رواية شرطية المرور - فصل 22 - فتاة الزعيم
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. والله يعني الكلام قليل بحقك يا موبدعه

    ردحذف
  2. يسلم ايديكي حبيبتي هافن متى هتنزلي الفصل ال23

    ردحذف
  3. مبدعة حبيبتي لاتتاخري علينا شوقتنا للبارت المقبل

    ردحذف
  4. روعاتك غالية داءما في القمة انا salidjoud29

    ردحذف
  5. متى البارت القادم ؟

    ردحذف
  6. هافن ليش روايه شرطية المرور مو موجودة على واتباد ما تفتح فيها

    ردحذف

رواية شرطية المرور - فصل 22 - فتاة الزعيم

رواية شرطية المرور - فصل 22 - فتاة الزعيم




فتاة الزعيم





جورجيو داركن*** 




" جورجيو حبيبي.. توقف عن التذمر وتناول وجبتك.. أنتَ تعلم بأن الطبيب لن يسمح لك بالسفر إن لم تتحسن صحتك قريباً "


نظرت إلى زوجتي إستيراندا بغيظ وكلمتُها بقهر


" بطاطس مسلوقة وصحن من السلطة وشرحتين من ستيك المشوية.. هل تُسمين هذه وجبة غداء؟.. بحق الجحيم أنا سأموت هنا من الجوع.. ذلك الطبيب اللعين يقوم بتجويعي.. هو يريدني أن أموت هنا في المستشفى من الجوع.. أكره ذلك الطبيب اللعين.. سأرسل تيو ليقتله وهكذا سأستريح منه ومن أوامره اللعينة "


قهقهت إستيراندا بخفة ثم نظرت إلى وجهي بحنان وربتت بخفة على يدي وقالت بنبرة حنونة


" لا عزيزي أنتَ لن تقتله.. وما يفعلهُ لمصلحتك.. يجب أن تتناول الطعام الصحي من الآن وصاعداً.. إن أردتَ أن نسافر إلى سانت سيمونز قريبا لنلتقي بحفيدتنا ونضمها إلينا إلى الأبد عليك أن تستمع إلى أوامر الطبيب وتتناول طعامك.. هيا حبيبي لا ترفض من أجلي "


نظرت إليها بحنان ثم نظرت بقهر إلى المسند الصغير الموضوع في حضني على السرير.. تأملت بغيظ الصينية والأطباق عليها وهمست رغما عني موافقا


" حسناً حبيبتي.. من أجلكِ ومن أجل حفيدتنا سأتناول هذا الطعام.. يجب أن نسافر في أقرب وقت لرؤيتها "


ابتسمت زوجتي بسعادة ثم أمسكت بالشوكة وبدأت تطعمني بنفسها.. كنتُ أتأملها بحنان وبعشقٍ كبير.. عُمر بأكمله عشتهُ برفقتها بسعادة.. إستيراندا تألمت كثيراً في صباها ولكنني عوضتُها عن الماضي وكل آلامه.. وسأفعل المستحيل لأبقيها سعيدة لأخر ما تبقى من عمرنا..


وحُبي لها تضاعف أكثر في الشهر والنصف الذي أمضيتهما هنا في المستشفى.. لم تتركني للحظة واحدة في المستشفى حتى أنها أمرت بجلب ملابسها إلى هنا وكانت تنام في الجناح المُخصص لي في المستشفى.. ولم تسمح بنفسها بأن أخرج من المستشفى قبل أن أتعافى كلياً..


تنهدت بعمق وفتحت فمي وتناولت قطعة من ستيك.. لا طعم لها تبا لذلك.. لحم مشوي بلا ملح وبهرات.. كيف واللعنة سأتناوله؟!.. مضغت بقهر وبلعت لقمتي بغصة.. يجب أن أتحمل حتى أتحسن بسرعة وأسافر إلى سانت سيمونز في أقرب وقت..


عندما انتهيت من تناول الوجبة دخلت ممرضة وحملت الصينية والمسند وخرجت بهدوء من الغرفة.. ثواني قليلة سمعت رنين هاتفي الخاص.. رأيت زوجتي تمسكه بيدها ونظرت بدهشة إليه وقالت بهمس


" إنها مكالمة من رقم غريب دولي.. هل أجيب؟ "


أشرت لها موافقا ورأيتها تضع الهاتف على أذنها وقالت بنبرة عميلة

" مرحبا.. من المتكلم؟ "


شاهدتُها بدهشة ترفع حاجبيها بذهول ثم نظرت إليّ بتعجُب وقالت وهي تُبعد الهاتف عن أذنها


" المكالمة من شخص يدعى دايمون فلور.. يريد أن يتكلم معك لأمرٍ طارئ.. وقال لي أن أخبرك بأنه ابن سيمون فلور "


توسعت عيناي بدهشة ورفعت يدي وأشرت لها لتسلمني الهاتف قائلا بدهشة

" ابن سيمون؟.. أعطني الهاتف بسرعة "


وما أن استلمته منها حتى وضعت الهاتف على أذني وكلمته قائلا بنبرة عملية

" معك جورجيو داركن... "


وفورا أجابني


( مرحبا سيد جورجيو.. كيف حالك؟.. أتمنى أن تكون قد تحسنت من الوعكة الصحية التي أصابتك.. آسف على الازعاج.. طبعا أنتَ لا تعرفني لكن لقد سمعت عنك الكثير من والدي المرحوم والذي كان صديقاً مقرباً لك.. أنا ابنه الوحيد دايمون بالطبع سمعت عني سابقا من والدي.. وأنا اتصلت بك الآن لأنني أريد أن أتكلم معك بأمرٍ جداً هام.. وهو حفيدتك إستيرا جونز )


توسعت عيناي بصدمة وهتفت بخوف

" ما بها حفيدتي؟.. تكلم ماذا حدث لها؟ "


أجابني بسرعة قائلا


( هي بخير لا تقلق سيد جورجيو.. أنا طبعا كنتُ أعلم منذ زمن بأن إستيرا هي حفيدتك ولكن بالصدفة اكتشفت بأنك لم تكن تعلم بوجودها.. واستطعت أخذ رقم هاتفك من مدير الأمن لديك ألبيرتينو.. رأيته بينما كان يراقب حبيبتي فــ.. )


قاطعته بدهشة قائلا

" حبيبتك!!!.. أنتَ تحب حفيدتي؟ "


أجابني بهدوء قائلا


( لا بل أعشقها بجنون.. وأنا لم أنتظر كل تلك السنوات ليأتي حفيد شقيقك ويسرقها مني.. آخيليس الشيطان الحقير وقع في عشق حفيدتك وامرأتي.. لذلك قررت أن أتكلم معك شخصيا ونتفق.. لدي خطة ممتازة حتى نتخلص من الزعيم الشيطان.. لكنني أحتاج لمساعدتك أولا.. أريد موافقتك على زواجي من حفيدتك وفي أسرع وقت.. أنا أحبُها بصدق.. لسنوات طويلة أحببت إستيرا وانتظرت الوقت المناسب لأتقرب منها.. لكن للأسف بسبب أعمال عائلتي انشغلت عنها وذلك النجس آخيليس وضع عينيه عليها.. لكنني سأمحيه عن وجه هذه الأرض قريبا )


سيمون فلور كان من أعز الأصدقاء لي ومُخلص جداً.. لن أجد من هو أفضل من ابنه ليتزوج من حفيدتي إستيرا.. كما أنه سيتخلص من الزعيم اللعين.. زوج حفيدتي المستقبلي سيكون وبكل تأكيد دايمون فلور..


" موافق على عرضك للزواج من حفيدتي.. لكن أولا أرغب بسماع كيف سوف تتخلص من الزعيم آخيليس "


استمعت إليه لنحو ربع ساعة.. لقد أبهرني دايمون بذكائه الشديد.. أعجبتني شخصيته جداً فهو مثل والده قوي الشخصية ويعرف جيداً ما يريده.. سيكون زوجاً جيداً لحفيدتي..


وطبعا وافقت على كل ما أخبرني به ولكن طلبت منه تأجيل مهمته لحين وصولي إلى سانت سيمونز.. عندما انهى المكالمة رأيت زوجتي تنظر إليّ بتوترٍ شديد وسألتني بخوف


" ما بها إستيرا؟.. هل هي بخير؟ "


ابتسمت برقة وربت بخفة على يدها قائلا

" سأخبركِ بكل شيء.... "


أخبرتها بالتفصيل عن الحديث الذي دار بيني وبين دايمون.. وعندما انتهيت تأملتني إستيراندا بدهشة ثم همست بحزن


" لكن جورجيو لماذا تسرعت بالموافقة على زواج حفيدتنا من ذلك الشاب؟.. ماذا لو لم توافق إستيرا على الزواج منه؟.. وماذا لو كانت حفيدتنا تحب فعلا الزعيم؟.. أنا قلقة جورجيو.. أظنك تسرعت بالموافقة "


تجمدت نظراتي على عينيها وأجبتُها بنبرة حازمة


" عليها أن توافق.. آخيليس داركن ليس بالرجل المناسب لها.. سوف تنساه بسرعة.. ثم من مصلحتها أن تتزوج من دايمون.. ستقع في حبه لاحقا بعد الزواج.. والآن اتصلي بالطبيب واخبريه بأنني أرغب بمغادرة هذه المستشفى اللعينة اليوم.. سأرتاح في قصري لأسبوعين ثم سوف نسافر إلى سانت سيمونز...


مضت الأيام بهدوء وبسرعة.. كنتُ أتلقى يوميا مكالمات دايمون وكان يخبرني بالمستجدات.. شعرت بالسعادة بسبب معرفتي بأن نهاية الزعيم اقتربت.. سيدفع الثمن غاليا على ما حصل لابنتي وحفيدتي بسببه وبسبب والده الحقير..


أما زوجتي كانت حزينة وحاولت جاهدة إقناعي عن العدول بتزويج حفيدتنا من دايمون لكنني لم أستمع لها.. وطلبت منها بأن تقوم بتحضيرات الزفاف في أسرع وقت.. حفيدتي سوف تتزوج من دايمون في أول أسبوع لها في إيطاليا.. ولا رجوع عن قراري هذا أبداً..


هبطت طائرتي الخاصة بسلاسة في مطار سانت سيمونز الدولي.. نظرت إلى ممرضتي وأمرتها بالخروج.. ثم تنهدت بعمق وفكرت بحزن.. زوجتي لم تستطع مرافقتي لأنها منهمكة بتحضيرات الزفاف.. نظرت من النافذة ورأيت رئيس حرسي ألبيرتينو يقف بجانب رجل استطعت المعرفة فورا بأنه دايمون بسبب شبهه الكبير لوالده المرحوم.. وكان دايمون بدوره يقف برفقة رجاله لاستقبالي..

 

رواية شرطية المرور - فصل 22 - فتاة الزعيم

 

 

وقفت بهدوء وتوجهت نحو الباب وهبطت سلالم الطائرة 

 

رواية شرطية المرور - فصل 22 - فتاة الزعيم

 

 

رأيت دايمون يقترب مني ليقف ويصافحني قائلا بسعادة


" مرحبا سيد جورجيو.. أخيراً وصلتَ بالسلامة إلى سانت سيمونز.. شرف كبير لي أن أستقبلك شخصيا.. تفضل لو سمحت "


وأشار بيده نحو سيارتهِ الخاصة.. نظرت إليه بجمود وخلعت نظراتي الشمسية وتبعته.. جلست في المقعد الخلفي وجلس دايمون بجانبي وسألني بهدوء


" سيد داركن.. هل ترغب برؤية حفيدتك الآن؟ "


رغم شوقي الكبير بأن أرى شخصيا حفيدتي إستيرا إلا أنني أجبته بنبرة حازمة

" الآن ليس الوقت المناسب.. سأرى حفيدتي قريبا جداً.. أولا أريد أن أستمتع بمشاهدة نهاية الزعيم "


ابتسم دايمون بخبث قائلا

" الليلة هي الليلة الأخيرة له ولرجاله.. أخيرا سوف نتخلص منه وسيكون راموس باتسي الزعيم الجديد للمافيا المنظمة في البلد "


ابتسمت بخبث ونظرت نحو النافذة.. الليلة سوف أشفي غليلي برؤية ذلك المغرور جثة هامدة.. وبعدها سأذهب لرؤية هيلينا وتعزيتها بوفاة حفيدها اللعين ثم سأذهب لرؤية حفيدتي الجميلة...


 

إستيرا***

 

" الحرب بدأت فتاتي.. كوني قوية من أجلي لتتحملي الآتي "


شهقت بضعف عندما سحق شفتاي بقبلة مسيطرة قاسية.. ارتعشت أسفله بخوف وحاولت مقاومته لكنني لم أستطع.. شعرت بيديه تتسلل إلى الأسفل ورفع وسطه وسمعته بذعر يفتح زر سرواله ثم السحابة..


أبعدت رأسي بكامل ما تبقى لي من قوة لتستقر شفتيه على عرق عنقي النابض.. بدأ يمتصه ويلعق بشرتي بطريقة مثيرة لكنني بكيت بخوف وهمست له بضعف


" لا آخيليو أرجوك.. دعني.. دعني.. لا أريدُك.. لا تلمسني.. توقف.. لااااااااا.. هااااااااااااه... "


" آخيليس.. اسمي آخيليس وليس آخيليو "


همس بحدة بتلك الكلمات من بين قبلاته وأصبحت قبلاته قاسية ومؤلمة..


شهقت بألم عندما اقتحمني بعضوه الذكري دفعةً واحدة.. أغمضت عيناي بشدة وتركتهُ يمارس معي بسبب ضعف جسدي..


كنتُ أبكي وأنتحب عندما أفرغ شهوته بداخلي.. سائله القذر ملئني في الأسفل.. رغم أنه كان رقيقا معي إلا أنني بكيت بألمٍ شديد.. فقلبي كان يؤلمني جداً لأنني لا أريد لهذا القاتل ورئيس العصابات بلمسي.. لا أريدهُ أن يلمسني..


قبلني برقة على شفتاي وهمس بحنان قائلا

" توقفي عن البكاء.. فأنا أكره الدموع.. هي للضعفاء فقط.. وأنتِ أصبحتِ فتاتي.. لن أسمح أبداً بأن تكوني ضعيفة.. فتاة الزعيم عليها أن تكون قوية "


سالت دموعي أكثر على وجنتاي وهمست بغضب

" أكرهُك.. أكرهُك.. أكرهُك.. ثم أنا لستُ فتاتك.. ولن أكون فتاتك أبداً "


وبصدمة كبيرة سمعتهُ يقهقه باستمتاع ثم ابتعد عني وقال ببرود أعصاب وهو يقف

" لا بأس فتاتي.. يمكنكِ أن تكرهيني الآن كما يحلو لكِ.. في النهاية أنا أعلم جيداً لمن ينبض قلبكِ بجنون "


فتحت عيناي ونظرت إليه بغضبٍ شديد.. ودون أن أتوقف عن البكاء هتفت بضعف بوجهه


" أنتَ أحمق ولعين.. أنا أكرهُك أيها القاتل اللعين.. من أحببته هو آخيليو.. النادل الفقير والحنون.. وليس زعيم حقير وقاتل بدمٍ بارد "


ارتعش جسدي بقوة عندما رأيت عينيه تتجمد على عيناي بنظرات مُخيفة جعلتني أرتعش خوفا بسببها.. اقترب بسرعة الفهد مني وأمسكني بذراعي وسحبني بعنف لأجلس ثم أمسكني بكتفي وشرع يهزني بقوة وهو يهتف بحدة وبغضب أرعب قلبي


" آخيليو لا وجود له.. افهمي ذلك.. من أحببته هو أنا.. أناااااااا.. أنا هو من اعترفتِ بحبكِ له.. أنا فقط.. آخيليو لا وجود له بتاتا.. وإياكِ أن تلفظي كلمة أكرهُك أمامي من جديد.. حينها سأجعلكِ عن حق ترين وجهي الآخر على حقيقته.. فهمتِ؟ "


توقف عن هزي وأجبته بخوف موافقة.. أبعد يديه عني ورأيته من بين دموعي يمشي بعصبية في الغرفة ثم وقف ونظر إليّ وهمس بفحيح من بين أسنانه


" لا تجعليني أؤذيكِ إستيرا.. أنتِ لن ترغبي بأن أفعل ذلك.. صدقيني إن رأيتِ وجهي الآخر سيكون ذلك آخر يوم في حياتك.. لذلك تجنبي إشعال فتيل غضبي و اتقي شري "


استدار ودخل إلى الحمام وصفع الباب بعنف خلفه.. رميت نفسي على الفراش ودفنت وجهي بالوسادة وبكيت بشدة.. بكيت بحزن لا حدود له.. أنا أتألم وبشدة بسبب الرجل الذي أحببته.. لماذا خدعني؟.. لماذا أنا؟.. أنا لم أفعل له شيء..


بسبب إرهاقي الشديد غرقت بالنوم دون أن أشعر..


كنتُ أشعر بالدفء وبشعورٍ لذيذ بسبب إحساسي بذلك الجسد العضلي يُعانقني.. تغلغلت عميقاً داخل حضنه الدافئ.. وابتسمت بسعادة عندما استنشقت رائحة جسدهِ الجميلة..


شعرت بيديه تداعب شعري ثم ظهري بلمسات حنونة رقيقة.. فابتسمت بسعادة وهمست بحب باسمه

" آخيليو.. "


تبا لقد رأيت كابوسا مرعباً ليلة الأمس.. حلمت بأنني استيقظت ولم أجد آخيليو بجانبي.. ثم حلمت بأنه قتل رجل وعائلته و بأنه زعيم مافيا.. و.. تبا لذلك الكابوس المقرف.. نعم كابوس مقرف.. فها هو آخيليو بجانبي على سريري في شقتي الصغيرة.. لقد عاد.. عاد في المساء ومارس معي الحب بطريقة رائعة رغم أنني كنتُ ثملة قليلا...


أبعدت رأسي قليلا وفتحت عيناي.. تجمدت نظراتي بذعر على أثاث الغرفة الفاخر أمامي.. هذه ليست غرفتي.. ليست غرفتي.. ليست..


اهتز جسدي بقوة عندما علمت بأن ما حدث ليس مُجرد كابوس لعين بل حقيقة.. حقيقة مرعبة.. حركت رأسي ببطء ونظرت إلى آخيليو.. تبا له.. نظرت إلى الزعيم ورأيته نائم بهدوء وبعمق..


حاولت التحرك لأبتعد عنه لكن تجمد جسدي برعب عندما همس بصوتهِ الخشن والأجش والمثير


" توقفي عن الحركة فتاتي.. أريدُ النوم "


أمسكت بذراعه بغضب وأبعدتُها عن خصري ثم أبعدت الغطاء وشهقت برعب عندما رأيت نفسي عارية و.. و.. إلهي وهو عاري أيضا..


" هااااااااااااااااه.. لماذا أنتَ عاري أيها المنحرف؟.. ابتعد عني.. ابتعد عني... "


فتح عينيه ونظر إليّ بجمود وقال بهدوء ببحة صوته الصباحية المثيرة


" أحب النوم عاريا كما خلقتني أمي.. وأنتِ كذلك فتاتي تحبين النوم عارية.. أو لأكن أكثر وضوحا بملابسكِ الداخلية الغريبة.. و صباح الخير لكِ أيضا فتاتي "


شهقت بدهشة ورفعت الغطاء أستر به عُري جسدي.. نظرت إليه بغضب وقلتُ له بقهر


" ملابسي الداخلية ليست غريبة.. ثم كيف عرفت بأنني أحب النوم فقط بها؟.. هل كنتَ تتجسس عليّ أيها المنحرف؟ "


أمسكت بوسادة ووجهتُها نحو رأسه بكامل قوتي ولكن لرعبي قبل أن تصل إلى رأسه أمسكها بإحكام بقبضة يده وسحبها بعنف ورماها بعيداً ورأيت نفسي بأقل من ثانية أصبحت نائمة على ظهري وهو يحاصرني بجسدهِ العاري..


جسدي الخائن اللعين ارتعش أسفله برغبة.. لكنني لم أستسلم له بل نظرت إلى عينيه الغاضبة بغضب أكبر وهتفت بوجهه


" ابتعد عني أيها المنحرف.. ابتعد "


تجمدت بصدمة عندما رفع رأسه عاليا وقهقه بشدة.. ما المضحك في الموضوع هنا؟!.. تساءلت بغيظ بداخلي وعندما توقف عن القهقهة أخفض رأسهُ وتأملني بنظرات حنونة اللعين.. ابتسم بوسع تلك الابتسامة القاتلة لقلبي.. نظرت بغضب إلى ثغره وهتفت بغيظ


" توقف عن الابتسام بتلك الطريقة "


اختفت ابتسامتهُ بسرعة وسألني بدهشة


" لماذا.. ألا تُعجبكِ؟.. فهي خاصة لكِ فقط.. أنا لا ابتسم هذه الابتسامة سوى لكِ فقط فتاتي.. هذه الابتسامة خاصة بفتاة الزعيم فقط.. هكذا يقول عنها كارتر "


اووووووه.. تبا له.. هو يلعب بعواطفي اللعين.. كشرت بطفولية وقلتُ له بغصة


" لا أحبُها.. ليست جميلة ابتسامتك أبداً.. أبداً.. والآن ابتعد عني.. و.. أوه.. طبعا كارتر ليس صاحب هذه المزرعة و.. تبا لك.. هو طبعا من رجالك.. والآن ابتعد عني في الحال أيها المُخادع "


تجمدت عينيه ببرود على عيناي وهمس بنبرة حادة من بين أسنانه


" أنا لا أتلقى الأوامر من أحد فتاتي.. انتبهي جيداً كيف تتكلمين معي من الآن وصاعداً.. وكارتر بمثابة الأخ لي.. وبخصوص أنني جاسوس.. كنتُ أقوم بحمايتكِ فقط.. لذلك جعلت رجالي يراقبونكِ على مدار الساعة يومياً.. أنتِ كارثة متنقلة فتاتي "


نظرت إليه بذهول خاصةً عندما ابتعد عني وجلس على طرف السرير لكنه لم يتوقف عن النظر إليّ بهدوء مُخيف.. استقمت وجلست وضممت الغطاء بإحكام على جسدي.. نظرت إليه بحزن دفين وسألته بغصة


" تحميني؟.. مِن مَن؟!.. لقد كنتُ مجرد شرطية مرور بسيطة قبل أن يتم طردي من وظيفتي بسببك.. بسببك خسرت وظيفتي التي أحبها.. لقد طردني الشريف لأنني تغيبت عن عملي بسببك.. بسببك أنت خسرت نفسي وكرامتي.. ثم أنا لا أحتاج لحمايتك.. وأنا لستُ بكارثة متنقلة.. و... أوه يا إلهي لاااااااااااااااااااااااااااا... "


هتفت بصدمة كبيرة عندما انتبهت لأمرٍ مهم.. نظرت بصدمة إليه وهمست بتوتر


" الشرف مايكل في تلك الليلة على العشاء كان يعلم من تكون.. أليس كذلك؟.. بالطبع هو يعرفك.. بماذا هددته لكي لا يخبرني عمي عن حقيقتك القذرة؟.. ماذا فعلتَ له؟ "


نظر في عمق عيناي بجمود وأجابني بنبرة باردة كالثلج قائلا


" أنتِ لا تعرفين شيئا فتاتي.. بالطبع هو يعرفني.. والأفضل لكِ أن لا تعرفي كيف جعلتهُ يصمت ولا يُخبركِ من أكون.. أنتِ ومن اللحظة الأولى التي رأيتكِ بها على فراشي أصبحتِ فتاتي.. كما أنا شخص مستعد لإحراق العالم بكاملهِ لحماية الشخص الذي أهتم له.. خاصةً فتاتي.. أنتِ لستِ بأي فتاة عادية.. أنتِ فتاة الزعيم "


تأملتهُ بدهشة كبيرة وقلبي الخائن نبض بعنف بسبب تصريحهُ الصادق الآن.. لكن عقلي تجمد وردد كلماتهِ العجيبة تلك.. أنتِ ومن اللحظة الأولى التي رأيتكِ بها على فراشي أصبحتِ فتاتي.. ماذا قصد بها؟!..


نظرت إليه بتعجُب وسألته بهمس

" من اللحظة الأولى التي رأيتني بها على فراشك؟!.. ما الذي تقصده؟!!.. لم أفهم... "


تنهد بخفة وأجابني ببساطة قائلا


" أتكلم عن تلك الليلة التي تبعتِ بها سيارتي وتسللتِ إلى جناحي في الفندق في غراند غولدن وغرقتِ بالنوم على سريري.. منذ تلك الليلة أصبحتِ فتاتي.. فتاة الزعيم "


توسعت عيناي برعب وشحب وجهي بشدة.. إلهي!!.. لقد كانت غرفته وسريره.. شهقت بقوة وسألته بصوتٍ مهزوز

" لكن كيف اكتشفتَ ذلك؟.. لم يراني أحد في تلك الليلة "


ابتسم برقة وأجابني بهدوء


" لقد كنتُ في الجناح وتحديدا في الحمام أستحم عندما دخلتِ إلى غرفتي واستحليتِ سريري المريح.. لكنني لم أعترض فما رأيته نال استحساني الكامل "


احمرت وجنتاي بشدة عندما عرفت ما يعنيه.. المنحرف القذر لقد شاهدني نائمة بملابسي الداخلية.. نظرت إليه بغضب وهتفت بوجع قلب وبألم


" لماذا خدعتني؟.. لماذا ادعيت بأنك فقير وتعمل كنادل؟.. لماذا أدخلتني إلى عالمك المُظلم والقذر؟.. كنتُ أعيش بهدوء وبراحة.. لم أرد شيئا من هذه الحياة سوى أن أعيش بسلام وبهدوء.. أرجوك أطلق صراحي ودعني أذهب.. أعدُك بل أقسم لك بأنني لن أتفوه بكلمة عنك وعن ما رأيته في تلك الليلة.. دعني أذهب أرجوك.. أرجوك "


تأملني بجمود وقال بلهجة باردة

" أنا لم أخدعكِ.. أنتِ من ظننتِ بأنني نادل فقير.. وأنتِ من قبلتني فتاتي.. أنتِ من دخلتِ إلى عالمي بقدميكِ.. وإقامتكِ هنا في المزرعة ستكون طويلة.. من أجل حمايتكِ طبعاً "


انتفضت بعنف وهتفت بلوعة بصوتٍ مخنوق

" لا أحتاج لحمايتك.. لا أحتاجُها.. هل بخطفك لي تحميني؟!.. هل بتصرفاتك هذه تقوم بتبرير أفعالك نحوي؟.. مِن مَن تحميني؟!.. أنا لا أحتاجُك ولا أحتاج لحمايتك أبداً "


لم يرف له جفن بينما كان يتأملني بجمود.. وببساطة أجابني بهدوء

" لن تفهمي كيف ولماذا أقوم بفعل ذلك.. لذلك من الأفضل لكِ حاليا أن تلتزمين الصمت وتنتظري "


احترق قلبي بسببه ولم أستطع أن أفهم ما يحاول قوله لي.. رسالتهُ لي غامضة.. ربما يريد حمايتي من أفراد العصابات الكارهين له.. أكرهه.. لقد أغرقني في عالمه الخطير والمظلم.. سالت دمعة حارقة من ركن عيني.. مسحتُها بسرعة وهمست بصوتٍ مرتعش


" أكرهُك.. ولا أريد أن أبقى بجانب زعيم مافيا لعين مثلك.. كما أنا لستُ فتاتك ولن أكون أبداً فتاة الزعيم.. أريد الدخول إلى الحمام "


رأيت عينيه تتأملني بحزن ثم قفز بسرعة ورأيته بصدمة يقف على الأرض ثم حملني بين ذراعيه ودخل بي إلى الحمام.. توسعت عيناي بذهول وهتفت بصدمة


" ماذا تفعل؟.. أنزلني.. لا يمكنك الدخول معي إلى الحمام.. أريد قضاء حاجتي "


قهقه بخفة وقال بنبرة هادئة

" أعلم.. لا تقلقي.. ثم أنتِ لا تكرهينني فتاتي.. كما أنا فقط أردت الاطمئنان عليكِ وإدخالكِ إلى الحمام من دون أن تقع أي كارثة جديدة "


جعلني أقف على الأرض وفورا أمسكت بمنفشة ولفيتُها بإحكام على جسدي وقلتُ له بغيظ

" هل تقصد بأنني أفتعل الكوارث كيفما تحركت؟ "


حرك حاجبه وتأملني باستمتاع قائلا

" نعم.. لقد أهلكتِ رجالي المساكين ومنهم مانو بينما كانوا يحمونكِ على مدار الساعة.. خاصةً إميليو.. لقد خاض قتالا كبيراً من أجلكِ "


تجمدت نظراتي على وجهه وهمست بصدمة

" مانو!!!!.. مانو والعم إميليو.. هما من رجالك؟! "


عندما شاهد الألم والحزن في عيناي تنهد بعمق وقال بهدوء


" إستيرا.. سأخبركِ بكل شيء عندما تهدئين وترتاحين.. فقط سأطلب منكِ أن تثقي بي حاليا ولا تحاولي الهروب من هنا.. في الأصل لن تستطيعي الهروب فرجالي يحرسون المكان من كل الجهات.. استحمي واستريحي قليلا.. يوجد ملابس جديدة خاصة لكِ في غرفة الملابس.. طلبت بإرسالها خصيصا إلى هنا منذ فترة.. أنتِ لستِ سجينة هذا القصر و المزرعة.. يمكنكِ التجول بها على راحتك.. لكن خارجها لا.. هذا من أجل سلامتكِ فقط.. أرجوكِ فتاتي ثقي بي "


لو كان آخيليو من يكلمني الآن كنتُ وثقتُ به فوراً.. لكن هذا الشيطان الزعيم لا.. نظرت إليه ببراءة وأجبته بهمس

" حسنا "


شهقت بذعر عندما عانقني بشدة إلى صدره وسمعتهُ يهمس بسعادة قائلا

" لن تندمي فتاتي أبدا على ثقتكِ بي.. أعدُكِ بذلك "


حاولت منع نفسي من البكاء الآن وابعاده عني.. سبق ووثقت به ولكنهُ خدعني وجعلني أندم أشد الندم على ثقتي به العمياء..


ابتعدت عنه واستدرت وأوليته ظهري وقلتُ له بصوتٍ مُختنق

" لو سمحت أخرج.. أريد قضاء حاجتي والاستحمام "


خرج بهدوء وسالت دموعي بصمت على وجنتاي.. مانو والعم إميليو من رجاله.. حتى صديقي مانو خدعني.. كان كل اهتمامهُ بي مُجرد خداع..


نظرت إلى الحمام الرمادي والذي كان يشبه حمام القصور الملكية بفخامته.. كان أمامي جاكوزي وحوض استحمام ضخم يساع لثلاثة أشخاص.. تنهدت بقوة واقتربت من الحوض وفتحت الصنوبر الساخن ثم البارد لتعديل سخونة المياه وانتظرته ليملأ..


بعد نصف ساعة خرجت من الحمام ووجدت أمامي خادمة شابة تقف بجانب السرير وهي ترتبه وما أن رأتني حتى وقفت جامدة وأحنت رأسها باحترام ثم رفعته وابتسمت برقة.. نظرت إليها بدهشة

 

رواية شرطية المرور - فصل 22 - فتاة الزعيم

 

 

فاتسعت ابتسامتها أكثر وقالت باحترام


" صباح الخير سيدتي.. آسفة إن أزعجتكِ.. اسمي تينا وأنا في خدمتكِ سيدتي.. طلب مني السيد آخيليس أن أهتم بكِ وألبي جميع طلباتك.. كما طلب مني السيد أن أساعدكِ بالاستحمام ولكن عندما وصلت إلى الغرفة لم أرغب بإزعاجكِ سيدتي وأنتِ تستحمين "


رأيتُها تقترب من الأريكة ورفعت بيديها فستان أنيق للغاية لونه كُحلي غامق عاري الكتفين.. ثم نظرت إليّ باحترام قائلة


" لقد طلب مني السيد أن أساعدكِ بارتداء ملابسكِ وتسريح شعركِ.. كما جلبت لكِ وجبة الفطور.. والسيد بنفسه وضع لكِ كوب الليمون الطازج مع هذه الوردة الجميلة "


نظرت نحو الطاولة المستديرة ورأيت تم وضع صينية فضية عليها أطباق و كوب من الليمون و وردة ناصعة البياض.. سمعت تينا تكلمني بخجل قائلة


" السيد بنفسه قطف لكِ هذه الوردة وصنع لكِ العصير.. لأول مرة نرى السيد آخيليس يدخل إلى المطبخ.. كما لأول مرة نراه يبتسم بسعادة.. والفضل يعود لكِ سيدتي "


نظرت إليها بحزن وابتسمت بتوتر ثم أجبتُها بتهذيب

" أشكركِ تينا.. لكن لا داعي لتساعديني بارتداء ملابسي.. كما اسمي هو إستيرا وليس سيدتي.. إن أردتِ يمكنكِ الانصراف.. أستطيع الاهتمام بنفسي "


أحنت لي رأسها باحترام ثم استأذنت وخرجت بهدوء من الغرفة.. تنهدت بعمق واقتربت من الطاولة وجلست على الكرسي ثم أمسكت بكوب الليمون وشربته.. طعمه غريب لكنه لذيذ.. تعودت في كوخ الحُب على طعم الليمون المر..


نظرت إلى الوردة وتنهدت بقوة.. وضعت الكوب على الصينية وأمسكت بالوردة أنظر إليها بحزن.. كانت جميلة جداً ونقية.. نقاءها كان يشبه نقاء قلبي و جسدي.. ولكن آخيليس الشيطان دمره بيديه..


وقفت واقتربت من سلة المهملات ورميت الوردة بها رغم شعوري بغصة مؤلمة في صدري.. لا أريد شيئا منه.. لا شيء..


استدرت ونظرت إلى الفستان بغضب.. لن أرتدي له فساتين جميلة.. فليحترق بغيظه.. اتجهت نحو الباب الزجاجي الفاصل بين غرفة النوم وغرفة الملابس.. فتحته ودخلت وكما توقعت رأيت ملابس وأحذية بعددٍ هائل موضوعة بترتيب في الرفوف بجانب ملابس آخيليس..


لم أتفاجئ عندما رأيت العدد الهائل من الملابس ذات الماركات العالمية.. وأحذية وحتى حقائب و اكسسوارات..


كل هذه الملابس الباهظة لم تهمني.. كنتُ حزينة بسببه.. وبسبب حُبي له.. بالطبع أنا ما زلتُ أحبهُ مثل الحمقاء..
 ولكنه جعلني أكره نفسي وطيبتي وبراءتي.. جعلني أكره نفسي بشدة...


اقتربت واخترت ملابس بسيطة.. جينز و تيشرت زرقاء.. وعندما توجهت نحو رفوف الملابس الداخلية احمر وجهي بشدة عندما رأيت حمالات للصدر وسراويل داخلية مثيرة جداً.. ولكن لفتَ نظري رؤيتي لسراويل داخلية كالتي أرتديها عادةً.. ابتسمت بسعادة واخترت سروال عليه رسوم بطة سفراء..


عندما انتهيت من ارتداء الملابس جلست أمام الطاولة وبدأت أتناول وجبة الفطور اللذيذة.. وقفت بعد مدة وخرجت من غرفة النوم ولكن عندما فتحت باب الجناح شهقت بدهشة عندما رأيت حارسين يقفان أمامي..


نظرا إليّ باحترام وكلمني واحد منهما قائلا بتهذيب

" سيدتي.. إن أردتِ الخروج سوف نرافقكِ.. هذه هي تعليمات وأوامر السيد آخيليس "


تعرفت عليهما بسرعة فسبق لي أن رأيتهما في المزرعة.. نظرت إليهما بحدة وقلتُ لهما

" الآن أصبح السيد آخيليس وليس آخيليو "


نظرا إليّ بدهشة ثم بجمود والتزما الصمت.. تنهدت بقوة وقلتُ لهما

" أريد الخروج لمشاهدة الأحصنة.. هل أوامر سيدكما تسمح لي بفعل ذلك؟ "


" نعم سيدتي "


أجاباني بسرعة باحترام وتنحيا جانبا وأفسحا لي الطريق أمامي.. رأيت دون الخائن في الاسطبل وهو يتكلم مع العُمال ولكن الذي لفتَ نظري رؤيتي لطفلة جميلة تبدو في العاشرة من عمرها تقريبا تقف بجانب دون وهي تنظر بسعادة إلى الأحصنة أمامها..


" سيدة إستيرا.. صباح الخير.. بماذا يمكنني أن أخدمكِ؟


كلمني دون باحترام وأشار بيده للعُمال ليخرجوا من الاسطبل.. رأيت الطفلة تستدير ونظرت إليّ بدهشة كبيرة ثم هتفت بسعادة


" أنتِ فتاة الزعيم؟.. أنتِ حبيبة الزعيم؟.. كم أنتِ جميلة.. جميلة جداً.. الجميع كانوا يتكلمون عن مدى جمالكِ.. الآن فهمت سبب محبة الزعيم لكِ.. فأنتِ تشبيهين سندريلا "


قهقهت بخفة بسبب كلماتها العفوية وسمعت دون يشهق برعب وقام بتأنيب الطفلة المسكينة قائلا

" جيني.. ابنتي لا يجب أن تتكلمي مع السيدة بهذه الطريقة.. عودي إلى القصر بسرعة وساعدي أمكِ "


" لكن أبي... "


حاولت الاحتجاج لكن دون كلمها بنبرة صارمة قائلا

" عودي إلى القصر جيني وبسرعة "


رأيت ملامح وجهها يكتسيها الحزن وركضت خارجة من الاسطبل.. تنهدت بخفة وكلمت دون قائلة بحزن


" لا تقسو عليها فهي طفلة رقيقة.. ثم أنا أحب الأطفال كثيراً.. لم أكن أعلم بأن لديك ابنة.. إنها جميلة جداً.. اللّه يحفظها لك "


ابتسم بوسع وقال باحترام

" أشكركِ سيدتي.. وأنا أعتذر بالنيابة عن ابنتي فهي فضولية قليلا وصريحة.. هل ترغبين بمشاهدة الأحصنة؟.. أم جولة في المزرعة؟ "


تنهدت بقوة وقلتُ له بصدق

" لا تناديني بسيدتي.. اسمي إستيرا.. و سأحب مراقبتك بينما تهتم بالأحصنة إن لم يكن لديك أي مانع "


اتسعت ابتسامته أكثر وأجابني

" لا مانع لدي بتاتا.. المزرعة مزرعتكِ سيدتي.. أقصد إستيرا "


ابتسمت بخفة ووقفت أراقبه بينما كان يعتني بحصان بُني اللون جميل للغاية.. بعد مرور نصف ساعة سمعت صوت حوافر خلفي.. ألقيت نظرة خلفي نحو بوابة الاسطبل الكبيرة ورأيت بذهول مشهد من المستحيل أن أنساه في حياتي كلها..


رأيت آخيليس الشيطان يمتطي حصانه الأسود الضخم بكل مهارة وكان يرتدي ملابس ركوب الخيل السوداء والأنيقة.. كان يبدو كأمير خرج للتو من رواية أسطورية عظيمة..


كانت ملابس الفروسية تُبرز رجولته الصارخة وجاذبيته المدمرة وعرض كتفيه وجسده المفتول العضلات.. أما عينيه.. اااه من عينيه فهي حكاية أخرى من الأساطير..


كنتُ تائهة وفي عالم آخر أتأملهُ بهيام رغما عن إرادتي.. ابتسم بوسع تلك الابتسامة القاتلة لقلبي فظهرت أسنانه البيضاء الرائعة والتي زادت من جاذبيته وجماله الأخاذ..


لماذا هو وسيم إلى هذه الدرجة؟.. أكرهه جداً لأنه وسيم ويجعل قلبي يذوب بسبب وسامتهِ اللعينة.. فكرت بأسى وسمعته يتكلم مع دون بصوتٍ أجش قوي وحازم


" اهتم بحصاني برنس ثم أطعمه.. ولا تجعله يقترب من فتاتي لكي لا يؤذيها "


رأيته يقفز بمهارة عن ظهر حصانه الجميل وركض دون وأمسك بلجام الحصان وأدخله إلى الاسطبل.. بلعت ريقي بقوة عندما اقترب آخيليس ووقف أمامي على بُعد خطوة واحدة مني فقط.. تأمل ملابسي بنظرات جامدة ورأيته يحرك جفنيه بعدم الرضا..


رفعت رأسي بشموخ عندما كلمني بنبرة حازمة قائلا

" لماذا لم ترتدي الفستان؟.. أحب رؤيتكِ بالفساتين أكثر.. اليوم سأسمح لكِ بمخالفة أوامري لكن غدا سترتدين ما أختاره لكِ بنفسي.. هل كلامي واضح؟ "


رفعت رأسي بعنفوان وأجبته بغضب

" لا أحب ارتداء الفساتين.. ثم لا شأن لك بي وبما أرتديه.. اذهب إلى الجحيم أنتَ و أوامرك اللعينة "


وما أن تحركت لأفر هاربة من عينيه الغاضبة أمسكني بمعصمي بعنف وجذبني ليلتصق جسدي به.. شهقت بخوف وارتعشت بشدة عندما أبعد خصلات شعري عن أذني بيده اليسرى وهمس بنبرة لعوبة بأذني


" أنتِ مُلكي فتاتي.. عليكِ أن تفهمي ذلك.. كل شيء بكِ يخصني ومن شأني.. وأوامري اللعينة سوف تنفذينها بالحرف الواحد.. ثم لو أردتِ أن أكون صريحاً معكِ أكثر أفضلكِ من دون أي ملابس.. عارية.. عارية بالكامل.. لكن طبعاً على سريري فقط.. والآن فتاتي كوني مطيعة واعتذري مني لشتمكِ لي "


توسعت عيناي بصدمة وانتفضت بقوة وتراجعت إلى الخلف وحاولت مقاومته وتحرير معصمي من قبضتهِ الحديدية اللعينة.. نظرت إليه بغضب وهتفت بملء صوتي


" دعني أيها اللعين.. أنتَ تحلم بأن أعتذر منك.. همجي وغبي و.. هاهممممممممممم... "


شهقت بصدمة كبيرة في النهاية عندما أمسك شعري بقبضة يده ورفع وجهي بقسوة واختفى صوتي وكتمه بقبلة قوية مؤلمة وعنيفة وقاسية جداً..


كان يريد معاقبتي بهذه القبلة ونجح.. عناقه الشرس جعلني أتألم من شفتاي ومن الداخل.. وسالت دموعي بخوف وبألم على وجنتاي..


توقف عن تقبيلي بشراسة ولدهشتي بدأ يمتص دموعي عن وجنتاي وسمعته يهمس برقة

" حتى طعم دموعكِ لذيذ.. لكن أنا لا أحب الدموع خاصةً دموعكِ فتاتي.. لا أريد رؤية دموعكِ بعد اليوم إستيرا "


ابتعد عني بخفة ثم استدار بهدوء ومشى خارجا من الاسطبل.. كنتُ أقف جامدة بذهول أحاول أن أستوعب ما قاله لي وفعله منذ لحظات..

" معتوه وغبي.. زعيم مُتخلف "


همست بقهر بتلك الكلمات وخرجت من الاسطبل.. في الظهيرة لم أرى الزعيم أبدا.. لا أعرف أين اختفى لكن ذلك أفضل فلا رغبة لي برؤيته.. كنتُ أمشي في المزرعة أنظر إلى العمال والحراس بشرود.. الجميع كانوا يراقبونني رغم انشغالهم بأعمالهم.. شتمتهم بقهر ورأيت ابنة دون تقف أمام شاحنة تم وضع صناديق كثيرة من التفاح الأحمر في صندوقها..


ابتسمت برقة واقتربت منها.. ابتسمت الطفلة بوسع عندما رأتني وهتفت قائلة بسعادة


" فتاة الزعيم.. أعني سيدة إستيرا.. تعالي وشاهدي كيف نقوم بتوضيب صناديق التفاح لإرسالها إلى مصنع الزعيم حيث يتم تخزينها داخل ثلاجات ضخمة وبعدها يتم توزيعها في الأسواق "


اقتربت من الطفلة وكلمتُها بحنان قائلة بينما كنتُ أرفع يدي اليمنى لأصافحها

" اسمي إستيرا فقط.. وأنتِ اسمكِ جيني.. أليس كذلك؟ "


ابتسمت بخجل وقالت بعفوية


" نعم.. أنا سعيدة لأنني تعرفت عليكِ إستيرا.. الجميع يتكلمون عنكِ وعن الزعيم.. في الحقيقة أنا أخاف من الزعيم قليلا.. فهو صارم جداً ومخيف رغم أنه وسيم جداً.. لكن ماما تقول بأنه بدأ يتغير بمعاملته مع الجميع بسببكِ.. الحُب يصنع المعجزات.. هكذا تقول ماما "


نظرت إليها بحنان رغم شعوري بألم خانق في صدري.. الزعيم من المستحيل أن يحبني.. أنا بالنسبة له لعبة يلهو بها حاليا.. وطبعا عندما يمل مني سيتركني أذهب أو يقتلني..


وقفت بجانبها وتكلمنا لوقتٍ طويل.. كنتُ أضحك بسعادة عندما فجأة رأيت جيني تنظر خلفي بخوفٍ شديد.. توقفت عن الضحك بسرعة والتفت إلى الخلف.. تجمدت نظراتي على الزعيم والذي كان يقف بجمود وهو يتأملني ببرود.. كان قد بدل ملابسه بملابس عادية و.. عادية!.. طبعا لا فملابسه ثمينة ومن تصميم مُصمم عالمي.. الآن وبغباء حتى انتبهت لذلك.. وكان الوغد يبدو وسيما لحد اللعنة..


" ماذا تفعلين هنا أمام مخزن التفاح؟ "


سألني ببرود وشهقت بدهشة عندما عانقتني جيني بخوف واختبأت خلفي وهي تُخفي وجهها بظهري.. نظرت إليه برهبة ولكن تجرأت وقلتُ له بنبرة غاضبة قليلا


" وماذا برأيك أفعل؟.. أتكلم مع جيني.. ثم لقد أخفتها للصغيرة.. ربما عليك أن تتصرف أمامها بلباقة قليلا "


رفع حاجبيه بدهشة ونظر نحو جيني الخائفة بجمود.. ثم همس بهدوء

" أوه.. إذا ابنة دون اسمها جيني! "


هل يمزح معي اللعين؟!.. الفتاة ولدت في المزرعة وتعيش في مزرعته اللعينة منذ احدى عشرة سنة وهو لا يعلم ما هو اسمها.. مُتخلف ومغرور..


وقبل أن أفتح فمي لأشتمه شهقت بدهشة عندما رأيت آخيليس يجلس على طرف صندوق الشاحنة الصغيرة بجانبنا وقال بأمر ولكن بنبرة هادئة


" تعالي جيني.. لا تخافي مني.. اقتربي "


شعرت بيديها ترتعشان على خصري.. استدرت وعانقتها وكلمتُها برقة قائلة

" لا تخافي جيني.. فهو ليس بعبع.. لا تخافي منه "


رفعت نظراتي ورأيته يتأملني بغضب وبوعيد.. بلعت ريقي بقوة وشعرت بـ جيني تبتعد عني قليلا ومشت بخطوات بطيئة ووقفت أمام آخيليس وهي تحني رأسها نحو الأسفل وتلعب بأصابعها بتوتر..


المسكينة خائفة منه كثيراً.. في الحقيقة لا ألومها لأنه مُخيف اللعين.. كيف لم أنتبه سابقا لذلك؟.. الحُب أعماني كليا..


شهقت بدهشة عندما رفع آخيليس يده وأمسك بطرف ذقنها ورفع رأسها برقة وابتسم بحنان قائلا

" مرحباً جيني.. لا تخافي مني أيتها الصغيرة "


ثم غمزها وقال لها برقة

" يبدو بأنكِ أصبحتِ صديقة لفتاتي.. ما رأيكِ بها؟.. هل أعجبتكِ؟ "


نظرت بذهول عندما فجأة اختفى الخوف من جيني وضحكت بسعادة وأجابت آخيليس بمرح

" فتاتك جميلة جداً زعيم.. تشبه سندريلا.. بل هي أجمل من سندريلا بكثير "


توسعت عيناي بصدمة عندما قهقه آخيليس بسعادة ورفع الفتاة من خصرها وجعلها تجلس بجانبه ثم قال لها بنبرة منخفضة ولكنه طبعا جعلني أسمعه


" إنها فعلا سندريلا.. هل تعلمين كيف التقيت بها؟.. سأخبركِ.. لكن أولا عديني بأن يبقى سراً بيننا ما سأقولهُ لكِ "


أجابته جيني بسعادة موافقة وبذهول مخيف سمعت آخيليس يتابع قائلا بمرح وكأنني لستُ موجودة هنا


" في لقائي الأول بها رأيتُها نائمة على سريري.. كانت تستحلهُ بكامله وجعلتني أنام بعدها على الأريكة.. لم أنم طيلة الليل بينما كنتُ أتأمل سندريلا النائمة على سريري.. أما لقائنا الثاني كان في حفلة خاصة في فندق جدتي.. سندريلا في تلك الليلة هربت مني بعد أن قبلتني.. احممم على خدي طبعا.. قبلتني وهربت مني وتركتني وحيدا في وسط الصالة.. ثم ركضت خلفها ولكن لم أجد حذائها تلك الليلة على السلالم "


لديه جدة!!!!!!!... هتفت بذهول بداخلي وسمعت جيني تضحك بسعادة ثم قالت له بحماس


" كم هذا جميل.. ولكن سيد آخيليس كيف وجدتَ لاحقا إستيرا؟ "


أجابها بهدوء وهو ينظر إليّ بنظرات ذات مغزى

" حكاية طويلة جداً.. سوف أخبركِ بها لاحقا.... "


وبدهشة كبيرة وقفت في مكاني جامدة لربع ساعة كاملة أتأملهما بذهول.. كان آخيليس يتكلم مع جيني بحنان بينما هي تضحك له وتتجاوب معه بتلقائية.. جعلها بلحظات تنسى خوفها منه ومن يكون.. ألقى بسحره على الطفلة كما فعل بي..


وقف بجانب الشاحنة وبدأ يشرح للصغيرة عن الأحصنة وكيفية الاعتناء بها

 

رواية شرطية المرور - فصل 22 - فتاة الزعيم

 

 

هو صبور.. اكتشفت ذلك الآن بينما كنتُ أسمع جيني تسأله العديد من الأسئلة وهو يجيبها بحنان.. في النهاية ساعدها بالوقوف على الأرض وقال لها


" لم أكن أعلم بعدم وجود مدرسة قريبة من المزرعة.. في الغد لكِ وعد مني سأبدأ ببناء مدرسة كبيرة قريبة من هنا.. وقبل العام الجديد ستفتح أبوابها "


قفزت جيني بسعادة وبذهول رأيتُها تعانق آخيليس بشدة ثم أشارت له لينحني قليلا وعندما فعل قبلته على وجنته وهتفت بسعادة فبل أن تركض باتجاه القصر


" أنتَ أجمل زعيم في الدنيا كلها.. أحبك جداااااااااا.. "


ركضت الطفلة مبتعدة ورأيت آخيليس جامد بينما كان ينظر خلفها ثم حمحم بخفة وقال بنبرة جامدة قبل أن يتوجه نحو القصر


" لا تتأخري كثيراً.. ربع ساعة أريدكِ في الغرفة "


بالطبع لم أنفذ أوامره واختبأت في أحد المخازن وسمعت بسعادة وبخبث آخيليس يهتف بجنون على موظفيه المساكين ويهددهم بالقتل إن لم يجدوني..


لكن اللعين طبعا اكتشف أين أختبئ بسبب كاميرات المراقبة.. حملني أمام الجميع على كتفه وصفعني على مؤخرتي أمامهم وصعد بي إلى غرفته..


حضنت نفسي وبكيت بصمت وبحزن بينما كنتُ أستمع إلى أنفاسه الهادئة والمنتظمة.. جعلني أخضع له واستسلم له رغما عن إرادتي لفترة ساعة ونصف..


كان قاسيا معي في البداية لكن عندما شاهد دموعي تتساقط أصبح رقيقا معي.. كنتُ أبكي حزنا بسبب ضعفي نحوه.. لا أستطيع منع جسدي من الاستسلام له ولمساته وقبلاته.. كان يستطيع التحكم بجسدي بسهولة..


ربما بسبب حُبي اللعين له.. لقد أحببت رجل خطير وزعيم مافيا.. وحبي له يدمرني ويدمر كبريائي..


مضى أسبوعين ببطء.. كنتُ خلالهما أحاول المراقبة والتخطيط للهروب من المزرعة.. ارتديت قميص نوم حريري أبيض طويل لاستقبله كالعادة في كل ليلة..


سالت دموعي بضعف على وجنتاي بينما كنتُ أجلس على الأريكة أنتظره.. جعلني خاضعة لأوامره غصباً عني.. كنتُ أخافه.. أخاف من غضبه.. أخافه بشدة..


لقد صفعته منذ يومين وقام بالرد على صفعتي بصفعة قوية مؤلمة.. صفعتهُ ألمت قلبي قبل خدي.. في تلك الليلة مارس معي الجنس بطريقة مؤلمة جداً ومهينة.. أجبرني على الجلوس على ركبتاي و يداي مثل الكلب على الفراش و..


أغمضت عيناي بشدة وشهقت بقوة وسالت دموعي وأحرقت بشرة وجهي.. في تلك الليلة مارس معي بتلك الوضعية بعنف وهو يلف خصلات شعري بقبضته ويرفع رأسي عاليا بعنف.. ووسط دفعاته المؤلمة والعنيفة كان يقبلني بقسوة مؤلمة جدا..


أصبحت أخشى إغضابه جداً.. وأخشاه أكثر..


لكن العجيب في هذين الأسبوعين آخيليس الشيطان لم يتركني بمفردي لليلة واحدة.. رغم مقاومتي الشرسة له إلا أنني بضعف كنتُ أستسلم لرغباته في النهاية.. جسدي الخائن كان يستسلم له رغما عن إرادتي.. وقلبي الخائن الأكبر كان ينبض من أجله بجنون..


كرهت ضعفي نحوه.. وكرهت نفسي أكثر بسبب استجابت جسدي وقلبي له.. كنتُ تعيسة وحزينة.. حزينة جداً.. رغم رقتهِ معي ومعاملتهِ الجيدة معي إلا أنني لم أنسى حقيقته وحقيقة من يكون..


لا أستطيع أن أنسى منظرهُ المخيف وهو يقتل ذلك الرجل وعائلتهُ بدمٍ بارد.. ولا أستطيع أن أنسى بأنه زعيم مافيا..


ومثل العادة كان آخيليس يضع لي كوب من عصير البرتقال على المنضدة بجانب السرير في كل صباح عندما أستيقظ.. تعودت على شربه رغم طعمه المرير الغريب..


دقائق قليلة ودخل آخيليس الشيطان إلى الغرفة ورأيت الغضب المُخيف في عينيه.. كان غاضب بشدة ولم أفهم السبب.. حاولت عدم النظر إليه ولكن عندما سمعتهُ يأمرني قائلا بنبرة حادة


" إستيرا.. تعالي وقفي أمامي بسرعة "


نظرت إليه بحدة وهتفت بوجهه

" إياك أن تتكلم معي بتلك الطريقة.. أنا لستُ عبدة لديك "


ثواني وأصبح أمامي.. أمسكني من ذراعي ورفعني بعنف لأقف وهمس بفحيح بوجهي قائلا

" إياكِ أن تعارضي أوامري مرة أخرى.. وإلا عاقبتكِ "


انتفضت مبتعدة عنه ثم رفعت يدي وصفعتهُ بكامل قوتي على وجنته.. تجمدت الدماء في عروقي من هول الرعب عندما رأيت نظراتهِ تشتعل وتوسع بؤبؤ عينيه وغمق لونها بشدة.. يا إلهي لقد صفعتهُ من جديد.. سيقتلني هذه المرة.. هتفت بداخلي برعب ورأيت حنكه يشتد وسمعت صوت اصطكاك أسنانه ببعضها وشاهدت بفزع عروقه تنفر.. سيقتلني..


هتفت برعب بداخلي ولا أعرف كيف تحركت وركضت مُسرعة نحو الباب..

" اااااااااااااعععععععععععه.. لا لا لا لا لا لا لا.. دعني.. أتركني.. أتركني... "


هتفت بذعر فاق تحملي عندما أمسكني من خصري بكلتا يديه ورفع جسدي عاليا ثم أدارني وحطم عظامي بعناق خانق مؤلم..


" سوف تدفعين الثمن غاليا بسبب صفعتك.. لقد نبهتكِ سابقا فتاتي.. إياكِ أن تعيدي الكرة لأنني لن أتهاون معكِ.. أنا آخيليس داركن يتم صفعي من فتاتي.. تحضري فتاتي لعاقبكِ ولا تلومي سوى نفسك.. سبق وحذرتك "


حملني على كتفه وخرج من غرفة النوم ورأيته برعب يمشي نحو اليسار وفتح باب لونه أسود ودخل إلى غرفة مظلمة.. فجأة أنيرت الغرفة بضوء أحمر خفيف وشاهدت بذعر رفوف بعددٍ هائل على الحيطان السوداء تم وضع أدوات و.. هل هذه ألعاب؟!..


تساءلت بدهشة بداخلي عندما رأيت صف من ألعاب بلاستيكية أو جلدية تشبه.. أوه يا إلهي.. تشبه العضو الذكري للرجال.. ما هذه الأشياء؟!!..


شهقت بقوة عندما رماني على السرير.. انتفضت وجلست بسرعة ورأيت بذعر سلاسل حديدية و أصفاد مُعلقة على أعمدة السرير المُخيف..


حاوطت جسدي بكلتا يداي وبكيت بخوف وهمست بذعر قائلة

" لا تقتلني أرجوك.. لا تقتلني.. أنا أعتذر لأنني صفعتك.. لا تقتلني أرجوك "


وقف أمامي بجمود ونظراتهِ المخيفة جعلت روحي ترتعش بداخلي من الفزع.. رأيته يزيل سترته ثم قميصه ورماهما بعيدا وقال بنبرة مُرعبة


" لا تقلقي فتاتي لن أقتلكِ.. كنتُ أتجنب وأحاول السيطرة على نفسي لكي لا أجعلكِ تشاهديني جانبي السادي اللعين.. لكنكِ بصفعتكِ تلك سترينه الآن.. وهنا في هذه الغرفة فتاتي سأسمح لكِ بمناداتي بـ دادي "


كنتُ أتنفس بسرعة جنونية ولكن عندما تفوه بكلمة دادي نظرت إليه بتعجُب وسألتهُ بخوف

" دادي؟.. أنتَ لستَ والدي لأناديك بدادي.. ثم.. ثم ماذا تعني بسادية؟ "


" ستفهمين بعد قليل "


أجابني بهدوء واقترب مني وجذبني من ذراعي لأقف وأجبرني على المشي نحو مقعد غريب الشكل..


مقعد!!. هذا مقعد؟!!.. لا ما هذا الشيء؟!!.. فكرت برعب عندما جعلني أقف أمام ذلك الشيء الغريب ثم أدارني عكسيا لأواجه الحائط وبرعب أمسك بذراعي اليمنى ورفعها وربط معصمي برباط جلدي عليه قفل حديدي ثم ربط معصمي الآخر..


كنتُ أرتعش برعب دون أن أفهم ما يحدث.. صرخت بخوفٍ شديد عندما مزق قميص نومي بعنف عن ظهري.. كنتُ خائفة جدا منه ولا أفهم ما يفعلهُ بي.. أدرت رأسي جانبا ورأيتهُ يقف أمامي وهو يتأملني بطريقة غريبة ويسند ذراعه على العامود الأسود

 

رواية شرطية المرور - فصل 22 - فتاة الزعيم

 

 

سمعتهُ بفزع يكلمني بنبرة خشنة قائلا


" لطالما حلمت برؤيتكِ في غرفتي السوداء وإخضاعكِ لي فتاتي على طريقتي.. لكنكِ كنتِ مميزة ورفضت فعل ذلك بكِ وتجربة ألعابي عليكِ وأدواتي السادية.. لكن سبق وحذرتكِ في المرة السابقة إياكِ وصفعي وإلا كان عقابكِ كبيراً.. والآن سأختار أول عقاب لكِ الليلة في غرفتي السوداء "


استقام ومشى بهدوء ووقف أمام خزانة تم تعليق أسواط بأحجام مُختلفة بها.. رأيتهُ برعب يختار واحد يتدلى منه أشرطة جلدية عديدة شكلها مُخيف وفي أسفلها مُعلق بها طابات.. ما هذه الطابات المعلقة بها؟!..


استدار ونظر إليّ بنظرات مخيفة وتقدم ووقف أمامي وأمسك بطرف ذقني ورفع رأسي عاليا وكلمني بنبرة صوته الخشن


" تحضري فتاتي.. ليلتكِ الحمراء بدأت.. عندما تشعرين بالألم الشديد اهتفي بكلمة أحمر وسوف أتوقف عن جلد جلدكِ الناعم والجميل.. هذه أول كلمة أمان لكِ الليلة.. والآن ليبدأ عقابكِ "


هززت رأسي برعب رفضا دون أن أفهم ما يحدث أو حتى أفهم كلمة مما قالها الآن.. وصرخة عميقة متألمة خرجت من حُنجرتي عندما شعرت بلسعة حارة مؤلمة كالجحيم على ظهري..


ارتعشت قدماي بشدة ولم أقع على الأرض بسبب ربطه لمعصمي.. ضربة ثانية قوية جعلتني أنتحب بعنف.. شعرت بالإعياء الشديد ووسط دموعي همست بألم وببكاء


" آخيليو.. توقف أرجوك.. أنتَ تؤلمني.. تؤلمني.. أرجوك توقف "


سمعت صوت أنفاسهِ المتسارعة ثم صوت شيء يتم رميه على الأرض وبعدها رأيته يفك ربطا معصماي وحملني بذراعيه وهمس بتوتر قائلا


" إلهي إستيرا.. لا أستطيع.. لا أستطيع أذيتكِ وممارسة ساديتي عليكِ.. اللعنة.. لا تبكي أميرتي.. لا تبكي "


مشى ووضعني برقة على السرير لأنام على بطني وبعد لحظات شعرت بشيء بارد على ظهري ويده تلمس برقة جلدي المُحترق من الألم..


" سيزول الألم بسرعة.. مفعول المرهم قوي.. لا تبكي فتاتي "


عندما هدأت وتوقفت عن البكاء شعرت بشفتيه تلمس جلد ظهري بخفة وبقبلات رقيقة عليه.. اقشعر بدني من شعوري بشفتيه تلمس بشرة ظهري الملتهبة..


شهقت بضعف عندما أمسكني من خصري وأدارني بخفة وجعلني أنام على ظهري.. كان يتأملني بنظرات غريبة لم أستطع فهمها.. فجأة شتم بهمس ووقف.. رأيته بذعر يقترب من ذلك القضيب الحديدي الطويل المثبت على الحائط ولذلك المعقد الذي كبلني عليه منذ قليل..


شهقت برعب عندما صرخ بغضب وأزال العامود بعنف وبدأ بتحطيم المقعد وكل شيء أمامه.. ارتعش جسدي برعب وبخوف منه.. كنتُ أراقبهُ بفزع وهو يدمر الغرفة وكل ما يوجد بها..


بكيت بخوف عندما صرخ بجنون

" لماذا فعلتَ بي ذلك فيجو؟.. لماذاااااااااااااا؟.. اللعنة.. لم تكن إرادتي.. لم تكن.. تباااااااااااااااااااااا... "


حطم الرفوف وكل ما يوجد بها ولم يكتفي بل بدأ بتحطيم تلك المقاعد الغريبة.. عندما انتهى رمى القضيب بغضب وشهقت برعب ودون أن أتوقف عن البكاء راقبته بخوف وهو يقترب من السرير بهدوء..


جلس على طرفه ورأيت صدره يعلو ويهبط بجنون.. أمسك بمعصمي ورفعني لأجلس..

" لا أرجوك.. أرجوك لــ... "


همست بتلك الكلمات ببكاء بينما كنتُ أرتجف بشدة لكنني صمت فجأة عندما عانقني برقة وبدأ يمسد شعري بحنان وهو يدفن رأسي بصدره العضلي..


" لا تبكي فتاتي.. لا تبكي أميرتي.. لقد انتصرت عليه من أجلكِ.. لا للسادية بعد الآن.. لن أسمح لها بالسيطرة عليّ بعد الآن من أجلكِ.. من أجلكِ فقط.. لا تخافي مني فتاتي.. لا تخافي "


كان يُردد بهمسٍ حنون تلك الكلمات وتوقفت عن البكاء والارتعاش بين يديه.. بعد وقتٍ طويل أبعدني عنه قليلا وداعب وجنتاي بأصابعه ثم همس بكلمات جعلت قلبي ينبض بعنف


" أريدكِ إستيرا.. أريدُكِ "


شهقت بخفة عندما مزج شفتيه بـ شفتاي وقبلني برقة جعلت ركبتاي ترتعشان من اللذة.. لمساتهِ لجسدي كانت حنونة.. ومثل المسحورة تركته يمارس معي الحُب بطريقة رائعة لم أختبرها معه حتى في مرتي الأولى..


في هذه الليلة مارس معي الحُب فعلا.. بحنان مُطلق لا مثيل له.. جعلني أنسى حقيقته وأنسى نفسي وأتوه في بحر قبلاته ودفعاته الحنونة..


في هذه الليلة لم يتوقف آخيليس عن ممارسة الحُب معي جولة تلوى الأخرى بعاطفة جياشة.. وبعد ساعات طويلة حملني ومشى بي نحو غرفة نومه..


في هذه الليلة غرقت بنومٍ مريح في أحضانه ونسيت أوجاع قلبي و روحي كلها..


استيقظت في الصباح وشعرت بالكسل وبقليل من الألم في منطقتي السفلية.. فتحت عيناي بذعر وانتفضت جالسة ونظرت في الأرجاء بفزعٍ كبير..


شهقت بصدمة ووضعت كلتا يداي على فمي وهمست بعذاب

" كيف؟!.. كيف حدث ذلك؟.. كيف استسلمت له من جديد ومن دون أي مقاومة تُذكر؟.. كيف فعلت ذلك؟ "


وعادت ذكريات ليلة الأمس بتفاصيلها الدقيقة في رأسي.. سالت دموعي بكثرة وفكرت بعذاب.. لقد احترقت بين يديه من شدة الرغبة والحُب.. وذاب جسدي بين يديه من مُجرد لمسة واحدة منه..


ضعفي له يدمرني.. حتى لو سامحته على كذبه عليّ وجعلي أتوهم بأنه فقير ويعمل كنادل وحتى لو لم أهتم بأنه زعيم مافيا وقاتل مخيف.. لكن لأنه ابن من قتل أمي لا أستطيع أن أكون له.. إن فعلت سأخون ذكرى أمي وأبي.. سأكون مُجرد خائنة لعينة لهما..


بكيت بهستيرية وانتحبت بقوة.. دفنت وجهي بالوسادة وبكيت بعذابٍ كبير.. يا ليته لم يكن ابن من قتل أمي.. يا ليته..


أنا أحبه.. أحبه رغم أنه الزعيم.. أحبه رغم أنه لا يبادلني مشاعري.. وهو من المستحيل أن يُحب فتاة بسيطة مثلي وساذجة..


حتى لو كان هناك أمل ولو بسيط بأن يُحبني إلا أنني لا أستطيع أن أكون له أبداً.. فوالده هو من قتل أمي.. والدي كان قد أخبرني بذلك منذ زمنٍ بعيد.. وكان يتمنى أن ينتقم لها.. جعلني والدي أكره ذلك القاتل وكل عائلته لأنه حرمني من أمي وأنا طفلة في الرابعة من العُمر..


" لا يمكنني أن أحب ابن من قتل أمي.. لا يمكنني ذلك.. يجب أن أهرب من هنا وبسرعة.. يجب أن أفعل ذلك وفي أسرع وقت "


همست بدمار وانتحبت بشدة ولم أستطع التوقف عن البكاء..


بالطبع آخيليس لم يكن في الغرفة مثل العادة عندما أستيقظ متأخرة بعد ليلة حامية ومشتعلة بيننا.. عندما توقفت عن البكاء أخيراً جلست أنظر بتعاسة أمامي..


" لا يجب أن أنسى.. آخيليس داركن هو ابن فيجو داركن.. القاتل.. هو ابن الرجل الذي قتل أمي "


همست بعذاب وحاولت أن لا أنخرط بموجة جديدة من البكاء.. نظرت نحو المنضدة ورأيت عليها مثل العادة كوب من عصير الليمون الطازج..


سالت دموعي بضعف على وجنتاي بينما كنتُ أشرب عصير الليمون.. عندما انتهيت وضعت الكوب على المنضدة ورأيت وردة بيضاء جميلة جداً عليها.. تأملتُها بغصة وأدرت رأسي ناحية اليسار لأنني لم أرغب برؤية تلك الوردة الجميلة..


وقفت ومشيت ببطء ودخلت إلى الحمام لأستحم..


ابتسمت للخدم بينما كنتُ أمشي باتجاه باب القصر وابتسمت للحراس عندما أصبحت في الساحة وألقيت عليهم تحية الصباح.. رغم أنني سجينة هنا إلا أن الجميع أحبوني وكانوا يعاملونني باحترام وبمحبة كبيرة..


دخلت إلى الاسطبل ووقفت أمام فرستي الجميلة أنابيل.. لقد سمح لي دون رئيس العمال في المزرعة بتعلم ركوب الخيل عليها.. طبعا بأمر من الزعيم..


وقفت أمامها وداعبت رأسها برقة وتنهدت بعمق بينما كنتُ أتذكر ما حصل معي ليلة الأمس.. سمعت صوت صهيل حصان غاضب.. التفت نحو اليمين ونظرت إلى الحصان الأسود العربي الأصيل..


اقتربت منه ببطء ووقفت أتأمل الحصان الأسود والرائع الجمال.. لم أرى بجمالهِ مسبقا..

 

رواية شرطية المرور - فصل 22 - فتاة الزعيم

 

 

كان ينظر إليّ بطريقة مُخيفة.. كتفت يداي على صدري وخاطبتهُ بحزن


" أنتَ جميل ووسيم ولكنك لئيم مثل صاحبك.. أنتَ برنس أليس كذلك؟.. حصان الزعيم.. لقد سمعت دون يتكلم عنك في زيارتي الأولى للمزرعة.. كما رأيت صاحبك يمتطيك منذ أسبوع ونصف "


تنهدت بحزن وتابعت قائلة له


" صاحبك مُخيف وغريب الأطوار.. أصبحت أخافه بعد أن اكتشفت حقيقة من يكون.. ليلة الأمس غضبت منه وصفعته.. حملني وأدخلني إلى غرفة مُخيفة مليئة بألعاب غريبة وأسواط و سرير مُخيف.. ومقاعد ومساند بشكل غريب أشعلت الرعب في قلبي.. لكن فجأة دمر صاحبك الغرفة بكاملها وعاملني كالأميرة.. كان رقيقا جداً معي.. جداً.. "


تنهدت بأسى وتابعت قائلة له

" ربما تظنني غبية ولكنني لا أستطيع أن أكرهه.. "


توقفت عن التكلم للحظات طويلة ثم كلمته بحزن دفين


" كنتُ أظنه نادل بسيط وفقير ومتواضع.. المال لا يعني لي شيئا.. لذلك لم أهتم بأنهُ فقير.. وصدقت كل ما كان يقولهُ لي.. وبغباء صدقت بأن هذه المزرعة لصديقه و ظننت بأنك حصان كارتر.. لكن تبين لي لاحقا بأنك حصان الزعيم.. فكل شيء هنا مُلكاً له.. لكن طبعا باستثنائي.. و.. "


" لا فتاتي.. أنتِ من أملاكي أيضاً.. تذكري ذلك جيداً "


انتفضت برعب واستدرت ناحية الصوت ورأيت آخيليس يجلس أمامي وهو يبتسم ابتسامة خبيثة لعينة..

 

رواية شرطية المرور - فصل 22 - فتاة الزعيم

 

 

حسنا ابتسامته خبيثة لعينة بنظري.. لن أعترف بجمالها.. ثم الحقير كان يستمع إلى حديثي مع حصانه.. نظرت إليه بتحدي وقلتُ له بينما كنتُ أرفع رأسي بعنفوان


" في أحلامك فقط "


ولكن لغيظي الشديد أجابني بهدوء قائلا

" وطبعا في أحلامي أنتِ من أملاكي فتاتي "


استدرت وزفرت بغيظ وسمعت خطواته تقترب مني.. شعرت به يقف خلفي ونبض قلبي بعنف عندما سمعتهُ يسألني بحنان


" هل ترغبين بركوب برنس والذهاب بجولة في المزرعة؟ "


شهقت بسعادة وبعفوية استدرت وهتفت بحماس قائلة

" نعم بالتأكيد.. فـ دون لم يسمح لي سابقا من الاقتراب من حصانك الجميل "


ابتسم تلك الابتسامة المدمرة لقلبي وقال بنبرة حنونة

" أعذريه.. فحصاني برنس يرفض أن يقترب منه أي شخص غريب عداي.. ترويضه كان مهمة صعبة جداً.. لكنني استطعت ترويضه في يومٍ واحدٍ فقط.. في ذلك اليوم أصبح وفائه وإخلاصه لصاحبه.. لذلك هو عزيز على قلبي "


نظرت إلى عينيه بحزن ورأيته يزيل معطفه وكلمني بصوتٍ منخفض

" الترويض سهل جداً بالنسبة لي.. خاصة ترويض وإخضاع فتاتي المحبوبة "


ثم استقام بوقفته وعرم كتفيه وهتف بصوتٍ جامد

" بينو.. "


ترويضي؟!.. في أحلامه.. ثم هل لقبني الآن بفتاته المحبوبة؟!.. اااه قلبي.. تبا لك آخيليس..


شتمته بداخلي بقهر ثم ثواني قليلة ودخل عامل الاستقبال راكضا ووقف أمام آخيليس وأحنى رأسه باحترام قائلا

" نعم سيدي "


" خذ معطفي واطلبي من حرس المزرعة بعدم تعقبي.. سأذهب بنزهة برفقة فتاتي و برنس بعد ساعتين.. قد نبقى قليلا في كوخ الحُــ.. في الكوخ الخاص بي.. أخبر دون ليعطي تعليمات لرجالي بحراسة الحدود جيداً وعدم الاقتراب من الكوخ "


ثم تأملني بنظرات حنونة وقال بهدوء

" والآن أعذريني فتاتي.. يجب أن أذهب إلى العاصمة لأمرٍ طارئ "


قبلني قبلة متملكة على شفتاي وابتعد وخرج بهدوء من الاسطبل.. شاهدت بحزن موكبه يخرج بسرعة من المزرعة وتم إغلاق البوابة العملاقة من قبل الحُراس..


ظللت في الاسطبل لنحو ساعتين ونصف أشاهد العمال وهم يهتمون بالخيول.. أخرج دون حصان بُني اللون وقام بتدريبه قليلا ثم ربط لجامه في عامود وترك الحصان يشرب المياه بهدوء..


اقترب من الحصان جانبًا مع تجنب التواصل البصري المُباشر معه كما علمني دون أن أفعل.. رفعت يدي اليمنى بلطف أثناء اقترابي منه وسمحت له بشمها.. قمتُ بالانحناء قليلًا على مستوى خصري وبدأت أتحدث معه بنبرة هادئة..


" مرحبا أيها الجميل.. ادعى استيرا.. لا تخف مني فأنا لن أؤذيك أيها الوسيم "


لاحظت مع الوقت أنه بدأ يشعر نحوي بالأمان ويعتاد على وجودي بجانبه.. وتذكرت ما أخبرني دون بفعله.. فرفعت يدي اليمنى بهدوء واستخدمت إصبعي السبابة لحك الحصان عند الأخدود الموجود أعلى خطمه.. قمتُ بحكهِ برفق بتمرير إصبعي على امتداد الخطم.. فهذه وسيلة فعّالة لتهدئة الحصان وتدريبه على اعتياد ملامستك له..


قهقهت بخفة عندما صهل بخفة وبراحة وهو يُرحب بمداعباتي له

" كم أنتَ جميل.. سوف تساعدني على الهروب من هنا.. أليس كذلك؟ "


صهل بخفة كأنه يوافق على ذلك.. سمعت خطوات خلفي وصوت يهتف باسمي بسعادة

" إستيرااااااااااا.. "


استدير ونظرت باتجاه الصوت ورأيت بسعادة مانو يقف أمامي وبجانبه آخيليس.. ابتسمت بسعادة لا توصف وركضت وعانقته بشدة وهتفت بفرح


" مانو.. ماذا تفعل هنا؟.. ياه لقد اشتقتُ لك كثيرا و.. "


توقفت عن التكلم ثم ابتعدت عنه وصفعته بكامل قوتي على خده لأنني تذكرت كيف كذب عليّ وخدعني هو الآخر..


سمعت آخيليس يضحك بقوة مع الرجال ثم همس في أذن مانو بشيء.. ثم ابتعد عنه ورأيته يلمس خدهُ بأصابعه برقة وهو ينظر إليّ بنظرات ذات مغزى.. هل أخبره بما حصل بيننا في ليلة الأمس؟.. فكرت بخجل واحمرت وجنتاي بشدة..


وبدهشة رأيتهُ يقترب مني وأمسك بخصري بقبضته بطريقة مُتملكة وجذبني إليه ليلتصق جسدي الصغير به وبذهول رأيته يرفع يدهُ اليمنى وأمسك بأصابعه طرف ذقني ورفع رأسي عاليا وهمس قائلا بنبرة جامدة


" لا تتأخري فتاتي.. أنتظركِ في غرفتي.. لديكِ فترة عشر دقائق فقط لتتكلمي بها مع مانو وبعدها أريدُكِ في الغرفة.. عشر دقائق فقط "


ثم قبلني بطريقة متملكة على شفتاي.. لم أستطع مقاومته والاعتراض وبحزن سالت دموعي ببطء على وجنتاي.. أبعدني عنه بهدوء وذهب ليدخل إلى القصر.. شهقت بقوة وركضت وعانقت مانو بشدة وبكيت على صدري وهمست بخوف وبرجاء قائلة له من بين شهقاتي


" أنقذني مانو منه.. أرجوك.. أبعدني عنه.. أبعدني عنه أرجوك... "


حاوطتني بيديه وهمس بحزن في أذني

" يا ليتني أستطيع إستيرا.. آسف.. أنا آسف "


انتفضت مبتعد عنه ودون أن أتوقف عن البكاء هتفت بوجهه بحرقة

" كنتُ أظنك صديقاً لي.. لكنك لستَ سوى مُخادع حقير.. أكرهك مانو.. أكرهُك أكثر من آخيليس الشيطان.. ولا أرغب برؤية وجهك بعد الآن "


استدرت لأركض نحو القصر لكن مانو أمسك بذراعي وأدارني ونظر بحزن إلى عيناي قائلا بصوتٍ منخفض لكن بنبرة حازمة


" افهميني إستيرا.. أنا لا أستطيع خيانة الزعيم.. هو أنقذ حياتي منذ سنوات.. أنا مدين له بحياتي منذ تلك الليلة.. لم ينتبه أحد من رجاله لي ولم ينتبهوا للزعيم وهو يسحب مسدسه ويطلق النار على الرجل الذي كان يقف خلفي.. في تلك الليلة ذهبت لأقتله لكن الزعيم شاهدني ورأى رجل يقف خلفي ينوي على قتلي.. لذلك وقبل أن يصعد إلى سيارته سحب سلاحه وقتل ذلك الرجل.. وحينها بدأت المعركة وتلقى رصاصة في كتفه لأنه أنقذني من الموت.. "


أغمض عينيه بشدة بينما كنتُ أنظر إليه بغباء دون أن أفهم كلمة واحدة منه.. فتح عينيه وتأملني بحزنٍ عميق وقال بغصة


" في تلك اللحظة رغبتي بقتله اختفت وبدأت أقتل كل من يحاول الاقتراب منه من العصابة الكوبية.. كانوا قد نصبوا له كمين في تلك الليلة.. هو أنقذني أولا ولذلك حميته ثم عاد وأنقذني مرة أخرى في تلك الليلة.. أنا حاليا أتنفس بسببه.. أصبح ولائي له وحده ومن المستحيل أن أخونه.. إن ساعدتكِ بالهروب منه سأقوم بخيانته.. "


أمسك كتفي بيديه وهزني بخفة وقال بحرقة

" أطلبي مني أي شيء إلا هذا الطلب.. سأفعل أي شيء تطلبينه مني إلا أن أخون آخيليس "


أبعد يده عن كتفي ومسح دموعي برقة وقال بغصة وهو يحضنني بشدة

" اصبري عليه قليلا.. آخيليس رجل رائع وحنون على طريقته.. هو ليس بظالم وعديم الشرف.. افتحي قلبكِ للزعيم ولن تندمي صديقتي.. أعطي الزعيم فرصة وأعدكِ سوف تتغير الأمور قريبا "


شهقت بقوة ودفعته بعيداً عني وقلتُ له من بين شهقاتي

" أنتَ لا تفهم ما تطلبه مني مانو.. آخيليس لن يحبني أبداً.. كما أنا من المستحيل أن أكون له.. فوالده هو من قتل أمي.. أرجوك مانو ساعدني لأهرب من هنا.. أنتَ لن تقوم بخيانته إن ساعدتني.. أرجوك "


تأملني بنظرات حزينة آسفة وهنا عرفت بأنه لن يساعدني.. مسحت دموعي وهتفت بقهر بوجهه

" كم أنا حمقاء.. بالطبع لن تساعدني.. فأنتَ حقير مثله.. أكرهُك مانو.. وأتمنى أن لا أرى وجهك أمامي مرة أخرى "


ركضت ودخلت إلى القصر وصعدت إلى الجناح الزعيم اللعين.. رميت نفسي على الأريكة في الصالون وبكيت بتعاسة لا توصف..


ارتعش جسدي بشدة عندما شعرت بيدين تمسك بكتفي وترفعني ثم حملني آخيليس بذراعيه وخرج بهدوء من الغرفة.. خرج من القصر ورأيت دون يقف بانتظارنا وبجانبه برنس حصان آخيليس..


جعلني أقف على قدماي ثم قفز بمهارة على ظهر حصانه ثم رفعني من كتفي عاليا وجعلني أجلس أمامه على ظهر فرسهِ الجميل.. ثم لكزه بخفة وانطلق كالريح يعدو أراضي المزرعة مبتعداً عنها وعبر الأراضي باتجاه كوخ الحُب..


كنتُ ساكنة بين يديه وعيناي مغمضة ولكن قلبي كان ينبض بعنف بسبب التصاق ظهري بصدره العريض.. كنتُ أعلم ما ينتظرني في ذلك الكوخ وشعرت بالخوف الشديد من ضعفي..


أوقف آخيليس حصانه برنس أمام الكوخ وقفز على الأرض بسهولة وربط لجامه.. نظر إليّ بنظرات هادئة لكنها جعلتني ارتجف من أعماقي خوفا منه.. أمسكني من خصري ورفعني بسهولة وجعلني أقف على قدماي على الأرض أمامه..


تأمل وجهي بنظرات حالمة جعلتني ارتعش بشدة.. وعندما أخفض رأسه ليقبلني لا أعلم ما أصابني لكني صرخت بقوة باعتراض ودفعته بعنف على صدره ثم استدرت وبدأت أركض بجنون هاربة منه..


كنتُ أركض برعب دون أن اعلم وجهتي أو إلى أين تؤدي الطريق.. ركضت بأسرع ما يمكن.. خارت قواي لكنني تابعت الركض دون أن أستسلم.. كنتُ أركض وأشعر وكأنني مُتسمرة في مكاني..


سمعت بذعر صوت حوافر خلفي.. أدرت رأسي قليلا وشاهدت برعب آخيليس يطاردني على فرسه.. وتعابير وجهه وعينيه كانت مخيفة جداً..


" إستيراااااااااااااااااااااااا.. توقفي حالااااااااااااااا... "


" لااااااااااااااااااااااااااااااا... "


هتفت بفزعٍ مهول وركضت بكامل ما تبقى لي من قوة بينما كنتُ أبكي بخوف فاق احتمالي عندما أصبح آخيليس خلفي..

" هاااااااااااااااااااااااااااااااهه... "


شهقة مُرتعبة خرجت من فمي عندما شعرت بجسدي يرتفع عن الأرض ورأيت قدماي تطير وفجأة ارتطمت مؤخرتي بعنف على ظهر برنس..


رفعت رأسي ورأيت الجحيم في عمق عينيه.. رأيت الشيطان آخيليس أمامي الآن.. مزق الخوف أحشائي وبدأت أقاومه وأحاول الابتعاد عنه لكنه سحق صدري بصدره الضخم وأمسك شعري بعنف ورفع رأسي وهتف بحدة وبقسوة بوجهي بينما عيونه كانت تلمع بشر مُخيف


" كيف تجرؤين على الهروب مني؟.. ستندمين على فعلتكِ تلك "


" ااااهههـــ... "


شهقة متألمة خرجت من فمي عندما تلقيت ضربة خلف عنقي وغرقت عيناي بالسواد..

حركت جفوني بألم بينما أنين خفيف كان يخرج من فمي.. حاولت التحرك لكن لم أستطع تحريك قدماي ويداي.. كان وكأن شيئا ما يمنعهما من الحركة..


فتحت جفوني بضعف ورأيت نفسي نائمة في غرفة نوم آخيليس في كوخ الحُب.. حاولت التحرك لأستقيم وأجلس لكن لم أستطع.. حركت عيناي بخوف نحو الأسفل ورأيت بصدمة كبيرة كاحل قدماي تم ربطهما بإحكام بسلسلتين حديدية تم تثبيتها على أعمدة السرير الصغيرة..


شهقت برعب ورفعت رأسي عاليا ورأيت المنظر نفسه.. كانت معصماي مكبلة بإحكام بسلاسل.. تأوهت بخوف بصوتٍ مرتفع وهنا سمعت صوت آخيليس الغاضب يُكلمني بنبرة قاسية


" لا تتحركي.. قد تؤذين نفسكِ.. والآن فتاتي حان وقت عقابكِ "


نظرت نحو اليمين ورأيت آخيليس يقف أمامي عاريا بالكامل وهو يكتف يديه أمام صدره ويتأملني بطريقة مُخيفة للنفوس..

 

 

رواية شرطية المرور - فصل 22 - فتاة الزعيم

 

اقترب بخطوات بطيئة وجلس على طرف السرير ونظر إليّ بهدوءٍ مُخيف

" ااااااااعهههههههههههه... "


صرخة قوية متألمة خرجت من فمي عندما صفعني صفعة قوية جداً ومؤلمة كالجحيم على خدي الأيمن.. انتحبت بألم وشهقت بفزع عندما أمسكني من خصلات شعري وأدار رأسي ورفعه ونظر في عمق عيناي الباكية..


" أرجوك لا تضربني.. أنا آسفة.. كنتُ خائفة منك آخيليو.. كنتُ خائفة جداً منك.. لم أقصد أن أهرب منك.. صدقني أرجوك.. لا تؤذيني أرجوك "


لم أنتبه بأنني همست باسم آخيليو له بينما كنتُ أتوسل إليه أن لا يؤذيني.. رأيتهُ بذعر يتأمل دموعي وهي تتساقط بغزارة على وجنتاي.. ولدهشتي هدأت نظراتهِ وأنفاسهِ المتسارعة ورأيته يرفع يده ويمسح دموعي بطرف أصابعه..


كنتُ خائفة منه لحد اللعنة.. لمساتهِ لخدي جعلتني أرتجف رعبا منه.. أغمضت عيناي عندما تحرك وعرفت بأن نهايتي اقتربت..


كتمت أنفاسي بانتظار غضبهِ المخيف لكن لصدمتي شعرت بجسده يتحرك ثم أحسست بيديه تمسك معصمي الأيمن ولصدمتي الكبيرة بدأ يفك السلسلة عنه..


حرر يداي ثم قدماي وتجمدت بذهول أنظر إليه.. تسطح بجانبي على السرير ثم رفعني وعانقني بشدة إلى صدره وسمعته يهمس قائلا بحزن


" لا تهربي مني فتاتي.. لا تفعلي ذلك مرة أخرى.. أنتِ لا تعلمين ما الذي ينتظركِ بعيداً عني وعن حمايتي لكِ.. اصبري قليلا وأعدكِ سوف تتحسن الأمور قريبا.. فقط اصبري عليّ قليلا "


رفعت رأسي ونظرت إليه بدهشة.. اشتعلت الحرارة في جسدي عندما رأيت نظراتهِ الحنونة التي كان يتأملني بها..

" آخيليس... "


همست باسمه بضياع وأغرق رأسي بصدره وداعب كتفي بيديه وقال بحنان

" قريبا سوف تكونين زعيمة على عرش قلبي فتاتي.. أعدكِ بذلك.. فقط اصبري عليّ قليلا "


أحاط وجنتاي بيديه ورفع رأسي ونظر بطريقة جميلة في عمق عيناي ثم أغمض عينيه وأخفض رأسه وقبلني بحرارة..


احترقت شفتاي من قبلته الرقيقة واشتعل جسدي وطيار كهربائي سار في كامل أنحاء جسدي.. استسلمت له مثل العادة ولم أستطع أن أقاومه أبداً.. أنا ضعيفة أمامه.. ضعيفة جداً..


بعد مرور يومين..

سقطت نائمة في أحضانه في الظهيرة بعد أن جعلته يلعب معي في الخارج..

 

 

رواية شرطية المرور - فصل 22 - فتاة الزعيم

 

كم ضحكت وشعرت بالمرح بينما كان يركض خلفي وأنا أهدده بإزالة ملابسي عني إن لم يستطع إمساكي.. لكنه أمسكني بسهولة وحملني وصعد بي إلى غرفته ونام بجانبي بهدوء.. فليلة الأمس لم أنام للحظة واحدة.. لقد مارسنا الحب بشغف لغاية طلوع الفجر..


كنتُ أتمطط باسترخاء على السرير وأنا أبتسم بسعادة لا توصف.. لقد قضيت أجمل يومين مع آخيليس في كوخ الحُب.. استسلمت له نهائيا.. قلبي ضعيف أمامه.. بل قلبي وعقلي و كياني و جسدي و روحي كلها ضعيفة أمامه.. أنا فتاته.. فتاة الزعيم.. أنا له فقط..


" أحبه بشدة.. بل أعشقه "


همست بهيام بتلك الكلمات ولم أعد أهتم بأنه زعيم مافيا وابن من قتل أمي.. أردت أن أنسى وأعيش حاضري معه..


كان آخيليس جداً رائع معي.. نظراتهِ لي كانت نظرات عاشق لمعشوقته.. مستحيل أن أخطئ بها.. وكم تمنيت أن يهمس لي بكلمة أحبُكِ.. كنتُ أعلم بأنه يحبني.. تصرفاته و نظراته ومعاملته لي الرائعة كلها دليل على محبته لي..


لمست وسادته وشعرت بدفئها.. وهذا دليل على أنه استيقظ منذ لحظات قليلة..

" آخيليس.. "


همست باسمه لكن لا رد وهذا يعني بأنه ليس في الغرفة.. ربما يعصر لي الليمون الطازج.. فكرت بسعادة بذلك وقررت أن أنزل إلى المطبخ..


مشيت حافية القدمين إلى الأسفل وما أن وصلت إلى المطبخ حتى تجمدت نظراتي عندما رأيته يسكب الليمون في الكوب ثم أخرج من الدُرج أسفل الخزانة علبة دواء غريبة ورأيته بصدمة يطحن حبة ثم يضعها في العصير وبدأ يحركه بهدوء بالملعقة..


اختبأت خلف الجدار ونبض قلبي بعنف عندما سمعته يغلق الدُرج وخطواته تقترب.. ركضت بخفة واختبأت خلف الأريكة وعندما رأيته يصعد على السلالم وقفت من مخبئي وركضت بحذر نحو المطبخ.. فتحت الدُرج وبحثت عن علبة الدواء.. أردت أن أعرف ماذا كان يضع لي في عصير الليمون..


وجدت العلبة في نهاية الدُرج ونظرت بذهول إليها.. ارتعشت يدي بعنف بينما كنتُ اقرأ بفزع

" حبوب لمنع الحمل "


اعتصر قلبي بشدة وتساقطت دموعي كالمطر على وجنتاي الشاحبتين.. طيلة ذلك الوقت كان يضع لي حبوب لمنع الحمل.. ذلك الخسيس المريض.. أكرهه.. أكرهه..


رميت العلبة بغضب نحو الحائط وارتعش جسدي بقوة.. لقد حطمني الآن بفعلته.. حطمني..


حطم مشاعري وكبريائي كامرأة بفعلتهِ تلك.. معرفتي بأنه كان يضع لي حبوب لمنع الحمل في عصيري كل يوم ألمتني بشدة..


كنتُ أعيش الآن أقصى أنواع العذاب والأوجاع و الخذلان.. لقد خذلني للمرة الثانية وصدمني..


سالت دموعي وأحرقت قلبي قبل وجنتاي.. كان طيلة ذلك الوقت يعطيني حبوب لمنع الحمل دون علمي ورغبتي.. لقد دمرني الآن أكثر بفعلته.. وقتل روحي بيديه.. وعندما تموت الروح يموت القلب معها..


" إستيرااااااااااا.. أين أنتِ؟.. إستيراااااااااااااااا.... "


سمعتهُ يهتف بنبرة قلقة وهنا دون أي تردد استدرت وركضت باتجاه الباب وفتحته وتابعت الركض حافية القدمين هاربة منه ومن حقارته..

" نرجسي و حقير و نذل و قذر.. و مُنحط الروح والأخلاق... "


همست ببكاء بينما كنتُ أركض في الغابة غير عابئة بجروح قدماي وألمها.. كنتُ أشعر الآن أسوأ شعور شعرت به في حياتي..


لقد سامحته كثيراً.. أعترف لقد سامحتهُ سابقا عن خداعهُ لي ولأنه زعيم مافيا و غضيت النظر عن كونه ابن من قتل أمي.. لكن أن يخدعني بحقارة من جديد ويضع لي حبوب لمنع الحمل في العصير كان جداً صعب عليّ أن أتقبل ذلك وأسامحه..


جعلني أكرهه أضعافا.. وشعرت بالتعب..


لقد تعبت.. تعبت من كل شيء.. تعبت من قلبي والذي أنهكني.. تعبت من غدر الحياة وظلمها.. تعبت من حُبي اللعين له.. تعبت من براءتي وطيبتي.. تعبت من كل شيء..


" اوههههههههه.. "


شهقت بألم عندما تعثرت بشيء وسقطت بقوة على الأرض.. رفعت رأسي قليلا وتجمدت عيناي برعبٍ شديد على جثة رجل مقتول أمامي..


" اااااااااعععععععععععععععععععععععععععهههههههه.... "


صرخت برعبٍ شديد بينما كنتُ أنظر إلى الى الثقب في جبينه.. ثقب رصاصة في وسط جبينه..

" إستيراااااااااااااااااااااااااااااااا... "


سمعت صوت حوافر الحصان وصرخة آخيليس باسمي.. جلست على الأرض ورأيت حصانه يعدو بسرعةٍ كبيرة باتجاهي.. فجأة رأيت آخيليس ينظر خلفي وتجمدت ملامحه ثم اشتعلت عينيه بغضبٍ مُخيف..


ولكن قبل أن أنظر إلى الخلف شاهدت برعب الحصان يصهل بجنون ثم ترنح رأسه ورأيته برعب يقع على الأرض.. لكن قبل أن يقع قفز آخيليس عنه وسقط جسده بعيداً عنه..


نظرت إلى الحصان بصدمة عندما رأيت الدماء تخرج من رأسه.. لقد مات برنس.. حركت نظراتي بصدمة نحو آخيليس ورأيته يقف ويركض باتجاهي وهو يهتف بجنون


" سأقتلك يا لعين.. إياك أن تلمسهاااااااااااا.. إستيرااااااااااااااااا... "


نظرت إلى الخلف وبصدمة لا حدود لها رأيت عمي مايكل يخرج من خلف شجرة وهو يحمل بيده مسدس عليه كاتم للصوت..

" عمي مايكل!!!!!... "


همست بذهول وبعدم التصديق بينما كنتُ أنظر إليه بدهشة لا حدود لها.. شهقت بقوة عندما شعرت بيدين تمسك بذراعي وتم رفعي بقوة لأقف على قدماي وجعلني آخيليس أقف خلفه يحميني بجسده وهو يمسك بأصابع يدي اليسرى بشدة


" أخيراً التقينا من جديد أيها الزعيم.. اليوم ستموت على يدي "


سمعت آخيليس يجيبه بحدة وبقساوة مرعبة

" لقد تخطيتَ حدودك معي حضرة الشريف.. لقد دخلت أرضي دون استئذان وقتلتَ بعض من رجالي.. وأيضا قتلتَ حصاني برنس.. برأيك سأتركك تنجو بفعلتك هذه؟ "


نظرت من خلف ظهر آخيليس ورأيت برعب ثلاث جثث لرجال مرمية بعيداً على الأرض.. ارتعشت برعب وسمعت عمي مايكل يضح بقوة ثم عندما هدأ هتف بحدة


" رجال.. يمكنكم الخروج الآن "


رأيت بذعر عدد كبير من رجال ملثمين يخرجون من خلف الأشجار ووقفوا أمامنا وحاوطونا.. توسعت عيناي بذعرٍ شديد عندما سمعت عمي مايكل يهتف بحدة قائلا

" اقتلوه.. واجلبوا لي إستيرا "


حاوطني آخيليس بيديه وشعرت بجسده يتصلب بينما بدأ الرجال يقتربون منه ببطء..

" ااااهههه.. لااااااااااااا.. دعني.. دعني يا حيوان... "


صرخت برعب عندما شعرت بأحد يقف خلفي ويسحبني من كتفي بعيداً عن آخيليس..

" دعها أيها اللعين.. إياك أن تلمسهااااااااا... "


هتف آخيليس بجنون بينما كان يستدير وجذبني بعنف ورماني بعيدا لأسقط بقوة على الأرض وبدأ يتقاتل مع ذلك الرجل الملثم..


كان يقاتله باحترافية تامة.. ورأيته بصدمة يوجه له اللكمات والضربات مستخدما حركات إحدى الفنون القتالية.. كنتُ أنظر إليه بصدمة كبيرة.. لم أكن أعلم بأنه يُتقن الفنون القتالية مثل جاكي شان..


" آخيليس.. انتبه خلفك "


هتفت بذعر عندما رأيت خمسة رجال يقتربون منه ولكنه بدأ يوجه لهم اللكمات والركلات باحترافية تامة.. وبينما كنتُ أشاهده بذهول شهقت بقوة عندما شعرت بيد تمسك ذراعي بإحكام وتم رفعي لأقف.. نظرت بذعر إلى اليمين ورأيت عمي مايكل يقف بجانبي..


لا أعلم لماذا شعرت بالخوف منه فبدأت أقاومه وأنا أبكي وأتوسل إليه ببكاء

" عمي أرجوك دعني.. أرجوك لا تؤذي آخيليس.. أرجوك عمي "


تأملني بحزن وجذبني لأمشي أمامه بسرعة وقال بحدة

" أنا أنقذكِ منه يا ابنتي.. لا تخافي مني.. سوف تنسينه قريبا "


حاولت مقاومته لكنه رماني نحو أحد رجاله وهتف قائلا له بأمر

" أدخلها إلى سيارتي بسرعة.. سأقتل ذلك الحقير بنفسي "


توسعت عيناي برعب وبدأت أقاوم الرجل الذي يمسكني وبكيت بهستيرية وهتفت بجنون عندما رأيت عمي يرفع مسدسه نحو ظهر آخيليس


" لاااااااااااااااااااااااااا.. لا عمي أرجوك.. لا تقتله.. آخيليووووووووووووو.. لاااااااااااااااااااااااااااااااااا... "


كان آخيليس قد قام بضرب كل الرجال وما أن استدار حتى توقفت أنفاسي وتوقف قلبي عن النبض عندما هتف عمي مايكل بحقد بوجهه

" حياتك ستنتهي على يدي الآن أيها القذر "


وبفزع فاق تحملي رأيت عمي يرفع يده وأطلق ثلاث طلقات على صدر آخيليس وشاهدت برعب لا حدود له جسد آخيليس يسقط بعنف على الأرض جثة هامدة لا حياة بها..


" لااااااااااااااااااااااااااااااااااااا... حبيبي.. آخيليس لاااااااااااااااااااااااااااا.. لقد مات.. مااااااااااااااااات.. حبيبي ماااااااااااااااااااات... لاااااااااااااااااااااااااا... "


هتفت بجنون بينما دموعي جعلتني أصاب بالعماء لكثافتها.. ارتخى جسدي وشعرت بيدين تحملني قبل أن أسقط على الأرض وبعدها رأيت الظلام أمامي...


" إستيرا.. ابنتي استيقظي "


سمعت صوت عمي مايكل يهمس بحنان بتلك الكلمات.. أنين متألم خرج من فمي بينما كنتُ أحرك رأسي بضعف.. شعرت بيد تداعب جبيني بخفة.. فتحت عيناي وأول ما رأيته عيون عمي مايكل والتي كانت تتأملني بحنان..


نظرت إليه بضعف وبتعجُب ثم أغمضت عيناي وبكيت بألمٍ شديد.. ألم مزق قلبي وأحشائي.. لقد قتل حبيبي.. آخيليس مات.. مات..


انتفضت مبتعدة عنه وتكورت على نفسي وانتحبت بجنون.. روحي كانت تحترق بشدة بينما كنتُ أتذكر كيف مات حبيبي أمامي.. رغم أنني كنتُ غاضبة منه لأنه كان يعطيني حبوب لمنع الحمل إلا أن رؤيتي له يموت أمام عيناي كانت أكبر صدمة تلقيتُها في حياتي..


" إستيرا توقفي عن البكاء لو سمحتِ.. لقد استحق الموت.. لا يجب أن تحزني عليه "


سمعت الشريف مايكل يهمس بحزن بتلك الكلمات وما أن شعرت بيده تلمس ذراعي حتى انتفضت مبتعدة عنه وجلست ومسحت دموعي وهتفت بوجهه ببكاء وبغضب وبتعاسة


" لااااااااااااااا.. لم يكن يستحق الموت.. لم يكن.. لقد قتلت أمامي الرجل الوحيد الذي أحببته في حياتي.. قتلتهُ بدمٍ بارد وهو أعزل وليس بحوزته سلاح.. قتلتَ روحي معه.. قتلتَ أنفاسي و حياتي و سعادتي وكل شيء.. أنا أكرهُك.. أكرهُك.. أريدُ آخيليس.. أريدُ حبيبي.. لماذا قتلته عمي؟.. لماذا؟!... "


رفعت كلتا يداي ووضعتُهما على عيناي وبكيت بجنون بينما جسدي كان يهتز بعنف.. احتضني عمي بحنان ولم أستطع مقاومته والابتعاد عنه.. مسد على ظهري برقة وقال بنبرة حنونة


" هذا أفضل لكِ ابنتي.. لقد قتلته من أجلكِ.. لم أكن أريد أن تكون نهايتكِ شبيهة بنهاية أمكِ.. انسيه يا ابنتي.. سوف أساعدكِ من الهروب خارج سانت سيمونز.. لقد خططت لكل شيء.. سوف أحميكِ من رجاله.. عندما يكتشفون جثته وجثث بعض من رجاله سوف يظنون بأنكِ من قتلهم وقتل الزعيم.. لكن أعدُكِ سوف تتحسن الأمور قريبا "


أبعدني عنه ومسح دموعي الحارقة بأصابعه ونظر بحزن إلى عيناي الحمراء والمتورمة وتابع قائلا بحزن


" لقد خبأت عائلتي في مكان أمين.. لن يستطيع الجن الأزرق إيجادهم به.. وكذلك سأفعل معكِ.. سوف تختفين الليلة وإلى الأبد من سانت سيمونز.. سيكون لكِ هوية جديدة و عمل جديد وحياة جديدة في منطقة بعيدة عن هنا آلاف الأميال.. ستعيشين بسعادة بعيداً عن هنا وتنسين كل الماضي.. ثقي بي يا ابنتي.. فعلت ما فعلته من أجل والديكِ ومن أجلكِ.. ابتعدي عن هنا وعيشي بسعادة لأنكِ تستحقينها "


شهقت بقوة وانتحبت بشدة ولم أستطع التوقف عن البكاء المرير.. تنهد الشريف بقوة وابتعد عني ثم سمعته يهمس بقلق قائلا


" لقد أصبحت الساعة العاشرة ليلا ولم يصل بعد.. أين أنت؟ "


لم أهتم لمعرفة عن من يتكلم بل غرقت بموجة من البكاء الهستيري.. ألم الروح هو من أقسى أنواع الألم الذي عُشته.. كنتُ الآن جسداً بلا روح.. جسد خاوي لا حياة وروح به..


سمعت جرس المنزل يقرع وبعدها سمعت الشريف مايكل يتنهد براحة وخطواته السريعة ابتعدت.. فتحت عيناي بضعف ورأيت نفسي في غرفة نوم غريبة بسيطة.. وقفت على قدماي وبينما جسدي يترنح مشيت ببطء نحو النافذة.. نظرت بلا روح إلى الخارج ورأيت الظلام في كل مكان..


رأيت لوحة إعلانية في الأسفل كُتب عليها.. نزل الروفيرو.. وهنا عرفت أنني موجودة في نزل بعيد جداً عن المزرعة.. كنتُ في وسط المدينة قريبة جداً من المطار..


سمعت خطوات تقترب وانفتح الباب.. التفت ورأيت الشريف مايكل يدخل إلى الغرفة وخلفهُ صديقي داني.. وقف داني في وسط الغرفة وتأملني بحزن شديد.. شهقت بقوة وهمست ببكاء باسمه


" داني.. داني... "


ركضت وعانقته بشدة ودفنت رأسي في صدره وبكيت بشدة.. داعب شعري بلمسات حنونة وهمس برقة قائلا

" لا تبكي إستيرا.. سوف أساعدكِ.. سأحميكِ إستيرا بروحي.. لا تبكي "


رفعت رأسي ونظرت في عمق عينيه الحنونة وهمست بوجعٍ كبير

" لقد قتله.. قتله.. لقد قتل حبيبي.. قتله.. أنا أموت الآن حرفياً.. أنا أموت داني "


عانقني بشدة وسمعت الشريف مايكل يُكلم داني قائلا


" أخرجها بسرعة من هنا قبل أن يجدونا رجال الزعيم.. احميها داني.. أنا لا أثق سوى بك.. ساعدها داني.. هيا أخرجها بسرعة وخبئها في ذلك المنزل.. فذلك المدعو دايمون يبحث عنها كذلك.. هو أخطر من الزعيم.. احميها بحياتك إن أصابني أي مكروه "


سمعت داني يجيبه

" حاضر سيدي.. لا تقلق سوف أحميها بحياتي "


حملني داني بذراعيه وخرج من الغرفة ومن النزل.. وضعني برقة على المقعد الأمامي لسيارته التابعة للشرطة ثم وضع لي حزام الأمان وأغلق الباب..


لم أستطع التوقف عن البكاء طيلة فترة قيادته للسيارة.. لم أفتح عيناي لأرى إلى أين يأخذني.. كنتُ مُنهارة بالكامل ولا قوة لي للتكلم والنظر إلى الخارج من النافذة.. وبسبب إرهاقي وحزني الشديد وتعب نفسيتي غرقت بالنوم دون أن أشعر..


بعد وقت ليس طويل أوقف داني السيارة وسمعته يفتح الباب وترجل منها.. وبين الوعي ولا وعي شعرت به يحملني برقة ومشى بخطوات بطيئة.. سمعت صوت الرياح وصوت رجل يهتف بسعادة


" إستيرا.. حفيــ "


سمعت بضعف داني يجيبه

" إنها نائمة سيدي ســ.. "


لم أسمع ما تبقى من حديثه فتحت قليلا عيناي وشاهدت.. طائرة خاصة!!.. أنا بالتأكيد أهلوس

 

رواية شرطية المرور - فصل 22 - فتاة الزعيم

 

 

لم أكترث بتحليل ما يحدث حولي لأنني ذهب إلى عالمي الخاص غارقة بالنوم بإجهاد...


" إستيرا.. كم انتِ جميلة حبيبتي.. حسنائي وزهرتي.. "


سمعت صوت رجل يهمس بتلك الكلمات بينما أصابع كبيرة كانت تلمس عنقي وترقوتي بلمسات جريئة..

" آخيليس.. حبيبي.. "


همست برقة بتلك الكلمات وابتسمت بنعومة لظني بأنه من يجلس بجانبي ويهمس لي بكلمات حنونة جميلة.. تنهدت براحة وشعرت بأنفاسه الحارة تلفح فمي وأنفي..


رفعت يدي وهمست له بعشق قائلة

" قبلني حبيبي.. قبلني.. "


شهقت بضعف عندما شعرت بشفتيه القاسية على خاصتي.. كانت قبلته عنيفة و قاسية و.. غريبة.. لم أعتد عليها مسبقاً.. طعم شفتيه كان غريب كليا عني..


فتحت عيناي بضعف ثم توسعت ونظرت برعبٍ شديد إليه..

" ممممممممممــ... "


صرخت صرخة مُعترضة كتومة وبدأت أقاومه بضعف بسبب جسدي الضعيف وخائر القوى.. توقف عن تقبيلي ونظر إلى عمق عيناي بجمود وبنظرات مُخيفة..


شهقت بخوف وهمست قائلة له بأنفاس متسارعة

" داني.. لماذا قبلتني؟.. ثم أين أنا؟ "


توسعت عيناي بذعر عندما اعتلاني وحاصرني بجسده الضخم وسمعتهُ بفزعٍ مهول يهمس برغبة وبنبرة قاسية


" ناديني بـ دايمون.. اسمي الحقيقي هو دايمون فلور زهرتي الجميلة.. ونحن حاليا على متن طائرة خاصة تعود لجدكِ العزيز.. سنصل بعد نصف ساعة إلى إيطاليا.. وبعد يومين سوف تصبحين زوجتي وإلى الأبد "





انتهى الفصل













فصول ذات الصلة
رواية شرطية المرور

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©