رواية شرطية المرور - فصل 20 - كوني قوية لأجلي
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. حبيبتي الروايه فوق الراءعه بس عندي احساس ان طريقتك في الكتابه اختلفت شويه صح ولا انا غلط

    ردحذف
  2. همه ليش عدهم الراشدي مثل شربه المي

    ردحذف
  3. ❤❤ شكرا على مجهودج

    ردحذف

رواية شرطية المرور - فصل 20 - كوني قوية لأجلي

 

رواية شرطية المرور - فصل 20 - كوني قوية لأجلي




كوني قوية لأجلي







روسلين***




بعد انتهاء دوامي توجهت مُسرعة إلى منزلي.. تنهدت بقوة بينما كنتُ أدخل إلى المنزل لكن تجمدت بأرضي عندما رأيت المنزل مقلوب رأسا على عقب.. وبألم عميق رأيت أمي تمشي مُترنحة بين الحطام بسبب ثمالتها وعندما رأتني وقفت منحنية الظهر قليلا وقالت بثمالة


" هل جلبتِ لي زجاجة خمر؟.. أعطني إياها بسرعة.. أعطني إياها... "


ترقرقت الدموع في عيناي وشهقت بقوة بينما كنتُ أرى أمي تمشي باتجاهي وهي تكاد أن تقع.. ركضت وأسندتُها ثم عانقتُها بشدة وأجهشت ببكاءٍ مرير..


كنتُ أبكي آلما علي حالها وعلى حالي.. أبكي بتعاسة على حياتنا البائسة والمحطمة.. حياة بائسة ممتلئة بالعذاب والقهر والتعاسة..


سمعت أمي تهتف بثمالة وهي تحاول الابتعاد عني ودفعي بعيداً عنها


" أريد الزجاجة.. أعطني خمري روسلين.. لقد بحثت في كامل المنزل ولم أجد زجاجة خمر جديدة.. أريد واحدة وفي الحال "


حاولت التوقف عن البكاء وابتعدت عنها وقلتُ لها بحزن

" ليس بحوزتي نقود.. والمسؤول رفض أن يعطيني سلفة على راتبي.. لم أستطع شراء الخمر لكِ أمي "


نظرت إليّ بثمالة وقالت بغضب

" فتاة غبية.. غبية.. غبية.... "


تجمدت بحزن أنظر إليها بقلب مُحطم.. شعرت بالاختناق وبألمٍ شديد في صدري.. أردت أن أصرخ.. أردت أن أنفجر بوجهها وأهتف بكل الألم والضغط والمشاعر التي تعتمل في صدري.. لكنني فقط وقفت أتأملها بحزنٍ دفين وبألم لا حدود له..


أمسكت بيدها وساعدتُها لتمشي ثم أدخلتُها إلى غرفتها.. وضعتُها على سريرها ودثرتُها باللحاف ثم جلست على طرف السرير وداعبت شعرها الناعم بأصابعي وقلتُ لها بغصة أليمة


" نامي أمي.. نامي حبيبتي.. أعدُكِ غداً سأشتري لكِ زجاجتين من الخمر.. نامي حبيبتي الغالية "


أغمضت عينيها وسمعتُها بألم تهمس باسم والدي كعادتها بينما دموعها تسيل على وجنتيها الرقيقتين.. بعد كل تلك السنوات ما زالت أمي تحبه.. رغم هجره لها وتخليه عني وعنها ما زالت تحبه..


سالت دموعي ببطء وبللت وجهي وعنقي.. نظرت إليها بأسى وهمست بعذاب


" متى سوف تعودين إليّ أمي؟.. متى؟!.. أنا أحتاجُكِ وبشدة.. أرجوكِ عودي إليّ وانسي ذلك الرجل.. أرجوكِ أمي "


وقفت وبدأت بترتيب غرفتها وعندما انتهيت بدأت بتنظيف المنزل وإعادة الأثاث إلى مكانه.. كنتُ منهكة جداً عندما انتهيت.. دخلت إلى غرفتي الصغيرة ثم حملت ثيابي وخرجت نحو الحمام الوحيد في منزلنا..


تسطحت على السرير ونظرت إلى هاتفي.. هذا الهاتف أهدتني إياه صديقتي آنا في عيد ميلادي.. ابتسمت برقة بينما كنتُ أتذكر كم بكيت عندما أهدتني إياه.. فهو ثمين جداً ولم أكن أحلم في حياتي كلها أن يكون لي هاتف مثله..


بالطبع اعترضت على أخذه فأنا لا أريد أن أستغل طيبتها وكرمها معي لكنها لم توافق وأصرت أن لا أرفض هديتها لي.. لقد أحببت آنا لأنها فتاة رائعة ونقية.. أحببتُها رغم معرفتي من تكون ومن هو والدها..


الجميع في المدرسة كانوا يتجنبونها خوفا من والدها.. لكن رغم أنني أكبر منها في السن إلا أنني تقربت منها وقررت أن أكون صديقتها لأنني أحببتُها بسرعة..


تنهدت بعمق ونظرت إلى رقم الوسيم أوليفر.. لقد سجلت رقمهُ بسرعة في هاتفي بعد ذهابه.. حتى أنني لم أتوقف عن أحلام اليقظة طيلة فترة دوامي..


حُب من أول نظرة.. ما أجمله..


لم أتخيل في حياتي كلها أن أقع في الحب ومن أول نظرة برجل وسيم لدرجة الدمار لقلبي.. أتمنى أن يبادلني الحُب وبسرعة.. بسرعة و بسرعة...


نظراتي الهائمة تحولت إلى حزينة عندما تذكرت كيف كذبت عليه بخصوص عمري الحقيقي.. لا بأس عندما يقع في حُبي لن يهتم بأنني ما زلتُ قاصر.. ثم بعد ثمانية أشهر ونصف تقريباً سأصبح راشدة.. سوف يسامحني أوليفر عندما يكتشف الحقيقة حينها..


أغمضت عيناي وذهبت في نومٍ عميق وحلمت بـ أوليفر...


كنتُ أقف أمام البوابة أنتظر وصول آنا بفارغ الصبر.. أردت أن أتكلم معها وأخبرها عن فتى أحلامي.. كنتُ قلقة جداً عليها فهي لم تأتي في الأمس إلى المدرسة كما هاتفها الخلوي كان مقفل..


تنهدت براحة عندما رأيت سيارة الليموزين تقترب من المدرسة.. وما أن توقفت السيارة أمام بوابة المدرسة حتى ترجل منها كالعادة دونتي وفتح الباب بنفسه لـ آنا.. ابتسمت بسعادة لدى رؤيتي لها تخرج من السيارة ولكن الذي أدهشني رؤيتي لضمادة على أعلى جبينها.. كما انصدمت أكثر لرؤيتي لحارس يخرج من الليموزين ويمشي برفقة دونتي بجانب آنا لحمايتها..


وما أن دخلت آنا عبر البوابة الضخمة حتى سقط فكي إلى الأسفل لرؤيتي للسيارة تبتعد بينما دونتي وذلك الحارس وقفا أمام البوابة للحراسة.. ما اللعنة؟!.. ماذا يحدث بحق الجحيم هنا؟!!.. فكرت بذهول بينما كانت تقترب آنا باتجاهي لتقف أمامي وهي تتأملني بحزن..


نظرت إليها بقلق هامسة

" آنا.. ماذا حدث لجبينكِ صديقتي؟!.. ولماذا دونتي وذلك الحارس بقيا هنا؟! "


أمسكت آنا بيدي وجذبتني خلفها وابتعدنا عن البوابة.. وقفنا في وسط الساحة وقالت آنا بحزن

" سأخبركِ بكل شيء في وقت الراحة.. ستبدأ الحصص بعد قليل "


أومأت موافقة ثم عانقتُها بشدة وقبلت جبينها بقبلة رقيقة ودخلنا معاً إلى مبنى المدرسة العملاق..


كنتُ أنظر إلى آنا بينما وجهي كان شاحب جداً كشحوب الأموات بينما كنتُ أستمع بذعر إلى كل ما حدث لها بسبب ذلك الحقير مايك..

 

رواية شرطية المرور - فصل 20 - كوني قوية لأجلي

 

 

شعرت برغبة عميقة للبكاء وترقرقت الدموع في عيناي.. بسببي أنا فقط حدث لها ذلك.. أنا هي المذنبة لما حدث مع صديقتي الوحيدة.. 


عندما انتهت آنا من سرد كل ما حصل معها وحبيبة والدها شهقت بقوة وسالت دموعي كالأمطار على وجنتاي.. انتفضت من مكاني وعانقتها بشدة إلى صدري وبكيت بألم بسبب ضميري والذي كان يحترق كالجحيم في داخلي..


" سامحيني صديقتي.. أنا السبب بما حصل معكِ.. أنا المُلامة الوحيدة بذلك.. لو لم أجبركِ وأقنعكِ على الهروب من المدرسة لما كنتِ تعرفتِ على ذلك السافل والحقير وابن العاهر.. سامحيني أرجوكِ "


ربتت آنا بخفة على ظهري ثم عانقتني بقوة وقالت بصوتٍ مُختنق


" لا تلومي نفسكِ روسلين.. تذكري جيداً لقد نبهتني كثيراً منه وطلبتِ مني أن لا أثق به لكنني لم أستمع إليكِ.. ليس ذنبكِ بل ذنبي أنا فقط.. لو سمحتِ توقفي عن البكاء ولوم نفسكِ.. توقفي عن البكاء صديقتي "


ابتعدت عنها قليلا ومسحت دموعي ونظرت إليها بألمٍ كبير.. أمسكت بكلتا يديها وضغطت عليهما برقة وقلتُ لها بغصة


" سامحيني آنا.. كنتُ أعلم من أي صنف هو ولم أتصرف وأبعدكِ عنه كما كان يجب أن أفعل.. أعدكِ بأنني سأحميكِ ولن أسمح لأحد من الاقتراب منكِ بعد الآن.. أعدُكِ بذلك "


قهقهت آنا بخفة وقالت بمزاح


" لا داعي لتفعلي ذلك.. فوالدي الحبيب قام بتعين دونتي و روكي ليفعلا ذلك.. كما رأيتِ في الصباح هما يقفان أمام المبنى لحراستي ومنعي من التسلل من المدرسة.. حتى أن والدي راموس اتصل بمدير المدرسة وهدده بالفصل وحرق المدرسة بكاملها إن لم يتم حمايتي ومنعي من التسلل.. وطبعا منعه من التكلم معي ومعاقبتي بسبب تسللي... "


تنهدت آنا بقوة وتابعت بحزن قائلة


" لا تعلمين كم توسلت إليه لكي لا يجلب سيرتكِ أمام المدير ويتم معاقبتكِ.. حتى أنني وعدته بأنني لن أتكلم معكِ مجددا.. لكن عندما شاهد مدى حزني واكتشف بأنكِ صديقتي الوحيدة سامحكِ وسمح لي بالتكلم معكِ حتى أنه طلب مني أن أدعوكِ لزيارتي إلى القصر "


ابتسمت بحزن وأجبتُها بمرارة

" ياه صديقتي كنتُ سأحب أن أقوم بزيارتكِ في قصركِ الجميل لكنكِ تعلمين جيداً وضعي.. أنا أعمل بعد الظهر لغاية الحادية عشر في المساء في المتجر.. لا أستطيع زيارتكِ.. آسفة صديقتي "


ابتسمت آنا بحنان وقالت

 

" أعلم روسلين.. ولكن عليكِ أن تعديني بأنكِ ستأتين إلى حفل عيد ميلادي بعد شهرين.. لن أقبل بالرفض.. فأنتِ لستِ مدعوة بل مجبرة على القدوم.. أنتِ بالنسبة لي شقيقتي الكبيرة وأرغب بأن تكوني برفقتي في الحفلة "


أومأت موافقة وامتنعت عن إخبارها عن رجل أحلامي أوليفر.. لم أرغب أن أحزنها حاليا.. فهي خرجت من علاقة بطريقة سيئة جداً ولم أستطع إخبارها بأنني أحببت من النظرة الأولى رجل في الثلاثين من عمره.. قد تتلقى صدمتها الثانية حينها.. سأخبرها لاحقا عنه لكن عندما تنسى ما حصل معها..


في المساء كنتُ أعمل بملل في المتجر الكبير.. كانت الساعة العاشرة مساءً وكنتُ أنتظر بفارغ الصبر أن تمضي الساعة المتبقية لأذهب إلى المنزل وأهتم بأمي وأنظف المنزل ثم أدرس..


كنتُ أقف شاردة أمام قسم الكحول بينما كنتُ أنظر بحزن إلى الأنواع المختلفة من زجاجات الخمر الرخيصة والمتوسطة والثمينة..


" مساء الخير روسلين "


انتفضت بهلع حين سمعت صوتا يكلمني من الخلف.. استدارت ونظرت إلى حيث مصدر الصوت وتجمدت بذهول وبسعادة أنظر إلى أوليفر الوسيم.. وفوراً خفق قلبي بجنون عندما تجمدت نظراتي على عينيه الرائعتين..


احمر وجهي بشدة من جراء الخجل عندما ابتسم بعذوبة تلك الابتسام الذابحة لقلبي.. ومثل الحمقاء ابتسمت بوسع ورفعت يدي وبدأت بمداعبة خصلة من شعري بتوتر وهمست بخجل


" مساء الخير أوليفر.. لم أتوقع رؤيتك هنا اليوم.. أقصد لم أتوقع مجيئك الليلة إلى المتجر "


اتسعت ابتسامته بينما كان يتأملني بنظرات هادئة.. جميلة.. جذابة.. تقتل قلبي وكياني.. وسمعتهُ بسعادة يُجيبني قائلا بنبرة صوتهِ الجميلة والرجولية


" لم تتصلي بي اليوم لذلك أتيت لرؤيتكِ.. فكما تعلمين ليس بحوزتي رقم هاتفكِ "


حرفيا كنتُ سأقع على وجهي على الأرض من فرط سعادتي لسماعي لكلماتهِ تلك.. اشتعلت وجنتاي أكثر بحمرة الخجل وقلتُ له بحياء


" كنتُ مشغولة قليلا و.. و.. سأعطيك رقمي الخاص.. دونه على هاتفك "


كنتُ أتأملهُ بهيام مُطلق بينما كان يقوم بتسجيل رقمي على هاتفه.. كان يرتدي بدلة رسمية ثمينة ونظراتي تجمدت على ساعة يده الرولكس.. اللعنة ساعته باهظة الثمن جداً.. إن عملت لأخر يوم في حياتي لن أستطيع شراء واحدة مثلها..


شعرت بالخوف من اكتشافي بأنه ثري.. هو ثري.. بالطبع هو كذلك.. فهيئته وملابسه وطلته تصرخ بالثراء الفاحش.. 


شعرت بالذعر من ذلك ولكن تبخر كل خوفي عندما سمعتهُ يسألني برقة

" متى ينتهي دوام عملكِ؟ "


نظرت إليه بتعجُب وأجبته بصدق

" بعد ساعة "


تأملني بطريقة جميلة هادئة وقال

" هل تملكين سيارة؟ "


ودون تفكير أجبته

" بالطبع لا فأنا لا أملك رخصــ.. "


توقفت عن التكلم بسرعة ونظرت إليه بذعر.. كنتُ سأخبره بغباء بأنني لا أملك رخصة قيادة لأنني قاصر.. حمحمت بتوتر وتابعت قائلة له بسرعة لكي لا يشعر بتوتري وخوفي


" لا أملك سيارة مع الأسف.. لقد تحطمت سيارتي منذ ثلاثة أشهر وقمتُ ببيعها.. وحاليا لا رغبة لي بشراء واحدة.. ربما قريبا سأفعل و.. لماذا تسألني؟ "


ابتسم بخفة وقال

" إن أردتِ يمكنني أن أنتظركِ حتى ينتهي دوامكِ وبعدها سوف يكون لي الشرف بإيصالكِ إلى منزلكِ بنفسي "


شعرت بالرعب من تصريحهِ.. فبدل أن أفرح شعرت بالخوف.. إن اكتشف مكان إقامتي قد يعلم بحقيقتي وكم أبلغ من العمر.. ثم شعرت بالخجل من أن يكتشف مكان إقامتي في ذلك الشارع الفقير والمبنى الذي أسكنه والذي هو على وشك الانهيار..


نظرت بتوتر إليه وقلتُ له أول كذبة خطرت على بالي


" شكراً لك أوليفر لكن آسفة لا أستطيع.. فأنا.. امممم... صديقتي المقربة ستأتي لأخذي إلى منزلها.. سأبيت الليلة عندها "


نظراتهِ كانت غامضة وكأنه كان يحاول تحليل كلماتي واكتشاف صدقي من عدمه.. وهنا بلعت ريقي بقوة وكلمته دون أن أفكر بعواقب كلماتي


" لكن غدا في الساعة الثانية ظهراً يمكننا أن نلتقي في مقهى إن أردت.. أعني.. هو... "


ابتسم بوسع وأجابني بسرعة

" موافق.. سأتصل بكِ وأعطيكِ العنوان.. أراكِ غداً روسلين "


ثم لدهشتي اقترب مني وداعب وجنتي المحمرة بأصابعهِ وهمس قائلا بنبرة حنونة جعلتني أرتعش 

" لا تتأخري على موعدنا روسي.. عمتِ مساءً "


احترقت بشرة وجهي مكان لمسهِ لها ووقفت جامدة أتأملهُ وهو يغادر..

" روسي!!!.. لقد ناديني بـ روسي!!.. هو أول من يناديني باسم دلع خاص بي.. ما أجمله... "


همست بهيام بينما كنتُ ألمس بأصابعي وجنتي مكان لمسهِ لها.. تنهدت بقوة ثم استدرت وأمسكت بزجاجتين من الخمر من الصنف الرخيص وتوجهت نحو مكتب المدير لأطلب منه خصم سعرها من راتبي ولحسن حظي اليوم وافق على فعل ذلك..


للأسف المدير لا يعلم بعمري الحقيقي لقد اضطررت لإعطائه هوية مزورة حتى يوافق على توظيفي هنا.. 


في اليوم الثاني كنتُ أقود دراجتي الهوائية نحو المقهى الفخم.. المكان لم يكن بعيداً كثيراً عن المدينة ولكن ليس معي نقود كافية لأستقل سيارة الأجرة لذلك قررت الذهاب بدراجتي الهوائية إلى المقهى.. كما أنني استعرت ملابس من جارتي بعد أن وعدتها بغسلها وإعادتها لها اليوم قبل الغد..


أوقفت دراجتي الهوائية بعيدا جداً عن المقهى في مكان مخصص لها ودفعت الأجرة ومشيت مسرعة نحو المقهى.. وقفت جامدة بأرضي عندما رأيت مرسيدس ايه إم جي جي تي 63 أس إي بيرفورمانس تقطع الطريق بسرعة مخيفة للتوقف أمام المقهى باحترافية تدل على مدى مهارة السائق بالقيادة..


نظرت بإعجاب إلى السيارة ورأيت موظفين من المقهى يركضان ليقفا أمامها وفتح واحد منهما الباب للسائق.. توقفت في مكاني بذهولٍ شديد عندما رأيت الرجل الذي ترجل منها للتو..

 

رواية شرطية المرور - فصل 20 - كوني قوية لأجلي

 

 

لم يكن سوى أوليفر.. نبض قلبي بنبضات متسارعة عنيفة لدى رؤيتي له يدخل إلى المقهى.. كان يبدو وسيما للغاية وجذاب لدرجة مدمرة..


نظرت بأسى إلى ملابسي المتواضعة وشعرت بالحسرة على ذاتي.. أبدو متشردة أمامه بملابسي.. لكنني لن أفوت موعدي معه أبدا.. مشيت مسرعة نحو المقهى ودخلته.. نظرت في الأرجاء ورأيت أوليفر يجلس على طاولة وهو يتكلم مع النادل.. خفق قلبي بعنف بينما كنتُ أمشي باتجاهه وما أن شاهدني حتى تأملني باستحسان ووقف وهو يبتسم بسعادة..


اقتربت منه بخجل وصافحته لكن لدهشتي رفع يدي وقبلها قبلة ناعمة جعل بشتري تحترق من ملمس شفتيه الجميلتين..


" تبدين جميلة جداً روسي.. تفضلي اجلسي لو سمحتِ "


احمرت وجنتاي بشدة بسبب كلماته وجلست على الكرسي ونظرت إليه بخجل.. ابتسم بوسع وسألني بهدوء


" هل ترغبين بشرب شيء معين؟.. قهوة.. كابتشينو.. الماكياتو.. لاتيه.. عصير فاكهة؟!!.. "


ابتسمت بخجل وأجبته بحياء

" سأشرب على ذوقك الخاص.. اختر لي بنفسك "


أعجبه ردي فابتسم بسعادة ونظر إلى النادل وكلمه.. كنتُ شاردة أنظر إليه بإعجابٍ شديد.. كم هو جذاب ووسيم أوليفر.. 


تحدثنا لساعة ولم أشعر بالملل برفقته أبدا.. كنتُ سعيدة جداً برفقته ولم أشعر بالوقت يمضي حتى وصلني اتصال من مدير عملي..

 

" يا إلهي لقد تأخرت على عملي.. "


همست برعب ووقفت وقلت بحزن لـ أوليفر

" آسفة.. لقد تأخرت على عملي.. استمتعت كثيراً برفقتك "


وقف وصافحني وقال لي بأنه سيتصل بي لاحقا بعد أن رفضت بأن يقلني إلى عملي وخرجت مسرعة من المقهى نحو دراجتي الهوائية..


شهر بكامله مضى كنتُ أعيش فيه أسعد أيام حياتي مع أوليفر.. كنتُ أتكلم معه يوميا عبر الهاتف وأراه كل مساء الأحد والذي هو يوم إجازتي..


أول قبلة لي كانت معه عندما كنا في ملهى ليلي فخم للغاية.. كنا نرقص متلاصقين ولم أكن أشعر بوجود أحد سواه هو فقط.. في تلك الليلة قبلني أوليفر للمرة الأولى وشعرت بأنني أطير من طعم قبلته الرائعة..


وطبعا عندما كان يوصلني إلى المنزل كنتُ أجعله يوصلني إلى الشارع ومبنى مختلفين كليا عن مكان سكني الحقيقي.. لم يكن ذلك الشارع بعيدا عن سكني كثيراً لذلك بعد ذهابه كنتُ أخرج من ذلك المبنى وأركض مسرعة لفترة عشر دقائق لأصل إلى منزلي..


لم أستطع إعطائه عنوان سكني الفعلي.. كنتُ خائفة أن يرى أمي و يعلم بعمري الحقيقي..


وقبل أسبوع من عيد ميلاد صديقتي آنا خرجت برفقة أوليفر في يوم إجازتي.. وقفت في الجناح داخل الفندق الفخم ونظرت بخوف وبتوتر في أرجائه..


لقد قال لي أوليفر بأنه تنتظرني مفاجأة جميلة اليوم.. وبصدمة رأيته يوقف سيارته في أفخم فندق في سانت سيمونز.. وطلب مني أن أرافق الموظفة إلى الجناح..


كان قلبي ينبض بسرعة جنونية بينما كنتُ أقف وأتأمل الجناح الفخم بخوف..

" لماذا جلبني أوليفر إلى هنا؟!.. هل سأفقد عذريتي معه الليلة؟!!.. "


فكرت بقليل من الخوف بذلك ولكنني كنتُ مستعدة لأفقد عذريتي معه.. لأنني أحبه.. أحبه بجنون.. فهو شهم ورقيق و رجولي و حنون.. كل الصفات الجميلة موجودة به.. أوليفر هو فتى أحلام كل فتاة على وجه هذه الأرض..


استدرت بسرعة عندما انفتح باب الجناح ودخلت ثلاث موظفات إليه.. وقفوا أمامي وابتسموا باحترام.. رأيت بدهشة موظفتين يجران مسند خاص تم تعليق فساتين كثيرة عليه بمختلف الألوان.. وقفت موظفة الثالثة أمامي وكلمتني بتهذيب


" أنسة روسلين.. السيد أوليفر طلب منا أن نعتني بكِ شخصيا الليلة.. لو سمحتِ تفضلي اجلسي على الأريكة وسوف نعرض عليكِ فساتين السهرة.. يمكنكِ أن تختاري الفستان الذي سيعجبكِ.. وجميعهم على مقاسك.. أما الحذاء سوف تختارينه لاحقا "


شهقت بدهشة وجلست على الأريكة أنظر بذهول إلى الفساتين الرائعة والتي كانوا يعرضونها عليّ.. كل فستان أجمل من الثاني.. حتى في النهاية استقرت عيناي على فستان مذهل من الساتان الأنيق ومن الدانتيل بأكمام طويلة وبشقة عالية جدا على الفخذ مثيرة وضيق على الخصر وبظهر مكشوف وفتحة رقبة على شكل مثلث.. الفستان كان باللون الأزرق وأغرمت به فوراً واخترته بسرعة..


كنتُ أقف بجمود أنظر إلى المرآة أمامي.. لقد تغيرت مائة وثمانين درجة.. تم تصفيف شعري بتسريحة أنيقة عصرية وأخصائية وضعت لي مساحيق تجميلية جعلتني أبدو في الخامسة والعشرين من العمر.. كنتُ أبدو جميلة للغاية.. لأول مرة في حياتي أنتبه لجمال تقاسيم وجهي وعيناي وجسدي الرشيق.. 


لم أكن أتخيل في حياتي كلها أن أبدو بهذا الجمال الأخاذ.. 

" روسي.... "


انتفضت بهلع واستدرت بسرعة لدى سماعي لصوت أوليفر.. تجمدت نظراتي عليه بدهشة وإعجاب كبير.. كان يبدو وسيما جدا بتلك البدلة السوداء والأنيقة.. حرارة غريبة أشعلت جسدي بكامله بينما كنتُ أتأملهُ بهيام..


عينيه الجميلتين كانتا تنظران إليّ إنش بإنش وببطء من رأسي إلى أخمص قدماي.. ورأيت بخجل عروق عنقه تنبض بشدة ونظراته تستقر على عيناي.. رأيت الإعجاب بهما وبريق غريب لمع في بؤبؤ عينيه.. 


" تبدين جميلة للغاية روسي "


همس بتلك الكلمات وجعلني أغرق في بحر عشقهِ أكثر.. اقترب مني وأمسك بيدي وقبلها برقة ثم قبل شفتاي بقبلة ناعمة وأمسك بإحكام بيدي وشبك أصابعه بأصابعي ومشينا معاً جنبا بجنب خارج الجناح..


كنتُ أسير ببطء بسبب حذائي ذو الكعب العالي.. فأنا لأول مرة في حياتي أرتدي حذاء مثله.. لدهشتي الكبيرة دخلت برفقة أوليفر إلى صالة مطعم فخم داخل الفندق.. لكن كانت الصالة خالية تماما.. شهقت بدهشة عندما سمعت أوليفر يقول بنبرة هادئة 


" لقد حجزتُها بكاملها لنا الليلة.. لم أرغب أن يشاركنا أحد سهرتنا الجميلة "


ساعدني بالجلوس على الكرسي وجلس بعدها أمامي وابتسم برقة.. 


في تلك الليلة شعرت بأنني ملكة.. كنتُ أعيش أجمل ليلة في حياتي مع أوليفر.. كان رومانسي ورائع.. ولم أستطع منع نفسي من الاستلام له بعد انتهاء السهرة..


صعدنا إلى الجناح واستسلمت له.. كنتُ خجولة جدا بين يديه.. وسمعت شهقته المندهشة عندما اكتشف بأنني عذراء.. لكنه قبلني بحرارة وهمس قائلا لي بسعادة 


" أشكركِ روسي على هذه الهدية الجميلة والخاصة.. "


كنتُ ضائعة بين يديه وتركتهُ يمارس معي الحب بطريقة رائعة جعلتني دائخة.. حنانه ورقته معي كانا لا يوصفان.. أنا أعشق أوليفر بجنون...


وطيلة الأسبوع لم أتوقف عن تذكر تلك الليلة الرائعة.. تنهدت بعمق بينما كنتُ أنتظر سائق الخاص بـ آنا.. فالليلة عيد ميلادها وهي سترسل لي سائقها الخاص ليوصلني إلى قصر والدها.. حتى أنها اشترت لي فستان لأرتديه لهذه المناسبة..


شعرت بالخجل بينما كنتُ أجلس في مقعد الليموزين.. نظرت إلى هديتي المتواضعة لها.. داخل هذه العلبة الصغيرة يوجد سلسلة من الفضة عليها أحرف أصدقاء للأبد.. أتمنى أن تعجبها.. لم أستطع شراء سلسلة من ذهب لها لذلك كنتُ خجلة منها..


توقفت السيارة أمام قصر عملاق لم أحلم برؤيته شخصيا في حياتي.. ترجلت من السيارة ودخلت إلى القصر.. رأيت آنا تنتظرني بلهفة برفقة رجل وسيم لحد اللعنة.. يبدو واضحا بأنه والدها فهي تشبهه.. ركضت آنا وعانقتني بشدة.. قبلت خدها برقة وقلتُ لها بسعادة


" عيد ميلاد سعيد آنا "


ثم رفعت يدي وتابعت قائلة لها بخجل

" هذه لكِ.. أتمنى أن تعجبكِ "


رأيتُها بخجل تفتحها ثم شهقت بقوة ونظرت إليّ بسعادة وعانقتني بشدة قائلة

" إلهي روسلين.. إنها رائعة وأجمل هدية تلقيتها في حياتي.. أشكركِ صديقتي.. لقد أحببتها جدا "


تنهدت براحة لأنها أحبتها ثم أمسكت آنا يدي وقالت بفرح

" تعالي لأعرفكِ على والدي وحبيبته.. إيلا ستنزل بعد قليل.. سوف تحبينها جداً "


تعرفت على والد آنا وشعرت بالخوف وبالخجل منه.. لقد أنبني بطريقة غير مباشرة بسبب طيشي.. لكنه ابتسم بوسع وطلب أن نستمتع بالحفلة.. ثم غادر ورأيته يتكلم مع بعض الضيوف..


وقفت بخجل بجانب آنا ثم فجأة رأيتها تستدير وتهتف بسعادة


" أخيراً أتيت.. لقد تأخرتَ أوليفر.. أريد أن أُعرفك على صديقتي الوحيدة روسلين.. هي أكبر مني بسنة وعدة أشهر لكنني أعتبرها كشقيقتي الكبيرة.. و هي معي في المدرسة.. "


تجمدت بأرضي وخفق قلبي بسرعة لدى سماعي لها تهتف باسم أوليفر.. أغمضت عيناي وهمست برجاء بداخلي.. أرجوك إلهي لا تدعه يكون أوليفر خاصتي.. أرجوك..


استدرت ببطء وفتحت عيناي لتستقر بذعرٍ شديد على عينيه.. عينيه والتي كانت تتأملني بصدمة كبيرة في البداية ثم بغضب ثم بقسوة مُخيفة جعلت ركبتاي ترتعشان بقوة..


شحب وجهي بعنف بينما آنا كانت تتكلم معي دون أن أسمع كلمة واحدة منها.. عيون أوليفر القاسية جعلتني أموت من الرعب والخوف..

 

" روسلين ماذا حصل لكِ؟.. صافحي أوليفر "


استفقت من غيبوبتي المخيفة ونظرت إليها برعب ثم إلى أوليفر.. عينيه تحولت للبرود.. برود أخافني أكثر بكثير من غضبه.. رأيته يرفع يده باتجاهي وقال بنبرة حادة


" تشرفت بمعرفتكِ روسلين "


رفعت يدي اليمنى والتي كانت ترتعش بشدة ووضعتها بكف يده.. كتمت شهقة الألم عندما عصر يدي بشدة لدرجة أنه كاد أن يحطم عظامي وأصابعي.. أغمضت عيناي وحاولت التحكم في دموعي وكبح جماحها..


شهقت بخوف عندما سحب يده وسمعته يسأل آنا قائلا بنبرة جامدة لم تنتبه لها

" كم عمرها صديقتكِ؟ "


أجابته آنا بسرعة

" سبعة عشر وخمسة أشهر.. تبدو أكبر لكنها قاصر.. لا تحاول أوليفر فهي صعبة المراس و قاصر.. و.. "


شهقت بألم هنا وقاطعت حديث آنا بسرعة قائلة

" بالإذن منكما.. أريد.. أريد الذهاب إلى الحمام.. "


تأملتني آنا بتعجُب ولكن قبل أن تتفوه بحرف استدرت وركضت خارجة من الصالة.. تابعت الركض خارجة من القصر ولم أهتم للحراس.. بل خرجت من البوابة وتابعت الركض بأقصى ما لدي من قوة بينما كنتُ أبكي بشكلٍ هستيري.. 


لقد كشف كذبتي.. لقد عرف.. سيكرهني.. لا.. بل هو يكرهني الأن.. لقد خسرت أوليفر إلى الأبد..


فكرت بألم وبتعاسة بذلك وفجأة خرجت صرخة قوية من فمي عندما أمسكت بذراعي يد وبعنف وتم جذب جسدي بقوة ليلتف وأتوقف عن الركض.. سقط جسدي على صدر ممتلئ بالعضلات.. ومن رائحة عطره عرفت من هو صاحب هذا الصدر العضلي..


" إلى أين تظنين نفسكِ ذاهبة روسي؟.. لقد لعبتِ بالنار مع الشخص الخطأ.. لا أحد يستغفلني وينجو بفعلته.. سأجعلكِ تدفعين الثمن غاليا "


قاومته بضعف دون أن أتوقف عن البكاء لكنه أبعدني عنه وأمسكني بقبضة يده بقوة في عنقي وضغط عليه بشدة لدرجة أنه كاد أن يخنقني ويحطم عظام عنقي..

 

نظراتهِ المرعبة جعلتني أرتعش أمامه مثل عصفور مبلول.. وبذعر فاق تحملي سمعته يهمس بفحيح 

" ستندمين على خداعكِ لي.. ستندمين أشد الندم على ذلك "


ثم رماني بعنف على الأرض لأسقط بقوة على ظهري ومؤخرتي وسمعتهُ برعب يهتف بحدة قائلا

" خذوها بسرية تامة.. ونفذوا ما أمرتكم به "


فتحت عيناي برعب ورأيت ثلاث رجال يقتربون مني بينما أوليفر كان يتأملني بقرف وبغضب ثم استدار ومشى باتجاه القصر.. 


توسعت عيناي برعب عندما تم سحبي بعنف لأقف وهنا بدأت أقاومهم وأنا أبكي وأصرخ


" لااااااااااااا.. أوليفر أرجوك.. سامحني لم أقصد.. لا تؤذيني أرجوك.. أوليفر لا تذهب أرجوك.. لااااااااااا.. دعوني.. دعوني.. "


قاومتهم بكامل قوتي لكن فجأة تلقيت ضربة قوية خلف عنقي ورأيت الظلام أمامي...

 


كارتر***

 

كان كل شيء يسير كما خططت له.. أولا انتظار الجدة من الخروج من القصر ثم تخدير زوجتي وخطفها ثم إرسالها إلى الفندق غراند غولدن ووضعها في جناحي الخاص والانتظار لحين موعد طائرة الزعيم الخاصة والتي ستكون رحلتها نحو أسبن..


ولكن عندما وصلني التسجيل من إيلا على هاتفي تغير كل شيء.. وفورا اتصلت بالزعيم... وكما توقعت الرسالة وصلت أيضا له وكان الزعيم جدا غاضب.. غاضب لحد اللعنة.. 


تكلمت معه لنحو نصف ساعة وطلب مني تأجيل رحلتي في الغد لعدة ساعات حتى أذهب بنفسي وأعيد فتاته إلى منزلها.. ثم أخبرني بخطته وطلب مني أن أسافر إلى أسبن برفقة زوجتي.. وبعدها خرجت من الفندق وتوجهت نحو المبنى الأسود بانتظار الزعيم..


وفي الصباح عندما بدأت زوجتي تستفيق خدرتُها من جديد لأنني لا أريدها أن تتصل بالجدة هيلينا وتطلب منها المساعدة وتركت حارسين لحراسة الجناح وذهبت إلى الريف..


شعرت بالشفقة على فتاة الزعيم.. فهي لا تعلم ما ينتظرها قريبا.. يبدو واضحا بأنها غارقة في عشق آخيليس وهذا أكبر خطأ اقترفتهُ في حياتها.. 


وبعد أن ترجلت من سيارتي قدتُها مسرعا نحو الفندق.. زوجتي العزيزة كانت ما زالت تحت تأثير المخدر للمرة الثانية.. حملتُها وخرجت من جناحي في الفندق ودخلت في المصعد الكهربائي المخصص للزعيم.. 


أوقفت سيارتي المفضلة في المطار الخاص للزعيم بجانب طائرتهِ الخاصة

 

رواية شرطية المرور - فصل 20 - كوني قوية لأجلي

 

 

ترجلت بهدوء من السيارة وحملت سمرائي ودخلت إلى الطائرة.. كنتُ أجلس بهدوء على المقعد أنظر إلى سمرائي النائمة كالطفلة أمامي..

 

ابتسمت بخبث وهمست قائلا لها بوعيد


" سمرائي الجميلة.. سوف تدفعين الثمن غاليا لبُعدكِ عني لأسبوع كامل.. كنتِ تنامين بسعادة بينما أنا جافاني النوم بسببكِ.. ستعرفين ما معنى أن تكوني زوجة شبح الشيطان قريبا "


وعندما وصلنا إلى مطار أسبن كان حراس آخيليس بانتظاري.. وضعت زوجتي في المقعد الخلفي في سيارة الليموزين وجلست بجانبها.. وبعد ربع ساعة ابتسمت بسعادة عندما رأيت قصر آخيليس أمامي.. 

 

رواية شرطية المرور - فصل 20 - كوني قوية لأجلي

 

 

عندما وصلنا إلى القصر حملت سمرائي وصعدت بها إلى غرفتي.. وضعتُها برفق على السرير ثم ابتسمت بخبث ومشيت نحو الخزانة.. كنتُ أمرت رئيسة الخدم بالذهاب شخصيا وشراء كل ما يلزم لزوجتي من ملابس مثيرة بعد أن أعطيتها مقاسها..


تأملت باستمتاع وبرضا تام الملابس المعلقة بترتيب في الخزانة.. اخترت قميص نوم مثير واستدرت ومشيت نحو السرير.. خلعت ملابسها عن جسدها ثم ألبستُها قميص النوم المثير ووقفت أتأملها بنظرات متعطشة راغبة.. لكن للأسف كان عليّ أن أنتظرها حتى تستيقظ لأجعلها خاضعة لرغباتي..


خرجت إلى الشرفة ثم أغلقت الباب واتصلت بالزعيم

( وصلت؟ )


سمعت الزعيم يسألني فور تلقيه لمكالمتي.. تنهدت بعمق ونظرت إلى البعيد

 

رواية شرطية المرور - فصل 20 - كوني قوية لأجلي

 

 

ثم أجبته


" نعم.. والرجال كانوا بانتظاري فلا تقلق.. كما طائرتك أقلعت من جديد متجهة إلى سانت سيمونز كما أمرت.. ماذا ستفعل الآن؟.. هل فعلا ستذهب إلى جزيرتك؟ "


أجابني بسرعة قائلا

( نعم.. أريد أن أفكر قليلا.. يجب أن أبتعد عن سانت سيمونز لبعض الوقت.. يجب أن ألتزم بالخطة كارتر )


عرفت السبب وبسرعة.. طبعا ليس بسبب الخطة.. فهو يريد أن يبتعد عن فتاته قليلا لكي لا يضعف أمامها ويعود إليها ويفسد كل شيء.. آخيليس وقع في الحب لكنه يُكابر ولا يعترف لنفسهِ بذلك.. 


تنهدت بعمق وكلمته بهدوء قائلا

" لن أتأخر كثيراً بالعودة.. أسبوع ربما أسبوعين وسأعود.. أتمنى أن أجدك في سانت سيمونز حينها "


سمعته يجيبني قائلا 

( لا تقلق.. لن تطول إجازتي كثيراً.. استمتع في شهر عسلك في أسبن.. أراك قريبا )


انهيت الاتصال ودخلت إلى الغرفة.. كنتُ أجلس في غرفة المعيشة التابعة لجناحي أنتظر بملل أن تستيقظ زوجتي.. وبعد وقتٍ طويل سمعت حركة في غرفة النوم وقررت أن أفاجئها...


 

بوني***

 

فتحت عيناي بضعف ونظرت إلى سقف الغرفة بهدوء.. وأول ما شعرت به هو الدفء في المكان.. حركت عيناي وتأملت بدهشة الغرفة الشاسعة التي أنا بها.. غرفة نوم عصرية بأثاث فاخر ومزخرف يجمع بين اللون الأزرق الداكن مع اللون البُني وهذا ما يتناسب مع الذوق الرفيع.. ولكن الذي لفت نظري رؤيتي لواجهة من زجاج عملاقة أمامي.. شهقت بدهشة عندما رأيت جبل مغطى بالثلج في الخارج..


" ثلج؟!!.. أين أنا؟!!.. "


همست بذهول بينما كنتُ أُبعد غطاء السرير الحريري ووقفت على قدماي لأشهق بذهول لدى رؤيتي لنفسي أرتدي قميص نوم أبيض من الستان قصير جدا وبالكاد يغطي صدري..

 

رفعت كلتا يداي وحاوطت بهما صدري ونظرت أمامي بخوف.. وهنا تذكرت ما حصل معي.. لقد خطفني زوجي من قصر الجدة هيلينا.. 


ارتعشت رعبا لدى معرفتي بأنني في مكان بعيد معه دون حماية الجدة هيلينا.. تقدمت ببطء نحو الواجهة الزجاجية العملاقة ورأيت برعب منظر الجميل أمامي

 

رواية شرطية المرور - فصل 20 - كوني قوية لأجلي

 

 

هذه الواجهة الزجاجية منحت عيناي فرصة الاستمتاع بالمنظر الخلاب للمنحدرات الثلجية البيضاء والمدينة المضاءة أمامي.. ورغم جمال المنظر شعرت بالرعب لاكتشافي بأنني في مكان بعيد جدا عن سانت سيمونز..


" أخيرا استيقظتِ سمرائي "


" اااااععععععععععععه... "


صرخت برعب وانتفضت من مكاني واستدرت عندما سمعت صوته يكلمني.. رأيته يقف في وسط الغرفة وهو يتأملني بنظرات شهوانية شريرة مُخيفة..

 

رجعت خطوة إلى الخلف عندما رأيته يقترب مني والتصق ظهري بالواجهة.. ارتعش جسدي بعنف عندما وقف أمامي وأمسكني بكتفي وجذبني إليه لألتصق به وهمس بنبرة مُخيفة قائلا


" لقد شعرت بالملل بينما كنتُ أنتظركِ حتى تستفيقي من المُخدر اللعين.. والآن سمرائي عليكِ أن تعوضيني على حرماني من الاستمتاع بكِ يا زوجتي العزيزة "


" اممممممممممممممممم... "


صرخة مرتعبة خرصة من حنجرتي كتمها بقبلتهِ العنيفة والمتملكة.. تساقطت دموعي بذعر على وجنتاي بينما كنتُ أحاول مقاومته بضعف ليتوقف عن تقبيلي بتلك الطريقة الهمجية.. 


حملني بين يديه ودون أن يتوقف عن تقبيلي بوحشية مشى ببطء ثم جعلني أنام على السرير وحاوطني بجسده الضخم.. توقف عن تقبيل شفتاي النازفتين وبدأ بتقبيل عنقي وعضه..


ارتعشت أسفله بشدة وهمست بذعر

" أرجوك سيدي.. لا تفعل... هاااااااااه... "


شهقت بقوة عندما أدخل يده أسفل القماش وبدأ يلمس فخذي بطريقة متملكة.. خرج أنين مُرتعب من بين شفتاي عندما اكتشفت بأنني لا أرتدي أي ملابس داخلية.. إذ شعرت بأصابعه تتجول في منطقتي السفلية وشهقة أليمة خرجت من فمي عندما بدأ بيدهِ الأخرى بمداعبة صدري..


" اللعنة.. نعم سمرائي ابتلي لأجلي.. نعم هكذا.. ابتلي أكثر... "


كنتُ أرتعش بقوة ولا أعرف ما يحدث لي.. شعور غريب كان يسيطر على جسدي.. شعور لم أختبرهُ مسبقا بسبب مداعبتهِ لجسدي.. شهقت بقوة عندما رفع كلتا يديه ومزق القميص بعنف.. سحبها بقوة ورماها بعيدا ورأيتهُ بخجل يفك زر سرواله ثم السحابة وهنا أغمضت عيناي بشدة من الخجل...


" جميلة جداً.. جداً... أنتِ لي.. لي سمرائي "


سمعتهُ يهمس بتلك الكلمات بينما كان يداعبني ويُقبل كل ركن في جسدي.. ولدهشتي كان رقيقا وليس عنيفا مثل السابق.. قبلاته.. لمساته.. عضاته.. كلها كانت رقيقة..


أنين متألم خرج من فمي عندما بدأ يمارس معي.. كانت دفعاته سريعة ولكن ليست عنيفة.. وكنتُ للعجب هادئة ومطيعة ومستمتعة أسفله..


كنتُ غارقة في بحر من المشاعر الجديدة والتي كنتُ أختبرها للمرة الأولى في حياتي.. خرج صوت غريب من فمي وهنا احمرت وجنتاي بشدة عندما سمعت سيدي يقول


" نعم سمرائي.. تأوهي.. تأوهي أكثر.. اللعنة كم أرغبكِ.. أريدُكِ بجنون "


قبلني بقوة ولأول مرة رفعت كلتا يداي ووضعتُها بخجل على كتفيه.. فصل القبلة ودون أن يتوقف عن الدفع بداخلي خلع قميصه ورماها بعيدا ثم عاد ليقبلني بقوة..


وللمرة الثانية تجرأت ورفعت يداي ولمست كتفيه.. لمست بشرتهُ الساخنة بخجل ثم رفعت كلتا يداي وداعبت بخفة خصلات شعره الطويلة..


مارس معي الحب لفترة ساعة كاملة.. جسدي كان مُنهك للغاية وعندما انتفض بعنف وأفرغ سائله بداخلي أغمضت عيناي وذهبت بنومٍ عميق من جراء التعب أو ربما بسبب ذلك المخدر فما زالت أثاره عليّ..


حركت جفوني بكسل وشعرت بيد تحاوط جسدي.. فتحت عيناي وتجمدت نظراتي على عيونه والتي كانت تتأملني بطريقة غريبة.. احمرت وجنتاي بشدة بينما كنتُ أتذكر ما حصل بيننا منذ ساعات.. حاولت الابتعاد عنه لكنه جذبني إليه وهمس بنبرة حادة قائلا


" إياكِ أن تبتعدي عني مرة أخرى.. أنتِ زوجتي أي من أملاكي.. زوجتي أنا "


نظرت إليه بخوف وأومأت بذعر موافقة.. خرجت شهقة من فمي عندما أغرق رأسه في عنقي وبدأ يلعق ويمتص بشرتي بجوع.. لا أعرف ما أصابني لكنني شعرت بقشعريرة لذيذة في جسدي.. وبطاعة استسلمت له.. فهو زوجي وهذا حقه الشرعي.. ولكن لصدمتي كان عنيفا معي هذه المرة...


مارس معي بطريقة قاسية ولم أفهم سبب تحولهِ المفاجئ.. كان وكأنه قد ندم على رقتهِ معي منذ ساعات.. عندما انتهى تكورت على نفسي وبكيت بألم بسبب التجربة المؤلمة لي.. 


" لا أرجوك.. "


هتفت ببكاء عندما سحبني من خصلات شعري ورفعني وجعلني أنظر إليه.. كان يتأملني بغضب جنوني.. نظر بغضب مشتعل في عمق عيناي وهتف من بين أسنانه


" لا أريد سماع بكائكِ اللعين.. رقتي معكِ سابقا لا تعني شيئا.. أنتِ زوجتي وأنا لدي الحرية الكاملة بفعل ما أريدهُ بكِ ومضاجعتكِ بالطريقة التي أرغبها.. فهمتِ؟ "


أشرت له برعب بـ عيناي موافقة ورأيته يبتسم بطريقة شريرة مُخيفة وقال بحدة

" أحسنتِ يا زوجتي.. والآن لندخل ونستحم.. فرائحة جسدكِ مثل الجنس.. "


افلتَ خصلات شعري واستقام ثم أمسكني بذراعي وجذبني بعنف لأمشي خلفه بخطوات مُتعثرة.. كنتُ أبكي بصمت بينما كان يلمس جسدي بيديه بطريقة مُخجلة جداً وهو يحممني بنفسه..

 

لم أستطع التوقف عن البكاء بصمت وبخوف منه.. وعندما انتهى امتص عنقي بطريقة مؤلمة جداً وكنتُ متأكدة بأن علامة زرقاء وأرجوانية كبيرة ستظهر قريبا..

 

حملني بعدها وجعلني أنام على السرير ورأيته يتسطح بجانبي ثم أمسكني بعنف من خصري وجذبني إليه وعانقني وهو يُغرق رأسي في صدره..


كنتُ خائفة منه جداً ومرعوبة.. لا أستطيع فهم ما يحدث معه.. تارة هو حنون ورقيق معي وتارة عنيف وقاسي.. عندما انتظمت أنفاسه دلالة على نومه بكيت بحزن على نفسي وكنتُ أمسح دموعي بسرعة لكي لا تبلل صدره ويشعر بها ويستيقظ..

 

وبعد وقتٍ طويل غفوت..

 

استيقظت في الصباح وتنهدت براحة عندما لم أرى زوجي نائم بجانبي.. وقفت ومشيت باتجاه الخزانة وفتحتُها وكالعادة رأيت بداخلها ملابس كثيرة جديدة وغير محتشمة بتاتا.. تنهدت بعمق واخترت أكثر الثياب المحتشمة بها.. وطبعا لم أجد سوى سراويل.. 


اخترت سروال ثم فتحت الخزانة الثانية ورأيت ملابس كارتر بداخلها.. تنهدت بسعادة بينما كنتُ أحمل كنزة من الصوف الثمين ومن ماركة عالمية بيدي.. بحكم عملي كنتُ أعلم جيداً من هو المصمم الذي صمم تلك الكنزة الجميلة.. 


ارتديتُها وشعرت بالدفء بداخلي ولكن قبل أن أغلق الخزانة لفت نظري محفظة صغيرة.. انحنيت وأمسكتُها وبسبب فضولي فتحتُها.. رأيت رزمة صغيرة من الدولارات بداخلها وأوراق و رخص.. لم أهتم لشيء سوى لهويته.. هوية كارتر..


سحبتُها ونظرت إليها وهنا شحب وجهي بشدة.. سقطت الهوية من يدي عندما اكتشف العمر الحقيقي لزوجي..

 

" أنا أكبر منه بسنة وشهرين!.. يا إلهي.. كيف ذلك؟!.. "


همست بخوف بسبب معرفتي بعمر زوجي الحقيقي.. ليس فقط أجبرني على الزواج منه بالقوة بل أيضا هو أصغر مني بسنة وشهرين..

 

شعرت بطعنة في صدري وسالت دموعي بأسى على وجنتاي.. لذلك الجدة هيلينا تفاجأت عندما عرفت بعمري الحقيقي.. لأنني أكبر من زوجي..


كنتُ أظنه في الخامسة والثلاثين من عمره.. لم أتخيل أبداً أن يكون أصغر مني في السن.. هي ليست مشكلة لبعض من الناس لكن بالنسبة لي هي كذلك.. فأنا لستُ جميلة ولستُ خبيرة بأمور الحب وبأمور الحياة.. وأنا كبيرة في السن ولستُ شابة في سن العشرين.. وأنا لستُ مناسبة أبداً لأكون زوجةً له.. كيف لم ينتبه سيدي لفارق العمر بيننا؟!..

 

شعرت بالحزن الشديد وعرفت هنا بأن كل ما فعله هو ليحصل على رغباتهِ مني فقط وجسدي.. بالطبع لن أعجبهُ لأنني أكبر منه و..


" هااااه... إلهي.... مستحيل!!... "


شهقت بقوة عندما انتبهت بما فكرت به.. لماذا أريده أن يشعر بالإعجاب ناحيتي و.. ربما لأنه أصبح زوجي.. فالزواج بالنسبة لي مُقدس و أبدي..

 

" ماذا تفعلين؟ "


انتفضت برعب والتفت ناحية الصوت ورأيت كارتر يقف جامدا وهو يتأملني بنظرات باردة مُخيفة.. شاهدت برعب نظراتهِ تنخفض عن وجهي لتستقر على قميصه نزولا حيث هويته مرمية على الأرض..

 

رأيت برعب فكه يشتد وارتفعت نظراته وتسمرت على عيناي المُرتعبتين ورأيتهُ يقترب مني بخطواتِ بطيئة مُخيفة ليقف أمامي لا يبعدهُ عني سوى خطوة صغيرة فقط..

 

ارتعشت بشدة عندما رأيتهُ ينحني قليلا ويمسك بهويته ويرفعها ثم أمسك بمحفظته بيده الثانية واستقام.. ابتلعت غصة في حلقي وشحب وجهي بشدة بينما كنتُ أراه يتأمل بجمود هويته.. رفع نظراتهِ ببطء وتسمرت على عيوني المرتعبة.. ارتعشت بشدة عندما همس بفحيح مُرعب


" لماذا هويتي كانت على الأرض مع محفظتي؟ "


لم أستطع أن أجيبه بسبب كمية الرعب التي تملكت كياني.. سالت دموعي الساخنة على وجنتاي وانتفض جسدي بقوة عندما هتف بوجهي بحدة


" تكلمي واللعنة.. لماذا لمستِ أغراضي يا لعينة؟ "


ارتعشت بشدة بينما كنتُ أراه يضع هويته داخل محفظته ويرميها في الخزانة ويغلق درفتها بعنف.. وقفت أمامه أرتعش بجنون وهمست بتلعثم وببكاء


" لـ.. لم أقــ.. أقصد سيـ.. سيدي.. لم.. ااااااااااااععععععععههه.. "


هتفت بألمٍ شديد عندما تلقيت صفعة عنيفة على وجنتي جعلتني أقع على الأرض.. أنين متألم خرج من حنجرتي عندما أمسكني من خصلات شعري وجعلني أقف وبردة فعل بدأت أدفعه بكلتا يداي على صدره ليبتعد عني ويُحرر شعري.. وبالفعل حرر شعري لكنه أمسك بكلتا يداي بعنف وثناهما لخلف ظهري بقسوة ثم أمسك معصماي بيدٍ واحدة وبيده الأخرى أمسك بطرف ذقني بعنف ورفع رأسي عاليا بقسوة وقال بفحيح أرعبني للموت


" زوجتي العزيزة بدأت تبحث في أغراضي الخاصة.. ودون إذني.. يبدو أنكِ بحاجة لتأديب مني سمرائي "


حرر يداي وأمسكني من خصلات شعري وجذبني بعنف ورماني بقوة على السرير.. ثم حاصرني بجسده وأزال الملابس عن جسدي بطريقة مهينة للغاية ووسط دموعي وتوسلاتي له مارس معي بعنف..


كنتُ أبكي وأنتحب بشكلٍ هستيري عندما انتهى من اغتصابه لي.. حرفيا فعل ذلك بي.. كان كل ركن في جسدي يؤلمني بشدة بسبب عنفه..

 

شهقت بقوة عندما أمسك وجنتاي بأصابعه وضغط عليهما بعنف وأجبرني على النظر إليه.. حدق بغضب في عمق عيناي الباكية وقال بقسوة


" إياكِ أن تبحثي في أغراضي من جديد.. حينها لن أرحمكِ.. والآن اذهبي واستحمي.. وبعدها ستكونين سجينة في هذه الغرفة طيلة إقامتنا هنا.. لن ترتدي أي شيء من الملابس طيلة الوقت.. أريدكِ عارية وبالكامل أمامي.. إن خالفتِ أوامري حينها سأجعلكِ ترين الجحيم بأم عينيكِ "


أومأت له بخوف موافقة وبقدمين مرتعشتين وقفت ومشيت باتجاه الحمام.. بكيت بصمت بينما كنتُ أستحم.. عرفت بأنه غاضب للغاية ليس لأنني تجرأت على النظر في محفظته بل لأنني اكتشفت فارق العمر بيننا.. هو يكرهني.. يكرهني لأنني أكبر منه في العمر.. وهذه الحقيقة دمرت كبريائي كامرأة..


بعد مرور خمسة أيام.. تجرأت في غيابه وارتديت كنزة له وسروال وخرجت من الغرفة بهدوء.. رأيت سلالم أمامي خارج الجناح.. لم أكن أرغب بالنزول إلى الطوابق السفلية ورؤية الخدم والعمال لذلك صعدت على السلالم لغاية السطح..


لفح وجهي الهواء البارد والنقي ما أن خرجت إلى السطح.. نظرت أمامي ورأيت الجليد والثلج يغطي السطح بكامله.. ولكن أشعة الشمس الدافئة كانت تُغرق المكان بدفئها الجميل..


" أسبن.. ما أجملكِ "


همست بعذوبة بينما كنتُ أفكر بالمدينة الجميلة أمامي..


تعتبر مدينة أسبن مقر مقاطعة بكين في ولاية كولورادو الأمريكية من أجمل المدن الجبلية التي تغطيها الثلوج في فصل الشتاء.. حيث تقع على ارتفاع 2450 مترا فوق مستوى سطح البحر.. وهي موجودة في إحدى المناطق النائية الواقعة على سلسلة جبال روكي على امتداد نهر فورك على مسافة تقدر بحوالي الثمانية عشر كيلو متر إلى الجهة الغربية من الفالق القاري..


لم أستطع التصديق عندما أخبرتني رئيسة الخدم هنا وهي تضع وجبة الفطور على الطاولة في ثاني يوم من وجودي هنا أنني موجودة في أسبن..

 

نظرت إلى المشهد الخلاب أمامي وشعرت بالسكينة وبالراحة النفسية.. أغمضت عيناي وفكرت بما حصل معي في الأيام الخمسة الماضية.. أصبح كارتر عنيفا معي خاصة بعد اكتشافي لفارق العمر بيننا.. ولكنني بطاعة وبحزن لزمت الصمت واستسلمت لرغباتهِ المتوحشة..


ما كان يؤلمني في الصميم طريقة معاملته لي القاسية.. فأنا زوجته وسوف أطيعه وأحترمه لما تبقى لي من العمر.. لكنه كان يغضب ويُعاملني بعنف في العلاقة بسبب دموعي.. هو لا يفهم دموعي.. لا يفهم سببها.. لا يفهم بأنني أبكي خوفا منه ووجعا من معاملتهِ لي القاسية..


تعلمت في الدير أن أكون مطيعة.. بل طيلة حياتي تعلمت الطاعة.. وأنا أعلم حتى لو زواجي منه كان رغما عن إرادتي إلا أنني أعرف جيداً ما هي واجباتي الزوجية..

 

أنا أحاول.. أحاول جاهدة أن أتحمل قساوته وعنفهُ معي.. ولكنني لم أعد أستطيع تحمل ألام جسدي وروحي..


سالت دموعي بصمت على وجنتاي الباردتين.. مسحتُها بسرعة وجلست على الثلج أنظر بشرود أمامي.. لا أعلم كم مضى من الوقت.. كنتُ جالسة أستمتع بدفء الشمس والهواء الطلق.. لم أكن أشعر بالبرد بفضل أشعة الشمس الجميلة..


وبعد ساعات طويلة انتفضت بذعر عندما سمعت صوت كارتر يهتف بخوفٍ شديد باسمي


" بوناتيلااااااااااااااااااااااااااااا.. "


لأول مرة أسمعهُ يهتف باسمي الكامل.. التفت بسرعة ونظرت إليه بدهشة وبقليل من الخوف

 

رواية شرطية المرور - فصل 20 - كوني قوية لأجلي

 

 

رأيته يقف أمامي وهو يتنفس بقوة ويتأملني بطريقة غريبة لم أستطع تفسيرها.. رأيته يركض مسرعا باتجاهي ووقف أمامي ورفع يده نحوي.. عرفت بأنه يريد صفعي وبردة فعل دفاعية رفعت كلتا يداي أحمي وجهي من صفعته.. لكن شهقة خرجت من فمي عندما أمسكني من كتفي ورفعني لأقف وعانقني بشدة وهو يهمس


" الحمدُ اللّه أنتِ بخير سمرائي.. سمرائي.. سمرائي.. أخيرا وجدتكِ.. ظننت.. ظننت... "


لم يُكمل كلامه بل ابتعد قليلا وتأمل وجهي بلهفة وشهقت بذهول عندما قبلني على شفتاي بلهفة غريبة عجيبة.. ارتعشت بين يديه ووقفت جامدة لا أفهم ما حدث له.. لكن قبلتهُ لي كانت جميلة.. ولأول مرة شعرت برغبة عميقة لمبادلتهِ هذه القبلة الحارة..


حركت شفتاي بعدم الخبرة على شفتيه وسمعته يتنهد بقوة وضمني إليه بشدة دون أن يتوقف عن مبادلتي تلك القبلة الرائعة.. 


فجأة توقف عن تقبيل شفتاي بنهم وبدأ يوزع قبلاته على كامل وجهي وهو يهمس بين القبلة والأخرى


" سمرائي.. سمرائي.. سمرائي الجميلة.. طفلتي الجميلة "


طفلتي الجميلة!!!!.. نبض قلبي بنبضات سريعة عنيفة عندما همس بتلك الكلمات.. وشهقت بدهشة عندما حملني بذراعيه ومشى نحو الداخل..


كنتُ أنظر إليه بضياع كلي دون أن أفهم ما جرى له.. دخل إلى غرفته وجعلني أقف على قدماي ثم عانقني بشدة إلى صدره.. كنتُ ساكنة في أحضانه أستمع بهدوء إلى دقات قلبهِ السريعة..


شهقت بخفة عندما شعرت بشفتيه تقبل رأسي بينما يديه كان تتجول على ظهري.. أبعدني عنه قليلا وأمسك وجنتاي بيديه برقة ونظر في عمق عيناي وهمس بألم قائلا


" لا تفعلي بي ذلك من جديد.. لا تبتعدي عني سمرائي.. لا تُخيفيني عليكِ كما فعلتِ اليوم.. إلهي.. لقد أحرقت أسبن بينما كنتُ أبحث عنكِ.. وأنتِ أين؟.. على سطح القصر.. "


نظرت إليه بذهول وشهقت بصدمة عندما سألني بقلق

" هل تشعرين بالبرد؟.. نعم لا بد أنكِ تشعرين به.. كنتِ على السطح لفترة خمس ساعات.. تعالي "


توسعت عيناي بذهول عندما أمسك ذراعي وجذبني لأمشي نحو السرير وساعدني بالاستلقاء عليه ثم رفع اللحاف على جسدي وجلس على طرف السرير يتأملني بنظرات غريبة لم أراها سابقا في عينيه.. 


هل تلقى ضربة على رأسه؟!.. 


تساءلت بداخلي بدهشة عندما رأيته يزيل حذائي ويرميه بعيدا ثم دلك قدماي الباردتين بيديه الدافئتين ثم وضعهما أسفل اللحاف وسمعتهُ بدهشة يكلمني بنبرة حنونة قائلا


" سأطلب من الشيف بتحضير حساء لذيذ لكِ.. لا بد أنكِ تشعرين بالجوع كما أنه سيدفئكِ أكثر.. لا تتحركِ من مكانكِ لن أتأخر "


وخرج راكضا من الغرفة كالإعصار.. رمشت بقوة أنظر أمامي بصدمة ولم أستطع استيعاب ما حدث الآن.. دقائق قليلة رأيتهُ يدخل إلى الغرفة وهو يبتسم بوسع وجلس على طرف السرير بجانبي وأمسك يدي اليمنى وحضنها بكفيه وقال بنبرة حنونة


" ستجلب الخادمة الحساء بعد قليل.. هل تشعرين بالتحسن وبالدفء؟ "


نظرت إليه بتعجُب ثم احمر وجهي بشدة بسبب نظراتهِ القلقة وأجبته بحياء

" أنا بخير سيدي "


تنهد بعمق وقال بهدوء

" توقفي سمرائي عن مناداتي بسيدي.. أنا زوجكِ.. هيا ناديني باسمي فهو ليس صعبا نطقه "


احمر وجهي أكثر ونظرت بخجل إلى البعيد وهمست باسمه بحياء

" كارتر... "


شهقت بخوف عندما رأيت وجهي يغرق في صدره وبقوة.. لقد انحنى وعانقني إلى صدره بشدة.. أغمضت عيناي واستنشقت رائحة عطره والتي جعلتني أسترخي أسفله..


وبعد لحظات طويلة ابتعد عني ولم يتوقف عن النظر إليّ بطريقة غريبة أخجلتني.. ولدهشتي عندما دخلت الخادمة وهي تحمل صينية الطعام أمرها كارتر بالانصراف ثم ساعدني لأجلس ووضع الصينية على مسند خشبي صغير في حضني ولكن لدهشتي أمسك بالملعقة وبدأ يطعمني الحساء بنفسه..


كنتُ خجلة جداً منه وبسبب تصرفاتهِ الغريبة والتي لم أفهم سببها.. وعندما انتهيت من تناول الحساء مسح فمي برقة بمنديل مُعطر وطلب مني أن أنام وأستريح قليلا..


بعد خروجه من الغرفة ظللت لساعة كاملة أفكر وأقوم بتحليل تصرفاتهِ الغريبة لكنني في النهاية لم أستطع وقررت أن أنام..


أسبوع كامل مضى على حادثة السطح و كارتر تغير معي جذريا.. أصبح شخصا آخر لا أعرفه.. أصبح حنونا و رقيقا و متفهما.. حتى عندما كان يمارس الحب معي كان يجعلني أذوب من رقته وحنانه..


تحول إلى رجل آخر جديد.. رجل لم أستطع منع نفسي من الوقوع بحبه وبسهولة وبسرعة قصوى.. وبسبب خجلي لم أستطع الاعتراف له بمشاعري.. كنتُ سعيدة جداً معه.. سعيدة جداً برفقتهِ في أسبن..


كان كل يوم يأخذني لمكان معين للترفيه في أسبن.. واشترى لي الكثير من الملابس الجميلة ذو الماركات العالمية.. كما أنه اشترى لي الكثير من المجوهرات الثمينة والتي لم أتخيل في حياتي كلها أن أحصل عليها رغم اعتراضي على ذلك..


كما أننا مارسنا رياضة المشي على امتداد الطريق الموازي لغابات وايت ريفر.. كما علمني كارتر رياضة التزلج على الجليد..

 

كنتُ أعيش قصة حُب غريبة وجميلة.. تمنيت بشدة أن لا تنتهي أبداً.. وفي آخر ليلة لنا في أسبن ذهبنا إلى دار الأوبرا وشاهدنا عرض لا مثيل له..

 

في هذا الأسبوع جعلني كارتر أعشقهُ بجنون وأنسى فارق العمر بيننا وأنسى كيف أجبرني على الزواج منه وما فعلهُ معي.. وتمنيت بقوة أن يبقى إلى الأبد يعاملني بتلك الطريقة.. حتى لو لم يتفوه بكلمة أحبكِ لي.. يكفيني بأنني أحبهُ وبأنهُ يعاملني كملكة على عرش قبله وحياته..


بعد عودتنا من دار الأوبرا عدنا إلى القصر.. وفي هذه الليلة لم أبخل بمشاعري عليه.. في هذه الليلة تجرأت وتجاوبت معه ومارست معهُ الحُب بطريقة رائعة لا مثيل لها.. في النهاية سقطت نائمة بسعادة في حضنه..


أنا سعيدة.. سعيدة جداً مع زوجي و حبيبي كارتر أدامز.. شبح الشيطان الوسيم....


 

آخيليس***

 

أسبوع بكامله مضى برفقة فتاتي الجميلة.. إستيرا المرأة الوحيد التي رغبت بشدة وأردت وسمحت لها بأن تلمسني..

 

لم أستطع منع نفسي في اليوم الأول من الطلب منها بلمسي وإزالة ملابسي عن جسدي بنفسها.. أردت وبشدة الشعور بيديها الصغيرتين تتجولان على بشرتي الساخنة والتي كانت تحترق أسفل لمساتها..


رغبة جنونية عنيفة تملكتني نحوها.. شعرت بأنني في الجنة بين يديها..


إستيرا المرأة الوحيدة التي جعلت شياطيني تهدأ وتكون مطيعة لها.. لم أفهم سبب استسلامي أمامها.. لكنني لم أستطع التوقف عن الشعور بالتملك نحوها..

 

إستيرا جونز لي أنا.. ولن أسمح لمخلوق على وجه الأرض بلمسها سواي..


حاولت السيطرة على ساديتي معها طيلة فترة هذا الأسبوع.. حاولت لجم رغابتي العنيفة.. لكن عندما همست لي بتلك الكلمات

" أحبُك.. أحبُك آخيليو "


نظرت إليها بجمود وشعرت لأول مرة في حياتي بدفء عجيب في قلبي.. ذلك الدفء أقلقني وجعلني غاضب من نفسي لأنني عرفت سببه.. ورفضت.. رفضت الاعتراف بالسبب.. ليس من أجلي بل من أجلها..


أنا شيطان لعين أعيش في عالم مظلم ممتلئ بالحقد و بالانتقام و القتل و الدماء.. لا أستطيع إدخال إستيرا إلى عالمي.. لذلك خلقت لها عالم خاص بالنادل آخيليو.. لكن بعد اعترافها بحبها لي شعرت بالألم الشديد في صدري وبالندم...


ندمت لأنني جعلتُها تدخل إلى عالمي الآن.. هي لم تحب آخيليو النادل والبسيط والفقير.. بل أحبت وحش يختبئ بداخله يُخفي نفسهُ عنها وعن عالمهِ المظلم والسادي..


غضبت من نفسي ومارست معها بعنف رغم إرادتي.. سيطر الغضب على كياني ولم أستطع السيطرة عليه.. تمنيت أن تكرهني بعد أن عاملتها بعنف لكنها لم تفعل وقتلتني..


نظرت إليها بألم وهي نائمة وحاولت كتم صرختي الغاضبة والمتألمة.. قلبي اللعين لم يتوقف عن النبض بسرعة جنونية من أجلها.. ورفضت.. رفضت من جديد الاعتراف لنفسي بمشاعر كنتُ أتجنبها طيلة حياتي..


الحُب لا وجود له في عالمي المظلم..


جلست بجانبها وقبلت بخفة جبينها وهمست لها بألم

 

" سامحني شرطيتي الجميلة.. لا أستطيع.. لا أستطيع فعل ذلك وإدخالكِ إلى عالمي الحقيقي.. قد أتسبب بدماركِ.. يا ليتكِ لم تحبي آخيليو فتاتي.. يا ليتكِ لم تفعلي "


سمعت صوت رنة خاصة في هاتفي تدل على وصول رسالة لي في الهاتف والذي لا يمتلك رقمه سوى كارتر و إيلا و فتاتي.. استقمت بوقفتي وتوجهت نحو المنضدة وفتحت الدُرج وأمسكت الهاتف ورأيت على الشاشة رسالة من إيلا.. وما أن حدقت بمحتوى الرسالة حتى عرفت بأنها مُرسلة من جهاز التنصت والذي هو موصول بهاتفي وهاتف كارتر..


ارتديت سروال منامتي وخرجت من الغرفة بهدوء وتوجهت نحو مكتبي.. ولفترة نصف نصف ساعة كاملة استمعت إلى محتوى التسجيل بجمود وبغضبٍ بارد..


لم أكن أتوقع أبداً أن أسمع ما سمعتهُ أذناي الآن.. العاهرين يريدون الانقلاب عليّ وقتلي وجعل ذلك الخسيس زعيماً.. لقد أخطأت وسامحتهُ سابقا.. الحقير باتسي كان يستحق الموت..


وبينما كنتُ أحاول لجم نار الغضب المشتعل بداخلي سمعت رنين هاتفي وعرفت فورا من المُتصل دون أن أنظر إلى الشاشة.. تلقيت المكالمة بسرعة وسمعت كارتر يهتف بغضبٍ لعين


( الأوغاد والملاعين.. سأقتلهم.. سأحرق أرواحهم بنفسي الليلة.. هل سمعت التسجيل آخيليس؟ )


أجبتهُ بهدوء وببرود تام


" فعلت.. ولكن كارتر أنا أحذرُك.. إن ذهبتَ الليلة ولمست رجلا واحدا من حرسهم سأقتلك بنفسي.. لن تذهب إلى أي مكان ولن تقتل أي أحد من هؤلاء الخونة.. فهمت؟ "


شهق كارتر بصدمة ثم هتف بغيظ وبغضب


( آخيليس.. ما الذي تقوله؟.. السفلة يريدون قتلك وجعل ذلك الغبي باتسي زعيماً مكانك.. كان يجب أن تقتل ذلك الوغد باتسي منذ البداية.. فهو خائن لعين لا قيمة له.. لقد وافق العاهر وبسرعة على خطة اللعين دايمون.. أوه وذلك الحقير دايمون كم أرغب الآن بقطعه وإطعامهِ لكلابي.. ذلك العاهر الخسيس يريد قتلك بسبب وفاة ويسلي.. هناك شيئا آخر زعيم.. أنا لا أصدق أسباب دايمون التافهة للانقلاب عليك.. فهو في الآونة الأخيرة كان غاضب من ويسلي ويرغب بقتله بنفسه.. هناك حلقة مفقودة آخيليس )


نظرت أمامي ببرود وأجبته

" عليك أن تجد لي وبسرعة تلك الحلقة المفقودة.. أريد أن أعرف الليلة بأسباب دايمون الحقيقية.. سأعطيك مهلة ساعة فقط.. أنتظرك كارتر "


وانهيت المكالمة بينما كان يعترض على الفترة القصيرة التي أمهلتُها له.. كارتر لعين شيطان باتصال واحد منه سيكتشف لي السبب الحقيقي..


جلست على الكرسي في مكتبي وفتحت الدُرج ونظرت إلى هواتفي السبعة.. وكما توقعت مكالمات لم أتلقاها بعدد شعر رأسي ورسائل كثيرة كانت بانتظاري.. تفحصت الرسائل المهمة وأهملت البقية ثم انتظرت لساعة بفارغ الصبر مكالمة كارتر بينما كنتُ أخطط بهدوء كيف سأعاقب الخونة بنفسي وأدمرهم جميعا مع كل عائلاتهم وكل من يحبونهم.. لن أرحم أحداً منهم ليكونوا عبرة للجميع..


بعد مرور نصف ساعة فقط صدح رنين الهاتف الخلوي وفورا تلقيت مكالمة كارتر وسمعتهُ بصدمة يجيبني قائلا


( آخيليس.. لقد اكتشفت السبب الحقيقي لذلك القذر دايمون.. ولن تصدق ما اكتشفته و... )


قاطعتهُ قائلا بنفاذ الصبر

" تكلم واللعنة كارتر.. ما هو سببهُ الحقيقي؟ "


أجابني كارتر بهدوء وبكلمة واحدة

( إستيرا )


تجمدت الدماء في جسدي وتوسعت عيناي بذهولٍ شديد وهنا هتفت بغضب قائلا له

" ما اللعنة كارتر!!.. إستيرا؟!!!.. لماذا؟.. لماذا هي بالذات؟ "


أجابني كارتر بهدوء


( لقد اكتشف اللعين علاقتك بها بعد وفاة ويسلي.. واكتشف الحقير كل ما فعلته من أجلها.. المقهى و شرائك للمبنى الذي تسكن به.. لقد حولت على حساب منذ قليل مبلغ ضخم للغاية لأعرف هذه المعلومات اللعينة.. والأهم بأن دايمون واقع في عشق إستيرا ومنذ زمنٍ بعيد.. والحقير كان على تواصل مع عمك جورجيو طيلة هذا الأسبوع.. لقد تحرك بسرعة الوغد.. ولدي معلومات من المُخبرين في إيطاليا.. عمك جوريو سيأتي قريباً إلى سانت سيمونز بعد أن يسمح له الطبيب بذلك وتكلم أمام الجميع وبسعادة منذ يومين بأنه سوف يزوج حفيدته بالرجل الذي اختارهُ لها بنفسه بعد مرور شهرين.. فطبيبه الخاص سمح له بالسفر بعد شهرين إلى سانت سيمونز )


اشتدت عروق جسمي كلها وتصلب جسدي بشدة وهمست بحقد وبقساوة وبغضبٍ عنيف


" سأقتل دايمون بنفسي لأنه وضع عينيه على فتاتي.. ثم سأقتلهُ من جديد لأنه كان على تواصل مع عمي القذر جورجيو بالسر ومن خلف ظهري أيضا.. ثم سأقتلهُ من جديد لأنه يرغب بقتلي الوغد.. هو يلعب بروحه وبأرواح جميع من يحبهم.. سأحرق الأرض وأقلبها على رؤوس الجميع.. عليهم أن يتحضروا لجحيم الزعيم القادم.. وعمي جورجيو الحقود سيكون حسابي معهُ مختلفا وأشد إيلاما هذه المرة "


تنفست بقوة وبعنف ثم أخبرت كارتر بخطتي وما يتوجب عليه فعله وطلبت منه أن يتصل برجالي في المزرعة والحُراس الذين يحرسون الغابة بجانب الكوخ لينتظروني أمامه بعد نصف ساعة .. أنهيت المكالمة ولكي أهدأ قليلا خرجت من المكتب وصعدت إلى غرفة نومي..


نظرت إلى فتاتي بحزن وهمست لها بأسى


" حاولت.. حاولت فتاتي.. لكنني لم أستطع إبعادكِ عن عالمي.. للأسف القدر أعادكِ من جديد إلى عالمي المظلم .. سامحيني فتاتي.. سأغيب عنكِ قليلا لأجعل أعدائي يظنون بأنني اكتفيت منكِ ورميتُكِ بعيداً.. لكن أعدكِ قبل أن يأتي جدكِ القذر سأتحرك وأحرق الأرض بالجميع وأجعلكِ زعيمة على قلبي فقط.. زعيمة على قلبي.. أعدُكِ بذلك "


انحنيت وقبلت شفتيها برقة ثم استقمت وارتديت ملابسي وأمسكت مفتاح سيارتها ونظرت إليها بحزن هامسا لها

" كوني قوية لأجلي فتاتي.. سأشتاق إليك.. وبشدة "


خرجت مُسرعا من غرفتها لكي لا أضعف وأغير قراري وأبقى معها ثم توجهت نحو مكتبي.. يجب أن أوهم الحقير دايمون بغيابي وبُعدي عنها.. سأتخلص من كل شيء فعلتهُ من أجلها لأخدعه.. وبعدها سأعود لإحراق الجميع وأولهم الحقيرين دايمون و راموس..


خرجت مسرعا من مكتبي ومن الكوخ ورأيت رجالي بانتظاري في سيارات اللاند كروزر السوداء والمصفحة.. رأيت دون يقف أمامي وهو يتأملني باحترام وبرهبة.. رفعت يدي اليمنى وسلمته مفتاح سيارة إستيرا وقلتُ له بأمر


" أريدك أن تقودها بحذر وتسلمها لـ إميليو.. واطلب منه أن يسلم المفتاح في الغد و بنفسه لها وبعدها أريدكم جميعاً في المبنى الأسود "


فتح حارسين لي الباب الخلفي وصعدت وجلست على المقعد.. القيت نظرة أخيرة على كوخ الحُب وتحديداً نحو غرفة نومي وهمست بحرقة


" كوني قوية من أجلي.. من أجلي فتاتي "


واتجه موكبي بكامله خارجا من الريف متوجهاً نحو المدينة وتحديداً نحو المبنى الأسود.. وهناك أعطيت تعليمات مشددة لرجالي لحماية إستيرا ومنع أي أحد من الاقتراب منها خاصةً دايمون الحقير.. ثم أخبرتهم بأوامري وبتعليماتي وأمرت الجميع بعدم التفوه بكلمة واحدة أمام مانويل خاصةً كارتر..


ليس لأنني لا أثق بـ مانويل.. فثقتي به عمياء وأنا أعلم جيداً بأنه لن يتفوه بحرف أمام راموس أو أي أحد.. ولكن فضلت أن لا يعلم حاليا لأنني أعرفهُ جيداً.. سيشعر بالحزن وبعذاب الضمير عندما أُنهي حياة ابن خالته وكل من يحبهم.. سوف يلوم نفسه لمدى العمر لأنه لم يستطع إقناعه عن عدم خيانتي..


الأفضل له أن يعرف في يوم الحساب.. والذي سيكون بعد شهرين وأسبوعين..


في اليوم الثاني وبعد سفر كارتر أمرت إميليو ببيع المقهى في أسرع وقت.. واكتشفت منه المجزرة التي افتعلها مانويل في الأمس لينقذ جوليا من والدها القذر.. لم أغضب لأنه قام بتصفية ميشال كابيش وجميع رجاله في الأمس.. فذلك الخائن يستحق الموت خاصةً لأنه كذب عليّ وتجرأ على خطف ابنته رغم علمهِ بأنها تحت حمايتي..


عقدت اجتماع مهم وسري قبل سفري إلى جزيرتي وفي الساعة الرابعة بعد الظهر كنتُ أجلس في المقعد الفخم المريح داخل طائرتي أنظر إلى شاشة جهازي المحمول وأتفقد كاميرات المراقبة في المبنى لأرى فتاتي.. أعدت توقيت الكاميرات في الساعة التي وصلت بها وشاهدتُها بحزن وهي تصعد على السلالم شبه منهارة وتبكي..


شعرت بغصة أليمة جداً وموجعة في صدري لدى رؤيتي لها بهذا الشكل منهارة.. كنتُ بعيداً عنها غصباً عن إرادتي.. أردت وبقوة العودة إليها وضمها بشدة إلى صدري وممارسة الحب معها بجنون..


أردت خطفها وإخفائها عن العالم كله وجعلها لي وإلى الأبد.. لكن ليس الآن.. ليس قبل أن أوجه ضربتي القاضية على أعدائي والخونة..


أغلقت الحاسوب وتنهدت بعمق ثم همست برقة

" قريبا فتاتي.. قريبا سأعود.. كوني قوية لأجلي.. "


وبعد مرور خمسة أيام من الجحيم عليّ.. كنتُ أسبح في حوض السباحة التابع لقصري في جزيرتي أحاول أن أجعل نيران جسدي المشتعلة بالخمود بالمياه لكنني فشلت..

 

اشتقت لفتاتي بجنون.. شرطيتي الجميلة حزينة جداً وتتألم.. لم أستطع الرد على مكالماتها طيلة هذه الأيام ولأعذب نفسي أكثر لم أستطع اقفال هاتفي.. أردت أن أرى مكالماتها لي الكثيرة لكي أطمئن بأنها بخير وتتصل بي.. 


كنتُ أحترق شوقا لها.. أحترق لرؤيتها وضمها إلى صدري.. ما أشعرُ به حاليا من آلام لم أختبرهُ في حياتي كلها سابقا.. ورفضت كعادتي أن أعترف لنفسي بتلك الكلمة..


وبينما كنتُ أخرج من حوض السباحة رأيت الخادمة تركض باتجاهي.. نظرت إليها بتعجُب وبحدة

 

رواية شرطية المرور - فصل 20 - كوني قوية لأجلي

 

 

فأنا تعليماتي كانت واضحة لهم.. لا أريد أي إزعاج منهم وهي فعلت.. وقفت أمامي وأحنت رأسها باحترام ثم رفعته وقالت لي برعب بينما كنتُ أقفز لأقف أمامها


" سيدي آسفة لأنني خالفت أوامرك وأزعجتك الآن.. لكن السيد مانويل اتصل منذ قليل وهددني بقتلي إن لم يكلمك الآن.. هو ما زال ينتظر على الهاتف.. ماذا تريدني أن أفعل سيدي؟ "


أمسكت بمنشفة وبدأت أمررها على شعري وأجبتُها بجمود

سأتكلم معه.. والأن انصرفي قبل أن أقتلكِ بنفسي "


استدارت وفرت هاربة ركضا من أمامي.. رميت المنشفة على الطاولة وأمسكت بالهاتف الأرضي وضغطت على رقم واحد وسحبت المكالمة.. وضعت السماعة على أذني وكلمتهُ بهدوء 


" مرحبا مانو "


وما أن سمع صوتي حتى شتمني الحقير قائلا

( اللعنة عليك أيها الوغد الحقير.. لماذا فعلتَ ذلك بها؟.. كنتُ أعلم بأنك حقير لكن ليس إلى تلك الدرجة )


تصلب جسدي من الغضب وهتفت بحدة بينما كنتُ على وشك تحطيم كل شيء أمامي

" انتبه جيداً مانويل أنتَ تتكلم معي وليس مع أي شخص لعين عادي.. ألجم لسانك وإلا قطعتهُ لك "


لم يهتم اللعين لتهديدي له بل تابع هاتفا بغضب قائلا


( تباً لك.. لقد أحرقتَ المسكينة.. بعد أن حصلتَ على مبتغاك منها رميتها بحقارة أيها القذر وذهبت إلى جزيرتك القذرة للنقاهة.. لقد أغميّ عليها منذ قليل.. اتصلت بك طيلة هذه الأيام وأنتَ لم تُتعب نفسك بالرد على مُكالماتي.. فتاتُك كانت ستموت بسبب حزنها واختفائك عنها.. لقد خسرت عملها وخسرتك في اليوم نفسه.. وهي تذوب يا لعين بسببك )


توقف قلبي عن النبض لثانية وعاد لينبض بسرعة جنونية داخل صدري.. جلست بانهيار على المقعد ونظرت أمامي بقلقٍ شديد وهتفت بصدمة

" ما الذي تتكلم عنه مانو؟.. ما بها فتاتي واللعنة؟!.. تكلم.. ما بها؟ "


سمعتهُ يشتم بقوة ثم هتف بحدة قائلا

( هي كانت على وشك الموت بسببك يا غبي.. إستيرا رقيقة وحساسة لدرجة لا توصف.. وما فعلتهُ بها أعلى درجات النذالة والحقارة و.. )


قاطعتهُ قائلا بحدة

" تبا لك.. لا تصفني بتلك الصفات اللعينة.. أنتَ لا تعرف شيئا.. لا تعرف شيئاً.. ما بها إستيرا واللعنة؟.. تكلم.. تباً لك.. ما بها فتاتي؟ "


سمعتهُ يشتم وهتف بحقد

( الآن عادت لتكون فتاتك.. حقير و قذر و سافل )


انتفضت بعنف واقفا وأمسكت بطرف الطاولة أمامي ورميتُها بعنف بعيدا لتتحطم بقوة وتصدر صوتا قويا ثم هتفت بغضبٍ جنوني

 

" توقف عن شتمي مانو.. لو أحداً غيرك كلمني بتلك الطريقة كنتُ قتلته.. ما بها إستيرا؟.. تكلم "


سمعتهُ يهتف قائلا بغضب

( سأخبرك يا حضرة الزعيم.. تبا لك.. أنتَ الآن في جزيرتك الخاصة بينما هي كانت على وشك أن تفقد حياتها بسببك أيها الغبي.. خمسة أيام لم تأكل ولم تشرب بها.. كانت ستموت بسببك بينما أنت...... )


جلست بانهيار على المقعد لدى سماعي لما تفوه به قاطعتهُ بصدمة وبقلقٍ شديد قائلا له


" لا.. لا فتاتي.. إستيرا.. مستحيل!!!.. هي يجب أن تكون قوية لأجلي.. يجب عليها ذلك.. كيف حالها الآن؟.. أخبرني مانو.. كيف هي الآن؟.. أخبرني... "


صمت لثواني ثم همس بحدة

( لقد استيقظت.. وما همك بحالتها.. استمتع يا لعين في جزيرتك اللعينة تلك... )


وأنهى المكالمة.. كنتُ أتنفس بسرعة جنونية وقلبي كان يؤلمني بشدة.. ألم غريب ومؤلم للغاية.. شعرت بالغضب من نفسي.. شعرت بالغضب الكاسح لأنني بعيد عنها رغما عن إرادتي.. شعرت بالغضب من كل شيء ومن الجميع.. 


وقفت وهتفت بحدة وبجنون وبدأت بتحطيم كل ما تراه عيناي من طاولات وكراسي ومقاعد.. لم أترك شيئا لم أحطمه.. وعندما هدأت أخيراً أو الأصح لم يتبقى شيء أمامي لأحطمه نظرت نحو القصر ورأيت الخدم والحراس يقفون بعيدا وينظرون باتجاهي برعبٍ مهول..


نظرت إليهم بحدة وهتفت بجنون

" ابتعدوا من أمامي قبل أن أقتلكم يا ملاعين.. هياااااااااااااااااااااا... ابتعدواااااااااااااااا... "


وفروا راكضين برعب من أمام أنظاري.. أغمضت عيناي بقوة وهمست بألم

" إستيرا.. فتاتي.. قاومي لأجلي أرجوكِ.. لا تعذبيني أكثر.. يكفي عذابي في بعدكِ عني.. يكفيني "


كنتُ أرغب بالعودة إلى سانت سيمونز ورؤيتها والاعتناء بها ولكن بسبب الخونة الملاعين لم أستطع.. يجب أن يسير كل شيء حسب الخطة.. يجب أن أتحمل.. يجب...


صعدت إلى غرفتي ولأعذب نفسي أكثر فتحت حاسوبي ثم فتحت برنامج كاميرات المراقبة في المبنى وبدأت أشاهد بألم فتاتي.. كنتُ أعيد الكاميرات وأشاهد بحزن ما حصل لها..

 

أغلقت الحاسوب وتنهدت بقوة.. لا أستطيع لوم مانو بسبب شتمهُ لي.. فهو لا يعرف الحقيقة.. لا يعرف بأنني مُجبر على فعل ذلك..


أمسكت بهاتفي واتصلت بـ إميليو وأمرته بتشديد الحراسة أكثر على إستيرا.. ومراقبة رجال عمي.. وطبعا القذر دايمون وتحركاته هو و راموس باتسي.. كما طلبت منه أن يرسل لـ مانو المال ليجلب لها كل ما تحتاجه ولا يبخل عليها بشيء.. وطلبت منه أن يُرسل لها أفخر أنواع النبيذ لأنها تحبه رغم أنها تثمل من ثاني كأس تشربه...


بعد مرور شهر وأسبوعين على غيابي تلقيت مكالمة من إميليو جعلتني أفقد عقلي

( رجال عمك توقفوا عن مراقبة إستيرا منذ أسبوع.. ولكن الغريب رجالنا شاهدوا رجل غريب يراقب إستيرا باستمرار.. هل نقتله؟ )


تجمدت الدماء في عروقي وسألته بسرعة

" هل هو من رجال دايمون؟ "


أجابني إميليو بالرفض وهنا انتابني الخوف الشديد على فتاتي.. من الذي يراقبها؟.. من يكون؟.. ولحساب من يعمل؟.. 


شعرت بالغضب وأمرت إميليو قائلا

" راقبوه جيداً.. أريد أن أعرف من يكون ومن هم عائلته.. عنوانه.. تحركاته.. حتى الطعام الذي يأكله.. فهمت إميليو؟ "


أجابني موافقا وكلمتهُ بسرعة قائلا قبل أن أنهي المكالمة


" سأعود في الغد.. وبسرية تامة.. لا أريد لأحد باكتشاف عودتي.. حتى كارتر و مانو.. جهز لي الغرفة السرية في المبنى الأسود وانتظرني برفقة الرجال في المساء "


وهكذا قررت العودة إلى سانت سيمونز قبل الوقت المحدد بأسبوعين.. دخلت إلى المبنى الأسود ورأيت إميليو ينتظرني برفقة رجالي الموثوق بهم.. صعدنا إلى الطابق الثاني ووقفت أمام الجميع وبدأت أسمع من إميليو كامل المعلومات عن ذلك الحقير والذي كان يراقب فتاتي..


وبصدمة سمعت معلومات صادمة جداً عن دايمون.. الحقير أذكى بكثير مما كنتُ أتخيل.. لكنهُ لا يعلم بأنني أسبقهُ بخطوة.. بل اثنتان.. سأجعله يدفع الثمن غاليا على خيانتهِ لي والوقوع في الحب بامرأتي..


أعطيت تعليمات مشددة للجميع وبدأت بمراقبة شرطيتي الجميلة بنفسي.. كنتُ بحزن أراها تبحث عني كل يوم في المقاهي والمطاعم وتسأل عني.. حتى أنها كانت تذهب إلى الأماكن التي ذهبنا إليها معاً سابقاً..


وبعد أسبوعين تلقيت مكالمة من الحارسين والذين كانا يراقبان إستيرا في المساء.. وبرعب سمعت بأن الرجل الذي كان يراقبها دخل إلى المبنى منذ دقائق وهو يحاول اقتحام شقة إستيرا لاختطافها برفقة رجل آخر والذي تبين بأنه شقيقه.. ولكنهم هاجموهم والرجلين مرميان حاليا شبه غائبين عن الوعي في صندوق السيارة..


أمرتهم بإرسالهم إلى المزرعة وجلب زوجة وابنة ذلك القذر إلى هناك.. لم أستطع المخاطر وإرسالهما إلى المبنى الأسود فـ كارتر هنا ولا أريده أن يعلم بعودتي حاليا هو و مانو..


ولم أستطع منع نفسي من الدخول إلى المبنى وبعدها إلى شقة إستيرا.. فهي دائما تضع المفتاح الاحتياطي لشقتها أسفل الحصيرة أمام باب شقتها..


نظرت إليها بحنان ولم أستطع منع نفسي من ممارسة الحب معها بجنون.. كنتُ مشتاقا لها لحد اللعنة.. ومارست معها برغبة قوية وبعاطفة وباشتياق.. جعلتُها ترى كم كنتُ مُتعطشا لها وبجنون..


وبعد وقتٍ طويل نامت إستيرا على صدري وهي تبتسم بسعادة.. تأملت وجهها بنظرات حنونة ثم تنهدت بقوة.. قبلت شفتيها برقة وابتعدت عنها وبدأت بوضع ملابسها على جسدها.. لا يجب أن تعلم بعودتي في الوقت الراهن..


خرجت بهدوء من المبنى وتوجهت نحو الريف إلى مزرعتي.. مزرعة داركن..


كنتُ أشاهد بجمود عبر الشاشة كيف يتم تعذيب ذلك اللعين وشقيقه على يد رجالي.. ولكن الحقير لم يتفوه بحرف.. ولاءه كبير لمستخدمه.. لكنني سأجعلهُ يتكلم على طريقتي.. نظرت إلى دون وسألته


" هل جلبوا زوجته وابنته؟ "


أجابني بسرعة قائلا بتوتر

" نصف ساعة زعيم ويصلون.. لقد تأخروا الرجال بسبب ابنته فهي كانت في المسرح تتدرب ولم يستطع الرجال خطفها هناك.. انتظروا حتى تنتهي وتم جلبها برفقة والدتها كما أمرتَ زعيم "


همست بحدة قبل أن أستدير وأخرج من الغرفة

" جيد.. عندما يصلون أرموهم في القبو.. وبعدها أريد اللعين برفقة شقيقه في الساحة "


وبعد مرور أربعين دقيقة كنتُ أقف في ساحة الأمامية ويحاوطني رجالي من كل الجهات.. القذر رفض أن يعترف لي من هو مستخدمه رغم تهديدي له بقتل شقيقه.. 


كنتُ أحاول العد إلى رقم عشرة قبل أن أغضب وأُنهي حياتهما بيدي.. لكنه غبي.. سحبت مسدسي من حزامي وأطلقت طلقتين على فخذيهما وشرعا يصرخان بألم وبرعبٍ شديد.. وضعت مسدسي الذهبي في الصينية والتي كان يحملها حارس لدي ثم نظرت إلى الحقير والذي كان يراقب فتاتي..


لكمتهُ بقوة ليسقط على الأرض أمام أقدامي ثم رفعته من ياقة قميصه وهتفت بوجهه بحدة وبغضبٍ مهول.. فصبري كان قد نفذ مني تماماً


" أيها القذر.. لماذا كنتَ تراقبها يا لعين؟.. تكلم واللعنة قبل أن أقتل شقيقك أمامك "


شرع يبكي الحقير بعنف وقال سمعت يتوسل إليّ قائلا

" أرجوك زعيم لا تقتله.. سأخبرك.. سأخبرك.. هي أعجبتني وأردت مراقبتها و.. لاااااااااااااااااااااااا.. أخي.. لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا... "


لم يعجبني رده.. هل قال القذر للتو بوقاحة بوجهي بأن فتاتي أعجبته.. كنتُ أعلم بأنهُ يكذب ولكن لصبري حدود.. رفعت يدي اليمنى وسحبت مسدسي الذهبي اللون من الصينية وأطلقت النار ببرود تام على رأس شقيقه.. ليسقط جسده أمام شقيقه الأكبر جثة هامدة.. نظرت إلى رجالي بغضب وهتفت بحدة


" اجلبوهم بسرعة "


رأيت الحقير يبكي بألم وبعذاب على شقيقه.. راقبته ببرود وبحقد ثم رأيت رجالي يدفعون الأم وابنتها وتم رميهما أسفل قدماي..


ارتعش برعب وشحب وجهه بشدة عندما رأى زوجته وابنته مرميتان أمام قدماي ورجالي يصبون أسلحتهم عليهما.. أمسكت بخصلات شعر زوجته ورفعت رأسها ثم وضع فوهة مسدسي على رأسها قرب الجبين وهتفت بحدة للحقير الباكي أمامي


" سأقتل زوجتك ثم ابنتك إن لم تتكلم.. لماذا كنتَ تراقبها يا لعين؟ "


أجهش ذلك الرجل ببكاءٍ مرير وعرفت بأن القذر متردد بالاعتراف.. ضاق صدري منه وأطلقت رصاصة على رأس زوجته وسقطت جثة هامدة أمام زوجها..


صرخ بجنون هو وابنته واحتضن جسد زوجته الميتة وشرع يبكي بهستيرية هو وابنته.. كان صبري قد انتهى نهائيا فهتفت بوجهه بغضب أعمى


" تكلم قبل أن تكون الطلقة الثالثة برأس ابنتك.. تكلم يا حقيرررررر "


" دايمون.. دايمون يريدها.. هو من دفع لي المال لمراقبتها.. هو "


توسعت عيناي وشعرت بالدهشة من ذلك.. هو ليس من رجال دايمون ومع ذلك الحقير وظفه بسرية لمراقبة فتاتي.. ودون أن أنظر إلى ابنته صوبت مسدي عليها وأطلقت النار في وسط جبينها ثم هتفت بحدة وبجنون


" أنا آخيليس الشيطان.. الزعيم.. سأجعلكم تدفعون الثمن غاليا.. أبلغ تحياتي للشيطان يا حقير "


وأطلقت النار على رأس الرجل.. تنفست بغضبٍ مهول وأمرت رجالي بحدة

" تخلصوا من جثثهم.. ودايمون القذر حسابه معي و.. "


توقفت عن التكلم بصدمة عندما سمعت بذهول صرخة قوية مُرتعبة و خائفة ومصدومة ومن المستحيل أن لا أعرف من هي صاحبتها..


أدرت رأسي بسرعة باتجاه الصرخة وفوراً توسعت عيناي بذهول عندما رأيتُها تجلس على فرع الشجرة الضخم وهي تبكي.. كنتُ أعلم بأنها تبكي فأضواء المزرعة كانت تنير تلك الشجرة اللعينة بوضوح.. 


لا.. لا لا لا لا لا.. ليس الوقت المناسب.. لا.. هتفت بداخلي بقهر وبغضب.. ثم رغما عني هتفت بحدة لرجالي

" اجلبوها لي وبسرعة.. و إياكم أن تؤذوا شعرة واحدة من رأسها.. تحركوا "


ولكن عندما رأيتها تقفز عن الغصن هوى قلبي إلى الأسفل.. تحركت بسرعة وركضت خارجا بنفسي خلفها.. كنتُ أركض خلفها وأنا أتبعها وأشرت لرجالي بالابتعاد عنها وعدم الاقتراب منها.. 


وصلت إليها بسهولة وأمسكت بكتفيها بإحكام وأوقفتُها بعنف ثم رميتُها بسرعة على العشب وحاصرتُها بجسدي..

" لااااااااااااااااااااااا.. دعني.. دعني.. دعني.. "


كانت تقاومني وتحاول ركلي دون أن تفتح عينيها.. نظرت إليها بحزن وهمست بداخلي.. سامحيني فتاتي للأسف القدر أعادكِ من جديد إلى عالمي المظلم وجعلكِ تدخلينهُ بقدميكِ.. 


" فتاتي الجميلة.. أخيراً اكتشفتِ هويتي الحقيقية.. مرحباً بكِ في عالمي المُظلم "


عيناي أظلمت بسبب ما سيحدث لاحقا ورأيتُها تفتح عينيها وتأملتني برعب.. تلك النظرات الخائفة والمرتعبة لم تعجبني بتاتاً.. ليس منها.. ليس من فتاتي..


ضغطت على عرقها النابض وجعلتُها تفقد الوعي ثم استقمت وحملتها بذراعي ومشيت عائداً إلى المزرعة.. وضعتُها في غرفة نومي وأمرت الخادمة بالاعتناء بها وتبديل ملابسها وعندما تنتهي أمرتها بإقفال الباب بالمفتاح وتسليمهُ لي شخصيا.. وعندما خرجت أمرت دون بوضع حارسين أمام جناحي الخاص وذهبت إلى مكتبي..


 

إستيرا***

 

حركت جفوني بضعف وتأوهت بألم بينما كنتُ أستفيق.. شعرت بألم في ظهري وفخذي وذراعي.. فتحت عيناي بضعف واستقرت عيناي على السقف.. وفورا أخفضت نظراتي وتأملت بصدمة ثم برعبٍ كبير الغرفة..

 

هذه الغرفة اللعينة أعرفها جيداً.. إنها غرفته في المزرعة.. انتفضت جالسة بسرعة رغم ألم ظهري وتملكني الألم وأغرق قلبي بكامله.. بكيت بهستيرية وانتحبت بينما كنتُ أتذكر الصدمة التي تلقيتُها.. آخيليو الرجل الوحيد والذي عشقتهُ لحد الجنون ليس سوى رجل مافيا خطير وقاتل..


آخيليو ليس سوى ابن من قتل أمي كذلك.. 


انتحبت بشدة واغرقت رأسي في الوسادة أبكي بعذاب وبصدمة.. كنتُ منهارة بالكامل ولم أهتم بالتفكير في مصيري ولماذا جلبني إلى هنا ووضعني في غرفته وعلى سريره..


" كم كنتُ غبية.. غبية.. غبية وحمقاء.. لقد استغلني واستغباني.. لقد دمرني وأحرقني بيديه.. لماذا فعل ذلك بي؟!.. لماذا؟!.. لماذا أنا؟!.. "


بكيت بشدة حتى شعرت بالألم في عيناي.. شهقاتي المتألمة وروحي المُعذبة والمدمرة أنهكوا جسدي بكامله وكياني..

 

أبعدت الغطاء عني بضعف وبجسد مرتعش تحركت ووقفت.. نظرت إلى جسدي ورأيت نفسي أرتدي قميص نوم مثيرة من الحرير الأحمر.. لم أهتم ومشيت بخطوات مترنحة باتجاه الباب.. أمسكت بالمقبض وحاولت فتح الباب لكنه كان مقفل..


دب الذعر في كامل أنحاء جسمي وبدأت بفزع أضرب قبضتاي على الباب الضخم وأنا أهتف ببكاء وبألم وبغضب


" افتحوا لي الباب.. افتحوا الباب.. أخرجوني من هنا.. لا أريد البقاء هنا.. لا أريد رؤية ذلك القاتل الحقير.. أخرجوني أرجوكم.. أخرجوني.... "


بكيت بهستيرية وسقطت على الأرض بجانب الباب وألقيت ظهري عليه وبتعاسة شرعت أبكي دون توقف.. فكرت كيف التقيت به.. فكرت منذ البداية كيف خدعني وخدع الجميع..

 

مسحت دموعي بضعف وشعرت بالإعياء الشديد.. وقفت على قدماي بجهد ومشيت مُترنحة نحو السرير ولكن قبل أن أصل إليه توقف قلبي بفزع عن النبض ثم طرق بعنف وبنبضات سريعة مُخيفة عندما سمعت صوت قفل الباب يتحرك وبعدها صوت الباب ينفتح..


التفت ببطء ونظرت إلى الخلف وبفزعٍ شديد رأيت آخيليو.. لا ليس آخيليو بل زعيم المافيا آخيليس داركن الشيطان كان يدخل إلى الغرفة ويغلق الباب بهدوء ووقف يتأملني بنظرات حنونة اللعين..


تسارعت أنفاسي بعنف عندما وبكل وقاحة سألني بهدوء

" هل تشعرين بالتحسن؟ "


استدرت لأواجهه ونظرت إليه بغضب رغم إعيائي الشديد ووجع جسدي وقلبي الذي كان يحترق.. وأجبته بهدوء

" لديك الوقاحة الكاملة لتسألني.. هيه!.. "


وقف أمامي بكبرياء ووضع يديه بجيب سرواله وتأملني بجمود قائلا بأمر

" عودي للنوم.. سنتكلم لاحقا "


بلعت ريقي بقوة ونظرت إليه بشجاعة رغم خوفي الشديد منه وقلتُ له

" طبعا لن أفعل.. أريدُ الخروج من هنا والابتعاد عنك إلى الأبد.. فأنتَ لستَ سوى مُخادع وقاتل مثل والدك "


لم أفهم ما حدث لكن بأقل من ثانية كان قد أصبح أمامي وصفعني بعنف على وجنتي لأسقط بقوة على السرير.. شهقة ضعيفة خرجت من فمي عندما أدارني بعنف وأمسك بفكي بقوة آلمتني بيده ورفع رأسي وهتف بوجهي قائلا بحدة


" إياكِ أن تتكلمي معي بتلك الطريقة مجدداً.. وأنتِ لن تخرجي إلى أي مكان من هنا من دون موافقتي.. أنتِ لي.. مُلكي.. خاصتي.. أنتِ لن تتنفسي من دون أذني حتى.. أنتِ لي واللعنة.. اللعنة أنتِ ملكي أنااااااااااااااا "


شعرت بالخوف يملئ جسدي.. كان منظرهُ مُرعب للغاية وهو يهتف بوجهي بحدة وبغضب.. عروق عنقه نفرت حتى عروق وجهه.. أما عينيه كانت جاحظة مُرعبة واستطعت رؤية الجحيم بداخلها..


سالت دموعي دون إرادة مني على وجنتاي وأدرت رأسي جانبا وأغمضت عيناي وهمست له بضعف


" أنا لستُ مُلكاً لك ولأي أحد.. ولن أسمح لك بإرهابي وإخافتي.. أكرهُك.. أنا أكرهُك وبشدة.. لقد خدعتني واستغليتني واستغليت براءتي.. حصلت على كل ما كنتَ تريدهُ مني.. والآن دعني أذهب بسلام من هنا.. ولديك وعد شرف مني بأنني لن أفتح فمي أبداً عن جريمة القتل التي ارتكبتها بحق ذلك الرجل وعائلته.. سألتزم الصمت ولن أتفوه بحرف.. فقط أخرجني من هنا وابتعد عني إلى الأبد "


أبعد يده عن فكي وشهقت بألم بسبب شعوري بعظام فكي تؤلمني.. شعرت بيديه تمسك كتفي العاري وشعرت بالإعياء الشديد وبالضعف عندما بدأ يهزني بعنف وهو يهتف بجنون مُخيف


" في أحلامك.. ستبقين هنااااااااااااا.. سمعتِ؟.. أنتِ لي.. أنتِ فتاة الزعيم.. ولن أسمح لمخلوق على وجه الأرض بإبعادكِ عني.. لن أسمح.. فهمتِ؟.. أنتِ فتاتي وإلى الأبد.. وعليكِ أن تتحملي العيش في عالمي المظلم أميرتي لأنني لن أسمح لكِ بالخروج منه بعد الآن.. لن أسمح أبدا "


توقف عن هزي ورماني بعنف على السرير وسحق شفتاي بشفتيه القاسيتين بقبلة متوحشة.. وبقسوة مهينة مزق قميص نومي وشعرت بيديه تجول بطريقة مذلة لنفسي على جسدي.. قاومته بضعف ولكن فجأة قبلتهُ القاسية والعنيفة تحولت إلى قبلة متعطشة وراغبة..


انتفض جسدي أسفله وشعرت بالنار تكوي عروقي وتحرقها.. ثواني وابتعد عني ووضع جبينه على خاصتي وقال بأنفاس لاهثة


" هذا درس صغير فتاتي حتى تعرفين لمن تنتمين.. لي أنا.. روحكِ و حياتكِ و جسدكِ.. حتى الأنفاس التي تتنفسين هي مُلكي أنا "


ثم طبع قبلة قوية على شفتاي النازفتين وهمس بحدة


" وما أمتلكهُ لا أتخلى عنه أبداً أو أتنازل عنه لأحد.. الحرب بدأت الآن فتاتي.. كوني قوية فما ينتظركِ في الأيام القادمة لن يستطيع عقلكِ البريء تحمله "


رفع جسدي من ظهري وعانقني بشدة إلى صدره.. ارتعشت بضعف بين يديه وسالت دموعي بخوف على وجنتاي عندما همس بأذني بطريقة مُخيفة


" الحرب بدأت فتاتي.. كوني قوية من أجلي لتتحملي الآتي "





انتهى الفصل















فصول ذات الصلة
رواية شرطية المرور

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©