ساعدني لأهرب
ماريسا**
"
ماريسااااااااااااا... "
انتفضت
أنا و ماثيو ونظرت برعب إلى رومانوس الغاضب أمامي.. ارتعش جسدي بعنف وغرق جسدي
بالذعر و بالفزع و بالخوف.. شحب وجهي وانسحبت الدماء منه ومن عروقي وسقط قلبي بين
قدماي.. لقد سمعني.. سمع حديثي واكتشف حملي منه و بأنني سأهرب منه..
وقف
رومانوس جامداً بأرضه ثم تنهد بقوة وقال بنبرة هادئة مُعتذراً
"
آسف أخفتكِ.. لم أقصد فعل ذلك "
نظرت
إليه بذهول عندما توقف عن التكلم ثم تمتم بكلمات بالإيطالية وبدا واضحاً بأنه
يشتُم.. ثم اقترب ووقف أمامي ونظر إلى ماثيو ثم استقرت نظراتهِ عليّ وقال بهدوء
"
شارلي تعرضت لحادثٍ مؤلم وهي في المستشفى حــ... "
شعرت
بقلبي يسقط من مكانه ووقفت بسرعة ونظرت برعب إليه وقاطعتهُ هاتفة بخوفٍ شديد
"
كيف؟!!.. هل هي بخير؟!.. هي حامل بشهرها الثالث.. هل تأذى الجنين؟.. ماذا حصل
لها؟.. أخبرني أرجوك "
رغم
أنني كنتُ سعيدة لأنه لم يسمع حواري مع ماثيو لكن خوفي على شارلي كان أكبر.. نظر
رومانوس إليّ بحزن وأجابني بهمس
"
لا أعلم ما هو وضعها الآن.. إيثان كان كالمجنون يصرخ ويبكي وبالكد فهمت منه ما حصل
لزوجته.. اتصلت بـ لوكاس وأخبرني بأنهم في مستشفى بوربون وشارلي في غرفة العمليات..
لذلك حاولت أن أتصل بـ ماركو لكنه لم يُجيب على اتصالاتي.. وكما فهمت من لوكاس لقد
وقعت شارلي عن السلالم أمام باب القصر و.. وأصيبت بجروحٍ خطيرة "
ارتعش
جسدي بقوة ورأيت الغرفة تميد أمامي..
"
ماريساااااااااا... انتبهي حبيبتي.... "
هتف
رومانوس برعب بتلك الكلمات وفوراً أمسكني وحضنني بشدة إليه.. كنتُ أبكي دون أن
أشعر ولكنني أحسست بوجنتي أصبحت رطبة بفعلها.. أسندت جبيني على صدر رومانوس
وأغمضت عيناي وبكيت بقوة حزناً على شارلي.. رغم أنها كتمت أسراراً كثيرة عني.. ورغم
غضبي منها لكنني تألمت بشدة لما حصل لها..
مسد
رومانوس خصلات شعري بخفة بيده وقال بنبرة حزينة
"
لا تبكي ملكتي.. شارلي ستكون بخير.. سوف تتحسن فـ ماركو من يُعالجها.. لا تقلقي
عليها "
انتحبت
أكثر لأنه يواسيني الآن.. بسببه كرهت الجميع.. بسببهِ هو.. انتفضت مُبتعدة عنه
ومسحت دموعي بكف يدي وقلتُ له بتصميم
"
سأذهب لرؤيتها.. يجب أن أطمئن عليها "
ابتسم برقة وقال بهدوء
"
سنذهب معاً للاطمئنان عليها.. لقد أمرت الطيار بتجهيز الهليكوبتر "
نظرت
إلى ماثيو ورأيته ينظر إلى رومانوس بحزن وبندم وبعدم الفهم وسمعته يقول
"
مـ.. ن.. من هي شارلي؟ "
جلست
بجانبهِ على طرف السرير وابتسمت بحزن ثم أجبته
"
كانت صديقة مقربة جداً لي.. لكنها خانتني وأخفت عني أسرار كثيرة.. سأخبرُك عنها
لاحقا.. يجب أن أذهب الأن لكي أطمئن عليها وأعدُك سوف أتي غداً لرؤيتك مع أطفالي
حتى تتعرف عليهما "
ابتسم
ماثيو برقة ثم قال
"
أتحر.. ق شوقاً لـ.. لرؤية أطفالكِ.. اذهبي مـ.. مارسي سأكون بخير هنا "
قبلتهُ على خده ووقفت ورأيت رومانوس ينظر إليّ بخيبة أمل وبعدم الرضا.. ما به هذا الآن؟!..
فكرت بتعجُب لكنني لم أكترث ومشيت بهدوء نحو الباب.. تبعني رومانوس بهدوء وعندما
دخلت المصعد الكهربائي أمسك برسغي بقوة وجذبني إليه ليرتطم صدري بصدره..
شهقت
برعب ورفعت رأسي ونظرت إليه بخوف.. كان غاضب.. غاضب بشدة.. عينيه كانت تشتعل واشتدَ
فكه وشاهدت بوضوح عرقهُ النابض في عنقه.. ارتعش جسدي بقوة عندما هتف بوجهي من بين
أسنانه
"
لا تتكلمي عن شارلي بهذه الطريقة بعد الآن.. أنتِ لا تعلمين ما عاشته المسكينة
واختبرته.. شارلي أكثر إنسانة مُخلصة لكِ.. عندما تعلمين الحقيقة الكاملة ستندمين
جداً لأنكِ ظلمتها "
شعرت
بالقهر من كلماته وتملكني الغضب.. انتفضت مبتعدة عنه ونظرت إليه بقهر و بغيظ و
بغضب و بكره وهتفت بوجهه بحدة
"
هل كذبها عليّ طيلة هاتين السنتين والنصف تُعد إخلاصاً بالنسبة لك؟.. هيييه.. ماذا
كنتُ أتوقع منك؟!!.. بالطبع سوف تُدافع عنها لأنها كانت جاسوسةً لك و..
أاااااااااااااه.. دعني.. دعني "
هتفت
برعب في النهاية عندما تقدم وحاصرني بجسدهِ الضخم في زاوية المصعد وأمسك معصمي
وهتف من بين أسنانه بغضب
"
لا تختبري صبري ماريسا.. صبري له حدود وأنتِ تتخطين حدودكِ معي.. عليكِ أن تعلمي
شارلي مُخلصة جداً لكِ وعليكِ أن تفهمي ذلك جيداً.. هي كانت مُجبرة على كتم سري..
كانت مُجبرة على فعل ذلك.. ستفهمين كل شيء قريبا.. أما الآن يجب أن نذهب إلى
المستشفى.. إيثان يحتاجُني و شارلي تحتاجُ إليكِ "
ثم
نظر في عمق عيناي وتابع قائلا بهدوء
"
أرجو أن لا تلفظي أمامها بكلماتٍ سامة وجارحة.. فهي لن تتحمل كُرهكِ لها مثلما فعل
ماركو "
حرر
معصمي من قبضته ثم استدار بهدوء وضغط على الزر في اللوحة وتحرك المصعد نحو الأعلى..
كنتُ جامدة في مكاني أنظر إلى ظهره بصدمة.. يبدو بأن هناك أسرار عن شارلي لم
أكتشفها بعد.. لكنني سأعمل على اكتشافها في أقرب وقت قبل هروبي من إيطاليا...
إيثان**
كنتُ
أعيش أجمل أيام حياتي مع عفريتتي شارلي وطفلي بيترو.. أخيراً تكللت حياتنا
بالسعادة و بالفرح.. ولكن منذ أسبوعين تلقيت اتصالا من رومانوس.. اتصال تمنيت بقوة
لو لم أتلقاه.. ماريسا اكتشفت الحقيقة الكاملة.. اكتشفت من يكون رومانوس وما فعل
بها سابقا..
شعرت
بالحزن الشديد على صديق طفولتي.. رومانوس لا يستحق ما يعيشه من ألم و حزن و عذاب..
لا يستحق ذلك أبداً..
كنتُ
في النادي الرياضي الخاص بي عندما تلقيت اتصاله ولم أعُد أرغب بالعمل لذلك توجهت إلى
قصري.. دخلت إلى القصر ووقفت أنظر بحنانٍ كبير إلى شارلي وهي تُلاعب طفلنا بيترو..
كانت تُدغدغه في بطنه وهو نائم على الأريكة ويضحكان بمرح..
اقتربت
من الأريكة ووقفت أنظر إليهما بمحبة كبيرة ثم قلتُ لهما بهدوء
"
شارلي.. صغيري الجميل.. هل أستطيع اللعب معكما؟ "
توقفا
عن الضحك بسرعة ونظرا إليّ بسعادة وهتفا معاً
" دااادي... "
جلست
بجانبهما ورفعت بيترو ووضعته في حضني ثم قبلت خد شارلي وقلتُ لها بهمس
"
يجب أن نتكلم بأمر بالغ الأهمية.. سألعب
مع بيترو قليلا ثم سأذهب إلى مكتبي حتى نتكلم "
تأملتني
بدهشة ثم ابتسمت برقة وقالت
"
حسناً حبيبي.. سأصعد إلى غرفتي وأُبدل ملابسي.. لن أتأخر "
بعد
ذهابها حضنت بيترو وبدأت أُداعبه وأقبلهُ وألاعبه.. بعد مرور ربع ساعة تركت بيترو
برفقة نانا صوفيا وصعدت إلى مكتبي.. انتظرت شارلي لربع ساعة لكنها لم تأتي..
شعرت
بالقلق وصعدت إلى جناحي لأرى ما الذي يؤخرها..
دخلت إلى الغرفة ونظرت في الأرجاء لكن لم أرى شارلي.. وما أن أردت التوجه باتجاه الحمام توقفت فجأة إذ لفتَ
نظري رؤيتي لحقيبة يد شارلي موضوعة على الكرسي بإهمال.. ولكن ما لفتَ نظري أكثر
رؤيتي لكيس خاص بالصيدلية كان مفتوحاً ورأيت بوضوح بداخله ثلاث اختبارات للحمل..
عقدت
حاجباي بغرابة واقتربت وسحبت الكيس من الحقيبة.. أمسكت بأول اختبار ونظرت إليه بتعجُب..
ثم أمسكت بالاختبار الثاني ثم الثالث.. نظرت إليهم بتمعُن وتساءلت بداخلي.. لماذا
تحتاج شارلي إلى هذه الاختبارات وهي تعلم بأنها حامل بشهرها الثالث؟!.. هذا
غريب!!!!...
ثم
رأيت ورقة بيضاء بداخل الكيس.. رميت الاختبارات بالكيس وسحبت الورقة وتبين لي
بأنها وصل شراء.. نظرت بذهول إلى التاريخ وتبين لي بأن شارلي ابتاعت هذه
الاختبارات منذ ثلاثة أيام..
"
هذا غريب!!!!!... "
همست
بذهول ثم نظرت نحو اليمين عندما خرجت شارلي من غرفة الملابس وهي تقول
"
حبيبي كنتُ ســ.. إيثان ماذا تفعل؟!.. "
رفعتهم أمام وجهها وسألتُها بتعجُب
"
ما هذه شارلي؟!.. لماذا اشتريتِهم منذ ثلاثة أيام بينما أنتِ حامل بشهركِ الثالث
ونحن نذهب بانتظام إلى طبيبتكِ والتأكد من صحتكِ وصحة طفلنا؟ "
حدقت
إليّ بخوف ثم بلعت ريقها بقوة وقالت بتلعثم
"
هم.. هو.. أنتَ تعلم.. هو.. هم لــ... "
وضعت
الوصل بداخل الكيس ثم وضعت الكيس على الكرسي ونظرت إليها وقاطعتُها قائلا برقة
"
لا أنا لا أعلم حبيبتي.. أخبريني لماذا اشتريتهم؟.. أو لمن اشتريتهم؟ "
نظرت
شارلي بقلق إلى الكيس ثم استقرت نظراتها على عيناي وقالت بتلعثم
"
أنتَ تعلم فيليا حامل.. كنا.. هو.. أقصد.. هي.. هي.. أعني فيليا أخبرتني بأنها
تتقيأ منذ أسبوع ونصف و كانت خائفة لذلك كان لدي شكوك بأنها حامل واشتريتهم لها..
لكن.. هو ماركو كان قد سبقني وأخذها إلى المستشفى وعرفوا بحملها.. و.. أنا..
أعني.. هو.. أنا نسيتهم في حقيبة يدي.. أعني أنا اشتريتهم منذ ثلاثة أيام لكي
أتأكد أكثر و أغيظ ماركو "
ابتسمت
لها برقة واقتربت منها خطوتين وداعبت وجنتيها بكلتا يداي وقلتُ لها بحنان
"
ولماذا أنتِ متوترة حبيبتي؟.. لا داعي لذلك.. ثم كان عليكِ أن تتذكري بأن ماركو
رأى طفله في صور السونار.. أي هو يعلم جيداً بأن زوجتهُ حامل.. لا عليكِ.. لا أظن
أبداً بأنني سأفهم في يوم من الأيام كيدكم حبيبتي وكيف تفكرون "
لم
تدخل الفكرة في رأسي بتاتاً.. ولم أفهم فعلا أسباب شارلي ولكنها طفلة بطبعها وربما فعلا
ابتاعت هذه الاختبارات لكي تُغيظ ماركو.. أو هي تُخفي عني شيئاً!!!...
أبعدت
يداي عن وجنتيها وأمسكت بيدها وقلتُ لها وأنا أسحبُها وأساعدُها بالجلوس على
الأريكة
"
يجب أن نتكلم الآن وبجدية "
جلست
بجانبها وحضنت يدها بكلتا يداي ونظرت إليها بحزن.. نظرت شارلي إليّ وقالت بقلق
"
أنتَ تُخيفني إيثان.. هل حدث مكروهاً لأحد؟ "
قبلت
باطن يدها ثم وضعتُها على فخذي وبدأت أُداعب يدها بأصابعي وقلتُ لها بحزن
"
ماريسا.. إنها ماريسا.. لقد اكتشفت الحقيقة "
ارتعشت
يدها بقوة ورأيت شارلي تنظر إليّ بذهولٍ شديد ثم قالت باستفهام
"
ماذا تعني؟.. هل اعترف لها الماركيز بعشقهِ الكبير لها؟ "
نظرت
إلى الأسفل نحو يدها وبدأت أمسح أناملها برقة وقلتُ بهدوء
"
لا.. لقد ذهبت إلى القصر الذهبي و.. ورأت رومانوس برفقة شقيقها ماثيو "
انتفضت
شارلي بقوة وصاحت بذعر
"
كيف؟!!!.. يا إلهي.. يا إلهي!!.. ما هذه الكارثة... "
نظرت
إليها بأسى ثم سمعتُها تسألني بدهشة كبيرة
"
مهلا لحظة.. شقيقها ماثيو؟!... لم أفهم إيثان.. ماريسا لديها أخ؟!.. لكنه مات في تلك الليلة في الفندق "
وهنا
عرفت بأن ماركو كتم سر ماثيو عن شارلي ولم يُخبرها عنه أبداً.. نظرت بحزن إلى
زوجتي وبدأت أخبرها بالتفصيل ما فعل ماركو وكيف أنقذ ماثيو ثم كيف عرفنا بأنه على
قيد الحياة وكيف ساعده رومانوس.. عندما انتهيت كانت شارلي تبكي بشكلٍ هستيري...
حضنتُها
إلى صدري ومسحت على ظهرها بحنان قائلا
"
توقفي عن البكاء حبيبتي.. كنا نعلم جميعاً بأنه سيأتي هذا اليوم وتكتشف به ماريسا الحقيقة.. عليكِ أن تكوني قوية من أجلكِ ومن أجل طفلينا و من أجل صديقتكِ
أيضاً.. رومانوس مُنهار كلياً ولقد اتصل بي لوكاس وأخبرني بأنهُ أخذ ماريسا إلى
جزيرة أيزولا بيلا.. هو ذكي جداً ويعلم جيداً كيف يتصرف معها حتى ينال مُسامحتها
له "
رفعت
شارلي رأسها وقالت لي من بين شهقاتها التي آلمت قلبي
"
ستكرهني.. ماريسا لن تُسامحني أبداً.. أنا متأكدة من ذلك.. لقد خسرت صديقتي..
خسرتُها.. خسرتُها.. هل تعلم كم هي تتألم الآن؟.. يا إلهي لا بُد أن قلبها يحترق
بنار الألم حالياً.. خاصة وهي حــ.... "
توقفت
عن التكلم ونظرت بذعر إليّ.. رفعت حاجبي باستغراب وسألتُها
"
خاصةً وهي ماذا شارلي؟ "
أشاحت
بنظرها إلى البعيد وقالت لي بغصة وبصوتٍ مبحوح
"
خاصةً بأنها كانت.. كانت بدأت تنسى الماضي.. كانت بدأت تتأقلم مع حياتها الجديدة
برفقة الماركيز وأطفالهم.. والمصيبة الأكبر بأنها اكتشفت بأن الصغيرة إيلينا هي
ابنة شقيقها ماثيو.. هل تتخيل كم هي تتعذب الآن وفي هذه اللحظات!.. المسكينة لقد
تلقت صدمة حياتها اليوم.. لن تُسامحني أنا و ماركو أبداً.. لن تفعل ذلك أبداً
لأننا أخفينا عنها الحقيقة لسنوات "
أجهشت
شارلي بالبكاء وهنا وضعت رأسها على كتفي وبدأت أحاول تهدئتها.. ولكن بعد مرور
يومين بدأت شارلي تتصل بـ ماريسا ولكن هاتفها كان مُغلق..
لم تتوقف شارلي عن البكاء للحظة رغم جهودي الكبيرة بجعلها تتوقف وتفكر بنفسها وبالجنين.. كانت مُنهارة بالكامل وتريد التكلم مع ماريسا.. حاولت أن أتصل بـ رومانوس لكنه لم يجب على اتصالاتي.. تواصلت مع الحراس وأعلموني بأنه بخير برفقة الماركيزة وأنهما في اليخت الخاص به..
طلبت
منهم أن يحرسوه جيداً مع زوجته وأخبرت شارلي بالمستجدات.. لكن بعد مرور أسبوعين
على غياب الماركيز مع زوجته كانت شارلي في قمة الانهيار..
حاولت
جُهدي أن أريحها وأجعلها تطمئن لكنها عنيدة جداً.. كانت تريد رؤية ماريسا وتشرح لها
كل ما جرى وسبب تكتُمها عن الماركيز..
تلقيت
في الصباح اتصال من لوكاس وأعلمني بأن الماركيز عاد إلى دي فالكوني.. كنتُ أقود
السيارة باتجاه الشركة ولكنني قررت أن أعود إلى قصري وأصطحب شارلي إلى قصر
الماركيز حتى ترى ماريسا وتتكلم معها..
اتصلت
بـ شارلي وأخبرتُها بعودة الماركيز و ماريسا إلى دي فالكوني.. وأخيراً سمعت ضحكتها
السعيدة بعد مرور أكثر من أسبوعين وبضعة أيام..
ولكن
غضبت لأنها قالت لي بأنها ستذهب في الحال إلى قصر الماركيز.. حاولت إقناعها بأن
تنتظرني لكنها واللعنة الملعونة عنيدة جداً..
انهيت
المُكالمة وقدتُ السيارة بسرعة جنونية نحو قصري.. أوقفت السيارة أمام مدخل القصر وما
أن ترجلت منها رأيت شارلي تخرج من القصر مُسرعة وهي تبتسم بسعادة..
هززت
رأسي بيأس ووقفت بجانب سيارتي أنظر إليها بحنان لكن بعد ثواني شعرت بالعالم يقع
فوق رأسي عندما رأيت برعب مزق روحي شارلي تقع عن السلالم..
"
شاااااااااااااااااارلي... حبيبتي..... "
هتفت
بذعرٍ شديد بملء صوتي ولا أعلم كيف ركضت باتجاهها.. صرخاتي المُرتعبة امتزجت مع
صراخات شارلي الخائفة والمتألمة.. نبض قلبي بألف نبضة في الثانية وأنا أراها بفزع
تضم بطنها بكلتا يديها بينما هي تقع على السلالم على ركبتيها و قدميها..
"
شاااااااااااارلي.... "
هتفت
بحدة وبجنون ورميت نفسي على الأرض أمام آخر درجة والتقت جسدها بقوة وحضنتُها
بشدة.. ثواني بدت لي كالدهر.. ثواني مُرعبة جعلتني أفقد نصف روحي معها..
كنتُ
نائم على ظهري على الأرض بينما حراسي يقفون حولي وهم يطلبون مني الإذن بمساعدتي..
انسحبت أنفاسي عندما شعرت بشيء رطب على فخذي.. نظرت إلى شارلي بفزع وكانت شبه
مُغمى عليها.. جلست بسرعة وأنا أحتضنُها بشدة ولم أنتبه بأنني كنتُ أبكي وبأن جميع
الخدم خرجوا من القصر ووقفوا ينظرون باتجاهنا بحزن و بقلق و بخوفٍ شديد..
نظرت
إلى شارلي أتفحصها بـ عيناي برعب ورأيت بذعر الدماء تسيل من ركبتيها بشدة وعظمة أسفل
ركبتها كانت ظاهرة بوضوح..
ارتعشت
مفاصلي بقوة وشحب وجهي بشدة ونظرت إلى وجهها الشاحب وهتفت بفزع
"
لا.. لالالالالالا.. لا شارلي.. لا تفقدي الوعي حبيبتي.. لا تفعلي.. حبيبتي أنظري
إليّ أرجوكِ "
رفعت
يدي اليمنى وأمسكت بطرف ذقنها وبدأت أهز رأسها بخفة وأنا أهتف بلوعة
"
لا حبيبتي.. لا تفعلي ذلك بي.. أرجوكِ.. افتحي عينيكِ.. شارلي "
شتمت
بحدة وهتفت بوجه أحد حراسي لكي يساعدني بالوقوف وفوراً ساعدني حارسين ولم أعر
أهمية لبكاء الخدم وسؤالهم بذعر عن شارلي بل حملتُها بين يداي وركضت نحو سيارتي..
وضعتُها في المقعد الأمامي ووضعت لها حزام الأمان وأنا أهمس لها بخوف
"
ستكونين بخير حبيبتي.. أنتِ وطفلنا ستكونان بخير.. أعدكِ بذلك حبيبتي.. أنا معكِ..
لن أترككِ أبداً حبيبتي.. "
أغلقت
الباب وركضت وصعدت في المقعد خلف المقود وأدرت السيارة وقدتُ بسرعة جنونية نحو
مستشفى ماركو.. كنتُ أبكي بشدة دون أن أشعُر وأنا أمسك بيدي اليمنى يدها اليسرى
وأهتف لها بذعر
"
لا تفقدي الوعي حبيبتي.. سوف تكونين بخير مع الجنين.. لا تخافي.. لا تخافي حبيبتي
"
كنتُ
أسمع أنينها المتألم بعذاب وحاولت السيطرة على ارتعاش جسدي.. عندما وصلت إلى
المستشفى حملت شارلي وركضت بها داخلا وأنا أهتف بحدة
"
ماركوووووووووو.. أين هو؟؟.. ساعدوني أرجوكم.. زوجتي وقت وهي حامل.. لقد تأذت
بشدة.. أطلبوا لي ماركو بسرعة.. ساعدوها أرجوكم "
ركضت
ممرضين في قسم الطوارق ووقفوا أمامي وطلبوا مني أن أضع شارلي على السرير لكي
يفحصوها.. وضعتُها برقة على السرير وأمسكت بيدها اليمنى وشرعت أبكي كالطفل وأنا
أرى الكدمات والجروح البليغة في ساقيها وركبتيها.. ومنظر تلك العظمة الظاهرة أسفل
ركبتها كان مُرعباً و مُخيفاً جداً..
عرفت
بأنها تأذت وكثيراً.. حبيبتي لم تكن بخير أبداً.. انحنيت ووضعت جبيني على خاصتها
واستمعت بألم إلى أنينها المتألم.. قبلت جبينها وهمست لها قائلا بحرقة
"
لا تخافي حبيبتي.. أنا هنا معكِ ولن أترككِ أبداً.. يا ليتني كنتُ مكانكِ هنا.. يا
ليتني أنا من سقط تلك السقطة بدلا عنكِ "
"
إيثان.. إلهي.. شارلي!!.. ماذا حدث لها؟!!.. "
سمعت
ماركو يهتف بذعر وفوراً نظرت إليه واستقمت بسرعة وأفلت يد شارلي وركضت نحوه وأمسكت
بيده اليمنى وقلتُ له برجاء وبخوفٍ شديد
"
ساعدها ماركو.. ساعدها بسرعة.. أتوسل إليك ساعدها.. لقد وقعت عن السلالم.. شارلي
ليست بخير.. هي تتألم بشدة وشبه فاقدة للوعي.. ساعدها أرجوك "
نظر
ماركو بصدمة إليّ ثم عانقني بشدة للحظات وابتعد عني وقال بسرعة
"
لا تخف إيثان.. سوف أساعدها.. شارلي ستكون بخير "
ركض
ماركو نحو السرير وأبعد الممرضتين عنها وما أن نظر إلى ساقيها حتى هتف بحدة
"
بسرعة جهزوا لي غرفة العمليات واطلبوا من الدكتور أندريه بأن يتوجه حالا إلى
الغرفة "
ثم
طلب من الممرض أن ينقل شارلي بسرعة إلى غرفة العمليات وركض ماركو خلف السرير
النقال.. كنتُ أقف جامداً بصدمة ولم أفهم ما حصل للتو.. شارلي في خطر!.. حبيبتي في
خطر!!...
نظرت
إلى إحدى الممرضات وسألتُها بذعر
"
من يكون الطبيب أندريه؟.. أعني ما هو اختصاصه! "
أجابتني
بسرعة
"
إنه طبيب المختص بالعظام والتجبير سيد بوربون "
إلهي!!...
هتفت بداخلي بذعر وركضت خلف ماركو.. وقفت بانهيار أمام باب غرفة العمليات ولم
أتوقف للحظة عن البكاء بخوف على حبيبتي.. ما أصعب أن أرى عفريتتي بهذا المنظر
المؤلم..
القيت
اللوم على نفسي لأنني لم أستطع حمياتها ومساعدتها.. القيت اللوم على نفسي أكثر
لأنني اتصلت بها وأخبرتُها عن عودة ماريسا إلى دي فالكوني.. ما حصل لها الآن كلهُ
بسببي أنا فقط..
اتصلت
بـ رومانوس وبكيت بشدة وأنا أُخبره بما حدث.. لم أنتبه أن لوكاس كان قد تبعني
برفقة بعض من رجالي وأنهم كانوا يقفون خلفي في غرفة الانتظار.. لم أكترث أن يراني
الجميع منهار بهذا الشكل وأبكي على زوجتي وحبيبتي..
حاول
رومانوس تهدئتي لكنني أنهيت المُكالمة ونظرت أمامي بقهر..
شعرت
بالغضب من نفسي ومن ذلك السلالم اللعين.. ولم أفكر مالياً بل خرجت مُسرعاً من
المستشفى وتوجهت نحو قصري..
أوقفت
السيارة بعنف وترجلت منها.. نظرت بغضب إلى تلك السلالم اللعينة وتوجهت مُسرعا نحو
القبو.. أمسكت بمطرقة كبيرة الحجم واستدرت راكضاً إلى الخارج..
وقفت
أمام السلم الرخامي بغضب ورفعت كلتا يداي عالياً وهويت بكامل قوتي عليه وبدأت
بتحطيمه.. وقف الجميع ينظرون إليّ بصدمة وبحزن بينما كنتُ أدمر الدرجات بالمطرقة..
لم أتوقف حتى دمرتهُ بالكامل.. وعندما انتهيت كنتُ أتصبب عرقاً.. رميت المطرقة
بعيداً ونظرت إلى الجميع بجمود..
كانوا خائفين مني وبسبب غضبي الكاسح.. نفضت ملابسي وقلتُ لهم بهدوء
"
اتصلوا بالمهندس واطلبوا منه أن يأتي مع عماله في الحال ويُعيد تصميم وبناء السلم
من جديد "
مشيت
نحو سيارتي وقدتُها بسرعة وسط ذهولهم وصدمتهم.. وصلت إلى المستشفى وتوجهت نحو غرفة
العمليات.. رأيت رومانوس برفقة ماريسا يجلسون على المقاعد في غرفة الانتظار.. ما
أن رآني الماركيز حتى وقف وتقدم ليقف أمامي.. أمسكني بذراعي وسحبني خارجا من
الغرفة..
وقفنا
في الردهة وكتف يديه أمام صدره وقال لي بتأنيب
"
هل تشعُر الآن بالارتاح بعد تدميرك لذلك الدرج؟ "
نظرت
إليه بحزن وهنا انهرت أمامه.. أحنيت كتفاي وأخفضت رأسي إلى الأسفل وقلتُ له
بانهيار
"
لا.. لم أشعُر بالارتايح.. لكنه كان السبب لما حصل لزوجتي "
رفعت
رأسي ونظرت إليه بألم وسالت دموعي على وجنتاي وقلتُ له بقهر وبعذاب
"
هي في غرفة العمليات بسببي وبسبب ذلك الدرج اللعين.. لقد أخبرتُها بغباء بأنك و
ماريسا عُدتما إلى دي فالكوني.. كانت سعيدة وتتحرق شوقا للذهاب لرؤية ماريسا
والتكلم معها.. كانت تريد أن تعتذر لها وتُخبرها بكل شيء.. لكن لم يحدث ذلك..
رأيتُها بألم وبعذاب وهي تقع أمامي.. لم أستطع مساعدتها وحمايتها وهذا يُدمرني
"
تنهد
رومانوس بخفة ثم وضع يده على كتفي وقال لي بحزن
"
آسف لما جرى لها.. أتمنى أن تكون شارلي بخير مع الجنين.. عليك أن تهدأ فـ شارلي
بين يدين أمينة الآن.. ماركو سيهتم بها جيداً فلا دعي للخوف "
أومأت
له موفقاً فابتسم لي بحزن ثم أبعد يده عن كتفي قائلا بهدوء
"
توقف عن البكاء يا رجل قبل أن يظن الجميع بأنني جعلتك تبكي كالأطفال "
نظرت
إليه بغضب وقهقه رومانوس بخفة.. لكن ملامحه تجمدت بالكامل عندما أجبته بهدوء
"
حين يُحب الرجل فهو دائمًا ما يُظهر الجانب الضعيف في شخصيته والذي لا يمكن لأي
أحد أن يراه إلا المرأة التي يحبُها ويعشقها للموت.. فالضعف من الأمور المكروهة
لدى الرجل ولا يُظهرها إلا لمحبوبته.. وأنتَ رومانوس أدرى الناس بذلك "
نظر
إليّ بذهول ثم تنهد بخفة وقال بنبرة حزينة
"
هذا صحيح.. أنا أدرى الناس بذلك إيثان "
نظرت
إليه بأسف وسألتهُ بجدية
"
كيف هو وضعك الآن مع الماركيزة؟.. هل سامحتك؟ "
نظر
رومانوس بشرود إلى البعيد ثم قال بهمسٍ حزين
"
لا.. لم تفعل.. أنا أعلم جيداً أن أمامي طريق طويل ومؤلم وقاسي جداً حتى أكسب
ثقتها بي من جديد وتنسى الماضي وتُسامحني.. أنا الآن في أصعب و أحزن المواقف التي
اختبرتُها في حياتي.. هذا ثاني موقف أليم وموجع بالنسبة لي.. لكنني لن أستسلم
سأحاول المستحيل من أجلها وبالتحديد من أجل أطفالنا "
"
كنتُ أعلم جيداً كم يتألم رومانوس الآن.. لذلك غيرت الموضوع وطلبت منه أن نعود إلى
الداخل.. بعد نصف ساعة خرج ماركو من غرفة العمليات ووقفنا جميعاً أمامه بانتظار ما
سيقوله عن شارلي بلهفة "
نظر
ماركو بحزن إلى ماريسا ولكنه عاد ونظر إليّ وابتسم لي برقة.. تنهدت بقوة براحة إذ
علمت قبل أن يتكلم بأن شارلي والطفل بخير.. وسمعت براحة ماركو يقول بهدوء
"
شارلي والجنين بخير "
تنهد
الجميع براحة ولكن شعرت بقلبي ينقسم إلى جزئيين عندما تابع ماركو قائلا
"
لكن.. للأسف اضطر الطبيب أندريه إلى عمل جراحة في ساقها اليسرى.. كان لديها كسر مفتوح..
فالقصبة كانت مكسورة واخترق العظم المكسور الجلد.. وهذه حالة خطيرة جداً لذلك أجرى
لها الطبيب عملية جراحية وتم وضع قضبان خارجية من الحديد على كامل القصبة لتثبيت
العظام في مكانها ولم نستخدم الجبيرة.. ولأنها حامل فضلت عدم إعطائها البنج خوفا
على الجنين.. وهي كانت بين الوعي وغير الوعي لذلك المسكينة تحملت الألم "
ثم
نظر بحزن إليّ وتابع قائلا
"
قد تحتاج شارلي إلى استخدام عكازات أو عصا لتخفيف الوزن عن الساق المصابة لمدة
تتراوح من ستة إلى ثمانية أسابيع أو أكثر بقليل.. لكن الأفضل بأول أسبوع أن لا
تسمح لها بالوقوف ومحاولة السير.. وسأصف لها مسكنات للألم وأدوية للالتهاب لا تضر
بالجنين ونموه.. "
نظرت
إليه بذهول وبخوف.. إلهي.. حبيبتي شارلي المسكينة ستتألم كثيراً.. فكرت بمرارة
وسمعت ماركو يتابع قائلا
"
وبعد إزالة القضبان ستحتاج غالبًا إلى تمرينات التأهيل أو العلاج الطبيعي لتقليل
التيبّس واستعادة حركة الساق المصابة.. وقد تواجه تصلبًا وضعفًا في العضلات وفي
المناطق الغير مصابة أيضًا.. لذلك من شأن التأهيل أن يُساعِدها ولكنه يستغرِق
عدَّةَ شُهور أو أكثر حتى يَكتمِل شِفاء الإصابات الشديدة.. سوف أذهب يوميا برفقة
الطبيب أندريه إلى قصرك للكشف عن ساقها المصابة وتطهير الجروح.. و.. "
توقف
ماركو عن التكلم ونظر إلى ماريسا بحزن وتابع قائلا بغصة
"
و شارلي لم تتوقف للحظة عن المناداة باسمكِ مريسا.. عندما تستفيق أرجو أن تتكلمي
معها لأنها تحتاج إليكِ "
ثم
وجه حديثه للجميع قائلا قبل أن يغادر
"
سنضع شارلي في غرفة خاصة حتى تستفيق من نصف إغمائها وبعدها سآتي للكشف عليها مع
الطبيب أندريه ونسمح لها بمغادرة المستشفى غداً أو بعد غد "
بعد
ذهاب ماركو رأيت ممرضتين يخرجون من غرفة العمليات برفقة الطبيب أندريه وهما يدفعان
السرير النقال نحو المصعد الخاص بالمرضى.. اقتربت من السرير ونظرت بألم إلى ساقها
اليسرى..
كانت
متورمة ولونها أزرق و أرجواني مُخيف.. والقضبان كانت متصلة من الخارج بعظامها بشكل
جعل قلبي يتألم.. سمعتُها تئن باسمي وباسم بيترو و ماريسا وتسأل بضعف عن الجنين..
ترقرقت الدموع في عيناي وأمسكت بيدها اليمنى وأنا أمشي معهم باتجاه المصعد وقلتُ
لها بحرقة وبألم
"
شارلي حبيبتي.. أنا هنا.. أنا معكِ.. لا تخافي حبيبتي.. أنتِ بخير وطفلنا كذلك..
لا تخافي حبيبتي "
حررت
يدي من يدها غصبا عني وهم يدخلونها إلى المصعد وقالت لي الممرضة الطابق ورقم
الغرفة التي تم تجهيزها لزوجتي وتوجهنا جميعا إليها في المصعد الخاص بالزوار...
بعد
ساعة استفاقت فعليا شارلي وبكت بهستيرية عندما رأت ماريسا تقف أمام سريرها.. خرجت
بهدوء من الغرفة برفقة رومانوس و لوكاس حتى نتركهما يتكلمان على راحتهما..
ماريسا**
كنتُ
حزينة على شارلي وما أصابها.. لكن شعرت بالسعادة لأنها لم تفقد جنينها.. صعدنا إلى
الغرفة الخاصة بها وانتظرنا أن تستفيق من إغمائها كليا.. أخيراً توقفت المسكينة عن
الأنين وفتحت عينيها ونظرت إلى إيثان ثم إليّ.. وما أن رأتني حتى أجهشت بالبكاء
المرير..
اعتصر
قلبي حزنا عليها ولم أنتبه أن الجميع خرجوا من الغرفة.. اقتربت منها وأمسكت بيدها
اليمنى وضغطت عليها بخفة وقلتُ لها بحزن
"
لا تبكي شارلي.. الحمدُ للّه أنكِ بخير مع الجنين.. سوف تتحسنين قريباً "
ابتسمت
لي بضعف لكنها لم تتوقف عن البكاء والنحيب.. تنهدت بقوة وقلتُ لها برقة
"
شارلي البكاء يضر بصحتكِ مع الطفل.. توقفي عن البكاء رجاءً "
لدهشتي
أول ما قالته من بين شهقاتها
"
سامحيني ماريسا.. سامحيني أنا و ماركو.. نحن أحببناكِ بشدة ولم نرغب بالكذب
عليكِ.. صدقيني أرجوكِ.. كل ما أردناه هو مساعدتكِ حتى تتحسني.. أنا اضطررت للكذب
عليكِ.. كنتُ مُجبرة على فعل ذلك.. أنتِ لا تعرفين ما عُشته واختبرته.. أنتِ لا
تعرفين ما حصل لي في تلك الليلة في الفندق في ديفون "
عقدت
حاجباي ونظرت إليها بعدم الفهم.. هل هي تُخبرني عن ليلة زفافي المشؤومة؟!.. كيف
ذلك؟!.. هل شارلي كانت برفقتهم؟!.. فكرت بصدمة وجلست على طرف سريرها ونظرت إليها
بألم قائلة
"
ماذا تُخفين عني شارلي؟.. أخبريني بالحقيقة لمرة واحدة في حياتكِ لو سمحتِ.. لقد
مللت من إخفائكم المزيد من الأسرار عني.. أريدُ أن أعلم كامل الحقيقة منكِ والآن
"
مسحت
دموعها بيدي اليسرى وانتظرتُها حتى تهدأ وتتكلم.. دقائق قليلة وبدأت شارلي تُخبرني
عما حصل في تلك الليلة
"
ما أخبرتُكِ عنه عن ماضييّ المؤلم وأمي كان صحيحا.. لكنني كذبت عليكِ بخصوص عملي
هنا في إيطاليا.. أنا كنتُ أعمل موظفة تنظيف في الغرف في ذلك الفندق في ديفون.. لم
أسافر في حياتي إلى إيطاليا قبل تلك الليلة.. وفي تلك الليلة منذ خمس سنوات ونصف
بينما كنتُ أنظف إحدى الغُرف سمعت صوت ضوضاء و ضجة قوية في الجناح الخاص
بالعرائس.. كان قد تم منعنا من الصعود إليه بسبب زبون مهم.. ولكن بسبب فضولي
الكبير قررت أن أصعد وأتفقد المكان "
شهقت
شارلي بقوة وتابعت تُخبرني بالتفصيل كل ما حصل في تلك الليلة.. كنتُ أنظر إليها
بذهولٍ تام.. لم أستطع أن أُصدق بأن إيثان فعل بها ذلك وأبعدها عن أمها المريضة
وخطفها إلى إيطاليا فقط لأنها كانت شاهدة على ما حصل لي في تلك الليلة..
كان
جداً مؤلم لي أن أسمع ما عانته في إيطاليا وكيف انهارت عندما توفيت والدتها..
كنتُ
أنظر إليها بألم بينما كانت تقول ببكاء
"
لم أكن أعلم من أنتِ ولماذا فعلوا بكِ ذلك.. لكن بعد أسبوع من إنجابكِ للتوأم تم
تخديرك ووضعكِ في طائرة خاصة تعود للماركيز لإرسالكِ إلى ديفون.. عندما رأيتُكِ
أحببتُكِ جداً وشعرت بالحزن الشديد وأردتُ أن أساعدكِ.. ماركو بطلب من الماركيز
أخبرني قصتكِ.. و.. "
شهقت
بقوة وتابعت ببكاء قائلة
"
وأخبرني كم أحبكِ الماركيز وكم هو نادم.. لذلك وافقت على مساعدتكِ وكتم السر حتى
تتحسني وتعيشي بسعادة مع أطفالكِ والماركيز.. لم أقصد أن أكذب عليكِ.. لقد أجبرتني
ظروفي على فعل ذلك.. كنتُ ضحية مثلكِ.. لقد تألمت وتعذبت كثيراً وخسرت أمي ثم
تزوجت من ماركو لأجل طفلي بيترو.. حاولت كثيراً أن أخبركِ لكنني لم أستطع.. لم
أستطع فعل ذلك خاصة عندما اكتشفت بأنكِ تُحبين الماركيز و... "
قاطعتُها
قائلة بمرارة وأنا أقف
"
يكفي شارلي.. لا أريد أن أعلم المزيد.. ثم أنا لا أحبه.. لا أحبهُ بتاتاً.. إنه
شيطان لا قلب و ضمير له.. مستحيل أن أُحب شخصاً مثله.. مستحيل أن أفعل.. وأنا
سامحتُكِ.. سامحتُكِ فعلا.. لكن صداقتنا انتهت هنا.. أنا سعيدة لأنكِ بخير أنتِ و
طفلكِ.. وداعاً شارلي "
استدرت
بنية الذهاب لكنني تجمدت بأرضي عندما سمعتُها تنتحب وتقول ببكاءٍ مرير
"
لا تذهبي ماريسا.. أرجوكِ لا تُنهي صداقتنا.. صدقيني جميعُنا ندمنا على صمتنا.. و
الماركيز تألم كثيراً وندم وفعل المستحيل حتى يعوضكِ.. لا ترحلي.. ماريسا...
ماريسا اسمعيني "
أغمضت
عيناي وتوجهت نحو الباب بينما شارلي تبكي وتتوسل إليّ لكي لا أرحل.. كنتُ أبكي بداخلي
بقهر وبعذاب.. لم أستطع أن أبقى وأسامح الجميع كأن شيئاً لم يكن..
لقد
جعلوني أعيش في عالم وهمي صنعوه لي بأيديهم.. وتركوني أحترق بنار العذاب على طفلتي
وأخي وأنا أظن بأنني خسرتُهما.. لماذا لا يستطيعون أن يفهموا كم تألمت وكم أنا
أتألم الآن؟!.. وهنا ازداد إصراري على الهروب..
رأيت
إيثان يفتح الباب وهو يهتف بقلق باسم زوجته.. تخطيته وتابعت السير نحو رومانوس
ووقفت أمامه وقلتُ له ببرود
"
أين الحمام؟! "
أعطاني
التعليمات وتوجهت نحو الحمام وطبعا تبعني حارس لعين ولكنه وقف في الخارج أمام باب
حمام السيدات بانتظاري..
أغلقت
الباب بوجهه ونظرت إلى السيدتين الواقفتين أمامي.. واحدة منهما كانت تحمل هاتف
خلوي بيدها.. ابتسمت بسعادة واقتربت من تلك المرأة وكلمتُها بالإنجليزية على أمل
أن تفهمني
"
لو سمحتِ سيدتي.. هل تتكلمين الإنجليزية؟ "
أجابتني
موافقة وشعرت بالفرح وسألتُها بسرعة وبلهفة كبيرة
"
من بعد إذنك هل يمكنني أن أستخدم هاتفكِ الخلوي لدقيقة "
أجابتني
موافقة وسلمتني إياه.. أخرجت بطاقة السفير من حقيبة يدي واتصلت به وابتعدت عن
المرأتين قليلا
(
من المتكلم؟ )
سمعت
بسعادة صوت السفير بأذني وفوراً أجبته
"
سعادة السفير.. إنها أنا ماريسا لودر "
ساد
الصمت للحظات قليلة ثم سمعته يقول
(
ماركيزة.. كيف حالك؟.. هل هذا رقم هاتفكِ الخاص؟ )
أجبته
بسرعة
"
لا.. إنه رقم إحدى السيدات التقيت بها .. أريدُ خدمة منك لو سمحت "
أجابني
موافقا بسرعة وفوراً قلتُ له
"
أريدُك أن تساعدني بالهروب من إيطاليا أنا و أطفالي و شقيقي.. أرجوك لا ترفض أنا
يجب أن أهرب وفي أسرع وقت من هنا.. وليس لديّ هنا أحداً سواك يستطيع مساعدتي..
ساعدني أرجوك.. أنقذني وساعدني بالهروب من هنا.. ساعدني لأهرب.. أرجوك "
كنتُ
أستطيع سماع تنفسهِ السريع عبر الهاتف.. ثم سمعتهُ يسألني بدهشة
(
لديكِ شقيق هنا في إيطاليا؟! )
أجبتهُ
بسرعة
"
نعم لدي.. إنها حكاية طويلة.. لكن أنا فعلا أحتاج إلى مساعدتك لي سعادة السفير
"
ساد
الصمت لثواني معدودة وحينما بدأت أشعر بالإحباط سمعتهُ بسعادة يقول
(
موافق.. غداً عليكِ أن تجدي طريقة لتذهبي بها وبمفردكِ إلى المطعم الذي التقينا به
سابقاً.. سأنتظركِ هناك في الساعة الواحدة ظهراً.. لا تتأخري ماركيزة )
شكرته
وانهيت الاتصال ثم أعطيت الهاتف للسيدة وشكرتُها وغسلت يداي وخرجت بهدوء.. طيلة
رحلة العودة وأنا أفكر بخطة للخروج غداً لرؤية السفير..
كيف
سوف أتخطى رجال رومانوس وأذهب؟.. في النهاية قررت أن أهرب عندما أذهب لرؤية ماثيو..
لم
يتكلم رومانوس معي طيلة رحلة العودة إلى قصره.. كان ينظر بشرود إلى الخارج..
تأملته بحزن وشعرت بألمٍ كبير في قلبي.. لماذا عليه أن يكون ذلك الشيطان؟!!.. يا
ليته لم يكن.. يا ليته..
كنتُ ضائعة
بأحزاني وأفكاري التي لا تنتهي.. وعندما وصلنا إلى القصر توجهت إلى جناح الأطفال..
كنتُ قد قررت في الغد سوف أصطحب التوأم معي لرؤية خالهم.. أما الصغيرة إيلينا لن
تأتي لأنني لم أُخبر ماثيو عنها كما طلب مني رومانوس..
أمضيت
طيلة فترة النهار مع الأطفال الثلاثة.. كنتُ خائفة من قراري ولكنني لم أتراجع..
وفي المساء صعدت إلى غرفتي وجلست بقهر على الأرجوحة في الشرفة وبكيت بمرارة..
فكرت
بكل ما حصل لي منذ البداية لغاية هذه اللحظة.. شعرت بالضياع وبالضعف.. أردت بقوة
أن أسامحه لكنني لم أستطع.. أردت بقوة أن أنسى كل ما فعلهُ بي سابقاً.. لكنني لم
أستطع فعل ذلك.. أنا لستُ له.. وهو ليس لي..
سمعت
صوت الباب ينفتح ونظرت بسرعة إلى الداخل..
مسحت
دموعي بسرعة عندما رأيت رومانوس يدخل إلى الغرفة ثم نظرت إلى البعيد.. سمعت
خطواتهِ تقترب ونظرت بطرف عيناي ورأيته يقف أمامي وهو يضع يديه داخل جيوب سرواله..
تأملني بنظرات هادئة ثم سألني
"
لماذا تجلسين هنا في الظلام؟ "
نظرت
إليه ببرود وبتكشيرة ثم أجبته بعدم اكتراث
"
أُفكر... "
زفر
بقوة ثم قال بنبرة حزينة
"
لقد أحزنتِ شارلي جداً اليوم.. أكان من الضروري أن تكوني قاسية معها إلى هذه
الدرجة "
نظرت
إليه بعدم المبالات رغم الألم الذي شعرت به يفتك في قلبي.. نظرت إلى البعيد وأجبته
بحرقة قلب
"
جميعكم قسوتم عليّ.. ألا يحقُ لي فعل ذلك بكم الآن؟! "
ساد
الصمت بيننا لوقتٍ طويل ثم شهقت بفزع عندما اقترب رومانوس وانحنى أمامي وجلس
قرفصاء وأمسك بيدي ونظر إلى وجهي بحزن قائلا
"
أنا المُلام الوحيد بينهم.. لا تُحرقي قلوبهم أيضا.. سامحيهم مارسيا.. هم فعلوا ما
طلبتُ منهم.. لم يكونوا مُخيرين بل كانوا مُجبرين.. كان الكره والانتقام يُعميان
بصري في ذلك الوقت.. لا تلوميهم على أشياء فرضتُها بنفسي عليهم.. ماركو و شارلي
والجميع التزموا الصمت بطلب مني.. إن كنتِ ستكرهين أحد وتلومينه فهو أنا.. اكرهيني
أنا فقط ولكن ليس هم.. وخاصة ليس شارلي و ماركو "
نظرت
إليه ببرود وبسبب خطة هروبي أجبته بهدوء
"
سأحاول.. سأحاول أن أنسى.. فقط أمهلني المزيد من الوقت "
ابتسم
لي بوسع ثم رفع يدي وقبلها بحنان ووضعها على صدره وقال بنبرة سعيدة
"
أشكركِ ملكتي.. أشكركِ حبيبتي.. أعدكِ لن تندمي أبداً على ذلك.. أحبكِ ملكتي
"
ارتعش
جسدي وسحبت يدي بهدوء وابتسمت له بخفة وقلتُ له
"
أريدُ أن أطلب منك خدمة "
ابتسم
بوسع قائلا
"
أُطلبي ملكتي "
بلعت
ريقي بقوة وقلتُ له
"
غداً عندما أذهب لرؤية أخي مع التوأم أريدُ أن أذهب إلى السوق لكي أبتاع له ملابس
جديدة "
نظر
إليّ بتمعُن وهذا أخافني.. كنتُ أتأمل ردة فعله بترقب لكن لدهشتي اتسعت ابتسامته
وقال بهدوء
"
لا مانع.. سوف يرافقكِ لوكاس مع حارسين إلى أي مكان ترغبين بالذهاب إليه "
شعرت
بالإحباط ومع ذلك ابتسمت له ابتسامة صغيرة وشكرته.. سأحاول غداً أن أجد طريقة لكي
أهرب من لوكاس والحارسين..
وقف
رومانوس وساعدني بالوقوف.. كنتُ جامدة أمامه أنظر إلى تقاسيم وجهه بهدوء.. وقبل أن
يهمس باسمي استدرت ودخلت إلى الغرفة..
في
الصباح كنتُ متوترة جداً وأنا أمسك بيد جيف وأحمل مابيلا على خصري.. لم نُخبر إيلينا
بذهابنا وتركتُها برفقة نانا ماريتا.. عندما وصلنا إلى القصر الذهبي كان لقاء
ماثيو بأطفالي مؤثر جداً.. بكيت بصمت وأنا أراه يبكي بينما أطفالي يجلسون بجانبه
وينظرون إليه بدهشة..
تركت
أطفالي برفقة ماثيو وممرضتهِ الخاصة وذهبت برفقة لوكاس وحارسين إلى السوق.. دخلت
إحدى المحلات واخترت ملابس جميلة لأخي وعندما دفعت الحساب سلمت الموظفة الأكياس
إلى لوكاس ثم تبعتهُ وخرجت من المحل..
كنتُ
أقف خلفهُ أمام السيارة وبينما كان يُسلم الأكياس للحارسين ليضعوها في الصندوق
رجعتُ خطوتين إلى الخلف ثم نظرت في الأرجاء بسرعة وقررت أن أدخل في مدخل إحدى
الأبنية خلفي.. ركضت بخفة ودخلت في مدخل بناية وصعدت على السلالم إلى الطابق الأول
وانتظرت برعب..
سمعت
صوت لوكاس وهو يهتف بذعر باسمي ويشتم ويصرخ على الحارسين بغضبٍ شديد.. ثم سمعت
خطوات في المدخل وبعدها سمعت لوكاس يشتم ويقول بالإيطالية
"
اللعنة.. سيقتلني الماركيز رومانوس الآن.. أيها الغبيين فتشوا المنطقة بأكملها
واعثروا على الماركيزة وإلا قتلتكما بنفسي "
سمعت
الحارسين يُجيبونه بخوف بالإيطالية ثم سمعت خطواتهم تبتعد.. انتظرت نصف ساعة كاملة
ونزلت السلالم بهدوء.. خرجت من المبنى بحرسٍ شديد ثم دخلت إحدى المحلات النسائية
وابتعت قبعة وقميص حمراء.. بدلت ملابسي بسرعة وخرجت من المحل بعد أن دفعت الحساب وتوجهت إلى
ذلك المطعم..
كانت
الساعة الواحدة بالتمام عندما وصلت إلى المطعم.. تنهدت براحة عندما رأيت السفير
يجلس على طاولة منفردة.. وما أن رآني وقف بسرعة وتقدم وأمسك بيدي وقبلها برقة وهو
ينظر إلى عيناي بإثارة ثم قال بسعادة
"
ماركيزة تبدين جميلة جداً.. تفضلي لو سمحتِ "
شكرته
بهدوء وسحبت يدي من قبضته وتبعته نحو الطاولة.. ابتسم لي ابتسامة ساحرة وسألني
"
هل ترغبين باختيار الأصناف من قائمة الطعام بنفسك ماركيزة؟ "
أزلت
القبعة ووضعتُها جانبا ثم أجبته بالرفض.. وبعد أن اختار الأصناف بنفسه وذهب النادل
استقام بجلسته وسألني بهدوء
"
قد تظنين بأنني فضولي بما أرغب بمعرفته.. ولكنه أمر طبيعي حتى أستطيع فهم كيف
يمكنني أن أساعدكِ.. هل يمكنكِ أن تُخبريني لماذا ترغبين بالهروب من زوجكِ
الماركيز سيدتي؟ "
بلعت
ريقي بقوة وأجبته
"
الأمر بسيط.. لقد خانني وأنا لن أسمح لنفسي أن أبقى معه لدقيقة واحدة بعد خيانتهِ
لي "
رفع
حاجبيه بدهشة ونظر بذهول إليّ وقال بصدمة
"
خانكِ؟!.. كيف أمكنهُ فعل ذلك؟.. فمن لديه زوجة جميلة ورقيقة مثلكِ مستحيل أن يفكر
بخيانتها.. ولكن لا أستغرب ذلك من الماركيز دي فالكوني فالخيانة تجري في دمائه
"
نظرت
إليه بدهشة وعرفت فوراً بأنهُ يكذب.. هو يكره رومانوس بسبب فسخهِ لصفقة العمل
معه.. ولكن كُرهه لـ رومانوس في مصلحتي.. فجأة أخرج هاتف من جيب سترته ووضعهُ
أمامي على الطاولة قائلا
"
هذا الهاتف لكِ حتى نتواصل معاً بسرية.. لقد أضفت رقمي به والرقم الخاص بالسفارة..
اتصلي بي في أي وقت ترغبين.. والآن حان الوقت حتى تُكلميني عن شقيقكِ الذي ظهر
فجأة في إيطاليا "
طبعا
لن أخبره الحقيقة فأنا لستُ غبية.. لن أسمح له أن يفضح أب أطفالي في إيطاليا..
لذلك أجبته
"
ماثيو تعرض لحادث سيارة وكان في غيبوبة لمدة خمس سنوات وتسعة أشهر.. رومانوس نقله
من ديفون إلى هنا حتى يُعاجله.. وأخي استفاق من غيبوبته منذ شهر وأسبوعين تقريبا..
وأنا لن أهرب من إيطاليا من دونه.. لذلك سأجد طريقة حتى أُقنع بها رومانوس بنقل
أخي إلى قصره.. وحينها أريدُ مساعدتك لنهرب من إيطاليا "
هز
رأسه مُتفهما وهمهم قائلا
"
همممم.. هذا مثير للاهتمام... "
ثم
تأملني بنظرات جادة وسألني
"
وهل صحيح بأنكِ الأم الحقيقية للتوأم؟ "
كنتُ
أستطيع رؤية نظراتهِ الخبيثة لي ولكنني أحتاجُ وبشدة لمساعدته لذلك اصطنعت الغباء
وقلتُ له بهدوء
"
نعم.. فما كتبته الصُحف عني وعن رومانوس والتوأم صحيح.. نحن أحببنا بعضنا عندما
كنا في سويسرا وأنجبت التوأم هناك.. ولكن بطلب من رومانوس تكتمت عن الموضوع أمام
الجميع حتى نتزوج في إيطاليا "
يبدو
بأنهُ صدقني لأنني رأيت بوضوح نظرات الكُره والحسد في عينيه رغم مُحاولاتهِ
الجاهدة لإخفائها.. أتى النادل ووضع الأطباق أمامنا وتناولت الطعام من دون شهية..
بدأ
السفير يُخبرني بخطته وأعجبتني.. ولكن كان لدينا ثغرة واحدة فقط وهي رومانوس..
تكلم
السفير بهدوء قائلا
"
يجب أن يكون الماركيز خارج القصر حتى تنجح الخطة.. ويجب أن يكون ماثيو معكِ في
القصر.. اتصلي بي عندما تنجحين بفعل ذلك ثم سأخبركِ بما يجب أن تفعليه حينها..
وأنا سأهتم شخصياً بإخراج جوازات سفر جديدة لكِ ولأطفالكِ وشقيقكِ طبعاً.. السفير
الإنجليزي هنا هو صديق مُقرب لي.. سوف يساعدني بسرعة بالجوازات "
شكرتهُ
ووضعت الهاتف في حقيبة يدي ثم وقفت وقلتُ له بامتنان
"
أشكرك من قلبي سعادة السفير على مساعدتك لي.. أتمنى أن أستطيع في يوم رد جميلك
"
وقف
وصافحني ثم قبل باطن يدي وقال بنبرة مثيرة
"
من دواعي سروري أن أخدمكِ ماركيزة دي فالكوني "
سحبت
يدي وأجبتهُ بتوتر
"
شكراً لك.. أنا.. أنا يجب أن أعود إلى القصر قبل أن يشك رومانوس بشيء "
أجابني
موافقاً وحملت حقيبة يدي ووضعت القبعة على رأسي وخرجت مُسرعة من المطعم وطلبت
سيارة أجرة..
نظر
السفير بخبث بعد ذهاب ماريسا وقال بهمس
"
سأحرق قلب ذلك القذر قريبا جداً.. لقد جعلني أخسر الملايين بسبب فسخهِ للعقد مع
شركتي لذلك زوجتهُ الغبية سأجعلها عاهرة لدي ثم سأرميها أمام قدميه بعد أن أمل
منها "
ثم
فرك ذقنه بيديه وقال بهمس وهو يجلس على الكرسي بشموخ وينظر أمامه بنظرات مُخيفة
خبيثة
تسلم ايدك ياروحي البارت تحفه شكرا على مجهودك وفي إنتظار البارت إللي بعدو على ناااااااااااااااااااار🔥🔥🔥🔥🔥🔥🔥🔥🔥🔥😘😘😘😘😘😘😘😘😘❣❣❣❣
ردحذفاحسنت.... رووووعة👍👍💓
ردحذفتجنن الرواية
ردحذف