رواية سحر الفرعون - فصل 18 - حبيبي الفرعون
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. حاسة إن ما حدث مع الفرعون ومحبوبته حلم

    ردحذف
    الردود
    1. ياه ممكن جداً
      سنرى في بارت 19 ما سيحدث

      حذف
  2. بارت وااو
    كلشي ولا تعليق البتيه الفوكي صح ويطلع حلم 😂😂😂

    ردحذف
    الردود
    1. هههههههه يا ويلي ممكن سنرى مساء السبت في بارت 19

      حذف
  3. البارت رائع 😎 ♥️ ♥️

    ردحذف
  4. إي ده إيه إللي حصل معقوله امتلكها بالسرعه دي أنا مصدومه بجد ومش مستوعبه حاسه في حاجه غلط أكيد كاريتا بتحلم 😧😧😧😦🤪🤪🤪
    بارت صادم ياقلبي بجد شكرا 👏🏻👌🏻👏🏻👌🏻👏🏻💖👌🏻👌🏻مع إنو حاسه إنو حلم من كاريتا بس ياريت يكون حقيقه ومش حلم ولا خيال 🤩😍🤩😍😍

    ردحذف
    الردود
    1. جميلة قلبي قد يكون إحساسكِ صحيح
      ستعرفين غدا في المساء إن كانت كاريتا تحلم.

      حذف
  5. الردود
    1. ممكن نعم وممكن لا سنرى قريبا يا قلبي

      حذف
  6. شكرا استمتعت بالبارت وبانتظار المزيد من الابداع

    ردحذف
    الردود
    1. أشكركِ يا قلبي
      أتمنى أن تعجبكِ الأحداث القادمة

      حذف
  7. ياعيني ياقلبي واخيرا سلمته حالها روحا وجسدا ااه ياقلبي روعة ماني مرتاحة خايفة لاتكون بتحلم من كثر توترها وفرحة انها نامت جنبه
    يسلم ايادي قمري روووعة

    ردحذف
    الردود
    1. أشكركِ من قلبي حبيبتي لأنكِ أحببتِ البارت
      سنى مساء السبت إن كانت كاريتا تحلم
      أتمنى أن يعجبكِ البارت.

      حذف
  8. اخيراااا😭💘💘💘💘💘💘

    ردحذف
  9. بارت مليء بالمشاعر، الخوف والتشويق وكذلك السعادة، أتمنى أن لا يكون ما حصل مجرد حلم... بانتظار البارت القادم لان هذه الرواية بدأت تحت مكانة كبيرة لدي ككل رواياتكِ🖤✨

    ردحذف
    الردود
    1. حياتي أشكركِ من قلبي لأنكِ أحببتِ روايتي الجديدة
      أتمنى أن تعجبكِ الأحداث القادمة حبيبتي

      حذف
  10. البارت جميل جدا وتحفه اتوقع مش بالسهوله دي الفرعون يتمم جوازه من كاريتا ممكن تكون بتحلم ولما تصحي تلاقي الفرعون بيعاملهاةببرود لان هو مش عاوز يمتلكها وخلاص هو عاوزها تحبه وتفضل معاه

    ردحذف
    الردود
    1. أشكركِ حياتي لأنكِ أحببتِ البارت
      سنرى السبت إن كان حُلما أم حقيقة وما سيفعله الفرعون من أجل كاريتا

      حذف
  11. البارت تحفة تسلمي يا قلبي

    ردحذف
  12. مش عارفه اقولك ايه على جمال وروعة البارت تحفه بجد تسلم ايدك حبيبتي

    ردحذف
  13. روعههه حبيبتي تسلم اناملك

    ردحذف
  14. واو بارت تحفه تسلم ايدك

    ردحذف
  15. حبيبتي متى البارت القادم

    ردحذف
  16. كالعادة انتي مبدعة والوصف يجنن ورائع ❤❤

    ردحذف

رواية سحر الفرعون - فصل 18 - حبيبي الفرعون

 

رواية سحر الفرعون - فصل 18 - حبيبي الفرعون



حبيبي الفرعون





هكار**


وقفت فتاة أمام مدخل معبد الآلهة أنوبيس ونظرت بحزن إلى جثة شقيقتها وهي تبكي بهستيرية.. سمعت الكاهن سيتو والذي كان الكاهن الأول للملكة وللفرعون يُكلمها بحدة قائلا

 

" لقد سمح جلالة الملك لعائلتكِ بأخذ جثمان شقيقتكِ ودفنها.. كونوا شاكرين له لأنهُ سمح لكم بفعل ذلك.. فشقيقتكِ قامت بخيانة الملك الفرعون وكادت أن تتسبب بمقتل زوجتهِ الرئيسية.. هي بنظر الآلهة الآباء و الملك والقانون مُجرد خائنة لا قيمة لها "

 

رفعت هكار رأسها ثم مسحت دموعها ونظرت إلى الكاهن سيتو بحقد و ورغماً عنها أجابتهُ باحترام قائلة

 

" الشكر للفرعون العظيم لأنهُ سمح لعائلتي بدفن جثمان شقيقتي باهيت "

 

تأملها الكاهن سيتو بنظرات حاقدة وقال لها بحدة

 

" ما يجول في رأسكِ الغبي يجب أن تزليه من رأسكِ فوراً وإلا كانت نهايتكِ مثل شقيقتكِ "

 

تأملتهُ هكار بصدمة وفكرت بخوف.. كيف اكتشف هذا الساحر اللعين بما أفكر بفعلهِ؟!.. ربما يحاول أن يستدرجني بذكائه!!.. ولكنهُ لا يعلم بأنني أذكى منه وأعرف جيداً مدى ذكاءه الحاد وبأنني أستطيع التغلب عليه بسهولة..

 

تأملتهُ بنظرات بريئة وأجبتهُ باحترام

 

" إن كنتُ حزينة وأبكي وأفكر بمدى سوى حظ شقيقتي الصغيرة سيكون مصيري الموت حضرة الكاهن المُعظم!.. هذا غريب!.. فكل ما أريدهُ الآن هو أن أدفن شقيقتي بشكلٍ لائق وأطلب من الآلهة الآباء الرحمة لها ويسمحوا لها بأن تخرج من العالم السفلي ويدخلونها إلى عالمهم "

 

نظر الكاهن سيتو إليّ بحقد وقال بنبرة هادئة أخافتني

 

" أستطيع وبسهولة تامة معرفة مدى سواد قلبكِ يا فتاة.. لذلك حذرتكِ.. لا تفكري بتاتا بأذية أحد داخل البلاط الملكي وإلا ستكون نهايتكِ أسوأ من شقيقتكِ "

 

وقبل أن أجيبه أشار بيده لحُراس المعبد ليقتربوا وأمرهم بحدة قائلا

 

" احملوا جثتها ورافقوا شقيقتها إلى منزلها ثم عودوا لحراسة المعبد "

 

أجابوه موافقين ورأيتهم يحملون جثة شقيقتي والتي كانت مرمية على الأرض مثل القمامة أمام مدخل المعبد.. وبينما كنتُ أمشي باتجاه القرية نحو منزل عائلتي أقسمت بروحي بأنني سأنتقم لها.. لقد قتلوا شقيقتي الصغيرة وسأجعلهم يدفعون الثمن غالياً..

 

وقفت في وسط الغرفة في منزل عائلتي أنظر بغضب وبحزن وبمرارة أمامي بينما كنتُ أُشاهد والدتي تبكي وتنتحب فوق جثة باهيت التي وضعها حُراس المعبد على حصيرة القش في وسط الغرفة الوحيدة في منزلنا..


رواية سحر الفرعون - فصل 18 - حبيبي الفرعون

 

أما والدي المسكين كان يقف مُنحني الظهر أمام الباب وهو يبكي بصدمة وأخواتي السبعة يبكون بهستيرية بجانب والدتي..

 

مسحت دمعتي بعنف عن وجنتي وفكرت بحقد.. الليلة سيبدأ انتقامي.. سأنتقم من زوجة الفرعون الحقيرة.. بسببها باهيت ماتت.. هي السبب في تعاسة الفرعون وعائلتي والجميع الآن.. منذ وصولها إلى القصر والجميع يموتون بسببها.. أكرهها بشدة وسأنتقم منها لأنها تسببت بموت شقيقتي وحبيبي الذي كان يحرس غرفتها عندما هربت من القصر في المرة الأولى..

 

رفعت رأسي ونظرت إلى والدتي وفكرت بتصميم وبحقد أعمى.. الليلة سيبدأ انتقامي منها لتلك الملكة المنحوسة والحقيرة.. بسببها خسرت حبيبي وشقيقتي.. أكرهها بجنون وسأفعل المستحيل لأنتقم منها مهما كلفني ذلك...

 

ودعت عائلتي مُرغمة ثم ألقيت النظرة الأخيرة على جثة شقيقتي باهيت واستدرت وغادرت المنزل ومشيت عائدة إلى القصر الملكي حيث أعمل كخادمة في حريم الملك الفرعون.. وبصفتي خادمة في البلاط الملكي لا أستطيع الغياب وحضور مراسيم جنازة شقيقتي..

 

وما أن دخلت إلى القصر الملكي رأيت المُحترم سخنو يقف أمامي وهو يُلقي الأوامر على الخدم والعبيد والحراس ليذهبوا إلى غرفة العرش الملوكية فالفرعون الملك يريد الجميع هناك ليستجوبهم..

 

وقفت أمامه ونظرت إليه ببراءة وبحزن وسألته

 

" حضرة المُحترم سخنو.. شقيقتي باهيت كانت خادمة الأميرة نرختوس الخاصة وبعد وفاتها سيكون لي الشرف بأن أستلم عنها وظيفتها.. أريدُ أخذ الإذن منك لأذهب بسرعة وأتكلم مع الأميرة وأطلب منها أن تجعلني خادمتها المُخلصة الجديدة بديلا عن شقيقتي "

 

تأملني بعدم اهتمام وأشار بيدهِ بنفاذ الصبر قائلا

 

" اذهبي بسرعة وعندما تسمح لكِ بأن تكوني خادمتها عليكِ أن تذهبي إلى غرفة العرش الملكية.. الفرعون يريد الجميع هناك.. لا تتأخري وإلا أمر الملك بقطع رأسكِ "

 

أومأت له موافقة وانحنيت باحترام أمامه وتوجهت مُسرعة إلى جناح الأميرة نرختوس... انتقامي سيبدأ منذ هذه اللحظة..

 

 

نرختوس**

 

 

كنتُ أتناول الفاكهة بسعادة وأنا ابتسم بشر.. لقد أرسل خيتوس رسالة لي عبر الغبية خادمتي باهيت في الأمس.. غداً سيخطف الحقيرة كاريتا وأنا سأصبح زوجة الفرعون الرئيسية قريباً..

 

سمعت باب جناحي ينفتح وهنا فكرت بتوتر.. من سيأتي لزيارتي في هذا الوقت المتأخر الليلة؟!!.. يا ترى هل كشفوا خطة خيتوس؟!!... شعرت بالخوف الشديد ووقفت بسرعة ونظرت بتوتر أمامي


رواية سحر الفرعون - فصل 18 - حبيبي الفرعون

 

رأيت فتاة غريبة سمراء ترتدي رداء الخاص بالخدم تدخل إلى جناحي.. تنهدت براحة ورأيتُها تقف أمامي وهي تنحني باحترام.. تأملتُها بملل وسألتُها بحدة

 

" من أنتِ؟.. وكيف سمح لكِ الحُراس في الخارج لتدخلي إلى جناحي؟!.. ثم أين هي باهيت؟.. لماذا لم تأتي بنفسها لتخدمني وتُجهز لي خلوتي؟ "

 

رفعت الخادمة رأسها وأجابتني باحترام قائلة

 

" سمو الأميرة.. أدعى هكار وأنا شقيقة باهيت الكُبرى.. أتيت لأطلب منكِ سموكِ بأن تسمحي لي لأكون البديلة عن شقيقتي وأخدمكِ بنفسي وأُلبي جميع أوامركِ "

 

رفعت حاجبي وتأملتُها بدهشة ثم كورت قبضتاي وتملكني الغضب الشديد وهتفت بحدة وبغيظ

 

" أين هي باهيت؟.. هل تخلت عني هي الأخرى في آخر لحظة ؟ "

 

شتمت باهيت وشقيقتها بجميع الشتائم التي أعرفها بداخلي ولا أعرف كيف تملكت أعصابي ونفسي ولم أُحطم أثاث الغرفة في هذه اللحظات.. لكن لدهشتي الكبيرة سمعت هذه الحقيرة تُجيبني بحزن

 

" باهيت ماتت سمو الأميرة "

 

توسعت عيناي وتأملتُها بصدمة كبيرة.. ما اللعنة؟!!!.. اللعينة ماتت؟!!.. تباااااااااااااا.... هتفت بغضب أعمى بداخلي ولكن قبل أن أسأل الغبية الواقفة أمامي سمعتُها تقول

 

" سأخبركِ أميرتي بكل شيء وأتمنى في النهاية أن تسمحي لي بخدمتكِ... "

 

سقطت جالسة بانهيار على الكُرسي بينما كنتُ أسمع بذهول ما حدث الليلة في البلاط الملكي.. الحقير خيتوس لقد خدعني وخانني!!.. الوغد والحقير لقد خانني هو و باهيت الملعونة.. تستحق الموت تلك اللعينة.. لو لم يقتلها خيتوس كنتُ قتلتُها بنفسي..

 

أردت أن أقف وأطرد الحقيرة شقيقتها لكن تجمدت في مكاني عندما سمعتُها بسعادة تقول لي وهي تبكي بمرارة

 

" سمو الأميرة لذلك أتيت إليكِ لأطلب منكِ أن تسمحي لي بخدمتكِ.. أريد أن أنتقم لكِ عن مقتل شقيقكِ وشقيقتي.. سأفعل أي شيء تأمرينني به.. ولن أتفوه بحرف أمام أحد.. سأفعل أي شيء لأنتقم لكِ وللجميع "

 

ما أجمل حظي الليلة.. أتت غبية ولعينة أخرى أستطيع أن أستفيد منها جيداً.. فهي تبدو حاقد لحد اللعنة على كاريتا وهذا لمصلحتي..

 

وقفت واقتربت منها وضممتُها إلى صدري وتصنعت البكاء وهتفت بتمثيلية

 

" باهيت وصيفتي وصديقتي الوحيدة ماتت!!.. ااااه قلبي.. لقد حطمتِ قلبي بخبر وفاتها.. كيف استطاع خيتوس أن يقتل صديقتي الوحيدة؟!!.. تعازي الحارة لكِ هكار.. لو لم أكن سجينة هذا الجناح كنتُ استطعت إنقاذ باهيت الليلة "

 

ابتعدت عنها ومسحت دموعي ونظرت إليها بحزن وقلتُ لها بحنان مُصطنع

 

" كلامكِ صحيح هكار.. زوجة الملك منذ أن دخلت إلى هذا القصر والجميع يفقدون حياتهم بسببها ومنهم حبيبكِ و شقيقتكِ.. سوف أساعدكِ لتنتقمي لشقيقتكِ.. باهيت كانت الأخت والصديقة والرفيقة الوحيدة بالنسبة لي.. وسأنتقم من أجلها.. سوف تكونين خادمتي الخاصة منذ هذه اللحظة وسوف نُخطط معاً لنتخلص من زوجة الفرعون بسبب أفعالها الشريرة "

 

ابتسمت بخبث عندما انحنت الغبية أمامي وأمسكت بيدي وبدأت تقبلها وهي تشكرني.. شعرت بالقرف عندما سالت دموعها ولعابها على يدي.. سحبت يدي من قبضتها وتأملتُها بنظرات حنونة قائلة

 

" اسمعيني هكار جيداً.. ستخرجين الآن من جناحي وتذهبين إلى غرفة العرش.. سأخبر الحراس الأغبياء في الخارج بأنكِ أصبحتِ خادمتي الجديدة الخاصة.. ولكن حتى لا نثير الشبهات لن تأتي الليلة إلى هنا.. في الصباح سأنتظركِ وسنتكلم ونتفق على كل شيء.. فهمتِ هكار؟ "

 

أجابتني موافقة ورافقتُها إلى باب الجناح وعندما فتح الحراس الباب أخبرتهم بأن هكار ستكون خادمتي الجديدة.. عندما أغلقوا الباب اقتربت من الطاولة وغسلت يدي بقرف من دموعها ولعابها ونظرت أمامي بشر..

 

بالتأكيد سيأتي حبيبي الليلة ليراني.. يجب أن أتصنع الدهشة أمامه وأجعلهُ يُصدق بأنني بريئة ولستُ متورطة بما فعله خيتوس وخادمتي الليلة..

 

 

ومثلما توقعت أتى حبيبي واستجوبني.. لكن طبعا لا يوجد دليلاً واحداً ضدي لذلك نجوت من غضبهِ الليلة.. بعد أن خرج الفرعون وحُراسهِ الملكيين من جناحي نظرت أمامي بشر وهمست بكرهٍ شديد

 

" ذلك الحقير خيتوس أتمنى أن يكون زيروس قد قتلهُ بطريقة مُقرفة وفعل به أسوأ من لعنة سيموتب.. شقيقي الوغد واللعين لقد كذب عليّ من أجل تلك العاهرة كاريتا.. أشعر بالرضا التام وبالسعادة لأن الفرعون عرف بخطتهِ وأنقذ تلك الملعونة منه "

 

وقفت وصرخت بحدة وبغضب أعمى.. كنتُ غاضبة لحد اللعنة من شقيقي الأحمق والسافل.. لقد أفسد خطتي كلها بسبب طمعهِ وشهوته ورغبتهِ بالعاهرة كاريتا.. القذر لقد خان ثقتي به وكذب عليّ ليحصل على كل شيء من خلف ظهري..

 

ابتسمت بكره وهمست بغُل

 

" تستحق الموت خيتوس.. أتمنى أن تتعفن في العالم السفلي أيها الحقير.. والآن بعد موت تلك الغبية باهيت استرحت من غبائها وبواسطة شقيقتها الحمقاء سأستطيع الوصول إلى زوجة حبيبي وأقتلها؟!!!.. تباً يجب أن أقوم بالتخطيط من جديد لأتخلص منها وإلى الأبد "

 

كم رغبت في هذه اللحظة بقتل أحدهم حتى أُنفس عن غضبي ولو قليلا.. جلست على الكرسي ونظرت بقهر وبغيظ أمامي وفكرت بحقدٍ شديد.. والآن كيف واللعنة سأتخلص من تلك الشمطاء كاريتا بمساعدة هكار لي؟!....

 

 

الفرعون زيروس**

 

شهقة قوية خرجت من فمي وشعرت بأسهم من النار تدخل في عمق قلبي وتمزقهُ وتحرقهُ من جذوره.. وجع كبير فتك بقلبي.. روحي كانت تحترق وألم لا يمكن لأي إنسان عادي تحملهُ لكنني كنتُ أعيشهُ وأتحملهُ مُرغماً الآن من أجل محبوبتي..

 

دخلت إلى جناحي وأمرت جميع الخدم بالخروج.. وقفت ونظرت بوجعٍ رهيب أمامي.. أغمضت عيناي ووضعت يدي على قلبي والذي كان يشتعل وكأنه أضرم النار في نفسه..

 

شهقت بقوة وأحسست بدمعتي الحارقة تسيل على وجنتي ببطء.. كانت تسيل ببطءٍ شديد وكأن دمعتي الحزينة ترفض أن تسيل على وجنتي بل أرادت أن تهبط إلى صدري لتطفئ نارهُ القاتلة..

 

فتحت عيناي ونظرت أمامي بتعاسة.. الحُب أضعفني بقوة.. أصبحت ضعيفاً أمام محبوبتي.. فهي تقتلني ألف مرة في اليوم بسبب برودها وبُعدها عني وكُرهها لي.. لو تعلم محبوبتي بأنني كنتُ سأخبرُها الليلة بأنها تستطيع العودة إلى زمنها وعالمها.. بسبب حُبي الكبير لها كنتُ سأخبرها بالحقيقة وأسمح لها بالعودة.. لكنها قتلتني وأنا حيّ الليلة..

 

قتلتني بسهولة وأحرقت قلبي و روحي.. لا أستطيع أن أنسى كيف رأيت خيتوس يحاول اغتصابها.. ولا أستطيع أن أنسى بأنها حاولت الهروب مني للمرة الثانية.. ولن أستطيع أن أنسى كيف رفضتني منذ قليل..

 

لو سلمتني نفسها بإرادتها كنتُ فقط سأقبلها بعشق وأُسامحها وأتركها لتستريح الليلة.. لكنها رفضتني مثل عادتها.. كاريتا من المستحيل أن تُحبني وتهبني قلبها.. لن تفعل ذلك أبداً مهما انتظرتُها..

 

مشيت ببطء وخرجت إلى الشرفة.. نظرت إلى سماء كمت وبالتحديد إلى القمر والنجوم.. تذكرت بألم كيف أنقذت محبوبتي وكيف رفضتني.. لقد اكتفيت.. اكتفيت من وجع قلبي و روحي التي تتألم وتحترق.. لقد استسلمت.. استسلمت...

 

حركت نظراتي باتجاه جناح محبوبتي وتأملت بحرقة شرفتها وفكرت بمرارة.. رفضها لي الليلة ألمني بشدة.. حُبها يسكن في قلبي وفي روحي وبداخلي.. كاريتا قتلتني الليلة.. قتلتني الليلة برفضها لي.. غداً سأعيدها إلى عالمها.. سأعيدها بنفسي وأحاول نسيانها وإزالتها نهائياً من قلبي المجروح والمُحطم..

 

تنهدت بعمق واستدرت ودخلت إلى جناحي.. أزلت التاج عن رأسي ووضعتهُ في الصندوق ثم أزلت الرداء عن كتفي وبينما كنتُ أضعه على الكُرسي سمعت رئيس حرسي في الخارج يهتف بقوة قائلا

 

" الملكة الأم سات رع.. ترغب بالدخول إلى جناحك سمو الملك العظيم "

 

" فالتدخل "

 

أجبته بهدوء ورأيت الباب ينفتح لتدخل أمي وهي تتأملني بنظرات قلقة.. اقتربت ووقفت أمامي وقالت بتوتر

 

" ماذا حدث بينك وبين كاريتا؟.. لماذا لم تبقى في جناحها الليلة؟.. ظننت بأنك ســ.. "

 

تنهدت بعمق وقاطعتُها قائلا بنبرة حزينة

 

" لقد رفضتني مثل عادتها.. كاريتا رفضتني "

 

توسعت عينيها وشهقت والدتي بذهول وهمست بصدمة

 

" كيف؟!.. لكنها تُحبُك.. أنا متأكدة من ذلك.. شاهدت بنفسي كيف كانت تنظر إليك الليلة بحزن وبعشق وبــ.. "

 

توقفت والدتي عن التكلم عندما أشرت لها برأسي بالرفض.. وأجبتُها بألم

 

" لا أمي.. كاريتا لا تحبني.. كما لقد اتخذت قراري.. غداً سأعيدها إلى زمنها وسأحاول نسيانها.. هي لا تنتمي إليّ "

 

تأملتني أمي بنظرات مذهولة ثم بعدم التصديق.. رفعت رأسها بشموخ وقالت بحدة وبكبرياء

 

" ليس ابني الفرعون من يستسلم بهذه السهولة أمام أول عقبة تقع بينه وبين زوجته.. ليس ابني الفرعون العظيم من يختار الهزيمة واليأس و الخيبة و الاستسلام.. هذه الحياة لا تليق بك وبمقامك.. لا توجد ظروف لا يمكنك أن تقوى عليها.. أنتَ الفرعون العظيم زيروس الأول ابن الفرعون زوسر الثالث.. لن تستسلم بسهولة بسبب عِناد زوجتك وتصرفاتها الطفولية "

 

تأملت والدتي بتقدير وبإعجاب.. لأول مرة تتكلم والدتي معي بتلك الطريقة وبعنفوان وبثقة تامة.. إنها أمي الملكة والتي أفتخر بأنها والدتي والمرأة التي أنجبتني.. أمي لا تقدر بثمن.. وشعرت بالخزي لأنني عاقبتُها بسبب محبوبتي وأبعدتُها عني..

 

رفعت والدتي يدها ولمست بأناملها الناعمة خدي ومسدته برقة وقالت بثقة

 

" أنتَ ستتغلب على رفضها لك وتجعلها تقع في حُبك.. استخدم ذكائك مع زوجتك وسترى بُني.. ستنجح وستجعل كاريتا تعشقُك بجنون "

 

تأملت عينيها بعاطفة ثم ابتسمت لها برقة وأومأت لها موافقاً.. اقتربت وعانقتُها بشدة وهمست لها بحنان قائلا

 

" أشكركِ أمي على دعمكِ ومحبتكِ وثقتكِ بي.. سامحيني ملكتي لأنني أبعدتُكِ عني.. لن أسمح بحدوث ذلك مرة أخرى.. وأعدُكِ لن أستسلم أبداً وسأجعل زوجتي تحبني بجنون كما أُحبُها "

 

تنهدت والدتي بسعادة وقالت وهي تضع رأسها على قلبي

 

" هذا هو ابني الفرعون العظيم الذي أعرفه "

 

قبلت رأسها وأبعدتُها عني قليلا ونظرت بسعادة إلى وجهها.. ابتسمت والدتي بوسع  وسألتني بهدوء

 

" هل ستخبرني بما حصل بينكما منذ قليل؟ "

 

نظراتي السعيدة اختفت بسرعة وتحولت إلى نظرات حزينة ومجروحة ومتألمة.. أمسكت بيد والدتي وساعدتُها لتجلس ثم جلست بجانبها ونظرت إلى البعيد وأجبتُها بمرارة

 

" رفضتني.. رفضت أن تُسلمني قلبها.. لم أكن أريدها أن تسلمني جسدها بل قلبها.. وهي ببساطة لم تفهمني.. لم تفهم لغاية الليلة ما أريدهُ منها.. كل ما أرغبهُ في هذه الحياة الفانية هو قلبها فقط.. العرش والألقاب وجميع ثروتي ونفوذي لا يُقارنوا بقلبها.. وهي رفضت أن تُسلمني إياه.. رفضت أن تحبني.. وقالت ببساطة لي بأنها ليست مُستعدة "

 

زفرت بقوة ونظرت إلى والدتي بألمٍ شديد وتابعت بحرقة قائلا

 

" أنا الملك الفرعون والذي يحصل على كل ما يريده ويتمناه بسهولة وبسرعة.. بقبضة يدي أحكم بها الممالك وملوكها.. وبنظرة مني أجعل الجميع يرتعبون خوفاً مني.. ولكن زوجتي والتي أعشقُها بجنون لا تبادلني مشاعري وتكرهني.. أخبريني أمي إن امتلكت العالم بأسره في قبضة يدي بماذا سأستفيد منه إن كانت محبوبتي بعيدة عني وتكرهني.. بنظري العالم بأسره لا يساوي شيئاً أمام محبوبتي "

 

رأيت والدتي تتأملني بنظرات حزينة.. أمسكت بيدي وضغطت عليها بخفة وقالت

 

" أمهلها مزيداً من الوقت.. لا تتسرع معها ولا تُعيدها إلى زمنها.. لا تُخبرها بأنك اكتشفتَ طريقة عدوتها إلى عالمها.. أنتَ تستحق السعادة بُني.. فكر بنفسك قليلا ربما إن وهبتك كاريتا قلبها حينها ستنسى فكرة العودة وتُزيلها نهائياً من تفكيرها حتى لو أخبرتها بأنهُ يمكنها أن تعود إلى والدها.. اسمع كلامي لمرة واحدة ولن تندم يا ابني الحبيب "

 

سحبت يدي من قبضتها ثم قبلت وجنتيها برقة وأجبتُها

 

" سأفكر والدتي.. سأفكر الليلة وأتخذ قراري النهائي.. أعدُكِ "

 

بعد ذهاب والدتي نظرت أمامي بحزن وفكرت بألم.. سأحاول للمرة الأخيرة لكسب قلبها وإن خسرت سأتركها تعود إلى زمنها...

 

 

كاريتا**

 

" إلهي.. ما الذي فعلته؟!!!.... "

 

شعرت بغصة أليمة وبحريقٍ في قلبي.. سقطت جالسة على الأرض وأغمضت عيناي بشدة وهمست بدمار

 

" لقد خسرته!!.... "

 

لم أفهم سبب وجع قلبي واحتراق روحي لأنني خسرته.. في الأصل كنتُ سأهرب منه وأعود إلى عالمي..

 

تنهدت بقوة ووقفت وخلعت ملابسي ثم تسطحت على السرير وبكيت بحزن حتى غلبني النعاس في النهاية وسقطت نائمة بعمق..

 

في الصباح دخلت الملكة الأم إلى جناحي وجعلت وصيفاتها يساعدوني بالاستحمام وارتداء فستان أبيض من الكتان الملكي.. عندما انتهوا سمعت الملكة تُكلمني قائلة بنبرة باردة

 

" كاريتا.. يجب أن ترافقيني الآن إلى الساحة.. حان وقت مُحاسبة الملك للجميع "

 

تأملتُها بذعر وهتفت بفزع

 

" لن يقتل الجميع بسببي أليس كذلك؟!!... ثم أين هي نختار؟.. لم أراها منذ ليلة الأمس.. هل سيقتلها؟!... "

 

تأملتني الملكة بحزن وأجابتني

 

" كان يمكنكِ انقاذ الجميع في الأمس.. لكنكِ اتخذتِ قراركِ.. ومصير الجميع أصبح محسوماً "

 

شهقت بذعر وركضت ووقفت أمامها وقلتُ لها بفزع

 

" ليس ذنبهم لأنني حاولت الهروب.. أرجوكِ سمو الملكة ساعديهم "

 

تأملتني بنظرات أليمة وأجابتني بهدوء

 

" فات الأوان كاريتا.. والآن رافقيني "

 

تبعتُها بانهيار إلى الأسفل ورأيت بدهشة الملكة تدخل إلى غرفة العرش.. عندما دخلت همست الملكة الأم وقالت لي

 

" اقتربي من الفرعون "

 

أومأت لها موافقة دون أن أزيل نظراتي عن فرعوني الوسيم.. كان يبدو جذاباً لدرجة مُدمرة رغم الحزن الواضح في عينيه.. اقتربت منهُ كالمسحورة ووقفت أمامه


رواية سحر الفرعون - فصل 18 - حبيبي الفرعون

 

تأملني بنظرات حزينة لثواني ثم أشاح نظراتهِ إلى البعيد وكلمني بنبرة جافة وباردة لا حياة بها

 

" لأنكِ زوجتي الرئيسية يجب أن ترافقيني وتجلسي بجانب عرشي.. التزمي الصمت التام عندما أُصدر حُكمي على الجميع "

 

تأملته بخوف وقبل أن يخطو خطوة واحدة همست له بحرقة

 

" أرجوك لا تظلمهم وتعدمهم بسببي.. لقد وافقت.. سأكون لك.. ســ.. "

 

ودون أن ينظر إليّ قاطعني ببرود قائلا وبأمر

 

" اتبعيني كاريتا والتزمي الصمت "

 

مشيت خلفه وحاوطنا الحُراس فور خروجنا من الغرفة.. اتجهنا إلى الساحة وجلست على كُرسي العرش بجانب الفرعون ونظرت بخوف وبحزن إلى الجميع ومن بينهم نختار..

 

سمعت وزير العدل في المملكة يُلقي كلمته وعن أسباب حُكم الفرعون على الجميع الليلة.. شعرت بالعار من نفسي لأنني السبب خلف خسارتهم لحياتهم الآن..

 

رأيت حُراس الفرعون الملكيين يرمون حارسين أمامنا.. تأملهم فرعوني ببرود وخاطبهما بنبرة حادة غاضبة ومخيفة

 

" لأنكما ساعدتما ابن عمي بالتسلل إلى قصري وخطف زوجتي سيتم اعدامكما الآن "

 

ارتعش قلبي من الخوف عندما رأيت حراس الفرعون يجبرون الحارسين على الوقوف.. وشاهدت برعب حارسين يقتربان ويقفان خلفهما وهما يمسكان بسيف طويل شكلهُ مُخيف..

 

نبض قلبي بجنون وأغمضت عيناي وبكيت بذعرٍ شديد عندما تم قطع رأس أول حارس ثم الثاني.. سالت دموعي كالنهر على وجنتاي وبكيت وانتحبت بخوفٍ مميت.. سمعت القائد بيدوس يأمر الحراس بالتخلص من الجثتين ثم سمعت فرعوني يُكلم الجميع قائلا بأمر

 

" حُراس الممرات السرية سيتم سجنهم لمدى الحياة لأنهم لم ينتبهوا بوجود متسللين إلى قصري.. أما المُحترم سخنو عزلته من منصبه وسيكون خادم في جناح القائد بيدوس.. وحُراس جناح زوجتي لن يتم مُحاكمتهم فقد تم خداعهم من قبل خادمة خائنة.. لذلك سيتم إرسالهم إلى ممفيس وحراسة المساجين هناك.. كما أصدرت قانونا جديداً للخدم والحراس في كمت.. يُمنع منعاً باتاً عليهم تناول الطعام أو المشروبات أثناء تأدية واجباتهم.. سيكون لديهم فترة استراحة محدودة.. الوزير نفر ماعت سيصدر مرسوماً بقراري وسيتم تنفيذه منذ اليوم "

 

فتحت عيناي ونظرت إليه بذهولٍ تام وبصدمة كبيرة إذ لم أتوقع ما فعله.. تأملني فرعوني بنظرات حزينة وتابع قائلا بصوتٍ مرتفع

 

" وخادمة زوجتي ستبقى في خدمتها "

 

وقف زيروس وهنا احنى الجميع رؤوسهم له باحترام.. وقفت ونظرت إليه بامتنان وتوسعت عيناي بدهشة عندما كلمني بهمس قائلا

 

" أنتظركِ الليلة في جناحي.. دعي نختار تُجهزكِ.. سأرسل حارسين لمرافقتكِ إلى جناحي الخاص "

 

ثم أولاني ظهره وغادر برفقة حرسه ورأيت الملكة الأم سات رع تقترب لتقف أمامي.. كان قلبي ينبض بجنون وارتعش جسدي بسبب ما أمرني بفعله..

 

كانت الملكة تُكلمني لكنني لم أُصغي إليها ولم أسمع كلمة واحدة منها.. مشيت بجانبها وخلفنا الحُراس وتوجهت إلى جناحي.. كنتُ شاردة الذهن طيلة النهار بينما نختار تبكي وتطلب مني السماح و لا أدري ماذا أيضاً.. رغم أنه لا ذنب لها بما حصل لكنها لم تتوقف عن طلب السماح مني..

 

وفي المساء.. قلبي لم يتوقف عن النبض بسرعة مُخيفة عندما وقف حارسين الفرعون أمام باب جناحي بانتظاري.. نظرت إلى نختار بضياع بينما كانت تبتسم لي بسعادة وهي تُصلح الكُحل على جفن عيني اليمنى.. وسمعتُها تهمس لي قبل أن تبتعد عني وتحني رأسها باحترام

 

" الملك الفرعون سيُعجب كثيراً بكِ الليلة ملكتي.. لا تخافي فالملك يُحبكِ بجنون سمو الملكة "

 

لا أخاف!!.. أنا لستُ خائفة منه بل مُرتعبة من مشاعري الغريبة نحوه.. فكرت بذعر بذلك بينما كنتُ أمشي برفقة الحارسين باتجاه جناح فرعوني..

 

شيئاً عجيباً بداخلي جعلني أبتسم بسعادة عندما وقفت أمام باب ضخم من الذهب الخالص.. فتحهُ الحراس وهنا بلعت ريقي بقوة ودخلت إلى جناح فرعوني بينما كنتُ أبتسم بسعادة..


رواية سحر الفرعون - فصل 18 - حبيبي الفرعون

 

وقفت في وسط الغرفة عندما رأيت فرعوني يقف على الشرفة.. كان ينظر إلى السماء بشرود وأظنهُ لم ينتبه بأنني وصلت.. تأملتهُ بإعجابٍ تام.. كان يرتدي النقبة فقط ويضع تاجهُ الملوكي الأزرق على رأسه.. تأملت جسدهُ وعضلات كتفيه وظهره بخجل..

 

فرعوني وسيم جداً وأخلاقهُ أجمل منه.. كيف لي أن لا أنجذب إليه!!.. فهو جذاب جداً ووسيم ويتمتع بأخلاق نبيلة.. هو فعلا رجل أحلام جميع الفتيات في المملكة..

 

" كاريتا.. اقتربي وقفي بجانبي "

 

سمعتهُ بدهشة يأمرني بذلك.. كيف عرف بأنني هنا في جناحه؟!.. ربما سمِع صوت الباب أو خطواتي!.. نفذت ما أمرني به واقتربت وخرجت إلى الشرفة ووقفت بجانبه..

 

سمعتهُ بذهول يُكلمني ببرود قائلا

 

" لقد تأخرتِ "

 

نظرت إليه بدهشة وأجبته بتلعثم

 

" كــ.. كنتُ.. كانت.. نختار كانت تساعدني و.. لذلك تأخرت قليلا "

 

لم ينظر إليّ بل بصدمة كبيرة سمعتهُ يقول بنبرة جافة ألمتني

 

" لستُ بحاجةً إليكِ.. يمكنكِ العودة إلى جناحكِ.. لقد تناولت وجبة العشاء بمفردي وأرغب بالنوم الآن "

 

توسعت عيناي وتأملتهُ بصدمة كبيرة.. هل للتو أمرني لأعود إلى جناحي؟!!.. هل طردني من جناحه؟!!.. لماذا فعل ذلك بي؟!!!.. لماذا أمرني بالقدوم إليه ثم طردني؟!!..

 

فكرت بألم بأسبابه بينما كنتُ أنظر إلى وجههِ بذهول.. هل يريد مُعاقبتي بتجاهلهِ وطردهِ لي؟!!.. يبدو ذلك..

 

أحسست بقلبي ينكمش وهمست له بحزن

 

" حسناً ســ.. سأذهب... "

 

لم يُجيبني بل لم ينظر بتاتاً إليّ.. استدرت ومشيت بانكسار باتجاه الباب.. طرقت عليه بخفة بينما كنتُ أُجاهد بحبس دموعي.. تم فتح الباب الضخم أمامي واقترب مني حارسين ورافقاني إلى جناحي..

 

جلست بانهيار على السرير أبكي بحزن بسبب رفضهُ البارد لي.. لماذا فعل ذلك بي؟!!.. لقد أتيت بكامل إرادتي إليه.. أتيت راغبة إليه وهو رفضني..

 

وبعد مرور وقتٍ طويل غرقت بالنوم وسط شهقاتي الأليمة..

 

مضى أسبوعين على تلك الحادثة.. أسبوعين أليمين جداً لي.. فرعوني الوسيم تجاهلني كلياً ولم يطلبني لزيارتهِ إلى جناحه وحتى لم يأتي لزيارتي ولتناول وجبات العشاء برفقتي..

 

كنتُ تعيسة جداً وحزينة.. لقد اشتقتُ إليه بشدة.. كما أنا كنتُ حبيسة هذا الجناح وكان فقط مسموح لـ نختار والملكة بزيارتي فقط.. أما صديقتي أسينا لا أعرف عنها شيئاً.. كنتُ قلقة جداً عليها وتم منعي من زيارتها..

 

واليوم وفي الصباح الباكر وبينما كنتُ أقف على الشرفة أنظر بحزن أمامي رأيت بلهفة وبسعادة كبيرة فرعوني يخرج من القصر ويمشي برفقة حرسه في الحديقة.. لكن عيناي تجمدت على ابتسامتهِ السعيدة والتي كانت سببها تلك الفتاة والتي كانت تمشي بجانبه..

 

نبض قلبي بعنف واقتربت أكثر من حاجز الشرفة ونظرت بتمعُن إلى تلك الفتاة.. احترقت نظراتي بينما كنتُ أتأملها بكرهٍ شديد وهي تضحك بسعادة على شيء قالهُ لها فرعوني..

 

من هذه الفتاة؟!!.. من هي؟!!.. من هي بالنسبة لفرعوني؟!!..

 

تساءلت بغضب وفكرت بحرقة وبغيرة عمياء بمن تكون هذه الفتاة الجميلة.. توسعت عيناي وشهقت بألم عندما رأيت فرعوني يقطف وردة حمراء ويسلمها لتلك اللعينة..

 

وبحرقة كبيرة رأيتهُ يجلس أمام مائدة الفطور وجلست تلك الفتاة بجانبه وبدأوا الخدم بخدمتهم بسرعة.. احترقت أحشائي من الغيرة بينما كنتُ أنظر إليهما.. وعندما رأيت فرعوني يُطعمها بنفسه سالت دموعي على وجنتاي وأحرقتها بشدة..

 

استدرت وركضت داخلة إلى غرفتي ثم سقطت على الأرض أبكي بحرقة وبتعاسة وبغيرة عمياء..


رواية سحر الفرعون - فصل 18 - حبيبي الفرعون

 

من تكون تلك الفتاة؟!.. ولماذا فرعوني يضحك لها ويُطعمها بنفسه؟!!.. خائن غبي وأحمق.. كنتُ سأسلمهُ نفسي برضاي.. كنتُ سأكون له إلى الأبد.. ولكنهُ غبي وأحمق.. لقد اختار فتاة وهو يخونني معها الآن..

 

بكيت بتعاسة وبحرقة قلب ولم أتوقف عن همس كلمة غبي من بين شهقاتي.. سمعت الباب ينفتح ثم سمعت نختار تهتف بخوف

 

" سمو الملكة.. لماذا تبكين؟!.. هل تتألمين من شيء ملكتي؟!.. أرجوكِ ملكتي أخبريني لماذا تبكين... "

 

جثت على ركبتيها أمامي وهنا رميت نفسي على كتفها وانتحبت وبكيت بشدة وهتفت لها بحرقة

 

" نختار.. فرعوني يخونني.. هو برفقة امرأة غيري.. أنا هي زوجته وليست هي.. أنا من يجب أن يضحك لها بتلك الطريقة الجميلة والساحرة وليست هي.. أنا من يجب عليه أن يدللها وليست تلك الفتاة.. قلبي يؤلمني جداً نختار.. "

 

مسدت نختار شعري وقالت برقة وبحزن

 

" لا تبكي سمو الملكة.. الفرعون يحبكِ أنتِ وليس تلك الفتاة خيتا.. كيف عرفتِ بأن الفرعون يقضي معظم وقتهِ برفقتها؟ "

 

توقفت عن البكاء بصدمة ورفعت رأسي بسرعة ونظرت إليها بذهول وهمست بألم

 

" فرعوني يقضي معظم وقتهِ برفقتها؟!!... أنتِ متأكدة من ذلك؟ "

 

تأملتني نختار بخوف ثم أخفضت رأسها وقالت بحزن

 

" آسفة جلالتكِ.. ظننتكِ اكتشفتِ ذلك.. "

 

تنهدت نختار بقوة ثم تابعت قائلة بغصة

 

" الجميع في البلاط الملكي يتكلمون عن.. عــ.. عن إهمال الملك الفرعون لكِ وبأنهُ يبقى معظم أوقات فراغه برفقة تلك المدعوة خيتا "

 

شهقت بقوة وسالت دموعي أضعافاً عن السابق وبللت وجهي بكامله.. وجع رهيب ألم قلبي وروحي.. لم أستطع تحمُل وان أستوعب ما قالتهُ لي نختار للتو.. كان جداً مؤلماً لي أن أكتشف خيانتهُ لي بهذه الطريقة البشعة.. زوجي يخونني..

 

انتحبت بقوة ووضعت يدي على قلبي وهتفت ببكاء

 

" لماذا يفعل ذلك بي؟!.. لقد تعلمت درسي.. لم أعد أرغب بالعودة إلى عالمي من أجله.. قلبي يؤلمني بشدة.. قلبي يؤلمني جداً نختار.. لماذا قلبي يؤلمني إلى تلك الدرجة؟!!.... "

 

تأملتني نختار بحزنٍ شديد وأجابتني بنبرة حنونة

 

" لأنكِ تحبينهُ جلالتكِ.. أنتِ تحبين الملك "

 

تجمدت كلياً عندما سمعت ما تفوهت بهِ نختار.. توقفت عن البكاء ونظرت إليها بصدمة كبيرة.. شعرت بقلبي ينتفض بقوة وبدأ ينبض بنبضات سريعة جداً وكأنه يوافق على كلام نختار لي..

 

ارتعش فكي بقوة وهمست بذهول

 

" أنا أحبه!!.. أنا أُحب فرعوني... "

 

كنتُ ولأول مرة أعترف لنفسي بذلك.. أنا فعلا أعشق فرعوني.. أعشقهُ جنون.. وطيلة هذين الأسبوعين لم أتوقف عن التفكير به والاشتياق إليه.. حتى بأنني لم أفكر بتاتا بوالدي داس.. إلهي!!.. أنا أعشق زوجي.. أعشقهُ...

 

ظنت نختار بأنني أعترض على مشاعري لذلك تأملتني بجدية وقالت باحترام

 

" سامحيني ملكتي بسبب ما سأقولهُ لكِ.. أنتِ بصدق تحبين الملك.. ولكنكِ خسرتهِ بسبب هروبكِ منه.. لقد جرحتِ الملك في قلبه وحطمتهِ.. الجميع في مملكة كمت العظيمة يعرفون بأن ملكنا الفرعون يعشقكِ بجنون وبأنكِ حطمتِ لهُ قلبه بسبب هروبكِ منه.. الملك يحبكِ بجنون ولن يكون صعباً عليكِ سموكِ إن أردتِ أن تستعيدي قلبهُ لكِ من جديد "

 

تأملتُها بدهشة ومسحت دموعي ونظرت إليها بلهفة قائلة

 

" وكيف سأستعيد قلبهُ لي من جديد إن كان لا يأتي لزيارتي وغير مسموح لي من الخروج من هنا وتلك الفتاة ترافقهُ كظلهِ الثاني؟! "

 

ابتسمت نختار بوسع وقالت بجدية

 

" صحيح هو غير مسموح لكِ ملكتي من الخروج خارج هذا الجناح والذهاب إلى أي مكان.. ولكن يوجد استثناء.. الفرعون لم يمنعكِ من الخروج من هنا والذهاب إلى جناحهِ الخاص لزيارتهِ "

 

تأملتُها بسعادة وسألتها بسذاجة

 

" وماذا يعني ذلك؟! "

 

قهقهت نختار بخفة ثم قالت بخجل

 

" هذا يعني ملكتي بأنكِ الليلة سوف تذهبين لزيارة الملك الفرعون في جناحهِ الملكي "

 

احمرت وجنتاي بشدة ورغم خجلي المميت إلا أنني أومأت موافقة على اقتراحها الجنوني.. الليلة سأذهب وأستعيد زوجي إليّ.. سأذهب وأستعيد فرعوني وزوجني..

 

وهكذا وبشوقٍ كبير انتظرت حلول المساء..

 

وقفت أمام باب جناحي أتنفس بسرعة كبيرة بينما كنتُ أنظر إلى نختار بتوترٍ شديد.. تأملتني نختار بسعادة وقالت

 

" لا تخافي سمو الملكة.. الملك الفرعون سوف يسامحكِ لأنهُ يحبُكِ "

 

وافقتُها الرأي وأمسكت بكلتا يديها وقلتُ لها بسعادة

 

" ادعي لي بالتوفيق نختار.. ادعي لي لأستعيد زوجي إليّ "

 

أجابتني موافقة وبدأت تدعو من الآلهة المصرية لتستجيب لطلبي ودعائي لأسترجع فرعوني.. طرقت نختار الباب وفوراً فتحهُ الحراس.. أمرت نختار الحُراس لمرافقتي إلى جناح الملك الفرعون وفوراً احنوا رؤوسهم لي باحترام وأفسحوا لي الطريق أمامي..

 

مشيت برفقتهم إلى جناح حبيبي بينما قلبي كاد أن يخرج من مكانه بسبب انفعالي وخوفي من ردة فعل فرعوني عندما يراني..

 

عندما وصلت إلى جناحه وقفت أمام الباب ولغرابتي فوراً فتحوا الحُراس الباب الذهبي الضخم أمامي وانحنوا أمامي باحترام..

 

تنفست بقوة وزفرت بهدوء ودخلت إلى جناح حبيبي الفرعون...

 

وقفت جامدة بأرضي ونظرت برقة وبحنان نحو السرير.. رأيت فرعوني نائم بعمق في وسط سريره وهو عاري الصدر وكان يضع غطاء السرير والمصنوع من الكتان الملكي على وسطه.. وشعرهُ الجميل الأسود والطويل كان يفترش الوسادة البيضاء أسفل رأسه..

 

حبيبي كم هو وسيم.. كيف لم أرى ذلك سابقاً!!.. صحيح هو وسيم جداً وجذاب ومثير ولكن جمالهُ الحقيقي من الداخل.. أنا فعلا أحبه.. والدليل على ذلك سرعة نبضات قلبي الآن.. فقلبي يكاد أن يخرج من قفصي الصدري بينما أتأملهُ الآن.. ومفاصلي جميعها ترتعش بلذة من أجله.. ونظراتي الهائمة به تلتهمهُ بحنان وبشوقٍ كبير..

 

اقتربت ببطء وبخفة نحو سريره ووقفت أتأملهُ بعشقٍ كبير.. فرعوني ما أجملك.. حبيبي الفرعون.. روح قلبي الفرعون.. أنتَ فرعوني أنا فقط..

 

فكرت بعشق وبغزل بهِ بينما كنتُ أتأمل ملامح وجههُ الرجولية الرائعة.. ابتسمت برقة وقررت أن أنام بجانبه..

 

نظرت أمامي بتوتر وفكرت بخجل.. هل أخلع ردائي أم أنام به؟!!.. احمرت وجنتاي بشدة بينما كنتُ أتخيل نفسي نائمة وعارية بجانب حبيبي الفرعون.. صحيح أنا أحبه بل غارقة في عشقه ولكنني أخجل منه..

 

اتخذت قراري وخلعت فقط صندلي وتسطحت بجانب فرعوني بهدوء.. نظرت بحياء إليه ولأكثر من ساعة لم أتجرأ على الاقتراب منه خوفاً من أن يستيقظ ويرفضني..

 

وعندما بدأت جفوني تنغلق تنهدت براحة واقتربت من فرعوني ووضعت رأسي بخفة على صدره العضلي الجميل ثم بتردد رفعت ذراعي اليسرى ووضعتُها على معدته..

 

تنهدت بهيام بينما كنتُ أسمع دقات قلبهِ الرتيبة واستنشقت بعشق رائحة جسدهِ الرائعة.. أغمضت عيناي وغرقت بنومٍ عميق..

 

" ههمممممممم... "

 

همهمت باعتراض عندما شعرت بحركة أسفل رأسي.. سحبت نفساً عميقاً وتنهدت بهيام بسبب استنشاقي لتلك الرائحة الرائعة.. شعرت بثقل على خصري وبشيء يلمس وجنتي برقة..

 

فتحت جفوني وأول ما رأيته صدر عريض وضخم.. رمشت بقوة ثم شهقت بخجل عندما تذكرت بأنني في غرفة حبيبي الفرعون ونائمة في أحضانه..

 

رفعت رأسي بسرعة وتجمدت نظراتي في عمق عينيه الزرقاء الجميلة.. كان يتأملني بنظرات حنونة و ناعمة ورقيقة.. نظراتهِ جعلت جسدي يرتعش بلذة في أحضانه..

 

احمرت وجنتاي بشدة عندما سمعتهُ يهمس قائلا بسعادة

 

" هل أنا أحلم أم أنتِ حقيقة؟!!... إن كان حُلماً فما أجملهُ محبوبتي لأنكِ هنا ونائمة في أحضاني.. وإن كان حقيقة فما اجمل هذا الصباح لأنني استيقظت ورأيتُكِ بجانبي "

 

أغمضت عيناي ودفنت رأسي في صدره وهمست له بحياء

 

" ليس حُلماً فرعوني.. فأنا هنا بالفعل.. "

 

ضمني بشدة إلى صدره وهمس بسعادة

 

" محبوبتي الجميلة.. محبوبتي.. كاريتا.. أخيراً تحنن قلبكِ عليّ وأتيتِ إليّ محبوبتي.. كنتُ أنتظركِ بشوق وبحرقة محبوبتي.. انتظرتكِ كثيراً لتأتي إليّ "

 

وضع يديه على وجنتاي ورفع رأسي قليلا وتأملني بنظرات عاشقة جعلتني أذوب بسببها.. رفع فرعوني نفسهُ قليلا ثم أخفض رأسه ونظر في عمق عيناي وعرفت من نظراتهِ لي ما يريدهُ.. واستسلمت له.. استسلمت وأغمضت عيناي وسمحت له ليقبلني..

 

ارتعش جسدي بعنف عندما شعرت بشفتيه على خاصتي.. قبلتهُ لي كانت أجمل قبلة قبلني إياها فرعوني.. بادلتهُ القبلة بخجل ولكن بعشق.. ولم أعترض عندما جعلني أتسطح على ظهري.. ولم أعترض عندما اعتلاني..

 

شهقت بخجل عندما اكتشفت بأنهُ لا يرتدي شيئاً في الأسفل.. كان عارياً.. استطعت معرفة ذلك عندما شعرت برجولتهِ المنتصبة بين فخذاي..

 

تأوهت دون أن أنتبه عندما فصل القبلة وبدأ بتقبيل عنقي بينما يديه كانت تتجول على مفاتن جسدي بجرأة.. كنتُ غائبة كلياً عن ما يوجد حولي فقط جسدي و مشاعري و روحي ونبضات قلبي وكل خلية في جسدي كانت حاضرة للمسات وقبلات فرعوني..

 

لم أعترض بتاتا عندما أخفض حمالات فستاني وسحبه إلى الأسفل ورماه بعيداً..

 

شهقة متألمة خرجت من فمي وسالت دموعي على وجنتاي عندما امتلكني حبيبي الفرعون.. أصبحت له.. أصبحنا جسداً واحداً وروحاً واحدة..

 

في هذا الصباح الجميل أصبحت أخيراً لحبيبي الفرعون...


انتهى الفصل



انتقل إلى الفصل 19 ᐸ









فصول ذات الصلة
رواية سحر الفرعون

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©