديد وبصدمة كبيرة
عندما رأيت فتاة جميلة جدا تقترب من آخيليو وتضع يدها على كتفه ثم أنزلتها ببطء
على عضلات ذراعه ثم زنده..
شعرت بالقهر الشديد وبالغيرة العمياء
من تلك اللعينة الشمطاء.. كيف تلمس أميري؟!.. سأجعلها تندم على ذلك..
ترجلت مسرعة من ميمي ودخلت كالإعصار
إلى المقهى المكتظ ولم أنتبه للعم إميليو ينده باسمي.. إذ تابعت المشي بخطوات
عريضة غاضبة سريعة ووقفت أمام آخيليو وعيوني تلمع من الغيرة القاتلة..
توقفت تلك الشمطاء عن التحرش بأميري
وأبعدت يدها بسرعة عندما همس آخيليو بدهشة قائلا
" إستيرا!!.. متى وصلتِ إلى
هنا؟! "
نظرت إليه بغضب.. ثم نظرت بغضبٍ عاصف
إلى تلك القذرة الشمطاء وأعدت النظر إلى نادلي الوسيم وبلحظة جنون رفعت كلتا يداي
وهتفت له بسعادة
" حبيبي.. اشتقتُ إليك
كثيراااااااااااااا... "
قفزت عليه وحاوطت خصره بساقاي وعنقه
بكلتا يداي ثم أغمضت عيناي وقبلتهُ.. في البداية طبعا تفاجأ آخيليو من تصرفي
المتهور.. لكن لحظات قصيرة وشعرت بيديه تلمس فخذاي ثم وجنة مؤخرتي واعتصرها بشدة
لأشهق بدهشة وبألم وهنا أدخل لسانه إلى فمي وسحب لساني بشفتيه وبدأ يمتصهُ بقوة..
" اهمممممممممممم.... "
همهمت بمتعة وبضياع كلي بينما كان
يقبلني بطريقة غريبة عجيبة..
أحببت قبلتهُ الجديدة لي مع اللسان..
فهي مثيرة جداً.. وأحببت طعم لعابه النعنعي.. اوه نعم لعابه بطعم النعنع المنعش
واللذيذ..
تأوهت بعمق وبإثارة دون إرادة مني
عندما احتك صدري بصدره.. رغم أنني أرتدي سترة البدلة إلا أنني استطعت الشعور
بعضلات صدره الجميلة..
" احمممممم.. آخيليو.. آخيليو...
إستيرااااااااااااااا... "
شهقت بدهشة وفصلت القبلة مرغمة وابعدت
رأسي عن آخيليو ونظرت خلفه.. لأرى بخجلٍ شديد العم إميليو يقف وهو يكتف يديه على
صدره ويتأملنا بغضب..
احمر وجهي بشدة ونظرت حولي لأرى المقهى
غارق بصمتٍ غريب والجميع ينظرون إلينا بذهولٍ شديد.. وبعض الفتيات والنساء
يتأملونني بكرهٍ وحسد.. نظرت إليهم بمكر وداعبت خصلات شعر آخيليو بأناملي ثم قبلت
أسفل أذنه برقة لأرى بسعادة عيونهم تتوسع بصدمة ثم بحسدٍ أكبر..
" إستيرا توقفي عن فعل ذلك..
ماذا حدث لكِ؟ "
سمعت آخيليو يهمس بتلك الكلمات بنبرة جامدة وهنا
احمر وجهي بشدة وأخفضت ساقاي عن خصره لأقف على الأرض وابتعدت عنه خطوتين ونظرت
إليه بحزن وبخجل وهمست قائلة له
" آسفة.. أنا فقط اشتقتُ لك
آخيليو.. لـ.. "
ابتسم بوسع وأمسك معصمي وأدارني
نحو إميليو وقال بسرعة
" هل أنتِ جائعة؟!.. يبدو ذلك..
إميليو أطلـ.. "
نظرت إليه بدهشة وهتفت بعتاب بوجهه
" آخيليو.. كيف تتكلم مع السيد
إميليو بتلك الطريقة؟.. فهو رب عملك وعليك أن تحترمه.. ناديه بالسيد إميليو أو
سيدي "
سمعت معظم الرجال في المقهى يسعلون
بشدة وهم على وشك الاختناق..
تأملتهم بذهول وهمست قائلة لـ آخيليو
الجامد أمامي
" ما بهم؟!.. إنهم يختنقون!!..
ساعدهم أرجوك.. أحضر لهم المياه و.. اووووووووههههه... "
هتفت بدهشة في الأخير عندما سحبني
آخيليو خلفه بسرعة إلى الداخل وتابع السير في ممر ليفتح باب من ناحية اليسار ويدخل
ويسحبني خلفه بقوة ثم أغلق الباب ولطم ظهري بخفة به وحاصرني بجسده ونظر بطريقة
مُخيفة إلى عيناي..
استكنت بهدوء أمامه وأنا أضم يداي
ببعضها أمام صدري وأنظر بقلق إلى آخيليو.. كان يبدو بأنه يتصارع مع نفسه بداخله..
هل غضب مني لأنني تدخلت بخصوصياته؟!.. طبعا غضب.. كم انا غبية.. سأخسره بسبب
حماقتي وعفويتي..
ترقرقت الدموع في عيناي ورأيت آخيليو
ينظر بدهشة إلى عيناي الحزينة.. سمعتهُ بدهشة يهمس قائلا بغضب
" اللعنة... "
ثم أخفض رأسه وسحق شفتاي بقبلة.. ما
هذه القبلة الجميلة!!!. فكرت بسعادة بينما كان يمتص شفتاي بطريقة متملكة قاسية
وحنونة بنفس الوقت.. و غاضبة و رقيقة و جريئة و مُدمرة.. قبلة أفقدتني أنفاسي
نهائيا.. وكنتُ على وشك أن أفقد الوعي بسببها..
تشبثت بقوة بكتفيه وتأوهت بمتعة بينما
كنتُ أحاول مُجاراته ولا أفقد الوعي بسبب جمال قبلتهِ.. يجب أن أتعلم التقبيل
وبسرعة حتى أقبلهُ كما يفعل معي الآن.. فكرت بتصميم بذلك ثم تأوهت باعتراض عندما
توقف عن تقبيلي وأبعد وجهه عني قليلا ونظر في عمق عيناي بهدوء..
بادلتهُ نظراتهِ بنظرات خجولة وابتسمت
له كالبلهاء بينما كنتُ غارقة في عمق عينيه الزرقاء الرائعة.. ما أجمل عينيه..
ساحرة و جذابة.. عينيه أجمل عينين رأيتُها في حياتي..
" عينيك جميلة جداً آخيليو
"
همست له بتلك الكلمات دون شعور مني
وهنا أغمضت عيناي وبينما كنتُ على وشك تقبيله انتفضت برعب عندما سمعت طرقات خفيفة
على الباب خلفي.. دفنت رأسي في صدر آخيليو وتنهدت بهيام وابتسمت بسعادة لسماعي
لدقات قلبهِ السريعة والتي كانت تشبه سُرعة دقات قلبي..
" آخيليو.. أريد مفتاح سيارة
إستيرا.. فهي أوقفتها أمام باب المقهى وتعيق الزبائن من الخروج أو الدخول إلى
المقهى "
رفعت رأسي ونظرت إلى آخيليو الجامد
أمامي وهمست له وللعم إميليو بخجل قائلة
" لم أنتبه لذلك.. آسفة.. سأعطيك
المفتاح لحظة واحدة فقط "
ابتعد آخيليو عني قليلا وأخرجت
المفتاح من جيب سترتي وابتسمت له بخجل ثم استدرت وفتحت الباب ونظرت باعتذار إلى
العم إميليو قائلة
" لم أنتبه صدقا.. لن أكرر فعلتي
مجددا أعدك.. وقُد ميمي بهدوء لو سمحت "
سحب عم إميليو المفتاح من يدي وقال بهدوء
" لا تقلقي إستيرا.. سوف تقودها
ليلي.. أكملي ما كنتِ تفعلينه مع الزعــ.. آخيليو.. ولا تحطموا مكتبي أو تلوثوه
بي.. احممم.. لا تتأخروا كثيرا "
استدار ومشى مبتعدا من أمامي بينما
كنتُ أقف بغباء أحاول تحليل كلامه.. نلوث مكتبهُ بماذا؟!.. بالقبل؟!!.. القبل لا
تلوث المكتب.. العم إميليو غريب الأطوار فعلا..
وما أن كنتُ على وشك الدخول إلى
المكتب حتى تجمدت بأرضي ونظرت برعب أمامي.. من هي ليلي التي ستقود سيارتي
الحبيبة؟!.. توسعت عيناي بغضب إذ فكرت بأن تلك الفتاة المُتحرشة والتي كانت تتحرش
بأميري هي من ستقود سيارتي..
جحظتُ عيناي وهتفت بعصبية مفرطة
" أوه لاااااااا.. لن أسمح لتلك
المُتحرشة بقيادة سيارتي ميمي "
استدرت وركضت بجنون خلف العم إميليو..
سمعت آخيليو يهتف باسمي ولكن بسبب غضبي وغيرتي تابعت الركض نحو صالة المقهى ورأيت
برعب العم إميليو يقف في الخارج بينما فتاة غريبة تجلس في سيارتي.. إنها ليست
الفتاة المُتحرشة!.. من هذه الفتاة التي تقود سيارتي!..
خرجت من المقهى وما أن وقفت بجانب
العم إميليو رأيت الفتاة تقود سيارتي إلى الخلف.. لكن برعبٍ شديد رأيت مانو جاري
الجديد يمشي خلف السيارة وهو ينظر إلى هاتفه الخلوي ولم ينتبه لـ ميمي..
" احترسييييييييييي..
توقفييييييييييي... ماااااااااااانو "
هتفت برعب أنا والعم إميليو ولكن بعد
فوات الأوان.. لقد دهستهُ تلك الفتاة دون أن تنتبه ورأينا برعب جسد مانو يرتطم
بعنف في مؤخرة سيارتي ثم يطير ويقع بعنف على ظهره على الأرض...
" مااااااااانو... "
هتف إميليو بخوف وركضنا بسرعة نحوه..
وقفت بخوف أنظر إلى جاري المسكين وهو يتلوى من شدة الألم على الأرض.. ثم سمعتهُ
بصدمة يهتف بحنق وهو يُبعد يد إميليو عنه
" ابتعد واللعنة.. من تلك
اللعينة والعاهرة التي دهستني؟!.. من تلك العمياء الغبية التي دهستي.. كيف تجرأت
على فعل ذلك بي؟!.. اللعنة ظهري يؤلمني.. تبا لها هاتفي تحطم.. هاااااااااااتفي
اللعنة تحطم.. سأقتلها.. سأقتلهاااااااااااااا.. سأقتلها وأدفنها أسفل تاسع أرض..
و.. "
لم يترك شتيمة لم يتفوه بها بينما كان
يمسك بذراعه وهو يفرك ساعده بألم.. خرجت الفتاة من سيارتي وركضت نحونا ونظرت برعب
إلى جاري مانو وشهقت بذعر ثم اقتربت منه.. تابع جاري الغاضب الشتم وهو يهتف بعصبية
وبألم
" سأذبحها وبعدها سأشرب من
دمائها ثم سأخنقها ثم سأقلع عينيها ثم سأقطعها إلى مليون قطعة ثم ســـ.. "
توقف فجأة عن الشتم عندما جثت تلك
الفتاة أمامه ونظرت إليه برعب قائلة
" آسفة سيدي.. آسفة لم أقصد..
أنتَ بخير؟!.. هل اصطحبك إلى المستشفى؟!.. أين تتألم؟!.. أرجوك سامحني لم أنتبه
بأنك كنتَ تمشي خلف السيارة.. أعتذر سيدي.. أنتَ بخير؟!.. هل تسمعني؟ "
رأيت باستمتاع مانو جاري المخيف
والمهذب يتأمل تلك الفتاة بدهشة كبيرة.. ثم ابتسم لها بوسع عندما سألته تلك الفتاة
من جديد بخوف وبقلقٍ شديد
" أنتَ بخير سيدي؟.. أين
تتألم؟.. أعتذر لأنني لم أنتبه.. إنه خطئي.. هل تستطيع التحرك أم أطلب لك سيارة
إسعاف؟ "
رأيت مانو يتأملها بطريقة غريبة ثم
حمحم بخفة وقال بصوتٍ مبحوح
" مرحبا.. لا تخافي أنستي.. أنا
بخير.. لم يصيبني أي مكروه كما ترين.. لا داعي للقلق "
سقط فكي إلى الأسفل بسبب كلماتهِ
الرقيقة تلك.. كان منذ لحظة يتوعد لها بشتى أنواع التعذيب والقتل و.. هههههه..
مانو مضحك وظريف.. يبدو أن جاري الجديد وقع بالحب من النظرة الأولى مع تلك الفتاة..
رأيت باستمتاع العم إميليو يتأمله
بصدمة شديدة عندما وقف مانو ونفض ملابسه وابتسم بوسع لتلك الفتاة.. فجأة هتفت
الفتاة بذعر وقالت باعتذار
" يا إلهي.. هاتفك تحطم
بالكامل.. آسفة.. سأشتري لك واحداً جديدا و.. "
قاطعها مانو قائلا بتهذيب
" أنا أعترض أنستي.. لن أسمح
أبداً بأن تشتري لي هاتف جديد.. فهو ليس مهم بالنسبة لي.. المهم أنكِ بخير.. هل
تأذيتِ أنستي الجميلة؟ "
سقط فكي إلى الأسفل بصدمة عندما تفوه
بتلك الكلمات لها.. منذ قليل كان على وشك البكاء بسبب هاتفه.. وهل فعلا هو يسألها
إن تأذت؟!.. فهي من دهستهُ بسيارتي ميمي.. هذا غريب!..
وبذهولٍ شديد رأيتهُ يقترب من تلك
الفتاة وأمسك بيدها وقبل راحتها وقال لها بتهذيب
" أعتذر منكِ إن أخفتكِ أنستي..
لم أكن أنظر أمامي.. أنا المُلام الوحيد لما حدث.. أنتِ بخير؟ "
ابتسمت له بخجل وأجابتهُ بحياء
" أنا بخير سيد... "
ابتسم لها بوسع وقال لها بنبرة مهذبة
وباحترام
" أدعى مانو غوميز.. ولي الشرف
الكبير لأنني تعرفت على حضرتكِ أنسة.... "
أجابته بخجل
" ليلي.. اسمي ليلي.. وأنا موظفة
جديدة في مقهى السرور.. و... "
قاطعها مانو قائلا وهو يهتف بسعادة
" هذا لحظي الرائع.. فأنا أيضا
موظف جديد في المقهى.. سنرى بعضنا كثيراً في الأيام القادمة.. هل ترغبين
بالدخول؟.. فالجو هنا أصبح خانقا والعم إميليو لن يعترض إن قمتُ بعزيمتكِ على
فنجان قهوة لذيذ في الداخل "
أجابته بخجل موافقة ورأيتهما يمشيان
أمامي ودخلا إلى المقهى.. سمعت آخيليو يضحك بشدة وكان يقف بجانبه رجل وسيم جداً
يبدو في الثلاثين من عمره.. وكان ينظر بصدمة شديدة أمامه..
اقترب العم إميليو ووقف أمام آخيليو
وقال له بنبرة غاضبة
" سوف تصيبونني بالجنون قريبا..
ماذا فعلت في حياتي حتى يحدث لي ذلك؟.. شباب عديمي التفكير.. لا تتأخر على عملك..
و كارتر لا تجعلهُ يقف هنا مطولا وهو يضحك باستمتاع.. كان يجب أن أفتح مستشفى
للمجانين وليس مقهى "
توقف آخيليو عن الضحك ونظر بطريقة
مُرعبة نحو إميليو.. ليهمس إميليو بكلمات غير مفهومة ويدخل مسرعا إلى المقهى..
نظرت إليه بخجل وسمعتهُ يتنهد بقوة ثم
كلمني بنبرة هادئة
" هذا صديقي كارتر.. هو بمثابة
الأخ لي و.. "
قاطعتهُ قائلة بسعادة بينما كنتُ
أصافح كارتر
" هو صديقك الثري الذي يسمح لك
باستخدام معداتهِ الرياضية في منزله؟.. تشرفتُ بمعرفتك كارتر.. أنا إستيرا جونز
وأعمل شرطية مرور.. وأنت؟ "
صافحني بخفة وابتسم بوسع وقال باحترام
" أنا هو ذلك الصديق الثري.. وتشرفت
بمعرفتكِ أيضا.. اسمي كارتر أدمــ.. أدم.. كارتر أدم و أنا رجل أعمال "
ابتسمت بخجل ثم همست بأذن آخيليو
قائلة
" صديقك وسيم وظريف.. لو كانت
صديقتي بوني هنا كنتُ عرفتهُ عليها "
ابتعدت عنه ورأيتهُ ينظر بجمود
أمامه.. ثم حمحم بخفة وقال بأمر موجها حديثه لي ثم لصديقه
" إستيرا اتبعيني.. لقد طلبت
بتحضير وجبة خاصة لكِ.. و كارتر اذهب إلى عملك ولديك موافقتي على تنفيذ ما طلبتهُ
مني "
نظرت إليه بإعجابٍ شديد.. فقد بدى قوي
الشخصية وذو نفوذ وكأنه مُعتاد على فرض أوامرهُ على الجميع..
اقتربت منه ولكزتهُ بكتفي على ذراعه وهمست بخجل قائلة
" تبدو مسيطرا وتبدو كأنك
متعوداً على فرض أوامرك على الجميع.. أحببت ذلك جدا آخيليو "
قهقهت بخفة عندما توقف آخيليو عن السير
وتأملني بنظرات مندهشة صادمة.. قهقهت بصوتٍ مُرتفع وغمزته ودخلت بدلال إلى
المقهى..
كنتُ أتناول الوجبة اللذيذة التي تم
تقديمها لي مجانا من قبل آخيليو و العم إميليو.. الطعام كان لذيذ جدا.. وبينما
كنتُ أتناول الوجبة بشهية كبيرة رأيت بدهشة معظم الزبائن في المقهى من الرجال
وأشكالهم مرعبة قليلة.. ولاحظت بتعجُب بأنهم كانوا صامتين وهم يتناولون طعامهم
والأهم كانوا وكأنهم يراقبون المكان وكل من يدخل ويخرج من المقهى بدقة..
" هذا غريب؟!... "
همست بذهول ولكن لم أهتم لهم وتابعت
تناول طعامي بشهية كبيرة.. عندما انتهيت نظرت بهيام إلى آخيليو والذي كان يقف في
زاوية المقهى أمام مكتب الموظفة ليلي وهو يتكلم معها ومع مانو..
وقفت وتوجهت نحو حمام النساء غسلت
يداي وفمي ثم خرجت واقترب نحو آخيليو.. كان يبدو وسيما جداً في طقم النادل الأنيق
والذي كان يرتديه.. من ينظر إليه يظنهُ رجل أعمال مرموق وفاحش الثراء.. فالطقم كان
أنيق جداً ويبدو مذهلا عليه ويظهر جسده المفتول بالعضلات..
تنهدت بهيام ووقفت أمامه ونظرت إلى الجميع
بخجل ثم إلى نادلي الوسيم وقلتُ له بخجل
" شكرا على الوجبة.. أريدُ أن
أهنئكم بالشيف الجديد.. فهو طاهي بارع جدا.. طعامهُ ولا ألذ "
ابتسم آخيليو بسعادة وقال
" الشيف رونيل من أشهر الطهاة في
البلد و.. "
حمحمت ليلي بخفة وقالت بخجل
" الشيف رونيل سيكون من أشهر
الطهاة في البلد قريبا.. نحنُ في مقهى السرور سعداء جداً لأنه وافق على العمل
لدينا ووظفه السيد إميليو "
ثم قالت لي باعتذار وهي تتأملني بدقة
" آسفة بخصوص سيارتك.. لم أقصد
أن أدهس بها مانو.. لحسن الحظ لم يحدث أي خدش بها "
ابتسمت بوسع وقلتُ لها
" لا عليكِ.. كان حادث بسيط.. من
الجيد بأن عظام مانو جيدة وإلا كان تحطم بالكامل "
قهقه آخيليو بخفة ثم أمسك بيدي وأشار
لي بيده لأمشي برفقته.. تبعته نحو مكتب العم إميليو ودخلنا إليه.. وبسرعة أدارني
آخيليو وحاوط وجنتاي بيديه ونظر بشرود إلى عيناي ثم أمال رأسه وقبلني برقة على
شفتاي..
بادلتهُ القبلة بسعادة وتنهدت بعمق
عندما فصلها وأغرق رأسي في صدره.. وسمعتهُ يقول لي بصوتٍ منخفض رقيق
" إستيرا.. ما رأيكِ أن نخرج
بموعد الليلة؟ "
توقف قلبي عن النبض وتوسعت عيناي
بذهولٍ شديد ثم انتفضت وابتعدت عنه وتأملتهُ بفرحٍ شديد وهتفت بعدم التصديق قائلة
له
" هل أنتَ جاد؟!!!.. تريد أن
نخرج الليلة في أول موعد لنا؟ "
ابتسم بوسع وأومأ موافقا.. قفزت
بسعادة وعانقتهُ بشدة ثم ابتعدت عنه وهتفت
" بالطبع موافقة..
سأذهب لأستريح قليلا في منزلي ثم أتجهز للذهاب برفقتك في موعدنا.. إياك أن تخلف
عنه "
قهقه بخفة وقال بحنان
" لن أخلف عنه أبداً.. سأنتظركِ
أمام باب شقتكِ في تمام الساعة الثامنة والنصف ليلا.. إتفقنا؟ "
قفزت أمامه بسعادة ثم قبلت وجنتهِ
بقوة وهتفت له بفرحٍ شديد قبل أن أركض خارجة من المكتب
" إتفقنا.. إياك أن تتأخر آخيليو
عن الموعد.. أراك قريبا "
وخرجت بسعادة لا توصف من مقهى السرور
وقدت ميمي نحو المبنى الذي أسكنه ثم ترجلت منها بسعادة وصعدت إلى شقتي.. ولكن ما
أن وصلت إلى الطابق الرابع حتى تجمدت قدماي في مكانها برعب عندما رأيتُها تقف بملل
أمام باب شقتي..
ارتعش جسدي بعنف من الخوف ورأيتُها
تستدير وتنظر إليّ ببرودٍ مُخيف.. شحب وجهي بشدة وهمست برعب
" أنتِ!!.. ماذا تفعلين هنا؟!..
كيف عرفتِ عنواني؟! "
ابتسمت بخبث وقالت بنبرة باردة
" مرحبا إستيرا.. أرى بأنكِ بصحة
جيدة جداً.. هذا مؤسف "
قهقهت بقوة عندما ارتعشت برعب منها
مثل عادتي وسمعتُها بفزع تقول بنبرة مُخيفة
" لدينا حساب لم ينتهي بيننا
بعد.. ولقد أتيت الليلة لأنهيه "
شعرت بالخوف الشديد منها وتمنيت بقوة
أن أكون واقعة الآن تحت كابوسٍ مرعب.. وأن كارمن الشمطاء زوجة والدي لا تقف هنا
أمامي....
كارتر***
" آسف سيد أدامز.. لا يوجد حل أمامك
سوى الزواج منها "
"
ماذاااااااااااااااااااااا؟!!!... "
هتفت بصدمة كبيرة وبغضبٍ شديد بينما
كنتُ أنظر إلى ذلك الطبيب اللعين.. لقد ذهبت لرؤيته بعد خروجي من مقهى السرور..
أردت أن أجد حلا سريعا لمشكلتي اللعينة مع سمرائي الجميلة.. وها هو الطبيب الحقير
يقول لي بهدوء بعد أن رفضت أن أعرض سمرائي على طبيب نفسي بأنهُ يتوجب عليّ أن
أتزوجها لكي أنال منها..
وسمعته بغضبٍ مهول يتابع قائلا لي
بعملية وببرود أعصاب
" للأسف سيد أدامز مشكلة الفتاة
صعبة وهي تحتاج لعلاج مع طبيب نفسي.. وبما أنك رافض هذه الفكرة ليس أمامك سوى حل
واحد وهو الزواج.. فكما أخبرتني حبيبتك كانت تريد أن تكون راهبة.. في هذه الظروف
هي لن توافق أبدا ومهما فعلت على أن تعاشرها خارج إطار الزواج.. هذه مُعتقداتها
ولن تتغير.. لذلك الحل الأنسب أن تتزوج من حبيبتك "
نظرت إليه بغضبٍ عاصف وهتفت بداخلي
بحنق.. هل أقتل هذا الطبيب الحقير أم أطعمهُ لكلابي؟.. في كلتا الحالتين سيموت..
وقفت بسرعة وخرجت من مكتبه دون أن
أوجه له كلمة شكرا حتى.. الأفضل لي أن أخرج وبسرعة من هنا قبل أن أرتكب جريمة
وأقتله..
توجهت مسرعا إلى منزلي ونظرت إلى
كلابي والتي ركضت بسرعة لتقف أمامي وتستقبلني بسعادة
تأملتُها بحنان وبدأت بمداعبة رؤوسهم
واحدا تلو الآخر وقلتُ لهم بحزن
" يبدو بأن سيدكم سوف يودع حياة
العزوبية قريبا.. هذا مؤسف لي "
رأيت بتعاسة كلابي تتأملني بحزنٍ شديد
وكأنها تقول لي.. حظك مقرف وتعيس.. حتى كلابي شعرت بالحزن من فكرة زواجي بسمرائي..
استدرت بغضب ودخلت إلى منزلي وهتفت
بعصبية جعلت جميع الخدم يرتعبون بسببها
" أين هي سمرائي؟!.. "
ركضت ماريتا رئيسة الخدم لدي وقالت بخوف وهي تقف أمامي باحترام
" الأنسة في غرفتها سيدي.. لم
تتوقف المسكينة للحظة عن البكاء بعد خروجك في الصباح سيدي "
نظرت إليها بغضب وهتفت بعصبية
" هي تبكي إذاً!!.. سيكون لها
سبباً وجيهاً للبكاء قريبا "
ركضت صاعدا إلى غرفتها ودخلتُها
بعاصفة لأقف بجمود عندما رأيتُها نائمة على بطنها على السرير وهي تنتحب وتبكي
بشدة..
اقتربت منها وسحبتُها بعنف من ذراعها
لتجلس.. انتفضت برعب وتأملتني بخوفٍ شديد.. نظرت إلى عينيها الحمراوين وقلتُ لها
بحدة من بين أسناني
" إذا أنتِ تبكين بعد أن رفضت في
الصباح بأن تتكلمي مع شقيقتكِ على الهاتف!.. هذا مؤسف.. لأنني سأجعلكِ تبكين أكثر
بسبب ما ينتظركِ على يدي "
ارتعشت سمرائي بعنف بينما كانت تتأملني برعبٍ
شديد.. حررت ذراعها من قبضتي واستقمت بوقفتي وقلتُ لها بنبرة حادة وبسخرية
" اليوم هو يوم سعدكِ سمرائي..
تحضري جيداً وافرحي.. سوف نتزوج بعد الظهر "
شهقت بقوة وتوسعت عينيها بذعر وشحب
وجهها بشدة وبدأ جسدها الصغير والجميل يرتعش بقوة أمامي.. نظرت إليها بقسوة دون أن
أهتم لدموعها وخوفها وكلمتُها بحدة قائلا
" سأجعلكِ تدفعين الثمن غاليا
لإجباري على هذا الزواج سمرائي.. عليكِ أن تتحضري جيداً لعقابكِ القادم "
بكت بشكلٍ هستيري وقالت من بين
شهقاتها
" لا سيدي أرجوك.. أنا لا أريدُ
الزواج.. لا تُجبرني على ذلك.. أتوسل إليك سيدي لا تفعل ذلك بي "
أمسكت بطرف ذقنها بأصابعي بعنف ورفعت
رأسها عاليا ونظرت إلى عينيها الباكية وهتفت من بين أسناني بحدة قائلا
" أنتِ من أجبرتني على فعل ذلك..
لذلك تحملي.. "
حررت ذقنها ووقفت بشموخ أمامها
وأمرتُها قائلا بحدة
" أريدُكِ أن تكوني جاهزة في
الساعة الخامسة بعد الظهر.. وإياكِ أن تحاولي الاعتراض على زواجنا سمرائي "
وخرجت بعاصفة من غرفتها وتوجهت نحو
الأسفل.. وقفت في وسط الصالون وهتفت بعصبية
" ماريتاااااااااا..
ماريتاااااااااا "
ثواني قليلة ورأيت ماريتا تقف أمامي
وهي ترتعش بقوة.. نظرت إليها ببرود قائلا
" أريدكِ أن تتصلي بعشيقتي
السابقة المصممة ديلورا.. أطلبي منها أن تُرسل إلى هنا وفي أسرع وقت فستان زفاف
كلاسيكي.. أريدهُ كلاسيكي.. مفهوم؟.. والأهم محتشم.. وبعدها ساعدي سمرائي بارتدائه
وجهزيها قبل الساعة الخامسة بعد الظهر.. والآن نفذي أوامري بسرعة "
وخرجت من الغرفة ومن المنزل وسط
ذهولها الشديد وصعدت إلى سيارتي وتوجهت نحو المقهى من جديد.. تكلمت بقهر مع آخيليو
بما حدث معي ومع سمرائي وأخبرتهُ بقراري النهائي..
شعرت بصدمة كبيرة عندما بدأ يضحك
بشدة.. وعندما هدأ قال لي بخفة دم لم أعهدها منه مُسبقا
" أخيرا تخليتَ عن العزوبية..
كارتر أدامز قرر الزواج أخيراً.. هذا جيد لك.. فقد تعقل قليلا وتتوقف عن مضاجعة
النساء في كل ليلة.. أنا سعيد من أجلك "
توسعت عيناي بصدمة وشعرت بالغضب منه..
هو يسخر مني!.. وقفت وقلتُ له بغيظ وبقهرٍ شديد
" لا تسخر مني زعيم.. لا تعلم قد
يأتي دورك قريبا ونفرح بك "
عندما رأيت نظراتهِ الغاضبة ابتسمت بوسع وقلتُ له بسرعة
" أمزح طبعا.. المهم سوف اضطر
لأخذ بعض من الرجال برفقتي.. كما تعلم ليس بالأمر السهل إيجاد كاهن بسرعة وجعلهِ
يقوم بمراسم زفافي الملعون بسرعة جنونية.. وإن أردت أنتَ مدعو على زفافي اللعين..
وإن أردت ستكون شاهدا على زواجي اللعين "
قهقه بقوة وأجابني ببرود أعصاب قائلا
" يسعدني جداً حضور زفافك
كارتر.. فهذه المناسبة لن تتكرر مرة أخرى.. سأكون حاضرا في تمام الساعة الخامسة
النصف.. لا تغير رأيك وتهرب في آخر لحظة.. لا نريد للعروس أن تحزن "
شتمت بغضب فغرق آخيل بالضحك من جديد..
وبعدها اقتربت زبونة وتحرشت به.. قلبت عيناي بملل بينما كنتُ أرى تلك العاهرة تلمس
آخيليو.. إن اكتشفت من هو وأنه على وشك قتلها ستموت بسكتة قلبية قبل أن يفعل ذلك
بها.. وطبعا شرطية المرور دخلت إلى المقهى وقبلت الزعيم مثل عادتها.. وطبعا آخيليو
كان مفتون وغارق بتقبيلها..
هذين الاثنان يحتاجان وبسرعة لغرفة
نوم وممارسة الجنس بجنون لساعات متواصلة.. منحرفين مجنونين..
فكرت بقهر بينما كنتُ متوجها إلى
منزلي لتجهيز نفسي بعد أن أمرت الرجال بتنفيذ ما خططت له..
وقفت أمام باب غرفة سمرائي وسمعتُها
تبكي وهي تقول بحرقة لـ ماريتا
" ساعديني أرجوكِ.. أنا لا أريدُ
الزواج من السيد.. لا أريد.. أريدُ شقيقتي و إستيرا.. أنا أحتاجُ إليهما وبشدة..
ساعديني سيدة ماريتا.. أرجوكِ "
سمعت ماريتا تجيبها بحزن وبرقة
" يا طفلتي المسكينة توقفي عن
البكاء والنحيب.. سامحيني لأنني لا أستطيع مساعدتكِ.. كما السيد سيأتي قريبا.. لا
تدعيه يغضب منكِ.. سيد كارتر ليس سيء كما تظنين.. صــ.. "
فتحت الباب ودخلت.. وقفت بجانب
الحائط ونظرت بدهشة إلى سمرائي وبجمود
رأيتُها تتأملني بخوف ثم بهدوءٍ غريب
شعرت بالغضب لأنها لم ترتدي فستان
الزفاف والذي كان مرمي بإهمال على الأرض.. بل ارتدت فستان أسود بسيط بحملات رفيعة
على الكتف وينسدل بنعومة إلى أسفل ركبتيها.. ورغم شحوب وجهها كانت تبدو جميلة جداً
تأملتُها بإعجاب رغما عني.. ولم أغضب
لأنها عصت أوامري ولم ترتدي فستان الزفاف.. أشرت بيدي لـ ماريتا لتخرج من الغرفة
وفورا تحركت وخرجت شبه راكضة من الغرفة..
اقتربت من سمرائي ونظرت إليها بجمود
ثم رفعت يدي وصفعتُها على وجنتها بعنف.. شهقت برعب وسالت دموعها بصمت على وجنتيها
الشاحبتين وتأملتني بخوف.. أمسكت بعنقها وضغطت عليه بشدة وهمست من بين أسناني
قائلا
" أولا لا أحبذ فكرة أن تُعصي
زوجتي أوامري.. هذا أولا.. أما ثانيا لقد صفعتكِ لأنكِ لم ترتدي فستان الزفاف..
وليس لدينا المزيد من الوقت حتى أجبركِ على ارتدائه.. والآن يا زوجتي المستقبلية
العزيزة ستذهبين برفقتي بهدوء وبطاعة تامة لنتزوج.. وأعدكِ بعدها بأنكِ ستكونين
أسعد امرأة في الكون "
حررت عنقها من قبضتي وفوراً شهقت سمرائي بقوة وسالت
دموعها على وجنتيها الرقيقتين.. أمسكتُها من ذراعها وخرجت مسرعا من منزلي ورميتها
بعنف على المقعد..
وبينما كنتُ أقود
سيارتي كنتُ أسمع بغضبٍ شديد نحيبها وأنينها وشهقاتها اللعينة.. نظرت إليها بوعيد
وهمست بداخلي.. سمرائي يا سمرائي الحياة الزوجية القادمة ستكون ممتعة جداً لي..
لكنها ستكون الجحيم بنفسهِ لكِ... ثم ابتسمت بخبث بينما كنتُ أوقف سيارتي أمام باب
الكنيسة.. ورأيت رجالي المسلحين بانتظاري أمامها....
روعه يا اجمل كاتبه وأرق وحده بلكون
ردحذفمنورة هفونة بالتوفيق حبيبتي 🤩🤩🤩❤❤❤❤😘😘😘
ردحذف